فلتفرحي يا "إسرائيل" 

تبوأ اليهود مكانة مرموقة في مصر خلال حكم الدولة الفاطمية في القرن الرابع الهجري، فقد كانت السياسة الفاطمية تذهب إلى أبعد حد في موالاتهم، حتى اعتلى بعضهم أعلى المناصب وأصبحوا وزراء، وكان لهذا النفوذ اليهودي أثر بالغ على أهل مصر المسلمين، فقد استاءوا كثيرا ،وتضايقوا، لكن حكم الدولة الفاطمية كان إرهابياً، فلجأ المصريون إلى النكات والشعر حتى قال الشاعر المصري :

واليوم تتشابه الأحداث التاريخية، فقد أصبح لليهود صولة وجولة في بلدان العالم العربي والإسلامي بل في كل العالم، فلماذا لا يفرحون بل يرقصون فرحاً .

فقد أصبحت أمريكا ودول الغرب وكثير من دول العرب والمسلمين تعمل لصالح إسرائيل وتتسابق إلى خدمتها، فهذه أمريكا تزود إسرائيل بكل ما يلزمها من مال وسلاح وعتاد بل وتشن الحرب على كثير من دول العالم للحفاظ على أمن وسلامة إسرائيل، ويساعدها في ذلك كثير من دول العالم العربي وغير العربي .

قد تكون أمريكا والدول الأوروبية معذورة في ذلك أنها تدافع عن مصالحها ومطامعها في العالم العربي والإسلامي، وتعبر عن كرهها للعرب والمسلمين فترى في إسرائيل الدولة التي تحقق مصالحا وأهدافها .

لكن أين مصلحة بعض الدول العربية والإسلامية في تقديم خدمات مجانية لإسرائيل في ظني أن المصلحة التي يقاتل من أجلها حكام الدول العربية هي الحفاظ على عروشهم خوفاً من أن يصل إليها الإسلاميون .

ففي مصر السيسي يجري قتل أحرار المصريين، وإحراقهم، وهدم بيوتهم وإقامة منطقة عازلة في سيناء للحفاظ على أمن الصهاينة في فلسطين، والأشد من ذلك أنه يتم حصار غزة وتضييق الخناق عليها حتى وصل الأمر إلى هدم أنفاقها الحيوية، والتآمر عليها في معركة "العصف المأكول"، وكل ذلك لمنع حماس ومن بعدها الإخوان المسلمون من تحقيق أي نصر، وكل ذلك لمصلحة إسرائيل .

وما يجري في كثير من الدول العربية والإسلامية : كسوريا والعراق وليبيا واليمن من قتل للعرب – أياً كانت دياناتهم ومبادئهم - وتدمير لممتلكاتهم، ومقدرات أوطانهم، ألا يصب ذلك في مصلحة إسرائيل وبالتالي يحق لها أن تفرح وترقص .