منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 استراتيجية كتائب القسام القتالية: معركة العصف المأكول 2014

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

استراتيجية كتائب القسام القتالية: معركة العصف المأكول 2014 Empty
مُساهمةموضوع: استراتيجية كتائب القسام القتالية: معركة العصف المأكول 2014   استراتيجية كتائب القسام القتالية: معركة العصف المأكول 2014 Emptyالجمعة 20 نوفمبر 2015, 6:19 am

استراتيجية كتائب القسام القتالية: معركة العصف المأكول 2014

 
استراتيجية كتائب القسام القتالية: معركة العصف المأكول 2014 E44FC221B
حرب العصف المأكول

المجد – خاص

كشفت ورقة عمل أعدها الباحث وسام جودة المختص في الشئون الاستراتيجية عن وجود اختلاف كبير في استراتيجية كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس خلال معركة العصف المأكول التي جرت العام الماضي 2014.

وتشير الدراسة التي وصلت نسخة منها لموقع "المجد الأمني" ‘إلى استخدام كتائب القسام استراتيجيات عسكرية معتمدة على منظومات قتالية استطاعت من خلالها السيطرة والصمود وتكبيد الجيش الصهيوني الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.

ولفتت الدراسة إلى كتائب القسام أسقطت استراتيجيات الجيش الذي لا يقهر من خلال هزيمته في استخباراته في عدد من المواقف والتي غيرت من طبيعة النظر إلى قوة الردع الصهيونية، وأصبح من الممكن التخطيط لهزيمته من خلال الإعداد والتدريب الجيد، والاعتماد على استراتيجيات غير تقليدية وفتح خطوط إمداد ومواجهة على جميع الجبهات المحيطة بالكيان.

مقدمة:

الاستراتيجية كلمة لها مدلولاتها العسكرية، وقد حرصت كتائب الشهيد عز الدين القسام على تبني استراتيجية تمّ إعدادها بشكل مدروس ومنظم لإدارة الصراع مع العدو الصهيوني وذلك من خلال منظوماتها القتالية والتي بانت جلياً في أثناء خوضها معركة العصف المأكول في تموز/ يوليو 2014، والتي امتدت على مدار أكثر من خمسين يوماً استخدمت خلالها المنظومات القتالية والتي كان لها أثر مهم في تكبيد العدو خسائر كبيرة على المستويين البشري والمادي، وشكلت متغيراً يستحق التوقف حول مفهوم الصراع مع الاحتلال الصهيوني.

وتكمن أهمية الدراسة في تبيان الاستراتيجيات العسكرية التي استخدمتها قوى المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام في أثناء معركة العصف المأكول والتي كان لها الأثر الكبير في تغيير وجهات النظر للجيش الذي لطالما كنا نعتقد أنه لا يهزم ولا يمكن التأثير في قوته.

المبحث الأول: التطور الاستراتيجي لكتائب القسام

أولاً: التطور التنظيمي لكتائب القسام:

إنه لمن الصعب الحديث عن الهيكل التنظيمي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، فلم تُصدر الحركة أي بيانات منشورة تتحدث عن الهيكل التنظيمي أو الإداري للحركة، كما أن قادة الحركة دائماً يرفضون الكلام عن الهيكل التنظيمي للحركة، وتفاصيله وفى هذا يقول الشيخ أحمد ياسين : "إن حركة حماس علنية سرية وحركة مجاهدة لا يمكن أن تكشف للناس كل أوراقها، فما هو مفهوم للناس فهو علني، وما هو غير مفهوم للناس فهو سري، ليس عندي استعداد أن أقول لك ما هي سياستي، وما هو نظامي الداخلي، لكنني أعمل بالشورى والنظام الصحيح والتعاوني، نحن حركة جهادية لها أعداء يتربصون بها لا يمكن أن تكشف كل أوراقها لهؤلاء الأعداء، نكشف جزء ونخبئ الباقي" .

 إن هدف العمل العسكري بالنسبة لحركة حماس هو تحرير فلسطين وأي عمل سياسي هو رديف ومكمل للعمل العسكري لأن العمل العسكري "استراتيجية ثابتة والتغير هو في الأدوات والتوقيت".

وقد دخلت الحركة طوراً جديداً منذ الإعلان عن تأسيس جناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام، في نهاية سنة 1991، وقد أخذت نشاطات الجهاز الجديد منحى متصاعداً ضدّ جنود الاحتلال ومستوطنيه، وفي كانون الأول/ ديسمبر 1992 نفذ مقاتلو الحركة عملية أسر الجندي نسيم توليدانو، فكانت النقلة النوعية المهمة والرئيسية في عمل حماس، حيث قامت تلك الكتائب بسلسلة من العمليات، وفي منحى آخر أخذ الجهاز العسكري لحركة حماس في التطور واستخدام المواد اللازمة للتفجيرات، فتمت تفجيرات أكثر عنفاً في قلب الدولة الإسرائيلية ضدّ حافلات جنود ومستوطنين، وهذه التفجيرات والعمليات أربكت الوضع الداخلي الصهيوني .

وتتمتع كتائب القسام اليوم بهيكل هرمي ومستوى تدريب جيد وتشكيلات عسكرية وتخصصات متنوعة حيث تتكون كتائب القسام من ستة ألوية، واللواء في العادة يتكون من خمسة آلاف مقاتل تقريباً، ويضم أربع إلى خمس كتائب. ويقدر عدد عناصر القسام بثلاثين ألف مقاتل، يتوزعون على العديد من الوحدات والكتائب التي تنتشر في قطاع غزة حيث لكل وحدة مهام معينة مناطة بها ومواقع معينة تعمل انطلاقاً منها .

ثانياً: تطور التسليح لكتائب القسام:

أبدعت المقاومة الفلسطينية في تسليح ذاتها من الأمور البدائية، من الحجر والسكين إلى العبوات والعمليات الاستشهادية وصناعة الصواريخ بكافة أنواعها والتي أصبحت تمس "دولة الكيان"، وهي الآن تصل في مداها إلى160 كم. وحتى هذه اللحظة تقوم حماس بتطوير أسلحتها وجهازها العسكري لتصل صواريخها إلى العمق الصهيوني، وهذا ما يجعلنا نقول إن لدى حركة حماس من الوعي السياسي والعسكري ما يمكنها من معرفة ما الذي تريده، والذي يخدم أولاً وقبل كل شيء "هدف التحرير" .

بدأ جهاد كتائب القسام العسكري باستخدام الحجر، ثم السكين، ثم المسدس والبندقية، حتى إنها صنعت رشاشاً بأيدي أبنائها صناعة محلية، وتطور سلاحها إلى العبوات الناسفة، مثل عبوة شواظ وصنعت عدة إصدارات، منها شواظ 1، و2، و3، و4، والعمليات الاستشهادية التي استخدمت فيها الأحزمة الناسفة والقنابل والمتفجرات ذات التفجير عن بعد. واشتهرت كتائب القسام حديثاً بصاروخ القسام، وهو السلاح الأبرز المستخدم في نشاطها العسكري في فلسطين، ويتركز في غزة، وطورت صواريخها المحلية لتصبح أطول مدى، مثل صاروخ أم 75 أوM75، وقد سمته بحرف الميم تيمناً بالقائد إبراهيم المقادمة ومداه 75 كم، ثم تبعه في 2014 ظهور صاروخ جي 80 أوJ80، الذي سمي بحرف الجيم تيمناً بالشهيد أحمد الجعبري ومداه 80 كم، وصاروخ آر 160 أو R160 الذي سمي بحرف الراء تيمناً بالقائد الرنتيسي ويبلغ من المدى 160 كم، وصاروخ سجيل 55 الذي يبلغ من المدى 55 كم. وتمتلك كتائب القسام مجموعة متنوعة من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع، مثل صاروخ كورنيت، وصاروخ كونكورس، وصاروخ فونيكس (النسخة الكورية الشمالية لصاروخ فاغوت)، وصاروخ ساغر، وكذلك تمتلك صواريخ مضادة للطائرات، مثل صاروخ سام–7، وكتائب القسام أعلنت يوم الإثنين 14/7/2014 رسمياً عن طائرة أبابيل واحد، وهي أول طائرة بدون طيار فلسطينية من صناعتها الخاصة .

ثالثاً: أبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام:

كتائب الشهيد عز الدين القسام هي الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وهي تنظيم سري يعتمد في تشكيلاته العسكرية ووحداته على السرية التامة في تكوينه التنظيمي، وعلى صعيد القادة فإن قادته يتمتعون بالسرية التامة ودائماً ما يكونون هدف لعمليات الاغتيال في حال تمّ اكتشاف أماكن تواجدهم مباشرة، وهذا ما يجعلهم يتخفون ولا يظهرون مطلقاً. ومن أبرز قادة كتائب القسام الشهداء: عماد عقل، ويحيى عياش، وإبراهيم المقادمة، وصلاح شحادة، وأحمد الجعبري، وعدنان الغول، وما زال محمد ضيف هو القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام.

المبحث الثاني: معركة العصف المأكول ونتائجها

أولاً: تمهيد:

عاش قطاع غزة على مدار ثماني سنوات حصاراً مطبقاً، وخلال تلك السنوات تعرض لحربين؛ أولاهما في سنة 2008 والثانية في سنة 2012، وكان للحربين تداعياتهما الاقتصادية والاجتماعية نتيجة ضراوة الهجمة، والتي أسفرت عن استشهاد آلاف المدنيين وهدم آلاف البيوت والمنشآت، ولكن فصول تلك الهجمات لم تنتهي؛ فقد شنّ الجيش الصهيوني حرباً جديدة في 8/7/2014، وذلك بذريعة خطف ثلاثة من جنوده في الضفة الغربية، فرد مستوطنون بقتل الطفل الفلسطيني محمد خضير حرقاً، الأمر الذي أجج حالة التوتر والغضب لدى فصائل المقاومة. وعلى مدار الأيام التي سبقت هذه الحادثة كانت جميع الشواهد تؤكد احتمالية قيام الجيش الصهيوني بالعدوان على قطاع غزة نتيجة الوضع السياسي الموجود في المنطقة سواء على الصعيد الداخلي أم الوضع الإقليمي، حيث إنها استمرت لأكثر من خمسين يوماً استخدمت فيها "دولة الاحتلال" كل قوتها العسكرية وأسلحتها المتنوعة والمختلفة، ولكن هذه الحرب اختلفت عن سابقاتها؛ فقد كان للمقاومة فيها الكلمة العليا حيث أنتجت الحرب نظريات ومعالم جديدة، ورسمت منظومات ومفاهيم جديدة حول الصراع الفلسطيني الصهيوني.

ثانياً: أبرز عمليات كتائب القسام في المعركة:

نفذت المقاومة الفلسطينية وخاصة كتائب الشهيد عز الدين القسام عدداً كبيراً من العمليات العسكرية التي فاجأت الجيش الصهيوني بشكل أجبره على الاعتراف بقوة المقاومة، وقد كبدته العمليات العسكرية خسائر كبيرة بين قتيل ومصاب ومفقود وذلك وفق إحصائياته التي أعلن عنها. ومن أهم العمليات التي نفذتها كتائب القسام:

1. عملية بوابة إسناد صوفا: تقع شرق مدينة رفح، وفي تفاصيل العملية استطاعت مجموعة قتالية من النخبة التابعة لكتائب القسام تنفيذ عملية إنزال عبر أحد الأنفاق الاستراتيجية خلف خطوط الجيش الصهيوني لتنفيذ عملية استخباراتية؛ وهي تدمير منظومة استخبارات الجيش حيث تمّ تنفيذ العملية وعند الانسحاب تمّ اكتشاف أمرهم مما أدى إلى تدخل الطيران وقصف عين النفق، لكن لم يصب أحد من أفراد المجموعة. وعند اقتراب الجنود لعين النفق تمّ تفجير النفق بهم حيث تمّ تفخيخه سابقاً مما أدى إلى مقتل جندي وجرح آخرين .

2. عملية نحال عوز: تقع شرق الشجاعية، وفي تفاصيل العملية أن إحدى وحدات القسام القتالية من النخبة نفذت عملية إنزال خلف خطوط الجيش الصهيونية، وتوجهت نحو موقع نحال عوز العسكري وقد استطاعت الوحدة من اقتحام الموقع وقتل كل من فيه وعددهم عشر جنود، ومحاولة اختطاف أحد الجنود، وقد تمّ عرض فيديو للعملية على جميع وسائل الإعلام، وقد عادت الوحدة إلى قواعدها بسلام.

3. عملية أبو مطيبق: تقع شرق مخيم المغازي، وفي تفاصيل العملية أن إحدى وحدات القسام المختارة وعديدها 12 مقاتلاً، نفذت عملية إنزال خلف خطوط الجيش الصهيوني إلى موقع أبو مطيبق العسكري عبر أحد الأنفاق وتوزعت إلى أربعة كمائن، وفور وصول إحدى دوريات الجيش المكونة من أربعة جيبات عسكرية قامت بمهاجمتها، وتمكنت من إبادة ثلاثة جيبات، وأجهزت على كل من كان بداخلها من مسافة صفر، فيما فرّ الجيب الرابع من المنطقة مذعوراً بعد الاشتباك معه، وقد قتل ستة من جنود الدورية وأصيب عدد آخر بجراح، وغنمت اثنتين من بنادق الجنود من طراز أم 16 أو M16، وقد عاد الأحد عشر مقاتلاً إلى قواعدهم، فيما ارتقى أحد المقاتلين شهيداً خلال الاشتباكات .

4. عملية اقتحام موقع إيريز: استطاعت مجموعة قتالية من النخبة التابعة لكتائب القسام وعددها 12 مقاتلاً، من تنفيذ عملية إنزال عبر أحد الأنفاق خلف خطوط الجيش الصهيوني، ووزعوا إلى مجموعتين، وقد تمكنت من استهداف دورية عسكرية للجيش مكونة من جيبين للقيادة بقذائف الـ آر بي جي أو RBG، وقد أدى الاشتباك إلى تدميرهما بالكامل، قبل تدخل الطيران الحربي الصهيوني، وقتل عشرة أفراد من المجموعة فيما عاد اثنان إلى قاعدتهما؛ وقد قتل ضابط برتبة مقدم وثلاثة من الجنود .

5. عملية التفاح: تقع شرق حي التفاح، وقد أعدت كتائب القسام كميناً طينياً لتعطيل حركة ناقلة جند متوغلة، وبعد توقفها وخروج الجنود منها قام مقاتلوها باستهداف ناقلة الجند التي جاءت لنجدتها بعبوة أرضية وصاروخ موجه وفتح النار على باقي الجنود الهاربين. وقد تسبب التفجير بمقتل جميع الجنود الذين تواجدوا داخل الناقلة الثانية وعددهم ستة، بينما تمّ اختطاف الجندي السابع.

وكشفت كتائب القسام أنها تمكنت من أسر الجندي الصهيوني شاؤول آرون صاحب الرقم 6092065، وذلك خلال عملية حي التفاح إلى جانب إعلانها أن مقاتليها قتلوا 14 جندياً وأصابوا أكثر من 50 آخرين خلالها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

استراتيجية كتائب القسام القتالية: معركة العصف المأكول 2014 Empty
مُساهمةموضوع: رد: استراتيجية كتائب القسام القتالية: معركة العصف المأكول 2014   استراتيجية كتائب القسام القتالية: معركة العصف المأكول 2014 Emptyالجمعة 20 نوفمبر 2015, 6:20 am

الحرب النفسية بين العصف المأكول والجرف الصامد

 
استراتيجية كتائب القسام القتالية: معركة العصف المأكول 2014 DCD6CD4B2





المجد – خاص

أبرز العدوان الأخير على غزة الدور الهام الذي تلعبه الحرب النفسية بأنشطتها المختلفة في توجيه مسار المعارك، وقد سخر العدو الصهيوني كافة إمكاناته المادية والبشرية والإعلامية وجند كل أدواته في محاولة التأثير على الرأي العام وضرب الجبهة الداخلية في قطاع غزة.

المقاومة الفلسطينية لم تتصد لهذه الحرب المحمومة وحسب بل نقلت معارك الحربة النفسية إلى عقر دار العدو، ولقنته دروسا هامة في المصداقية، وجعلت منه أضحوكة أثناء محاولاته الخائبة للتغطية على خسائره، فبات يترقب انتظار المفاجئات التي أفقدته صوابه.

موقع (المجد الأمني) يرصد أهم محطات الحرب النفسية في دراسة مقارنة بين العصف المأكول والجرف الصامد.

أولاً: التسمية

الجرف الصامد: يحرص جيش الاحتلال على إطلاق تسميات معينة على حروبه وعملياته العسكرية، وهذه التسميات تتوخى في الغالب رفع معنويات المقاتلين وهز معنويات الطرف الآخر وإظهار عدالة الحرب وتبريرها، وعادة ما تكون الأسماء ذات ارتباط وثيق بمناسبة دينية أو معنى توارتي.

وإذ حللنا الاسم الذي اختاره العدو وتمعنا في ظلاله وإيحاءاته خاصة بالعبرية والعربية، فسنجد أنه قد خالفه التوفيق والسداد، فلا حافز فيه على الهجوم والاقتحام وتحقيق الانتصار، كما أن ظلال مصطلح الجرف توحي ابتداء بمعاني الانجراف والسقوط وليس الصمود.

وكذلك فإن كلمة الجرف في القرآن الكريم قد جاءت في سياق الانهيار والتداعي وليس الثبات والصمود وذلك في  قوله تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

العصف المأكول: كانت التسمية امتداد لحرب 2012 معركة حجارة السجيل التي تميزت بالصواريخ التي طالت تل الربيع المحتلة وتجلت فيها روح الانتصار، واُقتبس الاسم وما يحمله من عبقرية وسر من السورة ذاتها – سورة الفيل – مع فارق أن الحرب السابقة ركزت على الأداة والسلاح (حجارة السجيل) كما لو كانت ستكتفي بوصول الصواريخ إلى تل الربيع المحتلة والقدس ولا يهمها تمريغ أنف العدو، بينما معركة العصف المأكول كانت معنية بما تفعله من إثخان في العدو وجنوده.

إن استحضار قصة أصحاب الفيل ومفردات السورة الكريمة: (حجارة السجيل، والطير الأبابيل والعصف المأكول) في عناوين المعركة وأسماء الأسلحة كان له أثر معنوي عظيم في نفسيات المجاهدين والشعب الفلسطيني خاصة والأمة الإسلامية عامة، والتي يحفظ صغارها وكبارها عن ظهر قلب سورة الفيل، يعرفون جميعاً ما جرى لجيش أبرهة المعتدي على الأرض المقدسة فيها.

ثانياً: المفاجآت

تعودت دولة الاحتلال أن تكون هي صحابة الصدمة والضربة الأولى في كافة حروبها، ولكن الوضع هذه المرة كان مختلفاً ولعل تسلسل الأحداث بعد خطف المستوطنين الثلاثة، واستشعار المقاومة بما يدور في الأفق بناءً على وقائع وتحليلات، أعطى مؤشراً هاماً ومكن الحركة من الأخذ بوسائل الحيطة والحذر تجنباً لغدر ومباغتة العدو.

تميزت معركة العصف المأكول بتطبيق شعار (نغزوهم ولا يخزونا)، هذا الشعار الذي سخر من البعض، والذي استطاعت المقاومة أن تطبقه واقعاً على الأرض بعد أن نجحت في تضليل العدو.

زكيم والإنزال البحري: شكل اقتحام تلك القاعدة العسكرية البحرية ومهاجمة الجنود فيها عبر الضفادع البشرية مفاجأة أفقدت العدو صوابه وبعثت النشوة والاعتزاز لدى الجمهور الفلسطيني.

الإنزال خلف خطوط العدو: وذلك باستخدام الأنفاق للوصول إلى معسكرات العدو، ونصب الكمائن لقادته وجنوده، وتكرار ذلك مرات ومرات، والعودة بسلام أو بخسائر محدودة، وتصوير بعض العمليات، وما يفعله ذلك في معنويات المستوطنين الذين غادر أكثرهم مستوطنات غلاف غزة، ولأول مرة يتم إخلاء مناطق شاسعة في الأراضي المحتلة عام 48 من ساكنيها.

الصواريخ وشبكات الأنفاق: إن استمرار هطول الصواريخ على المدن المحتلة ووصولها إلى مديات غير مسبوقة بضرب حيفا واستمرار ضرب تل الربيع المحتلة طوال الحرب كان مؤشراً هاما للمجتمع الصهيوني على عجز قيادته وفشلها في تحقيق أهدافها، كما أن شبكات الأنفاق وامتدادها شكل واحدة من أبلغ المفاجآت الصاعقة التي وجهت ضربة قاسية للمنظمة الأمنية الصهيونية.

أسر الجنود: كان لإعلان المقاومة أسر شاؤول آرون عقب معركة الشجاعية مفعول السحر، فبينما نفى العدو وتجاهل الأمر في البداية، ثم ادعى أنه يفحص ما جرى، ثم اضطر إلى الإعلان أن الجندي المفقود معدود في القتلى ليستفز المقاومة للإعلان عن مصيره. هذا التخبط زعزع ثقة المجتمع الصهيوني بجيشه الذي لا يقهر، ورفع أسهم المقاومة في عنان السماء، وجعل رصيدها في المصداقية عالياً، وزاد من التفاف الجماهير حولها التي أعطتها الثقة والدعم اللامحدود.

الصناعات العسكرية: كان مصلح صناعاتنا العسكرية الفلسطيني مبعث فخر وعزة لدى الفلسطينيين، أبرزت دور الإدارة والتصميم في صناعة المعجزات وتحدي الحصار، فمن الصواريخ متعددة المدى، إلى البندقية القناصة غول، إلى الطائرة بدون طيار أبابيل بأنواعها الثلاثة، إلى ربع مليون قنبلة يدوية.

التصنيع أثناء الحرب: إن استمرار التصنيع أثناء حرب العصف المأكول وتصويره ونشره على وسائل الإعلام كان بمثابة الصاعقة لقادة الاحتلال وأجهزته الاستخبارية، وكان بمثابة تحدي لقادة دولة الاحتلال وكشف زيفهم في تحقيق أهدافهم، وهي القضاء على صواريخ المقاومة.

الإعلان المسبق عن قصف تل الربيع المحتلة: شكل إعلان المقاومة نيتها قصف تل الربيع المحتلة في ساعة محددة ودعوته وسائل الإعلام إلى الترقب والتصوير مفاجئة من المعيار الثقيل، التحدي كان صارخاً للمحتل الذي تغطي طائراته سماء غزة بقدرة المقاومة على فرض معادلة الرعب وشلل الحياة ودفع الصهاينة إلى الملاجئ، وبذلك أجادت المقاومة توظيف الإعلام في الحرب النفسية لحدث معتاد تكرر وقوعه أثناء الحرب.

استهداف مطار اللد "بن غوريون": الشلل وحالة الإرباك التي أصابت مطار "بن غوريون" حتى اضطرت العديد من شركات الطيران العالمية لوقف رحلاتها لأيام عديدة، حدث يصيب دول الكيان للمرة الأولى منذ إنشائها وما حققته المقاومة بهذا الصدد عجزت عن تحقيقه كافة الجيوش العربية، المقاومة وظفت الحرب النفسية جيداً ونشرت لوسائل الإعلام بياناً يحذر فيه شركات الطيران من استخدام المطار وأعطى وقتاً زمنياً محدداً لبدء سريان الأمر وتنفيذه مما زاد من حالة الهلع والتخبط والإرباك.

النقطة صفر: تكرر في بيانات المقاومة الحديث عن قال جنود الاحتلال من  النقطة صفر، بمعنى أن القتال كان وجهاً لوجه، الأمر الذي يبرز شجاعة المقاومين وإقدامهم بالمقارنة مع جنود العدو، وقد أعطى المقاومون للصفر قيمة تساوي أضعاف ما يساويه أو يؤدي إليه حتى ولو كان إلى جهة اليمين.

واللافت كذلك أن المقاومين الذين استطاعوا التسلل للمستوطنات، كانوا يتركون الأهداف المدنية انتظاراً لحضور الجنود، وهذا السلوك يمثل من يرى أنه يمثل المستقبل وأنه صاحب رسالة وامتداد حضارة، ولذلك فهو يتحرج حتى مما تتيحه له الشرائع الأرضية قبل السماوية من مقاومة مغتصبي أرضه ولو لم يرتدوا لباس الحرب، ذلك أنه حريص على صورته من أي خدش أو تشويه، أما السلوك الصهيوني فهو سلوك المنتحر المندحر ولا يهمه ما يقال عنه أو بعده.

ثالثاً: المصداقية

إن الزمن الذي كان فيه العرب والفلسطينيون يبحثون عن أخبارهم في وسائل الإعلام الأجنبية كإذاعة مونتي كارلو والبي بي سي، وحتى إذاعة الاحتلال، قد ولى إلى غير رجعة، وهنا فإن مصادر المقاومة ووسائل إعلامها قد أضحت موضع الثقة والاحترام من شعبها وأمتها، لا بل إن المحتلين أنفسهم قد أصبحوا يثقون بالناطقين الفلسطينيين أكثر من  ثقتهم بمسؤوليهم، وهو ما اتضح عندما رفض الكثيرون من سكان مستوطنات (غلاف غزة) العودة عندما طلبت منهم قيادتهم ذلك، ولم يعودوا إلا بعدما سمحت لهم المقاومة بذلك بعد سريان التهدئة.

 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
استراتيجية كتائب القسام القتالية: معركة العصف المأكول 2014
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول) 9/3/2014
» "القسام" يطلق "العصف المأكول" ضد "الجرف الصامد (فيديو) 
» مشعل: معركة العصف المأكول محطة على طريق التحرير
»  معركة الشجاعية 2014 عمليات القسام في حرب غزة 2014
»  حماس بين العصف المأكول وطوفان الأقصى ماردٌ يتمطى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: