منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  المسبحة ( السُبحة )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالأحد 11 أكتوبر 2015, 6:59 am

مقدمة عامة عن المسبحة
( السُبحة )





[rtl]يسود الاعتقاد عن المسبحة هو ان المسلمين الأوائل قد أخذوها من بلاد الهند، فبينما استعمل المسلمون الحصى لأغراض التسبيح، وكانت الهند قبل ذلك بعشرات القرون قد عرفت المسبحة، وقد اخذ المسلمون هذه العادة عنهم مع شيء من الاختلاف والتطور، فثمة فرق واضح أولا بين التسبيح للصنم وبين ذكر الخالق العظيم الله جل وعلا، ثم تصرفوا في العدد فكان زوجياً لدى الوثنية ويبلغ عدد حبات المسبحة 32 خرزة بينما أصبح فردياً لدى المسلمين، وأصبحت مع الأيام دالة طبيعية من دالات المجتمع، فكانت لعامة الناس سبحهم ولأثرياء القوم وموسريهم أنواعها الغالية التي تقدم بمنـزلة هدايا تتبادلها النخب الغنية في المال أو الجاه الاجتماعي أو السياسي.[/rtl]


[rtl] المسبحة ( السُبحة ) 2900[/rtl]


المسبحة ( السُبحة )
المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية
التطور في استخدام المسبحة والأحجار الكريمة وشبه الكريمة
المناطق الجغرافية لانتشار المسبحة
عناصر المسبحة ، موادها وتباين أجزاؤها
أسباب إنتقاء المواد لصنع المسبحة
مراحل صناعة المسبحة ، وطرق التصنيع والتطعيم
انتقاء المواد والأحجار وتناسق اللون والوزن والنوعية Selection
القطع والتثقيب Cutting , drilling
صّقل والتركيب وإضافة الملحقات


[rtl]الشطف والتنعيم والخراطة  Turning , grinding , crafts[/rtl]

الزخرفة والتطعيم  Decoration and inlay
أشكال المسبحة ، عدد الحبات وشكل الملحقات الأخرى
حجم وشكل الحبات في المسبحة
عدد الحبات في المسبحة
الفواصل -  Dividers والمنارة Minaret
المنارة أو المئذنة Minaret
الخيوط المستخدمة في المسبحة
الملحقات الإضافية للمسبحة- الشرابة Tassel والدلايات
المسبحة من الأحجار الكريمة وذات الأصل العضوي
صناعة المسابح من الأحجار الكريمة
المسابح من الأحجار شبه الكريمة
مجموعة مسابح العقيق- AGAT -
مسابح اللازورد
مسابح حجر الجات
مسابح البلوريات الصخرية
مسابح الأمشست
مسابح عين النمر وعين الهر
مسابح اليشب
مسابح الفيروز والفيروز المقلد
مسابح بعض الأحجار الأخرى


[rtl]مسابح المعادن - الذهب والفضة وغيرها[/rtl]

مسابح المرجان الأحمر والوردي والأبيض
مسابح اليسر الأسود


[rtl]مسابح اللؤلؤ ومنتجات الصدف[/rtl]



[rtl]مسابح الموات ذات الأصل الحيواني[/rtl]

مسابح المواد ذات الأصل النباتي
المسابح المصنعة من الأصل الترابي
جدولين بأسماء المسابح
جدول لمعدل أسعار المسابح
أستخدام حجر الكهرب
ألوان وأشكال الكهرب الطبيعي
مسابح الكهرب
المسبحة في المجتمع الإسلامي والعربي
ذكر المسبحة في بعض المعاجم اللغوية
قصة : عزف منفرد على خيط مسبحة



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالأحد 11 أكتوبر 2015, 7:00 am

[rtl][size=32]المسبحه[/size][size=32] – السُّبحة[/size][/rtl]
 
[rtl]يتبين لنا نحن موقع يا بيروت ولبعض الناس مدى تشعب واختلاط موضوع المسبحة وصنعتها مع العديد من المواضيع الأخرى كالتراث الفني واللغة والمعتقدات الشعبية والأساطير والزينة وغيرها.[/rtl]
[rtl]ناهيك عن التعدد الكبير في الجوانب التقنية والمواصفات الفيزيائية والكيماوية للمواد المستعملة في المسبحة . فضلا عن ارتباطها الوثيق بالنواحي الدينية والاجتماعية والحضارية.[/rtl]
 
[rtl]ولا ريب أن المسبحة استخدمت لأسباب معينة ، وأنتجت وصنّعت من عشرات المواد ، وأصاب التغير شكلها على ضوء الضرورات الدينية والاجتماعية ، أو حسب المادة التي أُنتجت منها.[/rtl]
[rtl]فبعض المسابح قديم وبعضها حديث ، ومنها النفيس ومنها الرخيص ، كما لكل نوع منها راغبوه أو رافضوه ، وعلى هذا الأساس فقد أحسسنا بمدى أهمية تقديم نبذة ولو مختصرة عن المسبحة باعتبارها عنصرا هاما من الفنون التطبيقية الإسلامية.[/rtl]
[rtl]كما وجدنا بعد البحث والتقصي شحة واضحة في المصادر التي تشير إلى المسبحة (تكاد تكون معدومة) ، خصوصا في أنواعها وأنواع المواد والخامات الأولية المستعملة منها.[/rtl]
[rtl]ورغم شيوع استعمالها في كافة أرجاء العالم فالمكتبة العربية والأجنبية تنقصها هذه المعلومات التي يُفترض أن تُجمع في مرجع واحد شامل خدمة للباحثين في هذا الأمر.[/rtl]
 
[rtl]ومن أقوى الدوافع للكتابة عن المسبحة هو حرصنا الشديد للإرث الفني في التراث العربي الإنساني ، القديم منه والمستحدث وخوفنا من إهمال توثيقه أو زواله وتشويهه . كما أن المسبحة ترتبط ارتباطا وثيقا بالأرقام والعد والحساب ، وهو ما يتوجب على موقع الأرقام التعرض له.[/rtl]
 
[rtl]وقد حاولنا معالجة الموضوع بشكل شمولي وأحياتا نكتفي برؤوس المواضيع وعدم الخوض في التفاصيل ، أولا :  لعدم التطويل ، وثانيا : ننتظر من المهتمين المبادرة لإشباع رغبات الباحثين.[/rtl]
[rtl]ونتقدم بالشكر والتقدير لموقع الأرقام ولصاحبي كتاب (المسبحة تراث وصنعة) وهما:  الأستاذان الجليلان "محمد الراشد" و "إحسان فتحي" ، فهو الكتاب الذي استطعنا العثور عليه بعد جهود مضنية.[/rtl]











[size=32]المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية[/size]
[rtl]المسبحة أو السبحة هي عبارة عن مجموعة من القطع ذات الأشكال الخرزية الحبـيْـبـيـة مع فواصل وقطع أخرى، حيث تتألف كلها من عدد معين منظومة ومنتظمة في خيط أوسلك أو سلسلة ، وقد يختلف شكل الحبات نسبة للمجتمع أو الصانع أو حسب متطلبات الراغبين لأسباب دينية أو اجنماعية او لغرض اللهو والتسلية .[/rtl]
[rtl]ويتم تحريك قطع المسبحة باليد والأصابع ، كما وقد تفيد المسبحة أحيانا في العرض المظهري للتدين والتصوف والذكر والتسبيح والتهليل والتهدئة النفسية ، وأحيانا للوقار والوجاهة ، وأغراض أخرى مختلفة . والمواد التي تصنع منها المسبحة تتفاوت أيضا ، واختلفت عبر القرون حتى بلغت في التنوع ما لا يعد ويحصى خلال القرن الحالي .[/rtl]
[rtl]وكلمة (المسبحة) أو (السبحة) اشتقت عموما من الناحية الدينية أو اللغوية، من كلمة التسبيح - ففي القرىن الكريم ورد التسبيح لله عز وجل في عدة سور وآيات ، وقد أتت كلمة التسبيح بمعاني وأماكن مختلفة في كل سورة وآية ، ومن أمثلة ذلك : ذكر نوعية المسبحين ورد في سورة الإسراء - الآية 44 - ما يلي : قال تعالى (تسبح له السموات السبع  والأرض ومن فيهن ، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا) .[/rtl]
[rtl]ومعنى ذلك أن من في السموات والأرض يسبحون بحمد الله وينزهونه على الرغم من اختلاف لغات التسبيح . كما وردت لغرض التشبيه في سورة النور (الآية 41) ، كما وربط موضوع تسبيح الله والتوكل عليه في سورة الفرقان (الآية 58) . وفي مجال الوقت ومدى التسبيح في سورة الأحزاب (الآية 41 ، 42) .[/rtl]
[rtl]أيضا ورد التسبيح في أوائل السور مثل سورة الحديد (الآية الأولى) قال تعالى : (سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) - أي نزه الله سبحانه في كل شيء - كما ورد التسبيح في أوائل سورة الحشر وسورة الأعلى . . . وأحيانا ورد التسبيح لله تعالى في أواخر السور مثل سورة يـس (الآية الأخيرة) . . . إلخ .[/rtl]
[rtl]ومن صور التسبيح ، قولك ، سبحان الله والحمد لله ، كذلك ذكر الأسماء الحسنى لله عز وجل . وقد جاءت أسماء الله الحسنى في عدد كبير من الآيات القرآنية الكريمة ومن ثم جمّع عددها . فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم (إن لله تسعا وتسعين اسما مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر) .[/rtl]

[rtl]ولقد دعا الله سبحان وتعالى الناس إلى ذكر الله ودعوته بالأسماء الحسنى ، ففي سورة الأعراف قال تعالى : (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه ، سيجزون ما كانوا يعملون) .[/rtl]
[rtl]وبذلك استنبطت المسبحة أو السبحة من التسبيح من الناحية الدينية ، وتشمل تنزيه الله بالقول وعد أسمائه الحسنى اكتسابا للرحمة والمغفرة والأجر الكريم .[/rtl]
[rtl]ومن الناحية اللغوية استطلعنا بعض الأسانيد والكتب ، فمن كتاب المختار من صحاح اللغة (مختار الصحاح - محمد بن أبي بكر عبد القادر الرازي - الناشر دار الكتاب العربي - لبنان - 1981 ص (282) . ورد في باب السين كلمة السبحة : بمعنى خرزات يسبح بها . وهي أيضا التطوع في الذكر والصلاة ، نقول منه : قضيت سبحتي . والتسبيح التنزيه وسبحان الله : معناه التنزيه لله ، أما (سـبحل) : فمعناه سبحل الرجل : قال "سبحان الله" .[/rtl]
[rtl]وفي كتاب تفسير القرآن العظيم (تفسير القرآن العظيم - للإمام الجليل الحافظ عماد الدين ، أبو الفدا إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفي سنة 774 هـ / دار المعرفة - بيروت - لبنان ص (268) و ص (269) .[/rtl]
[rtl]وفي كتاب المنجد ذكر فيه أن السبحة ،جمع سبح وسبحات : هي للدعاء وتقول قضيت سبحتي أي دعائي (الصلاة النافلة) . وهي خرزات منظومة في سلك إما للصلاة والتسبيح وإما للتسلية ويقال (سبحان الله) أي ابريء الله من السوء . اما السبّاحة فهي الأصبع السبابة في اليد . والمسبحة هي السبحة للصلواة والتسبيح والتلهي (عامية) .[/rtl]
[rtl]وفي اللهجة العراقية السائدة قد يطلق عليها سبحة أو مسبحة وقد تجمع كالسبح  والمسابح أو السبحات (عامية) وفي بعض المناطق العربية والخليج العربي قد تسمى باللغة العامية الدارجة مسبحة ، أو مسباح أو تجمع كمسابيح . عموماً فإن لفظة سبحة أو مسبحة هي اللفظة العربية الدارجة حالياً وعلى الرغم من ورود كلمة السبحة في المراجع اللغوية إلا اننا عولنا استخدام لفظة المسبحة في كافة فصول اهذا البحث لما لها من استخدام دارج ودلالة على فرض استخدام هذه الأداة في التسبيح . وفي اللغة التركية ، كما ورد في أحد المصادر (Shantes , Enc Of Islam , Brill 1961 , P . 549 موسوعة)  تسمى تسبيح ( Tasbih) عندما تستخدم كلمة سبحة ( Subha) لغرض تفسير معناها في بعض المسردات الأجنبية . ولغرض مقارنة وفحص الكلمة باللغة الإنكليزية فقد تم اللجوء إلى قواميس المفردات بالإنكليزية ولعل أقرب كلمة إلى ما تعنيه المسبحة عند العرب والإسلام كانت كلمة روزري  (Rosary) حيث فسرت بمعنى :[/rtl]
[rtl]ü سبحة  ،  مسبحة .[/rtl]
[rtl]ü سلسلة  أو  صلواة .[/rtl]
[rtl]ü حديقة ورد  أو  مسكية ورد .[/rtl]
[rtl]ومن المعتقد أن الربط التاريخي للقلادة المسيحية القديمة وبين المسبحة في استخدامها من قبل العرب المسلمين قد أدى لهذا التفسير في بعض المسردات.[/rtl]
[rtl]كما ورد في باب الحبيبات بالإنجليزية (بيدس) Beads (بالجمع) قد تعني عقد أو سبحة أو بيد (Bead) كخرزة أو حبة . فهي هنا مسبحة إذا ما انتظم الخرز بسلك أو تطلق أحيانا على الذي يصلي مستعينا بصلاته بسبحة (Tosay , tell , or count one's beads) وقد تستخدم كلمة بيد رول (Bead roll) بمعنى سبحة أو مسبحة (وبغرض العد والحساب) .وعلى أية حال فإن معنى المسبحة لدينا هنا واضح وجلي ، وهي كما أسلفنا ، استخدمت لعد الكلمات ، لغرض التسبيح لله سبحانه، أو لذكر كلمات الله الحسنى في عصر الإسلام ، وإن تعددت أغراضها اليوم وأصبحت أحيانا تؤدي أغراض التسلية أو غيرها ، غير أننا لا ننكر تأثير الحضارات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط أوغيرها في مجال استخدام أداة للأغراض المظهرية أو الدينية أو لغرض العد والحساب لما هو مطلوب من الإنسان في كافة شعائر الحياة الدنيا والمتطلبات الروحية الأخرى كما سنرى في الفصول القادمة .[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالإثنين 12 أكتوبر 2015, 11:31 am

[rtl]التطور في استخدام المسبحة والأحجار الكريمة[/rtl]
[rtl]وشبه الكريمة وغيرها عبر التاريخ[/rtl]
[rtl]على الرغم من أن للمسبحة في معناها اللفظي والاستخدامي صفة عربية وإسلامية واضحة إلا أن البحث عن الجذور التاريخية لها لابد أن يجرنا على الطريقة التي تعامل بها الإنسان مع الأحجار الكريمة وغيرها ضمن معتقداته منذ أقدم العصور . فمنذ آلاف السنين ، ومنذ أن كان الإنسان القديم يسكن الكهوف وعثوره بطريق المصادفة أو الحفر عن أحجار ملونة هنا وهناك فلابد أنها قد سحرته بجمالها وألوانها وبريقها. وهنالك دلائل آثارية قاطعة بأنه بدأ في تجميعها والتعامل معها بولع مفرط نظرا لندرتها وجاذبيتها التي سحرته وألهبت خياله.[/rtl]
[rtl]إن من أقدم الأحجار والمواد التي استخدمها الإنسان قد عثر عليه في قبور ترجع إلى أكثر من 20 ألف  سنة واحتوت على حبيبات من العاج والمحار والعظام المختلفة .[/rtl]
[rtl]على ذلك فقد قام الإنسان القديم بصقل وتشذيب هذه المواد وتكوينها على أشكال مختلفة كالشكل الإسطواني أو الحبيبي (الخرزي) أو غير ذلك , ومن ثقبها أو خرقها وتجميعها وربط بعضها البعض بخيط . وكانت هذه هي الخطوة الأولى لفكرة القلادة بهدف التزين او التباهي ، ولعرض هذه الأحجار والمواد أمام الآخرين عن طريق استخدامها كعقود أو قلائد تعلق في العنق أو الزند وأحيانا في الأرجل .[/rtl]
[rtl]ويبدو لنا أن فكرة تجميع هذه المواد على شكل سلسلة أخذت فيما بعد أبعادا روحية أو سحرية أو دينية . ولقد كشفت حفائر الحضارات الإنسانية الأولى التي نشأت في وادي الرافدين (السومريون) ووادي النيل (الفراعنة) عن استخدام أحجار مختلفة لأغراض دينية ودنيوية .[/rtl]
[rtl]إذن لا بد من الإشارة أن فكرة المسبحة هي تطور طبيعي وحتمي من فكرة القلادة . إلا أنه من الصعب التحديد الدقيق الزمني من تحول استخدام القلادة كمسبحة لأغراض دينية ، بيد أنه يمكن القول والافتراض أن فكرة المسبحة بدأت عند السومريين قبل (5000) سنة ومن ثم انتقلت إلى بقية الحضارات الأخرى كالفرعونية والهندية والفارسية وغير ذلك من الحضارات اللاحقة .[/rtl]
[rtl]ولم يكتف الإنسان باسنعمال هذه القلائد في حياته الدنيوية فقط بل تجاوز ذلك وعزم على استخدامها في حياته الأخروية أيضا . إذ دُفنت هذه العقود مع أصحابها في القبور انتظارا للبركة أو الجاه في الحياة الأخرى . ولقد شاع في الحضارات القديمة كحضارة وادي الرافدين أو وادي النيل وفي وادي الأردن (موقع Natufian) والحضارات السومرية والصينية والهندية استخدام العقود والأحجار لطبقات مختلفة من المجتمع ، فمنها ما استخدمه الأمراء أو الكهنة أو عامة الشعب ، ولقد برهن وجود اللقى الأثرية لقلائد وعقود الذهب واللازورد (Lapis Lazuli) والكورنيليان والفيروز والرخام والأميشت والكارنيت والعظام في مختلف الحضارات القديمة وبأشكال مختلفة ومتنوعة .[/rtl]
[rtl]لقد استفاد الإنسان ايضا ولربما بالتجربة من تلك المواد التي تتصف بالديمومة أو تلك التي تكون عديمة التآكل أو تلك التي عرف عنها قوة الصلادة أو القدرة فضلا عما تخيله الإنسان ، كما الهب حسه بكون هذه المواد تتصف بالصفات الروحية أو الأسطورية أو ما تعلق منها بالخرافات الشائعة آنذاك سواء بالنسبة للرجل أو المراة على حدّ سواء .[/rtl]
[rtl]إن لتطور المعتقدات الروحية والخرافات أثر واضح في لهفة إنسان الحضارات الأولية في مختلف البقاع والأصقاع على الاهتمام بتلك الأحجار حسب معتقداته ، بالخرافات والأساطير والمعتقدات الطبية القديمة ، فكان يعتقد أن للأحجار اللخضراء اللون تأثير بمنع الأمراض ، والحمراء لتخفيف النزيف والالتهاب، وحجر العقيق للقبول والاقناع وجلب الحظ ، والجمشت (أمشت) لمنع تراكم الشحم ، والملكيت للتخدير وللحماية ضد السحر ، وحجر الياقوت الأزرق كرمز للعفة وعلاج لفورات الغضب ، والفيروز للنصر وتبيان حالة الإنسان النفسية عند تغير ألوانه ، والكهرب أو الكهرمان لامتصاص الامراض من جسم الإنسان ولطرد الأرواح الشريرة ...... إلخ .[/rtl]
[rtl]أما المرجان فكان له أهمية خاصة عند الحضارة اليونانية (الإغريقية) فقد وردت خرافات عنه أوضحت بأنه (دم متجمد) بعد أن سقط قطرة فقطرة من الرأس المقطوعة لميدوسا (إحدى الآلهة اليونانية القديمة) . [/rtl]
[rtl]وكان للعقيق الأحمر فضل كبير عند الرومان حيث استخدم بكثافة وتم النقش والحفر على اسطحه الجميلة بكل اتقان وفن وكفاءة في القلائد والعقود والأختام والخواتم وغيرها .[/rtl]
[rtl]كما شاعت لدى الفينيقيين ، وهم قوم انتشرت حضارتهم في بلاد الشام ولبنان خاصة ، عقود أشبه بمسابح اليوم تصنع من مواد مختلفة كالقواقع والطين والبذور والعاج والزجاج والأحجار الكريمة ، واستعملت في تلك الحضارة في كل مجال حتى دخلت مجال المقايضات والمبادلات التجارية بما هو أشبه بالعملات الثمينة في هذه الأيام ، وهناك من يعتقد أن المسبحة كأداة ظهرت عندهم أول ما ظهرت . وأبرز التاريخ أيضا اهتمام الإمبراطورية البيزنطية والرومانية بشقيّها الوثني والمسيحي ، باستخدام القلائد المشابهة للمسبحة لكافة الأغراض كما تم تطور مهم في هذه المرحلة إذ تم الإتقان النسبي لخرق وثقب الأحجار والمواد الأخرى , واستخدم السلك والخيط بوفرة فيها ، كذلك انتشر استخدام السلاسل المعدنية أو سلاسل المجوهرات والأحجار شبه الكريمة أو المواد الأخرى .[/rtl]
[rtl]وبعد انتشار الدين المسيحي تعلق الرهبان والناس بالقلائد الدينية سواء ما علق منها بالرقبة أو ما استخدم باليد ومن مواد مختلفة ومستديمة ، كما كانت بعضاً من هذه القلائد تحوي على الصليب المسيحي ، وكان الرهبان يذكرون صلواتهم بها أو قد تصل بالبعض إلى تقبيلها والبعض الآخر إلى حد تقديسها ، وآخرون اتخذوها كمظهر من مظاهر الترهب والعبادة في الصوامع والمغاور والكهوف المنقطعة عن الناس . (انظر رابط المسبحة الوردية من الفهرس الرئيسي لزيادة الشرح)[/rtl]
[rtl]ولقد حاول العديد من الباحثين تفسير أسباب استخدام الناس للقلائد الدينية . والواقع المستخلص قد تكون مرتبطة بالشعائر المتوارثة والمستخدمة آنذاك وقد تشمل العد والحساب أيضاً .[/rtl]
[rtl]ففي الأنسكلوبيديا (الموسوعة) الأمريكية (Encyclopedia America , Ropschach Test - ,P. 786.) وتحت باب (Rosary) ورد أن استخدام الروزري (المسبحة) مشابه لاستخدام المسبحة في عد الصلواة أو لغرض التأمل الديني (Meditation) .[/rtl]
[rtl]ولقد استخدمها الرهبان الأرثودوكس (Orthodox monks) بشكل عقد صوفية (Wool Knots) مؤلفة من100 أو 103 عقد من الصوف . وقد قيل أن العقد هذه تمثل عندهم صلاة أو دعاء المسيح (Jesus prayer) وبعض رهبانهم يرددون هذه الصلاة 12 مرة في اليوم ، ولم يشيع هذا التطبيق عند عامة الناس من فئة الأرثودوكس كما ذكر المصدر .[/rtl]
[rtl]أما جماعة الكاثوليك الرومان (Roman Catholics) فقد جعلوا لهذه القلائد الدينية أو مسابح الصلاة عند اجراءات العبادة 15 مجموعة (Decades set) من الحبيبات الصغيرة ، مفصولة بخمسة عشر حبة كبيرة من بداية المجموعات وحتى آخرها . ويقال عندهم أن هذا الرقم يعود إلى أحداث أو حالات الإعجاز الخمسة عشر للسيد المسيح (Eventsor Mysteries ) . وقد قام بعض الأفراد باستخدام ثلث المجموعات (أي خمسة مجموعات) بكونها تمثل حدثاً واحداً أو للاختصار .[/rtl]
[rtl]وعند جماعة سانت دومنيك في القرن الثالث عشر (وهي فرقة مسيحية) فقد طور عددالحبات إلى 150 حبة ثم اختصر العدد أوخفض إلى 15 حبة في القرن الخامس عشر ، واعتمد من قبل الكنيسة ، وبعد ذلك استخدمها بعض أفراد الكنيسة البروستانتية وإن لم يعرف الوقت الذي استخدمت فيه تماما .[/rtl]
[rtl]عموما فإن بعض الناس من العامة من يعتقد أن تكوين المسبحة من 33 حبة يعود إلى عدد سنوات السيد المسيح إلا أن هذا الاعتقاد يشوبه كثير من الشك .[/rtl]
[rtl]وقد قال البعض أن أصل المسبحة أو القلائد الدينية ورد من الهند Encyclopedia Britannica 1962, - Rosary, P. 786  وقد استخدمت من قبل الهندوس في الهند (Hindu) في سابق الزمان ، فعباد ديانة فشنو (Vishnu) استخدموها من مائة حبة ناعمة وصقيلة . أما عباد الالهة شيفا (Shiva) فكانوا يفضلونها ما بين 32 أو 64 حبة خشنة . والبعض من فئة البرهمة كانوا يحملون المسبحة سرا في حقيبة خاصة يدوية يضعون فيها الحبات. وقد أطلق في الهند على قلادة تسمى (Jain Rosary) اسم قلادة المعلمين وتتألف من108 حبات أو أي رقم من الحبات قابل للضرب ليصل إلى 108 حبات حيث تمثل الحبات المعلمون المقدسون وبخمسة ألوان ، (وقد يكون الرقم 5) و (و27 حبة) .[/rtl]
[rtl]أما السيخ (وهم جماعة لديانة هندية) فقد جعلوها (Sikh Rosaries) تتألف من108 عقد صوفية أو من حبيبات الحديد وأحيانا جعلوها سوارا في المعصم يحوي 27 حبة . وفي بوذية المهانايا (Mohayana Buddhism) اتخذوا نفس عدد حبات السيخ وهو 108 ولكن لسبب مختلف . وفي نفس ذلك الوقت اتخذ رهبان التبت والصين (Tibet monks) السبح والقلائد بألوان مختلفة وحسب اختلاف الآلهة لديهم . كما استخدم البوذيون اليابانيون (Japanese Buddhists) قلادة عامة تتألف من 112 حبة . كما اتخذوا قلائد دينية أو قلائد أخرى للمناسبات .    Encyclopedia Britannica 1962, - Rosary, P. -  549 .[/rtl]
[rtl]ولغرض العد والحساب ولأغراض الحياة المختلفة فقد أبرزت الحضارة الصينية استخدام خاص للحساب بالحبات والخرزات حيث كانوا يستخدمون ما هو أشبه بحاسبة اليوم (وإن كانت لا تقارن) وتتألف من حبيبات منظومة في سلك وعلى شكل خطوط متوازية من هذه الأسلاك لغرض جمع الأرقام أو متوالياتها باستخدام الحبيبات .[/rtl]
[rtl]أما العرب قبل الإسلام فلهم طريقة أخرى في الحساب والإحصاء , فكانوا يحصون ويحسبون عن طريق عدّ الحصى والأحجار للوصول إلى رقم معين (أي تكوين الرقم النهائي من عدد الحصى) وذلك لعامة الناس ، والواقع أنه بعد نزول الدين الحنيف والقرآن الكريم قال الله سبحانه وتعالى : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها). إذن فالعرب استخدموا العد والحساب باستخدام عد حبيبات الحصى في بداية الأمر على الرغم من أنهم برعوا في علوم الحساب والجبر والإحصاء والمكتوبة في مرحلة لاحقة من تطور الحضارة العربية الإسلامية . كذلك فإن العرب قبل الإسلام عرفوا القلائد والعقود واستخدموها .[/rtl]
[rtl]ومن هنا نجد أن المدخل إلى استخدام المسبحة في أيام الإسلام مناسبا . ونجد لزاما علينا أن نذكر أن استخدام المسبحة في الإسلام وسواء أكان قد أثرت عليه تطورات الحضارات الأخرى أو أنه ابتكر للمسلمين ، فهو استخدام لم يضر الدين الحنيف في شيء ، على الرغم من بعض المنتقدين له في مختلف القرون السابقة وإلى اليوم . لقد كان العرب قبل وبعد فجر الإسلام يختلطون بالأقوام الأخرى وحضارتهم خصوصا في مجال التجارة ، وكان لا بد من اكتساب بعض العادات والتقاليد شيئا فشيئا كما هي الحال اليوم عند اكتساب العادات والتقاليد الحديثة .[/rtl]
[rtl]وعند بزوغ نور الإسلام ومبشره النبي العظيم محمد صل الله عليه وسلم كان المسلمون الأوائل مندهشون من عظمة الإسلام ومن سيرة النبي الكريم وسنته المباركة . وجل اعتقادنا أن المسبحون الأوائل كانوا يستخدمون القول سراً وجهاراً لتسبيح الخالق ، وقد يكون البعض منهم استخدم أصابعه للعد أو عد الحصى أو هكذا وكل ذلك للوصول إلى أعلى رقم ممكن في ذكر أسماء الله الحسنى أو توحيده أو ترديد التشهد ما أمكن ذلك .[/rtl]
[rtl]ولقد تلاحقت التطورات بعد ذلك ، وقد قام المسلمون بالجهاد في سبيل الله والبدء في نشر الدعوة الإسلامية في كافة الأنحاء . لقد خرج الفاتحون الأوائل من بلاد قاحلة شحيحة إلى حضارات مبهرة آنذاك ، يدفعهم الإيمان الصافي المطلق والرغبة في التعلم ونشر الدعوة المحمدية الكريمة . وكان البعض منهم من كان يفضل في التعامل الفضة على الذهب والمجوهرات ابتغاء للتطبيق الصحيح للدعوة . إلا أنه وهناك ، وأمام جبروت الثراء وأساليب الحياة لمختلف الحضارات كالفارسية والبيزنطية واليونانية المتوارثة ، وقف بعض هؤلاء الفاتحين مندهشين مما رأوا في تلك الحياة وهم على حالهم من البداوة الخشنة . وقد روى البعض أن خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يبكي كلما رأى جواهر الفرس وغيرهم ترد في جملة الغنائم ، خوفاً على قومه من هرم المدينة وفتنتها .[/rtl]
[rtl]ولكن بعد مرور قرن واحد ما لبثت الأمور أن تغيرت ، وتغيرت بذلك نظرة الحكام وعامة الناس إلى أساليب الحياة ، وقد قيل أنه لم تكد سنة 126 للهجرة أن تأتي إلا وتضحى جوائز الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك (الخليفة يزيد بن عبد الملك - الخليفة الثاني عشر للخلافة الأموية في الشام "عام 126 هـ الموافق 744 م") لأحد الشعراء ملء فاهه جوهراً ، بفعل الإمكانات المالية التي أتيحت للناس آنذاك .[/rtl]
[rtl]وفي العصر العباسي بلغت التطورات في تغير أساليب الحياة واستخدام المال والثروات للتمتع والتأثر بحضارات الأمم الأخرى حداً كبيراً . فلقد استخدم خلفاء بني العباس مختلف أصناف البشر في الوظائف العامة في الدولة مما ساعد على نشر العادات والتقاليد في مجال استخدام القلائد والأحجار الكريمة وشبه الكريمة لمختلف الأغراض ومنها المسبحة . وقد بلغ الحال أن حلت الأحجار الكريمة أحياناً محل الأوراق النقدية كالحوالات أثناء السفر في هذه الأيام . كما أتاحت عصور الترجمة الذهبية من الكتب اليونانية والفارسية والهندية القديمة والمتناثرة أصلاً بحضارة وادي النيل ووادي الرافدين وبلاد الشام إلى اطلاع الناس وتوسيع أفق مداركهم في كافة أمور الحياة . في تلك الفترة ، حيث هيأ عنصر الاطلاع والتحضر والعلم إلى حصول تطورات إضافية لما كان يستخدمه الناس . وبذلك استطاع المسلمون آنذاك من تطوير امكاناتهم في الابتكار والاستحداث لكافة ما يشغل بالهم في تلك الأيام في التطبيق لكافة التخصصات في الصناعة والطب والعلوم الرياضية والكيماوية وبقية العلوم الأخرى .[/rtl]
[rtl]ولقد عرف الناس أثناء حكم بني العباس تفصيلات عديدة عن الأحجار الكريمة وشبه الكريمة وصناعتها إلى قلائد وأختام وخواتم ومسابح أو غيرها ، ولقد اشتهر أبو الريحان البيروني بكونه من أشهر علماء العرب في المواد والأحجار وخصوصاً في كتابه "الجماهر في معرفة الجواهر" .[/rtl]
[rtl]وبناء على ذلك ، اقتنى الناس الأحجار والجواهر وكانت أهمها في ذلك الوقت الدر (اللؤلؤ الكبير) والياقوت الأحمر وما سمي البهرماني أو المشرق الرماني والأسمانجوني وهو أزرق والزمرد الذبابي والفيروز والمرجان والعقيق والجزع وإلى آخره في أصناف المواد الكريمة . بعد أن برعوا في صقلها وثقبها وتنظيم أشكالها .[/rtl]
[rtl]وباستطلاعنا لبعض الكتب ، وجدنا أثر المسبحة مدرجاً في أوائل العصر العباسي ، فقد ذكر في بعض المصادر (كتاب مشهد الإمام علي (رض) في النجف . مؤلفته سعاد ماهر / عن دار المعارف في مصر / ص 188 / ص 189) أنه في السنة الثالثة للهجرة . ولما وقعت غزوة أحد وقتل فيها أقوى حماة الإسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، عم الرسول الكريم  صل الله عليه وسلم  ، وعظمت المصيبة على المسلمين وقد ناحوا عليه في كل مأتم ، وقيل اتسع الأمر في تكريمه أن صاروا يأخذون من تراب قبره يتبركون به "ويعملون السبحات منه" . والواقع لم نجد مصادر أخرى تثبت هذا الخبر .[/rtl]
[rtl]وكذلك وبعد تطور نهج الإثني عشر فإن بعض الناس كانوا يصنعون من تربة الإمام الحسين بن علي  رضي الله عنه شهيد كربلاء (في العراق) ألواحاً وأقراصاً وحبيبات لغرض التبرك (عند منتصف القرن الثالث الهجري) . فقد جاء في كتاب الوسائل (نفس المصدر السابق / للشهرستاني ، الأرض والتربة الحسينية ، ص 179 / ص 182) عن الإمام الثاني عشر (عاش في حدود سنة 250 هجرية) أن الحميري كتب إليه يسأله عن لوح طين قبر الحسين هل فيه فضل ؟ . . فأجاب رضوان الله عليه يجوز ذلك وفيه الفضل ثم سأل عن السبحة فأجاب بمثل ذلك .[/rtl]
[rtl]فالمسبحة إذن بدأت لأغراض دينية بحتة اشتقاقاً واستخداماً في العصر الإسلامي فقد ذكر بعض الناس ومنهم الشيخ البناني أن السبحة مشتقة من فعل التسبيح وهو تفعيل من السبح والذي هو المجيء والذهاب (في كتاب "تحفة أهل الفتوحات والأذواق في اتخاذ السبحة وجعلها في الأعناق" فتح الله البناني / طبع في القاهرة 1887 م) لأن لها في اليد مجيئاً وذهاباً ومأخوذة من قوله تعالى ((إن لك من النهار سبحاً طويلاً)).[/rtl]

[rtl]أخوذة من قوله تعالى ((إن لك من النهار سبحاً طويلاً)).[/rtl]
[rtl]وفي العصر العباسي وما تلاه من الحكم الإسلامي في بلاد الأندلس ومن ثم في فترات حكم المغول والبويهيون والسلاجقة ، وانتقال الحكم للفاطميين والمماليك في شمال أفريقيا . انتشرت طرق الحركات الصوفية وحركات الدراويش والدروشة واتباع هذه الطرق يحملوها ويتبركون بها ويعدون بها أسماء الله الحسنى وأثناء التشهد يحملونها أيضاً في تجمعات الذكر والتهليل ، وكانت تتكون من العظام أو الخزف أو الأتربة المعجونة والأخشاب والصدف ، وبعض مسبحاتهم تتألف من 99 حبة زائداً الفواصل والمنارة والبعض الآخر يتألف من ألف حبة وقد تصغر الحبات أو تكبر حسب التقاليد السائدة في كل مرحلة ، ويعتقد بعض اتباع الصوفية أن المسبحة تفيد في عدم النسيان أو تعزز الانتباه ، وتفيد في العد خصوصاً بالنسبة للذين يذكرون أسماء الله الحسنى . ولقد تطور استعمال المسبحة آنذاك حتى انتقل حملها باليد اثناء المجالس الخاصة بالصوفيين وأحياناً إلى العنق أثناء التجوال أو بعد الانتهاء من الصلاة والتسبيح . ولا زال منظر الصوفي أو صاحب الطريقة والذي يعلق مسبحته في عنقه ماثلاً إلى هذا اليوم ماثلاً في مصر والعراق والمغرب وتونس إلخ . . .[/rtl]
[rtl]ولقد ازداد انتشار المسبحة أثناء عهد الحكم العثماني وفي النصف الثاني منه بشكل كبير ، وخصوصاً  في تركيا والعراق وايران ومصر وبلاد الشام وبعد أن دخلت المسبحة الدينية سواء تلك المختصرة الى 33 حبة ( أي ثلث المسبحة ) 0وبعض مواد انتاجها كان متوفر محليا والبعض الآخر يستورد ويطلب تصنيعها مثل مسابح الكهرب التي كانت تستورد من المانيا أو غيرها .[/rtl]
[rtl]وفي بداية هذا القرن والى وقتنا الراهن وبعد التطور الصناعي الكبير وازدياد الثروات ,انتجت المسابح بشكل كبير ومن مواد متنوعة قد تنوف على المئة ، وخصوصا من المواد الرخيصة ،ودخلت في مجال تصنيعها أمم وشعوب جديدة ،مثل دول الشرق الأقصى وأوربا وأمريكا الشمالية والجنوبية والصين والهند ودول أفريقيا حتى أن البعض شبهها باقرب مايكون إلى الهجمة الخارجية في تصنيع المسابح بسبب ازدياد تصنيعها في خارج المراكز الإسلامية .[/rtl]
[rtl]واليوم قد لا تعد المسبحة مظهلرا أو مسلكا دينيا بل أصبحت عادة اجتماعية في بعض المناطق وهدايا ينقلها الحجاج وفي بعض الأحيان يقدمها الناس العاديون إلى آخرون كسبا للمودة أو المنفعة .[/rtl]
[rtl]ولم يعد ضروريا  أن تكون صفة ملحوقة للمسلم ،بل أصبح المسيحي أو أصحاب الديانات الأخرى يستخدمها أيضا ،وأحيانا يستخدمها بعض الأروبيين كاليونانيين وغيرهم من الأجانب .فهي تفيد في أغراض شتى وخصوصا لهؤلاء الذين لا يرون فيها ضيرا وقد يرون فيها خيرا .[/rtl]







[rtl][size=32]المناطق الجغرافية لانتشار المسبحة[/rtl][/size]
[rtl]تنتشر المسبحة اليوم في عدد كبير من دول العالم وخاصة في الدول العربية والإسلامية ، ,وإن كانت كثافة الانتشار تختلف من مكان لآخر .[/rtl]
[rtl]وكما أسلفنا في مجال التطور التاريخي للمسبحة ,فإن سرعة انتشارها لمختلف الأمصار ازداد منذ أواسط الحكم العباسي في العراق كما ازداد أيضا وانتعش خلال النصف الثاني من حكم بني عثمان الإسلامي في تركيا . وفي القرن الأخير امتد انتشار المسبحة إلى أماكن وبقاع لم تعرف من قبل إطلاقا . ومن الأسباب التي أدت إلى انتشارها جغرافيا في الماضي ما يلي:[/rtl]
[rtl]أ - اتساع رقعة الأمصار الإسلامية[/rtl]
[rtl]على الرغم من أن الشعوب المختلفة في منطقة الشرق الأوسط  عرفت شكلا من أشكال المسبحة واستعملتها لمختلف الأغراض كالزينة والتباهي ولغرض التدين .إلا أن تحبيذ بعض المسلمين لها في عمليةتسبيح الباري عز وجل أو من قبل الصوفيين  ، وأصحاب الطرق الدينية ، وحملة المسابح في الأعناق في مصر وتركيا والعراق وغيرها . . . أدى ذلك كله إلى تعزيز محبة المسبحة في قلوب قطاع كبير من الناس من الناحية الدينية ، باعتبارها رمزا للإنسان المسلم المتعلق بحب خالقه العظيم وأداة لتسبيحه ، وبعد انتشار الدين في مناطق جديدة من بغداد إلى حدود الصين  ===== شرقا وإلى جنوب أوروبا شمالا وحتى المحيط الأطلسي غرباً وتأثرت الشعوب التي أسلمت بالدين الإسلامي الحنيف ببعض المظاهر والعبادات والصلوات والتسبيحات والتهليلات، بدأت هذه الشعوب باستخدام المسبحة، خصوصاً وأن البعض منهم لم يجد غرابة فيها وإن كان البعض الآخر منهم قد انتقد استخدامها.[/rtl]
[rtl]ب -  ازدياد الثروات والإمكانات المالية[/rtl]
[rtl] لقد أدى هذا العامل إلى إقبال بعض الناس لصناعة المسبحة من مواد جديدة أو نفيسة لتوفر المال اللازم وذلك لأسباب تتعلق بالمسبحة الخاصة للتسلية أو للزينة أو للتباهي والمظهر العام أو للأغراض الدينية. علماً بأن الحركات الصوفية كانت ولا تزال تستخدم مسابيح من مواد بسيطة كالطين والخزف والعظام والصدف أو غيرها من المواد الزهيدة الثمن أو المواد التي لها قدسية خاصة.[/rtl]
[rtl]ج - ازدياد المراكز الدينية والأسواق الملحقة بها[/rtl]

[rtl]خلال العصور السابقة تكونت بعض المراكز الدينية في عدد من الأقطار الإسلامية كمكة المكرمة والمراقد المقدسة في العراق وإيران وقبة الصخرة في القدس الشريف والجامع الأزهر وحي الحسين في مصر وغيرها من المناطق الأخرى التي انتشرت فيها قبور الأولياء والصالحين أو أصحاب الطرق الصوفية وهكذا. ولقد انتشرت الأسواق الملحقة بهذه المناطق وتأسست صناعات مختلفة منها صناعة المسبحة للحجاج والزوارلهذه المناطق.[/rtl]
[rtl] كذلك الحال بالنسبة للمراكز الحضرية القديمة والجديدة الإسلامية وغير الإسلامية، إذ انتشرت فيها محال بيع المسابح أو صناعتها، وبنفس القدر فإن بعض الدول التي كانت تنتج مواد تناسب صناعة المسابح ازداد إنتاجها بشكل كبير بعد أن ازداد الطلب على المسبحة، وبعض هذه الدول كانت دولا غير إسلامية مثل ألمانيا والصين وروسيا وبولندا وغيرها.[/rtl]
[rtl]د - اتساع رقعة التبادل التجاري الدولي[/rtl]
[rtl]إن هذا العامل أدى إلى ازدياد الطلب على المسبحة، حيث أن بعض أنواع خاماتها أو طريقة صنعها تتوفر في مكان معين، ليتاجر بها في مكان آخر.[/rtl]
[rtl]كذلك فإن المسبحة انتعشت تجارتها ما بين المنتج والمستخدم خلال وقت الرخاء والتبادل التجاري، وكسدت تجارتها خلال وقت الكساد والتأخر الاقتصادي في الدول الإسلامية وخصوصاً تلك التي تصنع من المواد الثمينة والأحجار الكريمة بطبيعة الحال.[/rtl]
[rtl]والملاحظ أن بعضها دخلت إلى ميدان التجارة الدولية بعد انتعاش التجارة فيما بين الدول وتطور وسائل النقل خلال القرون الثلاث الأخيرة. واليوم انتشرت المسبحة وتجارتها انتشارا كبيراً بعد تطور العلوم والتقنية اللازمة لصناعتها سواء بالنسبة للمواد من الأحجار النفيسة أو شبه النفيسة أو الرخيصة جداً مثل الطين أو البلاستيك أو من إنتاج المواد العرضية كمادة النفط المكرر ومشتقاتها.[/rtl]
[rtl]والمسبحة عموما تنتشر في مناطق الشرق الأوسط وبتركيز خاص في العراق ومصر وتركيا والأردن وسوريا وفلسطين  وإيران ودول الخليج ولبنان والمملكة العربية السعودية ( منطقة مكة على وجه الخصوص ) كما أنها تنتشر في دول آسيوية أخرى مثل باكستان وأفغانستان وبعض أجزاء الهند وجنوب الاتحاد السوفياتي ( طاجقستان ) وأذربيجان وعلى نطاق أخف في بقية دول آسيا الأخرى.[/rtl]
[rtl]علماً بأن بعض الدول الآسيوية الأخرى أصبحت منتجاً رئيسياً لأنواع المسابح ( عدا المراكز القديمة في العراق وإيران ) وبعضها فاق إنتاجها عن مواطنها الرئيسية مثل تايوان وهونج كونج والصين وأندونيسيا وماليزيا. كما وتنتشر المسبحة انتشاراً كبيراً في تركيا وقبرص واليونان وبعض مناطق الدول الأوربية إلى حد ما، مثل يوغسلافيا وألبانيا وغيرها.[/rtl]
[rtl] وتنتج بعض الدول الأوربية المسبحة مثل ألمانيا وبولندا وروسيا حيث تشتهر هذه الدول بإنتاج مسابح الكهرب بصفة خاصة وبقية الأنواع من الخامات الأخرى بصفة عامة.[/rtl]
[rtl]وفي الشمال الأفريقي، يكاد يكون تركز المسبحة، صنعاً واستخداماً في مصر، وهي من الدول المصدرة للمسبحة بشكل كبير وأحياناً مستوردة للنفيسة منها مثل الكهرب أو غيرها.[/rtl]
[rtl]ويمتد الانتشار للمسبحة في شمال أفريقيا ولكن بشكل يخف تدريجياً كلما ابتعدنا عن مصر، مثل تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا وغيرها. كما تنتشر المسبحة في السودان وبعض الأقطار الإسلامية الأخرى في أفريقيا. إن بعض الدول الأفريقية تنتج المسبحة كزائير وتنزانيا والمغرب وغيرها، وبودنا أن نشير إلى أن المسبحة تنتج وتصدر اليوم من مناطق بعيدة في أمريكا الشمالية والجنوبية خصوصاً من المواد النفيسة كالفيروز والإمشست وغيرها.[/rtl]
[rtl]أخيراً وبسبب الانتشار للمسبحة الرخيصة بشكل عام والنفيسة بشكل خاص لإشباع بعض الطلبات، فقد تجدها اليوم في كثير من مدن العالم معروضة كما تعرض بقية السلع من كل نوع، بسبب ولع وإدمان لبعض الناس وإنها من حيث الكلفة في متناول مختلف الطبقات الاجتماعية بعد ازدياد إنتاجها من المواد الزهيدة الثمن والسريعة عند التصنيع.[/rtl]







[rtl][size=31]عناصر المسبحة ، موادها وتباين أجزاؤها[/rtl][/size]
[rtl]تتألف المسبحة منذ القدم من قطع او حبيبات مصنعة من مواد مختلفة وهذه الحبيبات ذات عدد معين يكون في معظم الأحوال مبني على قاعدة أو اعتقاد محدد .[/rtl]
[rtl]بالإضافة إلى قطع المسبحة الأخرى المختلفة كقطعتي الفواصل التي تقسم المسبحة في العادة إلى ثلاث أقسام وقطعة ثالثة تسمى بالمنارة أو المئذنة يتجمع فيها طرفي خيط المسبحة ويعقد بعدها . وقد يكون خيط المسبحة من مواد نباتية أو حيوانية أو سلك أو سلسلة معدنية .[/rtl]
[rtl]إن ذلك يعني أن جميع مكوناتها مثقوبة تصلح لمرور الخيط فيها ، وفي أكثر الحالات تنتهي المسبحة من جانب المئذنة أو المنارة بقطع إضافية تدعى أحيانا بالشرابة (أو الكشكول) مع دلايات إضافية من مواد الخيوط او المواد المعدنية النفيسة وغير النفيسة وبأشكال متنوعة .[/rtl]
[rtl]عموما يراعى عند صنع المسبحة ما يلي :[/rtl]
[rtl]ü السهولة والمرونة التامة لمرور وتداول الحبات بالأصابع واتصافها بالنعومة والرقة عند ملامسة اليدويتم تصنيع الحبات لتلائم الاستخدام اليدوي في معظم الحالات .[/rtl]
[rtl]ü تناسب حجم وشكل ووزن الحبات النوعي مع حجم وشكل ووزن المسبحة الاجمالي ، وبذلك تختلف المسابح حسب نوعية موادها ، ويُفترض في حملها راحة اليد بالنسبة للوزن .[/rtl]
[rtl]ü يراعى متانة الخيوط أو الأسلاك أو غيرها كما تراعى ديمومة الخيوط ونوعيتها .[/rtl]
[rtl]ü ضرورة صقل أوجه القطع والحبات بشكل عملي لمنع تكسرها أو انشطارها . ومن المؤثرات الإضافية الأخرى التي تحدد أوجه صناعة المسبحة وتؤثر على شكلها المنتج تأثيرا بالغا ما يلي :[/rtl]
[rtl]ü نوعية الاستخدام حسب الطلب . فهناك الاستخدام الديني في التسبيح والتهليل والذكر وهناك الاستخدام الاجتماعي لغرض التسلية أو التعود أو المباهاة أو الهواية ، وهذه الاستخدامات تحدد عدد حبيبات المسبحة ، وشكلها النهائي أو حجمها .[/rtl]
[rtl]ü نوعية المادة المستخدمة ، تتباين المواد المستخدمة من حيث صلادتها أو وزنها النوعي أو من حيث علاقتها بالخرافات والأساطير المرتبطة بمادة ما ، وبسبب الخصائص النوعية لبعض هذه المواد فقد يؤدي ذلك إلى تحديد مسبق أو غير مسبق لشكل المسبحة وطريقة صناعتها وشكلها النهائي .[/rtl]

[rtl]ü مكان صناعتها او مكان استخدامها النهائي ، قد يفرض مكان الصنع شكلا معينا للمسبحة المنتجة أو لونا معينا وقد يتطلب الأمر مهارات موجودة في مكان ما قد لا تتوفر في مكان آخر ، كذلك قد يحدد الطلب على بعض الأنواع طريقة معينة للتصنيع .[/rtl]
[rtl]ü الأوضاع الاقتصادية والمادية ، قد نفرض الأوضاع الاقتصادية والمادية نوعا معينا من التصنيع أو المواد حسب الزمان والامكانات . فكلما تحسنت الأوضاع المادية أقبل بعض الناس على طلب المسابح النفيسة والعكس صحيح ، وقد يرتبط إضافة إلى ذلك ، الذهب والفضة والجواهر النفيسة بالمسبحة كما هو حاصل في هذه الأيام ، على الرغم من أن غالبية المسابح المنتجة في هذا اليوم هي من النوع الزهيد [/rtl]
[rtl]ومن القضايا المهمة التي أثرت على المسبحة وغيرها هي قدرة المعدات الصناعية أو المهارات الفنية التي يستخدمها الإنسان ، وقابلية هذا التطور الفني والتكنولوجي والعلمي على تلبية الحاجات للإنسان بأسعار معقولة .[/rtl]
[rtl]ففي عصر الثورة الصناعية والعلمية الفائت والمستمر إلى حد هذا اليوم أيضا تطورت وسائل الانتاج بدءاً من انتاج الاحجار الكريمة وشبه الكريمة وإلى ابتكار المواد المركبة والمصنعة ، فضلا عن دخول عصر البلاستيك والمواد المنتجة من البترول وقاعدة عريضة من المواد المتوفرة الأولى . كما وبرع الناس في هذا القرن في انتاج مواد مشابهة للمواد الطبيعية ، مما أتاح ازدياد عمليات التقليد والتزوير لكثير من المواد ، حتى أصبح التمييز والتفريق في بعض الأحيان أمراً في غاية الصعوبة .[/rtl]
[rtl]كذلك أنتجت المكائن الصناعية الحديثة والمخرطات الآلية السريعة والكابسات الكبيرة ، مما أمكن إنتاج المسابح بكميات تجارية غزيرة ورخيصة حسب نوع المادة .[/rtl]
[rtl]غير أن كل هذا التطور لم يمنع ، وإلى حد هذا اليوم من وجود صناعة يدوية حرفية للمسبحة في بعض الأقطار ، وإن كان البعض من الصناع يستخدم المكائن نصف الآلية في الانتاج كاستخدام الماتورات وغيرها . وتمر المسبحة في كل الأحوال المختلفة وحسب الطلب بمراحل معينة عند التصنيع القديم أو الجديد ، لا بد من أن نتطرق إليها كي يمكن الإحاطة الشاملة حسب عناصر التصنيع من جهة ومن جهة أخرى .[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالإثنين 12 أكتوبر 2015, 11:34 am

[rtl][size=32]أسباب إنتقاء المواد لصنع المسبحة[/rtl][/size]
[rtl]تختلف الأسباب التي تؤدي إلى إنتقاء أو اختيار نوعا معينا من المواد إلى نوع آخر ، وخصوصا في الوقت الراهن ، على الرغم من عدم إمكانية فصل أسباب الإنتقاء بشكل محدد ، إذ يمكن أن يكون سبب الإنتقاء والاختيار واحدا أو اثنين أو كل الأسباب مجتمعة مع بعض . كما أن سبب الإنتقاء لتصنيع عناصر مواد المسبحة قد يختلف من زمن لآخر وقد يكون ، في بعض الأحيان ، الاستمرار في الصناعة لبعض المواد نظرا لارتباط الناس وحسب قناعاتهم بهذه المادة او تلك دون الأخرى .[/rtl]
[rtl]أ - أسباب دينية ، قدسية ، عقائدية أو موقعية :[/rtl]
[rtl]لقد أدت هذه الأسباب في بداية الأمر إلى تصنيع المسبحة من مصادر لها قدسية خاصة كما أن عناصرها في عهد الإسلام وعدد قطعها أصبح لها طابع خاص برقم مميز . فكما أشرنا آنفا ومنذ العصر العباسي (بالنسبة للمسبحة الإسلامية) فقد اختار الناس صناعة المواد للمسبحة من تربة النجف أو كربلاء سواء بلون التراب الطبيعي أو المصبوغ باللون الأسود أو المصنع على شكل حبيبات خزفية . كذلك فقد تم اختيار مادة اليسر من البحر الأحمر وتصنيعها قرب مكة المكرمة ، فضلا عن استخدام الصدف أو خشب أشجار الزينون ونواة الأثمار من مناطق قرب مدينة القدس المشرفة ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، لتصنيع واختيار مواد المسابح قرب المراكز الدينية . وكذلك الحال بالنسبة للعقائد الصوفية وأصحاب الطرق وحركات الدروشة إذ اختيرت المواد التي تحمل طابع تقشفي مثل العظام والاخشاب والصدف والقواقع وغيرها نظرا لطبيعة العقائد لهؤلاء القوم . فظلا عن أعلاه ولغرض التسبيح فقد تحدد حجم وعدد حبات المسبحة حسب نوعية المستخدمين ، إذ أن عدد حباتها تحدد بعدد أسماء الله الحسنى (99 حبة زائدا الملحقات) والبعض من الناس من أتباع الطرق الصوفية أوصلها إلى (1000) حبة أو يزيد .[/rtl]
[rtl]عموما ، اقتضت الحال على ما نطلق عليه اليوم (بالمسبحة الدينية) أن تكون عناصرها من الحبات الصغيرة الحجم ، المتوسطة الوزن وبحدود 80 غراما كمعدل عام ، وإن كانت هنالك استثناءات لذلك ، وان ألوان المسبحة فيها صفات الوقار وعدم اختلاط الألوان ، وفي معظم الأحوال سيادة ألوان معينة كالأسود والأبيض أو ألوان المواد الطبيعية في الأرض وغيرها .[/rtl]
[rtl]ب - أسباب تتعلق بنوعية المادة ومواصفاتها بالنسبة للوزن النوعي والصلادة :[/rtl]
[rtl]ولغرض جعل حمل المسبحة باليد وتحريك حباتها بالأصابع مريحا فقد اتجه الصناع إلى استخدام بعض المواد التي لها خاصية ذلك ، مثل مواد الكهرب واليسر والصدف والأخشاب الثمينة كالصندل والأبنوس وكذلك مادة العاج والعظام والخ . . . . .[/rtl]
[rtl] حيث يستطيع الصانع انتقاء هذه المواد وتصنيعها بأحجام حبات صغيرة أو كبيرة أو حسب الطلب . أما المواد الحجرية الأصل أو الأحجار الكريمة وشبه الكريمة والمرجان وغيرها فإن هذه المواد وعند التصنيع تلزم الصانع بناحيتين ، الأولى : أنها نادرة الوجود في أحجام كبيرة في معظم الأحوال ، والثانية : أن وزنها النوعي يحدد أحجام الحبات ويجعلها على نمط حبات صغيرة حفاظا على الوزن النهائي والاجمالي لقطع المسبحة بحيث تكون سهلة التعامل يدويا ولا تشكل ثقلا على اليد المستخدمة موفرة الراحة التامة. بالاضافة إلى الكلفة المفترضة إذا كانت من النوع الثمين .[/rtl]
[rtl]أما في الوقت الراهن فقد أمكن استنباط مواد مركبة جديدة مصنعة او مخلوطة وبالتالي أمكن التحكم بمسألة الانتاج بحيث أمكن انتاج مسابح ذات صفات شكلية مشابهة وأصبح بالامكان تلافي قضية الوزن النوعي ، على أن وجه المقارنة غير ممكنة بسبب اختلاف المنتوج الصناعي عن الطبيعي من حيث الكلفة .[/rtl]
[rtl]جـ - أسباب الانتقاء لمواد جرت العادة على استخدامها للصناعة :[/rtl]
[rtl]لقد اعتمدت بعض المجتمعات العربية الإسلامية على أنواع من مواد المسبحة فالحجاج لمكة تعودوا على شراء مسابح اليسر بأنواعه او المرجان وقام الصناع على انتاجها من تلك المواد . والطلب المعتاد على المواد المرغوبة في تركيا الزم تصنيع بعض المواد المتوفرة فيها محليا مثل حجر الأرض روم الأسود وحجر النارجين البني (وكلها متحجرات خشبية ذات وزن نوعي ملائم) كذلك انتجت المسبحة من مواد لها قيمة تاريخية ومعنوية كمادة الكهرب في استانبول والمانيا ومصر حيث اعتاد الناس على توقير هذه المادة لما لها من وزن مناسب ورائحة تنبعث عند الدعك ومعتقدات أخرى . وبعض الناس من تعود على تصنيع المواد ذات الاصل الحجري أو النباتي والخشبي والأمثلة هنا ليس لها حد .[/rtl]
[rtl]د - أسباب الطلب حسب حالة المجتمع الاقتصادية :[/rtl]
[rtl]لغرض تلبية بعض الطلبات الخاصة من الأثرياء أو الحكام فقد انتقيت بعض المواد الثمينة وأحيانا الثمينة جدا كالزمرد والياقوت والامشست والمرجان واللؤلؤ والكهرب والفضة والذهب والعاج وعين النمر واللابيس لازوليه وقائمة طويلة من نفائس الحجر والمواد ، تلبية لرغبة وجهاء القوم ، خصوصا في هذه الأيام إذ لم يترك حجر او مادة لم تصنع منها المسبحة .[/rtl]
[rtl]وبودنا القول هنا أن المسبحة دخلت إلى عالم الهدايا المقدمة والمناسبات لمختلف طبقات الناس ، سواء الغنية منها أو الفقيرة وإن كان طلب الغني أكثر تكلفة من الطلب الآخر . وقد اعتاد بعض الناس في الآونة الأخيرة على انتقاء مواد لم تكن معتادة على تصنيعها لغرض تقديمها كهدايا ومن عناصر نادرة كمادة قرن الخرتيت (وحيد القرن) ومادة البخور المعجون والذهب وبعض أنواع الأحجار شبه الكريمة والكريمة وغيرها مما أضفى على صناعة المسبحة طابعا جديدا .[/rtl]
[rtl]هـ - الانتقاء لمواد ارتبطت بالأساطير والخرافات والطب القديم :[/rtl]
[rtl]منذ القدم ارتبطت سمعة بعض المواد بالأساطير ، فمادة الكهرب لها قدرة على شفاء بعض الأمراض ، ومادة اليسر تطرد الهم ، والفيروز للشجاعة ، والعقيق لشفاء الجروح وطرد السموم ، والمشست لازالة الشحوم من البدن والخ . . . . . . . من الأساطير والخرافات . إن ذلك جعل لبعض المواد سمعة خاصة وبالتالي افرد لها طلب خاص في بعض المجتمعات ، ومن الغريب أن نجد في هذه الأيام وفي عالم اليوم الصاخب من لا يزال يؤمن بهذه الأساطير ويسعى إلى اقتناء المسابح التي تتكون من مواد خاصة يعتقد بها ويؤمن بها إلى حد الهوس أحيانا . (موقع الأرقام لا يستبعد أن تكون هنالك بعض الحقائق والصحة فيما يروه ويعتقده الناس من فضائل هذه الأحجار الكريمة التي هي هبة من الله وفرها لهم في هذه الأرض) .[/rtl]
[rtl]و - الانتقاء للمادة حسب جمالها وشكلها في الطبيعة أو حسب ندرتها أو سهولة أو صعوبة تصنيع المواد الطبيعية :[/rtl]
[rtl]من الواضح أن لهذا العامل تحديد مهم في عملية انتقاء المواد في الزمن السابق فكان الطلب كبير على المواد الحجرية والحيوانية وخاصة تلك التي لها جمال طبيعي يتحسن بالصقل والشطف ، إلا أن ندرتها أو صعوبة تشكيلها كان عائقا أمام تصنيع المسابح منها بيد أن تطور الأوضاع في القرن الحالي وتغير تكنولوجيا الصناعة والتعدين أتاح فرصا جديدة لم تكن متاحة في السابق . فالعلم طوع الاستخراج وتصنيع الأحجار بالشكل والكم والنوع المطلوب ، بل وشمل ذلك المواد الرخيصة أو المواد المركبة كيماويا واليوم تنتقي الأحجار والمواد وتنتج بأساليب حديثة ومبتكرة لم تخطر على بال ، وحيث أخذت مسابح اليوم شكلا متقنا ولم يعد صانع المسبحة يقلق تجاه موادها طالما توفر الطلب عليها ، بل قام بعض الصناع بابتكار أو انتقاء مواد جديدة لم يذكر التاريخ ان المسبحة قد صنعت منها على الاطلاق .[/rtl]






[rtl]مراحل صناعة المسبحة ، وطرق التصنيع والتطعيم[/rtl]

[rtl]وبعد الانتهاء من عملية انتقاء المواد المناسبة لصناعة المسبحة لا بد لنا ان نشير إلى أن عمليات الانتقاء في كافة مراحل التصنيع مستمرة وحتى وصول المسبحة إلى يد المستخدم النهائي .[/rtl]
[rtl]ولا بد للصانع من استقراء حجم الطلب النهائي ، للمسابح الزهيدة الثمن أو النفيسة ، لذا فإن عملية متابعة جملة من العناصر ، كما هي الحال في انتاج بقية انواع المواد المستخدمة من قبل الإنسان .[/rtl]
[rtl]ومن البديهي أن نذكر أن تزايد عدد السكان في العالم العربي والإسلامي أدى إلى تزايد الطلب عليها ، ومن نتائج هذا التزايد أيضا ارتفاع معدل الزوار والحجاج للاماكن المقدسة مع تطورات الأحاسيس الدينية ، ومع تقدم انتاج المواد الصناعية واستخدام الآلة في الزخرفة والتطعيم وفي الخراطة وانتاج حبيبات المسبحة بشكل متقن وسريع فإن ذلك أدى إلى ازدياد الطلب والانتاج والجدير بالذكر أن معظم مراحل صناعة المسبحة يعتمد على عنصر الخراطة أو الأساليب الفنية الحديثة في صب وسكب وكبس المواد والمعادن .[/rtl]
[rtl]ولغرض المقارنة فقد انتجت في الأزمنة القديمة مسابح باستخدام اليد بالكامل ومن دون استخدام أية وسيلة كالخراطة مثلا . فبعضها وخصوصا من الطين أو الخشب أو الأحجار نحتت نحتا وكونت الحبيبات ثم صقلت بأنواع من الحجارة الخشنة ، ومن ثم ثقبت الحبيبات ونظمت بالخيط أو ما شابه ذلك . إلا أن استخدام المخرطة سواء اليدوية أو الآلية منها أزال جهدا كبيرا من العملية اليدوية في الصنع وبصورة اكثر اتقانا وكفاءة . لذا فاستخدام اليد أو اسلوب الخراطة اليدوية يعتبره البعض اسلوب بدائي حرفي في صناعة المسبحة (من بعض المواد) وإن لم تزل بعض هذه الأساليب سائدة إلى هذا اليوم في بعض الأقطار الآسيوية والإفريقية .[/rtl]
[rtl]وفي بداية القرن العشرين وبعد أن تطورت الصناعة كما أسلفنا وخصوصا صناعة الأحجار الكريمة وشبه الكريمة والتي دخلت عصر الانتاج الذهبي سواء الأصيل أو المقلد منها ، إلى الحد الذي استخدمت الأحجار الكريمة وشبه الكريمة في مجال الذرة والصناعة الخاصة بالإلكترونيات والكهربيات والآلات المغناطيسية والساعات وإلى سلسلة من معدات الحياة الأخرى . وبالتالي ساعد ذلك كله على ارتفاع تقنية التصنيع إلى حد أشبه بالكمال . ولذا تطورت الصناعة المتقدمة والآلية إلى الحد الذي أصبح انتاج الجواهر والمواد شبه الكريمة عملية آلية أوتوماتيكية كما أصبحت فيه منتجات الجواهر والأحجار اليدوية القديمة ، توضع بالمتاحف وان تعتبر تحفا لماض عريق وثروة لا تقدر بثمن ، وكذلك الحال بالنسبة للمسابح القديمة من المواد الثمينة .[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالإثنين 12 أكتوبر 2015, 11:34 am

[rtl]انتقاء المواد والأحجار  [/rtl]
[rtl]وتناسق اللون والوزن والنوعية (Selection)[/rtl]
[rtl]بعد حصول الصناع على المواد الأولية حسبما ذكرنا آنفا في مجال الانتقاء الأولي الأساسي ، هناك انتقاء لاحق ثاني من قبل الصناع والحرفيين وتعتبر عملية الانتقاء هذه مكملة لعملية الانتقاء الاولي ، والواقع أن هنالك شبه تخصص في هذا المجال لأن غالبية صانعي المسابح ينقسمون إلى ثلاث فئات :[/rtl]
[rtl]الفئة الأولى : وهي المجموعة التي تهتم بمعالجة المواد المصنعة أو الأولية الرخيصة وتشمل انتقاء أو تركيب أو شراء المواد المحلية المتوفرة ، وهنا تدخل مواد مختلفة مثل مواد الأتربة والخزف والزجاج والأخشاب وبذور النباتات وعظام الحيوانات واليسر والمتحجرات المختلفة ، فعلى سبيل المثال تقوم هذه الفئة باختيار وتركيب بعض المواد أو المواد البلاستيكية على شكل أعمدة اسطوانية مختلفة الأقطار والطول وحسب الحاجة حيث قد يكون معدل قطر العمود ما بين 4 - 14 ملم ، كما يكون معدل طول الأعمدة متباين حسب نوعية المادة ، وتقوم بعض المحترفات والمحال بهذه العملية في العراق ومصر وغيرها . إن اختيار الأعمدة ذات الأقطار المعينة والألوان المطلوبة يمثل المحدد المهم لحجم وشكل الحبيبات وشكل المسبحة في نهاية الأمر .[/rtl]
[rtl]كما يقوم فئة هؤلاء الصناع على صناعة حبيبات الخرز من الطين والخزف وقد توضع في أفران خاصة وقد يصبغ المعجون الأساسي لمكونات هذه المواد بالألوان أو المواد الزجاجية في هذه المرحلة أو في مرحلة لاحقة.[/rtl]
[rtl]أما الأخشاب والبذور والعظام فيتم اختيارها حسب الألوان والغلظ والأحجام المناسبة وتنظيفها من الشظايا والزوائد تمهيدا للمرحلة الأخرى ، وتقوم بمثل هذه الأعمال محترفات أو أناس بصفة شخصية في مصر والقدس والعراق وتركيا والهند والباكستان وغيرها .[/rtl]
[rtl]الفئة الثانية من الصناع : هي الفئة التي غالبا ما تتعامل مع المواد الغالية نسبيا أو النفيسة والنادرة مثل اليسر والكهرب والعاج والمرجان وأنواع أخرى من هذه المواد . حيث تقوم على سبيل المثال بانتقاء الأغصان الجيدة من مادة اليسر الأسود مثلا ومنها ما تستخرج محليا من مغاصات البحمر الأحمر أو الخليج العربي وتقسم حسب غلظ الأغصان وصلادتها ونقسيمها إلى أغصان عادية ولب اليسر (وهو مفاصل الأغصان) .كما يقوم بعض أعضاء هذه المجموعة بتحويلعقود الكهرب النسائية أو مكعبات الكهرب القديمة وتقسيمها حسب اللون تمهيدا للمرحلة الثانية . كما قد يقوم هؤلاء باختيار مقاطع العاج المناسبة وأحجار المرجان حسب اللون والصلادة وتنظيفها .[/rtl]
[rtl]الفئة الثالثة : هي المجموعة التي تشمل قسما من الصناع الذين يهتمون بانتقاء مواد محلية غاية في النفاسة أو استيراد المواد من خارج المنطقة لعدم توفرها محليا ، وبعض هؤلاء الصناع تركزت صناعتهم في خارج المناطق العربية أو الإسلامية . أما الفئة التي تتوطن في المنطقة فهي تختار مواد مثل الذهب والفضة واليسر والعاج والمتحجرات والفيروز والبازهر والصندل والأبنوس وغيره . وكمثال فيما يخص مادة الفيروز أو البازهر يقوم المختصون بتقسيم المواد (الأحجار) حسب اللون والحجم والصفا والتأكد من عدم وجود الشوائب والشقوق وسيادة الألوان المطلوبة في السوق ، وتتركز الصناعة هذه في مصر وإيران وتركيا والمغرب وأفغانستان والهند وغيرها .[/rtl]
[rtl]الفئة الخارجية : في هذه الفئة تقوم صناعتها في الدول الأجنبية التي تتوافر فيها المواد والخام (وقد لا يتوافر فيها ذلك) مثل الدول الأوربية وشرق آسيا وأمريكا الجنوبية ، فعلى سبيل المثال : تقوم صناعة مسابح الكهرب الرئيسية في ألمانيا وروسيا وبولندا وغيرها . وأثناء تجوالنا عند أماكن صناعتها في بولندا سواء العلنية منها أو السرية وجدنا أن انتقاء المادة يتم بعد وضع الخام المكتشف أو المستخرج في أكياس ذات وزن بحدود 1 كغم وأحيانا يزيد عن ذلك ، ويتم الاطلاع على محتويات الأكياس بنظرة متفحصة لمعرفة الأحجام المعروضة والألوان الموجودة ، وأسعارها تقل في أغلب الأحوال عن نصف قيمة المواد المصنعة منها مع تقدير الفارق بين أنواع الكهرب .[/rtl]
[rtl]وفي نفس الاقطار التي أشرنا إليها في هذه المجموعة يقوم الصناعيون باختيار مجموعات من الأحجار شبه الكريمة كالعقيق وعين النمر وحجر النار وغيرها ، بالشكل الذي يضمن تناسب الأحجام والألوان وخلو الأحجار من الشوائب المؤثرة والشروخ والمواد الترابية . وبعض المواد النادرة الاخرى مثل الأمشست والياقوت والتوباز . وبعض البلورات النادرة تباع بالقيراط .[/rtl]



[rtl]القطع والتثقيب (Cutting , drilling)[/rtl]
[rtl]في هذه المرحلة من التصنيع تتشابه من حيث فئات الصانعين كما في المرحلة السابقة ، ولعل السبب الرئيسي يعود إلى التخصص وإلى اختلاف القطع أو تركيب المواد الموجودة في الطبيعة أو تلك التي يقتضي إجراء تصنيع تحويلي لها مثلها مثل الصناعات التحويلية الأخرى ، لذلك تختلف طرق القطع والتثقيب ووسائلها إلى حد ما وقد تختلف مناشير القطع وآلات التثقيب لكل مادة أو قد تتشابه . ففي حالة الفئة الأولى وهي المسابح الرخيصة أو المصنعة محليا ، يتم تحديد شكل أو حجم أو قطر الحبيبات مع الملحقات (الفواصل والمنارة) أولا ليكون متناسبا مع حجم المؤاد المصنعة أو الأعمدة لتلافي الخسائر الانتاجية من المخلفات ما أمكن .[/rtl]
[rtl]ففي حالة الأعمدة أو المواد المصنعة تقطع بواسطة المناشير اليدوية أو الآلية إلى قطع تكون أقطارها مساوية تقريبا لحجم وقطر الحبات والملحقات المزمع انتناجها ، وبعد ذلك تثقب بمثاقب مختلفة حسب نوع المادة وصلادتها الموعية . علما ان بعض المواد المتنوعة تكبس بمكابس خاصة أو تصب في قوالب خاصة تكون مناسبة لحجم القطع المزمع انتاجها أيضا .[/rtl]
[rtl]كذلك ومن مواد هذه الفئة الأخشاب أو العظام والتي تقطع بالمناشير حسب الأحجام المطلوبة وإن كانت سماكة بعض العظام كعظام الجمال والحيتان تحدد مسبقا حجم الحبات المتاح والممكن . أما مواد الفئة الثانية ، وهي الأغلى والأنفس مثل اليسر والكهرب القديم المشغولة سابقا والعاج أو غيرها ، فغن عملية تقطيع اليسر مثلا تتم بالمناشير اليدوية البسيطة أو الآلية في هذه الأيام وبحجم يقارب حجم الحبة المطلوبة ثم تثقب بمثاقب بسيطة نظرا لطواعية هذه المادة أو مثيلاتها ، أما بالنسبة لقطع الكهرب فيتوجب دراسة حجم القطعة ومعرفة عدد الأحجار أو القطع الناتجة بعد القطع ، حتى يمكن تقليص حجم المخلفات التي تنجم عن هذه العملية نظرا لنفاسة وكلفة هذا الحجر ، وبعد ذلك تقطع حسب المطلوب ، حيث يراعى معرفة لون الحجر بعد القطع لتلافي تأثيرات لون سطح القطعة القديم وقد تستخدم المناشير الدقيقة أو الرفيعة السمك مع سكب الماء أو الدهون المخصصة مراعاة لعدم تأثير الحرارةالناجمة عن القطع والذي قد يؤدي إلى انشطار القطعة أحيانا أو حدوث توسع للشروخ القديمة الطبيعية وهكذا ، وهنالك تفصيلات للمواد الأخرى لا مجال للتوسع فيها في هذه المرحلة .[/rtl]
[rtl]الفئة الثالثة من المواد وهي الفئة التي تصنع منها الأحجار الأكثر نفاسة والأصعب عملا ، من خارج وداخل الوطن العربي والامة الإسلامية كما أسلفنا سابقا .[/rtl]
[rtl]ولو أخذنا بعض التفصيلات كمثال ، لتبين لنا سعة التفصيلات الممكنة لكل نوع من المواد ، فالفيروز مثلا ولكثرة الشوائب فيه يعامل معاملة خاصة حيث تدرس كل قطعة مستخرجة بعناية لمعرفة تفاصيلها وكمية الشوائب وتأثير العروق الطبيعية فيها وبعد ذلك تقطع ، وقد يتم التقطيع بأساليب بدائية أو متقدمة حسب ما رأينا في محلات تصنيع الفيروز في إيران ومصر وغيرها وقد تستخدم المناشير الدقيقة جدا في ذلك أو الأحجار الأكثر صلادة والمدببة ، وفي أحسن الأحوال تتخلف عن القطع مخلفات كثيرة مما يزيد في كلفة الناتج النهائي .[/rtl]
[rtl]أما الأحجار الكريمة أو شبه الكريمة ، فبعضها يقطع يدويا بدقة عن طريق معرفة مسار القطع الطبيعي في كل قطعة مثل الياقوت والتوباز والاكوامارين مثلا وتستخدم المثاقب ذات الرؤوس الماسية لثقب هذه الأحجار في هذه الأيام ، بعد أن كان تقطيعها أو ثقبها يعتبر من العوائق العامة عند التصنيع في مراحل سابقة .[/rtl]
[rtl]كما وتعامل أحجار أخرى مثل عين النمر والمتحجرات الطبيعية والعقيق والبلورات الحجرية وإلخ . . . . . معاملة خاصة ، حيث هيئت في هذه الأيام مناشير دقيقة يدوية وآلية ذات حد ماسي قاطع (قد يكون من الماس الصناعي المنتج والمكتشف صناعته خلال هذا القرن) . وبعد مراعاة الحرارة الناجمة أثناء عملية القطع تجري عملية التثقيب أحيانا وأحيانا أخرى تثقب الأحجار بعد عملية الخراطة وتدوير شكل الحبات في المرحلة اللاحقة ، وتستخدم هذه الأيام المثاقب الماسية الرأس أيضا .[/rtl]
[rtl]إن ما أوردناه أعلاه ما هي إلا أمثلة موجزة جدا قدمت كدليل عما يجري في هذه المرحلة ، ولا يعني ذلك أن ما سردناه يعتبر منطبقا على كل الأحجار والمواد المستخدمة للمسبحة عند مرورها في هذه المرحلة من الصناعة ، نظرا للاختلاف الشاسع بين مواصفات مختلف المواد فنيا والتي تقتضي تخصصا في أغلب الأحيان أو خبرة مكتسبة عند التعامل معها ، والواقع فإن انتاج المسبحة من كل حجر عملية متكاملة وقد قسمناها إلى مراحل لغاية التوضيح لا غير .[/rtl]



[rtl][size=32]الشطف والتنعيم والخراطة[/rtl][/size]
[rtl](Turning , grinding , crafts)[/rtl]
[rtl]إن بعض المواد الداخلة في صناعة المسبحة لا تحتاج إلى عملية الخراطة إذ ينتهي العمل بمجرد أن تصنع مثل حبيبات الخزف أو المواد الترابية أو الكيماوية المصبوبة أو المكبوسة . إلا أن طائفة كثيرة من المواد المصنعة للمسبحة تمر بعملية الخراطة ولذلك عولنا على الدخول في بعض التفصيلات عنها مع الحذر الشديد كي لا نبتعد عن نسق وأهمية الموضوع الذي بين أيدينا .[/rtl]
[rtl]وقد لوحظ أنه وقبل عملية الخراطة وفي أغلب الأحوال ولمعظم المواد تجري عملية أولية وهي ما نطلق عليها بالشطف أو التدوير والتنعيم ، حيث تجري إزالة الشوائب الناتئة بعد القطع أو المواد السطحية المعلقة أو المناطق الحادة والبارزة وتقريب شكل القطعة إلى أقرب ما يكون من شكل المنتج المطلوب ولو بصورة خشنة . وقد تستخدم المهارات اليدوية أو الميكانيكية القديمة أو الحديثة في ذلك ، ومعظم صانعوا المسبحة يشطفون المواد وينعمونها بواسطة الأحجار المسننة أو الاسطوانات الخشنة أو بالتعامل الكيماوي أو الحراري أو غيره للوصول إلى هدفهم في تنظيم شكل المادة كي تكون صالحة للخراطة وحسب مواصفات كل مادة .[/rtl]
[rtl]وبسبب الأهمية النسبية لفئة عريضة من مواد المسبحة لصناعة الخراطة وتطورها فقد ارتأينا بسبب ذلك الولوج في شيء من التفصيل حول هذه الصنعة لاعطاء القاريء ولو لمحة بسيطة عنها . على الرغم من أن بعض الآلات القديمة تستحق عناية أكثر في التحليل لما أفرزته آلة المخرطة القديمة من تحف كالمسبحة والأثاث كَفنّ الارابيسك في مصر وبلاد الشام والعراق وتركيا ، كما تجدر الإشارة إلى أن صناع المسبحة في الزمن السابق ، وإلى حد ما في الزمن الحالي ، ينتجون المسبحة من قاعدة كبيرة من المواد بواسطة المخرطة القديمة أو الحديثة وفي هذه الحالة يتلاقى مصنعو الفئات الثلاث للمواد المختلفة والتي تطرقنا إليهم في ما سبق .[/rtl]
[rtl]- الخراطة   (Turning)[/rtl]
[rtl]صنعة الخراطة صنعة قديمة جدا منذ أن تمكن الإنسان القديم من انتاج مواد ومصنعات مختلفة تمتاز بكرويتها أو شكلها الاسطواني أو المنتظم التحزيز . ولم تتغير صنعة الخراطة حتى مقتبل القرن العشرين عندما دخلت أدوات التصنيع والتطورات الفنية والعلمية حيث غيّر هذا التطور من كفاءة هذه الآلة القديمة . فالمخرطة اليدوية تتألف من الأجزاء التالية التي يستعين بها الخراط على انتاج حبيبات المسبحة أو المواد الأخرى .[/rtl]
[rtl]الجزء الاول :  يتكون من مسندين قائمين متشابهين ومتوازيين ، ويرتبطان في معظم الأحوال بقاعدة أو مثبت على الأرض أو على أجزاء أخرى . وفي معظم الأحوال تكون مادة المسندين من الخشب أو من بعض المواد الأخرى المناسبة . وبشكل عام يتقابل المسندان وجها لوجه على مسافة معقولة من بعضهما قد تزيد أو تقل عن القدم الواحد (في حالة صناعة المسبحة) وقد تبعد أو تقرب المسافة بينهما أحيانا حسب حاجة الخرّاط . كما وتعمل فتحتين في أعلى المساند يتحدد مقدارها بقدر قطر المحاور . وتتصف الفتحات بلزوجة محورية أو مصنعة بشكل يتيح للمحاور الأفقية الدوران السهل ولكن غير المهتز ، وقد تثبت أحيانا على المساند معدات أخرى .[/rtl]
[rtl]الجزء الثاني :  هو محوري المخرطة المشار إليهما آنفا ، وقد يكونان من الخشب أو من مواد أخرى ويكون شكلهما مشابه للأعمدة الأفقية أو الاسطوانات ذات أقطار متناسبة مع الفتحات المسندية وقد يكون الدوران الأفقي لأحد المحاور ثابتا ، ويتحرك المحور الآخر سائبا بالشكل الأفقي وإلى حد ما ، وهذا المحور الأخير يحدد طول الحبات المنتجة ، ويمتاز أحد طرفي كل محور بشكله المخروطي أو الدقيق أو المركب عليه وسائل أخرى بشكل يسمح فيه ان يتم إدخال هذين الطرفين في ثقوب أو تحزيزات الحبيبات التي يريد الخرّاط صناعتها .[/rtl]
[rtl]الجزء الثالث :  من المخرطة البدائية يتكون من قوس خشبي وقد يكون من قصب خاص أو من مواد أخرى متصل بنهاية كل طرف منه بخيط من القماش أو الجلد أو القطن أو أمعاء الحيوانات وما شابه ذلك ، ويلف وسط الخيط على أحد المحاور وخصوصا ذاك الثابت المتحرك أفقيا . وباستخدام اليد يحرك القوس بدفعه إلى الامام وإلى الخلف لتنظيم دوران احد المحاور الأفقية والذي بدوره يحرك القطعة من المادة المنوي خراطتها وبنفس السرعة .[/rtl]
[rtl]وقد يستعاض عن استخدام القوس المذكور آنفا بتركيب عجلة محورية على أحد طرفي المحاور الخارجة من أحد المساند ، وتربط العجلة أما بحزام جلدي أو عجلة مسننة أخرى ، يرتبطان بدورهما بعملية محورية أخرى تتيح دوران العجلات ومن ثم المحاور وذلك باستخدام أحد أقدام الخراط كما هي الحال في آلة صنع الخزف المعروفة .[/rtl]
[rtl]الجزء الرابع :  ويشمل الآلات الأخرى اللازمة لعملية الخراطة ، وتتكون من أزاميل مختلفة الأشكال والأنواع قد تكون من الحديد او النحاس أو من رؤوس بعض الأحجار المسننة أحيانا .[/rtl]
[rtl]وعملية الخراطة تعتمد أساسا على مهارة الخراط وكفاءة المخرطة نفسها ، إذ توضع القطعة المراد خرطها وتدويرها بين رؤوس المحاور الأفقية الداخلية ومن ثم يتم تدوير المحاور باليد عن طريق استخدام القوس المشار إليه سابقا أو بالرجل باستخدام العجلات المرتبطة بالمحور ، وبعد إجراء عملية دوران المحاور تتحرك القطعة بنفس السرعة وباستخدام رؤوس الأزاميل يتم خرط القطعة بالشكل الذي يرتأيه الخراط لجعل شكل الحبات مناسبا للمسبحة أو غيرها أحيانا ، ويراعى كذلك لبعض المواد عند خرطها عدم إرتفاع حرارة القطع المصنعة عن طريق سكب قطرات الماء أو مواد أخرى لتخفيف الحرارة الناجمة . ومن الطريف أن جلوس الخراط خلف مخرطته البدائية وتحريكه للقوس أو العجلة وإجراء عملية الخراطة بهذه الطريقة لا تزال صورتها ماثلة للعيان وقد تجري فعلا خلال هذه الأيام وخصوصا في مصر والعراق وبعض الدول الآسيوية الأخرى .[/rtl]
[rtl]حاليا أجريت تحسينات هائلة ومتقدمة على المخرطة البدائية بإضافة أجزاء حديثة إليها كالمحركات الكهربائية السريعة الدوران جدا والهادئة الاهتزاز بعد إضافة عجلات وأحزمة ناقلة للسرعة وتجدها هذه الأيام في بعض الدول كتركيا ومصر والعراق وإيران والباكستان والهند وغيرها .[/rtl]
[rtl]وتقوم المكائن الحديثة بخراطة وتصنيع حبيبات المسبحة على مختلف أنواعها وبالأشكال المطلوبة والمرغوبة وإن كان معظمها يتألف من حبيبات مسابح البلاستك أو المواد المركبة كيماويا أو المقلدة للأحجار شبه الكريمة فضلا عن المواد من الأحجار شبه الكريمة مثل العقيق وعين النمر ومختلف أنواع البلوريات الصخرية كما ستوضح أنواعها ما أمكن في الفصول القادمة .[/rtl]
[rtl]ولا بد أن نوضح كما رأينا في تايوان أن هذه الصناعة من الاحجار شبه الكريمة لها سوق رائج وتصدر حاليا إلى كافة الدول العربية والإسلامية وحتى إلى الدول الأوربية ، وبعض المكائن للخراطة لهذه المواد والحديثة جدا تستخدم الحاسوب في الوصول إلى أرقى درجات الكفاءة في الانتاج .[/rtl]
[rtl]وعلى الرغم من دقة الصنعة في المكائن الحديثة وتزايد سرعة الانتاج للأغراض التجارية وتزايد الطلب ، إلا أن صناعة المسبحة ومن كافة المواد بالطريقة القديمة للخراطة مع مهارة الخراطين لا تزال تمثل لنا حرفة جميلة انتجت روائع القطع القديمة وهي تمثل في الواقع ارثا رائعا نامل أن لا يندثر كبقية الفنون الحرفية الاخرى فعلى سبيل المثال ، لا يمكن مقارنة المسبحة المنتجة باليد مع تلك المنتجة بالآلات الحديثة . بالرغم من كمال الانتاج المتقن إذ أن الصانع القديم للسبحة أضاف من روحه وخياله وفنه عند انتاجه للمسبحة محاولا الوصول إلى الانتاج المتقن وبذلك ترى تنوع الانتاج والخراطة حتى بالنسبة إلى النوع الواحد من المادة كمسابح الكهرب واليسر والمتحجرات القديمة وغيرها . وبعض الانواع المنتجة القديمة لا يمكن أن تجد لها توأما بنفس النوعية وطريقة الخراطة أو التصنيع ، فهي بهذه الحالة تعتبر تحفا غير مكررة في بعض الحالات ، بينما يتشابه انتاج اليوم من المسابح ذات اللون الواحد أو الشكل الواحد إلى حد كبير مما أفقدها بعض الشيء من جمالية التراث المعهود والصنعة اليدوية . كذلك لم يعد في أحيان كثيرة ، الطلب عليها فرديا ، بل أصبح الطلب والانتاج جماعيا ولكافة الطبقات والامكانات . كذلك بودنا القول ان صناعتها من المواد النفيسة جدا مثل الياقوت والامشست وغيره ، يتم حاليا أيضا بمكائن متطورة مما ساعد على التخفيف النسبي لأسعارها وإن كانت لا تعتبر حرفة تراثية من حيث الضفة .[/rtl]

[rtl][size=32]الصّقل والتركيب وإضافة الملحقات[/rtl][/size]
[rtl](Polishing and Final Construction)[/rtl]
[rtl]تعتبر هذه المرحلة ، مرحلة مهمة أيضا ، من مراحل الانتاج ، فهي تظهر الألوان وتنعم سطوح الحبيبات وتعطيها مظهرا براقا أو لامعا مما يضفي على المسبحة صفتها الجمالية المطلوبة .[/rtl]
[rtl]وتختلف طريقة ومادة الصقل هنا أيضا ، حسب نوعية المادة المراد صقلها ، فبالنسبة للمواد الرخيصة وبعض المواد من الأحجار شبه الثمينة أو غيرها قد يتم الصقل على المخرطة نفسها يدويا أو آليا ، وأحيانا تستخدم اسطوانات ومعدات صقل كبيرة في حالة الانتاج الواسع ، كما قد تستخدم الكرات المعدنية المجوفة بوضع الحبات في داخلها مع إضافة بعض المواد الكيماوية أو تغيير درجة الحرارة وقد يكون كليهما معا في عملية الصقل للحبات عن طريق تحريك الكرة المعدنية بطريقة دائرية متباينة لضمان صقل أسطح الحبات من كافة جوانبها .[/rtl]
[rtl]عموما فإن معظم صناع المسابح هم من منتجي الفئة الأولى الذين ذكرناهم سابقا والذين يتوطنون في مناطق الوطن العربي وبعض الدول الإسلامية (تركيا والهند) وغيرها ، ممن يستخدمون آلة المخرطة لصقل الحبات على نفس الآلة باستخدام الأقمشة الثقيلة أو قطع الجلد المدهونة أو ببعض مواد البلاستك أوغيرها . وبسبب القاعدة العريضة لتنوع المواد الداخلة في المسبحة اليوم فإن لكل مجموعة من المواد طريقة خاصة في الصقل والتنعيم وصولا إلى المرحلة النهائية . ويجدر الذكر هنا أنه كلما كانت عملية الصقل واضهار اللون والتموجات الطبيعية متقنة فيها كلما زاد الإقبال على المسبحة من هذا النوع ويزداد سعر المسبحة تبعا لذلك ، حيث أن اجادة عملية الصقل يوفر سلاسة ونعومة لحبات المسبحة مما يوفر مرونة إضافية لانسياب الحبات بالأصابع وسهولة انزلاقها في الخيوط بع اجادة عملية التثقيب المناسبة والتي يكون خط ثقبها قائما مع أقطار الحبة عند وسطها تماما . وإذا ما أمكن الاطلاع على مواصفات المواد التي تصنع منها المسبحة اليوم ، وهو ما سيأتي بعد حين ، يمكن تصور الطرق المعقدة الخاصة بالصقل حسب كل مادة .[/rtl]
[rtl]كما توجد بعض الاستثناءات في طرق الصقل ، فبعض الحبيبات والملحقات تكون أشكالها كمثل حبات الماس من حيث شكل التقطيع السطحي المضلع ، أي ان الحبة الواحدة تحوي أسطح مضلعة عديدة ، تعكس الأشعة والأنوار وتبدو كمظهر الماس كمسابح الكهرب والجيد والعقيق والكريستال الصخري والبلوريات إلخ . . . . .  فهذه الأنواع تحتاج إلى معاملة خاصة في الصقل قد لا تتشابه أحيانا لما ذكرناه وقد يقتضي الحال صقل الأسطح بعناية مركزة مما يستوجب في نهاية الأمر سعرا مرتفعا . أما المسبحة ذات الحبات المضلعة والماسية الشكل والرخيصة مثل الزجاج أو غيره فإنها تكبس بهذا الشكل وحسب طرق تصنيع الزجاج المعروفة .[/rtl]
[rtl]وفي كل الأحوال وعندما تنتهي عملية الصقل فإن بعض الحبات من بعض المواد تحتاج إلى عملية تنظيف ومسح أخرى ، جراء مما علق بها من مواد كيماوية أو دهنية أو غيرها مثل حبات الكهرب والتي تغسل بمواد الصابون غير الكيماوي على سبيل المثال . وهناك أيضا استثناءات لهذه الحالة فمواد الخشب وبذور الثمار ومادة اليسر وبعض المواد الأخرى على سبيل المثال قد تحتاج إلى دهون خاصة حسب كل مادة لابراز جمالية اللون والتشكيل الطبيعي وزيادة البريق عند ملاحظة اختفاء البريق بعد عملية الصقل كما أوضحناها . فاليسر مثلا قد يحتاج إلى زيوت نباتية لغرض التلميع ، والخشب قد يحتاج إلى بعض المواد الدهنية الأصل للغرض السابق وهكذا .[/rtl]
[rtl]وبعد الانتهاء من عملية الصقل تمرر الخيوط في حبات المسبحة  وحسب العدد المطلوب مع الفواصل والمنارة وقد تضاف في أغلب الأحيان إلى نهاية المئذنة وعند مكان عقد الخيوط النهائي قطعة أخرى لغرض التجميل، وبذلك تصبح معدة للاستعمال الشخصي أو البيع .[/rtl]



[rtl][size=32]الزخرفة والتطعيم [/rtl][/size]
[rtl](Decoration and inlay)[/rtl]
[rtl]تعتبر هذه العملية على حبات المسبحة ، عملية استثنائية من ناحيتين ، الأولى كونها تشمل جزءا قليلا من ما ينتج والثانية ، إن عملية الزخرفة أو التطعيم لا تصلح لكل المواد التي تنتج منها المسبحة وقد تتناول عدد محدود من المواد التي تصنع منها .[/rtl]
[rtl]ويكاد فن الزخرفة والتطعيم يتركز على مواد العظام والعاج واليسر والمرجان وكافة أنواع الأخشاب العادية وبذور بعض الثمار أو بعض المتحجرات بالإضافة إلى تلك المصنعة من الذهب والفضة أو الملحقات من الذهب والفضة وغيرها . أما الأحجار شبه الكريمة فإن ألوانها الطبيعية قد تعوض عن إجراء مثل هذا العمل فضلا عن صعوبته واحيانا استحالته ، ما زخرفة حجر الجيد والمرجان بالطريقة الصينية .[/rtl]
[rtl]ولقد برعت كثير من الشعوب ومنذ القدم بفن الزخرفة والتطعيم وخصوصا الشعوب التي شهدت عصور الحضارات القديمة في وادي الرافدين ووادي النيل وبلاد الشام ، وبذلك فإن عمر هذا الفن قد يزيد على خمسة آلاف عام ، كما سبق وأن تطرقنا إلى ذلك في مجال تطور صناعة المسبحة في التاريخ .[/rtl]
[rtl]فالتماثيل المنتجة من الأحجار ، والمعدات للزينة أوغيرها والمصنعة من العظام والعاج والأخشاب قد زينت وطعمت أو زخرفت وقد يكون التطعيم بأسلاك الذهب أو الفضة أو الأحجار الثمينة الأخرى والذي يعتبر من الأصول الفنية والإرث الحضاري الذي برعت فيه الشعوب العربية والإسلامية . ولو ركزنا على صناعة اليوم الحرفية في هذا المجال لوجدنا أن فن الزخرفة والتطعيم يمتد إلى نواح عديدة من أشكال المعدات التي يستخدمها الإنسان بدءا من الأثاث والبناء والمجوهرات والمعادن النفيسة وإلى أنواع معينة من المسابح .[/rtl]
[rtl]ولو أخذنا مجموعة العاج والعظام واليسر والاخشاب لوجدنا أن بعض المسابح المنتجة منها زخرفت ورسمت وحفرت أسطح حباتها وبعد ذلك أدخلت في شقوقها خيوط أو أسلاك الذهب والفضة والنحاس واحيانا أخرى خرمت وثقبت حباتها وأدمجت فيها بعض حبيبات الأحجار الكريمة كالفيروز أو الياقوت أوالمعادن أو غيرها ، كل ذلك بطبيعة الحال حسب الرسوم المخططة على وجه الأسطح من الحبات والتي قد تمثل أشكالا متعددة . وكمثال فقد يزخرف المرجان الأحمر والوردي وينحت على أسطح الحبات أشكال لزهور أو مزخرفات أخرى جميلة ، أو كمادة كالبخور المعجون مثلا قد تزخرف حبات مسبحته بخطوط متوازنة جميلة تساعد على تصاعد الرائحة العبقة عند التسبيح والاستخدام .[/rtl]
[rtl]أما مسابح الفلزات مثل الفضة والذهب فإن بعض الدول كالصين ومصر والسعودية والعراق وتركيا اشتهرت بإنتاجها وخاصة تلك المطعمة حباتها والمزخرفة بمادة الميناء السوداء أو الملونة وبأشكال متنوعة أو كتابات في غاية الطرافة والنفاسة أو التقديس ، وقد يمتد فن الزخرفة والتطعيم إلى صناعة الشرابات والدلايات الملحقة بها حسب فن كل منطقة . وبطبيعة الحال ، وبسبب الطابع الديني القديم للمسبحة فقد زينت بعضها وزخرفت وطعمت بالذهب أحيانا أو بالفضة في أكثر الأحوال ، مثل كتابة لفظ الجلالة (الله) تعالى على أوجه حبات المسبحة او (أسماء الله الحسنى أو بعض الدعوات للتبارك) ، ومن المواد التي شملها هذا التطعيم اليسر والعاج والأبنوس وأحيانا الفضة أو غيرها . واشتهرت أماكن عديدة بذلك لعل على رأسها ، منطقة خان الخليلي في القاهرة ، ودمشق في سوريا ، ومنطقة النجف في العراق ، ومدينة مكة المكرمة . وامتد الأمر وأصبحت تايوان وهوغ كونغ تستخدم نفس طرق التطعيم ، وقد يكون فن الزخرفة أحيانا ينبع من مهارة الصانع في دمج الألوان المختلفة من نوع واحد ، مثل ذلك في لصق لونين من مادة الكهرب متشابهين في كل حبة من حبات المسبحة مما يكسبها منظرا جميلا .[/rtl]
[rtl]أخيرا فإن الزخرفة والتطعيم المضاف إلى صنعة المسبحة يرفع من أسعارها كثيرا وقد يصبح بعضها في غاية الندرة إذا ما أتقن ذلك أو أضيف إلى تطعيم الأحجار الكريمة أو ما شابهها ، وأعيدت عملية الصقل ثانية على المسبحة لضمان الملمس الناعم . ويراعى عند التطعيم أن يكون ملمس الحبات ناعما وليس خشنا كي تسهل عملية التسبيح وإن كان بعضها ليس كذلك وصنع لأجل المباهاة أو التفاخر أو بسبب قلة خبرة ودراية الصانع.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالثلاثاء 13 أكتوبر 2015, 9:18 am

[rtl][size=31]أشكال المسبحة ، عدد الحبات وشكل الملحقات الأخرى[/rtl][/size]
[rtl]نعالج في هذا الجزء الصفات العامة للمكونات سواء من حيث شكلها العام أو شكل وحجم وعدد الحبات ، فظلا عن بعض التفاصيل في ملحقاتها كالمنارة والفواصل والشرابات والدلايات والخيوط وغير ذلك .[/rtl]
[rtl]إن المسبحة الدينية أو تلك الخاضعة لحكم التسلية واللهو أو قضاء الوقت ، تتألف من أعداد معينة من الحبات والقطع الإضافية منظومة بالخيط يُستفاد منها في تداول الأصابع للحبات بوتائر حركية منتظمة أو غير منتظمة . ويُفترض في هذا المجال أن تكون الحبات متساوية الشكل والحجم والنعومة عند اللمس كي يمكن المحافظة على حركتها الانسيابية خصوصا بعد ترك مسافة معينة في الخيط تتيح الحركة لحبات المسبحة بالأصابع . وقد تصبح المسبحة وسيلة للحساب والعد أحيانا ، كما قد يكون لوقع تساقط حباتها ، وخصوصا لبعض المواد أو الأحجام ، وقع روتيني أحيانا أو غير روتيني في أحيان أخرى ، وقد يبعث هذا الوقع عند بعض الناس راحة نفسية وعند البعض الآخر منهم القلق والاضطراب .[/rtl]
[rtl]وبعض فئات المجتمع من الدراويش أو أصحاب وأتباع الطرق الصوفية من يحملها في عنقه والبعض الآخر من الناس من يضعها في جيبه أو يركنها في منزله أو مع سجادة صلاته ، بل وصل الحال أحيانا لبعض الناس من يعلقها في سيارته (غالبا في المرآة الأمامية) لغرض الزينة فقط وهكذا .[/rtl]
[rtl]والمفاضلة أو الرغبة لدى الناس متباينة حسب التعود أو حسب الطبقة الاجتماعية فمنهم من يفضل شكل وحجم حبات معين ، وآخرون يفضلون نوع مادة على مادة أخرى ، والبعض الآخر من يفضل ألوان معينة أو يرغب في شكل ملحقات معينة . . . إلى آخر أسباب التفضيل الإنساني المختلفة في الحياة الخاصة بكل إنسان واعتقاداته القديمة المترسخة أو المستحدثة .[/rtl]
[rtl]كذلك يمكننا القول أن اختلاف شكل وحجم المسبحة يختلف أيضا حسب اختلاف الشعوب والبقاع حيث اطلقت عليها مسميات حسب المنطقة المنتجة أو المستخدمة فقد قيل (مسبحة اسطمبولية) (عامية) دلالة على صناعة اسطمبول (ومسبحة نجفية) من انتاج مدينة النجف في العراق (ومسبحة يسر مكية) دلالة على مسبحة اليسر المفضفضة أو المنتجة في مكة (والأفغانية) على سبحة حجر البازهر . كما قيل (مسبحة ألمانية) دلالة على مسبحة الكهرب المنتجة في ألمانيا (والأرض روم) على مسبحة المتحجرات السوداء في تركيا والمنتجة من تلك المنطقة (والنيسابورية) على مسبحة الفيروز المنتجة في إيران وإلى آخر القائمة .[/rtl]
[rtl]وقد تطلق صفة حامل المسبحة على مسمى المسبحة أحيانا فقد يقال عن المسبحة الكثيرة العدد (حوالي 100 حبة) اسم (سبحة الدراويش) وأحيانا (سبحة صاحب الطريقة) وقد يقال أحيانا (سبحة الملا) وهي مسبحة رجل الدين في العراق (عامية) واليوم تسمى تلك ذات الألوان البهيجة والصغيرة الحبات (بالمسبحة الشبابية) استنادا لمستخدميها من الشباب أو غير الشباب . ولعل أكثر الناس من يطلق عليها اسما حسب نوع مادتها فيقال مسبحة الكهرب أو اليسر أو العقيق أو الفيروز ، وما إلى ذلك . ولقد تضاربت آراء الناس فيما يتعلق بتقديرات عمر كل مسبحة حسب أشكالها ومادتها أو ألوانها وأحجامها المتعددة . وبودنا القول في هذا المجال أن عمر المسبحة يقدر بالزمن الذي صنعت فيه وليس بزمن انتاج المواد الأولية المكونة لها . وبعض الناس من لديه تقديرات افتراضية جيدة وخصوصا فيما يتعلق بمسبحة الكهرب أو اليسر أو غيرها استنادا إلى خبرتهم الطويلة في مواصفات الأحجار وطرق الصنع المختلفة حسب تخصصات كل منطقة وحسب الوقت الذي سادت فيه صنعة معينة على أخرى ، فضلا عن تأثير حالة تقادم الومن على ألوان الحبات على سبيل المثال . واليوم ينتشر الباعة في كل مكان تقريبا ، وخصوصا للرخيصة منها ، وتجدها في الأسواق العامة أو في المتاجر أو قرب المراكز الدينية ، سواء تلك الموضوعة على بسطة أرضية أو معلقة في المتاجر مثل سوق خان الخليلي في مصر وسوق المدرسة المستنصرية القديمة في بغداد وسوق (قباغلي شارصي) في اسطامبول وحوانيت عمّان والشام ومكة المكرمة وأسواق عديدة أخرى .[/rtl]
[rtl]ومن الطريف هو ما حصل لتغير بيع الأماكن التقليدية للمسبحة وخصوصا الثمينة منها ، فهي قد تباع حاليا في المطارات ومتاجر الفنادق الكبرى أو محلات الجواهر في مدينة جنيف مثلا وفي مدن أوروبية أخرى كباريس ولندن ووارسو ونيويورك .[/rtl]
[rtl]وفيما يلي ندرج بعض التفاصيل العامة لعناصر ومكونات المسبحة من حيث حجم وشكل الحبات وعددها وأثر ذلك على أنواعها ، كما سندخل في بعض تفصيلات أشكال الفواصل والمنارات وملحقاتها الأخرى من خيوط وشرابات وما شابه ذلك .[/rtl]



[rtl][size=32]حجم وشكل الحبات في المسبحة[/rtl][/size]
[rtl]  إن العوامل المؤثرة في هذا المجال قد تشمل ما يلي :[/rtl]
[rtl]·   تأثير نوعية ومواصفات المادة المصنع منها وطريقة صنعها وشكلها المتوفر في الطبيعة ككثافة المادة وسمكها ولونها أو ندرتها .[/rtl]
[rtl]·   الغرض المطلوب من استخدام المسبحة ، مثل الأغراض الدينية أو للتسلية أو غير ذلك .[/rtl]
[rtl]·   الطلب العام للأفراد والجماعات أو الأسواق والكلفة الإنتاجية .[/rtl]
[rtl]ولو أخذنا الإجمالي العام لأكثر أنواع المسابح إنتاجا (وحسب مختلف الأشكال) فنجد أن معدل أقطارها يتراوح ما بين (4) إلى (11) ملم ، كما أطوال حباتها يتراوح أيضا بمعدل (4) إلى (15) ملم . أما الاستثناءات لهذه القاعدة فقد تصل بعض أحجام الحبات إلى قياسات كبيرة ، وأحيانا إلى حجم قبضة اليد وذلك لغرض التعليق في المنازل وعلى الجدران أوفي نوافذ المحلات لغرض الزينة ولفت الانتباه فقط ، على الرغم من تحبيذ بعض طرق الصوفية في السابق إلى المبالغة في حجم حبات المسبحة إلى الحد الذي كان بعضهم فيه يعلق سبحته في السقف عند مكان الخلوة للصلاة (عن كتاب البناني / تحفة أهل الفتوحات والأذواق ، وعن مقالة للدكتور جورج كلاس - مجلة الأسبوع العربي تاريخ العدد 7/2/1994/.) .[/rtl]
[rtl]إن أشكال حبات المسبحة من الناحية المظهرية العامة تكاد تلتقي في عدد من الأشكال حسب ما ذكرناه آنفا غير مبالين بالاستثناءات الواردة والشواذ من حباتها حيث يمكن تصنيف شكل الحبات عموما كما يلي :[/rtl]
[rtl]1)  الشكل الإهليليجي (البيضوي) (Oval - shape) وهو الشكل الشائع وقد يضم في دفتيه أشكال أخرى .[/rtl]
[rtl]2)  الشكل الكروي المتكامل .[/rtl]
[rtl]3)  الشكل الاستامبولي (البندقي) .[/rtl]
[rtl]4)  الشكل الاسطواني .[/rtl]
[rtl]5)  الشكل الحمصي أو شكل حبات الذرة .[/rtl]
[rtl]6)  الشكل اليوناني المسطح (اللوزي) .[/rtl]
[rtl]7)  الشكل المضلع (الماسي الأوجه) ويسمى بالعامية العراقية (بالطراش) .[/rtl]
[rtl]       والمطلوب في أشكال وأحجام حبات المسبحة الواحدة الشروط التالية :[/rtl]
[rtl]ü تماثل اللون أو تقاربه إلى حد كبير في كل حباتها .[/rtl]
[rtl]ü تماثل الحجم أو تدرجه أحيانا في كل الحبات (القديمة يتدرج حجم الحبات فيها) إن هذا التماثل يضمن السلاسة والمرونة الملائمة من الحركة .[/rtl]
[rtl]ü تماثل سعة الثقوب وتوازنها القائم مع قطر الحبات (هنا يجب التطرق إلى مسألتين الأولى تتعلق بفحص توازن ثقوب الحبات عن طريق ضغط جملة من حبات المسبحة وهي في خيطها من الطرفين باليد وعندها تظهر وبشكل بدائي انحرافات عملية التثقيب للحبة . والثانية بمد سلك معدني مستقيم جدا في حبات المسبحة ومسك السلك من طرفيه يوضح عدم تناسق واتزان سعة الثقوب في الحبات أو العكس) . والحقيقة ان عدم توازن ثقوب الحبات يؤدي إلى تشويه منظر المسبحة وعدم توازن الحبات في الحركة وقد يكون ذلك معرقلا للاستخدام المريح ومخففا لقيمة المسبحة بالتالي :[/rtl]
[rtl]ü ضرورة الحصول على أعلى درجات الدقة لصقل الحبات .[/rtl]
[rtl]إن تساوي الشروط السابقة ذكرها قد يجعل من المسبحة ما يجوز أن تسمى باسم (المسبحة الكاملة) بغض النظر عن ماهية المادة المصنعة منها ، على الرغم من أن ثمن وندرة المادة الخام هي المحدد الأساسي لثمن المسبحة . ولكن هنالك بعض المعوقات التي تجعل من الحبات غير متماثلة أحيانا ، ولعل أهمها الندرة في الطبيعة لبعض المواد من نوع واحد ولون واحد ، أو صعوبة التصنيع في المراحل الزمنية السابقة . ومثالنا على ذلك هو هو شكل وحبات الكهرب القديمة حيث نلاحظ اختلاف أحجام بعض حباتها أو اختلاف ألوانها في كل مسبحة ولعل سبب ذلك يعود إلى :[/rtl]
[rtl]ü ان الحرفي القديم كان يعاني كثيرا في عملية انتقاء وجمع الأحجار المناسبة للصناعة حيث يفرض عليه حالة من التدرج الحجمي واللوني لحبات المسبحة .[/rtl]
[rtl]ü خلال التقادم الزمني تفقد بعض الحبات أثر التداول والاستعمال لذا يرجع بعض الصناع إلى تعويض النقص في حبات أخرى يفترض أن تكون متشابهة وربما تصنع حبات أخرى من أحجار قديمة أو حبات قديمة .[/rtl]
[rtl]ü لقد حوّل بعض الناس حبيبات العقود والقلائد النسائية والتي معظمها متدرجة الحبات من صنع منارة لها إلى مسابح جديدة .[/rtl]
[rtl]ü كما اختار البعض من كان يحتفظ بمسبحة ذات أحجام حبات كبيرة تقسيم المسبحة إلى مسبحتين عن طريق إعادة تصنيع حبات المسبحة وقطعها . وهنا تفقد حبات المسبحة أحيانا تماثل اللون الواحد أو الحجم الواحد خصوصا عند حصول حالة من عدم اتقان قطع وخراطة القطع القديمة وعدم إزالة تغييرات اللون بسبب القدم أو غير ذلك .[/rtl]
[rtl]بشكل عام فإن أكثر أشكال الحبات شيوعا هو الشكل الاهليليجي البيضوي ومن ثم الكروي التام أو الناقص يليها أشكال الحبات الأخرى حيث تصل آخر القائمة إلى الشكل الماسي المضلع .[/rtl]
[rtl]أخيرا لا بد من الإشارة إلى بعض الحالات الاستثنائية في تغير صفة لون الحبات أو إضافة ألوان أخرى . إذ قد تشوى بعض الحبات بالنار وقد تقلى بعض الحبات في الدهون أو الزيوت أو المواد الأخرى الحارة ثم تغطس في محاليل صبغية تكون أحيانا مخلوطة بالكحول حيث يدخل اللون إلى التشققات في سطح الحبات المتأثرة بالحرارة ، وبعد ذلك توضع الحبات في سوائل باردة لتثبيت اللون الجديد ، حيث يتم انغلاق التشققات المتأثرة بدرجة الحرارة وتستعيد الحبة حالتها الأولى بالإضافة إلى اللون الجديد ، وبهذه المناسبة يحذر غير المختصين من القيام بهذه التجربة حيث قد تؤدي إلى تكسر وانشطار الحبات وقد لا تعود صالحة للاستعمال إطلاقا . عموما فلدى الحرفيين المصريين خبرة في هذه الطريقة.[/rtl]



[size=32]عدد الحبات في المسبحة[/size]
[rtl]يختلف عدد الحبات حسب ملائمة ذلك للأغراض التي تؤديها المسبحة أو شيوع استخدامها لدى فئة أو مجتمع ما. على العموم فهنالك نظاما ما يحيط بالعدد المناسب لحبات المسبحة انبثق تاريخيا أو موضعيا . وإذا ما حصرت أرقام عدد الحبات منذ أن شاع استخدام المسبحة وإلى اليوم ، فبالإمكان تقسيمها إلى الأنواع التالية :[/rtl]
[rtl]1) الدينية (99 حبة زائدا الملحقات) .[/rtl]
[rtl]2) الثلثية (33 حبة زائدا الملحقات) .[/rtl]
[rtl]3) الملائمة (45 - 66 حبة زائدا الملحقات) .[/rtl]
[rtl]4) العدد الزوجي (22 حبة مثلا) .[/rtl]
[rtl]5) المسبحة الألفية (1000 حبة زائدا الملحقات) .[/rtl]
[rtl]إن معظم المسابح في ديار العرب والمسلمين بنيت أعدادها على أساس الرقم الفردي (الوتري) وليس الرقم الزوجي (الشفعي) (ما عدا تلك الشائعة في اليونان مثلا أو بعض الأقطار الأخرى) . وندرج فيما يلي بعض التفصيل فيما يتعلق ببعض أسباب تحديد عدد الحبات في المسبحة :[/rtl]
[rtl]1 -  : الأنواع الدينية :  [/rtl]
[rtl] (99 حبة من غير الملحقات ونعني بالدينية هنا ارتباط العدد حسب الاستخدام الديني للتسبيح بعد الصلاة أو أثناء اليوم أو لغرض الاستخدام الديني للمتصوفين والدراويش في مجال التهليل والذكر والتشهد وإلخ . . .[/rtl]
[rtl]ويعود الرقم 99 إلى ما فصله بعض العلماء حول ارتباط عدد أسماء اللهرالحسنى وهي 99 اسما مباركا بعدد الحبات . عموما فهذا العدد يساعد في الحساب والتكرار لأسماء الله المقدسة بصفة أساسية ، واستخدمها آخرون لأغراض مثل التخيير أو الظهور بمظهر الوقار والتدين أو لزوما للتعود . ومن الناس من يلبسها في العنق أو يحملها في اليد أو يعلقها في منزله وهكذا . . .[/rtl]
[rtl]وتكون أعداد الحبات في هذه المسبحة أو السبحة منقسمة إلى ثلاث مجاميع كل مجموعة يبلغ عدد حباتها 33 حبة يفصلها عن بعض قطعتي الفواصل مضاف إليها المنارة في النهاية .[/rtl]
[rtl]لقد فرض هذا العدد على المسبحة أن تكون طويلة نسبيا ، وقد يكون طولها أحيانا ثلاثة أمثال الأنواع الدارجة الأخرى . وبسبب هذه الطبيعة اقتضى الأمر أن تكون المواد التي تصنع منها خفيفة الوزن وذات حجم محدد ، أي بتخفيض حجم الحبة ما أمكن لغرض الملائمة في الاستخدام والحمل .[/rtl]
[rtl]ولعل السبب المار ذكره فرض نوعيات معينة من المواد لصناعة هذا النوع ، لإيجاد صيغة وزنية تناسبية ما بين وزن وشكل وحجم الحبات وما بين وزن وحجم وطول السبحة الإجمالي . وبذلك فإن المواد الأولية لصناعتها في بداية الأمر كانت من المواد الخزفية أو من الأخشاب والعظام أو مادة اليسر .[/rtl]
[rtl]ثم دخلت أنواع جديدة من المواد لهذا النوع بعد تطور صناعة المسبحة وتحسن طرق التثقيب والصقل وتصغير حجم الحبات في حالة صناعتها من المواد الثقيلة (الوزن النوعي) ، لتوفير السلالة المطلوبة للتعامل مع الحبات أثناء التسبيح والاستعمال .[/rtl]
[rtl]ويلاحظ أن بعض الأنواع القديمة أو بعض الحديثة منها تتصف بصغر حباتها نسبيا حيث أن فواصلها تكون من النوع النافر أو الاسطواني أو المستعرضة (سنتطرق للموضوع عند مناقشة الفواصل) ولعل سبب وضع هذا النوع من الفواصل مردّه إلى إظهار تقسيم مجموعات المسبحة الثلاث (كل 33 حبة) بشكل واضح . واليوم يصنع هذا النوع من كل المواد المتاحة وبدون تحديد بعد تطبيق صورة التناسب الوزني والطولي .[/rtl]
[rtl]لقد ارتبطت هذه الأنواع بالأحاسيس الدينية لدى معظم الناس ، والواقع فإن أكثرها كان يباع ولا يزال إلى حد ما قرب المراكز الدينية مثل مكة المكرمة والمراقد المقدسة في الطرق وإيران وغيرهما .[/rtl]
[rtl]كذلك فإن معظم رجال الدين والشيوخ والعلماء والصوفيون وغيرهم كانوا يستخدمون مثل هذا النوع خلال القرون التي مضت مما ترك انطباعا قويا لدى معظم الناس عن ارتباطاتها الدينية بشكل متين . وقد تلفت هذه الظاهرة انتباه الزوار والمصلين عند زيارة المراكز الدينية والتكايا وحفلات الذكر والتهليل . فعند زيارة الأماكن المقدسة والحضرات الدينية في العراق أو مصر مثلا ، يلاحظ أن عددا كبيرا من الناس يحملون المسبحة ذات التسعة وتسعون حبة ، ومنهم الشيوخ والمعممين وطلاب الدين وبقية الزوار من الجالسين أو السائرين ، وقد يغلب اللون الأسود على هذه الأنواع من المسابح ولهذا الطابع منظر فريد قلما يراه الإنسان في معظم بقاع الارض الأخرى .[/rtl]
[rtl]وبسبب صغر حبات المسبحة ونوعية المواد المصنع منها فإن استخدامها عند التسبيح لا يعطي صوتا كبيرا أو واضحا عند تحريك الأصابع للحبات أو تداولها باليد ، وهي بذلك توفر عنصر من عناصر الهدوء والسكينة عند الاستخدام مسبغة حالة من الوقار والرزانة ، مقارنة ببقية الأنواع الأخرى الكبيرة الحبات والتي تثير نوع من الضجة (الطقطقة بالعامية) أثر الاستخدام في حالة السكون لبقية الأشياء المحيطة .[/rtl]
[rtl]على أية حال وبسبب حالات التمسك بالأعراف الدينية أو التشبه برجال الدين والتظاهر بالوقار الديني أحيانا ، فقد انتشر أمر استخدام هذا النوع إلى كافة الطبقات الاجتماعية . فأصبحت تستخدم في المقاهي والأندية وفي الشوارع وفي كل مكان تقريبا ، بل وأصبحت أحيانا تعطي دلالات متناقضة ، فقبيل منتصف هذا القرن ، قيل لنا ، أن الفتُوَّات (أي الشقاوات بالعامية العراقية) للمحال والحارات العراقية في بغداد أو غيرها من المدن في العراق ، كانوا يستخدمون هذه المسابح لغرض الزهو أو التظاهر او غيره حيث اتصفت المسبحة بألوان زاهية كالأحمر والأصفر أو الأخضر وإلخ . . . ملحق بها شرابات ملونة زاهية حيث يسيرون ويحملون المسبحة في الشوارع أو في المقاهي وأحيانا يداعبون حباتها بيد واحدة وقد اعتمروا الجراوية العراقية ( نوع من العمامة) مع لبس وارتداء الزبون العراقي (نوع من اللباس أشبه بالجلباب المقطع طوليا المنضبط بحزام وسطي) حيث انطبعت هذه الصورة بذهن كل بغدادي إلى يومنا هذا .[/rtl]
[rtl]عموما فالمسبحة ومهما كان عدد حباتها لا تمثل إلا مسبحة عند جماعة كبيرة من الناس ، وأصبح انتشار هذه الأنواع غير قاصر على فئة من الناس ، وإن كان الحال يشير أن تمسك بعض رجال الدين بذلك حاليا .[/rtl]
[rtl]ومن جملة هذا النوع الديني ، ما اصطلح على تسميته بمسابح الدراويش (أصحاب الطرق الصوفية) . والواقع أن معظم أصحاب هذه الفئة يستخدمون أصلا أنواع من هذا الطراز (أي 99 حبة) حيث ذكرت بعض المصادر (مقالة للدكتور جورج كلاس في مجلة الأسبوع العربي 7/2/1994م. - عن السبحة) أن الشيخ سيدي إبراهيم الدسوقي وهو من أعلام الصوفية كانت له مسبحة ، أطلق اسمه عليها أي (المسبحة البرهمية) وكانت هذه المسبحة ذات (99) حبة بنية اللون مع المنارة والفواصل (الشاهدان) .[/rtl]
[rtl]2 -  : المسبحة الثلثية (33 حبة زائدا الملحقات) :[/rtl]
[rtl]عدد حباتها (33) حبة زائدا الملحقات إليها من الفاصلتين والمنارة ليكون العدد الإجمالي للقطع من هذا النوع هو (36) قطعة ما عدا الإضافات الأخرى . واليوم يعتبر هذا العدد من الحبات هو النوع الأكثر شيوعا والأعم من جميع الأنواع الأخرى ، سواء الأنواع المصنعة من الأحجار الكريمة أو شبه الكريمة أو تلك المتوسطة القيمة وحتى البلاستيك والمواد الترابية أو المواد الزهيدة الأخرى . ويشمل شكل الحبات جميع أنواع الأشكال بدون تحديد أو تمييز . والواقع أن المسبحة الثلثية مشتقة أساسا من المسابح الدينية (99) حبة التي أشرنا إليها ، وهي ثلث هذا الرقم ، وهناك إشارات من الماضي تفيد أن بعض الأقوام الأخرى خفضت عدد حبات قلائدها الدينية إلى ثلث العدد المحدد في المرحلة الأولى كما بينا ذلك آنفا .[/rtl]
[rtl]كذلك فإن هذا التقليص المشتق يوفر مزايا مختلفة من حيث وزنها الإجمالي ، وطولها ، وكلفتها النهائية وبعض خواص الملائمة العامة الملازمة مثل تكبير حجم أو تطويل الحبة الواحدة . فبالنسبة لوزن المسبحة ، فالمفضل دائما ، وبالتجربة والقياس ، أن لا يزيد وزنها عن (80) غراما (بمعنى أن يقل الوزن عن هذا الرقم وقد يزيد قليلا) وذلك للملائمة في حالة الاستخدام اليدوي على الرغم من وجود الرغبة الشديدة في تكبير حجم حبات المسبحة ، لإظهار جمال المادة المكونة . إن استخدام أنواع من الخامات او الأحجار ذات الوزن النوعي العالي يؤدي إلى صعوبة الاستخدام في حالة كونها تتألف من (99) حبة زائدا الملحقات (توجد الرغبة العارمة لبعض الناس لدى بعض المجتمعات في العراق وتركيا ومصر أو لبنان باتجاه تكبير الحبات) لذا فتقلص العدد إلى (33) حبة فقط يكون ملزما للمحافظة على الوزن النوعي المحتمل ، ولو افترضنا أن نفس الوزن النوعي للمادة الداخلة في صناعة المسبحة إجمالا (80) غراما فإن ذلك سيؤدي ، مع بقاء حجم الحبات ، إلى وصول وزن المسبحة ذات (99) حبة زائدا الملحقات إلى حوالي أكثر من 250 غراما وهو وزن ثقيل نسبيا للحمل والاستخدام اليومي المستمر ، على الرغم من وجود بعض الاستثناءات القليلة لذلك . كذلك الحال بالنسبة لطول المسبحة نفسها .[/rtl]
[rtl]فلو تصورنا أن طول الحبة الواحدة الملائم لاستخدام الاصابع يتراوح بحدود سنتمتر واحد (10 ملم يزيد أو يقل قليلا) فإن محيط المسبحة يكون بحدود (36) أو (40) سنتمترا ، وعند انطباق المحيط يكون طول المسبحة يقل عن (20) سنتمترا وهو طول مناسب وملائم للاستخدام . أما إذا بقيت الحال لنفس طول الحبات المشار إليها وطبقت في المسبحة ذات 99 حبة ، فإن المحيط في هذه الحالة سيكون قرابة المتر ، وطولها سيكون قرابة النصف متر ، وهذا بطبيعة الحال أمر غير معقول بالنسبة للناحية العملية .[/rtl]
[rtl]كما أن مسابح اليوم من المواد النفيسة كالكهرب والأحجار شبه الكريمة ، وبغض النظر عن رغبات عموم الناس ، فهي ذات كلف عالية ، ولها علاقة سعرية بالوزن ، مما يستدعي بالتالي تقليل الكلفة الإجمالية عن طريق تخفيض عدد الحبات أولا ثم تخفيض وزن الحبة الواحدة ثانيا . وبذلك فغن عناصر تكلفة المواد وندرتها وشكلها في الطبيعة ، أو تطعيمها المكلف ، تفرض أحيانا تصغير عدد الحبات إلى 33 حبة زائدا الملحقات بدلا من تزايدها في معظم الحالات .[/rtl]
[rtl]ولقد لوحظ أن معظم الانتاج الحالي هو بحدود 33 حبة في المسبحة الواحدة . ومن كافة أنواع المواد والأشكال والاحجام المختلفة من الحبات ، والمسبحة ذات 33 حبة أكثر الأنواع ملائمة للأحجار شبه الكريمة كاليسر والكهرب والمرجان وغيرها .[/rtl]
[rtl]3 -  : المسابح الملائمة (45 - 65) حبة :[/rtl]
[rtl]انتشرت هذه الأنواع في الأسواق ومنذ فترة لا تزيد عن نصف قرن وإن كانت بنسبة أقل مقارنة بانتشار المسابح ذات 33 حبة / ولم نجد في الواقع أي تفسير للعدد غير كونه اجتهاد من من الناس أو صناع المسابح أو بائعيها وإلخ . . . . . ) [وردت في السنة عدة أحاديث تشير إلى تحديد بعض الأدعية بعدد من المرات محددة بـ 33 مرة ، أو 99 مرة إلخ . .  . . ] للملائمة وايجاد صيغة مناسبة توازن ما بين وزن وطول السبحة ونوعية المواد المستخدمة والكلفة النهائية ، لذلك فهي تخص الملائمة ولهذا ارتأينا إطلاق اسم الملائمة عليها . ومعظم هذا النوع يكون حجم الحبات فيها صغيرا وقد يصغر عن حجم حبات المسابح الثلثية المار ذكرها ويقترب كثيرا من حجم حبات المسابح ذات (99) حبة ، إذا تساوت الشروط الوزنية أو الحجمية الأخرى .[/rtl]
[rtl]عموما يكون معدل طول الحبة لا يزيد عن (5) ملم وقطرها قد يزيد أو يقل عن ذلك .[/rtl]
[rtl]إن ما ينطبق على المسابح الثلثية من حيث المواصفات ينطبق على هذا النوع الملائم . وتقسم حبات المسبحة ذات (45) حبة إلى ثلاث أقسام وبعدد (15) حبة تفصل بينهما الفاصلتين مع إضافة المئذنة . أما السبحة ذات (65) حبة فتكون أقسامها غير متساوية عند وضع الفواصل فهي : (21 ، 23 ، 21) حبة في كل جزء .[/rtl]
[rtl]4 -  : المسابح ذات العدد الزوجي (مثل 22 حبة) :[/rtl]
[rtl]هناك بعض المسابح ذات الأعداد الزوجية ، مثل تلك المستخدمة في الهند والتبت ، أو تلك المستخدمة في اليونان ، وبعض الفئات الاجتماعية من غير المسلمين . لقد استطلعنا بعض التي رأيناها في اليونان مثلا ، ووجدنا ان بعضها يكون عدد حباتها (22) أو (44) حبة من غير الفواصل أو معها ، مع وجود قطعة أخرى شبيهة بالمنارة في نهاية المسبحة ، وان طابع شكل حبات بعضها يميل أن يكون بشكل حبات اللوز المسطحة ، وبنفس الحجم تقريبا ، وإن كان هناك مسابح حباتها مشابهة بشكل بقية حبات المسابح في كافة الدول العربية والإسلامية . ولربما يعود السبب إلى تأثير الحضارة الإغريقية أو المصرية القديمة في التماس تلك الشعوب للحلي الخاصة بالتزين مثل الأسورة المعصمية أو الوندية والتي كانت شائعة آنذاك . ولعله أيضا أن عدد القطع وحجمها في المسبحة قد يكون مأخوذا من تأثيرات محلية حيث تكون هناك إمكانية لبس المسبحة في المعصم والزند مثلها مثل الأسورة في أول الأمر ثم انتهت إلى الاستخدام اليدوي . أما الاستخدام للمسبحة فقد يكون جاء عن طريق العثمانيين بالنسبة إلى بعض المناطق الأوربية .[/rtl]
[rtl]إن استخدام الشعوب الأخرى غير الإسلامية للمسبحة لا يرتبط به نفس المعنى الديني بالنسبة للمسلمين . فلا أهمية والحالة هذه لعدد الحبات سواء أكان فرديا أم زوجيا أو بلغ الرقم كذا أو لم يبلغ ، فالمسبحة لديهم وسواء أكانت متوارثة أو مستجلبة فهي أداة تسلية وتعوّد أو أداة ظريفة لتمرير الوقت .[/rtl]
[rtl]والحقيقة فإن واقع اليوم يشير إلى أن كثيرا من الناس لا يهتم في الواقع بالعدد المطلوب للحبات ، وإن كان هناك أغلبية من الناس من يدرك أن المسبحة يجب أن تكون وتتألف على الأساس الديني (99 حبة) أو على الأساس الثلثي (33 حبة) وان لا يتحقق في أسباب ذلك .[/rtl]
[rtl]5 - : ومن الأنواع الدينية - المسبحة الألفية (1000 حبة زائدا الملحقات) :[/rtl]
[rtl]النوع الآخر هو ما اطلق عليه أحيانا (بالمسبحة الألفية) أي أن عدد حباتها ألف حبة (أدورلين - المصريون المحدثون - القاهرة - الفجالة 1926م.) وتستخدم هذه المسبحة الألفية عند القيام ببعض الشعائر الدينية كذكر الله وأسمائه الحسنى ألف مرة ، وإجراء التكرر أو ذكر جملة (الله حي) كذلك ، أو (سبحان الله) وقد قيل أن للمصريين السابقين شعائر يحييها المتصوفون أو الدراويش ، في حالات الوفاة تسمى (شعائر السبحة) أو ليلة السبحة وذلك باستخدام المسبحة بالذكر والتهليل (لا إله إلا الله) لغرض كسب الرحمة والمغفرة لروح الميت . عموما كما وقد تطرق إلى أسماعنا استخدام المسبحة الألفية لدى بعض أصحاب الطرق الصوفية في أماكن متعددة أخرى مثل العراق وتركيا وغيرها . أما في بقية أنحاء العالم فتنتشر المسبحة الدينية لدى بعض الكهنة في أوروبا والهند والصين والتبت واليابان .[/rtl]
[rtl]ولو بالحصى[/rtl]
[rtl] أما عن المسبحة والعدد فالأدلة عقلية ونقلية لا سبيل لإنكارها فمن ذلك أن الله تعالت حكمته قيد العبادات في الأوقات والمقادير، فما من عبادة إلا ولها كم وكيف وميقات، فإذا تحقق هذا في الأركان والفرائض فما الغريب فى كونه فى النوافل حاصل؟! ومن وجه آخر إذا كان من أسماء الله الحسنى الاسمان الكريمان الحسيب والحصى .. فمن المعروف أن لكل اسم في الكون تجلى فكيف يكون تجليهما في أشرف الأعمال على الإطلاق وهو العبادة؟ فلا شك أن يكون الحساب والإحصاء ظاهرين في كل العبادات الفرضية والنفلية!!! وهكذا صنع الشارع  ... فقد أخرج الترمذي والحاكم والطبراني عن السيدة صفية رضى الله عنها قالت (دخل عليّ رسول الله)   وبين يدى أربعة آلاف نواة أسبح بهن فقال: ما هذا يا بنت حيى قلت: أسبح بهن قال: قد سبحت منذ قمت على رأسك اكثر من هذا .. قلت: علمني يا رسول الله قال: قولي: سبحان الله عدد ما خلق من شئ). وأخرج ابن سعد عن حكيم بن الديلمى أن سيدنا سعد بن أبى وقاص كان يسبح بالحصى .. وقال ابن سعد فى الطبقات عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن جابر عن إمرأة حدثته عن فاطمة بنت الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم أنها كانت تسبح بخيط معقود .. وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الزهد من طريق نعيم بن محرز بن أبى هريرة عن جده أبى هريرة  إنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به ... وقد نقل سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني فى الانتصار عن الإمام السيوطى: وقد اتخذ السبحة سادات يشار إليهم ويؤخذ عنهم ويعتمد عليهم كأبي هريرة كان له خيط فيه ألفا عقدة فكان لا ينام حتى يسبح به ثنتى عشرة ألف تسبيحة ؛ قاله عكرمة.[/rtl]




[rtl]الفواصل (Dividers) والمنارة (Minaret)[/rtl]
[rtl]تفصل مجموعات حبات المسبحة الثلاث ، وعلى مختلف مواد أنواعها إلا ما ندر ، قطع ثلاث ، اثنين منها تقسم أجزاء مجموعات الحبات إلى ثلاث مجاميع ، وهي الفواصل ، والقطعة الثالثة تسمى المنارة وهي قطعة نهاية المسبحة . ولغرض التوضيح فإننا سنتطرق إلى ذلك على هذا النحو :[/rtl]
[rtl]الفواصل (Dividers) والفاصلة :[/rtl]
[rtl]لقد أطلقنا عليها كلمة الفواصل جمعا (Dividers)  أو الفاصلة كمفرد لأنها في الواقع تفصل بين المجاميع الثلاث لحبات المسبحة الواحدة ويكون عددها فاصلتين ، ففي حالة المسبحة ذات (33) حبة تقع الفاصلة بعد كل (11) حبة والتي تمثل جزءا من أقسام المسبحة ، وهكذا الحال بالنسبة لبقية أنواع المسابح حسب عدد الحبات ، أما تسمياتها فتختلف حسب الدول والمناطق أو حسب اللهجات العامية فيها .[/rtl]
[rtl]ومن جانبنا لم نجد وصفا أفضل من كلمة الفاصلة من الناحية اللغوية أو الوصفية والعملية . ومن الأسماء الشائعة الأخرى لها اسم (الخاصرات) ، ومفردها (خاصرة) ، ويعني ذلك أن هاتين القطعتين تخصّر مجموعة اقسام المسبحة أو تخصّر المسبحة عند الوسط . كما قد يطلق عليها اسم (الشواهد) مفردها شاهود بالعامية في بعض الدول مثل العراق أو لبنان ، وقد تسمى أحيانا بالشاهدين (مثنى) لأن المسبّح عند انتهائه من ذكر بعض أسماء الله الحسنى أو ذكر المولى بالتنزيه فهو يصل إلى منطقة الفاصلة او الشاهد ويتشهد عندها بقوله (أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله) . وبعض الناس أطلقوا عليها أسماء أخرى . والفواصل عدا عن وظيفتها في فصل أقسام المسبحة الثلاث ، فغن إضافتها يشكل مسحة جمالية أخرى .(أيضا في السبحة ذات (33) حبة تُعلمك الفاصلة أنك قمت بعدّ (11) مرة والرقم 11 في الذكر والتسبيح ورد في بعض الأحاديث ، أيضا في السبحة ذات (99) حبة تُعلمك الفاصلة أنك قمت بعدّ (33) مرة والرقم 33 في الذكر والتسبيح ورد في بعض الأحاديث أيضا)  وعادة ما تصنع من نفس مادة الحبات وأحيانا يستعاض عنها بمادة أخرى مغايرة (كالذهب أو الفضة) ، وقد تطعم الفواصل الذهبية أو الفضية بأحجار المجوهرات الثمينة أو تلون بمادة الميناء أو تزخرف بشكل جميل اتساقا مع شكل المنارة . ويتطلب الأمر أن تكون الفواصل متناسقة من حيث الحجم والشكل مع بقية عناصر المسبحة الأخرى ، كما أن موقعها في وسط أقسام المسبحة يتطلب في حقيقة الأمر أن تكون في حالة من الصلادة والشكل المعين الذي يحول دون التكسر والانشطار اثر تساقط حبات المسبحة الأخرى عليها أثناء الاستخدام أو إذا ما تصادف سقوطها على أرض قاسية .[/rtl]
[rtl]إن للفواصل أشكالا مختلفة واستطعنا تحديدها حسب أشكالها العامة إلى ثلاثة أنماط شائعة ، وهي نمط الشكل الطبقي المستعرض ، ونمط الشكل الكروي ونمط الشكل النافر أو الاسطواني وكما يلي :[/rtl]
[rtl]1- الشكل الطبقي للفواصل :[/rtl]
[rtl]المعتاد في هذا الشكل صنع الفاصلتين على شكل طبق أو قرص تكون منطقة وسطه المثقوبة عادة ضعفي سمك حواف محيطه الدائري ، أو تزيد عن ذلك أحيانا ، والغرض الذي تصنع فيه بهذا الشكل يعود إلى ضرورة توفير نوع من الحماية للفاصلة من الانشطار أو التكسير عند وقوع حبات المسبحة عليها وخصوصا لبعض المواد الضعيفة أو الهشة . غير أن هنالك العديد من الفاصلات الطبقية والتي تكون بشكل طبق متماثل السمك من أطرافه ووسطه . وقد تصغر أو تكبر الفواصل الطبقية عن محيط قطر الحبات حسب نسق الصنع والتعود لمختلف الدول أوالفئات المستخدمة ، وقد رأينا بعضا منها ذات المنشأ الهندي يكون محيط الفاصلة الطبقية أكبر بكثير من الحبات . عموما فمعظم هذا النوع من الفواصل يكون محيطها مشابه لمحيط حبات المسبحة أو يقل عنه قليلا .[/rtl]
[rtl]وفي كل الأحوال فالمطلوب تنعيم حواف الفاصلة الطبقية أو القرصية حتى تلائم الاستخدام اليدوي السلس ، وإن كانت بعض حواف الفاصلات مضلعة الشكل أو مطعمة حسب نسق وشكل المنارة أو الحبات .[/rtl]
[rtl]كذلك يتطلب الأمر عناية فائقة في التثقيب من حيث سعة ومرونة الثقب فضلا عن ضرورة وقوع ثقبها في وسط الفاصلة تماما وبزاوية قائمة مع قطر القطعة المار بالحواف . إن ميل التثقيب أو الثقب يشوّه منظر المسبحة عموما ، ومعظم هذه التشوهات تحصل عندما تثقب بعض الفواصل أحيانا بعد عملية الخراطة أو الصنع .[/rtl]
[rtl]أخيرا فإن بعض الشعوب قد يسمون الفواصل بالدرك (عامية) "ومعناه الدرق ، وهي الدروع الحربية القديمة للمقاتل" ومفردها دركة (أي درقة) .[/rtl]
[rtl]2 - الشكل الكروي للفواصل :[/rtl]
[rtl]وينطبق الشكل المذكور على بعض الفواصل ويكون معظمها أصغر حجما من حبات المسبحة ، وقد تكون فيه بقدر نصف حجم الحبات تقريبا شريطة تساوي الثقوب وتناسقها مع ثقوب الحبات الأخرى ، ضمان للسلاسة والتناسق والمرونة . ولقد شاع مؤخرا هذا النوع من الفواصل لسببين ، الأول يعود إلى الصنّاع الحاليين لمواد الأحجار شبه الكريمة أو المقلدة وحتى البلاستيك يفضلون إنتاج حبيبات كروية لضمان نسق الإنتاج ، والثاني كونها تسهل تعويض الفواصل عند التكسر والانشطار باللجوء إلى حبات كروية صغيرة تستخدم كفواصل ، وقد تكون هذه الفواصل أيضا من نفس نوعية المادة لحبات المسبحة أو مقاربة إلى ألوانها أو تصنع من الفضة أو الذهب أحيانا أو تطعم وتزخرف .[/rtl]
[rtl]3 - الشكل النافر أو الاسطواني :[/rtl]
[rtl]لعل أقدم أنواع الفواصل هو هذا النوع من الفواصل وخصوصا لدى صناع المسابح في استانبول والقاهرة والنجف في (العراق) وغيرها حيث لا زالت تستخدم في المسابح الدينية ذات (99 حبة) إلى هذا اليوم . ويمثل هذا الشكل وبمظهره العام شكلا اسطوانيا أو مخروطيا أحد أطرافه مخروطيا والطرف الآخر في الاسطوانة مستويا كالقرص ، مع إضافة حز وأحد او أكثر على محيط الفاصلة ، وعادة يكون الثقب في محيط الاسطوانة الأقرب إلى الجزء الغير مخروطي منها ، وينطبق ما قيل عن التثقيب في النوع الفائت من الفواصل على هذا النوع من الفواصل أيضا وإن كان تأثيره أكثر حدّة ، حيث أن الميل الشديد للثقب يجعل الشكل الاسطواني مائلا بالنسبة لبقية الحبات بشكل واضح جدا . عموما فشكل الفواصل الاسطواني أتاح للصناع ومنذ القدم إجراء زخرفات متنوعة عليها مما أضفى على المسبحة عموما جمالية حرفية رائعة ، خصوصا وأن هذه الفواصل يكون شكلها نافرا عن بقية حبات المسبحة وبذلك تتميز الفواصل عن بقية الحبات . وقد قام بعض الصناع على سبيل المثال ، بحفر وثقب بمنطقة الجزء النافر من الاسطوانة ووضع عدسة صغيرة جدا في جانبي الاسطوانة بعد أن دسّت في وسط الثقب صورة مصغرة جدا مرسومة على مادة شفافة ، لمكة المكرمة أو الحرم النبوي الشريف أو بعض الكتابات ، مما أمكن النظر من خلال إحدى العدسات الصغيرة التي أشرنا إليها ورؤية المحتويات ، وبذلك اكتسبت المسبحة بالإضافة إلى وظيفتها الأساسية تبركا دينيا جذابا لخصوصية هذه الأماكن المقدسة ، وإن كنا لا نرى مثل هذه الفواصل في هذه الأيام .[/rtl]
[rtl]على العموم فهنالك أشكال أخرى للفواصل تكونت وشكلت حسب اجتهادات المصنعين والناس في مختلف الأماكن .[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالثلاثاء 13 أكتوبر 2015, 9:33 am

[rtl][size=32]المنارة أو المئذنة [size=32]([/size][size=32]Minaret[/size][size=32])[/size][/rtl][/size]
[rtl]بادىء ذي بدء ، فإن موقع هذه القطعة في المسبحة كموقع القطعة الكبيرة في العقود والقلائد العنقية منذ أن استنبطت أنواع القلائد الأولى في التاريخ القديم والحاضر . وهي على رأس المسبحة وملتقى طرفي الخيط الذي يضم جميع حباتها والفواصل ، حيث يمر الخيطان في أغلب الأحوال في الثقب أو الثقبين المتلاقين عند أسفل المنارة ليخرجان من رأس المنارة حيث يقفلان أو يعقلان هناك . وهذه القطعة اسطوانية بشكل عام ، وقد تكون الاسطوانة ذات شكل مخروطي أو محدبّة عند الرأس والنهاية ، وقد يكون سطحها مضلعا إلى آخر الأشكال المستحدثة أو المبتكرة أو السائدة .[/rtl]
[rtl]وبسبب اختلاف التسميات لهذه القطعة أيضا في العديد من المناطق بسبب شكلها ، فقد ارتأينا اطلاق اسم المنارة عليها لأنها تشابه شكل المنارة في الجامع الإسلامي . وهناك من يسميها بالمئذنة (الميدنة) بالعامية في بلاد الشام وبعض الأصقاع الأخرى ، كما قد يسميها بعض أبناء العراق (بالشاهود) نسبة إلى التشهد بالعامية أو أحيانا بالمنارة .[/rtl]
[rtl]إن قطر وطول هذه القطعة يستوجب التناسق مع بقية أجزاء المسبحة ، كتناسق قطر القطعة مع حجم وقطر الحبات الأخرى في المسبحة فضلا عن تفضيل استخدام نفس مواد الحبات ، كذلك قد يتطلب الامر تشكيل رأس ومؤخرة هذه القطعة بالشكل الاهليليجي أو البيضوي أو الشكل المشابه لشكل وحجم حبات المسبحة لضمان التناسق والمرونة . إلا أن ذلك لا ينفي أن يكون رأس بعض المنارات اسطوانيا أو حسب إبداعات الصانع . ومعظم هذه القطع مثقوبة بطبيعة الحال أفقيا وبثقب واحد قد يتسع من جانب أحد الطرفين قليلا ، ويفضل ما كان سعة اتساع الثقب يزيد قليلا عن سعة اتساع ثقوب الحبات وذلك لتسهيل مرور الخيطين فيها . وبعض المنارات الجيدة والمتقنة الصنع ثقبت بثقبين مائلين في نهاية المنارة وعلى مسافة مناسبة من الخط الأفقي المار في وسط طول المنارة ومن ثم يلتقيان عند نهاية الثلث الأول من الخط الأفقي ويسيران كثقب واحد حتى نهاية المنارة . إن هذا الشكل من تثقيب المنارة هو أفضل الأشكال فهو يكسبها منظرا جيدا ، كما يبعد احتمال انشطار المنارة بتأثير الخيوط من جهة أخرى .[/rtl]
[rtl]وأغلب اطوال المنارات الشائعة ما كان طولها بقدر طول ثلاث أو أربع حبات نفس المسبحة ، وقد يكون المعدل العام لطول المنارة يتراوح عند (3) سم في أغلب الأحيان للمسابح ذات الحبات الصغيرة ويكون المعدل بحدود (6) سم لذات الحبات الطويلة . وقد يقل أو يزيد تبعا لحجم وطول حبات المسبحة ، ولعل أجمل المنارات ما مانت متناسقة تماما مع الأجزاء الأخرى من المسبحة كما ان حرفية الصانع ومقدرته تزيد من جمالية هذه القطعة . واستثناءا من القاعدة للمنارة ذات الشكل الاسطواني فإن هنالك قطع من بلدان مختلفة قد تكون المنارة ذات شكل ثلاثي أو مربع السطح مثل اليونانية أو غيرها .[/rtl]
[rtl]وعند تهشم هذه القطعة بسبب طولها المختلف عن بقية الحبات أو لأسباب أخرى ، فقد يلجأ الناس أو باعة المسابح إلى تعويضها بمثيلاتها أو القطع الشبيهة الأخرى أو تلصيق حبتين أو أكثر من نفس نوع ولون وحجم قطر حباتها ، كما يحصل دائما لمسابح الكهرب على سبيل المثال .[/rtl]
[rtl]وبالنسبة للمسابح القديمة والتي يعتز بها أصحابها اعتزاز خاص وخصوصا من الكهرب عند تهشم مناراتها فقد يلجأ الناس إلى جمع الأقسام المتهشمة واحاطتها بحزام رقيق من الفضة أو الذهب لصعوبة الحصول على تعويض آخر لها ، كما قد يلجأ بعض الناس إلى تغليف الأجزاء الرأسية للمنارة بسبيكة رقيقة من الذهب أو الفضة لضمان سلامتها من التأثيرات الأخرى .[/rtl]
[rtl]كذلك فقد صنعت في بعض المنارات من المواد الغالية كالياقوت أو الكهرب أو المرجان والسفير والذهب إلخ . . . . . الخالص بأشكال اسطوانية أو مضلعة أو مخروطية حيث طعمت بعد أن زخرفت بالأحجار الكريمة من الماس والياقوت والفيروز بالإضافة إلى أجزاء نفس التطعيم على الفواصل . وبعضها نظم في سلسلة ذهبية مبرومة أو مجدولة . وبذلك ارتفع ثمن المسبحة ارتفاعا فاحشا قرّب من أسعار الجواهر الغالية والتي لا يتمكن من الحصول عليها إلا الأثرياء ومن كان في طبقتهم ، وعادة ما تباع أنواع هذه المسابح في أوروبا أو بعض دول الخليج العربي .[/rtl]
[rtl]كما ان بعض المنارات صنعت من مادة الفضة الخالصة أو من بقية المعادن الأخرى وعلى أنماط شائعة أو غير شائعة والبعض منها زخرف أو طعم بمواد أخرى أو رسم عليها زخارف بألوان الميناء مثل الزهور والأوراق والكتابات المخطوطة أو طعمت بالميناء على الطريقة الصينية . والواقع فإنه لا حدود لإمكانية الإبداع في هذه القطعة حسبما تمليه نوعية المادة وحرفية الصانع وإمكانية المشتري ورغبته .[/rtl]





[rtl][size=32]الخيوط المستخدمة في المسبحة[/rtl][/size]
[rtl]تتنوع الخيوط المستخدمة من حيث مادتها وطريقة صنعها أو غلظها ودقتها . ولعل أفضلها ما كان متينا عند الاستخدام المستمر ومناسبا لثقوب الحبات .[/rtl]
[rtl]وفي العصور القديمة صنعت الخيوط من الكتان أو (الحرير) الابريسم أو جلود الحيوانات و مصارينها الدقيقة المعاملة بصورة خاصة، أو الأسلاك المعدنية المختلفة والسلاسل الدقيقة . أما في عالم اليوم فقد تنوعت مصادر واشكال وانواع الخيوط كالقطنية والكتانية والحريرية أو خيوط النايلون الحديثة والمجدولة بنعومة فائقة ، وكالسلاسل المعدنية أو المجدولة من الذهب والفضة وغيرها .[/rtl]
[rtl]ومن جملة مجموعة الخيوط المتينة والتي تمتاز بديمومتها وصلاحيتها ومقاومتها الشديدة لفترة طويلة تجاه الرطوبة والماء والاحتكاك المستمر لحبات المسبحة، هي الخيوط الإيرانية المجدولة من شعيرات الحرير والقطن و(الابريسم) بشكل دقيق مما يجعلها تدوم لفترات طويلة جدا مقارنة بباقي الخيوط من جهة ، وبسبب مرونتها المناسبة وبالتالي فإنها تضمن في أغلب الأحوال، عدم تكسر الحبات عند تحريك قطعها بصورة شديدة ، بواسطة يد المسبح من جهة أخرى .[/rtl]
[rtl]وقد يلجأ بعض الناس إلى استخدام خيط النايلون غير المجدول (سلك نايلون) مما يؤدي ذلك أحيانا إلى تقطعه أو إتلافه لثقوب حبات المسابح الثمينة كالكهرب ، وضياع أو نقصان حباتها عند انفراط الحبات .[/rtl]
[rtl]ومن الخيوط المستخدمة هذا اليوم هنالك خيوط حديثة مبرومة تماما (مؤلفة من شعيرات النايلون) ومجدولة ، وهي الأفضل وحيث تتوافر في الأسواق وعند الباعة ويطلق عليها عامة الناس بالعراق بخيوط (البراشوت) ، وهي الخيوط التي تستخدم في صناعة شباك الصيد أيضا . والواقع أن استخدام الخيوط الرديئة أو القطنية أو الخيوط القليلة المتانة أو التي تتأثر بالاستخدام اليومي للمسابح ذات الحبات التي أصلها الأحجار الصلدة ، فإن ذلك يؤدي وخلال فترة وجيزة ، إلى تقطّع وتناثر الحبات مما يساعد على فقدانها أو تهشمها ، وتكون الخسارة كبيرة إذا كانت مادة المسبحة غالية الثمن أو قديمة أو أن صاحبها يكن لها تقدير معنوي خاص ، حيث يصعب في أكثر الأحوال الحصول على التعويض المناسب .[/rtl]
[rtl]إن بعض الدول المصنعة للمسابح الفاخرة في منطقة الشرق الأقصى يغيب عن بالهم أحيانا أن المسبحة تستخدم لأوقات طويلة ، وهم يصدرونها بخيوط رديئة مما يقتضي في كثير من الأحيان تبديل تلك الخيوط ، بل ويمكننا القول أنه حتى بالنسبة للخيوط الجيدة فإنه يتوجب على المسبّح أن يبدلها خلال فترات زمنية معقولة ، خصوصا إذا لاحظ اتساخها الشديد أو رائحتها غير المريحة ، حيث أن الاستخدام اليومي المستمر بسبب ظروف التعرّق وحالة يد الإنسان المستخدمة يؤدي إلى تلف الخيوط .[/rtl]
[rtl]وتكون خيوط المسابح أحيانا من السلاسل الذهبية والفضية أو المعدنية الأخرى ، غير أننا ، وعلى الرغم من جمالها لا ننصح باستعمالها ، وخاصة عند الاستخدام المكثف ، لأنها تتقطع في أغلب الأحيان ، وعلى الأخص في المسابح ذات الخام من النوعية الحجرية من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإنها تتلف الثقوب وتوسعها أو تجعلها منحرفة الاتجاه .[/rtl]
 



[rtl]الملحقات الإضافية للمسبحة (الشرقية) "Tassel" والدلايات[/rtl]
[rtl]لغرض إضفاء مسحة جمالية إضافية للمسبحة ، فقد روعي إضافة ملحقات أخرى عند نهاية المنارة وعند عقدة طرفي خيط المسبحة . ولا يعيب المسبحة من حيث واجباتها الأساسية عدم وجود هذه الإضافات ، بل إن البعض يفضلها من دون هذه الإضافات وخصوصا لذات الغرض الديني . وتطلق أسماء مختلفة على هذه الإضافات الملحقة بالمسبحة فهي تسمى عند بعض الشعوب (بالشرّابة) أو (الشرابيّة) ، وجمعها (شرّابات) (عند اللهجة العامية السورية والمصرية أحيانا) وأحيانا أخرى تسمى بالكشكول (جمعها الكشاكيل) ، كما وقد تدعى أحياناً بالكركوشة(جمعها كراكيش) باللهجة العراقية العامية وقد يطلق عليها (بسكولة) وجمعها (بساكيل) . وبعضهم من يطلق اسم الدلاية (جمعها (دلايات) على أشكال نهاية الشرابة وتمثل هذه القطعة الإضافية تاج المسبحة ،وأشكالها وموادها وصنعتها متباينة ومختلفة حسب أمزجة وتطور الفن في كل بلد .[/rtl]
[rtl]والشرّابة في كل الأحوال صناعة فنية لمجموعة من المواد المتكونة مما يلي :[/rtl]
[rtl]1- الخيوط أو المواد ذات الاستخدام النسيجي من القطن أو الحرير أو خيوط النايلون وغيرها .[/rtl]
[rtl]2- من المعادن الثمينة كالذهب والفضة ،وأحياناًالمطعمة أو المزخرفة .[/rtl]
[rtl]3- من المعادن الرخيصة،كالنحاس والقصدير أو المطلية بالفضة .[/rtl]

[rtl]والشرّابة عند النوع الأول تكون أحادية أو ثنائية أو ثلاثية التفرع أصل خامتها الخيوط بأشكالها وأنواعها المختلفة ،ولعل أكثر الأنواع شيوعاً ،هي التي تتمثل بربطة من الخيوط محزمة بالخيوط الذهبية عند مسافة الثلث الأول من بداية الحزمة الخيطية المرتبطة بخيطي المسبحة (عند نهاية المنارة) مع ترك نهاية التفرع سائبة . كذلك يشيع في بعض الدول صنع الشرّابة من خيوط مجدولة على شكل أحادي أو ثلاثي منتهية بعد مسافة معقولة بثلاث كرات أو أكثر مصنوعة من القطن أو الحرير أو غيره وتسمى هذه النهاية من التفرعات بالدلايات أحيانا ًولا حدود لأشكالها المصنعة . ومنذ عقدين من الزمن وإلى اليوم راجت أنواع من الشرّابات في بعض الدول العربية مثل تلك التي تصنع في العراق ومصر ودول الخليج العربي وشرقي آسيا . وكانت عبارة عن ظفيرة رباعية أو سداسية وإلخ . . . . مجدولة من الخيوط المبرومة وقد تتداخل فيها الخيوط الذهبية أحيانا ، ويبلغ طولها من بداية الظفيرة المرتبطة بخيطي المسبحة حتى نهايتها حوالي (5 - 6) سم حيث تنفرد خيوط الظفيرة بعدئذ إلى الوضع السائب ولنفس المسافة تقريبا . وتصنع هذه الظفيرة يدويا . وقد تصنع آليا وبذلك ينخفض سعرها وهي في متناول الجميع .[/rtl]
[rtl]والحقيقة فإنه ليس هنالك من حدود لفن صناعة هذا الجزء من الخيوط ومكوناته تبعا لفنون كل منطقة ، والعادة المتعارف عليها في بعض الأصقاع الإسلامية والعربية وقبل زمن ليس بالبعيد ، أن يقوم بائع المسابح نفسه بصنع الشرابة للزبائن أو انتاج الشرابات مع الدلايات للعديد من المسابح المباعة ، وبعض الباعة من كان بارع المهارة الفذة في الصناعة المتقنة والجميلة والمستقاة أصلا من الفنون التراثية المتوارثة للحضارة العربية والإسلامية . كما تخصصت بعض البيوت أو المحترفات أو جملة من الأوانس والسيدات بصنعها إلى جانب صناعتهم المقاربة (مثل تطريز الثياب والعباءة العربية والحياكات التراثية الأخرى) . وقد أطلق على هذا الفن باللهجة العامية في بعض الدول بإسم (صنعة الزري) .[/rtl]
[rtl]وفي مصر تتواجد محال خاصة لصناعة هذه المواد التجميلية التراثية ، مما يجعل منها صنعة متخصصة ذات طابع حرفي خاص . كذلك تصنع الشرّابة والدلاية في بعض الأحيان من الذهب أو الفضة حيث تتكون من ثلاث أقسام أحيانا وهي القاعدة والتي قد يكون شكلها كرويا أو اسطوانيا أو مخروطيا مرتبط بسلاسل متعددة (قد تكون اثنين أو ثلاث أو أكثر) حيث ينتهي هذا الجزء بالدلايات ذات الأشكال المختلفة كالكرات أو أشكال تشبه الزهرات وغيرها ، وخيال الفنان في هذا المجال ليس له حدود في صناعة كافة الأشكال الجميلة والتي منها الدلايات المخطوطة والمكتوبة وقد يدخل التطعيم بالأحجار الكريمة في هذا المجال أيضا .وتنطبق نفس الأشكال على الصناعة لهذه الأجزاء من المعادن الرخيصة أو المطلية .[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالثلاثاء 13 أكتوبر 2015, 9:38 am

[rtl][size=32]المسبحة من الأحجار الكريمة وذات الأصل العضوي[/rtl][/size]
[rtl]في هذا الجزء سنتناول بالبحث تلك المصنعة من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة ، ومن الأحجار الكريمة ذات الأصل العضوي ، ولا بد من الإشارة إلى أننا تطرقنا بشكل موجز في أحد الروابط الأخرى إلى اهتمام العرب والمسلمين بالأحجار الكريمة وتأثرهم بمهد حضارات وادي النيل ووادي الرافدين والإغريق والهند والصين .[/rtl]
[rtl]ويتوجب أن نذكر هنا أن صناعة المسبحة من الجواهر النادرة جدا (Noble Gems - Precious Stones) هي صناعة نادرة أيضا وخصوصا من الياقوت وهي أكثر ندرة في مجال أحجار الماس والزمرد ، وتكاد الأعداد المنتجة منها تعد على أصابع اليد حسب علمنا .[/rtl]
[rtl]أما صناعة المسبحة من الأحجار شبه الكريمة (Semi - Precious Stones) مثل مسابح العقيق والأحجار البلورية وعين النمر والفيروز واللازورد ..... إلخ . وكذلك من الأحجار العضوية ، كالمرجان واليسر والكهرب . فهي صناعة رائجة بشكل كبير ، والعدد المنتج من هذا النوع من الأحجدار كبير نسبيا ، ولعل مرد ذلك يعود إلى جملة من الأسباب التي تطرقنا إليها سابقا ما يُنتج بتطور التكنولوجيا وازدياد الطلب العالمي على هذه الصناعة بتوسع الثروات والإمكانات .[/rtl]
[rtl]وبسبب التعدد البالغ والمتنوع  للأحجار المستخدمة في هذه الصناعة حاليا فقد ارتأينا الدخول في تفاصيل بعض الأنواع المثيرة للإهتمام والأنواع الأكثر رواجا أو شيوعا . وبالإضافة إلى هذا فقد إزداد عدد المصانع التي تنتج هذه السلعة في هذه الأيام ، ويمكن القول أنها تُنتج في أماكن ومصانع لم يكن يتصورها الإنسان العربي أو المسلم في القرون السابقة . فعدد كبير من سلعة المسبحة أصبح اليوم يُنتج في الصين وتايوان وهونق كونق وأوربا وأمريكا الشمالية والجنوبية والهند وغيرها ، بل وأصبح القلة من الناس من يتسائل عن مصدر هذه الأحجار أو مكان صناعتها أو منطقة استيرادها نظرا لتشعب العملية الصناعية والاستخراجية والتجارية فيها وأصبحت مثل بقية السلع التجارية الأخرى وهي الآن تحمل صفة تجارية بحتة .[/rtl]
[rtl]وعلى الرغم مما ذكرناه آنفا فلا يزال على أية حال مجموعة من الناس من يهوى أو يفضل مادة معينة أو نوع معين من الأحجار التي تُصنع منها المسبحة على أنواع اخرى سواء أكانت من الأحجار الكريمة أو شبه الكريمة أو الأحجار العضوية ، فمنهم من يفضل المرجان أو العقيق أو عين النمر أو الجيد وغير ذلك ، كما لا زالت جملة من الناس من تؤمن بالأساطير أو الخرافات القديمة التي أحاطت هذه الأحجار واتسمت بها منذ أقدم العصور . ومن جملة ما يُذكر في هذا الصدد أن هنالك بعضا من الناس من لا يزال يربط ما بين يوم أو شهر ولادته بحجر معين يتبارك به أو يعتقد بجلبه الحظ له عند استخدامه أو يقيه شرّ الحسد والأمراض والسحر المفترض . ولقد ارتبطت السنة بجملة من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة وصنفت عليها والتي نوردها على سبيل الإطلاع :[/rtl]
[rtl]الحجر[/rtl][rtl]الشهر[/rtl]
[rtl]العقيق والجارنيت[/rtl]كانون الثاني / يناير
الجمشتشباط / فبراير
[rtl]حجر الدم[/rtl][rtl]آذار / مارس[/rtl]
[rtl]الماس[/rtl][rtl]نيسان / ابريل[/rtl]
[rtl]الزمرد[/rtl][rtl]أيار / مايو[/rtl]
[rtl]اللؤلؤ - أو حجر القمر[/rtl][rtl]حزيران / يونيو[/rtl]
[rtl]الياقوت[/rtl][rtl]تموز / يوليو[/rtl]
الساردونيكس[rtl]آب / أغسطس[/rtl]
السفير[rtl]أيلول / سبتمبر[/rtl]
[rtl]الأوبال أو أحجار المرو[/rtl][rtl]تشرين أول / أكتوبر[/rtl]
التوباز[rtl]تشرين ثاني / نوفمبر[/rtl]
الفيروز[rtl]كانون أول / ديسمبر[/rtl]
 
[rtl]وهنالك تصنيفات وآراء ومعتقدات أخرى عند مختلف الشعوب والأمم لا مجال لسردها من خلال هذا الموقع .[/rtl]
[rtl]وبودنا الإشارة أيضا إلى أن الأحجار تقسم على أساس الصلابة أو الصلادة . فمنذ القرن التاسع عشر أُستخدم مقياس عام  ومناسب لمعرفة الصلابة استنبطه العالم الألماني فريدريك موسى ، وهو عالم تعدين ، ويعتمد مقياسه على قياس نسبة الصلادة للمعادن والأحجار فيما بين مقياس درجة (1) إلى مقياس درجة (10) كحد أقصى ووفقا لتصاعد قوة الصلادة أو الصلابة . ولقد أخذ العالم المذكور عينة من كل معدن أو حجر وأعطاها قوة الصلادة كدلالة حسب مقياسه وكما يلي :[/rtl]
[rtl]مقياس (1) الطلق - (2) الجبس - (3) التالست - (4) الفلوريت - (5) الأباتيت - (6) الفلسبار - (7) الكوارتز - (Cool الياقوت الأصفر - (9) الياقوت - (10) الماس .[/rtl]
[rtl]ولغرض تسهيل مهمتنا فإننا وعند ورود مقياس الصلادة لكل حجر يرد ذكره فيما بعد فإننا نعني مقياس موسى بذلك . أما مقياس الوزن لهذه الأحجار فهو منذ الآن وصاعدا نحدده بوزن الغرام الواحد في السنتمتر المكعب .[/rtl]





[rtl] صناعة المسابح من الأحجار الكريمة[/rtl]
[rtl] الماس والياقوت والزمرد مع صناعة ملحقات المسبحة[/rtl]
[rtl](DIAMOND , EMERALD , RUBY)[/rtl]
[rtl]على الرغم من الندرة البالغة جدا ، في صناعة المسبحة من هذه الأحجار إلا أننا عولنا على إدراج بعض المعلومات المتوفرة لدينا حول ذلك خصوصا فيما يتعلق بنوعية ومواصفات هذه المواد حيث أنها تدخل أيضا في صناعة ملحقات المسبحة .[/rtl]
[rtl]إن أغلب ما صنع من هذه المواد كمسابح هي من حجر الياقوت الأحمر والأزرق والأبيض فضلا عن أن غالبية مناراتها وفواصلها صنعت من الذهب أو البلاتين وطعمت بالماس أو غيره من الأحجار الكريمة . لذلك فحجر الماس لفظته مشتقة من الأصل اليوناني (ADAMUS) وتعني المنيع أو الذي لا ينكسر وبالإنجليزية يطلق عليه (Diamond) . وهذا الحجر كربون نقي متبلور ، تكون بظروف درجات عالية من الضغط والحرارة حيث تتبلور في نظام المكعب على هيئة منشور ذي ثمانية أو اثني عشر وجها . وتقدر صلابته بعدد عشرة على مقياس موسى ، وهي أعلى درجات الصلادة في الأحجار الكريمة . وتبلغ كثافة هذا الحجر 3،52 ومعامل انتشاره  2،4  وهو من أعلى معدلات الانكسار الضوئي . ولهذه الصفات فقد استخدم هذا الحجر في تقطيع بقية الأحجار الأخرى ومعاملتها (الجواهر - مؤسسة الشرق - وزارة الاعلام القطرية . طبع عام 1985 وأيضا :London - The Natural History Musuem, Gem Stones, London) .[/rtl]
[rtl]أفضل أنواع الماس ما كان شديد البياض بلوريا شفافا عديم اللون بيد أن هناك أنواع أخرى من الماس يتراوح لونه ما بين الوردي واللون المشوب بصفرة وصولا إلى الماس الأسود اللون والنادر . ويستخرج الماس عموما من أفريقيا وروسيا والهند وبعض بقاع الأرض الأخرى .[/rtl]
[rtl]ولقد ورد إلى علمنا أن عددا قليلا ونادرا من المسابح وربما بأقل من أصابع اليد الواحدة ، قد صنع من هذا الحجر لبعض الملوك والأمراء ، إلا أننا لم نرها عيانا ، لذا فلا نستطيع الجزم تماما بذلك لعلمنا بالصعوبة البالغة لتصنيع الماس كحبات للمسبحة وتكاليفها الخيالية وصعوبة التسبيح في مثل هذه المسبحة الباهظة وغير العملية .[/rtl]
[rtl]إلا أن الماس دخل صناعة المسابح وبنوعية الأصيل والمقلد على حد سواء عن طريق تطعيم فواصل ومنارات الذهب والبلاتين أو الفضة به مما جعل المسبحة تشع بأنواره المعكوسة في يد المسبّح على الرغم من الارتفاع الفاحش في أسعارها أيضا . ولقد رأينا مجموعات عديدة منها وكانت في الواقع تحفة فنية وحرفية رائعة .[/rtl]
[rtl]كذلك فإن الماس الطبيعي أو الصناعي دخل في صناعة المسبحة المكونة من خامات الأحجار الكريمة وشبه الكريمة الأخرى بسبب مواصفاته الصلدة وقدرته على تقطيع وشطف وتثقيب حبيبات المسبحة وملحقاتها من هذه الأنواع من الأحجار كالياقوت والعقيق والمرجان والسفير وغير ذلك . وبذا فإن فضل مادة الماس كبير على تطوير انتاج المسابح من الأنواع التي ذكرناها وبالدقة المطلوبة وجعلها في متناول عدد كبير من الناس .[/rtl]
[rtl]بالإضاف إلى ذلك ، فإن الماس المقلد دخل الصناعة هذه أيضا فلقد استخدمت مادة الزيركون والمنشورات البلورية نفس استخدام الماس في ملحقات المسبحة حيث أضفى عليها شعاعا ماسيا براقا .[/rtl]
[rtl]أما مسابح الياقوت والسفير (Ruby and Saphire) فهنالك أعدادا لا بأس بها انتجت خلال العقود الثلاث الماضية ولقد حضينا برؤيتها في يد بعض المسبحين أو في محلات الجواهر في أوربا والخليج العربي ومعظمها تكون حباتها ذا شكل كروي أو اهليجي أملس ، وبعضها صنعت منارتها من الذهب أو البلاتين المطعم بالماس . وتعددت ألوانها ما بين الأحمر والأزرق والأبيض وتدرجات هذه الألوان . وأنواع الياقوت والسفير عديدة وحاول بعض الناس تقسيم مراتبه حسب اللون أو غير ذلك بيد أن جميعها ولغرض الإيجاز لا تعدو غير تقسيمات لعائلة حجر الكوروندوم (Corandum) حيث أن محتواه الكيماوي من أكاسيد الألمونيوم (AL203) وهو ذو نظام بلوري ثلاثي ، درجة صلابته 9 على مقياس موسى ووزنه النوعي يتراوح ما بين 3,96 إلى 4,05 غراما في السنتمتر المكعب . وهذا الحجر من أصلب الأحجار بعد الماس . والواقع أن أصل لون هذا الحجر هو اللون النقي (أي عديم اللون) وتضفي مادة الكروميوم اللون الأحمر وبتدرجاته على هذا الحجر , كما تضفي مادة الحديد والتيتانيوم اللون الأزرق عليه وهنا يسمى بحجر السفير .[/rtl]
[rtl]لقد ذكر الياقوت في القرآن الكريم بقوله تعالى (كأنهن الياقوت والمرجان) . وتأثر العرب به كثيرا وأحبوه وذكروه واستخدموه وتغنوا به في أشعارهم . ولقد قيل أن لفظة الياقوت معربّة من الفارسية حيث يسمونه "ياكند" إلا أن هنالك صعوبة بالغة في تدقيق الأصل اللغوي العربي أو الفارسي .[/rtl]
[rtl]لقد ازدهرت صناعة الياقوت منذ زمن طويل جدا ووردت أخباره بصورة كبيرة وخصوصا في العصر الأموي والعباسي والفاطمي . وشاعت حول هذا الحجر أساطير شتى فقد قيل سابقا بأنه يبعد اللؤم عن أصحاب النفوذ أو أن من لبسه لا يغرق وسهلت عليه قضاء الحوائج وجعلت له هيبة . كما قيل أيضا أن الياقوت يبعد الطاعون ويمنه انجماد الدم ويقطع العطش وإلى آخر ذلك من الأساطير والخرافات التي ارتبطت بهذا الحجر منذ الأزل .[/rtl]
[rtl]إن أشهر المواقع في انتاج الياقوت والسفير تكون في سري لانكا ومنطقة كشمير والهند وتايلاند وكمبوديا في آسيا ، كذلك يتواجد هذا الخام في كينيا وتانزانيا وزمبابوي في قارة أفريقيا .[/rtl]
[rtl]وبسبب تحسن طرق التصنيع الفنية للجواهر بتقدم العلوم فقد تم انتاج حبيبات المسبحة من هذا الخام وإن كان أغلبها من اللون الأحمر وإلى حد ما اللون الأزرق (السفير) ومن ثم اللون الأبيض والذي يطلق عليه اسم (مهاي) في بعض مناطق آسيا .[/rtl]
[rtl]كذلك فلقد انتجت حبيبات المسابح وأحيانا مع ملحقاتها من المنارة والفواصل من أنواع رديئة من خام الياقوت الأحمر أو الوردي أو القاتم (غير الشفاف) وبيعت باعتبارها ياقوتا إلا أن الأسعار في هذه الحالة تدنت بصورة بالغة .[/rtl]
[rtl]لقد راجت صناعة المسبحة من خام الياقوت اعتبارا من فترة السبعينات من هذا القرن وتزايد الطلب عليها خصوصا في منطقة الخليج العربي ومهر صناع الجواهر في أوربا (سويسرا ، فرنسا ، ألمانيا وغيرها من الدول الأوربية) في انتاج مسابح ياقوتية غاية في الجمال بمنارات وفواصل ذهبية مطعمة بالماس حيث مررت سلاسل ذهبية دقيقة في حباتها . ولقد انتجت المسابح من هذا الخام في دول جنوبي شرقي آسيا ونافست بذلك الدول الأوربية إلى حد ما . وبسبب الارتفاع الفاحش في خام الياقوت وخصوصا الجيد منه فقد روعي في هذا المجال تقليص وزن الحبات ما أمكن وتحديد عددها ، ولعل أكثر ما رأينا من هذه المسابح ما كانت عدد حباتها تتراوح ما بين 33 إلى 45 حبة كروية ملساء وحيث يتراوح  قطر الحبة الواحدة ما بين 3 إلى 4 ملم وأحيانا إلى 5 ملم . ولقد تركز استيراد هذه من قبل التجار اللبنانيين والكويتيون وغيرهم ومعظمها كان يحفظ فورا في الخزائن خوفا من فقدانها لسبب أو لآخر .[/rtl]
[rtl]ويجدر بنا أن نشير هنا إلى أن الصناعة العالمية برعت في صناعة مقلدة لهذا الحجر الكريم إلى الحد الذي أصبح فيه أحيانا على غير المختصين التمييز ما بين الحجر الأصيل والحجر المقلد أو المدلس . ولقد حصلت مفارقات وخدع كثيرة في هذا المجال واشترى بعض الناس عددا من المسابح بيعت لهم بكونها من الياقوت الأصيل ثم تبين بعدئذ أنها غير ذلك . ولقد استشارنا يوما أحد الأصدقاء بشأن شكوكه في مسبحته الياقوتية (سفير أزرق) التي اشتراها من أحد الباعة ، فلاحظنا اتقان صناعتها ورونقها الشديد وخلوها من الشوائب تماما ، إلى الحد الذي تطلب الامر فحص مكونات الاحجار والحبيبات بالاجهزة الحديثة ، حيث تبين عدم صلتها بمواصفات الياقوت الطبيعية ، ولقد تم فحصها بواسطة طريقة انكسار الأشعة في داخل الأحجار . إلا أن ما أعطى لصديقنا بعض العزاء كون أن ملحقات هذه المسبحة من منارات وفواصل كانت من الذهب الخالص لحسن الحظ . والأمثلة على مثل هذه الحوادث كثيرة وتحدث يوميا وقد تستدعي الحذر عند قيام الأفراد بشراء الأحجار الكريمة . لذا فننصح بشرائها من المحلات المعروفة تلك التي تخضع أحجارها الكريمة المباعة إلى فحوص دقيقة .[/rtl]
[rtl]النوع الآخر من مسابح الأحجار الكريمة النادرة هي من الزمرد (EMERALD) والأكوامارين (AQWAMARINE) والزبرجد (PERIDOT) .[/rtl]
[rtl]فبالنسبة إلى مسبحة الزمرد فقد انتج عددا محدودا منها لشخصيات معروفة ، ولقد رأينا عددا منها ولم تكن أحجار زمردها (أي خرزات المسبحة) من الدرجة الاولى بالنسبة للنوعية ولقد كانت بعضها ذات حبيبات خرزية كروية ناعمة الملمس والقسم الآخر منها كانت خرزها من النوع المشغول بشكل أضلاع مسطحة على شكل تقطيع وتسطيح الماس حيث كانت اكثر بهاءً .[/rtl]
[rtl]عموما فالزمرد من عائلة أحجار البريل (BERYLS) حيث يكون تركيبه الكيماوي مؤلفا من سيلكات الألمونيوم البريليوم (B3 - AL2 - "SP6 - 80) حيث يكون نظام هذه الأحجار بلوريا سداسيا مع وزن نوعي يتراوح من 2,63 إلى 2,91 غم / سم مكعب مع صلابة تقدر بحدود 7,5 على مقياس موسى . ويلاحظ أن هذه الأحجار أقل تألقا وصلادة  من الماس والياقوت إلا أن ألوانها الخضراء المخملية تجعلها واحدة من أنفس الأحجار الكريمة ، كما أن بعض الشوائب من الكروميوم تعطيها هذا اللون الأخضر الجذاب .[/rtl]
[rtl]حاليا تشتهر كولومبيا (أمريكا الجنوبية) بوجود خام الزمرد فيها كما يتواجد في زمبابوي وزامبيا والباكستان والبرازيل وغير ذلك من الأماكن الأخرى .[/rtl]

[rtl]لقد قيل أن لفظة الزمرد مشتقة ومعرّبة وهنالك تدرج لألوانه الخضراء وهو شفاف ، أجوده الأخضر المغلوق اللون والذي لا تشوب خضرته أي شيء آخر من الألوان ، وأن يكون جيد المائية شديد الإشعاع . إن العرب عرفوه وأحبوه منذ القدم ولقد قيل سابقا أنه موجود في منطقة الحجاز أو في منطقة صحراء مصر الشرقية . ودارت حول هذا الحجر الأساطير المتداولة وذكر أنه يفيد البصر ويقي داء الصرع والحيوانات ذات السموم وما إلى إلى ذلك من الخرافات .[/rtl]
[rtl]إن هناك ضرب آخر من مجموعة عائلة هذا الحجر وهو البريل الأزرق أو ما يسمى بحجر الأكوامارين وأحيانا يكون لون هذا الحجر يميل إلى اللون الأخضر وأميل إلى البياض أو يشوبه اللون الأصفر أو مشوبا باللون الزيتوني . ولقد صنعت مسابح من هذا الحجر وبأشكال عديدة حيث أن أسعار هذا النوع من الأحجار أقل بشكل كبير عن أسعار حجر الزمرد الصافي خصوصا إذا ما استخدمت خامات من هذا الحجر الأقل جودة وأكثر شوائبا . ويتواجد هذا الحجر في البرازيل ومدغشقر وجبال الأورال ومنطقة كاليفورنيا .[/rtl]
[rtl]ومن ضمن ما يصنع من المسابح هو ما صنّع من حجر الزبرجد وهو من عائلة أحجار (Peridot) حيث يمتاز هذا الحجر بتوسط لونه ما بين اللون الأزرق البحري المشوب بخضرة مائية ضاربة في اللون الأصفر . عموما فلقد استخدم العرب هذه اللفظة للدلالة على هذا الحجر ولقد قيل أنها لفظة مشتقة معربّة حيث ذكر أنه استورد في السابق من جزيرة كانت تسمى زبرجد قديما وتقع في منطقة البحر الأحمر أو (St. Johns Island) أما اليوم فإنه يوجد في بورما والنرويج وولاية أريزونا في امريكا . كما قيل أن لفظة بريدوت (Peridot) قد تكون اشتقت من الكلمة العربية فريدة دلالة على ندرة هذه الأحجار . عموما فالخصائص الكيمائية لهذا الحجر تشمل السيلكات مع الحديد والمنغنيز ، حيث تكون صلابة الحجر تتراوح ما بين (6,5) إلى (7) على مقياس موسى ، والوزن النوعي يتراوح ما بين 3,22 إلى 3,40 غم / سم مكعب .[/rtl]
[rtl]لقد شاهدنا بعض المسابح من هذا النوع آية في الجمال والرقة والإبداع في محال الجواهر في بعض دول الخليج العربي وأوربا والشرق الأقصى صنعت من الحجر الأصيل ومنها ما صنع من الأحجار المشابهة أو المقلدة والمصنعة قيل عنها جزافا أنها من الزبرجد . ومعظم التي رأيناها كانت حباتها على الشكل الكروي الأملس ومعدل أقطارها بحدود 5 ملم أو أقل من ذلك في أغلب الأحيان ، كما لاحظنا أن بائعي المسابح قاموا بتحويل العقود النسائية من هذه الاحجار إلى مسابح وإضافة المنارة والفواصل المصنعة من الذهب إليها مع ملحقات أخرى .[/rtl]



[rtl][size=32]المسابح من الأحجار شبه الكريمة[/rtl][/size]
[rtl]إن التطور التكنولوجي وارتفاع الطلب على هذه الأحجار رفع من معدل استخدام هذه الأحجار لتصنيع المسبحة منها ارتفاعا كبيرا وتزايد انتاجها تزيدا مضطردا وبشكل تجاري كبير وبلغ انتاجها خلال العقدين الأخيرين من الزمن أضعاف مضاعفة مقارنة بما انتج في كل القرون والعصور السابقة ، بل ان أسعار مسابحها أصبحت متهاودة وفي متناول طبقة كبيرة من الناس من ناحية الكلفة .[/rtl]
[rtl]لقد شملت قائمة الأحجار شبه الكريمة والتي صنّعت منها المسبحة أنواعا عديدة قد يصعب حصرها في مجال واحد إلا اننا حاولنا قدر الإمكان حصر المعروف منها للاختصار والفائدة ولقد قدرنا وبسبب طول هذه القائمة أن نذكر هنا التفاصيل العامة لقياس الحبات المنتجة من هذه الخامات بسبب توحدها أولا وإجماع صانعيها على اختيار قياسات موحدة وإن كانت ذات أحجام متباينة . وحيث أخذ الوزن النوعي والحجم الملائم بنظر الاعتبار وذلك للحصول على الملائمة اللازمة في استعمال المسبحة عمليا بالإضافة إلى الناحية التجارية والتسويقية .[/rtl]
[rtl]ولغرض عدم التعرض لهذه القياسات في كل نوع يرد ذكره في هذه المجموعة فإننا نذكر في يلي جانبا من ملاحظاتنا حول القياسات العامة والشائعة لهذا النوع من الأحجار التي استخدمت لصناعة المسبحة وإن كنا لا نستطيع عزل هذه القياسات عن بقية القياسات لصناعة المسبحة من مواد أخرى .[/rtl]
[rtl]قياسات مسبحة المواد من الأحجار شبه الكريمة[/rtl]
[rtl]- القياس الأول (الشائع) : تتألف المسبحة فيه من 33 حبة زائدا المنارة والفاصلتين ويكون معدل قطر الحبة بشكل عام هو (6) ملم (مع وجود استثناءات في الحجم أو القطر بطبيعة الحال) ومعظم أشكال الحبات هي الأشكال الكروية التامة الملساء ، وبعضها ذات شكل بيضوي (اهليجي) حيث يكون طول الحبة الواحدة يقل عن (Cool ملم ويكون معدل قطرها بشكل عام يتراوح ما بين (5) إلى (6) ملم ومعظمها تكون منارتها وفواصلها من نفس المادة الخام لحبات المسبحة  وقد تكون أحيانا من المعادن الأخرى كالذهب والفضة أو المعادن المطلية وينطبق ذلك على الملحقات من الشرابات وغيرها .[/rtl]
[rtl]- القياس الثاني (الحديثة) : وهي قياسات للمواصفات التي طرأت حديثا ، حيث تتألف المسبحة من (45) حبة أو (66) حبة زائدا المنارة والفواصل . ويكون معدل قطر الحبة الواحدة أحيانا منطبقا مع النوع الأول الذي أشرنا إليه أعلاه مع انطباق الأشكال البيضوية أيضا وتصغير حجم الحبة الواحدة أحيانا ، بحيث يقل معدل قطر الحبة الكروية الواحدة عن (5) ملم وذلك لملائمة الوزن النوعي الاجمالي للمسبحة .[/rtl]
[rtl]- القياس الثالث (نمط المسابح الدينية) : حيث تتألف من (99) حبة زائدا المنارة والفواصل والملحقات الأخرى ليصبح مجموع القطع بحدود (101) قطعة ، ومعظم حبات هذه الأنواع تكون من النوع الكروي الأملس ويندر وجود الحبات ذات الشكل البيضوي في هذه الأنواع من الأحجار نظرا لوزنها النوعي المحتمل . عموما يقل قطر حباتها عن 5 ملم ولا يحظى هذا النوع من المسابح الحجرية الأصل بالطلب الكثير بتأثير ما سبق وأن أشنا إليه وهو الوزن النوعي للاحجار شبه الكريمة والذي يجعل حمل المسبحة أو تداول حباتها ، غير مريح ، وأحيانا غير عملي .[/rtl]
[rtl]أخيرا يتوجب هنا ادراج ملاحظتين :[/rtl]
[rtl]الأولى : تتعلق بضرورة إجراء التثقيب المتوازن مع قطر الحبات والصقل التام لحبات المسبحة الواحدة وإلا لتشوّه المنظر بميلان الحبات وعدم توازنها وقد يتوفر وجود بعض الصعوبة في مرور الحبات بالخيط أو السلاسل فضلا عن صعوبة مداعبة ومداولة الحبات إذا كان سطح الحبات خشنا ولم يصقل بصورة جيدة أو أن أحجام الحبات غير متماثلة تماما .[/rtl]
الملاحظة الثانية :  ما يتعلق بصعوبة ادراج كل مواد الأحجار شبه الكريمة والتي صنعت منها المسبحة في قائمة واحدة بسبب عدم رواج هذه الانواع أو لكون صناعتها صناعة استثنائية وما إلى ذلك . كذلك فقد لوحظ أن معظم صناعة منارات وفواصل هذا النوع من الاحجار هي متشابهة إلى حد بعيد بحيث لا يقتضي ادراج تفاصيل عنها . كما أن البعض متها وضع لها منارات المعادن الكريمة كالذهب والفضة .
 





[rtl]//-->[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالثلاثاء 13 أكتوبر 2015, 9:46 am

[rtl][size=32]مجموعة مسابح العقيق [size=32]([/size][size=32]AGAT[/size][size=32])[/size][/rtl][/size]
[rtl]لقد قيل أن هذا الحجر سمي بالعقيق "لعقّه" بعض أنواع الحجارة أي لشقّه إياها كما ذكر الكرملي (من منشورات مؤسسة الشرق - وزارة الاعلام القطرية عام 1985)  . وقال البيروني عن حجر العقيق (أن صنم هبل الذي كان في الكعبة المكرمة ، قبل الإسلام ، من عقيق مكسور اليد اليمنى أضافوا إليه يد من ذهب) . وهذا الحجر معروف لدى كل الحضارات البائدة والقديمة والمستحدثة واستخدم بأشكال شتى ولكافة الأغراض كالزينة في القلائد والعقود والخواتم والأختام وغيرها . كما اثيرت حول هذا الحجر طائفة من الأساطير القديمة والخرافات فقد قيل أنه يهديء الروع عند النزاع ويبيض الأسنان ويذهب صدأها عند الحك ويمكنه إيقاف النزيف وإلى آخر ذلك من هذه الأساطير الطبية أو الدينية الأصل .[/rtl]
[rtl]وبسبب خواصه فقد استخدم بأشكاله وألوانه المختلفة للحفر أو النقش عليه وعلى سطوحه وبزخارف متنوعة ولقد عومل بحرفيّة يدوية بالغة في باديء الامر ثم استخدمت في طريقة النقش عليه الحوامض لإبراز النقش عليه (كالطريقة الإيرانية) وخصوصا الخطوط الكتابية وعلى الأختام الشخصية .[/rtl]
[rtl]عموما اشتهر العقيق منذ بدء الحضارات الأولى في وادي الرافدين ووادي النيل والحضارات الإغريقية والرومانية بشكل خاص . كما واشتهر العقيق عند العرب وخصوصا ذلك النوع المسمى بالعقيق اليماني (يمنيّ الأصل والمواصفات) حيث يمتاز هذا النوع بلمعانه الفائق ومائيته الرائقة ولونه الأحمر الغامق القريب من لون الشاي كما يمتاز بكونه حجر صلب ومعمر ، إلا أن مصدر تعدينه واستخراجه من اليمن قد قلّ في الآونة الأخيرة لعد استخدام التكنولوجيا الحديثة في طرق الاستخراج في هذه المنطقة وحيث لا تزال طرق استخراجه تتم بالطرق القديمة كما أن تصنيعه لا يزال يتم حسب علمنا إلى يومنا هذا . وفي هذا المجال وبسبب الرغبة الشديدة لطالبي هذه المادة من العرب فلا يزال كثير من الباعة يوهمون المشترين بأن ما يبيعونه هو العقيق اليماني وإن كانت الحقيقة هي غير ذلك .[/rtl]
[rtl]إن أساس حجر العقيق هو ثاني أكسيد السيلكون تتداخل في ه ضروب مختلفة من معدن المرو - الكوارتز - وشوائب أخرى كثيرة أحيانا حيث تكون شفافة وغير شفافة مما يضفي على الحجر ألوانا مختلفة متباينة . ويتواجد هذا الحجر في معظم الأحوال في الأحجار البركانية ذات التجاويف المبطنة بالبلورات والمواد المعدنية الأخرى ، حيث يكون معدل صلادة أو صلابة الحجر بحدود (7) من (10) على مقياس موسى ويتراوح وزنه النوعي بمعدل ما بين 2,62 إلى 2,64 غم / سم مكعب . وكان العقيق يقطع عادة بقطع مستديرة أو قطع تستخدم كفصوص في الخواتم بيضوية الشكل أو مستديرة أما في الوقت الحالي فلقد أصبح في الإمكان تقطيعه وتشكيله وصقله بكافة الأشكال المطلوبة للأغراض المختلفة وحسب امكانات الأحجار المتاحة .[/rtl]
[rtl]وبسبب دخول معادن وبلورات متعددة على هذا الحجر فقد تبلور هذا الحجر بألوان عدة وإن كان أغلبها ما يميل إلى مجموعة تدرجات اللون الأحمر الداكن إلى الرائق الرمّاني وفيما يلي بعض الألوان الشائعة من العقيق :[/rtl]
[rtl]ü   العقيق الأحمر (Chrysoprase) .[/rtl]
[rtl]ü   العقيق الأصفر أو البرتقالي .[/rtl]
[rtl]ü   العقيق غير الكامل التبلور ومنه الأبيض المشرق (Chalcedony) .[/rtl]
[rtl]ü  العقيق الأخضر من نوع كارنلين (Carnelian) أو ما يسمى بعقيق البلازما أحيانا (Plasma speckled) .[/rtl]
[rtl]ü  العقيق المطحلب (Mass Agate) ويكون عديم اللون أو شفافا أبيضا به لون رمادي أحيانا تتداخل فيه شوائب نباتية الشكل أقرب إلى اللون الأخضر أو الأسود أحيانا .[/rtl]
[rtl]ü  العقيق المعيّن (Aye Agate) حيث توجد فيه خطوط دائرية بشكل عين وتكون قاعدته بألوان متعددة أحيانا .[/rtl]
[rtl]ü   العقيق الأسود أو الداكن (Black Agate) .[/rtl]
[rtl]ü   العقيق السليماني (هي لفظة عراقية عامية ولم نجد لها لفظة حديثة مقاربة والمسبحة منه تسمى بـ "المسبحة السليمانية") وهو نوع منقرض من العقيق يتشكل من خطوط سوداء وبيضاء أو بنية اللون أو داكنة أما الأنواع المستخرجة حديثا منه فتتداخل الخطوط الحمراء فيه .[/rtl]
[rtl]ü   العقيق الرمادي اللون .[/rtl]

[rtl]إن معظم المسابح المنتجة من خام العقيق هذا اليوم هي من ألوان العقيق الأحمر أو الداكن اللون واندرها هي المنتجة من خام العقيق الأخضر الرائق اللون والشديد اللمعان وبعضها ما يميل لونه إلى اللون الأزرق الفاتح . كذلك من هذا الخام ما كان مصنوعا من اللون الأبيض الشفاف أو اللون الحليبي .[/rtl]
[rtl]عموما تقوم في الهند صناعة رائجة للمسبحة من هذا الخام وينتج منها كميات كبيرة وإن كان أكثرها من الخام الرديء والذي أشبه ما يكون بالحصى الذي يميل لونها إلى اللون الأحمر المشرب بالحمرة أو البني أو الرمادي وتتخلله شوائب ترابية وحجرية كثيرة ولذلك يصبح في الإمكان تمييز هذه الأنواع خصوصا إذا ما رافق ذلك عدم اتقان عمل حبات المسبحة والتي تكون غالبا غير منتظمة الحبات وغير متقنة الصقل بسبب عدم وجود المهارة في المراحل الصناعية لها .[/rtl]
[rtl]أما معظم ما يصنع بصورة جيدة هو في الدول الأوربية وتايوان وهونق كونق والصين . عموما فقد لوحظ ان معظم المسابح الجيدة من خام العقيق صنعت في أماكن من غير أماكن تواجد هذا الخام بصورة طبيعية على الرغم من تواجد الخام من العقيق في كثير من مناطق العالم مثل الهند والصين واليمن إلا أن البرازيل والأرغواي تميزت حاليا بالتصدير الرئيسي له هذه الأيام .[/rtl]
[rtl]حاليا ينتج من خام العقيق الجيد والرديء على حد سواء وبألوان مختلفة وعلى الرغم من عدم ارتفاع أسعار هذا الخام إلى حد كبير إلا أن الصناع قلدوا هذا الخام وصنعوا المسبحة من الخام القلد صناعيا بحيث يصعب أحيانا التفرقة ما بين الحجر الأصيل (الأحجار المزيفة صناعيا مما قد يستدعي وجود الخبرة اللازمة في التمييز بين الأحجار عند شراء المسبحة من هذا الخام) .[/rtl]
[rtl]إن معظم قياسات مسابح العقيق تخضع إلى نفس معدل القياسات التي أشرنا إليها آنفا من حيث عدد حبات المسبحة أو حجم حباتها ، مع وجود بعض الاستثناءات ، إذ لوحظ وجود مسابح ذات حبات كروية أو بيضوية يبلغ قطرها أكثر من (Cool ملم أما عدد الحبات فهو لا يتجاوز (33) حبة بشكل عام . أما بقية معدل الحبات فهي (33) أو (66) حبة وبمعدل قطري للحبة يتراوح بحدود 4 ملم ، وأحيانا (99) حبة وبمعدل قطري للحبة يتراوح بحدود 3 ملم . إلا أنه لُوحظ الثقل النوعي لهذه المسابح .[/rtl]
[rtl]عموما فإن أفضل ما رأينا من هذه المسابح المنتجة من هذا الخام ما كانت حباتها كروية الشكل متقنة الصقل والنماثل التام مع صناعة مدهشة للفواصل والمنارة بالإضافة إلى إتقان تثقيب الحبات بشكل متوازن ومتناسب تماما خصوصا إذا ما رافق ذلك صناعتها من الألوان النادرة .[/rtl]
[rtl]ولعل أندر المسابح من هذا الخام ما كان لونها أخضرا رائقا أو ما كان أصل الخام المصنوع منها يمانيا أحمرا وهذه الأنواع أغلى سعرا ضمن هذه المجموعة يليها العقيق الأزرق أو العقيق الموشح بخطوط حمراء أو سوداء ومن ثم من اللون الأحمر الباهت وغير الرائق وإلى آخر قائمة الألوان الأخرى والتي ذكناها آنفا .[/rtl]
عموما فإن مسابح هذا الخام ليست فاحشة أو مرتفعة جدا وأصبح في الإمكان أن يشتريها الناس بمبلغ معقول على أن يراعى أصالة الخام وتدقيقه وتفحص المسبحة من حيث توازن التثقيب والصقل الجيد وتماثل الحبات . ولقد لوحط كثرة استخدام الناس للفواصل والمنارات الذهبية وأحيانا المطعمة والمزخرفة مع استخدام الشربات الذهبية أو الفضية وبأشكال مختلفة أحيانا . ومن جملة استطلاعنا في أسواق في هذه الأيام وجدنا مسابح من العقيق لمختلف الألوان كما تتوفر أيضا الخامات المقلدة تقليدا جيدا أو رديئا .





[rtl]مسابح اللازورد - اللابيس لازوليه (Lapis - Lazoli)[/rtl]
 
[rtl]دخل خام اللازورد في صناعة المسبحة منذ فترة قصيرة من الزمن إلا أن استعمالاته ومنذ أيام فجر الحضارات الأولى كانت شائعة في العقود والقلائد والأختام وغير ذلك . وتعني كلمة اللازورد في الفارسية هو اللون السماوي أو الأزرق . أما العرب فقد أطلقوا على هذا الخام الثمين لفظة (العوهق) نسبة إلى لون طائر أسود اللون لريشه بريق أزرق ، وفي فترة لاحقة غلبت كلمة اللازورد في الاستخدامات اللفظية الدالة على هذا الحجر . أما الإغريق فقد سموه باسم قيانوس (Kyanos) وهو اسم إغريقي لنفس الطير المذكور عند العرب . أما الأوربيون فقدسموه باسم لابيس لازوليه . وتكوينات هذا الحجر مؤلفة من خليط من السيلكات المركبة من اللازوليت مع عناصر أخرى مختلفة حيث أن معدل صلابة هذا الحجر هي بحدود (5,5) على مقياس موسى ويبلغ معدل وزنه النوعي ما بين (2,4) إلى (2,95) غم / سم مكعب . أما ألوان هذا الحجر فالغالب أن تتدرج ما بين الأزرق الغامق إلى الفاتح وقد يشوبها بعض الخضرة أحيانا لدخول عناصر أخرى في التكيب كما يحوي سطحه المصقول بشكل جيد على أشكال خطوط أو كواكب ذهبية اللون مع عروق ذهبية أو سوداء .[/rtl]
 
[rtl]وكما أسلفنا فاستخدام هذا الحجر غائر في استخدامات الحضارات القديمة ولكل الأغراض التزيينية المختلفة ويمكن في الواقع مشاهدة نماذج عديدة في كل متاحف العالم لمصنوعات هذا الحجر القيم . بل لقد استخدم أيضا في صناعة الأواني لوجهاء القوم واستخدمت الأنواع الرديئة منه في تركيبات الفسيفساء كذلك استخرجت منه صبغة النيل الزرقاء لغرض تلوين الملابس أو لأغراض أخرى .[/rtl]
[rtl]وهذا الحجر دهني الملمس ويتواجد في الصخور الكلسية في مواطن تعدينه القديمة في أفغانستان (منطقة ساري سنك) ومنه صدر في السابق إلى العراق ومصر وإيران والعالم الغربي وبقية الأصقاع . حاليا اكتشفت مصادر له في سيبيريا وتشيلي وبعض المناطق الأخرى .[/rtl]
 

[rtl]وتكتنف عملية تصنيع الحجر مخاطر ومخاوف من الإنشطارات التي تقع لهذا الحجر عند التصنيع . وقد أخبرنا أحد أصحاب المصانع في تايوان أنه يتوجب الحذر عند تصنيع حبات المسبحة من حجر اللازورد ، فقد تتعرض هذه الحبات إلى التكسر إذا لم تُنتقى النوعيات من هذا الخام ذات الصلابة والنوعية الجيدة وغير الحاوية على الشوائب الكثيرة أو البلورية . كذلك فقد تتعرض حبات المسبحة نفسها للإنشطار والتثلم عند الاستخدام اليدوي أو عند الارتطام بتأثير نفس الأسباب السابقة . عموما وإذا ما استخدمت الأنواع الرديئة من هذا الخام فقد يؤدي ذلك أحيانا إلى صبغ اليدين باللون الأزرق أو فيما إذا أضيف اللون الأزرق إلى هذا الحجر طمعا في رفع درجة بهاء الحجر ورفع أسعار بيع مسابحه المنتجة . وبمقارنة قيم أسعار مسابح اللازورد مع قيم بعض أسعار المسابح الأخرى  من العقيق مثلا فإننا نجد أنها تزيد عنها قيمة . كما لاحظنا أن معظم ما صنع من هذا الحجر شمل الخامات المتوسطة الجودة أو الرديئة فضلا عن قيام بعض مصنعي المسابح بتقليد وتزوير الحجر الأصيل وأنتجت مسابح مقلدة كثيرة لهذا الحجر . كما لوحظ أيضا أن الحبات من هذا الخام تكون كروية الشكل أو بيضوية كما يكون بالإمكان تصنيع المنارة والفاصلتين من نفس المادة الأصلية .[/rtl]
[rtl]أما القياسات التي صنعت منها الحبات فهي معظمها من القياس الأول الذي أشرنا إليه في ما سبق (أي 33 حبة) .[/rtl]
[rtl]إن أفضل ما يباع من هذه المسابح هو عند باعة الجواهر في دول الخليج العربي أو أوربا كما أن أفضل النوعيات المصنعة وردت من أوربا أو أمريكا الجنوبية يليها بعد ذلك كمعدل وسطي ما صنع في تايوان أو هونق كونق أما أقلها جودة فهو ما صنع في أفغانستان أو الهند .[/rtl]
[rtl]عموما فإنه يستوجب تحذير مستخدمي هذه الأنواع في توقي الارتطام الشديد أو سقوط المسبحة على أرض قاسية وذلك لاحتمال تكسر الحبات أو تثلم بعض من أجزائها نظرا لانخفاض صلابة الحجر ودخول أنواع عديدة من الشوائب فيه .[/rtl]
 
[rtl]إن جمال هذا الحجر سلب الألباب منذ القدم ، وخصوصا دخول ألوان براقة أو ذهبية على سطح الخام إذا ما صقل جيدا مما يوفر بهاء جمال خلاب . وعلى الرغم من أن هذا الحجر قد استخدم منذ أزمان سحيقة في مختلف الأغراض إلا أنه لم يردنا ما يفيد بتصنيع هذا الحجر لغرض التسبيح إلا في الآونة الأخيرة وقد لا تتجاوز العقدين من الزمن . كما لاحظنا أن مجموعة كبيرة من مقتني مسابح هذا الحجر يرغبون في إضافة المنارة والفاصلتين المصنعة من الذهب الخالص والمطعمة بالأحجار الكريمة الأخرى مثل الماس والزركون (الزركون (Zircon) هو المصطلح الإنجليزي من الكلمة العربية الزرقون وهو ما يدل على اللون القرمزي . ولحجر الزرقون ألوان عديدة من الأخضر والبني ويكون أحيانا شفافا يشبه أحجار الماس ويستخدم بكثرة في الحلي التزيينية على أساس أنها ماس حقيقي ويتواجد في تايلاند وكمبوديا وفيتنام . مركباته من سيلكات الزرقونيوم وهو رباعي النظام اتلبلوري وصلابته تتراوح ما بين 4,6 إلى 4,7 على مقياس موسى) .[/rtl]
 
[rtl]كما تجدر الإشارة إلى أن حجم الطلب على هذه الأنواع لا يزال غير قوي بسبب عدم إلمام بعض الناس بأهمية استخدام هذا الحجر تأريخيا ، وبالإضافة إلى ذلك فإن بعض المصنعين في بعض الدول مثل تايوان وهونق كونق وغيرها قد قاموا بتقليد هذا الحجر بدقة فائقة وإلى حد الإذهال بحيث يصعب على غير الخبير في التمييز بين الحجر الأصلي والحجر المقلد أو المدلس ، بل أن بعضهم حسنوا من بهاء اللون الأصلي بإضافة ألوان رائقة أضافت إلى اللون الأصيل لمعانا انعكاسيا يفوق الوصف والتصور .[/rtl]

[rtl]مسابح حجر الجات أو الجيد (Jade) أو اليشم[/rtl]
 
[rtl]دخل حجر الجيد أو اليشم في دائرة تصنيع المسبحة منذ قرن تقريبا ، وانتشر استعمالها في أوائل هذا القرن بعد ان تسارعت حركة التجارة الدولية مع الصين وشرقي آسيا . ومنذ قرون عديدة اهتم الصينيون به اهتماما كبيرا واعتبروه حجر في غاية النفاسة ، ونُحتت منه الحلي والقلادات والخواتم والتماثيل والأواني ، وهو ركن من أركان الفن الصيني القديم والحديث في عملية صناعة الحلي والنفائس .[/rtl]
[rtl]وبعض العرب كان يطلق عليه حجر اليشم ، وأحيانا يطلق عليه حجر (الغلبة) باعتباره حجر حليف للنصر كما أن الصينيون القدماء صنعوه كزينة لرؤوس الحراب والسهام والفؤوس . ولقد قيل أن تقارب لون الفيروز المخضر من لونه والذي كان يسمى أحيانا بنفس اللقب اختلط على بعض الناس مما أدى إلى تجاوزات في التسمية . والمصادر الحديثة تشير إلى أن الحجر يتكون من معدنين متقاربين في المظهر وهما النفرايتNephrite والجيديت Jadeite، والأخير منظم تكوين هذا الحجر . وتركيبه الكيماوي يتألف عادة من سليكات الصوديوم والألمونيم ، أو المغنيسيوم والحديد مع سليكات الصوديم .[/rtl]
[rtl]وتميل ألوانه بشكل عام إلى الخضرة بتدرجاتها ، الغامقة والمصفرة أو المحمرة أو الداكنة وإلخ ...... وقد يكون شفافا أو نصف شفاف أو معتم . أمكنة استخراجه عديدة مركزها الصين والتبت وشمال بورما وتركستان وشمال أفغانستان ، وقد يمتد إلى منطقة ألاسكا ، كما يتواجد في المكسيك وبعض مناطق أمريكا الجنوبية ونيوزيلندة . وأحيانا يتواجد بقطع كبيرة في الطبيعة .[/rtl]
[rtl]وحبيبات المسبحة منه صنعت على شكل حبيبات كروية ذات حجم لا يزيد قطرها عن (5) ملم ، مع اختلاف تدرجات الخضرة فيها . أما ملمس حباته فلها طابع دهني ، وإن كان معظم الأحجار التي أنتجت وصنعت ، هي متوسطة الجودة . كما أن الأنواع الجيدة منها تباع عادة في محال الجواهر وقد تكون أسعار بعضها غالية . أخيرا تتصف مسابح الجيد بوزنها الاجمالي الثقيل نسبيا وعدم اشتهارها في بلاد العرب كثيرا على الرغم من انتعاش الطلب عليها مؤخرا . كما أن هنالك حالة من الجهل في تمييز مسابح الجيد بسبب فروقات الألوان وخصوصا الجيد المنتج في النمسا ، وبعض الناس من يخلط بين مسابح الجيد وبين مسابح البازهر المنتجة في أفغانستان كذلك هنالك القلة من يعلم أن بولنداتنتج جيدا أسودا (Black Polish Jade) صنعت منه المسابح ويحتار الناس عادة في معرفة كنه هذا الحجر . وكبقية الأحجار الثمينة الأولى فإن مسابح حجر الجيد قد قلدت تقليدا متقنا وبيعت على هذا الأساس .[/rtl]



[rtl]مسابح البلوريات الصخرية (Quartz) - المرو -[/rtl]
 
[rtl]تشمل هذه المجموعة من حيث استخدام أحجار بعضها في صنع المسابح مثل الجمشيت-أمشست (Amethysts) والمرو الوردي (Rose Quartz) والمرو السماوي اللون والمرو المدخن (Smoky Quartz) والمرو الأصفر (Yellow Quartz) ودرّ النجف (Rock Crystal) وعين النمر أو عين الهر (Tiger`s eye - Cat`s eye) والجاسبر الأحمر (Red Jasper)  وفيه الجاسبر العادي - حجر اليشب (Jasper) .[/rtl]
[rtl]في هذا المجال سوف نتطرق إلى نوعية بعض هذه المواد بشكل مفصل مثل مادة الأمشست - الجمشت ومادة عين النمر ، ويرجع السبب في ذلك إلى شيوع استخدام بعض المواد المنتجة كمسابح وقلة الانتاج للأنواع الأخرى ، أو تشابه التفاصيل في حالات من مواد الكوارتز المختلف الألوان . إن انتاج المسابح من كافة المواد لهذه المجموعة ، بدأ خلال منتصف هذا القرن وتزايد خلال الثماتيتان إلى حد كبير كما شمل المقلدة أيضا وفيما يلي بعض التفاصيل في الصفحات المقبلة.[/rtl]


[rtl]مسابح الأمشست - الجمشت[/rtl]
[rtl](Amethysts)[/rtl]
 
[rtl]الجمشت ، لفظة فارسية معربة ، كما وردت مثل الجمز ، وتعني الأحجار الكريمة ، وعند الأوبيين يسمى هذا الحجر بالامشت وهو تعبير مشتق من الصخور المستخرجة من جبال الأورال . وهذا الحجر من نفس عائلة البلور الصخري (Quartz) ذو لون بنفسجي أو أرجواني بهيج موزع في الحجر بشكل عفوي . ويعزى لونه في العادة إلى وجود شوائب دقيقة جدا من مركبات المنجنيز أو مركبات الحديد أو سيانيد البوتاسيوم ويبلغ وزنه النوعي 2,66 غم / سم مكعب وصلادته هي 7 من 10 على مقياس موسى ، أما نظام الحجر البلوري فهو ثلاثي ويقال أن أحد العلماء الأقدمين (التيفاشي) سماه بالحجر الحديدي . والحجر معروفا ومستحسنا عند العرب حيث ذكرته الروايات بأنه كان يُجلب من قرية تسمى الصفراء تبعد مسيرة ثلاثة أيام عن المدينة المنورة في منطقة الحجاز .[/rtl]
 
[rtl]ولقد رويت الأساطير والمعتقدات عنه ، وظن بعض الناس أنه يُعطي الشجاعة لمن يلبسه ، وأن من شرب في كأس مصنع ومنحوت منه لا يسكر ، ومن دفنه تحت مخدته لا يحلم بالأحلام الفاسدة وغير ذلك من الأساطير ... وقال البيروني (أحد العلماء العرب) : إن عرش بلقيس صنع من هذا الحجر .[/rtl]
 
[rtl]ويشيع انتاج هذا الحجر في مناطق عديدة منها البرازيل والأرغواي وجنوب أفريقيا وبعض المناطق في أمريكا الجنوبية الأخرى ، كما يتواجد في الهند وسيلان (سيريلانكا) واليابان وسيبيريا ومدغشقر ومنطقة الماين وسويسرا . إن بعض الأحجار من هذا الخام يمكن تغيير لونها بالحرارة أو بواسطة أشعة إكس أو جاما وبذلك فإن أغلب أحجار أمشست حولت إلى اللون الأصفر بواسطة الحرارة .[/rtl]
 
[rtl]ولقد صنعت منه الخواتم والحلي المختلفة والقلادات والأساور على مختلف الأشكال كما نحت الحجر بالنقوش مثل الزهور وأشكال الحيوانات والوجوه وغير ذلك .[/rtl]
 
[rtl]وعلى حد علمنا فقد صنّع هذا الحجر كمسبحة عند منتصف هذا القرن واعتبرت ألوانه البنفسجية الرائقة البراقة من أجمل الألوان وغالبا ما سعّرت مسابح هذا الحجر بأسعار عالية نظرا لجمالها وصلادتها ونفاستها .[/rtl]
[rtl]وتخضع مسابح الأمشست إلى نفس قياسات النوع الأول الذي ذكرنا آنفا من حيث شكل الحبيبات الكروية (4 - 5 ملم) مع وجود الاستثناء وعدد الحبات يتراوح من 33 حبة أو 45 حبة ، وبعض حباتها نقشت عليها الزهور أو الزخارف الجميلة أو الخطوط الطولية والمعرقة .[/rtl]
 
[rtl]إن بعض المسابح المنتجة من هذا الحجر انتجت من النوع المتوسط الجودة بهدف تقليل القيمة المادية للمنتج النهائي . وانتجت الهند وسلان بعض منها حيث افتقد الاتقان في الصنعة ولم يصقل الحجر جيدا . وتباع مسابح الأمشست في معظم الأحوال عند محلات الجواهر أو باعة المسابح المشهورين ، وبسبب أسعارها المرتفعة للأنواع الجيدة منها فإنها تباع عادة إلى الأثرياء . كذلك انتشر تقليد الأمشست بمواد زجاجية مصبوغة باللون البنفسجي وبعضها ينطلي على كثير من الناس .[/rtl]
 
[rtl]- مجموعة مسابح المرو (الكوارتز) Quartz الوردي - السماوي - المدخن - الأصفر - درّ النجف وغيرها .[/rtl]
[rtl]لقد صنعت المسابح من جميع هذه البلوريات (المرو) أعلاه وبكافة ألوانها  منذ منتصف القرن وتزايدت في مرحلة الثمانينات وكان معظم الأنواع الجيدة منها صنعت في ألمانيا ودول الشرق الأقصى . ومعظم أنواعها ذات صلادة جيدة تبلغ (7) على مقياس موسى ، وقياساتها قد تتراوح ما بين النوع الأول والنوع الثاني . أي أن بعضها تكون أقطار حباتها بحدود (5) ملم وعدد الحبات يكون (33) حبة أو (45) وحتى (66) حبة أحيانا مع صناعة الفواصل والمنارات من نفس النوع . كذلك انتجت منه ما يزيد قطر حباتها عن (Cool ملم وتتألف من 33 حبة زائدا الفاصلتين والمنارة من نفس النوع على الرغم من الوزن النوعي الثقيل لهذه الأحجار . وأحيانا زودت بالفواصل والمنارات الذهبية الخالصة أو الذهبية المطعمة بالأحجار الأخرى أو الماس . والطلب على هذه الأنواع يقرب من الطلب على مسابح العقيق رغم حداثة انتاجها واشتهارها . وبعضها تقليدا لهذه الأنواع من مادة المرو - الكوارتز . ويقتضي لمسابح المرو وعلى اختلاف ألوانها اختيار الخيوط المتينة لها إذ لاحظنا أن بعض المستخدمين لمسبحة هذه الأنواع من الأحجار غالبا ما يعوضون الخيط بسلسلة ذهبية مما يؤدي في أحوال كثرة إلى انقطاعها بسبب الاحتكاك .[/rtl]
 
[rtl]ومن مجموعة المواد التي صنعت منها المسابح هي مادة الكريستال الصخري المعروفة في العراق بمسابح درّ النجف ، ومادة هذا الحجر (دّ النجف) عرفت منذ العهد العباسي في العراق واشتهر بصناعتها للخواتم والقلائد (لا تزال هناك قلادة قديمة منه في كنوز المراقد المقدسة في كربلاء والنجف ) . وهذه المادة من عائلة البلور الصخري - Rock Crystal - سواء الشفافة أو نصف الشفافة . وتتوفر هذه المادة ومنذ القدم قرب مدينة النجف في وسط العراق وسميت بالدر لندرة هذا الحجر من ناحية ومن ناحية أخرى لشبهها الشديد بالدر الكبير من اللؤلؤ في اللون وصفة النفاسة حيث اعتبرت جوهرا . ودرّ النجف خام أبيض اللون براق تنعكس عليه الأضواء برشاقة بالغة .[/rtl]
 
[rtl]وبُعيد منتصف هذا القرن بقليل اطلعنا على نموذجين لمسبحة درّ النجف في العراق ، من قبل أحد الباعة أمام المدرسة المستنصرية القديمة في بغداد . وهي ذات لون أبيض براق تتلألأ عليها الأضواء ، وقد صنعت حباتها على الشكل البيضوي غير المنتظم تماما وقدرنا أن قطر الحبة فيها قد يفوق (Cool ملم وطولها قد يكون (12) ملم ، فواصلها ومناراتها من نفس المادة وإن كانت المنارة أقرب إلى الشكل المخروطي . واليوم يحتفظ بها قلة من الناس ، ويحتمل أن يكون زمن التصنيع بما يفوق القرن من الزمان ، حيث أن البحث والاستخراج لهذه المادة قد توقف ، ولم نسمع عن أي اهتمام في البحث عنها . ولقد أخبرنا بعض كبار السن أن حجر درّ النجف كان يعثر عليه بالمصادفة أو البحث كمن يفتش على أشكال تقرب من أشكال الحصى المتناثرة في صحراء النجف .[/rtl]
[rtl]وضمن هذا السياق فقد انتجت مسابح من مادة الكريستال الصخري سواء الشفافة أو المعتمة ، أو المصقولة تماما أو المضلعة الماسية الشكل ، وقد اشتهرت عند منتصف هذا القرن وتقوم بصناعتها مصانع الكريستال في بوهيميا وألمانيا والنمسا وفرنسا . وبعض المسابح من هذا النوع تصنع حباتها بالشكل المضلع الماسي الشكل والتي تعكس الألوان المتلألئة البيضاء والصفراء والزرقاء والحمراء وإلخ ....... وبقية أشكال الحبات كروية ولا يزيد معدل قطرها عن  5 - 6  ملم وإن كان هنالك أصغر حجما من ذلك .[/rtl]
[rtl]ومسابح الكريستال الأصلية أقرب إلى أسعار مسابح الأحجار البلورية التي مرّ ذكرها . وقد راجت ومنذ عقود مسابح الزجاج المقلدة للكريستال الصخري بعد خلط الزجاج بخام الرصاص وأصبح من الصعب جدا التفريق بين النوعين إضافة إلى الانتاج الزجاجي لكافة الأنواع .[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالثلاثاء 13 أكتوبر 2015, 9:51 am


[rtl][size=32]مسابح عين النمر وعين الهر أو القط[/rtl][/size]
[rtl] (Tiger`s eye - Cat`s eye)[/rtl]
[rtl]إن خام أحجار عين النمر وعين القط متشابهة في التكوين الطبيعي وإن اختلف الشكل الظاهري واللون . وهي عموما من عائلة (الكوارتز - المرو ، أي تكوينات معادن السيلكا المتبلورة) . فحجر عين النمر يتكون من بلورات ليفية أو خيطية الشكل ذات لون أصفر تحوي تركيبتها بيروكسيتات من سليكات الصوديوم والحديد المائية . ولهذه الألياف مواصفات لها قابلية ومواصفات حجر الأوبال مثلا في عكس الضوء (أي عكس الضوء باللألأة) نظرا لوجود شوائب معينة في صميم هيئة الألياف ، أما أهم مناطق انتاج هذا الخام فهي جنوب أفريقيا والبرازيل وبعض الدول الأخرى .[/rtl]
[rtl]أما حجر عين القط ، من الكوارتز (المرو) فإنه يحوي على شعيرات دقيقة وعلى شكل خيوط رفيعة ومتوازية تنعكس منها الأشعة الضوئية بشكل البريق المتموج (على هيئة حزم ضوئية خاصة) . وهذه الحزم يغلب على ألوانها البياض وتظهر في الحجر كخط في وسط تكثر فيه ألوان الأزرق والأخضر أو ألوان متممة أخرى ، وعند تقليب الحجر تنعكس تلك الأشعة التي ذكرناها والتي تشبه انعكاسات الأضواء في عين القط . مصادر هذا الحجر قد تتركز في الهند والبرازيل وسيلان وألمانيا .[/rtl]
[rtl]ومسابح عين النمر اليوم هي أكثر مسابح مادة المرو (الكوارتز) انتاجا ويقل عنها بكثير تلك المنتجة من مادة عين القط ، ومن المحتمل أن يعود السبب إلى صعوبة انتقاء أحجار عين القط بالشكل الذي يسمح فيه إجراء التناسق بين الحبات بالنسبة للخط الوسطي الأبيض في كل حبة بشكل متماثل . بعكس أحجار عين التمر الذي يمكن فيه استخدام كل الخام بصورة متكافئة حيث يضفي اللون الأصفر المتشابك مع اللون البني المتلألأ جمالية رائعة على المسبحة إن أتقن الإنتاج وصقلت حباتها جيدا . ولقد أنتجت الأنواع الجيدة من هذه الأحجار في ألمانيا والبرازيل وتايوان وهونق كونق أما الأنواع الأقل جودة فقد صنعت في الهند وسيلان أو في أفريقيا .[/rtl]
[rtl]معظم مسابح حجر عين النمر انتجت حباتها بالشكل الكروي التام وبعضها على الشكل البيضوي ، وقياس قطر حباتها لا يزيد كمعدل عام عن (5) ملم مع بعض الاستثناءات .[/rtl]






[rtl][size=32]مسابح اليشب (الجاسبر)[/rtl][/size]
[rtl](Jasper)[/rtl]
 
[rtl]سمي خام هذا الحجر باليشب أو اليصب ، وبعض الناس سموه اليشف وسموه الأوربيون باسم الجاسبر (في الألمانية ياسبر) واختلط الأمر على بعض الناس فسموه بحجر النار . وغالب الرأي ان هذا الحجر هو أحد ضروب المرو - الكوارتز ، الصخرية عديمة التبلور ، ولا يحظى هذا الحجر عادة باهتمام صناع الجواهر والأحجار شبه الكريمة لصناعة الحلي منه ، وألوانه معتمة منها ما يميل إلى الأحمر ، والأصفر البني والأخضر الفاقع والأزرق الرمادي ، وقد انه حجر يقبل كل الأصباغ سريعا كما لقّب بالحرباء أحيانا .[/rtl]
 
[rtl]كذلك فاليشب - الجاسبر - له أشكال أخرى فهناك اليشب المخطط واليشب المصري (Egyptian Pebbles) ويكون أصفر اللون مائل للبني فيه علامات غير منتظمة ومتواجد في رواسب الصحراء الشرقية المصرية .[/rtl]
[rtl]وأغلب اليشب يتواجد في مصر واليمن وتركستان - جنوبي روسيا - . وصلادته تبلغ (7) من (10) على مقياس موسى ووزنه النوعي 2,66 غم / سم مكعب وقد انتجت منه المسابح على مقياس حبات صغيرة (لا يزيد قطرها عن 5 ملم) بصورة عامة ، ويميل لون بعض المنتج منها إلى اللون الأقرب إلى الأحمر (Red jasper) وكذلك اللون البني المرقط ، وتقوم تايوان وهونق كونق بصناعتها وهي ذات أسعار متهاودة ، جميلة المنظر ذات صلادة جيدة ووقورة اللون ، وإن كانت لم تشتهر كثيرا عند محبي المسابح .[/rtl]
[rtl]وعادة يخلط الناس بين مسابح اليشب وحجر الدم (Blood stone) والتي أنتجت أعداد قليلة منها . وهو حجر كاتم الإشعاع يميل لون للأحمر ، تمثل نماذج من المسابح الجاسبر - اليشب) .[/rtl]
 
[rtl]ز - أمثلة أخرى على مسابح من عائلة الصخور المتبلورة أو أشباه ذلك من انواع الأحجار الأخرى[/rtl]
[rtl]على رأس هذه القائمة من بعض انواع الصخور المتبلورة التي انتجت منها مسابج جميلة هو الحجر الذهبيGolden stone  ويميل لون الحجر عادة إلى اللون البني والذهبي وأحيانا وجدت أنواع من اللون الأزرق الغامق أو اللون الأقرب إلى الأسود . وتتواجد في صميم الحجر حبيبات بلورية ذهبية اللون تعكس الأشعة الساقطة عليها وكانها نجوم صغيرة وهي ذات جمال خاص ومواصفات هذا الحجر الكيمائية نفس مواصفات ما ذكرناه سابقا عن عائلة الاحجار البلورية كذلك نفس الوزن النوعي والصلادة تقريبا مع بعض المميزات الخاصة . ولقد صنعت المسابح من هذه الأنواع خلال العقدين السابقين وصادفت شهرة وهوىً لدى الكثير من الناس وبائعي الجواهر ، وقياساتها مثل قياس الكوارتز كما أن شكل حباتها يكون أحيانا كرويا تاما أو بيضويا ، وقد تصنع أحيانا الفواصل والمنارات من هذا النوع من الحجر من الذهب المطعم وقد تكون خيوطها من السلاسل الذهبية أحيانا اخرى . وتصنع أحجاره في ألماني وتتركز حاليا في تايوان وهونق كونق والبرازيل وأجزاء من أفريقيا والهند . وبعض الناس من يطلق اسم مسبحة الجزع عليها وهو من أنواع الأونيكس الحجري .[/rtl]

[rtl]أخيرا يصعب إيراد كل الأنواع التي صنعت منها المسابح من هذه العائلة وقسم حٌظِيَ بالشهرة المناسبة ، فعلى سبيل المثال ، صنعت من مادة الهيماتيت (خام الحديد) Hemitite وقلدت أيضا ، حيث تكون حبيباتها داكنة السواد براقة اللون إلا أن وزنها النوعي ثقيل جدا مما قلص من شهرتها كثيرا لصعوبة استخدام المسابح من هذا الخام . وبعض الأحجار الأخرى التي صنعت منها كخام تايوان Taiwan ore وحجر الرودوليت (Rodolite) والجزع العقيقي (Sardonyx) وحجر الأوبال (ذي النوعية الرخيصة) وخام الافنجرين (Aventurine) والبريل المخطط (Sripped Beryl) والجيد الرائع Gorgeous) وحجر السنوفلاك (Snow Flake) وحجر اللافا (Lava) وغيره . ولم تعرف أو تحظى بشهرة ، عليه فلا يسعنا إيراد التفاصيل عنها .[/rtl]









[rtl][size=32]مسابح الفيروز والفيروز المقلد[/rtl][/size]
[rtl](Turquoise)[/rtl]
 
[rtl]لفظة الفيروز معربة عن الفارسية (بيروذة) ، وتعني بالفارسية "النصر" . كما دعي هذا الحجر بأسماء أخرى أحيانا ، ففي العراق يسمى "الشذر" مع أن هذه الكلمة تعني القطع الصغيرة . ويعرف حجر الفيروز بالتركوازTurquoise لدى معظم الأوبيين بسبب نسق التصدير السابق من إيران إلى تركيا ثم إلى فرنسا ، حيث سموه الفرنسيون بالحجر التركي ، ولا يزال الاسم سائدا .[/rtl]
 
[rtl]وهذا الحجر من جملة الأحجار التي عرفت في التاريخ منذ عصر الفراعنة عند الألف الرابع قبل الميلاد ، حيث اهتم المصريون بالبحث عنه في صحراء سيناء وغيرها من الأراضي المصرية وقد صنعوه عقودا وحلي مختلفة ونحتوا منه الجعل (الخنفسة) وغيرها ، وكشفت في مدافن المصريين القدماء عن عدد كبير من هذه الحلي والتمائم ، كذلك صدّر المصريون القدماء هذا الحجر إلى المناطق القريبة منهم . كما عرف هذا الحجر الأغريق وأقوام الصين ، وامتد استخدامه إلى القبائل القديمة الهندية في المكسيك وأمريكا الوسطى وسكان البيرو (الأنكا) كما عرف الحجر في تركستان (جنوب روسيا) . ومناطق إنتاج هذا الحجر في الأزمان الغابرة كانت في صحراء سيناء - مصر ، ومنطقة نيسابور (إيران) وخراسان ، والمكسيك والصين وبيرو . ولاتزال بعض هذه المناطق تنتج الفيروز إلى اليوم . أما مناطق إنتاجه الجديدة الأخرى فهي في جنوبي غربي الولايات المتحدة وإمريكا الجنوبية والصين وإيران إلى حد ما .[/rtl]
 
[rtl]إن أفضل أنواع الفيروز وأجملها ما كان مستخرجاً من منطقة (نيسابور) في إيران حيث يحظى هذا النوع من الحجر بشهرة واسعة في منطقة الشرق الأوسط يليه الحجر المستخرج حديثا من صحراء سيناء .[/rtl]
[rtl]والفيروز حجر نحاسي يتكون من ترسب فوسفات النحاس الألمونيوم القاعدية وقد تدخل في تركيبه عناصر أخرى تسبب أحيانا اختلاف في ألوانه . حيث أن اللون الأساسي هو الأزرق السماوي والذي يرجع إلى وجود مكونات ومركبات النحاس . لذا فإن مال لون الحجر إلى الإخضرار فذلك معناه وجود عنصري النحاس والحديد معا في التركيب .[/rtl]
 
[rtl]إن أجود ألوان الفيروز المرغوبة ما كان أزرقاً صافياً ، مشرقا كثير المائية ، مستوياً . وقد تجعل هذه الصفة فيه جوهرا غالي الثمن ونادرا .[/rtl]
[rtl]ومن الفيروز ، ما كانت العروق السوداء المتشعبة تسري على سطح ألوانه الزرقاء ، والبعض من الأحجار تزداد زرقتها أو تميل للإخضرار وهنا قد يفقد الحجر بعضا من قيمته . وبسبب تركيب الفيروز الأساسي النحاسي فإن بعض أحجاره تميل إلى التأكسد وقد يطرأ تغير على الألوان . وغالبا ما يحذر من تعرضه للدهون ومن المواد الكيماوية الأخرى .[/rtl]
  
[rtl]لقد أحاطت الأساطير بحجر الفيروز واعتبر حجر النصر والحجر الذي يستطيع كشف أسرار الإنسان النفسية عند تغير ألوانه وغيرها من الخرافات ، مما كان لها الأثر الكبير في إزدياد الطلب على الفيروز , منذ أقدم الأزمان .[/rtl]
[rtl]ولم ينجح الناس في تقليد وتدليس حجر مثل حجر الفيروز الأصيل وخصوصا عند طحن المواد والشظايا غير المرغوب فيها منه مع إضافة الأصماغ وتوليفها وتصنيع كافة الأحجام والأشكال المطلوبة بعد الصقل الجيد .[/rtl]
[rtl]لقد برزت منذ القدم صعوبة نحت الفيروز على شكل حبيبات مكورة ذات ألوان موحدة . إلا أن التقنية الحديثة في القطع والتصنيع حلّت هذه المشكلة فضلا عن ازدياد الطلب على حبيبات الفيروز بدلا من الفصوص والقطع المستعرضة أو المقببة . وهناك الكثير الكثير مما يمكن أن يثار حول حجر الفيروز نظرا لتداخله منذ الزمن القديم في كثير من صناعات الحلي ، وخصوصا الحلي العربية والبدوية والشرقية أو الغربية على حد سواء .[/rtl]
 
[rtl]أما فيما يخص مسابح الفيروز فهي ثلاثة أنواع حسب مصدر الحجر .[/rtl]
[rtl]أولها المسبحة الفيروزية النيسابورية (في إيران) حيث أنتجت وصنعت بأعداد قليلة جداً ، وتعتبر من النوادر ومن أغلى مسابح الفيروز والواقع فهي يمكن أن تصنف على أنها من الجواهر الكريمة . ويعود السبب إلى كلفة الفيروز النيسابوري المرتفعة وإلى صعوبة الحصول على خاماته بأحجام مناسبة تصلح لصناعة المسبحة . ولعل أندرها ما كانت حباتها ذات شكل كروي . كما لاحظنا أن حجم (أي قطر الحبة) لا يزيد عن (4) ملم ، معضمها أضيفت إليه فواصل ومنارات من الذهب وأحيانا من نفس نوع الفيروز ، ولم تعد ترى في هذه الأيام مسابح من هذا النوع والتي يميل لونها إلى الأزرق السماوي الفاتح واللمعان البراق وذو المائية الجيدة الصالحة للانعكاس الضوئي الرائق .[/rtl]
 
[rtl]ثاني الأنواع الفيروزية هي مسابح فيروز سيناء في مصر ، حيث أفرزت فترة السبعينات والثمانينات إنتاج واسع ووافر مقارنة بالنوع الأول السابق ، على الرغم من السعر المرتفع التي تباع به . وحبات فيروز سيناء أكبر حجما في العادة وبالمقارنة أيضا وقد يزيد قطر حباتها أحيانا عن (5) ملم ، مع تمكن الحرفيين المصريين من صناعة المنارات والفواصل من نفس نوع المادة وإن كان بعضها صنعت له المنارات والفواصل من الذهب أو الفضة . وبعض الحبات من هذا النوع يشوب سطحها شوائب سوداء اللون أو بقع بيضاء إلا أنه لا يلغي جماليتها أو يلغي الطلب عليها . كما لوحظ عدم التساوي المطلق في ما بين أحجام الحبيبات الكروية أو البيضوية وأندرها ما كان ذات حبات متساوية في اللون والحجم واللون تماما . ولقد شاهدنا مسابح نادرة من هذا النوع ، على أية حال ، غاية في الإتقان والجمال عند التطلع إلى صفاء أديم حباتها الزرقاء المشرقة وهذا النوع ذو أسعار مرتفعة بالمقارنة وبشكل عام مع النوع الأول وفيروز سيناء أكثر زرقة من الفيروز الإيراني .[/rtl]
[rtl]وفي العقد الأخير صنعت المسابح من الفيروز الأمريكي بالطرق الصناعية الفنية المتقدمة وأمكن انتاج مسابح ذات أقطار حبات تكون بحدود (Cool ملم (وبطبيعة الحال توجد أحجام أصغر) إلا أن فواصلها ومناراتها صنعت من الفضة ، ولون حباتها أزرق جميل فاتح اللون معرّق أو منقط باللون الأسود أو تشعباته وبسبب تشابهها مع الفيروز المقلد كثيرا فإن إنتاج المسابح من الفيروز الأمريكي انتهى في هذه الأيام تقريبا .[/rtl]
 
[rtl]وعدد حبات معظم مسابح الفيروز الأصيل ، مهما كان مصدره يتراوح بين 33 حبة أو 45 حبة وهو الشائع . والنادر والقليل منها ما كان عدد الحبات فيها 99 حبة في المسبحة الواحدة .[/rtl]
[rtl]ولقد أدى ولع الناس في منطقة الشرق الأوسط بهذا النوع إلى قيام صناع المسابح في ألمانيا وتايوان وهونق كونق والولايات المتحدة والبرازيل وغيرها إلى استنباط مواد مختلفة لتقليد الفيروز سواء تلك المصنعة من دقائق ومخلفات تلك المادة أو من الأتربة والمواد الكيماوية والمصبوغة بنفس ألوان الفيروز . وفي بداية السبعينات انتشر الإنتاج من مسابح النوع الثالث وهي الفيروز المقلد انتشارا هائلا وبصورة لم يسبق لها مثيل ، وتوزعت إلى المخازن والمتاجر وباعة المسابح والمجوهرات ، بأسعار مناسبة جدا ، بأشكال متعددة وأحجام مختلفة لا يمكن لحجر الفيروز الأصيل منافستها . ولقد أقبل الناس على شراء هذا النوع مدفوعين برغبتهم في الحصول على مسابح الفيروز أو ما يشبه الفيروز . وكثير من الناس من ينطلي عليه الفيروز المقلّد .[/rtl]
 
[rtl]وبسبب اتقان الصناعة فلقد فاقت مسابح الفيروز المقلد الصلادة وثبات ألوان الفيروز الأصيل من حيث عدم تأثرها بالدهون والكيماويات والتأكسد التي تأثر أساسا على حبات الحجر الأصيل ولا تؤثر على أحجار الفيروز المقلدة . وفي مرحلة أخرى تم إنتاج بعض مسابح الفيروز المقلد من مركبات بلاستيكية مخلوطة مع مركبات أخرى مما جعل وزنها نوعياً إجماليا أخف من الأنواع السابقة الذكر . علما بأن صلابة حجر الفيروز الأصيل تتراوح ما بين (5) إلى (6) على مقياس موسى ويبلغ وزنها النوعي من (2.6) إلى (2.9) غم / سم3 .[/rtl]








[rtl]مسابح المعادن - الذهب والفضة وغيرها[/rtl]
[rtl]لم تكن مسابح الذهب أو الفضة من النوع الرائج إلا عند منتصف هذا القرن ولعدة أسباب ، منها عدم تفضيل المسلمين بالتسبيح بمسابح الذهب والفضة حيث ان استعمال الذهب لدى الرجال غير مستحب (حول موضوع استعمال الرجال للذهب عليكم بمراجعة كتب الفقه والسنة) فضلا عن البرودة النوعية للمعدن نفسه وسهولة فقدان هذا النوع عموما .[/rtl]
[rtl]غير انه ما لبث أن قام الصاغة بتصنيعها وحسب الطلب واحيانا من الذهب الخالص وذلك بتضاعف الثروات الحالية وتغيّر الزمن (الزمن لا يتغير ولكن الناس يتغيرون !) . إن معظم مسابح الذهب تكون حباتها بيضوية الشكل بمعدل قطر عام يبلغ (5) ملم وطول يبلغ (Cool ملم . كما صنع بعض منها بشكل كروي وبقياسات اكبر . ويلاحظ أن محتوى حبات المسابح الذهبية كان فارغا (أي قشرة فقط) وبعضها صبّ صبّا متينا وفر للمسبحة وزنا كبيرا . عموما فمسابح الذهب غالبا ما تقدم في مناسبات الزواج ومن العروس إلى عريسها في بعض المناطق كدول الخليج العربي وفي مصر وغير ذلك ، وتسمى أحيانا بمسبحة العرس .[/rtl]
[rtl]أما تلك المصنعة من معدن الفضة فهي أكثر انتشارا بسبب انخفاض الكلفة العامة للمسبحة وقد تم صياغة معظمها على شكل حبات كروية مع نماذج جميلة من الفواصل والمنارة . ولكن قياسات الحبة الواحدة لا يزيد قطرها بشكل عام عن (5) أو (6) ملم إلا في حالات استثنائية . وكذا الحال مقارنة بمسابح الذهب فبعض حبات الفضة كانت مصبوبة صبّا والبعض الىخر كانت حباتها كرات مجوفة أو مشبكة بزخرفات شباكية جميلة ومتنوعة .[/rtl]
[rtl]عموما يعود السبب إلى تجويف حبات هذا النوع إلى تخفيض الكلفة العامة . ومعظم مسابح الذهب والفضة تتخلل ثقوب حباتها سلاسل متنوعة ومن نفس نوع معدنها مع منارات وفواصل مطعمة بالماس او الماس الصناعي أو بقية الأحجار الكريمة الأخرى أحيانا .[/rtl]

[rtl]إن من المسابح الفضية التي نعتبرها جميلة بحق هي تلك التي تصنعها الصين حيث تكون حباتها كروية أو بيضوية وبقطر يتراوح ما بين (6) إلى (7) ملم حيث رسم عليها نقوش ملونة رائعة كرسوم الزهور والحيوان وبقية النقوش المزخرفة والمنمنمة ، مما اكسب المسبحة منظرا أخّاذا ولهذا تستحق أن يطلق عليها مسبحة الفضة بالميناء الملون . عموما فغن معظم عدد حبات هذه المسبحة يتألف من (33) حبة مع تصنيع وزخرفة المنارة والفواصل بنفس الطابع الفني الملون وحيث يمرر عادة في حبات المسبحة سلسلة فضية مجدولة . إن ما يعيبها شيئا واحدا وهو خشونة ملمس مناطق تلوين الميناء من هذا النوع وخاصة عند الاستعمال .[/rtl]




[rtl][size=31]مسابح المرجان الأحمر والوردي والأبيض[/rtl][/size]
[rtl] (Red & Pink Coral)[/rtl]
[rtl]ورد اسم المرجان في القرآن الكريم في سورة الرحمن الآية (21) (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) ، ويعتقد البعض أن تكون اللفظة للمرجان مشتقة ، كما اعتقد آخرون أن اللفظ معرب عن اليونانية والذي سمي فيها مورجنتو (Morginto) إلا أننا نعتقد أن اللفظة عربية . وفي اللغة الإنجليزية يسمى الكورال (Coral) .[/rtl]
[rtl]ويستخرج المرجان من تحت سطح البحر في أعماق متوسطة ومن مناطق معينة ، حيث يتم الغوص لاستخراجه ، وهو تركيب كيمائي من حجر الكلس (كاربونات الكالسيوم وبعض المواد البروتينية) ، ناتج عن نمو وافرازات حيوانات  المرجان ، المتراكمة والمتشعبة مع بعض ، وبعضها يشبه التراكمات الصخرية أو أشجار النباتات . وتبلغ صلادة أحجاره   3,5 من 10   على مقياس موسى ، كما يبلغ وزنه النوعي من  2,6 إلى 2,7  غم / سم3 . أفضل ألوانه الأحمر الرائق أو الدموي الغامق وقد تتدرج ألوانه إلى اللون الوردي أو الموشح أو الأبيض الحليبي الخالص أحيانا . وفي أعماق سحيقة وجد ومنذ سنوات مرجان أسود اللون غاية في الصلادة ، مع بريق شديد . واستخدم المرجان منذ عصور سحيقة في صناعة الحلي وأدوات الزينة واعتبر رمزا للحكمة عند بعض الأقوام ، ولقد بفائدة هذا الحجر كثيرا من الناس ودارت حوله الأساطير الإغريقية والرومانية وحتى العربية ، واستخدم أيضا للتعاويذ والطلاسم ، والقلائد والأساور وصنعت منه تحف جميلة . ولقد أحبه العرب ومن ثم المسلمون لوروده في القرىن فضلا عن حسن وبهاء الحجر نفسه .[/rtl]
[rtl]والمرجان دهني الملمس ، سهل التصنيع نسبيا ، يمكن النقش عليه ونحته وصقله بسهوله نسبية ، ويوجد من يصنعه في الصين ودول شرقي آسيا عل أشكال مختلفة وتماثيل صغيرة في غاية الروعة والإتقان . فبالرغم من صعوبة تحديد الزمن الذي صنعت فيه المسابح من المرجان لأول مرة إلا أن هناك بعض النماذج لدى قسم من الناس قدرت بحدود مائتي سنة أو تزيد . وخلال هذا القرن أنتجت المسابح من المرجان وبكافة التدرجات اللونية كالاحمر والوردي وحتى الأبيض . وتقع معظم مغاصات المرجان في البحر الأبيض المتوسط مثل شواطىء تونس والجزائر والمغرب وكرسيكا وسردينيا ونابولي كما يتواجد في بعض مناطق البحر الأحمر وشواطىء أستراليا والصين وبعض الشواطىء والمناطق البحرية لدول شرق آسيا .[/rtl]
[rtl]أفضل أنواع المرجان ما كان لونه أحمرا صافيا مشرقا خال من الشوائب والتشققات ذو احجام كبيرة نسبيا ، وهو اغلى انواع المرجان ، وقد يعتبر من الجواهر في بعض الأحيان . أما ما كان لونه ورديا أو أبيضا فأسعاره متهاودة وفي متناول كثير من الناس .[/rtl]
[rtl]ولقد رأينا بعض المسابح المرجانية الحمراء المنتجة من تونس او أسبانيا والصين وبعض دول شرقي آسيا حيث أفضلها التونسية يليها الصينية . حيث تتألف المسبحة من (33) حبة أو (45 - 66) حبة ، وهي كروية الحبات تتراوح أقطارها بين (4) إلى (5) ملم .[/rtl]
[rtl]وفي مرحلة السبعينات والثمانينات انتشر انتاج المسابح المرجانية ذات اللون الوردي أو الأبيض الموشح بالوردي أو الأبيض ، من دول شرقي آسيا كتايوان وهونق كونق والصين ، وأشكال حباتها كروية أو بيضوية وبنفس القياسات التي أشرنا إليها أعلاه ، وهناك بعض المسابح ذات حبات منحوتة بنقوش جميلة مثل الزخارف الزهرية أو غيرها وهي من إنتاج الصين .[/rtl]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالثلاثاء 13 أكتوبر 2015, 10:02 am

[rtl][size=32]مسابح اليسر الأسود[/rtl][/size]
[rtl](Black Coral)[/rtl]
[rtl]أطلق العرب على هذه المادة اسم اليسر ، وكان بعض القدماء من الفرس وغيرهم من يسميه (البسذ) ويقال ان اسم اليسر اشتق من اليونانية ، وهناك تسميات أخرى له . واليسر شعاب نباتية بحرية تستوطن بعض الأماكن المتوسطة العمق في بعض البحار وكأنها أغصان لضرب من ضروب المرجان ، وتتميز باللون الأسود / كل غصن يتألف من طبقات متراصة على بعضها وتتصف بخفة وزنها الشديدة على عكس المرجان ، كما ان مقطع هذه الأغصان يوضح الطبقات الدائرية المحيطة المتلاحمة مع وجود فواصل الأغصان وقطع اللب فيها ، وهي بذلك أقرب إلى الشجر والخشب . ولقد اعتقد بعض الناس باليسر ، حيث أن استخدام المسبحة المصنعة منه توفر مزايا اليُمْن والسعد وتقديم اليسر وتزيل الهم والكآبة عن النفس . ومن الخرافات حول هذه المادة أنه إذا وضعت إحدى النساء عقد المسبحة حول عنقها سهل حملها او تسهلت ولادتها أو زاد صبرها وغير ذلك . ومعظم أماكن تواجد اليسر في الزمن القديم تقع في جنوبي البحر الأحمر وبعض مناطق الخليج العربي وقلة من المناطق البحرية في الشرق الأقصى .[/rtl]
[rtl]ومنذ زمن وبسبب الأساطير التي تدور حوله في المنطقة العربية ولونه الأسود الجميل وسهولة تصنيعه ، فلقد صنعت المسابح ذات الطابع الديني منه . ونشات صناعتها منه في ثلاث مناطق رئيسية هي : مكة المكرمة والقاهرة والنجف (قرب المراقد المقدسة) ومؤخرا في بعض مناطق الشرق الأقصى كالفلبين وجزر القمر وتايوان وإلخ ....... وخام اليسر في العادة يتألف من نوعين ، الأول هو الأغصان العادية لليسر ومنها تقطع معظم حبات المسبحة مع الفواصل والمنارة ، والثاني هو لب اليسر من منطقة مفاصل الأغصان . ويمتاز الثاني عن الأول بكونه أكثر صلادة واسودادا وقشوره لوزية متصلبة مع بعضها مما ينجم عند خراطته حبات متماسكة وصالحة للتسبيح بشكل جيد .[/rtl]
[rtl]إن حبات المسبحة من الخام الأول (أغصان اليسر) تتعرض بمضي الوقت إلى تفكك الطبقات المتراصة في الحبات ، وخروج الطبقات من أماكنها الطبيعية مما يسيء إلى المسبحة إجمالا ، وبودنا القول عن هذه النقطة ، إن المسبحين ومنذ قرون كانوا يعتقدون أن خروج تلك القطع من أماكنها إشارة لقرب ذهاب الهم وقدوم اليُمْن وقضاء الحاجات المعلقة .[/rtl]
[rtl]ولقد وجد صانعو المسبحة من اليسر حلا لمشكلة انفكاك طبقات اليسر إذ قاموا بتثبيت الحبات من جهة ومن جهة أخرى لإضفاء الجمال عليها ، بدق المسامير الفضية فيها وفي الفواصل والمنارات . وبذلك ازداد تماسك الحبات وملحقاتها من المنارة والفواصل إلى حد كبير ، وظهرت النقاط الفضية على سطح الحبات بشكل متناثر أو بشكل منظم .[/rtl]
[rtl]ومن مسابح اليسر المفضضة والجيدة ما زخرفت حباتها بالفضة بتطعيمها بالمسامير الفضية المختلفة ، وحيث يظهر التطعيم كالعيون المدورة أو اللوزية أو صورة الزهور وما شابه ذلك ، كذلك طعمت الحبات بالفضة على شكل كتابة بعض أسماء الله الحسنى على كل حبة ، أو كتابات أخرى مختلفة .[/rtl]
[rtl]وأحيانا استعيض عن الفضة بالذهب عند التطعيم ورصعت الحبات بالأحجار الكريمة مثل الفيروز وبذلك أصبحت مسبحة اليسر في هذه الحالة قطعة من المجوهرات النادرة .[/rtl]
[rtl]ومنذ زمن قديم قامت بعض محلات الحرف في مكة المكرمة ، بتصنيع مسابح اليسر وسميت وقتها (بيسر مكة) أو (المسبحة المكية) وكان الناس لا زالوا يتباركون بها أيما تبارك ، وكانت هدايا الحاج القادم من مكة ، وخصوصا الميسورين منهم ، تشمل أحيانا هذه المسابح وإن كان معظمها من النوع المتوسط الجودة ، ولا يزال المسلمون في شتى بقاع الأرض يحتفظون بها ، ومنهم من توارثها عن أجيال سابقة . وكذلك قامت صناعتها في منطقة النجف في العراق ، وقرب المراقد الدينية ، من أنواع اليسر المفضض وغير المفضض (أي مطعم بالفضة) ويسمونها الناس باللهجة العامية "دك النجف" أي صناعة النجف .[/rtl]
[rtl]وفي مصر تفوق المصريون على غيرهم في صناعة مسابح اليسر المتقنة والمفضضة ، وهي غاية في الجمال والدقة والرقة حيث صقلت صقلا جيدا وزخرفت بالفضة أو الذهب أحيانا وذلك بتطعيم حبات المسبحة بهما وعلى أشكال وكتابات لا حصر لهما . غير أن طريقة تطعيم المصريين للفضة هنا تختلف عن طريقة صناع مكة ، إذ استخدم المصريون خيوط الفضة المحشورة في شقوق الحبات الخاصة بالزخرفة بدلا من المسامير الفضية المغروزة في صلب الحبات والتي هي في العادة طريقة تصنيع التطعيم في مكة المكرمة قديما .[/rtl]
[rtl]وخام اليسر يوفر شيء من الحرية عند تصميم المسبحة وصناعة حباتها لذا فهناك المسابح الدينية (99 حبة) القديمة حيث يكون شكل حباتها على الشكل الكروي ويكون قطرها بحدود (5) إلى (6) ملم أغلبيتها غير مفضضة مع أجزاء مفضضة أو غير مفضضة ، وكان هذا النمط هو الأعم عند مسابح اليسر القديمة .[/rtl]
[rtl]كذلك أنتجت أشكال الحبات الكروية والبيضوية ولمختلف الأحجام وإن كان معظم الأحجام الكبيرة مرصعة ومطعمة بالفضة وجُلّها تتألف من (33) حبة كما صنعت مسابح يسر ذات حبات بيضوية يصل قطر بعضها إلى اكثر من (10) ملم وطولها إلى أكثر من (14) ملم للحبة الواحدة بعضها مطعم بالفضة والبعض الآخر غير مطعم .[/rtl]
[rtl]ولقد حظيت وما تزال ، مسابح اليسر بالتقدير البالغ لمختلف طبقات الناس وفي جميع الأقطار العربية والإسلامية وخصوصا في العراق ومصر ودول الخليج العربي . وبعضها من المفضضة والمطعمة تعتبر من التحف النادرة التي ليس لها مثيل ويتوجب إيداعها بالمتاحف . وخلال هذا القرن قام صناع المسابح بتقليد اليسر الأسود وانتاجها من البلاستيك او مواد اخرى مشابهة واحيانا تصنع على شكل اليسر المطعم بالفضة . ولكشف الزيف يكفي توجيه النار إلى حبات هذه المسبحة كي يشم الإنسان رائحة البلاستيك المحترق ، فضلا عن ملاحظة طبقات اليسر المتلاحمة والتي لا يمكن تقليد شكلها الطبيعي .[/rtl]
[rtl]وبودنا القول أن مسابح اليسر المفضفضة أي المطعمة بالفضة أو "التكفيت بالفضة" تعتبر من المسابح ذات الديمومة الطويلة كما أنها تتحسن وينجلي صقلها بالاستخدام المستمر ، ولقد لجأ الناس منذ القدم إلى زيارة بريق اللون الأسود فيها عن طريق مسح الحبات ودعكها بخليط من زيت نباتي خالي الرائحة (كزيت الزيتون مع بعض زيوت العطور غير الكحولية) كذلك جرت العادة في بعض الأقطار إلى إضافة حبات المرجان الطبيعي بين فواصل المسبحة .[/rtl]
[rtl]أخيرا فإن مادة اليسر الأسود وبالإضافة إلى صناعة المسابح الجميلة وبسبب طواعية تصنيعها فقد استخدمت منذ زمن زمن غير قصير في صناعة مباسم السكائر والارجيلة وحليت بها مختلف المقابض وصنعت منه العقود النسائية بأشكالها الطبيعية أو المنحوتة أو المكفتة .[/rtl]










[rtl][size=31]مسابح اللؤلؤ [size=31]([/size][size=31]Pearl[/size][size=31])[/size][/rtl][/size]

[rtl][size=31]ومنتجات الصّدف [size=31]([/size][size=31]Mother of[/size]  [size=31]Pearl[/size][size=31])[/size][/rtl][/size]

[rtl]لا تحتاج حبيبات اللؤلؤ الطبيعي إلى تفصيل كبير نظرا لمعرفة معظم الناس به ، سوى أن قطعة ضئيلة جدا من الشوائب تدخل ضمن محتوى باطن بعض أنواع البحري عادة وبعض النهري استثناءا ، مما يؤدي بحيوان المحار إلى تغليفها بمادة اللؤلؤ وهي نفس مادة الصّدف الداخلية وإن كانت أنفس منها . وأشهر أنواع اللؤلؤ الطبيعي وأندره ما كان مستخرجا من منطقة الخليج العربي وأثمان اللؤلؤ المستخرج منه باهظ الثمن جدا وتعتبر حبيباته من أجمل الجواهر ولونها أبيض ناصع مثل الدانة وغيرها . وهناك عدد قليل جدا من المسابح حيث صنعت مناراتها وفواصلها من الذهب المطعم عادة . واهتمت بعض النساء به واتخذنه مسابح وخصوصا الميسورات منهن في بعض البلدان كالعراق ولبنان ومصر في مرحلة سابقة . إن صعوبة الحصول على اللؤلؤ الطبيعي حاليا وصعوبة انتقاء الحبات المتشابهه في الحجم واللون فضلا عن صعوبة الحصول على حبات اللؤلؤ الكروية تماما رفعت أسعار مسابحه إلى أسعار خيالية مما لم يعد في الإمكان صنع المسابح منه .[/rtl]
[rtl]النوع الآخر من مسابح اللؤلؤ هي التي تنظم من اللؤلؤ المزروع صناعيا في اليابان ، واللؤلؤ المزروع صناعيا يختلف عن اللؤلؤ الطبيعي بتدخل الإنسان في زرع الشوائب في باطن المحاور ومن ثم توضع المحارات في أعماق معينة في البحر ويُنتظر لمدة ثلاث سنوات أو أكثر للحصول على الانتاج . وبهذه الحالة فقد يكون الحصول على حبات متساوية الحجم أو كروية أسهل نسبيا من النوع الطبيعي . وقد صنعت بعض المسابح منه وحُظيت بالشهرة عند مرحلة السبعينات والثمانينات وحيث تباع في بعض محلات الجواهر في دول الخليج العربي عادة .[/rtl]
[rtl]النوه الثالث هي المسابح المصنعة من اللؤلؤ الصناعي المكبوس من تركيبات كيمائية وهي زهيدة وفي متناول الجميع ، وحالها كحال بقية المسابح من الأنواع الرخيصة ما عدا أن معظمها تكون مناراتها وفواصلها من غير المادة المصنعة ويلجأ الباعة إلى وضع منارات وفواصل معدنية أو مطلية .[/rtl]
[rtl]ومنذ قرون صنعت المسابح أيضا من صدف المحار ، وخصوصا النوع الكبير منه ، وبكافة أشكالها ، إلا أن الأنواع القديمة من التصنيع لمسابح الصّدف كان رديئا مشوش الاتساق والصقل وغير جيد التثقيب ، واهتم بمسبحة الصّدف عادة ، أصحاب الطرق الصوفية والدراويش وبعض الناس الذين يشترونها كتذكار من الأماكن المقدسة . ولقد اشتهرت مدينة القدس العربية والقاهرة في مصر بانتاج مسابح الصّدف وقد تعتبر عند بعض الناس من أجمل الهدايا .[/rtl]
[rtl]وخلال فترة السبعينات انتجت تايوان وهونق كونق والصين مسابح من الصّدف في غاية الإتقان والجودة مع تهاود أسعارها وباحجام متنوعة ومناسبة . وبودنا القول ان سمك غلاف الصّدفة يكون العامل المحدد في تحديد حجم حبيبات الصّدف للمسبحة سواء للحبيبات الكروية أو البيضوية ، كما ان أغلب حبيباتها المنتجة حاليا هي كروية الشكل ولا يزيد قطرها عن (4) ملم في أحسن الأحوال مع بعض الاستثناءات .[/rtl]
[rtl]اخيرا انتجت مسابح وبأعداد كبيرة جدا من الصّدف المقلد من البلاستيك أو مواد كيمائية أخرى . وانتشر استعمالها إلى حد كبير .[/rtl]






[rtl][size=32]مسابح المواد ذات الأصل الحيواني[/rtl][/size]

[rtl]لعل هذه المواد من جملة المواد الأولية التي بدا الإنسان في صنع المسبحة منها ، وكذا الحال بالنسبة لاستخدامات الإنسان الأولية والبدائية خلال عصور التاريخ المختلفة.[/rtl]
[rtl]وتشمل هذه المواد التي صنعت منها الحبيبات وأجزاؤها الأخرى القرون والعظام والأنياب ، أو متحجراتها ، ومنها بخس ورخيص كما أن البعض الآخر غال وثمين .[/rtl]
[rtl]فمن مادة القرون صنعت المسبحة ، كقرون الغزلان والأيائل والثيران وبعض الحيوانات الاخرى  ومنذ زمن ليس بالقريب وإلى هذا اليوم . ولقد أكثر من الإنتاج منها نظرا لزهد ثمنها وسهولة تصنيعها والحصول على مادتها الأولية ووزنها النوعي الخفيف الذي يصلح لبعضها . إلا أن معظم أشكال حباتها تقع في فئة القياس الصغير ويبدو أنها أنتجت بأشكال غير متقنة تماما وغير متقنة التثقيب أيضا .[/rtl]
[rtl]وتنتشر مثل هذه المسابح في معظم بقاع الدول العربية والإسلامية كما شاهدنا بعضها لدى بعض الدول الأخرى حيث صنعت منها بعض القلائد المسيحية أو البوذية أو غيرها . كذلك هنالك انتشار لها في بعض الدول الإفريقية (الشمال الإفريقي) كما أنها استخدمت من قبل بعض الفئات الدينية كأصحاب الطرق الصوفية والدراويش أو النساك بصفة خاصة . ومعظم قياسات هذه الفئة من ناحية العدد هي (99 حبة) زائدا الفواصل والمنارة ويشوب معظم ألوانها اللون الرمادي أو المشوب بسواد ، أو المائل للبياض مع شفافية بسيطة . ومعظم حبات هذا النوع كروية أو متدحرجة أو شبه بيضوية وغير منتظمة الشكل وأسعارها زهيدة في معظم الأحيان .[/rtl]
[rtl]كما يوجد استثناء لما ذكرناه أعلاه ، فلقد أنتجت مسابح غاية في الإتقان من بعض القرون وخاصة من قرون حيوانات الخرتيت (وحيد القرن) الغالية جدا (Rhinoceros) وقرون بعض الأيائل النادرة . وقد صنعت الحبات وأجزاؤها بأشكال حبات بيضوية ، حيث يميل لون الحبات المخروطة من الجزء الأقرب إلى خارج القرن باللون الأخضر القاتم المتدرج مع تشابكات لونية داخلية ، وتميل الحبات المخروطة من الجزء الباطن إلى اللون البني والأصفر مع تشابكات ألوانهما ، وحبات المسبحة من هذا النوع من القرون شديدة الصلادة ناعمة الملمس مع مرونة بالغة ، خصوصا وأن الوزن النوعي للمادة مناسب تماما أما أقطار الحبة فتتجاوز (8 ملم) وطولها يزيد عن (14 ملم) حيث أن حجم القرن يوفر المرونة الحجمية حسب الطلب كما يمكن في الوقت نفسه صناعة قياسات صغيرة لحبات واجزاء المسبحة . وبصفة عامة فإنها تعد من الأنواع النادرة اليوم خصوصا إذا ما علمنا أن صنعها يضر كثيرا بالمتواجد من حيوان الخرتيت أو الأيل ويساعد على انقراضه مثلها مادة العاج أو غيرها .[/rtl]
[rtl]المواد الأخرى من طائفة الأصل الحيواني هي مسابح العظام وينطبق عليها نفس التحليل السابق لمادة القرون وإن كان ما انتج منها أكثر عددا بالمقارنة مع مادة القرون . وتشمل العظام طائفة كبيرة من عظام الحيوانات كعظام الجمال والحيتان والأسماك الكبيرة والأفيال والغزلان والثيران وكلاب البحر وما إلى ذلك . وعادة تؤخذ من هذه العظام الأجزاء الصلدة والسميكة منها وتترك الأجزاء الضعيفة والهشّة . وتقوم صناعتها في دول مثل مصر والهند والباكستان وتونس وإيران وغيرها .[/rtl]
[rtl]وفي العقد الأخير من الزمن ارتفعت قيم بعض أنواع العظام والأنياب بعد الإجراءات الدولية الشديدة لحماية الأفيال وغيرها من الانقراض وانتشار قواعد دولية وقيود على تجارة أنياب الأفيال المستخلصة من الأفيال المقتولة وتصعب الأمر بذلك على تصنيع المسابح من العاج ولجوء بعض الناس إلى البدائل ومنها العظام الأخرى لوجود بعض التشابه .[/rtl]
[rtl]ومسابح العظام البيضاء اللون أو المطعمة والمزخرفة منتشرة الآن في شمال أفريقيا ، ومصر والسودان وغيرها . كما تنتشر في سوريا ولبنان والهند وإيران وباكستان وأفغانستان في آسيا . ويرغب الناس في شرائها لرخص ثمنها ولتقليدها العاج وخصوصا تقليد المطعّم منه ، وكما ويقبل عليها أيضا فئات الدراويش والمتصوفة وغيرهم لأسباب تقشفية ودينية .[/rtl]
[rtl]أما مسابح الأنياب الأصيلة فلعل أشهرها هي مسبحة العاج المستخلص من الأفيال ، حيث تقوم صناعتها في مصر والصين والسودان وبعض دول شرقي آسيا . وهي على نوعين : النوع العادي الصافي والنوع المطعم أو المكفت . فمسبحة العاج الطبيعي العادي تكون أشكال حباتها كروية أو بيضوية ويميل شكلها إلى النوع الأخير على الأغلب ، كما ان بعضها مصنعا على الشكل الاستانبولي (خراطة استانبول) .[/rtl]
[rtl]إن قياسات الحبات لمسبحة العاج متباينة وإن كان أفضلها ما كان شكلها بيضويا وقطر حباتها يزيد عن (6 ملم) وطولها يزيد عن (8 ملم) ، فضلا عن تلك التي صقلت بصورة متقنة وظهر فيها بريق فاتن مع تفاصيل اللون الحليبي الأخّاذ ، كما ان عدد الحبات في هذا النوع يفضل أن لا يتجاوز (33 حبة) زائدا الفواصل والمنارة مع شرابة فضية أو ذهبية مما يضفي على شكل منظر المسبحة النهائي منظرا جميلا .[/rtl]
[rtl]عموما فمسابح العاج العادية انتجت أيضا بأشكال ومواصفات وقياسات متعددة ومتباينة فمنها (33 حبة) و (99 حبة) ، وهنالك بعض الناس من يرغبها ويهواها ، وأشهر صناعتها حرفيو مصر والصين وهونق كونق والسودان ، إلا ان الصناعة السودانية لهذا النوع غير متقنة تماما ، خصوصا من ناحية الصقل وكثرة الشوائب وعدم اتقان التثقيب .[/rtl]
[rtl]أما النوع الآخر فهي مسابح العاج المطعمة ، حيث تنحت أو تحفر حبات العاج بالزخارف المطلوبة والكتابات المتنوعة ثم يدخل في شقوق الزخرفة أسلاك الذهب او الفضة أو النحاس (أو معادن اخرى) مع زرع الحبيبات الفيروزية أو الحجرية الكريمة الأخرى حسب مواقعها المخصصة ومن ثم تصقل ثانية ، وبذا تصبح المسبحة من العاج قطعة فنية رائعة تعكس النواحي الفنية والحرفية وتصبح من النوادر وهي فعلا كذلك .[/rtl]
[rtl]وقد لاحظنا بعض الأنواع الرديئة غير المصقولة تماما بعد عملية التطعيم أو التكفيت مما أوجد حالة من عدم المرونة في استخدامها وأساء إلى جمال المسبحة ، بل أصبح من المتعذر أحيانا استخدامها بسلاسة تامة عند مداعبة الحبات .[/rtl]
[rtl]لقد قلدت مسابح العاج وبكافة أشكالها من مواد العظام الأخرى والبلاستيك او المواد الكيماوية الأخرى ، وقد  يصعب أحيانا التفرقة أيضا بين المقلّدة والأصلية إلا ان عين الخبير سرعان ما تكتشف ذلك لمعرفته بالعاج وطرق صنعه . وبما أن العاج نفسه أصبح مادة نادرة جدا ، لذا فأسعار المسابح المنتجة منه تصاعدت كثيرا خلال العقد الأخير وخصوصا تلك المطعمة والمصقولة جيدا والمتقنةالصنع والتي يصنعها الحرفيون في مصر والقادرون فعلا على انتاج مسابح عاجية مطعمة في غاية الروعة والاتقان . كذلك ينتج في الصين مسابح من العاج والمنحوتة حباتها بنقوش وزخارف مختلفة على مستوى راق من الحرفية والفن الرفيع وهي من أجمل ما يراها الإنسان إلا أن عدم صلاحيتها للاستخدام اليدوي المستمر جعل منها مسبحة للزينة أكثر منها مسبحة يمكن استخدامها ، وعليه فلم يهتم بها سوى هواة التجميع .[/rtl]


[rtl]أخيرا شاهدنا بعض تلك المصنعة من الأنياب أو أسنان الحيوانات الأخرى كأنياب حيوان الفقمة ، أو من بعض المتحجرات لأنياب حيوانات قديمة وهي قليلة العدد إجمالا .[/rtl]







[rtl]مسابح من المواد ذات الأصل النباتي أو متحجراتها[/rtl]

[rtl]وتشمل المواد في هذه المجموعة قائمة طويلة من المواد ذات الأصل النباتي بدءا من الأخشاب المتنوعة وبذور النباتات والثمار وحتى المتحجرات القديمة والمطمورة في باطن الأرض من هذه الأصول . وبسبب تباين الأنواع المختلفة لهذه المواد وتعددها فسوف نركز على بعض الأنواع الشائعة منها والتي استخدمت في هذه الصناعة .[/rtl]
[rtl]فالمسابح الخشبية (أي التي صنعت حباتها وأجزاؤها من مادة الخشب) قديمة في الاستخدام ومنذ العصور القديمة لسهولة الحصول على مادتها الأولية وطواعية تصنيعها وزهد أسعارها . كما وانتشرت صناعتها في كل الدول والأمصار والمناطق بدون تحديد ، كذلك صنعت حسب أغراض شتى ولمختلف أنواع طبقات المستخدمين أو المسبحين على الرغم منبعض وجود تفضيل خاص لطبقة الدراويش أو أصحاب الطرق الصوفية وأتباعهم أو بعض فئات رجال الدين على مختلف أنواع ديانتهم السماوية أو الدنيوية أو غيرهم من الفئات .[/rtl]
[rtl]واليوم كما في الزمن الغائر القدم ، تصنع مسابح الخشب بمختلف الأشكال والقياسات وهي سبح رخيصة الثمن وقد تصبغ الحبات بالمواد اللازمة كي تكتسب المظهر البراق الملائم أو تترك باللون الطبيعي ، وتحبذ في العادة الأخشاب الصلبة المتماسكة ، والنوع الجيد منها ما صقل أديم حباتها بصورة جيدة . على ان ليس ليس كل مسابح الخشب رخيصة الثمن فبعضها صنع من نوع نادر من الأخشاب تمتاز بجمالها أو مواصفاتها ومتانتها أو عطريتها النفاذة فهنالك (مسابح الصندل) (Sandalwood) والتي صنعت من مادة خشب الصندل العطرية . وحباتها غالبا ما صنعت بشكل بيضوي جميل وبقياسات مختلفة لعل أفضلها ما كان قطر حباتها يزيد عن (8 ملم) ولونها يميل إلى البني اللامع البراق بعد الاستعمال ، وحيث تنبعث منها العطور الصندلية وتثير في الجو عبقا شرقيا رائعا ويحفظها البعض بين طيات الملابس ، وفي الجيوب مما يوفر نفس الخاصية العطرية ويكسبها تلك الرائحة الجميلة ، وتعتبر مسابح الصندل من السبح النادرة والغالية نسبيا ويصنع معظمها في الهند أو حسب توصيات خاصة في بعض المناطق الأخرى علما بأن تصنيع وخراطة هذه المسبحة تتم حسب الطريقة الأولية في الخراطة والصقل .[/rtl]
[rtl]وهناك مسابح أخرى ذات الطابع العطري والأصل النباتي منها ما يسمى بـ (مسابح البخور) ، وطريقة صنعها تقوم على عجن مستخلصات العطور النباتية وخلطها (قد يكون عن طريق طحن بعض أنواع البخور النباتية والمواد العطرية الخشبية أولا) ثم صبها في قوالب خاصة ذات أشكال لوزية أو بيضوية أو مستديرة بقياسات معظمها يكون قطر الحبة فيها بمعدل (6 ملم) وطول قد يتراوح عند (Cool إلى (12) ملم ، مع نحت خطوط طولية على أديم الحبات متلاقية عند ثقبها ، وصقل الحبة وصناعة فواصل ومنارة مخروطية الشكل متناسبة مع الحبات ، وتصنع معظم هذه الأنواع في الهند بصفة خاصة ، وإن كانت تصنع في أماكن أخرى وأفضل أسواقها هي الهند أو بعض المراكز الدينية مثل بيت الله الحرام في مكة المكرمة ويمكن أن تتواجد في أماكن أخرى .[/rtl]
[rtl]الانواع الاخرى من المسابح الخشبية الثمينة على سبيل المثال هي مسابح (الأبنوس الأسود) وتقوم صناعتها في مصر والسودان والهند ومنها ما ينتج بحالة الخشب الطبيعي سواء على الشكل الكروي أو البيضوي وإن كان معظمها على الشكل الأخير ، وهنالك (مسابح الأبنوس المطعمة) ولكلي النوعين لاحظنا أن القياسات لحبة المسبحة تراوحت بمعدل (8 ملم) لقطر الحبة الواحدة واكثر من (12 ملم) لطولها .[/rtl]
[rtl]وتستخدم الأنواع الشديدة السواد والمتينة في هذا الخشب لغرض تطعيمها وتستخدم نفس طريقة وأشكال وزخرفة تطعيم العاج التي مر ذكرها بالنسبة لتطعيم مسبحة الأبنوس الأسود . وذلك بحفر الحبات حسب الأشكال الزخرفية وتطعيمها وتكفيتها بأسلاك من النحاس او الفضة (وأحيانا قليلة بالذهب) مع وضع أحجار الفيروز أو الأحجار ذات الألوان المختلفة فيها احيانا ، والنوع الجيد منها ما تعاد عملية صقل أديم وسطوح الحبات مرة ثانية للحصول على السلاسة المطلوبة عند استخدام المسبحة .[/rtl]
[rtl]عموما تصنع حبات واجزاء مسبحة الأبنوس عن طريق تقطيع الأخشاب ومن ثم يضعها الحرفي على المخرطة ثم يصقلها وقد تفيد بعض المواد التي تصقل بها الحبات في إضفاء البريق واللمعان المطلوب ، إن إنتاج المسابح من خشب الأبنوس وخصوصا المطعمة منها أمر جديد ومستحدث لدى الكثير من الناس لذا فالطلب عليها لا يزال محدودا .[/rtl]
[rtl]وهناك مسابح خشب أشجار الزيتون واشتهرت في بلاد الشام وفي فلسطين والقدس خاصة . ومسابح خشب الأرز في لبنان وما إلى ذلك . كما انتجت أيضا من أصول نباتية مثل (مسابح البذور) وتشمل بذور النباتات والثمار . وبعض الانواع ما صنع من بذرة ما صنع من بذرة شجرة البطم وسمي (مسبحة البطم) حيث تؤخذ هذه الحبات بشكلها الطبيعي المتقارب لحبة الحمص ، وحيث يكون لبها الداخلي مجوفا ومنظفا ومن ثم تثقب ، ويكون لونها مائل إلى اللون البني الغامق وأكثر القياس فيها ما كان من فئة (99 حبة + الملحقات والأجزاء الأخرى) ، والمسبحة هذه رخيصة الثمن وتتوفر في شمال العراق ومدينة الموصل العراقية بالذات وبعض المناطق الأخرى .[/rtl]
[rtl]كذلك فإن هنالك ما صنّع من نواة ثمرة الزيتون المنتشر بكثرة في بلاد الشام ولبنان وفلسطين حيث تعامل النواة معاملة خاصة وتثقب وتصقل بصورة جيدة ومن ثم تنظم في الخيوط بعد صناعة المنارة من نواتين أو أكثر مع صنع فواصل صغيرة حيث تستخدم للأغراض الدينية والتسبيح .[/rtl]
[rtl]أما صناعة المسبحة من المتحجرات النباتية المطمورة في باطن الأرض منذ زمن سحيق فقد اشتهرت بها تركيا بصورة خاصة وبعض الدول الأخرى بصورة عامة .[/rtl]
[rtl]ومن ذلك المتحجرات الخشبية والتي تستخرج من منطقة أرض روم في وسط تركيا ما يعرف (بمادة أرز روم السوداء) وأرز روم هي عامية بالتركية ومن جملة ما أنتج من هذه المادة السوداء البراقة هي المسابح سواء ما أنتج في نفس مناطق الاستخراج أو ما صنع في مدينة استانبول نفسها وبذلك يمكن تسميتها بمسابح أرز روم . وهي ذات حبات سوداء اللون بشكل صاف براقة لدنة الملمس ، حيث صنعت لفئات (33) أو (99) حبة وتراوحت أشكال الحبات ما بين المستدير والبيضوي والكروي ولعل أجملها ما كانت خراطته على شكل خراطة مدينة استانبول . إن الوزن النوعي وصلادة هذه المادة يصلح لهذه الصنعة ، وفي اعتقادنا فإن هذه النوعية أصبحت في حكم الأنواع النادرة أو المنقرضة ولم يعد يصنع منها حسب علمنا كما وأصبحت نادرة الوجود في غير تركيا على الرغم من وجودها لدى بعض الأفراد والمحلات .[/rtl]
[rtl]وهنالك نوع آخر من المتحجرات الصمغية النباتية الأصل وهي مادة الشّوق (يطلق هذا الاسم بالعامية في العراق) وهي تشابه المادة السابقة الذكر مع وجود أطياف غير سوداء فيها ، وقد صنع الحرفيون في تركيا المسابح منها وأصبحت في حكم النادرة أيضا خلال هذه الأيام وتسمى عادة (بمسبحة الشّوق) .[/rtl]
[rtl]إن جمال المادتين السابقتين وملائمة ودقة صنعها للمسابح جعل الخلط بينها وبين مسابح الكهرب الأسود النادرة أيضا أمرا محتملا لدى الكثير . وبشكل عام فإن مسابح الأرز روم أو الشّوق غالية الثمن أيضا وتقوم في تركيا ومصر والعراق صناعة تقلد فيها الأنواع الأصيلة من هذه المادة وكما تنتج مسابح سوداء اللون براقة من مادة مركبات البلاستيك أو من مركبات أخرى أملا في أن تحظى بنفس الرغبة في الشراء ، إلا أن الفرق واضح وبمجرد تقريب لهب النار فغنه يمكن أن تشم رائحة البلاستيك المحترق أو الروائح الكريهة الأخرى .[/rtl]
[rtl]ومن مسابح المتحجرات الخشبية الأخرى تلك المنتجة من مادة سميت بالنارجين أو النارجيل (بالعامية) وأطلق عليها مسبحة النارجين . ومادتها كما ذكر لنا عدد من المختصين هي متحجر خشبي طمّر في التراب منذ آلاف السنين ويتواجد في تركيا ولبنان وربما في بلاد أخرى ، وهي مادة ذات وزن نوعي مناسب للمسبحة وألوانها تتدرج من تداخلات الألوان البنية مع عروق غامضة اللون أحيانا ولها طابع الخشب القديم . أما قياس حبات هذه المسبحة فهو مختلف وكذلك عددها ، ولقد شاهدنا أجملها صنعة ولونا وهو الذي انتجه حرفيو استانبول منذ قرون . وبسبب ندرة مصادر هذا المتحجر فقد أصبحت المسابح المنتجة منه نادرة بشكل كبير وارتفعت أسعار القديم منها وتباع حاليا بمبالغ كبيرة تقارب الكهرب وتفوقها أحيانا .[/rtl]

[rtl]وفي لبنان صنع من خام النارجين مسابح ذات أشكال وقياسات مختلفة منذ عقود قريبة ولقد أجاد اللبناني الصانع خراطتها وصقل أسطح حباتها وثقبها ثم أدخل غليها أنابيب نحاسية رقيقة وخاصة في ثقوب منارتها وذلك لإضافة نوع من الصلادة إلى حبات المسبحة ومنارتها ولغرض منع حالات التهشم أو التكسر أو التثلم الذي يصيب الحبات أثناء الاستخدام . وبودنا القول أن بعض الناس من يزعم أن هذا المتحجر هو متحجر لقشرة ثمرة جوز الهند ولم نجد دليلا واضحا وعلميا على صحة ما ذهب إليه هؤلاء المختصون ما عدا ان تفاصيل ألوان هذه المادة تتشابه إلى حد بعيد مع تفاصيل تلك الثمرة . عموما فإن عددا من المسابح قد انتج فعلا من قشرة ثمرة جوز الهند وإن كان العدد المنتج منها قليلا ، وتميزت حبات المسبحة بضآلة حجمها النسبي .[/rtl]
[rtl]ومن صنف المتحجرات القديمة التي استخدمت قبل نصف قرن أو يزيد هي متحجرات أصماغ شجرة السندروس (Sandarac) الصنوبرية المطمورة وصنعت منها في القديم مسابح متنوعة بعد إضافة الألوان المختلفة إلى خام هذا المتحجر لسهولة تقبله للألوان كما أن قياس وأشكال الحبات جاءت على كافة الأشكال والأحجام نظرا لطواعية ومرونة هذا الخام . عموما فقد أطلق عليها اسما محرفا وهو (مسبحة السندلوس) . كما كان يطلق عليها أحيانا مسبحة الفاتوران حيث قد يكون محتوى حبات المسبحة شفافا . وخلال السنوات والعقود الأخيرة من الزمن أصبحت هذه المسميات من سندروس وفاتوران تشمل قاعدة عريضة من المسابح المنتجة من مواد متعددة ومن ضمنها المواد البلاستيكية أو الكيميائية سواء ما صنع حسب الطرق القديمة في المزج والتركيب لمواد متعددة او صنع بالطرق العلمية الحديثة ومن مواد متعددة وقد تكون مركبات ومشتقات النفط من جملة تلك المواد .[/rtl]

[rtl]لقد قلدت ألوان السندروس الطبيعية القديمة والتي كان لها ألوان محددة مثل الأصفر والبني والأبيض والداكن حتى شمل حاليا كل الألوان المعروفة والمستخرجة ، وقد قامت صناعات حرفية كبيرة في خان الخليلي بمصر وفي بغداد والنجف وكربلاء والكاظمية في العراق وفي تركيا وإيران ولبنان وغيرها ن حيث تقوم بصناعة الانواع المقلدة من مختلف المواد الكيميائية والبلاستيكية وبشكل عام انتشرت هذه الصناعة إلى القارة الهندية ودول الشرق الأقصى وبعض الدول الأجنبية الأخرى . ويجدر أن نذكر ان أسعار المسابح المقلدة هي أسعار رخيصة وزهيدة وفي متناول معظم الناس تقريبا سواء تلك المصنعة يدويا أو المصنعة بالمكائن الحديثة أو بالكبس الآلي .[/rtl]




[rtl]المسابح المصنعة من المواد ذات الأصل الترابي أو المواد الشائعة[/rtl]

[rtl]وتشمل هذه المجموعة قاعدة متنوعة من المواد ذات الأصل الترابي والصخري منها ما استخدم قديما ، ومنها ما استحدث وركب بالمزج خلال هذا القرن . وفي البداية من هذا الموضوع فقد تطرقنا إلى أن الناس ومنذ القدم استخدموا حبيبات التراب المعجون والمجفف بطرق متعددة وثقبوها واستعملوها لأغراض شتى ومنها ما خصص للاستعمال كمسبحة وعلى الأخص التراب المأخوذ قرب الأماكن المقدسة والتي لها هالة قدسية خاصة أو المرتبطة بعقائد مجموعة من الناس .[/rtl]
[rtl]وبعد ذلك تطورت هذه المسابح وطريقة صناعتها فأخذ الصانعون يفخرون عجينة التراب المصنعة والمدحرجة كحبات المسابح وشيّها بالنار أو تحويلها إلى مسابح السيراميك المفخور بعد طليها بالمواد الكلسية أو الزجاجية وبالألوان المختلفة وخاصة اللون الأسود ، لغرض استخدامها من قبل رجال الدين أو المتدينين عامة حيث تتألف حبات المسبحة من (99 حبة) مع إضافة المنارة والفواصل إليها حيث لوحظ أن حباتها صغيرة الحجم كروية الشكل ولا يزيد قطر الحبة الواحدة عن (4 ملم) . إن مثل هذه كانت تنتشر في الأسواق القريبة من المراكز وقد تصنع أحيانا في أماكن تلك الأسواق والتي أهمها المراكز الدينية في العراق ومكة المكرمة ومصر وتركيا وقد تصنع أحيانا في الدول الآسيوية الأخرى كإيران والهند وأفغانستان وبعض دول جنوبي شرقي آسيا وغيرها . وهذه المسبحة تسمى في العراق بمسبحة (الزاير) وقد لوحظ ان إنتاج بعضها غير متقن كما أن ثقوب الحبات مائلة وغير متوازنة . وهي عموما ذات وزن نوعي غير مستحب إلا أن ما يقربها إلى قلوب الناس ارتباطها بالمراكز الدينية التي تباع فيها أمثالها فضلا عن زهد أسعارها بشكل عام .[/rtl]
[rtl]كذلك تصنع المسابح من بعض المصادر الصخرية والترابية الأخرى مثل المرمر والرخام والجرانيت وطائفة أخرى من هذه الأحجار . وطريقة صناعة المسبحة من هذه المواد هي نفس الطريقة التي أشرنا إليها فيما سبق بشأن طريقة صناعة الأحجار شبه الكريمة إلا أن ما يفرقها ويميز هذه الأنواع انه وعلى الرغم من صعوبة العمل إلا ان الصانع يشعر بالراحة في عمله حيث أن كلفة هذه المواد زهيدة بشكل عام كما انها تتوفر بكميات كبيرة لذا فإن مقدار ما يتلف أثناء العمل من هذه المواد يصبح غير ذي أهمية مادية ، أما قياسات الحبيبات فهي مقاربة لأحجام وأشكال حبيبات مسابح الاحجار شبه الكريمة مع زيادة طفيفة وحرية واسعة في القدرة على تكوين الأشكال . ومعظم الألوان المرغوبة في هذه الأنواع من الأحجار هي الأسود والأبيض والأصفر أو حسب التشكيلات اللونية المتاحة لبعض الصخور والأحجار الأخرى المختلفة . لقد تم إتقان الإنتاج من هذه الأحجار بعد حصول التقدم الفني والعلمي الحديث في صناعة المواد الصخرية وتشكيلها حسب الطلب . والواقع فقد شاهدنا مسابح جميلة ورائعة للخامات الصخرية المتعددة إلا أن ما يعيبها هو الارتفاع النسبي في وزنها وسهولة تكسر حباتها أحيانا إذا ما حوت على الشوائب أو العروق الطبيعية الهشة من مواد أخرى مندمجة في صلب المادة الخام . عموما فإن هذه العيوب تزاح جانبا عند مقارنة أسعار هذه المجموعة وألوانها البراقة الجميلة وجمال تشكيلاتها الطبيعية .[/rtl]
[rtl]مادة أخرى دخلت إلى صناعة المسبحة أيضا هي مادة الزجاج منذ بداية نصف القرن الحالي . وانتشرت انتشارا كبيرا وبأحجام وقياسات وألوان متعددة لا حصر لها . وتجدها اليوم عند كل الباعة والمحلات وعلى بسطات الأرصفة وفي كل مكان وبكل الدول العربية والإسلامية وغيرها ، حيث أن بعضها متقن الصنع وبعضها الرديء ومنها ما يصلح لعملية الاستخدام في التسبيح ومداعبة حبات المسبحة ومنها لا يصلح بتاتا للاستعمال اليدوي ، إلا أن ما يعيب هذه الأنواع هو ثقل المسبحة النوعي وعدم الراحة في الاستخدام اليدوي لمادة مثل مادة الزجاج . وقد حاول بعض المصنعين تقليد الأحجار شبه الكريمة عن طريق تطوير صناعة الزجاج وخلط مادته الأولية بمواد تشبه الصفات العامة لبعض أنوا ع الأحجار شبه الكريمة كالياقوت والامشست مع محاولة إضافة ما يشبه الشوائب الطبيعية في صلب حبات المسبحة . عموما فالعامة في العراق يسمونها سبحة (الجام) كما دخلت مواد غريبة إلى صناعة المسبحة ، فقد راجت خلال مرحلة الخمسينات مسابح بلاستيكية مركبة ومشبعة بنسبة معينة من مادة الفوسفور المشعة وسميت وقتها بالمسابح الفوسفورية ، حيث يشع منها عند الظلام الدمس شعاع أخضر اللون تقريبا ، حيث أقبلت طائفة كبيرة على شراءها إلا انه سرعان ما بطل استخدامها بعد انتشار المحاذير من تأثير أشعة الفوسفور على يد الإنسان أو بقية أجزاء جسمه .[/rtl]
[rtl]استخدمت مادة الزجاج في إنتاج الحبيبات في القلائد والأساور وغيرها منذ آلاف السنين . كما صنعت بعض المسابح من مواد مختلفة خلال السنوات الفائتة بعد إضافة بعض المواد العطرية والروائح المختلفة من أجل زيادة الإقبال وتعميق الإغراء على الشراء خصوصا تلك الأنواع التي تتشابه موادها مع المواد الطبيعية الأصيلة . (عن مقالة باسم الكهرمان منشورة في مجلة زهرة الخليج العدد (777) فبراير 1994م. مقابلة مع السيد مناف حسين) .[/rtl]

[rtl]أخيرا لا يسعنا القول إلا أن المواد التي تصنع منها المسبحة تشمل عناصر لا يمكن حصرها على الإطلاق ونحن نامل من يقوم من هو اقدر على إنجاز ذلك عن طريق الحصر الدقيق والشامل لكل المواد التي صنعت منها المسبحة ومن ثم جدولتها وتوثيقها من أجل الفائدة العامة .[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالثلاثاء 13 أكتوبر 2015, 10:03 am


[rtl]جدولين بأسماء المسابح[/rtl]

[rtl]1 - بعض أسماء المسابح حسب المادة[/rtl]

أسم السبحةالتسلسلأسم السبحةالتسلسل
الجارنيت26الألماس01
الكهرب27الياقوت - الأحمر - والأزرق والأبيض02
قرن الغزال28االزمرد03
قرن الخرتيت29لزبرجد - الأكوامارين04
العظم30العقيق - كل الألوان - الأحمر ، الأخضر المخطط05
العاج . المطعمة وغيرها31اللازورد - لابيس لازوليه06
الخشب العادي32الجيد - اليشم07
خشب الصندل33الكوارتز - كل الألوان - المرو08
البخور34الأمثست - الجمشت09
الأبنوس الأسود35الكريستال الصخري10
الزيتون36عين النمر11
خشب الأرز37عين القط12
البطم38الجاسبر - اليشب13
أرزي روم39حجر الدم14
النارجين أو النارجيل40الحجر الذهبي15
السندلوس (أو السندروس)41الهماتيت16
الفاتوران42الفيروز17
الرخام43المرجان - الأحمر الوردي والأبيض18
الخزف . ص44اليسر - العادي المطعم19
الجيد الأسود البولندي45اللؤلؤ20
خام تايوان46االصدف21
حجر اللافا47الذهب22
الرودولايت48الفضة - والمطعمة بالميناء23
الجزع العقيقي49الملكيت24
الأفنجرين50البازهر25
[rtl]2 - أسماء بعض المسابح باللغة العامية أو الشائعة الأخرى[/rtl]
أسم السبحةالتسلسلأسم السبحةالتسلسل
[rtl]الكوربا[/rtl] ([rtl]وهي مسبحة الكهرب)[/rtl]28الراهب أو الملّة (وهي مسبحة رجل الدين)01
[rtl]العنبر[/rtl] ([rtl]وتعني مسبحة الكهرب)[/rtl]29الفوسفورية (مسبحة تدخل فيها المادة الفوسفورية)02
[rtl]المينا[/rtl] ([rtl]من الفضة ومطلية بألوان الميناء)[/rtl]30الجام (أي الزجاج)03
[rtl]العرس ([/rtl] [rtl]وهي مسبحة تهدى بمناسبة الزواج)[/rtl]31الزاير ([rtl]الزائر) (أي الزائر إلى المراقد المقدسة)[/rtl]04
[rtl]مكة[/rtl] ([rtl]وتطلق على مجموعة مسابح اليسر)[/rtl]32الفاتوران (مادة الفاتوران المصنعة)05
[rtl]اليسر[/rtl] [rtl]المفضض (أي اليسر المطعم أو المكفت بالفضة)[/rtl]33ارزروم (أرض روم)06
[rtl]الليلو[/rtl] ([rtl]أي مسبحة اللؤلؤ)[/rtl]34الشّوق (مادة الشوق)07
ا[rtl]لباي[/rtl] [rtl]زهر (من مادة حجر "[/rtl]Bezar" [rtl]أو[/rtl] [rtl]البازهر)[/rtl]35الصندل والبخور (خشب الصندل والبخور)08
[rtl]لشاه[/rtl] [rtl]مقصود (مسبحة من المادة أعلاه)[/rtl]36الخشب (من أصل خشبي)09
ا[rtl]لنيسابورية (أي من فيروز منطقة نيسابور في إيران)[/rtl]37عظم الجمل10
[rtl]الجزع[/rtl] ([rtl]وهو من البلوريات وأحياناً من حجر الأونيكس)[/rtl]38الكهرب الحجري (أي الكهرب المشابه لتكوين الحجر)11
[rtl]عين النمر (أو عين القطة) (أي[/rtl] [rtl]من حجر عين النمر المعروف)[/rtl]39الكهرب الألماني (أي من الصناعة والأصل الألماني)12
[rtl]در النجف[/rtl] ([rtl]أي المواد البلورية من منطقة النجف العراقية)[/rtl]40الإسطمبولية (الكهرب أو غيره) أي خراطة إستانبول)13
[rtl]الزركون[/rtl] ([rtl]أي من حجر الزقون الشفاف)[/rtl]41الكهرب العطش (أي الكهرب الشفاف) العطش باللغة التركية هو النار أو لونها14
[rtl]السليمانية (أي من حجر السليامني وهو نوع من[/rtl] [rtl]العقيق)[/rtl]42الكهرب البولوني (من بولندا)15
[rtl]اليمانية[/rtl] ([rtl]من العقيق اليماني)[/rtl]43الكهرب الروسي (من روسيا)16
[rtl]الياقوتية (من حجر الياقوت أو ما شابهه)[/rtl]44بيض الحمام (يشابه حباتها بيض الحمام)17
[rtl]نسوان[/rtl] ([rtl]أي مسابح النساء)[/rtl]45دك النجف (أي صناعة مدينة النجف)18
[rtl]الثلثية[/rtl] ([rtl]أي 33 حبة)[/rtl]46كهرب طراش ( أي المصنعة كالماس)19
ا[rtl]م تسعة[/rtl] [rtl]وتسعين (أي 99 حبة)[/rtl]47النوة ( أي نواة الأشجار)20
[rtl]الألفية[/rtl] ([rtl]أي ألف حبة)[/rtl]48الكهرب البلغمي (أو البلغمية بالعامية)21
البرهمية (نسبة إلى الشيخ إبراهيم الدسوقي)49الكهرب الموشح (أي اختلاط الألوان)22
الشبابية (اسم حديث أطلق على المسابح الصغيرة الملونة)50كهرب خلال التمر (أي تشبه ثمرة البلح المعروفة)23
الأفغانية أو الهندية (دلالة على المكان)51االكهرب أم الحشرات (أي تحتوي على حشرات في صلب الحبة) أو ذات الحشرات24
الدرويش (مسابح الفقراء من الناس أو النساك)52الخيّرة (أي التي يستطلع بها الحظ والمستقبل)25
فيروز سينا (أي من فيروز سيناء المصرية)53الكهرب النبك ( أي النبق وهو ثمرة شجرة السدر)26
التركواز (أي ذات اللون الأزرق الأشبه بالفيروز)54المقدسية (أي من القدس)27
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالثلاثاء 13 أكتوبر 2015, 10:08 am

[rtl]جدول لمعدل الأسعار التقريبية لبعض الأنواع من المسابح في أقطار الشرق الأوسط[/rtl]
[rtl]        الأسعار الموضحة بالدولار الأمريكي ، أخذت عام 1996م (قد يكون هنالك اختلاف في الأسعار حاليا في العام 2006م)[/rtl]
سعر الحد الأعلىسعر الحد الأدنىقطر الحبةعدد الحباتمادة المسبحة
500010005 - 633-45الياقوت الأحمر
30008005 - 633-45الياقوت الأزرق
600010005 - 633-45زمرد  - درجة 2
120805 - 633-45-65العقيق درجة 1
40805 - 633-45-65العقيق درجة 3
3501506 - 833-45اللازورد درجة 2
160806 - 833-45الجيد درجة 1
40306 - 833-45الجيد درجة 3
50306 - 833-45الكوارتز
4001506 - 833-45أمشت درجو 2
140806 - 833-45أمشت درجة 4
40030010 - 1533درّ النجف
50406 - 833-45كريستال حجر
15106 - 833-45كريستال - مقلد
40255 - 633-65عين النمر
30205 - 633-65عين القط
45305 - 633-65الجاسبر
30256 - 833-65حجر الدم
50355 - 633-45الحجر الذهبي
15105 - 633-45خام الحديد (هاماتيت)
5503505 - 633-65الفيروز ( إيراني )
1501006 - 833-65الفيروز ( أميركي)
2501506 - 733-65الفيروز ( سيناء)
25155 - 633-65الفيروز ( صنع تايوان)
535 - 633-65الفيروز (مقلد)
2001505 - 633-65مرجان أحمر
100405 - 633-65مرجان أحمر قديم
100505 - 633-65مرجان وردي
535 - 633-65المرجان المقلد
55356 - 833-65يسر أسود (مكة)
1301006 - 833-65يسر أسود (مفضفض)
3002006 - 533-45يسر أسود بالذهب
1086 - 833-45يسر مقلد مفضفض
326 - 833-45يسر تقليد بلاستيك
3001504 - 533-45لؤلؤ (صناعي)
1085 - 633-45لؤلؤ (زراعي)
35205 - 833-45صدف صيني
15106 - 833-45صدف (مقدسي)
325 - 633-65صدف (صناعي)
390380633ذهب خالص (مجوف)
4020633فضة خالصة
107633-45فضة مطلية
50456 - 833فضة بالميناء
756 - 833فضة بالميناء المقلد
1201005 - 633-45ملكيت أخضر
30255 - 633-65قرن الغزال
7050833قرن وحيد القرن
50356 - 833عاج الفيل أبيض (مصر)
50406 - 833عاج الفيل أبيض (صيني)
70506 - 833عاج الفيل مطعم فضة أو نحاس
1501006 - 833عاج الفيل مطعم بالذهب
1486 - 833تقليد عاج الفيل
426 - 833خشب عادي
536 - 833خشب الزيتون
12106 - 833خشب الصندل
12106 - 833مادة الخور الهندي
15106 - 833بنوس أسود
25206 - 833بنوس أسود مطعم
536 - 833خشب الأرز
324 - 5101لبطم (عراق)
70506 - 833-45رزي روم أسود
2001205 - 833-45النارجيل قديم
100705 - 833-45النارجيل (لبناني)
50306 - 833سندلوس قديم
60406 - 833أفاتوران مصري
20155 - 633-45الرخام الجيد
1501006 - 833لشوق (تركي)
70506 - 833-45جيد بولندي أسود
25205 - 633-45خام تايوان ملون
525 - 633-45خزف ملون
215 - 633-45الزجاج ملون
25205 - 633-45الزركون
535 - 633-45الزركون المقلد
3502005 - 633-45التوباز الفرنسي
70505 - 633-45لاكومارين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالثلاثاء 13 أكتوبر 2015, 10:10 am

[rtl]المسبحة في المجتمع الإسلامي والعربي[/rtl]
[rtl]لقد استخدمت المسبحة للأغراض الدينية، أي بمعنى التسبيح ، في باديء الأمر وما تزال كذلك لطائفة كبيرة من المسبّحين، إلا أن أغراض استخدامها تنوعت وتعددت منذ بداية القرن الحالي وإلى زمننا الراهن في هذه الأيام .[/rtl]
[rtl]وبغض النظر عن معرفة أسباب استخداماتها الحضارية القديمة والتي نوهنا عنها في رابط آخر ، إلا أنها وبكل تأكيد دخلت وتغلغلت في قلوب أناس كثيرين منذ زمن بعيد ، وبعضهم من أغرم بها كثيراً وأصبح من المستحيل عليه الإستغناء عنها ، وآخرون جمعوا عدداً منها ورتبوا أصنافها وفضلوا نوع على آخر ، وميزوا كل نوع وشكل بصفات وأسماء محببة ، بل إن البعض منهم من عشق نوع معين وتبارك بها ، وللناس فيما يعشقون مذاهب ، وهذا صحيح وواقعي ، فاستخدام المسبحة عادة وعشق لبعض الناس ، ومنهم من ثبت في ذهنه أن قدرته الخطابية أو الكلامية أو غير ذلك لا تتحسن إلا بوجود المسبحة بين يديه والعلامة اللغوي العراقي الدكتور مصطفى جواد رحمه الله كان لا يستطيع أن يصبر عن مسبحته أثناء إعداده لبرنامج (قل ولا تقل) الشهير خلال مرحلة الخمسينات والستينات من هذا القرن .[/rtl]
[rtl]ومنذ زمن بعيد أنتجت وصنعت المسابح لتوافق مختلف الأذواق والإمكانات المالية ، فمنها ما يصنع عادة لرجال الدين ومنها ما يصلح لطبقة الموظفين ومنها ما يقدر على شرائها من الطبقات الفقيرة في المجتمع وهي الأكثر عدداً بل ان هنالك ما نعتقد أنه صنع خصيصاً للنساء وهم نصف المجتمع وأن كان معظم هؤلاء النساء من طبقة الأعمار الكبيرة من السن .[/rtl]
[rtl]كما تباينت بشكل كبير أسعار المسابح المختلفة حسب مقومات عديدة منها المادة التي صنعت منها ، وتاريخ صنع المسبحة ومقدار تكاملها من الناحية الفنية الصناعية فضلاً عن قيمة صاحبها الأصلي تاريخاً خصوصاً بالنسبة للقديمة حيث قد تصل بعض الأنواع النادرة منها إلى مبالغ هائلة وإلى الحد الذي قد تتضخم فيه الأسعار بشكل مبالغ جداً . ويشيرأحد بائعي المسابح في مدينة دبي - دولة الإمارات أن هناك مسبحة موجودة في متحف محمد علي بالقاهرة تقدر بمليون دولار أمريكي ، كما وأنه يشير إلى كونه إشترى مسبحة ترجع ملكيتها إلى الملك السابق فاروق ، من مزاد علني في سويسرا عقد قبل سنوات بمبلغ (15) ألف دولار أمريكي وهي من الكهرب الغامق ولها شرابة من الماس والذهب . كما يقول السيد عبدالهادي الشمري وهو أحد الباعة في بغداد أن المسبحة التي استخدمها السلطان رشاد العثماني أو تلك التي استخدمها خليل باشا والي بغداد في مقتبل هذا القرن تعد قطع فنية تاريخية لا يمكن وضع أسعار لهما لتاريخ مالكيها الحافل ، وهنالك نماذج أخرى لا يسعنا المجال لذكرها أو وصفها .[/rtl]
واليوم كثرت أعداد المسابح الغالية بقدوم التصنيع من الجواهر والأحجار شبه الكريمة ، كذلك ازداد حجم القاعدة العريضة من أنواع المواد المستخدمة لإنتناج ذات السعر الزهيد ، لذا فإن الفارق السعري لا يمكن مقارنته نظرا للاختلافات للاختلافات التي نوهنا عنها سابقا .
[rtl]وإلى حد هذا اليوم ، فالمسبحة ، وخصوصاً الثمينة منها ، إن لم تحفظ في البيوت أو الخزائن ، فهي مثلها مثل المستخدمات اليدوية الأخرى تتعرض للسهو أو النسيان من قبيل صاحبها إلى أيادي الآخرين وقد تتعرض للسرقة والإحتيال أحياناً إذا ما كان مظهرها يدل على ندرتها أو قيمتها العالية ، وتدور كثير من القصص والروايات حول هذا الموضوع خصوصاً بين محبي المسابح النادرة والغالية وأحياناً الزهيدة ، لذا فقد تتسم هذه الأحاديث بكونها محطات للتفكه أو التندر وأحياناً أخرى تدخل في مجال الإنتقام والخصام والنزاع كما قد يصيب أصحابها والذين فقدوها القلق والحزن والأسف ، وفي مرات عديدة صادفنا أصحاب وخلان أو غرباء يبحثون عن مسابحهم الضائعة في كل مكان بلهفة ويستفسرون عنها كما استفسارهم ورجائهم عند فقدان أحد الأبناء والغالي على النفس من الأشياء الأخرى . لذلك فقد دأب بعض الناس على عدم السماح للآخرين في استخدام مسبحته الثمينة والعزيزة عليه إلا من وثق به ثقة عالية ، كما وإن آخرون تهيبوا من هذه المواقف وأودعوا الثمينة والنادرة في الخزائن والبيوت ، واستعاضوا عن التسبيح بها بمسبحة زهيدة الثمن .[/rtl]
[rtl]وفي بعض المجتمعات العربية او الإسلا مية أو الشرقية عموما تعتبر المسبحة جزءا مكملا لمظهر الرجل . فهو يحملها معه أينما ذهب وفي كل وقت ،  سواء في المقاهي أو المنتديات أو العمل وأحياناً كثيرة في مناسبات الأفراح والمآتم وأحياناً قليلة إلى مختلف المؤتمرات ومنها ما يصل إلى المؤتمرات الدولية .[/rtl]
[rtl]وقسم من الناس من يخصص لكل مناسبة مسبحة معينة لحملها معه أثناء تلك المناسبة وحسب أهميتها والقسم الآخر من يحاول أن ينسق لون مسبحته التي يحملها مع لون لباسه الذي يرتديه أو يتفاءل بمادة مسبحة معينة أو لون و شكل معين ومنهم من يتطير ويتشاءم من أنواع معينة . كذلك هناك من يتفاخر بمسبحة أبيه أو جده ويفضلها على ما عداها .[/rtl]
[rtl]كما أن رجال الدين ومن مختلف الطوائف الإسلامية ومنذ زمن بعيد من يفضل استخدام المسابح ذات عدد الحبات التي تكون (99) حبة بالإضافة للمنارة والفواصل ويستخدمها في معظم الأحوال (وإن كان معظمها يميل لونها إلى الأسود أو الأخضر أحياناً ) حيث يسبح ويتمتم ذاكراً اسم الباري عز وجل لمرات عديدة ، كما أن الصورة التى أرتسمت في أذهاننا عن هؤلاء المؤمنين المسبحين في الجوامع والتكايا ما تزال ماثلة للعيان إلى يومنا هذا في مختلف ساحات هذه الأماكن ، وهي صورة مؤثرة حقاً .[/rtl]
[rtl]ويبدو أن تأثير المسبحة الديني أو الصوفي امتد حتى إلى أوربا في العصور الوسطى . وفي صورة نشرها المؤرخ أرنولد توينبي (في كتابه عن تاريخ الحضارات الإنسانية) حيث يمكن ملاحظة رسما تخطيطيا للبطل الأسطوري السويسري وليم تل ، في القرن الخامس عشر ، يستشير متصوفا ناسكا يحمل بيده اليسرى المسبحة دلالة على اهميتها لدى الطبقة الدينية . كما أن معظم رجال الدين ومن طوائف دينية شتى استخدموا ما يشبه المسبحة منذ عقود طويلة وإلى حد هذا اليوم حيث تكون في بعض الأحيان جزء متمم لشخصية رجل الدين وقد تكون أحيانا جزءا من الطقوس الدينية والأمثلة على ذلك كثيرة جدا .[/rtl]
[rtl]واليوم ، يحمل المسبحة ، بعض الملوك والأمراء والرؤساء والوزراء وبعض الرجال من الدول العر بية والإسلامية ، ويأخذونها معهم أحيانا إلى مختلف الاجتماعات الدولية في أوربا او أمريكا أو غير ذلك ، مما يثير الحيرة والاستغراب في نفوس الأجانب وبعضهم يتساءل حقا عن سبب استخدامها في هذه الأماكن ، حتى أن بعض الأجانب احتار بذلك ، فمنهم من ذكر لنا أنه يعتقد أن طابعها ديني فلا بد والحالة هذه أن يكون حاملها متدينا ، ومنهم من اعتقد أن تحريك حبات المسبحة بشكل رتيب يبعد القلق وتضفي حالة من الراحة النفسية (حبات القلق Worry beads) كما أن البعض منهم من اعتقد حقا أنها دلالة على دين المسبح . بل أن بعض الأجانب من غير المسلمين اشترى المسبحة لطرافة شكلها أحيانا أو لأسباب أخرى مختلفة . عموما فغن طائفة كبيرة من الشعب اليوناني ما زال يستخدم المسبحة بتأثير الجيرة العثمانية السابقة كما نعتقد .[/rtl]
[rtl]كذلك فقد اقتحمت المسبحة اليوم منافذ الاهتمام العالمي حيث اهتمت بيوت الأزياء في العواصم العالمية باستخدام حباتها المختلفة (مثل حبات الكهرب) واستخدمتها كزينة إضافية لإثراء متطلبات الأناقة النسائية وتطعيم أزيائها بهذه المستلزمات التراثية .[/rtl]
[rtl]وعلى النقيض من ذلك ، فإن بعض الطوائف من النساك وأصحاب الطرق الصوفية والدراويش من يسبغ على المسبحة المستعملة عندهم طابعا قدسيا وقد يقوم بعض الناس أحيانا بتقبيل حبات المسبحة تبركا وجلبا للخير كما هو الحال عند بعض الطوائف المسيحية في تقبيل المسابح لرجال الكهنوت أو تقبيل خواتمهم . عموما فغن معظم مسابح الصوفية والدراويش هي من الأنواع الرخيصة وقد تكون المادة التي صنعت منها هي الخشب أو العظام أو الصدف والخزف أو ذات الأصل الترابي وغير ذلك ، وعادة تستخدم هذه في محافل التسبيح والتهليل والتكبير وذلك لاغراض شتى منها ما يرتبط بقدسية المناسبة ، ومنها ما يرتبط بالحساب والعد للمرات التي يذكر فيها اسم الباري عز وجل خشية النسيان ولضبط العملية الرقمية . وبعض الدراويش في حالات استثنائية من يفضل حملها في الأعناق حيث قيل أن ذلك يعتبر مكانا أطهر من اليد ويعبر في الوقت نفسه عن نوع من المكابدة والعشق الإلهي والتعلق الشديد (انظر كتناب الشيخ الشعراني - لطائف المهن ، بولاق ، 1912 ، ص (83) .)   وهنالك قصص وحكايات عديدة تدور حول مسبحة الراهب أو الملّا أو الدرويش والناسك والتي تضفي جوا رومانسيا على هذا التولّه بشكل عام (انظر إلى كتاب المصريون المحدثون ، القاهرة الفجالة 1926 - ص (81) ، السيد ادوارلين) .[/rtl]
[rtl]أما هواية تجميع المسابح سواء ما اختلف نوع مادتها وشكلها ولونها أم ما انطبق منها وخصوصا في بعض بقاع العالم الإسلامي والعربي . وفي هذا الجانب فقد تجد من الناس من يذكر لك هوايته المحببة هذه ويسرد عدد مسابح الكهرب أو غيرها من المواد والتي يملكها مفصلا عن مواصفاتها وجمالها وألوانها ومعاناة جمعها وبدايات هوايته هذه وتلك التي فقدها وروايات شتى تكاد لا تنقطع ولا تنتهي تدور حول تعلقه بهذه الهواية وتقديرها ، مع دخوله في تفاصيل تتعلق بالشخصيات الاجتماعية او السياسية التي تملك أنواعا معينة من المسابح النادرة وكيفية أو تاريخ اقتنائها وما إلى ذلك ، حتى أن البعض يذهب بعيدا ويضع الخطط في كيفية الحصول على مسبحة نادرة موجودة عند بعض الأشخاص سواء بشرائها أو بطرق أخرى ، وهكذا فقد يجلب حب المسبحة أحيانا مواقف طريفة أو محزنة على حد سواء .[/rtl]
[rtl]كذلك فإن هواية جمع النادرة والجيدة الصنع منها قد تجبر عشرات الكرام في زمن الحاجة والتقلب . وهناك قصصاً لا حد لها في هذا المجال ، إلا أنه وعلى سبيل المثال فقد سمعنا أن محاميا عراقيا من الجيل السابق والذي يعود أصلا إلى أطراف منطقة الحلة العراقية كان رحمه الله من هواة جمع المسابح الثمينو لفترة طويلة من الزمن وقد توفي فجأة ، وبعد ذلك اجتمع أهله والمقربين منه لبحث ما خلفه المتوفى من مال أو عقار حيث كان مظهره يدلّ على الجاه واليسر أثناء حياته إلا ان ما خلفه كان ضئيلا ، لذلك طلب أحد الأصدقاء من أهله أن يبحثوا جيدا حتى اكتشفوا أكياسا خلف سريره مملوءة بمسابح الكهرب الثمين وغيرها . ويقال أن أهله قد باعوها بعد ذلك بمبالغ طائلة ساعدتهم على قضاء حاجاتهم والحفاظ على كرامتهم . والمجال هنا واسع ومتشعب فكم وكم سمعنا وعرفنا شخصيات عديدة أو وارثيهم باعوا مسابحهم الثمينة للتخلص من مواقف مادية حرجة ، وبعضهم من يظهر الأسف والندم على ذلك طيلة حياته ويتذكر ذلك بحزن شديد .[/rtl]
[rtl]كذلك فإن هذه الهواية أدت أحيانا إلى احتراف صنعتها وبيعها وتأسيس الحرفة المستقبلية على هذا الأساس ، ويقول أحد أصحاب محال بيع المسابح في مدينة دبي بدولة االإمارات العربية المتحدة (أيضا من مقالته في مجلة زهرة الخليج / الكهرمان العدد (777) 1994 ص (53)) . أنه بدأ هوايته بمسبحة كهرب قدمت إليه كهدية ، ثم اتسع الامر وبدأ في تجميع كافة الأنواع النادرة حتى انتهى به الحال إلى احتراف بيعها ، وهو يشير إلى حاله هذه ويذكر أن مقتنياته من النادرة والثمينة في عام 1994 تبلغ الآلاف منها (700) مسبحة نادرة جدا يحتفظ بها في خزائن البنوك وله محل رائع يبيع فيه المسابح الجيدة وخصوصا ما كان من مادة الكهرب ولقد رأينا بأنفسنا هذه الحالة كما أن نفس هذا الرجل الهاوي نشرت له مقابلات صحفية حول هذا الموضوع . لقد أحب وأعجب بالمسبحة جمع غفير من الناس طيلة القرون الماضية وكانت محط اهتمام عدد كبير من الشخصيات العامة في مختلف المجتمعات حيث إن لم تستخدم لتسبيح الخالق عز وجل فلم نرى ما يشير إلى أي ضرر معروف عنها . وبسبب هذا الاهتمام فلقد نشأت لها محلات وأسواق وباعة مختصون خصوصا في بعض الدول العربية والإسلامية التي تركزت بها الحضارات القديمة مثل أسواق العراق (بغداد وكربلاء والنجف والكاظمية وعدد لا يستهان به من المدن الأخرى) ، وكذلك مصر (في أسواق القاهرة - خان الخليلي وغيرها) والسعودية ودول الخليج العربي وتركيا وبلاد الشام وإيران والأردن ومناطق أخرى لا حصر لها .[/rtl]
[rtl]وبسبب التنوع البالغ في مصادر المواد التي تصنع منها المسبحة ، ناهيك عن النادرة أو المحببة المطلوبة وذات الصفات الجوهرية ، فغن عملية بيعها أو الاتجار بها تقتضي ان يكون البائع الجيد ملما بنوعيات ومصادر وطرق الصناعة وأماكنها وحسن كشف الزيف وغير ذلك من الامور التي تسهل عملية البيع وتعطي للبائع خبرة مستحبة لزبائنه المترددين حيث ان تزييف مواد المسبحة المصنعة بلغ درجة عالية من الإتقان والمهارة إلى الحد الذي تصعب فيه الحال على بعض باءعي المسبحة أنفسهم التمييز ما بين الاصيل والمزيف ، وقد يستخدم الباعة أحيانا طرق بدائية أو متقدمة لكشف المزيف منها وذلك من أجل تحديد القيمة الحقيقية ومن ثم زرع الاطمئنان في نفسه وفي نفس المشتري أيضا .[/rtl]
[rtl]لذلك جرت العادة أن تكون محلات بيع المسابح في بعض الأسواق العربية أماكن لتبادل الآراء والاجتهادات ما بين الباعة والزبائن وقد تتوسع دائرة النقاش لتشمل مواضيع أخرى لا تتعلق ببيع هذه السلعة . إن هذا النوع من العلاقات ما بين البائع والمشتري قد يخلق صداقات متينة ودائمة وقد يصبح بعضهم زوارا دائمين لهذه المحلات سواء للشراء أو الاطلاع أو طلب الخبرة وأحيانا تكون الزيارة لأسباب إنسانية أو اجتماعية أخوية جراء تفاعل هذه العلاقات الإنسانية . كما قد يكون الحال عكس ذلك أحيانا  نظرا لتنافر أطراف هذه العلاقة .[/rtl]
[rtl]ويمكن القول على هذا الأساس ، أن محلات بيع المسابح قد تكون محلات أشبه ما تكون بالمقهى الشعبي القديم ، حيث أن البائع في أغلب الأحيان يدعو رواد محله إلى شرب الشاي أو القهوة نظرا إلى الوقت الطويل نسبيا التي تقتضيه عملية شراء المسبحة وخصوصا النادر منها حيث قد يكون البائع في بعض الأوقات وسيطا لبيع المسابح بين الزبائن . وقد ترى بعض الناس من يحبذ مثل هذه الزيارات إلى محال بيع المسابح وبائعيها بدل قضاء الوقت في أماكن أخرى .[/rtl]
[rtl]إن هذه الهواية تجر ورائها هوايات ومعلومات وتفاصيل عديدة قد لا يهتم بها عادة الإنسان العادي . فبعض الناس من تسحره وتجذبه بعض أنواع المواد أو الاحجار وخصوصا النادرة منها فيمضي ويتوسع في التقصي عنها ودراستها من الناحية الفيزيائية أو الكيمائية التركيبية أو الجيولوجية . وتجده جادا في معرفة أصولها وأماكن استخراجها وطرق صناعتها وقد يبحث عن مصادرها العلمية وقد يوثقها ، لذا فغن هذه الهواية قد أضافت بعدا ثقافيا وعلميا فضلا عن تطلب الأمر في كيفية تصنيع هذه المواد للمسابح أو لغيرها وأماكنها وكيفية كشف المزيف منها وما إلى ذلك من القضايا المتلاحقة والمتشعبة .[/rtl]
[rtl]كذلك الحال إلى الباعة ، فإن عملهم قد لا يقتصر على البيع فقط . فقد تقضي الحال الإلمام بطرق صناعة ملحقات المسبحة ومعرفة الجيد من الخيوط والسلاسل والطلب بتصنيع الملحقات إلى الصاغة وخصوصا من مادة الذهب والفضة ، فضلا عن ضرورة إلمامه الكامل أحيانا بحرفة صناعة شرابات المسبحة أو الطلب من حرفي هذه الصنعة القيام بذلك على الأقل . وفي معظم الأحوال فإن توسع البائع في هذه العملية قد لا يقف عند هذا الحد ، فبعض البائعين من يقوم أيضا بعرض الخواتم المرصعة أو مباسم السكائر القديمة أو الساعات القديمة وبعض أنواع السلاسل والأختام القديمة وفصوص الأحجار شبه الكريمة وجملة من مصنعات الفضة وما إلى ذلك حيث أصبح من المعتاد رؤية ذلك في محلات المسابح باعتبار أن ذلك مكملا لحاجة وزينة الرجال أحيانا .[/rtl]
[rtl]وكذلك فهو الحال نفسه لدى زبائن محلات المسابح حيث غالبا ما يكون الهاوي أو مشتريها من يهوى أيضا اقتناء الأنواع الجيدة من خواتم الفضة المرصعة بالعقيق العادي أو ذاك المنقوش عليه كتابات مختلفة وغير ذلك من الفصوص الفيروزية والياقوتية وجملة متعددة من الأحجار شبه الكريمة الأخرى ، ولقد لاحظنا في فترة سابقة اهتمام حملة المسابح بالخواتم الفضية المرصعة وعلاقة الفص الحجري ولونه بلون ونوعية المسبحة ، وهناك بعض الأفراد من يربط بين نوع فص خاتمه والمسبحة التي يحملها ، ولقد رأينا وسمعنا ، على سبيل المثال ان من يحمل مسبحة من الكهرب قد يرغب غالبا في خاتم من العقيق الأحمر أو الأصفر وأن من يحمل تلك من الفيروز قد يستطيب لبس خاتم من الفيروز وغير ذلك من المشاهدات والأمثلة الشائعة .[/rtl]
[rtl]إن المسبحة تلعب أحيانا دورا اجتماعيا متناقضا فهي قد تقرب وتعمق العلاقة بين الغرباء من الناس ، ونستطيع هنا ان نقول أن هناك أمثلة كثيرة عن مسبحة جمعت بين غرباء أو خصماء ، فقد يصادف أن يصل إلى علم شخص ما أو أن يشاهد مسبحة نادرة أو معينة بيد شخص آخر لذا فهو يسعى للتعرف عليه أو يوسط آخرين لإتمام عملية الشراء والبيع ، وقد تنتهي هذه العملية بصداقة دائمة وتكون المسبحة قد ربطت بين شتيتين ما كان لهما أن يلتقيا لولا ان يشاء الله ، كما وقد يؤدي ذلك أحيانا إلى زيادة الخصام أو الخلاف ، ولله في خلقه شؤؤن .[/rtl]
[rtl]وبسبب تأثير المسبحة دينيا واجتماعيا ومنذ فترة طويلة فقد وردت في أدبيات لا حصر لها كما أشير إليها في أبيات شعر عديدة لجملة من الشعراء سواء في الزمن القديم أو الحديث مما قد يمتع الباحثون في مجال الأدب والشعر إذا توفرت الإمكانات في استقراء ذلك خلال الحقبات الزمنية المنصرفة . ونحن من جانبنا فقد سعينا إلى إيجاد أمثلة محددة حول ذلك وخصوصا ما جاء عنها في أبيات بعض الشعراء تاركين اكمال هذه المهمة لمن يهوى تعقب هذا الموضوع ونحن له شاكرون سلفا .[/rtl]
[rtl]إن عراقة دخول المسبحة في الشعر العربي ترجع إلى ما يزيد عن ألف عام ، ففي عصر المأمون (العصر العباسي) ذكر (من كتاب - أبو نؤاس / في تاريخه وشعره ومباذله وعبثه ومجونه ، تأليف ابن منظور المصري / قدم له عمر أبو النصر / طبع في دار الجيل ، بيروت لبنان 1987 ، ص (253)) .  المسابح الشاعر أبو نؤاس عندما لزم بيته بعد أن حبس في عصر الأمين ، وقيل لمجونه وخلاعته وتهتكه حيث أنقذه الفضل بن الربيع من سجنه وقد اظهر التوبة وقال شعرا منه ما يلي :[/rtl]
وعودتنيه والخير عــــادةأنت يا ابن الربيع الزمتني النسك
وتبدلت عـــــفة وزهادةفارعوى باطلي واقـصر حبلي
في حسن سمـــته أو قتادةلو تراني ذكرت بي الحسن البصري
واصفرار مثل اصفرار الجرادةمن خــــشوع ازينه بنحول
في لبتي مكــــان القلادةالمسابيح في ذراعي والمصحف
ادركتني على يديك السـعادةولقد طــــال ما لقيت ولكن
[rtl]ويبدو أن الشاعر أبو نؤاس ذكر المسبحة (المسابيح) ففي شعره كي يوحي بالتوبة ويُشعر من يستمع إلى هذا الشعر أهمية وجود المسبحة في إعطاء الانطباع بالتوبة والتقشف . إلا أن الطريف أن شاعرنا ما لبث أن عاد إلى تعاطي الخمر وذهب إلى الأمين يعتذر فتقبل ذلك منه .[/rtl]
[rtl]وفي مقالة منشورة ، فقد ذكر ان بعض الشعراء أشادوا بالمسبحة وتفننوا بها أو وصفوها كقول ابن عبد الظاهر الذي قال شعرا في المسبحة ومنها قوله : (من مقالة عن المسبحة / للدكتور جورج كلاس - نشرت في مجلة الأسبوع العربي . ص (47) العدد الصادر في 7/2/1994م.) .[/rtl]

[rtl] قد شغفت بــحبها[/rtl]
وسبـــحة أناملي

[rtl] ملتقطـــات حبها[/rtl]
 مثل مناقير غــدت
[rtl] كما قال الشاعر غذي شعرا فيها ومنه :[/rtl]

[rtl]اللبيب فتجمـع في همته[/rtl]

[rtl]ومنظومة الشـمل يخلو بها[/rtl]

[rtl]عليها تغـدق من هيبته[/rtl]

[rtl]إذا ذكر الله جــلّ اسمه [/rtl]
[rtl]ومنه أيضا :[/rtl]
[rtl]وأعجب منها عيبهم سبحاتي[/rtl]

[rtl]فيا عجبا أن العجائب خمسة [/rtl]
 

[rtl]أخيرا وإضافة لما ذكرناه عن المسبحة ، فإن حرفة صناعتها في الوطن العربي بدأت في الاندثار بصورة كاملة لولا القلة من الصابرين المعدودين من صناع اليوم في مصر والعراق والمغرب وتركيا وقلة في أقطار أخرى . والواقع الأليم يتبلور في عدم إمكان تعويض هؤلاء من حيث الخبرة والصنعة حيث يصعب على أولاد هؤلاء الحرفيين نهج صنعه الآباء فضلاً عن صعوبة تعلم الصنعة من غير هؤلاء حيث أنها صنعة مرهقة بالرغم من صفتها التراثية الراقية . ولقد قيل لنا أن هناك جهوداً تبذل في هذا الاتجاه وعلمنا أن ملك المغرب الحسن الثاني وبأمر منه وبإشراف الدولة فإنه يحاول دعم هذه الصنعة والحفاظ عليها بإجبار أصحاب هذه الحرفة وإقناعهم بالمغريات لنقل هذه الحرفة وأسرارها إلى جيل جديد عن طريق التعليم والتدريب ، وذلك لتعزيز التواصل الحضاري الحرفي القديم بالواقع الحالي حيث أثبتت أحوال الأيام الراهنة على فقدان العرب والمسلمين الكثير من حرفهم التراثية القديمة بل وأصبحوا يستوردون منتجاتها من أقصى بقاع الدنيا الواسعة .[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالثلاثاء 13 أكتوبر 2015, 10:12 am

[rtl][size=32]ذكر المسبحة (السبحة) في بعض المعاجم[/rtl][/size]
[rtl]الفعل (سَـبَـحَ) في القاموس المحيط[/rtl]
[rtl](سَبَحَ): بالنَّهْرِ وفِيهِ كَمَنَعَ سَبْحاً وسِباحَةً بالكسر عامَ وهو سابحٌ وسَبُوحٌ من سُبَحاءَ وسَبَّاحٌ من سَبَّاحِينَ.[/rtl]
[rtl]وقوله تعالى (والسَّابِحاتِ) هي السُّفُنُ أو أرواحُ المؤمِنينَ أو النُّجُومُ
(وأسْبَحَهُ) عَوَّمَهُ.[/rtl]
[rtl](والسَّوِابحُ) الخَيْلُ لِسَبْحِها بِيَدَيْها في سَيْرِها.[/rtl]
[rtl](وسُبحانَ) الله تِنزيهاً للهِ من الصَّاحِبَةِ والوَلَدِ مَعْرِفةٌ ونُصِبَ على المَصْدَر أي أُبَرِّىءُ الله من السُّوءِ براءةً ومعناهُ السُّرْعَةُ إليهِ والخِفّةُ في طاعَتِهِ.[/rtl]
[rtl](وسُبْحانَ) من كذا تَعَجُّبٌ منه.[/rtl]
[rtl]وأنْتَ أَعْلَمُ بما في (سُبْحانِكَ) أي في نَفْسِك وسُبْحانُ بنُ أحمدَ من وَلدِ الرَّشِيدِ.[/rtl]
[rtl](وسَبَحَ) كمنَع سُبْحاناً.[/rtl]
[rtl](وسَبَّحَ تَسْبيحاً) قَال سُبْحانَ اللهِ.[/rtl]
[rtl](وسُبُّوحٌ) قُدُّوسٌ ويُفْتَحانِ من صِفاتِهِ تعالى لأَنَّهُ يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ.[/rtl]
[rtl](والسُّبُحاتُ) بضمتينِ مواضح السُّجُودِ.[/rtl]
[rtl](وسُبُحاتُ) وَجْهِ الله أنوارُهُ.[/rtl]
[rtl](والسُّبْحَةُ) خَرَزاتُ للتَّسْبِيحِ تُعَدُّ والدُّعاءُ وصلاة التَّطَوُّعِ وبالفتح الثِّيابُ من جُلودٍ وفَرَسٌ للنبي صل الله عليه وسلم وآخَرُ لجَعْفَرِ بنِ أبي طالِبٍ وآخَرُ لآخَرَ.[/rtl]
[rtl](وسُبْحَة) اللهِ جَلالُهُ.[/rtl]
[rtl](والتَّسْبِيح) الصلاةُ ومنه (كان من (المْسَبِّحِينَ)).[/rtl]
[rtl](والسَّبْحُ) الفَراغُ والتَّصرُّفُ في المَعاشِ والحَفْرُ في الأرْضِ والنَّوْمُ والسُّكُونُ والتَّقَلُّبُ والانْتِشارُ في الأرْضِ ضِدٌّ والإبْعَادُ في السَّيْرِ والاكْثارُ من الكَلامِ وكساءٌ (مُسَبَّحٌ) كمُعَظَّمٍ قَوِيٌّ شَدِيدٌ وككَتّانٍ بَعيرٌ وكسَحابٍ أرضٌ عندَ مَعْدِنِ بني سُلَيْم.[/rtl]
[rtl](والسَّبُوحُ) فَرَسُ رَبيعَةَ ابنِ جُشَمَ.[/rtl]
[rtl](وسَبُوحَةُ) مَكَّةُ أو وادٍ بِعَرَفاتَ وكمُحَدِّثٍ اسمٌ والأميرُ المُختارُ محمدُ بنُ عُبيدِ الله المَسَبِّحِيُّ له تَصانِيفُ وبَركَةُ بنُ عليِّ بن السابحِ الشُّرُوطِيُّ وأحمدُ بنُ خَلَفٍ السابِحُ وأحمدُ بن خَلَفِ بنِ محمدٍ ومحمدُ بنُ سَعيدٍ وعبدُ الرحمنِ بنُ مُسْلِم ومحمدُ بنُ عثمان البُخارِيُّ السُّبَحِيُّونَ: بالضم وفَتح الباء مُحَدِّثونَ.[/rtl]
[rtl]الفعل (سَـبَـحَ) في المحيط[/rtl]
[rtl]سبَح بالنهر وفيهِ يسبَح سَبْحًا وسِبَاحةً عام أي سار على الماءِ منبسطًا وكل من انبسط في شيءٍ فقد سبح فيه.[/rtl]
[rtl]وقال في الكليات السَّبح المَرُّ السّريع في الماءِ والهواءِ. ويُستعار لِمَرِّ النجوم وجري الفرس وسرعة الذهاب في العمل.[/rtl]
[rtl]وسَبح الرجل سَبْحًا تصرَّف في معاشهِ. وعن الأمر فرغ. وفي سورة المُزمِّل (إنَّ لَكَ فِي النَّهَار ِسَبْحًا طَوِيلاً)قيل أي تقلبًا في المهمَّات واشتغالاً بها وتصرُّفًا في المعاش.
و
سبَح الرجل نام وسكن وأبعد في السّير وفي الأرض حفر فيها. وفي الكلام أكثر فيهِ.
وسَبح القوم تقلَّبوا وجاءُوا وذهبوا وانتشروا في الأرض.[/rtl]
[rtl]وسبح الرجل سُبحانًا قال سُبحانَ الله.[/rtl]
[rtl]والعامة تقول سبح الرجل في الأمر أي اتسع وتمادى.[/rtl]
[rtl]وسَبح قلبهُ أي أحسَّ كأنهُ سقط من الرعب.[/rtl]
[rtl]وسبح الماءُ على الأرض أي سال واسترسل.[/rtl]
[rtl]سبَّح تسبيحًا صلَّى وقال سُبحانَ الله.[/rtl]
[rtl]وسبَّح الله تعالى نزَّههُ.[/rtl]
[rtl]وقد يُعدَّى باللام فيقال سبَّح لهُ. ومنهُ في سورة الحديد (سَبَّح للهِ مَا فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ).[/rtl]
[rtl]وأسبحهُ عوَّمهُ.[/rtl]
[rtl]السّابح اسم فاعل ج سابحون وسُبَّاح وسُبَحَاءُ كشاعر وشعراءَ.[/rtl]
[rtl]وفرسٌ سابح أي سريعٌ. وقد تُقام الصفة فيهِ مقام الموصوف كقول أبي الطيب يمدح شجاع بن محمَّد الطائِيّ :[/rtl]
[rtl]   غداةَ كأنَّ النبل في صدرهِ وبلُ[/rtl]
على سابحٍ موج المنايا بنحرهِ
[rtl] السّابحة مؤَنث السّابح ج سابحات وسوابح وفي سورة النازعات (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا) قيل هي السّفن أو أرواح المؤمنين أو النجوم.[/rtl]
[rtl]والسّوابح الخيل لسبحها بيديها في سيرها.[/rtl]
[rtl]السَّبَّاح مبالغةٌ في السّابح ج سبَّاحون.[/rtl]
[rtl]السُّبُّوح والسَّبُّوح من صفاتهِ تعالى لأنهُ يُسبَّح ويُنزَّه عن كل سوءٍ
السُّبْحَانُ مصدرٌ.[/rtl]
[rtl]وسُبْحَانَ الله تنزيهًا لهُ عن الصاحبة والولد. وهو عَلمٌ للتسبيح لا يُصرَف ولا يتصرَّف وإنمَّا يكون منصوبًا على المصدرية أي أبرئُ الله من السّوء براءَةً. أو معناهُ السّرعة إليهِ والخفَّة في طاعتهِ. كذا في ما نقلت عنهُ. والمشهور أن سبحان مصدرٌ نكرةٌ يلزم الإضافة إلى اسم الجلالة فيصير معرفةً بذلك لا بالعملية وهو منصرفٌ إذ ليس فيهِ غير زيادة الألف والنون على أننا لو قدَّرناهُ عَلَمًا لسقطت علميتهُ بالإضافة كما في ربيعة الفرس ونحوهِ فانصرف. والمراد بكونهِ لا يتصرَّف إنما هو التزامهُ للمفعولية المُطلقة فإنهُ لا ينفكُّ عنها إذ لا يقع في سائر مواقع الأسماءِ.[/rtl]
[rtl]وسُبحانَ مِن كذا تعجُّبٌ منهُ. وهو على معنى الإضافة أي سبحان الله. قال الأعشى:[/rtl]
[rtl]سبحانَ من علقمةَ الفاخِر[/rtl][rtl]أقول لمَّا جاءَني فخره[/rtl]
[rtl]وأنت أعلم بما في سبحانك أي بما في نفسك السَّبْحَة المرَّة والثياب من جلودٍ. وعند الصوفية الهباءُ المسمَّى بالهيولَى. فإنهُ ظلمةٌ خلق الله فيهِ الخلق ثم رشَّ عليهم من نورهِ. فمن أصابهُ من ذلك النور اهتدى ومن أخطأَهُ ضلَّ وغوي.[/rtl]
[rtl]والسُّبْحَة الدعاءُ وصلاة التطوُّع أي النافلة لأنها مُسبَّح فيها وخرزاتٌ للتسبيح منظومةٌ في سِلكٍ تُعَدُّ وتُطلَق عند المولَّدين على خَرَزاتٍ للّعب أيضًا ج سُبَح وسُبُحات. قال الشاعر:[/rtl]
[rtl]     وأعجبُ منها عَيْبُهم سُبُحاتي[/rtl][rtl]فيا عجبًا إن العجائب خمسةٌ[/rtl]
[rtl]وسُبُحة الله جلالهُ.[/rtl]
[rtl]والسُّبُحات أيضًا مواضع السّجود.[/rtl]
[rtl]وسُبُحات وجه الله أنوارهُ[/rtl]
[rtl]السَّبُوح فعول بمعنى فاعل ج سُبَحاءُ كرَحُوم ورُحَماءَ.[/rtl]
[rtl]وفرسٌ سَبُوحٌ سريعٌ غير مضطربٍ في جريهِ. ومنهُ قول المتنبي:[/rtl]
[rtl]سبوحٌ لها منها عليها شواهد[/rtl][rtl]وتُسعدنِي في غمرةٍ بعد غمرةٍ[/rtl]
[rtl]سبوحة مكَّة أو وادٍ بعرفات غير منصرف للعَلَميَّة والتأنيث وإنما صرفهُ الشاعر للضرورة في قولهِ يصف سوق الحجيج:[/rtl]
[rtl]  إلى البيت أو يخرجن من نجد كَبْكَبِ[/rtl]
[rtl]خوارجُ من نعمان أو من سبوحةٍ[/rtl]
[rtl]التسبيح مصدرٌ. وعند المولدين يُطلَق على أذان نصف الليل. وعند الصوفية تنزيه الحق عن نقائص الإمكان والحدوث المُسبِّح المصلي. قيل ومنهُ في سورة الصافات (فَلَوْلا أَنّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ) أي المصلّين.[/rtl]
[rtl]والمُسبَّح اسم مفعول.[/rtl]
[rtl]وكساءٌ مُسبَّحٌ أي قويٌّ شديد.[/rtl]
[rtl]والمُسَبِّحة مؤَنَّث المسبح.  [/rtl]
[rtl]وقول الحريريّ في مقامتهِ البصرية ولمَّا فرغ من سِبحتهِ حيَّاني بمُسَبِّحتِه أي أشار إليَّ مسلّمًا عليَّ بإصبعهِ التي تلي الإبهام وهي التي بها يشير المُسبّح.[/rtl]
[rtl]والمِسْبَحة السُّبحة للخَرَزات المذكورة[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المسبحة ( السُبحة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسبحة ( السُبحة )    المسبحة ( السُبحة ) Emptyالثلاثاء 13 أكتوبر 2015, 10:14 am

[rtl][size=32]عزف منفرد على خيط مسبحة[/rtl][/size]
 
[rtl]قصة للكاتب السوري تاج الدين الموسى[/rtl]
 
[rtl]وضع المسبحة بين يديه ، وبدأ يهمس ، وهو ينقل حباتها بأصابعه من كف إلى كف : أتروح أمي إلى الحج ؟ أم لا تروح ؟ تروح .. لا تروح .. تروح .. لا تروح .. وانتهى من العـد والهمس عنـد تروح ..[/rtl]
[rtl]لكن كيف ستروح ؟ ومن أين سيدبر لها خمسين ألفاً إن راحت ؟ وقد لا تكفيها الخمسون ألف ليرة لمصاريف السفر.. ألن تجلب معها هدية لأحد ؟ جلابية لهذا ، وعباءة لتلك .. أو قطعة قماش لكل نفر من الأصول والفروع .. أو للفروع فحسب ، فأصول أمه قد صارت تحت التراب ..[/rtl]
[rtl]ثم يجيء دور المسابح .. وهل يجوز الحج دون مسابح؟  هذه المسبحة التي بين يديه حجاجية هدية من جاره أبي خليل الذي قصد الديار المقدسة في العام الماضي .. أصلاً لا يصدق الناس إن قيل لهم إن فلاناً قد سافر إلى الحج ، ورجع ، دون أن يجلب معه خرج مسابح ، وحفنة  من مـــاء زمزم .. وإن سولت له نفسه ، وفعلها ، يصير بنظرهم وكأنه لا راح ، ولا رجـع ، ولن يسـلم من ألسنتهم طوال حياته .. وقد يورّث العار لأولاده وأحفاده بعد موته ..[/rtl]
[rtl]((  هذا أمه التي حجت قبل عشر سنين ولم تجلب معها مسبحة ))[/rtl]
[rtl](( هذا جدته التي حجت قبل عشرين سنة ولم تجلب معها دمعة من ماء زمزم ))[/rtl]
[rtl] بالنسبة إلى ماء زمزم قربة واحدة تكفي .. فكلما نقصت القربة لتراً أضافوا إليها من ماء الحنفية .. وهكذا تبقى القربة ممتلئة بالماء إلى أن تنتهي المناسبة ..[/rtl]
[rtl]ثم قدّر عبد الله ثمن السكر والشاي ، والقهوة المرة والحلوة ، وثمن الضيافة من الحلو.. لقد درجت في السنوات الأخيرة موضة تقديم الراحة المحشوة بالفستق الحلبي لضيوف الحاج ، القطعة الواحدة من هذا الصنف تكلف خمس ليرات .. بعدئذ يجيء دور الذبيحة .. إن أرخص ذبيحة ، ولو كانت بمثابة خروف ابن سنة ، تكلف خمسة آلاف ليرة .. أم أنك لن تذبح لأمك يا عـبد الله ؟ أترضى أن يقول الناس فيك : إن الأستاذ عبد الله ، الموظف الكبير عند الحكومة ، بعث أمه إلى الحج ، فرجعت يداً من وراء ويداً من قدام ، ما جلبت معها هدية لأحد ، ولا قدم لها ابنها البكر الضيافة المناسبة ، أو ذبح لها خروفاً أو ديكاً عزم عليه الأهل والجيران ؟ يا حيف على خلفة كهذه ، يا حيف 00 الأم تحمل ، وتلد ، وترضع ، وتربي ، وتمنع اللقمة عن فمها ، لتطعمهـا لأولادها ، الذين حين يكبرون ، يتحـولون إلى أفاعي رقطـاء ، برأسين ، يستكثرون في أمهاتهم مصاريف الذهاب إلى الحـج ![/rtl]
[rtl]ورجع من الحديث مع نفسه ، إلى الهمس مع حبات المسبحة ، وهو ينقل حباتها بأصابعه ، من كف إلى كف : أتروح أمي إلى الحج ؟ أم لا تروح ؟ تروح .. لا تروح .. تروح .. لا تروح ..  وانتهى من العد والهمس عند تروح ..[/rtl]
[rtl]ولماذا لا تروح ؟ من في مثل سنها من عجائز واختيارية الضيعة لم يذهب إلى الحج ؟ أهي أقل قيمة منهم كيلا تذهب ؟ أهي من عائلة صغيرة ؟ أو أبناؤها أقل شأناً من الذين أرسلوا أمهاتهـم وآباءهـم إلى الحـج ؟ يكفي من أبنائها عبد الله ، المسؤول الكبير في شركة ( س ) الحكومية ، الذي لا تصير كلمته اثنتين ، تحت يديه ميزانية الشركة التي تفوق الخمسمائة مليون .. لن يصدق أحد من أهله ، ومعارفه ، وأبناء ضيعته ، أنه ليس بمقتدر على إرسال أمه وحدها إلى الديار المقدسة .. أيحمد الله الآن على وفاة أبيه المبكرة بالسل لأنه وفّر علـــيه طلباً كهذا ؟[/rtl]
[rtl]ـ صدقيني يا أمي حين أقول لك إن الراتب الذي أقبضه لا يكفي لمصاريف البيت ..[/rtl]
[rtl]ـ هذا لأن الله لا يبارك لك فيه .. شف صبحي ، زميلك بالدراسة ، ومرؤوسك بالشغل  ، كيف يقبض الراتب فيتحول بين يديه إلى ذهب أحمر .. أصلاً الذين في مثل مركزك صار عندهم أراضي زيتون ، وسيارات قاطرة ومقطورة ، وباصات على خط الشام ..[/rtl]
[rtl]ظن في البداية أن حبات المسبحة قد تآمرن عليه ، وكأنه لا يعلم أن حبات هذا الصنف من المسابح يبلغ ثلاثاً وثلاثين حبة ، وأنه حين يبدأ العد والهمس ب : أتروح أمي إلى الحج ، أم لا تروح ، فانه سينتهي عند تروح .. إذن جهله بعدد حبات المسبحة هو السبب .. أصلاً هو حديث العهد بالمسابح .. صار يخجل بعد تقدمه بالسن من عادة قبيحة نشأ عليها ، وهي قضم أظافر يديه بأسنانه ، ففكر أن يشغل أصابعه بشيء ما عن أسنانه ، فوجد المسابح في طريقه .. وأصنافها سيان عنده ، إذ تستوي التي بخمس ليرات ، مع التي بخمسين ، أو خمسمائة .. التي تتألف من ثلاث وثلاثين حبة ، مع التي من إحدى وخمسين ، مع أم المائة حبة وحبة ، لطالما تؤدي كلها الغرض نفسه : إشغال الأصابع عن الوصول إلى الفم ..[/rtl]
[rtl]في إحدى المرات ، أخذت أمه مسبحته من يده وشرعت تسبّح بها عن جد ، وحين نهض ، وهمّ بالخروج من المنزل ، وطلبها منها بقوله : اعطني مسبحتي ، قالت له : مسبحة عندما تكون معي .. أما عندما تصير معك ، فهي ملوحة ، أو مقبحة ، رح ، الله يهديك ..[/rtl]
[rtl] ثم تذكر مسألة الزينة .. أترح أمه إلى الحـج ، وتعود بالسلامـة ، دون أن يزين لها الدار؟ مستحيل .. لن يترك مجالاً لأهل الضيعة ليؤلفوا فيه سيرة تفوق صفحاتها عدد صفحات تغريبة بني هلال .. بل لن يترك لهم مجالاً ليتناولوه ولو بكلمة واحدة .. ولو بحرف .. سيطلي الدار من الخارج بالكلس .. خمسة كيلووات من الكلس ، يذيبها في برميل ماء ، ثم يستعير بخاخاً من عند أحد معارفه ، ويشمر عن ساعديه وساقيه ، و يرشها بنفسه ، وبعد أن يجعلها تشع بياضاً ، سيسخر واحداً من معارفه ، من أصحاب الخط الجميل ، ليرسم له الكعبة المشرفة فوق باب الدار ، محاطة بنخلتين ، ويكتب على الجدران بعض الآيات ، والأحاديث ، والأقوال المأثورة : الحج عرفة . من زار قبري وجبت له شفاعتي . حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً . أهلاً وسهلاً بزوار قبر المصطفى ..[/rtl]
[rtl]أرض الدار ، والغرف من الداخل ، سيزنها بالأعلام الخضراء ، والشرائط .. خصوصاً غرفة الضيوف ، التي سيستقبل فيها المهنئين بعودة أمه بالسلامة ..[/rtl]
[rtl]ـ ليش خلقتك مقلوبة أستاذ عبد ؟[/rtl]
[rtl]ـ مسألة شخصية صبحي .[/rtl]
[rtl]ـ ولو كانت شخصية . نحن أخوة .[/rtl]
[rtl]بلع عبدا لله ريقه ، وعرق ، وتأتأ : أمي زعلت مني ، وتركت بيتي ، وراحت تسكن عند أختي حليمة .[/rtl]
[rtl]وضع صبحي بريد لجنة فض العروض أمام عبد الله على الطاولة ، وتساءل باندهاش بعد أن جلس على أقرب كرسي إلى الطاولة  : غير معقول ! كيف تترك خالتي أم العبد  بيت ابنها البكر ، وتروح تسكن عند إحدى بناتها ؟[/rtl]
[rtl]شرع عبد الله بتقليب أوراق البريد ، والتأشير عليها ، دون أن يجيب على تساؤل صبحي ، وكأنه رغب بإنهاء الحديث عند هذه النقطة ، لكن صبحي لم يحقق له هذه الرغبة ..[/rtl]
[rtl]ـ ما قلت لي ليش تركت خالتي أم العبد البيت ؟[/rtl]
[rtl]سال العرق على جبين عبد الله ، وخديه ، وصار ينقط من ذقنه على الطاولة ..[/rtl]
[rtl]ـ تريد أن تروح إلى الحج ..[/rtl]
[rtl]فجأة تغير شكل صبحي .. انتفض في وجه عبد الله مثل الديك المذبوح ، وانقضّ علـيه كالنسر ، كأنه أبوه ، وله بذمته  ثمن التربية ..[/rtl]
[rtl]ولماذا لا تروح ؟! آ ؟! أليس هذا من حقها وهي في مثل هذا العمر ؟ بالفعل إنك رجل عاق . ألا تعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات ؟ أم أنك نسيت الشهور التسعة التي حملتك فيها في بطنها ؟ الحليب الذي أرضعتك ؟ سهرها الليالي قرب سريرك وهي تحدوا لك كي تنام ؟ ثم ألا تدرك أنك بمنعها من الذهاب إلى الحج تعطل ركناً من أركان الإسلام يا قليل الدين ؟[/rtl]
[rtl]ترك عبد الله البريد من يده ، واستدار إلى صبحي ، ليرد على صياحه بهمس ، وكأن الشتائم الذي سمعها منه تخص شخصاً آخر سواه ..[/rtl]
[rtl]ـ الحج فريضة على من استطاع يا صبحي ، وأنا لست بمقتدر.. لن أتسول أمام المساجد بعد كل صلاة من أجل أن تذهب أمي إلى الحج ؟ ولن أصوم أنا وزوجتي وأولادي عن الأكل والشرب واللبس بقية عمرنا من أجلها ؟[/rtl]
[rtl]نهض مصباح فجأة ، ركض صوب الباب ، أغلقه ، رجع بالسرعة نفسها ، انحنى فوق عبد الله ، وهمس في أذنه :[/rtl]
[rtl]ـ لماذا لا تدبر رأسك من هنا ؟[/rtl]
[rtl]وأشار إلى الخزنة .[/rtl]
[rtl]ذعر عبد الله .. لأول مرة يحدّثه صبحي بمثل هذه اللهجة المقشرة ..[/rtl]
[rtl]ـ مؤكد أنت تمزح معي .[/rtl]
[rtl]ـ لا . أنا لا أمزح معك ، ولا سبق لي أن مزحت معك بمثل هذه المسائل .[/rtl]
[rtl]ـ يعني تريد مني أن أسرق من أموال الشركة ؟![/rtl]
[rtl]ـ ومن قال لك إنها سرقة ؟ لو كنت ستصرف المبلغ على طاولات القمار ، أو في الأندية الليلية ، أو على رؤوس الراقصات في المقاصف ،كنا قلنا إنها سرقة .. إنها في سبيل الله يا رجــل..[/rtl]
[rtl]أمضى عبد الله الليل بطوله يفكر بكلام صبحي .. زوجته ، وابنه طالب الثانوية العامة ، الذي سهر لوقت متأخر يحضّر ، انتبها لحالته .. لم يجد في طريقه من مبررات لأرقه سوى الكذب : مغص في معدتي لا يـتركني أنام ..[/rtl]
[rtl]غلت له زوجته منقوع الكمون في البداية ، ثم البابونج والنعناع ، وقرأت عند رأسه عدداً من قصار السور ، أتبعتها بسورة ياسين ، التي تحفظها منذ طفولتها ، فغفا لساعة ، قبل أن يستيقظ ، ويذهب إلى المؤسسة ، ويرجع إلى حسابات المسبحة ..[/rtl]
[rtl]أسرق المبلغ من صندوق الشركة ؟ أم لا أسرق ؟ أسرق .. لا أسرق .. وانتهى من العد والهمس عند أسرق .. لكن كيف سيسرق ؟ أيتحول إلى لص بطرفة عين ، بعد عشرين سنة أمضاها بالوظيفة ، دون أن يمد يده إلى قرش واحد من المال العام ؟ لقد أغلق هذا الباب منذ بداية عهده بالوظيفة ، وانتهى الأمر ، على الرغم من الفرص الكثيرة التي سنحت له ، ولا تزال ..[/rtl]
[rtl]السرقة من صندوق الشركة في سبيل ذهاب أمي إلى الحج حلال ؟ أم حرام ؟ حلال .. حرام .. وانتهى من العد والهمس عند حلال ..[/rtl]
[rtl]ضاع عبد الله .. لم يعد يعرف يديه من رجليه .. أتكون حسابات المسبحة صادقة ؟ أيكون صبحي صادقاً ؟ أتكون السرقة من المال العام في مثل مسألة الذهاب إلى الحج حلالاً دون أن يدري ؟ لماذا لا يذهب إلى مفتي البلد ويسأله ؟ لماذا لا يذهب ويسأل إمام الجامع الكبير ؟ لكن لنفترض أن الشيخ عرفه ، أو المفتي ، وأدركا مراميه من وراء السؤال .. أيفضح نفسه بنفسه ؟ إن خوفه على سمعته أشدّ وطأة على نفسه من ارتكابه فعل الحرام .. ثم إنه ليس بقصير حربة في فهم مسائل الشريعة ، والاجتهاد فيها ، عند الضرورة ، ليروح ، ويسأل ..[/rtl]
[rtl]أغضب الوالدين أصعب ؟ أم السرقة ؟ غضب الوالدين .. السرقة .. الغضب .. السرقة .. وانتهى من العد والهمس عند غضب الوالدين ..[/rtl]
[rtl]لم يبق من حلول أمام عبد الله ،كيلا يغضب أمه ، إذا ما بقيت مصرة على الذهاب إلى الحج ، سوى أن يذهب إلى مصرف التسليف ، ويأخذ قرضاً .. لكن المصرف لا يمنح قرضاً بمبلغ كبير كهذا .. حتى لو دبر رأسه ، وأخذ قرضاً من مصرفين ، فان غضب أمه نازل فوق رأســـه لا محالة .. إنها تحرّم التعامل مع المصارف من أساسه .. مؤكد أنه لو استشارها ستقول له : [/rtl]
[rtl]ـ هذا ربى يا ابني الله يبعدنا عنه ..[/rtl]
[rtl]وقد لا تكفيه المئة  ألف ليرة أصلاً .. مصاريف الزينة لم يحسبها ، وتكاليف إقامة المولد راحت عن باله .. صبحي استقدم فرقة ( أديب الدايخ ) بعد رجوع أمه وأبيه من الديار المقدسة .. يومها ، وبعد انتهاء المولد ، غنى الدايخ للشباب : أنا سعاد .. وعشقتك يا ليلى .. وشقراء لا كدراً يشوب صفاءها .. فغنوا معه ، ورقصوا .. فرقة الدايخ ، وحدها ، كلفت صبحي مبلغاً تجاوز الثلاثين ألفاً .. أيرضى أن يقول أهل البلد إن صبحي استقدم فرقة كبيرة كهذه ، وعبد الله لم يكلف خاطره باستقـــدام فرقة المنشدين العميان ، أو الدراويش ؟[/rtl]
[rtl]دخل إليه صبحي ببريد شعبة العقود ، فتوقف عن تحريك حبات المسبحة بين أصابعه ، والهمس مع كل حبة تنتقل من كف إلى كف ..[/rtl]
[rtl]ـ صباح الخير .[/rtl]
[rtl] ـ صباح النور .[/rtl]
[rtl] وضع صبحي البريد على الطاولة أمام عبد الله ، وجلس على أقرب كرسي إلى الطاولة .[/rtl]
[rtl]ـ ما رجعت خالتي أم العبد إلى البيت ؟[/rtl]
[rtl]ـ لا والله . ما رجعت .[/rtl]
[rtl]ـ ومت سترجع ؟[/rtl]
[rtl]ـ حين أدبر لها مصاريف الروحة إلى الحج .[/rtl]
[rtl]ـ ومتى ستدبر لها مصاريف الروحة يا أستاذ عبد الله ؟[/rtl]
[rtl]ـ لن أدبرها يا مصباح .. لو كانت خمسة آلاف .. عشرة .. عشرين كنت تصرفت .. إنها أكثر من مئة ألف ليرة يا رجل ..[/rtl]
[rtl]ـ أكثر من مئة ألف ، أو أقل .. عندك في الخزنة أكبر من هذا المبلغ بكثير ..[/rtl]
[rtl]ـ المبلغ الذي في الخزنة لم أرثه عن أبي . ثم افرض أني سحبته من صندوق المؤسسة ، فكيف أخرّجه من قيودي ؟[/rtl]
[rtl]ـ المسألة في غاية البساطه .. نشتري قرطاسية بعشرين ألفاً ، ونجلب فواتير بمئة وعشرين .. أو نعطل سيارة على الورق ، ونصلحها على الورق ، ونقبض نحن مصاريف الإصلاح .. بالنسبة لي أنا ، ومن أجل عيون خالتي أم عبد الله ، سأقوم بالإجراءات اللازمة كافة ، من الحصول على الموافقات المطلوبة ، إلى تحضير عروض الأسعار ، وتجهيز الفواتير ، وإدخالها المستودع ، وإخراجها ، وتحضير أوامر صرف بها .. أنت مطلوب منك التوقيع فقط ..[/rtl]
[rtl]وأضاف صبحي بعد أن فتح طريقاً في رأس عبد الله :[/rtl]
[rtl]ـ أنت لو تدرك قيمة الأدعية التي ستدعوها لك خالتي أم عبد الله وهي واقفة ، بين يدي الله ، في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ، تصلي .. أو وهي تطوف حول الكعبـة .. أو حين تلمس الحجر الأسود ، أو وهي تقبلها .. أو حين تقف على جبل الرحمة ، في صباح يوم عيد الأضحى ، تكبّر، كنت ركضت بيديك ، ورجليك ، ودبرت لها المبلغ .. أما آن لك أن تعمل شيئاً لأخرتك ؟[/rtl]
[rtl]قرّر عبد الله ، بعد خروج صبحي من مكتبه ، أن يستخدم المسبحة للمرة الأخيرة ، ويحسم هذه المشكلة التي تشغل باله منذ عدة أيام .. انصرف بكيانه كله إلى المسبحة .. وضعها بين أصابعه ، وشرع ينقل حباتها من كف إلى كف ، على مئة مهله ، وهو يهمس مع كل حبة تنتقل من طرف إلى طرف : أتروح أمي إلى الحج ؟ أم لا تروح ؟ تروح .. لا تروح .. تروح .. لا تروح ..كأنه ظن أن المسبحـة قد تغير رأيها .. أو أنه بدأ يفكر بوضع قدم له على الطريق التي فتحها صبحي في رأسه .. وقبل حبتين ، أو ثلاث ، من النهاية ، كان خيط المسبحة قد انقطع ، وتناثرت حباتها على الأرض ..[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المسبحة ( السُبحة )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: