منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 «الحسد تحية الضعيف للقوي»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

«الحسد تحية الضعيف للقوي» Empty
مُساهمةموضوع: «الحسد تحية الضعيف للقوي»   «الحسد تحية الضعيف للقوي» Emptyالسبت 13 ديسمبر 2014, 1:15 am

[rtl]«الحسد تحية الضعيف للقوي»[/rtl]
يوسف عبدالله محمود


[rtl]

يعجبني جداً هذا المثل المشتق من صميم الحياة، «الحسد تحية الضعيف للقوي». فالحاسد أو الحسود من الناس حين يعجز عن الوصول إلى ما وصل إليه غيره من سعة في العلم والمعرفة وكفاءة في انجاز المسؤوليات التي انيطت به، لا يرى منفذاً ينفذ منه للتشكيك في هذه الانجازات سوى سوق التهم الباطلة والقدح في سمعة المحسود بمفردات اذا تأملتها وجدت الحسد، ولا غيره، يقف وراءها.
حسد هؤلاء هو فعلاً «تحية الضعيف للقوي». قد يقال ان الحسد» جِبلّة، في بعض الناس، وهم كثيرون. لا يودّون ان يروا غيرهم قد تذرّى مجداً بعلم انتفع به مجتمعه». وبابداعات تحدّثت عنها انجازاته في اكثر من مجال. لذا تراهم يهيلون التراب على هذه الانجازات -اذا جاز التعبير- فمنجزها خائب أو مُدَّع أو غير كفء لهذا المنصب أو ذاك. هذا «خبث» كله وراءه الانانية والغيرة وخدمة مصالح من ينتمي الحاسد الى شريحتهم. الحاسد ضعيف لا يستطيع مهما أوتي من فصاحة اللسان وبلاغة الكلام ان يحجب ضوء الشمس!
يُحكى في التراث أن أحدهم مر بإبليس وهو يقود جمالاً اربعة، فلما سأله عن حمولتها، قال: انها تحمل بضاعة تبحث عن مشترين! الجمل الأول يحمل «الجَوْر»، وهنا سأله الرجل: ومن يشتريه؟ اجاب ابليس بعض الحكام والسلاطين، ثم سأله: وماذا يحمل الجمل الثاني؟ أجابه: يحمل «الخيانة» والذين يشترونها هم التجار. وهنا سأله: وما هي بضاعة الجمل الثالث؟ أجابه ابليس: إنها «الحسد»! ومن يشتريه؟ أجاب: يشتريه «العلماء». وماذا يحمل الجمل الرابع؟ أجاب ابليس: يحمل «الكيْد»! سأله الرجل: ومن يشتري «الكيد»؟ قال: تشتريه «النساء»! (من كتاب الكامل للمبرّد).
حكاية رمزية بالطبع، لكنها من التراث، فيها الكثير من الصحة، كم من تاجر يخون الأمانة ولا يصدق! كثيرون، مع احترامي للشرفاء منهم، وكم من الحكام الجائرين في هذا العالم الذين يقمعون شعوبهم. أما «كيد» النساء -ولا اقول كلهن- فقد ورد ذكره ايضاً في كتاب الله، قال: «أنه من كيدكن، ان كيدكن عظيم». كذلك «الحسد» «ومن شر حاسد اذا حسد».
أعود لـ «الحسد» فازعم ان الحاسد او الحسود يدرك بينه وبين نفسه انه يحسد غيره لنعمة امتلكها بينما قصر هو عن نيلها. وعليه، فانه لا يجد وسيلة غير الانتقاص من قدر صاحبها.
أقرأ احياناً كتابات فيها الكثير من التحامل على افراد متميزين بعلمهم ونزاهتهم وانجازاتهم وتواضعهم، فاتساءل بيني وبين نفسي: لماذا هذا التحامل؟ لماذا هذا التشكيك الذي ليس في محله؟ يا قوم! ان سَلْق الآخرين بألسنةٍ حدادٍ لا يغير الحقيقة الماثلة على الارض. هو يدعمها، لان عيون الناس تبصر! النعوت الممجوجة التي تُساق احياناً في هذه الكتابات او عبر الاعلام المرئي والمسموع او من خلال المواقع الالكترونية لا تُحيل «القمح» الى «زوان»! انها لا تقنع من يبصرون!
