منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون - الزواج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون  -  الزواج Empty
مُساهمةموضوع: وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون - الزواج   وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون  -  الزواج Emptyالسبت 24 مايو 2014, 1:54 pm

الزواج آية من آيات الله تبارك وتعالى

وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون  -  الزواج 10

بقلم: د. عبدالرحيم الشريف
رئيس قسم أصول الدين
جامعة الزرقاء/ الأردن
 

 مقدمة: الزواج حرث للنسل، وسكن للنفس، ومتاع للحياة، وطمأنينة للقلب، وإحصان للجوارح. كما أنه نعمة وراحة، وسنة وستر.
والزواج في الإسلام عقد لازم وميثاق غليظ وواجب اجتماعي وسكن نفساني وسبيل مودة ورحمة بين الرجال والنساء، يزول به أعظم اضطراب فطري في القلب والعقل، ولا ترتاح النفس ولا تطمئن بدونه؛ كما أنه عبادة يستكمل الإنسان بها نصف دينه، ويلقى ربه بها على أحسن حال من الطهر والنقاء. [1]
ومن امتنان الله تعالى على الإنسان ما ورد في قوله تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون " [الروم: 21]، ويظهر من خلال الآية الكريمة أن الزواج يجمع بين كونه آية ومودة ورحمة، بحسب التفصيل التالي.
أولاً: الزواج آية كونية:
فطر الله كل من الزوجين على حب الآخر وطلبه والجد في البحث عنه ذلك لأن الفطرة البشرية هادية إلى الزوجية فهي تسوق كل رجل إلى طلب الازدواج بامرأة، وكل امرأة إلى قبول الاتحاد مع رجل، وهي التي تربط قلبيهما وتمزج نفسيهما وتوحد مصلحتيهما، وتجعل الصلة بينهما أقوى من كل صلة بين اثنين في هذا العالم ، حتى يسكن كل منهما إلى الآخر عند كل اضطراب ، ويأنس به ما لا يأنس بالأهل والأصحاب [2]
لذا عبر عنه سبحانه وتعالى بأنه آية من آياته:
- فالمرأة تفخر بأبيها أيما فخر، ولكن أباها الذي نشأت تحت كنفه لا يداني زوجها في السكون إليه والراحة والانبساط.
فلك أن تتخيل امرأة تسافر مع أبيها إلى الحج، وأخرى تسافر مع زوجها الذي اقترنت به قبل سويعات.
ستجد الثانية مرتاحة في سفرها أكثر، رغم أن شريكها في الرحلة لم تتعرف إليه إلا قبل سويعات، فما الذي جعلها ترتاح له في مبيتها وسفرها وطلب حاجاتها أكثر من والدها؟
قد عرفنا وجه الإعجاز الإلهي في العلاقة الزوجية فما المودة وما الرحمة:
ثانياً: المودة: 
المقصود بالمودة : أن يحب كل من الزوجين من يحب الآخر من أهله وعشيرته وأصدقائه؛ فيسر لسرورهم، ويستاء لاستيائهم، ويتمنى لهم الخير والنعمة، ويقوم بأداء حقوقهم كما جرى من العرف بين أمثالهم في ذلك.
وهذا النوع من التودد : هو الذي نأمر به من تزوجا في أنفسهما سكونًا يبعث كلاً منهما على مودة الآخر ظاهرًا وباطنًا، بقصر كل من الزوجين طرفه على الآخر وقناعته بالاختصاص به لكمال سكون نفسه إليه، وإخلاصه في مودته ومحبته.
سكون الزوج إلى الزوج سبب من أسباب سعادة الزوجين، وهناء معيشتهما خاص بهما لا يشاركهما فيه أحد من الأقربين والمحبين، وأما المودة بينهما فهي من أسباب سعادة عشيرتهما أيضًا؛ لأنها متعدية ؛ فهي مبعث التناصر، والتآزر والتعاضد والتساند وبهذا تكون سببًا من أسباب سعادة الأمة المؤلفة من العشائر المؤلفة من الأزواج فهذا التأليف هو الذي يتكون من مزاج الأمة فما يكون عليه من اعتدال وكما يكون كمالاً في بنية الأمة وقرة عين لمجموعها وما يطرأ عليه من فساد واعتلال يكون مرضًا للأمة يوردها موارد الهلكة.
ومن المودة بين الزوجين : الممازحة والملاعبة، فكان الرسول صل الله عليه وآله وسلم يمازح نساءه ويداعبهن، وكان يسابق عائشة في الجري الشديد. 
ويؤثر عن عمر أنه كان يقول: " كل امرئ في بيته صبي "، وكان يقول: " ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي فإذا التمسوا ما عنده وجدوه رجلاً ". 
ثالثاً: الرحمة: لقد فطر الله تعالى قلوب البشر على الرحمة ليتراحموا فلا يهلك فيهم العاجز والضعيف، وكل أحد عرضة لاستحقاق الرحمة في يوم من الأيام، وجعل سبحانه حظ الوالدين والزوجين من الرحمة أرجح ليعنى بكل فرد من الناس أقرب الناس منه عند شدة الحاجة إلى العناية والكفالة؛ فالزوج لزوجه عند الضعف في المرض أو الكبر، كالوالدين لولدهما عند ضعفه في الصغر، بل تجد المرأة أرحم ببعلها في
مرضه أو كبره من أمه لو وجدت، وتجد الرجل أرحم بسكنه في مرضها أو كبرها من أبيها لو وجد إذا كانت الفطرة سليمة ، فإن لم يكن كل من الزوجين أرحم بالآخر في كبره من والديه فإنه يقوم مقامهما إذ لا يضعف كل من الزوجين ويحتاج إلى الرحمة إلا بعد موت الوالدين في الغالب، فإن مرض وهما في صحتهما فإنهما يكونان بعيدين عنه لا يسهل عليهما ترك بيتهما ومن عساه يكون فيه من محتاج إلى رحمتهما ؛ لأجل لزام ولدهما الكبير المتزوج. 
فظهر أن كلاًّ من الزوجين في حاجة إلى رحمة الآخر به عند ضعفه لا يقوم بها سواه من الأقربين أو المستأجرين مقامه فيها .
لا شيء يخفف أثقال الفقر وأوزاره عن كاهل الرجل يتحمله مثل المرأة التي ترحمه في فقره فتظهر له الرضا والقناعة ولا تكلفه ما تعلم أن يده لا تنبسط له ، فما بالك إذا كانت ذات فضل تواسيه به ، ولا شيء يعزي الإنسان عن مصابه في نفسه وغيره مثل المرأة للرجل والرجل للمرأة إذا ظهرت عاطفة الرحمة في أكمل مظاهرها فشعر المصاب بأن له نفسًا أخرى تمده في القوة على مدافعة هذه العوارض التي لا يسلم منها البشر ، واعكس الحكم في القضيتين ، يتجلَّى لك وجه الصواب في الصورتين .
ما أجهل الرجل يسيء معاشرة امرأته ، وما أحمق المرأة تسيء معاشرة بعلها، يسيء أحدهما إلى نفسه من حيث يسيء إلى الآخر فهو مغبون غالبًا ومغلوبًا ، وما رأيت ذنبًا عقوبته فيه كذنب إساءة الزوج إلى الزوج [4]
ختاماً: قد يقول قائل لماذا لا يستشعر كثير من الأزواج هذه النعمة
يجيب محمد رشيد رضا: " وقد أفسد على الناس تلك المودّة والرحمة ، وحجبهم عن الموعظة بالحكمة ، وأضعف في نفوس الأزواج ذلك السكون والإرتياح ، غرور الرجال بالقوّة وطغيانهم بالغنى ، وكفران النساء لنعمة الرجال ، وحفظ سيّئاتهم ، وتماديهم في الذمّ لها والتبرّم بها ، وما مضت به عادات الجاهلية في بعض المتقدّمين ، وعادات التفرنج في المعاصرات والمعاصرين ، وقلّد به الناس بعضهم بعضاً ". [5]

[1] الزواج، جار الله، ص22.
[2] مجلة المنار، 8/81
[3] المصدر السابق، 8/573
[4] المصدر السابق 8/656.
[5] تفسير المنار 3/232



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون - الزواج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب
» وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الجلــد
»  وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون - الاذن
» وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون - الاجل
» وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون - رحمة الأم برضيعها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه :: وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون-
انتقل الى: