سيناريوهات مآل الانتفاضة
<< الأحد، 1 نوفمبر/تشرين الثاني، 2015
حلمي الأسمر
يضع مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ثلاثة سيناريوهات لمآل الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، أجملها فيما يلي:
السيناريو الأول: تقويض الانتفاضة في مهدها: من الصعب تحقيق هذا السيناريو دون إشراك أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية، وقد يُعزّز ذلك إعادة إحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بشكل طارئ، وإعطاء السلطة بعض المكاسب الهامشية، كإطلاق سراح بعض الأسرى أو إعطاءها نفوذاً أمنياً في بعض المناطق ذات الاحتكاك المباشر لتصبح المواجهات فلسطينية فلسطينية.
السيناريو الثاني: المراوحة في الهبات صعوداً وهبوطاً: أي أن تعجز قوى المقاومة عن ترشيد مسار الانتفاضة وتطويرها فتتحول إلى هبة شعبية محدودة الزمان والانتشار، وتفتقد استراتيجية واضحة وقيادة قادرة على حمايتها وعلى تأمين حاضنة عربية وإسلامية لها، وبالتالي تستمر الجماهير في التفاعل مع الأحداث صعوداً وهبوطاً حسب حجمها.
السيناريو الثالث: اتساع رقة المواجهة: ومما يعزز هذا السيناريو ارتفاع وتيرة الهجمات وتنوعها، وإدراك القوى الفلسطينية بأن الانتفاضة هي السبيل الأمثل للخروج من حالة الجمود. ولكن يبقى التحدي الأكبر هو القدرة على توسيع رقعة المواجهات لتشمل كافة مناطق الضفة الغربية، وفرض الأمر الواقع على الأجهزة الأمنية للسلطة بشكل يفقدها فعاليتها في قمع الانتفاضة، أو يُحيُّدها (برغبتها أو دون رغبتها) في التدخل في المواجهات بين المنتفضين وقوات الاحتلال.
ويعتقد واضعو التقدير الاستراتيجي بصعوبة ترجيح أحد السيناريوهات الثلاثة، ويقولون، إن السيناريوهات في هذه اللحظة تملك حظوظاً متقاربة، غير أن قدرة الانتفاضة على الصمود والاستمرار والانتشار قد يرجح السيناريو الثالث.
وعلى ضفاف هذه السناريوهات الثلاثة، يقول الصحفي الفلسطيني الدكتور ناصر اللحام، أنه في حال استمر الاحتلال في قتل الفلسطينيين، وتواصلت جنازات الشهداء في المدن والقرى . فإن الامن الفلسطيني سيفقد السيطرة على الأوضاع ، وستخرج خلايا عسكرية من بين ظهراني الجماهير الغاضبة وترد الصاع صاعين للمدن الاسرائيلية، وهذا امر –وفق تعبير اللحام- لا يحتاج الى محللين أذكياء، بل هي نتيجة محتومة، وخصوصا في ظل تشجيع الفصائل والتنظيمات والقوى والفضائيات .
ما أرجحه، في ظل هذه السناريوهات، أن تستمر الانتفاضة زخمها، وتتسع رقعتها، مع دخول الفصائل إلى الساحة، سواء بأسلحتها، أو بدونها، وهو ما سيدفع سلطات الاحتلال، وهذا هو الأهم، إلى التفكير جديا بنفيذ خطة انفصال أحادية الجانب، تتخذ أشكالا عدة، وفق معطيات الديمغرافيا في المناطق المختلفة، بمعنى آخر، إعادة إنتاج خطة الفصل التي نفذها شارون في غزة، حين انسحب منها من جانب واحد دون أي ترتيبات، ولكن ممكن أن يتم تنفيذ هذه الخطة بطبعة مزيدة ومنقحة، تحاول تجاوز «الأخطاء» التي وقع فيها شارون، بحيث تضمن القيادة الصهيونية عدم إخلاء ساحة الضفة الغربية، أو ما بقي منها(!) لحركة حماس، وهو سيناريو بدأت تتضح بعض ملامحه في معسكر العدو، علما بأن الحديث يدور حتى الآن بكثير من «الخجل» وعلى استحياء!.