منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 إسلاميّات 

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأربعاء 14 أكتوبر 2015, 7:54 am

[size=40]إسلاميّات[/size] 


زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام
بنات الرسول عليه الصلاة والسلام
مع الحبيب المُصطفى
حملة رسالة الإسلام الأولون
المسلمون الأوائل


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالسبت 17 أكتوبر 2015, 6:26 am

إسلاميّات  157

خديجة بنت خويلد

هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية زوج النبي صل الله عليه وسلم أم المؤمنين. ولدت بمكة ونشأت في بيت مجد وشرف ورياسة فنشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة واتصفت بالحزم والعقل والعفة فكانت تدعى في الجاهلية الطاهرة.
تزوجت قبل زواجها برسول الله صل الله عليه وسلم مرتين باثنين من سادات العرب: عتيق بن عائذ المخزومي وأبي هالة هند بن زرارة التميمي.
كانت ذات مال وتجارة تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثها إلى الشام، وبلغها عن محمد بن عبد الله كرم أخلاقه وصدقه وأمانته فعرضت عليه الخروج في مالها إلى الشام مع غلامها ميسرة، فقبل وخرج في تجارتها وعاد بأرباح كبيرة، وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه وصفاته المتميزة فرغبت في الزواج منه وعرضت صديقتها نفيسة بنت منية عليه الزواج من خديجة فقبل وتزوجها، وكان عمره خمسة وعشرين عاماً وعمرها أربعين. ولم يتزوج عليها غيرها طيلة حياتها وولدت له: القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.
ولما بُعث رسول الله صل الله عليه وسلم كانت خديجة أول من آمن به.
فقد عاد إليها صلى الله عليه وسلم من غار حراء وهو يرتجف وحدثها عما جرى له في أول لقاء مع الوحي وقال: (لقد خشيت على نفسي) فقالت له في ثقة ويقين: (إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكَلّ وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) وكانت بعد ذلك الزوجة المثالية التي تخفف عنه ما يعانيه من أذى قومه تثبته وتصدّقه وتهون عليه أمر الناس، فكانت لرسول الله صل الله عليه وسلم نعم الملاذ والسكن والوزير.
بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. وقال عنها: خير نساء العالمين: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صل الله عليه وسلم.
توفيت قبل الهجرة بثلاث سنوات في شهر رمضان ودفنت بالحجون في مكة وحزن عليها رسول الله صل الله عليه وسلم حزناً شديداً.
وكان كثير الذكر لها بعد موتها ولم يسأم من الثناء عليها حتى غارت السيدة عائشة وقالت: لقد عوضك الله من كبيرة السن فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً عظيماً حتى تمنت أن يذهب الله غضب رسوله ولا تعود لذلك أبداً. تقول: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي صل الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة. فيقول: إنها كانت وكان لي منها ولد. وزادت غيرتها ذات يوم فقالت له: هل كانت إلا عجوزاً فقد أبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: (لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء) [مسند أحمد 6/118 ـ ابن حجر في فتح الباري 7/140، 9/327 ـ ابن كثير في البداية والنهاية 3/126].


سودة بنت زمعة رضي الله عنها

أول امرأة تزوجها الرسول بعد خديجة وبها نزلت آية الحجاب

اسمها ونسبها:
هي أم المؤمنين سوده بنت زمعة بن قيس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، وأمها الشمّوس بنت قيس بن زيد بن عمر الأنصارية.

إسلامها:
كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، من فوا ضل نساء عصرها. كانت قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري. ولما أسلمت بايعت النبي صل الله عليه وسلم وأسلم معها زوجها السكران وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، وذاقت الويل في الذهاب معه والإياب حتى مات عنها وتركها حزينة مقهورة لا عون لها ولا حرفة وأبوها شيخ كبير.

زواجها:
في حديث لعائشة عن خولة بنت حكيم، أن خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن مظعون لما عرض على رسول الله صل الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها: أنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء.
فعرضت الزواج من سوده بنت زمعة، فهي امرأة كبيرة وواعية، رزان ومؤمنة، وأن جاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال. ولم تكد خولة تتم كلامها حتى أثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم فأتى فتزوجها. تزوج النبي صل الله عليه وسلم بسودة ولديها ستة أبناء وكان زواجها في رمضان في السنة العاشرة من النبوة، بعد وفاة خديجة بمكة، وقيل: سنة ثمانية للهجرة على صداق قدره أربعمائة درهم، وهاجر بها إلى المدينة.

فضلها:
تعد سودة رضي الله عنها من فواضل نساء عصرها، أسلمت وبايعت النبي صل الله عليه وسلم، وهاجرت إلى أرض الحبشة.
تزوج بها الرسول صل الله عليه وسلم وكانت إحدى أحب زوجاته إلى قلبه، عرفت بالصلاح والتقوى، روت عن النبي أحاديث كثيرة وروى عنها الكثير. ونزلت بها آية الحجاب، فسجد لها ابن عباس. وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها حيث كانت امرأة تحب الصدقة.

صفاتها:
لما دخلت عائشة رضي الله عنها بيت الرسول صلى الله عليه وسلم زوجة محبوبة تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، شاءت سودة أن تتخلى عن مكانها في بيت محمد صل الله عليه وسلم فهي لم تأخذ منه إلا الرحمة والمكرمة، وهذه عائشة يدنيها من الرسول المودة والإيثار والاعتزاز بأبيها، وملاحة يهواها الرجل.
وقد أنس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بمرحها وصباها في بيته فانقبضت سودة وبدت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول صل الله عليه وسلم يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سودة وقد هدأت بها غيرة الأنثى: يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك.
ووطدت سوده نفسها على أن تروض غيرتها بالتقوى، وأن تسقط يومها لعائشة وتؤثرها على نفسها، وبعد أن تزوج الرسول صل الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر جبراً لخاطرها المكسور بعد وفاة زوجها وسنها لم يتجاوز الثامنة عشر، هانت لدى سودة الحياة مع ضرتين ندتين كلتاهما تعتز بأبيها، ولكنها كانت أقرب لعائشة ترضيها لمرضاة زوجها.
وكانت سوده ذات أخلاق حميدة، امرأة صالحة تحب الصدقة كثيراً، فقالت عنها عائشة رضي الله عنها: اجتمع أزواج النبي عنده ذات يوم فقلن: يا رسول الله أيّنا أسرع بك لحاقاً؟ قال: أطولكن يداً، فأخذنا قصبة وزرعناها؟ فكانت زمعة أطول ذراعاً فتوفي رسول الله صل الله عليه وسلم فعرفنا بعد ذلك أن طول يدها كانت من الصدقة.
عن هشام، عن ابن سيرين: أن عمر رضي الله عنه- بعث إلى سودة بفرارة دراهم، فقالت: في الغرارة مثل التمر، يا جارية: بلغيني الفتح، ففرقتها.

أعمالها:
روت سودة رضي الله عنها خمسة أحاديث، وروى عنها عبد الله بن عباس ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعدين زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري.

وفاتها:
توفيت سودة في آخر زمن عمر بن الخطاب، ويقال إنها توفيت بالمدينة المنورة في شوال سنة أربعة وخمسون، وفي خلافة معاوية. ولما توفيت سوده سجد ابن عباس فقيل له في ذلك؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا رأيتم آية فاسجدوا" ، فأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صل الله عليه وسلم.


عائشة بنت الصديق رضي الله عنها


المقدمة
إن ما دفعني للخوض في حياة السيدة عائشة (رضي الله عنها) هو ما لهذه الإنسانة من عقل نير، وذكاء حاد ، وعلم جم. ولدورها الفعال في خدمة الفكر الإسلامي من خلال نقلها لأحاديث رسول الله وتفسيرها لكثير من جوانب حياة الرسول r واجتهاداتها . وهي كذلك المرأة التي تخطت حدود دورها كامرأة لتصبح معلمة أمة بأكملها ألا وهي الأمة الإسلامية. لقد كانت (رضي الله عنها) من أبرع الناس في القرآن والحديث و الفقه، فقد قال عنها عروة بن الزبير (( ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عرب ولا بنسب من عائشة)).
وفي هذه النقطة البحثية تطرقت إلى ثلاث مجالات تميزت فيهم السيدة عائشة وهي :
1. علمها وتعليمها .
2. السيدة المفسرة المحدثة.
3. السيدة الفقيه .
وقد اخترت هذه المجالات، لأهميتها ولأثرها الواضح في المجتمع والفكر الإسلامي، فهي (رضي الله عنها) بعلمها ودرايتها ساهمت بتصحيح المفاهيم، والتوجيه لإتباع سنة رسول الله r. فقد كان أهل العلم يقصدونها للأخذ من علمها الغزير، فأصبحت بذلك نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه.تلكم هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان، زوجة رسول الله وأفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالقرآن والحديث والفقه. ولدت بمكة المكرمة في العام الثامن قبل الهجرة ، تزوجها الرسول r في السنة الثانية للهجرة، فكانت أكثر نسائه رواية لأحاديثه.
كانت من أحب نساء الرسول إليه، وتحكي (رضي الله عنها) عن ذلك فتقول ((فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)، ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)،واستأذن النبي r نساءه في مرضه قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن، فأذنّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري، ودفن في بيتي)) توفيت (رضي الله عنها) في الثامنة والخمسين للهجرة.

علمها وتعليمها
تعد عائشة (رضي الله عنها) من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً، فقد أحيطت بعلم كل ما يتصل بالدين من قرآن وحديث وتفسير وفقه. وكانت (رضي الله عنها) مرجعاً لأصحاب رسول الله عندما يستعصي عليهم أمر، فقد كانوا (رضي الله عنهم) يستفتونها فيجدون لديها حلاً لما أشكل عليهم. حيث قال أبو موسى الأشعري: ((ما أشكل علينا – أصحاب رسول الله r حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً)) .
وقد كان مقام السيدة عائشة بين المسلمين مقام الأستاذ من تلاميذه، حيث أنها إذا سمعت من علماء المسلمين والصحابة روايات ليست على وجهها الصحيح،تقوم بالتصحيح لهم وتبين ما خفي عليهم، فاشتهر ذلك عنها ، وأصبح كل من يشك في رواية أتاها سائلاً.
لقد تميزت السيدة بعلمها الرفيع لعوامل مكنتها من أن تصل إلى هذه المكانة، من أهم هذه العوامل:
* ذكائها الحاد وقوة ذاكرتها، وذلك لكثرة ما روت عن النبي r .
* زواجها في سن مبكر من النبيr ، ونشأتها في بيت النبوة، فأصبحت (رضي الله عنها) التلميذة النبوية.
* كثرة ما نزل من الوحي في حجرتها، وهذا بما فضلت به بين نساء رسول الله.
* حبها للعلم و المعرفة، فقد كانت تسأل و تستفسر إذا لم تعرف أمراً أو استعصى عليها مسائلة، فقد قال عنها ابن أبي مليكة ((كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه)).
ونتيجة لعلمها وفقهها أصبحت حجرتها المباركة وجهة طلاب العلم حتى غدت هذه الحجرة أول مدارس الإسلام وأعظمها أثر في تاريخ الإسلام. وكانت (رضي الله عنها) تضع حجاباً بينها وبين تلاميذها، وذلك لما قاله مسروق((سمعت تصفيقها بيديها من وراء الحجاب)).
لقد اتبعت السيدة أساليب رفيعة في تعليمها متبعة بذلك نهج رسول الله في تعليمه لأصحابه. من هذه الأساليب عدم الإسراع في الكلام وإنما التأني ليتمكن المتعلم من الاستيعاب،(Cool . فقد قال عروة إن السيدة عائشة قالت مستنكرة ((ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدّث عن رسول الله r يسمعني ذلك، وكنت أسبِّح أصلي فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه، إن رسول الله r لم يكن يسرد الحديث كسردكم.
كذلك من أساليبها في التعليم، التعليم أحياناً بالإسلوب العملي، وذلك توضيحاً للأحكام الشرعية العملية كالوضوء. كما أنها كانت لا تتحرج في الإجابة على المستفتي في أي مسائلة من مسائل الدين ولو كانت في أدق مسائل الإنسان الخاصة.
كذلك لاحظنا بأن السيدة عائشة كانت تستخدم الإسلوب العلمي المقترن بالأدلة سواء كانت من الكتاب أو السنة. ويتضح ذلك في رواية مسروق حيث قال((كنت متكئاً عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة،ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن ؟ قالت: من زعم أن محمداً r رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئاً فجلست فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل (ولقد رآه بالأفق المبين.ولقد رآه نزلةً أخرى)
فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله r ، فقال: ( إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين،رأيته مهبطاً من السماء سادّاً عِظَمُ خلقه ما بين السماء و الأرض) فقالت: أولم تسمع أن الله يقولSadلا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) أو لم تسمع أن الله يقولSadوما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌ حكيم).
قالت: ومن زعم أن رسول الله r كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية ، و الله يقول: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ). قالت: ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية ، والله يقول ( قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلا الله)
وبذلك يتضح لنا بأن السيدة عائشة (رضي الله عنها) كانت معقلاً للفكر الإسلامي، وسراجاً يضيء على طلاب العلم. ولذكائها و حبها للعلم كان النبي r يحبها ويؤثرها حيث قالSad(كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).

السيدة المفسرة المحدثة
كانت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عالمة مفسرة ومحدثة، تعلم نساء المؤمنين،ويسألها كثير من الصحابة في أمور الدين،فقد هيأ لها الله سبحانه كل الأسباب التي جعلت منها أحد أعلام التفسير والحديث. وإذا تطرقنا إلى دورها العظيم في التفسير فإننا نجد أن كونها ابنة أبو بكر الصديق هو أحد الأسباب التي مكنتها من احتلال هذه المكانة في عالم التفسير، حيث أنها منذ نعومة أظافرها وهي تسمع القرآن من فم والدها الصديق، كما أن ذكائها وقوة ذاكرتها سبب آخر، ونلاحظ ذلك من قولهاSad( لقد نزل بمكة على محمد r وإني لجارية ألعب (بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده)).
ومن أهم الأسباب إنها كانت تشهد نزول الوحي على رسول الله، وكانت (رضي الله عنها) تسأل الرسول عن معاني القرآن الكريم وإلى ما تشير إليه بعض الآيات.فجمعت بذلك شرف تلقي القرآن من النبي r فور نزوله وتلقي معانيه أيضا من رسول الله. وقد جمعت (رضي الله عنها) إلى جانب ذلك كل ما يحتاجه المفسر كقوتها في اللغة العربية وفصاحة لسانها وعلو بيانها.

كانت السيدة تحرص على تفسير القرآن الكريم بما يتناسب وأصول الدين وعقائده، ويتضح ذلك في ما قاله عروة يسأل السيدة عائشة عن قوله تعالى(( حتى إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كُذِبُوا جاءهم نصرنا…)) قلت: أكُذِبُوا أم كُذِّبُوا؟ قالت عائشة: كُذِّبُوا، قلت: قد استيقنوا أن قومهم كذّبوهم فما هو بالظن، قالت: أجل لعمري قد استيقنوا بذلك، فقلت لها:وظنَّوا أنهم قد كُذِبُوا؟ قالت: معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن اتباعهم قد كذَّبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك)).
وفي موقف آخر يتضح لنا أن السيدة عائشة كانت تحرص على إظهار ارتباط آيات القرآن بعضها ببعض بحيث كانت تفسر القرآن بالقرآن. وبذلك فإن السيدة عائشة تكون قد مهدت لكل من أتى بعدها أمثل الطرق لفهم القرآن الكريم . أما من حيث إنها كانت من كبار حفاظ السنة من الصحابة، فقد احتلت (رضي الله عنها) المرتبة الخامسة في حفظ الحديث وروايته، حيث إنها أتت بعد أبي هريرة ، وإبن عمر وأنس بن مالك ، وإبن عباس (رضي الله عنهم).
ولكنها امتازت عنهم بأن معظم الأحاديث التي روتها قد تلقتها مباشرة من النبي r كما أن معظم الأحاديث التي روتها كانت تتضمن على السنن الفعلية. ذلك أن الحجرة المباركة أصبحت مدرسة الحديث الأول يقصدها أهل العلم لزيارة النبي r وتلقي السنة من السيدة التي كانت أقرب الناس إلى رسول الله، فكانت لا تبخل بعلمها على أحدٍ منهم، ولذلك كان عدد الرواة عنها كبير.

كانت (رضي الله عنها) ترى وجوب المحافظة على ألفاظ الحديث كما هي، وقد لاحظنا ذلك من رواية عروة بن الزبير عندما قالت له (( يا إبن أختي بلغني أن عبد الله بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحج فالقه فسائلْه، فإنه قد حمل عن النبي r علماً كثيراً، قال عروة: فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله r فكان فيما ذكر أن النبي قال: إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعاً، ولكن يقبض العلماء فيرفعُ العلم معهم، ويبقى في الناس رؤوساً جهَّالاً يفتونهم بغير العلم، فيَضلّون و يٌضلٌّون. قال عروة: فلم حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك و أنكرته، قالت: أحدَّثك أنه سمع النبي r يقول هذا؟ قال عروة: حتى إذا كان قابلٌ، قالت له: إن ابن عمرو قد قدم فالقه ثم فاتحة حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم، قال: فلقيته فساءلته فذكره لي نحو ما حدثني به في مرَّته الأولى، قال عروة: فلما أخبرتها بذلك قالت: ما أحسبه إلا قد صدق، أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص)).
ولذلك كان بعض رواة الحديث يأتون إليها ويسمعونها بعض الأحاديث ليتأكدوا من صحتها، كما إنهم لو اختلفوا في أمر ما رجعوا إليها. ومن هذا كله يتبين لنا دور السيدة عائشة وفضلها في نقل السنة النبوية ونشرها بين الناس، ولولا أن الله تعالى أهلها لذلك لضاع قسم كبير من سنة النبي r الفعلية في بيته.

السيدة الفقيهة :
تعد السيدة عائشة(رضي الله عنها) من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً، فقد كانت من كبار علماء الصحابة المجتهدين، وكما ذكرنا سابقاً بأن أصحاب الرسول r كانوا يستفتونها فتفتيهم، وقد ذكر القاسم بن محمد أن عائشة قد اشتغلت بالفتوى من خلافة أبي بكر إلى أن توفيت. ولم تكتفِ (رضي الله عنها) بما عرفت من النبي r وإنما اجتهدت في استنباط الأحكام للوقائع التي لم تجد لها حكماً في الكتاب أو السنة، فكانت إذا سئلت عن حكم مسألة ما بحثت في الكتاب والسنة، فإن لم تجد اجتهدت لاستنباط الحكم، حتى قيل إن ربع الأحكام الشرعية منقولة عنها.
فها هي (رضي الله عنها) تؤكد على تحريم زواج المتعة مستدلة بقول الله تعالى : (( والذين هم لفروجهم حافظون.إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين.فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون)).
وقد استقلت السيدة ببعض الآراء الفقهية، التي خالفت بها آراء الصحابة، ومن هذه الآراء:
1-جواز التنفل بركعتين بعد صلاة العصر، قائلة(( لم يدع رسول الله r الركعتين بعد العصر)). وعلى الرغم من أنه من المعلوم أن التنفل بعد صلاة العصر مكروه، فقال بعض الفقهاء أن التنفل بعد العصر من خصوصياته r .

2- كما أنها كانت ترى أن عدد ركعات قيام رمضان إحدى عشرة ركعة مع الوتر، مستدلة بصلاة رسول الله r ، وذلك عندما سألها أبو سلمة بن عبد الرحمن ((كيف كانت صلاة رسول الله r في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله r يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن و طولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن و طولهن، ثم يصلي ثلاثا. فقلت يا رسول الله: أتنام قبل أن توتر؟ فقال: ((يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي)). فكان الصحابة (رضي الله عنهم) يصلونها عشرين ركعة، لأن فعل النبي r لهذا العدد لا يدل على نفي ما عداه. وهكذا جمعت السيدة عائشة بين علو بيانها و رجاحة عقلها، حتى قال عنها عطاءSad( كانت عائشة أفقه الناس وأحسن الناس رأياً في العامة)).

الخلاصة :
توفيت السيدة عائشة (رضي الله عنها) وهي في السادسة و الستين من عمرها، بعد أن تركت أعمق الأثر في الحياة الفقهية والاجتماعية والسياسية للمسلمين. وحفظت لهم بضعة آلاف من صحيح الحديث عن رسول r.
لقد عاشت السيدة بعد رسول الله r لتصحيح رأي الناس في المرأة العربية، فقد جمعت (رضي الله عنها) بين جميع جوانب العلوم الإسلامية، فهي السيدة المفسرة العالمة المحدثة الفقيهة. وكما ذكرنا سابقاً فهي التي قال عنها رسول الله r أن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، فكأنها فضلت على النساء.
كما أن عروة بن الزبير قال فيهاSad(ما رأيت أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة))، وأيضا قال فيها أبو عمر بن عبد البرSad( إن عائشة كانت وحيدة بعصرها في ثلاثة علوم علم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر)).
وهكذا فإننا نلمس عظيم الأثر للسيدة التي اعتبرت نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه،للسيدة التي كانت أقرب الناس لمعلم الأمة وأحبهم، والتي أخذت منه الكثير وأفادت به المجتمع الإسلامي.فهي بذلك اعتبرت امتدادا لرسول الله r .



حفصة بنت عمر الخطاب رضي الله عنها

هي حفصة بنت عمر أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) ر ضي الله عنهما ، ولدت قبل المبعث بخمسة الأعوام. لقد كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل (خنيس بن حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ، ثم إلى المدينة نصرة لنبيه صل الله عليه و سلم، و قد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه توفي على أثرها ، و ترك من ورائه زوجته ( حفصة بنت عمر ) شابة في ريعان العمر ، فترملت ولها عشرون سنة.

زواج حفصة من الرسول r
تألم عمر بن الخطاب لابنته الشابة ، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها وأصبح يشعر بانقباض في نفسه كلما رأى ابنته الشابة تعاني من عزلة الترمل، وهي التي كانت في حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية، فأخذ يفكر بعد انقضاء عد تها في أمرها ، من سيكون زوجا لابنته؟
ومرت الأيام متتابعة .. وما من خاطب لها ، وهو غير عالم بأن النبي صل الله عليه و سلم قد أخذت من اهتمامه فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها. ولما تطاولت الأيام عليه وابنته الشابة الأيم يؤلمها الترمل، عرضها على أبي بكر الصدّيق، فلم يجبه بشيء، ثم عرضها على عثمان، فقال: بدا لي اليوم ألا أتزوج .
فوجد عليهما وانكسر، وشكا حاله إلى النبي r، فقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، يتزوج عثمان من هو خير من حفصة..؟!
وعمر لا يدري معنى قول النبي r.. لما به من هموم لابنته، ثم خطبها النبي r، فزوجه عمر رضي الله عنه ابنته حفصة، وينال شرف مصاهرة النبي r ، ويرى نفسه أنه قارب المنزلة التي بلغها أبو بكر من مصاهرته من ابنته عائشة ، وهذا هو المقصود والله أعلم من تفكير النبي r بخطبة لحفصة بنت عمر رضي الله عنها ؟!
وزوج رسول الله r عثمان بابنته أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية، ولما أن تزوج رسول الله r حفصة .. لقي عمر بن الخطاب أبا بكر.. فاعتذر أبو بكر إليه، وقال : لا تجد علي ، فإن رسول الله r، كان ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سره، ولو تركها لتزوجتها ؟!
وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة .. وبارك الصحابة يد رسول r وهي تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة منه عليه الصلاة والسلام ، وتمسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة.وكان زواجه r بحفصة سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره 400 درهم، وسنها يوميئذ عشرون عاما.

حفصة في بيت النبوة :
وقد حظيت حفصة بنت عمر الخطاب {رضي الله عنها} بالشرف الرفيع الذي حظيت به سابقتها عائشة بنت أبي بكر الصديق !!.وتبوأت المنزلة الكريمة من بين (أمهات المؤمنين ) رضي الله عنهنَّ !!..
وتدخل (حفصة) بيت النبي r... ثالثة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام .. فقد جاءت بعد( سوده ) ..و( عائشة) ..
أما سوده فرحبت بها راضية .. وأما عائشة فحارت ماذا تصنع مع هذه الزوجة الشابة.. وهي من هي! بنت الفاروق (عمر) .. الذي أعز الله به الإسلام قديما .. وملئت قلوب المشركين منه ذعرا!!..
وسكتت عائشة أمام هذا الزواج المفاجئ وهي التي كانت تضيق بيوم ضرتها (سوده) التي ما اكترثت لها كثيرا …فكيف يكون الحال معها حين تقتطع (حفصة) من أيامها مع الرسول r ثلثها؟!.
وتتضاءل غيرة عائشة من حفصة لما رأت توافد زوجات أخريات على بيوتات النبي r…" زينب …وأم سلمة…وزينب الأخرى ..وجويرية… وصفية .." إنه لم يسعها إلا أن تصافيها الود…وتسر حفصة لود ضرتها عائشة …وينعمها ذلك الصفاء النادر بين الضرائر؟.!..

صفات حفصة {رضي الله عنها}
(حفصة) أم المؤمنين …الصوامة .. القوامة… شهادة صادقة من أمين الوحي (جبريل عليه السلام) !! … وبشارة محققه : إنها زوجتك – يا رسول الله- في الجنة!!… وقد وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي .. وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب... وقد عكفت على المصحف تلاوة و تدبرا و تفهما و تأملا ..مما أثار انتباه أبيها الفاروق (عمر بن الخطاب) إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك و تعالى !! مما جعله يوصي بالمصحف الشريف الذي كتب في عهد أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي r .. و كتابه كانت على العرضة الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته صل الله عليه و سلم…..إلى ابنته (حفصة) أم المؤمنين!!..

حفظ نسخة القرآن المكتوب عند حفصة : الوديعة الغالية
روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : " لما أمرني أبو بكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما توفي أبو بكر {رضي الله عنه} كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده {أي على رق من نوع واحد} فلما هلك عمر رضي الله عنه كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي r ، ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها ، فسألها أن تعطيه الصحيفة ؛ و حلف ليردنها إليها، فأعطته، فعرض المصحف عليها ، فردها إليها، وطابت نفسه، وأمر الناس فكتبوا المصاحف …!
وقد امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثاني للقرآن الكريم الذي تم إنجازه في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، بمشورة من عمر بن الخطاب، وذلك بعد ما استحر القتل في القراء في محاربة (مسيلمة الكذاب) حيث قتل في معركة اليمامة ( سبعون ) من القراء الحفظة للقرآن باسره .. وخصائص جمع هذا المصحف نجملها فيما يلي:
أولا : أن كل من كان قد تلقى عن رسول الله r شيئا من القرآن أتى وأدلى به إلى زيد بن ثابت.
ثانيا : أن كل من كتب شيئا في حضرة النبي صل الله عليه وسلم من القرآن الكريم أتى به إلى زيد.
ثالثا : أن زيدا كان لا يأخذ إلا من أصل قد كتب بين يدي النبي صل الله عليه وسلم.
رابعا: أن الجمع بعد المقارنة بين المحفوظ في الصدور، والمرسوم في السطور، و المقابلة بينهما ، لا بمجرد الاعتماد على أحدهما.
خامسا: أن زيدا كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد معه شاهدان على سماعه وتلقيه عن رسول الله صل الله عليه وسلم مباشرة بلا واسطة، فيكون بذلك هذا الجمع قد تم فيه التدوين الجماعي، والثلاثة أقل الجمع.
سادسا: أن ترتيب هذا المصحف الشريف {الأول من نوعه} وضبطه كان على حسب العرضة الأخيرة على رسول الله r قبل التحاقه بالرفيق الأعلى.

وقد شارك زيد في هذه المهمة العظيمة ( عمر بن الخطاب ) فعن عروة بن الزبير أن أبا بكر قال لعمر وزيد : " اقعدا على باب المسجد ، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه " !!.. قال الحافظ السخاوي في (جمال القراء): " المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي النبي صل الله عليه وسلم، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن ".
ولما أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على مصحف إمام يستنسخون منه مصاحفهم .." أرسل أمير المؤمنين عثمان إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف "
تلك هي الوديعة الغالية !!.. التي أودعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند ابنته حفصة أم المؤمنين.. فحفظتها بكل أمانة .. ورعتها بكل صون ...فحفظ لها الصحابة … والتابعون …. وتابعوهم من المؤمنين إلى يومنا هذا … وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. ذلك الذكر الجميل الذي تذكر فيه كلما تذاكر المسلمون جمع المصحف الشريف في مرحلتيه … في عهد الصديق أبي بكر … وعهد ذي النورين عثمان… وبعد مقتل عثمان…إلى آخر أيام علي….بقيت حفصة عاكفة على العبادة صوامة قوامة … إلى أن توفيت في أول عهد معاوية بن أبي سفيان …وشيعها أهل المدينة إلى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.



زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين رضي الله عنها

أول من دفن من أمهات المؤمنين في المدينة
اسمها ولقبها:
هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، ولم يختلف المؤرخون في نسبها من جهة أبيها كما صرح ابن عبد البر في ترجمتها بالاستيعاب بعد سياق نسبها، وهو ما أجمعت عليه مصادرنا لترجمتها أو نسبها ، وأما من جهة أمها فأغفلته مصادرنا، ونقل ابن عبد البر فيها قول أبى الحسن الجرجاني النسابة ، وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث {أم المؤمنين} لأمها، وكانت تدعى في الجاهلية {أم المساكين} واجتمعت المصادر على وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام، ولا يكاد اسمها يذكر في أي كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم -أم المساكين .

زواجها من الرسول r:
زينب بنت خزيمة هي إحدى زوجات النبي r والتي لم يمض على دخول حفصة البيت المحمدي وقت قصير حين دخلته أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين فكانت بذلك رابعة أمهات المؤمنين. ويبدو أن قصر مقامها ببيت الرسول r قد صرف عنها كتاب السيرة ومؤرخي عصر المبعث فلم يصل من أخبارها سوى بضع روايات لا تسلم من تناقض واختلاف، وزينب بنت خزيمة أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين هو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، قتل عنها في بدر فتزوجها النبي r سنة 3 هجرية، ويقال إنه كان زواجا شكليا، حيث إن الرسول r تزوجها بدافع الشفقة.
واختلف فيمن تولى زواجها من النبيr ففي الإصابة عن ابن الكلبي: أن رسول الله rخطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها ، وقال ابن هشام في السيرة : زوَّجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها الرسول r أربعمائة درهم .
واختلفوا أيضا في المدة التي أقامتها ببيت النبي r، ففي الإصابة رواية تقول: كان دخوله r بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، رضي الله عنها، ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت، ورواية أخرى عن إبن كلبي تقول: ( فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع) . وفي شذرات الذهب: (وفيها- يعني السنة الثالثة- دخل بزينب بنت خزيمة العامرية، أم المساكين، وعاشت عنده ثلاثة أشهر ثم توفيت)، وكانت زينب بنت جحش {رضي الله عنها} أجودهن، يعني أزواج النبي r وأبرهن باليتامى والمساكين، حتى كانت تعرف بأم المساكين ) .

وفاتها:
الراجح أنها ماتت في الثلاثين من عمرها كما ذكر "الواقدي" ونقل "ابن حجر" في الإصابة.ورقدت في سلام كما عاشت في سلام. وصلى عليها النبي عليه الصلاة والسلام، ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر سنة أربع ، فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن. وقد ماتت بعد زواجها بثمانية أشهر {رضي الله عنها} ولم يمت منهن {أمهات المؤمنين} في حياته إلا غير السيدة خديجة أم المؤمنين الأولى {ومدفنها بالحجون في مكة} والسيدة زينب بنت خزيمة الهلالية، أم المؤمنين وأم المساكين .



هند أم سلمة المخزومية

بنت زاد الراكب رضي الله عنها آخر من مات من أمهات المؤمنين
نسبها :
هي هند بنت سهيل المعروف بأبي أمية بن المغيرة، أم سلمة (ويقال أن اسم جدها المغيرة هو حذيفة، ويعرف بزاد الركب) . وهي قرشية مخزومية، وكان جدها المغيرة يقال له : زاد الركب، وذلك لجوده، حيث كان لا يدع أحدا يسافر معه حامل زاده، بل كان هو الذي يكفيهم. وقد تزوجها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي.

فضلها :
تُعدَّ أم سلمة من أكمل النساء عقلا وخلقا، فهي وزوجها أبو سلمة من السابقين إلى الإسلام ، هاجرت مع أبي سلمة إلى أرض الحبشة ، وولدت له ((سلمة)) ورجعا إلى مكة، ثم هاجرا معه إلى المدينة. فولدت له ابنتين وابنا أيضا، وكانت أول امرأة مهاجرة تدخل المدينة. ومات أبو سلمة في المدينة من أثر جرح في غزوة أحد، بعد أن قاتل قتال المخلصين المتعشقين للموت والشهادة . وكان من دعاء أبي سلمة: (اللهم اخلفني في أهلي بخير )، فأخلفه رسول الله صل الله عليه وسلم على زوجته أم سلمة، فصارت أمًا للمؤمنين، وعلى بنيه: سلمة، وعمر، وزينب، فصاروا ربائب في حجره المبارك r، وذلك سنة أربع للهجرة (4هـ).
كما كانت تعد من فقهاء الصحابة ممن كان يفتي، إذ عدها ابن حزم ضمن الدرجة الثانية، أي متوسطي الفتوى بين الصحابة رضوان الله عليهم، حيث قال: (المتوسطون فيما روي عنهم من الفتوى: عثمان، أبو هريرة، عبد الله بن عمرو، أنس، أم سلمة...) إلى أن عدهم ثلاثة عشر، ثم قال: (ويمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم جزء صغير).

زواج أم سلمة من النبي r:
عندما انقضت عدتها بعث إليها أبو بكر يخطبها فلم تتزوجه ، وخطبها النبي r إشفاقا عليها ورحمة بأيتامها أبناء وبنات أخيه من الرضاعة . فقالت له: مثلي لا يصلح للزواج، فإني تجاوزت السن، فلا يولد لي، وأنا امرأة غيور، وعندي أطفال، فأرسل إليها النبي r خطابا يقول فيه: أما السن فأنا أكبر منكِ، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهدِ ولا غائب إلا أرضاني. فأرسلت أم سلمة ابنها عمر بن أبي سلمة ليزوجها بالرسول r
ولما تزوج رسول الله r أم سلمة حزنت عائشة رضي الله عنها حزنا شديدا لما ذكروا لها من جمال أم سلمة وقالت لما رأتها : والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال. وكان رسول اللهr إذا صلى العصر دخل على نسائه فبدأ بأم سلمة وكان يختمها بعائشة رضي الله عنهن .
وسافر رسول الله r بعض الأسفار وأخذ معه صفية بنت حيي وأم سلمة فأقبل رسول الله r إلى هودج صفية، وهو يظن أنه هودج أم سلمة، وكان ذلك اليوم يوم أم سلمة فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يتحدث مع صفية . فغارت أم سلمة وعلم الرسول r فقالت له: تتحدث مع إبنة اليهودي في يومي وأنت رسول الله استغفر لي فإنما حملني على هذه الغيرة ....

صفاتها وأخلاقها :
كان لأم سلمه رأي صائب أشارت على النبي r يوم الحديبية، وذلك أن النبي{عليه الصلاة والسلام} لما صالح أهل مكة وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم حلقوا . فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات. فقام رسول الله rفدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت له أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فقام r فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا .[ كناية عن سرعة المبادرة في الفعل .
وتعد أم سلمة خير مثال يجب على أمهات وزوجات اليوم الاحتذاء به من خلال تربيتها لأولادها التربية الأخلاقية الكريمة. وكانت خير زوجة وأم صالحة، تملك العقل الراجح، والشخصية القوية، وكانت قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، وتتسم شخصيتها بحسن الأخلاق والأدب، وهذا ما يندر في كثير من الأمهات والزوجات في وقتنا الحالي. كالعناية بالزوج، والنظر في أمور الأطفال، ومساعدة الزوج في أصعب الأوقات، وتقدير حال زوجها. كل هذا نفتقده في أمهات وزوجات اليوم، وذلك لاستهتارهن بأمور تربية الأطفال، وإهمال الزوج وعدم رعايته، ومبالغتهن واهتمامهن بأمور الدنيا والتي غالبا ما تكون زائفة لا معنى لها .

دور أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في رواية الحديث:
مروياتها رضي الله عنها وتلاميذها:
روت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها الكثير الطيب، إذ تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ لها جملة أحاديث قدرت حسب كتاب بقي بن مخلد ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا (378). اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثًا، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر. ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف مائة وثمانية وخمسون حديثًا (158).
محتوى مروياتها رضي الله عنها:
كان وجود أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما خاصة بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي صل الله عليه وسلم من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سنة (58هـ)، تربعت أم سلمة رضي الله عنها على سدة الرواية والفتيا لكونها آخر من تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة، إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية، والفتن.... إلخ..
إن مرويات أم سلمة معظمها في الأحكام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج. وفي أحكام الجنائز ، وفي الأدب، وفي ستر العورة، وفي رفع الرأس إلى السماء عند الخروج من البيت، والمرأة ترخي من إزارها ذراعًا، وروت في الأشربة، والنهي عن عجم النوى طبخًا وخلط النبيذ بالتمر... وفي النكاح، روت زواجها، وفي الإحداد والرضاع... كما روت في المغازي، والمظالم والفتن، في الجيش الذي يخسف به، وفي المهدي، وروت في المناقب في ذكر علي وذكر عمار.وهذا يدل على قوة حافظة أم سلمة واهتمامها بالحديث -رضي الله عنها .

تلاميذها:
نقل عنها مروياتها جيل من التلاميذ رجالاً ونساء، من مختلف الأقطار، حيث روى عنها - رضي الله عنها - خلق كثير.
* فمن الصحابة: أم المؤمنين عائشة، وأبو سعيد الخدري، وعمر بن أبي سلمة، وأنس بن مالك، وبريدة بن الحصين الأسلمي، وسليمان بن بريدة، وأبو رافع، وابن عباس {رضي الله عنهم} .
* ومن التابعين، أشهرهم: سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وشقيق بن سلمة، وعبد الله بن أبي مليكة، وعامر الشعبي، والأسود بن يزيد، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، شهر بن حوشب، نافع بن جبير بن مطعم... وآخرون.
* ومن النساء: ابنتها زينب، هند بنت الحارث، وصفية بنت شيبة، وصفية بنت أبي عبيد، وأم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعمرة بنت عبد الرحمن، وحكيمة، رميثة، وأم محمد ابن قيس.
* ومن نساء أهل الكوفة: عمرة بنت أفعى، جسرة بنت دجاجة، أم مساور الحميري، أم موسى (سرية علي)، جدة ابن جدعان، أم مبشر.

وفاة أم سلمة – رضي الله عنها
كانت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتى بلغها مقتل الحسين، لم تلبث بعده إلا يسيرًا، وانتقلت إلى الله تعالى سنة (62هـ)، وكانت قد عاشت نحوًا من تسعين سنة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالسبت 17 أكتوبر 2015, 6:39 am

إسلاميّات  158



زينب بنت جحش رضي الله عنها


مقدمة:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فإن العيش في ظلال النبوة نعمة وسعادة عظيمة، تهب لمن يقترب منه السمو والعلو وقد تناولت في هذا البحث المتواضع بتعريف لاسم ونسب السيدة الجليلة {رضي الله عنها} وعن كيفية دخولها إلى الإسلام، وأيضا ذكرت أخلاقها وخصالها وأعمالها الصالحة، وتطرقت عن روايتها لحديث الرسول e، وتوسعت في بحثي عن قصة زواجها بزيد وطلاقها منه ومن ثم زواجها بالرسول e وتحدثت أيضا عن سبب نزول آية الحجاب وموقفها مع عائشة و حفصة {رضي الله عنهن} ، وقد أنهيت بحثي بذكر وصيتها ووفاتها {رضي الله عنها}.

تمهـيد:
السيدة زينب بنت جحش امرأة من علية نساء قريش، هذب الإسلام نفسها، وأضاء قلبها بنوره وضيائه، واكسبها التقوى والخلق الكريم، فأصبحت درة من الدرر المكنونة نادرة الوجود، وتعتبر سيدة من سيدات نساء الدنيا في الورع والتقوى والجود والتصدق، وقد غدت أما من أمهات المؤمنين بزواجها من النبي e، ومما زادها شرفا وتقديرا وذكرا عند المؤرخين على طول الدهر ذكر قصة زواجها في القرآن الكريم، وبسببها أنزلت آية الحجاب، فرفعت مكانتها وعلت منزلتها في محارب العبادة، وكانت أواهة حليمة ، تصوم النهار وتقوم الليل، وكانت سخية اليد، تجود بكل ما لديها دون أن تبخل أو تتوانى في تقديم العون للفقراء والمحتاجين حتى غدت مثالا عظيما في الكرم والجود والخلق الكريم ، وقد لقبت بألقاب عديدة منها: أم المساكين، ومفزع الأيتام، وملجأ الأرامل، فهي امرأة سباقة إلى فعل الخيرات، ولها سيرة ندية عطرة في تاريخنا الإسلامي ، وبهذا تعتبر السيدة زينب {رضي الله عنها} قدوة عظيمة لكل مسلمة تحتذي بأخلاقها وخصالها النبيلة، وتقتفى أثرها، ويهتدي بهديها، ليكون ذلك سببا لها في الفوز برضا الله تعالى ورضا رسوله e.

اسمها ونسبها :
زينب بنت جحش بن رياب بن يعمر بن مرة بن كثير بن غنم بن دوران بن أسد بن خزيمة، وتكنى بأم الحكم. من أخوالها حمزة بن عبد المطلب {رضي الله عنه} الملقب بأسد الله وسيد الشهداء في غزوة أحد، والعباس بن عبد المطلب الذي اشتهر ببذل المال وإعطائه في النوائب، وخالتها صفية بنت عبد المطلب الهاشمية، أم حواري النبي e الزبير بن العوام الأسدي . ولها إخوان هما عبد الله بن جحش الأسدي صاحب أول راية عقدت في الإسلام وأحد الشهداء، والآخر أبو أحمد واسمه عبد بن جحش الأعمى، وهو أحد السابقين الأولين ومن المهاجرين إلى المدينة، ولها أختان إحداهما أميمة بنت عبد المطلب عمة الرسول e، والأخرى هي حمنة بنت جحش من السابقات إلى الإسلام ."ولدت السيدة زينب {رضي الله عنها} في مكة المكرمة قبل الهجرة بأكثر من ثلاثين سنة"، وقيل أنها "ولدت قبل الهجرة بسبع عشرة سنة". وقد نشأت السيدة زينب بنت جحش في بيت شرف ونسب وحسب، وهي متمسكة بنسبها، ومعتزة بشرف أسرتها، وكثيرا ما كانت تفتخر بأصلها، وقد قالت مرة : "أنا سيدة أبناء عبد شمس".

إسلامهـا:
كانت زينب بنت جحش من اللواتي أسرعن في الدخول في الإسلام، وقد كانت تحمل قلبا نقيا مخلصا لله ورسوله، فأخلصت في إسلامها، وقد تحملت أذى قريش و عذابها، إلى أن هاجرت إلى المدينة المنورة مع إخوانها المهاجرين، وقد أكرمهم الأنصار وقاسموهم منازلهم وناصفوهم أموالهم وديارهم .

أخلاق السيدة الفاضلة وأعمالها الصالحة :
تميزت أم المؤمنين زينب بمكانة عالية وعظيمة، وخاصة بعد أن غدت زوجة للرسول e وأما للمؤمنين. كانت سيدة صالحة صوامة قوامة، تتصدق بكل ما تجود بها يدها على الفقراء والمحتاجين والمساكين، وكانت تصنع وتدبغ وتخرز وتبيع ما تصنعه وتتصدق به ، وهي امرأة مؤمنة تقية أمينة تصل الرحم .

كرم السيدة زينب بنت جحش وعظيم إنفاقها:
وهنالك العديد من المواقف التي تشهد على عطاء أم المؤمنين زينب بنت حجش الكبير، وتؤكد على جودها وكرمها، والذي تغدقه على المحتاجين بلا حدود." أخرج الشيخان {واللفظ لمسلم} عن عائشة {رضي الله عنها} قالت: قال رسول الله: " أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا " قالت : فكن (أمهات المؤمنين) يتطاولن أيتهن أطول يدا، قالت : وكانت أطولنا يدا زينب، لأنها تعمل بيدها وتتصدق. وفي طريق آخر: قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة الرسول e نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت امرأة قصيرة ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي e إنما أراد طول اليد بالصدقة، وكانت زينب امرأة صناع اليدين، فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله. عن عائشة {رضي الله عنها} قالت: كانت زينب تغزل الغزل وتعطيه سرايا النبي e يخيطون به ويستعينون به في مغازيهم".
وموقف آخر على بذلها المال وتصدقها به ما حدثت به برزة بنت رافع فقالت: لما خرج العطاء، أرسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها، فلما أدخل إليها قالت : غفر الله لعمر بن الخطاب، غيري من أخواتي كانت أقوى على قسم هذا مني، قالوا: هذا كله لك، قالت: سبحان الله واستترت منه بثوب ثم قالت: صبوه واطرحوا عليه ثوبا، ثم قالت لي: ادخلي يديك واقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من ذوي رحمها وأيتام لها، فقسمته حتى بقيت منه بقية تحت الثوب فقالت برزة لها: غفر الله لك يا أم المؤمنين والله لقد كان لنا في هذا المال حق، قالت زينب: فلكم ما تحت الثوب فوجدنا تحته خمسمائة وثمانين درهما، ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت: اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا ."
عن عائشة {رضي الله عنها} قالت: "كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله e، ما رأيت امرأة خيرا في الدين من زينب، أتقى ل له، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة {رضي الله عنها}."
" عن عبدالله بن شداد أن رسول الله e قال لعمر: " إن زينب بنت جحش أواهة " قيل : يا رسول الله ، ما الأواهة ؟ قال: " الخاشعة المتضرعة" و" إن ابراهيم لحليم أواه منيب " .
وقالت عائشة فيها :" لقد ذهبت حميدة، متعبدة، مفزع اليتامى والأرامل." قال ابن سعد {رحمه الله} :" ما تركت زينب بنت جحش {رضي الله عنها} درهما ولا دينارا، و كانت تتصدق بكل ما قدرت عليه، وكانت مأوى المساكين ."

رواية زينب للحديث الشريف:
كانت السيدة زينب {رضي الله عنها} من النساء اللواتي حفظن أحاديث الرسول e، ورويت عنها، وقد روت {رضي الله عنها} أحد عشر حديثا، واتفق الإمامان البخاري ومسلم لها على حديثين منها. لقد روى عنها العديد من الصحابة، منهم: ابن أخيها محمد بن عبدالله بن جحش، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ومذكور مولاها. وروى عنها أيضا الكثير من الصحابيات منهن: " زينب بنت أبي سلمة وأمها أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان المعروفة بأم حبيبة {رضي الله عنها} ، وأيضا كلثوم بنت المصطلق.
ومن الأحاديث الشريفة التي رويت عنها {رضي الله عنها} عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، أنها أخبرتها: دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمست منه، ثم قالت: والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله eيقول على المنبر: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم تحد على الميت فوق ثلاث ليال، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا."
ومما أخرجه البخاري عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش أن رسول الله e دخل عليها يوما فزعا يقول :" لا إله إلا الله، ويل للعرب، من شرق اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه {وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها} قالت زينب بنت جحش : فقلت: يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: " نعم إذا كثر الخبث."



جورية بنت الحارث رضي الله عنها


سيرة عطرة يود الكثير من أهل الخير لو كانوا طرفا منها. وليست هناك أصدق وأبهى وأنضر من سيرة سيدة من سيدات وأمهات المؤمنين. نقف على سيرتها، لتكون لنا فيها عبرة وموعظة. ولنأخذ قطوفا دانية مباركة من سيرة أم المؤمنين جويرية التي خصها الله عز وجل بالطهارة، وما أجمل سيرتها العطرة {رضي الله عنها وأرضاها}

نشأة جويرية أم المؤمنين
هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة، كان أبوها سيد وزعيم بني المصطلق .عاشت برة في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز وفي بيت تسوده العراقة والأصالة، وفي حداثة سنها تزوجت برة من مسافع بن صفوان أحد فتيان خزاعة وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها.

بدايات النور
بدأ الشيطان يتسلل إلى قلوب بني المصطلق ويزين لهم بأنهم أقوياء يستطيعون التغلب على المسلمين، فأخذوا يعدون العدة ويتأهبون لمقاتلة المجتمع المسلم بقيادة الرسول r فتجمعوا لقتال رسو ل الله r ، وكان بقيادتهم سيدهم الحارث بن أبي ضرار، وقد كانت نتيجة القتال انتصار النبي صل الله عليه وسلم وهزيمة بني المصطلق في عقر دارهم. فما كان من النبي إلا أن سبى كثيرا من الرجال والنساء،وكان مسافع بن صفوان زوج جويرية من الذين قتلتهم السيوف المسلمة وقد كانت السيدة جويرية بنت الحارث من النساء اللاتي وقعن في السبي فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه، عندها اتفقت معه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها، لأنها كانت تتوق للحرية.

زواج جويرية من الرسول r
شاءت الأقدار أن تذهب السيدة جويرية إلى رسول الله r فرأتها السيدة عائشة أم المؤمنين فقالت تصفها: كانت حلوة ملاحة. وقالت : فو الله ما رأيتها على باب حجرتي إلا كرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت. جاءت جويرية رسول الله وقالت : " أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على نفسه تسع أوراق فأعني على فكاكي".
ولأن بني المصطلق كانوا من أعز العرب دارا وأكرمهم حسبا، ولحكمة النبي r قال لجويرية : " فهل لك في خير من ذلك؟".
قالت : " وما هو يا رسول الله ؟" . قال: " أقضي عنك كتابتك وأتزوجك" .
وكانت قبل قليل تتحرق طلبا لاستنشاق عبير الحرية، ولكنها وجدت الأعظم من ذلك. ففرحت جويرية فرحا شديدا وتألق وجهها لما سمعته من رسول الله r، ولما سوف تلاقيه من أمان من بعد الضياع والهوان فأجابته بدون تردد أو تلعثم : " نعم يا رسول الله". فتزوجها النبي r وأصدقها 400 درهم.
قال أبو عمر القرطبي في الاستيعاب: كان اسمها برة فغير رسول r اسمها وسماها جويرية. فأصبحت جويرية بعدها أما للمؤمنين وزوجة لسيد الأولين والآخرين r.

بركة جويرية
وخرج الخبر إلى مسامع المسلمين فأرسلوا ما في أيديهم من السبي وقالوا متعاظمين: هم أصهار رسول الله r . فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها. قالت عنها السيدة عائشة {رضي الله عنها}: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها.

صفاتها وأهم ملامحها
كانت السيدة جويرية من أجمل النساء، كما أنها تتصف بالعقل الحصيف والرأي السديد الموفق الرصين ، والخلق الكريم والفصاحة ومواقع الكلام كما كانت تعرف بصفاء قلبها ونقاء سريرتها، وزيادة على ذلك فقد كانت واعية ، تقية، نقية، ورعة، فقيهة، مشرقة الروح مضيئة القلب والعقل.

الذاكرة القانتة
راحت السيدة جويرية تحذو حذو أمهات المؤمنين في الصلاة والعبادة وتقتبس من الرسول r ومن أخلاقه وصفاته الحميدة حتى أصبحت مثلا في الفضل والفضيلة . فكان أم المؤمنين جويرية من العابدات القانتات السابحات الصابرات، وكانت مواظبة على تحميد العلي القدير وتسبيحه وذكره .

ناقلة الحديث :
حدث عنها ابن عباس، وعبيد بن السباق، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي وجابر بن عبد الله. بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث منها أربعة في الكتب الستة، عند البخاري حديث وعند مسلم حديثان. وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم، في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم، وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي صل الله عليه وسلم وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة، كما روت في العتق.
وهكذا وبسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها اسمها في عالم الرواية، لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي صلى الله عليه وسلم وأمومتها للمسلمين، تبليغها الأمة سنن المصطفى صل الله عليه وسلم، ما تيسر لها ذلك. ومن الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاريُ رحمه الله عن قتادة عن أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي r دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة فقال: " أصمت أمس" ؟ قالت : لا ، قال: "تريدين أن تصومي غدا"؟ قالت : لا، قال: "فأفطري"، وهذا يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم والنهي عن صيامه.

لقاء الله (وفاتها)
عاشت السيدة جويرية بعد رسول الله راضية مرضية، وامتدت حياتها إلى خلافة سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. وتوفيت أم المؤمنين في شهر ربيع الأول من السنة الخمسين للهجرة النبوية الشريفة، وشيع جثمانها في البقيع وصلى عليها مروان بن الحكم.



صفيّة بنت حيي رضي الله عنها

نسبها:
هي صفية بنت حيي بن أخطب. يتصل نسبها بهارون النبي عليه السلام.
تقول:" كنت أحب ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذاني دونه. فلما قدم رسول الله المدينة، غدا عليه أبي وعمي مغسلين، فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس، فأتيا كالين ساقطين يمشيان الهوينا فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت إلي أحد منهما مع ما بهما من الغم. وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي: أهو هو؟ قال نعم والله. قال عمي: أتعرفه وتثبته ؟ قال: نعم. قال: فما في نفسك منه؟ أجاب: عداوته والله ما بقيت".

مولدها ومكان نشأتها:
لا يعرف بالضبط تاريخ ولادة صفية، ولكنها نشأت في الخزرج، كانت في الجاهلية من ذوات الشرف. ودانت باليهودية وكانت من أهل المدينة. وأمها تدعى برة بنت سموال.

صفاتها:
عرف عن صفية أنها ذات شخصية فاضلة، جميلة حليمة، ذات شرف رفيع .

حياتها قبل الإسلام:
كانت لها مكانة عزيزة عند أهلها، ذكر بأنها تزوجت مرتين قبل اعتناقها الإسلام. أول أزواجها يدعى سلام ابن مشكم كان فارس القوم وشاعرهم. ثم فارقته وتزوجت من كنانة ابن الربيع ابن أبي الحقيق النصري صاحب حصن القموص، أعز حصن عند اليهود. قتل عنها يوم خيبر.

كيف تعرفت على رسول الله صل الله عليه وسلم:
في السنة السابعة من شهر محرم، استعد رسول الله عليه الصلاة والسلام لمحاربة اليهود، فعندما أشرف عليها قال: " الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين".
واندلع القتال بين المسلمين واليهود، فقتل رجال خيبر، وسبيت نساؤها ومن بينهم صفية، وفتحت حصونها. ومن هذه الحصون كان حصن ابن أبي الحقيق. عندما عاد بلال بالأسرى مر بهم ببعض من قتلاهم، فصرخت ابنة عم صفية، وحثت بالتراب على وجهها، فتضايق رسول الله من فعلتها وأمر بإبعادها عنه. وقال لصفية بأن تقف خلفه، وغطى عليها بثوبه حتى لا ترى القتلى. فقيل إن الرسول اصطفاها لنفسه.
وذكر أن دحيه بن خليفة، جاء رسول الله يطلب جارية من سببي خيبر. فاختار صفية، فقيل لرسول الله عليه الصلاة والسلام إنها سيدة قريظ وما تصلح إلا لك. فقال له النبي خذ جارية غيرها.

إسلامها:
كعادة رسول الله لا يجبر أحداً على اعتناق الإسلام إلا أن يكون مقتنعاً بما أنزل الله من كتاب وسنة. فسألها الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وخيرها بين البقاء على دين اليهودية أو اعتناق الإسلام. فإن اختارت اليهودية اعتقها، وإن أسلمت سيمسكها لنفسه. وكان اختيارها الإسلام الذي جاء عن رغبة صادقة في التوبة وحباً لهدي محمداً صل الله عليه وسلم.
عند قدومها من خيبر أقامت في منزل لحارثة بن النعمان، وقدمت النساء لرؤيتها لما سمعوا عن جمالها، وكانت من بين النساء عائشة {رضي الله عنها} ذكر بأنها كانت منقبة. وبعد خروجها سألها رسول الله عن صفية، فردت عائشة: رأيت يهودية، قال رسول الله : " لقد أسلمت وحسن إسلامها".

يوم زفافها لمحمد عليه الصلاة السلام:
أخذها رسول الله إلى منزل في خيبر، ليتزوجا ولكنها رفضت، فأثر ذلك على نفسية رسولنا الكريم. فأكملوا مسيرهم إلى الصهباء. وهناك قامت أم سليم بنت ملحان بتمشيط صفية وتزينها وتعطيرها، حتى ظهرت عروساً تلفت الأنظار. كانت تعمرها الفرحة، حتى أنها نسيت ما ألم بـأهلها. وأقيمت لها وليمة العرس، أما مهرها فكان خادمةً تدعى رزينة. وعندما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام على صفية، أخبرته بأنها في ليلة زفافها بكنانة رأت في منامها قمراً يقع في حجرها، فأخبرت زوجها بذلك، فقال غاضبا: ً لكأنك تمنين ملك الحجاز محمداً ولطمها على وجهها.
ثم سألها الرسول عليه الصلاة والسلام عن سبب رفضها للعرس عندما كانا في خيبر، فأخبرته أنها خافت عليه قرب اليهود. قالت أمية بنت أبي قيس سمعت أنها لم تبلغ سبع عشرة سنة يوم زفت إلى رسول الله صل الله عليه وسلم.

مواقفها مع زوجات النبي:
بلغ صفية أن حفصة وعائشة قالا بأنها بنت يهودي. فتضايقت من قولهن وأخبرت رسول الله فقال لها: قولي لهما: " إنك لابنة نبي وعمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك" حج النبي بنسائه، وفي الطريق برك جملها فبكت. فمسح الرسول عليه الصلاة والسلام دموعها وهي تزداد دموعاً وينهاها فلما جاء وقت الرواح، قال رسول الله لزينب بنت جحش: يا زينب اقفزي أختك جملاً. وكانت من أكثرهن ظهراُ قالت: أنا أقفز يهو ديتك ؟! فغضب النبي ولم يكلمها حتى رجع المدينة وفي شهر ربيع الأول دخل عليها، فقالت: هذا ظل رجل وما يدخل علي رسول الله! فدخل النبي فلما رأته قالت: يا رسول، ما أصنع؟ قالت: وكانت لها جارية تخبؤها من النبي فقالت فلانه لك، قال : فمشى النبي إلى سرير صفية ورضي عن أهله.

وفاة النبي عليه الصلاة والسلام:
اجتمعت زوجات النبي عنده وقت مرضه الذي توفي به، فقالت صفية أتمنى أن يحل بي ما ألم بك. فغمزتها زوجات النبي، فرد عليهن والله إنها لصادقة.
وبعد وفاته صل الله عليه وسلم افتقدت الحماية و الأمن، فظل الناس يعيرونها بأصلها.

مواقف أخرى لصفية:
وفي أحد الأيام ذهبت صفية إلى رسول الله تتحدث معه، وكان معتكفا في مسجده، فخرج ليوصلها إلى بيتها. فلقيا رجلين من الأنصار، فعندما رأيا رسول الله رجعا فقال:" تعاليا فإنها صفية" فقالا نعوذ بالله، سبحان الله يا رسول الله. فقال: "إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم".
وفي عهد عمر بن الخطاب {رضي الله عنه}، جاءته جارية لصفية تخبره بأن صفية تحب السبت وتصل اليهود، فلما استخبر صفية عن ذلك، فأجابت قائلة " فأما السبت لم أحبه بعد أن أبدلني الله به بيوم الجمعة، وأما اليهود فإني أصل رحمي". وسألت الجارية عن سبب فعلتها فقالت: الشيطان. فأعتقتها صفية.
وفي عهد عثمان {رضي الله عنه} لم تأل جهدا في ولائها له، الذي ما فتئت عائشة تحرض عليه حتى بلغ بها الأمر أن دلت قميص رسول الله من بيتها وصاحت في المسلمين: " أيها الناس، هذا قميص رسول الله لم يبل وقد أبلى عثمان سنته" أي أن آثار الرسول ما زالت باقية، وإن سنته قد انتهكت وبليت بسبب عثمان.

وفاتها:
توفيت في المدينة، في عهد الخلفية معاوية، سنة 50 هجرياً. ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين، رضي الله عنهن جمعياً.

الخاتمة:
من خلال ما قرأت عن حياة صفية بنت حيي {رضي الله عنها} أعجبني موقفها مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما سألها عن يوم السبت وزيارتها لليهود. فرغم أنها أسلمت لم تنسى أهلها، وهذا الشيء حث عليه ديننا الحنيف.




رملة أم حبيبة رضي الله عنها

أم حبيبة :
أم المؤمنين، السيدة المحجبة، من بنات عم الرسول e، رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . صحابية جليلة، ابنة زعيم، وأخت خليفة، وزوجة خاتم النبيين محمد e.
فأبوها أبو سفيان، زعيم ورئيس قريش، والذي كان في بداية الدعوة العدو اللدود للرسول e وأخوها معاوية بن أبي سفيان، أحد الخلفاء الأمويين، ولمكانة وجلالة منزلة أم حبيبة في دولة أخيها (في الشام) قيل لمعاوية: "خال المؤمنين". وأخيراً، فهي من زوجات الرسول e. فليس هناك من هي أكثر كرماً وصداقاً منها، ولا في نسائه من هي نائية الدار أبعد منها. وهذا دليل على زهدها وتفضيلها لنعم الآخرة على نعيم الدنيا الزائل.
كانت أم حبيبة من ذوات رأي وفصاحة، تزوجها أولاً عبيد الله بن جحش، وعندما دعا الرسول e الناس في مكة إلى الإسلام، أسلمت رملة مع زوجها في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وحينما اشتد الأذى بالمسلمين في مكة؛ هاجرت رملة بصحبة زوجها فارة بدينها متمسكة بعقيدتها، متحملة الغربة والوحشة، تاركة الترف والنعيم التي كانت فيها، بعيدة عن مركز الدعوة والنبوة، متحملة مشاق السفر والهجرة، فأرض الحبشة بعيدة عن مكة، والطريق تتخلله العديد من الطرق الوعرة، والحرارة المرتفعة، وقلة المؤونة، كما أن رملة في ذلك الوقت كانت في شهور حملها الأولى، في حين نرى بأن سفر هذه الأيام سفر راحة ورفاهية، ووسائل النقل المتطورة ساعدت على قصر المسافة بين الدول. وبعد أشهر من بقاء رملة في الحبشة، أنجبت مولودتها "حبيبة"، فكنيت "بأم حبيبة".

رؤية أم حبيبة:
في إحدى الليالي، رأت أم حبيبة في النوم أن زوجها عبيد الله في صورة سيئة، ففزعت من ذلك، وحينما أصبحت، أخبرها زوجها بأنه وجد في دين النصرانية ما هو أفضل من الإسلام، فحاولت رملة أن ترده إلى الإسلام ولكنها وجدته قد رجع إلى شرب الخمر من جديد.
وفي الليلة التالية، رأت في منامها أن هناك منادياً يناديها بأم المؤمنين، فأولت أم حبيبة بأن الرسول سوف يتزوجها. وبالفعل؛ مع مرور الأيام، توفي زوجها على دين النصرانية، فوجدت أم حبيبة نفسها غريبة في غير بلدها، وحيدة بلا زوج يحميها، أمًّا لطفلة يتيمة في سن الرضاع، وابنة لأب مشرك تخاف من بطشه ولا تستطيع الالتحاق به في مكة، فلم تجد هذه المرأة المؤمنة غير الصبر والاحتساب، فواجهت المحنة بإيمان وتوكلت على الله (سبحانه وتعالى).

زواج أم حبيبة:
علم الرسول e بما جرى لأم حبيبة، فأرسل إلى النجاشي طالباً الزواج منها، ففرحت أم حبيبة، وصدقت رؤياها، فعهدها وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار، ووكلت هي ابن عمها خالد بن سعيد ابن العاص، وفي هذا دلالة على أنه يجوز عقد الزواج بالوكالة في الإسلام. وبهذا الزواج خفف الرسول من عداوته لبني أمية، فعندما علم أبو سفيان زواج الرسول من ابنته رملة، قال: ذاك الفحل، لا يقرع أنفه! ويقصد أن الرسول رجل كريم، وبهذه الطريقة خفت البغضاء التي كانت في نفس أبي سفيان على الرسول e، كما أن في هذا الموقف دعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة، لأنها تؤدي إلى دفع وزوال الحقد والضغينة وصفاء النفوس بين المتخاصمين.

أبو سفيان في بيت أم حبيبة:
حينما نقض المشركون في مكة صلح الحديبية، خافوا من انتقام الرسول e، فأرسلوا أبا سفيان إلى المدينة لعله ينجح في إقناع الرسول بتجديد الصلح، وفي طريقه إلى النبيe، مر أبو سفيان على ابنته أم حبيبة في بيتها، وعندما هم بالجلوس على فراش الرسولe سحبته أم حبيبة من تحته وطوته بعيداً عنه، فقال أبو سفيان: " أراغبة بهذا الفراش يا بنية عني؟ أم بي عنه؟ "، فأجابته: " بل به عنك ، لأنه فراش الرسولe وأنت رجل نجس غير مؤمن"، فغضب منها، وقال: " أصابك بعدي شر "، فقالت: " لا والله بل خير". وهنا نجد بأن هذه المرأة المؤمنة أعطت أباها المشرك درساً في الإيمان، ألا وهو أن رابطة العقيدة أقوى من رابطة الدم والنسب، وأنه يجب علينا عدم مناصرة وموالاة الكفار مهما كانت صلة المسلم بهم، بل يجب علينا محاربتهم ومقاتلتهم من أجل نصرة الإسلام.
لذلك، جهز الرسول eالمسلمين لفتح مكة، وبالرغم من معرفة أم حبيبة لهذا السر، إلا أنها لم تخبر أباها، وحافظت على سر رسول الله e وسر المسلمين. ففتح المسلمون مكة، ودخل العديد من المشركين في دين الله، وأسلم أبو سفيان، فتكاملت أفراح أم حبيبة وشكرت الله على هذا الفضل العظيم. وفي هذا الموقف إشارة إلى أنه يجب على المرأة المسلمة حفظ سر زوجها، وعدم البوح به حتى لأقرب الناس إليها، فهناك العديد من النساء اللاتي يشركن الأهل في حل المشاكل الزوجية، والكثير من هؤلاء النسوة يطلقن بسبب إفشائهن للسر وتدخل الأهل. لذلك يجب على الزوجة الصالحة المحافظة على بيت الزوجية وعدم البوح بالأسرار.

