كل فتاة بأبيها معجبة.. الأب خط الدفاع الأول عن أحلامها

يعد ما تحمله المرأة من عواطف وأحاسيس ومشاعر فطرية فسيولوجية وهبها الله عز وجل لها، لحكمة منه سبحانه، وذلك من أجل أن تكون سكنا نفسيا روحيا للرجل، فتظهر هذه المشاعر في البداية بالإعجاب بالأب، وشخصيته في الأسرة، فكل فتاة بأبيها معجبة، جملة كثيرا ما نسمعها وتتردد على مسامعنا، إذ يقال، إن «البنت حبيبة أبوها»، والأب غالبا ما يميل ويحن للفتاة باعتباره سندها ورجلها وأمانة يحملها على عاتقه حتى يجد لها الزوج الصالح والجيد الذي يسلمه إياها ليرعاها.
ومع ذلك فكما يقال «همّ البنات للممات» وعادة ما يبقى القلق على تلك المكسورة الجناح ويتدفق الحنان عليها حتى بعد زواجها وانتقالها من كنف والدها إلى ظل زوجها فكل ما يتمناه الأب هو أن يرعاها زوجها ويكون أمانا وعونا لها وأحيانا نجد الفتاة تحلم بزوج يكون نسخة مصغرة لوالدها الحنون .
حب حقيقي
يؤكد جميل باسل، ان الأب دائما هو خط الدفاع الأول لمشاعر ابنته وأحاسيسها تجاه الجنس الآخر فهو أول وأهم شعور حب حقيقي في قلب أي فتاة .
مبينا انه من جهة اخرى هناك أباء يعتبرون أن تربية البنات مسئولية الأم وحدها ظنا منهم أنها مهمة يسيرة وأن التعامل مع البنت يحتاج لكثير من الحزم كما انهم يعتبرون أنها اقل من أن يعيروها اهتماما مثل تربية البنين وفي المقابل هناك نوعية أخرى من الآباء تعتبر إنجاب البنات عارا عليها ولذلك لا يهتمون بهن .
وتقول فدوة طارق: «انه مهما كان لأبيها من عيوب لا تراها ولا ترى سوى انه هو الافضل والاروع والاحسن على وجه الأرض حيث تتمنى بأن يكون جميع الرجال يشبهونه من مظهر واخلاق ومبادئ وامور اخرى حيث عندما ترتبط بزوجها تصبح في بداية الأمر تقارن بينهما .
تناقض
أما خالدة أحمد فتجد انه ليس الجميع يتمنى ذلك إذ لديها صديقة قد انفصلت عن زوجها، إذ وجدت فيه شخصية ابيها الحازمة وغير المبالية قائلة:» ان هذه المقولة لا تطبق على الجميع وانما هناك من يكره ان تعيش بنفس التفكير والأسلوب الذي كانت فيه منذ الصغر.
ومن وجهة نظرها تجد ان الفتاة تكون معجبة بأبيها كونه حنونا معها اكثر مما يكون مع الاولاد وذلك لانه يصبح صارما مع الابن ليصبح رجلا ويعتمد على نفسه على خلاف الفتاة التي تحتاج الحنان والرقة والعطف .
من شدة حبها
(كل فتاة بأبيها معجبه)، تقول ميسم اسماعيل: ان «هذا المثل الذي يعبر بصدق عن شدة حب الفتاه لوالدها وتعلقها به وحاجتها الدائمه إليه.
موضحة ان الأب في حياة كل فتاة شيء يفوق الوصف كونه في حياتها الشجرة التي تستظل بظلالها الوارفة ولأنه ايضا في حياتها هو مصدر النور الذي يبدد داخلها كل ظلام.
مشيرة الى انه يكون في داخل كل فتاه مخزون هائل من الفخر والامتنان لوالدها ولدوره العظيم في حياتها بحيث يكون أكثر من أب في فكرها فيتحول إلى رمز وقدوة تسلتزم منها السير على طريقه وإن خالفت طريقه فإنها تسعى للحصول على رضاه ومباركته وإدخال السعاده لقلبه.
ويؤيدها الرأي رامي علي بأن كل فتاة بأبيها معجبه إن لم تكن مغرمة هذا الاعجاب والغرام الذى يصطدم فى لحظة من اللحظات بجدار الزمن الذى رسخ مفهوم الوأد مع اختلاف الطرق . ذاكرا ان هناك بعض الاباء يهملون بناتهم كون الواحدة منهن فتاة. متجهين الى الابناء الذكور ورغم ذلك نجد ان الفتاة هي من ترعاه على كبره وتحن اليه وتسأل عنه فهذه غريزة بالمرأة بالذات .
علاقة اسطورية
سامية هايل اكدت هذا القول مائة بالمائة فهي علاقة أسطورية ظاهرة منذ نعومة أظافر الفتاة، خاصة إذا كان الأب حنونا عطوفا، يحسن التعامل، متفتح الذهن، مدركا لعلامات مرحلة المراهقة التي تمر بها ابنته من احتياجات ومشاعر ورغبات، وأن المراهقة بداية لتفتح حواس الفتاة للجنس الآخر.
وبنفس الوقت فإن العكس صحيح أيضا فإن أساء الأب معاملة آل بيته، وكان يفضل الأولاد على البنات، ويفرق في المعاملة، فهو يترك عقدة في نفوس البنات تجاه الرجال بعامة، ومردود هذا على حياتهن الأسرية كبير، فالأب هو النموذج الأول المرئي الذي يشكل رؤية البنت المستقبلية للرجال.
الوالد أقرب
تقول ريما غالب، إن والدها أقرب إليها من والدتها ولا ترى في والدها إلا التميز وأنها لا تحب أن ينتقده أحد مهما كانت السلبية الموجودة فيه، مشيرة إلى أنها تجالس والدها أكثر من والدتها لتفهمه لطبيعتها أكثر من والدتها وقالت: فعلا أنا معجبة بوالدي لدرجة كبيرة وصراحة أحب أن أقتدي بوالدي أكثر من والدتي.
ولم يغب عن حلا فايز شخصية والدها الذي يعمل بالخليج حيث تتواصل معه بشكل يومي من خلال الإيميلات ، موضحة أن هذا الامر لا يلغي دور والدتها في أخذ المشورة لكنها ترى في والدها القدوة الحسنة من حيث الصبر في هذه الحياة والطموح وطريقة التعامل مع الآخرين والعصامية دون التوكل على الآخرين وغيرها من الأمور الإيجابية التي انعكست على تصرفاتها .
غيداء ياسر قالت: «إن هذا المثل ينطبق عليها إذ إنها تستشير والدها بكل صغيرة وكبيرة كونه يفهم شخصيتها كثيرا ،مضيفة :»اتمنى أن أرتبط بشخص يشبه والدي من حيث الطباع وهذا الأمر لدى كثير من الفتيات ولا ارى فيه نوعا من التحيز او ما شابه ولكن الفتاة بطبيعة الحال تكمل الرجل والرجل يكمل المرأة لذلك كل جنس يرى الجنس الاخر هو قدوته فالابن يبحث عن زوجة تشبه والدته والفتاة تبحث عن رجل يشبه والدها .
صالحا وقياديا
ويرى الدكتور مجد الدين خمش اختصاص علم اجتماع في الجامعة الاردنية أن هذا الأمر غالبا ما يلاحظه في الكثير من العائلات والأصدقاء فالفتاة تجد بوالدها إن كان صالحا وقياديا المثل الأعلى، منوها الى أن هذا الأمر لا ينطبق على الجميع رغم مقولة ان كل فتاة بأبيها معجبة لذلك يجد خمش ان الإعجاب في الوالد صورة بارزة في مجتمعنا وهذا لا يلغي إعجاب الفتاة بأمها

.

» أمر الدفاع 10 .. و أمر الدفاع رقم (11) لسنة 2020م
» الجد.. الأب الأكبر !؟
» دور الأب في بناء الفرد
» حوار بين فتاة وقلبها
» رسالة من فتاة فلسطينية