منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  المرأة في العمل السياسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المرأة في العمل السياسي Empty
مُساهمةموضوع: المرأة في العمل السياسي    المرأة في العمل السياسي Emptyالجمعة 13 نوفمبر 2015, 10:07 am

 المرأة في العمل السياسي Mayada_aboshanab2 المرأة في العمل السياسي 338-fawarحمامة سلام بيضاء تحمل خريطة أحلام خضراء لكل نساء الكون في يوم المرأة العالمي نطلقها من صحيفة ومؤسسة "المثقف".
وندعو في هذا اليوم لكل إمرأة تقبع تحت وطأة الحرب، الحيف، الفقر والطغيان أن تحنو عليها يد القدر ويصحو ضمير الإنسان.
 

ما زالت المرأة في الشرق تعاني من عدم الاعتراف بمكانتها وقدراتها، لذا هناك العديد من المجالات ما زالت أبوابها مؤصدة امامها ومنها السياسة، وما انفكت المرأة، التي استعادت حريتها، تكافح من اجل نيل كامل حقها في المشاركة في صنع القرار والهدف الأول أن يكون لها تأثير في اتخاذ أي قرار يخصّها، أو يخصّ مبادئها الوطنية لأنها الأكثر وعياً بكيانها وقدراتها ولفك الأصفاد المكبِّلة لبقية النساء في مجتمعها.
المشكلة ليست بالوضع الاجتماعي والثقافي فقط ولكن بالمرأة وشريكها الرجل وايمانهما بدورها الحيوي في الحياة. فالمشكلة تكمن في الوعي المستمد من الأعراف والموروث الاجتماعي والتفسير الخاطئ للتعاليم الدينية.
إن القانون المدني يخاطب المرأة كمواطن يتمتع بكافة الحقوق كشريكها الرجل، لكن قانون الأحوال الشخصية يساهم في ترسيخ دونية المرأة التي تنسجم مع معتقدات أفراد المجتمع محدودي الوعي. وهذا يلجم طموح المرأة في خوض الميادين ذات "الطابع الذكوري" كالمشاركة في النشاط السياسي الذي يتطلب دعماً أوسع نطاقاً من أي نشاط اجتماعي آخر.
السياسة هي أحد الميادين التي برعت فيها المرأة، رغم العراقيل والصدامات العنيفة التي يتسم بها هذا الطريق، على مستوى ادارة الدولة والحكم بعد أن كانتا حكراً على الرجل، كأشهر ملكات التاريخ: بلقيس، أليسار، كليوبترا السابعة، زنوبيا، شجرة الدر...
ومن أشهر رئيسات وزراء: أنديرا غاندي، مارغريت تاتشر وبنزير بوتو.
وفي عصرنا الحالي هناك سبع نساء يشغلن منصب رئاسة الدولة وست نساء يشغلن منصب رئاسة الوزراء.
إن تبوء المرأة أعلى المناصب في القيادة والسياسة منذ فجر التاريخ لهو الدليل الدامغ على قدرتها، التي لا بدّ أنها تطوّرت مع مرّ العصور، في اتخاذ القرارات وريادة الشعوب.
 

نظرا لاهمية دور المرأة سياسيا ومساندة لسعيها الحثيث في انتزاع حقها في الحضور الفاعل في مراكز اتخاذ القرار وفي الساحة السياسية، ولان كل خطوة عملية تسبقها رؤية نظرية، لذا قررنا ان يكون موضوع ملف يوم المرأة العالمي لهذا العام .....
"مصداقية المرأة في العمل السياسي"

ضمن هذا الملف، تم توجيه الدعوة إلى كتّاب وكاتبات، باحثين وباحثات وأدباء وأديبات "المثقف" للكتابة عن المحاور التالية أو أي موضوع في إطار محور الملف أو المشاركة بنص أدبي يتناول موضوع المرأة.
وكانت المحاور المقترحة كنقطة انطلاق في الكتابة:
1- فاعلية المرأة في البرلمانات
2- نشاط المرأة سياسياً من خلال الأحزاب والمنظمات
3- إنجازات المرأة من خلال المنظمات النسوية
4- دور المرأة من خلال الإعلام المرئي والمسموع
5- تهيئة المرأة للمشاركة في اتخاذ القرارت
6- التحديات التي تواجه المرأة في مزاولة نشاطها السياسي
7- الخطوات اللازمة لتنشيط عمل المرأة سياسياً
8- دور المؤسسات التعليمية والثقافية في تعميق وعي المرأة بدورها السياسي
 

بكل فخر واعتزاز ننشر على صفحات "المثقف" كل كلمة أماطت اللثام عن حقيقة أو شعور تفاعل معه الكتّاب والكاتبات لثقتنا بالمثقف الرائد للكلمة الواعية والتي ترشد الآخرين إلى وميض الأنسانية.
 

بكل أزاهير الربيع نطرّز مناديل الشكر والامتنان لكل من ترك أثراً لنبض وجدانه أو ومضة فكره على صفحات هذا الملف.
نقدم شديد الاعتذار لكل من لم تصله الدعوة لسبب ما أو تأخرت في الوصول إليه، ونرجو تفهمكم.وسيبقى باب المشاركة بالملف مفتوحاً.
 

كل عام ونساء أوطاننا وشركائهم الرجال مناضلون من أجل سلامة الوطن.
 

ميادة ابو شنب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المرأة في العمل السياسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة في العمل السياسي    المرأة في العمل السياسي Emptyالجمعة 13 نوفمبر 2015, 10:08 am

 المرأة في العمل السياسي Yasamyna_hasybiتقول الكاتبة الفرنسية سيمون دي بوفوار "لا تولد المرأة امرأة وإنما تصير كذلك"
وهذا ما أكدته "الثورات" بالنسبة للمرأة العربية حيث وقفت جنبا الى جنب مع الرجل في ميدان التحرير وفي تونس وطرابلس واليمن وسوريا لتقوم بدورها كعنصر فعّال في عملية صنع القرار السياسي بل ودفعتِ الثمن سحلاً وقتلاً.
وقد آن الأوان، وبعد ان شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الثلاث سنوات الماضية تغييرا جذريا في واقع مجتمعاتنا، أن نتساءل عن وضعية المرأة والمكتسبات التي تحققت لها في ظل هذه التغييرات الاجتماعية والسياسية.
 

وإذا كان لي ان أحتفي اليوم بالمرأة وبشجاعتها وحضورها القوي في الميادين الا أنها أول من دفع الثمن وآخر من حصل على مستحقات.
والحقيقة ان معيار تقدم كل بلد هو مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي وقيامها بدور أساسي في بناء مجتمع أكثر رقيّ وديمقراطية، ولن ينجح اي بلد مهما كان شأنه في رسم خطوط الديمقراطية ما لم تكنِ المرأة شريكا مناصفا وعلى مستوى عالٍ من الوعي بمسؤوليتها في المجتمع والسلطة والحكم.
غير ان واقع المرأة العربية بصفة عامة وحتى بعد الثورات، ما زال يرزح تحت ثقل المفاهيم الثقافية والمجتمعية العقيمة والتفسيرات الدينية الضيقة الأفق والتي تلعب دورا كبيرا في إعاقة التقدم الحقيقي للمرأة ومشاركتها في القرارات السياسية فإذا اخذنا مثلا بـ"التجربة التونسية" سنجد انها لا ترقى بعدُ الى مستوى المشاركة "الفعّالة" رغم ان "تونس" أمسكت بزمام المبادرة في العالم العربي والإسلامي في مجال حقوق المرأة وتحقق لها الوصول الى مناصب ريادية خصوصا في السلطة التشريعية والتنفيذية من خلال ما يسمى بنظام المناصفة بين الرجل والمرأة في القوائم الانتخابية وفي زعامة بعض الأحزاب السياسية قياسا بنظيراتها في البلاد العربية الاخرى لكن تبقى مسألة "تطبيق" هذه القوانين على أرض الواقع متواضعة جدًا، فالواقع التونسي يشهد جدلاً كبيرا بين العلمانيين والسلفيين بخصوص استحقاقات المرأة السياسية مما يجعلها تناضل باستماتة من اجل المحافظة على الحد الأدنى من مكتسباتها في ظل " تيارات رجعية" تعتبر مطالبها الطبيعية "تجاوزا" للشريعة معتمدة في ذلك على "رؤيا متطرفة ومحدودة".
ويُستنتَج من هذا وجود هوة سحيقة بين القوانين الدستورية وبين الواقع في التطبيق وعلى المرأة العربية عموما ان تعمل جاهدة على "انتزاع" حقوقها وأخذ مكانها بنفسها من خلال كفاءاتها وشخصيتها المناضلة."
 

اما نظام "الكوتا" (quota) الذي اخذت به كثير من التشريعات العربية لضمان وصول المرأة الى البرلمان فيُعتبر نوعا من التمييز ويفتقر الى التعامل مع الرجل والمرأة بشكل متساوٍ كما انه يعطي انطباعا بان المرأة لا تستطيع ان تصل الى البرلمان من خلال قدراتها الذاتية، وعليه يُطرح السؤال: أليس للمرأة أحقية الترشيح وخوض الانتخابات التنافسية تماماً كالرجل اعتمادا على كفاءاتها وبعيدا عن هذا "التخصيص المحدد" لعدد المقاعد للعنصر النسوي في الهيئات التشريعية والمجالس النيابية؟
 

واذا استعرضنا نشاط المرأة سياسياً من خلال الأحزاب والمنظمات فنجد انه متواضع غالباً في كل البلاد العربية للأسباب ذاتها المتعلقة بالتركيب الإجتماعي والتأويلات المختلفة للشريعة ولعدم اهتمام الفاعلين في المجتمع العربي بحق المرأة في التعليم والعمل.
ورغم ان قرار الجمعية العامة في سنة 2011 نص على: "مشاركة المرأة على قدم المساواة مع الرجل في صنع القرار على جميع المستويات لتحقيق المساواة والديمقراطية"، الا ان انجازات المرأة من خلال المنظمات النسوية تتّسم ببطء تنفيذ القرارات وتفعيل المبادرات ولعل من اهم الأسباب التي تعيق عملها هو قلة او انعدام الدعم والتمويل الحكومي، وعلى العموم لا يمكننا قياس أداء فاعلية المنظمات النسائية في ظل تغييب أو تهميش العملية الديمقراطية في المجتمع بأسره.
 

أما تناول قضايا المرأة في وسائل الإعلام فيكاد يكون "نمَطيا'" وذو توجّه تقليدي كالحديث عن قضايا الزواج وشؤون البيت والمطبخ اضافة الى بعض البرامج الساذجة والأنشطة الإعلامية التي تتوجه بالخصوص الى نسبة عالية من النساء الأميات. والتي لا ترقى إلى مستوى التغييرات التي تشهدها المجتمعات العربية.
وقد يكون الاعلام في بعض الاحيان سببا مباشرا لتكريس الصورة النمطية للمرأة في المجتمعات الذكورية من خلال برامج "تقريرية" او "تسجيلية" وفي ظل غياب الإعلام الجادّ الذي يناقش القضايا التي تهمّ الوعي السياسي لدى المرأة وتحثها على المشاركة في الحياة السياسية وفي صنع القرار.
ولهذا وجب ان ينحى الاعلام بجميع أشكال منحى مغايراً وان يكون من اولوياته التوعية بقضايا المرأة من خلال المنظمات النسائية والتعريف بإنجازاتها وبأنشطتها الحقوقية والسياسية كما يجب مساندتها في الصراع ضد مؤسسات المجتمع التي تكرّس لدونيتها وايضاً من خلال البرامج التي توثّق لعملها الوطني والاجتماعي والسياسي في المجتمع العربي.
 

ويبقى تحقيق ذاتية المرأة في النضج والوعي الثقافي ومواكبة العصر والقيام بدور الفاعل في المجتمع مرهون بالتعليم، ليس فقط من منطلق انها نصف المجتمع بل ايضا لان تعليمها قيمة مضافة في تطور وتنمية المجتمع في ظل التحولات التي تشهدها البلاد العربية والتي يظهر من خلالها ان المرأة واعية تماماً بدورها الاجتماعي والسياسي وان على الفاعلين في السلطة ان يوفروا لها المناخ المناسب من التعليم ومن فرص الشغل ومساواة أجرها بأجر الرجل في العمل والمناصب.
وعلى المرأة العربية ان تسعى للمطالبة بنصوص تشريعية وقانونية ودستورية تضمن اشراكها على نحو مهم وجادٍّ في مؤسسات وأجهزة النظام الاجتماعي والسياسي.
 

والسؤال الذي يطرح الان هو...
هل ستؤدي دساتير ما بعد الثورات العربية الى التغيير في منظومة القيم المتعلقة بالسلطة الذكورية والعقلية التسلطية في الوطن العربي
نعم، قد يتحقق ذلك..
بشرط ان يستوعب الرجل دور المرأة في تطوير المجتمعات!
فكما هو معلوم، تبقى قضايا المرأة العربية دائما مرتبطة بالصراع ضد البنية الثقافية التي كرستها منظومات "الذكورة" ويبقى شغلها الشاغل هو إقناع الرجل بضرورة اشراكها في البناء والتطور من خلال نبذ كل المفاهيم الرجعية التي تُعيقُ دورها في الحضارة الانسانية، والمرأة عموما تدرك انها امام صراع طويل ونضال مرير من اجل فرض وجودها في الحياة العامة كعنصر فاعل.
الا ان الأهم من هذا كله هو "تحرير" الرجل نفسه من عقلية المجتمع الذكوري ونبذ كل أشكال الاضطهاد الطبقي والديني والاعتراف بحقوق المرأة بعيدا عن الجمود السلفي في البلدان الاسلامية كما ان مسألة مشاركتها في مواقع القرارات ليس معناه "تجاوزا" لامكانياتها او بل هو مشاركة يُراد منها تطوير المجتمع برجاله ونسائه نحو غد افضل.
فالمرأة العربية برهنتِ اليوم على انها أداة التغيير في المجتمعات العربية ويبقى على المنظمات النسائية والجمعيات النسوية ان تتواجد في قلب الأحداث كشريك حقيقي وفعال في صناعة القرار السياسي بالمجتمعات العربية والإسلامية.
 

ياسمينة حسيبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المرأة في العمل السياسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة في العمل السياسي    المرأة في العمل السياسي Emptyالجمعة 13 نوفمبر 2015, 10:09 am

 المرأة في العمل السياسي Adil_amirإن سعينا في هذا اليوم الدولي للمرأة إلى إبراز أهمية قيام المساواة لصالح النساء والفتيات ليس ناشئا من مجرد الحرص على تحقيق العدالة وإعمال حقوق الإنسان الأساسية وإنما هو ناشئ من كون أن التقدم لا يقوم في ميادين عديدة إلا بتحقق تلك المساواة. فالبلدان التي تكون فيها نسبة المساواة بين الجنسين أكبر يكون نموها الاقتصادي أفضل، والشركات التي تولي أمور قيادتها لعدد أكبر من النساء يكون أداؤها أحسن، واتفاقات السلام التي يشترك في إعدادها عدد أكبر من النساء تكون أدوم أثرا، والبرلمانات التي يشغل مقاعدها عدد أكبر من النساء تستن تشريعات أكثر في القضايا الاجتماعية الرئيسية كالصحة والتعليم ومناهضة التمييز ومؤازرة الطفولة. فثمة إذن دليل واضح على أن تمتع المرأة بالمساواة يحقق التقدم للجميع. وهذه الحقيقة البسيطة يجب أن تحظى باهتمام مركزي فيما نبذله من جهود في سبيل التعجيل بالتقدم المحرز صوب تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في موعدها المحدد السنةَ المقبلة وصياغة خطة ما بعد سنة 2015. ولقد تحققت مكاسب مهمة في توفير التعليم الأساسي للفتيات وفي التمثيل السياسي للمرأة، غير أن التقدم المحرز ما زال بطيئا ومتفاوتا. فالطفلة التي تولد اليوم سوف تظل تتعرض لعدم المساواة والتمييز أيا كان الموطن الذي تعيش فيه أمها. ومن واجبنا المشترك أن نكفل لها الحق في أن تعيش في مأمن من العنف الذي تتعرض له امرأة واحدة من كل ثلاث نساء في العالم، وأن تكون قيمة أجرها على قدر العمل الذي تنجزه، وأن لا تكون عرضة للتمييز الذي يعوقها عن المشاركة في الاقتصاد، وأن يُفسح لها المجال أسوةً بالرجل للإدلاء برأيها في القرارات التي تهم حياتها، وأن تكون صاحبة القول الفصل في قرار الإنجاب وتحديد موقته وعدد الأطفال الذين ترغب في إنجابهم. إن لدي رسالة أوجهها إلى كل طفلة ترى النور اليوم وإلى كل امرأة وفتاة على ظهر الكوكب، وهي أن تحقيق حقوق الإنسان والمساواة ليس حلما، وإنما هو واجب يقع على عاتق الحكومات والأمم المتحدة وعلى عاتق كل إنسان. ولدي أيضا رسالة أوجهها إلى نظرائي رجالا وفتيانا أدعوهم فيها إلى أن يقوموا هم أيضا بدورهم. إذ كلنا نستفيد عندما تتمكن النساء والفتيات، وهن أمهاتكم وشقيقاتكم وصديقاتكم وزميلاتكم، من تحقيق كل إمكاناتهن. فلنعمل سويا في سبيل منح النساء حقوقهن وتمكينهن وتحقيق المساواة بينهن وبين الرجال، بموازاة مع جهودنا من أجل القضاء على الفقر وتعزيز التنمية المستدامة. فتحقيق المساواة لصالح المرأة يكفل التقدم للجميع! تعتبر المشاركة السياسية جوهر الديمقراطية وإحدى آلياتها الهامة، كما تمثل معيارا كاشفا لحقيقة الوضع الديمقراطي في أي مجتمع من المجتمعات. وتتعدد أشكال المشاركة السياسية وقنواتها، ابتداء من المشاركة في التصويت في الانتخابات وانتهاء بتقلد الفرد لمنصب سياسي ، وتمثل المشاركة الانتخابية من خلال الترشح والتصويت أو الاشتراك في الحملات الانتخابية أكثر أشكال المشاركة السياسية اتساعاً، ، فضلا عن علاقتها بجوانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية .ولما تمثله من آلية لتقاسم السيطرة على القرارات السياسية بين القوى المتباينة في المجتمع. تمثل المرأة اليوم نحو 70% من فقراء العالم البالغ عددهم 1.2 بليون نسمة. وتمثل عدم المساواة فيما يتعلق بتمتعها بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعي، والثقافية حقيقة مركزية في حياة النساء في كل منطقة من مناطق العالم؛ وهي حقيقة نتجت عن التمييز ضد المرأة ووضعها الأدنى في المجتمعات الذكورية.
تساهم المرأة، في جميع أنحاء العالم، مساهمة كبيرة في الاقتصاد وسوق العمل من خلال عملها المأجور وغير المأجور، في المحيطين العام والخاص. بيد أن عدم المساواة المستمر في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يساهم في إدامة تبعية المرأة وجعلها أكثر عرضة للعنف، على وجه الخصوص، وكذل الاستغلال، وغيرهما من أشكال الانتهاكات. ويمكن أن يُفضي إنفاذ حقوق المرأة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، في حد ذاته، إلى تحول، ليس فقط من حيث ضمان الوفاء باحتياجات المرأة المادية المباشرة، ولكن أيضاً من حيث إعادة التشكيل الجذرية لعلاقات القوى غير المتساوية بين الجنسين. باختصار، الوفاء بحقوق المرأة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، يجب أن يمثل استراتيجية ذات أولوية في التعامل مع، ومعالجة، عدم المساواة الاجتماعية التي تعانيها المرأة.
استحوذت حقوق المرأة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية على اهتمام المجتمع الدولي خلال العقد الماضي بشكل متزايد. وذلك أن زيادة الاعتراف بالمساهمة الرئيسية التي تقدمها المرأة في الاقتصاد العالمي من خلال جهودها الإنتاجية والإنجابية، وكذل الاعتراف باستمرار تهميشها على المستوى الاجتماعي، من خلال التوجهات الجديدة في الحياة الاجتماعية والثقافية، والتي تسعي إلى تحديد نفاذ المرأة إلى الحياة العامة، أدت جميعاً إلى وضع حقوق المرأة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية في بؤرة الاهتمام. فبعد أن كان يُنظر إلى تلك الموضوعات على أنها مسائل هامشية في محيط اهتمامات حقوق الإنسان أصبح حضور كل حقوق المرأة (المدنية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية) أكثر وضوحاً – الاعتراف بأن تحقق كل حقوق الإنسان بالنسبة للمرأة لن يتأتى إلا بالوفاء بكل حقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.
ما من شك في أن المناصرين من جميع أن حاء العالم أصبح لديهم إدراك متزايد بوجود ارتباط أساسي وجوهري بين عددٍ من القضايا من قبيل: العنف ضد المرأة، وحرمان المرأة من حقوقها المتساوية في الملكية والميراث، والتمييز ضد المرأة في مجالات الصحة والتعليم والتوظف والمشاركة السياسية، وحرمان المرأة من حقوقها الإنجابية والجنسية، وتجارب المرأة مع الإخلاء القسري، وتأثير وباء فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/ الإيدز على حقوق المرأة والفتاة، والتمييز في حصولها على المياه والطعام بشكل آمن. تلك الحقوق لا غنى عنها في حياة المرأة اليومية، ولانتهاكها تأثير سلبي على أنحاء متعلقة بالنوع الاجتماعي، وهو ما يؤكد وضع المرأة غير المتساوي داخل أسرتها، وجماعتها، ومجتمعها.
           وتعد مشاركة المرأة في الانتخابات ضرورة ملحة ومطلب اجتماعي يستهدف النهوض بالمجتمع،كما ترتبط بكافة التغيرات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في المجتمع، وبدورها السياسي في المجتمع،وبطبيعة أدوار النوع الاجتماعي،وهي الأدوار التي يتم تحديدها اجتماعياً وثقافيا عبر التطور التاريخي للمجتمع والعلاقة المتداخلة بين المرأة والرجل.
لقد شهد المجتمع اليمني منذ تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م التي اقترن تحقيقها بالأخذ بالديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية، إجراء العديد من العمليات الانتخابية البرلمانية والرئاسية والمحلية ، شارك فيها المواطنون ( الرجال والنساء ) في ممارسة حقوقهم التي كفلتها لهم النصوص الدستورية والقانونية ،للترشح لعضوية هذه المجالس أو التصويت لاختيار ممثليهم فيها .
         غير أن مشاركة الرجال والنساء في الانتخابات قد تباينت فيما يتعلق بنسبة المشاركة وما تمخض عنها من نتائج، حيث أظهرت الانتخابات التي تمت حتى الان العديد من الصعوبات التي تواجه مشاركة المرأة فيها التي ترتبط بقضية عدم المساواة بين الرجل والمرأة، وبنظرة المجتمع السلبية لعمل المرأة في ميدان السياسية التي لا تزال نظرة قاصرة تعوق دورها السياسي في المجتمع ، بسبب الثقافة الذكورية المسيطرة على الطابع العام .ويشمل ذلك المرأة نفسها التي لا تزال تحمل عن نفسها الصورة ذاتها المفروضة من قبل المجتمع، وتقوم بإعادة إنتاجها بصورة تلقائية .
         فالثقافة السائدة في المجتمع اليمني ورغم التغير النسبي تجاه حقوق المرأة، لا تزال تعمل على مبدأ الإعلاء من قيمة ومكانة الرجل, من خلال تمكينه من تولي المسئولية بشتى أنواعها. الأمر الذي أدى في الغالب إلى إقصاء المرأة عن المجال السياسي ومواقع صناعة القرار. كما أسهمت في التأثير سلباً على دور الدولة والنخب السياسية في دعم وتمكين المرأة،فقضية مشاركتها في الانتخابات وتمثيلها السياسي في المجالس المنتخبة لا تمثل أولوية ضمن الاهتمامات الحزبية إلا في المناسبات السياسية، فالأحزاب تعمل على احتواء مشاركة المرأة وتوظيفها سياسيا وفقا لمقتضيات الصراع السياسي فيما بينها .
         إن المشاركة الفاعلة في العمليات الانتخابية تتطلب قدرات ومهارات معينة مثل المعرفة السياسية والقدرة على التواصل مع الجماهير وامتلاك المال، ما يشكل صعوبات حقيقة أمام مشاركة المرأة نظرا لافتقارها لهذه المتطلبات بسبب التوزيع غير المتكافئ بين الرجال والنساء فيما يعرف بالموارد السياسية.كما أن التصويت في الانتخابات ووفق نظام الدائرة الفردية المعمول به حاليا يجعل من علاقة الناخب بالمرشح غالبا ما تقوم على العلاقة المصلحية أو ما يعرف بالزبونية السياسية والتي لا تكون في صالح المرأة. كما تؤثر قلة تنظيمات المجتمع المدني العاملة في المجال السياسي والحقوقي وضعف نشاط الموجود منها على ما يعول عليها من أدوار هامة في مسألة تمكين المرأة وتفعيل دورها السياسي .
         وبشكل عام يمكن القول:إن إسقاط القيود القانونية المقيدة للمشاركة السياسية للمرأة ومن ذلك حقها في التصويت أو الترشيح للمؤسسات والهياكل المنتخبة لا يكفي لوصولها وتمثيلها بما يتناسب مع وزن المرأة في المجتمع أو دورها في الانتخابات بوصفها ناخبة وقوة تصويتية في ظل الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي السائد الذي يفرز العديد من الصعوبات أمام مشاركة المرأة، الأمر الذي يتطلب تهيئة الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية لجعل مشاركة المرأة مشاركة حقيقية وفاعلة.م.
طبعا حين نتحدث عن أوضاع المرأة العربية علينا أن نأخذ بعين الاعتبار وجود تفاوت بين المجتمعات العربية في درجة تحرير المرأة والتطوير في عملية مشاركتها وادماجها، فالتجارب السياسية للدول ودور النخب الفكرية وتراكم عمليات الاصلاح ودرجة الانفتاح على الآخر كلها عوامل تؤثر في مستوى تطور وضعية المرأة هذا بشكل عام. أما إذا تعمقنا في الموضوع من الناحية الكيفية فاننا سنجد بعض التحديات التي تحتاج الى مزيد العمل وتضافر الجهود من أجل تطوير أوضاع المرأة العربية. صحيح أنها اليوم أصبحت متعلمة في غالبية الأقطار وصحيح أن نسبة النساء في البرلمانات وفي المؤسسات في الازدياد وصحيح أن نسبة الطالبات في الجامعات العربية فاقت نسبة الطلاب الذكور وكذلك الشأن في نسبة الحاصلين على الباكالوريا في السنوات الأخيرة فضلا عن بعث مجموعة من المؤسسات النسائية المختصة بشؤون المرأة المدافعة عن حقوقها وأهمها منظمة المرأة العربية . لكنّ المجتمع العربي مازال مهددا بحصول تراجع في وضعية المرأة نتيجة تصاعد التيار السلفي وامتداداته الشعبية وهو مرشح في بعض الأقطار للسيطرة على مقاليد الأمور، هذا ما يجعلني لا أطمئن كباحث في علم الاجتماع الى بعض الاحصائيات.
ان نظام المجتمع الذكوري مازال مهيمنا بطريقة قوية في بعض الأقطار فالعلاقات الأبوية مازالت تخترق المجتمع العربي طولا وعرضا وقد بدأ يحصل ارباك وتوتر اجتماعي في بعض الأقطار ذات التقاليد العريقة في مجال تحرير المرأة بسبب تأثير بعض القنوات التلفزية التي تبث أفكارا سلفية متطرفة في صفوف الشباب من ذلك تقليد بعض الفتيات لسلوكيات بعض المذاهب الدينية الغريبة عن مناطقهن وخاصة في اللباس (لباس الشيعة مثلا فهو غريب عن منطقة المغرب العربي) ثمة مسألة أخرى تستحق التحليل واعادة النظر ولها علاقة وطيدة بالتحديات : انها موقف المرأة العربية «المتحررة من المجتمع « يبدو لي من منظور سيسيوثقافي ان سلوكات بعض النساء المتأثرات بالحداثة في معانيها الشكلية «اللباس الزينة، اللغة، العادات..» يساهم بطريقة أو بأخرى في عرقلة عملية تطوير وضعية المرأة وتحريرها. لأن الاجهار ببعض السلوكيات التي تتصف بنوع من العنف الرمزي الموجه للقيم الثقافية للمجتمع، هذا السلوك اتضح انه يؤدي الى ردود فعل محافظة ومقاومة لكل تغيير . هذا الموقف يضاهيه موقف آخر يفسر عمليات العودة الى نظام الحريم عند فئة كبيرة من الفتيات والنساء العربيات لأنه ردّة فعل على التدخل السافر من قبل الدول المسماة عظمى في سياد ة الدول وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها وفرض نظام التبعية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
وفي ما يتعلق بمشاركة المرأة العربية في العمل التنموي فهي اشكالية كبرى تحتاج الى منهجية خاصة تتمثل في ضرورة التمييز بين النساء كفئات اجتماعية وكفئات عمرية بين المرأة الريفية والمرأة الحضرية بين المرأة العاملة في قطاع الفلاحة والمرأة العاملة في قطاع الصناعة، المرأة العاملة في قطاع الوظيفة العمومية والمرأة العاملة في القطاع الخاص ، بين صاحبة الاسرة والعازبة...
فمشاركة المرأة من حيث التنمية هو أمر معتبر في جميع الاسباب والمنظمات إلا أن عملية المشاركة تبدو محتشمة لعدة أسباب وأول هذه الأسباب على المستوى العربي سيادة العقلية الذكورية في التنمية هذه العقلية التي يغلب عليها طابع محافظ كاعتبار المرأة عنصرا غير قادر على بعث المشاريع أو غير قادر على التسيير.
اذن يبدو أن الأمر مرتبط ببعض القيم التي لها علاقة بالكفاءة والأهلية إلا أن هذه القيم في حاجة الى تغيير بعدما اثبتت المرأة في كثير من الحالات قدرتها على المساهمة الفعالة في انجاح التنمية وتقديم تجارب ناضجة.
مازلت المرأة العربية العاملة تعاني على صعيد المستوى الميداني من بعض العراقيل في اقناع الزوج بضرورة الاستمرار في العمل أو ضرورة الحصول عليه أضف الي ذلك رفض بعض الزملاء من الذكور أن تكون المرأة مسؤولة عليهم هذه بعض الصعوبات التي تعترضها بالإضافة الى الضغوطات النفسية والاجتماعية خاصة في القطاع الخاص وهذا ما يعرقل اداءها.
فمن خلال دراسة قمنا بها منذ سنتين في اطار وضع خطة مستقبلية للنهوض بالمرأة الريفية تحت اشراف وزارة المرأة وشؤون الاسرة والطفولة والمسنين تبين لنا أن نسبة نجاح المشاريع التنموية الصغرى في صفوف النساء الريفيات أكبر بكثير من نسبة نجاح المشاريع الصغرى التي يشرف عليها الذكور حيث بينت الدراسة تميزا نسائيا في مجالات التسيير والضغط على المصاريف والقدرة علي المنافسة والحكمة في التصرف في القروض التنموية الصغرى كما أثبتت المرأة العربية كفاءة عالية في بعض القطاعات مثل قطاع التعليم والخدمات خاصة الادارة وقطاع الصحة وهي قطاعات تلائم البنية الجسدية والنفسية للمرأة والبنية الثقافية للمجتمع العربي الاسلامي.
الصعوبات التي تواجه ترشيح المرأة في الانتخابات العامة والفوز فيها .
         تتنوع الصعوبات التي تواجهها النساء المشاركات في الانتخابات، سواء كان ذلك قبل عملية الترشح أو أثنائها، أو بعد الانتخابات لمن يتمكن من الفوز في الانتخابات، وقد أوضحت المبحوثات أن هناك العديد من الصعوبات التي تقف أمام المشاركة الفاعلة للمرأة ، سواء تلك التي واجهنها من خلال تجربتهن الشخصية ،أو من معرفتهن بطبيعة الواقع الاجتماعي والسياسي لمشاركة المرأة في الانتخابات، وبالرغم من تعدد هذه الصعوبات وتنوعها- وفقا لما ذكرته المبحوثات - فقد حظيت الصعوبات الحزبية أو المتعلقة بالأحزاب والتنظيمات السياسية بأهمية نسبية وتركيز المرشحات مقارنة بغيرها من الصعوبات، تليها في ذلك الصعوبات المادية، ويمكن عرض هذه الصعوبات على النحو الأتي :
- صعوبات تتعلق بالأحزاب والتنظيمات السياسية :
وتتمثل أهم الصعوبات في هذا الجانب في الأتي :
-       عدم وجود رغبة حقيقية لدى الكثير من أعضاء الأحزاب والتنظيمات السياسية والقيادات الحزبية في ترشيح المرأة ودعم فوزها في الانتخابات.
-       تعرض المرشحات للمضايقات من بعض الحربين المتطلعين للترشح في الانتخابات في الحزب نفسه الذي قد تنتمي إلية من ترغب من النساء في الترشح في الانتخابات .
-       عدم قيام الحزب /الأحزاب بدورها في عملية الدعاية الانتخابية لصالح المرشحة، وتذليل الصعوبات التي تعترضها في هذا الجانب،مما يؤدي إلى اضطرار المرشحات لخوض الانتخابات بجهود ذاتية، الأمر الذي يؤثر سلبا على ترشحها وإمكانية فوزها بنتيجة الانتخابات.
-       افتقار بعض المرشحات لأي شكل من أشكال الدعم الحزبي والاكتفاء فقط بمنحها مذكرة الترشح باسم الحزب.
-       تخاذل الأحزاب السياسية وعدم وقوفها إلى جانب المرأة ودعمها للمشاركة في الانتخابات من خلال ترشيحها أو العمل على دعم فوزها في الانتخابات- لاسيما الحزب الحاكم- أو عدم تأييد بعضها ومعارضتها للترشح المرأة للمناصب العامة.
-       تقديم وتغليب الأحزاب السياسية للمصالح الحزبية الضيقة المتمثلة بكسب بعض المقاعد الانتخابية على المصالح العامة، وعدم تقديم بعض التنازلات التي يمكن من شأنها أن تعمل على تشجيع النساء على المشاركة والفوز في الانتخابات. من خلال وقوف بعض الأحزاب ضد بعض من يترشحن كمستقلات أو ينتمين إلى أحزاب سياسية أخرى.
-       ممارسة الكثير من الأعضاء والقيادات الحزبية،لاسيما في المستويات الدنيا والوسطية للتميز السلبي ضد بعض النساء الحزبيات الراغبات في الترشح، أو من ترشحن في الانتخابات سواء من الحزب نفسه أو الأحزاب السياسية الأخرى.
-       ضعف معظم الأحزاب في الساحة السياسية وعدم امتلاكها لقاعدة شعبية وجماهيرية في الواقع.
-       ضعف، أو انعدام عملية التنسيق فيما بين المرشحين، لاسيما مرشحي الأحزاب السياسية المتحالفة.
- صعوبات مالية :
-      ضعف الدعم المالي المقدم للمرشحات من الحزب/ الأحزاب، لاسيما أحزاب المعارضة ،وعدم توافر المال الكافي التي تتطلبها عملية الترشح والفوز في الانتخابات، لاسيما في ظل الإمكانيات المالية الكبيرة التي تتطلبها العمليات الانتخابية وعملية الدعاية الانتخابية والنزول الميداني للاتقاء بالناخبين ،والدفع بهم للتصويت لصالح من تتمكن من النساء من الترشيح في الانتخابات.
-       عدم وجود جهات أو مؤسسات معنية بتقديم دعم مالي لمن يرغبن في الترشح في الانتخابات، أو قلة ما يقدم من مبالغ مالية من بعض المنظمات .
مما لا شك فيه أن المرأة المصرية كانت تعاني التهميش والعنف قبل قيام ثورة يناير حتي أن النظام السابق كان يستخدم ملف المرأة لتجميل وجهه أمام العالم. كما استخدمت حقوق المرأة الاجتماعية والاقتصادية والمجلس القومى للمرأة وجمعية سوزان مبارك للسلام ومكتبة الإسكندرية وغيرها لتجميل وجه النظام، هى نفسها المرأة التى تعانى الآن بعد الثورة. فالمرأة المصرية صاحبة الريادة بين الدول العربية في خروجها إلى المظاهرات للمطالبة باستقلال أوطانهم فخرجت المرأة سنة 1919 للمطالبة باستقلال مصر عن الاحتلال الانجليزي وكانت المرأة رائدة في حث المواطنين للنضال ضد الاحتلال كما فعلت أم المصريين (صفية زغلول) والمرأة المصرية هي أول امرأة عربية لها حق التصويت في الانتخابات، المرأة المصرية كانت دائما في الريادة لحقوق المرأة ولكن أكثر من 30 عام تهميش من الأنظمة الحاكمة مما سمح بتقليص فرص المرأة في المشاركة في إدارة الشأن العام واستغلال ملفات وقضايا المرأة لتجميل صورة النظم المختلفة.
وفى الواقع، تتجلى أهمية موضوع الدراسة في أنه يعكس نقاط تقاطع عديدة في تطور نظم الأفكار والجماعات السياسية على اختلافها‏,‏ فضلا عن أنظمة القيم والتقاليد والعادات‏,‏ والبيئة الدينية‏,‏ ومحمولاتها من التأويلات والتفسيرات الدينية المحافظة‏,‏ بل إن موضوع التمثيل البرلماني للمرأة في الحزب والبرلمان والحكومة والقضاء‏..‏ إلخ‏,‏ هو ذروة تصادم بين المدارس الفكرية والإيديولوجية والسياسية السائدة في مصر الآن. كما أن مفهوم المشاركة السياسية يلعب، دوراً مهماً، في تطوير آليات وقواعد الحكم الصالح، كمفهوم بات قيد التداول السياسى في الوقت الراهن، وفى إطار ما يعرف "بالتنمية المستدامة" للمجتمعات، خاصة مجتمعات العالم الثالث التى توصف أنظمتها بالشمولية أو بسيادة المفاهيم الإرثية على مفاهيم المواطنة في تحديد النخب السياسية.
وتعنى المشاركة السياسية عند صومائيل هانتجنتون وجون نلسون: ذلك النشاط الذى يقوم به المواطنون العاديون بقصد التأثير في عملية صنع القرار الحكومى، سواء أكان هذا النشاط فردياً أم جماعياً، منظماً أو عفوياً، متواصلاً أو متقطعاً، سلمياً أم عنيفاً، شرعياً أم غير شرعى، فعالاً أم غير فعال.
ويمكن القول أن المشاركة السياسية في أى مجتمع هى محصلة نهائية لجملة من العوامل الاجتماعية الاقتصادية والمعرفية والثقافية والسياسية والأخلاقية، تتضافر في تحديد بنية المجتمع المعنى ونظامه السياسى وسماتها وآليات اشتغالهما، وتحدد نمط العلاقات الاجتماعية والسياسية ومدى توافقها مع مبدأ المشاركة الذى بات معلماً رئيساً من معالم المجتمعات المدنية الحديثة. ويمكن القول إن المشاركة السياسية هى جوهر المواطنة وحقيقتها العملية، فالمواطنون هم ذو الحقوق المدنية، الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التى يعترف بها الجميع للجميع بحكم العقد الاجتماعى، ويصونها القانون الذى يعبر عن هذا العقد، فالمشاركة السياسية تمثل أساس الديمقراطية وتعبيراً عن سيادة الشعب.
- صعوبات مجتمعية:
وتتمثل في الأتي :
-       استمرار النظرة الدونية والقاصرة للمرأة وحقوقها وأهمية دورها السياسي في المجتمع بسبب الموروث الثقافي والقبلي السلبي.ويشمل تأثير ذلك الكثير من القيادات الحزبية أو المسئولين في الجهات الحكومية المعنية بتمكين المرأة.
-       تعرض بعض المرشحات للاستهداف الشخصي،والإيذاء اللفظي أو المادي، واستخدام أساليب الترهيب أو الترغيب من قبل بعض النافذين والقيادات المحلية، بغرض إثنائهن عن الترشح أو إثناء الناخبين من التصويت لصالحهن.
-       تعرض المرشحات لممارسات تميزية من قبل أعضاء أو القيادات الحزبية أو المرشحين المنافسين أو الجان المسئولة عن إدارة العمليات الانتخابية واللجان الأمنية.
-       عدم وقوف الناخبات النساء إلى جانب المرأة والتصويت لصالحها بسبب استبطانهن للنظرة المجتمع الدونية للمرأة وانتشار الثقافة السياسية الذكورية التي تربط قيم الانجاز في المجال السياسي بالرجل .
-       توظيف الدين واستخدامه كسلاح في المعركة الانتخابية ضد المرأة للانتقاص من قدراتها وعدم أهليتها للترشح أو ألفوزها في الانتخابات.
-         عدم تكوين أو امتلاك المرشحة لقاعدة شعبية من خلال العمل في أوساط المجتمع المحلي خلال الفترة التي تسبق الترشح في الانتخابات.
-       صعوبة الالتقاء بالناخبين والتواصل معهم خاصة الرجال بسبب طبيعة العادات والتقاليد المجتمعية واقتصار الدعاية الانتخابية للمرشحات في الغالب على بعض ألأشكال التقليدية مقارنة بالفرص المتاحة أمام المرشحين الرجال.
-       عدم تمكن الكثير من المرشحات من القيام بتنفيذ الدعاية الانتخابية بالشكل المطلوب،كإقامة المهرجانات الانتخابية أو نشر وتوزيع الصور والملصقات الدعائية، والاكتفاء في كثير من الأحيان بتوزيع محدود لملصقات تحمل السيرة الذاتية فقط للمرشحة، نظراً للخوف من المضايقات الشخصية والأسرية التي قد تتعرض لها.
-       صعوبات إدارية:
     وتتمثل أبرزها في الأتي :
-       تحيز بعض الجهات في مؤسسات الدولة والأجهزة الحكومية وقيادات المجتمع المحلي، على المستويات المحلية لصالح مرشح الحزب الحاكم، مما يؤدي إلى عدم التكافؤ الفرص بين المرشحين المتنافسين كاستخدام الأماكن والمرافق العامة للقيام بالدعاية الانتخابية، وتقديم التسهيلات للمرشحين أو تذليل الصعوبات أمام الناخبين للتصويت لصالح هؤلاء المرشحين.
-       صعوبة الحصول على تزكية الناخبين على مستوى مراكز الدائرة الانتخابية لتنفيذ الاشتراطات القانونية للراغبات في الترشح كمستقلات أو تعمد عرقلة ترشحهن بالامتناع على المصادقة تلك التزكية من قبل الأمناء أو عقال الحارات والمحاكم الابتدائية.
-       ممارسة بعض اللجان المسئولة عن إدارة العمليات الانتخابية بمراحلها المختلفة وكذا الجان الأمنية لسلوك تمييزي ضد بعض المرشحات، لاسيما إذا كن مرشحات مستقلات أو ينتمين لأحزاب سياسية معارضة.
-       حدوث عمليات تزوير في نتائج الانتخابات بهدف عرقلة فوز بعض المرشحات بعضوية المجالس المحلية والنيابية.
- صعوبات تتعلق بالتدريب التأهل :
-       عدم حصول من يترشحن من النساء في الانتخابات على التدريب الكافي عن الكيفية التي تمكنهن من وضع الخطط الانتخابية أو منهجية العمل في الحملات الانتخابية وتنفيذها أو قيام بعض المنظمات بدورات قصيرة غير كافية قبل الانتخابات بفترة وجيزة.
-       ضعف أو عدم الاستعداد القبلي للكثير ممن يرشحن أنفسهن في الانتخابات، والقيام بدراسة جوانب القوة والضعف ووضع الحسابات التي تتطلبها عملية الفوز في الانتخابات.
-       عدم التدرج في ممارسة أنشطة أو عمل سياسي كالترشح في مناصب في مستويات أدنا، الأمر الذي يمكن معه اكتساب الخبرة الأزمة تستفيد منها عند خوضها تجربة الترشح في الانتخابات.
- عدم وجود هيئات أو منظمات متخصصة، تعنى بتدريب وتأهيل المرشحين/المرشحات للانتخابات وتقديم الاستشارات التي تمكنهم من إدارة الحملات الانتخابية وتساعدهم في الحصول على تأييد الناخبين وكسب أصواتهم الانتخابية.
- صعوبات تتعلق بالمرأة ذاتها:
وتتمثل أبرز هذه الصعوبات في الأتي :
-       ضعف ثقة المرأة ذاتها بنفسها وقدرتها على ممارسة العمل السياسي ومنافسة الرجل في هذا المجال.
-   ضعف وعي المرأة بأهمية ممارستها لحقوقها السياسية وتواجدها في مراكز صناعة القرار والمؤسسات السياسية.وبمساعدتها ودعمها للمرأة للفوز في الانتخابات لتمثيلها في المجالس النيابية والمحلية أو غيرها من المجالس المنتخبة.
-       صعوبات سياسية :
تتمل أهم هذه الصعوبات في:
-       غياب الإرادة السياسية لدى القيادات السياسية وصناع القرار والنخب السياسية في المجتمع بأهمية دور و مشاركة المرأة في الشئون العامة والحياة السياسية، وتمكينها من ممارسة حقوقها السياسية.
-       طبيعة الظروف السياسية التي تتسم بهيمنة حزب سياسي حاكم على مقاليد السلطة، وعدم وجود تداول حقيقي للسلطة بين الأحزاب السياسية.
-       مظاهر الفساد السياسي التي تشهدها العمليات الانتخابية، مثل تزوير نتائج الانتخابات لصالح بعض المرشحين أو الأحزاب، وتقديم الرشاوى الانتخابية العينة أو المادية للناخبين.
-       ضعف أداء المجالس المحلية والنيابية، وقيامها بمهامها الدستورية، الأمر الذي ينعكس بدورة بصورة سلبية على صورة هذا المؤسسات ودورها لدى المواطنين والناخبين واختيارهم للمرشحين أو التصويت لصالحهم.
-       ضعف تنظيمات المجتمع المدني، لاسيما تلك التنظيمات المعنية بقضايا المرأة عموما ،وبمشاركتها في الحياة السياسية.
 

- استشراف لمستقبل مشاركة المرأة في الانتخابات.
         وعن اعتقاد المرشحات فيما إذا كانت المرأة في بلادنا تشارك بصورة حقيقة وفاعله في الانتخابات العامة وفي صناعة القرارات أو التأثير في السياسية العامة. فقد أجمعت المبحوثات أن المرأة اليمنية في الوقت الراهن لا تشارك مشاركة حقيقية وفاعلة في صناعة القرار السياسية أو التأثير فيها ويرجع سبب ذلك من وجهة نظرهن إلى غياب المرأة وضعف تواجدها في مراكز صناعة القرار والمؤسسات السياسية مثل مجلس النواب أو المجالس المحلية وغيرها من مؤسسات النظام السياسي. وبسبب استمرر النظرة الدونية للمرأة واحتكار الرجال لممارسة السياسية في المجتمع .        
           أما عن رأي المبحوثات واعتقادهن عما إذا كانت مشاركة المرأة في الانتخابات ستسهم في تغيير في الأوضاع القائمة نحو الأفضل فقد رأت غالبية المبحوثات أن استمرار مشاركة المرأة في الانتخاب من خلال التصويت أو الترشيح أو الفوز فيها، سيؤدي إلى تراكم في طبيعة هذه المشاركة،ومن ثم تقبل المجتمع لمشاركة المرأة وعملها في المجال السياسي من جهة، وتعزيز تواجدها في المؤسسات والمجالس المنتخبة، بما يؤدي إلى إشراكها في صناعة القرارات التي تعنى بشئون المجتمع.ألأمر الذي سيسهم في أحداث تغيرات إيجابية في طبيعة الأوضاع السياسية والاقتصادية والسياسية وتطوير المجتمع من جهة ثانية. فبالرغم من المعوقات الراهنة التي تقف أمام المرأة وتحد من مشاركتها الايجابية والفاعلة في الانتخابات والحياة السياسية ،إلا أن المبحوثات ينظرن بتفاؤل وإيجابية، كما يرين أن هذا التفاؤل يجب أن يقترن بعمل جاد من قبل المرأة ذاتها والدولة وتنظيمات المجتمع المدني وفي مقدمتها الأحزاب والتنظيمات السياسية في تمكين المرأة من الحصول على حقوقها وممارستها في المجالات المختلفة، ومن ذلك حقها في المشاركة في الانتخابات العامة والحياة السياسية .
تتشابه أوضاع المرأة في جميع الدول العربية، مع وجود تباينات طفيفة بين دولة وأخرى، مما يجعل دراستها مجملة ممكنة، بل مفيدة، مع التركيز على المكاسب التي حصلت عليها المرأة في بعض الدول، وأسباب ذلك، تمهيدا للاستفادة من تلك التجارب وتعميمها على الدول العربية الأخرى. يختلف واقع المرأة في الدول العربية في بعض الأمور، ويتفق في الكثير منها، فالمرأة العربية تخضع في أغلب البلدان العربية لقوانين مجحفة بحقها، وعلى الأخص قانون الأحوال الشخصية، الذي يحكم تفاصيل حياتها، مع اختلافات بسيطة بين بلد وآخر، ففي حين تم منذ سنوات تطوير بعض مواد قانون الأحوال الشخصية التونسي لصالح المرأة، بقيت المرأة في بعض الدول العربية كالكويت والسعودية مثلا محرومة من حق الترشيح والانتخاب، بل حتى من حق قيادة سيارتها الخاصة.
وتتراوح مشاركات المرأة في المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية من بلد لآخر، إلا أنها تتقارب في النسب العامة، وقد حفلت السنة الماضية بإصلاحات طالت أوضاع المرأة بشكل لم يسبق له نظير تحت تأثير ضغوط داخلية وخارجية.
لايمكن فصل نضال المرأة العربية من أجل نيل حقوقها، عن الظروف السياسية، التي تقع الدول العربية تحت تأثيرها، والتي تعتبر من اهم التحديات التي تواجه حركة تحرر المرأة في هذه الدول.
التحديات السياسية:
العيش تحت وطأة الأنظمة الاستبدادية:
لقد أحكمت الأنظمة الشمولية المستبدة قبضتها على شعوب المنطقة، و " التهمت" المجتمع بما فيه، و نصبت نفسها وصية على المجتمع وصادرت دوره، وغيبته عن الفعل السياسي تماما، بل إنها صادرت الأحزاب والنقابات التي كانت قد بدأت تأخذ دورا حقيقيا رياديا فاعلا، في مرحلة النضال الوطني ضد الاستعمار، والاستقلال فيما بعد، ولا زالت في ذاكرة شعوبنا العربية ومضات ذهبية من عمر الزمن، عاشت فيها مجتمعاتنا العربية مرحلة ديمقراطية جنينية، لم تلبث أن أجهضت بعد تسلم الأنظمة الاستبدادية الشمولية السلطة في الوطن العربي بانقلابات عسكرية، أو قبضات حديدية خنقت بها الشعوب وصادرت الحريات، ودخلت بعدها الشعوب العربية في مرحلة سبات العاجز، الذي وجد في النوم هروبا من واقع مر من العسف والقهر والاضطهاد.
في ظل تلك الأنظمة تحولت الأحزاب إلى توابع للسلطة، منضوية تحت ردائها في جبهات وهمية واهية، أو ممثلة ببضع نواب في برلمانات شكلية، أما الأحزاب التي عارضت فقد لوحق أفرادها وتعرضوا للقمع والسجن والتعذيب والاضطهاد، حتى انتهى وجود تلك الأحزاب فعليا على أرض الواقع.
كما تحولت النقابات، والمنظمات الشعبية، ومن بينها المنظمات النسائية، إلى منظمات شبه حكومية نفعية مترهلة، لا تخدم مصالح الفئات التي تمثلها، بل تعمل فقط كبوق للسلطة مصفقة مهللة لكل أفعالها، وبؤرة لتجمع الطفيليين الذين لاهم لهم إلا إظهار ولائهم للسلطة والانتفاع من هذا الولاء.
وحصر عمل الجمعيات في الجمعيات الخيرية، وضيق على نشاطها، واشترط فيها أيضا الولاء، والابتعاد عن أي تنظيم مجتمعي فاعل، وحصر منح التراخيص لأي جمعية جديدة بيد الجهات الادارية، التي تحيل الموافقة إلى الأجهزة الأمنية المتحكمة بكل مفاصل المجتمع، وبذلك حظر عمل الجمعيات التنموية التي يمكن أن تسهم في تطوير المجتمع وتقدمه.
     لعبت السلطات الحاكمة كذلك دورا في شيوع مقولة أن مفهومي الديمقراطية والمجتمع المدني " دخيلان " على مجتمعاتنا، ولا تناسبان شعوبنا وآليات تفكيرها، لطول الفترة التي عاملت فيها تلك السلطات شعوبها كقطعان صماء بكماء، معتبرة عقولها ليست بمستوى عقول البشر في كل العالم، وليس من حقها الاستفادة من خبرات وتطور الحضارة الانسانية، والتي كانت الديمقراطية والمجتمع المدني من نتائجها، فمن حق شعوبنا أن تستفيد من نتاج الحضارة التي ساهمت هي نفسها في صنعها في فترة ما من التاريخ. وقد لعبت أقلام بعض المستشرقين دورا في ترسيخ هذا المفهوم الخاطئ، في حين تكفي نظرة متأنية لتاريخنا الحديث، لتظهر أن مؤسسات المجتمع المدني كانت موجودة في بلادنا في النصف الأول من القرن الماضي، فقد ساهمت الأحزاب الوطنية والتجمعات العمالية والطلابية، والجمعيات النسائية في النضال ضد المستعمر وصولا بالبلاد إلى الاستقلال، ومن ثم في بناء الدولة الوطنية، قبل ان تحكم الأنظمة الشمولية قبضتها عل الشعوب.
من ناحية أخرى أدت أجواء الرعب والخوف التي هيمنت على المواطنين إلى تحجيم العقل العربي , وسيطر الخوف والذل على العباد ويأس البشر من الحل مما قادهم إلى حالة من الاستسلام والإحباط . في هذه الحالة يلجأ العقل الإنساني لأسلوب دفاعي قوامه إعارة العقل للمستبد، وتركه يتحكم بمصائر البشر، ويفكر عوضا عنه، خاصة في حالات الكوارث الكبرى، " فمن قادنا إلى ذلك الجحيم، ليتفضل ويخرجنا منه ". وغابت مفاهيم الحرية والحق والعدالة, وأصبحت غائمة مغيبة خلف مفاهيم الظلم والفساد والمحسوبيات والانتهازية وبيع الضمائر وسيطرة القوي على الضعيف، ونتيجة حظر الاجتماعات والتجمعات، غاب مفهوم العمل المجتمعي، والعمل التطوعي، وبسبب حاجة كل إنسان إلى الانتماء، تعمقت الاختلافات الطائفية العشائرية، الاثنية، بديلا عن التجمعات المدنية التي تميز المجتمعات الحديثة.
     وفي الحقيقة أن المؤسسات البرلمانية هي من أهم الأجهزة المشاركة في صنع القرار، ورسم السياسات في الدول، وتزداد أهمية هذه المؤسسات في عمل أنظمة الحكم طبقاً لمستوى الديمقراطية التي يتمتع بها النظام السياسي، إذ تزداد مثل هذه المكانة للبرلمان في نظام ديمقراطي، وتتراجع في وجود الأنظمة الديكتاتورية والشمولية.ولقد شهدت الظاهرة البرلمانية انتشاراً متزايداً في العقد الماضي، وهناك ما يقرب من (176) برلماناً في الاتحاد البرلماني الدولي، منها نحو خمسة وستين برلماناً يتكون من مجلسين، ومثل هذا الانتشار المتزايد من شأنه أن يساعد في توفير فرص افضل لتمثيل المجتمعات السياسية في المؤسسة البرلمانية من جهة، وفي تهيئة أرضية أوسع لمشاركة النساء للرجال في العمل السياسي من جهة أخرىولما للبرلمان من أهمية في قياس نسبة المشاركة السياسية للمرأة، وكمعيار يعكس نجاح أو فشل الحركات النسائية، فسوف نستعرض واقع المرأة في المشاركة السياسية عالمياً وبشكل عام وإقليميا ومحلياً من خلال عرض نسبة تمثيل النساء مقارنة بالرجال.
     تخلـص العديـد من الدراسات بأن ضعف تمثيل المرأة في المجالـس التشريعيـة
المنتخبة أصبحت ظاهرة عالمية، مع الأخذ بالاعتبار بوجود تفاوت في نسب التمثيل عند المرأة بين دولة وأخرى، ولعل انخفاض نسبة التمثيل النسائي البرلماني عالمياً، هو أحد الدوافع الرئيسية وراء الحركات النسائية النشطة والجهود الحثيثة التي تبذلها على المستويات الوطنية والدولية من أجل رفع النسبة، ويعزي الباحثون الاجتماعيون تدني هذه النسبة إلى أسباب تاريخية وأخرى علمية تتمثل الأولى؛ في أن معظم الحقب التاريخية للمجتمعات البشرية قد شهدت استبعاداً للنساء عن النشاط السياسي، وعززت هذه النتيجة الاعتقاد لفترات طويلة بعدم ملاءمتهن لهذه المهمة، مما أدى إلى عرقلة سعي النساء إلى احتلال مواقعهن في البرلمان وسواه من المؤسسات السياسية.أما الأسباب العلمية : فمؤداها أن العمل البرلماني خاصة والسياسي عامة يعيق وظيفة المرأة الاجتماعية والتربوية، كما أن التنافس على المكانة والقيادة هو أعلى لدى الرجل منه عند المرأة، التي تطلب الهدوء وتميل إليه اكثر من الرجل، لكن هذه الموروثات الثقافية، وبصرف النظر عن مدى موضوعيتها، أخذت تتراجع تأثيراتها بصورة تدريجية نسبياً، بعد أن ظهر للنساء أن البرلمان الذي يسيطر عليه الرجال سيحرمهن من الحصول على حقوقهن عبر تشريع القوانين التي تعالج أوضاعهن (كالعمل، الزواج، الحمل، أو رعاية الأطفال).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المرأة في العمل السياسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة في العمل السياسي    المرأة في العمل السياسي Emptyالجمعة 13 نوفمبر 2015, 10:11 am

المقدمة: اركز نوعا ما على الرؤية الاسلامية في الموقف السياسي من المرأة، حيث اشيع هناك هضم للاسلام نفسه قبل المرأة لهذا الدور المهم للمرأة في الحياة ومنها السياسي، مع التاكيد ان كل موضوع لابد ويستند على شروط لتحديده اخلاقيا، وبعيدا عن الاسماء لان عند ذلك يطول المقام بذكر الاحداث والقصص، وكمثال ما قامت به خديجة الكبرى عليها السلام والى يوم وفاتها، بعد ان قومت الرسالة السماوية ونهضة زوجها النبي(ص) بمالها وفدت الرسالة وزوجها رسول الله (ص) بروحها في شعب الحصار صبرا، فماذا يفسر هذا النشاط وهذا الموقف النسوي .
ونحن بالضد من الجدل العقيم لان فيه مغالطة كبيرة، وخلط بين أمرين مختلفين، ففي مجال الحرام والحلال الأصل في الأشياء التحليل ما لم يرد نصّ على التحريم. أما في أمور التشريع المتعلق بالحقوق والواجبات، والعلاقات بين الرجل والمرأة، وبين الناس عامة، وميادين الممارسة في الحياة فلا بدَّ من نصّ يبيّن الحقوق والواجبات، ويؤيد ما يضعه الناس من نصوص عامة خالية من الضوابط والقيود أو يرفضها، ولهذا هنا اجتهاد وقول هناك لا يستند على معرفة وعلمية ونص، يكشف مع الاسف عن رغبة شخصية لتكبيل المجتمع بالظلاميات والجهل وتحريف الاسلام والمجتمع، ولذلك جاءت في الكتاب والسنّة نصوص ثابتة تحدّد الحقوق للرجل والمرأة، وجاءت نصوص ثابتة للمسؤولية:
(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيّته..... والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم...).
 