دورها في رواية الحديث الشريف:
روت أم حبيبة {رضي الله عنها} عدة أحاديث عن الرسول e. بلغ مجموعها خمسة وستين حديثاً، وقد اتفق لها البخاري ومسلم على حديثين. فلأم حبيبة{ رضي الله عنها} حديث مشهور في تحريم الربيبة وأخت المرأة،" ‏ فعن ‏ ‏زينب بنت أم سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏أم حبيبة بنت أبي سفيان ‏ ‏قالت ‏دخل علي رسول الله e ‏ ‏ ‏فقلت له هل لك في ‏ ‏أختي ‏ ‏بنت ‏ ‏أبي سفيان ‏ ‏فقال أفعل ماذا قلت تنكحها قال ‏ ‏أو تحبين ذلك قلت لست لك ‏ ‏بمخلية ‏ ‏وأحب من شركني في الخير أختي قال فإنها لا تحل لي قلت فإني أخبرت أنك تخطب ‏درة بنت أبي سلمة ‏قال بنت ‏‏أم سلمة ‏قلت نعم قال ‏ ‏لو أنها لم تكن ‏ ‏ربيبتي ‏ ‏في ‏ ‏حجري ‏ ‏ما حلت لي إنها ابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأباها ‏ ‏ثويبة ‏ ‏فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن" . كذلك حديثها في فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن. كما أنها ذكرت أحاديث في الحج، كاستحباب دفع الضعفة من النساء وغيرهن من المزدلفة إلى منى في أواخر الليل قبل زحمة الناس، كما أنها روت في وجوب الإحداد للمرأة المتوفى عنها زوجها، ووفي أبواب الصوم: روت في الدعاء بعد الأذان، وفي العير التي فيها الجرس لا تصحبها الملائكة، وغيرها من الأحاديث التي كانت تصف أفعال الرسول- عليه الصلاة والسلام- وأقواله.

وفاتها:
توفيت {رضي الله عنها} سنة 44 بعد الهجرة، ودفنت في البقيع، وكانت قد دعت عائشة {أم المؤمنين} قبل وفاتها، فقالت: قد يكون بيننا وبين الضرائر فغفر لي ولك ما كان من ذلك. . فقالت عائشة: غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحلك من ذلك ، فقالت أم حبيبة: سررتني سرك الله. وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لهل: مثل ذلك ، وفي هذا إشارة إلى ما يجب على المسلمين أن يفعلوه قبل ساعة الموت، ألا وهو التسامح والمغفرة، كما فعلت أم حبيبة مع أمهات المؤمنين {رضوان الله عليهن أجمعين}.




مارية القبطية رضي الله عنها

مارية القبطية ) هدية المقوقس (
أنزل الله عز وجل صدر سورة التحريم بسبب مارية رضي الله عنها

قدمت مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية في سنة سبع من الهجرة. وذكر المفسرون أن اسمها مارية بنت شمعون القطبية، بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول r وبين المشركين في مكة، بدأ الرسول في الدعوة إلى الإسلام ، وكتب الرسول rكتبا إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام، واهتم بذلك اهتماماً كبيراً، فاختار من أصحابه من لهم معرفة و خبرة، وأرسلهم إلى الملوك، ومن بين هؤلاء الملوك هرقل ملك الروم، كسرى أبرويز ملك فارس، المقوقس ملك مصر و النجاشي ملك الحبشة. تلقى هؤلاء الملوك الرسائل وردوا رداً جميلا، ما عدا كسرى ملك فارس، الذي مزق الكتاب.
لما أرسل الرسول كتاباً إلى المقوقس حاكم الإسكندرية والنائب العام للدولة البيزنطية في مصر، أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة، وكان معروفاً بحكمته وبلاغته وفصاحته. فأخذ حاطب كتاب الرسول r إلى مصر وبعد أن دخل على المقوقس الذي رحب به. واخذ يستمع إلى كلمات حاطب، فقال له " يا هذا، إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه".
واُعجب المقوقس بمقالة حاطب، فقال لحاطب: " إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بزهودٍ فيه، ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجدهُ بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء و الأخبار بالنجوى وسأنظر"
أخذ المقوقس كتاب النبيr وختم عليه، وكتب إلى النبي r :
" بسم الله الرحمن الرحيم
لمحمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد
فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي،
وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما
مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك".
وكانت الهدية جاريتين هما: مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين. وفي طريق عودت حاطب إلى المدينة، عرض على ماريه وأختها الإسلام ورغبهما فيه، فأكرمهما الله بالإسلام.
وفي المدينة، أختار الرسول r مارية لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعره الكبير حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه. كانت ماريه رضي الله عنها بيضاء جميلة الطلعة، وقد أثار قدومها الغيرة في نفس عائشة رضي الله عنها، فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الله e بها. وقالت عائشة رضي الله عنها:" ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة-أو دعجة- فأعجب بها رسول الله r وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها، فجزعت فحولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا" .
ولادة مارية لإبراهيم
وبعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة، حملت مارية، وفرح النبي لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمره وفقد أولاده ما عدا فاطمـة الزهراء رضوان الله عليها. ولدت مارية في "شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة"، طفلاً جميلاً يشبه الرسول صل الله عليه وسلم، وقد سماه إبراهيم، " تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام" وبهذه الولادة أصبحت مارية حرة .
وعاش إبراهيم ابن الرسول r سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله r ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً، " وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة"، وحزنت مارية حزناً شديداً على موت إبراهيم.
مكانة مارية في القرآن الكريم:
لمارية رضي الله عنها شأن كبير في الآيات المباركة وفي أحداث السيرة النبوية. "أنزل الله عز وجل صدر سورة التحريم بسبب مارية القبطية، وقد أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون في أحاديثهم وتصانيفهم". وقد توفي الرسول عنها r وهو راض عن مارية، التي تشرفت بالبيت النبوي الطاهر، وعدت من أهله، وكانت مارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول صل الله علية وسلم، كما عرفت بدينها وورعها وعبادتها.
وفاة مارية
عاشت مارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في السنة السادسة عشر من محرم. دعا عمر الناس وجمعهم للصلاة عليها . فاجتمع عدد كبير من الصحابة من الهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مارية القبطية، وصلى عليها سيدنا عمر رضي الله عنه في البقيع، ودفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي، وإلى جانب ابنها إبراهيم.



أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث


آخر أمهات المؤمنين (رضي الله عنها)
اسمها ونسبها:
هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن جبير بن الهزم بن روبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية. فأما أمها كانت تدعى هند بنت عوف بن زهير بن الحرث، وأخواتها: أم الفضل (لبابة الكبرى) زوج العباس رضي الله عنهما، و لبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة المخزومي وأم خالد بن الوليد، وعصماء بني الحارث زوج أُبي بن الخلف، وغرة بنت الحرث زوج زياد بن عبد الله بن مالك الهلالي .. وهؤلاء هن أخواتها من أمها وأبيها. أما أخواتها لأمها فهن: أسماء بنت عميس زوج جعفر رضي الله عنه، ثم مات فخلف عليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم مات فخلف عليها علي كرم الله وجه. وسلمى بنت عميس زوج حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، ثم ملت فخلف عليها شداد بن أسامة بن الهاد. وسلامة بنت عميس زوج عبد الله بن كعب بن عنبة الخثعمي.

ولهذا عُرفت أمها هند بنت عوف بأكرم عجوز في الأرض أصهاراً، فأصهارها: أشرف الخلق رسول الله صل الله عليه وسلم، وصاحبه الصديق، وعميه حمزة والعباس ابنا عبد المطلب، وجعفر وعلي أبناء عمه أبي طالب، وشداد بن الهاد رضي الله عنهم أجمعين. وتلك فضائل حسان، فهل فوق ذلك من أسمى وأفخر من هذا النسب الأصيل والمقام الرفيع...؟؟!!

أزواجها قبل الرسول صل الله عليه وسلم:
كان زواجها رضي الله عنها أولاً بمسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام، ففارقها وتزوجها أبو رهم بن عبد العزى. فتوفي عنها وهي في ريعان الشباب. ثم ملأ نور الإيمان قلبها، وأضاء جوانب نفسها حتى شهد الله تعالى لها بالإيمان، وكيف لا وهي كانت من السابقين في سجل الإيمان. فحظيت بشرف الزواج من رسول الله صل الله عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة 7 للهجرة.

همس القلوب وحديث النفس:
وفي السنة السابعة للهجرة النبوية، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة معتمرين، وطاف الحبيب المصطفى بالبيت العتيق بيت الله الحرام. وكانت ميمونة بمكة أيضاً ورأت رسول الله وهو يعتمر فملأت ناظريها به حتى استحوذت عليها فكرة أن تنال شرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تصبح أماً للمؤمنين، وما الذي يمنعها من تحقيق حلم لطالما راودتها في اليقظة والمنام وهي التي كانت من السابقين في سجل الإيمان وقائمة المؤمنين؟ وفي تلك اللحظات التي خالجت نفسها همسات قلبها المفعم بالإيمان، أفضت ميمونة بأمنيتها إلى أختها أم الفضل، وحدثتها عن حبها وأمنيتها في أن تكون زوجاً للرسول الله صلى الله عليه وسلم وأماً للمؤمنين، وأما أم الفضل فلم تكتم الأمر عن زوجها العباس فأفضت إليه بأمنية أختها ميمونة، ويبدو أن العباس أيضاً لم يكتم الأمر عن ابن أخيه فأفضى إليه بأمنية ميمونة بنت الحارث. فبعث رسول الله ابن عمه جعفر بن أبي طالب ليخطبها له، وما أن خرج جعفر رضي الله عنه من عندها، حتى ركبت بعيرها وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أن وقعت عيناها عليه صل الله عليه وسلم حتى قالت: "البعير وما عليه لله ورسوله"

ميمونة في القرآن الكريم:
وهكذا وهبت ميمونة نفسها للنبي صل الله عليه وسلم وفيها نزل قوله تعالى: (( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين))
لقد جعلت ميمونة أمرها إلى العباس بن عبد المطلب فزوجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل أيضاً أن العباس قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ميمونة بنت الحارث قد تأيمت من أبي رهم بن عبدالعزى،هل لك أن تتزوجها؟" ، فتزوجها رسول الله صل الله عليه وسلم.

ميمونة والزواج الميمون:
أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة ثلاثة أيام، فلما أصبح اليوم الرابع، أتى إليه صلى الله عليه وسلم نفر من كفار قريش ومعهم حويطب بن عبد العزى - الذي أسلم فيما بعد- فأمروا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخرج بعد أن انقضى الأجل وأتم عمرة القضاء والتي كانت عن عمرة الحديبية. فقال صلى الله عليه وسلم: "وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم، فصنعت لكم طعاماً فحضرتموه". فقالوا: "لا حاجة لنا بطعامك، فأخرج عنا".فخرج رسول الله صل الله عليه وسلم وخلف مولاه أن يحمل ميمونة إليه حين يمسي.
فلحقت به ميمونة إلى سَرِف، وفي ذلك الموضع بنى الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه البقعة المباركة، ويومئذ سماها الرسول صلى الله عليه وسلم ميمونة بعد أن كان اسمها برة. فعقد عليها بسرف بعد تحلله من عمرته لما روي عنها: "تزوجني رسول الله صل الله عليه وسلم ونحن حلالان بسرف".

ميمونة والرحلة المباركة إلى المدينة المنورة:
ودخلت ميمونة رضي الله عنها البيت النبوي وهي لم تتجاوز بعد السادسة والعشرين. وإنه لشرف لا يضاهيه شرف لميمونة، فقد أحست بالغبطة تغمرها والفرحة تعمها، عندما أضحت في عداد أمهات المؤمنين الطاهرات رضي الله عنهن جميعاً. وعند وصولها إلى المدينة استقبلتها نسوة دار الهجرة بالترحيب والتهاني والتبريكات، وأكرمنها خير إكرام، إكراماً للرسول صل الله عليه وسلم وطلباً لمرضاة الله عز وجل.
ودخلت أم المؤمنين الحجرة التي أعد لها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لتكون بيتاً لها أسوة بباقي أمها المؤمنين ونساء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهكذا بقيت ميمونة تحظى بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتفقه بكتاب الله وتستمع الأحاديث النبوية من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتهتدي بما يقوله، فكانت تكثر من الصلاة في المسجد النبوي لأنها سمعت النبي صل الله عليه وسلم يقول: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلى المسجد الحرام".
وظلت ميمونة في البيت النبوي وظلت مكانتها رفيعة عند رسول الله حتى إذا اشتد به المرض عليه الصلاة والسلام نزل في بيتها.. ثم استأذنتها عائشة بإذن النبي صل الله عليه وسلم لينتقل إلى بيتها ليمرض حيث أحب في بيت عائشة.

حفظها للأحاديث النبوية:
وبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، عاشت ميمونة رضي الله عنها حياتها بعد النبي صلى الله عليه وسلم في نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم بين الصحابة والتابعين؛ لأنها كانت ممن وعين الحديث الشريف وتلقينه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنها شديدة التمسك بالهدي النبوي والخصال المحمدية، ومنها حفظ الحديث النبوي الشريف وروايته ونقله إلى كبار الصحابة والتابعين وأئمة العلماء. و كانت أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها من المكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف والحافظات له، حيث أنها روت عن رسول الله صل الله عليه وسلم ستاً وسبعين حديثاً.

ميمونة وشهادة الإيمان والتقوى:
وعكفت أم المؤمنين على العبادة والصلاة في البيت النبوي وراحت تهتدي بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم - وتقتبس من أخلاقه الحسنة، وكانت حريصة أشد الحرص على تطبيق حدود الله، ولا يثنيها عن ذلك شيء من رحمة أو شفقة أو صلة قرابة، فيحكى أن ذا قرابة لميمونة دخل عليها، فوجدت منه ريح شراب، فقالت: "لئن لم تخرج إلى المسلمين، فيجلدونك، لا تدخل علي أبدا". وهذا الموقف خير دليل على تمسك ميمونة رضي الله عنها بأوامر الله عز وجل وتطبيق السنة المطهرة فلا يمكن أن تحابي قرابتها في تعطيل حد من حدود الله. وقد زكى الرسول صلى الله عليه وسلم إيمان ميمونة رضي الله عنها وشهد لها ولأخوتها بالإيمان لما روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأخوات المؤمنات: ميمونة زوج النبي صل الله عليه وسلم، وأم الفضل، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن" رضي الله عنهم جميعاً.

الأيام الأخيرة والذكريات العزيزة:
كانت أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها، قد عاشت الخلافة الراشدة وهي عزيزة كريمة تحظى باحترام الخلفاء والعلماء، وامتدت بها الحياة إلى خلافة معاوية رضي الله عنه. وقيل: إنها توفيت سنة إحدى وخمسين بسرف ولها ثمانون سنة، ودفنت في موضع قبتها الذي كان فيه عرسها رضي الله عنها، وهكذا جعل الله عز وجل المكان الذي تزوجت به ميمونة هو مثواها الأخير. قال يزيد بن الأصم: "دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بنى فيها رسول الله صل الله عليه وسلم".
وتلك هي أمنا وأم المؤمنين أجمعين ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها، آخر حبات العقد الفريد، العقد النبوي الطاهر المطهر، وإحدى أمهات المؤمنين اللواتي ينضوين تحت قول الله سبحانه وتعالى (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )).
وصدق الله العظيم.

فضائل وأسباب شهرة ميمونة:
وكانت لأم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها شهرة شهد لها التاريخ بعظمتها، ومن أسباب شهرتها نذكر:
إن أم ميمونة هند بنت عوف كانت تعرف بأنها أكرم عجوز في الأرض أصهاراً {كما ذكرت سابقاً} فأصهارها: أشرف الخلق رسول الله صل الله عليه وسلم، وصاحبه الصديق، وعميه حمزة والعباس ابنا عبد المطلب، وجعفر وعلي أبناء عمه أبي طالب، وشداد بن الهاد رضي الله عنهم أجمعين.
ومن أسباب عظمتها كذلك شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم لها ولأخواتها بالإيمان، لما روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأخوات المؤمنات: ميمونة زوج النبي صل الله عليه وسلم، وأم الفضل زوج العباس، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن" رضي الله عنهن جميعاً.
ومنه تكريم الله عز وجل لها عندما نزل القرآن يحكي قصتها وكيف أنها وهبت نفسها لرسول الله صل الله عليه وسلم، في قول الله تعالى: (( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين )).
ومن ذلك أنها كانت آخر من تزوجها رسول الله صل الله عليه وسلم، وبها ختمت أمها المؤمنين، وكانت نعم الختام . وقد كانت تقيه تصل الرحم لشهادة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لها عندما قالت: " إنها والله كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم".
ومما يذكر لميمونة رضي الله عنها أنها كانت أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها من الحافظات المكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف، ولم يسبقها في ذلك سوى أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وأم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالسبت 17 أكتوبر 2015, 6:51 am

إسلاميّات  159










رقيّة

أم كلثوم

فاطمة الزهراء

زينب الكبرى




رقيِّة بنت الرسول 
{رضي الله عنها}

تمهيد:

في الساعات الأولى لشروق فجر الرسالة النبوية، أشرقت نفس خديجة بنت خويلد وبناتها رضي الله عنهن بنور الإيمان، وصٌنِعنَ على عيني رسول الله rالذي صنع على عين الله عز وجل، فحمل نور الله، وهدى الله، وكلمة الله إلى الدنيا بأسرها. ومن بين صفوف نساء قريش، سيصوغ الإسلام امرأة منهن؛ لتكون واحدة من حبات العقد الفريد، والدر النضيد في البيت النبوي الطاهر، الذي أذهب الله عنه الرجس، وطهره تطهيراً. يا ترى من هذه الجوهرة ؟ .

نشأت رقيِّة رضي الله عنها

ولدت رقيِّة بنت رسول الله r الهاشمية، وأمها خديجة أم المؤمنين، ونشأت قبل بعثة الرسول صل الله عليه وسلم. وقد استمدت رقيِّة رضي الله عنها كثيراً من شمائل أمها، وتمثلتها قولاً وفعلاً في حياتها من أول يوم تنفس فيِه صبح الإسلام، إلى أن كانت رحلتها الأخيرة إلى الله عز وجل. وسيرة حياة السيدة رقيِّة رضي الله عنها، تستوفي كل الكنوز الغنية بمكارم الفضائل ونفحات الإيمان، وهذه الكنوز التي تغني المرء عن الدراهم والدنانير، بل أموال الدنيا كلها، فسيرة السيدة رقيِّة تجعل النفوس تحلق في أجواء طيبة، لا يستطيع أصحاب الأموال والدنيا الوصول إليها، ولو صرفوا الدنيا وما فيها، لأن من يتذوق طعم حياة  الأبرار، يترفع عن الحياة التي لا تعرف إلا الدرهم والدينار.

 سيرة وحياة السيدة رقية رضي الله عنها وأرضاها :

الفصل الأول
 
زواجها رضي الله عنها من عُتبة

لم يمض على زواج زينب الكبرى غير وقت قصير، إلا وطرق باب خديجة ومحمد، وفد من آل عبد المطلب، جاء يخطب رقيِّة وأختها التي تصغرها قليلاً لشابين من أبناء الأعمام وهما (عُتبة وعُتيبة) ولدا أبي لهب عم الرسول صل الله عليه وسلم.

وأحست رقيِّة وأختها انقباضاً لدى أمهما خديجة، فالأم تعرف من تكون أم  الخاطبين زوجة أبي لهب، ولعل كل بيوت مكة تعرف من هي أم جميل بنت حرب ذات القلب القاسي والطبع الشرس واللسان الحاد. ولقد أشفقت الأم على ابنتيها من معاشرة أم جميل، لكنها خشيت اللسان السليط الذي سينطلق متحدثاً بما شاء من حقد وافتراء إن لم تتم الموافقة على الخطوبة والزواج، ولم تشأ خديجة أيضاً أن تعكر على زوجها طمأنينته وهدوءه بمخاوفها من زوجة أبي لهب وتمت الموافقة، وبارك محمد ابنتيه، وأعقب ذلك فرحة العرس والزفاف وانتقلت العروسان في حراسة الله إلى بيت آخر وجو جديد.
 
دعوة الرسول r الناس إلى الإسلام

ودخلت رقيِّة مع أختها أم كلثوم بيت العم، ولكن لم يكن مكوثهما هناك طويلاً فما كاد رسولنا محمد r يتلقى رسالة ربه، ويدعو إلى الدين الجديد، وراح سيدنا رسول الله، يدعو إلى الإسلام سراً، فاستجاب لله عز وجل من شاء من الرجال ومن النساء والولدان. ويبدو أن عمات رسول الله قد نصحنه r ألا يدعو عمه أبا لهب لكيلا تثور هائجته، فلا يدري بما يتكلم، وحتى لا تنفث زوجته أم جميل سمومها في بنات النبي فقد كان أبو لهب وأولاده ألعوبة تتحكم فيهم أم جميل التي تنهش الغيرة قلبها إذا ما أصاب غيرها خير. وقد قام رسول الله بدعوة الناس إلى الإسلام وعندما علم أبو لهب بذلك أخذ يضحك ويسخر من رسول الله ثم رجع إلى البيت، وراح يروي لامرأته الحاقدة ما كان من أمر محمد ابن أخيه الذي أخبرهم أنه رسول الله إليهم؛ ليخرجهم من الظُلمات إلى النور وصراط  العزيز الحميد، وشاركت أم جميل زوجها في سخريته وهزئه.
 
ولعب شيطان الحقد في نفسها، وأحست برغبة عنيفة في داخلها للانتقام من أقرب الناس إليها من رقيِّة وأم كلثوم رضي الله عنهما، وإن كان هذا الانتقام سيؤذي ولديها، ولكنها مادامت ستفرغ كل حقد ممكن لديها، وتقيء كل عصارة كيدها في جوانب نفسها، فلا مانع من ذلك حتى تحطم بزعمها الدعوة المحمدية، وسلكت ضد سيدنا رسول الله أبشع السبل في اضطهاده، وزادت على ذلك أن أرسلت إلى أصهار رسول الله تطلب منهم مفارقة بنات الرسول، أما أبو العاص فرفض طلبهم مؤثرا ومفضلاً ً صاحبته زينب على نساء قريش جميعاً، و وقد أمن في نهاية المطاف وجمع الله شمل الأحبة. وأما عُتبة وعُتيبة فلقد تكفلت أم جميل بالأمر دون أن تحتاج لطلب من أحد.
 
وطفقت أم جميل تنفث سمومها في كل مكان تكون فيه، ولم تكتف بكشف خبيئة نفسها الخبيثة، ولكنها راحت تزين للناس مقاومة الدعوة، واجتثاث أصولها؛لأنها تفرق بين المرء وأخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، وفصيلته التي تؤويه. ولما انتهت من طوافها، وهي تزرع بذور الفتنة، وتبغي نشر الحقد والفساد، راحت تجمع الحطب لتضعه في طريق رسول الله صل الله عليه وسلم لتؤذيه، وفي هذا دليل على بخلها الذي جبلت عليه.

لاولكن القرآن الكريم تنزل على الحبيب المصطفى r ندياً رطباً، ونزل القرآن عليه يشير إلى المصير المشؤوم لأم جميل بنت حرب، وزوجها المشؤوم أبي لهب، قال الله تعالى: )تبت يدا أبي لهب وتب *ما أغني عنه ماله وما كسب* سيصلى نارا ذات لهب* وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبلاً من مسد(.    (المسد:1-5).

وكانت رقيِّة وأم كلثوم في كنف ابني عمهما، لما نزلت سورة المسد، وذاعت في الدنيا بأسرها، ومشي بعض الناس بها إلى أبي لهب وأم جميل، اربدَّ وجه كل واحد منهما، واستبد بها الغضب والحنق، ثم أرسلا ولديهما عُتبة وعُتيبة وقالا لهما: إنَّ محمداً قد سبهما، ثم التف أبو لهب إلى ولده عتبة وقال في غضب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد؛ فطلقها قبل أن يدخل بها. وأما عُتيبة، فقد استسلم لثورة الغضب وقال في ثورة واضطراب: لآتين محمداً فلأوذينَّه في ربه. وانطلق عتيبة بن أبي لهب إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فشتمه ورد عليه ابنته وطلقها، فقال رسول الله"اللهم سلط عليه كلباً من كلابك" واستجابت دعوة الرسول r، فأكل الأسد عُتيبة في إحدى أسفاره إلى الشام.

ولم يكفها أن ردت رقيِّة وأم كلثوم مطلقتين، بل خرجت ومعها زوجها أبو لهب (الذي شذ عن الأعمام وآل هاشم، فقد جمع بين الكفر وعداوة ابن أخيه)، وسارت وإياه يشتمان محمداً، ويؤذيانه ويؤلبان الناس ضده، وقد صبر الرسول r على أذاهم. وكذلك فعلت رقيِّة وأختها، صبرتا مع أبيهما، وهما اللتان تعودتا أن تتجملا بالصبر قبل طلاقهما، لما كانت تقوم به أم جميل من رصد حركاتهما ومحاسبتهما على النظرة والهمسة واللفتة.

زواج رقيِّة من عثمان:

شاءت قدرة الله لرقيِّة أن ترزق بعد صبرها زوجاً صالحاً كريماً من النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ذلك هو (عثمان بن عفان) صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور، والخلق الكريم. وعثمان بن عفان أحد فتيان قريش مالاً، وجمالاً، وعزاً، ومنعةً، تصافح سمعه همسات دافئة تدعو إلى عبادة العليم الخبير الله رب العالمين. والذي أعزه الله في الإسلام سبقاً وبذلاً وتضحيةً، وأكرمه بما يقدم عليه من شرف المصاهرة، وما كان الرسول الكريم ليبخل على صحابي مثل عثمان بمصاهرته، وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة، وتم لعثمان نقل عروسه إلى بيته، وهو يعلم أن قريشاً لن تشاركه فرحته، وسوف تغضب عليه أشد الغضب. ولكن الإيمان يفديه عثمان بالقلب ويسأل ربه القبول.

ودخلت رقيِّة بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن سبلاً صعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه. وسعدت رقيِّة رضي الله عنها بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وولدت رقيِّة غلاماً من عثمان فسماه عبد الله،  واكتنى به..


الفصل الثاني
 
رقيِّة والهجرة إلى الحبشة:        

ودارت الأيام لكي تختبر صدق المؤمنين، وتشهد أن أتباع محمد قد تحملوا الكثير من أذى المشركين، كان المؤمنون وفي مقدمتهم رقيِّة وعثمان رضي الله عنهم في كرب عظيم، فكفار قريش ينزلون بهم صنوف العذاب، وألوان البلاء والنقمة،)وما نقموا بهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد( (البروج:Cool.ولم يكن رسول الله r بقادر على إنقاذ المسلمين مما يلاقونه من البلاء المبين، وجاءه عثمان وابنته رقيِّة يشكوان مما يقاسيان من فجرة الكافرين، ويقرران أنهما قد ضاقا باضطهاد قريش وأذاهم.

وجاء نفر آخرون ممن آمن من المسلمين، وشكوا إلى الرسول الكريم صل الله عليه وسلم ما يجدون من أذى قريش، ومن أذى أبي جهل زعيم الفجار. ثم أشار النبي عليهم بأن يخرجوا إلى الحبشة، إذ يحكمها ملك رفيق لا يظلم عنده أحد، ومن ثم يجعل الله للمسلمين فرجاً مما هم عليه الآن.
 
وأخذت رقيِّة وعثمان رضي الله عنهما يعدان ما يلزم للهجرة، وترك الوطن الأم مكة أم القرى. ويكون عثمان ورقيِّة أول من هاجر على قرب عهدهما بالزواج، ونظرت رقيِّة مع زوجها نظرة وداع على البلد الحبيب. وتمالكت دمعها قليلاً، ثم صعب ذلك عليها، فبكت وهي تعانق أباها وأمها وأخواتها الثلاث زينب وأم كلثوم والصغيرة فاطمة، ثم سارت راحلتها مع تسعة من المهاجرين، مفارقة الأهل والأحباب، وعثمان هو أول من هاجر بأهله، ثم توافدت بعد ذلك بعض العزاء والمواساة، لكنها ظلت أبداً تنزع إلى مكة وتحن إلى من تركتهم بها، وظل سمعها مرهفاً يتلهف إلى أنباء أبيها الرسول r، وصحبة الكرام. ولقد أثرت شدة الشوق والحنين على صحتها، فأسقطت جنينها الأول، وخيف عليها من فرط الضعف والإعياء، ولعل مما خفف عنها الأزمة الحرجة رعاية زوجها وحبة وعطف المهاجرين وعنايتهم.

وانطلق المهاجرون نحو الحبشة تتقدمهم رقيِّة وعثمان، حتى دخلوا على النجاشي، فأكرم وفادتهم، وأحسن مثواهم، فكانوا في خير جوار،لا يؤذيهم أحد ويقيمون شعائر دينهم في أمن وأمان وسلام. وكانت رقيِّة رضي الله عنها في شوق واشتياق إلى أبيها رسول الله وأمها خديجة، ولكن المسافة بعيدة، وإن كانت الأرواح لتلتقي في الأحلام.
 
وجاء من أقصى مكة رجل من أصحاب رسول الله، فاجتمع به المسلمون في الحبشة، وأصاخوا إليه أسماعهم حيث راح يقص عليهم خبراً أثلج صدورهم، خبر إسلام حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب، وكيف أن الله عز وجل قد أعز بهما الإسلام. واستبشر المهاجرون بإسلام حمزة وعمر، فخرجوا راجعين، وقلوبهم تخفق بالأمل والرجاء، وخصوصاً سيدة نساء المهاجرين رقيِّة بنت رسول الله التي تعلق فؤادها وأفئدة المؤمنين بنبي الله محمد r.

العودة إلى مكة:

وصلت إلى الحبشة شائعات كاذبة، تتحدث عن إيمان قريش بمحمد، فلم يقو بعض المهاجرين على مغالبة الحنين المستثار، وسَرعان ما ساروا في ركب متجهين نحو مكة، ويتقدمهم عثمان ورقيِّة، ولكن يا للخيبة المريرة، فما أن بلغوا مشارف مكة، حتى  أحاطت بهم صيحات الوعيد والهلاك. وطرقت رقيِّة باب أبيها تحت جنح الظلام، فسمعت أقدام فاطمة وأم كلثوم، وما أن فتح الباب حتى تعانق الأحبة، وانهمرت دموع اللقاء. وأقبل محمدr نحو ابنته يحنو عليها ويسعفها لتثوب إلى السكينة والصبر، فالأم خديجة قد قاست مع رسول الله وآل هاشم كثيراً من الاضطهاد مع أنها لم تهاجر، وقد ألقاها المرض طريحة الفراش، لتودع الدنيا وابنتها ما تزال غائبة في الحبشة.
 
عودة رقيِّة إلى الحبشة:

وعندما علمت قريش برجوع المؤمنين المهاجرين، عملت على إيذائهم أكثر من قبل، واشتدت عداوتهم على جميع المؤمنين، مما جعل أصحاب r في قلق، ولكنهم اعتصموا بكتاب الله، مما زاد ضراوة المشركين وزاد من عذابهم. وراح الفجرة الكفرة، يشددون على المسلمين في العذاب، وفي السخرية حتى ضاقت عليهم مكة، وقاسى عثمان بن عفان من ظلم أقربائه وذويه الكثير. ولكن عثمان صبر وصبرت معه رقيِّة مما جعل قريش، تضاعف وجبات العذاب للمؤمنين، فذهبوا إلى رسول الله r يستأذنونه في الهجرة إلى الحبشة فأذن لهم، فقال عثمان بن عفان t: يا رسول الله، فهجرتنا الأولى وهذه الآخرة إلى النجاشي، ولست معنا. فقال رسول الله r:" أنتم مهاجرون إلى الله وإلي، لكم هاتان الهجرتين جميعاً". فقال عثمان: فحسبنا يا رسول الله.

وهاجرت رقيِّة ثانية مع زوجها إلى الحبشة مع المؤمنين الذين بلغوا ثلاثة وثمانين رجلاً. وبهذا تنفرد رقيِّة ابنة رسول الله بأنها الوحيدة من بناته الطاهرات التي تكتب لها الهجرة إلى بلاد الحبشة، ومن ثم عُدت من أصحاب الهجرتين. قال الإمام الذهبي {رحمه الله} عن هجرة رقيِّة وعثمان رضي الله عنهما :" هاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين جميعاً. وفيهما قال رسول الله r: "إنهما أول من هاجرا إلى الله بعد لوط".

ولم يطل المقام برقيِّة في مكة، ففي العام الثالث عشر للبعثة، كان أكثر المؤمنين من أهل البيت الحرام قد وصلوا إلى المدينة المنورة، ينتظرون نبيهم محمداً ليأتي إليهم  وإلى اخوتهم الأنصار مهاجراً مجاهداً. وهناك في المدينة جلست رقيِّة مع زوجها عثمان، ووضعت مولودها الجميل عبد الله... وراحت تملأ عينها من النظر إليه، لكي تنسى مرارة فقدها لجنينها، ولوعة مصابها في أمها، وما قاسته في هجرتها وهي بطلة الهجرتين من شجن الغربة. ويبدأ صراع جديد بين الحق والباطل، وترى رقيِّة بوادر النصر لأبيها، فالله عز وجل قد أذن له وللمؤمنين أن يقاتلوا المشركين، ليدعموا بنيان المجتمع الإسلامي الجديد الذي بنوه بأيديهم في يثرب.


الفصل الثالث والأخير

وفاتها

وينمو عبد الله ابن المجاهدين العظيمين نمواً طيباً، ولكن شدة العناية قد توقع في ما يحذره الإنسان أحياناً، فما بال عبد الله يميل نحو الهبوط، وتذبل ريحانته بعد أن كان وردة يفوح عطرها، ويزكو أريجها يا لله... وأخذ الزوجان يرقبان بعيون دامعة، وقلب حزين سكرات الموت يغالبها الصغير بصعوبة تقطع الفؤاد. ومات ابن رقيِّة، بعد أن بلغ ست سنين ومات بعد أن نقر الديك وجهه(عينه)، فتورم وطمر وجهه ومرض ثم مات، وبكته أمه وأبوه، وافتقد جده بموته ذلك الحمل الوديع الذي كان يحمله بين يديه كلما زار بيت ابنته، ولم تلد رقيِّة بعد ذلك. 

ولم يكن لرقيِّة سوى الصبر وحسن التجمل به، ولكن كثرة ما أصابها في حياتها من مصائب عند أم جميل، وفي الحبشة، كان لها الأثر في أن تمتد إليها يد المرض والضعف، ولقد آن لجسمها أن يستريح على فراش أعده لها زوجها عثمان، وجلس بقربها الزوج الكريم يمرضها ويرعاها، ويرى في وجهها علامات مرض شديد وألم قاس تعانيه، وراح عثمان يرنو بعينين حزينتين إلى وجه رقيِّة الذابل، فيغص حلقه آلاما، وترتسم الدموع في عينيه، وكثيراً ما أشاح بوجهه لكي يمسك دمعة تريد أن تنهمر، ولقد كانت رقيِّة تحس هذا الشيء، فتتجلد وتبذل ما أمكنها، لكي تبتسم له ابتسامة تصطنعها حتى تعود إليه إشراقة وجهه النضير... وتنهال على رأسه الذكريات البعيدة، ورأى رقيِّة وهي في الحبشة تحدث المهاجرات حديثاً يدخل البهجة إلى النفوس، ويبعث الآمال الكريمة في الصدور، وتقص عليهن ما كانت تراه من مكارم أبيها رسو ل الله r، وحركت هذه الذكريات أشجان عثمان، وزادت في مخاوفه، وكان أخشى ما يخشاه أن تموت رقيِّة، فينقطع نسبه لرسول الله r.

ورنا عثمان ثانية إلى وجه زوجته الذابل، ففرت سكينته، ولفه حزن شديد ممزوج بخوف واضطراب، حيث كانت الأنفاس المضطربة التي تلتقطها رقيِّة جهدها، تدل على فناء صاحبتها. كانت رقيِّة تغالب المرض، ولكنها لم تستطع أن تقاومه طويلاً، فأخذت تجود بأنفاسها، وهي تتلهف لرؤية أبيها الذي خرج إلى بدر، وتتلهف لرؤية أختها زينب في مكة، وجعل عثمان يرنو إليها من خلال دموعه، والحزن يعتصر قلبه، مما كان أوجع لفؤاده أن يخطر على ذهنه، أن صلته الوثيقة برسول الله r توشك أن تنقطع. وكان مرض رقيِّة رضي الله عنها الحصبة، ثم بعد صراعها مع هذا المرض، لحقت رقيِّة بالرفيق الأعلى، وكانت أول من لحق بأم المؤمنين خديجة من بناتها، لكن رقيِّة توفيت بالمدينة، وخديجة توفيت بمكة قبل بضع سنين، ولم ترها رقيِّة، وتوفيت رقيِّة، ولم تر أباها رسول الله، حيث كان ببدر مع أصحابه الكرام، يعلون كلمة الله، فلم يشهد دفنها صل الله عليه وسلم.
 
وحُمِل جثمان رقيِّة رضي الله عنها على الأعناق، وقد سار زوجها خلفه، وهو واله حزين، حتى إذا بلغت الجنازة البقيع، دفنت رقيِّة هنالك، وقد انهمرت دموع المشيعين. وسوى التراب على قبر رقيِّة بنت رسول الله صل الله عليه وسلم، ثم عاد المجاهدون من بدر يبشرون المؤمنين بهزيمة المشركين، وأسر أبطالهم. وفي المدنية المنورة خرج رسول الله إلى البقيع، ووقف على قبر ابنته يدعو لها بالغفران. لقد ماتت رقيِّة ذات الهجرتين قبل أن تسعد روحها الطاهرة بالبشرى العظيمة بنصر الله، ولكنها سعدت بلقاء الله في داره.

ولما توفيت رقيِّة بكت النساء عليها، في رواية ابن سعد: قال: لما ماتت رقيِّة بنت رسول الله، قال: " ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون" فبكت النساء عليها، فجعل عمر يضربهن بسوطه. فأخذ النبي  rبيده، وقال: " دعهن يبكين"، ثم قال: " ابكين، وإياكن ونعيق الشيطان؛ فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان"، فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب رسول الله صل الله عليه وسلم فجعلت تبكي، فجعل رسول الله يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوبه.

رحم الله رقيِّة بطلة الهجرتين، وصلاة وسلاماً على والدها في العالمين ورحم معها أمها وأخواتها وابنها وشهداء بدر الأبطال، وسلام عليها وعلى المجاهدين الذين بذلوا ما تسع لهم أنفسهم به من نصره لدين الله ودفاع عن كلمة الحق والتوحيد إلى يوم الدين، و السعي إلى إعلاء كلمة الله.

 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالسبت 17 أكتوبر 2015, 7:21 am

إسلاميّات  159






أم كلثوم بنت الرسول 

{ رضي الله عنها }

اسمها  ونسبها :

هي أم كلثـوم بنت رسول الله e وأمها السيدة خديجة أم المؤمنين- رضي الله عنها ، قيل إنها ولِدَت بعد فاطمة، وأسلمت مع أمها وأخواتها مع بزوغ فجر الدعوة الإسلامية .
هجرتها :

هاجرت أم كلثوم مع أختها فاطمة الزهراء، وزوجة الرسول e سودة بنت زمعة، ثاني زوجاته بعد خديجة رضي الله عنها، بكل شوق وحنان إلى المدينة، فاستقبلهن الرسول e، وأتى بهنّ إلى داره التي أعدّها لأهله بعد بناء المسجد النبوي الشريف. 

زواجها:

تزوّجها عتيبة بن أبي لهب قبل البعثة ولم يدخل عليها، وطلقها تنفيذا لرغبة أبي لهب، ولم يدخل بها، ولما توفيت شقيقتها رقيـة، رضي الله عنهما، ومضت الأحزان والهموم ، زوّج رسول الله e أم كلثوم لعثمان بن عفان {رضي الله عنه} في ربيع الأول سنة 3 للهجرة، وكان هذا الزواج بأمر من الله تعالى، فقد روي عن رسول الله e أنه قال :" أتاني جبريل فقال : إن الله يأمرك أن تزوج عثمان أم كلثوم على مثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها" وأصبح عثمان بزواجه هذا، وبزواجه السابق من شقيقتها رقية يسمى بذي النورين، وعاشت أم كلثوم عند عثمان ست سنوات ولكنها لم تلد له.
وفاتها:

توفيت أم كلثوم {رضي الله عنها} في شهر شعبان سنة تسع من الهجرة، وقد جلس الرسول e على قبرها وعيناه تدمعان حُزناً على ابنته الغالية أم كلثوم ، فقال:" هل منكم أحد لم يقارف الليلة " فقال أبو طلحة : " أنا " قال له الرسول " انزل " فنزل أبو طلحة في قبرها. رضي الله عنها وأرضاها. وفي مسند الإمام أحمد ‏حدثنا ‏‏عفان ‏‏حدثنا ‏حماد ‏‏حدثنا ‏‏ثابت ‏عن ‏‏أنس،‏‏أن ‏رقية ‏‏لما ماتت قال رسول الله e‏ ‏صل الله عليه وسلم:"‏ ‏لا يدخل القبر رجل قارف ‏أهله الليلة"، وفي رواية أخرى في مسند أحمد أيضا عن أنس أن ‏ ‏رقية ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏لما ماتت قال رسول الله ‏e ‏ ‏لا يدخل القبر رجل قارف‏ ‏أهله فلم يدخل ‏عثمان بن عفان ‏‏رضي الله عنه ‏ ‏القبر " وقد روي عن الرسول صل الله عليه وسلم، أنه قال بعد وفاة أم كلثوم رضي الله عنها، لو كان عندي ثالثة زوجتها عثمان {رضي الله عنه}.


فاطمة الزهراء بنت الرسول 

{رضي الله عنها}
مولدها ونشأتها:

هي فاطمة بنت محمد بن عبدا لله بن هاشم - سيد المرسلين وخاتم النبيين سيد ولد آدم - عليه صلوات الله وسلامه وصغرى بناته وهي أيضا ابنة خديجة أول النساء إيمانا بالإسلام وهي زوج علي بن أبي طالب، أول من أسلم من الصبيان فما سجد لصنم، وما انحنى لوثن وهو المجاهد مع النبي منذ صغره، وهو خليفة المسلمين الرابع، وهي أم الحسنين سيدا شباب أهل الجنة .

ولقد شاء الله أن يقترن مولد فاطمة في يوم الجمعة الموافق للعشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة قبل البعثة بقليل بالحادث العظيم الذي ارتضت فيه قريش (محمدا) حكما لما اشتد الخلاف بينهم حول وضع الحجر الأسود بعد تجديد بناء الكعبة، وكيف استطاع عليه الصلاة والسلام برجاحة عقله أن يحل المشكلة وينقذ قريش مما كان يتهددها من حرب ودمار وإسالة دماء وعداوة بين الأهل والعشيرة.

حمل الأب الحاني ابنته المباركة يهدهدها ويلاطفها، وكانت فرحة خديجة كبيرة ببشاشته ، وهو يتلقى الأنثى الرابعة في أولاده، ولم يظهر عليه غضب ولا ألم لأنه لم يرزق ذكرا وكانت فرحة خديجة اكبر حين وجدت ملامح ابنتها تشبه ملامح أبيها، وقد استبشر الرسول بمولدها فهي النسمة الطاهرة التي سيجعل الله نسله منها .

 سيرة فاطمة الزهراء من خلال أربعة فصول :


الفصل الأول
عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت : كانت فاطمة بنت رسول الله صل الله عليه وسلم أشبه الناس وجها برسول الله صل الله عليه وسلم .

وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت :ما رأيت أحدا من خلق الله أشبه برسول الله صل الله عليه وسلم من فاطمة.

وقد كان تسميتها فاطمة بإلهام من الله تعالى فقد روى الديلمي عن أبى هريرة رضي الله عنه عن علي أنه عليه السلام قال :"إنما سميت فاطمة؛ لأن الله فطمها وحجبها من النار ". والفطم هو القطع والمنع .

ترعرعت فاطمة في بيت النبوة الرحيم، والتوجيه النبوي الرشيد، وبذلك نشأة على العفة وعزة النفس وحسن الخلق ،متخذتا أباها رسول الله صل الله عليه وسلم المثل الأعلى لها والقدوة الحسنة في جميع تصرفاتها. وما كادت الزهراء أن تبلغ الخامسة حتى بدأ التحول الكبير في حياة أبيها بنزول الوحي عليه، وقد تفتحت مداركها على أبيها ويعاني من صد قريش وتعنت سادتها، وشاهدت العديد من مكائد الكفار واعتدائهم على الرسول الكريم، وكان أقسى ما رأته فاطمة عندما ألقى سفيه مكة عقبة بن أبي معيط الأذى على رأس أبيها وهو ساجد يصلي في ساحة الكعبة ويبقى الرسول صل الله عليه وسلم ساجدا إلى أن تتقدم فاطمة وتلقي عنه القذر.

وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبى طالب ، وأقاموا على ذلك ثلاثة سنوات ، فلم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة ولا بيعا إلا واشتروه ، حتى أصاب التعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود ، وكان لا يصل إليهم شيئا إلا مستخفيا، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سرا.

وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة فبقيت طوال حياتها تعاني من ضعف البنية، ولكنه زادها إيمانا ونضجا . وما كادت الزهراء الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة {رضي الله عنها} فامتلأت نفسها حزنا وألما،ووجدت نفسها أمام مسؤوليات ضخمه نحو أبيها النبي الكريم، وهو يمر بظروف قاسية خاصة بعد وفاة خديجة رضي الله عنها وعمه أبى طالب. فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث في صبر ، ووقفت إلى جانب أبيها لتقدم له العوض عن امها الغاليه واكرم الزوجات ولذلك كانت تكنى بأم أبيها.

ثم جاءت هجرة الرسول صل الله عليه وسلم إلى يثرب بعد أن لم يبق له في مكة مكان وعلى أثره هاجر علي رضي الله عنه وكان قد تمهل ثلاثة أيام في مكة ريثما أدى عن النبي الودائع التي كانت عنده للناس وبقيت فاطمة وأختها أم كلثوم حتى جاء رسول من أبيها e فصحبهما إلى يثرب ،ولم تمر هجرتهما بسلام فما كادتا تودعان مكة حتى طاردهما اللئام من مشركي قريش ونخس أحد سفهاء مكة يدعى "الحويرث بن نقيذ" بعيرهما فرمى بهما إلى الأرض ،وكانت فاطمة يومئذ ضعيفة نحيله الجسم ، وتركهما يسيران بقية الطريق إلى أن وصلا إلى المدينة، وقد اشتد غضب الرسول صل الله عليه وسلم على من آذى ابنتيه ،فأهدر دمه.

زواج السيدة فاطمة الزهراء وحياتها في بيتها:

بعد أن تزوج الرسول صل الله عليه وسلم من السيدة عائشة {رضي الله عنها} تقدم كبار الصحابة لخطبة الزهراء، بعد أن كانوا يحجمون عن ذلك سابقا لوجودها مع أبيها صل الله عليه وسلم وخدمتها إياه. فقد تقدم لخطبة الزهراء أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف {رضي الله عنهم} ولكن النبي e اعتذر في لطف ورفق، وتحدث الأنصار إلى علي بن أبي طالب {رضي الله عنه} وشجعوه على التقدم لخطبة فاطمة، واخذوا يذكرونه بمكانته في الإسلام وعند رسول الله e حتى تشجع وذهب إلى الرسول صل الله عليه وسلم خاطبا، وعندما حضر مجلس النبي غلبه الحياء فلم يذكر حاجته ، وأدرك رسول الله ما ينتاب علي من حرج فبادره بقوله :ما حاجة ابن أبي طالب ؟

أجاب علي :ذكرت فاطمة بنت رسول الله صل الله عليه وسلم

 قال رسول الله صل الله عليه وسلم : مرحبا وأهلا ..

وكانت هذه الكلمات بردا وسلاما على قلب علي فقد فهم منها، وكذلك فهم أصحابه أن رسول الله يرحب به زوجا لابنته . وكانت تلك مقدمة الخطبة ،عرف علي t أن رسول الله يرحب به زوجا لأبنته فاطمة ،فلما كان بعد أيام ذهب إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وخطب فاطمة … وكان مهرها رضي الله عنها درعا أهداها الرسول صل الله عليه وسلم إلى علي في غزوة بدر، وقد دعا لهم رسول الله صل الله عليه وسلم فقال : "اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما ".

لم تكن حياة فاطمة في بيت زوجها مترفة ولا ناعمة، بل كانت أقرب للخشونة والفقر، وقد كفاها زوجها الخدمة خارجا وسقاية الحاج وأسنده لأمة، وكان علي رضي الله عنه يساعدها في شؤون المنزل. قال علي رضي الله عنه : لقد تزوجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونجلس عليه بالنهار،ومالي ولها خادم غيرها ، ولما زوجها رسول الله بي بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف ورحائين وسقاء وجرتين، فجرت بالرحى حتى أثرت في يدها،واستقت بالقربة بنحرها ،وقمّت البيت حتى اغبرت ثيابها . ولما علم علي t أن النبي صل الله عليه وسلم قد جاءه خدم قال لفاطمة: لو أتيت أباك فسألتيه خادما ،فأتته فقال النبي ما جاء بك يا بنيه؟ قالت :جئت لأسلم عليك،واستحيت أن تسأله ورجعت ،فأتاها رسول الله من الغد فقال :ما كانت حاجتك ؟فسكتت فقال علي :والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري،وهذه فاطمة قد طحنت حتى مجلت يداها وقد أتى الله بسبي فأخدمنا.

فقال الرسول صل الله عليه وسلم :"لا والله ،لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم ،لا أجد ما أنفق عليهم ولكن أبيع وأنفق عليهم بالثمن  “ فرجعا إلى منزلها ،فأتاهما رسول الله صل الله عليه وسلم ليخفف عنهما عناءهما وقال لهما برفق وحنان :ألا أخبركما بخير مما سألتماني ؟ قالا: بلى: فقال :"كلمات علمنيهن جبريل :تسبحان الله دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا ، وتكبران عشرا ،وإذا أويتما إلى فراشكما تسبحان ثلاثة وثلاثين ،وتحمدان ثلاثة وثلاثين ،وتكبران أربعا وثلاثين " .

 

الفصل الثاني
خيمت السعادة على بيت فاطمة الزهراء عندما وضعت طفلها الأول في السنة الثالثة من الهجرة ففرح به النبي فرحا كبيرا فتلا الآذان على مسمعه، ثم حنكه بنفسه وسماه الحسن ،فصنع عقيقة في يوم سابعه، وحلق شعره وتصدق بزنة شعره فضة . وكان الحسن أشبه خلق الله برسول الله صل الله عليه وسلم في وجهه، وما أن بلغ الحسن من العمر عاما حتى ولد بعده الحسين في شهر شعبان سنة أربع من الهجرة ، وتفتح قلب رسول الله e لسبطيه (الحسن والحسين)،فغمرهما بكل ما امتلأ به قلبه من حب وحنان وكان صل الله عليه وسلم يقول:"اللهم أني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما " وتتابع الثمر المبارك فولدت الزهراء في العام الخامس للهجرة طفلة اسماها جدها صل الله عليه وسلم (زينب ).وبعد عامين من مولد زينب وضعت طفلة أخرى اختار لها الرسول اسم (أم كلثوم ) .

وبذلك آثر الله فاطمة بالنعمة الكبرى ،فحصر في ولدها ذرية نبيه صلى الله عليه وسلم ،وحفظ بها أفضل سلالات البشرية . وقد بلغ من حب رسول الله صل الله عليه وسلم لابنته فاطمة {رضي الله عنها} أنه لا يخرج من المدينة حتى يكون آخر عهده بها رؤية فاطمة، فإذا عاد من سفره بدأ بالمسجد فيصلي ركعتين ،ثم يأتي فاطمة ،ثم يأتي أزواجه، وقد قال عليه الصلاة والسلام :" إنما فاطمة بضعة فمن أغضبها فقد أغضبني". ولم يرض رسول الله صل الله عليه وسلم أن يراها تلبس الحلي وأمرها ببيعها والتصدق بثمنها ؛ وما ذلك إلا لأنها بضعة منه وأنه يريدها مثلا أعلى في الزهد والصبر والتقشف كما كان هو صل الله عليه وسلم،ولتتبوأ بجدارة منزلة سيدة نساء العالمين يوم القيامة.

ولقد هم علي كرم الله وجهه بالزواج من بنت أبى جهل - لعنه الله، على السيدة فاطمة رضي الله عنها،وفي حسبانه أنه يجوز على بنات النبي صل الله عليه وسلم ما يجوز على سائر النساء فيما أحله الشرع للمسلمين من تعدد الزوجات، وعندما بلغ رسول الله ذلك خرج إلى المسجد مغضبا حتى بلغ المنبر فخطب الناس فقال:"إن بني هشام بن مغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ،ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم،إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم،  وإني لست أحرم حلالا،ولا أحل حراما ،لكن والله لا تجتمع بنت رسول الله ،وبنت عدو الله أبدا. فترك علي الخطبة. وهذا دليل على حبه صل الله عليه وسلم لبناته في بيئة وأدت بناتها .

وقد مرت السيدة فاطمة رضي الله عنها بأحداث كثيرة ومتشابكة وقاسية وذلك منذ نعومة أظفارها حيث شهدت وفاة أمها،ومن ثم أختها رقية، وتلتها في السنة الثامنة للهجرة أختها زينب ،وفي السنة التاسعة أختها أم كلثوم .

وفاة الرسول صل الله عليه وسلم :

ولما حج رسول الله صل الله عليه وسلم حجة الوداع ،وأرسى قواعد الإسلام وأدى الأمانة ونصح الأمة وأكمل الله الدين. حان وقت الرحيل عن الدنيا الفانية، وأخذت طلائع التوديع للحياة تظهر على ملامح الرسول صل الله عليه وسلم وتتضح من خلال عباراته وأفعاله . فقد اعتكف في رمضان في السنة العاشرة عشرين يوما، بينما كان لا يعتكف إلا عشرة أيام، وكان يدارسه جبريل عليه السلام مرتين وما قاله لمعاذ رضي الله عنه "يا معاذ انك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا.

 


الفصل الثالث
 
وما قاله في خطبة الوداع :" أيها الناس اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا . وشهادة الناس له انه بلغ وأدى ونصح ...".وكان بداية مرضه e بعد حجة الوداع في اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر سنة 11هجرية - وكان يوم الاثنين – وقد صلى المصطفى e بالناس وهو مريض أحد عشر يوما وجميع أيام المرض كانت ثلاثة عشر يوما.

وما أن سمعت فاطمة بذلك حتى هرعت لتوها لتطمئن عليه، وهو عند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ،فلما رآها هش للقائها وقال : "مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها شيئا فبكت ،ثم اسر لها شيئا فضحكت. قالت  -عائشة – قلت ما رأيت ضحكا اقرب من بكاء ،قلت : أي شيء أسر إليك رسول الله صل الله عليه وسلم ؟ قالت الزهراء رضي الله عنها : ما كنت لأفشي سره ! فلما قبض سألتها فقالت : قال : ان جبريل كان يأتيني كل عام فيعارضني بالقرآن مرة وأنه أتاني العام فعارضني مرتين، ولا أظن إلا أجلي قد حضر ،فاتقي واصبري،فانه نعم السلف أنا لك . قالت فبكيت بكائي الذي رأيت :فلما رأى جزعي سارني الثانية ،فقال :" يا فاطمة ،أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ؟وانك أول أهلي لحاقا بي؟ فضحكت .

ورأت فاطمة رضي الله عنها ما برسول الله من الكرب الشديد الذي يتغشاه ،فقالت : وأكرب أباه .فقال صل الله عليه وسلم لها :ليس على أبيك كرب بعد اليوم يا فاطمة.

ولما حضرت النبي الوفاة، بكت فاطمة حتى سمع النبي صوتها فقال صل الله عليه وسلم "لا تبكي يا بنية ،قولي إذا مت :انا لله وانا إليه راجعون، فان لكل إنسان بها من كل مصيبة معوضة "، قالت فاطمة : ومنك يا رسول الله ؟ قال : ومني .

ولما مات الرسول صل الله عليه وسلم قالت فاطمة : يا أبتاه أجاب ربا، يا أبتاه في جنة الفردوس مأواه ،يا أبتاه إلى جبريل ننعاه . فلما دفن الرسول صل الله عليه وسلم قالت : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب ؟، وبكت الزهراء أم أبيها ،وبكى المسلمون جميعا نبيهم ورسولهم محمد e وذكروا قول الله تعالى :" إنك ميت وإنهم ميتون".

حادثة فدك والإرث :

ولما كان اليوم الذي توفي فيه رسول صل الله عليه وسلم بويع لأبي بكر رضي الله عنه في ذلك اليوم ،فلما كان من الغد جاءت فاطمة إلى أبي بكر رضي الله عنه ومعها علي كرم الله وجهه، فقالت : ميراثي من رسول الله صل الله عليه وسلم أبي ، فقال: أمن الرثة أومن العقد ؟قالت :فدك-قرية كان للنبي صل الله عليه وسلم نصفها – و خيبر وصدقاته بالمدينة أرثها كما يرثك بناتك إذا مت.

فقال أبو بكر رضي الله عنه :أبوك والله خير مني، وأنت والله خير من بناتي ،وقد قال رسول الله: لا نورث ،ما تركنا صدقة (يعني هذه الأموال القائمة) فيعلمن أن أباك أعطاكها،فو الله لئن قلت نعم لأقبلن قولك ،قالت:قد أخبرتك ما عندي. وقال لفاطمة وعلي والعباس :أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:"لا نورث ما تركناه صدقة ".

وفي رواية أخرى عن عروة ابن الزبير عن عائشة أن فاطمة أرسلت إلى أبى بكر تسأله ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم تطلب صدقة رسول الله التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا نورث ما تركناه فهو صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال –يعني مال الله – ليس لهم أن يزيدوا على المأكل " وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صل الله عليه وسلم، ولست تاركا شيئا كان رسول الله يعمل به إلا عملت به، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ. فتشهد علي ثم قال : إنا عرفناك يا أبا بكر فقال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول صل الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي وأوسع منه. والحكمة من ذلك أن الله تعالى صان الأنبياء أن يورثوا دنيا؛ لئلا يكون ذلك شبهة لمن يقدح في نبوتهم بأنهم طلبوا دنيا وورثوها لورثتهم، ثم إن من ورثة النبي صل الله عليه وسلم أزواجه، ومنهم عائشة بنت أبي بكر وقد حرمت نصيبها بهذا الحديث النبوي، ولو جرى أبو بكر مع ميله الفطري لأحب أن ترث ابنته.

وطابت نفس فاطمة رضي الله عنه بما كان من قضاء أبي بكر رضي الله عنه، وأن الأنبياء لا يورثون مالا وعاشت زاهدة راضية حتى وافاها الأجل، فكانت أول اللاحقين بأبيها من أهل بيته كما بشرها بذلك، فطابت بالبشرى وعلمت أن الآخرة خير من الأولى وأبقى.

 


الفصل الرابع والأخير
 
وفاة فاطمة رضي الله عنها:

أوصت الزهراء رضي الله عنها علي بن أبي طالب بثلاث وصايا في حديث دار بينهما قبل وفاتها. وقالت الزهراء يا ابن عم، انه قد نعيت إلي نفسي ، وإنني لا أرى حالي إلا لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة، وأنا أوصيك بأشياء في قلبي. فقال كرم الله وجهه : أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله صل الله عليه وسلم ،فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت . فقالت رضي الله عنها :يا ابن العم ما عهدتني كاذبة ولا خائفة، ولا خالفتك منذ عاشرتني .

فقال رضي الله عنه : معاذ الله ! أنت أعلم بالله تعالى ، وأبر واتقى وأكرم وأشد خوفا من الله تعالى، وقد عز علي مفارقتك وفقدك إلا أنه أمر لابد منه، والله لقد جددت علي مصيبة رسول الله صل الله عليه وسلم وجل فقدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

 وقد أوصت الزهراء رضي الله عنها عليا كرم الله وجهه بثلاث:

أولا: أن يتزوج بأمامة بنت العاص بن الربيع، وبنت أختها زينب {رضي الله عنها}  .وفي اختيارها لأمامة رضي الله عنها قالت: أنها تكون لولدي مثلي في حنوتي ورؤومتي. وأمامه هي التي روى أن النبي صل الله عليه وسلم كان يحملها في الصلاة .

ثانيا : أن يتخذ لها نعشا وصفته له ، وكانت التي أشارت عليها بهذا النعش أسماء بنت عميس رضي الله عنها، وذلك لشدة حياءها رضي الله عنها فقد استقبحت أن تحمل على الآلة الخشبية ويطرح عيها الثوب فيصفها، ووصفه أن يأتى بسرير ثم بجرائد تشد على قوائمه ، ثم يغطى بثوب .

ثالثا: أن تدفن ليلا بالبقيع .

لم يطل مرض الزهراء رضي الله عنها الذي توفيت فيه ، ولم يطل مقامها في الدنيا كثيرا بعد وفاة المصطفى صل الله عليه وسلم ،وقد اختلفت الروايات في تحديد تاريخ وفاتها ، فقيل في الثالث من جمادى الآخرة سنة عشرة للهجرة وقيل توفيت لعشر بقين من جمادى الآخرة، أما الأرجح فإنها توفيت ليلة الثلاثاء يوم الاثنين من شهر رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة .

وتوفيت وهي بنت تسع وعشرين سنة . وقيل كانت قبل وفاتها فرحة مسرورة لعلمها باللحاق بأبيها الذي بشرها أن تكون أول أهل بيته لحاقا به وقيل لبثت الزهراء بعد وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم ثلاثة اشهر وفي رواية أخرى ستة اشهر. وقد نفذ علي كرم الله وجهه وصيتها ،فحملها في نعش كما وصفته له ودفنت بالبقيع ليلا ، وهي أول من حملت في نعش وأول من لحقت بالنبي صل الله عليه وسلم من أهله.

حملت فاطمة بين دموع العيون وأحزان القلوب ،وصلى عليها علي كرم الله وجهه ونزل في قبرها، فضم ثرى الطيبة الطاهرة فاطمة الزهراء رضي الله عنها كما ضم جثمان أبيها المصطفى صل الله عليه وسلم وأخواتها الثلاث :زينب،  ورقيــة وأم كلثوم رضي الله عنهن .

 الخاتمة :

 قد جمعت في هذا البحث قبسات من سيرة سيدة نساء العالمين على أمل أن يكون ذلك نبراسا يضيء القلوب ويمحو منها تشكيك المتشككين في عظمة هذا البيت وهذه السيدة الطاهرة. فكل حياة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء دروس وعبر وعظات،  ففي صباها ناصرت الدعوة ودافعت عن أبيها وذلك درس للأولاد،وفي تزويجها وجهازها وصبرها على شظف العيش حل لكثير من المشكلات،وفي فضائلها وخصائصها ومزاياها إصلاح لكثير من الأخلاقيات وفي اهتمام المصطفى بها وتنويهه بذكرها وتهذيبه لها درس للفتيات المسلمات ،وفي عفتها وطهارتها مرآة لكل فتاة .

لقد ضربت لنا الزهراء نموذجا فريدا ومثلا أعلى في حياتها ، فقد كانت مثال الزوجة الصالحة الصابرة وكانت مثلا في حسن علاقتها مع جارتها وقريباتها، وكانت قدوة في رسالة الأمومة حتى كان من ذريتها ما كان. فرحم الله الزهراء ريحانة سيد ولد آدم وزوجة سيد الفرسان ، وأم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأم زينب بطلة كربلاء.

 




السيدة زينب بنت الرسول 


{رضي الله عنها}
 
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين وصلاة الله وسلامه على نبينا وسيدنا محمد وآله، ورحمته وبركاته على عباده الذين اصطفى للناس أجمعين محمد r، وبعد فإن الهدف الذي من أجله كتب هذا البحث الوقوف على حياة السيدة زينب رضي الله عنها ومواقفها مع الرسول r ليست بأشهر وأعرف من تلك التي كانت من أختها السيدة فاطمة {رضي الله عنها}. والمراجع التي تحدثت عن هذه السيدة العظيمة  ومواقفها قليلة لذلك فإن الناس لم يعرفوا عنها الكثير، فرأيت أن تكون السيدة زينب هي موضوع بحثي لهذا العام، وبذلك نعرف القراء بهذه السيدة وما كان منها في عصر حياة الرسول r. ينقسم هذا البحث إلى ثمانية أجزاء هي:  طفولة زينب {رضي الله عنها} ونشأتها، وزواج زينب، ونزول الوحي على محمد r وإسلام زينب، وموقفها من هجرة الرسول r، وموقعة بدر وأثرها في نفس زينب، وهجرتها إلى يثرب، وإسلام زوجها، وأخيرا أنهي بوفاة السيدة زينب وموقف الرسول r من ذلك.
 
ومن أهم النتائج التي تم التوصل إليها من هذا البحث أن السيدة زينب {رضي الله عنها} كانت من أهم من وقف بجانب النبي r أيام تعذيب قريش وبطشهم به، وأنها لم ترفض الإسلام كما فعل زوجها ، بل كانت من أوائل من أسلم وساهمت في إسلام زوجها أيضا. ويعد كتاب ( أبناء النبيr ) لكاتبه إبراهيم محمد الجمل من أهم المراجع التي ساهمت في إنهاء هذا البحث حيث إنه ذكر عن السيدة زينب الكثير من طفولتها وحتى وفاتها {رضي الله عنها}. نسأل الله العلي القدير أن يكون هذا البحث مصدرا  للانتفاع به ، ومرجعا مفيدا لطلبة العلم.
 سيرة السيدة زينب عليها السلام إلى أربعة فصول :


الفصل الأول
  
طفولة زينب {رضي الله عنها} ونشأتها:
هي زينب بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم  خاتم النبيين. وزينب {رضي الله عنها} هي كبرى بنات الرسول  r والأولى من بين أربع بنات هن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة {رضي الله عنهن} وهي ثمرة الزواج السعيد الذي جمع بين خديجة بنت خويلد {رضي الله عنها} ورسول الله  r . ولدت زينب {رضي الله عنها} في السنة الثلاثين من مولد محمد r، أي أنه كان يبلغ من العمر ثلاثين عاما عندما أصبح أباً لزينب التي أحبها كثيراً وكانت فرحته لا توصف برؤيتها. أما السيدة  خديجة {رضي الله عنها} فقد كانت السعادة والفرحة تغمرانها عندما ترى البِشر على وجه زوجها وهو يداعب ابنته الأولى.
 
واعتاد أهل مكة العرب عامة والأشراف منهم خاصة على إرسال صغارهم الرضع بيد مرضعات من البادية يعتنين بهم وبعدما يقارب من السنتين يعيدوهم إلى ذويهم. بعد أن عادت زينب {رضي الله عنها} إلى حضن أمها خديجة عهدت بها إلى مربية تساعدها على رعايتها والسهر على راحة ابنتها. وترعرعت زينب في كنف والدها حتى شبّت على مكارم الأخلاق ِوالآداب والخصال فكانت تلك الفتاة البالغة الطاهرة.
 
زواج زينب {رضي الله عنها} :
كانت هالة بنت خويلد أخت خديجة {رضي الله عنها} زوج رسول الله  r تقبل على أختها بين الحين والآخر، فقد كانتا قريبتان من بعضهما، وكانت هالة تعتبر السيدة خديجة أماً وأختاً لها وكم حلمت بأن تكون زينب بنت أختها {رضي الله عنها} زوجة لابنها أبي  العاص. من ذلك نجد أن هالة أحسنت الاختيار فهي زينب بنت محمدr أحد أشراف قريش ومكانته كانت عظيمة بينهم وأمها ذات المنزلة الرفيعة والأخلاق الكريمة أيضاً. أما زينب فلم تكن بحاجة إلى تعريف, فأخلاقها كانت من أهم ما جذب خالتها لها. كان  أبو العاص قد تعرف إلى زينب من خلال الزيارات التي كان يقوم بها لخالته {رضي الله عنها}، ومن هناك عرف عن طباع ابنة خالته زينب وأخلاقها فزاد من ترداده على بيت خالته. وفي إحدى الأيام فاتحت هالة أختها بنوايا ابنها الذي أختار زينب بنت محمدr  ذو المكانة العظيمة في قريش لتكون شريكة حياته وزوجة له.
 
سرت بهذا الخبر السيدة خديجة {رضي الله عنها} وهي ترى ابنتها وقد كبرت وأصبحت في سن الزواج ، فأي أم لا تحلم بزواج ابنتها وخاصة إذا كانت هي بكرها. أخبرت خديجة {رضي الله عنها} الرسول r بنوايا ابن أختها أبي العاص ورغبته في التقدم لخطبة ابنته زينب {رضي الله عنها}، فما كان من رسول الله r إلا أن يرحب به ليكون زوجاً لابنته  بعد موافقتها طبعاً؛ وكان ذلك لأن أبا العاص يلتقي نسبه من جهة الأب مع رسول الله r عند الجد الثالث عبد المناف فهو أبو العاص ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى، وكذلك  فإن نسبه يلتقي من جهة الأم مع زينب بنت محمد r عند جده خويلد بن أسد بن عبد العزى. بالإضافة إلى ذلك فإن أبا العاص على الرغم من صغر سنه فقد عرف بالخصال الكريمة والأفعال النبيلة. وعندما ذهب أبو العاص إلى رسول الله r ليخطب ابنته، قال عنه الرسول  r: إنه نعم الصهر الكفء، هذا يعني أن محمدا ً r  لم يجد به عيبا،ً وطلب من الخاطب الانتظار، حتى يرى رأي ابنته في ذلك ولم يشأ الموافقة على أبي العاص قبل موافقة ابنته زينب عليه. وهذا موقف من المواقف التي دلت على حرص الرسول r على المشاورة ورغبته في معرفة رأي ابنته في هذا الموقف. وما كان من زينب {رضي الله عنها} إلا أن تسكت إعلاناً منها قبول ابن خالتها أبا العاص؛ ليكون زوجاً لها تسهر على رعايته وراحته، وتشاركه فرحه وحزنه  وتوفر له أسباب السعادة.
 
 



الفصل الثاني
 
ذاع خبر خطبة أبي العاص لزينب {رضي الله عنها} في أرجاء مكة كلها، ففرح الناس بذلك، وأخذوا يهنئون زينب بالزوج الذي اختارته، فهو من الرجال المعدودين مالاً  وتجارة في مكة،  وفي الوقت نفسه يهنأ أبو العاص بالفتاة التي اختارها لتكون زوجة له، وأماً لأطفاله في المستقبل. انتظر الجميع  يوم زفاف هذين الزوجين وعندما حان الموعد المنتظر نحرت الذبائح وأقيمت الولائم، وكانت فرحة كليهما لا توصف.
 
عاشت زينب حياة سعيدة في  كنف زوجها وكانت خير الزوجة الصالحة الكريمة لأبي العاص ، وكان هو خير الزوج الفاضل الذي أحاطها بالحب والأمان.  وشاء الله تعالى أن يكون ثمرة هذا الزواج السعيد طفلين أنجبتهما زينب {رضي الله عنها}. الأول علي بن أبي العاص الذي توفي صبيا وكان رسول الله r قد أردفه وراءه يوم الفتح، والثانية أمامة بنت أبي العاص التي تزوجها علي بن أبي طالب { كرم الله وجهه} بعد وفاة فاطمة الزهراء {رضي الله عنها}.
 
كان أبو العاص يعمل بالتجارة فيضطر في بعض الأحيان للسفر إلى بلاد الشام تاركاً زوجته عند أمه هالة بنت خويلد . ومن شدة حب أبي العاص لزوجته كان يقول فيها في سفره وبعيدا ً عنها:
 
ذكرت زينب لما ورّكت أرما فقلت سقيا لشخصٍ يسكن الحرما
بنت الأمين جزاها الله صـالحا وكلٌ  بَعـلٍ سيثني بالذي عـلِما
 
 
 نزول الوحي على محمد r  وإسلام زينب {رضي الله عنها}:
عندما نقول أنه ليس من الغريب أن يكون محمد r نبي الأمة فأننا نعني ذلك لعدة أسباب، فالرسول r كان يتمتع بأنبل الصفات وأحسن الأخلاق؛ فقد عٌرف بصدقه وأمانته؛ ومساعدته للضعيف والفقير؛ وبتلك المحاسن التي أشتهر بها كان هو الرجل الأعظم والأكمل بين سادات قريش في مكة.
تبدأ قصة نزول الوحي عندما بدأ الرسول r ينشغل في التأمل في خلق الله وهو في غار حراء. وكان يقضي أوقاتاً طويلة في تأمله وتدبره ، وفي الجانب الآخر كانت زوجته السيدة خديجة {رضي الله عنها} تسأل عنه دائماً وترسل من يأتي بأخباره إليها،  وكانت هي أكثر من يهيئ له الراحة والسعادة. وبعد نزول الوحي على رسول الله  r ، أسرعت خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل تروي له كل ما حصل مع زوجها في غار حراء، فبشرها بأنه سيكون نبي الأمة المنتظر ولكن وفي الوقت نفسه فإنه سيتعرض للتعذيب والاضطهاد من قريش. سرت خديجة ببشارة النبي وحزنت بعد معرفتها بأن قريش لن تتبع زوجها بالدين الذي سيدعو له وعلى الرغم من ذلك كانت السيدة خديجة {رضي الله عنها} أول من آمن بما جاء به الرسول r  وأول من اتبعه. وفي يوم نزول الوحي على سيدنا محمد r  كان أبو العاص في سفر تجارة ، فخرجت السيدة زينب {رضي الله عنها} إلى بيت والدها تطمئن على أحوالهم فإذا بها ترى أمها خديجة في حال غريب بعد عودتها من عند ورقة بن نوفل. سألت زينب أمها عن سبب هذا الانشغال فلم تجبها إلى أن اجتمعت خديجة {رضي الله عنها}ببناتها الأربع  زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة {رضي الله عنهن} وأخبرتهن بنزول الوحي على والدهم r وبالرسالة التي يحملها للناس كافة. لم يكن غريباً أن تؤمن البنات الأربع برسالة محمد r فهو أبوهن والصادق الأمين قبل كل شي، فأسلم دون تردد وشهدن أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وقررت الوقوف إلى جانبه ومساندته، وهذا أقل ما يمكن فعله. أسلم عدد قليل من رجال مكة من أمثال أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان والزبير بن العوام {رضي الله عنهم }وهم من الذين أيدوه وتقاسموا معه ظلم قريش وبطشهم. وعاد أبو العاص من سفره، وكان قد سمع من المشركين بأمر الدين الجديد الذي يدعو إليه محمد r.
 
دخل على زوجته فأخبرها بكل ما سمعه، وأخذ يردد أقوال المشركين في الرسول r  ودينه، في تلك اللحظة  وقفت السيدة زينب {رضي الله عنها}موقف الصمود وأخبرت زوجها بأنها أسلمت وآمنت بكل ما جاء به محمد r  ودعته إلى الإسلام فلم ينطق بشيء وخرج من بيته تاركاً السيدة زينب  بذهولها لموقفه غير المتوقع. وعندما عاد أبو العاص إلى بيته وجد زوجته {رضي الله عنها} جالسة بانتظاره  فإذا به يخبرها بأن والدها محمد r دعاه إلى الإسلام وترك عبادة الأصنام ودين أجداده ، فرحت زينب ظناً منها أن زوجها قد أسلم، لكنه لم يكمل ولم يبشرها بإسلامه كما ظنت فعاد الحزن ليغطي ملامح وجهها الطاهر من جديد. بالرغم من عدم إسلام أبي العاص ألا أنه أحب محمد r حباً شديدا،ً ولم يشك في صدقه  لحظة واحدة،  وكان مما قال لزوجته السيدة زينب {رضي الله عنها}  في أحد الأيام عندما دعته إلى الإسلام :
" والله ما أبوك عندي بمتهم، وليس أحب إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره لك أن يقال: إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاء  لامرأته ".
 
من هذه المواقف نجد أن السيدة زينب {رضي الله عنها} على الرغم من عدم إسلام زوجها فقد بقيت معه تدعوه إلى الإسلام، وتقنعه بأن ما جاء به الرسول r هو من عند الله  وليس هناك أحق من هذا الدين لاعتناقه. ومن ذلك نجد أيضاً أن أبا العاص لم يجبر زوجته على تكذيب والدها r أو الرجوع إلى دين آبائهِ وعبادة الأصنام ِ وحتى وإن أجبرها فلم تكن هي، لتكذب أباها إرضاء لزوجها، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخال.
 
 

الفصل الثالث
 
السيدة زينب وموقفها من هجرة الرسول r:
بعد عام الحزن الذي شهد فيه الرسول r ومعه بناته {رضي الله عنهن} وفاة كل من السيدة خديجة  {رضي الله عنها}، وعم الرسول r أبي طالب، زاد بطش وتعذيب كفار قريش للرسول r . كان محمد r  يجد في السيدة خديجة ملجأً لبث همومه، وكان يشكو إليها من تعذيب رجال قريش ، ويرى في عمه أبو طالب  رجلاً معيناً  وناصراً على قومه على الرغم من عدم إسلامه. لذلك كان وفاة هذين الشخصين العزيزين مأساة للرسول r، فحزن لذلك حزناً كبيراً وحزنت معه زينب ومعها أخواتها الثلاث {رضي الله عنهن} وقد وجهن كل حنانهن وحبهن أباهم r  للتخفيف عنه.
 
كانت السيدة زينب {رضي الله عنها} تسمع في كل يوم عن مطاردة قريش للرسول r  وتعذيبه، ومعه أصحابه بشتى أنواع العذاب، وهي ترى صبر والدها، وما كان منها إلا أن تدعو له بالنصر على أعداؤه ونشر دعوة الإسلام في كل مكان. حتى كان اليوم الذي وصل فيه خبر هجرة محمد r ومعه الصديق أبو بكر {رضي الله عنه}إلى يثرب، ومطاردة رجال قريش لهما؛ لقتلهما والقضاء على خاتم الرسل والإسلام. وكانت زينب تمضي الليالي مضطربة النفس خائفة القلب على الرسول r، ولم ترتح إلا بعد أن وصل خبر وصوله وصاحبه إلى يثرب آمنين سالمين. وبعد هجرة رسول الله r إلى المدينة المنورة أمر بإحضار ابنتيه  فاطمة وأم كلثوم {رضي الله عنهن} إلى دار الهجرة يثرب، أما رقية {رضي الله عنها} فقد هاجرت مع زوجها من قبل ولم يبق سوى زينب التي كانت في مأمن من بطش المشركين وتعذيبهم وهي في بيت زوجها الذي آمنها على دينها.
  
موقعة بدر وأثرها في نفس زينب {رضي الله عنها}:
بعد أن استولى المسلمون على قافلة كانت قادمة من بلاد الشام حاملةً بضائع لأهل مكة  وقتل عمرو بن الحضرمي وأخذ رجال القافلة كأسرى، اشتد غضب رجال قريش، وخاصة بعد أن وصلهم أن رسول الله r ينوي التعرض لقافلة أبي سفيان . وحشد رجال قريش وأشرافها الجيوش وجروا العتاد والأسلحة؛ لمواجهة محمد r  ومعه أصحابه للقضاء عليهم في يثرب. في تلك الأثناء وصلت قافلة أبي سفيان سالمة إلى مكة. ومن أشد الأمور غرابة، أن أبا العاص زوج السيدة زينب {رضي الله عنها}كان قد تحالف مع المشركين وقرر الوقوف ضد رسول الله  ووالد زوجته r والمسلمين في موقعة بدر تاركاً زوجته وطفليه في مكة، غير آبه بزوجته وطلبها البقاء في مكة، وعدم المشاركة مع المشركين.كانت زينب {رضي الله عنها} تدعو الله سبحانه وتعالى أن ينصر والدها على أعداء الله ِوأن يحفظ زوجها من كل سوء على الرغم من عصيانه لله. وبدأ القتال وواجه المشركون بعددهم الكبير رسول الله r  ومعه القلة المؤمنة، ولكن الله تعالى نصر رسوله والمؤمنون نصراً كبيراً وهزم أعداء الإسلام على الرغم من عدم التوافق العددي بين الجيشين. وصل خبر انتصار المسلمين إلى مكة وكانت فرحة زينب بهذا الانتصار لا توصف،  ولكن خوفها على زوجها لم يكمل تلك السعادة التي غمرتها، حتى علمت بأن زوجها لم يقتل وأنه وقع أسيراً في أيدي المسلمين . وكان رسول الله r قد رأى أبا العاص زوج ابنته ضمن الأسرى، واستبقاه عنده بعد أن أمر الصحابة أن يستوصوا بالأسرى خيراً.
 
( روي عن عائشة، بإسناد واه: أن أبا العاص شهد بدراً مشركاً، فأسره عبد الله  بن جبير الأنصاري ، فلما بلغت أهل مكة في فداء  أسراهم، جاء في فداء أبي العاص أخوه عمرو، وبعثت معه زينب بقلادة لها من جز ع ظفار-أدخلتها بها خديجة- في فداء زوجها، فلما رأى رسول الله r القلادة عرفها، ورق لها وقال:" إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها فعلتم"؟ قالوا: نعم . فأخذ عليه العهد أن يخلي سبيلها إليه ، ففعل).
 
هجرة  السيدة زينب إلى يثرب:
بعد أن افتدت السيدة  زينب {رضي الله عنها} زوجها الأسير عند رسول الله r طلب الرسول من أبي العاص أن يخلي سبيل زوجته إليه ويجعلها تلحق بأبيها إلى دار الهجرة المدينة، فرضي أبو العاص على ذلك. وكانت السيدة زينب {رضي الله عنها} ومعها طفليها تتجهز للحاق بأبيها في دار الإسلام بعد أن أرسل الرسول r زيد بن حارثة {رضي الله عنه} ومعه صحابي آخر إلى بطن يأجج على بعد ثمانية أميال من مكة ، ليصطحبا السيدة زينب معهما إلى يثرب. وعندما عاد أبو العاص إلى مكة أمر زوجته باللحاق بأبيها في المدينة وأمر أخاه كنانة بن الربيع بمرافقة زوجته . قدم كنانة للسيدة زينب {رضي الله عنها}بعيراً تركب عليه حتى تصل إلى بطن يأجج ويكمل زيد بن حارثة الطريق إلى والدها محمد r . خرجت السيدة زينب من مكة وهي تودعها آمالة أن يخرج زوجها أبو العاص معها عائداً إلى يثرب مسلماً مؤمناً بالله مصدقاً لرسوله، على الرغم من كل ما رأته من وقوف زوجها ضد الرسول r بدلاً من الوقوف إلى جانبه، ومساندته فقد تمنت له الخير دائما،ً وهذه هي صفات السيدة زينب بنت نبي الأمة محمد r متسامحة محبة وداعية للخير دائماً. عندما علم رجال قريش بخبر خروج السيدة زينب إلى أبيها لحق بها هبار بن الأسود ومعه رجل آخر من قريش  فعندما لقيها روعها برمحه فإذا هي تسقط من فوق بعيرها على صخرة جعلتها تسقط جنينها، فولى الرجال من بعد ذلك هاربين. رجع كنانة بي الربيع إلى مكة ومعه زينب حتى ترتاح من الألم والمرض الذي ألم بها وبعد عدة أيام اصطحبها مرة أخرى إلى يثرب حيث استقبلها أباها استقبالاً حاراً سعيداً برؤيتها مجدداً مع طفليها علي وأمامة.أخبرت السيدة زينب {رضي الله عنها}رسول الله r  بما فعله هبار وصاحبه، فاشتد غضب الرسول r  " ثم أرسل رسول الله r  بسرية لمعاقبة هبار وصاحبه .. وأمرهم بإحراقهم إن ظفروا بهما، ثم أرسل إليهم في اليوم التالي .. أن اقتلوهما فإنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله تعالى" وأقامت السيدة زينب {رضي الله عنها}مع طفليها في كنف والدها r حتى العام السابع من الهجرة.




الفصل الرابع
 
إسلام أبو العاص بن الربيع زوج السيدة زينب {رضي الله عنها}: 
قبل فتح مكة وبينما كان أبو العاص عائداً في قافلة من رحلة تجارة من بلاد الشام إلى مكة حاملاُ معه أموال قريش التي أؤتمن عليها، تعرض لقافلته سرية بقيادة زيد بن حارثة {رضي الله عنه} ومعه مائة وسبعين رجلا ً . تمكنت هذه السرية المبعوثة من رسول الله  r من الحصول على كل ما تحمله تلك السرية من مال وهرب عددٌ من رجال القافلة وكان أبو العاص واحداً منهم. وخشي أبو العاص على أموال قريش التي كان قد أؤتمن عليها، فلم يجد إلا أن يتوجه إلى مكة  ليلا ً ليستجير بالسيدة زينب {رضي الله عنها} أن يعيد رسول الله  r مال قريش التي استولوا عليها من القافلة  فأجارته في طلب ذلك المال."  لما خرج رسول الله  r إلى الصبح فكبّر وكبر الناس معه، صرخت زينب من صفّة  النساء : أيها الناس إني قد أجرت  أبا العاص بن الربيع. فلما سلم رسول الله r من الصلاة أقبل على الناس فقال: " أيها الناس هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا نعم قال: أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم أنه يجير على المسلمين أدناهم ثم انصرف رسول الله r فدخل على ابنته فقال: أي بنية أكرمي مثواه، ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له ما دام مشركاً " . اجتمع رسول الله r مع أصحابه بأبي العاص، فاستشار صحابته أن يردوا على أبي العاص أمواله التي أخذوها من القافلة وقال لهم: " إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالاً، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فأنا أحب ذلك، وإن أبيتم فهو فئ الله الذي أفاء عليكم فأنتم أحق به"]. اتفق الصحابة جميعاً على إعادة المال لأبي العاص كاملا ً دون نقصان. رجع أبو العاص بالمال إلى مكة وأعطى كل واحد من قريش نصيبه من المال ثم قال:" أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله، والله ما منعني من الإسلام إلا أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم، فلما أداها الله إليكم فرغت منهم وأسلمت".جمع أبو العاص أغراضه وعاد إلى يثرب قاصداً مسجد الرسول r فإذا بالرسول r وأصحابه يفرحون بعودته، ليكمل فرحتهم تلك بالإسلام. وبعد إسلام أبي العاص أعاد الرسول r زينب إليه بنكاحه الأول وقيل أنه أعيد إليها بنكاح جديد وعاشا من جديد معا ً والإسلام يجمعهما.
 
 وفاة السيدة زينب {رضي الله عنها}:
بعد عام من التمام شمل الزوجين أبي العاص والسيدة زينب {رضي الله عنها}، وبعد أن عاشا حياة كريمة سعيدة في دار الإسلام مع ولديها أمامة وعلي، بدأ المرض يزداد على السيدة زينب {رضي الله عنها}. وظلت زينب لازمة الفراش فترة طويلة من أثر ما تعرضت له من قبل هبار بن الأسود، وهي في طريقها إلى يثرب للهجرة. ولم تستطع الأدوية أن تخفف من مرض زينب فسلمت أمرها لله سبحانه وتعالى. في العام الثامن للهجرة توفيت السيدة زينب {رضي الله عنها}، وحزن رسول اللهr  حزناً عظيما،ً وحزن معه زوجها أبو العاص الذي وافته المنية بعد 4 سنوات من وفاة زينب.
 
و" لما ماتت زينب بنت الرسول r قال: اغسلنها وتراً، ثلاثاً أو خمساً، واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئا من كافور، فإذا غسلتنها،فأعلمنني. فلما غسلناها أعطانا حقوه، فقال: أشعرنها إياه".
" بعد وفاة زينب {رضي الله عنها} مول رسول الله r في قبرها، وهو مهموم ومحزون، فلما خرج سري عنه وقال: كنت ذكرى زينب وضعفها، فسألت الله تعالى أن يخفف عنها ضيق القبر وغمه، ففعل وهون عليها" .
 
وبذلك تنتهي حياة هذه الشخصية العظيمة rالتي وقفت دائماً مع الإسلام ووالدها نبي الأمة محمد r تسانده وتواسيه وهو يتعرض لتعذيب قريش. ضحت زينب لأجل زوجها على الرغم من شركه ووقوفه في وجه الإسلام حتى كانت هي سبباً  من أسباب إسلامه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالسبت 17 أكتوبر 2015, 7:27 am

مع الحبيب {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ}

·    قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي" رواه مسلم.
· وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "ألا تعجبون كيف يصـرف الله عني شتم قريش، ولعنهم؟ يشتمون مذممًا، ويلعنون مذممًا، وأنا محمد".
· وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" رواه مسلم.
· وقال صل الله عليه وسلم: "تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي، فإنما أنا قاسم أقسم بينكم" رواه مسلم.  
فضائله
· قال الله تعالى في سورة الأحزاب: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)
· مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) الأحزاب  
·  وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ   (الأنبياء: 107).
· وقال صل الله عيه وسلم: "أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة" صحيح مسلم.
·  وقال صل الله عليه وسلم: "أنا أول شفيع في الجنة، لم يُصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن نبيًا من الأنبياء ما صدقه من أمته إلا رجل واحد" صحيح مسلم.
·  وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيام، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع ومشفع" صحيح مسلم.
· وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون" رواه الترمذي وابن ماجه وهو حديث حسن صحيح.
·  وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بنى بنيانًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون لـه، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين" رواه البخاري ومسلم.
·  وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "إني عند الله مكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول أمري: دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني، وقد خرج لها نور أضاءت لها منه قصور الشام". رواه أحمد والطبراني والبيهقي وصححه ابن حبان (لمنجدل: ملقى على الأرض).  
لونه
· عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم وما على وجه الأرض رجل رآه غيري قال: فكيف رأيته؟ قال: كان أبيض مليحًا مقصدًا. رواه مسلم.
· وعن أنس رضي الله عنه: كان النبي صل الله عليه وسلم أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم. رواه البخاري ومسلم، والأزهر: هو الأبيض المستنير المشرق، وهو أحسن الألوان.
·  وعن أبي الطفيل رضي الله عنه: كان النبي صل الله عليه وسلم أبيض مليحًا مقصدًا. رواه مسلم.
· وعن أبي جحيفة رضي الله عنه: كان النبي صل الله عليه وسلم أبيض قد شاب. رواه البخاري ومسلم.
· وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان النبي صل الله عليه وسلم أبيض مشربًا بياضه حمرة. رواه أحمد والترمذي والبزار وابن سعد وأبو يعلى والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.  
وجهه
· كان الرسول صل الله عليه الصلاة والسلام أسيَل الوجه، مسنون الخدين ولم يكن مستديرًا غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة، وهو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحًا كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه.
· وعن كعب بن مالك رضي الله عنه: كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا سُرّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر. رواه البخاري ومسلم.
· وعن أبي إسحاق قال: سُئل البراء أكان وجه النبي صل الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر. رواه البخاري.
· وقال أبو هريرة: ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صل الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه.
· وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان( مقمرة)، وعليه حُلَّة حمراء، فجعلتُ أنظر إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسنُ من القمر".
جبينه
· عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صل الله عليه وسلم أسيل الجبين"، (الأسيل: هو المستوي)، أخرجه عبد الرازق والبيهقي ابن عساكر.
· وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم أجلى الجبهة، إذا طلع جبينه من بين الشعر، أو طلع في فلق الصبح، أو عند طفل الليل، أو طلع بوجهه على الناس تراءوا جبينه كأنه ضوء السرج المتوقد يتلألأ، وكان النبي صل الله عليه وسلم واسع الجبهة. رواه البيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر.
عيناه
· كان النبي صل الله عليه وسلم أكحل العينين أهدب الأشفار إذا وطئ بقدمه وطئ بكلّها ليس له أخمص إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة" البيهقي وحسنه الألباني.
· وكان صل الله عليه وسلم "إذا نظرت إليه قُلت أكحل العينين وليس بأكحل"، رواه الترمذي.
· وعن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم عظيم العينين، هَدِبُ الأشفار، مشرب العينين بحمرة. رواه أحمد وابن سعد والبزار. ومعنى مشرب العينين بحمرة: أي عروق حمراء رقاق.
· وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كنت إذا نظرت إليه قلت: أكحل العينين وليس بأكحل صل الله عليه وسلم. رواه الترمذي وأحمد وأبو يعلى والحاكم والطبراني في الكبير.
أنفه
· يحسبه من لم يتأمله أشمًا ولم يكن أشمًا وكان مستقيمًا، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته (الأرنبة هي ما لان من الأنف).
خـدّاه
· عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صل الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عن يمينه وعن يساره حتى يُرى بياض خده"، أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي هذا حديث صحيح.
· قال يزيد الفارسي رضي الله عنه: كان رسول الله صل الله عليه وسلم جميل دوائر الوجه. رواه أحمد.
رأسه
· عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم ضخم الرأس. رواه أحمد والبزار وابن سعد.
· قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: كان رسول الله صل الله عليه وسلم عظيم الهامة. رواه الطبراني في الكبير والترمذي في الشمائل.  
فمه وأسنانه
· عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم ضليع الفم.. قال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم. رواه مسلم.
· وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صل الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميلهُ، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان وسيمًا أشنب أبيض الأسنان مفلج (متفرق الأسنان) بعيد ما بين الثنايا والرباعيات، أفلج الثنيَّتين (أي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت) إذا تكلم رُئِيَ كالنور يخرج من بين ثناياه".
·  وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم أفلج الثنيتين، إذا تكلم رُئي كالنور يخرج من بين ثناياه. رواه الدرامي والترمذي في الشمائل. وأفلج الثنيتين أي متفرق الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت.  
سمعه
· عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: بينما النبي صل الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه، إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة، فقال: "من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟". فقال رجل: أنا. قال: "فمتى مات هؤلاء؟". قال: ماتوا على الإشراك. فقال: "إن هذه الأمة تبتلى في قبورها. فلولا ألا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه". رواه مسلم.
صوته
· عن أم معبد رضي الله عنها، قالت: كان في صوت رسول الله صل الله عليه وسلم صهل. رواه الطبراني في الكبير والحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
· عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها، قالت: إني كنت لأسمع صوت رسول الله صل الله عليه وسلم وأنا على عريشي. يعني قراءته في صلاة الليل. رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم والطبراني.
ريقه
· لقد أعطى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف، ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه و سلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء... فكم داوى صل الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرئ من ساعته!
· جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطِيَنَّ الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يُعطاها، فقال صل الله عليه وسلم: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه.
·  فأُتِيَ به وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صل الله عليه وسلم في عينيه، فبرئ كأنه لم يكن به وجع...
·  وعن يزيد بن أبي عبيد قال: "رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت: يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ قال: هذه ضربة أصابتها يوم خيبر فقال الناس أصيب سلمة... فأتيت النبي صل الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيت حتى الساعة"، أخرجه البخاري.
·  وروي عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال: "أصيبت عين أبي ذر يوم أحد فبزق فيها النبي صل الله عليه وسلم فكانت أصح عينيه"، أخرجه البخاري.
عنقه ورقبته
·  عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "كأن عنق رسول الله صل الله عليه وسلم إبريق فضة"، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي.
·   وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان أحسن عباد الله عنقًا، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر"، أخرجه البيهقي وابن عساكر.
منكِباه
·  عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان النبي صل الله عليه وسلم بعيد ما بين المنكبين. رواه البخاري مسلم.
· والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بُعد ما بين منكبيه لم يكن منافيًا للاعتدال. وكان كَتِفاه عريضين عظيمين.  
كفاه
· عن أنس أو جابر بن عبد الله: أن النبي صل الله عليه وسلم كان ضخم الكفين لم أر بعده شبهًا له. أخرجه البخاري.
·  لذا كان النبي صل الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحمًا، غير أنّها مع غاية ضخامتها كانت لَيِّنَة أي ناعمة.
·  وعن أنس رضي الله عنه قال: ما مسست حريرًا ولا ديباجًا ألين من كف النبي صل الله عليه وسلم. أخرجه البخاري ومسلم.
· وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صل الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء... وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه، فيمسحون بها وجوههم. قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك. أخرجه البخاري.
·  وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: صليت مع رسول الله صل الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله، وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًا. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: فوجدت ليده بردًا أو ريحًا كأنما أخرجها من جونة عطار. أخرجه مسلم.
·   وعن عبد الله بن مسعود قال: "كنا نَعُد الآيات بَركة، وأنتم تَعُدونها تخويفاً، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقَلَّ الماء، قال عليه الصلاة والسلام: اطلبوا لي فضلة من ماء. فأدخَل يده في الإناء وقال: حَيّ على الطَّهور المبارك، والبركة من الله. ويقول ابن مسعود: لقد رأيتُ الماء ينبع من بين أصابع الرسول صل الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يُؤكل"، رواه البخاري.
·   عن إياس بن سلمة، حدثني أبي، قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً إلى أن قال: ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته الشهباء.. فلما غشوا رسول الله صل الله عليه وسلم نزل عن بغلته، ثم قبض قبضة من تراب الأرض، ثم استقبل به وجوههم، فقال: "شاهت الوجوه، فما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ عينيه ترابًا بتلك القبضة" فولوا مدبرين. أخرجه مسلم.
صَدره
·  قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: كان رسول الله صل الله عليه وسلم سواء البطن والصدر، عريض الصدر. رواه الطبراني والترمذي في الشمائل.
·  قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صل الله عليه وسلم عريض الصدر ممسوحة، كأنه المرايا في شدتها واستوائها، لا يعدو بعض لحمه بعضًا، على بياض القمر ليلة البدر، موصول ما بين لبته إلى سرته شعر منقاد كالقضيب، لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيره. رواه ابن نعيم وابن عساكر والبيهقي.
ساقاه
· عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: "... وخرج رسول الله صل الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه"، أخرجه البخاري في صحيحه.
قدماه
· قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: "كان النبي صل الله عليه وسلم خمصان الأخمصين (الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع) مسيح القدمين (أي ملساوين ليس في ظهورهما تكسر) وسشن الكفين والقدمين (أي غليظ الأصابع والراحة) رواه الترمذي في الشمائل والطبراني.
· وكان صل الله عليه و سلم أشبَهَ النَّاس بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وكانت قدماه الشَّريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.
· قال رسول الله صل الله عليه وسلم في حديث الإسراء في وصف سيدنا إبراهيم عليه السلام: "ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به". صحيح البخاري.
· وكان أبو جهم بن حذيفة القرشي العدوي الصحابي الجليل، يقول: ما رأيت شبهًا كشبه قدم النبي صل الله عليه وسلم بقدم إبراهيم التي كنا نجدها في المقام.  
قامته وطوله
· وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا وأحسنهم خلقًا، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير. رواه البخاري ومسلم.
مشيته
· عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما رأيتُ شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنَّ الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدًا أسرع من رسول الله صل الله عليه وسلم كأنَّما الأرض تطوى له، إنَّا لَنُجهد أنفسنا وإنَّه غير مكترث".
· وعن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صل الله عليه وسلم كان إذا مشى تَكَفَّأ ( أي مال يميناً وشمالاً ومال إلى قصد المشية ) ويمشي الهُوَينا (أي يُقارِب الخُطا).
· وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم كان إذا مشى، مشى مجتمعًا ليس فيه كسل"، (أي شديد الحركة، قوي الأعضاء غير مسترخ في المشي) رواه أحمد.  
التفاته
·  كان صل الله عليه وسلم إذا التفت التفت معًا أي بجميع أجزائه فلا يلوي عنقه يمنة أو يسرة إذا نظر إلى الشيء لما في ذلك من الخفة وعدم الصيانة وإنّما كان يقبل جميعًا ويُدبِر جميعًا لأن ذلك أليَق بجلالته ومهابته هذا بالنسبة للالتفات وراءه، أمّا لو التفت يمنة أو يسرة فالظاهر أنه كان يلتفت بعنقه الشريف.
خاتم النبوة
· هو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه كان أحمر، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، وورد أنه كان على أعلى كتف النبي صل الله عليه وسلم الأيسر.
· عن جابر بن سمرة قال: رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صل الله عليه وسلم، غُدة حمراء مثل بيضة الحمامة يشبه جسده.  
رائحته
· عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشا تكفأ، وما مسحت ديباجًا ولا حريرًا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكاً ولا عنبرًا أطيب من رائحة النبي صل الله عليه وسلم.
· وعن أنس أيضًا قال: "دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَال (أي نام) عندنا، فعرِقَ وجاءت أمي بقارورة فجعلت تَسلُتُ العَرَق، فاستيقظ النبي صل الله عليه وسلم فقال: يا أم سُلَيم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: عَرَق نجعله في طيبنا وهو أطيَب الطيب"، رواه مسلم.
·  وكان صل الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه، وإذا وضع يده على رأس صبي فيظل يومه يُعرَف من بين الصبيان بريحه على رأسه.
·  يقول جابر بن سمرة: ما سلك رسول الله صل الله عليه وسلم طريقًا فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه، وقد كنت صبيًا - فمسح خدي فوجدت ليده بردًا أو ريحًا كأنما أخرجها من جونة عطار.  
كلامه
· قال الله تعالى في سورة النجم : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)
· كان النبي صل الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان، وبلاغة القول، وكان من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يجهل، سلاسة طبع، ونصاعة لفظ وجزالة قول، وصحة معان، وقلة تكلف، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب، يخاطب كل قبيلة بلسانها، ويحاورها بلغتها، اجتمعت له قوة عارضة البادية وجزالتها، ونصاعة ألفاظ الحاضرة ورونق كلامها إلى التأييد الإلهي الذي مدده الوحي، لذلك كان يقول لعبد الله بن عمرو: :اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق".
· يقول رسول الله صل الله عليه وسلم: "بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، فبينما أنا نائم رأيتني أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوضعت في يدي" مسند الإمام أحمد.
· وكان كلامه صل الله عليه وسلم بَيِّن فَصْل ظاهر يحفظه من جَلَس إليه، وقد ورد في الحديث الصحيح: "كان يُحَدِّث حديثاً لو عَدَّه العادُّ لأحصاه".
·  وكان صل الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثاً لِتُعقَل عنه" رواه البخاري.  
ضحكه
·  كان رسول الله صل الله عليه وسلم لا يضحك إلا تَبَسُّماً، وكنتَ إذا نظرتَ إليه قُلتَ أكحل العينين وليس بأكحل، حسن رواه الترمذي.
· وعن عبد الله بن الحارث قال: "ما رأيتُ أحداً أكثر تبسمًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صل الله عليه وسلم لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم وكان مِن أضحك الناس وأطيَبَهم نَفسًا".
·  وكان صل الله عليه وسلم إذا ضحك بانت نواجذه أي أضراسه من غير أن يرفع صوته، وكان الغالب من أحواله التَّبَسُّم.
·  يقول خارجة بن زيد: كان النبي صل الله عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه، وكان كثير السكوت، لا يتكلم في غير حاجة، يعرض عمن تكلم بغير جميل، كان ضحكه تبسمًا، وكلامه فصلاً، لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم، توقيراً له واقتداءً به.
·  قال أبو هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر. رواه عبد الرزاق في مصنفه.  
خاتمه
·  كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة، نقش عليه من الأسفل إلى الأعلى "محمد رسول الله"، وذلك لكي لا تكون كلمة "محمد" صل الله عليه وسلم فوق كلمة "الله" سبحانه وتعالى.
·  عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:" لما أراد رسول الله صل الله عليه وسلم أن يكتب إلى العجم، قيل له: إن العجم لا يقبلون إلا كتابًا عليه ختم، فاصطنع خاتمًا، فكأني أنظر إلى بياضه في كفه"، رواه الترمذي في الشمائل والبخاري ومسلم.
·  وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: "اتخذ رسول الله صل الله عليه وسلم خاتماً من ورِق (أي من فضة) فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر ويد عمر، ثم كان في يد عثمان، حتى وقع في بئر أريس" وأريس بفتح الهمزة وكسر الراء، هي بئر بحديقة من مسجد قباء.
وصف أم معبد
·  قالت أم معبد الخزاعية في وصف رسول اللَّه صل الله عليه وسلم لزوجها، حين مر بخيمتها مهاجرًا: رجل ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق لم تعبه تجلة، ولم تزر به صعلة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشعاره وطف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطح، أحور، أكحل، أزج، أقرن، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنهم وأحلاهم من قريب، حلو المنطق، فضل، لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن، ربعة، لا تقحمه عين من قصر ولا تشنؤه من طول، غصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود، محشود، لا عابس ولا مفند.
وصف علي بن أبي طالب
·   قال علي رضي الله عنه وهو ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - لم يكن بالطويل الممغط، ولا القصير المتردد، وكان ربعة من القوم، لم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، وكان جعداً رَجلاً، ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم، وكان في الوجه تدوير، وكان أبيض مشرباً، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، دقيق المسربة، أجرد، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معاً، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صل الله عليه وسلم.
وصف هند بن أبي هالة
·   كان رسول اللَّه صل الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه -لا بأطراف فمه- ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضول فيه ولا تقصير دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم شيئاً، ولم يكن يذم ذواقاً -ما يطعم- ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها – سماح - وإذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام.
·  وكان يخزن لسانه إلا عما يعنيه. يؤلف أصحابه ولا يفرقهم، يكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد منهم بشره.
·   يتفقد أصحابه - ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويصوبه، ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر، غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجاوزه إلى غيره الذي يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.
·   كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يوطن الأماكن - لا يميز لنفسه مكاناً - إذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، وقد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق متقاربين. يتفاضلون عنده بالتقوى، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم -لا تخشى فلتاته- يتعاطفون بالتقوى، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويرفدون ذا الحاجة، ويؤنسون الغريب.
·   كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عتاب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يقنط منه قد ترك نفسه من ثلاث الرياء، والإكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث لا يذم أحداً، ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا. لا يتنازعون عنده الحديث. من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويعجب مما يعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق، ويقول إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يطلب الثناء إلا من مكافئ.
وصف عمرو بن العاص
·   عن ابن شُمَاسَةَ المهَرِيِّ قال حضرنا عمرو ابن العاص فذكر لنا حديثاً طويلاً فيه: "وما كان أحدٌ أحب إليَّ من رسول الله صل الله عليه وسلم، ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أطيقُ أن أملأ عيني منهُ إجلالاً له، ولو سئلتُ أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه".
وصل اللهم على خير الأنام سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالسبت 17 أكتوبر 2015, 7:28 am

حملة رسالة الإسلام الأولون
وما كانوا عليه من المحبة والتعاون على الحق والخير
وكيف شَوَّه المغرضون جمال سيرتهم
 
روى الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، (قال عمران بن حصين: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثاً) "ثم إن بعدكم قوماً يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن".
وروى البخاري مثله بعده عن عبد الله بن مسعود عن النبي صل الله عليه وسلم وحديث ابن مسعود هذا عند الإمام أحمد أيضاً في مسنده، وفي صحيح مسلم، وفي سنن الترمذي. وروى مسلم مثله في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
فالهدى كل الهدى، مما لم تر الإنسانية مثله -قبله ولا بعده- هو الذي تلقاه الصحابة عن معلِّم الناس الخير. وكان الصحابة به خيَر أمةِ محمد صلى الله عليه وسلم بشهادته هُوَ لَهم؛ وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم، أما الذين يدَّعون خلاف ذلك فهم الكاذبون.
إن الخير كل الخير فيما كان عليه أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم وإن الدين كل الدين ما اتبعهم عليه صالحو التابعين، ثم نشأ على آثارهم التابعون لهم بإحسان.
ومن أحطِّ أكاذيب التاريخ زَعْمُ الزاعمين أن أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم كان يضمر العداوة بعضهم لبعض، بل هم كما قال الله سبحانه عنهم في سورة الفتح: (أِشِدَّاءُ على الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم) وكما خاطبهم رَبُّنا في سورة الحديد: (وَلِلَّهِ مِيراثُ السماواتِ والأرضِ لا يَسْتَوي مِنْكُم مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الفَتْحِ وَقاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذينَ أنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وقاتَلوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الحُسْنى) ولا يخلف الله وعده. وهل بعد قول الله عز وجل في سورة آل عمران: (كُنْتُم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) يبقى مسلماً من يكذِّب ربَّه في هذا، ثم يكذِّب رسولَه في قوله: “خَيرُ أمَّتي قرني، ثم الذين يلونهم ..”؟!
في صدر هذه الأمة حفظ الله كتابه بحفظته أميناً على أمين، حتى أدوا أمانة ربهم بعناية لم يسبق لها نظير في أمة من الأمم، فلم يفرطوا في شيء من ألفاظ الكتاب على اختلاف الألسنة العربية في تلاوتها ونبرات حروفها، وتنوّع مدودها وإمالاتها، إلى أدق ما يمكن أن يتصوره المتصور، فتم بذلك وعدُ الله عز وجل في سورة الحجر: (إنَّا نحنُ نزَّلنا الذِّكْر وإنَّا له لحافِظون).
ومن صدر هذه الأمة تفرّغ فريق من الصحابة فالتابعين وتلاميذهم لحمل أمانة السنة، فكانوا يمحِّصون أحاديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذرعون أقطار الدنيا ليدركوا الذين سمعوها من فم النبي صلى الله عليه وسلم فيتلقوها عنهم كما يتلقون أثمن كنوز الدنيا. بل كانت دار الإمارة في المدينة المنورة منتدى الفقهاء الأولين في صدر الإسلام يجتمعون إلى أميرهم مروان بن الحكم، فإذا عزيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة غير الذي كان معروفاً عندهم أرسل مروان في تحقيق ذلك إلى من نسبت تلك السنة إليه من أصحاب النبي صل الله عليه وسلم أو أزواجه، حتى يرد الحق إلى نصابه.
وبينما كان حفظة القرآن وحملة السنة المحمدية يجاهدون في حفظ أصول الشريعة الكاملة، كان آخرون من أبناء الصحابة وأبطال التابعين يحملون أمانة الإمامة والرعاية والجهاد والفتوح، ويعملون على نقل الأمم إلى الإسلام: يعربون ألسنتهم، ويطهرون نفوسها، ويسلكونها في سلك الأخوة الإسلامية لتتعاون معهم على توحيد الإنسانية تحت راية الهدى، وتوجيهها إلى أهداف السعادة.
وقد بارك الله لهؤلاء وأولئك بأوقاتهم، وأتمَّ على أيديهم في مائة سنة ما يستحيل على غيرهم -من أهل الطرائق والأساليب الأخرى- أن يعملوه في آلاف السنين.
هؤلاء هم الذين أخبر عنهم رسول الله صل الله عليه وسلم بأنهم خير أمته، وقد صح ما أخبر به، فإن الإسلام إنما رأى الخير على أيديهم، فبهم حفظَ اللهُ أصولَه، وبهم هدى الله الأمم. والبلاد التي دخلت في الإسلام على أيديهم نبغ منها في ظل طريقتهم وعلى أساليبهم كبار الأئمة كالإمام البخاري والإمام أبو حنيفة والليث بن سعد وعبد الله بن المبارك، فكانت الأمم تقبل على هذه الهداية بشغف وتقدير وإخلاص، لما ترى من إخلاص دعاتها وصدقهم وإيثارهم الآجلة على العاجلة، والأمة التي تولت الدعاية لهذه الهداية تستقبل نوابغ المهتدين بصدر رحب، وتبوىء المستأهلين منهم المكانة التي هم أهلٌ لها.
هكذا كانت الحال في البطون الثلاثة الأولى التي امتدحها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفها بأنها خير أمته. أما العصور التي أتت بعدهم فإن المسلمين يتميزون فيها بمقدار اتباعهم للصدر الأول فيما كان عليه من حق وخير. وهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم: "مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوله خير أم آخره." رواه أحمد في مسنده و الترمذي في سننه عن أنس، ورواه ابن حبان والإمام أحمد في مسنده أيضاً من حديث عمار، ورواه أبو ليلى في مسنده عن علي بن أبي طالب، ورواه الطبراني في معجمه الكبير عن عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو، كل هؤلاء الصحابة رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم. فأمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى خير في كل زمان ومكان ما تحرَّت الطريق الذي مشى فيه هداة القرون الثلاثة الأولى وتابعوهم فيه. بل يرجى لمن يقيم الحق في أزماننا كما أقامه الصحابة والتابعون في أزمنتهم أن يبلغوا منزلتهم عند الله ويعدوا في بقيتهم، ولعلهم المعنيون بقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد والدارمي والطبراني من حديث أبي جمعة قال: قال أبو عبيدة: يا رسول الله، أأحد خير منا؟ أسلمنا معك، وجهدنا معك. فقال صلى الله عليه وسلم: "قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يَروني." وإسناده حسن، وصححه الحاكم. واحتج الحافظ أبو عمر بن عبد البر بأن السبب في كون القرن الأول خير القرون أنهم كانوا غرباء في إيمانهم لكثرة الكفار في الأرض، وصبرهم على الهدى وتمسكهم به، إلى أن عَمَّ بهم في أرجائها. قال ابن عبد البر: فكذلك أواخرهم إذا أقاموا الدين وتمسكوا به وصبروا على الطاعة حين ظهور المعاصي والفتن، كانوا أيضاً عند ذلك غرباء، وزكت أعمالهم في ذلك الزمان كما زكت أعمال أولئك. ويشهد له ما رواه مسلم عن أبي هريرة أن النبي صل الله عليه وسلم قال: "بدأ الإسلام غريباً، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء."
ومن غربة الإسلام بعد البطون الثلاثة الأولى ظهور مؤلِّفين شوَّهوا التاريخ تقرباً للشيطان أو الحكام؛ فزعموا أن أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم لم يكونوا إخواناً في الله، ولم يكونوا رحماء بينهم، وإنما كانوا أعداء يلعن بعضهم بعضاً، ويمكر بعضهم ببعض، وينافق بعضهم لبعض، ويتآمر بعضهم على بعض، بغياً وعدواناً. لقد كذبوا. وكان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي أسمى من ذلك وأنبل، وكانت بنو هاشم وبنو أمية أوفى من ذلك لإسلامهما ورحمهما وقرابتهما وأوثق صلة وأعظم تعاوناً على الحق والخير.
حدثني بعض الذين لقيتهم في ثغر البصرة لما كنت معتقلاً في سجن الإنجليز سنة 1332هـ أن رجلاً من العرب يعرفونه كان يتنقل بين بعض قرى إيران فقتله القرويون لما علموا أن اسمه (عمر)! قلت: وأي بأس يرونه باسم (عمر)؟ قالوا: حباً بأمير المؤمنين علي. قلت: وكيف يكونون من شيعة علي وهم يجهلون أن علياً سمى أبناءه -بعد الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية- بأسماء أصدقائه وإخوانه في الله (أبي بكر) و(عمر) و(عثمان) رضوان الله عليهم جميعاً، وأم كلثوم الكبرى بنت علي بن أبي طالب كانت زوجة لعمر بن الخطاب ولدت له زيداً ورقية، وبعد مقتل عمر تزوجها ابن عمها محمد بن جعفر بن أبي طالب ومات عنها فتزوجها بعده أخوه عون بن جعفر فماتت عنده. وعبد الله بن جعفر ذي الجناحين ابن أبي طالب سمى أحد بنيه باسم (أبي بكر) وسمى ابناً آخر له باسم (معاوية)، ومعاوية هذا -أي ابن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب- سمى أحد بنيه (يزيد). وعمر بن علي بن أبي طالب كان من نسل عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب اشتهر بالمبارك العلوي وكان يكنى (أبا بكر). والحسن السبط بن علي ابن أبي طالب سمى أحد أولاده باسم أمير المؤمنين (عمر) تيمناً وتبركاً. ولِعمر هذا ذرية مباركة منهم العلماء والشرفاء. والحسن السبط كان مصاهراً لطلحة بن عبيد الله، وإن أم إسحاق بنت طلحة هي أم فاطمة بنت الحسين بن علي. وسكينة بنت الحسين السبط كانت زوجاً لزيد بن عمر بن عثمان بن عفان الأموي. وعقد لها قبله على الأسبغ ابن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي. وأختها فاطمة بنت الحسين السبط بن علي بن أبي طالب كانت زوجة عبد الله الأكبر بن عمرو بن عثمان بن عفان، وكانت قبل ذلك زوجة الحسن المثنى، وله منها جدُّنا عبد الله المحض. وأم أبيها بنت عبد الله بن جعفر ذي الجناحين بن أبي طالب كانت زوجة لأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ثم تزوجها علي بن عبد الله بن العباس ابن عبد المطلب. وأم كلثوم بنت جعفر ذي الجناحين كانت زوجة للحجاج بن يوسف وتزوجها بعد ذلك أبان بن عثمان بن عفان. والسيدة نفيسة المدفونة في مصر (وهي بنت حسن الأنور بن زيد بن الحسن السبط) كانت زوجة لأمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك وولدت له. وعلي الأكبر ابن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب أمه ليلى بنت مرة بن مسعود الثقفي وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب الأموي. والحسن المثنى بن الحسن السبط أمه خولة بنت منظور الفزارية وكانت زوجة لمحمد بن طلحة بن عبيد الله، فلما قتل يوم الجمل -ولها منه أولاد- تزوجها الحسن السبط فولدت له الحسن المثنى. وميمونة بنت أبي سفيان بن حرب جدة علي الأكبر ابن الحسين ابن علي لأمه. ولما توفيت فاطمة بنت النبي صل الله عليه وسلم تزوج علي بعدها أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن أمية.
فهل يعقل أن هؤلاء الأقارب المتلاحمين المتراحمين الذين يتخيرون مثل هذه الأمهات لأنسالهم، ومثل هذه الأسماء لفلذات أكبادهم، كانوا على غير ما أراده الله لهم من الأخوة في الإسلام، والمحبة في الله، والتعاون علىالبر والتقوى؟
لقد تواتر عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه أنه كان يقول على منبر الكوفة: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر". روي هذا عنه من أكثر من ثمانين وجهاً، ورواه البخاري وغيره، ولا يوجد في تاريخ في الدنيا، لا تاريخ الإسكندر المقدوني، ولا تاريخ نابليون، صحت أخباره كصحة هذا القول -من الوجهة العلمية التاريخية- عن علي بن أبي طالب. وكان كرم الله وجهه يقول: "لا أُوتَى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا ضربته حدَّ المفتري" أي أن هذه الفرية توجب على صاحبها الحدَّ الشرعي، ولهذا كان الشيعة المتقدمون متقفين على تفضيل أبي بكر وعمر. نقل عبد الجبار الهمداني في كتاب (تثبيت النبوة) أن أبا القاسم نصر بن الصباح البلخي قال في (كتاب النقض على ابن الراوندي): سأل سائل شريك بن عبد الله فقال له: أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر. فقال السائل: تقول هذا وأنت شيعي؟ فقال له: نعم، من لم يقل هذا فليس شيعياً. والله لقد رقي هذه الأعواد علي فقال: “ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر” فكيف نردّ قوله؟ وكيف نكذبه؟ والله ما كان كذاباً. وفي ترجمة يحيى بن يعمر العدواني من (وفيات الأعيان) للقاضي ابن خلكان أن يحيى بن يعمر كان عداده في بني ليث لأنه حليف لهم، وكان شيعياً من الشيعة الأولى القائلين بتفضيل آل البيت من غير تنقيص لذي فضل من غيرهم. ثم ذكر قصة له مع الحجاج، وإقامته الحجة على أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم من آية (ووهبنا له إسحاق ويعقوب) إلى قوله تعالى: (وزكريا ويحيى وعيسى). قال يحيى بن يعمر: وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد صلى الله عليه وسلم فأقرّه الحجاج على ذلك وكبر في نظره وولاه القضاء على خراسان مع علمه بتشيعه. وأنت تعلم أن الحجاج هو ما هو، ومع ذلك فقد كان -مع فاضل متجاهر بشيعيته المعتدلة محتج للحق بالحق- أكثرَ إنصافاً من هؤلاء الكذبة الفجرة الذي جاءوا في زمن السوء، فصاروا كلما تعرضوا لأهل السابقة والخير في الإٍسلام، ومن فُتحت أقطار الأرض على أيديهم، ودخلت الأمم في الإسلام بسعيهم ودعوتهم وبركتهم، وكلهم من أهل خير القرون بشهادة رسول الله صل الله عليه وسلم لهم، وما منهم إلا من يتصل ببني هاشم وآل البيت بالخؤولة أو الرحم أو المصاهرة؛ وبالرغم من كل ذلك يتعرضون لسيرتهم بالمساءة كذباً وعدواناً، ويرضون لأنفسهم بأن يكونوا أقل إنصافاً وإذعاناً للحق حتى من الحجاج بن يوسف. وإني أخشى عليهم لو أنهم كانوا في مثل مركز الحجاج بن يوسف كانت فيهم مآخذ كل الصالحين عليه، مع التجرد من كل مزاياه وفضائله وفتوحه التي بلغت تحت رايات كبار قواده وصغارهم إلى أقصى أقطار السند، وغشيت جبال الهند وما صاقبها.
وإن خطبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في نعت صديقه وإمامه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر يوم وفاته من بليغ ما كان يستظهره الناس في الأجيال الماضية. وفي خلافة عمر دخل علي في بيعته أيضاً وكان من أعظم أعوانه على الحق، وكان يذكره بالخير ويثني عليه في كل مناسبة، وقد علمتَ أنه بعد أخيه وصهره سمّى ولدين من أولاده باسميهما ثم سمى ثالثاً بعثمان لعظيم مكانته عنده، ولأنه كان إمامه ما عاش، ولولا أن عثمان -بعد أن أقام الحجة على الذين ثاروا عليه بتحريض أعداء الله رجال عبد الله بن سبأ اليهودي- منع الصحابة من الدفاع عنه حقناً لدماء المسلمين، وتضييقاً لدائرة الفتنة، ولما يعلمه من بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم به بالشهادة والجنة، لولا كل ذلك لكان علي في مقدمة من في المدينة من المهاجرين والأنصار الذين كانوا كلهم على استعداد للدفاع عنه ولو ماتوا في سبيل ذلك جميعاً. ومع ذلك فإن علياً جعل وليده الحسن والحسين على باب عثمان، وأمرهما بأن يكونا طوع إشارته في كل ما يأمرهما به ولو أدى ذلك إلى سفك دمهما، و أوعز إليهما بأن يخبرا أباهما بكل ما يحب عثمان أن يقوم له به. وكذبٌ على الله وعلى التاريخ كلُّ ما اخترعه الكاذبون مما يخالف ذلك ويناقض وقوف الحسن والحسين في بابه واستعدادهما لطاعته في كل ما يأمر. ولقد كان من عادة سلفنا أن يدوِّنوا أخبار تلك الأزمان منسوبة إلى رواتها، ومن أراد معرفة قيمة كل خبر على طريقة (أنَّى لكَ هذا؟) فرجع إلى ترجمة كل راوٍ في كل سند لتمحَّصت له الأخبار، وعلم أن الأخبار الصحيحة التي يرويها أهل الصدق والعدالة هي التي تثبت أن أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم كانوا كلهم من خيرة من عرفت الإنسانية من صفوة أهلها، وأن الأخبار التي تشوِّه سيرة الصحابة وتُوهِمُ أنهم كانوا صغار النفوس هي التي رواها الكذبة من المجوس الذين تسموا بأسماء المسلمين.
ولعلك تسألني: إذن ما هو أصل التشيع، وهل لم يكن لعلي شيع ة في الصدر الأول؟ وما هي وقعة الجمل، وما الباعث على وقوعها؟ وما هي حقيقة التحكيم؟
إن الجواب على هذه الأسئلة بالأسانيد التي ترتاح إليها قلوب المنصفين مهما اختلفت مشاربهم ومذاهبهم، يحتاج إلى كتابة تاريخ المسلمين من جديد، وإلى أخذه -عند كتابته- من ينابيعه الصافية، ولا سيما في المواطن التي شوهها أهل الذمم الخَرِبَة من ملفِّقي الأخبار. وأعيد هنا ما قلته غير مرة، وهو أن الأمة الإسلامية أغنى أمم الأرض بالمادة السليمة التي تستطيع أن تبني بها كيان تاريخها، إلا أنها لا تزال أقل أهل أمم الأرض عناية ببناء تاريخها من تلك المواد السليمة، والناس الآن بين قارئ لكتب قديمة أراد مؤلفوها أن يتداركوا الأخبار قبل ضياعها فجمعوا فيها كل ما وصلت إليه أيديهم من غثّ وسمين، منبهين على مصادر هذه الأخبار وأسماء رواتها ليكون القارئ على بينة من صحيحها وسقيمها، ولكن لبعد الزمن وجهل أكثر القراء بمراتب هؤلاء الرواة ودرجتهم في الصدق والكذب، وفي الوفاء للحق أو الميل مع الهوى، تراهم لا يستفيدون من هذه المصادر، ولا من الكتب التي اعتمدت عليها بلا تمحيص وتحقيق. وهنالك كتب قديمة أيضاً ولكنها دون هذه الكتب، لأن أصحابها من أهل الهوى، وممن لهم صبغات حزبية يصبغون أخبارهم بألوانها، فهي أعظم ضرراً، ولعلها أوسع من تلك انتشاراً. أما الكتب الحديثة كمؤلفات جرجي زيدان، والبحوث التي يستقيها حملة الأقلام من مؤلفات المستشرقين على غير بصيرة بدسائسهم، فإنها ثالثة الأثافي وعظيمة العظائم، ولذلك باتت هذه الأمة محرومة أغزر ينابيع قوتها وهو الإيمان بعظمة ماضيها، في حين أنها سليلة سلف لم ير التاريخ سيرة أطهر ولا أبهر ولا أزهر من سيرته.
ومع أن كثيراً من أمهات الكتب النفيسة فُقِدَت في كارثة هولاكو، ثم في الحروب الصليبية واكتساح الأندلس، وما تلا ذلك كله من انحطاط المستوى العلمي في القرون الأخيرة، إلا أن كثيراً من تحقيقات لمحققين لا تزال منبثة في مطاوي الكتب الإسلامية. والأمل عظيم في قيام نهضة جديدة لبعث ماضي هذه الأمة المجيد على ضوء ما تركه علماؤها من نصوص وتوجبهات.
وأعود بعد هذا إلى الأسئلة التي تقدمت آنفاً عن أصل الفتن والتشيع، فقد زعم الزاعمون لعليٍّ -كرم الله وجهه- ما لم يكن له به علم: زعموا أن النبي e عيّنه للخلافة بعده يوم استخلفه على المدينة وهو متجه إلى الشام في غزوة تبوك، وقال له يومئذ: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي”. ورجال الحديث مختلفون في درجة هذا الخبر من الصحة، فبعضهم يراه صحيحاً، وبعضهم يراه ضعيفاً، وذهب الإمام أبو الفرج بن الجوزي إلى أنه موضوع مكذوب. ونحن إذا رجعنا إلى الظروف التي قالوا إنها لابست هذا الحديث نرى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الله له أن يتوجّه نحو تبوك- أمر علياً بأن يتخلف في المدينة، وكان رجالها والقادرون على الحرب من الصحابة قد خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد علي في نفسه وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: "أتجعلني مع الناس والأطفال والضعفة؟” فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تطييباً لنفسه: “أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟” أي في استخلاف موسى أخاه هارونَ لما ذهب إلى الجبل ليعود بالألواح. فهذا الاستخلاف لم يكن في نظر سيدنا علي -كرم الله وجهه- هذا المعنى الوهمي الذي اخترعه المتحزبون فيما بعد، بل هو على عكس ذلك كان يراه حرماناً له من مكانة أعلى وهي مشاركة إخوانه الصحابة في ثواب الجهاد لتكوين الكيان الإسلامي المنشود. زِدْ على ذلك أن هذا النوع من الاستخلاف لم ينفرد به علي كرم الله وجهه، بل تكرر من النبي صل الله عليه وسلم استخلاف ابن أم مكتوم على المدينة نفسها، وكان ابن أم مكتوم يتولى الإمامة بالناس في المدينة مدة خلافته عليها. وقد ناظر كبارُ الشيعة في هذا الحديث علاَّمةَ العراق السيد عبد الله السويدي عندما جمعه بهم نادر شاه في النجف سنة 1156 هـ فأفحمهم السويدي وخذل باطلهم، كما ترى ذلك فيما دوَّنه رحمه الله بقلمه عن هذه الواقعة وأثبتناه في رسالة طبعناها بعنوان (مؤتمر النجف).
فالإمام علي كرم الله وجهه كان يعلم أن الخلافة الحقة هي التي انضوى فيها إلى إجماع إخوانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قدَّر الله لها بحكمته ما شاء، وقضي فيها بعدله ما أراد. وما كان لمسلم من عامة المسلمين -فضلاً عن مثل علي في عظيم مكانته في الأولين والآخرين- أن يسخط لقدر الله، أو يتمرد على قضاءه، أو يرضى غير الذي ارتضاه إخوانه من الصحابة، أو يداجي في إجماعه معهم على ما فيه صلاح المسلمين. ومن الافتئات عليه والانتقاص من قدره والتشويه لجمال الإسلام وتاريخه الشكُّ في إخلاص علي أو في اغتباطه بما بايع عليه خليفةَ رسول الله صل الله عليه وسلم أبا بكر الصديق وصاحبيه من بعده عمرَ وعثمان رضوان الله عليهم أجمعين.
ومن المزايا التي تفرّد بها عليّ وطبقته ممن ولي الخلافة أو دخل في بيعتها في الصدر الأول أنهم كانوا يرون ولاية هذا الأمر واجباً يقوم به الواحد منهم إذا وجب عليه كما يقوم بسائر واجباته، ولا يرونها حقاً لأحدهم يعادي عليه المسلمين، ويعرّض دماءهم للخطر والشر، ليستأثر بها على غيره.
وجميع الوقائع -إذا جرِّدت من زيادات أهل الأهواء- تدل على هذه المكانة السامية لعلي وإخوانه، فلما شُوِّهت الوقائع وأخبارها بما دسَّه فيها المتزيِّدون من أكاذيب لا مصلحة فيها لعلي وآله، كانت بها لعلي وبنيه صورة قبيحة لا تنطبق على الحقيقة والواقع، وظن المخدوعون بها أن تلك الطبقة -الممتازة على جميع أمم الأرض بعفَّتها وطهارة نفوسها وترفُّعِها عن الصغائر- إنما كانت على عكس ذلك: تتنازع كالأطفال والرعاع على توافه الدنيا وسفاسف العاجلة. فالخلافة كانت في نظر الراشدين عِبئاً يتولَّى الواحد منهم حمله بتكليف من المسلمين أداءً للواجب، ولم تكن عند أحد منهم متاعاً ولا مأكلة حتى يتنازع غيره عليها. ولما تآمرت المجوسية واليهودية على سفك دم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وأبقى الله من حياته بقيَّة يدبر فيها للمسلمين أمرهم بعده، جعل الأمر شورى، واقترح عليه بعض الصحابة أن يريح المسلمين من ذلك فيعهد إلى ابنه عبد الله بن عمر -ولم يكن عبد الله بن عمر دون أبيه في علم أو حزم أو بعد نظر أو إخلاص لله ورسوله والمؤمنين- رفض عمر ذلك وقال: "بحسب آل الخطاب أن يليها واحد منهم؛ فإن كان خيراً فقد أصبنا منه، وإن كان رزءاً فقد قمنا بنصيبنا فيه." وعبد الله بن عمر نفسه عرضت عليه الإمامة فيمن عرضت عليهم عند مقتل عثمان في ذي الحجة سنة 35 هـ فهرب منها كما كان يهرب منها طلحة والزبير وعلي، ولم يتولَّها عليٌّ إلا قياماً بواجب، ولم يستمدَّها من خرافات المتحزِّبين وسخافاتهم، بل من إرادة الأمة في ذينك اليومين (الخميس ذي الحجة والجمعة منه) ما أعلن ذلك على رءوس الأشهاد وهو واقف على أعواد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليٌّ إلى تلك الساعة لم تكن له شيعة خاصة به يعرفها وتتصل به، ولم يخطر على باله أن يجعل أحداً من الناس شيعة له، لأنه هو نفسه وسائر إخوانه من الصحابة كانوا شيعة الإسلام الملتفَّة حول خلفاء نبيها صلى الله عليه وسلم أبي بكر ثم عمر ثم عثمان. ولو حدَّثته نفسه باتخاذ شيعة خاصة به غير جمهور الأمة الذي يتشيع للبيعة العامة لكان ذلك نقضاً منه لما عقد عليه صفقة يمينه لإمامه، وما طُوِّق به عنقه من بيعة الإسلام لأصحابها. ولا شك أنه استمر على ذلك إلى عشية الخميس 24هـ من ذي الحجة سنة 35 للهجرة، وكان أهلاً لأن يستمر على ذلك بأمانة وإخلاص. ولو لم يكن علي كذلك لما كان في هذه المنزلة السامية عند الله والناس. ومن الثابت عنه في عشية ذلك اليوم أنه كان يدافع الخلافة عن نفسه، ويحاول أن يقنع أخاه طلحة بن عبيد الله - أحد العشرة المبشرين بالجنة- بأن يتولى هو هذا الأمر عن المسلمين، بينما طلحة أيضاً كان يدافعها عن نفسه ويحاول إقناع علي بأن يكون هو حاملَ هذا العبء القائمَ على المسلمين بهذا الواجب. وانظر الحوار بينهما في ذلك كما رواه عالم من كبار علماء التابعين وهو الإمام محمد بن سيرين على ما أورده أبو جعفر الطبري في تاريخه: فيقول علي لطلحة: ابسط يدك يا طلحة لأبايعك. فيقول له طلحة: أنت أحق، فأنت أمير المؤمنين، فابسط يدك. وكاد الثائرون من جماعة الفسطاط والكوفة والبصرة يثبون بعلي وطلحة والزبير فيقتلونهم لهربهم من ولاية الأمر وتعففهم جميعاً عن قبول الخلافة، فانتهى الأمر بقبول علي، وارتقى منبر رسول الله صل الله عليه وسلم في اليوم التالي (الجمعة 25 من ذي الحجة سنة 35هـ) فخطب خطبة حفظ الطبري لنا نصها، فقال: أيها الناس عن ملأ وأذن، إن هذا أمركم، ليس لأحد فيه حق إلا من أمَّرتم، وقد افترقنا بالأمس على أمر (أي على البيعة له) فإن شئتم قعدتُ لكم، وإلا فلا أجد على أحد. وبذلك أعلن أنه لا يستمد الخلافة من شيء سبق، بل يستمدها من البيعة إذا ارتضتها الأمة.
ومن مزايا الطبقة الأولى في الإسلام التي صحبت النبي صلى الله عليه وسلم وتأدبت بأدبه وتشبعت بسنته أنها كانت ترى الاعتدال ميزان الدين، والرفق جمال الإسلام؛ لأن نبيها صل الله عليه وسلم كان يقول لها: إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، ولا نُزِع من شيء إلا شانه. وكان يقول لها: من يحرَم الرفق يحرَم الخير كله. ويقول: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق. ويقول: إياكم والغلوّ في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلوّ فيه. فلما نشأت الطبقة الثانية في حياة الطبقة الأولى أدَّب الآباء بنيهم بهذا الأدب. ولكن أكثر ما كانت هذه الطريقة ناجحة في الحجاز ونجد والشام. وكان في ناشئة الكوفة والبصرة والفسطاط من أخذ بهذه الطريقة، كما أن فيهم من شبَّ على الغلوِّ في الدين. ومن أكبر المصائب في الإسلام في ذلك الحين تسلُّط إبليس من أبالسة اليهود على الطبقة الثانية من المسلمين فتظاهر لها بالإسلام وادَّعى الغيرة على الدين والمحبة لأهله، وبدأ يرمي شبكته في الحجاز والشام فلم يعلق بشيء بسبب تشبُّعهم بفطرة الإسلام في اعتداله ورفقه، وحذَرِهم من طرفي الإفراط والتفريط. فذهب الملعون يتنقل بين الكوفة والبصرة والفسطاط ويقول لحديثي السن وقليلي التجربة من شبابها: عجباً لمن يزعم أن عيسى يرجع ويكذِّب بأن محمداً يرجع، وقد قال عز وجل: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) فمحمد أحق بالرجوع من عيسى. وكان يقول لهؤلاء الشبان: كان فيما مضى ألف نبي، ولكل نبي وصي، وإن علياً وصي محمد. ويقول لهم: محمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء. ثم يقول لهم محرضاً على عثمان، وكان ذلك في أواخر خلافة عثمان سنة 30: ومن أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله، وممن يثب على عليّ وصيِّ رسول الله وينتزع منه أمر الأمة. ويقول لهم: إن عثمان أخذ الخلافة بغير حق، وهنالك علي وصي رسول الله فانهضوا فحركوه وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس.
إن هذا الشيطان هو عبد الله بن سبأ من يهود صنعاء، وكان يسمى ابن السوداء وكان يبث دعوته بخبث وتدرُّج ودهاء. واستجاب له ناس من مختلف الطبقات، فاتخذ بعضهم دعاة فهموا أغراضه وعوَّلوا على تحقيقها. واستكثر أتباعه بآخرين من البلهاء الصالحين المتشددين في الدين المتنطعين في العبادة ممن يظنون الغلوَّ فضيلة والاعتدال تقصيراً. فلما انتهى ابن سبأ من تربية نفر من الدعاة الذين يحسنون الخداع ويتقنون تزوير الرسائل واختراع الأكاذيب ومخاطبة الناس من ناحية أهوائهم، بث هؤلاء الدعاة في الأمصار -ولا سيما الفسطاط والكوفة والبصرة- وعُني بالتأثير على أبناء الزعماء من قادة القبائل وأعيان المدن الذين اشترك آباؤهم في الجهاد والفتح، فاستجاب له من بلهاء الصالحين وأهل الغلوّ من المتنطعين جماعاتٌ كان على رأسهم في الفسطاط الغافقي بن حرب العكي، وعبد الرحمن بن عديس البَلَوي التُّجيبي الشاعر، وكنانة بن بشر بن عتاب التجيبي، وسودان بن حمران السكوني، وعبد الله بن زيد بن ورقاء الخزاعي، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وعروة بن النباع الليثي، وقتيرة السكوني. وكان على رأس من استغواهم ابنُ سبأ في الكوفة عمرو بن الأصم، وزيد بن صوحان العبدي، والأشتر مالك بن الحارث النخعي، وزياد بن النضر الحارثي، وعبد الله بن الأصم. ومن البصرة حرقوص بن زهير السعدي، وحُكيم بن جبلة العبدي، وذريح بن عباد العبدي، وبشر بن شريح، والحطم بن ضبيعة القيسي، وابن المحرش بن عبد عمرو الحنفي. أما المدينة فلم يندفع في هذا الأمر من أهلها إلا ثلاثة نفر وهم: محمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة ابن عبد شمس، وعمار بن ياسر. ومن دعاء ابن سبأ ومكره أنه كان يبثُّ في جماعة الفسطاط الدعوة لعلي (وعلي لا يعلم ذلك)، وفي جماعة الكوفة الدعوةَ لطلحة، وفي جماعة البصرة الدعوة للزبير، وليس هنا موضع تحليل نفسيات المخدوعين بدعوة هذا الشيطان، ولا نريد أن ننقل ذمَّ علي وطلحة والزبير لهم وما قالوه فيهم يوم نزل الثائرون في ذي خُشُب والأعوص وذي المروة، وكيف زوَّر ابنُ سبأ وشياطينه رسالة على لسان علي بدعوة جماعة الفسطاط إلى الثورة في المدينة، فلما واجهوا علياً بذلك قالوا له: أنت الذي كتبتَ إلينا تدعونا، فأنكر عليهم أنه كتب لهم، وكان ينبغي أن يكون ذلك سبباً ليقظتهم ويقظة علي أيضاً إلى أن بين المسلمين شيطاناً يزوِّر عليهم الفساد لخطة مرسومة تنطوي على الشر الدائم والشرر المستطير، وكان ذلك كافياً لإيقاظهم إلى أن هذه اليد الشريرة هي التي زوَّرت الكتاب على عثمان إلى عامله بمصر بدليل إن حامله كان يتراءى لهم متعمِّداً ثم يتظاهر بأنه يتكتم عنهم ليثير ريبتهم فيه، فراح المسلمون إلى يومنا هذا ضحيةَ سلامة قلوبهم في ذلك الحين. إن دراسة هذا الموضوع الآن على ضوء القرائن القليلة التي بقيت لنا بعد مضي ثلاثة عشر قرناً تحتاج إلى من يتفرغ لها من شباب المسلمين، وسيجدون مستندات الحق في تاريخهم كافية لوضع كل شيء في موضعه إن شاء الله.
فأول فتنة وقعت في الإسلام هي فتنة المسلمين بمقتل خليفتهم وصهر نبيهم الإمام العادل الكريم الشهيد ذي النورين عثمان بن عفان رضوان الله عليه. وقد علمتَ أن الذين قاموا بها وجنوا جنايتها فريقان: خادعون ومخدَعون. وقد وقعت هذه الكارثة في شهر الحج، وكان عائشة أم المؤمنين قد خرجت إلى مكة مع حجاج بيت الله ذلك العام، فلما علمت بما حدث في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم أحزنها بغي البغاة على خليفة نبيهم. وعلمت أن عثمان كان حريصاً على تضييق دائرة الفتنة، فمنع الصحابة من الدفاع عنه، بعد أن أقام الحجة على الثائرين في كل ما ادعوه عليه وعلى عمَّاله، كان الحق معه في كل ذلك وهم على الباطل، وكان هو المثل الإنساني الأعلى في العدل وكرم النفس والنزول على قواعد الإسلام واتباع سننه، وكان في مدة خلافته أكرم وأصلح وأكثر إنصافاً بالحق واتباعاً للخير مما كان هو عليه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمعت عائشة بكبار الصحابة، وتداولت الرأي معهم فيما ينبغي عمله -وقد عرف القراء ما كانوا عليه من نزاهة، وفرار من الولاية، وترفُّع عن شهوات النفس- فرأوا أن يسيروا مع عائشة إلى العراق ليتفقوا مع أمير المؤمنين علي على الاقتصاص من السبئيين الذي اشتركوا في دم عثمان وأوجب الإسلام عليهم الحد فيه، ولم يكن يخطر على بال عائشة وكل الذين كانوا معها -وفي مقدمتهم طلحة والزبير المشهود لهما من النبي صل الله عليه وسلم بالجنة- أنهم سائرون ليحاربوا علياً، ولم يكن يخطر ببال علي أن هؤلاء أعداء له وأنهم حرب عليهم. وكل ما في الأمر أن أولئك المتنطعين الغلاة الذين انخدعوا بدعوة عبد الله ابن سبأ واشتركوا في قتل عثمان انغمروا في جماعة علي، وكان فيهم الذين تلقنوا الدعوة له وتتلمذوا على ذلك الشيطان اليهودي في دسيسة أوصياء الأنبياء ودعوى خاتم الأوصياء، فجاءت عائشة ومن معها للمطالبة بإقامة الحد على الذين اشتركوا في جناية قتل عثمان، وكان علي -وهو ما هو في دينه وخلقه- ليتأخر عن ذلك، إلا أنه كان ينتظر أن يتحاكم إليه أولياء عثمان. وقبل أن يتفق الفريقان على ذلك شعر قتلةُ عثمان بأن الدائرة ستدور عليهم، وهم على يقين بأن علياً لن يحميهم من الحق عند ظهوره، فأنشب هؤلاء حرب الجمل، فكانت الفتنة الثانية بعد الفتنة الأولى. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري معتمداً على كتاب (أخبار البصرة) لعمر بن شبة، وعلى غيره من الوثائق القديمة التي جاء فيها عن ابن بطال قولُ الملهب: ... إن أحداً لم ينقل أن عائشة ومن معها نازعوا علياً في الخلافة، ولا دعوا إلى أحد منهم ليولوه الخلافة، وإنما أنكرت هي ومن معها على علي منعَه مِن قَتْلِ قتلة عثمان وترك القصاص منهم. وكان علي ينتظر من أولياء عثمان أن يتحاكموا إليه، فإذا ثبت على أحد بعينه أنه ممن قتل عثمان اقتصَّ منه، فاختلفوا بحسب ذلك وخشي من نُسِبَ إليهم القتل أن يصطلحوا على قتلهم، فأنشبوا الحرب بينهم (أي بين فريقي عائشة وعلي) إلى أن كان ما كان.
ونجح قتلة عثمان في إثارة الفتنة بوقعة الجمل، فترتب عليها نجاتهم وسفك دماء المسلمين من الفريقين، وإنك لتجد الأسماء التي سجلها التاريخ في فتنة عثمان يتردد كثير منها في وقعة الجمل، وفيما بين الجمل وصفِّين، ثم في وقعة صفين وحادثة التحكيم، وفي هذه الحادثة الأخيرة اتسعت دائرة الغلوّ في الدين، فكثر المصابون بوبائه، وتفننوا في مذاهبه، إلى أن انتهى بانشقاق الخوارج عن علي، وتميَّز فريق من المتخلِّفين مع علي باسم الشيعة، ولم يقع نظري على اسم للشيعة في حياة علي كلها إلا في هذا الوقت سنة 37 هـ. ومن الظواهر التي تسترعي الأنظار في تاريخ هذه الفترة أن الغلاة من الفريقين -فريق الشيعة وفريق الخوارج- كانوا سواء في الحرمة للشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، تبعاً لما كان عليه أمير المؤمين علي نفسه، وما كان يعلنه على منبر الكوفة من الثناء عليهما والتنويه بفضلهما. أما الخوارج فإنهم والإباضية ظلوا على ذلك لم يتغيروا أبداً، فأبو بكر وعمر كانا عندهم أفضل الأمة بعد نبيها، استرسالاً منهم فيما كانوا عليه مع علي قبل أن يفارقوه. وأما الشيعة فإنهم عندما جددوا بيعتهم لعلي بعد خروج الخوارج إلى حروراء والنهروان قالوا له أوَّلاً: نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت. فشرط لهم -كرم الله وجهه- سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي يوالوا من والى على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعادوا من عادى على سنته صلى الله عليه وسلم، فجاء ربيعة بن أبي شداد الخثعمي -وكان صاحب راية خثعم في جيش علي أيام الجمل وصفين- فقال له علي: بايِع على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال ربيعة: وعلى سنة أبي بكر وعمر. فقال علي: لو أن أبا بكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسول الله صل الله عليه وسلم لم يكونا على شيء من الحق. أي أن سنة أبي بكر وعمر إنما كانت محمودة ومرغوباً فيها لأنها قائمة على العمل بكتاب الله وسنة رسوله، فبيعتكم الآن على كتاب الله وسنة رسوله تدخل فيها سنة أبي بكر وعمر.
هكذا كان أمير المؤمنين من أخويه وحبيبيه خليفتي رسول الله صل الله عليه وسلم أبي بكر وعمر في حياته كلها، وهكذا كانت شيعته الأولى: من خرج عليه، ومن جدد البيعة له بعد التحكيم.
وحكاية التحكيم هذه كانت مادة دسمة للمغرضين من مجوس هذه الأمة أتاحت لهم دسَّ السموم في تاريخنا على اختلاف العصور، وأول من شمَّر عن ساعديه للعبث بها وتشويه وقائعها أبو مخنف لوط بن يحى، ثم خلف خلْفٌ بعد أبي مخنف بلغوا من الكذب ما جعل أبا مخنف في منزلة الملائكة بالنسبة إلى هؤلاء الأبالسة، وأبو مخنف معروف عند ممحِّصي الأخبار وصيارفة الرجال بأنه أخباريٌّ تالف لا يُوثَق به. نقل الحافظ الذهبي في (ميزان الاعتدال) عن حافظ إيران ورأس المحققين من رجالها الرازي رحمه الله أنه تركه وحذَّر الأمة من أخباره، وأن الدار قطني أعلن ضعفه، وأن ابن معين حكم عليه بأنه ليس بثقة، وأن ابن عدي وصفه بأنه شيعيٌّ محتَرق.
ومن براعة هؤلاء المغرضين في تحريف الوقائع ودس أغراضهم فيها، وتوجيهها بحسب أهوائهم، لا كما وقعت بالفعل، أنهم كانوا يعمدون إل حادثة وقعت بالفعل فيوردون منها ما كان يعرفه الناس، ثم يلصقون بها لصيقاً من الكذب والإفك يوهمون أنه من أصل الخبر ومن جملة عناصره، فيأتي الذين من بعدهم فيجدون الخبر القديم مختصراً فيحكمون عليه بأنه ناقص، ويقولون: من حَفِظَ حُجَّةٌ على من لم يحفظ. ويتناولون الخبر بما لصق به من لصيق مفترى، حتى تكون الرواية الجديدة وما في بطنها من الإثم هي المتداولة بين الناس. وقد يعمد هؤلاء المغرضون إلى موهبة من مواهب النبوغ عرف بها أحد أبطال التاريخ الإسلامي وعظماء الدعاة الفاتحين، ولم يعرف عنه استعمالها إلا في سبيل الحق والخير، فيطلعون على الناس بأكاذيب يرتبونها على تلك الموهبة، ويوهمون أن رجل الحق والخير الذي حلاَّه الله بتلك الموهبة ولم يستعملها إلا في نشر دين الله وتوسيع نطاق الوطن الإسلامي، قد انقلب بزعمهم مع الزمن، وسخَّر نبوغه للباطل والشر؛ فإذا أخذ المحققون في تمحيص ذلك، وتحرِّي مصادر هذه التهم التي لا تلتئم مع ما تقدمها من سيرة ذلك البطل المجاهد، وجدوها من بضاعة الكذَّابين ومفترياتهم، ولكن قلَّما يُجدي ذلك بعد أن يكون (قد قيل ما قيل إن صِدقاً وإن كَذباً).
هذا أبو عبد الله عمرو بن العاص بن وائل السهمي بطل أجنادين، وفاتح مصر، وأول حاكم ألغى نظام الطبقات فيها، وكان السبب الأول في عروبتها وإسلام أهلها، وشريك مسلميها في حسناتهم من زمنه إلى الآن لأنه الساعي في دخولهم في الإسلام - هذه الرجل العظيم عرفه التاريخ بالدهاء ونضوج العقل وسرعة البادرة، وكان نضوج عقله سبب انصرافه عن الشرك ترجيحاً لجانب الحق واختياراً لما دلَّه عليه دهاؤه من سبيل الخير، فجاء مزيِّفو الأخبار من مجوس هذه الأمة وضحاياهم من البلهاء فاستغلُّوا ما اشتُهر به عمرو من الدهاء استغلالاً تقرُّ به عين عبد الله بن سبأ في طبقات الجحيم.
يقول قاضي قضاة أشبيلية بالأندلس الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري (المولود في أشبيلية سنة 468 والمتوفَّى بالمغرب سنة 543) في كتابه (العواصم من القواصم) ص177 بعد أن ذكر ما شاع بين الناس في مسألة تحكيم عمرو وأبي موسى، وما زعموه من أن أبا موسى كان أبله وأن عمْراً كان محتالاً: هذا كله كذب صراح، ما جرى منه حرف قط، وإنما هو شيء أخبر عنه المبتدعة، ووضعته التاريخية للملوك، فتوارثه أهل المجانة والجهارة بمعاصي الله والبدع. وإنما الذي روى الأئمة الأثبات أنهما -يعني عمراً وأبا موسى- لما اجتمعا للنظر في الأمر، في عصبة كريمة من الناس منهم ابن عمر، عزَل عمروٌ معاوية. ذكر الدار قطني بسنده عن حضين بن المنذر أنه لما عزل عمرو معاويةَ جاء (أي حضين) ضرب فسطاطه قريباً من فسطاط معاوية، فبلغ نبأه معاوية، فأرسل إليه فقال: إنه بلغني عن هذا (يعني عمرو بن العاص) كذا وكذا (يعني اتفاقه مع أبي موسى على عزل الأميرين المتنازعين لحقن دماء المسلمين وردَّاً للأمر إليهم يختارون من يكون به صلاح أمرهم). فاذهب فانظر ما هذا الذي بلغني عنه. قال حضين: فأتيته فقلت: أخبرني عن الأمر الذي وليت أنت وأبو موسى كيف صنعتما فيه؟ قال: قد قال في ذلك ما قالوا، والله ما كان الأمر على ما قالوا، ولقد قلت لأبي موسى: ما ترى في هذا الأمر؟ قال: أرى أنه النفر الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض. قلت: فأين تجعلني أنا ومعاوية؟ فقال: إن يُسْتَعَنْ بكما ففيكما معونة، وإن يُسْتَغْنَ عنكما فطالما استغنى أمر الله عنكما. فقال: فكانت هي التي فتل معاوية منها نفسه. فأتيته (أي أن حضيناً أتى معاوية) فأخبرته أن الذي بلغه عنه كما بلغه. أي أن الذي بلغ معاوية من أن عمراً وأبا موسى عزلاه هو كما بلغه، وأنهما رأيا أن يرجع في الاختيار من جديد إلى النفر الذي توفي رسول الله صل الله عليه وسلم وهو عنهم راض. ثم ذكر القاضي أبو بكر بن العربي بقية خبر الدارقطني عن إرسال معاوية رسولاً -وهو أبو الأعور الذكواني- إلى عمرو بن العاص يعاتبه، وأن عمراً أتى معاوية وجرى بينهما حوار وعتاب، فقال عمرو لمعاوية: إن الضجور قد يحتلب العلبة. وهو مثل معناه أن الناقة الضجور التي لا تسكن للحالب قد ينال الحالب من لبنها ما يملأ العلبة. فقال له معاوية: وتربذ الحالب فتدق عنقه وتكفأ إناءه.
فرواية الدار قطني هذه -وهو من أعلام الحديث- عن رجال عدول معروفين بالتثبت، ويقدرون مسئولية النقل، هي التي تتناسب مع ماضي عمرو وأبي موسى وأيامهما في الإسلام ومكانتهما من النبي صلى الله عليه وسلم وموضعهما من ثقة الفريقين بهما واختيارهما من بين السادة القادة المجربين. وأما الافتئات على أبي موسى والإيهام بأنه كان أبله فهو أشبه بالرقعة الغريبة في ردائه السابغ الجميل. يقول القاضي أبو بكر بن العربي (ص174): وكان أبو موسى رجلاً تقياً ثقفاً فقيهاً عالماً أرسله النبي صل الله عليه وسلم إلى اليمن مع معاذ، وقدَّمه عمر بن الخطاب وأثنى عليه بالفهم. وزعمت الطائفة التاريخية أنه كان أبله ضعيف الرأي مخدوعاً في القول. ثم ردَّ هذه الأكاذيب وأحال في تفصيل الرد على كتاب له اسمه سراج المريدين.
وبعد فإن صحائف أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم كانت كقلوبهم نقاء وسلامة وطهراً. وما نتمناه من تمحيص التاريخ أول ما يشترط له فيمن يتولاه أن يكون سليم الطوية لأهل الحق والخير، عارفاً بهم كما لو كان معاصراً لهم، بارعاً في التمييز بين حملة الأخبار: من عاش منهم بالكذب والدس والهوى، ومن كان منهم يدين لله بالصدق والأمانة والتحرز عن تشويه صحائف المجاهدين الفاتحين الذي لولاهم لكنا نحن وأهل أوطاننا جميعاً لا نزال كفرة ضالين.
محب الدين الخطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالسبت 17 أكتوبر 2015, 7:31 am

المسلمون.. الأوائـل..
مصابيح أضاءت العالم
 
لم يكن الإسلام ديناً، وعقيدة فحسب
الإسلام مدنية كاملة شاملة حافلة بالعلم والثقافة وأسمى تعاليم الأخلاق
لم تكن مدنية السيف والحرب، كما يروج البعض من أعداء الإسلام
 
لقد دون المؤرخون في الشرق والغرب وحتى في أوروبا أن الإسلام مدنية ذات يقظة ونهضة ووثوب، بدأت بظهور الإسلام ونمت وترعرعت في ظل فتوحاته، واستكملت قوتها بعد أن شملت الشرق والغرب، و(القرآن الكريم) لم يكن كتاب دين وحسب بل مرجعاً لأكثر من ثلاثمائة علم في الشرع، واللغة، والتاريخ، والأدب، والفيزياء، والفلسفة، والفلك... وغيرها من العلوم، ومعظم تلك العلوم نشأ من القرآن واستنبط من نصوصه وشمل شريعة وقوانين وأنظمة سياسية واجتماعية. قال تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء).
 
بذل المسلمون الأوائل جهداً كبيراً في نشر العلم والتعليم، فأنشأوا الدور العلمية، وترجموا الكتب الفلسفية إلى العربية ودعوا العلماء الذين لم يعتنقوا الإسلام ليستفيدوا من علومهم، وعنوا عناية فائقة بالآداب والعلوم والفنون بطريقة لم يسبق لها مثيل.
 
كتب الأمريكي (دريبر) في كتابه (النزاع بين العلم والدين): "كانت الخلافة الإسلامية العربية ملكاً واسعاً يفوق المملكة الرومانية بكثير، وكانت مملوءة بالمدارس والكليات وكان في كل طرف من أطراف هذه الخلافة الإسلامية العربية مرصد لرصد الكواكب، وكان الأمراء المسلمون يتنافسون في الأقاليم على رعاية العلم والعلماء ونتيجة لتشجيعهم للعلماء انتشر الذوق العلمي في المساحة الشاسعة التي بين سمرقند وبخارى وإلى فاس وقرطبة".
 
وقال (دريبر): كان المسلمون الأوائل يعلِّمون العلم والحكمة للناس وكانوا بمثابة مصابيح العالم التي انتشلتهم من الجهالة والبربرية، فأول مدرسة أنشئت في أوروبا هي المدرسة التي أسسها (العرب المسلمون) في (سالرن) بإيطاليا، وأول مرصد أقيم في أوروبا هو ما أقامه المسلمون في إشبيلية بأسبانيا، وبالحركة العلمية العظمى (التي قام بها المسلمون) إرتقوا بالعلوم القديمة رقياً كبيراً، وأوجدوا علوماً أخرى لم تكن معروفة قبلهم، لقد كان في الأندلس وحدها أكثر من سبعين مكتبة عـامة وعدد لا يحصى من المكتبات الخاصة، وشملت مكتبة الخلفاء في الأندلس ستمائة ألف مجلد.
 
براعة في العلوم
ويتحدث دريبر في كتابه عن براعة المسلمين في العلوم الرياضية وتفوقهم في الحساب وحساب المثلثات والهندسة والجبر والعلوم الفلكية، فهؤلاء العلماء الفلكيون من العرب المسلمين اخترعوا آلات الأرصاد وحساب الأزمنة بالساعات المختلفة الأشكال وآلات قياس أبعاد الكواكب، وأول من أكتشف الجبر والميكانيكا والإيدروستاتيك (علم موازنة السوائل) والكيمياء ومحاليلها الشهيرة، واستخدام الكيمياء في الطب، لأنهم أول من نشر علم تحضير الأدوية العلاجية واستخراج المعادن.
 
ويضيف الأمريكي (دريبر) في كتابه (النزاع بين العلم والدين): أنه في عهد الخلافة الإسلامية ترجمت القصائد الإغريقية الشهيرة مثل (الإلياذة والأوديسا) إلى اللغة السريانية ليطلع عليها العلماء وليس العامة من الناس لما فيها من خرافات وثنية يخشى منها على عقائدهم.
 
وفي عهد " أبي جعفر المنصور" عام 753م كثرت مدارس الطب والشريعة، وفي عهد حفيده هارون الرشيد عام 786م أمر بإضافة مدرسة إلى كل مسجد في جميع أرجاء خلافته، ثم جاء المأمون عام 813 م وجعل بغداد العاصمة العلمية العظمى وسمي عهده بعصر العلم الزاهر في القارة الآسيوية، هذه المكانة وهذا المركز الذي كسبه العرب وهذا الذوق السليم في العلم استمر لدى المسلمين بعد أن انقسموا إلى ثلاثة أقسام، (العباسيين في آسيا، والفاطميين في مصر، والأمويين في الأندلس)، درس العرب أسلوب (أرسطو) الاستدلالي ومقالات (أفلاطون) الاستنباطية واسـتفادوا من ترجمة العديد من الكتب الإغريقية القيمة مثل كتب (أبقراط) و(جالينوس) و(إقليدس) وكتاب (بطليموس) في الرياضيات السماوية الذي ترجم في عهد المأمون وســمي بالمجسطي... يقول العالم والكاتب الأمريكي دريبر من يقرأ حكايات ألف ليلة وليلة يدرك مدى براعة العرب في التصور الشعري، والعرب المسلمون كتبوا في كل فن وفي كل علم وكان لديهم دائرة معارف علمية.
 
ويقول دريبر أيضاً: اتخذ العرب المسلمون في أبحاثهم الأسلوب التجريبي والدستور الحسي وهذا ما جعلهم أول الواضعين لغالبية العلوم التي عرفتها البشرية وأول المتفوقين فيها، كما تذوق العرب في الفنون الأدبية كل ما من شأنه أن يحد القريحة ويصقل الذهن، وعليهم أن يفتخروا لأنهم أنجبوا من الشعراء بقدر ما أنجبت باقي الأمم كلها مجتمعة، فهل برع أحدهم في الشعر بمختلف فنونه كما برع العرب؟
 
إن الشعر العربي قد تغنى بالأحلام، ووصف الحروب، وصور الأفكار، دون أن يخرج من قالبه أو يفقد هويته أو ينحرف عن أرضه. عرف الشعر بديوان العرب، فالشعر ما هو إلا جواد أصيل، يجول في أرجاء العالم، فمن أراد خيلاً أصيلة كريمة الطباع، وفية الخصال، بارعة الجمال، فلن تكون إلا عند العرب.
ليست أوروبا الحديثة بأعلى ذوقاً ولا أرقى مدنية، ولا ألطف رونقاً من عواصم الأندلس في عهد العرب المسلمين.
 
ولقد برع المسلمون الأوائل في كافة العلوم منذ قرون بعيدة من الزمن، كما أثروا العالم والحضارات الإنسانية، وكانوا مرجعاً مهماً للثقافة، ولكثير من العلوم، خاصة في سنوات النهضة التي عاشتها أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وإلى يومنا هذا.
 
أول من برع في علم النفس والتحليل النفسي، منذ عشرة قرون إبن سينا  أي قبل (سيجموند فرويد) مؤسس (مدرسة التحليل النفسي) بأكثر من ثمانية قرون، كما برع في الطب والفلسفة فكان أول مكتشف للتخدير لإجراء العمليات الجراحية وأول من اخترع الحقن تحت الجلد لعلاج المريض وكتبه في الطب تعد المرجع الأول في كليات الطب في أوروبا حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وفلسفات ابن سينا تعد المرجع الأول لكافة الجامعات الكاثوليكية إلى يومنا هذا، وكان يعتمد طريقة التحليل النفسي في علاجه للأمراض النفسية والعقلية واستطاع أن يشفي جميع الحالات التي دونت في كتبه لبراعته في استخدام طريقة التحليل النفسي.
 
وأول من وضع أسس علم الاجتماع وفلسفة التاريخ منذ سبعة قرون هو إبن خلدون  كما كان من أول من شاركوا في وضع التربية الإسلامية ومبادئها والتي يتفق معظمها مع أحدث أصول التربية الحديثة لهذا العصر.
 
كما يعتبر أبو حامد الغزالي (المربي الأول) وأكبر المدافعين عن الإسلام، وأخلاقه، وتعاليمه، وأكبر المتمسكين بالإسلام، والمطبقين له، في كتبه للتربية، منذ بداية القرن السادس الهجري، أي منذ ثمانية قرون، كما اعتبره جمهور كبير من العلماء، مربياً بارعاً، وليس فيلسوفاً.
 
ومن أهم آراء الغزالي في التربية والتعليم، أن الغرض من طلب العلم هو التقرب إلى الله تعالى، دون الرياسة والمباهاة والتفاخر والمنافسة التي تؤدي إلى الحقد والبغضاء والكراهية.

كما قال: (طلبنا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا لله) ولم يُكرم دين، ولم يُكرم أحد، من قبل ولا من بعد العلم والعلماء، كما كرم الإسلام والمسلمين العلم والعلماء، قال رسول الله صل الله عليه وسلم (العلماء ورثة الأنبياء) وقال تعالى في سورة المجادلة آية "11" :
 
( يَرفَعِ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُم وَالَّذِينَ أُوتُواْ العلِمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيرٌ )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالسبت 17 أكتوبر 2015, 7:32 am

الهجرة النبوية.... معناها وأهدافها
 
يعتبر حادث الهجرة فيصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية، هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية.
 
ولقد كان لهذه الحادث آثار جليلة على المسلمين، ليس فقط في عصر رسول الله صل الله عليه وسلم ولكن آثاره الخيرة قد امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر، كما أن آثاره شملت الإنسانية أيضاً، لأن الحضارة الإسلامية التي قامت على أساس الحق والعدل والحرية والمساواة هي حضارة إنسانية، قدمت، ولا زالت تقدم للبشرية أسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة، التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن مكانه أو زمانه أو معتقداته.
 
فسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تحد آثارها بحدود الزمان والمكان، وخاصة أنها سيرة القدوة الحسنة والقيادة الراشدة قيادة محمد صل الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وما نتج عن هذه الهجرة من أحكام ليست منسوخة ولكنها تصلح للتطبيق في كل زمان ومكان ما دام حال المسلمين مشابهاً للحال التي كانت عليها حالهم أيام الهجرة إلى يثرب.

وعلى هذا فإن من معاني الهجرة يمكن أن يأخذ بها المسلمون في زماننا هذا، بل إن الأخذ بها ضرورة حياتية، لأن الهجرة لم تكن انتقالاً مادياً من بلد إلى آخر فحسب، ولكنها كانت انتقالاً معنوياً من حال إلى حال، إذ نقلت الدعوة الإسلامية من حالة الضعف إلى القوة ومن حالة القلة إلى الكثرة، ومن حالة التفرقة إلى الوحدة، ومن حالة الجمود إلى الحركة.

فالهجرة تعني لغة ترك شي إلى آخر، أو الانتقال من حال إلى حال، أو من بلد إلى بلد، يقول تعالى: »والرجزَ فاهجرْ« (المزمل 5)، وقال أيضاً: »واهجرهم هجراً جميلاً« (المزمل 10)، وتعني بمعناها الاصطلاحي الانتقال من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام، وهذه هي الهجرة المادية، أما الهجرة الشعورية فتعني الانتقال بالنفسية الإسلامية من مرحلة إلى مرحلة أخرى بحيث تعتبر المرحلة الثانية أفضل من الأولى كالانتقال من حالة التفرقة إلى حالة الوحدة، أو تعتبر مكملة لها كالانتقال بالدعوة الإسلامية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة.
فالهجرة المادية من بلد لا يحكم بالإسلام إلى بلد تحكمه شريعة القرآن ليست منسوخة، بل هي واجبة على جميع المسلمين إذا خشوا أن يفتنهم الذين كفروا في دينهم وعقيدتهم، لأن هدف المسلم في الحياة أن يعيش في مجتمع يساعده على طاعة الله والالتزام بأوامره وأحكامه، أو على الأقل لا يحارب بعقيدته، لأن الفتنة في الدين هي الفتنة الكبرى، فالله تبارك وتعالى يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولكن لا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، أو كمال قال رسول الله صل الله عليه وسلم.

وتتم هجرة المسلم من بلد إلى آخر لعدة أهداف:
v  فقد يهاجر المسلم فراراً بدينه وعقيدته، حتى لا يرده الحكام الكافرون إلى الكفر، كما فعل بعض مسلمي الجمهوريات الإسلامية حينما هاجروا من بلادهم فراراً من الشيوعية الملحدة. يقول تعالى: (( يا عبادي إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون)) (العنكبوت 56)، ويقول صل الله عليه وسلم: {من فر بدينه من أرض إلى أرض، وإن كان شبراً منها وجبت له الجنة وكان رفيقاً لأبيه إبراهيم}.
v  وقد يهاجر المسلم فراراً من ظلم اجتماعي أو اقتصادي لحق به وخشي إن لم يهاجر أن يمتد ذلك الظلم إلى دينه، يقول تعالى: »والذين هاجر في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون« (النحل 41) وقال تعالى: ((ومن يهاجر في سبيل الله يجدْ في الأرض مراغماً كثيراً وسعة، ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموتُ فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً)) (النساء 100).
v  وروى الإمام أحمد عن أبي يحيى مولى الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البلاد بلادُ الله والعباد عباد الله، فحيثما أصبت خيراً فأقم.)) وقد توعد القرآن الكريم المسلمين الذين لم يهاجروا إلى المدينة بعد أن هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما توعد الأعراب الذين آمنوا ولم يهاجروا إلى المدينة حرصاً على أموالهم وديارهم، فقال تعالى: ((إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً)) (النساء 98). وكانت نتيجة ذلك أن بعض هؤلاء فتن في دينه واضطر إلى إظهار التقية، ولكن هذه التقية كانت جائزة يوم أن لم تكن للإسلام دولة، أما بعد أن هاجر الرسول صل الله عليه وسلم إلى المدينة وأقام فيها دولة الإسلام، فلم يعد لهؤلاء عذر، بل وجبت عليهم الهجرة، ولهذا نجد القرآن الكريم لا يفرض على المسلمين ولاية هؤلاء، لأنهم ليسوا أعضاء في المجتمع الإسلامي، وإذا كانت تربطهم بالمسلمين رابطة العقيدة، فإن نصرتهم تكون بناء على طلب منهم، يقول تعالى: ((والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق)) (الأنفال 72).
v  ويتحتم على المسلم أن يهاجر من أرض الشرك إلى أرض الإسلام حينما تقوم الدولة الإسلامية ويتكون المجتمع الإسلامي، والهجرة هنا حسب مقتضيات الحال، إذ أن الهدف هنا تدعيم الدولة الإسلامية الجديدة بقوى بشرية وتقنية وعلمية، ولكن تقدير هذا كله متروك لقادة هذه الدولة، لأن الهجرة العشوائية قد تترك آثاراً سلبية على هذه الدولة فتصبح عقبة في طريق قوتها وانطلاقها.
v  أما الهجرة الشعورية، فتعني اصطلاحاً انكار ومعاداة كل ما لا يرضي الله أو يخالف شريعة الله، ويظهر المسلم هذا العداء بكل الوسائل الممكنة، بالجوارح أو باللسان أو بالقلب، ويعمل على تغييرها بكل الامكانات المتاحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان.) وأساس هذه الهجرة النية، ولهذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه). ومن هذا نرى الشارع الحكيم قد حدد نوعين من الهجرة لا ثالث لهما: هجرة إلى الله، وهجرة لغير الله، يقول رسول الله صل الله عليه وسلم: (الهجرة خصلتان، إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرة أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة).
v إذا كانت الهجرة المادية تجب في بعض الأحوال، فإن الهجرة الشعورية واجبة على كل حال وفي كل حين، لأنها تتعلق بهجر ما لا يرضي الله تعالى، وهي قائمة إلى أن تقوم الساعة. ورد في صحيح مسلم أن مجاشع بن مسعود السلمي قال: جئتُ بأخي أبي معبد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح، فقلت: يا رسول الله بايعه على الهجرة. فقال صلى الله عليه وسلم: (قد مضت الهجرةُ بأهلها) قال مجاشع: فبأي شيء تبايعه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على الإسلام والجهاد والخير). ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها). أما قوله صل الله عليه وسلم: (لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية) فالمراد بها هنا أن لا هجرة واجبة بعد الفتح، وقد زاد مسلم (وإذا استنفرتم فانفروا).
v  والمسلم مكلف بأن يهجر كل ما حرم الله، وأن يهاجر إلى ما أحل اله، لأن هذا هو الهدف من استخلافه في الأرض لقوله تعالى: (وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون) (الذاريات 56)، وهل العبادة إلا طاعة الله فيما أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر؟ ولهذا فتح رسول الله صل الله عليه وسلم باب الهجرة على مصراعيه أمام كل راغب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه). (رواه البخاري. وفي رواية ابن حبان: (المهاجر من هجر السيئات، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
v  والمعنى الذي حدده المصطفى صلى الله عليه وسلم للهجرة معنى عام، تمتد جذوره إلى أعماق الحياة البشرية، فتقيمها على أسس قويمة، أسس تقوم على أساس الإصلاح والصلاح للحياة الإنسانية، والأمن والاستقرار للنفس البشرية، ولهذا كانت كلمات الحديث الشريف متكاملة في تحديد معنى الهجرة على أساس أنها عبادة ترتبط بعقيدة الإنسان وإيمانه، وعلى أساس أنها عملية بناء وإصلاح تأخذ بيد الإنسانية المعذبة إلى شاطئ الأمان والاطمئنان. فهجر ما نهى الله عنه يعني هجر السيئات والمعاصي والمفاسد القولية منها والفعلية، والتي هي الأساس في فساد البلاد والعباد، ولهذا أكد الحديث على (كف اللسان واليد) إذ أنهما الأعضاء التي تصدر عنها المفاسد القولية والفعلية، وإذا كانت هذه الأعضاء سلاحاً ذا حديثن يمكن أن يصدر عنها الخير كما يمكن أن يصدر عنها الشر، فإن إمكانية صدور الشر عنها أرجح من صدور الخير، ولهذا يقول المصطفى صل الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) (متفق عليه).
v  واللسان اسم العضو الذي يصدر عنه الكلام، وعبر الحديث باللسان عن الكلام ليندرج تحته كل أنواع الكلام، وقدم الحديث اللسان على اليد لأن الإيذاء باللسان أسهل وأشد تأثيراً على النفس من الإيذاء باليد. ولهذا كان النبي صل الله عليه وسلم يقول لحسان بن ثابت: (اهجُ المشركين فإنه أشق عليهم من رشق النبال). ورحم الله من قال:
 
جراحاتُ السنانِ لها التئام     ولا يلتام ما جرح اللسانُ

وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب اللهُ تعالى بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه) (رواه مالك والترمذي)
 
واليد اسم العضو الذي تصدر عنه الأفعال، حسية كانت أم معنوية، فالحسية:
كالضرب والسرقة والكتابة والاشارة. والمعنوية: كأكل مال الناس بالباطل، والاستيلاء على حقوق الآخرين بغير حق، واليد مظهر السلطة الفعلية، ففيها يحدث الأخذ والمنع، والبطش والقهر، فإذا أضفنا إلى هذين العضوين عضواً ثالثاً هو (الفرج) نجد أن الإسلام أقام الحياة الإنسانية على دعائم قوية من تقوى الله والخلق الحسن والأمان والاطمئنان. وقد سئل رسول الله صل الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: (تقوى الله وحسن الخلق). وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: (الفم والفرج) (رواه الترمذي وابن حبان والبيهقي).
 
وكان الهدف من الهجرة هدفاً عظيماً، وهو الانتقال بالرسالة الإسلامية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة، والمؤرخون يقسمون سيرة الدعوة الإسلامية إلى مرحلتين متميزتين: العهد المكي الذي يمثل مرحلة الدعوة، والعهد المدني الذي مثل مرحلة الدولة. ولكنني أرى أن بين هاتين المرحلتين مرحلة انتقالية تمثل مرحلة الثورة، لأنها نقلت الدعوة الإسلامية نقلة هائلة سريعة من مؤحلة كان هدفها تربية الفرد المسلم إلى مرحلة أصبح هدفها تكوين المجتمع المسلم. ومن دعوة كانت مجرد عقيدة وفكرة إلى دعوة أصبحت شريعة ودولة، ومن حركة محدودة الآثار إلى حركة عالمية الأهداف، ومن دعوة أتباعها قلة مستضعفون إلى دعوة أتباعها سادة فاتحون. ولهذا كانت الهجرة ثورة عقائدية، بكل ما تحمله هذه العبارة من معان إيجابية، لأنها غيرت أحوال المسلمين تغييراً جذرياً، فنقلتهم من الضعف إلى القوة، ومن القلة إلى الكثرة، ومن الانحصار إلى الانتشار، ومن الاندحار إلى الانتصار، ولم تقف آثارها عند هذا الحد بل كانت ثورة على كل ما يخالف شريعة السماء وفطرة الإنسان السليمة، فشملت آثارها النواحي العقائدية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

لقد كان هدف المصطفى صلى الله عليه وسلم من هجرته إلى المدينة إيجاد موطئ قدم للدعوة لكي تنعم بالأمن والاستقرار حتى تستطيع أن تبني نفسها من الداخل وتنطلق لتحقيق أهدافها في الخارج، ولقد كانت هذا الهدف أملاً يراود رسول الله صل الله عليه وسلم، فقال مرة لأصحابه: (رأيتُ في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب ظني إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي يثرب).
 
كما كان هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهجرة تكثير الأنصار وإيجاد رأي عام مؤيد للدعوة، لأن وجود ذلك يوفر عليها الكثير من الجهود ويذلل في طريقها الكثير من الصعاب، والمجال الخصب الذي تتحقق فيه الأهداف، والمنطلق الذي تنطلق من الطاقات، ولهذا حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلم الأنصار الإسلام وينشر دعوة الله فيها. ولما اطمأن رسول الله صل الله عليه وسلم إلى وجود رأي عام مؤيد للدعوة في المدينة حثّ أصحابه إلى الهجرة إليها وقال لهم: (هاجروا إلى يثرب فقد جعل الله لكم فيها إخواناً وداراً تأمنون بها).
 
كما كان هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهجرة استكمال الهيكل التنظيمي للدعوة، فقد كان وضعاً أن يكون الرسول القائد في مكة، والأنصار والمهاجرون في المدينة، ولهذا هاجر رسول الله صل الله عليه وسلم ليكون بين ظهراني أتباعه، لأن الجماعة بدون قائد كالجسد بلا رأس، ولأن تحقيق أهداف الإسلام الكبرى لا يتم إلا بوجود جماعة مؤمنة منظمة، تغذ السير إلى أهدافها بخطى وئيدة.

فما أحوج المسلمين اليوم إلى هجرة إلى الله ورسوله: هجرة إلى الله بالتمسك بحبله المتين وتحكيم شرعه القويم، وهجرة إلى رسوله صل الله عليه وسلم، باتباع سنته، والاقتداء بسيرته، فإن فعلوا ذلك فقد بدأوا السسير في الطريق الصحيح، وبدأوا يأخذون بأسباب النصر، وما النصر إلى من عند الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالسبت 17 أكتوبر 2015, 7:32 am

إسلاميّات  BismD06
إسلاميّات  Bmain
إسلاميّات  Rasoul
إسلاميّات  Right2
[size=32]من وصايا الرسول صل الله عليه وسلم[/size]
إسلاميّات  Left2
(( جميع الوصايا النبوية يشرحها لنا فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى ))
 قال تعالى { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } (3 و4) سورة النجم
 (1) الوصية الأولى : أكثروا من قول لا حول ولا قوه إلا بالله .
 الشرح : نعم أكثر من قول لا حول ولا قوه إلا بالله حتى لا تشك فيما ولدت من قوة و لذلك عندما تجد أى قوة فيك (( قل إنها هبة الله و إن شاء سلبها )) و لا تكن كمثل ما قال قارون قال : (( إنما اوتيتها على علم من عندى )) فقال الله له إحفظها بعلمك فخسف به و بدارة الأرض , إذن الحق سبحانه و تعالى يريد مننا ان نكون ذاكرين دائما لقوه الله تعالى .
إسلاميّات  Line2
 (2) الوصية الثانية : إتقى المحارم تكن اتقى الناس .
 الشرح : نعم  كل شىء حرمه الله إبعد عنه لتسلب عن نفسك المعاصى أولاً ثم أفعل إيجاب فى الطاعة , إذن إسلب المعصية أولاً , لأن الطاعة ثوابها سيكون لك أما المعصية فمن الممكن أن تكون بضرر لغيرك فكف عنها أولاً  ثم افعل الطاعة ثانياً و بذلك تكن أتقى الناس .
إسلاميّات  Line2
 (3) الوصية الثالثة : رُفعت الإقلام و جفت الصحف .
 الشرح : نعم لأن كل شى تم ترتيبة من الله تعالى لأنه لا إله إلا الله فإذا قضى الله تعالى أمراً فلا يوجد إلاهاً أخر ينقض أمر الله تعالى فقد تم ترتيب كل شىء مثل رجال الجنة و رجال النار .
إسلاميّات  Line2
 (4) الوصية الرابعة : من يعش منكم بعدى فسيرى أختلافاً كثيراً .
 الشرح : نعم لأن كلما أرتقت الدنيا كلما ذادت الشهوات , فمنذ زمن كنا نركب الخيل للمواصلات أما الأن فأصبحت هناك سيارات و طائرات للسفر , فكلما ذاد التطور فى الدنيا كلما ذادت الشهوات فإن لم يستطيع الإنسان أن يتمسك بدينة فسيميل الإنسان إلى شهوات نفسة , فيجب علينا ان نتقى الله و نفعل ما يريده الله و نبتعد عن ما نهاه الله .
إسلاميّات  Line2
 (5) الوصية الخامسة : صل الصلاة لوقتها .
 الشرح : الحق سبحانه و تعالى يريد أن يديم صله الإنسان بربه الخالق , فإذا ذهبت لملك من ملوك الدنيا فإنه يحدد الزمان و المكان و لكن الله تعالى هو الذى يدعوا عباده ليقابلوه كل يوم خمس مرات , فالذى خلقك يستدعيك إلى لقائه ليخفف عنك ما ألم بك من متاعب قبل الوقت و يعطى لك طاقة من الإيمان إن لك رب , هذا الرب هو الذى دعاك ليحتفى بك فإن طلبك للقائه فلا تؤجل لقائه لأنه سيمدك بطاقة إيمانية كبيرة إن شاء الله .
إسلاميّات  Line2
 (6) الوصية السادسة : أفشوا السلام بينكم .
 الشرح : نعم لأن الإنسان إذا كان جالس و طرأ عليه طارء فإن  نفسة  تحدثة هل جاء بشر أم جاء بخير ؟! فإن قال : السلام عليكم و رحمه الله و بركاته فإن هذا دليل أنة قدم بسلام و ليس بشر فيحدث طمأنينة بين الطرفين .
إسلاميّات  Line2
 (7) الوصية السابعة : أحدث لكل ذنب توبة .
 الشرح : نعم , أى لا تغفل , فإن فعلت ذنب يجب أن تلحقة بندم و توبة و لكن لا تديم على هذا الذنب لأن الراجع عن توبتة كالمستهزىء بربه , فيجب عليك أن تتوب سريعاً وتندم على فعل هذا الذنب .
إسلاميّات  Line2
 (Cool الوصية الثامنة : إذا أستعنت فأستعن بالله .
 الشرح : نعم لأن قول الله تعالى  { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين ُ} (5) سورة الفاتحة , أى حببنى فى عبادتك و عشقنى فيها و أعطنى إشراقها حتى أتشجع و تقوى عبادتى , لكن الإستعانه بالله ليست فى كل شىء , مثال إذا كان عندك قضية فإنك تذهب إلى محامياً و فى هذا لا نقول أننا لا نسأل الله لأنك سألت الله ما أعطاك الجواب عليه فيما وزعه من حرف للخلق فى الخلق .
إسلاميّات  Line2
 (9) الوصية التاسعة : أحسن لجارك .
 الشرح : نعم لأن أول ما تقول عند الفزع , يا فلان (( تنادى على جارك )) ولا تنادى على أحد أخر ولا حتى أهلك فجارك هو المطلع على عوراتك و هو المواجة لك فى جميع أحوالك سواء المسيئة أو السارة فيجب عليك أن تحسن جوار جارك لأنك إذا أحسنت جواره فقد وجب عليه أن يحسنة هو الأخر و بذلك تكون قد أخذت إحسانا من الناحيتين .
إسلاميّات  Line2
 (10) الوصية العاشرة : إحفظ الله يحفظك .
 الشرح : أى لا تعتدى على محارمة لأننى ولله المثل الأعلى إذا أمرت أمراً أو نهيت نهياً فخالفتنى فيه فكأنك لم تحفظ عهدى معك , فالله لم يكلف الإنسان إلا من سن ال14 او ال15 و تركك ترمح فى نعمه دون أن يسألك عن شىء , فكما حفظك وأنت غير مكلف فيجب عليك أن تحفظه و انت مكلف .
(( جميع وصايا الرسول مأخوذة عن شرح الشيخ الشعراوى لها فى برنامج خواطر إيمانية ))
إسلاميّات  Line2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالسبت 17 أكتوبر 2015, 7:37 am

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
فلسفة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
 
في صحيح مسلم أن الله تعالى يخفف العذاب عن أبي لهب يوم الاثنين حيث أنه عندما بُشّر بولادة المصطفى r أعتق جاريته ثويبة.
قال تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) فما هي دلالة الآية على ما نحن فيه؟.
 
هناك فرق بين النعمة والمِنّة فالنعمة هي ما ينعم الله تعالى به على عباده أما المِنّة فهي النعمة الثقيلة التي تغيّر حالة العبد تغيراً كاملاً إلى الأحسن وهي التي ما وراءها نعمة. وإذا ذكّرك المُنعِم بالنعمة دائماً فهي المِنّة وهذا التذكير هو مذموم من العبد ومحمود من الله تعالى.
 
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنه منّ على الأنبياء والمرسلين كما في قصة يوسف u (قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) يوسف) منّ تعالى على يوسف وأخيه من التدبير العظيم والكيد الذي لا يصوغه إلا الله تعالى وهذا من ولادته إلى محاولة رميه في البئر من إخوته إلى بيعه إلى أن أرسله الله تعالى نبياً إلى أن صار مسؤولاً عن خزائن مصر. وكذلك منّ تعالى في القرآن الكريم على بني اسرائيل كما جاء في قوله تعالى (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) القصص) والمنة هنا هي انقاذ الله تعالى لبني اسرائيل من فرعون وما تبعها وكذلك منّ الله تعالى على موسى u (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) طه)
 
أما على المسلمين فقد منّ الله تعالى عليهم بمنتي:
المنّة الأولى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) ما من نعمة أعظم من الإيمان لأنها غيّرت حياتنا بالكامل إلى الأحسن كنا مشركين فمنّ الله تعالى علينا وجعلنا موحدين وأزكياء وطاهرين وهذه منّة عظيمة و يرافقها إلا المنة الثانية وهي:
المنة الثانية: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) مولد النبي r منة عظيمة. لقد أرسل الله تعالى رسلاً كثيرون إلى قومهم وتحدث عن حياتهم بالتفصيل ولقد احتفى القرآن الكريم ببعض الرسل من ساعة ولادتهم إلى موتهم وبهذا أصبح الحديث عن ميلاد ذلك النبي قرآناً وشرعاً (كما جاء في ذكر ولادة عيسى u وموسى u ويحيى u) ونحن كمسلمين نحتفل كل ثانية بميلاد أحد هؤلاء الأنبياء لأنه ما من ساعة ولا ثانية تمر إلا وأحد من المسلمين يقرأ هذه الآيات التي تحتفي بمولد الأنبياء عليهم على رسولنا أفضل الصلاة والسلام فهناك من يحتفل هذا الاحتفال القرآني بولادة عيسى r وما رافقه من عِبر وكذلك بموسى r من ساعة ولادته إلى أن أصبح في قصر فرعون إلى موته بالتفصيل. وكذلك يحيى u ولم يحتف القرآن فقط بولادة هؤلاء الأنبياء وطفولتهم وما رافقها من معجزات وإنما يحدثنا أن كل كل ما تعلّق بالأنبياء داخل ضمن العقيدة كما جاء في قصة طالوت في سورة البقرة (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)) التابوت هو نفسه الذي وضعت أم موسى موسى r عندما خافت عليه من فرعون وألقته به في اليم فحمله الماء إلى قصر فرعون. والتابوت مقدّس لأنه حفظ موسى r لبني اسرائيل ثم لما مات موسى r وهارون u جمع بنو اسرائيل آثارهما (العصى المقدسة، عمامة هارون، نعل موسى) ووضوعوها في التابوت وكانوا في حروبهم يقدمون هذا التابوت بين أيديهم فينصرهم الله تعالى في المعارك حتى استطاعت قوة أن تنتصر على بني اسرائيل بعدما سرقوا منهم التابوت قبل المعركة وتتالت هزيمة بني اسرائيل ما يقارب 400 سنة لأنهم فقدوا التابوت فلما جعل الله تعالى طالوت ملكاً وأراد أن يوحدهم ويشجعهم على النصر رأى تعالى أن آثار موسى u ستجمعهم من جديد فحملت الملائكة التابوت وفيه آثار موسى وهارون عليهما السلام من عند الأعداء.
 
وخالد بن الوليد كان يضع شعرات من شعرات الرسول r في قلنسوته ليتبرك بها وفي إحدى المعارك سقطت قلنسوته فأمر عدداً من الجنود بأ يحضروها فتهامس البعض بخصوص القلنسوة فسمع خالد ذلك فقال: ما كنت لأعرّض المسلمين لقطرة دم واحدة ولكن في القلنسوة شعرات النبي r فخشيت أن تقع تحت أقدام المشركين وكان معاوية يحتفظ بأظافر النبي r وقد أوصى أن يضعوها في جفنيه عند دفنه.
 
نسأل لماذا فعل الله تعالى هذا ولماذا قصّ علينا قصص ولادات الأنبياء ولماذا جحفلنا حول آثار الأنبياء؟ الرسول r قال: "لا أخشى عليكم أن تشركوا بعدي" كل المسلمين يقبّلون الحجر الأسود لكن لا يوجد منهم من يعتقد أنه ينفع أو يضر (قال عمر بن الخطاب: والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلّتك). آثار النبي تثبّت الإيمان والرسول r احتفى بكثير من هذه الأمور عن بني اسرائيل (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) ابراهيم) ساعة مولده وإرساله في البحر وساعة ما حارب فرعون وساعة إرساله لسيناء. والنبي r احتفل بيوم من أيام بني اسرائيل فصام يوم عاشوراء وأمرنا بصيامه مع مخالفتنا لليهود فأمرنا بصيام التاسع والعاشر من محرّم احتفالاً بنجاة موسى u.
 
الله تعالى لما احتفى بمولد الأنبياء وآثارهم لأنه سبحانه وتعالى يعلم أن الأمة عندما تتزعزع وتفقد الثقة يذكّرهم بأيام الله حتى يثبتوا. عندما انهزم المسلمون في اُحُد ذكرهم تعالى (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) آل عمران) (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الأنفال) التذكير بأيام الله وبالمنن والآثار خيرها وشرها عبرة ولهذا قال تعالى لنبيه r (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) هود) فالاحتفال بالنبي r وحياته فكأنما يقول تعالى لنبيه إذا كثُر عليك المشركون اذكر كيف فعلنا مع موسى وعيسى حتى يتجدد الإيمان والثقة بالله تعالى (وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)) الحق هي المعجزات والموعظة لمن ينكر ذلك ولمن صعف وتزعزع وعليه أن يعود وذكرى للمؤمنين لأن (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). الله تعالى يعلم أن النفس البشرية مطبوعة على ما تحب ومن يحب يعشق كل ما يتعلق بالمحبوب.
 
عندما كان المسلمون على هذه القوة المعروفة لم يكن يشغل للمسلمين من شغل إلا الرسول r وعلم السنة رواية وتحقيقاً ومجالس ودراسة ولم يُخدم علم في الدنيا كما خُدم هذا العلم وكانوا يتحققون من كل شيء عن الرسول r فوصفوه r وذكروا كم عدد الشعرات السوداء في لحيته r ووصفوا مشيته ووقفته وسواكه وصفاً دقيقاً وهذا هو الاحتفاء به r وتحدثوا عن رضاعه وكان المسلمون يحتفلون بالنبي r وأيام النبي r وما من صغيرة ولا كبيرة في حياته إلا كانت محور الحديث قال r: "أدّبوا أولادكم على حبي" كما تناول علم الحديث شفاعة النبي r ونفعه حتى ينشأ الناس على حبه r وكان المسلمون يحتفلون به كل يوم من انشغالهم بالحديث والسيرة وكل ما يتعلق به r وكان العلم الشائع في عصرهم. أما عندما انشغل المسامون وانقسمت الدولة دويلات وضاع أمرهم بدأ علماء المسلمين يحاولون إمساك الأمة على وحدتها وجلّ ما فعلوه هو الاحتفال به r يوماً في العام. قديماً كانت تزيّن الشوارع ابتهاجاً بذكرى مولد الرسول r وفي العراق هناك مدينة من المدائن عرفت بأنها أكثر المدن احتفالاًبالمولد النبوي الشريف فكان الاحتفال يستمر شهوراً يقرأون سيرته r فتمتليء قلوب الناس حباً بالرسول r. وكلنا يعلم مدى أهمية محبة الرسول r جاء رجل الى الرسول r فسأله متى الساعة؟ قال r : ماذا أعددت لها؟ قال ما أعددت لها الكثير من الصلاة والصيام إلا أنني أحب الله ورسوله فقال له r: المرء مع من أحبّ.
 
وقال r: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ماله وولده والناس أجمعين" ومن أحبّ شيئاً أكثر من ذكره فالاحتفال بالمولد يجد الايمان وما من موسم يُمدح فيه النبي r كالاحتفال بالمولد ومدحه r من أعظم العبادات (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) الفتح) والتوقير حفظ الهيبة وكان المسلمون الأوائل إذا ذكروا الرسول r اصفرّت وجوههم والتوقير أن تعامله معاملة حسنة تسكن فيها نفسك وجوارحك. أحد الصحابة كان إذا ذكر الرسول r بعد موته تأخذه العبرات ولا يستطيع أن يكمل حديثه. وكان الامام مالك يدرّس الفقه وكان عندما يدخل درس الحديث يغتسل ويتطيب ويروي الحديث بكل خشوع وسكينة وفي إحدى المرات كان يجلس قربه عبد الله بن المبارك من المجاهدين وكان من أتباع الامام مالك فرأى مالكاً يرتعش ولم ينقطع عن الحديث فلما انتهى من الدرس وذهب الامام الى بيته تبعه عبد الله فسأله مالك اليوم لست كعادتك فقال يا عبد الله وأنا جالس لدغتني عقرب 10 – 12 مرة فاستحييت أن أقطع حديثي عن رسول الله r.
 
كان المسلمون يحتفلون به ليل نهار وعبد الله بن عمر كان يتبع آثار النبي r وكان إذا وصل إلى مكان في المدينة استلقى على ظهره وضحك فلما سألوه قال رأيت رسول الله r يفعل هذا.
 
عندما ضعفت الأمة وتفرّق أمرها وبدأ المسلمون يفقدون الثقة بدينهم قال الصالحون فلنجعل من مولد النبي r احتفالاً حتى يعود المسلمون إلى دينهم ومحبتهم لرسول الله r فصار المولد النبوي الشريف والاحتفال به موسماً لتجديد الأفراح والإيمان والإخاء . وفي بعض العواصم الاسلامية يحتفلون بهذا اليوم احتفالاً عظيماً لمحبتهم لرسول الله r.
 
(ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا) منّ الله تعالى عليهم بأن جعلهم أقوياء عندما ذكرهم موسىr  بأيام الله عز وجل. فإذا كان القرآن الكريم احتفى بمولد موسى u وعيسى u وبأنبياء حدودين بزمان ومكان فكيف بالرسول r وقد أرسله الله تعالى الى العالمين جميعاً الى يوم القيامة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) العالمين جميعاً وقال تعالى (لقد من الله على الؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً) في هذه الآية ذكر تعالى المنة على المؤمنين ولم يقل العالمين لأن المنة على الذين يحبونه r وآمنوا به اتبعوا بشارة عيسى r. كان r يقول: "أنا دعوة أبي ابراهيم وبشارة أخي عيسى". والبشرى هي الخبر الذي يُحتفى به. والله تعالى جعل الولادات بشرى فالمولود عندنا يحتفى به وتقدم له العقيقة ويحنّك ويؤذن في أذنه وتقام الصلاة في الأخرى والأم الحامل تكرّم بهدية فما بالك بأعظم وأشرف مولود على وجه الأرض؟!ّ.
 
من هذه المقدمات أستطيع أن أقول (وأستغفر الله إن كنت زالاًّ) أن الاحتفال بمولد النبي r أصبح اليوم واجباً. هذا التشرذم الذي نحن فيه فهل سمعتم أن من المسلمين من ارتدـ وهل سمعتم أن كتباً تكتب تهاجم النبي r وتشتمه وتصفه بأسوأ الصفات، وهل سمعتم أن مصحفاً طُبِع في دولة غربية وطُبِع على غلاف كل مصحف حذاء وهل سمعتم أن بعض الناس يشككون في القرآن والأحاديث؟ وهل سمعتم أن التبشير استشرى الآن؟.
 
فمتى نذكركم بأيام الله ؟ المِنّة هي النعمة الثقيلة التي يجب أن تذكر عندما تُجحد وهناك من جحد الرسول r فمنعوا الصلاة عليه بعد الآذان وهناك من يطعن الرسول r فهذا الوقت الذي نحن فيه يجعل الاحتفال بالنبي r واجباً أن تذكر أخلاقه وحياته وصفاته وآثاره ومعجزاته وسننه وما نُسي من سننه وكنا في إحدى المدن نحي سنة من سنن الرسول r التي نُسيت فإذا بالمدينة كلها تحيي هذه السنة وتعود إليها وعنه r "من أحيا سنة أُميتت من بعدي فكأنما أحياني". فإذا كان مدح النبي r يغفر الذنوب جميعاً وفي رواية عن حسان بن ثابت الذي كان ممن خاضوا في حادثة الافك عذّبه الله تعالى بالعمى وهو عذاب عظيم (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) النور) شتمه أحدهم أما عائشة رضي الله عنها فقالت لا تقع فيه فقد غفر الله له ذنوبه ببيت من الشعر مدح به رسول الله r:
وعند الله في ذاك الجزاء هجوت محمداً فأجبتُ عنه
لعرض محمد منكم وقاء فإن أبي ووالده وعرضي
فشرّكما لخيركم افتداء اتهجوه ولست له بكفء
   
ولهذا على لشاعر أن يجعل زكاة شعره أن يمدح النبي r ببيتين من الشعر عسى الله أن يغفر بهما ذنوبه.
الوضع الذي نحن فيه يحتاج إلى نفحة عاطفية والقرآن بيننا والأحاديث بيننا والمسلمون انفرط عقدهم فما هو الذي يجعلهم يتماسكون؟ شخصية النبي r وننطلق من هذا الاحتفال إلى أن نستذكر سيرة المصطفى r بطرح جديد موافق لطبيعة العصر ونزيل عنها كل ما شابها ونجعل هذه المناسبة فرصة كي نتجحفل حول الرسول r. هذه الأمة مكرمة وفضلها الله تعالى على العالمين (كنتم خير أمة أخرجت للناس) أمة طاهرة في عرضها ، في رحمها وفي توحيد الله عز وجل خمسة عشر قرناً والتوحيد هاجسنا وعلى المسلمين أن يعتنوا بهذا المولد عناية أكاديمية جديدة ليثبتوا الناس على ما ينبغي أن يثبتوهم عليه وللأسف فقد شاع الجفاء في بعض المناطق والجفاء مع النبي r من الجفاء وهذا من مكر الله تعالى والاحتفال ببدر والاسراء والمعراج والمولد تجديد للعلم والفكر والايمان وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من أحباب النبي r.
ومن مشاركات في هذه المناسبة مشاركة الأخت الشاعرة إلهام من عمان بالأبيات التالية:
ويُتم المصطفى عز وجاه رأيت اليُتم ضيماً في البرايا
وربّى بالفضائل مصطفاه بأن الله أودعه الحبيب
فقد أعطى الإله له غناه برغم الفقر ما فقر الحبيب
وبدراً مثله هدياً عطاه قرآناً كشمس الصبح يهدي
لنا الطريق لمنتهاه وأصحاباً كحبات الثريا أضاءوا 
يقيني إن ربي قد رضاه وبشرى في الضحى ولسوف ترضى
جفاء للصديق ومن ولاه وجنباً ليّناً لم يعتريه
فأين الفقر أين من ادّعاه؟ ونهراً كوثراً في الخلد يجري
كريم مرسل غيثٌ عطاه فكان البِّرُ بالأيتام دوماً
         
وسألت إحدى الأخوات ما هو المطلوب منا عمله في هذا اليوم المبارك أجاب الدكتور الكبيسي أنه علينا الاكثار من الصلاة عليه r وتتبع سيرته وتجديد عهده وعلى العائلات أن تجمع الأولاد في هذا اليوم ويعلموهم السيرة ويجددون إيمانهم ويتذكروا حياته r وإيمانه وأفضاله كما جاء في الحديث الشريف عنه r "أدبوا أولادكم على حبي".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالسبت 17 أكتوبر 2015, 7:37 am

[rtl]درسان حيويان مقتبسان من قادة  النبي صل الله عليه وسلم[/rtl]
[rtl]لحاضر  المسلمين ومستقبلهم[/rtl]
 
[rtl](1) الغزوات والسرايا[/rtl]
[rtl]التفرغ للعلم نعمة عظيمة من نعم الله، يقصر الحمد والشكر عن الوفاء بحقها لله، وعلى المر ء الذي يقدر مثل  هذه النعمة العظيمة أن يحمد الله عز وجل عليها بالأعمال لا بالأقوال.[/rtl]
[rtl]وشغلت نفسي في تفرغي الكامل بدراسة (قادة النبي صل الله عليه وسلم) الذين قادوا السرايا في حياته المباركة، فاكتشفتُ درسين حيويين من مصائر أولئك القادة، لم أكن أعرفهما من قبل، ولم أقرأ عنهما شيئاً، فأحببت أن أشارك القراء نشوة هذا الاكتشاف.[/rtl]
[rtl]كان النبي صل الله عليه وسلم هو قائد المسلمين في الغزوات، وهي ثماني وعشرون غزوة، نشب القتال في تسع غزوات منها، وحققت تسع عشرة غزوة من غزواته عليه الصلاة والسلام أهدافها دون قتال.[/rtl]
[rtl]واستغرق جهاد النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته كافة سبع سنين بعد الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فقد خرج إلى غزوة ودّان وهي أول غزوة قادها النبي صل الله عليه وسلم في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة، وكانت غزوة تبوك وهي آخر غزواته عليه الصلاة والسلام في رجب من السنة التاسعة الهجرية.[/rtl]
[rtl]ولكن جهاد النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصر على الغزوات فحسب، بل شمل الغزوات والسرايا أيضاً، والفرق بين الغزوة والسرية، أن الغزوة تكون بقيادة النبي صل الله عليه وسلم، أما السرية فتكون بقيادة أحد الصحابة عليهم جميعاً رضوان الله.[/rtl]
[rtl]وكان عدد سرايا النبي صل الله عليه وسلم سبعاً وأربعين سرية، وفي رواية أنه بعث عدداً أكثر من  السرايا، والأول أصح.[/rtl]
[rtl]وقد استغرق بعث هذه السرايا تسع سنين،  ابتداءً من سرية حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه التي بعثها إلى (العيص) في شهر رمضان من السنة الأولى الهجرية، وانتهاء بسرية علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه التي بعثها إلى بلاد (مذحج) في اليمن في شهر رمضان من السنة العاشرة الهجرية.[/rtl]
[rtl]وكان من ثمرات جهاد سبع سنوات في الغزوات، وتسع سنوات في السرايا، توحيد شبه الجزيرة العربية لأول مرة في التاريخ تحت لواء الإسلام، بقيادة أبنائها من العرب المسلمين، وتطهيرها من الأجنبي الدخيل، وتحطيم الأصنام والأوثان في أرجائها، وهي آلهة العرب قبل الإسلام، بعد أن أصبح العرب يعبدون إلهاً واحداً لا شريك له، بفضل الإسلام دين التوحيد والوحدة، ودين الله الذي ارتضاه للناس كافة.[/rtl]
[rtl]وكان عدد قادة سرايا النبي صلى الله عليه وسلم سبعاً وثلاثين قائداً، بإضافة عبد الله بن جبير الأوسي الأنصاري الذي كان قائد الرماة في غزوة (أحد) إلى قادة سرايا النبي صل الله  عليه وسلم، إكباراً لمزاياه القيادية، وتقديراً لسجاياه البطولية، وليكن أسوة حسنة لكل قائد وجندي من قادة العرب والمسلمين وجنودهم في مزاياه وسجاياه، فيصبح تعداد القادة ثمانية وثلاثين قائداً.[/rtl]
[rtl]وليس عبد الله بن جبير رضي الله عنه من قادة النبي صل الله  عليه وسلم ، ولكنه ليس أقل منهم كفاية واقتداراً، وقدراً وجلالاً.[/rtl]
[rtl]لقد كانت ثمرات الجهاد في الغزوات والسرايا ثمرات يانعة حقاً، وكانت لقيادة النبي صل الله عليه وسلم الفذة آثار حاسمة في نتائج غزواته وسراياه: بصورة مباشرة في غزواته لأنها بقيادته المباشرة، وبصورة غير مباشرة في سراياه لأنها بقيادة مَن أحسن اختيارهم.[/rtl]
[rtl]واختيار النبي صل الله عليه وسلم لقادة سراياه: في أسلوب اختياره الذي يضع الرجل المناسب بالمكان المناسب، وفي حرصه على الالتزام بشروط القيادة المتميزة في الاختيار لفائدة الإسلام والمسلمين، درس ينبغي أن نتعلمه حكاماً ومحكومين، إذا أردنا أن ننتصر في الحرب ونتفوق في السلام، فقد عزّ النصر على العرب والمسلمين وعزّ النجاح، وأصبحوا أهل الهزائم والإخفاق.[/rtl]
[rtl]وربما نعود إلى تفصيل هذا الدرس الحيوي في موعد قريب بإذن الله، فهو  الدرس الحيوي الذي ينبغي أن نتعلمه من النبي صل الله عليه وسلم: درس اختيار القادة. أما اليوم، فسأقتصر على درسين حيويين نتعلمهما من قادته عليهم رضوان الله.[/rtl]
[rtl]مصائر قادة النبي صل الله عليه وسلم..[/rtl]
[rtl]والدليل القاطع على تمتع قادة النبي صل الله عليه وسلم بالكفاية القيادية العالية، هو ما أحرزوه من انتصارات باهرة على أعداء الإسلام والمسلمين، المتفوقين عليهم عدداً وعُدداً في كل معركة خاضوها دون استثناء.[/rtl]
[rtl]الشجاعة..[/rtl]
[rtl]والشجاعة الفائقة هي إحدى مزايا الواجب توفرها في الكفاية القيادية، وكانت الشجاعة الفائقة هي القاسم المشترك بين مزايا قادة النبي صل الله عليه وسلم كافة.[/rtl]
[rtl]والدليل القاطع على الشجاعة الفائقة لقادة النبي صل الله عليه وسلم، أن اثنين وعشرين قائداً منهم قضى شهيداً، وخمسة عشر قائداً منهم مات على فراشه، أي أن ستين بالمائة من القادة استشهدوا، وأربعين بالمائة منهم ماتوا خارج ميدان القتال.[/rtl]
[rtl]ولا أعرف نسبة عالية من الشهداء في القادة كنسبة الشهداء في قادة النبي صل الله عليه وسلم في تاريخ الحروب القديمة والحديثة، فالخسائر في القادة (اعتيادياً) أقل بكثير من الخسائر في غير القادة من  الجنود وضباط الصف والضباط، وقد لا تكوّن واحداً بالمائة في أحسن الأحوال وفي أعلى تقدير.[/rtl]
[rtl]والقول بأن هذه النسبة العالية في الشهداء بين قادة النبي صل الله عليه وسلم سببها شجاعتهم الفائقة والإيمان العميق، وليس كالإيمان العميق حافز من حوافز الإقدام والاستقتال في طلب الشهادة، تخلصاً من الحياة المؤقتة للأحياء إلى الحياة الدائمة للشهداء..[/rtl]
[rtl]ونسبة الشهداء من صحابة النبي صل الله عليه وسلم قادة وجنوداً، ثمانون بالمائة كما فصلنا ذلك في بحث»الإسلام والحرب الإجماعية«، فقد استشهد أربعة من الصحابة من كل حمسة عليهم رضوان الله، لأن إيمانهم العميق الذي كان أعلى نسبة ممن جاء بعدهم، هو الذي حقق لهم أمنياتهم في الاستشهاد، إذ كان كل واحد منهم يتمنى أن يستشهد قبل أخيه.[/rtl]
[rtl]والمبدأ الذي جاء به الإسلام في اختصاص الشهداء بالحياة الباقية مبدأ لا مثيل له في تعاليم القتال التي جاءت بها الأديان السماوية الأخرى وتعاليم القتال في المذاهب الوضعية البائدة والسائدة: (ولا تحسبنّ الذين قتِلوا في سبيلِ اللهِ أمواتاً بل أحياء عندَ ربّهم يرزَقون) [آل عمران: 169].[/rtl]
[rtl]ولا تجد مثل هذا المبدأ القتالي: مبدأ الحياة الباقية للشهيد، في أية عقيدة قتالية قديمة أو حديثة، إلا في العقيدة العسكرية الإسلامية، ولكن ياليت قومي يعلمون.[/rtl]
[rtl]كما أن ارتفاع نسبة الشهداء في قادة النبي صلى الله عليه وسلم، يدل على طلبهم للشهادة وحرصهم على الاستشهاد، فكانت الشهادة من أغلى أماني المجاهدين الصادقين، وقادة النبي صل الله عليه وسلم منهم بدون شك.[/rtl]
[rtl]القيادة من الأمام..[/rtl]
[rtl]وارتفاع نسبة الشهداء في قادة النبي صل الله عليه وسلم، يدل على أنهم كانوا يقودون رجالهم من الأمام، يقولون لهم: اتبعونا! ويضربون لرجالهم أروع الأمثال في الشجاعة والبسالة، وأنهم كانوا يستأثرون دون رجالهم بمواطن الخطر، ويؤثرونهم بمواطن الأمن، وهكذا يكون القادة الذين يحوزون على ثقة رجالهم عن جدارة واستحقاق.[/rtl]
[rtl]وارتفاع نسبة الشهداء في قادة النبي صل الله عليه وسلم، يدل على أن أولئك القادة لا يقودون رجالهم من الخلف، يقولون لرجالهم: تقدموا! ثم يبقون قابعين في مواقع أمينة في الخلف، كما يفعل القادة الذين يؤثرون مصالحهم الذاتية على مصالح رجالهم ومصلحة أمتهم العليا.[/rtl]
[rtl]لقد كان شعارهم في الجهاد: (قل: هل تربصونَ بها إلا إحدى الحُسنيين) [التوبة: 52] النصر أو الشهادة.[/rtl]
[rtl]ذلك هو الدرس الأول الذي يبرز من دراسة السير التفصيلية لقادة النبي صل الله عليه وسلم، وهو:[/rtl]
[rtl]أن نسبة الشهداء منهم كانت ستين بالمائة، وهي أعلى نسبة لاستشهاد القادة في تاريخ الحرب القديم والحديث وفي تاريخ البشرية من مختلف الأمم والألوان والأجناس في مختلف الحروب قديماً وحديثاً، وهذا برهان ساطع على صدق حديث النبي صل الله عليه وسلم: »خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم.. « الحديث الشريف [رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد..]، وهو برهان من الناحية العسكرية خاصة، وبإمكان كل مختص في علم من العلوم أن يدلل حسب اختصاصه على صدق هذا الحديث الشريف.[/rtl]
[rtl]فلا يسأل متسائل: كيف انتصر النبي صل الله عليه وسلم بأصحابه القليلين على أعدائه الكثيرين؟ وكيف استطاع أن يوحّد شبه الجزيرة العربية لأول مرة في التاريخ تحت ظل التوحيد خلال تسع سنين؟[/rtl]
[rtl]ولكن الدرس الثاني الذي نتعلمه من قادة النبي صلى الله عليه وسلم هو أعجب من الدرس الأول وأغرب، وهو أن قادة النبي صل الله عليه وسلم المتميزين بالشجاعة الفائقة استُشهدوا بآجالهم في ساحات الجهاد، والقادة المتميزين بالشجاعة النادرة منهم ماتوا بآجالهم في بيوتهم على فراشهم![/rtl]
[rtl]وبتعبير آخر، إن القادة الشجعان استشهدوا، والقادة الذين هم أكثر شجاعة ماتوا على فراشهم، وتفصيل هذا الدرس في الحديث الآتي بإذن الله.[/rtl]
[rtl]ومن حقي ومن حق كل مسلم أن يسأل المبهورين بالعسكرية الغربية الحديثة أو بالعسكرية الشرقية الحديثة، أو بالعسكرية الغرابية التي هي مزيج من العسكرية الشرقية والعسكرية الغربية: ما نسبة الذين قتِلوا من القادة الغربيين أو الشرقيين في الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) وما بعدهما من حروب موضعية؟[/rtl]
[rtl]أعلى نسبة من قتلى القادة لم تبلغ واحد بالمائة في العسكرية الغربية والعسكرية الشرقية والعسكرية الغرابية![/rtl]
[rtl]فلماذا نستبدل العسكرية الشرقية أو الغربية أو الغرابية بالعسكرية الإسلامية؟ ولمصلحة مَن ينبهر بها العرب والمسلمون؟ ولماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟[/rtl]
[rtl]لقد قادت العقيدة العسكرية الإسلامية النبيَّ صل الله عليه وسلم وصحبه إلى النصر، وإلى توحيد الجزيرة العربية تحت لواء الإسلام خلال تسع سنين فقط من عمر الزمان.[/rtl]
[rtl]وقادت الخلفاء الراشدين الهادين المهديين من بعده على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، والصدر الأول من عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقادت قادة  الفتح الإسلامي وجنوده إلى فتح العراق وبلاد الشام ومصر وليبيا وبلاد فارس وخراسان، وتوحيد هذه البلاد الشاسعة تحت لواء الإسلام خلال أقل من عشرين سنة.[/rtl]
[rtl]فلمّا تخلى العرب والمسلون عن العقيدة الإسلامية، وطبقوا العسكرية الغربية أو الشرقية أو الغرابية، قادتهم هذه العقائد الدخيلة إلى الهزائم المنكرة، وخسروا حتى بلادهم، وقادتهم تلك العقائد العسكرية الأجنبية إلى الذل والهوان.[/rtl]
[rtl]ولعل ما حدث في بيروت من قِبل العدو الصهيوني، هو قمة ما بلغه العرب والمسلمون من ذل وهوان، دون أن تقودهم العقائد العسكرية الدخيلة إلى الوحدة أو إلى النصر.[/rtl]
[rtl]بقلم اللواء الركن محمود شيث خطاب[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأحد 18 أكتوبر 2015, 6:35 am

[rtl][size=32]مصائر قادة النبي صل الله عليه وسلم[/rtl][/size]
تاريخ إستشهاده متاريخ إستشهاده هـمكان إستشهادهمصرعهقِدمه في الإسلامالقائد
6243أحدشهيدقديم الإسلام ـ بدريحمزة بن عبد المطلب
6232بدرشهيدقديم الإسلام ـ بدريعبيد بن الحارث بن عبد المطلب
6243أحدشهيدقديم الإسلام – بدريعبد الله بن جحش الأسدي
6243أحدشهيدقديم الإسلامعمير بن عدي الخطمي الأوسي
ــعلى عهد معاويةالمدينةمات على فراشهقديم الإسلام – بدريسالم بن عمير الأوسي
66343المدينةمات على فراشهقديم الإسلام – بدريمحمد بن مسلمة الأوسي الأنصاري
67555المدينةمات على فراشهقديم الإسلام ـ بدريسعد بن أبي وقاص
6298مؤتةشهيدقديم الإسلام ـ بدريزيد بن حارثة الكلبي
67354غزةمات على فراشهقديم الإسلامعبد الله بن أنيس الجهني
6243المدينةشهيدقديم الإسلامأبو سلمه بن عبد الأسد المخزومي
6254بدر معونةشهيدقديم الإسلام ـ بدريالمنذر بن عمرو الساعدي الخزرجي
6254الرجيعشهيدقديم الإسلام ـ بدريمرتد بن أبي مرتد الغنوي
63211بزاخةشهيدقديم الإسلام ـ بدريعكاشة بن محصن الأسدي
43918عمواسمات على فراشه بالطاعون فهو شهيدقديم الإسلام ـ بدريأبو عبيدة بن الجرَّاح
65232المدينةمات على فراشهقديم الإسلام ـ بدريعبد الرحمن بن عوف
66040الكوفةشهيدقديم الإسلام ـ بدريعلي بن أبي طالب
63211اليمامةشهيدقديم الإسلامعبد الله بن عتيك الخزرجي
6298مؤتةشهيدقديم الإسلام ـ بدريعبد الله بن رواحة الخزرجي
6298مكةشهيدأسلم بعد الهجرةكرز بن جابر الفهري
ــعلى عهد معاويةالمدينةمات على فراشهأسلم بعد غزة أحدعمرو بن أمية الضمري
64323المدينةشهيدقديم الإسلام ـ بدريعمر بن الخطَّاب
63413المدينةمات على فراشهقديم الإسلام ـ بدريأبو بكر الصدّيق
63312عين التمرشهيدقديم الإسلام ـ بدريبشير بن سعد الخزرجي
ــــــمات على فراشهقديم الإسلامغالب بن عبد الله الليثي
6287ديار بني سليمشهيدأسلم قبل فتح مكةإبن أبي العوجاء السلمي
63211اليمامةشهيدقديم الإسلام ـ بدريشجاع بن وهب الأسدي
6298ذات أطلاحشهيدقديم الإسلامكعب بن عمير الغفاري
6298مؤتةشهيدقديم الإسلامجعفر بن أبي طالب
67354المدينةمات على فراشهقديم الإسلامأبو قتادة بن ربعي الأنصاري
64121حمصمات على فراشهأسلم قبل فتح مكةخالد بن الوليد
66443الفسطاطمات على فراشهأسلم قبل فتح مكةعمرو بن العاص
ــــــمات على فراشهقديم الإسلام ـ بدريسعد بن زيد الأوسي
63211اليمامةشهيدقديم الإسلامالطفيل بن عمرو الدوسي
ــعلى عهد عثمانالمدينةمات على فراشهأسلم قبل فتح مكةعيينة بن حصن الفرازي
ــعلى عهد عثمانالمدينةمات على فراشهقديم الإسلام ـ بدريقطبة بن عامر الخزرجي
63211ديار بني سليمشهيدقديم الإسلامالضحّاك بن سفيان الكلابي
64020بلاد الحبشةشهيدأسلم قبل فتح مكةعلقمة بن مجزر المدلجي
[rtl]*قادة السرايا سبعة وثلاثون قائداً، ومع عبد الله بن جبير قائد الرماة في غزوة أحد، أصبح مجموعهم ثمانية وثلاثين قائداً.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأحد 18 أكتوبر 2015, 6:36 am


تحليل نوعي وكمّي
لغزوات النبي صل الله عليه وسلم

بلغ عدد العمليات الحربية في عصر النبوة أكثر من ستين عملية ما بين غزوة وسرية، وقاد الرسول القائد صل الله عليه وسلم بنفسه من هذه العمليات ثماني وعشرين غزوة..
وإذا تناولنا هذه الغزوات بالتحليل الإحصائي، من حيث النوع والكمية والتوزيع الزمني، فسوف تتكشف لنا عدة مبادئ في القيادة الحربية في غاية الفائدة للأمة الإسلامية، وتعد من أبرز خصائص العسكرية الإسلامية..

أولاً- تحليل التوزيع الزمني والكمي:
ولعل أول ما يسترعي الانتباه، التوزيع الزمني للغزوات خلال الفترة التي دار فيها الصراع المسلح بين المسلمين وأعدائهم في عصر النبوة، والتي امتدت سبع سنوات تقريباً من السنة الثانية إلى السنة التاسعة للهجرة (من صفر سنة 2 هـ، إلى رجب سنة 9 هـ) حيث يتضح التوزيع كما يلي:

عدد الغزوات في السنة الثانية للهجرة: 8

عدد الغزوات في السنة الثالثة للهجرة: 4

عدد الغزوات في السنة الرابعة للهجرة: 3

عدد الغزوات في السنة الخامسة للهجرة: 4

عدد الغزوات في السنة السادسة للهجرة: 3

عدد الغزوات في السنة السابعة للهجرة: 2

عدد الغزوات في السنة الثامنة للهجرة: 3

عدد الغزوات في السنة التاسعة للهجرة: 1

ومن ذلك نلاحظ ما يلي:

(1) أن الرسول القائد صل الله عليه وسلم حرص على مباشرة القيادة بنفسه طوال فترة الصراع كلها. (من السنة الثانية إلى السنة التاسعة للهجرة) وفي كل سنة من سنواتها بلا استثناء، مع إتاحة الفرصة –في الوقت نفسه- لأصحابه أن يتولوا قيادة الأعمال الحربية المختلفة تحت إشرافه وتوجيهه بصفته القائد الأعلى، وهذه العمليات تسمى بالسرايا التي بلغ عددها خلال نفس الفترة أكثر من ثلاثين سرية.

(2) أن الرسول صل الله عليه وسلم قاد في السنة الثانية للهجرة –وهي أول سنوات الصراع- أكبر عدد من العلميات الحربية، وهو ثماني غزوات بينما لم يزد عدد العمليات التي قادها في كل سنة بعد ذلك عن ثلاث أو أربع عمليات في المتوسط. هذا التركيز في قيادة عمليات أولى سنوات الصراع له دلالاته التي لا تفوت القائد المحنك الخبير بفن الحرب، ويعد في نظر العلم العسكري والاستراتيجية الحربية من علامات القيادة الحربية الفذة.

فهو يتيح للقائد –في بداية الصراع وقبل تصاعده- الفرصة لدراسة مسرح العلميات دراسة شخصية من الناحية "الطبوغرافية" (مثل طبيعة الأرض والطرق وموارد المياه والتضاريس.. الخ) ومن الناحية "الديموغرافية" (وهي الأهداف التي تسبب للعدو من الأضرار ما يؤدي إلى إحداث تغييرات حادة في الموقفين العسكري والسياسي ويؤثر تأثيراً بالغاً على تطور الصراع المسلح عامة).

ويتيح للقائد كذلك الفرصة لدراسة عدوه عن طريق الاحتكاك المباشر، وتقييم كفاءته القتالية مادياً ومعنوياً، ودراسة أساليبه في القتال، وأسلحته التي يستخدمها، وكل ذلك يكسب القائد ما يسمى "بالخبرة القتالية".

هذه الدراسة الشخصية الشاملة تمكن القائد من التخطيط السليم لجميع العمليات الحربية المقبلة، كما تمكنه من إدارة المعارك بكفاية تامة، ومن توجيه المقاتلين إلى ما يحقق لهم النصر على أعدائهم.

ونتيجة لذلك تنمو لدى القائد ثقته بنفسه وبكفاءاته وقدراته، كما تنمو لدى سائر أفراد الجيش ثقتهم بأنفسهم وقائدهم، فيواجهون تحديات الصراع المقبلة واثقين من النصر.

ونلاحظ أيضاً من تحليلنا لهذا التوزيع الكمي والزمني للغزوات: أنه يكشف عن مبدأ من أهم مبادئ إعداد القادة العسكريين لتولي القيادة، وهو أن يتولى قادة المستقبل قيادة الوحدات الفرعية للجيش تحت قيادة القائد العام، وهذا الأسلوب يفيد القدة من عدة نواح نذكر منها:

Ø مباشرة القيادة عملياً تحت إشراف القائد الأكبر، والإفادة من ملاحظاته وتوجيهاته.

Ø إتاحة الفرصة لهم لملاحظة أسلوب القائد "المعلم" في القيادة الحربية من حيث التخطيط للمعركة وإدارتها، وتصرفه في مواقفها المختلفة، وهي فرصة ممتازة للتعليم على الطبيعة واكتساب الخبرة القتالية في الوقت نفسه.

Ø تدريب قادة المستقبل على فن التفكير واستخدام العقل والتعبير عن الرأي وذلك من خلال اشتراكهم مع القائد الأكبر في مرحلة التخطيط للمعارك، ويدخل ذلك في نطاق مبدأ الشورى الذي أمر به الإسلام وطبّقه القئاد صلى الله عليه وسلم خير ما يكون التطبيق حتى قال عنه أبو هريرة رضي الله عنه: "ما رأيت أحداً قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم". وقد استشار الرسول صل الله عليه وسلم أصحابه في كافة غزواته، ففي غزوة بدر مثلاً استشارهم في مبدأ دخول المعركة ضد قريش، واستقر الرأي على قبول المعركة، وعندما وصل جيش المسلمين إلى مكان المعركة نزل الرسول عليه الصلاة والسلام على رأي الحباب بن المنذر الذي أشار بأن ينتقل الجيش إلى مكان آخر أفضل من الأول، لأنه قريب من ماء بدر ويتحكم فيها. وفي غزوة أحد استشار عليه الصلاة والسلام أصحابه في مبدأ البقاء في المدينة ولقاء قريش فيها، أو لقائهم خارجها، فاستقر الرأي على الخروج، واستجاب صل الله عليه وسلم لذلك الرأي وقال لهم: "لكم النصر ما صبرتم".

Ø ثم إن هذا الأسلوب بقيد قادة المستقبل من حديث أنه يكسبهم القدرة على إصدار القرارات السليمة، وفي وقتها المناسب، مما يعد من أهم خصائص القيادة الناجحة، ذلك لأن مشاركتهم في مرحلة التخطيط تتيح لهم معرفة واسعة بفكر القائد ونواياه وأهدافه، وإحاطة وافية بجوانب الموضوعات، والقضايا تمكنهم من اتخاذ القرارات السليمة في المواقف التي يواجهونها في المستقبل بهدي تفكيرهم وحده، ودون حاجة إلى الرجوع إلى القيادة العليا، وخاصة في المواقف المفاجئة أو التي لا تحتمل التأخير.

ثانياً: التحليل النوعي للغزوات:

وإذا تناولنا الغزوات بالتحليل من حيث النوع أو الطابع، فسوف تتكشف لنا جوانب أخرى في القيادة الحربية، وفي إعداد القادة وتدريبهم.

فقد احتوت الغزوات على شتى صور وأشكال العمليات الحربية كما يلي:

عمليات الإغارة ودوريات القتال والردع والتأثير المعنوي مثل:

ü غزوة ودان

ü بواط

ü العشيرة

ü بدر الأولى

ü بني سليم

ü ذي أمر

ü بحران

ü ذات الرقاع

ü بدر الآخرة

ü دومة الجندل

ü بني المصطلق

ü بني لحيان

ü الحديبية

ü عمرة القضاء.

v العمليات الدفاعية مثل: غزوة بدر الكبرى – أحد – الخندق.

v العمليات الهجومية مثل: غزوة فتح مكة – غزوة حنين – تبوك.

v عمليات المطاردة مثل: غزوة السويق – حمراء الأسد – ذي قرد.

v عمليات الحصار والقتال في القرى الحصينة مثل: غزوة بني قينقاع – بني النضير – بني قريظة – خيبر – الطائف.

ومن هذا التحليل نستخلص أن جيش الإسلام الأول (قادة وجنداً) قد تعلموا ومارسوا عملياً كل أشكال العمليات الحربية تحت قيادة القائد المعلم الرسول صل الله عليه وسلم، وأنهم اكتسبوا بذلك خبرة قتالية فائقة.

كما نستخلص أنهم اكتسبوا خبرة حربية في مواجهة التنظيمات الحربية والنظريات القتالية المختلفة، فهم قد حاربوا المشركين من العرب الذي كانوا يقاتلون بأسلوب الكر والفر، وحاربوا اليهود الذين كانوا يحاربون "من وراء جدر" ومن داخل حصونهم وقراهم المحصنة.

فإذا ما أضفنا إلى ذلك المعارك التي دارت في مواجهة الروم في عصر النبوة "مؤتة وتبوك" يكون جيش الإسلام قد اكتسب الخبرة القتالية في مواجهة الجيوش المنظمة، بالإضافة إلى خبرته في قتال الجيوش غير المنظمة (قريش والقبائل العربية الأخرى).

وبعد، فإنه يبقى لنا من هذا التحليل درس عظيم، وهو أن نمط "القائد المعلم" هو النمط الذي يدعو إليه الإسلام والذي لا يرتضي عنه القائد المسلم بديلاً، وأن القائد في الإسلام "صاحب مدرسة ورسالة" يدرك تماماً أن قيامه بإعداد أجيال من القادة من أسمى واجباته لها، ولنا في رسول الله صل الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، قال تعالى: )لقد كانَ لكم في رسولِ الله أسوة حسنة( صدق الله العظيم.

اللواء الركن محمد جمال الدين محفوظ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأحد 18 أكتوبر 2015, 6:42 am



لماذا أختار المسلمون التقويم القمري ؟

(التقويم) ضرورة اجتماعية حضارية لا غنى لأية أمة من الأمم عنه في كل مجال من مجالاتنا الحياة اليومية قديماً وحديثاً : الزراعية منها أو الصناعية أو التجارية أو العملية أو غير ذلك ، وفي حالاتنا السلم والحرب والأفراد أو المؤسسات والوزارات ، وقد أحتاج إليه الإنسان منذ فجر التاريخ ، وما زالت هذه الحاجة الملحة تتزايد إليه على مدار الزمن حتى لم يعد بالإمكان تصور حياة الفرد أو المجتمع بدونه .

ومن نعم الله على الإنسان أن جعل له من حركة الشمس والقمر دليلاً يهتدي به إلى معرفة السنين والحساب ، وقد وجه الله عز وجل أبصار البشر إلى السماء وبالأخص إلى القمر ليستنبطوا من حركته علم مقياس الزمن ومعرفة عدد السنين والحساب فقال الله سبحانه وتعالى : (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) ، وما التقويم إلا سجل زمني يشتمل على خرائط الزمن مبينا عليها مواقع السنين والشهور والأيام ، فاليوم متولد من حركة الشمس والشهر متولد من حركة القمر والسنة حساب لعدد الأيام والشهور. وفي الآية دليل على أن الله عز وجل هيأ للإنسان أسباب معرفة علم التقويم قبل أن يخلق الإنسان نفسه لأهميته في حياته.

لكل أمة من أمم الأرض تقويمها الخاص :
أجل إن لكل أمة من الأمم تقويمها الخاص بها ، به تعتز وإليها ينتسب وبه تؤرخ أحداثها وأيامها وتحدد أعيادها ومناسكها ، فهو يمثل تاريخها ودينها وحضارتها ، وهو حافظ ذاكرتها وصندوق ذكرياتها وسجل أحداثها ومرآة ثقافتها ، ولذلك وجدنا للمصريين والفرس والرومان والهنود واليهود والصينيين وغيرهم تقويمهم الخاص بهم ، وكان يستحيل على أمة تؤرخ بتقويم أمة أخرى ، أو على أصحاب ديانة أن يؤرخوا بتقويم ديانة أخرى ، وكان رجال الدين من كل أمة هم القيمين على التقويم يحددون بداية شهوره وأطوالها وطبيعة سنينه وأحوالها من حيث البسط والكبس وغيرها ، فنجد رهبان الرومان قوامين على تقويمهم ، وسدنة نار المجوس مسؤولين عن تقويمهم ، وكبار حاخامات السنهدرين من اليهود يختصون بتقويمهم ، والبابا غريغوري الثالث عشر على رأس لجنة تصحيح تقويم النصارى.

ووجدنا عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، يعرف عن تقاويم الأمم المجاورة من اليهود والفرس والأقباط والرومان ويؤسس للأمة الإسلامية تقويمها الخاص بها متمسكاً بالعمل بالتقويم القمري الذي يتناسب مع أعياد المسلمين ويعتمدون عليه في عباداتهم على نقائه عبر العصور فلم يتلوث بلوثتها ، كما هي حال التقاويم الأخرى التي خلعت أسماء الآلهة الوثنية على أسماء شهورها وأيامها : فنجد مثلاً شهر يناير اسماً لأحد آلهة الرومان. وكذلك فبراير ومارس ، ونجد كذلك الأيام الأسبوعية تسمى بأسماء آلهة تعبد : فالأحد (صن دي) يوم الشمس ، والاثنين (من دي) يوم القمر، وهكذا بقية الأسبوع.

والتقويم القمري تقويم رباني سماوي كوني توقيفي قديم قدم البشرية ليس من ابتداع أحد الفلكيين ، وليس للفلكيين سلطان على أسماء الشهور العربية القمرية ، ولا على عددها أو تسلسلها أو أطوالها ، وإنما يتم كل ذلك في حرك كونية ربانية.

وتم تحديد عدد الشهور السنوية في كتاب الله القويم : (إن عدة الشهور عند الله اثتا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم). وفي الوقت الذي عبثت أصابع الفلكيين بتقويم الأمم الأخرى في كل جزئية من جزئياتها وأسماء شهورها وأطوالها وهيئاتها وتسلسلها فإنه لا سلطة للفلكيين أو غيرهم على التقويم القمري بحيث لا يستطيع أحد استبدال اسم شهر بشهر أو موقع شهر بشهر أو تزيد فيه يوماً أو تنقص منه يوماً ، فهو تقويم كامل لا يحتاج إلى تعديل أو تصحيح ، وهو رباني من تقدير العزيز العليم .

وسأضرب لكم مثالاً على العبث في تقاويم الأمم الأخرى بالتقويم الميلادي (اليولياني) فقد نقل يوليوس قيصر بداية السنة من شهر مارس إلى شهر يناير في سنة 45 ق.م وقرر أن يكون عدد أيام الأشهر الفردية 31 يوماً والزوجية 30 يوماً عدا فبراير 29 يوماً ، وإن كانت السنة كبيسة يصبح ثلاثون يوماً ، وتكريماً ليولوس قيصي سمي شهر كونتليس (الشهر السابع) باسم يوليو وكان ذلك في سنة 44 ق . م وفي سنة 8 ق . م غير شهر سكستيلس باسم القيصر الذي انتصر على أنطونيو في موقعة أكتيوم سنة 31 ق . م ، ومن أجل مزيد من التكريم فقد زادوا يوماً في شهر أغسطس ليصبح 31 يوماً ق . م بأخذ يوم من أيام فبراير وترتب على هذا التغيير توالي ثلاثة أشهر بطول 31 يوماً (7 ، 8 ، 9) نتيجة لذلك أخذ اليوم الحادي والثلاثين من كل شهري سبتمبر ونوفمبر وأضيفا إلى شهري أكتوبر وديسمبر ، وقد حدث تعديل آخر في عهد الباب (غريغور الثالث عشر) الذي قام بإجراء تعديلات على التقويم اليولياني حيث عالج الثغرات الموجود في التقويم اليولياني ، وقد عرف هذا التقويم باسم التقويم الغريغوري وهو التقويم الذي يعمل به حالياً (التقويم الميلادي).

التقويم العربي قبل الإسلام :
اتبع العرب قبل الإسلام الحساب القمري ولكنهم لم يعتمدوا تقويماً خاصاً بهم يؤرخون وفقه أحداثهم رغم اعتمادهم السنة القمرية بأشهرها الاثني عشرة ، وقد اعتمدوا في تاريخهم على بعض الأحداث الكبرى ومن ذلك تأريخ بناء الكعبة زمن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام نحو عام 1855 ق.م وانهيار سد مأرب سنة 130 ق.م تقريباً ، وفاة كعب بن لؤي الجد السابع لرسول الله صل الله عليه وسلم سنة 59 ق.م وأرخوا برئاسة عمرو بن لحي سنة 260 ، وبعام الغدر ، وبعام الفيل وهو أشهرها سنة 571م ، وبحرب الفجار التي وقعت في الأشهر الحرم سنة 585م، وبتاريخ تجديد الكعبة سنة 605م.

وقد اختلفت أسماء الأشهر القمرية إلى أن وصلت إلى صورتها المعروفة عليها من عهد كلاب الجد الخامس للرسول الله صل الله عليه وسلم كما يذكر البيروني في سنة 412م ، كما استخدم العرب في جاهليتهم الأشهر الشمسية في بعض المناطق وبخاصة في جنوب الجزيرة (أهل اليمن) وكانت سنتهم الشمسية متطابقة مع الأبراج الفلكية الاثني عشر التي تمر بها الشمس بحيث يبدأ كل شهر مع بداية برج معين ، وقد قدم المؤرخون من أمثال : البيروني والمسعودي والمقريزي سلاسل لأسماء الشهور في الجاهلية منها : المؤتمر ، ناجر ، صوان ، حنتم ، زباء ، الأصم ، عادل ، نافق ، واغل ، هراغ ، برك.

أما الشهور الحالية فقد عرفت منذ أواخر القرن الخامس الميلادي ، ويشكل محرم بداية السنة الهجرية كما كان عليه الحال قبل ذلك في اعتباره أول السنة القمرية ، وقد لجأ العرب قبل الإسلام إلى نظام النسيء الذي يعطيهم الحق في تأخير أو تسبيق بعض الأشهر المعروفة بالحرم وهي أربعة ( ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم ، رجب) وكان النسأة أي من يتولون شؤون النسيء وهم كنانة يسمون بالقلامس وكان القلمس يعلن في نهاية موسم الحج عن الشهر المؤجل في العام التالي ، وفي ذلك يقول قائلهم.

لنا ناسئ تمشون تحت لوائه*** يحل إذا شاء الشهور ويحرم

ولقد استمرت عادة النسيء حتى جاء الإسلام محرماً إياها : قال تعالى : (إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ...) الآية ، وكان العرب يعتبرون كلا من الشهور الزوجية 29 يوماً ويسمونها ناقصة ، وقد حاول العرب اعتماد سنة قمرية عن طريق كبس السنة القمرية لتصبح معادلة للسنة الشمسية ويقول (البيروني والمقريزي) : إنهم كانوا يضيفون تسعة أشهر كل 24 سنة قمرية ، ويقول المسعودي : إنه كانوا يكسبون كل ثلاث سنوات شهراً وحداً.

قصة التقويم الهجري:
لقد استمر المسلمون فترة من الزمن على ما كانوا عليه من قبل حيث لم تعط السنوات تواريخ رقمية تدل عليها ، وإنما أعطيت أسماء تدل على أشهر الحوادث ، وقد أخذت السنوات العشر التالية للهجرة وحتى وفاة الرسول صل الله عليه وسلم ، الأسماء التالية :
Ø السنة الأولى : سنة الإذن (الإذن بالهجرة)
Ø السنة الثانية : سنة الأمر (الأمر بالقتال)
Ø السنة الثالثة : سنة التمحيص
Ø السنة الرابعة : الترفئة
Ø السنة الخامسة : الزلزال
Ø السنة السادسة : الاستئناس
Ø السنة السابعة : الاستغلاب
Ø السنة الثامنة : الاستواء
Ø السنة التاسعة : البراءة
Ø السنة العاشر : الوداع

وكنا نسمع عن عام الطاعون ، أي طاعون عمواس ، وعام الرمادة حتى خلافة عمر بن الخطاب ، فقد ورد في السنة الثالثة من خلافته كتاب من أبي موسى الأشعري عامله على البصرة يقول فيه : (إنه يأتينا من أمير المؤمنين كتب فلا ندرى على أي نعمل وقد قرأنا كتاباً محله شعبان فلا ندري أهو الذي نحن فيه أم الماضي ! عندها جمع عمر أكابر الصحابة للتداول في هذا الأمر ، وكان ذلك في يوم الأربعاء 20 جمادى الآخرة من عام 17هـ ، وانتهوا إلى ضرورة اختيار مبدأ التاريخ الإسلامي، وتباينت الآراء : فمنهم من رأى الأخذ بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من رأى ببعثته ، ومنهم من رأى العمل بتقويم الفرس أو الروم ، لكن الرأي استقر على الأخذ برأي علي بن أبي طالب الذي أشار إلى جعل مبدأ التقويم من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اتخذ أول المحرم من السنة التي هاجر الرسول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم مبدأ التاريخ الإسلامي ، على الرغم من أن الهجرة لم تبدأ ولم تنته في ذلك اليوم إنما بدأت في أواخر شهر صفر ووصل رسول الله صل الله عليه وسلم مشارف المدينة يوم الاثنين الثامن من ربيع الأول ثم دخل المدينة يوم الجمعة 12 من شهر ربيع الأول .

ولم يكن هذا التقويم بدعة حيث نجد التقويم الميلادي قام على مثل هذه الطريقة فقد ولد المسيح عليه السلام في 25 ديسمبر ولكن اختير الأول من يناير السابق له وليس اللاحق مبدأ للسنة الميلادية، لأن يناير كان مبدأ للسنين عند الرومان من قبل، وتوافق بداية التقويم الهجري يوم الجمعة 16 من يوليو 622م. ومن هنا نجد أن للتقويم الإسلامي استقلاليته وخصوصيته ، ويختلف عن تقاويم الأمم الأخرى حيث اعتمد التقويم القمري الرباني تقويماً خاصاً بالأمة الإسلامية ، ولقد كان التقويم اليهودي من قبل قمرياً ثم حوله حاخاماتهم إلى النظام الشمسي المختلط بحيث تكون شهوره قمرية وسنته شمسية.

وكان تأسيس عمر للتقويم الهجري من أعظم إنجازاته الحضارية في إطار تنظيم الدولة الإسلامية كما اعتبر التقويم اليولياني من أعظم إنجازات يوليوس قيصر الحضارية ، ولقد مر التقويم الشمسي بمراحل من الأخطاء الفلكية والحسابية وما زال بحاجة إلى التصحيح فالخطأ يحتاج المتخصصون إلى قرون للكشف عن تلك الأخطاء المتراكمة وهذا ما حدث بالفعل.

أما النظام التقويم القمري فيستحيل عليه الخطأ وإن وقع الخطأ من جهة البشر فبإمكان أي إنسان أن يكتشفه في غضون يوم أو يومين ويتم تصحيح العمل به تلقائياً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأحد 18 أكتوبر 2015, 6:44 am

[size=32]من الإعجاز العددي في القرآن الكريم[/size]
ذكر الله سبحانه وتعالى في آياته أشياء كثيرة
وجاء العلماء ودققوا فيها فوجدوا توافقاً غريباً، فوجدوا أن

العددأين ذكرت ؟الكلمة
115قد ذُكرت في القرآن الكريم[rtl]الدنيا[/rtl]
115قد ذُكرت في القرآن الكريم[rtl]الآخرة[/rtl]
   
88قد ذُكرت في القرآن الكريمالملائكة
88قد ذُكرت في القرآن الكريمالشياطين
   
145قد ذُكرت في القرآن الكريمالحياة
145قد ذُكرت في القرآن الكريمالموت
   
50قد ذُكرت في القرآن الكريمالنفع
50قد ذُكرت في القرآن الكريمالفساد
   
368قد ذُكرت في القرآن الكريمالناس
368قد ذُكرت في القرآن الكريمالرسل
   
11قد ذُكرت في القرآن الكريمإبليس
11قد ذُكرت في القرآن الكريمالإستعاذة من إبليس
   
75قد ذُكرت في القرآن الكريمالمصيبة
75قد ذُكرت في القرآن الكريمالشكر
   
73قد ذُكرت في القرآن الكريمالإنفاق
73قد ذُكرت في القرآن الكريمالرضا
[size=32]سبحان الله والله أعلم[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأحد 18 أكتوبر 2015, 6:45 am




من أسرار البيان في سورة المدثِّر
بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذة رفاه محمد علي زيتوني

قال الله جل جلاله من سورة المدَّثِّرSadسَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ* عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ * وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ). [المدثر: 26- 31] هذه الآيات الكريمة من سورة المدثِّر. هذه السورة، التي افتتحت بنداء النبي صلى الله عليه وسلم:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}[1] ، كما افتتحت بهذا النداء السورة، التي قبلها:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}[1]. وكلاهما نازل على المشهور في قصةٍ واحدةٍ. وتلك بُدِئت بالأمر بقيام الليل:{قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً}(2)، وهو عبارة خاصة. وهذه بدئت بالأمر بالإنذار:{قُمْ فَأَنْذِرْ}[2]، وفيه من تكميل الغير ما فيه. وهي مكية بالإجماع، على ما قال ابن عطية. وفي التحرير: قال مقاتل: إلا آية، وهي قوله تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا عدتهم إِلاَّ فِتْنَةً.. الخ }[31]. وظاهر هذه الآية يشعر أنها مكية. وقد اختلفت الروايات في سبب ومناسبة نزول هذه السورة، فهناك روايات تقول: إنها هي أول ما نزل في الرسالة بعد سورة العلق ، ورواية أخرى تقول: إنها نزلت بعد الجهر بالدعوة وإيذاء المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم. وعن الزهري: أول ما نزل من القرآن قوله تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[العلق:1]. إلى قوله تعالى: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}[العلق:5]، فحزن رسول الله صل الله عليه وسلم، وجعل يعلو شواهق الجبال، فأتاه جبريل- عليه السلام- فقال: إنك نبي الله. فرجع إلى خديجة ، وقال: دثِّروني، وصبُّوا عليَّ ماء باردًا. فنزل قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر}.

وأيًا ما كان السبب والمناسبة- على ما قال سيد قطب رحمه الله- فقد تضمنت السورة الكريمة في مطلعها ذلك النداء العلوي بانتداب النبي صل الله عليه وسلم لهذا الأمر الجلل. أمر الدعوة إلى الله تعالى ، والجهاد في سبيله، وإنذار البشر من عذابه وعقابه، وتوجيههم إلى طريق الخلاص قبل فوات الأوان :{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ }[1-2]، مع توجيهه عليه الصلاة والسلام إلى التهيؤ لهذا الأمر العظيم، والاستعانة عليه بهذا الذي وجهه الله إليه: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ }[3-7].

وقوله تعالى:{قُمْ فَأَنْذِرْ} قال ابن عباس رضي الله عنهما:” قم نذيرًا للبشر“. أي: تهيَّأ لذلك.. والإنذار هو أظهر ما في الرسالة، فهو تنبيه للخطر القريب الذي يترصد الغافلين السادرين في الضلال، وهم لا يشعرون. وواضح من ذلك أن المراد بهذا الإنذار العموم، دون تقييده بمفعول محدد، ويدل عليه قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ:28]. والفاء في قوله تعالى:{فَأَنْذِرْ} مع كونها عاطفة للترتيب، فإنها تدل على وجوب إيقاع الإنذار بتبليغ الرسالة بعد التهيؤ له مباشرة، دون مهلة.. وفي ذلك دليل على أن الإنذار فرض واجب على الرسول صلى الله عليه وسلم، لا بدَّ منه، وهو فرض على الكفاية، فواجب على الأمة أن يبلغوا ما أنزل إلى الرسول، وأن ينذروا كما أنذر. قال تعالى:{فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}[التوبة: 122]. ثم إن في قوله تعالى:{قُمْ فَأَنْذِرْ} إشارة إلى قوله تعالى:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:15] . والتهيؤ للإنذار المعبَّر عنه بصيغة الأمر { قُمْ } لا يكون إلا بفعل ما تلا هذه الآية من توجيهات للرسول صل الله عليه وسلم.. فبعد أن كلفه سبحانه وتعالى بإنذار غيره، شرع سبحانه بتوجيهه في خاصَّة نفسه، فوجهه أولاً إلى توحيد ربه، وتنزيهه عما لا يليق بجلاله وكماله. ووجهه ثانيًا إلى تطهير قلبه ونفسه وخلقه وعمله. ووجهه ثالثًا إلى هجران الشرك وموجبات العذاب. ووجهه رابعًا إلى إنكار ذاته بعدم المَنِّ بما يقدمه من الجهد في سبيل الدعوة، ووجهه خامسًا وأخيرًا إلى الصبر لربه.
أولاً : أما توجيهه إلى توحيد ربه، وتنزيهه عما لا يليق بجلاله وكماله فهو المراد بقوله تعالى:{وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}[3].. وذلك لأن الرب وحده هو المستحق للتكبير، لأنه الأكبر من كل كبير. وهو توجيه يقرِّر الله جل وعلا فيه معنى الربوبية والألوهية، ومعنى التوحيد، والتنزيه من الشريك. وبيان ذلك: أن تكبير الرب جل وعلا يكون بقولناSad الله أكبر ). فقولناSad الله ) هو إثبات لوجوده عز وجل.

وقولناSad أكبر ) هو نفيٌ لأن يكون له شريك، لأن الشريك لا يكون أكبر من الشريك الآخر، فيما يكون فيه الاشتراك.
وبهذا يظهر لنا أهميَّة هذا التوجيه الإلهي للرسول الكريم، الذي انتدبه ربه لأن يكون نذيرًا للبشر ، فإن أول ما يجب على المرء هو معرفة الله تعالى، ثم تنزيهه عما لا يليق بجلاله وكماله ، وإثبات ما يليق به جل وعلا.. وقد روي أنه لما نزلت هذه الآية، قال عليه الصلاة والسلامSadالله أكبر). فكبَّرَت معه خديجة، وفرحت، وأيقنا معًا أنه الوحي من الله عز وجل، لا غيره.. وفي التعبير عن لفظ الجلالة بعنوان الربوبية، وإضافته إلى ضميره صل الله عليه وسلم، من اللطف ما لا يخفى !.

وقيل: الفاء في قوله تعالى:{فكبِّر}، وفيما بعده، لإفادة معنى الشرط، وكأنه قال: ومهما يكن من أمر ، فكبر ربك، وطهِّر ثيابك، واهجر الرجز، واصبر لربك. فالفاء على هذا جزائية. ويسميها بعضهم: الفصيحة ، لأنها تفصح عن شرط مقدَّر. والحقيقة أن هذا تجنٍّ منهم على هذه الفاء، لأن ما نسبوه إليها من الدلالة على هذا الإفصاح المزعوم ، إنما هو من فعلهم هم، لا من فعل هذه الفاء، لأنهم لما رأوها متوسطة بين ما يسمونه عاملاً، ومعموله المقدم عليه، وكان جمهورهم قد أجمع على أن ما بعد الفاء لا يعمل في ما قبلها، لجأوا في تأويل الآية الكريمة إلى هذا التأويل، الذي لا يتناسب مع بلاغة القرآن، وأسلوبه المعجز في التعبير. فأين قول الله جل وعلا:{ وَرَبَّكَ فكَبِّرْ } من قولهم في تأويله: مهما يكن من شيء، فكبر ربك؟ ولهذا قال بعضهم: إن هذه الفاء دخلت في كلامهم على توهم شرط، فلما لم تكن في جواب شرط محقق، كانت في الحقيقة زائدة، فلم يمتنع تقديم معمول ما بعدها عليها لذلك.. وكذا القول في بقية الآيات.
وكلا القولين فاسد، لما فيه من إخلال بنظم الكلام. أما إخلاله بالنظم فظاهر. وأما إخلاله بالمعنى فإن الغرض من تقديم قوله تعالى:{ وَرَبَّكَ } هو التخصيص. ولربطه بما بعده، وهو قوله تعالى:{كَبِّرْ }، ولجعل هذا الأمر واجبَ الحدوث، دون تأخير، جيء بهذه الفاء الرابطة، فقال سبحانه:{وَرَبَّكَ فكَبِّرْ }. هذا المعنى لا نجده في قولهم: مهما يكن من شيء، فكبر ربك، لأن الشرط مبناه على الإبهام. والمبهم يحتمل الحدوث، وعدم الحدوث. فإذا قلت: إن جاءك زيد فأعطه درهمًا، فإن الأمر بإعطاء الدرهم- وإن كان مستحقًا بدخول الفاء- فإنه مرتبط بمجيء زيد، ومجيء زيد ممكن الحدوث، وغير ممكن.
ولهذا لما أراد الله تعالى أن يجعل الأمر بالتسبيح، والاستغفار الواقعين جوابًا للشرط أمرًا واجب الحدوث، استعمل من أدوات الشرط( إذا ) التي تدل على أن ما بعدها محقق الحدوث، لا محالة، ثم أدخل الفاء الرابطة على الجواب، وذلك قوله تعالى:{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }[النصر:1- 3]. وكذا قوله تعالى:{ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ* فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ }[المدثر:8-9]. وكذا القول في بقية الآيات.. فتأمل !.

ثانيًا- وأما توجيهه إلى تطهير قلبه ونفسه وخلقه وعمله فهو المراد بقوله تعالى:{ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ }[4]. وطهارة الثياب- في استعمال العرب- كناية عن طهارة القلب والنفس والخلق والعمل. إنها طهارة الذات، التي تحتويها الثياب، وكل ما يلمُّ بها أو يمسُّها.. يقال: فلان طاهر الذيل والأردان، إذا كان موصوفًا بالنقاء من المعايب ومدانس الأخلاق. ويقال: فلان دنس الثياب للغادر، ولمن قبح فعله. وكانت العرب إذا نكث الرجل، ولم يف بعهد، قالوا: إن فلانًا لدنس الثياب. وإذا وفى وأصلح، قالوا: إن فلانًا لطاهر الثياب. وطهارة ذلك كله يستلزم طهارة البدن والثياب، لأن من كان طاهر القلب والنفس والعمل، فمن باب أولى أن يكون طاهر الجسم والثياب !.

وبعد.. فالطهارة بمفهومها العام هي الحالة المناسبة لتلقي الوحي من الملأ الأعلى، كما أنها ألصق شيء بطبيعة هذه الرسالة. وهي بعد هذا وذلك ضرورية لملابسة الإنذار والتبليغ، ومزاولة الدعوة في وسط التيارات المختلفة، والأهواء المتنازعة، وما يصاحب ذلك ويلابسه من أدران الشرك وشوائبه. وذلك يحتاج من الداعية إلى الطهارة الكاملة كي يملك استنقاذ الملوثين دون أن يتلوث، وملابسة المدنسين من غير أن يتدنس.

ثالثًا- وأما توجيهه إلى هجران الشرك وموجبات العذاب فهو المراد بقوله تعالى:{ وَالرُّجْزَ
فَاهْجُرْ }(5). أي: فاهجر العذاب بالثبات على هجر ما يؤدي إليه من الشرك، وغيره من القبائح. والرُّجز- في الأصل- هو العذاب، ثم أصبح يطلق على موجبات العذاب.. وأصله الاضطراب، وقد أقيم مقام سببه المؤدي إليه من المآثم والقبائح، فكأنه قيل: اهجر المآثم والمعاصي وكل ما يؤدي إلى العذاب.
وقرأ الأكثرون: الرِّجز، بكسر الراء، وهي لغة قريش. ومعنى المكسور والمضموم واحد عند الجمهور. وعن مجاهد: أن المضموم بمعنى الصَّنم، والمكسور بمعنى العذاب. وفي معجم العين للخليل: الرُجز بضم الراء عبادة الأوثان، وبكسرها العذاب. والرسول صل الله عليه وسلم كان هاجرًا للشرك ولموجبات العذاب قبل النبوة. فقد عافت فطرته السليمة ذلك الانحراف، وهذا الركام من المعتقدات السخيفة، وذلك الرجس من الأخلاق والعادات، فلم يعرف عنه أنه شارك في شيء من خوض الجاهلية. ولكن هذا التوجيه يعني المفاصلة وإعلان التميُّز، الذي لا صلح فيه ولا هواده، فهما طريقان مفترقان لا يلتقيان. كما يعني هذا التوجيه التحرُّز من دنس ذلك الرجز.. وقيل: الكلام هنا، وفيما قبله من باب: إياك أعني، واسمعي يا جارة !

رابعًا- وأما توجيهه إلى إنكار ذاته بعدم المَنِّ بما يقدمه من الجهد في سبيل الدعوة استكثارًا له ، واستعظامًا فهو المراد بقوله:{ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}[6]. وهو نهيٌ عن المنِّ بما سيبذله من الجهد والتضحية في سبيل الدعوة إلى ربه. وفيه إشارة إلى أنه سيقدم الكثير، وسيبذل الكثير، وسيلقى الكثير من الجهد والتضحية والعناء، ولكن ربه يريد منه ألا يمتن بما يقدمه، ويستكثره. فهذه الدعوة لا تستقيم في نفس تحِسُّ بما تبذل فيها من تضحيات. فالبذل فيها من الضخامة، بحيث لا تحتمله النفس إلا حين تنساه. بل حين لا تستشعره من الأصل، لأنها مستغرقة في الشعور بالله، شاعرة بأن كل ما تقدمه هو من فضل الله تعالى، ومن عطاياه. فهو فضل يمنحها إياه، وعطاء يختارها له، ويوفقها لنيله، وهو اختيار واصطفاء وتكريم يستحق الشكر لله، لا المن والاستكثار.. وهذا معنى قول الحسن والربيعSad لا تمنن بحسناتك على الله تعالى مستكثرا لها). أي رائيًا إياها كثيرة، فتنقص عند الله عز وجل.

وقرأ الحسن، والأعمش:{تَسْتَكْثِرَ}، بالنصب، على إضمار( أن ). وقرأ ابن مسعود: {أَنْ تَسْتَكْثِرَ }، بإظهار( أن ). فالمن بمعنى الإعطاء، والكلام على إرادة التعليل. أي: ولا تعط لأجل أن تستكثر. أي: تطلب الكثير ممن تعطيه.. وعلى هذا المعنى قول ابن عباسSadلا تعط مستكثرًا). أي: طالبًا للكثير ممن تعطيه. فهو نهي عن الاستغزار، وهو أن يهب شيئًا، وهو يطمع أن يتعوَّض من الموهوب له أكثر مما وهب له.

قال الفرَّاء في معاني القرآن معقبًا على قراءة ابن مسعودSad فهذا شاهد على الرفع في{تَسْتَكْثِرُ}. ثم قالSadولو جزم جازم على هذا المعنى، كان صوابًا). وهو قراءة الحسن- أيضا- وابن أبي عبلة. وخرجت قراءتهما إما للوقف، أو الإبدال من{ تَمْنُنْ }، كأنه قيل: ولا تمنُنْ، لا تستكثرْ ، على أنه من المنِّ، الذي في قوله تعالى: { الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى }[البقرة:262]، لأن منْ يمُنُّ بما يعطي، يستكثره، ويعتد به.



خامسًا- وأما توجيهه إلى الصبر لربه فهو المراد بقوله تعالى:{ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ }[7]. أي: اصبر لربك على أذى المشركين.. والأحسن حمله على العموم، فيفيد الصبر على كل مصبور عليه، ومصبور عنه ويدخل فيه الصبر على أذى المشركين، لأنه فرد من أفراد العام، لا لأنه وحده هو المراد. والصبر بمفهومه العام هو الوصية، التي تتكرر عند كل تكليف بهذه الدعوة، أو تثبيت، وهو الزاد الأصيل في هذه المعركة الشاقة، معركة الدعوة إلى الله تعالى. وهي معركة طويلة عنيفة، لا زاد لها إلا الصبر، الذي يقصد فيه وجه الله جل وعلا، ويتجه به إليه احتسابًا عنده وحده. وعن ابن عباس- رضي الله عنهما-: الصبر في القرآن على ثلاثة أوجه: صبر على أداء الفرائض، وله ثلاثمائة درجة. وصبر عن محارم الله تعالى، وله ستمائة درجة. وصبر على المصائب عند الصدمة الأولى ، وله تسعمائة درجة، وذلك لشدته على النفس، وعدم التمكن منه، إلا بمزيد اليقين.. ولذلك قال صل الله تعالى عليه وسلمSadأسألك من اليقين ما تهون به عليَّ مصائب الدنيا).

وللصبر المحمود فضائل لا تحصى. ويكفي في ذلك قوله تعالى:{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر:10]، وقوله صلى الله تعالى عليه وسلمSadقال الله تعالى: إذا وجهت إلى العبد من عبيدي مصيبة في بدنه، أو ماله، أو ولده، ثم استقبل ذلك بصبر جميل، استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانًا، أو أنشر له ديوانًا). فإذا ما انتهى هذا التوجيه الإلهي للرسول صل الله عليه وسلم، اتجه السياق إلى بيان ما ينذر به الكافرين، في لمسة توقظ الحس لليوم العسير، الذي ينذر بمقدمه النذير، فقال سبحانه:{ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ* فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِير}[المدثر:8-10]. إنه التهديد، والوعيد للمكذبين بالآخرة بحرب الله المباشرة.. والنقر في الناقور هو ما يعبر عنه بالنفخ في الصور.

ولكن التعبير هنا أشد إيحاء بشدة الصوت ورنينه، كأنه نقر يُصَوِّت ويُدَوِّي ، وأصله القرع، الذي هو سببه. ومنه منقار الطائر، لأنه يقرع به. والصوت الذي، ينقر الآذان- أي: يقرعها قرعًا- أشد وقعًا من الصوت، الذي تسمعه الآذان، ولذلك وصف الله تعالى ذلك اليوم، الذي ينقر فيه بالناقور بأنه:{يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ}، ثم أكَّده بنفي كل ظل لليسر فيه:{عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِير}. فهو عسر كله، لا يتخلله يسر أبدًا.
والفاء في قوله تعالى:{ فَذلِكَ } للجزاء، وذلك إشارة إلى وقت النقر المفهوم من قوله تعالى:{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ}. أي: فذلك اليوم، الذي ينقر فيه بالناقور يوم عسير على الكافرين ، غير يسير.

وفي الإشارة بـ{ذلك} الدالة على معنى البعد، مع قرب العهد لفظًا بالمشار إليه إيذان ببعد منزلته في الهول والفظاعة. ثم ترك هذا اليوم مع وصفه هكذا مجملاً منكرًا يوحي بالاختناق والكرب والضيق والهول العظيم.. فما أجدر الكافرين، وغيرهم من المؤمنين الغافلين أن يستمعوا للنذير، قبل أن ينقر في الناقور، فيواجههم هذا اليوم العسير!

وقوله تعالى:{غَيْرُ يَسِير}. أي: غير سهل، ويفيد تأكيد عسره على الكافرين، فهو يمنع أن يكون عسيرًا عليهم من وجه دون وجه، ويشعر بتيسُّره على المؤمنين، كأنه قيل: عسير على الكافرين، غير يسير عليهم، كما هو يسير علي أضدادهم المؤمنين. ففيه جمع بين وعيد الكافرين وزياد غيظهم، وبشارة المؤمنين وتسليتهم. ولا يتوقف هذا- كما لا يخفى- على تعلق{عَلَى الْكَافِرِينَ} بـ{يَسِير}، وإن كان تعلقه عليه أظهر. ثم- مع هذا- لا يخلو قلب المؤمن من الخوف من هذا اليوم. روي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه قال: لما نزلت {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ}، قال رسول الله صل الله تعالى عليه وسلم:” كيف أنعَم ، وصاحب الصور قد التقم القرن، وحنى جبهته، يستمع متى يؤمر؟ قالوا: كيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا: حسبنا الله ، ونعم الوكيل، وعلى الله توكلنا). واختلف في أن المراد به يوم النفخة الأولى، أو الثانية.

والحق أنها النفخة الثانية، إذ هي التي يختص عسرها بالكافرين، وأما النفخة الأولى فحكمها، الذي هو الاصعاق يعم الجميع، على أنها مختصة بمن كان حيًّا عند وقوعها.

وينتقل السياق بنا من هذا التهديد العام إلى مواجهة فرد بذاته من الكافرين المكذبين، يبدو أنه كان له دور كبير في التكذيب والتبييت للدعوة. قيل: إنه الوليد بن المغيرة المخزومي. فيرسم الله تعالى مشهدًا من مشاهد كيده. يقول سبحانه متوعدًا ومهددًا:{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا* وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ}[11- 15] أي: ذرني مع من خلقته وحيدًا فريدًا، لا مال له، ولا ولد، ثم جعلت له مالاً كثيرًا مبسوطًا- ما بين مكة والطائف- يعتزُّ به، وبنين حضورًا، يتمتع بمشاهدتهم، لا يفارقونه للتصرف في عمل، أو تجارة لكونهم مكفيين لوفور نعمهم وكثرة خدمهم. أو حضورًا في الأندية والمحافل لوجاهتهم واعتبارهم- فيل: كان له عشرة بنين، وقيل: ثلاثة عشر، وقيل: سبعة كلهم رجال- وهيَّأت له الرياسة والجاه العريض تهيئة ، يتبطَّر بهما ويختال، حتى لقِّب بريحانة قريش، ثم هو بعد ذلك كله يطمع في المزيد.. فذرني معه، أكفيك أمره، ولا تشغل بالك بمكره وكيده.

وقوله تعالى:{وَحيدًا}- على ما تقدم- حال من العائد المحذوف في {خَلَقْتُ}. وقيل هو حال من الياء في {ذَرْنِي}. أي: ذرني وحدي معه، فإني أكفيكه في الانتقام منه. وقيل هو حال من التاء في {خَلَقْتُ} أي: خلفته وحدي، لم يشركني في خلقه أحد. والقول الأول أجمع الأقوال الثلاثة.

أما قوله تعالى:{ذَرْنِي} فهو منSad وزر يذر) كـ( وَدَع يدع )، إلا أن( وزر) لم يستعمل في كلامهم، بخلاف( وَدَع ). قال سيبويه: ولا يقال: وذر، ولا ودع، استغنوا عنهما بترك. وهذا إنما يخرَّج على الأكثر في( ودع ). ففي القرآن ورد قوله تعالى:{ ما ودَعك ربك }، بالتخفيف، وهي لغة كلغة التشديد، وليست مخففة منها، كما يقال.. ثم هي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وقراءة عروة ابن الزبير. وفي صحيح مسلم: أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة سمعا رسول الله صل الله عليه وسلم يقولSad لينتهيَّن أقوام عن ودَعهم الجُمُعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين“. وفي كشف الخفاء
للعجلوني عن أبي داود عن رجل من الصحابة عن النبي صل الله عليه وسلم:” دعوا الحبشة ما ودَعوكم واتركوا الترك ما تركوكم". ويقالSad يذَر الشيءَ ) كما يقالSad يدَع الشيء ). ومعناهما متقارب، إلا أن( يذر) يستعمل في مقام التهديد والوعيد، لما فيه من معنى الدفع والقذف، أما( يدع ) فيستعمل في مقام الكره والبغض، لما فيه من معنى التوديع.. تأمل معنى الأول في قوله تعالى:{وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} [الأعراف:127] ، وقوله تعالى:{فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} [الطور:45]. وتأمل معنى الثاني في قوله تعالى:{ مَا وَدَعَكَ رَبُّكَ ومَا قَلَى } [الضحى:3]. والتشديد فيه للمبالغة ، لأن من ودَّعك مفارقًا فقد بالغ في تركك.

أما قوله تعالى:{ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } فهو استبعاد لطمعه وحرصه على الزيادة، واستنكار
لذلك. هذا ما دلت عليه { ثُمَّ }. وإنما استبعد ذلك منه، واستنكر، لأنه أعطي المال والبنين، وبسط له الجاه العريض، والرياسة في قومه، واجتماعهما هو الكمال عند أهل الدنيا، فلا مزيد على ما أعطي وأوتي.. أو لأن طمعه في الزيادة لا يناسب ما هو عليه من كفران النعم ومعاندة المنعم، ولذلك ردعه الله تعالى ردعًا عنيفًا عن ذلك الطمع، الذي لم يقدم طاعة ولا شكرًا لله، يرجو بسببه المزيد، بل عاند دلائل الحق، ووقف في وجه الدعوة، وحارب رسولها، وصد عنها نفسه وغيره ، وأطلق حواليها الأضاليل فقال سبحانه:{كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا }[16] فقوله:{ كَلاَّ } ردع وزجر له، ورد لطمعه الفارغ، وقطع لرجائه الخائب. وقوله:{ إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا } تعليل لذلك الطمع على سبيل الاستئناف، فإن معاندة آيات المنعم مع وضوحها ، وكفران نعمه مع سبوغها، مما يوجب إزالة النعمة المانعة عن الزيادة والحرمان منها بالكلية، وإنما أوتي هذا المعاند ما أوتي استدراجًا له. قيل: ما زال بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده ، حتى هلكوا.

ثم يعقِّب الله تعالى على هذا الردع والزجر بالوعيد، الذي يبدل اليسر، الذي جعِل فيه عسرًا ، والتمهيد الذي مهِّد له مشقة، فيقول سبحانه:{سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا}[17] وهو مثل لما يلقى من العذاب الصعب، الذي لا يطاق، يصور حركة المشقة. فالتصعيد في الطريق هو أشق السير وأشده إرهاقًا. فإذا كان دفعًا من غير إرادة من المصعد، كان أكثر مشقة وأعظم إرهاقًا.. وهو في الوقت ذاته تعبير عن حقيقة. فالذي ينحرف عن طريق الإيمان السهل الميسر، يندبّ في طريق وعر شاق مبتوت، ويقطع الحياة في قلق وشدة وكربة وضيق، كأنما يصعد في السماء، أو يصعد في وعر صلد، لا ريَّ فيه ولا زاد، ولا راحة ولا أمل في نهاية الطريق ! وفي الترغيب والترهيب للمنذري عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم، قال في قوله تعالى{ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا }Sadجبل من نار يكلَّف أن يصعده، فإذا وضع يده عليه ذابت، فإذا رفعها عادت، وإذا وضع رجله عليه ذابت، فإذا رفعها عادت، يصعد سبعين خريفًا، ثم يهوي كذلك). رواه أحمد والحاكم والترمذي.

ثم يرسم الله تعالى لهذا الرجل المكذب المعاند صورة منكرة، تثير الهزء والسخرية من حاله وملامح وجهه ونفسه، التي تبرز من خلال الكلمات، كأنها حية شاخصة متحركة الملامح والسمات، فيقول سبحانه:{إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ}[18- 25] فالرجل يكد ذهنه، ويعصر أعصابه، ويقبض جبينه، وتكلح ملامحه وقسماته.. كل ذلك ليجد عيبًا يعيب به هذا القرآن العظيم، وليجد قولاً يقوله فيه. وبعد هذا المخاض كله يلد الجبل فأرًا، وبعد هذا الحَزق كله ، لا يُفتح عليه بشيء، فيولي عن النور مدبرًا، ويصد عن الحق مستكبرًا، ويقول:{ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} وقوله تعالى:{ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } تعليل للوعيد واستحقاقه له. أو هو بيان لعناده لآيات الله تعالى.. وقوله تعالى:{ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } تعجيبٌ من تقديره ورميه الغرض، الذي كانت تنتحيه قريش. أو ثناء عليه على طريقة الاستهزاء به. أو هو حكاية لما كرروه من قولهم: (قتل كيف قدَّر) تهكمًا بهم، وبإعجابهم بتقديره، واستعظامهم لقوله.

أما قوله تعالى:{ ثم قتل كيف قدر } فهو تكرير للمبالغة. و{ ثم } للدلالة على أن ما بعدها أبلغ مما قبلها. أما في قوله تعالى:{ ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ} فهي باقية على أصلها من الدلالة على التراخي الزماني. أي: ثم نظر في القرآن مرة بعد مرة، ثم قطَّب وجهه، لمَّا لم يجد فيه مطعنًا، ولم يدر ماذا يقول. وقيل: نظر في وجوه الناس، ثم لما عسُر عليه الرد، قطب وجهه وبسَر. أي: كلح، ثم أدبر عن الحق، واستكبر عن اتباعه،{ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ }. أي: يروَى ويتعلَّم. وإنما عطف هذا بالفاء بعد أن عطف ما قبله بـ( ثمَّ ) للدلالة على أن هذه الكلمة، لما خطرت بباله، لم يتملك أن نطق بها من غير تلعثم وتلبث. ثم أكَّذَ ذلك بقوله:{ إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ} ، ولذلك لم يوسِّط بين الجملتين بأداة العاطف. وقد روي عنه- أي: عن الوليد بن المغيرة- أنه قال لبني مخزوم:” والله لقد سمعت من محمد آنفًا كلامًا ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن، إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو، وما يعلى. فقالت قريش: صبأ، والله الوليد. والله لتصبأن قريش كلهم. فقال ابن أخيه أبو جهل: أنا أكفيكموه، فقعد عنده حزينًا، وكلمه بما أحماه، فقام، فأتاهم، فقال: تزعمون أن محمدًا مجنون، فهل رأيتموه يخنق ؟ وتقولون: إنه كاهن، فهل رأيتموه يتكهن؟ وتزعمون أنه شاعر، فهل رأيتموه يتعاطى شعرًا قط؟ وتزعمون أنه كذاب، فهل جربتم عليه شيئًا من الكذب؟ فقالوا في كل ذلك: اللهم لا. ثم قالوا: فما هو؟ ففكر، فقال: ما هو إلا ساحر. أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله، وولده ومواليه، وما الذي يقوله إلا سحر يرويه عن أهل بابل، ويتعلمه منهم، فارتج النادي فرحًا، وتفرقوا معجبين بقوله، متعجبين منه).

ولهذا يصور له التعبير القرآني المعجز هذه اللمحات الحيَّة، التي يثبتها في المخيلة أقوى مما تثبتها الريشة في اللوحة، وأجمل مما يعرضها الفيلم المتحرك على الأنظار، فتدع صاحبها سخرية الساخرين أبد الدهر، وتثبت صورته الزرية في صلب الوجود، تتملاها الأجيال بعد الأجيال! فإذا ما انتهى الله تعالى من عرض هذه اللمحات الحيَّة الشاخصة لهذا المخلوق المضحك، عقَّب عليها بالوعيد المفزع، والتهديد الساحق، فقال سبحانه:{ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ }[26]. وهو بدل من قوله تعالى:{سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا}و{سَقَرَ} هي- على ما قيل- الدرك السادس من النار، ومنِع لفظها من الصرف للتأنيث. وقيل: إنه اسم أعجمي. والأول هو الصواب، لأن الأعجمي إذا كان على ثلاثة أحرف، انصرف، وإن كان متحرك الأوسط. وأيضًا فإنه اسم عربي مشتق، يقال: سقَرَته الشمس، إذا أحرقته. والساقور: حديدة تحمَى، ويكوى بها الحمار. وزاد هذا التهديد، وذلك الوعيد تهويلاً تنكير{ سَقَرَ }، ثم تكرارها في جملة استفهامية، يزيد من تهويل أمرها، وهي قوله تعالى:{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ }(27). يريد: أيُّ شيء أدراك ما سقر؟ أي: لم تبلغ درايتك غاية أمرها وعظم هولها، لأنها شيء أعظم وأهول من الإدراك!

وقيل: كل ما في القرآن من قوله تعالى:{ وَمَا أَدْرَاكَ }، فقد أدراه، وما فيه من قوله:{ وَمَا يُدْريكَ }، فلم يدره، كقوله تعالى:{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب:63] والدليل على الأول قوله تعالى:{لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ }، فقد أدراه ما سقر؟ ومثله قوله تعالى: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} [القارعة: 3]. ثم أدراه ما القارعة، فقال سبحانه:{ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ }[القارعة:4]

وقوله تعالى:{ مَا سَقَرُ }؟ سؤال عن الماهيَّة، كقوله تعالى:{ مَا الْقَارِعَةُ }؟ ولما كان سؤالاً عن الماهية، لم يجز فيه الجمع بين الاسم، وضميره، كما يفعل ذلك كثير من علماء النحو والتفسير في عصرنا هذا. فلا يقال: ما هي سقر؟ وما هي القارعة؟ وإنما يقال: ما القارعة؟ ويقال: ما هي؟ إذا تقدم ذكر لها في الكلام، كما قال تعالى:{ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ } (القارعة:9-11).. فتأمل ذلك في القرآن، تجده على ما ذكرنا !.

ثم عقَّب الله تعالى على هذا تجهيل سقر، وتهويل أمرها بذكر شيء من صفتها أشد هولاً، وأعظم، فقال سبحانه:{ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ }[28] أي: لا تبقي شيئًا فيها إلا أهلكته، وإذا هلك، لم تذره هالكًا حتى يعاد. أو لا تبقي على شيء، ولا تدعه من الهلاك، حتى تهلكه. فكل شيء يطرح فيها هالك لا محالة، وكأنها تبلعه بلعًا، وتمحوه محوًا. وللدلالة على هذا المعنى جيء بـ( لا ) مكررة بعد الواو العاطفة، لأنه لو قيل: لا تبقي وتذر ، احتمل وقوع النفي على أحد الفعلين، دون الآخر.. فتأمل ! ثم هي بعد ذلك:{ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ }(29). أي: مغيِّرة لهم، أو محرقة، بلغة قريش. يقال: لاحته الشمس، ولوَّحته،إذا غيرته. ويقال: لوحَّت الشيءَ بالنار: أحميته بها. وقال ابن عباس- رضي الله عنهما- وجمهور العلماء: معناه: مغيِّرة للبشرات، ومحرقة للجلود، مسودة لها. فالبشر- على هذا- جمع بشرة. وقال الحسن وابن كيسان: لواحة بناء مبالغة من لاح يلوح، إذا ظهر. فالمعنى: إنها تظهر للناس -وهم البشر- من مسيرة خمسمائة عام، وذلك لعظمها وهولها وزفيرها.. وقرىء:{ لَوَّاحَةً }، بالنصب على الاختصاص، للتهويل. ثم إن:{ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ }(30) ملكًا هم خزنة جهنم، المحيطون بها، المدبرون لأمرها، القائمون على تعذيب أهلها، الذين إليهم جماع أمر زبانيتها، باتفاق العلماء جميعهم. وهكذا تتلاحق الآيات سريعة الجريان، منوعة الفواصل والقوافي، يتئد إيقاعها أحيانًا، ويجري لاهثًا أحيانًا، وبخاصة عند تصوير المشهدين الأخيرين: مشهد هذا المكذب، وهو يفكر، ويقدر، ويعبس، ويبسر.. ومشهد سقر، التي لا تبقي ولا تذر، ملوحة للبشر!

وواضح من ذلك كله أن الغرض من نزول هذه السورة الكريمة هو تكليف محمد صل الله عليه وسلم بأن يكون نذيرًا للبشر من عذاب الله تعالى.. والإنذار يحتاج إلى دليل تقام به الحجة. والدليل- هنا- هو المعجزة. والمعجزة في قوله تعالى:{عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ }[30] وروي أنه لما نزلت هذه الآية، قال أبو جهل لقريش: ثكلتكم أمهاتكم ! أسمع ابنَ أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر، وأنتم الدهر! أيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم؟ فقال أبو الأشدِّ بن أسيد بن كلدة الجُمَحِيِّ، وكان شديد البطش: أنا أكفيكم سبعة عشر، فاكفوني أنتم اثنين. فأنزل الله تعالى قوله:{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً }[31] وأصحاب النار هم التسعة عشر ملكًا. والجمهور على أن المراد بهم النقباء، الذين إليهم جماع زبانيتها- كما تقدم - وإلا فقد جاءSadيؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها). وكان ظاهر الكلام يقتضي أن يقال:{وَمَا جَعَلْنَاهم} ، ولكنه وضع الاسم الظاهر موضع الضمير، وكأن ذلك لما في هذا الاسم الظاهر من الإشارة إلى أنهم المدبرون لأمرها، القائمون بتعذيب أهلها ما ليس في الضمير. وفي ذلك إيذان بأن المراد بسقر: النار مطلقًا، لا طبقة خاصة منها- كما ذكرنا سابقًا - والمعنى: وما جعلناهم إلا ملائكة، لا يطاقون. فهم من ذلك الخلق المغيَّب، الذي لا يعلم طبيعته ، وقوته إلا الله. وقد وصفهم الله تعالى بقوله:{غِلاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم:6] فقرر سبحانه وتعالى: أنهم غلاظ شداد، يطيعون ما يأمرهم به الله، وأن بهم القدرة على فعل ما يأمرهم. فهم- إذًا- مزودون بالقوة، التي يقدرون بها على كل ما يكلفهم الله به. فإذا كان قد كلفهم القيام على سقر، فهم مزودون من قبله سبحانه بالقوة المطلوبة لهذه المهمة، كما يعلمها الله، فلا مجال لقهرهم ، أو مغالبتهم من هؤلاء البشر! وما كان قول الكافرين عن مغالبتهم إلا وليد الجهل الغليظ بحقيقة خلق الله ، وتدبيره للأمور.

وقيل: لم يجعلهم الله تعالى بشرًا، بل جعلهم { مَلائِكَةً }، ليخالفوا جنس المعذبين من الجن والإنس، فلا يأخذهم ما يأخذ المجانس من الرأفة والرقة، ولا يستروحون إليهم، ولأنهم أقوم من البشر بحق الله عز وجل، وبالغضب له تعالى، ولأنهم أشد الخلق بأسًا وأقواهم بطشًا. وعن عمرو بن دينارSadواحد منهم يدفع بالدفعة الواحدة في جهنم أكثر من ربيعة ومضر). وعن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال في وصفهمSadكأن أعينهم البرق، وكأن أفواهم الصياصي، يجرون أشعارهم، لأحدهم مثل قوة الثقلين، يسوق أحدهم الأمة وعلى رقبته جبل، فيرمي بهم في النار، ويرمي بالجبل عليهم).
ثم أخبر تعالى عن الحكمة التي جعل من أجلها عدتهم تسعة عشر، فقال سبحانه:{ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً}[31] أي: ما جعلنا عددهم تسعة عشر إلا فتنة للذين كفروا، ووسيلة إلى استيقان الذين أوتوا الكتاب، وزيادة في إيمان الذين آمنوا، وحفظًا من ارتياب أهل الكتاب والمؤمنين، وداعيًا إلى تقوُّل أهل الكفر والنفاق:{مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا}. فهذه خمس حكم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يكون هذا العدد المخصص بـ{تِسْعَةَ عَشَرَ} فتنة للذين كفروا، ووسيلة إلى استيقان الذين أوتوا الكتاب، وازدياد الذين آمنوا إيمانًا، وحفظًا من ارتياب أهل الكتاب والمؤمنين، وداعيًا إلى تقول أهل النفاق والكفر ما قالوا ؟ فأما كون هذا العدد فتنة وابتلاء للذين كفروا فالجواب عنه من وجهين: أحدهما: أن الذين كفروا يستهزئون، ويقولون: لمَ لمْ يكونوا عشرين، أو ثمانية عشر مثلاً؟ وذلك لأن حال هذا العدة الناقصة واحدًا من عقد العشرين أن يفتتن بها من لا يؤمن بالله وبحكمته، ويعترض ويستهزىء، ولا يذعن إذعان المؤمن، وإن خفي عليه وجه الحكمة. والثاني: أنهم يقولون: كيف يكون هذا العدد القليل وافيًا بتعذيب أكثر الخلق من الجن والإنس، من أول خلق آدم إلى يوم القيامة ؟

وأما كونه وسيلة إلى استيقان الذين أوتوا الكتاب فلأنه مطابق لما عندهم في التوراة والإنجيل. فإذا سمعوا به في القرآن، استيقنوا أنه منزل من عند الله تعالى، ومصدق لما بين يديهم. وهذا مما يشهد لقومهم على صدق ما أتى به النبي صل الله عليه وسلم، وما ادعاه لإيمانهم وتصديقهم!
وأما كونه وسيلة إلى ازدياد الذين آمنوا إيمانًا فإن المؤمنين كلما جاءهم أمر عن ربهم، صدقوه، وإن لم يعلموا حقيقته، اكتفاء بأنه من عند الله تعالى، لأن قلوبهم مفتوحة موصولة تتلقى الحقائق تلقيًا مباشرًا. وكل حقيقة ترد إليها من عند الله تزيدها أنسًا بالله، وتزيد قلوبهم إيمانًا، فتستشعر بحمكة الله في هذا العدد، وتقديره الدقيق في الخلق.

ولمَّا أثبت الله تعالى بذلك العدد الاستيقان لأهل الكتاب، وزيادة الإيمان للمؤمنين، جعله حفظًا لهم من الوقوع في الريبة، فجمع لهم بذلك: إثبات اليقين، ونفي الريب. وإنما فعل ذلك، لأنه آكد وأبلغ لوصفهم بسكون النفس، وثلج الصدر، ولأن فيه تعريضًا بحال من عَداهم، كأنه قال: ولتخالف حالهم حال الشاكين المرتابين من أهل النفاق والكفر.

وإنما لم ينظم المؤمنين في سلك أهل الكتاب في نفي الارتياب، حيث لم يقل: ولا يرتابوا، للتنبيه على تباين النفيين حالاً. فان انتفاء الارتياب من أهل الكتاب مقارن لما ينافيه من الجحود، ومن المؤمنين مقارن لما يقتضيه من الإيمان. ولا يخفى ما بينهما من الفرق.

والتعبير عن المؤمنين باسم الفاعل {الْمُؤْمِنُونَ} ، بعد ذكرهم بالموصول والصلة الفعلية المنبئة عن الحدوث { الَّذِينَ آَمَنُوا }، للإيذان بثباتهم على الإيمان بعد ازدياده ورسوخهم فيه. وأما كونه داعيًا إلى تقوُّل أهل النفاق والكفر:{ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا }؟ فإن هذه السورة الكريمة مكية، ولم يكن بمكة يومئذ نفاق، وإنما نجم النفاق بالمدينة، فأخبر الله تعالى أن النفاق سيحدث في قلوب هؤلاء في المدينة بعد الهجرة. وعلى هذا تصير هذه الآية الكريمة معجزة، لأنها إخبار عن غيب سيقع، وقد وقع على وفق الخبر، فيكون معجزًا.

وتعقيبًا على قولهم هذا قال الزمخشريSadفإن قلت: قد علل جعلهم تسعة عشر بالاستيقان، وانتفاء الارتياب، وقول المنافقين والكافرين ما قالوا، فهب أن الاستيقان، وانتفاء الريب يصح أن يكونا غرضين ، فكيف صح أن يكون قول المنافقين والكافرين غرضًا ؟ قلت: أفادت اللام معنى العلة والسبب، ولا يجب في العلة أن تكون غرضًا، ألا ترى إلى قولك: خرجت من البلد مخافة الشر، فقد جعلت المخافة علة لخروجك ، وما هي بغرضك). أراد اللام التي في قوله تعالى:{وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ} قال الألوسيSadوفي الحواشي الشهابية: إنما أعيدت اللام فيه، للفرق بين العلتين، إذ مرجِّح الأولى الهداية المقصودة بالذات، ومرجِّح هذه الضلال المقصود بالعرض الناشيء من سوء صنيع الضالين).
وقولهم:{ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا }؟ إنما سموه مثًُلآ- على ما قال الزمخشري- لأنه استعارة من المثل المضروب، لأنه مما غرُب من الكلام وبدُع، استغرابًا منهم لهذا العدد، واستبعادًا له. وقيل: لما استبعدوه حسبوه مثلاً مضروبًا، كما حسبه كذلك بعض الباحثين المعاصرين، ممن ألفوا في أمثال القرآن. والمعنى: أي شيء أراد الله بهذا العدد العجيب، وأي غرض قصد في أن جعل الملائكة تسعة عشر، لا عشرين سواء؟ ومرادهم: إنكاره من أصله، وأنه ليس من عند الله، وأنه لو كان من عند الله، لما جاء بهذا العدد الناقص.
وهكذا تترك الحقيقة الواحدة أثرين مختلفين في القلوب المختلفة.. فبينما الذين أوتوا الكتاب يستيقنون، والذين آمنوا يزيدون إيمانًا، إذًا بضعاف القلوب، والذين كفروا في حيرة يتساءلون:{مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا} ؟.. فهم لا يدركون حكمة هذا الأمر الغريب، ولا يسلمون بحكمة الله المطلقة في تقدير كل خلق، ولا يطمئنون إلى صدق الخبر، والخير الكامن في إخراجه من عالم الغيب إلى عالم الشهادة. ولهذا أشاروا إليه بقولهم:{هذا} استحقارًا للمشار إليه، واستبعادًا له، كقولهم: {أهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً }(الفرقان:41). وهذا هو حال القلوب عند ورود الحق المنزل عليها: قلب يفتتن به كفرًا وجحودًا، وقلب يزداد به إيمانًا وتصديقًا.

وهنا يجيئهم الجواب في صورة التهديد والتحذير بما وراء ما سمَّوْه:{مَثلاً} من تقدير وتدبير، وذلك قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[31] وهو إشارة إلى ما قبله من معنى الإضلال والهداية. أي: مثل ذلك المذكور من الإضلال والهداية يضل المنافقين والكافرين حسب مشيئته، ويهدي المؤمنين حسب مشيئته. فكل أمر مرجعه في النهاية إلى مشيئة الله تعالى المطلقة، التي ينتهي إليها كل شيء. ومشيئته سبحانه تابعة لحكمته. وقد جاء هذا المعنى موضحًا في آيات أخر، منها قوله تعالى:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}[إبراهيم:27] أي: يفعل ما توجبه الحكمة، لأن مشيئة الله تعالى تابعة للحكمة من تثبيت الذين آمنوا، وتأييدهم ، وعصمتهم عند ثباتهم وعزمهم، ومن إضلال الظالمين وخذلانهم، والتخلية بينهم، وبين شأنهم عند زللهم. ففعله تعالى كله حسن ، لأنه مبني على الحكمة والصواب. فأما المؤمنون فيسلمون بحكمة الله تعالى، ويذعنون لمشيئته، لاعتقادهم أن أفعال الله تعالى كلها حسنة وحكمة، فيزيدهم ذلك إيمانًا. وأما الكافرون فينكرون أفعاله سبحانه، ويشكون فيها، لأنهم لا يدركون حكمة الله تعالى فيها، فيزيدهم ذلك كفرًا وضلالاً. وفي وضع الفعلين {يُضِلُّ, ويَهْدي} موضع المصدر إشعار بالاستمرار التجددي. والمضارع يستعمل له كثيرًا، ففي التعبير به- هنا- إشارة إلى أن الإضلال والهداية لا يزالان يتجددان ما تجدد الزمان. وقال تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ }[31]، لأنها من الغيب، في حقيقتها، وصفاتها، ووظيفتها، وعددها.. والله تعالى يكشف عما يريد الكشف عنه من أمر جنوده، وقوله هو الفصل في شأنها. وليس لقائل بعده أن يجادل، أو يحاول معرفة ما لم يكشف الله عنه. فلا سبيل لأحد إلى معرفة ذلك، ولو إجمالاً، فضلاً عن الاطلاع على تفاصيل أحوالها، من كم وكيف ونسبة.

وروى أن إبراهيم عليه السلام لما خرج من النار، أحضره نمرود، وقال له في بعض قوله: يا إبراهيم! أين جنود ربك الذي تزعم؟ فقال له عليه السلام: سيريك فعل أضعف جنوده. فبعث الله تعالى على نمرود وأصحابه سحابة من بعوض، فأكلتهم عن آخرهم ودوابهم، حتى كانت العظام تلوح بيضاء. ودخلت منها بعوضة في رأس نمرود، فكان رأسه يضرب بالعيدان وغيرها، ثم هلك منها. قال الألوسيSadوهذه الآية وأمثالها من الآيات والأخبار تشجع على القول باحتمال أن يكون في الأجرام العلوية جنود من جنود الله تعالى، لا يعلم حقائقها وأحوالها إلا هو عز وجل. ودائرة ملك الله جل جلاله أعظم من أن يحيط بها نطاق الحصر، أو يصل إلى مركزها طائر الفكر).

وقوله تعالى:{وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَر}[31]. إما أن يعود علىSadجُنُودَ رَبِّكَ). أو يعود علىSad سَقَرَ وَمَنْ عَليْهَا من جنود ربك ). أي: وما جنود ربك، أو: وما سقر ومن عليها إلا ذكرى للبشر.. وذكراها للبشر، إنما جاء، للتنبيه والتحذير، لا ليكون موضوعًا للجدل! والقلوب المؤمنة هي التي تتعظ بالذكرى، فأما القلوب الضالة فتتخذها جدلاً. وقد يكون فيما قاله علماء الإعجاز العددي- كالشيخ بسام جرار في كتابه إعجاز العدد/19/ - من تفسير لهذه الآية الكريمة ما يكشف عن حقيقة هذا العدد.. والله تعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأحد 18 أكتوبر 2015, 6:48 am

إسلاميّات  Right2
[size=32]دعوة عامة لدخول الجنه ( فهل من ملبى ؟؟ )[/size]
إسلاميّات  Left2
 (1) هل تريد أن تكون قريباً من الله ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد فأكثروا الدعاء )) رواة مسلم .
إسلاميّات  Line2
 (2) هل تريد أجر حجة ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( العمرة فى رمضان تعدل حجة أو حجة معى )) متفق عليه .
إسلاميّات  Line2
 (3) هل تريد بيتاً فى الجنة ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( من بنى مسجداً لله بنى الله لة فى الجنه مثلة ))رواة مسلم .
إسلاميّات  Line2
 (4) هل تريد أن تنال رضا الله سبحانه و تعالى ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها و يشرب الشربة فيحمده عليها )) رواة مسلم .
إسلاميّات  Line2
 (5) هل تريد أن يستجاب دعائك ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( الدعاء بين الأذان و الإقامة لا يرد )) رواةابو داوود .
إسلاميّات  Line2
 (6) هل تريد أن يكتب لك أجر صيام سنة كاملة ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( صوم ثلاثة أيام من كل شهر يعدل صوم الدهر كله )) متفق عليه .
إسلاميّات  Line2
 (7) هل تريد حسنات كالجبال ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( من شهد الجنازة حتى صلى عليها فلة قيراط و من شهدها حتى تدفن فلة قيراطان قيل و ما القيراطان ؟ قال مثل الجبلين العظيمين )) متفق عليه .
إسلاميّات  Line2
 (Cool هل تريد مرافقة النبى فى الجنة ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( أنا و كافل اليتيم كهاتين فى الجنه و أشار بإصبعية السبابة و الوسطى )) رواة البخارى .
إسلاميّات  Line2
 (9) هل تريد أجر مجاهد أو قائم أو صائم فى سبيل الله ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( الساعى على الأرملة أو المسكين كالمجاهد فى سبيل الله )) و أحسبة قال (( أو كالقائم أو الصائم لا يفطر )) متفق علية .
إسلاميّات  Line2
 (10) هل تريد أن يضمن لك النبى الجنه بنفسة ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( من يضمن لى ما بين لحيتية و ما بين رجلية أضمن لة الجنة )) متفق علية .
إسلاميّات  Line2
 (11) هل تريد أن لا ينقطع عملك بعد الموت ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( إذا مات إبن أدم إنقطع عملة إلا من ثلاث , صدقة جارية أو علم ينتفع بة أو ولد صالح يدعو لة )) رواة مسلم .
إسلاميّات  Line2
 (12) هل تريد كنزاً من كنوز الجنة ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( لا حول ولا قوه الا بالله )) متفق عليه .
إسلاميّات  Line2

 (12) هل تريد كنزاً من كنوز الجنة ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( لا حول ولا قوه الا بالله )) متفق عليه .
إسلاميّات  Line2
 (13) هل تريد أجر قيام ليلة كاملة ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( من صلى العشاء فى جماعة كأنما قام نصف الليل و من صلى الصبح فى جماعة كأنما صلى الليل كلة )) رواة مسلم .
إسلاميّات  Line2
 (14) هل تريد أن تقرأ ثلث القرأن فى دقيقة ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( قل هو الله أحد تعدل ثلث القرأن ))رواة مسلم .
إسلاميّات  Line2
 (15) هل تريد أن تثقل ميزان حسناتك ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان الى الرحمن ثقيلتان فى الميزان ( سبحان الله و بحمدة سبحان الله العظيم ) رواة البخارى .
إسلاميّات  Line2
 (16) هل تريد أن يبسط لك فى رزقك و يطال لك فى عمرك ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( من سرة أن يبسط فى رزقة أو ينسأ له فى أثرة فليصل رحمه )) رواة البخارى .
إسلاميّات  Line2
 (17) هل تريد أن يحب الله لقائك ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( من أحب لقاء الله أحب الله لقائة )) رواة البخارى .
إسلاميّات  Line2
 (18) هل تريد أن يحفظك الله ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( من صلى الصبح فهو فى زمة الله )) رواة مسلم
إسلاميّات  Line2
 (19) هل تريد أن يصلى الله عليك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من صلى علي صلاه صل الله علية بها عشراً )) رواة مسلم .
إسلاميّات  Line2
 (20) هل تريد أن يرفعك الله ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز و جل ))رواة مسلم .
إسلاميّات  Line2
 (21) هل تريد أن يباعد بينك و بين النار سبعين خريفا ؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( من صام يوماً فى سبيل الله باعد الله بينة و بين النار سبعين خريفاً )) متفق عليه .
(( جميع الأحاديث موثوق بها من الكتب الصحيحة ))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأحد 18 أكتوبر 2015, 6:48 am

صلةُ الأرحام أساس بناء الحياة

يهدِف الإسلام إلى بناءِ مجتمعٍ إسلاميٍّ متراحمٍ متعاطِف، تسودُه المحبّةُ والإخاء، ويهيمِن عليه حبّ الخيرِ والعَطاء، والأسرةُ وِحْدةُ المجتمع ، تسعَد بتقوى الله ورعايةِ الرّحِم، اهتمّ الإسلامُ بتوثيق عُراها وتثبيتِ بُنيانها، فجاء الأمر برعايةِ حقّها بعدَ توحيد الله وبرّ الوالدين، قال جلّ وعلا {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى} وقُرِنَت مع إفرادِ الله بالعبادةِ والصّلاةِ والزّكاة، فعن أبي أيّوب الأنصاريّ رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبيّ فقال: أخبِرني بعملٍ يدخلني الجنّة، قال " تعبد الله ولا تشرِكُ به شيئًا، وتقيمُ الصلاة، وتؤتي الزكاةَ، وتصِلُ الرّحم " [متفق عليه] وقد أُمِرَت الأمم قبلَنا بصِلة أرحامِها، قال سبحانه {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى} ودَعا إلى صِلتها نبيُّنا محمّدٌ في مَطلعِ نُبوّته، قال عَمْرُو بنُ عبَسَة : قدمتُ مكّةَ أوّلَ بعثةِ النبيّ فدخلتُ عليه فقلت: ما أنت ؟ قال " نبيّ " قلت : وما نبيّ ؟ قال " أرسَلَني الله " قلت : بِمَ أرسلك ؟ قال " بصلةِ الأرحام وكسرِ الأوثان وأن يُوحَّد الله " [رواه الحاكم] وسأل هِرقل أبا سفيانٍ عن النبيّ ما يقول لكم ؟ قال : يقول " اعبُدوا الله وحدَه ولا تشركوا به شيئًا " ويأمرنا بالصّلاة والصِّدق والعَفاف والصّلَة [متفق عليه] وأمَر بها عليه الصلاة والسلام أوّلَ مقدمِه إلى المدينة، قال عبد الله بن سلام : لمّا قدم النبيّ المدينةَ انجفلَ الناس إليه ـ أي: ذهَبوا إليه ـ فكان أوّلَ شيء سمعتُه تكلَّم به أن قال " يا أيّها الناس ، أفشوا السّلام ، وأطعِموا الطّعام ، وصِلوا الأرحامَ، وصَلّوا بالليل والنّاس نِيام، تدخلوا الجنّة بسلام " [رواه الترمذيّ وابن ماجه] وهي وصيّة النبيّ قال أبو ذر: أوصاني خليلِي بصِلة الرّحم وإن أدبَرَت [رواه الطبراني] فصِلةُ ذوي القربَى أمارةٌ على الإيمان " من كان يؤمِن بالله واليومِ الآخر فليصِل رحِمَه " [متفق عليه] وقد ذمّ الله كفّارَ قريش على قطيعةِ رحمِهم فقال عنهم {لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً}

*لقد خلق الله الرحمَ، وشقَقَ لها اسمًا من اسمِه، ووعَد ربُّنا جلّ وعلا بوصلِ مَن وصلَها، ومَن وصَله الرحيمُ وصلَه كلُّ خير ولم يقطَعه أحد، ومن بَتَره الجبّار لم يُعلِه بشرٌ وعاشَ في كَمَد { وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } والله يُبقي أثرَ واصلِ الرّحم طويلاً، فلا يضمحِلّ سريعًا كما يضمحِلّ أثر قاطعِ الرّحم، قال النبيّ عليه الصلاة والسلام " قال الله للرّحم : أما ترضينَ أن أصلَ من وصلك وأن أقطعَ من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذاك لك " [متفق عليه] "والرحمُ معلّقة بالعرش تقول : مَن وصلني [وصله الله] ومن قطعني [قطعه الله] " .
*صلةُ الرّحم تدفَع بإذن الله نوائبَ الدّهر، وترفع بأمرِ الله عن المرء البَلايا، لمّا نزل على المصطفى { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } رجع بها ترجِفُ بوادرُه حتّى دخل على خديجةَ فقال : " زمِّلوني " فأخبرَها الخبَر، وقال " قد خشيتُ على نفسِي " فقالت له: كلاّ والله، لا يخزيكَ الله أبدًا إنّك لتصلُ الرّحم، وتحمِل الكَلَّ ، وتكسِب المعدومَ، وتَقري الضّيف [رواه البخاري] .
*صلةِ الرّحم أُسُّ بِناء الحياة، محبّةُ للأهل، وبَسطُ الرّزق، وبركةُ العُمر، يقول " صِلة الرّحم محبّةٌ في الأهل، مثراة في المالِ، منسَأَة في الأثر" [رواه أحمد] وعند البخاريّ ومسلم " من أحبَّ أن يُبسَط له في رزقه ويُنسَأ له في أثَره فليصِل رحمَه " قال ابن التّين : " صلةُ الرّحم تكون سببًا للتوفيقِ والطاعةِ والصيانةِ عن المعصيةِ، فيبقى بعدَه الذكرُ الجميل فكأنّه لم يمُت " .
* ِصلة الحرم عبادةٌ جليلة مِن أخصِّ العبادات، يقول عمرو بن دينار: "ما مِن خَطْوةٍ بعد الفريضةِ أعظمُ أجرًا من خَطوةٍ إلى ذي الرّحم " ثوابُها معجَّل في الدنيا ونعيمٌ مدَّخرَ في الآخرة ، قال " ليس شيء أُطِيعَ اللهُ فيه أعْجَل ثوابًا من صِلةِ الرحم " [رواه البيهقيّ] والقائمُ بحقوقِ ذوي القربَى موعودٌ بالجنّة ، يقول عليه الصلاة والسلام " أهلُ الجنة ثلاثة : ذو سلطانٍ مُقسط ، ورجلٌ رحيمٌ رقيقُ القلب بكلّ ذي قُربى ومسلم ، ورجلٌ غنيّ عفيف متصدِّق " [رواه مسلم] .
*صلة الرحم تقوَي المودَّة وتزيدُ المحبَّة وتتوثَّق عُرى القرابةِ وتزول العداوةُ والشّحناء، فيها التعارفُ والتواصلُ والشعور بالسّعادة .
*صِلة الرّحم والإحسانُ إلى الأقربين طُرقُها ميسَّرة وأبوابها متعدِّدة، فمِن بشاشةٍ عند اللّقاء ولينٍ في المُعاملة ، إلى طيبٍ في القول وطلاقةٍ في الوجه ، زياراتٌ وصِلات، مشاركةٌ في الأفراح ومواساةٌ في الأتراح، وإحسانٌ إلى المحتاج ، وبذلٌ للمعروف ، نصحُهم والنّصحُ لهم ، مساندةُ مكروبِهم وعيادةُ مريضهم، الصفحُ عن عثراتهم ، وترك مُضارّتهم، والمعنى الجامِع لذلك كلِّه: إيصالُ ما أمكَن من الخير، ودفعُ ما أمكنَ منَ الشرّ .
*صلةُ الرّحم أمارةٌ على كَرَم النّفس وسَعَةِ الأفُق وطيبِ المنبَتِ وحُسن الوَفاء، ولهذا قيل: مَن لم يَصْلُحْ لأهلِه لم يَصْلُحْ لك، ومَن لم يذُبَّ عنهم لم يذبَّ عنك، يُقْدِم عليها أولو التّذكرةِ وأصحابِ البصيرة { أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} .
*الأرحام أمَرَ الله بالرّأفة بهم كما نرأَف بالمِسكين، قال عزّ وجلّ { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ } حقُّهم في البذلِ والعطاء مقدّمٌ على اليتامَى والفقراء، قال سبحانَه {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} والسخاءُ عليهم ثوابٌ مضاعفٌ من ربِّ العالمين، قال عليه الصّلاة والسّلام " الصدقةُ على المسكين صدقة، وعلى القريب صدقةٌ وصِلة " [رواه الترمذي] وأوّلُ مَن يُعطَى مِن الصدقة هم الأقربون مِن ذوي المَسكنَة، تصدّق أبو طلحة رضي الله عنه ببستانِه ، فقال له النبيّ " أرَى أن تجعلَها في الأقربين " فقسمَها أبو طلحة على أقاربِه وبني عمّه [متفق عليه] فالباذلُ لهم سخيُّ النّفس كريم الشّيَم، يقول الشعبيّ رحمه الله " ما ماتَ ذو قرابةٍ لي وعليه دينٌ إلاّ وقضيتُ عنه دينه " .
*الجارُ من ذوي الأرحام أخصُّ بالرّعاية والعنايةِ مِن غيره قال سبحانه {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} فدعوتُهم وتوجيهُهم وإرشادهم ونُصحهم ألزمُ من غيرِهم، قال جلّ وعلا {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} وإكرامُ ذوي القراباتِ مأمور به على أن لا يكونَ في التّقديمِ بخسٌ لأحدٍ أو هضمٌ لآخرين، قال سبحانه {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } .
*إنّ ذوي الرّحِم غيرُ معصومين، يتعرّضون للزّلَل، ويقَعون في الخَلل، وتصدُر منهم الهَفوة، ويقَعون في الكبيرة، فإن بَدَر منهم شيءٌ من ذلك فالزَم جانبَ العفوِ معهم، فإنَّ العفوَ من شِيَم المحسنين، وما زادَ الله عبدًا بعفو إلاّ عِزًّا، وقابِل إساءَتهم بالإحسان، واقبل عُذرَهم إذا أخطؤوا، ولك في يوسف القدوة والأسوة، فقد فعل إخوةُ يوسفَ مع يوسفَ ما فعلوا، وعندما اعتذروا قبِل عذرهم وصفَح عنهم الصفحَ الجميل، ولم يوبِّخهم، بل دعا لهم وسأل الله المغفرةَ لهم، {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} فغُضَّ عن الهفواتِ، واعفُ عن الزّلاّت، وأقِلِ العثرات، تجْنِ الودَّ والإخاء واللينَ والصفاء، وتتحقَّقُ فيك الشهامةُ والوفاء ، وداوِم على صِلة الرّحم ولو قطعوا، وبادِر بالمغفرة وإن أخطؤوا، وأحسِن إليهم وإن أساؤوا، ودَع عنك محاسبةَ الأقربين، ولا تجعَل عِتابَك لهم في قطعِ رحمِك منهم، وكُن جوادَ النّفس كريمَ العطاء، وجانبْ الشحَّ فإنّه من أسباب القطيعة، قال عليه الصلاة والسلام " إيّاكم والشّحَّ، فإنّ الشحَّ أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالبُخل فبخِلوا، وأمرهم بالظّلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعةِ فقطعوا " [متفق عليه] واعلم أنّ مقابلةَ الإحسانِ بالإحسان مكافأةٌ ومجازاة، ولكن الواصلَ من يَتفضَّلُ على صاحبِه، ولا يُتَفضّلُ عليه، قال عليه الصلاة والسلام " ليسَ الواصلُ بالمكافئ، ولكنّ الواصلَ مَن إذا قُطعَت رحمُه وصَلها " [رواه البخاري] قيل لعبد الله بن مُحَيريز: ما حقّ الرّحم ؟ قال : " تُستَقبَل إذا أقبَلت، وتُتْبَع إذا أدبَرت " وجاء رجلٌ إلى النبيّ فقال: يا رسولَ الله، إنّ لي قرابةً أصِلهم ويقطعونني، وأُحسِن إليهم ويُسيؤون إليّ، وأَحلِم عليهم ويجهَلون عليّ، فقال عليه الصلاة والسلام " لئن كان كما تقول فكأنّما تُسِفُّهم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمتَ على ذلك " [رواه مسلم] .
*الروابطُ تزداد وُثوقًا بالرّحم، وقريبُك لا يَمَلّكَ على القرب ولا ينسَاك في البُعد، عِزّهُ عزٌّ لك، وذُلّه ذُلٌّ لك، ومعاداة الأقاربِ شرّ وبلاء، الرّابح فيها خاسِر، والمنتصِر مهزوم، وقطيعةُ الرّحم مِن كبائر الذّنوب، متوَعَّدٌ صاحبُها باللّعنةِ والثبور، قال تعالى {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} فالتدابرُ بين ذوِي القربَى مؤذِنٌ بزوالِ النِّعمة وسوءِ العاقبةِ وتعجيلِ العقوبة، قال عليه الصلاة والسلام " لا يدخل الجنّةَ قاطع " [رواه البخاري] فعقوبتُها معجَّلة في الدّنيا قبلَ الآخرة، يقول النبيّ " ما مِن ذنبٍ أجدر أن يعجِّلَ الله لصاحبِه العقوبةَ في الدّنيا مع ما يدَّخره له في الآخرة من البغي ـ أي : الظلم ـ وقطيعةِ الرحم " [رواه الترمذي]
*قطيعة الرحم سببٌ للذِلّة والصّغار والضّعفِ والتفرّق، مُجلَبةٌ للهمّ والغمّ، فقاطعُ الرّحم لا يثبُت على مؤاخاة، ولا يُرجَى منه وفاء، ولا صِدقٌ في الإخاء، يشعر بقطيعةِ الله له، ملاحَقٌ بنظراتِ الاحتِقار، مهما تلقَّى من مظاهِر التبجيل، لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يستوحِشون مِن الجلوس مع قاطِع الرّحم، يقول أبو هريرة رضي الله عنه ( أُحرِّجُ على كلِّ قاطعِ رحمٍ لَمَا قام من عندنا ) وكان ابن مسعود رضي الله عنه جالسًا في حلقةٍ بعدَ الصبح فقال ( أُنْشِدُ الله قاطعَ رحمٍ لَمَا قام عنَّا فإنّا نريدُ أن ندعوَ ربَّنا، وإنّ أبوابَ السماء مُرتَجَةٌ ـ أي: مغلقة ـ دونَ قاطِع الرّحم ) ومن كان بينه وبين رحمٍ له عداوة فليبادِر بالصّلة ، وليعفُ وليصفح {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} وإنّ لحُسنِ الخُلُق تأثيرًا في الصّلة، والزَم جانبَ الأدَب مع ذوي القربَى، فإنّ مَن حَفِظَ لسانَه أراح نفسَه، وللهديّةِ أثرٌ في اجتلابِ المحبّة وإثباتِ المودّة وإذهابِ الضغائن وتأليفِ القلوب .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأحد 18 أكتوبر 2015, 6:50 am


أدعية من القرآن الكريم

v {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} (البقرة الآية: 127).
v {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة الآية: 201).
v {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} (البقرة الآية: 285).
v {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} (البقرة الآية: 286).
v {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} (آل عمران الآية: Cool.
v {ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار} (آل عمران الآية: 16).
v {ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين} (آل عمران الآية: 53).
v {ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} (آل عمران الآية: 147).
v {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار. ربنا وآتنا مع وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد} (آل عمران الآيتان: 193: 194).
v {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكو نن من الخاسرين} (الأعراف الآية:23).
v {ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} (الأعراف الآية: 47).
v {ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين} (الأعراف الآية: 126).
v {على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين} (يونس الآيتان: 85-86).
v {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء . ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} (إبراهيم الآيتان: 40-41) .
v {رب ارحمها كما ربياني صغيرا} (الإسراء الآية:24).
v {رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} (الإسراء الآية: 80).
v {ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا} (الكهف: 10).
v {رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري} (طه الآيتان: 25-26).
v {رب زدني علما} (طه الآية: 114).
v {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} (الأنبياء الآية: 87).
v {رب أعوذ بك من همزات الشياطين . وأعوذ بك رب أن يحضرون} (المؤمنون الآيتان: 87-88).
v {ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين} (المؤمنون الآية: 109).
v {رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين} (المؤمنون الآية: 117).
v {رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين . واجعل لي لسان صدق في الآخرين . واجعلني من ورثة جنة النعيم} (الشعراء الآيات: 83-85).
v {ولا تخزني يوم يبعثون . يوم لا ينفع مال ولا بنون . إلا من أتى الله بقلب سليم} (الشعراء الآيات: 87-89).
v {ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما . إنها ساءت مستقراً ومقدماً} (الفرقان الآيتان: 65-66) .
v {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} (الفرقان الآية: 74).
v {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} (النمل الآية: 19).
v {رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي} (القصص الآية: 16).
v {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} (القصص الآية: 24).
v {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم . ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك العزيز الحكيم . وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم} (غافر الآيات: 7-9).
v {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين} (الأحقاف الآية: 15).
v {ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذي سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} (الحشر الآية: 10).
v {ربنا أتمم لنا نورنا وأغفر لنا إنك على كل شيء قدير} (التحريم الآية: Cool.
v {رب ابن لي عندك بيتا في الجنة} (التحريم الآية:11).
v {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تباراً} (نوح الآية: 28).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأحد 18 أكتوبر 2015, 6:51 am

[size=33]دعاء ختم القرآن الكريم[/size]
إسلاميّات  Qouran


اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك..
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا {1} قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا {2} مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا {3} وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}[الكهف:1-4].

الحمد لله الذي لم يكن له شريك في الملك ولم يتخذ صاحبة ولا ولداً..
الحمد لله الذي هدانا للإسلام.. وأتانا من أمرنا رشدا..
الحمد لله الذي أعد للمؤمنات جنات خالدين فيها أبدًا.. وأعد للكافرين جهنم لا يخرجون منها أبدًا..
الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلقهُ ثم هدى..
الحمد لله الذي أنعم وهدى..
الحمد لله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى..
الحمد لله لا مانع لما أعطى.. ولا معطى لما منع.. ولا راد لما قضى.. أفضل من سُئل.. وخير من أعطى..
الحمد لله على ما قضى.. وكل الذي قضاه فيه الرضا..
الحمد لله.. جاء في كتابه الكريم: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}[التوبة:40].
الحمد لله يغفر الذنوب كرمًا وحلما..
الحمد لله جعل الحق حقًا بينا..
الحمد لله.. إليه وحده نتوجه بالدعاء.. وهو سميعُ قريبُ مجيبُ الدعاء..
الحمد لله.. أهلُ الإجابة والرجاء..
الحمد لله كما يُحب ربُنا ويرضى..
الحمد لله.. مُجيب كل سائل لا يرد أحدا.. بابه مفتوح للطالبين.. يجير المستجيرين.. يغيث المستغيثين.. يحب التوابين.. يحب المتطهرين.. يحب المساكين.. يحب الصابرين.. يحب العابدين.. رزقه للطائعين والعاصين.. رحمته قريبُ من المحسنين.

يعلم حوائج السائلين.. يسمع أنين المتأوهين.. رجاءُ المذنبين.. مفرجُ عن المهمومين.. منفسُ عن المكروبين.. ربُ العالمين.. مالكُ يوم الدين.. لا نعمةً إلا له.. لا قوةً إلا به.

لا إله إلا هو الملك الحق المبين..
لا إله إلا هو العدل اليقين..
لا إله إلا هو العزيز الحكيم..
لا إله إلا هو الحي القيوم..
لا إله إلا هو رب العرش الكريم..
لا إله إلا هو رب العرش العظيم..
لا إله إلا هو يحي ويميت.. ربُكم ورب آبائكم الأولين..
لا إله إلا هو يحي ويميت.. فأمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون.
لا إله إلا هو خالق كل شي فأعبدوه.. وهو على كل شيء وكيل.. لا تُدركهُ الأبصار.. وهو يدرك الأبصار.. وهو اللطيف الخبير..
لا إله إلا هو وسع كل شيء علما..
لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون..
لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المتوكلون..
لا إله إلا هو.. إليه المصير..
لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة.. وله الحكم وإليه ترجعون..
لا إله إلا هو.. كل شيء هالكُ إلا وجهه.. له الحكم وإليه ترجعون..
لا إله إلا هو.. عالمُ الغيب والشهادة.. هو الرحمن الرحيم..
لا إله إلا هو.. الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر.. سبحان الله عما تشركون
لا إله إلا هو.. الخالق البارىء المصور له الأسماء الحسنى.. يسبح له ما فى السماوات والأرض.. وهو العزيز الحكيم.
سبحان مدبر الأمور..
سبحان من إليه تصير الأمور..
سبحان باعثُ من في القبور..
سبحان من ليس له شريك ولا نظير.. ولا وزير.. وهو على كل شيء قدير..
سبحان الذي تعطف بالمجد وتكرم به..
سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له..
سبحان الذي أحصى كل شيء بعلمه..
سبحان ذو الفضل والنعم..
سبحان ذو الجود والكرم..
سبحان الله خير الفاتحين.. وخير الناصرين.. وخير الماكرين.. وخير الوارثين.. وخير المنزلين.. وخير الغافرين.. خير الحافظين.. خير المسئولين.. سبحان الله أرحم الراحمين..
سبحان الله عما يشركون..
سبحان الله عما يصفون..
سبحان الله وبحمده..
سبحان الله العظيم..
سبحان الله عدد ما خلق..
سبحان الله عدد ما هو خالق..
سبحان الله ملء ما خلق..
سبحان الله ملء ما هو خالق..
والحمد لله مثلُ ذلك.. ولا إله إلا الله مثلُ ذلك.. والله أكبر مثلُ ذلك.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم مثلُ ذلك.

اللهم صل على سيدنا محمد.. الرحمة المهداة.. والنعمة المسداة.. نبيه ومصطفاه.. قام من الليل حتى تورمت قدماه.. وكان لا ينام قلبُه وإن نامت عيناه.. أهدى الهداه.. أسمى من رأى وجه الحياة.. الصادق الأمين.. شفيع المذنبين.. حباه ربه إيمانا و تقوى.. ووسع بالهدى والحلم صدره.. أعطاه ما لم يعط أحدا.. علما وحلما وإخلاصا و إيمانا.. نوره يجلو كل مظلمة.. وهديه يهدى الإنس والجان.. قام يدعو إلهًا واحدًا.. ربُ السماوات ورب الأرض رحمان..

اللهم صل على سيدنا محمد.. البشير النذير.. السراج المنير.. السمح الرحيم.. بالمؤمنين رءوف رحيم.. أينما ذكر اسمه حلت البركات.. وعمت البشرى بالخيرات.. دينه خير دين.. دعا للباقيات الصالحات.. به نعيش معايش راضيات.. وتنحل به جميع الأزمات.. هو الدين عصمتنا في الحياة وبعد الممات.

اللهم صل على سيدنا محمد.. الذي أنقذت به العباد من الضلالة والردى.. وأيدته بالمعجزات فآمن من آمن و اهتدى.. صل الله عليه وعلى آله وأصحابه أعلام الإقتداء.. اللهم احشرنا تحت لوائه.. اللهم اجزه عنا خير ما جزيت به نبيا عن قومه.. ورسولا عن رسالته.. واسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدًا.. برحمتك يا أرحم الراحمين.

يا رب.. ما لاذ مسكين بجودك إلا وغمرته بالنعم.. يا من أشار إليه الخلق بالكرم.. كم من فقير آتاك فقضيت حاجتهُ وفقره.. وكم من ضعيف حميتهُ من القوى وشددَّ أزره.. وكم من يتيمٍ أوليته عطفك وأزلت ضره.. يا من يجود على خلقه بالنعم.. هب لنا رحمة يا رب البيت والحرم.. يا غياثنا عند كل كربة.. يا ملاذنا عند كل شدة.. يا مجيبنا عند كل دعوة.. اللهم اهدنا فيمن هديت.. وعافنا فيمن عافيت.. وتولنا فيمن توليت.. وبارك لنا فيما أعطيت.. وقنا واصرف عنا شر ما قضيت.. نستغفرك ونتوب إليك.. ونؤمن بك ونتوكل عليك.. ونثنى عليك الخير كله.. أنت الغنى ونحن الفقراء إليك.. أنت القوى ونحن الضعفاء إليك.

يا رب العالمين.. يا أحكم الحاكمين.. يا أرحم الراحمين.. يا من قلت في كتابك الكريم:-
{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ {78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ {79} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}[الواقعة:77-80].
نشهد إليك يا ربنا أن كتابك ليس كمثله في القدس والطهر.. وليس كمثله ينهى عن الفحشاء والمنكر.. وليس كمثله للصدر يشفى علة الصدر.. وليس كمثله للقلب يطبعهُ على الخير.

اللهم اجعله إيمانا نهتدي به.. ونورًا نقتدي به.. ورزقا حلالا نكتفي به.. اللهم اجعله سكينة لهمومنا.. وراحة لأحزاننا.. ونورًا لظلامنا.. وهدايةُ لحيرتنا.. وعلمًا لجهلنا.. وقوة لضعفنا.. وغنى لفقرنا.. اللهم زدنا به شرفا وتعظيما.. وهب لنا بتلاوته ثوابا.. ننال بها جزاء يزيدُ عن أجرنا.. اللهم اجعل بركاته علينا.. وعلى آبائنا.. وأمهاتنا.. وأهلنا.. وأولادنا.. وعلى جميع المسلمين والمسلمات.. الأحياء منهم والأموات.. إنك يا مولانا سميعُ قريبُ مجيب الدعوات.. اللهم اجعل تلاوته تثبيتا لقلوبنا.. وحفظًا لنا.. وإلهامًا لنفوسنا.

اللهم افتح به نور الجنات.. ونور النظر إلى وجهك الكريم.
اللهم افتح به عيونا عُميا.. وأسمع به آذانا صُما.. وألن به قلوبًا غُلفا.. اللهم تقبل منا ختم القرآن.. وتجاوز عنا ما كان فيه من خطأ أو نسيان.. اللهم تقبل ختمتنا.. وارزقنا فضلها.. وبركتها.. وبرها.. وبارك في قارئها.. وسامعيها.. ومن أمَّنَ على دعائها.. وعلى جميع المسلمين والمسلمات.. والمؤمنين والمؤمنات.. الأحياء منهم والأموات.

سبحانك يا رب.. نعمك لا تحصى ولا تعد.. وقدرتك لا تقف عند حد.. القلوب لك مفضية.. والسر عندك علانية.. الحلال ما أحللت.. والحرامُ ما حرمت.. والدين ما شرعت.. الأمر أمرك.. والملك ملكك.. ونحن جميعا عبادك.. تفعل فينا ما تشاء.. اللهم إنا نسألك العفو والعافية.. والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.. اللهم اغفر لنا وارحمنا.. وعافنا.. واعف عنا.. وعلى طاعتك أعنا.. ومن شر خلقك سلمنا.. ولغيرك لا تكلنا.. واغفر لنا ما قدمنا.. وما أخرنا.. وما أسررنا.. وما أعلنا.. وما أسرفنا.. وما أنت أعلم به منا.. أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.

اللهم اجعل قلوبنا مطمئنة بالإيمان.. واجعل نفوسنا منشرحة بالإسلام.. وألف بين قلوبنا.. وأصلح ذات بيننا.. ووحد صفوفنا.. واجمع كلمتنا.. اللهم نَفِّس الكرب عن المكروبين من المسلمين.. وفرج الهم عن المهمومين من المسلمين.. واشف مرضانا ومرضى المسلمين.. وارحم موتانا وموتى المسلمين.

اللهم اكفنا شر الشقاق.. والنفاق.. وسوء الأخلاق.. برحمتك يا أرحم الراحمين.. يا من يحول بين المرء و قلبه.. حُل بيننا وبين القوم الظالمين.. يا من يحول بين المرء وقلبه.. حُل بيننا وبين فتنة الدنيا وظُلم العباد.. وسوء الخُلق.. واغفر لنا ذنوبنا.. واقض عنا تبعاتنا.. واكشف عنا السوء.. ونجنا من الهم والغم.. واجعل لنا منه فرجا ومخرجا.. إنك على كل شيء قدير.

اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله.. وأن محمدا رسول الله.

اللهم ثبتنا بقولها.. وانفعنا بفضلها.. واجعلنا من خيار أهلها.. واجعلنا عند الموت ناطقين بها.. اللهم إنك بعثتنا بهذه الكلمة.. وأمرتنا بها.. ووعدتنا عليها الجنة.. وسبحانك لا تخلف الميعاد.

اللهم إنا نسألك الجنة.. وما قرب إليها من قول أو عمل.. ونعوذ بك من النار.. وما قرب إليها من قول أو عمل.. اللهم إنا نسألك رضاك والجنة.. ونعوذ بك من سخطك والنار.. نسألك موجبات رحمتك.. وعزائم مغفرتك.. والسلامة من كل إثم.. والغنيمة من كل بر.. والفوز بالجنة.. والنجاة من النار.. يا رب.. سبحانك ما أعظمك.. سبحانك ما أكرمك.. سبحانك ما ألطفك.. سبحانك ما أحلمك.. يا من نجيت يعقوب من حزنه.. وجمعت بينه وبين ولده.. وحفظت يوسف من كيد إخوته.. ونجيت نوحا من كربه.. ونجيت يونس من غمه.. وكشفت ما بأيوب من ضُره.. يا من أنقذت إبراهيم من نار عدوه.. يا من دعاك محمدُ (صل الله عليه وسلم) فنصرته.. وها نحن ندعوك.. ونرجوك.. دعاء من لا يملك إلا الدعاء.. ونرجوك رجاء من لا حيلة له إلا الرجاء.

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك.. وبطاعتك عن معصيتك.. وبفضلك وجودك وكرمك عمن سواك.

اللهم احفظنا بما حفظت به أولياءك.. وانصرنا بما نصرت به أنبياءك.. إنك على كل شيء قدير.

سبحانك تعلم سرنا وجهرنا.. فاقبل عذرنا.. وتعلم حاجاتنا.. فأعطنا سُؤلنا.. يا من يجيب المضطر إذا دعاه.. يا من شهدت له بالألوهية جميع المخلوقات.. وسبحت له الأرض والسماوات.. نسألك بقدرتك ورحمتك.. أن تقبل التائبين.. وتعفو عن المسيئين.. وتُصلح شأن المسلمين.. وتغفر ذنوب المسلمين.. وترحم شهداء المسلمين.

إلهنا وخالقنا ورازقنا.. توكلنا عليك.. فلا تكلنا إلى سواك.. وهب لنا عفوًا.. ننال به رضاك.. ولا تحرمنا من رحمتك إذا ما لبت الروح نداك.

اللهم اغفر ذنوبنا فإنا مقصرون.. وارحمنا فإنا مذنبون.. اللهم اجعل الإسلام منتهى رجاءنا.. وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا.. وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان.. واجعلنا من الراشدين.. اللهم أحينا مسلمين.. وأمتنا مسلمين.. غير خزايا ولا مفتونين.. مستمسكين بشريعة رسولنا الكريم.

نسألك يا ربنا توفيق أهل الهُدى.. وعمل أهل اليقين.. ومناصحة أهل التوبة.. وعزم أهل الصبر.. وجد أهل الخشية.. وتعبد أهل الورع.. ومعرفة أهل العلم.. برحمتك يا أرحم الراحمين.

إلهنا وخالقنا ورازقنا.. أهد شبابنا.. وبناتنا.. وأصلح نساءنا.. اللهم أصلح شبابنا.. اللهم وفق شبابنا وفتياتنا للتمسك بالدين.. واشرح بهم صدر الدين.. وكره إليهم تتبع الشهوات.. والخلوة بالخطيئات.. والوقوع في المحرمات.

اللهم اهد بناتنا ونساءنا للحجاب.. اجعلهن ممن تاب إليك وأناب.. جملهن بالعفة والحياء.. برحمتك يا أرحم الراحمين.. واجعل بيوتنا مسلمة لك.. وأنبت أولادنا نباتًا حسنا.. واجعلهم قرة عينٍ لنا.

اللهم ارزق شباب المسلمين زوجات صالحات.. وبنات المسلمين أزواجا صالحين.. وزدنا من عطائك يا ربنا فإنا إليك راغبون.

اللهم إنك قلت في كتابك الكريم: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد:16].
فقد آن يا ربنا لقلوبنا أن تخشع لذكرك وما نزل من الحق.. اللهم إنا نسألك قلبًا خاشعًا.. وعلمًا نافعا.. ويقينا صادقا.. وعملاً صالحا متقبلا.. ودعاء مستجابا.. وشفاء من كل داء.

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.. يا خير الرازقين.. اللهم ارزقنا الإخلاص في عملنا.. والشكر في قلوبنا.. وارزقنا إيمانا خالصا يباشر قلوبنا.. والرضا بما قسمته.

اللهم ارزقنا الأنسَ بك.. والحياء منك.. والطمأنينة بذكرك.. اللهم اغفر لنا وارحمنا.. وارض عنا.. وتقبل منا.. واقبلنا.. وتب علينا واهدنا.. واهد بنا.. واكشف ما بنا.. ونجنا.. يا أرحم الراحمين.

يا رب المسلمين.. يا رب العالمين.. اللهم إن أصواتنا تتجه إليك طلبًا للغوث والنجدة.. وأيدينا تمتد إليك بالدعاء.. فالمسلمون يحيق بهم المكروه.. ويحاربون في دينهم ودنياهم.. وقلوبهم تئن أنين مطعون.. نبث إليك شكوانا.. وحُزننا.. نشكو إليك عدو يتربص بنا الدوائر.. وضاقت بنا صدورهم.. ويزداد التآمر.. وأمةُ الإسلام تباد.. والمسلمون مشتتون.. فلا يهتز للدين ثائر..
اللهم إن عبادك محزونون.. مهمومون.. قلوبهم تئن جريحة.. ويغمرها الأسى طولاً وعرضًا.. صباحها عويل.. ليلها أنين.. ولم يعد بيننا إلا أضاليلُ تداوينا.. وطال نداءها.. وأنت يا ربنا ترى لوعة الحزن في أفئدة المؤمنين الموحدين.. فإليك يا ربنا نترك الأمر كله.. ونحن بين يديك.. فأنت أرحم بنا من جميع الرحماء.

فارحم اللهم ضعف قوتنا.. وقلة حيلتنا.. وهواننا على الناس.. أنت رب المستضعفين.. وأنت ربنا.. فليس لنا إلا أنت.. حسبنا الله وكفى.. سمع الله لمن دعا.. ليس وراء الله مرمى.. وليس وراء الله منتهى.

اللهم أيد المسلمين بالنصر والتمكين.. وإعزاز الدين.. وإظهاره على كل دين.. وقمع الجاحدين.. وقتل أولئك الكفرة والمعاندين.. وغيرهم من المكذبين الكاذبين الذين كانوا عن الحق ناكثين.. وبالدين مستهزئين.. وأذل من بقى منهم بعز الإسلام..
اللهم أذلهم بعزة الإسلام.. اللهم أعزنا بالإسلام.. اللهم أعز الإسلام بنا.. واحفظنا بالإسلام قائمين.. واحفظنا بالإسلام قاعدين.. واحفظنا بالإسلام راقدين.. ولا تُشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين.. ولا تجعلنا مع القوم الظالمين..
يا خالق الأنام.. عليك بأعداء الإسلام.. فقد جاثوا في ديار المسلمين.. والقدس تنهشه الذئاب.. وعبثت به أيدي العابثين.. وعاثوا ظلمًا بأرض المؤمنين.. وأراقوا دماء الأبرياء الطاهرين.. لم يرحموا نساءً طال بكاؤهن.. لم يرحموا أطفالا طال نواحهم.. كم أجرموا في السر والإعلان.. يا ويلهم من غضبة الرحمن.. يا صريخ المستصرخين.. يا غياث المستغيثين..
اللهم إنا نستصرخك على عدوك وعدونا.. ونستنصرك فانصرنا.. اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم.. ونعوذ بك من شرورهم.. ونستعين بك عليهم.. اكفنا اللهم إياهم بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير.

اللهم اضر الكُفر ضربةً قاصمةً.. لنُصرة دينك يا رب العالمين.. اللهم إنا واثقون بنصرك.. فنصرك الذي وعدت.

اللهم انصر بفضلك أمة الإسلام.. واسحَقْ ببأسك دولة العملاء.. اللهم لا تمكنهم في الأرض.. أحصهم عددا.. اقتلهم بددا.. اللهم اقتلهم بددا.. ولا تبق منهم أحدا.. يا أرحم الراحمين.

يا مغيث أغثنا.. يا غارة الله جدي السير مسرعة يا غارة الله.. اللهم مكن لنا ديننا الذي أرضيت لنا.. وهيىء لهذه الأمة أمر رشدٍ يعزُ فيه أولياؤك.. ويذل فيه أعداؤك.. ويحكم فيه بكتابك.. وأن تعيد ما سلف من عز أمتنا.. واجعل التوفيق حليفها.. وأذنْ بغروب شمس أعدائنا.. وانصر إخواننا في الشيشان.. وانصر إخواننا المضطهدين في الشيشان.. وفى السودان.. وفى فلسطين.. وفى كشمير.. وفى بورما.. وفى كل أرض يحارب فيها الإسلام.

اللهم إنهم مغلوبون فانصرهم.. أذلةُ فأعزهم.. حفاة فاحملهم.. عراة فاكسهم.. اللهم سدد رميهم.. واجمع كلمتهم.. اللهم كن لهم عونا.. اللهم كن لهم مددا.. وارحم شهداء المسلمين.. برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم وفق بفضلك ولى أمرنا.. وافتح اللهم بينه وبيننا.. وارزقه الرفقة التي لا تلهيه.. والصحبة التقى لا تطغيه.. والتقوى التي تحمينا وتحميه.. والقربى التي تدنينا منه وتدنيه.. وصلاحا يخرجنا جميعا مما نحن فيه.. برحمتك يا أرحم الراحمين.

يا من يحول بين المرء وقلبه.. اللهم حول كل مستشرق من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.. وبدد ما ران على قلوبهم من ظلمات الجهل والعصيان.. ورد العلمانيين إلى حظيرة هذا الدين.. برحمتك يا أرحم الراحمين.

يا من قلت في كتابك:-
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ}[آل عمران:185].
هون علينا سكرات الموت.. ارحمنا مطروحين على الفراش.. تُقلبنا أيدي أحبتنا.. محمولين على الأكف يتناول الأصحاب أطراف جنازتنا.. اللهم ارحمنا في ظلمة الكفن.. وارحمنا يوم الفزع الأكبر.. وقد عَثُرَ النطق عن الكلام.. اللهم كن لنا أنيسا عند وحدتنا.. وصاحبًا عند وحشتنا.. ومغيثا عند فزعنا.. وحافظًا عند خوفنا.. اللهم ارحم جميع موتى المسلمين.. اجمعنا بهم في مستقر رحمتك.. اشملنا وإياهم بمغفرتك.. جازهم بالإحسان إحسانا.. وبالسيئات عفوًا وغفرانا.. وارحمنا إذا صرنا منهم يا رب العالمين.

اللهم ثبتنا عند السؤال.. وكن معنا يوم القيامة.. واجعلنا ممن ينادى في الآخرة:-
{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } [الحاقة:24].

واجعلنا ممن ينادى في الآخرة:-
{ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ}[الحجر:46].

ولا تجعلنا ممن ينادى في الآخرة:- {ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا}[غافر:76].

اللهم اكتبنا في عليين.. واعطنا كتابنا باليمين.. واجعلنا من المرحومين.. ولا تجعلنا من المحرومين.. وقنا شر الشيطان الرجيم.. وقنا شر السحرة الأشرار.

اللهم كن لنا جارًا من شر خلقك أجمعين.. أن يفرط علينا أحدُ منهم أو أن يطغى.. عز جارك.. وجل ثناؤك.. وتبارك أسمك.. ولا إله غيرك.. لا إله إلا أنت.

يا واحد يا أحد.. يا فرد يا صمد.. يا من رفع السماء بلا عمد.. سبحانك أوجدتنا من العدم.. فنسألك في ختام هذا الشهر الكريم.. أن تجعله مباركًا علينا.. اجعلنا فيه ممن قبلت صيامه وقيامه.. وغفرت له زلاته وآثامه.. وأمَّنت له الروع يوم القيامة.. وحرمت على النار جسده وعظامه.

إلهنا وإله العالمين.. اجتمعنا في مسجدنا هذا.. وفى ليلتنا هذه.. فمنا الصالحون.. وأكثرنا مذنبون.. ومنا الشباب.. ومنا الشيوخ.. اجتمعنا لنرجوك رجاءً واحدا.. ونسألك سؤالاً واحدا.. سؤال من كثرت ذنوبه.. وقلت حيلته.. وضعفت قوته.. وتقطعت أسبابه.. فأتيناك يا ربنا مقبلين.. تائبين.. باكين.. أذلة نادمين.. بذنوبنا معترفين.. تَغلُبنا دموع الندم والحسرة.. وتدفعنا آيات التوبة والإنابة.. ونتضاءل أمام ساحة مغفرتك.. فاعف عنا.. وارحمنا.. فإن لم تعف عنا فمن لنا.. فمن لنا إن طردتنا.. وأي باب دون بابك.. فافتح اللهم يا ربنا أبواب رحمتك.

ربنا نرغب إليك.. فحقق لنا ما تحبُّ وترضى.. اللهم خذ بأيدينا إلى صراطك المستقيم.. وبلغنا ما نرجوه من خير.. واختم لنا بالخير.. يا سامع الصوت.. ويا مجيب الدعوات.. ويا قاضى الحاجات.. اقض حوائجنا وحوائج السائلين.. يا من لا يزدادُ على كثرة الحوائج إلا كرما وجودا.. لا تصرفنا من هذا المقام إلا بذنب مغفور.. وسعىٍ مشكور.. وتجارةٍ لن تبور.. وتوبةٍ خالصة لوجهك الكريم.

اجعل هذا البلد آمنا مطمئنًا.. سخاءً رخاءً واحفظه من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وسائر بلاد المسلمين.

اللهم هذا الدعاء.. وعليك الإجابة.. وهذا الجهد وعليك التكلان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ {180}وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ {181} وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين }[الصافات:180-182].

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأحد 18 أكتوبر 2015, 6:54 am

[size=32]مقدمة عن الأحاديث القدسية[/size]
إسلاميّات  Left2بسم الله الرحمن الرحيم : الأحاديث القدسية تعنى الأحاديث المُطهرة و المُنزهة و هى صادرة من الله  سبحانه و تعالى و أخبرها الله تعالى عز و جل للرسول صلى الله عليه و سلم بواسطة جبريل عليه السلام أو الهاما أو مناماً و قد اكتفيت بوضع هذة الأحاديث المؤثرة لعل الله تعالى يهدى بها كل من يقرأها و الأحاديث القدسية عموما تدل على رحمه الله تعالى الواسعة و التى شملت كل شىء و قد نطق بها لسان محمد صل الله عليه و سلم الذى لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى من عند رب العباد جميعا .إسلاميّات  Right2
الأحاديث القدسية
إسلاميّات  Left2 
قال رسول الله صل الله عليه و سلم و هو يحكى عن ما صدر عن ربه عز و جل
  (1) {  يا عبادى اعطيتكم فضلاً و سألتكم قرضاً فمن أعطانى شيئاً مما أعطيته طوعاً عجلت له فى العاجل و أدخرت له فى الأجل و من أخذت منه ما أعطيته كرهاً و صبر و أحتسب أوجبت له صلاتى و رحمتى و كتبته من المهتدين و أبحث له النظر إلى }    ( رواة الرافعى عن أبى هريرة ) .
إسلاميّات  Line2
 (2) { أوحى الله إلى داود عليه السلام : إن العبد ليأتى بالحسنة يوم القيامة , فأحكمه بها فى الجنه .. قال داود عليه السلام : يا رب و من هذا ؟؟ قال الله تعالى : مؤمن يسعى لأخية المؤمن فى حاجته يحب قضائها , قضيت أو لم تقض }               ( رواة ابن عساكر عن على ) .
إسلاميّات  Line2
 (3) { يا أبن أدم , إنك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك على ما كان فيك . و لو أتيتنى بملء الأرض خطايا أتيتك بملء الأرض مغفرة مالم تشرك بى شيئاً , و لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى , غفرت لك } ( رواة ......... ) .
إسلاميّات  Line2
 (4) { من عادى لى ولياً فقد أذنتة بالحرب , و ما تقرب إلى عبدى بشىء أحب إلى مما أفترضتة عليه , و ما يزال عبدى يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به , و بصره الذى يبصر به و يده التى يبطش بها و رجله التى يمشى بها و إن سألنى لأعطينه و إن إستعاذ بى لأعيذنه  , وماترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن نفس المؤمن يكره الموت و أنا أكره مساءته }      ( رواه البخارى ) .
إسلاميّات  Line2
 (5) { إن الله اذا أحب عبداً دعا جبريل : إنى أحب فلاناً فأحبوه فيحبه جبريل و أهل السماء ثم يوضع له القبول فى الأرض و اذا ابغض الله عبداً دعا جبريل : إنى أبغض فلاناً فأبغضه فيبغضة جبريل ثم ينادى فى أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء فى الأرض }          ( رواة مسلم ) .
إسلاميّات  Line2
 (6) أنا عند ظن عبدى بى , و أنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى فى نفسة ذكرته فى نفسى , و إن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم , و إن تقرب إلي بشبراً تقربت إلية بذراعاً , و إن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً و إن أتانى يمشى أتيته هروله }       ( رواه البخارى ) .
إسلاميّات  Line2
 (7) { لا إله إلا الله حصنى فمن دخل حصنى أمن عذابى }        ( رواه ....... ) .
إسلاميّات  Line2
 (Cool { ان الله تعالى يقول لعباده يوم القيامه : يا أبن أدم مرضت فلم تعُدنى قال يا رب كيف أعودك و انت رب العالمين , قال أما علمت أن عبدى فلاناً مرض فلم تعدة أما علمت أنك لو عدته وجدتنى عندة ؟ يا أبن أدم إستطعمتك فلم تُطعمنى , قال يا رب كيف أُطعمك و أنت رب العالمين . قال : أما علمت أن عبدى فلاناً إستطعمك فلم تُطعمة أما علمت لو أنك أطعمته لوجدت ذلك عندى ؟ يا ابن أدم استسقيتك فلم تُسقنى قال : كيف أُسقيك و أنت رب العالمين , قال أما إستسقاك عبدى فلاناً فلم تُسقة أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندى }         ( رواه مسلم ) .
إسلاميّات  Line2
  (9) { ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من جيرانة الأدنين إلا قال : قد قلت علمكم فية و غفرت لة مالا تعلمون }    ( رواه أحمد ) .
إسلاميّات  Line2
 (10) { يقول الله تعالى يوم القيامة : أين المتحابون بجلالى اليوم أُظلهم فى ظلي يوم لا ظل إلا ظلي }  ( رواه مسلم ) .
إسلاميّات  Line2 (11) { إن الله يقبض يوم القيامة الأرض و تكون السماوات بيمينة و يقول : أنا الملك }              ( رواه البخارى ) .
(( جميع الأحاديث مأخوذة من كتاب صحيح الأحاديث القدسية ))
إسلاميّات  Line2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأحد 18 أكتوبر 2015, 7:00 am


الأذكار والأدعية



الفهرست
أذكار الاستيقاظ
الاستيقاظ من النوم:
أذكار اللباس
لبس الثوب:
دعاء لبس الثوب الجديد:
ما يدعو به لصاحبه إذا رأى عليه ثوباً جديداً:
عند وضع الثوب:
أذكار الطعام والفطور عند الصيام:
أذكار الطعام:
عند الفراغ من الطعام:
دعاء المدعو والضيف لأهل الطعام إذا فرغ من أكله:
دعاء الصائم إذا أفطر عند قوم:
دعاء الصائم عند فطره:
يقول الصائم إذا سابه أحد:
أذكار الخلاء والبيت
أولا:ً أذكار الخلاء
دخول الخلاء:
الخروج من الخلاء:
ثانياً: أذكار البيت
عند الدخول إلى المنزل:
عند الخروج من المنزل:
من قال حين يخرج من بيته:
أذكار السفر والركوب
دعاء الركوب
دعاء السفر
أذكار النوم والرؤيا
أذكار الصباح والمساء
ما يقال صباحاً فقط:
ما يقال مساء فقط
أذكار الوضوء والأذان
أولاً: أذكار الوضوء
الذكر قبل الوضوء:
بعد الوضوء:
ثانياً: أذكار الأذان:
عند سماع المؤذن:
بعد الأذان :
أذكار الصلاة والمسجد:
عند الذهاب إلى المسجد:
عند دخول المسجد:
عند الخروج من المسجد:
أدعية استفتاح الصلاة:
أدعية الركوع:
عند الرفع من الركوع:
أدعية السجود:
دعاء سجود التلاوة:
عند الجلوس بين السجدتين:
التشهد:
الصلاة على النبي بعد التشهد:
بعد التشهد الأخير وقبل السلام:
أذكار بعد الصلاة:
كان صل الله عليه وسلم يقول إذا صلى الصبح حين يسلم:
كان صل الله عليه وسلم يقول بعد صلاة المغرب والصبح:
الذكر بعد السلام من الوتر:
أذكار الأمور العارضة والحياة اليومية:
إذا أحببت أحدا في الله فقل له:
إذا أخبرك أحد أنه يحبك في الله فقل له:
إذا كان أحدكم مادحاً صاحبه لا محالة فليقل:
الدعاء لمن صنع لك معروفاً:
الدعاء لمن سببته:
الدعاء لمن عرض عليك ماله:
الدعاء الذي يرفع به الدين ويرجى قضاؤه:
الدعاء عند إرجاع الدين ( القرض ):
عند دخول السوق:
دعاء من أصابته مصيبة:
دعاء الهم والحزن:
دعاء الغضب:
دعاء الكرب:
دعاء الفزع:
ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً:
من استصعب عليه أمر:
ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه:
ما يقول عند التعجب والأمر السار:
في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين:
إذا خاف قوماً أو سلطاناً:
الدعاء عند لقاء العدو:
الدعاء عند صياح الديك ونهيق الحمار ونباح الكلاب:
دعاء صلاة الاستخارة:
كفارة المجلس:
دعاء القنوت:
دعاء ليلة القدر:
ما يقال عند الذبح أو النحر:
دعاء الأضحية:
دعاء العطاس وما يقال للكافر إذا عطس:
ما يقال للمتزوج بعد عقد النكاح:
ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت عليه زوجته ليله الزفاف:
الدعاء قبل الجماع:
الدعاء للمولود عند تحنيكه:
ما يعوذ به الأولاد:
من أحس وجعاً في جسده:
ما يقال عند زيارة المريض وما يقرأ عليه لرقيته:
تذكرة في فضل عيادة المريض:
ما يقول من يئس من حياته:
كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان:
من رأى مبتلى:
تلقين المحتضر:
الدعاء عند إغماض الميت:
ما يقول من مات له ميت:
الدعاء للميت في الصلاة عليه:
وإن كان الميت صبياً:
عند إدخال الميت القبر:
ما يقال بعد الدفن:
دعاء زيارة القبور:
دعاء التعزية:
دعاء الريح إذا هاجت:
الدعاء عند نزول المطر:
الدعاء بعد نزول المطر:
الدعاء عند سماع الرعد:
دعاء الاستسقاء:
ما يقول إذا كثر المطر وخيف منه الضرر:
الدعاء عند رؤية الهلال:
أذكار متفرقة
دعاء من أصابته مصيبة
دعاء الهم والحزن
دعاء الغضب
دعاء الكرب
دعاء الفزع
ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً
من استصعب عليه أمر
مايقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه:
ما يقول عند التعجب والأمر السار
في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين
دعاء صلاة الاستخارة
كفارة المجلس:
دعاء القنوت
ما يقال للمتزوج بعد عقد النكاح
ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت عليه زوجته ليله الزفاف
الدعاء قبل الجماع
الدعاء للمولود عند تحنيكه
ما يعوذ به الأولاد:
من أحس وجعاً في جسده:
ما يقال عند زيارة المريض وما يقرأ عليه لرقيته:
تذكرة في فضل عيادة المريض
ما يقول من يئس من حياته
كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان
من رأى مبتلى
تلقين المحتضر:
الدعاء عند إغماض الميت:
ما يقول من مات له ميت:
الدعاء للميت في الصلاة عليه:
وإن كان الميت صبياً
عند إدخال الميت القبر
ما يقال بعد الدفن
دعاء زيارة القبور
دعاء التعزية



أذكار الاستيقاظ
الاستيقاظ من النوم: الفهرست
"الحَمْدُ لله الذِي أحْيَانا بَعْدَمَا أمَاتَنَا(1) وإلَيْهِ النَشُور(2)"
متفق عليه
"الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي(3) وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ".
حسن (صحيح الترمذي 144/3)
مَنْ تَعَارَ مِنَ اللَّيْل(4) فقال: "لا إلَهَ إلاَّ الله وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ وهُوَ على كلِّ شيءٍ قَدير، الحَمْدُ لله وسُبْحانَ الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حَولَ ولا قُوةَ إلا بالله" ثم قال: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي"، أو دعى استُجيبَ لهُ، فإن توَضأَ وصَلّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ.
(رواه البخاري 125/2)
(1) أي الموت المجازي وهو النوم، يقال النوم الموت الخفيف.
(2) الإحياء بعد الإماتة (البعثة).
(3) المراد هنا روح اليقظة وهي التي أجرى الله تعالى أنها إذا كانت في الجسد كان الإنسان مستيقظا وإذا خرجت نام الإنسان ورأت الروح المنامات.
(4) التعار السهر والتقلب على الفراش ليلاً مع الكلام.
أذكار اللباس
لبس الثوب: : الفهرست
"مَنْ لَبِسَ ثَوْباًً فقال: الحَمْدُ لله الذِي كَساني هذا ورَزَقَنِيه مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنّي ولا قُوةٍ، غُفِرَ لَهُ ما تَقدَّم مِنْ ذنبِه".
حسن (صحيح سنن أبي داود 760/2)
دعاء لبس الثوب الجديد: الفهرست
"اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ كَسَوتَنِيه أسْألك مِنْ خَيرِهِ وخَيْرَ ما صُنع لَهُ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شرِّه وشَرَّ ما صُنِعَ لَهُ".
صحيح (صحيح الترمذي 152/2)
ما يدعو به لصاحبه إذا رأى عليه ثوباً جديداً: الفهرست
"إلبِسْ جَدِيداً وعِشْ حميداً ومُتْ شهيداً".
صحيح (صحيح ابن ماجة 275/2)
"تُبْلي(1) ويَخْلِفُ الله تعالي".
صحيح (صحيح سنن أبي داود 760/2)
عند وضع الثوب: الفهرست
سِتْرُ ما بَيْنَ أعْيُن الجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَني آدَمَ إذا وَضَعَ أحدُهُمْ ثَوْبَهُ أنْ يقول: "بِسم الله".
رواه الطبري في الأوسط وصححه الألباني (صحيح الجامع 203/3)
(1) قال ابن الجوزية هنا أمر بمعنى الدعاء كناية عن طول العمر أي للمخاطب به بطول حياته حتى يبلي الثوب. ويخلف أي يعوضه الله عنه ويبدله له.
أذكار الطعام والفطور عند الصيام
أذكار الطعام: الفهرست
إذا أكل أحدكم الطعام فليقل: "بِسم الله، فإن نسي في أوله فليقل: بِسمِ الله في أوله وآخره".
صحيح (صحصح الترمذي 167/2)
من أطعمه الله الطعام فليقل: "اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه". ومن سقا له الله لبناً فليقل: "اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه".
حسن (صحيح الترمذي 159/3)
عند الفراغ من الطعام: الفهرست
"من أكل طعاماً ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام وزرقنيه من غير حول مني ولا قوة. غُفر له ما تقدم من ذنبه".
حسن (صحيح سنن أبي داود 760/2)
"الحمدُ لله الذي أَطعَمَ وسَقَى وسَوَّغّهُ(1) وجَعَل لَهُ مَخْرَجاً".
صحيح (صحيح سنن أبي داود730/2)
"الحمدُ لله كثيراً طيباً مباركاً فيهِ، غيْرَ مَكْفيٍّ(2)، ولا مُوَدَّع(3)، ولا مُستَغنَى(4) عَنْهُ ربّنا".
(رواه البخاري الفتح 148/7)
"اللهُمَّ أطعمت وأسقيت وأقنيت(5) وهديت وأحييت، فلك الحمد على ما أعطيت".
رواه أحمد وصححه الألباني الصحيحة (رقم 71)
دعاء المدعو والضيف لأهل الطعام إذا فرغ من أكله: الفهرست
"اللهُمَّ بَارِكْ لَهُم فيما رَزَقتهْمْ، واغْفِر لهم وارحَمْهُم".
(رواه مسلم 1616/3)
"اللهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أطْعَمَني وأَسْقِ مَنْ أسْقَاني".
(رواه مسلم 1626/3)
دعاء الصائم إذا أفطر عند قوم: الفهرست
"أَفطَر عِنْدَكُم الصائِمونَ وأكل طعامَكُمُ الأبْرارُ، وتنزَّلت عليكُمُ الملائِكَةُ".
رواه أحمد وصححه الألباني (صحيح الجامع 209/4)

دعاء الصائم عند فطره: الفهرست
"ذَهبَ الظَّمأُ، وابتلَّت العروقُ(6) وثَبَتَ الأجرُ إنْ شاء الله".
حسن (صحيح سنن أبي داود 449/2)
كان رسول الله صل الله عليه وسلم يفطر على رطبات، قبل أن يُصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى ثمرات، فإن لم تكن؛ حسا حسوات من ماء. حسي.
صحيح (صحيح سنن أبي داود 448/2)
يقول الصائم إذا سابه أحد: الفهرست
"إني صائم، إني صائم".
متفق عليه
(1) أي سهل كلاً من نزول اللقمة ونزول الشراب في الحلق.
(2) أي غير محتاج إلى أحد، بل هو الذي يطعم عباده ويكفيهم.
(3) أي غير متروك ذلك الحمد بل الاشتغال به دائم من غير انقطاع كما أن نعمه سبحانه لا تنقطع عنا طرفة عين.
(4) لا يستغني عنه أحد.
(5) أي ملكت المال وغيره.
(6) أي تأكيد لذهاب الظمأ.
أذكار الخلاء والبيت
أولا:ً أذكار الخلاء الفهرست
دخول الخلاء: الفهرست
{بسم الله}، اللهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبْثِ والخبائِثِ(1)".
متفق عليه، والزيادة (ما بين القوسين) أخرجها سعيد بن منصور أنظر الفتح (244/1)
قال صل الله عليه وسلم: "سِتْرُ ما بين أعْيُنِ الجِنِّ وَعَوْرَات بني آدَمَ إذا دَخل أحَدُهُمْ الخلاء أنْ يقول: "بِسم الله".
رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني (صحيح الجامع 203/2)
الخروج من الخلاء: الفهرست
"غُفْرانَكَ".
صحيح (صحيح الترمذي 5/1)
ثانياً: أذكار البيت الفهرست
عند الدخول إلى المنزل: الفهرست
"إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان أدركتم المبيت...".
رواه مسلم (1598/3)
عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "ثلاثة كُلُّهم ضَامِنٌ(2) على الله عز وجل،..." وذكر منهم "رجل دخل بيته بسلام، فهو ضامن على الله عز وجل".
صحيح (صحيح سنن أبي داود 473/2)
عند الخروج من المنزل: الفهرست
"اللهُمَ إني أعُوذُ بِكَ أن أَضلَّ أوْ أُضَلَّ أَوْ أزلَّ، أو أُزلَّ، أوْ أظلِم أوْ أُظْلَم، أوْ أَجْهَلَ أوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ".
صحيح (صحيح سنن أبي داود 959/3)
من قال حين يخرج من بيته: الفهرست
"بسم الله، توكَّلْتُ على الله، لا حَوْلَ ولا قُوةَ إلا بالله، يُقالُ لهُ: كُفيتَ ووُقيتَ، وتَنَحَّى عَنهُ الشيطانُ".
صحيح (صحيح الترمذي 151/3)
والخير أن يجمع بينهما.
(1) الخبث والخبائث هما جمع خبيث لذكر الشياطين وجمع خبيثة لإنثاهم.
(2) أي صاحب ضمان، والضمان: الرعاية للشيء ومعناه: أنه في رعاية الله.
أذكار السفر والركوب
دعاء الركوب الفهرست
قال علي بن ربيعة: "شَهدْتُ علي بن أبى طالب رضي الله عنه أُتيَ بدابة يركبها.
فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله.
فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله.
ثم قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنَّا له مقرنين(1) وإنا إلى ربنا لمنقلبون(2)}.
(الزخرف: 13-14 )
ثم قال: الحمد لله، ثلاث مرات.
ثم قال: الله اكبر، ثلاث مرات.
ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
قال علي رضي الله عنه: "رأيتُ النبيَّ صل الله عليه وسلم فعل كما فقلت".
صحيح (صحيح الترمذي 156/3)
الدعاء إذا تعسرت الدابة: "بسم الله".
صحيح (صحيح سنن أبي داود 941/3)
دعاء السفر الفهرست
"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كُنَّا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم إنا نسألُكَ في سفرنا هذا البرَّ(3) والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعْثاءِ(4) السفر، وكآبة(5) المنظر وسوء المنقلب(6) في المال والأهل" وإذا رجع قالهن وزاد فيهن "آيبون(7)، تائبون، عابدون، لربنا حامدون".
(رواه مسلم 978/2)
دعاء المسافر للمقيم: "أستودعُكَ الله الذي لا تضيع ودائعه".
صحيح (صحيح ابن ماجة 133/2)
دعاء المقيم للمسافر: "أستودع الله دينك وأمانتك وآخر عملك" وفي رواية "وخواتيم عملك".
صحيح (صحيح الترمذي 155/3)
"زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت".
صحيح (صحيح الترمذي 156/3)
الدعاء إذا نزل منزلا في سفر أو غيره: "من نزل منزلاً ثم قال: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك.
(رواه مسلم 2080/4)
التكبير على المرتفعات والتسبيح عند الهبوط والنزول: عن جابر قال: "كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا".
(البخاري الفتح 135/6)
دعاء المسافر إذا أسحر: "سَمعَ سَامعً(Cool بحمد الله وحُسنِ بلائه علينا، ربنا صاحبنا وأفضِل علينا(9) عائذا بالله من النار".
(مسلم 2086/4)
(1) أي مقاومين ولولا تسخير الله لنا هذا ما قدرنا عليه.
(2) أي صائرون إليه بعد مماتنا وإله سيرنا الأكبر.
(3) أي العمل الصالح والخلق الحسن.
(4) أي المشقة والشدة.
(5) أي حزن المرء وما يسوؤه.
(6) يعني أن يعود فيرى ما يسوؤه في الأهل والمال.
(7) راجعون عن الغفلة.
(Cool أي شهد شاهد على حمدنا لله تعالى على نعمه وحسن بلائه.
(9) أي احفظنا وحُطنا، وأكلانا وأفضل علينا بجزيل نعمك واصرف عنا كل مكروه.
أذكار النوم والرؤيا
الفهرست
"اللهم باسمِكَ أحيا وباسمك أموت".
متفق عليه
"ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وثلاث وثلاثون تكبيرة".
متفق عليه
كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك" ثلاث مرات.
صحيح (صحيح الترمذي 143/3)
كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما "قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس" ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
متفق عليه
"اللهم خَلَقْتَ نفسي وأنت توفَّاها لك مماتها ومَحْياها، إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية".
(رواه مسلم 2083/4)
"إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخل إزاره(1)، فإنه لا يدري ماذا خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".
متفق عليه
"إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: "اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رهبةً ورغبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت" فإن متَّ، متَّ على الفطرة واجعلهن آخر ما تقول".
متفق عليه
"اللهم ربَّ السموات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومُنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذٌ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدَّيْنَ واغننا من الفقر".
(رواه مسلم 2084/4)
"الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي".
(رواه مسلم 2085/4)
كان الرسول صل الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ (ألم) تنزيل السجدة، و"تبارك الذي بيده الملك".
رواه الترمذي والنسائي (صحيح الجامع 255/4)
إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي "الله لا إله إلا هو الحي القيوم... الآية" حتى تختمها، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ...".
البخاري (الفتح 478/4)
"اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءًا أو آخُرَّه إلى مسلم".
صحيح (صحيح سنن الترمذي 142/3)
الدعاء إذا تقلب ليلاً: كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا تضوَّر(2) من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار، ربُّ السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار".
رواه النسائي وصححه الألباني (صحيح الجامع 213/4)
دعاء القلق والفزع في النوم ومن بلي بالوحشة وغير ذلك: "أعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون".
حسن (صحيح الترمذي 171/3)
ماذا يفعل من رأى الرؤيا أو الحلم: "الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشياطين فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، ... الحديث". أما إذا رأى ما يكره في منامه فليفعل ما يأتي:
"ينفث عن يساره ثلاثاً".
"يستعيذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات".
"لا يحدث بها أحداً".
"يتحول عن جنبه الذي كان عليه".
(رواه مسلم 1772/4)
(1) داخل إزاره: أي طرفه.
(2) التضوّر: هو التقلب من جنب إلى جنب أو من ظهر إلى بطن.
أذكار الصباح والمساء
ذِكْر الله طرفي النهار، بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر: الفهرست
آية الكرسي: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم... الآية".
رواه النسائي وصححه الألباني (صحيح الترغيب ص273 رقم 658)، آية الكرسي - سورة البقرة - آية (255)
تقرأ: "قل هو الله أحد"، "قل أعوذ برب الفلق"، و "قل أعوذ برب الناس" ثلاث مرات حين تصبح وحين تمسي؛ تكفيك من كل شيء.
حسن (صحيح الترمذي 182/3)
ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: "بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات فَيَضُرُّهُ شيء.
حسن (صحيح الترمذي 141/3)
وفي رواية أبي داود "لم تصبه فجأةُ بلاءٍ".
"اللهم عافني في بَدَني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت".. "اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت" ثلاث مرات.
حسن (صحيح سنن أبي داود 959/3)
"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كُله ولا تَكِلْني إلى نفيس طرفة عين".
رواه الحاكم وصححه الألباني (صحيح الترغيب ص273 رقم 657)
قال رسول الله صل الله عليه وسلم، سيد الاستغفار: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خَلَقتني وأنا عَبْدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء(1) لك بنعمتك وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وأعوذ بك من شر ما صنعت". إذا قلتها حين تمسي فمت دخلت الجنة أو كنت من أهل الجنة وإذا قلتها حين تصبح فمت من يومك فمثله.
رواه البخاري (كتاب الدعوات "باب ما يقول إذا أصبح")
"اللهم عَالِمَ الغيب والشَّهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءًا أو أجُره إلى مسلم".
صحيح (صحيح الترمذي 142/3)
"اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي(2)، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي".
صحيح (صحيح سنن أبي داود 957/3)
"اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور" وإذا أمسى فليقل: "اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير".
صحيح (صحيح الترمذي 142/3)
"أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص، ودين نبيَّنا محمد وملَّة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين". وإذا أمسى فليقل: "أمسينا على فطرة الإسلام...".
رواه أحمد وصححه الألباني (صحيح الجامع 209/4)
"أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربَّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذاب في القبر". وإذا أصبح فليقل: "أصبحنا وأصبح الملك لله...".
(رواه مسلم 2089/4)
"أصبحت أثني عليك حمداً، وأشهد أن لا إله إلا الله" ثلاثاً حين يصبح ومثل ذلك في المساء. رواه النسائي في عمل اليوم والليلة بسند جيد
من قال :"سبحان الله وبحمده" في يومه مائة مرة .حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر.
( رواه مسلم 2071/4 )
من قال حين يصبح : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل ، وحط عنه عشر خطيئات ، ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وإذا أمسى حتى يصبح .
صحيح ( صحيح سنن ابن ماجة 331/2 )
وفي رواية لمسلم من قال ذلك عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل . وفي رواية أخرى لمسلم من قال ذلك مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب . وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة . وكانت له حرزاً من الشيطان ، يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك .
مسلم (2071/4)
قال رسول الله صل الله عليه وسلم :"من صلى علي حين يُصبح عشراً ، وحين يُمسي عشراً أدركتهُ شفاعتي يوم القيامة".
رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني ( صحيح الترغيب ص273 رقم 659)
ما يقال صباحاً فقط: الفهرست
"سبحان الله وبحمده عدد خلقهِ ورِضَا نفسِهِ وزِنُة عَرشِهِ ومِداد كلماته" ثلاث مرات.
(رواه مسلم 2090/4)
ما يقال مساء فقط الفهرست :
"أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" ثلاث مرات.
( رواه مسلم 2081/4)
قال صل الله عليه وسلم :"من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه*"
(رواه البخاري 323/6)
* تنبيه : أوردنا هذا الحديث ضمن أدعية المساء لأنه اشتمل على ذكر الليل الذي يبدأ من غروب الشمس . ولا مانع أن يقولها العبد في أي وقت من الليل كما هو ظاهر الحديث .
(1) أبوء: أي أقر وأعترف.
(2) أي فزعاتي التي تخيفني، أي ارفع عني كل خوف يقلقني ويزعجني.
أذكار الوضوء والأذان
أولاً: أذكار الوضوء (فهرست)
الذكر قبل الوضوء:
"بسم الله"
حسن ( صحيح الترمذي 10/1 )
بعد الوضوء : الفهرست
"أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله"
(رواه مسلم 210/1 )
وزاد الترمذي بعد ذكر الشهادتين :"اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين"
صحيح ( صحيح الترمذي 18/1 )
"سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".
( ارواء الغليل135/1و94/2)
ثانياً: أذكار الأذان الفهرست
عند سماع المؤذن:
يقول مثل ما يقول المؤذن إلا في "حي على الصلاة ، وحي على الفلاح" فيبدلها بـ"لا احول ولا قوة إلا بالله". "من قال حين يسمع المؤذن : "أشهد (وفي رواية وأنا أشهد) أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمد عبده ورسوله ، رضيت بالله رباً ، وبمحمداً رسولاً وبالإسلام ديناً" غُفر له ذنبه"
(رواه مسلم 290/1)
يقول ذلك تشهد المؤذن
(ابن خزيمة 220/1)
ملاحظة : عندما يقول المؤذن :"الصلاة خير من النوم، تقول: الصلاة خير من النوم".
بعد الأذان : الفهرست
من قال حين يسمع النداء : "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة(1) والفضيلة(2) ، وأبعثه مقاماً محموداً(3) الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة"
( رواه البخاري 252/1)
"يصلي على النبي بعد فراغه من إجابة المؤذن"
( مسلم 288/1 )
"الدعاء لا يرد بين الآذان والإقامة"
صحيح ( صحيح الترمذي 185/3 )
(1) الوسيلة : منزلة في الجنة لا ينبغي إلا لعبد من عباد الله.
(2) الفضيلة : أي المرتبة الزائدة على الخلائق.
(3) محموداً : المراد بالمقام المحمود الشفاعة.
أذكار الصلاة والمسجد
عند الذهاب إلى المسجد: الفهرست
اللهم اجعل قلبي نوراً ، وفي لساني نوراً ، واجعل في سمعي نوراً ، واجعل في بصري نوراً ، واجعل في خلفي نوراً ، ومن أمامي نوراً ، واجعل من فوقي نوراً ومن تحتي نوراً ، اللهم أعطني نوراً ".
( متفق عليه )
عند دخول المسجد: الفهرست
" بسم الله [ والصلاة ] والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي "
صحيح (صحيح ابن ماجة 128/1)
الزيادة لابن السني وحسنه الألباني " اللهم افتح لي أبواب رحمتك
( رواه مسلم 494/1)
" أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم " فإذا قال ذلك ، قال الشيطان حفظ مني سائر يومه .
صحيح ( صحيح سنن أبي داود 93/1)
عند الخروج من المسجد: الفهرست
" بسم الله [ والصلاة ] والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي "
صحيح ( صحيح ابن ماجة 128/1)
الزيادة لابن السني وحسنه الألباني "اللهم إني أسألك من فضلك "
(رواه مسلم 494/1)
" اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم "
صحيح ( صحيح ابن ماجة 129/1)
أدعية استفتاح الصلاة: الفهرست
"اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد " ( متفق عليه ) ، (خطاياي : هي جمع خطيئة ) ، ( الدنس :أي الوسخ ) "سبحانك اللهم وبحمد ك وتبارك اسمك وتعالي جدك ولا أ له غيرك"
صحيح (صحيح سنن ابن ماجة 135/1)
(سبحانك : أي أسبحك تسبيحاً : أي بمعنى أنزهك تنزيهاً من كل النقائص ) ، (تبارك : أي كثرت بركه اسمك إذ وجد كل من ذكر اسمك) ، (جدك : أي علا جلالك وعظمتك)
وكان يزيد في الصلاة علي هذا الدعاء"لا أله إلا الله (ثلاثا) والله اكبر(ثلاثا) أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ" صحيح ( صحيح سنن أبي داود 148/1 ) ، ( همزه : الهمز نوع من الجنون ) ، ( نفخه : أي كن كبره ) ، (نفثه : فسرها الرواة بالشعر : أي الشعر المذموم)
"الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكره وأصيلا،استفتح به رجل من الصحابة فقال صلي الله عليه وسلم"عجبت لها ! فتحت لها أبواب السماء"( رواه مسلم 420/1 )
"الحمد لله حمداُ كثيراُ طيباُ مباركاُ فيه " استفتح به رجل فقال صل الله عليه وسلم " لقد رأيت أثني عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها" .( رواه مسلم 419/1)
"الله أكبر[ ثلاثاُ ] ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة " صحيح ( صحيح سنن أبي داود166/1) (الجبروت : أي صاحب القهر والتصرف البالغ كل منها غايته )
" كان يكبر عشراً ويسبح عشراً ويهلل عشراً ويستغفر عشراً ويقول : [اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني ] ويقول : اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب عشراً "
رواه أحمد وابن شيبة وصححه الألباني ( صفة صلاة النبي )
" كان صل الله عليه وسلم يقول إذا قام إلى الصلاة في جوف الليل :" اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ، ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق ، ووعدك الحق ، وقولك الحق ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت ، أنت إلهي ، لا إله إلا أنت " ( متفق عليه ) ، ( نور السموات : أي منورها وبك يهتدي من فيها ) ، ( قيام : هو القائم على كل شئ ومعناه مدبر أمر خلقه ) ، ( أنبت : أي أطعت ورجعت إلى عبادتك أي أقبلت عليها ) ، ( خاصمت : أي بما أعطيتني من البراهين والفقه خاصمت من عاند فيك وكفر بك وقمعته بالحجة ) ، ( حاكمت : أي كل من جحد الحق حاكمته إليك وجعلتك الحكم بيني وبينه )
" وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك ، ظلمت نفسي ، اعترفت بذنبي ، فاغفر لي ذنوبي جميعاً ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير بين يديك ، والشر ليس إليك ، أنا بك وإليك ، تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك " ( رواه مسلم 534/1) ، ( وجهت : أي قصدت بعبادتي ) ، ( الذي فطر السموات والأرض : أي الذي ابتدأ خلقها ) ، ( حنيفاً : أي مائلاً إلا الدين الحق وهو الإسلام ) ، ( نُسُكي : النُسك العبادة ) ، ( اهدني لأحسن الأخلاق : أي أرشدني لصوابها ووفقني للتخلق به ) ، ( لبيك : معناه أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة ) ، (سعديك : أي مساعدة لأمرك بعد مساعدة ومتابعة لنبيك بعد متابعة) ، ( أنابك وإليك : أي التجائي وانتمائي إليك وتوفيقي بك ) " كان رسول الله صل الله عليه وسلم يفتح صلاته إذا قام من الليل :" اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم "(رواه مسلم 534/1) ،(بإذنك : اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك : أي ثبتني )
أدعية الركوع: الفهرست
" سبحان ربي العظيم " ثلاث مرات . صحيح ( صحيح ابن ماجة 147/1) وكان أحياناً يكررها أكثر من ذلك . " سبحان ربي العظيم وبحمده ( ثلاثاً )"
رواه أحمد والدارقطني أنظر ( صفة صلاة النبي )
"سبوح قدوس رب الملائكة والروح" (رواه مسلم 353/1) ، ( سبوح قدوس : أي المسبح والمقدس ومعنى سبوح المبرأ من النقائص والشريك وكل ما لا يليق بالألوهية . وقدوس : المبارك المطهر من كل ما يليق بالخلق
" سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي " ( متفق عليه ) وكان يكثر منها في ركوعه وسجوده. اللهم لك ركعت وبك آمنت ، لك أسلمت ، وعليك توكلت ، أنت ربي خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين .
صحيح ( صحيح سنن النسائي 226/1)
" اللهم لك ركعت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، [ أنت ربي ] خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي ( وفي رواية وعظامي ) وعصبي [ وما استلقت به قدمي الله رب العالمين ] .
( صفة صلاة النبي ) مسلم 535/1 ورواه مسلم وأبو عوانة والطحاوي والدارقطني ( ما أستقلت به قدمي : أي حملته )
" سبحان ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ".
صحيح ( صحيح سنن أبي داود 166/1)
عند الرفع من الركوع: الفهرست
" سمع الله لمن حمده " . البخاري باب فضل اللهم ربنا لك الحمد " ربنا ولك الحمد " ، وتارة يقول :" ربنا لك الحمد " وتارة يضيف إلى هذين اللفظين قوله " اللهم " .
مسلم ( 346/1 )
وتارة يزيد على ذلك : "....ملء السموات وملء الأرض وما بينهما ، وملء ما شئت من شئ بعد أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد " .
( رواه مسلم 347/1 وأبو عوانة)
وتارة تكون الزيادة : "......ملء السماء والأرض . وملء ما شئت من شئ بعد . اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد . اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس " .
( رواه مسلم 346/1 )
"ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه [ مباركاً عليه ، كما يحب ربنا ويرضى ]".
( رواه البخاري 317/1 ) ومالك وأبو داود
وتارة يقول في صلاة الليل :" لربي الحمد ، لربي الحمد ". يكرر ذلك .
رواه النسائي بسند صحيح ( الأوراد 335 )
أدعية السجود: الفهرست
" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء ".
رواه مسلم 350/1)
" سبحان ربي الأعلى " ، ثلاث مرات .
صحيح ( صحيح ابن ماجة 147/1)
وكان أحياناً يكررها أكثر من ذلك . " سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً ".
رواه أحمد والدارقطني ( صححه الألباني في صفة صلاة النبي )
"سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي "
متفق عليه
" سبوح قدوس رب الملائكة والروح " .
( رواه مسلم 535/1 )
" اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين " .
( رواه مسلم 535/1 )
" سجد لك سوادي وخيالي ، وآمن بك فؤداي ، أبوء بنعمتك علي ، هذي يدي وما جنت علي نفسي ".
رواه أحمد والدارقطني ( صححه الألباني في صفة صلاة النبي )
" اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره "
( رواه مسلم 530/1 ).
وكان يقول في صلاة الليل :" اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " .
( رواه مسلم 352/1 )
" سبحان ذي الجبروت والملكوت ، والكبرياء والعظمة ".
صحيح ( صحيح سنن أبي داود 166/1 )
" سبحانك [ اللهم ] وبحمدك ، لا إله إلا أنت .
( رواه مسلم 352/1 )وأبو عوانه والنسائي
" اللهم ( وفي لفظ : ربي ) اغفر لي ما أسررت وما أعلنت "
صحيح ( صحيح سنن النسائي 241/1 ).
ثم يتخير من الدعاء ما شاء .
دعاء سجود التلاوة: الفهرست
" ومما ورد من دعاء في سجود التلاوة : " سجد وجهي للذي خلقه ، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته [ فتبارك الله أحسن الخالقين ]"
صحيح ( صحيح الترمذي 180/1 ) والحاكم وصححه ووافقه الذهبي
" اللهم أكتب لي بها عندك أجراً ، وضع عني بها وزراً ، واجعلها لي عندك ذخراً ، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود ".
حسن ( صحيح الترمذي 180/1)
عند الجلوس بين السجدتين: الفهرست
" رب اغفر لي ، رب اغفر لي "
صحيح ( صحيح ابن ماجة 148/1 )
" اللهم ( وفي لفظ : ربي ) اغفر لي ، وارحمني ، [واجبرني ] ، [ وارفعني ] ، واهدني ، [ وعافني ] ، وارزقني ".
صحيح ( صحيح سنن ابن ماجة 90/1 ) والترمذي والحاكم
التشهد: الفهرست
التحيات لله ، والصلوات ، والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباده الصالحين ، [ فإذا قالها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض] ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ". متفق عليه ( التحيات : جمع تحيه وهي الملك والبقاء وقبل العظمة ) ، ( الصلوات : هي الصلوات المعروفة وقيل الدعوات والتضرع ) ، ( والطيبات : أي الكلمات الطيبات ) ...( معنى الحديث أن التحيات والصلوات والكلمات الطيبات مستحقة لله تعالى ولا تصلح لغيره )
الصلاة على النبي بعد التشهد: الفهرست
" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على [ إبراهيم ، وعلى ] آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على [إبراهيم ، وعلى ] آل إبراهيم إنك حميد مجيد "
(رواه البخاري 138/Cool.
" اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد" .
(رواه البخاري 139/Cool
بعد التشهد الأخير وقبل السلام: الفهرست
" اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات ، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم "متفق عليه (المأثم : هو الأمر الذي يأثم به الإنسان ، أو هو الإثم نفسه) ، ( المغرم: ويزيد به الدين ) .
" اللهم حاسبني حساباً يسيراً "
أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ( صفة صلاة النبي للألباني)
" اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل [ بعد ] "
صحيح ( صحيح سنن النسائي 1122/3 ) ( صفة صلاة النبي للألباني)
(ما عملت : أي من شر ما فعلت من السيئات ) ، ( ومن شر ما لم أعمل : من الحسنات ، يعني : من شر تركي العمل بها )
" اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم "متفق عليه " اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعملت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ".
(رواه مسلم 536/1 )
" اللهم إني أعوذ بك من ابخل وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر ".
(رواه ابخاري 143/8 )
" اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم ".
(رواه النسائي وصححه الألباني صفة صلاة النبي )
سمعها رسول الله صل الله عليه وسلم من رجل دعا بها فقال عليه السلام :" قد غُفِرَ له ، قد غُفِرَ له " . " اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك الله . لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ".
صحيح ( صحيح سنن الترمذي 163/3)
" اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، المنان ، يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار ".
( صحيح سنن ابن ماجة 329/2 )
" اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار " .
( صحيح سنن ابن ماجة 150/2 )
" اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق ، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي ، وتوفني ما علمت الوفاة خيراً لي ، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى ، وأسألك نعيماً لا ينفد ، وأسألك قرة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضا بعد القضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم ، والشوق إلى لقائك ، من غير ضرَّاء مضرة ، ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الإيمان ، واجعلنا هداة مهتدين " .
رواه الحاكم وصححه الألباني ( صحيح الجامع 411/1)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالأحد 18 أكتوبر 2015, 7:01 am

الأذكار والأدعية


أذكار بعد الصلاة: الفهرست
"أستغفر الله " ثلاثاً .." اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام".
(رواه مسلم 414/1)
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ".متفق عليه " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ".
صحيح ( صحيح سنن أبي داود 284/1 )
" اللهم إني أعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، وأعوذ بك من عذاب القبر " (رواه البخاري 80/4) ، ( فتنة الدنيا : هو أن يبيع الآخرة بما في الدنيا من حال ومال )
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل ، وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون " .
(رواه مسلم 415/1)
من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين ، فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير "غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر .(رواه مسلم 418/1) ، ( من سبح : أي قال سبحان الله ، ( وحمد : أي قال الحمد لله) ، ( وكبر : أي قال الله أكبر )
" اللهم اغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أسرفت وما أنت أعلم مني أنت المقدم والمؤخر لا إله إلا أنت ".
صحيح ( صحيح سنن أبي داود145/1 )
عن عقبة بن عامر قال : أمرني رسول الله صل الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذتين دبر كل صلاة .
صحيح ( صحيح سنن أبي داود284/1)
من قرأ ( آية الكرسي ) دُبُرَ كل صلاة مكتوبة ، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت .
رواه النسائي وصححه الألباني ( صحيح الجامع 339/5 )
كان صل الله عليه وسلم يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: الفهرست
" اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً " .
صحيح ( صحيح ابن ماجة 152/1)
كان صل الله عليه وسلم يقول بعد صلاة المغرب والصبح: الفهرست
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير " عشر مرات
صحيح الترمذي 190/1-191)
الذكر بعد السلام من الوتر: الفهرست
" سبحان الملك القدوس ، ثلاث مرات متتالية ، يجهر بها ويمد بها صوته "، [ ويقول في الثالثة رب الملائكة والروح ].
رواه النسائي والدارقطني وما بين المعكوفتين للدارقطني أنظر قيام رمضان للألباني
أذكار الأمور العارضة والحياة اليومية
إذا أحببت أحدا في الله فقل له: الفهرست
"إنِّي أُحِبُّك في الله".
حسن (صحيح سنن أبي داود 965/3)
إذا أخبرك أحد أنه يحبك في الله فقل له: الفهرست
"أَحَبَّكَ الله الذِي أَحْبَبْتَني لَهُ".
حسن (صحيح سنن أبي داود 965/3)
إذا كان أحدكم مادحاً صاحبه لا محالة فليقل: الفهرست
"أحْسِبُ فُلاناً، والله حَسِيبُهُ، ولا أُزكِّي على الله أحداً، أحْسِبُه إن كان يعلم ذَاكّ، كّذَا وكَذّا".
(رواه مسلم 2296/4)
الدعاء لمن صنع لك معروفاً: الفهرست
"مَنْ صُنِعَ إليهِ مَعْرُوفٌ فقال لِفَاعِلِه: جَزَاكَ الله خيراً فَقَدْ أَبْلَغَ في الثَّناءِ".
صحيح (صحيح الترمذي 200/2)
الدعاء لمن سببته: الفهرست
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صل الله عليه وسلم يقول: "اللَّهُم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة".
(رواه مسلم 2007/4)
الدعاء لمن عرض عليك ماله: الفهرست
"بارك الله لك في أهلك ومالك".
البخاري الفتح (88/4)
الدعاء الذي يرفع به الدين ويرجى قضاؤه: الفهرست
" اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عن سواك "
حسن (صحيح الترمذي 180/3)
"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال".
رواه البخاري (158/7)
الدعاء عند إرجاع الدين ( القرض ): الفهرست
" بارك الله لك في أهلك ومالك إنما جزاء السلف الوفاء والحمد ".
حسن ( صحيح ابن ماجة 55/2 )
عند دخول السوق: الفهرست
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يُحيي ويُميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير وهو على كل شئ قدير ".
حسن ( صحيح الترمذي 152/3)
دعاء من أصابته مصيبة: الفهرست
ما من مسلم تصيبه مصيبة فبقول كما أمره الله " إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها " إلا أخلف الله له خيراً منها .
(رواه مسلم632/2)
دعاء الهم والحزن: الفهرست
ما أصاب عبداُ هم ولا حزن فقال :" اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً.
رواه أحمد وصححه الألباني(الكلم الطيب ص74 )
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صل الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء.
دعاء الغضب: الفهرست
" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
رواة مسلم (2015/4)
دعاء الكرب: الفهرست
"لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم ". ( متفق عليه ) قال صل الله عليه وسلم دعاء المكروب :" اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت ". " الله ، الله ربي لا أشرك به شيئاً "
صحيح ( صحيح سنن ابن ماجة(959/3)
قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين - لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له ".
صحيح (صحيح الترمذي 168/3)
دعاء الفزع: الفهرست
" لا إله إلا الله "
( متفق عليه )
ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً: الفهرست
ما من عبد يذنب ذنباً فيتؤضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له .
صحيح ( صحيح الجامع 173/5)
من استصعب عليه أمر: الفهرست
" اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً ".
رواة ابن السني وصححه الحافظ ( الأذكار للنووي ص 106)
ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه: الفهرست
كان صل الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره قال :" الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات " وإذا أتاه أمر يكرهه قال :" الحمد لله على كل حالِ " .
صحيح ( صحيح الجامع 201/4).
كان النبي صل الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى ".
حسن ( صحيح ابن ماجة 233/1)
ما يقول عند التعجب والأمر السار: الفهرست
" سبحان الله "
( متفق عليه )
" الله أكبر "
( البخاري الفتح441/Cool
في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين: الفهرست
إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق.
صحيح ( صحيح الجامع 212/1)
إذا خاف قوماً أو سلطاناً: الفهرست
"اللهم إنَّا نجعلُك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم".
صحيح (صحيح سنن أبي داود 286/1)
الدعاء عند لقاء العدو: الفهرست
"اللهم أنت عضدي وأنت نصيري وبك أُقاتل".
صحيح (صحيح الترمذي183/3))
"اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم".
(رواه مسلم 1363/3)
الدعاء عند صياح الديك ونهيق الحمار ونباح الكلاب: الفهرست
إذا سمعتم صياح الديك [ من الليل ] ، فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً وإذا سمعتم نهيق الحمار ، فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً ". ( متفق عليه )
"إذا سمعتم نُباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله فإنهن يرين ما لا ترون".
صحيح ( صحيح سنن أبي داود 961/3)
دعاء صلاة الاستخارة: الفهرست
قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صل الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل :" اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة وآجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم ارضني به ".
( رواه البخاري146/Cool
كفارة المجلس: الفهرست
" من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال فيل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ". إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك .
صحيح ( صحيح الترمذي 153/3)
دعاء القنوت: الفهرست
" اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت "
صحيح ( صحيح ابن ماجة 194/1)
" اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك "
صحيح ( صحيح ابن ماجة 194/1)
" اللهم إياك نعبد ، ولك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك ". وهذا موقف على عمر رضي الله عنه.
إسناد صحيح ( الأوراد171/2-428)
دعاء ليلة القدر: الفهرست
" اللهم إنك عفو تُحب العفو فاعف عني ".
صحيح ( صحيح ابن ماجة 328/2)
ما يقال عند الذبح أو النحر: الفهرست
يقول الرجل عند الذبح :" بسم الله والله أكبر [ اللهم منك ولك ] اللهم تقبل مني ".
رواه مسلم ( 1557/3) والزيادة للبيهقي
دعاء الأضحية: الفهرست
" بسم الله ، اللهم تقبل من محمد ، وآل حمد ، ومن أمة محمد ".
حسن ( صحيح سنن أبي داود537/2)
دعاء العطاس وما يقال للكافر إذا عطس: الفهرست
إذا عطس أحدكم فليقل :" الحمد لله ".
( رواة البخاري الفتح 608/10) .
أو "الحمد لله على كل حال ".
صحيح ( صحيح سنن أبي داود 949/3)
وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له: يرحمك الله ، فليقل : يهديكم الله ويُصلح بالكم ".
( رواه البخاري 608/10)
قال صل الله عليه وسلم :" إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه ، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه ".
( رواه مسلم 2292/4))
وإذا عطس الكافر يقال له :" يهديكم الله ويُُصلح بالكم " .
صحيح ( صحيح سنن أبي داود949/3)
ما يقال للمتزوج بعد عقد النكاح: الفهرست
" بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير " .
صحيح ( صحيح سنن أبي داود 400/2) ،
" اللهم بارك فيهما وبارك لهما في بنائهما "
رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني ( آداب الزفاف ص77) .
" على الخير والبركة وعلى خير طائر ".
( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه)
(رواه البخاري 36/7)
ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت عليه زوجته ليله الزفاف: الفهرست
يأخذ بناصيتها ويقول : " اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه ".
حسن ( صحيح ابن ماجة(324/1
الدعاء قبل الجماع: الفهرست
" لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً ".
( متفق عليه (
الدعاء للمولود عند تحنيكه: الفهرست
كان رسول الله صل الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم.
(التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)
صحيح ( صحيح سنن أبي داود 961/3)
ما يعوذ به الأولاد: الفهرست
" أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، وكل عينِ لامة ".
) رواه البخاري الفتح 408/6)
من أحس وجعاً في جسده: الفهرست
" ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر "
( رواه مسلم1728/4)
ما يقال عند زيارة المريض وما يقرأ عليه لرقيته: الفهرست
"لا بأس طهور إن شاء الله " .
( رواه البخاري 118/4) .
" اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة ِ"
صحيح ( صحيح سنن أبي داود 600/2)
ما من عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات: " أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي "
صحيح ( صحيح الترمذي 210/2) .
"بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك ".
صحيح ( صحيح الترمذي 287/1)
"أذهب البأس ، رب الناس ، اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاء لا يُغادر سقماُ ".
( رواه البخاري الفتح 131/10 (
تذكرة في فضل عيادة المريض: الفهرست
قال صل الله عليه وسلم :" إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة ".
صحيح ( صحيح الترمذي 285/1)
قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال :" جناها ". وقال صل الله عليه وسلم :" ما من مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة ".
صحيح ( صحيح الترمذي 286/1)
ما يقول من يئس من حياته: الفهرست
" اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق "
(متفق عليه)
" اللهم الرفيق الأعلى ".
رواه مسلم (1894/4)
كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان: الفهرست
" لا يدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ما كنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي"
( متفق عليه )
من رأى مبتلى: الفهرست
" من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء ".
صحيح ( صحيح الترمذي 153/3 )
تلقين المحتضر: الفهرست
قال صل الله عليه وسلم :" لقنوا موتاكم قول : لا إله إلا الله ".
( رواه مسلم 631/2) .
" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ".
صحيح ( صحيح سنن أبي داود 602/2)
الدعاء عند إغماض الميت: الفهرست
" اللهم اغفر ( لفلان) وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه ".
( رواه مسلم634/2)
ما يقول من مات له ميت: الفهرست
ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها
(رواه مسلم 632/2)
الدعاء للميت في الصلاة عليه: الفهرست
" اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) "
( رواه مسلم 663/2)
"اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده "
صحيح ( صحيح ابن ماجة 251/1)
" اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم "
صحيح ( صحيح ابن ماجة 251/1)
" اللهم عبدك وابن عبدك وابن أَمَتِك احتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسيئاً فتجاوز عنه"
رواه الحاكم ووافقه الذهبي ( انظر أحكام الجنائز للألباني ص159)
وإن كان الميت صبياً: الفهرست
اللهم أعذه من عذاب القبر "
حسن ( أحكام الجنائز للألباني ص161)
" اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً "
موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً
عند إدخال الميت القبر: الفهرست
" بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله )
صحيح ( صحيح الترمذي 306/1)
ما يقال بعد الدفن: الفهرست
" كان النبي صل الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل ".
صحيح ( صحيح سنن أبي داود 620/2)
دعاء زيارة القبور: الفهرست
" السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون ".
( رواه مسلم 671/2)
دعاء التعزية: الفهرست
" إن لله ما أخذ وله ما أعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب ".
(متفق عليه(
دعاء الريح إذا هاجت: الفهرست
" اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما فيها ، وخير ما أُرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ".
( متفق عليه )
" اللهم إني أسألك خيرها ، وأعوذ بك من شرها ".
صحيح ( صحيح سنن ابن ماجة 305/2)
الدعاء عند نزول المطر: الفهرست
" اللهم صيباً نافعاً ".
( رواه البخاري 84/2)
الدعاء بعد نزول المطر: الفهرست
" مُطرنا بفضل الله ورحمته "
متفق عليه
الدعاء عند سماع الرعد: الفهرست
" كان عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال : " سبحان الذي يُسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته "
إسناد صحيح ( الكلم الطيب تحقيق الألباني ص156)
دعاء الاستسقاء: الفهرست
" اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا اللهم أغثنا ".
( متفق عليه)
" اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار ، عاجلاً غير آجل "
صحيح ( صحيح سنن أبي داود 216/1)
" اللهم اسق عبادك وبهائمك ، وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت ".
حسن ( صحيح سنن أبي داود 218/1)
ما يقول إذا كثر المطر وخيف منه الضرر: الفهرست
" اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكامِ والظرابِ وبُطون الأودية ، ومنابت الشجر "
( متفق عليه )
الدعاء عند رؤية الهلال: الفهرست
" اللهم أهلِله علينا باليمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربي وربك الله "
.صحيح ( صحيح الترمذي 157/3)
أذكار متفرقة
دعاء من أصابته مصيبة الفهرست
ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله أنا لله وأنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها
(رواه مسلم632/2)
دعاء الهم والحزن: الفهرست
ما أصاب عبداُ هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً.
رواه أحمد وصححه الألباني.لكلم الطيب ص74
اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صل الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء
دعاء الغضب: الفهرست
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
رواة مسلم .2015/4
دعاء الكرب: الفهرست
لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم
متفق عليه
قال صل الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت الله ، الله ربي لا أشرك به شيئاً
صحيح - . صحيح سنن ابن ماجة(959/3)
قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له
. صحيح - .صحيح الترمذي 168/3
دعاء الفزع: الفهرست
لا إله إلا الله
متفق عليه
ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً: الفهرست
ما من عبد يذنب ذنباً فيتؤضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له
صحيح - صحيح الجامع 173/5
من استصعب عليه أمر: الفهرست
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً
رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106
ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه: الفهرست
كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد لله على كل حال
كان النبي صل الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى
ما يقول عند التعجب والأمر السار: الفهرست
سبحان الله
متفق عليه
الله أكبر
البخاري الفتح441/8
في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين: الفهرست
إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق
صحيح -. صحيح الجامع 212/1.سنن إبي داود286/1 .
اللهم اكفنيهم بما شئت
رواه مسلم 2300/4
حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم
رواه مسلم 1363/3
دعاء صلاة الاستخارة: الفهرست
قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صل الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة وآجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم ارضني به
رواه البخاري146/8
كفارة المجلس: الفهرست
من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك .
صحيح.- صحيح الترمذي 153/3
دعاء القنوت: الفهرست
اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت
صحيح -. صحيح ابن ماجة 194/1
اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك "
صحيح -. صحيح ابن ماجة 194/1
اللهم إياك نعبد ، ولك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه .
إسناد صحيح . الأوراد171/2-428
ما يقال للمتزوج بعد عقد النكاح: الفهرست
بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير
صحيح.- صحيح سنن أبي داود 400/2
اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما
رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77)
على الخير والبركة وعلى خير طائر
رواه البخاري 36/7
( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه)
ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت عليه زوجته ليله الزفاف: الفهرست
يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه
حسن . صحيح ابن ماجة 324/1
الدعاء قبل الجماع: الفهرست
لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً
متفق عليه
الدعاء للمولود عند تحنيكه: الفهرست
كان رسول الله صل الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم
صحيح - صحيح سنن أبي داود 961/3) )
(التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)
ما يعوذ به الأولاد: الفهرست
أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، وكل عينِ لامة
رواه البخاري الفتح 408/6
من أحس وجعاً في جسده: الفهرست
ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر
رواه مسلم1728/4
ما يقال عند زيارة المريض وما يقرأ عليه لرقيته: الفهرست
لا بأس طهور إن شاء الله
رواه البخاري 118/4
اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة
صحيح -. صحيح سنن أبي داود 600/2
ما من عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي
صحيح - صحيح الترمذي 210/2
بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك
صحيح - . صحيح الترمذي 287/1
أذهب البأس ، رب الناس ، اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاء لا يُغادر سقماُ
رواه البخاري الفتح 131/10
تذكرة في فضل عيادة المريض: الفهرست
قال صل الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة
صحيح -. صحيح الترمذي 285/1
قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صل الله عليه وسلم :" ما من مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة
صحيح - . صحيح الترمذي 286/1
ما يقول من يئس من حياته: الفهرست
اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق
متفق عليه
اللهم الرفيق الأعلى
رواه مسلم1894/4
كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان: الفهرست
لا يدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ما كنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي
متفق عليه
من رأى مبتلى: الفهرست
من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء
صحيح -. صحيح الترمذي 153/3
تلقين المحتضر: الفهرست
قال صل الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لا إله إلا الله
رواه مسلم 631/2
من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
صحيح - . صحيح سنن أبي داود 602/2
الدعاء عند إغماض الميت: الفهرست
اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه
رواه مسلم 634/2 الفهرست
ما يقول من مات له ميت:
ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها
رواه مسلم 632/2
الدعاء للميت في الصلاة عليه: الفهرست
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار )
رواه مسلم 663/2
اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده
صحيح -. صحيح ابن ماجة 251/1
اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم
صحيح - . صحيح ابن ماجة 25/1
اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسيئاً فتجاوز عنه
واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159
وإن كان الميت صبياً: الفهرست
اللهم أعذه من عذاب القبر
حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161.
اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً
عند إدخال الميت القبر: الفهرست
بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله )
صحيح -. صحيح الترمذي 306/1
ما يقال بعد الدفن: الفهرست
كان النبي صل الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل
صحيح - . صحيح سنن أبي داود 620/2
دعاء زيارة القبور: الفهرست
السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون
رواه مسلم 671/2
دعاء التعزية: الفهرست
إن لله ما أخذ وله ما أعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب
متفق عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالإثنين 19 أكتوبر 2015, 4:23 am

المسجد الحرام


قال تعالى " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران: آية 96)، إنه بيت الله الذي فرض الله إليه الحج لمن استطاع إليه سبيلا..

يقع المسجد الحرام في قلب مكة المكرمة، وتتوسطه الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين أينما كانوا، وشعائر الله الأخرى التي يقوم بها الناس في الحج والعمرة إنما هي في قلب الحرم المكي، أرض الله الحرام.

توسعات الحرم المكي عبر العصور

(1) عصر الرسول صل الله عليه وسلم :

بعد أن فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة أزال ما كان على الكعبة من أصنام، وكان يكسوها ويطيـبـها، ولكنه لم يقم بعمل تعديل على عمارة الكعبة وما حولها كما لم يرجع الكعبة إلى سابق عهدها في أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام خشية من الفتنة؛ لأن قومه كانوا حديثي عهد بالإسلام، لكن كانت أهم الأحداث في عهد الرسول صل الله عليه وسلم هو توجيه القبلة بأمر من الله إلى المسجد الحرام يقول تعالى " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ " (البقرة: الآية 144).

(2) ظل المسجد الحرام على حاله طوال خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- دون تغيير.

(3) في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وفي العام السّابع الهجري: استشعر مدى الحاجة لهذه التوسعة حين رأى الزّيادات المطّردة في عدد الحُجّاج الذين يفدون للطّواف حول الكعبة المشرّفة سنويًّا، وعجز المطاف عن استيعاب تلك الزّيادات، فقام بشراء البيوت المجاورة للمسجد، ووسّع بها ساحة المطاف وجعل لها أبوابًا يدخل الحجّاج والمعتمرون منها للطّواف حول الكعبة المشرفة.

(4) في زمن، عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كثر الناس فوسع المسجد، وكانت هذه الزيادة سنة ست وعشرين للهجرة، كما بنى -رضي الله عنه- للمسجد أروقةً؛ فكان ذو النورين أول من بنى أروقة للمسجد الحرام.

(5) في عهد عبد الله بن الزّبير عام 64 هـ أجريت زيادة كبيرة على المسجد طالت جهاته الشّرقية والجنوبيّة والشّمالية، كما قام بسقف المسجد ودعمه بأعمدة من الرّخام، وبذل أموالًا طائلةً في شراء بعض البيوت المحيطة به، التي ضمّ أرضها لساحة المسجد، وقد بلغت التّوسعة التي أجراها نحو 4050 مترًا مسطّحًا.

(6) في عهد عبد الملك بن مروان وتحديدًا في سنة 75 هـ أجرى الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان عمارةً في المسجد الحرام دون أن يحدث أيّ زيادة في مساحته، لكنه قام برفع جدران الحرم، وسقفه بالسّاج، ووضع على رأس كلّ أسطوانة خمسين مثقالًا من الذّهب.

(7) في عهد ابنه الوليد بن عبد الملك تم لأول مرة نقل أساطين الرخام (أعمدة الرخام) من مصر والشام إلى مكة على العجل، وزاد في مساحة المسجد الحرام من الجهة الشرقية رواقًا دائرًا على حافتـه، وقد بلغت هذه التوسعة نحو 2300 متر مربع، وكان الوليد بن عبد الملك هو أول من آزر المسجد بالرخام من داخله، كما أهدى إلى الكعبة المشرفة هلالين وسريرا من ذهب.

(Cool في عهد الخليفة المنصور زاد الخليفة المنصور في مساحة المسجد الحرام، وأصلح في عمارته، وقد تمثّلت هذه الزّيادة في إقامة رواق واحد ينفذ على صحن المسجد الحرام، كما بنى الخليفة المنصور مئذنة في ركن المسجد الشمالي الغربي عُرفت باسم "مئذنة بني سهم". أما عن شكلها فقد كان الجزء الأسفل مكعبًا، أما الجزء العلوي فهو أسطواني يعلوه خوذة المئـذنة، وبهذه الزّيادة التي بلغت نحو 4700 متر مربع، التي انتهت عام 140 هـ؛ وبذلك تكون مساحة المسجد بلغت ضعف ما كانت عليه في المرحلة السّابقة عنها.

(9) أعقب الخليفة محمد المهـدي العبّاسي العمارة السابقة بعمارتين كبيرتين: الأولى جرت عام 160 هـ، وأكمل بها عمارة أبيه الخليفة أبو جعفر المنصور؛ حيث وسّع المسجد الحرام من الموضع الذي انتهى إليه والده في الجانب الغربيّ، كما وسَّعه من أعلاه ومن الجانب اليماني. وقد بلغت هذه الزيادة 7950 مترا مسطحًا. أما العمارة الثّانية: فقد جرت بعد أن قدم المهدي للحج عام 164هـ، وساءه أن يرى العمارة الأولى التي أمر بإجرائها لم تجعل المسجد مربعًا وتتوسّطه الكعبة المشرفّة، فأمر المهندسين بتدارك الأمر وإجراء التعديلات والتوسيعات اللازمة، واشترى الدور المجاورة، وأنفق أموالا طائلة حتى تحقّق له ما أراد، وانتهت هذه العمارة في عهد ابنه موسى الهادي بعد أن توفاه الله. وقد بلغت هذه الزيادة نحو 2360 مترًا مربعًا، وكان عدد الأعمدة وقتها أربعمائة وأربعة وثلاثين عمودا، وكان عدد الأبواب في المسجد أربعة وعشرين بابًا، وأصبح للمسجد أربع مآذن في أركانه الأربعة.

(10) في عهد المعتضد بالله تم إضافة دار النّدوة إلى المسجد الحرام ودُعِّم هذا الجزء بأساطين وطاقات وأروقة مسقّفة بالساج المزخرف، وأُوصلت بالمسجد الحرام عن طريق اثني عشر بابا فُتحت في حائط المسجد. وبلغت هذه الزّيادة 1250 مترًا مربعا.

(11) في عام 306هـ أجرى المقتدر بالله العبّاسي زيادة أخرى بلغت 850 مترًا مربعًا؛ حيث كانت هناك ساحة تقع بين بابين من أبواب المسجد الحرام: أحدهما يسمّى باب "الخياطين" أو باب "الحزوة"، والثاني يسمّى باب "جمح"، وكانت أمام هذه السّاحة داران لزبيدة أمّ الخليفة الأمين. وقد ضمت تلك المساحات جميعها للمسجد الحرام.

(12) في سنة 803هـ شبّ حريق كبير في المسجد الحرام دمّر الجانب الغربيّ منه، وأصاب أيضًا الجانب الشّمالي الذي استمرّ الحريق فيه إلى أن أتى على سقوف المسجد وأعمدته الرّخامية، ووصل إلى أسطوانتين هدمهما السّيل العظيم الذي داهمهما، وأسقط ما عليهما من الأعمدة والسّقوف. وحين علم السّلطان أبو السّعادات زين الدّين فرج برقوق بذلك قام بإصلاح ما أتلفه الحريق، وأعاد بناء المسجد الحرام إلى ما كان عليه، دون إضافة أيّ زيادات على مساحته.

(13) في سنة 815هـ قام قاضي مكّة جمال الدّين محمد بن عبد الله بن ظهيرة بتعمير أجزاء من المسجد وإصلاح سقفه.

(14) في سنة 825 هـ أجرى الأمير زين الديّن برسباي عمارة كبيرة للمسجد الحرام بعد أن أصاب التّلف والتّشقّق جدرانه وأعمدته وأبوابه وسقفه، وقام بتشييد عشرات العقود وتجديد الأبواب والسّقوف في مبنى المسجد.

(15) في سنة 882 هـ بنى السلطان قايتباي سلطان مصر أوّل مدرسة تدرس فيها المذاهب الأربعة، واشترى بعض الدّور المحيطة به، وأقام فيها مجمّعًا كبيرًا يشرف على المسجد الحرام والمسعى واشترى مكتبًا ومنارةً.

(16) في الفترة الواقعة ما بين 981 - 984 هـ أجرى السّلطان سليم عمارةً شاملةً للمسجد بعد أن أصاب الخراب بعض أروقته وبرزت رؤوس أخشاب سقوفه، فاستبدلت بالسقوف الخشبيّة القباب التي أقيمت على دعامات قويّة من الحجر وأساطين الرّخام. وقد توفّي السّلطان سليم قبل إتمام تلك العمارة، فتولّى ابنه السّلطان مراد خان الرّابع إتمامها. وكانت هذه العمارة بمثابة تجديد كامل للمسجد منذ عمارة الخليفة المهدي العبّاسي التي انتهت عام 164 هـ .

(17) تزايد أعداد المسلمين حيث اتسعت خلال الفترة رقعة العالم الإسلامي لتشمل بلادًا وشعوبًا جديدة في أفريقيا وآسيا، فضلا عن التطور الهائل الذي شهده العصر الحديث في وسائل المواصلات التي اختصرت المسافات وقاربت ما بين البلدان، كل ذلك أدى إلى مضاعفة أعداد حجاج بيت الله الحرام؛ وهو ما أظهر مدى الحاجة إلى توسعة المسجد الحرام لاستيعاب المصلين.

(18) في عهد الملك سعود -رحمه الله- تمت توسعة شاملة لبيت الله الحرام وعمارته في ثلاث مراحل شملت إزالة المنشآت السكنية والتجارية التي كانت مجاورة للمسعى، وكذلك إزالة المباني التي كانت قريبة من المروة، وإنشاء طابق علوي للمسعى بارتفاع تسعة أمتار مع إقامة حائط طولي ذي اتجاهين، وتخصيص مسار مزدوج يستخدمه العجزة الذين يستعينون بالكراسي المتحركة في سعيهم مع إقامة حاجز في وسط المسعى يقسمه إلى قسمين لتيسير عملية السعي. كما أنشئ للحرم 16 بابًا في الجهة الشرقية (ناحية المسعى)، كما تمّ إنشاء درج ذي مسارين لكلّ من الصّفا والمروة؛ خصّص أحدهما للصّعود والآخر للهبوط. كما أنشئ مجرى بعرض خمسة أمتار وارتفاع يتراوح ما بين أربعة وستة أمتار لتحويل مجرى السّيل الذي كان يخترق المسعى ويتسرّب إلى داخل الحرم، كما تم توسعة منطقة المطاف على النّحو الذي هو عليه الآن، كما أقيمت السّلالم الحاليّة لبئر زمزم. وكان المطاف بشكله البيضاويّ يبدو وكأنّه عنق زجاجة؛ الأمر الذي كان سببًا في تزاحم الطّائفين حول الكعبة المشرّفة. وقد زال هذا الوضع بعد إجراء توسعة المطاف. كذلك جرت وفق هذه التّوسعة إزالة قبّة زمزم التي كان يستخدمها المؤذّنون الذين أنشئ لهم مبنى خاص على حدود المطاف إضافة لبعض التطويرات العديدة، وأصبحت مساحة مسطحات المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193000 متر مربع بعد أن كانت 29127 مترًا مربعًا؛ أي بزيادة قدرها 131041 مترًا مربعًا. وأصبح الحرم المكي يتسع لحوالي 400000 مصلٍ، وشملت هذه التوسعة ترميم الكعبة المشرفة وتوسعة المطاف وتجديد مقام إبراهيم -عليه السلام-.

(19) في عهد الملك فيصل -رحمه الله- تم الإبقاء على البناء العثماني القديم، وتم عمل تصاميم العمارة الجديدة بأفضل أساليب الدمج التي تحقق الانسجام بين القديم والجديد. وما زال البناء الحالي يجمع بين التراث والمعاصرة.

(20) في عهد خادم الحرمين الشريفين خضع الحرم المكي وفي 13-9-1988م تم وضع حجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة بحيث تتألف من الطابق السفلي (الأقبية) والطابق الأرضي والطابق الأول؛ وقد صمم، وتم بناؤه على أساس تكييف شامل، وعمل محطة للتبريد في أجياد، وروعي في الأقبية تركيب جميع الأمور الضرورية من تمديدات وقنوات، وعُملت فتحات في أعلى الأعمدة المربعة، حيث يتم ضخ الهواء والماء البارد فيها من المحطة المركزية للتكييف في أجياد. ومبنى التوسعة منسجم تمامًا في شكله العام مع مبنى التوسعة الأولى، وقد كُسيت الأعمدة بالرخام الأبيض الناصع، كما كسيت أرضها بالرخام الأبيض، وأما الجدران فكسيت من الخارج بالرخام الأسود المموج والحجر الصناعي، وكذلك من الداخل مع تزيينها بزخارف إسلامية جميلة، ويبلغ عدد الأعمدة للطابق الواحد ( 530) عمودًا دائريًّا ومربعًا. وجعل في هذه التوسعة أربعة عشر بابًا؛ فبذلك صارت أبواب المسجد الحرام (112) بابًا، وصنعت الأبواب من أجود أنواع الخشب، وكُسيت بمعدن مصقول ضبط بحليات نحاسية، وصُنعت النوافذ والشبابيك من الألمونيوم الأصفر المخروط وزينت بمعدن مصقول بحليات نحاسية.

وعمل لهذه التوسعة مبنيان للسلالم الكهربائية في شماله وجنوبه وسُلّمان داخليان؛ وبذلك يصبح مجموع السلالم الكهربائية في المسجد الحرام تسعة سلالم، هذا عدا السلالم الثابتة الموزعة في أنحاء مبنى المسجد الحرام.

في سنة 1991م أُحدثت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام، وهُيئت للصلاة لا سيما في أوقات الزحام بتبليطها برخام بارد ومقاوم للحرارة، وإنارتها، وفرشها، وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات ( 88.000) متر مربع.

وفي سنة 1994م تم في المسجد الحرام توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلا للساعين؛ وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا.

وفي سنة 1996م تم أيضًا إعادة تهيئة منطقة المروة لغرض القضاء على الزحام في هذا الموقع، حتى صارت مساحة المنطقة (375) مترًا مربعًا بدلا من المساحة السابقة وهي (245) مترًا مربعًا.

وفي سنة 1996م حصلت أيضًا توسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول، وأُحدثت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة.

وفي سنة 1997م تم إنشاء جسر الراقوبة الذي يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة من جهة المروة، لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام. ويبلغ طول الجسر 72.5 مترًا، ويتراوح عرضه من عشرة أمتار ونصف إلى أحد عشر مترًا ونصف، وتم تنفيذه وفق أحدث التصاميم الإنشائية، وبما يتناسق مع الشكل الخارجي للمسجد الحرام، كما تم في هذا العام توسعة الممر الملاصق للمسعى الذي يستعمل للطواف بالطابق الأول في أوقات الزحام من منطقة الصفا إلى ما يقابل منتصف المسعى؛ حيث تمت توسعته، فأصبح عرضه تسعة أمتار وعشرين سنتيمترًا، ويبلغ طوله سبعين مترًا.

وفي سنة 1998م تم تجديد غطاء مقام إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- من النحاس المغطى بشرائح الذهب والكريستال والزجاج المزخرف، وتم وضع غطاء من الزجاج البلوري القوي الجميل المقاوم للحرارة والكسر على مقام إبراهيم -عليه السلام-، وشكله مثل القبة نصف الكرة، ووزنه 1.750كجم، وارتفاعه 1.30 م، وقطره من الأسفل 40 سم، وسمكه 20 سم من كل الجهات، وقطره من الخارج من أسفله 80 سم، ومحيط دائرته من أسفله 2.51 م.

أصبح مجموع المساحات بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين ثلاثمائة وستة وستين ألفا ومائة وثمانية وستين مترًا مربعًا (366168) م، وأصبحت طاقة استيعاب المصلين في المسجد الحرام في الظروف العادية بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين أربعمائة وستين ألف) 460.000) مُصَلٍّ، بحيث يبلغ مجموع عدد المصلين في داخل المسجد الحرام والسطوح والساحات ثمانمائة وعشرين ألف (820.000) مصل. ويمكن في ذروة الزحام استيعاب أكثر من مليون مصل.

حدود الحرم المكي الشريف

يبلغ نصف قطر دائرة الحرم المكي 87552 كم من كل جهة من جهات مكة، ومركز هذه الدائرة الكعبة المشرفة، وقد اختلف المؤرخون في تحديد قدر المسافات التي بين الكعبة وحدود الحرم من كل جهة، ولعل هذا الاختلاف راجع إلى اختلاف الابتداء من المسجد الحرام إلى تلك الحدود، على أنهم لم يذكروا إلا مسافات الطرق الرئيسية، ونحن نذكر الراجح منها على النحو التالي:

حدوده شمالا من جهة المدينة المنورة تكون عند التنعيم أو مسجد العمرة، وتقدر المسافة بنحو 7 كم.

أما غربًا من جهة جدة فحدود الحرم عند المكان المسمى العلمين أو الحديبية، وتقدر المسافة المسافة بـ 18كم.

أما شرقًا من جهة نجد فحدوده عند الجعرانة، وتقدر المسافة بـ 14.5 كم تقريبًا.

أما جنوبًا من جهة عرفة فحدوده عند نمرة، والمسافة بينه وبين المسجد الحرام تقدر بنحو 20 كم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالإثنين 19 أكتوبر 2015, 4:28 am

كسوة الكعبة

كسوة الكعبة الكسوة الشريفة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ  المسلمون بكسوة الكعبة المشرفة، وصناعتها، والإبداع فيها، وتسابقوا لهذا الشرف العظيم حتى جعلوا يوم تبديلها من كل عام احتفالاً مهيباً لا نظير له؛ فما قصة هذه الكسوة المشرفة التي برع في صناعتها أكبر فناني العالم الإسلامي؟
الكسوة الشريفة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ الكسوة بتاريخ الكعبة نفسها؛ لذلك اهتم المسلمون بكسوة الكعبة المشرفة، وصناعتها، والإبداع فيها، وتسابقوا لهذا الشرف العظيم حتى جعلوا يوم تبديلها من كل عام احتفالاً مهيباً لا نظير له؛ فما قصة هذه الكسوة المشرفة التي برع في صناعتها أكبر فناني العالم الإسلامي؟


[rtl] إسلاميّات  2651[/rtl]
 
[rtl]كسوة الكعبة في العصر الحديث[/rtl]
في عام 1346 هـ/ 1926م أصدر الملك عبد العزيز آل سعود أمرًا ملكيًّا بتشييد مصنع أم القرى الخاص بصناعة الكسوة الشريفة، وجلب له أبرع الفنيين والعمال المهرة، وفي عام 1382هـ صدر مرسوم بتجديد المصنع، واستمر إنتاجه حتى عام 1977م، وافتتح الملك عبد العزيز مقرًّا جديدًا في أم الجود الذي يؤدي رسالته مواكبًا للتطور العلمي والفني، ويتكون المصنع من ستة أقسام، هي: الحزام والنسيج اليدوي والصباغة والنسيج الآلي والطباعة والستارة الداخلية.

مراحل تصنيع الكسوة المشرفة:
تمر كسوة الكعبة المشرفة بعدة مراحل، وهي كالتالي:
(1) المرحلة الأولى: مرحلة الصباغة: وهي أولى مراحل إنتاج الثوب بالمصنع؛ حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي في العالم، ويتم تأمينه على هيئة شلل خام عبارة عن خيوط مغطاة بطبقة من الصمغ الطبيعي تسمى سرسين. تجعل لون الحرير يميل إلى الاصفرار، وتزن الشلة حوالي 100 جرام وبطول حوالي 3000 متر تقريبا وبارتفاع 76سم، وتتم صباغته على مرحلتين:
v الأولى: مرحلة إزالة الصمغ، وتتم في أحواض ساخنة تحتوي على صابون "زيت الزيتون" وبعض المواد الكيميائية، ثم تغسل بالماء عدة مرات حتى تعود للون الأبيض الناصع.
v الثانية: مرحلة الصباغة، وتتم في أحواض ساخنة تمزج فيها الأصبغة المطلوبة، وهي: الأسود بالنسبة للكسوة الخارجية للكعبة المشرفة، والأخضر لكسوتها الداخلية.
(2) المرحلة الثانية: مرحلة النسيج: وهي تحويل الشِّلل الحريرية إلى أكوام ليتم تسديتها على مكنة السداء؛ وذلك بتجميع الخيوط الطولية للنسيج بجانب بعضها على أسطوانة تعرف بمطوة السداء، وتسمى هذه المرحلة "التسدية" ثم تمرر الأطراف الأولى بهذه الخيوط داخل أسلاك الأمشاط الخاصة بأنوال النسيج وتسمى مرحلة اللقي. أما الخيوط العرضية اللُّحمة للنسيج فتلف على بَكَر خاص يسمى "بوينه" التي تثبت داخل المكوك، وهو الذي يتحرك داخل الخيوط الطويلة ليكون المنسوج حيث تأخذ طريقها إلى النسيج اليدوي والنسيج الآلي.
(3) المرحلة الثالثة: وهي مرحلة التصميم: حيث يقوم المصمم بعمل دراسات للزخارف والخطوط في الفن الإسلامي، ثم توضع تصميمات مدروسة ترسم رسما دقيقا في المساحة المطلوبة ويتم تلوينها وتحبيرها، وتشمل التصميمات الزخارف والكتابات المطرزة على الحزام والستارة وكذلك تصميم الزخارف النسجية المنفذة على أقمشة الجاكارد للكسوة الخارجية أو الداخلية.
(4) المرحلة الرابعة: مرحلة الطباعة: في هذا القسم يتم أولا تجهيز المنسج، والمنسج عبارة عن ضلعين متقابلين من الخشب المتين يُشد عليهما قماش خام (للبطانة)، ثم يثبت عليه قماش حرير "أسود سادة" غير منقوش، وهو الذي يطبع عليه حزام الكسوة، وستارة باب الكعبة المشرفة وكافة المطرزات والطباعة تتم بواسطة "الشابلونات" أو السلك سكرين أي الشاشة الحريرية، ثم ينقل التصميم المراد طباعته على بلاستيك شفاف بلون أسود معتم ليصبح (فيلم نيجاتيف) ثم يصور هذا الفيلم وينقل على حرير الشابلون ثم يطبع، وعندها يصبح الشابلون قالب الطباعة جاهزا لنقل التصميم على القماش مئات المرات.
(5) المرحلة الخامسة: مرحلة التطريز: وهي التطريز بالأسلاك الفضية والذهبية للأشياء المكتوبة؛ حيث تمر هذه المراحل تحت المختبر الذي يقيس درجة ثبات اللون بالنسبة للعرق، ودرجة سُمك القماش، ودرجة قوة الخيط أو القماش، ودرجة مقاومة القماش للحريق، ودرجة الاحتكاك، ودرجة ثبات اللون ضد الغسيل، ومرحلة تجميع الكسوة تكون وفقا لما ينتج من مكنة الجاكارد؛ حيث تُنتَج قطع كبيرة على حسب المقاسات المطلوبة للكسوة، وذلك بتفصيل كل جنب من جوانب الكعبة على حدة حسب عرض الجنب، ومن ثم يتم تبطينها بقماش القلع "القطن" بنفس العرض والطول. وعند التوصيلات تتم حياكتها وتثبيتها بكينار متين مصنوع من القطن بعرض 7 سم ليزيد من متانتها.
وعقب جميع هذه المراحل يقام في موسم حج كل عام احتفال سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة يتم فيه تسليم كسوة الكعبة المشرفة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، ويقوم بتسليم الكسوة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف كما يسلم كيس لوضع مفتاح باب الكعبة تم إنتاجه في المصنع.

معلومات وأرقام
يستهلك الثوب الواحد (670) كجم من الحرير الطبيعي، ويبلغ مسطح الثوب (658) متراً مربعاً، ويتكون من (47) طاقة قماش طول الواحدة (14) متراً بعرض (95) سنتيمتراً، وتبلغ تكاليف الثوب الواحد للكعبة حوالي 17 مليون ريال سعودي؛ هي تكلفة الخامات وأجور العاملين والإداريين وكل ما يلزم الثوب.
ويبلغ عدد العاملين في إنتاج الكسوة 240 عاملاً وموظفاً وفنياً وإداريًّا، وتصنع كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه بطريقة الجاكار عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، "الله جل جلاله"، "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، "يا حنان يا منان". كما يوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95 سنتمتراً، وهو مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية ومحاط بإطارين من الزخارف الإسلامية ومطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويبلغ طول الحزام (47) متراً، ويتكون من (16) قطعة، كما تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ويبلغ ارتفاعها سبعة أمتار ونصفاً وبعرض أربعة أمتار مكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية ومطرزة تطريزاً بارزاً مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وتبطن الكسوة بقماش خام.
كما يوجد (6) قطع آيات تحت الحزام، وقطعة الإهداء و(11) قنديلاً موضوعة بين أضلاع الكعبة، ويبلغ طول ستارة باب الكعبة (7.5) أمتار بعرض (4) أمتار مشغولة بالآيات القرآنية من السلك الذهبي والفضي، وعلى الرغم من استخدام أسلوب الميكنة فإن الإنتاج اليدوي ما زال يحظى بالإتقان والجمال الباهر حيث يتفوق في الدقة والإتقان واللمسات الفنية المرهفة والخطوط الإسلامية الرائعة.
من المعلوم أن الكعبة تستبدل ثوبها مرة واحدة كل عام فيما يتم غسلها مرتين سنويا: الأولى في شهر شعبان، والثانية في شهر ذي الحجة. ويستخدم في غسلها ماء زمزم، ودهن العود، وماء الورد، ويتم غسل الأرضية والجدران الأربعة من الداخل بارتفاع متر ونصف المتر، ثم تجفف وتعطر بدهن العود الثمين، وهذا الطِّيب يقدم هدية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.

كسوة الكعبة قبل الإسلام
تذهب بعض المصادر التاريخية إلى أن سيدنا إسماعيل -عليه السلام- هو أول من كسا الكعبة، والبعض الآخر يذهب إلى أن عدنان جد النبي-صل الله عليه وسلم- الأعلى هو أول مَن كساها، غير أن الثابت تاريخيًّا أن أول مَن كساها هو "تبع أبي كرب أسعد" ملك حمير سنة 220 قبل الهجرة بعد عودته لغزوة يثرب.
روي عن النبي -صل الله عليه وسلم- أنه نهى عن سب تُبَّع ملك حمير بقوله: "لا تسبوا تبعا، فإنه كان قد أسلم"، رواه أحمد في مسنده عن سهل بن سعد وكان تُبّع هو أول مَن كسا الكعبة كسوة كاملة – كساها "الخصف"، تدرج في كسوتها حتى كساها "المعافير" وهي كسوة يمنية، كما كساها "الملاء" وهي كسوة لينة رقيقة، وعمل لها بابًا ومفتاحًا، ثم تبعه خلفاؤه من بعده فكانوا يكسونها
"الوصايل"، وهي أثواب حمر مخططة، و"العصب" وهي أثواب يمنية يعصب غزلها؛ أي: يجمع ويشد.
وأخذ الأمراء في تقديم الهدايا إليها من الأكسية المختلفة، وكلما جاءت كسوة طرحت سابقتها إلى أن جاء عهد "قصي بن كلاب"، ففرض على القبائل رفادة كسوتها سنويًّا، وما زالت قريش تقوم بكسوة الكعبة حتى زمن "أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي" وكان من الأثرياء، فقال لقريش: أنا أكسو الكعبة وحدي عامًا وجميع قريش عامًا، فوافقت قريش، وسمي بذلك "العدل"، لأنه عدل بفعله قريشًا كلها.
أما أول امرأة كست الكعبة في الجاهلية فهي "نبيلة بنت حباب" أم العباس بن عبد المطلب، وكانت قد نذرت ذلك.
من المعلوم أن الكعبة قبل الإسلام كانت تُكسى في يوم عاشوراء، ثم صارت تُكسى في يوم النحر، وصاروا يعمدون إليها في ذي القعدة فيعلقون كسوتها إلى نحو نصفها، ثم صاروا يقطعونها فيصير البيت كهيئة المحرم، فإذا حل الناس يوم النحر كسوها الكسوة الجديدة.

كسوة الكعبة بعد الإسلام
لم يتح لرسول الله -صل الله عليه وسلم- كسوة الكعبة إلا بعد فتح مكة، فكساها هو وأبو بكر الصديق بالثياب اليمنية، ثم كساها عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان "القباطي المصرية"، وهي أثواب بيضاء، رقيقة كانت تُصنَع في مصر.
ولقد حظيت مصر بشرف صناعة كسوة الكعبة منذ أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ حيث كتب إلى عامله في مصر لكي تحاك الكسوة بالقماش المصري المعروف باسم "القباطي" الذي كان يصنع في مدينة الفيوم، وقد تعددت أماكن صناعة الكسوة مع انتقال العاصمة في مصر من مدينة إلى أخرى حتى انتهى الأمر إلى مدينة القاهرة المُعزِّيَّة، بأن تأسست دار كسوة الكعبة بحي "الخرنفش" في القاهرة عام 1233هـ، وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين الصورين وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن، وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة المشرفة داخلها، واستمر العمل في دار الخرنفش حتى عام 1962 ميلادية؛ إذ توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالإثنين 19 أكتوبر 2015, 4:32 am

بئر زمزم

يُعَدُّ بئر زمزم من العناصر المهمة داخل المسجد الحرام، وهي أشهر بئر على وجه الأرض لمكانتها الروحية المتميزة وارتباطها في وجدان المسلمين عامة، والمؤدين لشعائر الحج والعمرة خاصة.

وهي تلك البئر المباركة التي فجرها جبريل عليه السلام بعقبه لإسماعيل وأمه -عليهما السلام-، حيث تركهما خليل الله إبراهيم -عليه السلام- في ذلك الوادي القفر الذي لا زرع فيه ولا ماء. وذلك حين نفد ما معهما من زاد وماء، وجهدت هاجر وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة ناظرة في الأفق البعيد علها تجد مغيثًا يغيثها، فلما أيست من الخلق أغاثها الله -عز وجل- بفضله ورحمته.


[rtl]إسلاميّات  2650[/rtl]
[rtl]فضل ماء زمزم[/rtl]
عن جابر وابن عباس قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: ماء زمزم لما شُرب له (أخرجه أحمد وابن ماجه والبيهقي).

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم"، وطعام الطُعم، أي يشبع الإنسان من مائها إذا شربه، كما يشبع من الطعام إذا أكله. وشفاء السقم: أي يزيل المرض، ويبرئ العلة.

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: إن آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم"، (أي الشرب حتى تمتلئ الأضلاع).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله -صل الله عليه وسلم- يحمل ماء زمزم في الأداوى والقِرب، وكان يصب على المرضى ويسقيهم" رواه الترمذي والبخاري.

وعن حبيب بن أبي ثابت قال: سألت عطاء: أأحمل ماء زمزم؟ فقال: قد حمله رسول الله -صل الله عليه وسلم- وحمله الحسن والحسين. وكان الصحابة والسلف الصالح (رضوان الله عليهم) يتحفون ضيوفهم بماء زمزم.

عن مجاهد أن ابن عباس -رضي الله عنهما- كان إذا نزل به ضيف أتحفه من ماء زمزم، ولا أطعم قوما طعاما إلا سقاهم من ماء زمزم.

يقول الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري (رضي الله عنه): لقد لبثت ثلاثين بين ليلة ويوم، ما كان لي طعام إلا ماء زمزم؛ فسمنت حتى تكسرت عُكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع (صحيح مسلم).

ويقول الإمام بن القيم رحمه الله:

سيد المياه وأشرفها، وأجلها قدرًا، وأحبها إلى النفوس، وأغلاها ثمنًا، وأنفسها عند الناس. وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم واستشفيت به من عدة أمراض، ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بالفاتحة آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرأها عليها مرارا ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع؛ لذا فإن ماء زمزم يُستخدَم للاستشفاء بشرط: سلامة القلب، والتوكل على الله، والثقة به سبحانه وتعالى.

سبب التسمية

سميت بئر زمزم بهذا الاسم وذلك لكثرة مائها، وقيل: لاجتماعها؛ لأنه لما فاض منها الماء على وجه الأرض قالت هاجر للماء: زم زم، أي: اجتمع يا مبارك، فاجتمع فسميت زمزم، وقيل: لأن هاجر زمت بالتراب لئلا يأخذ الماء يمينا وشمالا، فقد ضمت هاجر ماءها حين انفجرت وخرج منها الماء وساح يمينا وشمالا فمنع بجمع التراب حوله.

ولزمزم أسماء كثيرة تدل على فضلها، ومنها: زَمْزم وزُمام، ورَكْضة جبرائيل، وهزمة جبرائيل، وهزمة الملك، والهزمة والركضة، وهي سقيا الله لإسماعيل -عليه السلام-، والشُّباعة، وشُباعة، وبرَّة، ومضنونة، وتُكتَم، وشفاء سُقم، وطعام طُعْم، وشراب الأبرار، وطعام الأبرار، وطيّبة.

قصة بئر زمزم

كان ظهور زمزم في سنة 2572 قبل ميلاد الرسول محمد -صل الله عليه وسلم- تقريبًا، وهو ما يجعل بينها وبين ظهور زمزم بالتقويم الهجري حوالي أربعة آلاف سنة.

قدم إبراهيم -عليه السلام- إلى مكة هو وأم إسماعيل، وكان إسماعيل طفلاً رضيعًا، وترك أم إسماعيل وابنها في مكان زمزم، وكانت معها وعاء ماء؛ فأخذت تشرب منه وتدر على ولدها حتى فني ماء الوعاء؛ فانقطع درها؛ فجاع ابنها واشتد جوعه حتى نظرت إليه يتشحط قال: فحسبت أم إسماعيل أنه يموت؛ فعمدت إلى الصفا حين رأته مشرقًا تستوضح ما عليه، ثم ذهبت من الصفا إلى المروة حتى كان مشيها بينهما سبع مرات، ثم رجعت إلى ابنها فسمعت صوتًا؛ فقالت: أسمع صوتك فأغثني إن كان عندك خير: قال: فضرب جبريل الأرض؛ فظهر الماء، فحاضته أم إسماعيل برمل ترده خشية أن يفوتها، قبل أن تأتي بالوعاء؛ فشربت ودرت على ابنها. وقد روى البخاري -رضي الله عنه- هذه الواقعة مطولة جدًّا في صحيحه.

كانت زمزم هي مقدمة العمران بمكة؛ فقد ذكر الأزرقي في أخبار مكة، والطبري في تاريخ الرسل والملوك: أن ركبًا من (جرهم) مروا من بلاد الشام؛ فرأى الركبُ الطيرَ على الماء؛ فقال بعضهم: ما كان بهذا الوادي من ماء ولا أنيس؛ فأرسلوا رجلين لهما حتى أتيا أم إسماعيل فكلماها ثم رجعا إلى ركبهما فأخبراهم بمكانها؛ فرجع الركب كله ونزلوا على الماء بعد استئذان أم إسماعيل. وفي صحيح البخاري صريح موافقتها على إقامتهم دون أن يكون لهم حق في الماء، أي يكون منحة منها فوافقوا.

وأخذ العمران يزداد بمكة بعد بناء سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل للبيت الحرام، واستمرت "جرهم" تلي أمر البيت الحرام وزمزم فترة من الزمن إلى أن قدمت قبيلة "يمنية" هاجرت من الجنوب بعد تهدم (سد مأرب) وهي قبيلة خزاعة. وتقاتلت "خزاعة" مع "جرهم" وانتصرت "خزاعة" ووليت أمر البيت، وخرجت "جرهم" عن وادي مكة ومنها خرج أبناء إسماعيل، وتفرقوا في تهامة، ثم ولي أمرها بعد ذلك قصي بن كلاب في القرن الخامس الميلادي بعد أن أجلى خزاعة من مكة، وفرض سلطانه على كنانة، وأنزل قريشًا مكة وقسمها بين بطونها، وكانت زمزم في تلك الأثناء قد أُهمِلَت إلى أن دَرَسَت وخفت معالمها، وظلت على ذلك حينًا حتى حفرها عبد المطلب بن هاشم جد النبي -صل الله عليه وسلم-.

وكان حفر عبد المطلب لزمزم عقب حادثة الفيل بعد أن رأى في منامه هاتفًا "احفر زمزم"، ثم عاوده الهاتف فقال: احفر زمزم بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم، في قرية النمل مستقبلة الأنصاب الحمر، فلما استيقظ عبد المطلب، وذهب إلى المسجد الحرام، جلس فيه؛ فرأى ما سُمِّي له، حيث نحرت بقرة بالحزورة (وهو اسم السوق في الجاهلية) فانفلَّت من جازرها حتى غالبها الموت في المسجد في موضع زمزم، فجُزرت تلك البقرة في مكانها حتى احتمل لحمها؛ فأقبل غراب فهوى حتى وقع في الفرث، واجتمع حول ما تبقى النملُ.

فقام عبد المطلب فحفر هناك فجاءته قريش: فقالت له: ما هذا الصنيع، لِمَ تحفر في مسجدنا؟ فقال عبد المطلب: إني حافر هذه البئر، ومجاهد مَن صدني عنها؛ فطفق هو وابنه الحارث وليس له ولد يومئذ غيره، فسفه عليهما يومئذ أناسٌ من قريش؛ فنازعوهما وقاتلوهما، وتناهى عنه أناس آخرون لما يعلمون من عتاقة نسبه حتى اشتد عليه الأذى؛ فنذر إن رُزق بعشرة من الولد أن ينحر أحدهم، ثم استمر الحفر حتى أدرك سيوفًا ذهبية في زمزم؛ فلما رأت قريش السيوف قالت له: يا عبد المطلب أجزنا ما وجدتَ فقال: هذه السيوف لبيت الله الحرام؛ فحفر حتى انبط الماء في القرار.

ثم بنى عليها حوض فطفق هو وابنه يملآن الحوض؛ فيشرب منه الحاج فيكسره أناس من قريش بالليل فيصلحه عبد المطلب حين يصبح، فلما أكثروا فساده دعا عبد المطلب ربه فجاءه هاتف في المنام فقال له قل: اللهم إني لا أُحلها لمغتسل، ولكن هي للشارب حِلٌّ؛ فلما أصبح عبد المطلب نادى بالذي رأى في المسجد، ثم انصرف فلم يكن يفسد حوضه أحد من قريش إلا رُمي في جسده بداء حتى تركوا إفساد حوضها.

ثم تزوج عبد المطلب حتى وُلِدَ له عشرة ذكور فهمَّ بنحر أحدهم، وأصابت القرعة عبد الله والد النبي -صل الله عليه وسلم- فكرروا القرعة عشر مرات إلى أن افتدى عبد الله بمائة ناقة.

كيف كانت زمزم

ظلت زمزم فترة طويلة عبارة عن حوضين الأول بينها وبين الركن يشرب منه الماء، والثاني من الخلف للوضوء، له سرب يذهب فيه الماء ولم يكن عليها شباك حينئذ.

وكانت مجرد بئر محاطة بسور من الحجارة بسيط البناء، وظل الحال كذلك حتى عصر أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي الذي يعد أول من شيد قبة فوق زمزم، وكان ذلك سنة مائة وخمس وأربعين.

وكان أول من عمل الرخام على زمزم وعلى الشباك وفرش أرضها بالرخام أبو جعفر أمير المؤمنين في خلافته، ثم عملها المهدي في خلافته، وقد سقفت حجرة زمزم بالساج على يد عمر بن فرج وكُسِيت القبة الصغيرة بالفسيفساء، كما جددت عمارة زمزم، وأُقيم فوق حجرة الشراب قبة كبيرة من الساج بدلاً من القبة الصغيرة التي تعلو البئر، وكان ذلك في عهد الخليفة المهدي سنة 160هـ، كما جددت بئر زمزم وكسيت بالرخام، وجددت قبتها في عهد الخليفة العباسي المعتصم سنة مائتين وعشرين من الهجرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالإثنين 19 أكتوبر 2015, 4:34 am

إسلاميّات  First
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالإثنين 19 أكتوبر 2015, 4:36 am


على فراش الموت

* لما احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد .
و قال لعائشة :
انظروا ثوبي هذين ، فإغسلوهما و كفنوني فيهما، فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
إني أوصيك بوصية، إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار، و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل ، و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة، و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا، و ثقلت ذلك عليهم، و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا، وإنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل، وخفته عليهم في الدنيا وحق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.

* ولما طعن عمربن الخطاب رضى الله عنه
جاء عبدالله بن عباس ، فقال .. : يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وقتلت شهيدا ولم يختلف عليك اثنان، و توفي رسول الله صل الله عليه وسلم وهو عنك راض .
فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه، فقال: المغرور من غررتموه، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
وقال عبد الله بن عمر: كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا أم لك، ضعه على الأرض .
فقال عبد الله : فوضعته على الأرض .
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.

* أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه
قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا، ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم .
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد. عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله .

* أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بعد أن طعن علي رضي الله عنه
قال : ما فعل بضاربي ؟
قالوا : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي، و اسقوه من شرابي، فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي، وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
وقبل موته دعا إبنيه الحسن والحسين ووصّاهما بقوله : ( أُصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وإن بَغَتْكما ولا تأسفا على شيء ذوى منها عنكما وقولا الحق وأرحما اليتيم وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً ولا تأخُذْكما في الله ملامة).
ثم أوصى الحسن أن يغسله وقال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا.
وأوصى: امشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي، ولا تبطئوا، فإن كان خيرا عجلتموني إليه، وإن كان شرا القيتموني عن أكتافكم .

* الحجّاج بن يوسف بي أبي عقيل الثقفي
كانت فيه شهامة عظيمة، وفي سيفه رهق.ولما حضرته الوفاة أشأ يقول :
يا ربُ قدْ حلفَ الأعداءُ واجتهدوا بأنني رجلٌ منْ ساكني النارِ
أيحلفونَ على عمياءَ ويحهــمُ ما علمهمْ بعظيمِ العفوِ غفّارِ

* معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه
الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة ..
و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. :
يا رب إنني كنت أخافك ، وأنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار .. وإنما لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم .
ثم فاضت روحه بعد أن قال : لا إله إلا الله ...
روى الترمذي أن رسول الله صل الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
و روى البخاري أن رسول الله صل الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبو بكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ .

* بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه
حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه ..
فكشف الغطاء عن وجهه وهو في سكرات الموت .. وقال : لا تقولي واحزناه، وقولي وا فرحاه
ثم قال : غدا نلقى الأحبة ... محمدا وصحبه .

* أبو ذر الغفاري رضي الله عنه و أرضاه
لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
قالت : وكيف لا أبكي وأنت تموت بأرض فلاة وليس معنا ثوب يسعك كفنا ...
فقال لها : لا تبكي أبشري فقد سمعت النبي صل الله عليه وسلم يقول لنفر أنا منهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين.
وليس من أولئك النفر أحد إلا ومات في قرية وجماعة ، وأنا الذي أموت بفلاة، والله ما كذبت ولا كذبت فانظري الطريق
قالت : أنى وقد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه ..
فقالوا : من هو ؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بأبائهم وأمهاتهم ودخلوا عليه فبشرهم وذكر لهم الحديث
و قال : أنشدكم بالله ، لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى
وصلى عليه عبد الله بن مسعود
فكان في ذلك القوم
رضي الله عنهم أجمعين.

* الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه و أرضاه
لما جاء أبا الدرداء الموت ... قال :
ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟
ثم قبض رحمه الله.

* سلمان الفارسي رضي الله عنه و أرضاه
بكى سلمان الفارسي عند موته، فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صل الله عليه وسلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب ، وحولي هذه الأزواد .
و قيل : إنما كان حوله إجانة وجفنة ومطهرة !
الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء والطعام
المطهرة : إناء يتطهر فيه.

* الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
لما حضر عبد الله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، إني أوصيك بخمس خصال ، فإحفظهن عني :
أظهر اليأس للناس، فإن ذلك غنى فاضل .
ودع مطلب الحاجات إلى الناس، فإن ذلك فقر حاضر .
ودع ما تعتذر منه من الأمور، ولا تعمل به .
وإن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا أنت خير منك بالأمس، فافعل .
وإذا صليت صلاة فصل صلاة مودع ، كأنك لا تصلي بعدها .

* الحسن بن علي سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه
لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما، قال :
أخرجوا فراشي إلى صحن الدار، فأخرج فقال :
اللهم إني أحتسب نفسي عندك، فإني لم أصب بمثلها !

* الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني ..
فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. ، ثم بكى .. وقال :
الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام ..، أما كان هذا وغض الشباب نضير ريان ؟!
ثم بكى وقال :
يا رب ، يا رب ، أرحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة وأغفر الزلة .. وجد بحلمك على من لم يرج غيرك ولا وثق بأحد سواك ...
ثم فاضت رضي الله عنه.

* الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه
حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و حول وجهه إلى الجدار، فقال له إبنه : ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله ....
فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه وقال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ..
إني كنت على أطباق ثلاث ..
لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صل الله عليه و سلم مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.....
فلما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت النبي صل الله عليه وسلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك، فبسط يمينه، قال : فقضبت يدي ..
فقال : ما لك يا عمرو ؟
قلت : أردت أن أشترط
فقال : تشترط ماذا ؟
قلت : أن يغفر لي .
فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟
وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صل الله عليه وسلم ولا أحلى في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه، لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم ولينا أشياء، ما أدري ما حالي فيها ؟
فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمهاحتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟

* الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضى الله عنه
لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة، دعا فتيانه، وقال لهم :
إذهبوا فاحفروا لي وأعمقوا ...
ففعلوا ..
فقال : أجلسوا بي، فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين، إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا، وليفتحن لي باب من أبواب الجنة ، فلأنظرن إلى منزلي فيها وإلى أزواجي، وإلى ما أعد الله عز وجل لي فيها من النعيم، ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي، وليصيبني من روحها وريحانها حتى أبعث .
وإن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي، حتى يكون أضيق من كذا وكذا، وليفتحن لي باب من أبواب جهنم، فلأنظرن إلى مقعدي وإلى ما أعد الله عز وجل فيها من السلاسل والأغلال والقرناء، ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي، ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتى أبعث .

* سعد بن الربيع رضي الله عنه
لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صل الله عليه وسلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟
فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟
فقال : إن رسول الله صل الله عليه وسلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟
فقال سعد :
اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام وأخبره أني ميت وأني قد طعنت إثنتي عشرة طعنة وأنفذت في، فأنا هالك لا محالة، واقرأ على قومي من السلام وقل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف ...

* عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
قال عبد الله بن عمر قبل أن تفيض روحه :
ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة :
ظمأ الهواجر ومكابدة الليل ومراوحة الأقدام بالقيام لله عز وجل، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت
{و لعله يقصد الحجاج و من معه}.

* عبادة بن الصامت رضي الله عنه و أرضاه
لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة، قال :
أخرجوا فراشي إلى الصحن
ثم قال :
اجمعوا لي موالي وخدمي وجيراني ومن كان يدخل علي
فجمعوا له .... فقال :
إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة، وإنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني ش ، وهو والذي نفس عبادة بيده، القصاص يوم القيامة، وأحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي .
فقالوا : بل كنت والدا وكنت مؤدبا .
فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟
قالوا : نعم .
فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ...
أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ، فإن الله عز و جل قال : واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تتبعوني بنار .

* الإمام الشافعي رضي الله عنه
دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه
فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبد الله ؟!
فقال الشافعي :
أصبحت من الدنيا راحلا، وللإخوان مفارقا، ولسوء عملي ملاقيا، ولكأس المنية شاربا، وعلى الله واردا، ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها، ثم أنشأ يقول :
و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي
جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه
بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا

* الحسن البصري رضي الله عنه و أرضاه
حينما حضرت الحسن البصري المنية
حرك يديه وقال :
هذه منزلة صبر وإستسلام !

* عبد الله بن المبارك
العالم العابد الزاهد المجاهد عبد الله بن المبارك، حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت
ثم أفاق .. ورفع الغطاء عن وجهه وابتسم قائلا :
لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله ....
ثم فاضت روحه.

* الفضيل بن عياض
العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين
لما حضرته الوفاة ، غشي عليه ، ثم أفاق و قال :
وا بعد سفراه ...
وا قلة زاداه ...!

* الإمام العالم محمد بن سيرين
روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة، بكى، فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية.

* الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه
لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه وكان مسلمة بن عبد الملك حاضرا :
يا بني، إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهم إلا رأو لكم حقا .
يا بني، إني قد خيرت بين أمرين، إما أن تستغنوا و أدخل النار، أو تفتقروا و أدخل الجنة، فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي، قوموا عصمكم الله ... قوموا رزقكم الله ...
قوموا عني ، فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة ، ما هم بجن و لا إنس ..
قال مسلمة : فقمنا وتركناه، وتنحينا عنه، وسمعنا قائلا يقول : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين
ثم خفت الصوت، فقمنا فدخلنا، فإذا هو ميت مغمض مسجى !

* الخليفة المأمون أمير المؤمنين رحمه الله
حينما حضر المأمون الموت قال :
أنزلوني من على السرير.
فأنزلوه على الأرض ...
فوضع خده على التراب وقال :
يا من لا يزول ملكه ... إرحم من قد زال ملكه ... !

* أمير المؤمنين عبدالملك من مروان رحمه الله
يروى أن عبد الملك بن مروان لما أحس بالموت قال : أرفعوني على شرف ، ففعل ذلك، فتنسم الروح ، ثم قال :
يا دنيا ما أطيبك !
إن طويلك لقصير ...
وإن كثيرك لحقير ...
وإن كنا منك لفي غرور ... !

* هشام بن عبد الملك رحمه الله
لما أحتضر هشام بن عبد الملك، نظر إلى أهله يبكون حوله فقال : جاء هشام إليكم بالدنيا وجئتم له بالبكاء، ترك لكم ما جمع وتركتم له ما حمل، ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله .

* أمير المؤمنين الخليفة المعتصم رحمه الله
قال المعتصم عند موته :
لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت ... !

* أمير المؤمنين الخليفة الزاهد المجاهد هارون الرشيد رحمه الله
لما مرض هارون الرشيد ويئس الأطباء من شفائه ... أحس بدنو أجله .. قال : أحضروا لي أكفانا فأحضروا له .. فقال :
احفروا لي قبرا ...
فحفروا له ... فنظر إلى القبر وقال :
ما أغنى عني مالية ... هلك عني سلطانية ... !

* محمد رسول الله صل الله عليه وسلم
الحمد لله الواحد العلام
وعلى النبي الكريم الصلاة و السلام
أما بعد ..
فهذا ما تيسر جمعه من على فراش الموت ..
جمعتها تذكرة لنفسي أولا و لإخواني .. لنأخذ منها العظة .. و لنتذكر حقيقة هذه الدنيا ...
و خير ختام لهذه الحلقات .. اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ...
في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة
كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسرت أنباء مرضه بين أصحابه، وبلغ منهم القلق مبلغه، وكان رسول الله صل الله عليه وسلم قد أوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم، حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة .
وفي فجر ذلك اليوم وأبو بكر يصلي بالمسلمين، لم يفاجئهم وهم يصلون إلا رسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة، ونظر إليهم وهم في صفوف الصلاة ، فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج للصلاة، فأراد أن يعود ليصل الصفوف، وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحا برسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأومأ إلى أبي بكر ليكمل الصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد رسول الله إلى حجرته، وفرح الناس بذلك أشد الفرح، وظن الناس أن رسول الله صل الله عليه وسلم قد أفاق من وجعه، وإستبشروا بذلك خيرا ...
وجاء الضحى .. وعاد الوجع لرسول الله صل الله عليه وسلم ، فدعا فاطمة .. فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا .. فبكت لذلك .. ، فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله، فضحكت ...
وإشتد الكرب برسول الله صل الله عليه وسلم .. بلغ منه مبلغه ... فقالت فاطمة : واكرباه ... فرد عليها رسول الله قائلا : لا كرب على أبيك بعد اليوم.
و أوصى رسول الله صل الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراش موته : الصلاة الصلاة .. وما ملكت أيمانكم ...... الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم .... وكرر ذلك مرارا ......
ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده السواك ، فنظر إليه رسول الله ، قالت عائشة : آخذه لك .. ؟ ، فأشار برأسه أن نعم ... فإشتد عليه ... فقالت عائشة : ألينه لك ... فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له ...
وجعل رسول الله صل الله عليه وسلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء، فيمسح بالماء وجهه و هو يقول : لا إله إلا الله ... إن للموت لسكرات ... اللهم أعنا على سكرات الموت
وفي النهاية ... شخص بصر رسول الله صل الله عليه و سلم ... وتحركت شفتاه قائلا : .... مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين الشهداء والصالحين، اللهم إغفر لي وإرحمني ... وألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى
اللهم الرفيق الأعلى
اللهم الرفيق الأعلى
وفاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين وصل اللهم عليه وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 68936
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

إسلاميّات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسلاميّات    إسلاميّات  Emptyالإثنين 19 أكتوبر 2015, 4:39 am

إسلاميّات  Right2
[size=32]أحباب الله بدلائل القرآن الكريم[/size]
إسلاميّات  Left2
 (1) { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } (222) سورة البقرة . (( وقد تم ذكر يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ أوالْمُطَّهِّرِينَ )) مرتين فى القرأن الكريم .
إسلاميّات  Line2
 التَّوَّابِينَ : التوابين هنا معناها أى التوابين من الذنوب و الشرك , اما التوبة : هى الرجوع عن الذنب و الندم عليه و العزم على عدم العودة إلية , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( يا أيها الناس توبوا إلى الله و أستغفروه فإنى أتوب فى اليوم مائة مرة )) . و التوابين هنا تعنى كثيرى التوبة أى كلما فعلوا ذنب او لم يفعلوا تابوا إلى الله تعالى و رجعوا إليه , قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيرة و قد أضلها فى أرض فلاة )) . و قال تعالى { وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا } (27) سورة النساء و قال تعالى ايضاً { أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (74) سورة المائدة .
إسلاميّات  Line2
 الْمُتَطَهِّرِينَ أى المتطهرين بالماء من الحدث الأصغر و الحدث الأكبر  , و المتطهرين هنا هم من يتطهرون دائماً سواء من الحدث الأصغر أو الحدث الأكبر فيكونوا على وضوء تام دائماً , قال تعالى { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ(77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } (79) سورة الواقعة .
إسلاميّات  Line2
 (2) { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31) سورة آل عمران .

 فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ : فى هذة الأية دليل تام على أن الله تعالى يحب كل من يتبع سنه النبى صلى الله عليه و سلم و كل من صار على نهجه , فإذا كنا نريد حب الله تعالى فعلينا بسنه النبى صل الله عليه و سلم و طريقة معيشتة و العمل على رضاه و رضا الله تعالى , قال تعالى { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } (24) سورة التوبة .
إسلاميّات  Line2
 (3) { بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76) سورة آل عمران . (( و قد تم ذكر يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )) ثلاث مرات فى القرأن الكريم .
إسلاميّات  Line2
  يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ : (( من )) رفع بالابتداء وهو شرط وأوفى في موضع جزم . واتقى معطوف عليه ، أي واتقى الله ولم يكذب ولم يستحل ما حرم عليه . " فإن الله يحب المتقين " أي يحب أولئك . وقد تقدم معنى حب الله لأوليائه . والهاء في قوله بعهده راجعة إلى الله عز وجل . وقد جرى ذكره في قوله " ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " . و يجوز ان تعود على الوفى و متقى الكفر و من يتقلى الله فى افعالة فيحلل حلاله و يحرم حرامه .
إسلاميّات  Line2
 (4) { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (134) سورة آل عمران .  (( و قد تم ذكر يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) خمس مرات فى القرأن الكريم .
إسلاميّات  Line2
 يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ : أي يثيبهم على إحسانهم قال سري السقطي: الإحسان أن تحسن وقت الإمكان، فليس كل وقت يمكنك الإحسان، و الإحسان هو كما قال الشاعر: بادر بخير إذا ما كنت مقتدراً تتهيأ صنائع الإحسان , وإذا أمكنت فبادر إليها حذراً من تعذر الإمكان , وقد مضى في (البقرة) القول في المحسن والإحسان فلا معنى للإعادة .
إسلاميّات  Line2
 (5) { وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) سورة آل عمران . (( و قد تم ذكر يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )) مرة واحدة فى القرأن الكريم .

إسلاميّات  Line2
 يُحِبُّ الصَّابِرِينَ : الصابرين هم الذين يصبرون فى السراء و الضراء وهم الذين يصبرون و يشكرون الله تعالى عند المصائب و الصابرين على الكرب و الفقر و القهر و العدوان و الصابرين على الجهاد , قال رسول الله صل الله عليه و سلم(( عجباً لأمر المؤمن إن أمرة كلة لة خير , إن اصابتة سراء شكر فكان خير لة و إن اصابتة ضراء صبر فكان خير لة و ليس ذلك إلا للمؤمن )) .
إسلاميّات  Line2
 (6) { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } (159) سورة آل عمران . (( و قد تم ذكر يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )) مرة واحدة فى القرأن الكريم .
إسلاميّات  Line2
 يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ : التوكل على الله هو الثقة بالله والإيقان بأن قضاءه ماض، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم في السعي فيما لا بد منه من الأسباب من مطعم ومشرب وتحرز من عدو وإعداد الأسلحة واستعمال ما تقتضيه سنة الله تعالى المعتادة. وإلى هذا ذهب محققو الصوفية، لكنه لا يستحق اسم التوكل عندهم مع الطمأنينة إلى تلك الأسباب والالتفات إليها بالقلوب، فإنها لا تجلب نفعاً لاتجلب نفعاً ولا تدفع الطمأنينة إلى تلك الأسباب والالتفات إليها بالقلوب، فإنها لا تجلب نفعاً ولا تدفع ضراً، بل السبب والمسبب فعل الله تعالى، والكل منه وبمشيئته، ومتى وقع من المتوكل ركون إلى تلك الأسباب فقد انسلخ عن ذلك الاسم. ثم المتوكلون على حالين: الأول حال المتمكن في التوكل فلا يلتفت إلى شيء من تلك الأسباب بقلبه، ولا يتعاطاه إلا بحكم الأمر. الثاني- حال غير المتمكن وهو الذي يقع له الالتفات إلى الأسباب أحياناً غير أنه يدفعها عن نفسه بالطرق العلمية، والبراهين القطعية، والأذواق الحالية، فلا يزال كذلك إلى أن يرقيه الله بجوده إلى مقام المتوكلين المتمكنين، ويلحقه بدرجات العارفين , و التوكل على الله أى الايمان الكامل بقدره الله فهو الشافى و المعافى و القادر و القاهر فإن توكلنا علية فقد وصلنا لدرجة عالية فى حب الله كما قال رسول الله صل الله عليه و سلم عندما سؤل عن الذين يدخلون الجنة بدون حساب (( هم الذين يرقون و لا يسترقون و على ربهم يتوكلون )) .
إسلاميّات  Line2
 (7) { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) سورة الحجرات . (( و قد تم ذكر يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )) ثلاث مرات فى القرأن الكريم .
إسلاميّات  Line2
 يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ : قال صلى الله عليه وسلم : (( إن المقسطين يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا )) . و المقسطين هم الذين يعدلون بين الناس و يعدلون فيما بينهم و قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله و ذكر منهم إمام عادل )) , و هناك معنى أخر للمقسطين و هم المحقين الذين يقولون الحق و يعدلون فية فلا يظلمون أحداً .
إسلاميّات  Line2
 (Cool إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ } (4) سورة الصف
إسلاميّات  Line2
 إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا : و قد ذكر الله فى الاية أنه يحب الذين يقاتلون فى سبيله و هو زروة سنام الدين و هو أفضل شىء لله تعالى و يغفر الله للشهيد ذنبة و إن كان مثل ذبد البحر , اللهم أجعلنا من الشهداء , اما كلمة بنيان مرصوص أي يصفون صفا ، والمفعول مضمر ،أي يصفون أنفسهم صفا . "كأنهم بنيان مرصوص " قال الفراء مرصوص بالرص. وقال البرد : ثو من رصصت البناء إذا إذا لاأمت بينه وقاربت حتى يصير كقطعة واحدة . وقيل : هو من الصيص وهو انصمام الأسنان تعضها إلى بعض . والراص التلاصق ، ومنه وتراصوا في الصف. ومعنى الآية : يحب من يثبت في الجهاد في سبيل الله ويلزم مكانه كثبوت البناء . وقال سعد بن جبير : هذا تعليم من الله تعالى للمؤمنين كيف يكونون عند قتال عدوهم . الثانية -: وقد استدل بعض أهل التأويل بهذا على أن قتال الراجل أفضل من قتال الفارس ،لأن الفرسان لا يصطفون على هذه الصفة . المهداوي : وذلك غير مستقيم ، لما جاء في فضل الفارس في الأجرة والغنيمة .ولا يخرج الفرسان من معنى الآية ، لأن معناه الثبات . الثالثة -: لايجوز الخروج عن الصف إلى لحاجة تعرض للإنسان ،أو في رسالة يرسلها الإمام ، أو في منفعة تظهر في المقام ، كفرصة تنتهز ولا خلاف فيها . وفي الخروج عن الصف لمبارزة خلاف على قولين : أحدهما - أنه لابأس بذلك إرهابا للعدوا ، وطلبا للشهادة وتحريضا على القتال . وقال اصحابنا: لا يبرز أحد طالبا لذلك ،لأن فيه رياء وخروجا إلى ما نهى الله عنه من لقاء العدو . وإنما تكون المبارزة إذا طلبها الكافر ، كما كانت في حروب النبي صل الله عليه وسلم يوم بدر وفي غزوة خيبر ،وعليه درج السلف .وقد مضى القول مستوفي في هذا في البقرة عند قوله تعالى : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" [البقرة : 195
إسلاميّات  Line2
تم تفسير الكلمات فقط مثل (( المقسطين )) و ليس الأيات كاملة جزانى و جزاكم الله خيراً
(( جميع تفسير الكلمات من كتاب تفسير الطبرى ))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
إسلاميّات 
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة-
انتقل الى: