منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 نحو الغَجَر على «صهوة» القلب !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

نحو الغَجَر على «صهوة» القلب ! Empty
مُساهمةموضوع: نحو الغَجَر على «صهوة» القلب !   نحو الغَجَر على «صهوة» القلب ! Emptyالإثنين 02 يونيو 2014, 6:35 am



[rtl]نحو الغَجَر على «صهوة» القلب ![/rtl]








[rtl]نحو الغَجَر على «صهوة» القلب ! 79183dac5f66242808ea4a41b145de9f[/rtl]














... وامتطى قلبُ عابر البيداء فرساً زرقاء «مزيونة» على جبهتها نجمةُ بيضاء، لها غُرّة تنحدر حتى تصل لشفَتِها  العُليا فتشربُ معها الماء إن هي شربت، ذات ذيلِ كثيف الشعر اللامع البرّاق، كانت شنوفاً ترفع رأسها الى العلاء كلما ركضت، قيل عنها «محجّلة الثلاث مطلوقة اليمين»، أي أن قوائمها محجّلة بالبياض باستثناء قائمتها اليمنى.


راحت الفَرسُ تحفرُ في تراب الارض جَرياً، وتصقلُ الصوان إن داسته سنابكها، بينما القلبُ مُتشبّثٌ على صهوتها قاصداً ذلك المكان الذي تقتتِلُ على الوانه الفراشات المُسالمات عادة، كل منها كانت تُريد الاستحواذ على اللون الاكثر وَهَجاً سواء كان مسروقاً من لون قشور الليمون، او من قشور البرتقال، أو كان كلون الدَم المتفجّرِ من رقاب الديوك الفتيّة كلما لامستها سِكينُ ذابح.


كان الزمانُ، غير هذا الزمان، وكان قلب العابر يتوق للالتقاء بأولئك «الغجر» التائهين في بحور الالوان على شتى أصقاع الارض، كان في عجلة من أمره ليقدّم تلك الفرس الزرقاء كعربون صداقة لأولئك الذين خبروا سلالات الجياد.


كان الوقت مساء ما قبل الغروب بقليل، وكان عابر البيداء يعلم ان قلبه المرتحل على صهوة تلك «الزرقاء» لن يرضى بالمبيت فقط متنقلاً بين خيام الغجر، وعرباتهم إنما سيقرر الفَلَتان من عقاله ليطلب حق اللجوء للعيش في تلك الحريّة الرحبة على امتداد السهوب الخالية إلا من جموع الغجر.




أسطورة الهائمين في الارض




«عابر البيداء» كان ذات ليلة يصغي لحكاية هي اقرب للأسطورة، والخيال منها للحقيقة فقد رَوَتْ له تلك العجوز ذات الشيب المختبئ خلف حِناء الشعر، أن الغجر يعتقدون ان الله خلق البشر من أصولٍ تعود لرجال ثلاثة أحدهم أسود ينتمي لافريقيا، والثاني ابيض ينتمي لاوروبا، أما الثالث وكان اسمه «كين» وهو جد الغجر، وتستطرد العجوز فتقول: أن «كين» قام بذبح أخيه إثر مشادة بينهما فغضب عليه الله وقضى بان تبقى سلالته من الغجر تحيا حياة الشتات لا يملكون ارضاً، ولا مساكن، ويُدمنون على الترحال في جنبات الارض، غير أن العجوز رَوَت ايضا حكاية اخرى تقول: ان الله غضب على الغجر لان احد اجدادهم وكان حداداً هو من صنع المسامير التي دُقت بصليب السيد المسيح عليه السلام، وتروي أيضاً أن الله ربما غضب من جدٍّ لهم كان قد أسرف بالشراب فثمل وضاعت منه معالم الطريق مما قادهم للشتات، غير أن «عابر البيداء» قامَ فنكث عن ثوبه تراب الارض، واستأذن العجوز بالإنصراف عَلّه يجد في خيمة اخرى راوياً يروي له المزيد عن الغجر.




مِنْ أين أتوا؟ ومَنْ هم؟


في خيمة إفترش أرضَها كهلُ غاصَ عمره في بحر السنين، بينما شارباه استطالا ليمتدا نحو خدّيه ليقبلاهما كما بدا للعابر من خلال ضوءٍ خافت كان يتسلّلُ من سراجٍ عتيق، راح يصغي للحكاية، يقول الكهل: لا أحد – يُجزم من أين أتينا فالبعض يقول من الهند، والبعض الآخر يظن أننا من إيران وهناك من يعتقد أننا من كلتيهما معاً، ويُضيف أن هجرة الغجر وتشتتهم في أنحاء المعمورة ربما بدأت في القرن الرابع للميلاد وكانت وجهتهم بلاد روسيا، والمانيا، وصربيا، والمجر ووصلوا أيضاً الى السويد، وانجلترا، حتى أنهم وصلوا جزر الكناري، لكنه يشير الى ان وجودهم في اسبانيا كان الأكثف، ويؤكد أن منهم من وصل الى البرازيل.


يقول الكهل الغجريّ أن عددهم الكلي يفوق عشرة ملايين نسمة مقسومين لعرقين الاول هو «الرومن» والذي يضم عدة مجموعات هي «الفلاكس»، «البلقان الرومن»، «غجر الكالو» و»رومن الكاربات»، أما العرق الثاني فهو «ألدومر» والذي يضم «الهلبا»، «الغربتي»، «الكراتشي»، «الزط»، «البُرك»، «المزنوق»، «تشوري والي»، «اللولي»، وأخيراً «النوَرْ» وهم الذين انتشروا في الاردن، وسوريا، ومصر، وفلسطين، وايران.


ويضيف الكهل أن الغجر في العالم منهم من اعتنق الاسلام، ومنهم من اعتنق المسيحية الارثوذكسية، ومنهم من بقي بلا دين، الكهل الذي عبق فضاء الخيمة بدخان لفافة تبغه الرخيص والتي أشعلتها من لهب السراج، صدرت منه تنهيدة موجعة وعميقة حين راح يسرد قصص الاضطهاد الذي تعرّض له الغجر فيقول حَدَث في «بروسيا» أن ملكها قرّر إعدام كل غجري يزيد عمره عن الثامنة عشرة، بينما النازيون في عهد «هتلر» قاموا بتجميع الغجر داخل معتقلات يسومونهم فيها العذاب حتى كانوا يتخذونهم كأدوات لاجراء التجارب عليهم وقد مات منهم جراء ذلك الكثير يا ولدي.




سر الالوان المتوهجة!


«عابر البيداء» الذي خطف بصره وهج الوان أردية الغجريات، ومقتنياتهم، سأل الكهل عن سر ذلك فقال: إن لهذه الالوان الفاقعة، والمتوهجة، والتي تكاد تضحكُ حكاية، وقد أصبحت موروثاً غجرياً منذ عهد بعيد.. ففي زمن ما حينما كان بيت الغجري هو عربته التي تجرها الخيول، وربما البغال، هام قلب احد الشبان الغجر بصبية غجرية فاشترطت لزواجها منه ان يقوم باعداد عَرَبة تكون عُشّاً للزوجية، وبيتاً دائماً لحبهما كي يغفو في أحضان خشب العربة مدى العمر حيث لا طلاق عند الغجر، ... يقول الكهل أن الفتى لم يتوانى في تلبية طلبها وراح يعملُ بجد لإعداد تلك العربة ساهراً الليالي الطويلة والنهارات المتواصلة، إلا أن مرضاً شديداً داهم الصبية ولم تتمكن من مقاومة أوجاعه في غياب الدواء فماتت!، لكن الفتى بقي يواصل عمله حزيناً في إعداد العربة، وعندما أنجزها قام باغراقها بالوان فَرِحة مُبهجة بينما ترك على جهة من العربة رسماً لوجه جميل يعلوه الشعر الأحمر يمثل فتاته، وعلى الجهة الاخرى ترك وجهاً حزيناً، شاحباً، بعينين دامعتين وكان ذلك يمثل وجهه، وعندما انتهى من كل ذلك كان الحُزن أقوى من أمل الفتى الغجري بالحياة فاستسلمَ للموت، ودُفِن بعد أن تم إحراق عربته كما هي العادة المتبعة لدى الغجر عند وفاة احدهم.. وهكذا صارت الألوان المُبهجة بعد وفاته رمزاً للحب والوفاء لديهم.


يُضيف الكهل بعد أن ظهرت على شفتيه ابتسامة ساخرة حزينة، إن كل الذي تراه من ثياب فضفاضة، ومزركشة، وحُليّ تقليدية ترتديها نساء الغجر، وتلك الأقراط المعلّقة بأذانهن، وأصبغة الشعر الحمراء، والذهبية الصفراء، ما هي سوى تخليداً لوفاء ذلك الفتى، وليس الغاية منها إبراز جمالهن او مفاتنهن.




الحب والزواج


وفي محاولةٍ من «عابر البيداء» لإزاحة ستارة الحزن التي أُسدِلَت على قسمات وجه الكهل، سأله عن الحُب إن كان ممنوعاً، او مستهجناً عند الغجر؟ انطلقت من شفتي الكهل ضحكة رضا، ولاح في عينيه بريقُ من يرى الأيام الهانئة الخوالي.. يقول الغجري الكهل: أن الحب لدى الغجر هو اكثر المشاعر تداولاً بين القلوب فترى الصِبْية، والفتيات وهم في مقتبل العمر يتبادلونه ببراءة الطيور وحينما تحين لحظة المكاشفة فإن الفتى يخلع عن كتفيه شاله ويعطيه للفتاة فإن قبلته منه وارتدته في اليوم التالي فهذا يعني موافقتها، وإن لم تفعل فيعني ذلك رفضها، أما عن طقوس الزواج فيوضح الكهل أن الفتى والفتاة يتصافحان أمام الأهل الذين يُحضرون قطعة من الخبز فيقسمانها بينهما ويتركان كل منهما إغراق قطعة خبز الاخر بدمٍ ينزف من إبهامه، وبعدها يأكل الفتى كسرة الخبز المبللة بدم الصبية العروس، بينما تقوم هي بأكل الكسرة التي بللها دم الغجري العريس، ليصبحا بعدها زوجين الى الأبد.. لا طلاق بعده.


الكهل الذي قامَ لإعداد الشاي لضيفه على نار خشبٍ فائضٍ عن صنع عَرَبة، دُهِشَ لاحتفاء «عابر البيداء» الذي راح يبحث عن قلبه بين خيام الغجر فأبصره مُتلبّساً وهو يمنح شاله المُحاك بالشرايين لغجريةٍ كان يعلو وجهها الحياء.







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
نحو الغَجَر على «صهوة» القلب !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القلب
» كلام من القلب
» دعاء من القلب
» ابواب القلب
» إبحث عن جهة القلب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث ثقافيه-
انتقل الى: