ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69619 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
| موضوع: الطُفولة بِناء إنسان ,,, ليس كَبناء العُمران الأحد 16 نوفمبر 2014, 7:44 pm | |
|
كثير ما نتمنى الحب الأسري , والوئام العائلي , كثير ما يخطر بأذهاننا تكوين روابط أسرية متينة , متماسكة .. روابط لا تبالي بتيارات عاصفة تهددها , وبكل ثقة تستطيع الصد لها وَمقاومتها , ذاك هو المناخ الأسري والذي يسعى لأجله الكثير , وتلك هي البيئة الملائمة لأن ينشأ فيها أبناء أسوياء , يتعلمون منها مختلف الأشياء , وبل تستحق لأن تكون حضنًا مثاليًا لهم .. فـ تلك البيئة الناجحة الحاضنة للطفل هي الأَولى في تشكيله , كما من المفترض أن تكون أول مدارسه , ففيها يتعلم أنماط حياة مختلفة يتلقاها من أفرادهـ أسرته ؛ جراء محاكاته لهم , ولمن حولهم .. بالإضافة إلى اكتسابه بعض العادات السائدة , والممارسات السلوكية اليومية .. ولا يقتصر دور تلك البيئة على ذلك ؛ فهي أيضًا تتيح للصغير التعود على أنظمة معينة توافق كيانه الجسدي , والعمري , والأهم أنها توافق دواخله النفسية , و تلبي مطالبه المهمة من تلك البيئة والتي بدورها تُكيف الطفل مع شتى العوامل والحوداث التي تحيط به .. وكلّ ذلك يصدر بدوره إلى المجتمع فَيُعكس أثرهـ على أفرادهـ .. لـ تيقوم بناء مجمتعات أمة بأكلمها على تلك المعادلة .. { بيئة ~ > أفراد ~ > أسرة ~> مجتمع } فإن وجدت البيئة الصالحة ترعرع فيها الأبناء, ومن ثم أنشئت أسرًا يشكل منها مجتمعا ملائما لـ تلك البيئة الصالحة ..~ لـ نفترض أن ذلك كله لا زال ذلك كله تحت بند المطالب ولا واقع له .. إذن لماذا لا نحوله نحن واقعًا ملموسًا ..؟ لماذا لا نصنعه ونحن نملك القدرات الكافية لـ ذلك ...؟
لأنه للأسف أن غالبنا يريد ذلك بالفطرة نعم نريد ( أسرة صالحة , محبة , مترابطة ) ولكن إرادتنا لا تتعدى عالم الأحلام الجميلة , والأماني المسافرة .. أما عن عملنا لأجل تحقيق تلك الأسر فهو ضئيل جدًا ... وقد يصل إلى ...{ لا شيء ..!! وكأنه يَخيل إلينا أن الحصول على ذلك المناخ سيكون هدية سماوية , تقدم إلينا بلا عناء , أو تعب .. ونسينا أن ذلك المناخ لا يشمل مجرد أسر .. ففي كينوته أنفس استطاعت صناعته ..! .. قلة تلك الأعمال والجهود التي تبذل لبناء النفس , وبذلك يكون بناء الأسر هشًا قابلا للإنهيار في أي وقت .. لمَ إذن نحن لا نستطيع ..؟
الفرق هنا أن هؤلاء لم يكن هدفهم مجرد بناء أسرة يضرب بها المثل وحسب !.. بل كانوا يسعون لـ تكوين أسرة يكون بناءها من الجذور .. وَ بالتأكيد لن يتحقق إلا بـ بناء أفراهـ وأعمدة قوامه .. وبناء الفرد دومًا ما يبدأ ببناء نفسه ... وَ كما نعلم أن بناء نفس الإنسان ليس كبناء العمران ...!! الإثنان يجتمعان تحت مسمى بناء نعم ولا شك ؛ وَ لكن شتان بينهما , فـ العمران مهما شقّ علينا إلا أنه يظل مادة جامدة نطوعها كما نشاء , ولكن الإنسان كائن حَي حُر >> متأثرة بالثوارت .. يملك بفضل ربي ما لا يملكه الجامد .. لذلك كان بناء النفس ليس بـ اليسير أبدًأ , فـ كيف إن كانت تلك النفس لـ طفل ...! بالتأكيد أنها من أشق طرق التربية , وأعسرها , والذي يحتاج منا إلى جهدٍ متواصل , و عمل دؤوب لإنجاح ذلك البناء وترسخيه .. والذي منه شيئًا فـ شيئًا نبني الأبناء والأجيال ومن ثم الأمم ..! ومن هذا المنطلق مفترضًا أن يكون التعامل دومًا مع فلذات الأكباد ..
بناء النفس = بناء الروح .. لـكي نحقق ذلك البناء وللوصول إليه نحتاج إلى تربية متوازنة تلبي حاجاته فكما نعلم أن الطفل جسد وروح , وَ لكن كثيرًا ما يطغى جانب الجسد على الروح ..! فـ نرى الوالدان لاهثين لـ تلبية متطلبات أبناءهم الجسدية والمادية , بينما غافلين كثيرًا عن حاجاتهم الروحية , والتي ينبغي أن تصعد قمم الضروريات .. فنجد أن من الآباء من يعتقد أن دورهـ كـ أب ينحصر في تأمين حاجات أسرته المادية الغذاء واللباس , فـ يكد طوال اليوم , وتنقضي ساعاته وهو لاهـ عن أبنائه .. وكذلك الأم تلهيها تراكمات الواجبات عن أبنائها ,
وقد يتصور للأم أن العناية الخارجية بأطفالها كفيلة لكي تكون من خلالها أما ناجحة تخرج من قعر بيتها نشىء ناجح وصالح .. و لكن هذا بالطبع غير صحيح ...! بل على العكس ... افتقد هنا ذاك البناء الكثير من الأسس والتي ينبغي علينا أن نراعيها لـ تحقيق بناءً نفسيًا متوازنًا للأبناء , و الذي منه تبنى الأسر كما ما أنشئت عليه..
|
|