منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 «خنجر إسرائيل» المشكلة فينا !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70301
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

«خنجر إسرائيل» المشكلة فينا ! Empty
مُساهمةموضوع: «خنجر إسرائيل» المشكلة فينا !   «خنجر إسرائيل» المشكلة فينا ! Emptyالأحد 30 نوفمبر 2014, 4:56 am

عندما قال بعض المحللين من العرب والأجانب إن إسرائيل كانت المستفيد الأول من العمليات الإرهابية التي ضربت الولايات المتحدة في 11 أيلول «سبتمبر» عام 2001، عندما قال هؤلاء ذلك اتهموا مباشرة بتبنيهم نظرية المؤامرة. 
اليوم يخرج علينا بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة الإسرائيلية­ إن كان ثمة معارضة­ بتصريح مرّ مرور الكرام يقول فيه نصاً: «إن إسرائيل ربحت من الهجوم على البرجين في نيويورك ومبنى البنتاغون «في واشنطن» في 11 أيلول عام 2001، والحرب الأميركية على العراق». ‏
كلام نتنياهو هذا جاء في محاضرة ألقاها في جامعة بارإيلان منذ أيام، لكن الإعلام العربي لم يعطها أدنى اهتمام، مع كل ما يحمله كلام هذا المتطرف الصهيوني من تأكيدات صريحة لحقيقة صارخة تقول: إن إسرائيل هي المستفيد من مصائب البشرية إن لم تكن هي التي تصنعها! ‏
فمن يدري: قد تكون إسرائيل وراء تلك الجرائم الإرهابية، كما كانت الصهيونية العالمية المحرّض الأول للحرب على العراق واحتلاله! ‏
وإذا كنا لا نملك الدليل الملموس على تورط إسرائيلي في أحداث أيلول 2001، فإننا نملك الدليل المعلن لتورط الصهيونية العالمية في ضرب العراق واحتلاله والعمل على نشر الفوضى والفتنة فيه. ‏
علينا أن نستعيد­ ربما للمرة الألف­ الوثيقة الصهيونية التي نشرتها مجلة «كيفونيم» الناطقة بلسان المنظمة الصهيونية العالمية في 14 شباط «فبراير» عام 1982 التي ركزت على ضرورة ضرب العراق واحتلاله ومن ثم تقسيمه إلى ثلاث دول تقوم على أسس طائفية وعرقية. ‏
بعد تلك الوثيقة بأربعة أشهر كتب المعلق العسكري الإسرائيلي الشهير زئيف شيف في صحيفة هآرتس «2/6/1982» مطالباً بتقسيم العراق، بينما كتب الصحفي الصهيوني ليزلي غلوب في «نيويورك تايمز» بتاريخ 25/11/2003­ أي بعد سقوط بغداد بسبعة أشهر فقط­ مقالة بعنوان «حل الثلاث دول» التي يدل عنوانها على فحواها. ‏
لن نغوص كثيراً في التاريخ لنكشف حقيقة المشروع الصهيوني الذي بدأ حتى قبل المؤتمر الصهيوني الأول في بال السويسرية عام 1897، فهذه أضحت معروفة للعالم، ولكننا نقدم البيّنة على أن ما قاله نتنياهو يستند إلى خطط قديمة­ صهيونية في البداية وأميركية في نهاية المطاف­ وذلك خدمة للمشروع الصهيوني نفسه. ‏
كثيرة هي الوثائق والأدلة التي تفضح التوجهات والأكاذيب والأساطير الصهيونية، وكثيرة هي الوثائق أيضاً التي تؤكد أن تقسيم الوطن العربي برمته­ وليس العراق فحسب­ هو خطة صهيونية قديمة. ‏
الغريب أن مجلة «كيفونيم» لم تكن الجهة الأولى التي كشفت خطة التقسيم تلك، فقد سبق للصحفي الهندي الشهير ديل كارينجا أن حصل من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر خلال مؤتمر باندونغ عام 1955 الذي أرسى حركة عدم الانحياز، على وثائق سرية لمخططات إسرائيلية ترمي إلى تفتيت الدول العربية، كل على حدة، إلى كانتونات ودويلات قبلية وطائفية، للترويج لفكرة أن العرب غير مؤهلين للتعايش مع المختلف عنهم دينياً، أو مذهبياً­ من جهة­ وكي تصبح إسرائيل، القائمة أصلاً على عنصر الدين وحده، القوة الأكبر والأقوى في المنطقة، وبالتالي تقود هذه المنطقة وفق هواها وبما ينسجم مع مشروعها. ‏
يجب هنا التنبه جيداً إلى أن المحافظين الجدد قدموا لنتنياهو عندما تسلم رئاسة الحكومة الإسرائيلية عام 1996 ورقة تتضمن أفكارهم لدعم إسرائيل ورؤيتهم لمستقبلها ومستقبل المنطقة تقوم أساساً على تقسيم العراق، وهي الأفكار والاستراتيجيات التي أدرجوها في مشروعهم المعروف الذي وضعوه عام 2000، أي قبل عام من أحداث أيلول الإرهابية، وقبل ثلاث سنوات من غزو العراق واستعماره. ‏
هل كل ذلك مجرد مصادفات؟ أم إنه مشروع جهنمي شيطاني بدأ من استعمار المشرق العربي واتفاقية سايكس­ بيكو وما سبق ذلك وما تلاه والذي لا يزال متواصلاً إلى يومنا هذا؟! ‏
وهل الصهيونية العالمية التي خططت لإقامة إسرائيل وتقسيم العراق كمدخل لتقسيم الدول العربية، بريئة من دم ضحايا العمليات الإرهابية في 11 أيلول «سبتمبر» عام 2001، وهي العمليات التي جعلت بوش يعلن على الملأ أن حرباً صليبية قد بدأت؟. ‏
ولماذا لا نقرأ التاريخ كما يفعل أعداؤنا؟ ولماذا لا نحلل المعطيات والمعلومات المتوافرة بغزارة شديدة ونعمل على مواجهة المخطط الخطير الذي يتهدد الدول العربية جمعاء؟ ‏
كلامنا هذا ليس للتخويف وإنما للتحذير، وما على العرب إلاّ التمعن بما جرى للوطن العربي منذ مطلع القرن العشرين، والعودة إلى الوثائق، ومنها ما ورد في مجلة «كيفونيم» وفي كتاب الصحفي الهندي كارينجا المعروف لدينا بـ«خنجر إسرائيل». ‏
نتنياهو قدم لنا خدمة عندما أعلن أن إسرائيل هي المستفيد من أحداث 11 أيلول 2001، ومن الحرب الأميركية على العراق، فلنبدأ من هذه المعلومة التي لم تكن تحليلاً إسرائيلياً، بل نتيجة يدركها نتنياهو لأنه ساهم فيها منذ كان رئيساً للوزراء 1996. ‏
إنه جرس إنذار إذا كانت لا تزال هناك آذان مصغية. ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70301
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

«خنجر إسرائيل» المشكلة فينا ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: «خنجر إسرائيل» المشكلة فينا !   «خنجر إسرائيل» المشكلة فينا ! Emptyالأحد 30 نوفمبر 2014, 5:04 am

«خنجر إسرائيل» المشكلة فينا !
صالح القلاب

في عام 1957 نشر الصحافي الهندي كارينجا كتاباً إسمه :»خنجر إسرائيل» هُو ملخص مقابلة مع وزير الحرب الإسرائيلي موشيه دايان قال فيها :»إنَّ دولته ستدمر كل الطائرات المصرية وهي رابضة في مطاراتها وعندها ستصبح سماء المنطقة مُلكاً لنا وعندها سنستطيع حسم أي حرب مقبلة».. وحقيقة إن هذا ما جرى في عام 1967 ،أي بعد عشرة أعوام عندما كانت هزيمة العرب الكبرى التي تم فيها احتلال باقي ما تبقى من فلسطين وذلك بالإضافة إلى سيناء حتى قناة السويس وبالإضافة إلى جبل الشيخ وهضبة الجولان السورية حتى مشارف دمشق.
في ذلك الكتاب الذي لم يقرأه كثيرون من الذين يصنعون السياسة ويتخذون القرارات في المنطقة العربية كشف هذا الصحافي الهندي عن وثيقة إسرائيلية سرية لتقسيم الوطن العربي والهلال الخصيب وحوض نهر النيل تحديداً وبحيث يصبح العراق ثلاث دول ، دولة سنية في الوسط ودولة شيعية في الجنوب ودولة كردية في الشمال، وتصبح سوريا ثلاث دول أيضاً ، سنية وعلوية ودرزية، في حين يصبح لبنان دولتين ، شيعية في الجنوب ومارونية في الشمال، وفي حين يصبح السودان ثلاث دول وتصبح مصر أيضاً ثلاث دول!!.
وحسب هذا الصحافي الهندي ،الذي إلتقى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وأطلعه على محتوى هذا الكتاب قبل نشره وطلب منه وضْع مقدمة له، فإن دايان قد قال له :»إن العرب لا يقرأون وإنهم إذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يعملون وإذا عملوا لا يستمرون» والمعروف أنَّ سيف التقسيم أصبح ، بعد سبعة وخمسين عاماً من صدور هذا الكتاب، يضرب العراق ويضرب سوريا ولبنان بعدما ضرب السودان ولا يزال يضربه.. ونسأل الله ألاَّ يضرب مصر ، أرض الكنانة، التي كانت موضوعة على هذه اللائحة السوداء خلال عام حكم الإخوان المسلمين والتي من الواضح أنَّ هدف الإرهابيين الذين يرتكبون جرائمهم تحت عنوان :»أنصار بيت المقدس» هو تقسيمها إلى ثلاث دول هي :إمارة سيناء ودولة للأقباط في الجنوب ودولة للمسلمين في باقي ماتبقى.
ولعل ما لم يورده كارينجا في كتابه هذا :»خنجر إسرائيل» هو أنَّ هناك الآن عدداً من الدول العربية باتت مهددة بأبشع أشكال التقسيم أولها ليبيا وثانيها اليمن وبالطبع فإن الصومال غدا منذ أكثر من عقدين من الأعوام دولتين بعاصمتين إحداهما شمالية والأخرى جنوبية وبالطبع أيضاً فإن عيون المتآمرين لم تَكُفْ عن التركيز على الجزائر حماها الله وأنَّ المغرب يعاني من جرح ما يسمى :»الجمهورية الصحراوية» الذي لا يزال راعفاً والذي يواصل تسميم العلاقات الأخوية الجزائرية-المغربية.
وهنا فإنَّ ما تجب الإشارة إليه هو أن المطران لوقا الخوري قد استعرض ما جاء في هذا الكتاب الخطير جداً على صفتحه الرسمية في «الفيس بوك» وأنه كتب في مطلع مقاله بهذا الخصوص : تستدعي التطورات الراهنة في المشهد العربي الممتد من فلسطين إلى العراق إلى مصر فالسودان وإلى ليبيا فسوريا وغيرها إستحضار ما جاء في كتاب «خنجر إسرائيل» للنبش والتذكير كي لا ننسى تلك المشاريع والمخططات الإستعمارية المتصلة التي تستهدف تفكيك هذه الأمة».. وهنا ومرة ثانية فإنه علينا أن ندرك أن ما يجري في هذه الدول العربية لم يأتِ مفاجئاً فهذه التمزقات التي نراها الآن هي نتيجة أوضاعٍ مأساوية بائسة سادت في هذه الدول على مدى نحو نصف قرن واكثر مما جعل كل هذه التطورات تحصيل حاصل ونتائج حتمية.
إنَّ هناك مؤامرة لا شك في هذا ولكن علينا أن نعرف أنه ما كان لهذه المؤامرة أن تحقق كل هذه النجاحات المرعبة لو لم تُبتلَ هذه الدول العربية التي تتفتت الآن أمام عيوننا بأنظمة إستبدادية وقمعية دمرت الحياة السياسية في البلدان التي حكمتها ومزَّقت وحدتها الإجتماعية وأيقظت فيها كل أمراض التاريخ من طائفية ومذهبية وعرقية وسهَّلت للطامعين غزوها من الداخل قبل أن يغزونها بجيوشهم العسكرية من الخارج... إنَّ المشكلة تكمن في أنَّ تلك الشعارات الجميلة التي رُفعت في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي قد مُسِختْ وإن الحرية تحولت إلى سجون ومشانق وساحات إعدامات وإن الوحدة قد أصبحت تمزقات قُطْرية وإقليمية وتطلعات إستحواذية وإحتلالية عبر الحدود وأن الإشتراكية غدت إفقاراً منهجياً وفساداً مستشرياً ومصادرات زادت «الكادحين» كدحاً والفقراء فقراً وأنتجت فئة جديدة غير مؤهلة باتت تمتلك الثروة بعدما امتلكت الحكم والقوة!!.




ﺧﻄﻂ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﺍلمنطفه  
ﻫﻞ ﺳﺘﺄﺧﺬ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ الى ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ؟

http://alkashif.org/html/center/22/2.pdf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70301
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

«خنجر إسرائيل» المشكلة فينا ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: «خنجر إسرائيل» المشكلة فينا !   «خنجر إسرائيل» المشكلة فينا ! Emptyالأحد 30 نوفمبر 2014, 5:38 am

خطة تقسيم العراق.. غير ملزمة ولكنها قادمة


إبراهيم علوش
التبرؤ من دم يوسف
الخلاف على التوقيت والإخراج لا على المبدأ
تفكيك العراق مشروع صهيوني قديم
في يوم 26/9/2007 أقر مجلس الشيوخ الأميركي خطة غير ملزمة لتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم للحكم الذاتي هي كردستان وسنستان وشيعستان، حسب تعبير المروجين لمشروع "التقسيم الناعم" في مراكز الأبحاث والدراسات الأميركية.
وقد صوت للقرار 75 شيخًا من أصل مائة، وصوت ضده 23، وكان من الملفت للنظر أن يصوت 26 شيخًا من الحزب الجمهوري حزب الرئيس بوش للقرار، على الرغم من أن إدارته أبدت معارضتها العلنية له، وهو ما أظهر انقسامًا جمهوريًّا عميقًا حول سياسة الإدارة الأميركية الراهنة في العراق كان قد بدأ قبل ذلك بأشهر.
وكان الشيخ الديمقراطي عن ولاية ديلاوير الأميركية السيناتور جوزيف بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قد قاد الحملة داخل مجلس الشيوخ، وفي وسائل الإعلام الأميركية، وفي اتصالات قام بها مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لتمرير مشروع الكونفدرالية الضعيفة في العراق.
وعلى الرغم من أن جوزيف بايدن رشح نفسه عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2008، فقد صوتت مع مشروعه لتقسيم العراق في مجلس الشيوخ منافسته الديمقراطية السيناتورة هيلاري كلينتون، ولكن منافسهما السيناتور باراك أوباما لم يصوت على القرار أصلا.
ومن المستبعد حسب محللي المشهد السياسي الأميركي أن يتبنى الحزب الديمقراطي جوزيف بايدن مرشحا رئاسيا له في 2008، لكن دوره في تمرير قرار تقسيم العراق علناً رشحه بقوة لأن يكون وزير الخارجية الأميركي المقبل إذا ما انتصر الحزب الديمقراطي.
"الدعم الكبير الذي حظي به قرار تقسيم العراق في مجلس الشيوخ من الديمقراطيين ومن بعض أبرز رموز الجمهوريين يدل على أن المشروع يحظى بدعم كبير من النخبة الحاكمة الأميركية، من اللوبي اليهودي بالذات"
ويدل الدعم الكبير الذي حظي به قرار تقسيم العراق في مجلس الشيوخ، من الديمقراطيين ومن بعض أبرز رموز الجمهوريين مثل المرشح الرئاسي الجمهوري السيناتور سام بروان باك عن ولاية كانساس الأميركية، والسيناتور جون ورنر عن ولاية فرجينيا، والسيناتور كاي بايلي هاتشنسون عن ولاية تكساس، على أن المشروع يحظى بدعم كبير من النخبة الحاكمة الأميركية عموما، ومن اللوبي اليهودي خصوصا.
هذا الدعم يبدو حسب خريطة التصويت الممتدة من أقصى ليبراليي الحزب الديمقراطي إلى أقصى محافظي الحزب الجمهوري، ومن المنظرين والمفكرين المحيطين بهم ممن اتفقوا على تقسيم العراق واختلفوا على كل شيء آخر، وبالأخص على ما إذا كان يفترض في القوات الأميركية أن تنسحب من العراق أم لا، وكيف، ومتى.. وممن يتنافسون بقوة على منصب رئاسة الجمهورية، ولكن ممن يرون بالرغم من ذلك أن العراق يجب أن يتفكك.
التبرؤ من دم يوسف
والطريف أن إدارة الرئيس بوش تقف بقوة ضد قرار مجلس الشيوخ وتهاجمه، وكذلك جيمس بيكر أحد رموز الحزب الجمهوري الكبار، ووزير الخارجية الأسبق في عهد بوش الأب، وأحد قيادات "مجموعة دراسة العراق" التي كانت قد خرجت بتوصية التفاهم مع سوريا وإيران لترتيب الخروج الأميركي من العراق.
وموقف الرئيس بوش يحمل مفارقة لأن إدارته هي التي أعادت تشكيل "العراق الجديد" على أسس طائفية وعرقية منذ المجلس الانتقالي للحاكم بول بريمر، والانتخابات والوزارات والبنى السياسية القائمة على المحاصّة الطائفية، بل منذ الدستور الذي جعل الفدرالية وحق تشكيل الأقاليم المستقلة ذاتياً عنواناً للعراق الجديد.
فكل شيء فعلته إدارة بوش الابن في العراق، وفعلته إدارة أبيه، مثلاً مناطق حظر الطيران المرسومة طائفياً فوق العراق في التسعينيات عندما كان السيد بيكر وزيراً للخارجية، يؤدي إلى هذه النتيجة المنطقية، ولكن الآن يتصرف بوش وبيكر وكأن هذا القدر من التقسيم أمرٌ لا يعجبهما!!
وفي 22/7/2007، نشرت صحيفة الديار اللبنانية تقريراً من باريس عن محاضرة للسفير الأميركي الأسبق في لبنان ريتشارد باركر قال فيها "إن الرئيس جورج بوش سيعمل خلال الفترة المتبقية من ولايته الرئاسية على وضع أسس ثابتة لمشاريع "خرائط طرق" لمنطقة الشرق الأوسط تنطلق من تطلعات القسم الأكبر من ممثلي الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية التي تتمحور كلها حول ضرورة منح الحكم الذاتي لهذه الأقليات عبر إقامة أنظمة حكم ديمقراطية فدرالية بديلة للأوطان والحكومات القائمة الآن".
أما بالنسبة للعراق فيقول التقرير إن "العراق الفدرالي" سوف يتم ضمه (أو ربما ضم بعضه؟) إلى صيغة كونفدرالية، تحت عنوان "الاتحاد الهاشمي"، تتألف من الأردن أيضاً، والسلطة الفلسطينية... وقد بدأ يتضح الآن المقصود بما قاله ريتشارد باركر.
غير أن موقف الكتل البرلمانية فيما يسمى البرلمان العراقي (في ظل الاحتلال) يبقى موقفاً أكثر طرافةً من موقف إدارة الرئيس بوش نفسها. ففي الأيام التالية لإقرار مشروع تقسيم العراق من قبل مجلس الشيوخ الأميركي، نقلت وسائل الإعلام خبرا مفاده أن كل الكتل النيابية العراقية اجتمعت وأخذت موقفا موحدا برفض وإدانة قرار مجلس الشيوخ تقسيم العراق.
ولكن مهلاً! أليس هذا مجلس النواب نفسه الذي أنفذ بالأغلبية قراراً في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2006 قبل أقل من عام من قرار مجلس الشيوخ الأميركي بحضور 175 نائباً من أصل 275، وبموافقة 148 نائباً حسب جريدة "الحياة" اللندنية في 12/10/2006، يقر قانون تشكيل الأقاليم "من محافظة واحدة أو أكثر... عن طريق الاستفتاء الشعبي لثلثي سكان المحافظة التي ترغب بتشكيل الإقليم"؟!
وقد مر ذلك القانون بقوة دفع الأحزاب الكردية و"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق"، وبتأييد النواب المنتمين لكتلة إياد علاوي، أي بتأييد قوى نافذة في إيران والولايات المتحدة.
والآن يريد كل هؤلاء أن يتبرؤوا من جريمة تفكيك العراق، من الرئيس بوش إلى مؤيدي الفدرالية في مجلس النواب العراقي (غير المشروع لأنه قام في ظل احتلال)، في حين أن التقسيم ماضٍ على قدم وساق!!
وكان عبد العزيز الحكيم قد صرح بعد إقرار البرلمان العراقي للقانون المذكور بأن بوسع أي محافظة الآن أن تتقدم بطلب لتأسيس إقليم بعد عام ونصف من إقراره، أي بعد نصف عام من القرار غير الملزم لمجلس الشيوخ الأميركي.
وكأننا نعيش قصة تضييع فلسطين من جديد في خضم صيحات الشاجبين والمنددين نفاقاً بتلك الجريمة، أو قصة الحصار الإجرامي للعراق على مسمع ومرأى إخوانه المتآمرين عليه من العرب والمسلمين.
حتى جماعة عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة، وهم من أنشط دعاة تشكيل إقليم شيعي يتمتع بالحكم الذاتي في جنوب ووسط العراق باتوا يصرون على أن التقسيم الذين صوت مجلس الشيوخ الأميركي عليه غير التقسيم الذي كانوا يدعون هم إليه، باعتبار التقسيم الذي يدعو إليه عبد العزيز الحكيم "لا يقوم على أساس طائفي وعرقي" كما زعم الشيخ جلال الدين الصغير من "المجلس الأعلى الإسلامي" (بعد تغيير اسمه من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية) حسب "الحياة" في 1/10/2007!
فهل كان كل هؤلاء ليتجرؤوا أن يصوتوا ضد قرار مجلس الشيوخ الأميركي لو كان ملزماً مثلاً؟!
الخلاف على التوقيت والإخراج لا على المبدأ
ولا يعني ذلك طبعاً أن اعتراضات جيمس بيكر وبوش على قرار مجلس الشيوخ هي اعتراضات شكلية فحسب. فقد أوضح بيكر أن تقسيم العراق الآن سوف يصب في مصلحة إيران، ولسوف يثير حفيظة الدول المحيطة بالعراق من حلفاء الولايات المتحدة.
وهذه محاذير حقيقية لا تستطيع واشنطن تجاهلها وهي تبذل الجهود لتشكيل "حلف المعتدلين" لمواجهة إيران وسوريا وحماس وحزب الله، وعلى أعتاب المؤتمر الدولي لتطبيع العلاقات العربية الصهيونية بدون اتفاقية سلام.
وهي كذلك تحشد التأييد العربي والإسلامي في مواجهة برنامج إيران النووي، وبينما قضية المحكمة الدولية في لبنان ومشروع التدخل الدولي في دارفور مطروحان على بساط البحث، لأن المرء لا يحتاج للكثير من الذكاء ليدرك أن تقسيم العراق يعني تقسيم محيطه، أو إثارة الحروب الأهلية فيه على الأقل.
"بعضهم يريدها فدرالية مثل إدارة بوش حالياً، وآخر يريدها كونفدرالية ضعيفة, وهناك من يطرح منح "حق تقرير المصير" لكل من أقاليم العراق الثلاث, ويبقى الخلاف هنا حول درجات التفكيك التي تقود الواحدة منها إلى الأخرى، وتوقيت حدوثها "
كما أن كل النقاش حول العراق يجري أميركياً على خلفية نقد أداء إدارة بوش، والبحث عن مخرج لفشلها، وهو الأمر الذي يحمل معنًى أميركياً سلبياً، انتخابياً وسياسياً.
وكذلك لا تريد الإدارة الأميركية أن تفقد السيطرة فجأة على العراق لإيران، ولا أن تستثير تركيا وإيران حول الملف الكردي، ولا السعودية ودول الخليج حول احتمال تشكيل دولة شيعية في جنوب العراق، وهي لذلك تضع بعض الكوابح على اندفاع اللوبي الصهيوني والمحافظين الجدد وشوقهم لتحقيق هدف قديم هو تفكيك العراق، وإثارة "الفوضى الهلاكة" في الوطن العربي بأي ثمن، ولو على حساب التوازن الإقليمي.
ولكن الاتجاه العام من المجازر الطائفية التي قام بها "جيش المهدي" إلى قوننة الانتماء الطائفي والعرقي، يبقى مشروع تفكيك العراق، بمشاركة بعض القوى التي تدين تفكيك العراق بأعلى صوت ممكن الآن.
ففي ظل حكم الانتداب كانت بريطانيا أحياناً تقيد الهجرة اليهودية مؤقتاً إلى فلسطين استرضاءً للعرب، ضمن الإستراتيجية العامة لتسليم فلسطين لليهود. 
المهم أن آلية تفكيك العراق قد انطلقت من عقالها منذ الدستور الفدرالي على يد إدارة بوش، والمسألة مسألة وقت بدون مشروع مقاومة حقيقي للتفكيك يتجاوز الطوائف إلى الوطن، وما يتم الحديث عنه رسمياً اليوم من قرار غير ملزم -في ظل مسعى الطامحين للرئاسة الأميركية وللتجديد في مجلس الشيوخ لكسب الدعم اليهودي- سيصبح غداً أمراً واقعاً يدعوننا "الواقعيون" إلى التعامل معه "بعقلانية" تماماً كما يدعوننا إلى التعاطي مع وجود "إسرائيل" بعقلانية!
وبعضهم يريدها فدرالية مثل إدارة بوش حالياً، وآخر يريدها كونفدرالية ضعيفة مثل جوزيف بايدن وحليفه الرئيسي في هذا المشروع ليزلي غلب، الرئيس الفخري السابق لمجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث صهيوني بامتياز.
وهناك بعض آخر مثل الباحثين ليام أندرسون وغاريث ستانسفيلد يطرح منح "حق تقرير المصير" لكل من أقاليم العراق الثلاث "باعتبار أن التقسيم أمر واقع حالياً، وأن البديل هو الحرب الأهلية"، ويبقى الخلاف هنا حول درجات التفكيك التي تقود الواحدة منها إلى الأخرى، وتوقيت حدوثها، وليس حول ديناميكية التفكيك النابعة منها بأية حال.
تفكيك العراق مشروع صهيوني قديم
"تفكيك العراق والوطن العربي هو في الأساس مشروع يهودي قديم، ولعل أقدم وثيقة صهيونية تتحدث رسمياً عن تفكيك العراق والوطن العربي هي تلك المعروفة باسم "وثيقة كارينجا" "
لتجنب الحديث عن اليهود يحب بعض المحللين التركيز على النفط، وكيف يقود قانون النفط العراقي المطروح إلى سيطرة الشركات الأجنبية على النفط العراقي، وإلى تفكيك العراق، أو كيف يؤدي تفكيك العراق إلى سيطرة الشركات الأجنبية على النفط، وهو ما لا شك فيه.
غير أن مشروع تفكيك العراق والوطن العربي هو في الأساس مشروع يهودي قديم، ولعل أقدم وثيقة صهيونية تتحدث رسمياً عن تفكيك العراق والوطن العربي هي تلك المعروفة باسم "وثيقة كارينجا"، الصحفي الهندي الذي أعطاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وثيقة "هيئة الأركان الإسرائيلية" حول تفكيك المنطقة، فنشرها في كتاب يحمل عنوان "خنجر إسرائيل" عام 1957.
وهي وثيقة وضعت على خلفية العدوان الثلاثي على مصر، ونشرت بالعربية في تموز/يوليو 1967 عن "دار دمشق"، وتتحدث تلك الوثيقة عن إنشاء دولة درزية في "منطقة الصحراء وجبل تدمر"، ودولة شيعية في جبل عامل ونواحيه في لبنان، ودولة مارونية في جبل لبنان، ودولة علوية في اللاذقية حتى حدود تركيا، ودولة كردية في شمال العراق، ودولة أو منطقة ذات استقلال ذاتي للأقباط. وتضيف الوثيقة: "تبقى المناطق العربية التالية: دمشق، جنوبي العراق، مصر، وسط العربية السعودية وجنوبها. ومن المرغوب فيه إنشاء ممرات غير عربية تشق طريقها عبر هذه المناطق العربية".
وهو ما يوحي بإمكانية تفاهم براغماتي صهيوني إيراني على جنوب العراق، على طريقة نقل الأسلحة الأميركية و"الإسرائيلية" لإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية التي انكشف أمرها في فضيحة "إيران كونترا".
وكان المحلل العسكري "الإسرائيلي" زئيف شيف قد طرح فكرة تقسيم العراق في "هآرتس" في 2/6/1982، قبل أيام من العدوان الصهيوني على لبنان، كما طرحتها "وثيقة كيفونيم" التي وضعها الكاتب الصهيوني عوديد ينون ونشرتها مجلة "كيفونيم" (اتجاهات) الناطقة باسم المنظمة الصهيونية العالمية في شهر شباط/فبراير 1982.
كما كانت إستراتيجية تقسيم العراق حجر زاوية في ورقة المحافظين الجدد لنتنياهو عام 1996، وفي المشروع الذي وضعوه في الولايات المتحدة عام 2000 في ورقة بعنوان "بداية جديدة".
وفي 25/11/2003، طرح الصهيوني ليزلي غلب فكرة تقسيم العراق رسمياً في مقالة في صحيفة نيويورك تايمز تحمل عنوان "حل الثلاث دول"، وبالتعاون معه تبني جوزيف بايدن صيغة مخففة منها (كونفدرالية ضعيفة)، بتأييد من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في مقالة بنيويورك تايمز في 1/5/2006 تحمل عنوان "الوحدة من خلال الحكم الذاتي".
وفي 8/10/2006 ذكرت صحيفة التايمز اللندنية أن خطة بيكر هاملتون تقوم في أحد بنودها على تقسيم العراق على أسس طائفية وعرقية.
"مشروع تفكيك المنطقة ينبع من اعتبارات إستراتيجية، لأن الكيان الصهيوني وقوى الهيمنة الخارجية لن تعرف الراحة ولا الأمن حتى يتم تفكيك دول المنطقة إلى دويلات متصارعة على أسس طائفية وعرقية"
وعبر اللوبي الصهيوني ومن ثم المحافظين الجدد، أصبح تقسيم العراق بشكل أو بآخر مشروعاً ديمقراطياً وجمهورياً في الولايات المتحدة حتى أن السيناتورة كاي بايلي هاتشنسون تقول على موقعها على الإنترنت إن تقسيم العراق "سينجح في وقف العنف مثلما نجح تقسيم يوغسلافيا في وقف العنف فيها"!
نتحدث بوضوح عن مشروع تفكيك إذن، وهذا المشروع ينبع من اعتبارات إستراتيجية، لأن الكيان الصهيوني وقوى الهيمنة الخارجية لن تعرف الراحة ولا الأمن حتى:
1- يتم تفكيك دول المنطقة إلى دويلات متصارعة على أسس طائفية وعرقية.
2- يتم شطب الهوية العربية الإسلامية لبلادنا. فالتفكيك للهوية قبل الجغرافيا.
وعلى كل حال تتحمل القوى السنية، العشائرية والحزبية المقاومة سابقاً، المتعاونة مع الاحتلال، وزراً لا يقل خطورة عن وزر كل من يتعامل مع الاحتلال من أية طائفة، لأن المشروع مصممٌ على مقاسها.
ولكن خطأ تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" بإعلان الإمارة، وبخوض المعارك مع قوى غير عميلة لأنها لم تعلن الولاء ليس سوى الوجه الآخر لنفس العملة، عملة الصراع الطائفي وضمن الطائفة للسيطرة عليها، ولكن هذا موضوع آخر لمعالجة أخرى.
ـــــــــــــ
كاتب فلسطيني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70301
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

«خنجر إسرائيل» المشكلة فينا ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: «خنجر إسرائيل» المشكلة فينا !   «خنجر إسرائيل» المشكلة فينا ! Emptyالأحد 30 نوفمبر 2014, 5:43 am

برنارد لويس و مشروع تقسم الشرق الاوسط بين الماضي والحاظر ( العراق انموذجا )

علي بشار بكر اغوان
طالب ماجستير
جامعة النهرين
كلية العلوم السياسية
قسم الاستراتيجية
مرحلة الكتابة 

لسعة هذا المشروع وضخامته وكبر حجمه سوف اتحدث عن الاسس العامة لهذا المشروع الامريكي الصهيوني وسوف انطلق من مشروع لويس التقسيمي الى المشاريع الاخر التي ظهرت على اساس مشروع برنارد لويس ، لتقسيم الشرق الاوسط ، وسوف اخص العراق بهذا الحديث لانه من اوائل الدول الذي ظهرت فيه بوادر التقسيم بشكل واضح وصريح مستعينا ببعض البحوث المقالات التي اطلعت عليها من خلال متابعتي لهذا الموضوع وهذه الاستعانة كانت لغرض التعزيز وتوثيق المعلومات التي اودنها في سياق المقال .
والمقال مقسم الى النقاط التالية :
اولا : برنارد لويس والشرق الاوسط المقسم .
ثانيا : المشاريع القديمة الحديثة للتقسيم (اساسها برنارد لويس) .
ثالثا : الطائفية والقومية اسس الدويلات الجديدة في العراق .
رابعا : لماذا العراق وفي هذا الوقت تحديدا .


اولا : برنارد لويس والشرق الاوسط المقسم 
في مقابلة أجرتها وكالة الإعلام الامريكية مع "برنارد لويس(*)" في 20/5/2005م قال الآتي بالنص: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها".(**) .

ان برنارد لويس اول الداعين الى مشروع تقسيم وتجزئة الشرق الاوسط من باكستان الى المغرب العربي حيث طرح هذا الموضوع عشية إقامة الإمبريالية الغربية للكيان الصهيوني على أرض فلسطين سنة 1948م ، ثم نشر المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" الإنجليزي الأصل، الأمريكي الجنسية ، دراسة في مجلة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يقترح فيها إعادة وزيادة تفتيت العالم الإسلامي من باكستان إلى المغرب، وإنشاء أكثر من ثلاثين كيانًا سياسيًّا جديدًا .
وهذا الحديث يعني تحويل العالم العربي و الإسلامي إلى "فسيفساء ورقية" تقوم فيها 88 دولة، بدلاً من56دولة ، بما يعنيه هذا التقسيم المقترح من شقاقات وصراعات وحروب وآلام ، تزيد هذه الكيانات ضعفًا فوق ضعفها، وهزالاً فوق هزالها ، ولقد كان برنارد لويس صريحًا عندما قال: إن هذا التفتيت للعالم الإسلامي هو الضمان الحقيقي لأمن إسرائيل، التي ستكون الأقوى وسط هذه "الفسيفساء" . 

وفي هذا المخطط الصهيوني "الذي نشرته مجلة البنتاكون" فصل فيه برنارد لويس مقترحات التفتيت الى :
- 1 ضم إقليم بلوشستان الباكستاني إلى مناطق البلوسن المجاورة لإيران، وإقامة "دولة بلوشستان".
- 2ضم الإقليم الشمالي الغربي من باكستان إلى مناطق البوشتونيين في أفغانستان، وإقامة "دولة بوشتونستان".
- 3ضم المناطق الكردية في إيران والعراق وتركيا، وإقامة "دولة كردستان".
- 4تقسيم إيران إلى أربع دويلات: "إيرانستان"، و"أذربجيان"، و"تركمانستان"، و"عربستان".
- 5تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات: كردية، وسنية، وشيعية (والمشروع قيد الانشاء )
- 6تقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات: درزية، وعلوية، وسنية ، مع احتلال جزء من شمال سوريا من قبل الاتراك ، الى جامب لواء سكندرونا .
- 7تقسيم الأردن إلى كيانين:اولها الدولة الهاشمية متد الى شمال السعودية وجزء من الدولة السنية في العراق ، وثانيها : ودولة فلسطينية )كيان يضم الى الضفة الغربية ، لكي تقوم دولة فلسطين عليها الضافتا الى الضفة الشرقية من البحر الميت )
- 8تقسيم السعودية إلى كيانات قبلية، تعيدها إلى حالها قبل وحدتها سنة 1933م.
- 9تقسيم لبنان إلى خمس دويلات: مسيحية، وشيعية، وسنية، ودرزية، وعلوية.(اجزاء كبيرة من هذا المشروع قد تحققت )
- 10تقسيم مصر إلى دولتين على الأقل: إسلامية، وقبطية.(المشروع قيد العنفيذ)
- 11تقسيم السودان إلى دولتين (دولة دينية) مسيحية في الجنوب (وقد استقلت الان)، وعربية في الشمال.
- 12تقسيم المغرب بين العرب والبربر.(ازمة الصحراء الغربية الصحراء الغربية)
- 13إعادة النظر في الكيان الموريتاني على ضوء المتناقضات بين العرب والزنوج والمولدين.(***)


ثانيا : المشاريع القديمة الحديثة للتقسيم (اساسها برنارد لويس)
وبعد طرح برنارد لويس لمشروعه ( القديم الحديث ) ظهرت الكثير من الدراسات والشروحات والمشاريع التي تتناول هذا الموضوع من قبل العديد من الكتاب الامريكان والصهاينة خصوصا بعد احتلال العراق عام 2003 ، حيث في 22/7/2007 نشرت صحيفة الدياراللبنانية تقريراً من باريس عن محاضرة للسفير الأميركي الأسبق في لبنان ريتشارد باركر قال فيها "إن الرئيس جورج بوش سيعمل خلال الفترة المتبقية من ولايته الرئاسية على وضع أسس ثابتة لمشاريع "خرائط طرق" لمنطقة الشرق الأوسط تنطلق من تطلعات القسم الأكبر من ممثلي الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية التي تتمحور كلها حول ضرورة منح الحكم الذاتي لهذه الأقليات عبر إقامة أنظمة حكم ديمقراطية فدرالية بديلة للأوطان والحكومات القائمة الآن". أما بالنسبة للعراق فيقول التقرير إن "العراق الفدرالي" سوف يتم ضمه (أو ربما ضم بعضه) إلى صيغة كونفدرالية، تحت عنوان "الاتحاد الهاشمي"، تتألف من الأردن أيضًا، والسلطة الفلسطينية وقد بدأ يتضح الآن المقصود بما قاله ريتشارد باركر . 
غير أن مشروع تفكيك العراق والوطن العربي هو في الأساس مشروع يهودي قديم، ولعل أقدم وثيقة صهيونية تتحدث رسمياً عن تفكيك العراق والوطن العربي هي تلك المعروفة باسم " وثيقة كارينجا"، الصحفي الهندي الذي أعطاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وثيقة "هيئة الأركان الإسرائيلية" حول تفكيك المنطقة، فنشرها في كتاب يحمل عنوان "خنجر إسرائيل" عام 1957.وهي وثيقة وضعت على خلفية العدوان الثلاثي على مصر، ونشرت بالعربية في تموز/يوليو1967 عن "دار دمشق"، وتتحدث تلك الوثيقة عن إنشاء دولة درزية في "منطقة الصحراء وجبل تدمر"، ودولة شيعية في جبل عامل ونواحيه في لبنان، ودولة مارونية في جبل لبنان، ودولة علوية في اللاذقية حتى حدود تركيا، ودولة كردية في شمال العراق، ودولة أو منطقة ذات استقلال ذاتي للأقباط. وتضيف الوثيقة "تبقى المناطق العربية التالية: دمشق، جنوبي العراق، مصر، وسط العربية السعودية ومن المرغوب فيه إنشاء ممرات غير عربية تشق طريقها عبر هذه المناطق العربية". وهو ما يوحي بإمكانية تفاهم براغماتي صهيوني إيراني على جنوب العراق، على طريقة نقل الأسلحة الأميركية و"الإسرائيلية" لإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية التي انكشف أمرها في فضيحة "إيران كونترا". وكان المحلل العسكري "الإسرائيلي" زئيف شيف قد طرح فكرة تقسيم العراق في 2/6/1982 ، قبل أيام العدوان الصهيوني على لبنان .
كما كانت إستراتيجية تقسيم العراق حجر زاوية في ورقة المحافظين الجدد لنتنياهو عام1996 ، وفي المشروع الذي وضعوه في الولايات المتحدة عام 2000 في ورقة بعنوان "بداية جديدة". وفي25/11/2003 طرح الصهيوني، ليزلي غلب فكرة تقسيم العراق رسمياً في مقالة في صحيفة نيويورك تايمز تحمل عنوان "حل الثلاث دول"، وبالتعاون معه تبني جوزيف بايدن صيغة مخففة منها (كونفدرالية ضعيفة)، بتأييد من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وفي 1/5/2006 نشرت النيورك تايمز مقالة تحمل عنوان "الوحدة من خلال الحكم الذاتي". وفي 10/ 8 / 2006 ذكرت صحيفة التايمز اللندنية أن خطة بيكر هاملتون تقوم في أحد بنودها على تقسيم العراق على أسس طائفية وعرقية. وعبر اللوبي الصهيوني ومن ثم المحافظين الجدد، أصبح تقسيم العراق بشكل أو بآخر مشروعاً ديمقراطياً وجمهورياً في الولايات المتحدة حتى أن السيناتورة كاي بايلي هاتشنسون تقول على موقعها على الإنترنت إن تقسيم العراق "سينجح في وقف العنف مثلما نجح تقسيم يوغسلافيا في وقف العنف فيها" نتحدث بوضوح عن مشروع تفكيك إذن، وهذا المشروع ينبع من اعتبارات إستراتيجية، لأن الكيان الصهيوني وقوى الهيمنة الخارجية لن تعرف الراحة ولا الأمن حتى:
1- يتم تفكيك دول المنطقة إلى دويلات متصارعة على أسس طائفية وعرقية.
2- يتم شطب الهوية العربية الإسلامية لبلادنا. فالتفكيك للهوية قبل الجغرافيا.(****)

ثالثا : الطائفية والقومية اسس الدويلات الجديدة في العراق 
وانطلاقا من تحليل كلام برنارد لويس ، نلاحظ ان "لويس" المتأثر بالتوجهات الفكرية الصهيونية (تأثرا بدينانته اليهودية) دعى الى تقسيم الشرق الاوسط اعتمادا على ان هذه المناطق هي من اكثر المناطق التي يوجد فيها تنوعات اثنية ، عرقية ، دينية ، إيديولوجية ، وبالتالي خلق نوع من الصراع فيما بين هذه الجماعات يدخلها في صراعات تؤدي الى اضعاف الموحد منها ، وتجزئته الى اجزاء لكي يسهل السيطرة عليه .

ان القارئ لمشروع برنارد لويس والمتمعن به ، منذ 1980 تم العمل به ودخوله حيز التنفيذ ،حيث تلقفته منه الادارات الامريكية المتعاقبة من ريغن 1980 – 1988 ، و بوش الاب 1988 – 1992 ، ومن ثم كلنتون 1992 – 2000 ، وصولا الى بوش الابن2000 - 2008، والذي دخل مشروع "لويس" التقسيمي حيز التنفيذ بشكل جزئي ، ومن ثم بارك اوباما 2008 – 2016 ، والذي دخل في فترة رئاسته مشروع "لويس" بشكل موسع ، واقول 2016 ، لانه من الواضح جدا ان اوباما باقي لكي يكمل هذا المشروع ويوصله الى مراحل متقدمة ، بسياسته التي سحر فيها العالم من خلال خطاباته التي نادى بها للحرية والديمقراطية نحو العالم ، واكد على على ضرورة على حق تقرير مصير الشعوب وان تتمتع الاقليات المضطهدة في كافة الاقاليم حول العالم بقدر كاف من الحرية والديمقراطية .

