[rtl][size=31]أشكال المسبحة ، عدد الحبات وشكل الملحقات الأخرى[/rtl][/size]
[rtl]نعالج في هذا الجزء الصفات العامة للمكونات سواء من حيث شكلها العام أو شكل وحجم وعدد الحبات ، فظلا عن بعض التفاصيل في ملحقاتها كالمنارة والفواصل والشرابات والدلايات والخيوط وغير ذلك .[/rtl]
[rtl]إن المسبحة الدينية أو تلك الخاضعة لحكم التسلية واللهو أو قضاء الوقت ، تتألف من أعداد معينة من الحبات والقطع الإضافية منظومة بالخيط يُستفاد منها في تداول الأصابع للحبات بوتائر حركية منتظمة أو غير منتظمة . ويُفترض في هذا المجال أن تكون الحبات متساوية الشكل والحجم والنعومة عند اللمس كي يمكن المحافظة على حركتها الانسيابية خصوصا بعد ترك مسافة معينة في الخيط تتيح الحركة لحبات المسبحة بالأصابع . وقد تصبح المسبحة وسيلة للحساب والعد أحيانا ، كما قد يكون لوقع تساقط حباتها ، وخصوصا لبعض المواد أو الأحجام ، وقع روتيني أحيانا أو غير روتيني في أحيان أخرى ، وقد يبعث هذا الوقع عند بعض الناس راحة نفسية وعند البعض الآخر منهم القلق والاضطراب .[/rtl]
[rtl]وبعض فئات المجتمع من الدراويش أو أصحاب وأتباع الطرق الصوفية من يحملها في عنقه والبعض الآخر من الناس من يضعها في جيبه أو يركنها في منزله أو مع سجادة صلاته ، بل وصل الحال أحيانا لبعض الناس من يعلقها في سيارته (غالبا في المرآة الأمامية) لغرض الزينة فقط وهكذا .[/rtl]
[rtl]والمفاضلة أو الرغبة لدى الناس متباينة حسب التعود أو حسب الطبقة الاجتماعية فمنهم من يفضل شكل وحجم حبات معين ، وآخرون يفضلون نوع مادة على مادة أخرى ، والبعض الآخر من يفضل ألوان معينة أو يرغب في شكل ملحقات معينة . . . إلى آخر أسباب التفضيل الإنساني المختلفة في الحياة الخاصة بكل إنسان واعتقاداته القديمة المترسخة أو المستحدثة .[/rtl]
[rtl]كذلك يمكننا القول أن اختلاف شكل وحجم المسبحة يختلف أيضا حسب اختلاف الشعوب والبقاع حيث اطلقت عليها مسميات حسب المنطقة المنتجة أو المستخدمة فقد قيل (مسبحة اسطمبولية) (عامية) دلالة على صناعة اسطمبول (ومسبحة نجفية) من انتاج مدينة النجف في العراق (ومسبحة يسر مكية) دلالة على مسبحة اليسر المفضفضة أو المنتجة في مكة (والأفغانية) على سبحة حجر البازهر . كما قيل (مسبحة ألمانية) دلالة على مسبحة الكهرب المنتجة في ألمانيا (والأرض روم) على مسبحة المتحجرات السوداء في تركيا والمنتجة من تلك المنطقة (والنيسابورية) على مسبحة الفيروز المنتجة في إيران وإلى آخر القائمة .[/rtl]
[rtl]وقد تطلق صفة حامل المسبحة على مسمى المسبحة أحيانا فقد يقال عن المسبحة الكثيرة العدد (حوالي 100 حبة) اسم (سبحة الدراويش) وأحيانا (سبحة صاحب الطريقة) وقد يقال أحيانا (سبحة الملا) وهي مسبحة رجل الدين في العراق (عامية) واليوم تسمى تلك ذات الألوان البهيجة والصغيرة الحبات (بالمسبحة الشبابية) استنادا لمستخدميها من الشباب أو غير الشباب . ولعل أكثر الناس من يطلق عليها اسما حسب نوع مادتها فيقال مسبحة الكهرب أو اليسر أو العقيق أو الفيروز ، وما إلى ذلك . ولقد تضاربت آراء الناس فيما يتعلق بتقديرات عمر كل مسبحة حسب أشكالها ومادتها أو ألوانها وأحجامها المتعددة . وبودنا القول في هذا المجال أن عمر المسبحة يقدر بالزمن الذي صنعت فيه وليس بزمن انتاج المواد الأولية المكونة لها . وبعض الناس من لديه تقديرات افتراضية جيدة وخصوصا فيما يتعلق بمسبحة الكهرب أو اليسر أو غيرها استنادا إلى خبرتهم الطويلة في مواصفات الأحجار وطرق الصنع المختلفة حسب تخصصات كل منطقة وحسب الوقت الذي سادت فيه صنعة معينة على أخرى ، فضلا عن تأثير حالة تقادم الومن على ألوان الحبات على سبيل المثال . واليوم ينتشر الباعة في كل مكان تقريبا ، وخصوصا للرخيصة منها ، وتجدها في الأسواق العامة أو في المتاجر أو قرب المراكز الدينية ، سواء تلك الموضوعة على بسطة أرضية أو معلقة في المتاجر مثل سوق خان الخليلي في مصر وسوق المدرسة المستنصرية القديمة في بغداد وسوق (قباغلي شارصي) في اسطامبول وحوانيت عمّان والشام ومكة المكرمة وأسواق عديدة أخرى .[/rtl]
[rtl]ومن الطريف هو ما حصل لتغير بيع الأماكن التقليدية للمسبحة وخصوصا الثمينة منها ، فهي قد تباع حاليا في المطارات ومتاجر الفنادق الكبرى أو محلات الجواهر في مدينة جنيف مثلا وفي مدن أوروبية أخرى كباريس ولندن ووارسو ونيويورك .[/rtl]
[rtl]وفيما يلي ندرج بعض التفاصيل العامة لعناصر ومكونات المسبحة من حيث حجم وشكل الحبات وعددها وأثر ذلك على أنواعها ، كما سندخل في بعض تفصيلات أشكال الفواصل والمنارات وملحقاتها الأخرى من خيوط وشرابات وما شابه ذلك .[/rtl]
[rtl][size=32]حجم وشكل الحبات في المسبحة[/rtl][/size]
[rtl] إن العوامل المؤثرة في هذا المجال قد تشمل ما يلي :[/rtl]
[rtl]· تأثير نوعية ومواصفات المادة المصنع منها وطريقة صنعها وشكلها المتوفر في الطبيعة ككثافة المادة وسمكها ولونها أو ندرتها .[/rtl]
[rtl]· الغرض المطلوب من استخدام المسبحة ، مثل الأغراض الدينية أو للتسلية أو غير ذلك .[/rtl]
[rtl]· الطلب العام للأفراد والجماعات أو الأسواق والكلفة الإنتاجية .[/rtl]
[rtl]ولو أخذنا الإجمالي العام لأكثر أنواع المسابح إنتاجا (وحسب مختلف الأشكال) فنجد أن معدل أقطارها يتراوح ما بين (4) إلى (11) ملم ، كما أطوال حباتها يتراوح أيضا بمعدل (4) إلى (15) ملم . أما الاستثناءات لهذه القاعدة فقد تصل بعض أحجام الحبات إلى قياسات كبيرة ، وأحيانا إلى حجم قبضة اليد وذلك لغرض التعليق في المنازل وعلى الجدران أوفي نوافذ المحلات لغرض الزينة ولفت الانتباه فقط ، على الرغم من تحبيذ بعض طرق الصوفية في السابق إلى المبالغة في حجم حبات المسبحة إلى الحد الذي كان بعضهم فيه يعلق سبحته في السقف عند مكان الخلوة للصلاة (عن كتاب البناني / تحفة أهل الفتوحات والأذواق ، وعن مقالة للدكتور جورج كلاس - مجلة الأسبوع العربي تاريخ العدد 7/2/1994/.) .[/rtl]
[rtl]إن أشكال حبات المسبحة من الناحية المظهرية العامة تكاد تلتقي في عدد من الأشكال حسب ما ذكرناه آنفا غير مبالين بالاستثناءات الواردة والشواذ من حباتها حيث يمكن تصنيف شكل الحبات عموما كما يلي :[/rtl]
[rtl]1) الشكل الإهليليجي (البيضوي) (Oval - shape) وهو الشكل الشائع وقد يضم في دفتيه أشكال أخرى .[/rtl]
[rtl]2) الشكل الكروي المتكامل .[/rtl]
[rtl]3) الشكل الاستامبولي (البندقي) .[/rtl]
[rtl]4) الشكل الاسطواني .[/rtl]
[rtl]5) الشكل الحمصي أو شكل حبات الذرة .[/rtl]
[rtl]6) الشكل اليوناني المسطح (اللوزي) .[/rtl]
[rtl]7) الشكل المضلع (الماسي الأوجه) ويسمى بالعامية العراقية (بالطراش) .[/rtl]
[rtl] والمطلوب في أشكال وأحجام حبات المسبحة الواحدة الشروط التالية :[/rtl]
[rtl]ü تماثل اللون أو تقاربه إلى حد كبير في كل حباتها .[/rtl]
[rtl]ü تماثل الحجم أو تدرجه أحيانا في كل الحبات (القديمة يتدرج حجم الحبات فيها) إن هذا التماثل يضمن السلاسة والمرونة الملائمة من الحركة .[/rtl]
[rtl]ü تماثل سعة الثقوب وتوازنها القائم مع قطر الحبات (هنا يجب التطرق إلى مسألتين الأولى تتعلق بفحص توازن ثقوب الحبات عن طريق ضغط جملة من حبات المسبحة وهي في خيطها من الطرفين باليد وعندها تظهر وبشكل بدائي انحرافات عملية التثقيب للحبة . والثانية بمد سلك معدني مستقيم جدا في حبات المسبحة ومسك السلك من طرفيه يوضح عدم تناسق واتزان سعة الثقوب في الحبات أو العكس) . والحقيقة ان عدم توازن ثقوب الحبات يؤدي إلى تشويه منظر المسبحة وعدم توازن الحبات في الحركة وقد يكون ذلك معرقلا للاستخدام المريح ومخففا لقيمة المسبحة بالتالي :[/rtl]
[rtl]ü ضرورة الحصول على أعلى درجات الدقة لصقل الحبات .[/rtl]
[rtl]إن تساوي الشروط السابقة ذكرها قد يجعل من المسبحة ما يجوز أن تسمى باسم (المسبحة الكاملة) بغض النظر عن ماهية المادة المصنعة منها ، على الرغم من أن ثمن وندرة المادة الخام هي المحدد الأساسي لثمن المسبحة . ولكن هنالك بعض المعوقات التي تجعل من الحبات غير متماثلة أحيانا ، ولعل أهمها الندرة في الطبيعة لبعض المواد من نوع واحد ولون واحد ، أو صعوبة التصنيع في المراحل الزمنية السابقة . ومثالنا على ذلك هو هو شكل وحبات الكهرب القديمة حيث نلاحظ اختلاف أحجام بعض حباتها أو اختلاف ألوانها في كل مسبحة ولعل سبب ذلك يعود إلى :[/rtl]
[rtl]ü ان الحرفي القديم كان يعاني كثيرا في عملية انتقاء وجمع الأحجار المناسبة للصناعة حيث يفرض عليه حالة من التدرج الحجمي واللوني لحبات المسبحة .[/rtl]
[rtl]ü خلال التقادم الزمني تفقد بعض الحبات أثر التداول والاستعمال لذا يرجع بعض الصناع إلى تعويض النقص في حبات أخرى يفترض أن تكون متشابهة وربما تصنع حبات أخرى من أحجار قديمة أو حبات قديمة .[/rtl]
[rtl]ü لقد حوّل بعض الناس حبيبات العقود والقلائد النسائية والتي معظمها متدرجة الحبات من صنع منارة لها إلى مسابح جديدة .[/rtl]
[rtl]ü كما اختار البعض من كان يحتفظ بمسبحة ذات أحجام حبات كبيرة تقسيم المسبحة إلى مسبحتين عن طريق إعادة تصنيع حبات المسبحة وقطعها . وهنا تفقد حبات المسبحة أحيانا تماثل اللون الواحد أو الحجم الواحد خصوصا عند حصول حالة من عدم اتقان قطع وخراطة القطع القديمة وعدم إزالة تغييرات اللون بسبب القدم أو غير ذلك .[/rtl]
[rtl]بشكل عام فإن أكثر أشكال الحبات شيوعا هو الشكل الاهليليجي البيضوي ومن ثم الكروي التام أو الناقص يليها أشكال الحبات الأخرى حيث تصل آخر القائمة إلى الشكل الماسي المضلع .[/rtl]
[rtl]أخيرا لا بد من الإشارة إلى بعض الحالات الاستثنائية في تغير صفة لون الحبات أو إضافة ألوان أخرى . إذ قد تشوى بعض الحبات بالنار وقد تقلى بعض الحبات في الدهون أو الزيوت أو المواد الأخرى الحارة ثم تغطس في محاليل صبغية تكون أحيانا مخلوطة بالكحول حيث يدخل اللون إلى التشققات في سطح الحبات المتأثرة بالحرارة ، وبعد ذلك توضع الحبات في سوائل باردة لتثبيت اللون الجديد ، حيث يتم انغلاق التشققات المتأثرة بدرجة الحرارة وتستعيد الحبة حالتها الأولى بالإضافة إلى اللون الجديد ، وبهذه المناسبة يحذر غير المختصين من القيام بهذه التجربة حيث قد تؤدي إلى تكسر وانشطار الحبات وقد لا تعود صالحة للاستعمال إطلاقا . عموما فلدى الحرفيين المصريين خبرة في هذه الطريقة.[/rtl]
[size=32]عدد الحبات في المسبحة[/size]
[rtl]يختلف عدد الحبات حسب ملائمة ذلك للأغراض التي تؤديها المسبحة أو شيوع استخدامها لدى فئة أو مجتمع ما. على العموم فهنالك نظاما ما يحيط بالعدد المناسب لحبات المسبحة انبثق تاريخيا أو موضعيا . وإذا ما حصرت أرقام عدد الحبات منذ أن شاع استخدام المسبحة وإلى اليوم ، فبالإمكان تقسيمها إلى الأنواع التالية :[/rtl]
[rtl]1) الدينية (99 حبة زائدا الملحقات) .[/rtl]
[rtl]2) الثلثية (33 حبة زائدا الملحقات) .[/rtl]
[rtl]3) الملائمة (45 - 66 حبة زائدا الملحقات) .[/rtl]
[rtl]4) العدد الزوجي (22 حبة مثلا) .[/rtl]
[rtl]5) المسبحة الألفية (1000 حبة زائدا الملحقات) .[/rtl]
[rtl]إن معظم المسابح في ديار العرب والمسلمين بنيت أعدادها على أساس الرقم الفردي (الوتري) وليس الرقم الزوجي (الشفعي) (ما عدا تلك الشائعة في اليونان مثلا أو بعض الأقطار الأخرى) . وندرج فيما يلي بعض التفصيل فيما يتعلق ببعض أسباب تحديد عدد الحبات في المسبحة :[/rtl]
[rtl]1 - : الأنواع الدينية : [/rtl]
[rtl] (99 حبة من غير الملحقات ونعني بالدينية هنا ارتباط العدد حسب الاستخدام الديني للتسبيح بعد الصلاة أو أثناء اليوم أو لغرض الاستخدام الديني للمتصوفين والدراويش في مجال التهليل والذكر والتشهد وإلخ . . .[/rtl]
[rtl]ويعود الرقم 99 إلى ما فصله بعض العلماء حول ارتباط عدد أسماء اللهرالحسنى وهي 99 اسما مباركا بعدد الحبات . عموما فهذا العدد يساعد في الحساب والتكرار لأسماء الله المقدسة بصفة أساسية ، واستخدمها آخرون لأغراض مثل التخيير أو الظهور بمظهر الوقار والتدين أو لزوما للتعود . ومن الناس من يلبسها في العنق أو يحملها في اليد أو يعلقها في منزله وهكذا . . .[/rtl]
[rtl]وتكون أعداد الحبات في هذه المسبحة أو السبحة منقسمة إلى ثلاث مجاميع كل مجموعة يبلغ عدد حباتها 33 حبة يفصلها عن بعض قطعتي الفواصل مضاف إليها المنارة في النهاية .[/rtl]
[rtl]لقد فرض هذا العدد على المسبحة أن تكون طويلة نسبيا ، وقد يكون طولها أحيانا ثلاثة أمثال الأنواع الدارجة الأخرى . وبسبب هذه الطبيعة اقتضى الأمر أن تكون المواد التي تصنع منها خفيفة الوزن وذات حجم محدد ، أي بتخفيض حجم الحبة ما أمكن لغرض الملائمة في الاستخدام والحمل .[/rtl]
[rtl]ولعل السبب المار ذكره فرض نوعيات معينة من المواد لصناعة هذا النوع ، لإيجاد صيغة وزنية تناسبية ما بين وزن وشكل وحجم الحبات وما بين وزن وحجم وطول السبحة الإجمالي . وبذلك فإن المواد الأولية لصناعتها في بداية الأمر كانت من المواد الخزفية أو من الأخشاب والعظام أو مادة اليسر .[/rtl]
[rtl]ثم دخلت أنواع جديدة من المواد لهذا النوع بعد تطور صناعة المسبحة وتحسن طرق التثقيب والصقل وتصغير حجم الحبات في حالة صناعتها من المواد الثقيلة (الوزن النوعي) ، لتوفير السلالة المطلوبة للتعامل مع الحبات أثناء التسبيح والاستعمال .[/rtl]
[rtl]ويلاحظ أن بعض الأنواع القديمة أو بعض الحديثة منها تتصف بصغر حباتها نسبيا حيث أن فواصلها تكون من النوع النافر أو الاسطواني أو المستعرضة (سنتطرق للموضوع عند مناقشة الفواصل) ولعل سبب وضع هذا النوع من الفواصل مردّه إلى إظهار تقسيم مجموعات المسبحة الثلاث (كل 33 حبة) بشكل واضح . واليوم يصنع هذا النوع من كل المواد المتاحة وبدون تحديد بعد تطبيق صورة التناسب الوزني والطولي .[/rtl]
[rtl]لقد ارتبطت هذه الأنواع بالأحاسيس الدينية لدى معظم الناس ، والواقع فإن أكثرها كان يباع ولا يزال إلى حد ما قرب المراكز الدينية مثل مكة المكرمة والمراقد المقدسة في الطرق وإيران وغيرهما .[/rtl]
[rtl]كذلك فإن معظم رجال الدين والشيوخ والعلماء والصوفيون وغيرهم كانوا يستخدمون مثل هذا النوع خلال القرون التي مضت مما ترك انطباعا قويا لدى معظم الناس عن ارتباطاتها الدينية بشكل متين . وقد تلفت هذه الظاهرة انتباه الزوار والمصلين عند زيارة المراكز الدينية والتكايا وحفلات الذكر والتهليل . فعند زيارة الأماكن المقدسة والحضرات الدينية في العراق أو مصر مثلا ، يلاحظ أن عددا كبيرا من الناس يحملون المسبحة ذات التسعة وتسعون حبة ، ومنهم الشيوخ والمعممين وطلاب الدين وبقية الزوار من الجالسين أو السائرين ، وقد يغلب اللون الأسود على هذه الأنواع من المسابح ولهذا الطابع منظر فريد قلما يراه الإنسان في معظم بقاع الارض الأخرى .[/rtl]
[rtl]وبسبب صغر حبات المسبحة ونوعية المواد المصنع منها فإن استخدامها عند التسبيح لا يعطي صوتا كبيرا أو واضحا عند تحريك الأصابع للحبات أو تداولها باليد ، وهي بذلك توفر عنصر من عناصر الهدوء والسكينة عند الاستخدام مسبغة حالة من الوقار والرزانة ، مقارنة ببقية الأنواع الأخرى الكبيرة الحبات والتي تثير نوع من الضجة (الطقطقة بالعامية) أثر الاستخدام في حالة السكون لبقية الأشياء المحيطة .[/rtl]
[rtl]على أية حال وبسبب حالات التمسك بالأعراف الدينية أو التشبه برجال الدين والتظاهر بالوقار الديني أحيانا ، فقد انتشر أمر استخدام هذا النوع إلى كافة الطبقات الاجتماعية . فأصبحت تستخدم في المقاهي والأندية وفي الشوارع وفي كل مكان تقريبا ، بل وأصبحت أحيانا تعطي دلالات متناقضة ، فقبيل منتصف هذا القرن ، قيل لنا ، أن الفتُوَّات (أي الشقاوات بالعامية العراقية) للمحال والحارات العراقية في بغداد أو غيرها من المدن في العراق ، كانوا يستخدمون هذه المسابح لغرض الزهو أو التظاهر او غيره حيث اتصفت المسبحة بألوان زاهية كالأحمر والأصفر أو الأخضر وإلخ . . . ملحق بها شرابات ملونة زاهية حيث يسيرون ويحملون المسبحة في الشوارع أو في المقاهي وأحيانا يداعبون حباتها بيد واحدة وقد اعتمروا الجراوية العراقية ( نوع من العمامة) مع لبس وارتداء الزبون العراقي (نوع من اللباس أشبه بالجلباب المقطع طوليا المنضبط بحزام وسطي) حيث انطبعت هذه الصورة بذهن كل بغدادي إلى يومنا هذا .[/rtl]
[rtl]عموما فالمسبحة ومهما كان عدد حباتها لا تمثل إلا مسبحة عند جماعة كبيرة من الناس ، وأصبح انتشار هذه الأنواع غير قاصر على فئة من الناس ، وإن كان الحال يشير أن تمسك بعض رجال الدين بذلك حاليا .[/rtl]
[rtl]ومن جملة هذا النوع الديني ، ما اصطلح على تسميته بمسابح الدراويش (أصحاب الطرق الصوفية) . والواقع أن معظم أصحاب هذه الفئة يستخدمون أصلا أنواع من هذا الطراز (أي 99 حبة) حيث ذكرت بعض المصادر (مقالة للدكتور جورج كلاس في مجلة الأسبوع العربي 7/2/1994م. - عن السبحة) أن الشيخ سيدي إبراهيم الدسوقي وهو من أعلام الصوفية كانت له مسبحة ، أطلق اسمه عليها أي (المسبحة البرهمية) وكانت هذه المسبحة ذات (99) حبة بنية اللون مع المنارة والفواصل (الشاهدان) .[/rtl]
[rtl]2 - : المسبحة الثلثية (33 حبة زائدا الملحقات) :[/rtl]
[rtl]عدد حباتها (33) حبة زائدا الملحقات إليها من الفاصلتين والمنارة ليكون العدد الإجمالي للقطع من هذا النوع هو (36) قطعة ما عدا الإضافات الأخرى . واليوم يعتبر هذا العدد من الحبات هو النوع الأكثر شيوعا والأعم من جميع الأنواع الأخرى ، سواء الأنواع المصنعة من الأحجار الكريمة أو شبه الكريمة أو تلك المتوسطة القيمة وحتى البلاستيك والمواد الترابية أو المواد الزهيدة الأخرى . ويشمل شكل الحبات جميع أنواع الأشكال بدون تحديد أو تمييز . والواقع أن المسبحة الثلثية مشتقة أساسا من المسابح الدينية (99) حبة التي أشرنا إليها ، وهي ثلث هذا الرقم ، وهناك إشارات من الماضي تفيد أن بعض الأقوام الأخرى خفضت عدد حبات قلائدها الدينية إلى ثلث العدد المحدد في المرحلة الأولى كما بينا ذلك آنفا .[/rtl]
[rtl]كذلك فإن هذا التقليص المشتق يوفر مزايا مختلفة من حيث وزنها الإجمالي ، وطولها ، وكلفتها النهائية وبعض خواص الملائمة العامة الملازمة مثل تكبير حجم أو تطويل الحبة الواحدة . فبالنسبة لوزن المسبحة ، فالمفضل دائما ، وبالتجربة والقياس ، أن لا يزيد وزنها عن (80) غراما (بمعنى أن يقل الوزن عن هذا الرقم وقد يزيد قليلا) وذلك للملائمة في حالة الاستخدام اليدوي على الرغم من وجود الرغبة الشديدة في تكبير حجم حبات المسبحة ، لإظهار جمال المادة المكونة . إن استخدام أنواع من الخامات او الأحجار ذات الوزن النوعي العالي يؤدي إلى صعوبة الاستخدام في حالة كونها تتألف من (99) حبة زائدا الملحقات (توجد الرغبة العارمة لبعض الناس لدى بعض المجتمعات في العراق وتركيا ومصر أو لبنان باتجاه تكبير الحبات) لذا فتقلص العدد إلى (33) حبة فقط يكون ملزما للمحافظة على الوزن النوعي المحتمل ، ولو افترضنا أن نفس الوزن النوعي للمادة الداخلة في صناعة المسبحة إجمالا (80) غراما فإن ذلك سيؤدي ، مع بقاء حجم الحبات ، إلى وصول وزن المسبحة ذات (99) حبة زائدا الملحقات إلى حوالي أكثر من 250 غراما وهو وزن ثقيل نسبيا للحمل والاستخدام اليومي المستمر ، على الرغم من وجود بعض الاستثناءات القليلة لذلك . كذلك الحال بالنسبة لطول المسبحة نفسها .[/rtl]
[rtl]فلو تصورنا أن طول الحبة الواحدة الملائم لاستخدام الاصابع يتراوح بحدود سنتمتر واحد (10 ملم يزيد أو يقل قليلا) فإن محيط المسبحة يكون بحدود (36) أو (40) سنتمترا ، وعند انطباق المحيط يكون طول المسبحة يقل عن (20) سنتمترا وهو طول مناسب وملائم للاستخدام . أما إذا بقيت الحال لنفس طول الحبات المشار إليها وطبقت في المسبحة ذات 99 حبة ، فإن المحيط في هذه الحالة سيكون قرابة المتر ، وطولها سيكون قرابة النصف متر ، وهذا بطبيعة الحال أمر غير معقول بالنسبة للناحية العملية .[/rtl]
[rtl]كما أن مسابح اليوم من المواد النفيسة كالكهرب والأحجار شبه الكريمة ، وبغض النظر عن رغبات عموم الناس ، فهي ذات كلف عالية ، ولها علاقة سعرية بالوزن ، مما يستدعي بالتالي تقليل الكلفة الإجمالية عن طريق تخفيض عدد الحبات أولا ثم تخفيض وزن الحبة الواحدة ثانيا . وبذلك فغن عناصر تكلفة المواد وندرتها وشكلها في الطبيعة ، أو تطعيمها المكلف ، تفرض أحيانا تصغير عدد الحبات إلى 33 حبة زائدا الملحقات بدلا من تزايدها في معظم الحالات .[/rtl]
[rtl]ولقد لوحظ أن معظم الانتاج الحالي هو بحدود 33 حبة في المسبحة الواحدة . ومن كافة أنواع المواد والأشكال والاحجام المختلفة من الحبات ، والمسبحة ذات 33 حبة أكثر الأنواع ملائمة للأحجار شبه الكريمة كاليسر والكهرب والمرجان وغيرها .[/rtl]
[rtl]3 - : المسابح الملائمة (45 - 65) حبة :[/rtl]
[rtl]انتشرت هذه الأنواع في الأسواق ومنذ فترة لا تزيد عن نصف قرن وإن كانت بنسبة أقل مقارنة بانتشار المسابح ذات 33 حبة / ولم نجد في الواقع أي تفسير للعدد غير كونه اجتهاد من من الناس أو صناع المسابح أو بائعيها وإلخ . . . . . ) [وردت في السنة عدة أحاديث تشير إلى تحديد بعض الأدعية بعدد من المرات محددة بـ 33 مرة ، أو 99 مرة إلخ . . . . ] للملائمة وايجاد صيغة مناسبة توازن ما بين وزن وطول السبحة ونوعية المواد المستخدمة والكلفة النهائية ، لذلك فهي تخص الملائمة ولهذا ارتأينا إطلاق اسم الملائمة عليها . ومعظم هذا النوع يكون حجم الحبات فيها صغيرا وقد يصغر عن حجم حبات المسابح الثلثية المار ذكرها ويقترب كثيرا من حجم حبات المسابح ذات (99) حبة ، إذا تساوت الشروط الوزنية أو الحجمية الأخرى .[/rtl]
[rtl]عموما يكون معدل طول الحبة لا يزيد عن (5) ملم وقطرها قد يزيد أو يقل عن ذلك .[/rtl]
[rtl]إن ما ينطبق على المسابح الثلثية من حيث المواصفات ينطبق على هذا النوع الملائم . وتقسم حبات المسبحة ذات (45) حبة إلى ثلاث أقسام وبعدد (15) حبة تفصل بينهما الفاصلتين مع إضافة المئذنة . أما السبحة ذات (65) حبة فتكون أقسامها غير متساوية عند وضع الفواصل فهي : (21 ، 23 ، 21) حبة في كل جزء .[/rtl]
[rtl]4 - : المسابح ذات العدد الزوجي (مثل 22 حبة) :[/rtl]
[rtl]هناك بعض المسابح ذات الأعداد الزوجية ، مثل تلك المستخدمة في الهند والتبت ، أو تلك المستخدمة في اليونان ، وبعض الفئات الاجتماعية من غير المسلمين . لقد استطلعنا بعض التي رأيناها في اليونان مثلا ، ووجدنا ان بعضها يكون عدد حباتها (22) أو (44) حبة من غير الفواصل أو معها ، مع وجود قطعة أخرى شبيهة بالمنارة في نهاية المسبحة ، وان طابع شكل حبات بعضها يميل أن يكون بشكل حبات اللوز المسطحة ، وبنفس الحجم تقريبا ، وإن كان هناك مسابح حباتها مشابهة بشكل بقية حبات المسابح في كافة الدول العربية والإسلامية . ولربما يعود السبب إلى تأثير الحضارة الإغريقية أو المصرية القديمة في التماس تلك الشعوب للحلي الخاصة بالتزين مثل الأسورة المعصمية أو الوندية والتي كانت شائعة آنذاك . ولعله أيضا أن عدد القطع وحجمها في المسبحة قد يكون مأخوذا من تأثيرات محلية حيث تكون هناك إمكانية لبس المسبحة في المعصم والزند مثلها مثل الأسورة في أول الأمر ثم انتهت إلى الاستخدام اليدوي . أما الاستخدام للمسبحة فقد يكون جاء عن طريق العثمانيين بالنسبة إلى بعض المناطق الأوربية .[/rtl]
[rtl]إن استخدام الشعوب الأخرى غير الإسلامية للمسبحة لا يرتبط به نفس المعنى الديني بالنسبة للمسلمين . فلا أهمية والحالة هذه لعدد الحبات سواء أكان فرديا أم زوجيا أو بلغ الرقم كذا أو لم يبلغ ، فالمسبحة لديهم وسواء أكانت متوارثة أو مستجلبة فهي أداة تسلية وتعوّد أو أداة ظريفة لتمرير الوقت .[/rtl]
[rtl]والحقيقة فإن واقع اليوم يشير إلى أن كثيرا من الناس لا يهتم في الواقع بالعدد المطلوب للحبات ، وإن كان هناك أغلبية من الناس من يدرك أن المسبحة يجب أن تكون وتتألف على الأساس الديني (99 حبة) أو على الأساس الثلثي (33 حبة) وان لا يتحقق في أسباب ذلك .[/rtl]
[rtl]5 - : ومن الأنواع الدينية - المسبحة الألفية (1000 حبة زائدا الملحقات) :[/rtl]
[rtl]النوع الآخر هو ما اطلق عليه أحيانا (بالمسبحة الألفية) أي أن عدد حباتها ألف حبة (أدورلين - المصريون المحدثون - القاهرة - الفجالة 1926م.) وتستخدم هذه المسبحة الألفية عند القيام ببعض الشعائر الدينية كذكر الله وأسمائه الحسنى ألف مرة ، وإجراء التكرر أو ذكر جملة (الله حي) كذلك ، أو (سبحان الله) وقد قيل أن للمصريين السابقين شعائر يحييها المتصوفون أو الدراويش ، في حالات الوفاة تسمى (شعائر السبحة) أو ليلة السبحة وذلك باستخدام المسبحة بالذكر والتهليل (لا إله إلا الله) لغرض كسب الرحمة والمغفرة لروح الميت . عموما كما وقد تطرق إلى أسماعنا استخدام المسبحة الألفية لدى بعض أصحاب الطرق الصوفية في أماكن متعددة أخرى مثل العراق وتركيا وغيرها . أما في بقية أنحاء العالم فتنتشر المسبحة الدينية لدى بعض الكهنة في أوروبا والهند والصين والتبت واليابان .[/rtl]
[rtl]ولو بالحصى[/rtl]
[rtl] أما عن المسبحة والعدد فالأدلة عقلية ونقلية لا سبيل لإنكارها فمن ذلك أن الله تعالت حكمته قيد العبادات في الأوقات والمقادير، فما من عبادة إلا ولها كم وكيف وميقات، فإذا تحقق هذا في الأركان والفرائض فما الغريب فى كونه فى النوافل حاصل؟! ومن وجه آخر إذا كان من أسماء الله الحسنى الاسمان الكريمان الحسيب والحصى .. فمن المعروف أن لكل اسم في الكون تجلى فكيف يكون تجليهما في أشرف الأعمال على الإطلاق وهو العبادة؟ فلا شك أن يكون الحساب والإحصاء ظاهرين في كل العبادات الفرضية والنفلية!!! وهكذا صنع الشارع ... فقد أخرج الترمذي والحاكم والطبراني عن السيدة صفية رضى الله عنها قالت (دخل عليّ رسول الله) وبين يدى أربعة آلاف نواة أسبح بهن فقال: ما هذا يا بنت حيى قلت: أسبح بهن قال: قد سبحت منذ قمت على رأسك اكثر من هذا .. قلت: علمني يا رسول الله قال: قولي: سبحان الله عدد ما خلق من شئ). وأخرج ابن سعد عن حكيم بن الديلمى أن سيدنا سعد بن أبى وقاص كان يسبح بالحصى .. وقال ابن سعد فى الطبقات عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن جابر عن إمرأة حدثته عن فاطمة بنت الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم أنها كانت تسبح بخيط معقود .. وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الزهد من طريق نعيم بن محرز بن أبى هريرة عن جده أبى هريرة : إنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به ... وقد نقل سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني فى الانتصار عن الإمام السيوطى: وقد اتخذ السبحة سادات يشار إليهم ويؤخذ عنهم ويعتمد عليهم كأبي هريرة : كان له خيط فيه ألفا عقدة فكان لا ينام حتى يسبح به ثنتى عشرة ألف تسبيحة ؛ قاله عكرمة.[/rtl]
[rtl]الفواصل (Dividers) والمنارة (Minaret)[/rtl]
[rtl]تفصل مجموعات حبات المسبحة الثلاث ، وعلى مختلف مواد أنواعها إلا ما ندر ، قطع ثلاث ، اثنين منها تقسم أجزاء مجموعات الحبات إلى ثلاث مجاميع ، وهي الفواصل ، والقطعة الثالثة تسمى المنارة وهي قطعة نهاية المسبحة . ولغرض التوضيح فإننا سنتطرق إلى ذلك على هذا النحو :[/rtl]
[rtl]الفواصل (Dividers) والفاصلة :[/rtl]
[rtl]لقد أطلقنا عليها كلمة الفواصل جمعا (Dividers) أو الفاصلة كمفرد لأنها في الواقع تفصل بين المجاميع الثلاث لحبات المسبحة الواحدة ويكون عددها فاصلتين ، ففي حالة المسبحة ذات (33) حبة تقع الفاصلة بعد كل (11) حبة والتي تمثل جزءا من أقسام المسبحة ، وهكذا الحال بالنسبة لبقية أنواع المسابح حسب عدد الحبات ، أما تسمياتها فتختلف حسب الدول والمناطق أو حسب اللهجات العامية فيها .[/rtl]
[rtl]ومن جانبنا لم نجد وصفا أفضل من كلمة الفاصلة من الناحية اللغوية أو الوصفية والعملية . ومن الأسماء الشائعة الأخرى لها اسم (الخاصرات) ، ومفردها (خاصرة) ، ويعني ذلك أن هاتين القطعتين تخصّر مجموعة اقسام المسبحة أو تخصّر المسبحة عند الوسط . كما قد يطلق عليها اسم (الشواهد) مفردها شاهود بالعامية في بعض الدول مثل العراق أو لبنان ، وقد تسمى أحيانا بالشاهدين (مثنى) لأن المسبّح عند انتهائه من ذكر بعض أسماء الله الحسنى أو ذكر المولى بالتنزيه فهو يصل إلى منطقة الفاصلة او الشاهد ويتشهد عندها بقوله (أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله) . وبعض الناس أطلقوا عليها أسماء أخرى . والفواصل عدا عن وظيفتها في فصل أقسام المسبحة الثلاث ، فغن إضافتها يشكل مسحة جمالية أخرى .(أيضا في السبحة ذات (33) حبة تُعلمك الفاصلة أنك قمت بعدّ (11) مرة والرقم 11 في الذكر والتسبيح ورد في بعض الأحاديث ، أيضا في السبحة ذات (99) حبة تُعلمك الفاصلة أنك قمت بعدّ (33) مرة والرقم 33 في الذكر والتسبيح ورد في بعض الأحاديث أيضا) وعادة ما تصنع من نفس مادة الحبات وأحيانا يستعاض عنها بمادة أخرى مغايرة (كالذهب أو الفضة) ، وقد تطعم الفواصل الذهبية أو الفضية بأحجار المجوهرات الثمينة أو تلون بمادة الميناء أو تزخرف بشكل جميل اتساقا مع شكل المنارة . ويتطلب الأمر أن تكون الفواصل متناسقة من حيث الحجم والشكل مع بقية عناصر المسبحة الأخرى ، كما أن موقعها في وسط أقسام المسبحة يتطلب في حقيقة الأمر أن تكون في حالة من الصلادة والشكل المعين الذي يحول دون التكسر والانشطار اثر تساقط حبات المسبحة الأخرى عليها أثناء الاستخدام أو إذا ما تصادف سقوطها على أرض قاسية .[/rtl]
[rtl]إن للفواصل أشكالا مختلفة واستطعنا تحديدها حسب أشكالها العامة إلى ثلاثة أنماط شائعة ، وهي نمط الشكل الطبقي المستعرض ، ونمط الشكل الكروي ونمط الشكل النافر أو الاسطواني وكما يلي :[/rtl]
[rtl]1- الشكل الطبقي للفواصل :[/rtl]
[rtl]المعتاد في هذا الشكل صنع الفاصلتين على شكل طبق أو قرص تكون منطقة وسطه المثقوبة عادة ضعفي سمك حواف محيطه الدائري ، أو تزيد عن ذلك أحيانا ، والغرض الذي تصنع فيه بهذا الشكل يعود إلى ضرورة توفير نوع من الحماية للفاصلة من الانشطار أو التكسير عند وقوع حبات المسبحة عليها وخصوصا لبعض المواد الضعيفة أو الهشة . غير أن هنالك العديد من الفاصلات الطبقية والتي تكون بشكل طبق متماثل السمك من أطرافه ووسطه . وقد تصغر أو تكبر الفواصل الطبقية عن محيط قطر الحبات حسب نسق الصنع والتعود لمختلف الدول أوالفئات المستخدمة ، وقد رأينا بعضا منها ذات المنشأ الهندي يكون محيط الفاصلة الطبقية أكبر بكثير من الحبات . عموما فمعظم هذا النوع من الفواصل يكون محيطها مشابه لمحيط حبات المسبحة أو يقل عنه قليلا .[/rtl]
[rtl]وفي كل الأحوال فالمطلوب تنعيم حواف الفاصلة الطبقية أو القرصية حتى تلائم الاستخدام اليدوي السلس ، وإن كانت بعض حواف الفاصلات مضلعة الشكل أو مطعمة حسب نسق وشكل المنارة أو الحبات .[/rtl]
[rtl]كذلك يتطلب الأمر عناية فائقة في التثقيب من حيث سعة ومرونة الثقب فضلا عن ضرورة وقوع ثقبها في وسط الفاصلة تماما وبزاوية قائمة مع قطر القطعة المار بالحواف . إن ميل التثقيب أو الثقب يشوّه منظر المسبحة عموما ، ومعظم هذه التشوهات تحصل عندما تثقب بعض الفواصل أحيانا بعد عملية الخراطة أو الصنع .[/rtl]
[rtl]أخيرا فإن بعض الشعوب قد يسمون الفواصل بالدرك (عامية) "ومعناه الدرق ، وهي الدروع الحربية القديمة للمقاتل" ومفردها دركة (أي درقة) .[/rtl]
[rtl]2 - الشكل الكروي للفواصل :[/rtl]
[rtl]وينطبق الشكل المذكور على بعض الفواصل ويكون معظمها أصغر حجما من حبات المسبحة ، وقد تكون فيه بقدر نصف حجم الحبات تقريبا شريطة تساوي الثقوب وتناسقها مع ثقوب الحبات الأخرى ، ضمان للسلاسة والتناسق والمرونة . ولقد شاع مؤخرا هذا النوع من الفواصل لسببين ، الأول يعود إلى الصنّاع الحاليين لمواد الأحجار شبه الكريمة أو المقلدة وحتى البلاستيك يفضلون إنتاج حبيبات كروية لضمان نسق الإنتاج ، والثاني كونها تسهل تعويض الفواصل عند التكسر والانشطار باللجوء إلى حبات كروية صغيرة تستخدم كفواصل ، وقد تكون هذه الفواصل أيضا من نفس نوعية المادة لحبات المسبحة أو مقاربة إلى ألوانها أو تصنع من الفضة أو الذهب أحيانا أو تطعم وتزخرف .[/rtl]
[rtl]3 - الشكل النافر أو الاسطواني :[/rtl]
[rtl]لعل أقدم أنواع الفواصل هو هذا النوع من الفواصل وخصوصا لدى صناع المسابح في استانبول والقاهرة والنجف في (العراق) وغيرها حيث لا زالت تستخدم في المسابح الدينية ذات (99 حبة) إلى هذا اليوم . ويمثل هذا الشكل وبمظهره العام شكلا اسطوانيا أو مخروطيا أحد أطرافه مخروطيا والطرف الآخر في الاسطوانة مستويا كالقرص ، مع إضافة حز وأحد او أكثر على محيط الفاصلة ، وعادة يكون الثقب في محيط الاسطوانة الأقرب إلى الجزء الغير مخروطي منها ، وينطبق ما قيل عن التثقيب في النوع الفائت من الفواصل على هذا النوع من الفواصل أيضا وإن كان تأثيره أكثر حدّة ، حيث أن الميل الشديد للثقب يجعل الشكل الاسطواني مائلا بالنسبة لبقية الحبات بشكل واضح جدا . عموما فشكل الفواصل الاسطواني أتاح للصناع ومنذ القدم إجراء زخرفات متنوعة عليها مما أضفى على المسبحة عموما جمالية حرفية رائعة ، خصوصا وأن هذه الفواصل يكون شكلها نافرا عن بقية حبات المسبحة وبذلك تتميز الفواصل عن بقية الحبات . وقد قام بعض الصناع على سبيل المثال ، بحفر وثقب بمنطقة الجزء النافر من الاسطوانة ووضع عدسة صغيرة جدا في جانبي الاسطوانة بعد أن دسّت في وسط الثقب صورة مصغرة جدا مرسومة على مادة شفافة ، لمكة المكرمة أو الحرم النبوي الشريف أو بعض الكتابات ، مما أمكن النظر من خلال إحدى العدسات الصغيرة التي أشرنا إليها ورؤية المحتويات ، وبذلك اكتسبت المسبحة بالإضافة إلى وظيفتها الأساسية تبركا دينيا جذابا لخصوصية هذه الأماكن المقدسة ، وإن كنا لا نرى مثل هذه الفواصل في هذه الأيام .[/rtl]
[rtl]على العموم فهنالك أشكال أخرى للفواصل تكونت وشكلت حسب اجتهادات المصنعين والناس في مختلف الأماكن .[/rtl]