مصطلح جديد دخل قاموس الاردنيين ولغتهم، وبالتالي ثقافتهم اليومية، وصرت تراه وتسمعه، دون ان تفهم منه شيئا.
فعدما تسأل أحدا «كيف حالك».
يرد: انْداري!
ولا تعرف، كيف حاله.
أمس قرأتُ ذات الكلمة على زجاج سيارة من الخلف، ويظهر ان صاحبها لم يقم بتنظيف الزجاج منذ اشهر، فتراكم التراب طبقات (ولا طبقات الشعراء). ويبدو ان مواطنا، أراد التعبير عن رأيه، فلم يجد أفضل من «زجاج السيارة المعتم»، ليكتب عليه كلمة «أنداري».
تسألك زوجتك: شو بتحب نطبخ اليوم.
فيكون الرد «أنداري».
تسأل ابنك عن دراسته، فيقول»أنداري».
تسأل جارك عن حارس العمارة، أين هو، فيرد وهو يمشي: أنداري!
تسأل ابنك لماذا قذف الكُرة على «لمبة» غرفة النوم، فلا يعيرك انتباها، وحين تزيد في السؤال، يرد «أنداري».
في السياسة، تحاول معرفة موقف أمريكا من استيلاء «الحوثيين» على اليمن، فلا تجد إجابة، باستثناء كلمة: أنداري.
وفي موضوع النوّاب، لماذا يهتمون بالقضية الفلانية ويُهملون قضايا أكثر أهمية، ويكون الرد: أنداري.
تتوه في الشوارع ولا تهتدي الى عنوان الشخص الذي تريد زيارته، وتبحث عن «كائن» يدلّك، فلا تجد في أحسن الأحوال سوى شخص، تتفاءل به، ويكون ردّه: أنداري!
تسأل الطبيب «صديقك»، لماذا يصر بعض مرضى السرطان على الاستمرار بالتدخين رغم خطورة ذلك على صحتهم، فيقول: والله ما بعرف، أنداري!
تُمسك بحروف الكلمة مثل «بطّيخة»، تحاول فصفصة المعنى، وتكتشف انه يعني «أنا.. داري»!
أي انا «عارف». لكنها حين تجتمع الـ»أنا» مع «داري»، تعني العكس، أي لا اعلم.
وبذهنية الخبيث، أفسّر الكلمة ضمن حالة «التّنْبَلة» و»الغيبوبة» التي نعيشها، على أنها «عدم ردّ». وكأن الشخص الذي تسأله، ولا يرغب بالاجابة،يقول لك «حِلْ
عن (...) عنّي!!
أنداري، ممكن يكون هيك المقصود!