بالتالي ان حديث اوباما عن الحريات وحقوق الانسان والمفاهيم الاخرى ، ليس سوا شعار و واجهة للترويج الاعلامي للمخططات التقسيمية ، بحيث ان هذه المفاهيم التي تبثها الادارة الامريكية بقيادة اوباما عن الحرية وتقرير المصير والديمقراطية وحقوق الانسان وبالبطالة والجوع والمجاعات ومكافحة الفقر والارهاب وغيرها من الامور ، اصبحت عقيدة مطاطية يتبناها كل الادارات المتعاقبة بحيث ان هذه الادارات عملت على تطبيق هذه المفاهيم في دول عالم الجنوب ، وقصدوا بذلك تفعيل مشروع تقسيم الشعوب الى دويلات صغيرة يسهل استغلالها وتسخير قواها ، وطبعا هذا التقسيم لم يأتي اعتباطا ولكن أتى بعد ادخل شعوب المنطقة كافة في صراعات ايديولوجية اثنية طائفية دينية تجعل من العيش المشترك والتعايش السلمي بين ابناء الدين الواحد امر صعب جدا .
ولو القينا نظر عن الحرية والديمقراطية وحق تقرير المصير في العراق لوجدنا ان اللولايات المتحدة ومنذ احتلالها للعراق ومع الايام الاولى بدئت بعض القوى السياسية (الكردية) ، بحق تقرير المصير والانفصال عن العراق ، وهذه كانت البدالية هذا المشروع على ارض الواقع ، ومن ثم قامت الولايات المتحدة باقناع بعض القادة السياسيين "الشيعة" بأن يتبنوا هذا المشروع والترويج له ، بحيث اعلن بعض قادة الكتل السياسية وابرزهم الراحل "عبد العزيز الحكيم" ومن بعده ولده عمار الحكيم وغيرهم من القادة ، بضرورة تطبيق الفدرالية على الاقاليم وتقسيم العراق الى فدراليات ثلاث الى جانب المركز (بغداد) ومطلب عبد العزيز الحكيم عززه الدستور العراقي الحالي المليء بالثغرات الدستورية ، ومن ثم لاحظنا تهديدات بالانفصال واعلان اقليم السنة ، وهذا الحديث ظهر على لسان "اسامة النجيفي" ، رئيس البرلمان العراقي الحالي في حكومة المالكي ، ومن تراجع عن كلامه بعد ما احس ان هذا المطلب كان بمثابة فخ نصبه له الامريكان ، خصوصا ان حديث النجيفي لم يأتي الا بعد زيارة قام بها الى الولايات المتحدة الامريكية .
وهناك سؤال يطرح نفسه وبشدة بعد هذا الكم الكبير من الديمقراطية التي تمتع بها الشعب العراقي وهو ، ماذا وجد العراقيين منذ احتلال العراق الى حد الان من الديمقراطية وحقوق الانسان التي روج لها الادارات الامريكية كافة ؟؟ ، انا ارى ان العراقيين لم يجد الى الان سوا الحديث عن التقسيم والتجزئة والاقاليم والفدرالية والطائفية التي اصبحت متجذرة في الشعب العراقي بحيث قتلت الولايات المتحدة روح التعايش السلمي بين ابناء الدين الواحد ، وانهت كذلك كل صور تقبل الفرد للاخر والشراكة في الوطن الواحد و وضعت العراقيين امام خيار صعب جدا وهو الانفصال أو الدمار والتفرقة والفوضى العارمة ، وبالتالي فأن هذا الواقع هو الذي ارادت الولايات المتحدة ان توصله للشعب العراقي .
وبالعودة الى مخططات التقسيم نلاحظ ان نبوءات برنارد لويس بدأت تتحقق لتقسيم الشرق الاوسط حيث بدأ هذا الطرح يظهر بشكل واضح وصريح من البلد الذي حتلته الولايات المتحدة وهو العراق على يد نائب الرئيس الأمريكي الحالي "جوزيف بايدن " عندما كان سيناتور للحزب الديمقراطي و الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية CFR في أوائل مايس 2008, قد قدما مشروعا لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات كردية وسنية وشيعية وبذلك اتخذ الكونجرس الأمريكي قرارًا غير ملزماً بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات -كردية في الشمال، وسنية في الغرب، وشيعية في الوسط والجنوب- بعد أن مهد الاحتلال الامريكي لهذا التقسيم بسياسة المحاصصة الطائفية ، وتفجير ألغام الصراعات المذهبية بين الشيعة والسنة، لأول مرة في تاريخ العراق ،ولو دققنا بهذا الطرح الحديث نسبيا لبايدن وقارناه بمشروع "برنارد لويس" الاقدم نسبيا ، لوجدنا نفس الطرح الذي تحث عنه " لويس" .بحيث ان جو بايدن طبق افكار لويس في هذا المشروع ودعى الى فكرة التقسيم الناعم ، وهذا التقسيم "الناعم" للعراق برأي بايدن هو المخرج الوحيد لايقاف العنف المستشري والمتزايد بشكل مستمر ، وبهذا الطرح نلاحظ جيدا ان الولايات المتحدة كانت دقيقة جدا في الوقت التي طرحت به هذا المشروع ، خصوصا بعدما ادخلت العراق امام مفترق طرق الحرب الاهلية أو التقسيم بحيث وصل العراقييون الى طريق اللاعودة ، خصوصا .

رابعا : لماذا العراق وفي هذا الوقت تحديدا 

ظهرت في الاشهر القليلة الماضية مسالت الاقاليم و قضية تقسيم العراق على اسس فدرالية أو كونفدرالية ، وان المراقب والمتتبع الجيد للوضع العراقي في هذه الفترة يعي تماما لماذا ظهرت هذه الاصوات من جديد بعد ان اختفت عن الساحة العراقية في اقوى ايام ازمات العراق الدستورية ، عندما دخلت الكتل السياسية في ازمة حادة طويلة نسبيا لتشكل الحكومة الحالية، حث في ضل المد والجزر السياسي الذي حصل وما توصل اليه من طرق شبه مزدودة من خلافات حادة والتي حدثت في فترة غياب الحكومة وعدم توصل الساسة العرقيين الى حل ، ورغم هذا الوضع السياسي والامني الغير مستقر ، لم يظهر صوت التقسيم ولم ينادي او يهدد احدا بالتقسيم والانتفصال بما فيهم الاكراد (الداعين الاوائل لمشروع الفدرالية والحكم الذاتي) على الرغم من وجود المشروع في اجندات بعض القادة العراقيين ، وهذا الكلام معناه ان العراق مر بمراحل عصيبة جدا منذ بداية 2010 الى بداية 2011 وهي فترة غياب الحكومة لمدة طويلة نسبيا ولم تشهد هذه الفترات اي دعوات للتقسيم رغم الواقع المرير في تلك الفترة .

لكن هذا (المشروع) مشروع التقسيم مرتبط بأمور اكبر من موضوع الحكومة وتشكيلاتها واختلاف الساسة العراقين فيما بينهم ، حيث بدأت هذه الاصوات تتعالى بعدما اقترب موعد الانسحاب الامريكي من العراق في نهاية السنة الحالية 2011 ،وبالتالي ارادة الادرارة الامريكية الحالية ان تدخل مشروع جو بايدن التفكيكي الى حيز التنفيذ بعد عدم قبوله من اغلبية المكونات الشعب العراقي عندما تك طرحه لاول مرة في عام 2007 ، وبالتالي فأن من الواضح ان اصل احتلال الولايات المتحدة للعراق كان غرضه التقسيم والتجزئة وبث الفتن الطائفية والعرقية والقومية بين ابناء الوطن الواحد والدين الواحد ، وبالتالي فأن شبح المخطط الامريكي الصهيوني لتقسيم العراق عاد من جديد بعد ما اقترب موعد انسحاب القوات الامريكية من العراق نهاية العام الحالي2011 حسب ما نصت به الاتفاقية الامنية المعقودة بين الولايات المتحدة والعراق .
ان الولايات المتحدة هدفت الى تفعيل هذا المشروع التقسيمي للعراق في هذا الوقت تحديدا لكي تستطيع ان تمرر قرارا جديدا لتمديد تواجد القوات الامركية في العراق ،وهذا ما نلاحظه من خلال اعطاء الضوء الاخضر من قبل الولايات المتحدة الامريكية لكل من ايران وتركيا للتدخل في الاراضي العراقية بحجة ملاحقة المتمردين والمخربين الاكراد في المناطق الشمالية ، وبالتالي فان هذا يعني ان العراق الى حد الان غير قادر على حماية اراضيه من اي اعتداء خارجي يوجه ضده ، وبالتالي فمن الضروري ابقاء القوات الامركية في العراق لغرض توفير الحماية والردع لكل من يحاول التدخل في شؤون العراق الداخلية ، هذه ناهيك من ان العراق يمر في فترة صعبة جدا خصوصا في ما يخص الاوضاع الغير مستقرة وعدم والتوزيع العادل للثروات والمشاريع التنموية بين المحافظات .
حيث عملت الولايات المتحدة طوال الفترات السابقة على جلب الساسة الفاسدين الذين يحتكرون السلطة لصالهم ولصالح الاحزاب التي ينتمون اليها وبالتالي اغراق مقربيهم بكافة الامتيازات ، وحرمان فئات كثيرة من الشعب العراقي من اي حق من حقوقهم التي نص عليها الدستور العراقي الحالي، اي حكم القلة المتحزبة دفع الى هذا الوضع ، الامر الذي يؤدي الى زياد سخط الشعب العراقي عامتا ، وبالتالي المطالبة بالحقوق التي يعتبرونها اساسية ، وهذه الحقوق التي لم يحصلوا عليها ، (وضائف ، خدمات ، امن ، رفاهية ، تنمية ، تعليم ، مستوى دخل عالي ، الى جانب الحقوق المدنية والسياسية الاخرى ) ، لم يجدوها الى من خلال الانفصال و بالتالي فأن الشعب قد وصل الى طريق مزدود وبحاجة الحل السحري الذي يوفر حقوقهم ويلبي مطالبهم ، فأن مشروع التقسيم الذي روج له البعض يجعل من هذه الاحلام البسيطة للشعب العراقي تتحقق .
واخيرا ان هذا المشروع لم يأتي بصورة مباشرة الى العراق ولكنه أتى بعد اغراق العراق بمشاكل كبيرة بين مكوناته المتعددة ، بحيث اقتنع بعض العراقيين بضرورة تقسيم العراق تحت غطاء ما يسمى بالحكم الفدرالي للعراق أو احكومة الاقاليم التي لو لاحظها طفل لا يتجاوز السادسة من عمره لقال ان هذه الاقاليم قسمت على اسس طائفية قومية ، وكثيرون من الذين لم يقرءوا التاريخ اضطروا دون وعي تصديق أن هذا الذي صنعته أمريكا بالعراق هو أمر "مفاجئ وجديد"، و اوهمتهم بأن التقسيم هو لصالح العراق والعراقيين بحيث أصبح بعض العراقيين (والذي اشك في عراقيتهم ) ينادون هنا وهناك على ان التقسيم هو الحل وهذا الكلام يثبت جهلهم الكبير في قرأة التاريخ وانهم موهومون ببعض التجارب الأوربية والتجربية الامريكية التي لا تعد خطرا (من الناحية الدينية على الولايات المتحدة) لأنهم لم يعرفوا -أو نسوا- المخطط الاستعماري الذي رسمته وصاغته وأعلنته الدول الغربية والصهيونية اليهودية لتفتيت العالم العربي و الإسلامي منذ إقامة إسرائيل ، أي قبل نحو ستين عامًا من هذا التطبيق الذي يحدث الآن على أرض العراق . 



الهوامش :
(*)برنارد لويس من مواليد 31 مايو 1916، لندن) أستاذ فخري لدراسات الشرق الأوسط في جامعة برنستون ، وتخصص في تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب وتشتهر خصوصا أعماله حول تاريخ الامبراطورية العثمانية. لويس هو أحد أهم علماء الشرق الأوسط الغربيين التي طالما سعت إليه السياسة .
ولد لويس من أسرة يهودية من الطبقة الوسطى في لندن. اجتذبته اللغات والتاريخ منذ سن مبكرة، اكتشف عندما كان شابا اهتمامه باللغه العبرية ثم انتقل إلى دراسة الآرامية والعربية، ثم بعد ذلك اللاتينية واليونانية والفارسية والتركية.
تخرج عام 1936 من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS)، في جامعة لندن، في التاريخ مع تخصص في الشرق الأدنى والأوسط. حصل على الدكتوراه بعد ثلاث سنوات، من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية متخصصاً في تاريخ الإسلام.
اتجه لويس أيضا لدراسة القانون، قاطعاً جزءاً من الطريق نحو أن يصبح محاميا، ثم عاد إلى دراسة تاريخ الشرق الأوسط 1937. التحق بالدراسات العليا في جامعة باريس، حيث درس مع لويس ماسينيون وحصل على "دبلوم الدراسات السامية" في 1937. عاد إلى SOAS في عام 1938 كمساعد محاضر في التاريخ الإسلامي.
أثناء الحرب العالمية الثانية، خدم لويس في الجيش البريطاني في الهيئة الملكية المدرعة وهيئة الاستخبارات في 1940، ثم اعير إلى وزارة الخارجية. وبعد الحرب عاد إلى وفي عام 1949، عين استاذا لكرسي جديد في الشرق الأدنى والأوسط في سن 33 من العمر.
انتقل برنارد لويس إلى الولايات المتحدة حيث أصبح عمل كأستاذ محاظر بجامعة برنستون وجامعة كورنل في السبعينات. حصل على الجنسية الأمريكية سنة 1982 كما حاز على العديد من الجوائز من قبل مؤسسات تعليمية أمريكية لكتبه ومقالاته في مجال الإنسانيات.نقلا عن : برنارد لويسhttp://ar.wikipedia.org/wiki
(**) للمزيد انظر الرابط التالي : http://www.ansarh.cc/forumdisplay.php?2 
(***) للمزيد الاطلاع على الرابط التالي ، محمد عمارة ، مخطط - برنارد لويس الجمعة, 14 كانون2/يناير 2011http://www.islamstory.com
(****)نقلا عن مركز الكاشف للمتابعات الاستراتيجية مخططات تفتيت الشرق الاوسط " الجزء الثاني ، للمزيد الاطلاع على الرابط التالي : http://alkashif.org/html/center/22/2.pdf


ﺧﻄﻂ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﺍلمنطفه  
ﻫﻞ ﺳﺘﺄﺧﺬ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ الى ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ؟

http://alkashif.org/html/center/22/2.pdf

المرفقات«خنجر إسرائيل» المشكلة فينا ! Attachment2.pdf «خنجر إسرائيل» المشكلة فينا ! Icon_delete(371 Ko) عدد مرات التنزيل 0 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
«خنجر إسرائيل» المشكلة فينا !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ان ينتصر فينا منطق الانسان ..!
»  التعليم عن بعد.. المشكلة والحل
» المشكلة في السياسيين كمؤرخين
» الادمان .... المشكلة .. والحل !!!
» الادمان .... المشكلة .. والحل !!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: