أردني عَشِقَ الطيور والحيونات النادرة فجمعها في حديقة خاصة

أردني عَشِقَ الطيور والحيونات النادرة فجمعها في حديقة خاصة



الطرة (شمال الأردن) ـ من ليث الجنيديـ عشق الأردني وصفي السخني منذ طفولته الحيوانات الأليفة، وربى في شبابه الأرانب والطيور، حتى جاءته الفرصة لينشئ حديقة خاصة له تضم أنواعا نادرة من الحيوانات والطيور في قرية الطرة (أقصى الشمال الأردني قرب الحدود السورية) يقصدها الزوار من داخل الأردن وخارجه.

الحديقة التي أنشأها السخني (42 عاما) مساحتها 10 دونمات (10 آلاف متر مربع) على أطراف القرية، وتضم في داخلها ما يزيد عن 100 نوع من طيور الزينة النادرة والفريدة ذات الأصول الأوروبية والمحلية أيضا، بالإضافة إلى الطيور الجارحة كالعقاب والنسر، كما تضم أندر الكلاب البوليسية والقرود والأرانب والخيول العربية الأصيلة.

وخلال جولة لمراسل الأناضول برفقة مالكها في مرافق الحديقة التي تم تزويدها بكل ما تحتاجه تلك الحيوانات والطيور بما يضمن لها أجواء تستطيع من خلالها التكيف مع الظروف الجوية، يقول السخني وزقزقة الطيور تعلو فوق صوته إن “الحديقة أثرت في عامة الناس خاصة أن موقعها في قرية صغيرة، ولم تكن لدى الناس فكرة عن أنواع الطيور والحيوانات الموجودة فيها”.

ويشير السخني إلى أنه يعشق الحيوانات منذ طفولته، وكان يقوم بتربية الارانب والطيور التي يشتريها من أماكن بيعها وعلى نطاق ضيق لا يزيد عن بضعة أرانب وقفص للطيور.

وبدأ السخني بجمع الحيوانات والطيور الموجودة في الحديقة قبل 5 سنوات، كهواية، لكن الإقبال الكبير عليها دفعه لتطويرها وتزويدها بأندر أنواع الطيور والحيوانات، حيث حصل على تصاريح رسمية من وزارة الزراعة بإنشاء الحديقة التي يعمل بها 5 عمال، بمن فيهم أشقاؤه، وهم من ذوي الاختصاص في التعامل مع الطيور والحيوانات الموجودة في الحديقة، بحد قوله.

السخني لم يسبقه أحد في الأردن بضخامة مشروعه (الحديقة)، أو تخصصه بإحضار الطيور والحيوانات النادرة الموجودة فيها، من بلدانها الأصلية عبر شحنها بالطائرات إلى الأردن، حيث يوجد حدائق صغيرة في البلدة مشابهة لكنها لا تحتوي على هذا الكم الكبير من الطيور والحيوانات.

ويضيف أن الطيور التي يحضرها من الخارج هي ذات أصول يابانية وصينية وهولندية وألمانية وبلجيكية وإندونيسية، وهي أنواع نادرة الوجود، تتميز بجمال ألوانها، حيث يحتاج بعضها لعامين كي يتلون، كما أن ذكور بعض الطيور الموجودة في الحديقة تكون أجمل من الإناث.

وبحسب السخني فإنه ينفق على الحديقة من ماله الخاص حيث إنه ميسور الحال، مضيفا أن معدل الإنفاق يبلغ 500 دولار أمريكي يوميا.

ويوضح مالك الحديقة أن طبيعة طعام تلك الطيور والحيوانات هي أعلاف محلية الصنع، يضاف اليها فيتامينات تكسبها مناعة وتساعدها على التكيف مع التقلبات الجوية، يقدمها متخصصون يعملون في الحديقة.

وعن الحيوانات النادرة الموجودة بالحديقة، يذكر السخني دجاج الآروكانا ذا الأصول الأمريكية، والذي يتميز بلون بيضته الخضراء التي تخلو من الكوليسترول.

وفي قفص آخر يتواجد طاووس جاوة الإندونيسي، وهو بحسب السخني نادر جدا ولا يتواجد في مناطق الشرق الأوسط إلا لدى الامراء والشيوخ نظرا لسعره المرتفع جدا.

أما دجاج لامبرجيني فهو أيضا نادر الوجود، لكن ندرته لا تقارن بخواصه، فهو ذو لون أسود ويستخدم لأغراض السحر، ولحمه الأسود أيضا منشط جنسي يفوق في قدرته العقاقير الطبية.

الباحة الخلفية للحديقة هي مكان خاص لأجمل الغزلان البيضاء، قليلة الحركة التي بدت في جلستها كمن ينتظر زوارا، ليتمتعوا بجمال منظرها ولونها الناصع.

كما تضم الحديقة كلبا بوليسيا ضخما وهو بوليسي ألماني من فصيلة (مالن وا) مدرب بأعلى درجات الاحترافية، ولا يوجد في الأردن سواه وكلب آخر لدى الشرطة الأردنية.

قردة وخيول وذئاب وكلاب وطيور انتشرت في مرافق الحديقة، كونت بأصواتها سيمفونية جميلة ملأت أرجاء المكان، تشد من يسمعها إلى كل جزء فيها، ليشاهد روعة المناظر على أجسادها التي نقشتها قدرة إلهية.

وعن زوار الحديقة، يوضح السخني أنهم يأتون من كل مدن المملكة، وعدد كبير من دول الخليج العربي وليبيا ويتراوح عددهم بين 70 – 100 زائر يوميا، ويدخلون الحديقة بشكل مجاني دون دفع أي رسوم.

لكنه يشير إلى أن التفكير في عملية بيع تذاكر لدخول الحديقة مخطط مستقبلي يفكر به بعد أن يقوم بافتتاح رسمي لها يدعو فيه المسؤولين الأردنيين، وليس في الوقت الحاضر.

وعن رأي زوار الحديقة، يقول وائل الشاهين (39 عاما ويعمل مترجما للغة الألمانية) أحد سكان قرية الطرة للأناضول إن “الحديقة رائعة الجمال وفيها طيور وحيوانات لم أحلم برؤيتها، ووجودها في قريتنا أكبر دليل على نمو فكر أهلها في انشاء المشاريع الرائدة والفريدة للنهوض بها وجعلها مزارا للأردنيين وغير الأردنيين، باعتبارها قرية تضم آلاف السوريين لقربها من الحدود”.

ويبلغ عدد سكان قرية الطرة حوالي 35 ألفا، وتبعد عن العاصمة عمان 80 كلم، ويعتبر النشاط الأساسي في القرية هو الزراعة، بجانب صناعات تقليدية، مثل الحدادة والنجارة.

الشاهين يضيف: “أرسلت صورا من داخل الحديقة لأصدقاء لي في ألمانيا والذين أعجبوا بمنظرها وأخبروني أنهم سيزورونها في أقرب وقت”.

فيما يبدي محمود صالح (27 عاما) وهو من قرية الطرة أيضا، إعجابه بمالك الحديقة، معتبرا أن فكرة إنشاء حديقة خاصة لا تخطر ببال أحد خاصة أنها تضم طيورا وحيوانات نادرة، حيث إنها ستؤدي في المستقبل إلى ترويج المنطقة سياحيا بشكل كبير، بحد قوله.(الاناضول)