المرأة قبل الإسلام:
الاسلام كان انطلاقة نحو عزة المرأة ليثبت ذلك بايات:
﴿وَلاَ تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلاً﴾ [النساء: 22].
فجاء الميراث وجاء نظام النكاح اعتمادا على الطبيعة البايلوجية لكل من الرجل والمرأة، وهذه الطبيعة هي التي ترسم معالم حركة الرجل والمرأة في المجتمع كما هي نوعا ما طبيعة المراحل العمرية واحكامها من جنين وولادة وطفولة ومراهقة وشباب ونضوج وشيخوخة وهكذا :
﴿لِلرِّجَالِ نَصِيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا﴾ [النساء: 7].
هكذا جاء راي الفتاة واهميته في اختيارها شريك حياتها، ونوعية العلم والدراسة التي تتخذها، حيث كل الاحاديث والايات المختصة بالعلم وهي كثيرة لم تخصص الرجل دون المرأة بل كانت شاملة للجنسين، وهذا الامر فيه بحث موسع مثلا ومن الايات الكريمة:
(هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ..)
ومن الاحاديث:
(اطلبوا العلم من المهد الى اللحد) .. (اطلبوا العلم ولو بالصين)..
وهذا الامر منهج ضمن فطرة القبائل العربية الاصيلة كما ثبت التاريخ، وافتخر بهم الاسلام، حيث كانت بعض القبائل تحترم المرأة وتأخذ رأيها في الزواج، وكانت المرأة العربية الحرة تأنف أن تفترش لغير زوجها وحليلها، وكانت تتسم بالشجاعة وتتبع المحاربين وتشجعهم، وقد تشارك في القتال إذا دعت الضرورة، وكانت المرأة البدوية العربية تشارك زوجها في رعي الماشية، وسقيها، وتغزل الوبر والصوف وتنسج الثياب، والبرود، والأكسية، مع التصون والتعفف، كما نرى الفلاحة وغيرها ..
 

مفهوم المساواة:
1- في أصل الخلقة: فالرجل والمرأة خلقا من نفس واحدة قال الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ [ النساء: 1].
2- المساواة في حق الحياة: ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في حق الحياة وجعل التعدي على هذا الحق من أكبر الذنوبSadمن قتل نفسا كانما قتل الناس جميعا)..
وهذه الاية بمقدار ما هي تعني البشرية جميعا ولا تعني فقط المسلمين،فانها شاملة للرجل والمرأة، كما ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في الأحكام الشرعية كالقصاص والدية جعل دم المرأة مساويا لدم الرجل
3- المساواة في التكليف والجزاء: إن المساواة بين المرأة والرجل في الكرامة والإنسانية يستلزم المساواة بينهما في الحقوق الإنسانية وهذا ممّا لا شك فيه، وأمّا أن يتشابها ويتساويا في جميع الحقوق والتكاليف فلا، لأن ذلك لا يمكن بسبب الفوارق الطبيعية البايلوجية لكل من الرجل والمرأة، بل وربما الاصرار على ضرورة التشابه الكلي لهما هو اهانة لكيانهما المقدس كرجل وامرأة .
4- المساواة في أهلية التصرفات المالية: وما يلفت النظر في الاسلام ، ارتباط الرجل والمرأة بمفهوم، إذا بلغ الإنسان، رجلا او امراة، عاقلا رشيدا كانت له شخصيته القانونية الكاملة في أن يتصرف فيما يملكه كما يشاء بالبيع والهبة والوصية والإجارة وغير ذلك .
5- المساواة في حرية التفكير والرأي: ما دامت المرأة كالرجل في مسؤولية التكليف والجزاء فإنها تتساوى معه في حق التفكير وحرية الرأي ووجوب النظر والتدبر لتصل إلى الرأي القويم وأعطى الإسلام للمرأة حق طلب العلم والتعلم، فقد روى أبو سعيد الخدري:
(جاءت امرأة إلى رسول الله ص فقالت: يا رسول الله.. ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يومًا نأتيك فيه، تعلمنا مما علمك الله. قال: اجتمعن يوم كذا وكذا، فاجتمعن، فأتاهنَّ النبي صل الله عليه وسلم، فعلمهنَّ مما علمه الله)
6- المساواة في حق اختيار شريك الحياة: فلا يجوز تزويج المرأة بدون رضاها ولها حق الرفض وحق الإيجاب كما فرض لها المهر وجعله من شروط الزواج.
واخيرا اذا خضنا بمبدأ المساوات في الاسلام يطول بنا الحديث ..
 

جدلية الحقوق للمرأة بين الغرب والاسلام:
وبعيدا عن التشريعات الدولية والمنظمات المعنية، فاننا نجد هناك اقحاما للخصصوصيات في المقارنات ما بين عقلية الغرب للحقوق وما بين عقلية العرب او الشرقيين او الاسلام بالاخص، وهذا غير مبرر، من كون المراة امرأة لها حاجات والرجل رجل له حاجات ولا تتلقي في اغلب نوعياتها بل من المهم ان نقول انها تكمل بعضها البعض، وعلى اساس هذا الوهن من المفاهيم والمعرفة تكون المرأة والرجل طبيعة بشرية ضحية جدل عقيم لا يرتقي بالعلاقة اعتمادا على منهجية خاطئة:
1- الرؤية المعرفية غير علمية التي ظل المفكرون المسلمون وكثير من العرب يتخذونها تجاه مختلف القضايا التي يطرحها النموذج الغربي منذ عصر النهضة، ومعالجتهم لها من منطلقات العناد واتخاذ الموقف المضاد، فلم يفدنا هذا الموقف في وقف سيل الأسئلة المثارة حول المراة والرجل في الاسلام وتعميق الشرخ بين حوار الحضارات. فهناك وضوح يشكل جوهر العقيدة الإسلامية ومنطلق بناء حضارتها، الأمر الذي يستوجب أن يكون تحديد المنهج والمفاهيم السياسية الإسلامية موصولة بالقاعدة العقدية الأساسية وهي التوحيد والتي تحدد رؤية الكون ومناهج التفكير ومسالك التفاعل الاجتماعي.
2- واخطأ مفكرو الغرب عندما يتخذون قضية المرأة مدخلاً رئيسياً لإحداث التغيير في المجتمعات غير الغربية، وتحطيم خصوصيتها وتفكيك بناها التحتية، وهذا دليل على ضعف ايضا في المعرفة لديهم، حيث انه يرتبط الإقرار بقيمة الانسان عبر التوحيد بمبدأ الاستخلاف وقيام الإنسان بخلافة الله في الأرض، وبالتالي استحقاق المنزلة، ان كان رجلا او امراة، والتي لا تعلوا عليها سوى منزلة الله ودونها كل منزلة لغيره من المخلوقات، ومن هنا تتبين اهمية المرأة في هذه القيمة، حيث تضبط حركة الانسان مثل اي قانون، ثم يرد إلى الله بعد الموت ليسأله عن أداءه للأمانة وقيامه بالخلافة ومن اهم ما فيها الاخلاق، ارتباطا بمفاهيم اخرى ترفع من شأن الانسان من نساء ورجال، وأبرزها مفاهيم العبادة والعمارة والحضارة والأمانة التي تحدد رؤية الإنسان ووظيفته في هذا الكون، أساس توحيد الجنسين في ظل علاقة الولاية التي عبرت عنها الآية الكريمة:
﴿وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ [التوبة: 71] .
3- الاصرار على التناقض وليس التعليم والارشاد، وبالاخص في الجانب الغربي، فإن معرفة الرؤية الإسلامية من قضية المرأة يتطلب معرفة الأسس المعرفية والمفاهيم الخاصة بها لتقديم تصور كلي يواجه التصورات الموضوعة والمستجدة في العصر دون أن يهملها أو يتجاهلها، ولا سيما أن الإطار المعرفي الإسلامي يتضمن المطلق وينطلق من عقيدة مرتبطة بوحي، وهو ما يميزها عن الإطار المعرفي الغربي الذي يتأسس على النسبية وإخضاع كل الظواهر للقياس، واستبعاد الدين من المنهج واعتباره موضوعاً من موضوعات الدراسة لا منطلقاً للعلم والمعرفة، وهذا الاختلاف بين الإطار المعرفي للنموذج الإسلامي والنموذج الغربي أدى إلى اختلاف السلوكيات الإنسانية والقوانين التي تنظمها .
4- عدم ادراك حركة السنن الى جانب معرفة الطبيعة البشرية، وهي مجموعة القوانين التي سنها الله في الكون والأنفس، ولا يستطيع الإنسان القيام بأمانة ما او تطبيق اخلاقية ما او صيانة نظام ما، إلا بالتعرف عليها وتسخيرها في عمارة الكون. فإن السنن الكونية والفطرية والتكليفية وجدت لتلبية الحاجات الإنسانية المادية والمعنوية بشكل رشيد يحقق له الخير والصلاح، وقد شكلت السنن الفطرية والسنن التكلفية شقان متلازمان، وإذا كان الإنسان صاحب إرادة حرة فإنه يتحمل في ضوئها نتيجة اختياره، وإدراك السنن التي تحكم أية قضية ومنها قضية المرأة يستلزم الجمع بين السنن الإلهية والسنن الاجتماعية والتاريخية لتحقيق الشهود الحضاري. وعليه يمكن القول بأن الإسلام وضع المرأة في مكانها الطبيعي من حيث الإنسانية والتقدير والمنزلة وعدم اختلافها مع الرجل إطلاقا، كما أن ما منحه من حقوق لم يكن نتيجة مؤثرات خارجية أو ثورات اجتماعية واقتصادية أو أزمات سياسية وصراعات مسلحة أو إعمال جديدة مارستها المرأة، بل إنما كان تدبيراً إلهيا يتمثل فيه علم الخالق بمخلوقاته ورعايته لهم. ومن هنا يتطلب التعرف على الرؤية الإسلامية لحقوق المرأة السياسية مهما كانت الاجتهادات، ومن ثم التعرف على المسيرة المتدرجة لنضوع هذا الفهم على مدى العصور وربطه بالظروف التاريخية والاجتماعية والثقافية التي صدرت عنه ليثبت في النصوص، وللتميز بين النص المقدس الثابت وبين فهمه المتحول والمتغير، وخصوصاً أن المشكلة التي تعاني منها المرأة المسلمة هي عدم التمييز بين المصادر الأصولية الأساسية والمعرفة الدينية التي هي إنسانية وقاصرة وتحتاج إلى تعديل وتكميل. وهذه السنن تنقسم إلى سنن كونية تحكم نواميس الطبيعة، وسنن فطرية تحكم الإنسان بكونه فرداً كما تحكم الاجتماع الإنساني وحركة المجتمعات، وسنن ثالثة تدعى سنن التكليف التي تنسجم مع ناموس الكون والفطرة الإنسانية وتبينها إحكام الشريعة الإسلامية أمراً ونهياً وتوجيهاً. فبالفطرة ندرك الفروق بين المرأة والرجل بصفة عامة، وجاء العلم اليوم ليكشف الفروق الرئيسة بين الرجل والمرأة في النواحي الجسمية والنفسية. ولكن الله أعلم بكل الفروق، فأنزل تشريعه رحمة بعباده ولصالحهم في الدنيا والآخرة، إذا الفروق بين الرجل والمرأة، جاءت لتعززقدر المرأة وتجل قدر الرجل .
5- تداخلات المفاهيم دون اكمال للاطروحات مما احدث نقصا في منهجية الرؤية للمرأة وعلاقتها بعالم الرجال، ليبقى المجتمع في تعريفه ذكوريا الى الان، وليس تعاونيا بين المرأة والرجل، حيث المفارقات الجوهرية بين اتجاه واخر حتى ضمن اطروحة المجتمع الواحد كالغرب مثلا او العربي مثلا دون كمال في الطرح لبقى محكومة بالفرضيات والجدل، كمفاهيم الابوية للرجل في الطرح الغربي والقيمومية للرجل في الفكر الشرقي، في الوقت الذي هناك مصطلحالرب للمرأة وهي سيدة البيت كما هو مصطلح الرب للرجل في وصف قيمومته للبيت، لتفترق الاتجاهات الاصلاحية بين محاولة تغيير وضع المرأة من داخل الفكر فكر الاطروحة نفسها وبين طرح مستنسخ دون ارتباطه بالواقعية الاجتماعية او بتدرج المعارف او بالطبيعة البشرية، وهذا ما جعل العلماني تائها ان كان طرحا علمانيا نسائيا او علمانيا رجاليا بخصوص المرأة ليقع في خطأ جسيم باعتبار الدين سببا لتخلف المرأة، دون ادراك لعناصر الظلم فبات الطرح ضحية المفاهيم الرديكالية والتي مفادها أن استغلال الرجل للمرأة يشكل أحد ابرز إشكال الصراع ولا يقل أهمية عن الصراع الطبقي كأداة لتحليل التفاعلات الاجتماعية وفهمها. ليكون مثل هذا الطرح الذي لا يتقبله الاسلام ولا الفطرة عموما، السبب الرئيسي في ظهور مفهوم المساواة بين الله والإنسان والطبيعة بل والتساوي مع الغريزة والحيوانية غير الناطقة، بدلا ًمن أن يكون التصورتدرجياً من خلال مفاهيم تجعلنا ندرك قيمة المرأة والرجل والانسانية والعمارة والحضارة للطبيعة، الأمر الذي أدى في الممارسة الفكرية هذه إلى نشوب حالة صراع أدت إلى موت الإله وتدمير الإنسان واستنزاف الطبيعة. وقد انعكس ذلك على مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة التي ارتبطت بتطور علاقات القوة بينهما بأشكالها المختلفة في الواقع، وهو ما أدى إلى انتقال حركة تحرير المرأة من المطالبة بالمساواة إلى ما يسمى النسوية التي شككت في مضمون الذكورة والأنوثة، وتأكيدها على ارتباطهما بالثقافة والتنشئة وليس القدرات والإمكانات، وهذه من الاخطاء المعرفية المتجه ضد الطبيعة البايلوجية وبالتالي تدمير الكيانالانساني، وبالاخص طرحها لمفهوم الأمومة ونقدها لمفهوم الأبوية ودعوتها إلى الثقافة النسوية المستقلة ورفعها لشعارات الحرب بين الجنسين.
 

المشاركة السياسية للمرأة في التاريخ الاسلامي:
لا يمكن قصر العمل السياسي على ما نعرفه من ترشيح وانتخابات، فالامر ابعد من ذلك، من ما عرفنا من الايات والتاريخ من استقلالية شخصية المرأة وليست تابعة للرجل، :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ﴾ [الممتحنة: 10] .
فكانت البيعة مثلما كانت الهجرة في صلب الموقف السياسي:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ
وتؤكد وقائع وأحداث جرت في عهد الرسالة تؤصل لهذا العمل، وتبين أهمية وجود المرأة في المشهد السياسي على مسرح الأحداث.
وقد لفت نظري كثيرا ما اوردته الدكتورة نريمان عبد الكريم احمد في بحثها (المراة في العصر الفاطمي، مؤكدة كان للمرأة دور سياسي في كل عصور التاريخ الإسلامي حتى العصور التي نصفها بأنها عصور الانحطاط كانت لها فيها مشاركة فعالة، حيث تستعرض فيها المرأة في العصر الفاطمي ومشاركتها في الأنشطة العامة، والسياسية أيضاً، وفي الحياة الاقتصادية، ودور المرأة أيام المجاعات، والمهن المختلفة التي زاولتها، وموقفها من الحاكم بأمر الله، وغير ذلك.
ومن هذه الإطلالة السريعة على تاريخ المرأة في العمل السياسي في الإسلام نخرج بهذه النتيجة أنه لا توجد من النصوص الشرعية ما يمنع مشاركة المرأة في العملية السياسية، بل لا تمنع من مزاولة المرأة أي عمل مشروع سوى ماورد من نص ليس لمنعها من حريتها بل لطبيعتها البشرية والبيلوجية ..
 

بيان التحديات التي تواجه المرأة عموما في مجتمعاتنا:
مع ما أثبته تاريخ الإسلام، وما تقتضيه نصوصه ومقاصده،، وما تشهده البشرية من تقدم وازدهار ارتقى بعقل الإنسان بعيدا عن عصور الظلام.. مع كل ذلك ما زالت هناك أصوات في العالم الإسلامي تدعو إلى منع المرأة من المشاركة في العمل السياسي والوظيفي إلا في إطار ضيق جدًا، مستشهدة على ذلك بجملة أدلة لا تثبت لدى النظر الفاحص الدقيق، منها:
﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ [ الأحزاب:33] .
وهذه الاية موقوفة على نساء النبي(ص)، لتاثيرهن على المجتمع باي موقف يتخذهن فيحسب على الاسلام والمسلمين، وهذا هو بحد ذاته موقفا سياسيا اوحاه الله عزوجل الى رسوله كي لا يتزعزع المجتمع ويبقى مستقرا .
طبعا قبل الدخول في هذا الباب علينا ان لانغل اهمية الجانب السلوك الاخلاقي وخصوصية المجتمع، فليس من حق احد الاعتراض على هذا الجانب فهذا الامر يصون المراة ويجلها ولا يمنعها من حريته ان عرف الصواب في ذلك، ولهذا ستكون التحديات مهمة للمراة وتقيدها بالنقاط التالية :
1- والاستشهاد بالآية الكريمة: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [الجمعة:11].
تؤكدان هناك ايضا نوع من الضعف والنفاق والجهل لدى الرجال كما هو لدى المرأة بحكم نوعية الطبائع البشرية التي يجب ان تحترم من قبل اهل المعرفة، حجة على شيء إلا أن في الرجال ضعفاء ومنافقين، ولانريد الخوض بذلك لانه من اختصاص اهل الفقه والعلوم الطبيعية الاخرى،وبالنتيجة نرى الثقافة الدارجة تحمل المرأة لوحدها الضعف .
2- عدم وعي إثارة حقوق المرأة اليوم ومساواتها بالرجل إثارة تحمل الفتنة والتحيف والتضليل. ذلك لأن مشكلة المسلمين اليوم ليست مساواة المرأة بالرجل، فالمرأة نفسها تحتاج إلى بناء وإعداد، والرجل يحتاج إلى بناء وإعداد، وقضايا الأمة كلها يجب أن تُدرس وتُحدد المشكلات ومواطن الخلل، ثمّ يوضع نهج عام وخطة كاملة لمعالجة جميع المشكلات. أمّا أن نخفي مشكلاتنا الكبيرة ونبرز مساواة المرأة بالرجل فأمر غريب يتنافى وأبسط قواعد المنطق وواجبات الإصلاح ومنهاج الإسلام.
3- لقد طُبّقت مساواة المرأة بالرجل في السياسة وغيرها في بلدان عربية وإسلامية، فماذا قدَّمت هذه المساواة لبلادهم؟ وماذا جنت البلاد غير الهزائم والذل والهوان؟ ولم تأخذ من الحضارة إلا زخرفاً كاذباً، لم يهب القوَّة للأمـة ولا العزّة والمنعة، ولا القدرة على حماية الأرض والنفس والعرض، لان التحدي الاعظم هو الجهل لدى المجتمع من نساء ورجال، لقد أشغلنا بجهل المواضيع وليس معرفتها ان كانت طرحا الغرب غربيا او عربيا او علمانيا او اسلاميا، بقضايا كثيرة أخذت وقتنا وجهدنا وأموالنا واستنفدت طاقاتنا، حتى وقفنا عاجزين لا وزن لنا، لان مجتمعاتنا هرولت الى امام دون تدرج، دون وعي اولي حتى للتسلح بالثقافة الأصيلة غير المستنسخة بل المحاورة، مع غياب واضح لمطالعة النماذج الباهرة لتاريخ النساء في العصور المتتابعة، وتجاهل حقيقة موقف الإسلام من المرأة، فتفقد المرأة عندها المناعة وهي اس اساسي لتحررها وحريتها .
4- اقحام رغبة على حساب رغبة اخرى كما يحصل في الجدل العقيم لدى المفكرين المعنيين والمثقفين عموما الا ما ندر وهم اهل البصيرة، ويدعم ذلك المؤتمرات والقرارات هنا وهناك دون وعي لنسالة الوعي والخصوصيات لتكون استنساخا وليسا وعيا ومعرفة فتعزز الجهل اكثر مما تعزز العلم، وهذا ما يفقد المرأة الانوثة والمجد والصدق والتالق حسب طبيعتها وتكوينها النسائي من غريزة وعقل، وكانها عبودية بلون اخر وليست حرية .
5- فوضى المنظمات ومناهج الوزارات والاتحادات وما يسمى بالمجتمع المدني، لافتقادها جميها لمنهجية وبرنامج حول قضية المرأة ومشاكلها اسوة بمؤسسات تهتم بالرجل، ليعطى بالنتيجة ان المجتمع والمؤسسات ذكورية المعرفة وهذه حقيقة جهل عالم المرأة، فهناك صراع حتى بين الازمنة بين ماضي مدمر وبين حاضر جاهل، مهما بلغ العلم والمعرفة، فالمعرفة بالانسان نفسه وجنسه ورغباته ووعيه ونضجه هي ابلغ المعرفة، وبهذا الاتجاه قصور عظيم لا تتحمله ثقافة بذاته ونظام بمؤسساته. ولابد ان نشير هنا يتم التاكيد على رفض الافراط والتفريط، مع تطبيق قاعدة السبيل الاوسط، ليبرز الدور الاعلام الذي مازال ذكوريا بمفاهيمه، وان دعا ال ىحقوق المرأة، حيث لم يمنهج الاعلام الى الان صفة التوازن بين الواجبات والحقوق.
6- التحدي الاكبر ذاتي، مرتبط بالرجل والمرأة على حد سواء، من أهمية تطوير ذاتها، وأهمية وعيها بالحقوق والمسؤوليات، حتى تكون هناك بصيرة طالما وجدناها مفقودة في مجتمعاتنا في عصر الحديث، لنفهم اهمية محور الاسرة والمدرسة والمجتمع وايضا الزوج والزوجة من مناهج تربوية تعليمية اخلاقية علمية. ان تمتين كيان الأسرة وتعزيز العلاقة الزوج وتعليم وارشاد وتربية الابناء يدخل في هذه الاهمية، دون ذلك فاننا لا نجد انطلاقا حقيقيا للمرأة، مع رؤية صائبة باختيار الوسائل التطويرية بما يناسب الوقت والثقافة ان كانت متزوجة اومازالت عند اهلها اوحرة مطلقة في عصر ثورة المعلومات كيما تضمن لها موازنتها بين مهامها المختلفة في ظل التحديات المذكورة، لنتساءل السؤال التالي من هو شريك الحياة هذا، لانه سيكون مهم في تعزيز الوعي من عدمه ان كان امراة او رجلا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المرأة في العمل السياسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة في العمل السياسي    المرأة في العمل السياسي Emptyالجمعة 13 نوفمبر 2015, 10:11 am

تعتبر قضية المرأة اليوم، من أهم القضايا التي يناقشها العلم والعالم، فبعد أن كانت حقوقها تختلس، وروحها توأد، جاء الإسلام لينقذها من عتمة الجهل والاستبداد وليعيد لها الاعتبار من جديد كي تشارك بدورها في بناء الدولة الإسلامية الجامعة، إذ إن بناءها يستلزم نهضة الجميع والمرأة خصوصا، لكونها هي التي تربي الأجيال جيلا فجيلا" الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق"، إلا أنها وبعد أن حررها الإسلام تعرضت لانحطاط نتج عن انحطاط المجتمع لعوامل منها:
العامل السياسي: ويتمثل في الانحراف التاريخي الأخطر لتحول الخلافة إلى ملك جبري عاض ولسبب ثاني زاد الانحراف خطورة وهو الاستعمار الغربي لمعظم البلدان الإسلامية.
العامل العلمي: انتشار الكساد العلمي وعلماء البلاط في زمن الملك الوراثي العاض.
غير أن المرأة المتنورة استطاعت أن تقذف بكل هذه المعيقات وراءها، وتتحدى واقعها المرير لتستعيد مكانتها السامية في المجتمع، معتمدة في هذا على الفقه التجديدي التنويري التي تتجلى ركائزه في الآتي:
التنوير القلبي: تجديد الإيمان عند المرأة المسلمة وطلب الكمال القلبي.
التنوير العقلي: طلب العلم من المهد إلى اللحد والتجمل بالمعارف الحسنة لمحاربة العلم الغير النافع بها.
التنوير الخلقي العملي: التحلي بالأخلاق والصفات الإيمانية الحميدة والحرص على تطبيقها.
- معروفة هي قصص الصحابيات اللواتي قتلن اليهودي، وجاهدن مع خير الأنام في أهول المعارك، وغيرهن ممن دووا الجرحى، وحفظوا القرآن الكريم بقلوبهم قبل عقولهم من عند خير الأنام، هذه أم هشام بنت حارثة بن النعمان تقول: " والله ما أخذت (ق والقرآن المجيد) إلا عن لسان رسول الله صل الله عليه وسلم يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب في الناس"، إنهن والله لخير النساء –رضي الله عنهن-، فكلهن كانت على عواتقهن مسؤوليات ثقيلة أحسن مزاولتها خارج البيت وداخله، دون ميز بينها وبين الرجل، فالله تعالى في مواضع عديدة في القرآن الكريم وجه الخطاب إليهما كافة، كما هو الأمر في سورة التوبة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقام الصلاة و الطاعة المطلقة لله ورسوله الحبيب، إلا أن الإسلام أخص المرأة بوظائف عديدة كالحافظية التي تتجلى في:
حفظ استمرار الجنس البشري، استقرار البيت الأسري، ومقاصد الإسلام الخمسة: " المال، النفس، الدين، الأنساب، والعقل"
وأهم وظيفة للمرأة المسلمة هي الحفاظ على الفطرة وتربية ولد صالح بصحبتها له استنادا إلى حديث المصطفى صل الله عليه وسلم مع الرجل الذي جاء إليه يقول:
يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ:
«أُمُّكَ». قَالَ:
ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:
«ثُمَّ أُمُّكَ». قَالَ:
ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:
«ثُمَّ أُمُّكَ». قَالَ:
ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:
«ثُمَّ أَبُوكَ».
- حديث يدعو إلى التأمل والتحليل، وإعطاء كل كلمة حقها فيه، لأنه حديث عظيم بما فيه من العظمة، لكنه لا يعكس كل وظائف المرأة، فإضافة إلى ما سبق فإن النص القرآني أشرك المرأة بالرجل في كافة الشؤون العامة بالرغم من أن التاريخ العربي أورثها تقليد العرق وانحباس الفكر، والحضارة الغربية أورثتها تفسخ العقيدة وتحلل الأخلاق، لذا يجب المزاوجة بين فقه النص والواقع، من أجل حياة كريمة وراقية في الدنيا قبل الآخرة ولإبراز نفسها كحضور فعال في المجتمع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70217
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 المرأة في العمل السياسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة في العمل السياسي    المرأة في العمل السياسي Emptyالجمعة 13 نوفمبر 2015, 10:13 am

 المرأة في العمل السياسي Saleh_alrazukلم أجد يوما فرقا بين الرجولة والأنوثة. أقله من ناحية الإنتاج أومن ناحية المعنى.
ولكن هناك دائما دورات اجتماعية تغير نظرتنا لمسيرة الحضارة.
لقد حملت المرأة والرجل أعيبء الحياة ولكن بمنظور تخصصي.
في بواكير القرن الماضي كان دور المرأة يركز على بناء الداخل.. من الناحيتين العضلية والذهنية. فالمرأة عاملة ضمن أسوار بيت العائلة. ذلك حينما كان البيت هوالمدينة المصغرة بالنسبة للمجتمع. أوأنه المؤسسة التي تنتج المجتمع ذاته.
ولا أعتقد أن توزيع الأدوار مشكلة. فالخطأ في تحديد نقطة الارتباط بنظام الإنتاج يشمل الجنسين.. المذكر والمؤنث.
وتحديد إقامة المرأة في البيت قضية إجتماعية. وهذا يعني أنها تدخل في مجال المتحرك في الذهن وليس في مجال العنصر الثابت.
ولووسعنا النطاق سوف نلاحظ أن الغبن الذي لحق بالمرأة لم يكن وحيدا من نوعه. غير الإنحياز في المعاملة بين الأجناس يوجد انحياز في نظرتنا للأعراق والطبقات.
فالعامل الكادح الذي يسخره رب العمل ويستنزف طاقاته هونتيجة قراءة منحازة للنظام.
وإذا كان هذا الخطأ أصليا. بمعنى أنه متوارث بسبب وضع وجودي مسبق. من يملك يحكم ومن لا يملك يعمل فهذا قانون اجتماعي لا يفرق بين النساء والرجال.
إن هذه القسمة غير العادلة تبدولي رمزية وتعكس وضعية وجودية لا يتحمل أحد أوزارها.
فقد وصلت زنوبيا ملكة تدمر للعرش وقادت حملات غزووتوسع شملت دولة البطالمة في مصر. ولا يزال التاج في عرش بريطانيا على رأس امرأة.
ولوعدنا بأدراجنا لفجر الحداثة. نلاحظ أن نسبة النساء المشاركات في الإنقلاب على قانون الأفكار الكلاسيكي بلغت أكثر من الثلث وأحيانا النصف.
فقد تقاسمت نازك الملائكة ثورة الشعر الحر مع السياب والبياتي. وأثرت غادة السمان بجيل من المحدثين في القصة وكانت اقرب لتذكير المؤنث من زملائها فرسان وأبطال حداثة الستينات ومنهم جورج سالم ووليد إخلاصي.
لقد حملت في أسلوبها كل عنف ودموية ورعب أسلوب فوكنر. وكانت ساخطة ومتبرمة بمستويات غير مسبوقة. وكأنها بودلير القصة العربية. لم ينقص من مخيلة غادة السمان ولوشرط واحد من شروط الرومنسية السوداء التي تتغنى بالنفس الأمارة بالسوء. التي تهدم أكثر مما تبني. والتي لا تكف لحظة واحة عن كيل أعتى وأقسى الاتهامات ضد ما هوانجراحي ومكشوف في الثقافة وعالم الأفكار.
بينما التزم فرسا الرهان الآخران سالم وإخلاصي بحدود التهذيب التي كانت سائدة في الصالونات المخملية ودور العبادة. فجورج سالم لم يبتعد عن عقدة الذنب المسيحية التي تنظر للواقع وكأنه ذنب نحمله على أكتافنا ولا بد من تطهير أنفسنا منه. وبالمقابل كان وليد إخلاصي يتأمل الحدس البشري بصيغة المفرد ويدين الذات الضعيفة وهي تصارع أسباب شقائها الخاص.
وفي كل الحالات كان تأثير غادة السمان المرأة فوريا ومباشرا بالمقارنة مع بطء امتداد وتأثير أبناء جيلها من الرجال.
أعتقد أن الاحتفال بيوم المرأة العالمي اختراع ذكوري. إنه حصيلة رواقية الذهن المذكر.
فنحن نحتفل بالمرأة العاملة في يوم عيد العمال. ونحتفل بالمرأة المربية في عيد الأم وعيد المعلم. وبالمرأة المقاتلة في عيد تأسيس الجيش الوطني وهكذا دواليك...
ولا حاجة هنا للتذكير أن تاء التأنيث غير موجودة في لغات كثيرة. وأن المذكر والمؤنث ليس لهما وضعية خاصة في تركيب نحوالجملة ولكن في البلاغة فقط.
وأرى أن بيير داكو(عالم النفس الفرنسي) على حق. هناك نساء مسترجلات ولا تحملن صفات الأنوثة. وكان فرويد يشير لهن بإسم المرأة القضيبية وأحيانا بإسم الأم الشريرة.
وهناك ايضا رجال مستأنسون ليس لهم صفات الجنس المذكر. وغالبا يعيشون في نطاق من الإسرارية والإذعان.
وختاما إن تكريم أي جزء من المجتمع هوتكريم للمجتمع كله. ولذلك لا بأس أن نحتفل بعيد المراة كما نحتفل بعيد الشجرة.
كلاهما له ظل وارف. وكلاهما كائن مثمر..
 

صالح الرزوق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المرأة في العمل السياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفرق بين الثقافة السياسية والفهم السياسي والعقل السياسي
»  الإسلام السياسي والكفر السياسي
» أثر الرياء على العمل
» قانون العمل
» ما العمل؟ جمانة غنيمات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: