عمان- منال القبلاوي - ظهر في المجتمع اخيراً حالات (طلاق) و( افتداء ) غريبة ومتزايدة لدرجة اساءت لهذا الحق وألبسته ثوب الاستهتار وعدم المبالاة رغم انه ابغض الحلال عند الله و يجب ان يكون لاسباب مقبولة شرعا.
ففي الاونة الاخيرة ظهرت حالات (افتداء) غريبة ودخيلة على مجتمعنا لا تتعدى العشر حالات.
فواحدة من النساء افتدت نفسها من زوجها بسبب عدم شرائه غرفة نوم جديدة بعدما وعدها بتغيير الغرفة القديمة التي كان يتشارك فيها مع زوجته الاولى.
واخرى تفتدي نفسها من زوجها بسبب قبوله هدية من اخته المسافرة في اميركا والمتمثلة ببدلة زفاف بيضاء رفضت العروس لباسها وطالبت بشراء واحدة اخرى.
وسيدة ثالثة تفتدي من زوجها لشرائه اللحمة المجمدة بدلا من البلدية وتركيزه على شراء الدجاج اكثر من اللحمة واحضاره الطعام كهدية من اشخاص قام بخدمتهم.
ورابعة تفتدي من زوجها بسبب طلبه منها ارتداء اللباس الشرعي معتبرة ذلك تدخلا منه بامورها الشخصية.
وخامسة تفتدي من زوجها بسبب مطالبته اياها مساعدته ماليا في مصروف البيت كونها امراة عاملة وتتقاضى راتبا حيث فضلت خلع زوجها على مساعدته في مصروف البيت.
كما افتدت سيدة سادسة من زوجها بسبب قيامه بتكسير الارجيلة خاصتها اثر مشاجرة حدثت بينهما اذ قام الرجل على اثرها بتحطيم الارجيلة انتقاما من زوجته.
وافتدت سيدة سابعة من زوجها بسبب قوله لها « انت صرصور ».
هذا ولا يلزم قانون الاحوال الشخصية المرأة ببيان سبب الافتداء وانما تكتفي المرأة ان تؤكد انها تبغض الحياة الزوجية مع زوجها وحتى دون ابداء الاسباب.
حيث تنص المادة 12 الفقرة ب- والمتعلقة بالافتداء القضائي أنه ( اذا اقامت الزوجة بعد الدخول او الخلوة دعوى تطلب فيها التفريق بينها وبين زوجها وبينت باقرار صريح منها انها تبغض الحياة معه وانه لا سبيل لاستمرار الحياة الزوجية بينهما وتخشى ان لا تقيم حدود الله بسبب هذا البغض وافتدت نفسها بالتنازل عن جميع حقوقها الزوجية وردت عليه الصداق الذي استلمته حاولت المحكمة الصلح بين الزوجين فان لم تستطع ارسلت حكمين لموالاة مساعي الصلح بينهما خلال مدة لا تتجاوز ثلاثين يوما فان لم يتم الصلح حكمت المحكمة بفسخ عقد الزواج بينهما ).
يشار الى ان الأحكام المتعلقة بالخلع في قانون 2001 المؤقت، أصبح أسمها «الافتداء»، إذ تم تغيير المسمى لتخفيف العبء النفسي على الزوج الذي يرفض أن يطلق عليه لقب «مخلوع».
اما حالات الطلاق الغريبة محليا والتي جاءت من قبل الازواج بحق زوجاتهم فتمثلت بقيام احد الازواج بطلاق زوجته قبل دقائق من موعد اذان الافطار في رمضان الماضي نتيجة اعدادها مقلوبة بالزهرة وليس بالباذنجان.
كما قام رجل بتطليق زوجته لقيامها بوضع صورة الممثل التركي الشهير مهند على موبايلها بدلا من صورته.
وحالة ثالثة قام فيها الزوج بتطليق زوجته بسبب زيادة الملح في الطعام الامر الذي لم يتحمله الزوج معتبرا زوجته لا تتقن فن الطبخ فقام بتطليقها
وقام زوج رابع بتطليق زوجته لتعلقها بالمغني المصري تامر حسني.
بدورها حذرت دائرة الافتاء العام من اللجوء الى الطلاق بغير سبب وفقا للفتوى رقم (674 ) حيث ان الطلاق بدون سبب يضر بالطرف الاخر وليس للزوج ان يقوم به بدون سبب مقبول شرعا.
ورغم ان الشريعة لا تطالب الزوج ببيان سبب الطلاق باعتباره من اسرار البيوت التي يجب كتمانها الا انه ينبغي للرجل ان يكون حكما عادلا في الموضوع.
فيعامل زوجته بمثل ما يحب ان تعامل اخته او ابنته من قبل زوجها والا كان ظالما لها.
والزوج والزوجة بمجرد ان يعقدا القران فلكل منهما حقوق وواجبات.فكيف اذا انست الزوجة بزوجها والفته واطمانت اليه وعقدت امالا طيبة على الحياة معه فكيف يفجعها بالطلاق ويخيب امالها ويهدم احلامها المشروعة.
قال الله تعالى: (وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) النساء/21، والميثاق الغليظ: هو عقد الزواج التي تبذل المرأة بموجبه أعز ما لديها.
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: (أَبْغَضُ الْحَلالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الطَّلاقُ) رواه أبو داود. فهو حلال، لكنَّ الله يبغضه، لما فيه من ضرر بالمرأة وأهلها، والمؤمن يجب أن يكون حريصًا على ما يُرضي الله تعالى، متباعدًا عما يبغضه عز وجل.
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: (لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) رواه مسلم. (لا يَفرَك: أي لا يبغض). وقال عليه الصلاة والسلام: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ) رواه أبو داود.
مما يعني ان أمر الطلاق عظيم فلا ينبغي أن يتم الاقدام عليه إلا لأمرٍ مشروع وهو قرار خطير سيحاسب الانسان عليه يوم القيامة.