قد يقال ان «ثقافة الاختلاف» من سمات الديمقراطية، هذا صحيح شريطة ان يخلو الرأي المعارض من التجريح والاستصغار! كم أرثي لمن يطلقون الاتهامات جزافاً دون رحمة او تعقل! انهم لا يخدمون وطناً هو بحاجة الى المخلصين من ابنائه. «لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه». سأروي قصة سمعتها من عالم راحل قال: في زمن ما، كنت احمل بغضاً لزميل لي في العمل. اتحامل عليه في المجالس، ثم اكتشفت -والكلام له- ان بغضي له ليس في محله، فحين وقعت في ازمة وجدت هذا الزميل سباقاً لنجدتي وانتشالي منها، فرحت اعتذر منه! اكبرت هذا الرجل لانه اعترف بخطئه، وتراجع عنه، المحبة -يا قوم- هي التي تنمي العلاقات الانسانية، اما الحسد والتحاسد فيغتالان هذه العلاقات، حيثما توجد المحبة، يوجد الله، فالله -سبحانه- هو محبة!
لو صدق البشر مع انفسهم لترفعوا عن الحسد، ولأحبوا الخير لغيرهم، الوطن بحاجة الى أنقياء السريرة، الذين لا ينمّون ولا يصغون للنميمة! الوطن بحاجة الى مواطنين لديهم شهامة واريحية لا يحسدون او يفترون على غيرهم لا لسبب بل كراهية منهم لما حققوه من انجازات وطنية.
اعجب لمجتمع تنتشر فيه «ثقافة الكراهية» لا ثقافة الاختلاف. اعجب من افراد لا يتجادلون بالحسنى والرفق. الانتقاص من قدر الاخرين منقصة من المناقص التي ينبغي ان تزول وصدق المشاعر اذ يقول:
ولا تطمعن من حاسد في مودّة وان كنت تبديها له وتنيلُ
تنافسوا ولا تحاسدوا، والتنافس في العمل والاداء شيء نبيل، اما الحسد والتجريح ارضاء لغاية غير شريفة في نفس صاحبها او تملقاً لمسؤول يبغي الحاسد حظوة لديه، فصفة مبتذلة.
الحياة نبل وعطاء لا جلد للآخرين, من يجلدون الآخرين بغير حق مذمومون. اتهامهم لمن تحدثت فعاله عنه، بالضعف وعدم الكفاءة، عجز واستخذاء لا يليق بالقيم الانسانية. مجتمع «النميمة» لا يبني اوطاناً. «العلم» قبل ان يكون مراكمة معلومات هو قيم ومُثل انساينة، ان افتقدها العالم افتقد الصدق, ومن يفتقد الصدق لا يؤبه بمفرداته التي تتجنى على صاحب العطاء في هذا المنحى او ذاك! «تلفيق» التهم بغير دليل مقنع يفضح نفسه. فلنتق الله في اقوالنا وافعالنا.
ومرة أخرى اقول: لا تخدعوا الابصار فتصفوا «القمح» بأنه «زوان»! «القمح» يظل «قمحاً» اما «الزوان» فيظل «زواناً».
للناس عيون تبصر وبصائر تعي، والشمس لا يغطي نورها بغربال!
ورحم الله ابن المقفع اذ يقول في «الأدب الصغير والأدب الكبير ورسالة الصحابة»: «ليكن مما تصرف به الأذى والعذاب عن نفسك الا تكون حسوداً، فان الحسد خلق لئيم، ومن لؤمه انه يُوكل بالأدنى فالأدنى من الاقارب والكفاء والمعارف والخُلطاء والاخوان، فليكن ما تقابل به الحسد ان تعلم ان خير ما تكون حين تكون مع من هو خير منك، وافضل منك في القوة فيدفع عنك بقوته، وافضل منك في المال فتفيد من ماله، وافضل منك في الجاه، فتصيب حاجتك بجاهة، وافضل منك في الدين، فتزداد صلاحاً بصلاحه».
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه اذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ
اختم بالقول: إنّ تفقد محاسن الناس خير الف مرة من انكارها. النظر في هذه المحاسن واخذ المستطاع منها يُجملك بالفضائل. الصمت عن الحسد بين العلماء يزيدهم وقاراً على وقار وجلالةً على جلال.
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
«الحسد تحية الضعيف للقوي»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مسببات الحمل الضعيف ،، أعراض الحمل الخفيف ،، علاج الحمل الخفيف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث ثقافيه-
انتقل الى: