منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ولــــد الهــــدى..فالكائنـــات ضيــاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69433
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ولــــد الهــــدى..فالكائنـــات ضيــاء Empty
مُساهمةموضوع: ولــــد الهــــدى..فالكائنـــات ضيــاء   ولــــد الهــــدى..فالكائنـــات ضيــاء Emptyالإثنين 28 يناير 2013, 7:16 am

ولــــد الهــــدى..فالكائنـــات ضيــاء


- كان أمير الشعراء أحمد شوقي، وهو أميرهم دون أن يحتاج إلى تصويت من الجمهور عبر رسائل الهاتف الخلوي، ودون أن يتنازل بالشعر إلى وضع البضاعة الكاسدة، كان شوقي، متأملا عميقا للسيرة النبوية، ليس في تفاصيلها التي هي للفقهاء سواء كانوا من المعتدلين أو المتطرفين، ولكن لمعانيها الإنسانية العامة والشاملة.
لهذا ، كرست قصائده في المديح النبوي رؤية عالمية لرسول الإسلام، تحلق في رحابتها مع رؤى أخرى، بعضها أتى في الغرب، مثل رؤية الشاعر الألماني الأكبر على مر العصور» غوته» وأديب روسيا الأول،» ليو تولستوي».
شوقي، يتأمل في الإسلام كدين ورسالة، ويؤكد على عقلانية التوحيد، وأنه لا مناص للعقل الإنساني من الوصول إلى شاطئه، فيقول:
بنيت على التوحيد وهو حقيقة
نادى بها سقراط والقدماء.
ومشى على وجه الزمان بنورها
كهان وادي النيل والعرفاء.

العدالة والمساواة
ولكن ذلك ليس كافيا، فالتوحيد هو تمثيل للإيمان العقلي والمنطقي، كما أن أديانا أخرى غير الإسلام هي أديان توحيدية، فما الذي يقدمه الإسلام غير ما سبقه من أديان في مجال التوحيد؟.
إنه يقدم العدالة الإجتماعية والمساواة بين جميع البشر، فالمعتقد بالواحدية، يجب أن ينعكس على البشر فيما بينهم، فطالما أنهم جميعا على علاقة متساوية مع الله تعالى، فليس لأحد أن يدعي ميزة على الآخرين، أو يحتكر الحديث باسم الله عز وجل، أو ينوب عنه في الأرض.
..وكما أن شوقي، وقبل أن تغزو الأفكار الاشتراكية مصر والعالم العربي، يتوقف ليؤكد أن الإسلام من ناحية الغاية يذهب إلى ما يريده الإشتراكيون، وإن يكن يتبع أسلوبا متدرجا وبناء يستطيع من خلاله التعامل مع التناقضات الاجتماعية ويعمل على تفكيكها وتحييدها:
الاشتراكيون أنت أمامهم
لولا دعاوي القوم والغلواء.
داويت متئدا وداووا طفرة
وأخف من بعض الدواء الداء.
انصفت أهل الفقر من أهل الغنى
فالكل في حق الحياة سواء.
إن شوقي يتوقف عند ما هو مطلق، وليس قابلا للتقادم، وليس موضوعا للخلاف، ففي ما يتوقف عنده شوقي دعوة المسلمين ليتساموا عن الأمور الصغيرة، أن يتركوا الجدل الذي لا ينتهي حول إطالة اللحية وإعفاء الشوارب، وحتى إن يكن ما ثبت من الكتب التاريخية وكتب السيرة، فهل يتم اختصار الإسلام في هذه الجزئية المتعلقة بالمظهر.
وهل يرضى الإسلام بسماحته أن يصنف المسلمين على هذا الأساس، وأن يمنح صكوكا بالغفران لمن يطلقون اللحية لتكون لهم حجة على الآخرين، ليس ذلك أمر يمكن للإسلام أن يقبله، ولا يمكن أن نستلهمه من سيرة الرسول الكريم، وإنما هي مسألة يجد فيها من تعوزهم القدرة العقلية والروحية على التعامل مع المعاني المجردة والعميقة الفرصة ليتعلقوا بالشكليات ويجعلوها موضوعا للصراع مع الآخرين، كنوع من تحقيق الذات القائم ليس على تطويرها وتنميتها، وإنما على تكفير الآخرين أو التشكيك في إيمانهم ومعتقدهم.

صورة متقدمة على المدائح
يواصل شوقي في قصائد كثيرة تعامله مع الشخصية النبوية، ويقدم صورة متقدمة على المدائح القديمة والكلاسيكية، فهو يقوم بعرض السيرة النبوية على المشكلات العصرية في زمنه، وهذه مشكلات بقيت دون حل، وعلى العكس تفاقمت واتسعت وتحولت إلى كوارث متكررة ومزمنة، وبعيدا عن الجانب الديني الذي يتصدى له شيوخ الدين والفقهاء ممن درسوا السيرة وتعايشوا معها، بعيدا عن الغريب والمستهجن ،وما إلى ذلك من فتاوى جاءت بسبب مشكلات في النقل وفي أدوات النقد لأعمال الرواة وكتاب السيرة الأوائل، بعيدا عن ذلك، فإن استلهام الشخصية المحمدية في جانبها الإنساني الواسع هو ضرورة في الوقت الراهن.
النبي الكريم هو الأكثر اتصالا بالمعنى الأخلاقي، ولذلك كانت دعوته لاستلهام العموميات الأخلاقية من سيرته وسنته، وحيث أنه لا توجد أمة في العالم يمكنها أن تستمر وأن تتحضر دون (كود) أخلاقي، فإن المسلمين تمكنوا من استلهام الكود الأخلاقي ليحققوا نهضة مبهرة ومدهشة لا يمكن أن تقترن بغيرها في التاريخ، وعند التأمل في الفتوحات الإسلامية في وسط آسيا، أو دخول الإسلام بدون فتوحات في ماليزيا وأندونيسيا وشرق أفريقيا.
إننا نجد أن ذلك كان مرده التعامل بأخلاقية عالية تمثلت في احترام أهالي المناطق المفتوحة ومعتقداتهم وحقوقهم، ولو أنهم أسلموا خوفا لارتدوا عن الإسلام عندما لحق الضعف بالدولة الإسلامية، ولكن على العكس، فإنهم أسسوا دولا جديدة رفعت المبادئ الإسلامية، فكانت في كل مرة تكتسب القوة (الروحية) لبناء شيء جديد، وكان العثمانيون سلالة أحدى هذه الدول التي نشأت في آسيا الوسطى.


توظف الدين في مكانه
الإسلام لا يصنع القنبلة ولا المدفع ولا مركبة الفضاء، ولا توجد وصفات إسلامية لمعالجة الأمراض، ولا يمكن للنصوص الإسلامية أن تتنبأ بالطقس، ذلك ليس دور الدين، ولكن التقدم، يحدث عندما يوظف الدين في مكانه الصحيح، بحيث يصبح الطاقة الروحية والإطار الأخلاقي، وذلك كله يمكن استلهامه في شخصية الرسول الكريم، لو أننا نحينا عنها الأمور التي يقحمها بعض مدعي الدين لخدمة مصالحهم ويحاولون أن يجعلوها من الدين.
شخصية النبي هي» الأخلاقية الكاملة» التي مثلت القدوة للجميع من حوله، ولو لم تكن كذلك لما تبعه العرب المعروفين بالتمرد والجنوح، وأمام هذه الأخلاق يجب أن نتوقف ونتأمل، بانفتاح ومعاصرة، وغير ذلك فليس سوى دعوة للردة وهروبا من الواقع والمستقبل، وهو الأمر الذي يتنافى أساسا مع ال
دعوة الإ
سلامية في الاحياء والتنوير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ولــــد الهــــدى..فالكائنـــات ضيــاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: