منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Empty
مُساهمةموضوع: التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته   التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Emptyالسبت 21 نوفمبر 2015, 10:36 am

التطبيع 
عادل الراجحي


http://www.almoslim.net/documents/altatbee3.pdf
المرفقاتالتطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Attachmentaltatbee3.pdf التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Icon_delete[size=15](312 Ko) عدد مرات التنزيل 0

[/size]


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في السبت 27 نوفمبر 2021, 5:57 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته   التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Emptyالإثنين 22 أغسطس 2016, 6:36 am

ما الذي يحبط نتنياهو بعلاقته مع الحكام العرب؟
20/08/2016


التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Thumbnail.php?file=______2_232693299

 
المستقبل العربي
أجمع معلقون إسرائيليون التقوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا، على أنه يشعر بالإحباط لعجزه عن الكشف عن تفاصيل تدلل على نجاحه في إرساء "تحالفات وثيقة" مع دول عربية، بعضها لا يرتبط بعلاقات سلام مع إسرائيل.
وقال أمير تيفون، معلق الشؤون السياسية في موقع "واللا" الإخباري، إن مصدر "إحباط" نتنياهو يكمن في أنه لا يستطيع الكشف عن مظاهر ومراحل تطور التحالف مع الدول العربية، ما يجعله غير قادر على توظيفها في تحسين مكانته السياسية الداخلية.
وفي مقال نشره الموقع صباح اليوم، قال تيفون: "يرغب نتنياهو في نشر الصور التي توثق لقاءاته السرية مع زعماء عرب أو الكشف عن بعض التفاصيل التي تعكس مظاهر التعاون العملي في المجال الأمني مع العالم العربي، لكنه غير قادر على ذلك لأن الطرف العربي يفضل التواصل في ظل السرية خشية إثارة الرأي العام العربي".
وضرب تيفون مثالا لافتا على ذلك، مشيرا إلى أن وفد الشخصيات السعودية بقيادة أنور عشقي، الذي زار إسرائيل مؤخرا بحث مع المسؤولين الإسرائيليين تحديات مشتركة لكل من السعودية وإسرائيل في القرن الأفريقي، "لكن السعوديين حرصوا على وضع إطار رسمي يتمثل في زيارة مناطق السلطة الفلسطينية" للتغطية على الأهداف الرئيسة للزيارة.
وأضاف تيفون: "الحكام العرب الذين يتواصلون مع نتنياهو يطلبون منه إبداء أي خطوة ولو رمزية تجاه الفلسطينيين، من أجل السماح بإخراج علاقتهم معه للعلن، لكنه يخشى غضب بنات (وزير التعليم) وليبرمان (وزير الخارجية) حيث إنه يقدس تحالفه معهما".
وكشف تيفون النقاب عن أن نتنياهو يخشى حتى أن يمرر مشروع قرار في حكومته يقضي بمنح الفلسطينيين تسهيلات اقتصادية في الضفة الغربية، خشية ردة فعل شركائه في الائتلاف الحاكم.
من ناحيته، قال أودي سيغل، معلق الشؤون السياسية في قناة التلفزة الثانية، والذي كان من ضمن الذين حضروا لقاءات "الخلفية" التي عقدها نتنياهو مع كبار المعلقين الإسرائيليين، إن نتنياهو يريد أن يقول، من خلال الحديث العام عن تعاظم الشراكة والتحالف مع العالم العربي للرأي العام الإسرائيلي، أنه بالإمكان تطبيق أيديولوجية اليمين التي تقوم على الاحتفاظ بكل الأراضي الفلسطينية ومواصلة المشاريع الاستيطانية؛ وفي الوقت ذاته بناء تحالفات مع الدول العربية.
وخلال مشاركته في برنامج "ستوديو الجمعة" الذي بثته القناة الليلة الماضية، فقد نوه سيغل إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو "النموذج" الأكثر تفضيلا بالنسبة لنتنياهو لأنه منحه الكثير من المؤشرات على تعاظم مستوى العلاقة مع مصر، مشيرا إلى أن نتنياهو ترك لوزرائه مهمة توظيف خطوات السيسي في التدليل على "التحول الإيجابي على البيئة الإقليمية لإسرائيل في عهد نتنياهو".
وضرب سيغل مثالا على هذا التوجه بكشف وزير الطاقة يوفال شطاينتس، قبل عدة أشهر، النقاب عن أن السيسي أمر بتدمير الأنفاق بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية بناء على طلب إسرائيل من أجل ضمان عدم وصول السلاح إلى حركة حماس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته   التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Emptyالسبت 13 نوفمبر 2021, 9:40 pm

ورقة علمية: مسار التطبيع بين المملكة المغربية و”إسرائيل“ …

 د. إلهام جبر شمالي

تتناول هذه الورقة التطبيع بين المملكة المغربية و”إسرائيل”، الذي بدأ منذ سنوات عديدة، إذ سعت “إسرائيل” بشكل حثيث لتوطيد علاقاتها مع الدول الإفريقية، واختراق الصف العربي المناصر للقضية الفلسطينية، وأدركت زعزعة مقاليد الحكم في المملكة المغربية، وعملت على استغلال ذلك، ومقايضة علاقة هذه الأنظمة مع الولايات المتحدة عبر “إسرائيل”، لتوفير سبل الدعم العسكري والمالي لها، ومن خلال ذلك تسللت إلى دول المغرب العربي ككل. ومنذ تولي دونالد ترامب Donald Trump مقاليد الحكم في البيت الأبيض للولايات المتحدة الأمريكية، عاد مصطلح التطبيع للتداول بصورة كبيرة، فقد سعى ترامب لإقامة تحالف إقليمي تكون فيه “إسرائيل” رأس الحربة، دون الالتفات لحقوق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وعمل على إعادة علاقات التطبيع بين المملكة المغربية و”إسرائيل” من جديد وبشكل علني.

وتمكنت الإدارة الأمريكية في 10/12/2020، من عقد اتفاق تطبيع كامل للعلاقات الديبلوماسية بين المملكة المغربية و”إسرائيل”؛ لتصبح المغرب رابع دولة عربية، تخطو خطواتها نحو الاصطفاف العربي إلى جانب “إسرائيل”، متناسية دورها في منظمة التعاون الإسلامي، وترؤسها للجنة القدس وحماية المقدسات الإسلامية. ويمكننا من خلال هذه الورقة استعراض ملف التطبيع بين المملكة المغربية و”إسرائيل” كالتالي:

أولاً: التطبيع الديبلوماسي مع المغرب:

سبقت المملكة المغربية الدول العربية في علاقاتها مع “إسرائيل”، حين عملت المنظمات الصهيونية على تهجير يهود المغرب إلى فلسطين مع إقامة “إسرائيل” سنة 1948، لحاجتها للعنصر الديموجرافي، فهاجر 85 ألف يهودي[1] حتى سنة 1956، وكانت المغرب ما تزال تحت الانتداب الفرنسي. ورأى يهود المغرب قيام “إسرائيل” فرصتهم للهجرة، نتيجة لتأييدهم للاستعمار الفرنسي، وخشيتهم على مستقبلهم، بفعل معاداتهم للحركة الوطنية المغربية لهم.[2]

تحسنت أوضاع اليهود مع استقلال المغرب سنة 1956، واعتلى الوزير اليهودي لينون بن زاكي، رأس الهرم الإداري والمجلس الاستشاري للملك محمد الخامس، لكن أمام تدفق الهجرة اليهودية إلى فلسطين، أصدر الملك قراره بمنع هجرتهم، ووضع العقبات أمام المنظمات الصهيونية إلى أن حظرت أنشطتها في المغرب سنة 1959.[3] تلك الاجراءات المغربية جاءت بعد موجة من الانتقادات المصرية والعربية للمغرب في تسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، ومطالبة من جامعة الدول العربية بضرورة إيقافها.[4]

ومع ذلك كثفت الحركة الصهيونية من تهجير يهود المغرب وفق سياسة الانتقاء من الناحية الجسدية والاقتصادية عبر منظمة كاديما Kadima، التي نظمت هجرتهم، وعملت على تأهيل الشباب المغربي للهجرة بمساعدة الوكالة اليهودية The Jewish Agency ولجنة التوزيع المشتركة The Joint Distribution Committee.ا[5] ومن ثم اتفق مكتب الموساد Mossad في المغرب مع الوكالة اليهودية على تهجير اليهود سراً بعد إغلاق مكتب كاديما سنة 1956، وشكلت هيئة سرية بثلاثة فروع في القدس، والدار البيضاء، وباريس، بمساعدة المسجيريت Misgeret؛ لتوصيل المهاجرين سراً إلى معسكرات في جبل طارق، ومرسيليا، ونابولي،[6] وترتب على ذلك الأمر أن أصبحت الدار البيضاء نقطة عمل لمنظمة الموساد في الشمال الإفريقي.

وعلى الرغم من القيود التي وضعتها المغرب، هاجر ما يقارب 25-30 ألف يهودي خلال الفترة 1956-1961 إلى فلسطين، إذ لجأت المنظمات الصهيونية لتهجير اليهود سراً، وبالرشاوي من شاطئ الحسيمة في المغرب، إلى مضيق جبل طارق على الشاطئ الإسباني، وأبحرت سفينة أغوز في 11/1/1961، وعلى متنها 44 يهودي نصفها من الأطفال، ولكنها غرقت بمن فيها مع العواصف الجوية، ولم ينج سوى القبطان، واستغلت “اسرائيل” والمنظمات الدولية الحادثة، للضغط على المغرب والسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين.[7]

ومما لا شكّ فيه، أن غرق سفينة أغوز افتعال إسرائيلي لتسليط الضوء على الهجرة اليهودية من المغرب، وزعزعة أوضاع يهود البلاد العربية، ودفعهم للهجرة إلى فلسطين، كما وقع مع عدة سفن قبل سنة 1948، كسفينة باتريا، وستروما على سبيل المثال.

لقد ترتب على غرق السفينة توطيد العلاقات المغربية الإسرائيلية، ورفع كافة القيود المفروضة على الهجرة اليهودية، خصوصاً بعد الحملة التي شنتها الصحافة الأمريكية ضدّ المغرب، ووجهت لها مسؤولية إغراق السفينة، واضطهاد يهود المغرب.[8] وما إن تسلم الملك الحسن الثاني السلطة سنة 1961، حتى انتهج سياسة مرونة مع يهود المغرب، لتغير صورة بلاده لدى العالم الغربي، وعيَّن خمس قضاة يهود في المحاكم،[9] كما عيَّن اليهودي أندريه أزولاي مستشاراً له،[10] وعقد مفاوضات سرية مع مسؤولين من الجمعية العبرية لمساعدة المهاجرين، بمشاركة رئيس خلية الموساد ألكس غاتمون Alex Gatmon، عبر اثنين من اليهود المغربيين، سمح بموجبها بهجرة يهود المغرب إلى “اسرائيل” عبر منظمة Hias الدولية لتهجير اليهود،[11] مقابل حصول المغرب على 250 دولاراً عن كل يهودي. كما تمّ افتتاح مكاتب لجمعية مساعدة المهاجرين العبريين، التي نظمت الهجرة بصورة قانونية، على أن تقوم “إسرائيل” بمساعدة المغرب على تطوير أجهزتها الأمنية. وعبر صفقة “ياخين Yakhin”،[12] هاجر المغرب خلال الفترة 1961-1964، نحو 90 ألف يهودي، وقادت هذه المفاوضات للتعاون المغربي الإسرائيلي في عدة مجالات أهمها الأمن، المخابرات،[13] وفي هذا الصدد أصدر المغرب جوزات سفر عائلية “جماعية” سجل بها جميع أفراد العائلة المهاجرة؛ وبذلك تمكنت السلطات المغربية من إحباط أي محاولة انتقائية للمهاجرين،[14] أي أنها سمحت بتهجير عائلات يهودية وليس أفراد، لعدم ترك المرضى والعجائز في المغرب، واكتفاء “إسرائيل” بفئة الشباب؛ القوى العاملة.

كما واهتم الحسن الثاني بلجنة القدس التي أقيمت سنة 1975، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، للدفاع عن المقدسات الإسلامية والقدس. وتعززت علاقة التطبيع والتعاون مع دعوة الملك الحسن الثاني لإسحق رابين Yitzhak Rabin لزيارة المغرب سنة 1976، ومن ثم دعمت “إسرائيل” الملك، لتحسين صورته أمام الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ورأت “إسرائيل” أن المغرب بوابتها للعالم العربي، بينما رأى الحسن الثاني أن “إسرائيل” مفتاح واشنطن.[15] وأدت المغرب دوراً في تسهيل عقد “اتفاقية السلام” المصرية – الإسرائيلية، بالتعاون مع كبار الجالية اليهودية المغربية في المغرب و”إسرائيل”، حيث استضاف المغرب لقاء سري بين موشيه دايان Moshe Dayan، ومستشار الأمن القومي المصري حسن التهامي، ومهد الطريق لزيارة السادات لمدينة القدس، ودعم قرارات القمة العربية في قمة فاس سنة 1982، وكذلك استضاف الملك الحسن الثاني رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيرس Shimon Peres في 22/7/1986 في مدينة إفران السياحية.[16]

وافق المغرب على الطلب الإسرائيلي بنقل جثث غريقي سفينة أغور إلى فلسطين ودفنهم في القدس سنة 1992،[17] بمساعدة سام بن شطريت Sam Ben Shitrit رئيس الجمعية العالمية ليهود المغرب، الصديق الشخصي للحسن الثاني، بالمقابل قامت بلدية المجدل بإطلاق اسم محمد الخامس على أحد ميادين المدينة تقديراً لجهوده في تسهيل هجرة يهود المغرب،[18] ومن الجدير بالذكر، أن “إسرائيل” وضعت طابع بريد للحسن الثاني.

ظهرت نتائج التطبيع وتوطدت العلاقات المغربية الإسرائيلية مع توقيع اتفاق أوسلو Oslo، ليتم الاتفاق سنة 1994 على إقامة علاقات ديبلوماسية، وتمّ افتتاح مكتبين تمثيليين في الرباط وتل أبيب. ومع وفاة الحسن الثاني سميت ست ميادين في “إسرائيل” باسمه.[19] وحينما تولى محمد السادس العرش المغربي سنة 1999، وجَّه رسالة طمأنينة للجالية اليهودية المغربية “ليس لدى اليهود ما يثير قلقهم” كونهم مواطنين مغاربة يعيشون في دولتهم، إلا أن العلاقة بين الطرفين أخذت بالتراجع خصوصاً مع اندلاع انتفاضة الأقصى 2000،[20] حيث هاجر نحو 248 ألف يهودي مغربي حتى سنة 2000، ولم يتبقَ في المغرب سوى 3 آلاف يهودي، وصل نحو 40 يهودياً منهم سنة 2012.[21]

اتخذت “إسرائيل” من دعم الحركة الأمازيغية مدخلاً لتطبيع العلاقات مع المملكة المغربية، فمن وجهة النظر الإسرائيلية، فإن تطبيع العلاقات مع المغرب يشكل امتداداً لسياساتها مع المحيط، وتحاول “إسرائيل” استخدام العناصر غير العربية من تيار راديكالي داخل الحركة الأمازيغية كورقة، مقابل تحسين صورتها في المنطقة والتأسيس لقبول اجتماعي لهذه الحركة،[22] فهناك تيار في الحركة الأمازيغية اتخذ من مغازلة “إسرائيل” شعاراً له، وعدَّ ذلك وسيلة من وسائل الدفاع عن النفس، ضدّ الاستهداف الذي يتعرض له أمازيغ المنطقة المغربية من القوميين العرب ومن بعض الإسلاميين، الأمر الذي استغلته “إسرائيل” لتأكيد العلاقات اليهودية البربرية المشتركة، مما يعني أن “إسرائيل” تشكل أيضا حليفاً لها في مواجهة القوى القومية العربية.[23] ولذلك اتخذت الحركة الأمازيغية وسيلة للضغط على المملكة المغربية لتحقيق مطالبها، سواء عبر المنظمات الدولية، أم الندوات والمحاضرات الدولية للدفاع عن حقوقهم كشعب أصلاني، ومحاربة التمييز العنصري الذي يمارس ضدهم، من خلال عمل عناصر من نشطاء الحركة الأمازيغية على ربط علاقاتهم مع “إسرائيل” من أجل الدفاع عن مطالبهم، أو عبر دعوة الاتحاد الأوروبي لقطع العلاقات الاقتصادية مع المغرب نتيجة اضطهاد حقوقهم كأقلية والضغط على المغرب من هذا الاتجاه.[24]

اتفاق إعادة التطبيع:

بدأت الإدارة الأمريكية استخدام نفوذها لعقد اتفاق مع المملكة المغربية منذ سنة 2018، ففي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال بنيامين نتنياهو Benjamin Netanyahu “بعد تصاعد قوة إيران، أصبح الاتفاق بين إسرائيل والدول العربية أقرب من أي وقت مضى”، وعلى هامش أعمال الجمعية العامة، التقى نتنياهو مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، لتعزيز التحالف السري بين البلدين، عبر شخصية خفية عرفت باسم “معوز” (الحصن)، المكلف من نتنياهو بتوطيد العلاقات مع الدول العربية، وعبر رجل الأعمال اليهودي المغربي ياريف إلباز Yariv Elbaz المقرَّب من جاريد كوشنر Jared Kushner، واستطاع مئير بن شبات Meir Ben-Shabbat من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، دفع الولايات المتحدة لمساومة المملكة المغربية في إعادة التطبيع مقابل الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، مقابل تشجيع إدارة ترامب الرباط على توثيق المسار الديبلوماسي من جديد، وإعادة تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.[25]

هذا الاتفاق كان أشبه بالصفقة، ومحاولة لاختراق العلاقة المجمدة مع الرباط، فقد وظف بن شبات ومعوز العلاقات الوثيقة التي تربطهم مع الإدارة الأمريكية، لإعادة نسج التطبيع، طالبين المساعدة السياسية من واشنطن، ذات الأهمية القصوى في المملكة المغربية، والمتمثلة في الاعتراف بالسيادة على الصحراء الغربية.

ومع تسارع التطبيع العربي وفق ما جاء في “صفقة القرن”، حاول نتنياهو عقد اتفاق ثلاثي تعترف بموجبه الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، مقابل قيام المغرب بتطبيع علاقاتها مع “إسرائيل”؛ إلا أن الإدارة الأمريكية لم توافق على هذه الخطوة، كما رفضها العاهل المغربي، خلال زيارة كوشنر لدار البيضاء، الذي تعمد الصلاة التوراتية على الحاخام حاييم بنتو Chaim Pinto في المقبرة اليهودية، إذ كان بنيامين نتنياهو ينتظر الرد المغربي بقبول التطبيع في البرتغال، وإعادة فتح مكاتب التواصل بين الطرفين،[26] فقد أكد رئيس وزراء المغربي سعد الدين العثماني رفض المغرب لأي تطبيع للعلاقات مع “إسرائيل”، وذلك بالتزامن مع تكثيف الولايات المتحدة جهودها لدفع الدول العربية لإبرام اتفاقات “سلام” مع “إسرائيل” كالإمارات، وتأكيده على الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والمسجد الأقصى المبارك، ورفض التهويد، والتأكيد على عروبة وإسلامية المسجد الأقصى والقدس الشريف.[27]

الإعلان عن اتفاق التطبيع:

اتبعت “إسرائيل” في سياستها الخارجية أسلوب دعم الحركات الانفصالية؛ كوسيلة لابتزاز الأنظمة الحاكمة في الدول التي تطلعت “إسرائيل” لإقامة علاقاتها معها، فقد رأى الرئيس الأمريكي أن إقامة حكم ذاتي في الصحراء الغربية يمثل اقتراحاً جاداً، والأساس الوحيد لحل عادل ودائم لقضية الصحراء. وكما اعترفت المغرب باستقلال الولايات المتحدة سنة 1777، فإن الإدارة الأمريكية تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وبالتالي رفض إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية كونه خيار غير واقعي لحل الصراع الذي استمر سنوات طويلة، مع جبهة البوليساريو.[28]

وبذلك واصلت الإدارة الأمريكية دعمها للحكومة الإسرائيلية حتى في أيامها الأخيرة، فعقدت اتفاق للتطبيع العلاقات المغربية – الإسرائيلية، وتكمن أهمية هذا الاتفاق أنه اتفاق ثنائي شمل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية؛ والمستفيد الأول منه هي “إسرائيل”، وقد اتفق كلاً من جاريد كوشنر والمبعوث الخاص آفي بيركوفيتش Avi Berkowitz أيسير هاريل مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة على إعادة تطبيع العلاقات بين المملكة المغربية و”إسرائيل”، وأهم ما جاء في الاتفاق:[29]

1. الاعتراف الأمريكي بالصحراء الغربية كجزء من المغرب، مقابل تطبيع علاقات الأخيرة مع “إسرائيل”.

2. استئناف الاتصالات الرسمية بين الطرفين، والسماح لشركات الطيران الإٍسرائيلية باستخدام المجال الجوي المغربي، وتبادل الرحلات الجوية المباشرة.

3. تعزيز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية.

4. فتح المكاتب الديبلوماسية بين البلدين، كما كان عليه الوضع قبل سنة 2002.

5. التجهيز لتبادل السفارات في أقرب وقت.

وبذلك تُعد المملكة المغربية الدولة الرابعة، التي وقعت اتفاق تطبيع مع “إسرائيل” خلال سنة 2020، وقد قوبل ذلك بترحاب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي عدَّه تطور في غاية الأهمية، وخطوة مهمة لتحقيق الاستقرار والتعاون الإقليمي في المنطقة العربية، ومما لا شكّ فيه أن محمد بن سلمان أدى دوراً بارزاً في التوصل لاتفاق إعادة التطبيع الثلاثي، إلى جانب الدور الذي قامت به الديبلوماسية الإماراتية في إخراج هذه الاتفاق.

صحيح أن الاتفاق منح المملكة المغربية السيادة على كامل أراضي الصحراء الغربية، إلا أن ذلك لم يشكل اعترافاً دولياً، وإنما اعتراف من الولايات المتحدة الأمريكية فقط، ومما زاد من سرعة إنجاز هذا الاتفاق، موافقة الولايات المتحدة على صفقة شراء أربع طائرات مسيرة من طراز إم كيو-9 بي MQ-9B. وسبق وأن حصلت المملكة المغربية على ثلاث طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع في شباط/ فبراير 2020.[30]

ثانياً: مجالات التطبيع المغربي:

لم تغب المغرب عن “إسرائيل”، كما لم تغب “إسرائيل” عن المغرب ضمن نشاط التطبيع الاستثماري بالدرجة الأولى، فقد شمل التطبيع المغربي مع “إسرائيل” العديد من قطاعات الحياة المغربية، في ظلّ وجود روابط صداقة وعلاقات بين الجالية اليهودية في المغرب و “إسرائيل”، ومن أهم مجالات التطبيع:

1. التطبيع الأمني:

بدأ التطبيع الأمني والعسكري منذ وقت مبكر، ومن مؤشرات ذلك تعيين محمد أوفقير سنة 1959 قائداً للأمن الوطني، بإيعاز من أيسير هاريل Isser Harel رئيس الموساد رئيس الموساد، الذي كلف بإعادة هيكلة مختلف مصالح المخابرات المغربية، وسهل أوفقير عمل المسجيريت، التي أوجدتها “اسرائيل” للإشراف على عمليات ترحيل اليهود المغاربة.[31]

وقعت المغرب و”إسرائيل” سنة 1963، اتفاقية أسلحة عبر إيران، ضمت طائرات وسفن فرنسية الصنع لمساعدة المغرب في حربها ضدّ الجزائر،[32] وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت سنة 2016، فقد سمح الملك الحسن الثاني للمخابرات الإسرائيلية بالتجسس على القمة العربية في الدار البيضاء سنة 1965، الذي عدّ التطبيع الأول مقابل تصفية المعارض المهدي بن بركة، وهو ما أكد عليه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق شلومو غازيت Shlomo Gazit.ا[33]

كما زودت “إسرائيل” المغرب بالأسلحة والتجهيزات العسكرية، وسهلت لها اقتناء ثلاث طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع في شباط/ فبراير 2020 من طراز هارون Heron، بموجب صفقة عسكرية بلغت قيمتها 48 مليون دولار،[34] وبالإضافة لمعدات إلكترونية، وأجهزة اتصالات، ومراكز تحكم حديثة ذات تقنية عالية ومتطورة، ويقول المعارض للتطبيع سيون أسيدون اليهودي المغربي إن خطورة الأسلحة الإسرائيلية تكمن في تهديدها للأمن القومي المغربي، كونها مجهزة بمعدات التجسس والتحكم عن بعد.[35]

2. التطبيع الاقتصادي:

عُقد المؤتمر الاقتصادي العالمي بالدار البيضاء سنة 1994، بدعم من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في نيويورك، والمنتدى الاقتصادي الدولي دافوس بسويسرا، واستمر لثلاثة أيام، وشاركت فيه مجموعة من المؤسسات الإسرائيلية، والأمريكية، والأوروبية، وأسهم بنك لئومي Leumi الإسرائيلي، في الإعداد للمؤتمر، الذي حضره أكثر من ستين دولة عربية، وأجنبية، ورئيس البنك الدولي، والعديد من المصارف العربية والإسرائيلية.[36]

ورأى الملك الحسن الثاني أن غاية المؤتمر إزالة المقاطعة العربية الإٍسرائيلية، وشارك في الجلسة الافتتاحية رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، ووزير خارجيته شمعون بيرس Shimon Peres، ومن على منبر المؤتمر أعلن رابين بأن مدينة القدس تمثل العاصمة الموحدة والأبدية لـ”إسرائيل”، في تحدي صارخ للحضور، ولخص بيرس هدفهم من المؤتمر بأن “الأولوية ستعطى لإخراج “إسرائيل” من عزلة استمرت نصف قرن، عبر المشاركة في إنشاء اقتصاد إقليمي في الشرق الأوسط”.[37]

كما وشاركت “إسرائيل” بوفد ضمّ تسعة وزراء، ونحو مئة شركة إسرائيلية، ومسؤولو شركات كبرى، ومؤسسات صناعية، ومصارف تجارية، وشكَّل المؤتمر أحد أهم النجاحات التي حققها حزب العمل الإسرائيلي حول مخططاته لمستقبل المنطقة العربية.[38] بالطبع ليس من خلال الحروب العدوانية والتوسعية وفرض الأمر الواقع، وإنما بالشراكة الاقتصادية، واستخدام القوة والمفاوضات المنفردة والسرية والمباشرة.

لم تتوقف “إسرائيل” عن ذلك الحد، فعرضت مشاريعها على المؤتمر، وأهمها تأسيس بنك التنمية الإقليمي؛ ليقوم البنك بتنسيق السياسات الاقتصادية، ويحد الأولويات الإقليمية للسيطرة على المنطقة، وتمويل مشاريع تخدم ازدهار الاقتصاد الإسرائيلي وتطوره، وكذلك إقامة قنوات بحرية من البحرين الأحمر والمتوسط إلى البحر الميت، وخطوط لنقل النفط والغاز من مصر وبلدان الخليج إلى “إسرائيل” وميناء بحري ومطار جوي في العقبة.[39]

هكذا جاء المؤتمر الاقتصادي الأول بعد توقيع اتفاق أوسلو ليوضح طبيعة العلاقات الإسرائيلية المغربية بصورة علنية. ومثَّل هذا المؤتمر علامة فارقة بعلاقة “إسرائيل” مع الدول العربية، واتخذت من مخرجاته مدخلاً، للتغلغل في الدول العربية والإفريقية عبر التبادل التجاري والشركات متعددة الجنسيات.

وهنا وجدت “إسرائيل” في مدينتي سبتة ومليلة المحتلتين، ممراً لعبور صادراتها إلى المغرب، بحسب دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية Central Bureau of Statistics (CBS) لسنة 2013، وبلغت قيمة صادراتها 18.5 مليون دولار في شهر أيلول/ سبتمبر، مقارنة بصادرات أيلول/ سبتمبر 2012 التي بلغت 0.4 مليون، أي أن الزيادة وصلت لنحو 97%، إلا أن صادرات المغرب تراجعت من 0.2 مليون دولار، مقابل 0.4 عن سنة 2012،[40] كما قدرت قيمة صادرات الشهور التسعة الأولى للعام بنحو 51.6 مليون دولار مقابل مليوناً عن 2012، أي أن نسبة الارتفاع وصلت لنحو 203%، إلا أن صادرات المغرب لـ”إسرائيل” تراجعت من 4.6 ملايين دولار سنة 2012 إلى نحو 4.4 ملايين سنة 2013.[41]

في حين قُدِّر حجم التبادل التجاري بين الطرفين سنة 2015، بنحو 33 مليون دولار، منها 22 مليون دولار صادرات إسرائيلية للمغرب، أغلبها منتجات كيميائية مصنعة، ومنسوجات وأجهزة ميكانيكية، وحواسيب، وآلات زراعية،[42] بينما قُدِّر حجم التبادل سنة 2017 ما يقارب 37 مليون دولار، مما جعل المغرب في قائمة أكبر أربع شركاء اقتصاديين لـ”إسرائيل” من القارة الإفريقية.[43]

وقد استثمرت “إسرائيل” في الزراعة المغربية عبر شركة نتافيم للتكنولوجيا الزراعية، المختصة بأنظمة الري بالتنقيط، التي فتحت فرعاً لها في المغرب سنة 2017، برأسمال قدره 2 مليون دولار،[44] كما وروجت شركات مغربية للمنتجات الإسرائيلية في مجال أنظمة المعلومات ومن تلك الشركات شركة التكنولوجيا المتقدمة، وأنور تكنولوجي، وغيرها من الشركات التي لها علاقات تجارية مع شركة تشيك بوينت Check Point الإسرائيلية.[45]

3. التطبيع السياحي:

شكَّل يهود المغرب ثاني أكبر جالية في “إسرائيل” بعد الجالية الروسية، وقُدِّر عددهم بالمليون يهودي، وما زالوا يحتفظون بالجنسية المغربية ويزورون المغرب باستمرار، ويحتفظون بالتقاليد المغربية ويعدّون ملك المغرب ملكهم.[46] ويصل للمغرب سنوياً آلاف السواح الإسرائيليين، وغالبيتهم من أصل مغربي تحت إطار السياحة غير المعلنة؛ لزيارة أضرحة أقربائهم، وكذلك زيارة أضرحة “الصديقين” اليهود المنتشرة في المغرب. وفي سنة 2003 بلغ عددهم عشرة آلاف إسرائيلي،[47] أما في سنة 2018 فقد بلغوا نحو 80 ألف سائح،[48] مما يدلل على حجم التطبيع، بالرغم من عدم وجود علاقة رسمية بين الطرفين، ورفض الشارع المغربي للتطبيع مع “إسرائيل”.

وقد رفض حزب العدالة والتنمية المغربي، افتتاح كازينو طنجة، الممول من شركات موفينبيك Mövenpick أوتيل الإسرائيلية، مقرها سويسرا، وهي من الشركات متعددة الجنسيات والتي يتملك بها الصهاينة، 20% يحملون الجنسية الإسرائيلية.[49] في حين أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية “العال” أنها بصدد فتح خط مباشر للملاحة الجوية بين تل أبيب والدار البيضاء في 6/12/2019، وذلك بعد زيارة مدير العال غونين أوسيشكين ونوابه للمغرب، مما يعني إعادة التطبيع الرسمي بين البلدين.[50]

4. التطبيع الثقافي:

انتشر التطبيع الثقافي الإسرائيلي في المغرب عبر الموسيقى والفنون بكثرة للطائفة اليهودية المغربية، وعبر إقامة المنح الدراسية والدورات، لجذب الطلاب المغاربة من خلال التعليم والبحث العلمي، بغية الاستقرار في “إسرائيل”.[51]

الموقف الشعبي من التطبيع:

رفض الشعب المغربي التطبيع مع “إسرائيل” منذ أن بدأت تتكشف تلك العلاقة، وتولى الائتلاف المغربي المكون من 26 حزب وجمعية، تنظيم الاحتجاجات المغربية الرافضة للتطبيع، واتجهت الأنظار لضرورة وضع قانون لتجريم كافة أشكال التطبيع مع “إسرائيل”، وطرد الشركات الإسرائيلية من المغرب ومنع الأفراد الحاملين لجوزات السفر الاسرائيلية من دخول المغرب؛ كون التطبيع يسهم في تمويل الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين،[52] إلا أن مشروع القانون لم يسن بعد بسبب عدم موافقة كتل برلمانية عليه، كما رفض النشطاء المغاربة زيارة شمعون بيرس للمغرب سنة 2015، واندلعت المظاهرات الاحتجاجية رافعين شعار “بئس الضيف شمعون بيرس”، وطالبوا باعتقاله على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.[53]

كما رفض النشطاء المغاربة استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية بين المملكة المغربية و”إسرائيل”، ورفع شعار مغاربة ضدّ التطبيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن مغربية الصحراء الغربية لا تبرر التطبيع مع “إسرائيل”، وإعادة فتح مكاتب الاتصال بين البلدين، ورأوا أن ذلك يمثل اعترافاً بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، بالرغم من تأكيد الملك المغربي محمد السادس على أن موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، ودعمه لحل الدولتين عبر المفاوضات الثنائية للوصول لحل نهائي ودائم للقضية الفلسطينية.

وعبرت جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، عن رفضها للموقف الأمريكي الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على الصحراء الغربية، واعتبرته أنه غريب ولكنه ليس مفاجئاً، وأنه لن يغير من حقيقة الصراع، ومن حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة في الإقليم، ورأت أن قرار ترامب لا يغير أي شيء من الطبيعة القانونية للقضية الصحراوية، كون المجتمع الدولي لا يعترف للمملكة المغربية بالسيادة على الصحراء الغربية لأنها مُلكاً للشعب الصحراوي، وذلك ما أكد عليه الناطق باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريس بأن الموقف لم يتغير حيال الصحراء الغربية بعد قرار الرئيس الأمريكي.[54]

ووصل السياح المغاربة إلى “إسرائيل”، بعد تعهد الشاباك بالحفاظ على سرية هوياتهم وعدم ختم جوازات سفرهم بالختم الإسرائيلي، وأغلبهم من الأمازيغ وهي محاولة إسرائيلية للتعبير عن استعدادها لإخفاء بيانات كل من يزورها، ودعم مشاريع السياحة الإسرائيلية.

لم يكن إعلان توقيع اتفاقات التطبيع العربية – الإسرائيلية دليل على بدء العلاقات الديبلوماسية الرسمية بين المملكة المغربية مفاجئاً، إذ يضعنا واقع السياق التطبيعي السابق للعلاقات الإسرائيلية وغيرها مع العديد من الدول في إيضاح طبيعة وحجم التسارع الكبير في طبيعة التطبيع معها، إذ تمثل علاقات التطبيع بين المملكة المغربية و”إسرائيل” مثالاً حياً على تغلغل أشكال التطبيع مع “إسرائيل” وانعكاساته على القضية والأرض الفلسطينية، إذ إن عملية التطبيع ستظل في قاموس الشعوب الثائرة خيانة عظمى، وهو ما أظهرته ردود الشعب بعيداً عن سياسة الدول وقياداتها السياسية التي اتخذت من التطبيع مكسباً اقتصادياً وسياسياً.

ومن خلال ما سبق، يتضح أن الجالية اليهودية المغربية في “إسرائيل” لعبت دوراً أساسياً في إعادة الاتصالات الرسمية بين المغرب و”إسرائيل”، فهناك علاقات متميزة بين الجالية اليهودية من أصل مغربي والملك محمد السادس.

كما اتخذت “إسرائيل” دعم الحركة الأمازيغية في المغرب كمدخلاً مهماً وضرورياً للتطبيع مع “إسرائيل”، الذي عًدَّ جزءاً من سياسة “إسرائيل” الخارجية في المنطقة العربية لمواجهة بعض القوى العدائية من وجهة نظرها.

ولذلك يمكن القول أن ما تمّ هو أقرب لعملية ابتزاز سياسي أو مقايضة سياسية على ملف الصحراء بالتطبيع، الذي حاولت المملكة المغربية إخفائه طوال فترة إدارة ترامب، ليتم الإعلان عنه في الأسابيع الأخيرة وقبل مغادرته وطاقمه للبيت الأبيض.

الهوامش:
* د. إلهام جبر شمالي، متخصصة في تاريخ الحركة الصهيونية، حاصلة على درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة عين شمس.
[1] تتشكل الطائفة اليهودية في المغرب من التوشفيم، أيّ اليهود المحليين، والكورشيم أيّ اليهود المهاجرين من غرناطة سنة 1492، الذين استقروا في طنجة، وسلا، أسفي. وتقلد يهود المغرب وظائف عليا بالدولة كوزارة البريد، ووزارة الدولة، والسياحة. انظر: مأمون كيوان، اليهود في الشرق الأوسط: الخروج الأخير من الجيتو الجديد (دار الأهلية، 1996)، ص 94.
[2] سامي أبو جلهوم، “تهجير يهود المغرب،” في: مؤتمر اليهود الشرقيين عام 2016، مركز عبد الله الحوراني، غزة، 2016، ص 8.
[3] Michael M. Laskier, Israel And The Maghreb At The Height of The Arar Israel, Middle East Review of International Affairs, Vol. 4, No. 2, June 2000, p. 104.
[4] مقابلة مع المؤرخ عبد القادر ياسين، 22/11/2020.
[5] أحمد هيكل، يهود المغرب وعلاقتهم بالحركة الصهيونية (القاهرة: مركز الدراسات الشرقية، 2007)، ص 96.
[6] المصدر نفسه، ص 101.
[8] سامي أبو جلهوم، “تهجير يهود المغرب،” ص 9.
[7] الحاج محمد الناسك، ذكرى غرق ايكوز.. قصة تهجير اليهود المغاربة إلى إسرائيل، موقع هسبريس، 7/2/2017، في: https://bit.ly/3lvd6nn
[8] خيرية قاسمية، يهود البلاد العربية (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية)، ص 323.
[9] مأمون كيوان، اليهود في الشرق الأوسط: الخروج الأخير من الجيتو الجديد، ص 100.
[10] حمد هيكل، يهود المغرب وعلاقتهم بالحركة الصهيونية، ص 104.
[11] وجاء هذا الاسم من العهد القديم من سفر الملوك (ع 21، ص7): “وأوقف العمودين في رواق الهيكل، فأوقف العمود الأيمن ودعا اسمه ياخين”.
[13] Michael M. Laskier, Israel And The Maghreb At The Height of The Arar Israel, p. 105.
[14] أحمد هيكل، يهود المغرب وعلاقتهم بالحركة الصهيونية، ص 104.
[15] Vish Sakthivel, Morocco Plays with Anti-Normalization, site of The Washington Institute for Near East Policy, 13/12/2013, https://bit.ly/394Fl96
[16] مأمون سويدان، “علاقات إسرائيل مع العالم العربي،” في: عاطف أبو سيف، علاقات إسرائيل الدولية: السياقات والأدوات، الاختراقات والإخفاقات (رام الله: مركز مدار للدراسات الإسرائيلية، 2014)، ص 432.
[17] أحمد هيكل، يهود المغرب وعلاقتهم بالحركة الصهيونية، ص 103.
[18] سامي أبو جلهوم، “تهجير يهود المغرب،” ص 15.
[19] خيرية قاسمية، يهود البلاد العربية، ص 368.
[20] يهود المغرب: الشبان يهاجرون إلى فرنسا، أو إسرائيل، موقع المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار”، 18/5/2003، في: https://bit.ly/2UYai6V
[21] سامي أبو جلهوم، “تهجير يهود المغرب،” ص 10.
[22] محمد مصباح، “الأمازيغية في المغرب، جدل الداخل والخارج،” موقع المركز العربي للدراسات والنشر، الدوحة، تشرين الأول/ أكتوبر 2011، ص 1.
[23] الدغرني: العلاقات مع إسرائيل مصلحة أمازيغية، موقع هسبريس، 19/8/2009، في: https://bit.ly/344oEaG
[24] محمد مصباح، “الأمازيغية في المغرب، جدل الداخل والخارج،” ص 11.
[25] عماد عنان، صفقة الصحراء الغربية.. الاعتراف بالسيادة المغربية مقابل التطبيع، موقع نون بوست، 5/2/2020، في: https://bit.ly/3ndw8jb
[26] تقارير عبرية: شركة الطيران الإسرائيلية تدرس تدشين خط بين تل أبيب والدار البيضاء، موقع صحيفة القدس العربي، لندن، 6/12/2019، في: https://bit.ly/3lveGWx
[27] خديجة صبار، لماذا لن يخضع المغرب للتطبيع الإمبريالي الاستعماري الاقتصادي، موقع صحيفة رأي اليوم، لندن، 20/8/2020، في: https://bit.ly/3lTabFo
[28] موقع وكالة سبوتنيك عربي، 10/12/2020، في: https://bit.ly/2K0XjiC
[29] أبرز 5 نقاط يجب أن تعرفها عن إعلان التطبيع المغربي-الإسرائيلي، موقع يورونيوز، 10/12/2020، في: https://bit.ly/3a3cySW
[30] موقع الميادين نت، 10/12/2020، في: https://bit.ly/345O0ES
[31] سامي أبو جلهوم، “تهجير يهود المغرب،” ص 14.
[32] يصل إسرائيل مع المغرب جسر يمر فوق النزاع العربي الإسرائيلي، موقع i24News الشرق الأوسط، 29/7/2018، في: https://bit.ly/335E0LE
[33] الموساد حضر قمة الرباط ودبر اغتيال بن بركة، موقع عرب 48، 21/3/2015، في: https://bit.ly/33arNoQ
[34] نتنياهو والمغرب: التطبيع مقابل الاعتراف بالسيادة على الصحراء الغربية، عرب 48، 3/2/2020، في: https://bit.ly/2K0DXKH
[35] طائرات بدون طيار، تهديد إسرائيلي للمغرب – سيون أسيدون، موقع الديوان، في: https://bit.ly/333d7I0
[36] رفعت السيد أحمد، العلاقات المصرية الإسرائيلية 1979-2011: التطبيع السياسي والاقتصادي (القاهرة: مركز يافا، 2014)، مج 1، ص 426.
[37] المصدر نفسه، ص 427.
[38] القمة الاقتصادية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مؤتمرات)، موقع الموسوعة الفلسطينية، 18/9/2014، في: https://bit.ly/360mDxn
[39] إلهام شمالي، الأطماع الاسرائيلية في قناة السويس، مشروع قناة البحرين أنموذجاً (القاهرة: الجمعية التاريخية، 2019)، ص 8.
[40] ارتفاع كبير بصادرات إسرائيل للمغرب، موقع الجزيرة.نت، 19/11/2013، في: https://bit.ly/3kR1vxS
[41] المصدر نفسه.
[42] معهد دول الخليج في واشنطن: مساعي المغرب للتطبيع تهدف لشرعنة احتلاله للصحراء الغربية المرفوض أممياً، موقع El Portal Diplomatico باللغة العربية، في: https://bit.ly/3nLNB1Q
[43] المغرب وإسرائيل.. تطبيع ثقافي يتعدى التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين، موقع يابلادي، 15/11/2018، في: https://bit.ly/2HmDP6S
[44] المصدر نفسه.
[45] شركة إسرائيلية تحيي مناهضة التطبيع في المغرب، الجزيرة.نت، 26/6/2015، في: https://bit.ly/3kJjS7W
[46] خيرية قاسمية، يهود البلاد العربية، ص 367.
[47] يهود المغرب: الشبان يهاجرون إلى فرنسا، أو إسرائيل، مدار، 18/5/2003.
[48] هل ينجح نتنياهو بالبقاء في السلطة عبر إعادة العلاقات الرسمية مع المغرب؟، موقع ساسة بوست، 8/12/2019، في: https://bit.ly/36Vjpe6
[49] رفعت السيد أحمد، العلاقات المصرية الإسرائيلية 1979-2011: التطبيع السياسي والاقتصادي، ص 479.
[50] تقارير عبرية: شركة الطيران الإسرائيلية تدرس تدشين خط بين تل أبيب والدار البيضاء، القدس العربي، 6/12/2019.
[51] المغرب وإسرائيل.. تطبيع ثقافي يتعدى التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين، موقع يابلادي، 15/11/2018.
[52] شركة إسرائيلية تحيي مناهضة التطبيع في المغرب، الجزيرة.نت، 26/6/2015؛ وانظر أيضاً: Vish Sakthivel, Morocco Plays with Anti-Normalization.
[53] يقولون بالمغرب: بئس الضيف شمعون بيرس، الجزيرة.نت، 30/4/2015، في: https://bit.ly/3l5j79s
[54] موقع وكالة سبوتنيك عربي، 10/12/2020، في: https://bit.ly/2K0XjiC


للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:

https://www.alzaytouna.net/arabic/data/attachments/AcademicArticles/PA_ElhamShamali_Morocco-Israel_Normalization_12-20.pdf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته   التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Emptyالسبت 27 نوفمبر 2021, 5:56 am

عن التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته

د. سنية الحسيني
عندما نود الحديث عن التطبيع يتبادر إلى الأذهان مبادرة السلام العربية التي تقدمت بها السعودية لحل الصراع العربي الإسرائيلي، على أساس تنفيذ إسرائيل للقرار ٢٤٢ للعام ١٩٦٧، والذي يفيد بانسحابها من جميع الأراضي  التي احتلتها في ذلك العام، والذي يترتب عليه عندئذٍ إمكانية تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل. وعلى الرغم من أن ذلك التطبيع قد بدأ قبل إعلان تلك المبادرة بسنوات، الا أنها وضعت أساساً مقبولاً لجميع الدول العربية للاتفاق حولها. ومن المفارقات أن قطار التطبيع انطلق، وشمل عدد كبير من الدول العربية، دون أن يتحقق الانسحاب الذي نص عليه ذلك القرار.
جاءت مبادرة السلام العربية من قبل المملكة العربية السعودية في إطار ظروف معينة، وحملت هدفاً محدداً. وقدمت السعودية المبادرة للولايات المتحدة كحسن نية، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١، في ذروة التنمر الأميركي على دول المنطقة، في ظل حربها على الإرهاب. وتقدم المبادرة بوصلة لحل الصراع العربي الإسرائيلي وتطبيع علاقات الدول العربية مع إسرائيل، على أساس ذلك الحل.  وكانت عدد من الدول العربية قد بدأت بنسج علاقاتها الرسمية وغير الرسمية مع إسرائيل، في أعقاب إتفاق أوسلو للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام ١٩٩٣ وإتفاق وادي عربه للسلام بين الأردنيين والإسرائيليين عام ١٩٩٤، على رأسها موريتانيا، التي أصبحت ثالث دولة عربية تعترف رسمياً بإسرائيل عام ١٩٩٩، إلى جانب مصر والأردن، بالإضافة إلى المغرب التي افتتحت وتبادلت مكتب اتصال مع إسرائيل عام ١٩٩٤. في أعقاب انتفاضة الفلسطينيين الثانية عام ٢٠٠٠، وبعد تكشف عدم نوايا إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة وتسوية قضايا الحل النهائي مع الفلسطينيين، والحرب التي شنتها إسرائيل ضدهم، لتقويض قدرة ومكانة السلطة الفلسطينية ولردع المقاومة الفلسطينية بألوانها المختلفة، في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل  ياسر عرفات، تعطل قطار التطبيع العربي مع إسرائيل، وجمدت الدول المطبعة كلياً أو جرئياً علاقاتها مع إسرائيل على رأسها المغرب، وجاءت المبادرة العربية كي تشكل بوصلة للتطبيع المستقبلي العربي مع إسرائيل.
ولكن ما الذي قلب المعادلة، وأوصل واقع التطبيع العربي مع إسرائيل إلى ما هو عليه اليوم؟ يرجع ذلك التطور إلى تبدل معادلات الصراع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، والتي جاءت في إطار عهد “الحروب على الإرهاب”، والتي شنتها الولايات المتحدة في المنطقة، وكانت العراق أحد ضحاياه. مع سقوط بغداد عام ٢٠٠٣، بدأت معادلات الصراع في المنطقة تتغير، وباتت الولايات المتحدة تحشد ضد إيران، التي اعتبرتها أحد دول “محور الشر”، إلى جانب العراق وكوريا الشمالية. وتزامن ذلك مع توجهات إيران المعلنة بتطوير سلاحها النووي عام ٢٠٠٣، الذي اعتبرته إسرائيل تهديداً وجودياً لها. وأجبرت الولايات المتحدة الدول العربية، خصوصاً حلفاءها الأمنيين، ممثلين بدول الخليج، ليكونوا ضمن منظومة “الحرب على الإرهاب”، في ظل شعارها المعلن “من ليس معنا، فهو ضدنا. وجاء تنسيق تلك الدول العربية مع الشريك الإسرائيلي، ضمن ذلك السياق، والذي أصبحت فيه إيران العدو الرئيس لدول المنطقة وإسرائيل في تلك الفترة، حيث جرى تضخيم خطرها بشكل طردي مع تطور برنامجها النووي. وشكل الانقسام الفلسطيني، الذي جاء في سياق تلك التطورات الإقليمية، ذريعة لتجرؤ تلك الدول العربية لتطوير علاقاتها العسكرية والأمنية مع إسرائيل. وازدادت تلك المعادلة وضوحاً مع تطور الاحداث في المنطقة، وانفجار ثورات “الربيع العربي” مطلع العقد الماضي، وزيادة اعتماد الدول العربية السنية  في المنطقة على المنظومة العسكرية والأمنية الأميركية والإسرائيلية، لمواجهة تداعيات تلك الثورات، محلياً في بلدانهم، للتصدي لأي تحركات شعبية، واقليمياً في دول الجوار، لمواجه النفوذ الإيراني فيها.
ليس من الصعب رصد إرهاصات التطبيع غير المعلن بين دول عربية مع إسرائيل بعد مبادرة السلام العربية وقبل انفجار الثورات العربية، والتي كانت المملكة العربية السعودية، واضعة المبادرة العربية من بينها، وفتح ذلك باب التطبيع العربي غير المعلن واسعاً أمام دول عربية أخرى، لا تقع ضمن دائرة المنظومة الأمنية المحيطة بإيران، بل وبعيدة عنها. وتطور ذلك التعاون والارتباط العسكري والأمني السري أو التطبيع غير الرسمي لتلك الدول بشكل ملحوظ بعد الثورات العربية، والتي سعت إسرائيل لجني ثماره رسمياً، في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عبر إتفاقيات التطبيع الرسمية. واليوم، تطبع معظم الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، وضمن مستويات مختلفة. هناك التطبيع الرسمي الكامل، وهو ما تتطلع اليه إسرائيل، والذي يشمل التطبيع الشعبي، إلى جانب التطبيع الرسمي، الذي يأتي على مستوى حكومات الدول. وتعتبر دولة الامارات العربية الدولة العربية الوحيدة التي وصلت لذلك المستوى من التطبيع. في حين تقع معظم الدول العربية الأخرى والمطبعة مع إسرائيل ضمن المستوى الثاني أو مستوى التطبيع الرسمي، بمن فيها مصر والأردن، اللتان ترتبطان مع إسرائيل بمعاهدات سلام. باستثناء دولة الإمارات العربية، فجميع تلك الدول التي تطبع رسمياً مع إسرائيل، بمن فيها البحرين، بالإضافة إلى المغرب والسودان، تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، في ظل عداء شعبي لدولة الاحتلال، الأمر الذي يسمح بوصف ذلك ب “التطبيع الخجول”، والذي يعكسه تجاهل إعلام تلك الدول لأي تطورات في ملف تطبيع بلادهم مع إسرائيل، لعدم اثارة الرأي العام فيها. كما أن الدول التي تطبع علاقاتها مع إسرائيل اليوم بشكل سري أو غير رسمي، مثل المملكة العربية السعودية وقطر وعمان وغيرها، تضع اعتباراً من بين اعتباراتها الأخرى لردة فعل شعوبها، التي تعادي إسرائيل علنياً.
رغم عدم انسحاب أي من الدول العربية المطبعة رسمياً مع الاحتلال من اتفاقيات التطبيع معها على خلفية تطورات حرب غزة الأخيرة قبل عدة أشهر، والتي اهتزت الأرض تحت أقدام المتعاطفين مع الفلسطينيين فيها، ليس في الدول العربية والإسلامية وحدها، بل في دول كثيرة من دول العالم، إلا أن على إسرائيل الا تطمئن تماماً إلى ذلك. لا يمكن اغفال دور الشعوب في عمليات التطبيع العربي مع إسرائيل، على الرغم من أن الأنظمة العربية القائمة في معظمها أنظمة غير ديمقراطية، أي لا تفرز الشعوب قادتها، ولا تعتمد سياساتها، حسب رأي الأغلبية. ويراعي الأردن، رغم علاقة الشراكة الأمنية والاقتصادية الكبيرة مع إسرائيل، توجهات الرأي العام فيه، فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، وأثبتت أكثر من مناسبة، اهتمام الأردن اعلامياً بهذا الجانب. كما تستخدم مصر توجهات الرأي العام فيها والمناهضة للتطبيع، لتحصل على أكبر مكاسب إقتصادية وأمنية من علاقتها بإسرائيل، دون أن تتحمل في المقابل سلبيات تلك العلاقة، وذلك بالتطبيع على المستوى الثقافي والأكاديمي، ما يجعل مصر تحافظ على شكل “السلام البارد” مع إسرائيل. وترى الكويت نفسها أنها آخر الدول العربية التي يمكن أن تطبع علاقاتها مع إسرائيل، انطلاقاً من أن الكويت أكثر دول الخليج اهتماماً بالممارسات الديمقراطية، والتي يجسدها مجلس النواب الكويتي اليوم. كما أن الكويت يسودها نخب سياسية لاتزال متأثرة بالحس القومي العربي، والذي يحمله الكثيرون من الاجيال المتوسطة والكبيرة ليس في الكويت فقط وإنما في باقي الوطن العربي. ولا تخفي إسرائيل قلقها من خطر الرفض الشعبي لها على مستقبل اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، وتعتبر أن النموذج الأفضل لذلك التطبيع هو ذلك التطبيع الكامل الذي يجمعها مع دولة الامارات العربية، والذي يعتمد إلى جانب التطبيع السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والأمني والعسكري، الجانب الثقافي والأكاديمي والديني. إن التطبيع الكامل الذي تنشده إسرائيل يمس العلاقة المباشرة مع الشعوب، ويحدث التغير الأيديولوجي الذي تتطلع اليه، حتى وإن استغرق  ذلك التغيير سنوات، خصوصاً وأنها تضع بعين الاعتبار أن التطبيع الرسمي لم ينجح، رغم مرور عقود، في إحداث التغيير الأيديولوجي الذي تريده، في عقول الشعوب العربية، والمثل المصري والأردني دليلاً على ذلك.
تعطي إسرائيل اهتماما بالغاً بالتطبيع مع الدول العربية، لأن ذلك التطبيع يغير معادلة الصراع مع الفلسطينيين، فلا يجبرها على حله في النهاية، في ظل تحييد عامل القوة العربي، الذي يمتلكه الفلسطينون. ويضمن وصول إسرائيل إلى الشعوب العربية تدريجياً، عبر عمليات التطبيع الرسمي، مستقبل ذلك الصراع، حتى وإن تغيرت الأنظمة. وربما ما كان لإسرائيل أن تتجرأ وتعلن صراحة عن موقفها بعدم نيتها حل القضية الفلسطينية، سواء في نهاية عهد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أو في عهد نفتالي بينت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، الا في ظل تلك الظروف التي تميزت بتوقيع إتفاقيات التطبيع مع أربع دول عربية العام الماضي، وتحسن علاقاتها مع الدول العربية عموماً. إن ذلك يفسر أيضاً كم “الهدايا” التي تقدمها إسرائيل للدول العربية المرشحة لتكون التالية على قائمة المطبعين الرسميين، أو تلك المطبعة معها بالفعل، واستخدام حليفها الأميركي في الأساس، الذي يمتلك قدرة خاصة لتقديم مثل تلك المحفزات أو حتى استخدام التهديدات، لاجل تحقيق ذلك الغرض. وتشهد المساومات التي عاشتها كل من المغرب والسودان قبل توقيع إتفاق التطبيع مع إسرائيل العام الماضي على ذلك. ورغم ذلك، يبقى الفلسطينيون في صراع مفتوح مع احتلالهم، لتحرير أرضهم، وستبقى الشعوب العربية، داعمة للحق العربي في فلسطين، ومدافعة عن مقدساتها الدينية وعن جزء أصيل من إرثها التاريخي والحضاري في فلسطين، كما أن معادلات الصراع لا تبقى ثابتة، فهي دائماً مؤهلة للاختلال والتبدل، وإنها لحرب مفتوحة، لا ينتصر فيها بالضرورة الأقوى.
كاتبة فلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته   التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Emptyالسبت 27 نوفمبر 2021, 10:21 am

الأمن القومي الإسرائيلي والتطبيع العربي

العميد أحمد عيسى
للوهلة الأولى قد يبدو للقارئ أن لا علاقة تذكر بين وادي عارة وابو ظبي وغيرها من العواصم التي تعاقدت مؤخراً مع تل أبيب ضمن ما يعرف بإتفاقية التطبيع أو (إتفاقية إبراهيم) كالمنامة والخرطوم والرباط، إلا أن قراءة المشهد من زاوية تفكير الأمن القومي الإسرائيلي تظهر أن هناك ترابط وثيق بين الطرفين، لا سيما وأن التهديدات الجارية والمتوقعة للأمن القومي الإسرائيلي وهي المحرك الرئيس لتصريحات أحد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي المتعلقة بتحركات الجيش على شوارع وادي عارة في حال نشوب حرب على الجبة الشمالية أو على عدة جبهات، وكذلك هي المحرك الرئيس للمناورة البحرية المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة وكل من أبو ظبي والمنامة.
من جتها كانت كل من الإمارات والبحرين قد شاركتا في مناورة عسكرية بحرية هي الأولى من نوعها مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في البحر الأحمر يوم الأربعاء الماضي الموافق 10/11/2021، كما أن إسم وادي عارة كان قد سيطر على عناوين الصحف ونشرات الأخبار التلفزيونية الإسرائيلية المركزية على أثر تصريحات رئيس شعبة التكنولوجييا واللوجستيك في الجيش الإسرائيلي (يتسحاق ترجمان) لصحيفة معاريف الإسرائيلية يوم الجمعة الموافق 12/11/2021، والتي قال فيها “في الحرب المقبلة لن تمر المركبات العسكرية التي تنقل الجنود والدبابات والعتاد العسكري من شارع وادي عارة في المثلث الشمالي وذلك تحسباً من إندلاع مواجهات تؤدي إلى تأخير وصول التعزيزات إلى جبهة أو جبهات القتال”.
وهنا ينبغي التأكيد أن سيناريو وادي عارة الذي أثاره (ترجمان) هو المحرك الأبرز من بين محركات أخرى للتطبيع مع الدول العربية أو بعضها الذي بدوره قاد للمناورة المشتركة المشار اليها سلفاً، حيث أدرك المؤسسون الأوائل للدولة لحظة الإعلان عن قيامها العام 1948، وكذلك أدرك المراقبون للمشهد الجيوسياسي الإسرائيلي ما بعد العام 1948، “أنه ومن أجل أن تحافظ إسرائيل على وجودها يجب أن تتوفر ثلاثة شروط، يدور الأول حول عمل كل يلزم لمنع توحد العرب في قوة عسكرية واحدة، ويتعلق الثاني بعدم خوض إسرائيل حرب على الحدود بالتزامن مع خروج الفلسطينيين لإنتفاضة تعيق حركة الجيش على الشوارع العامة، ويدور الثالث حول حرص إسرائيل على تحديد زمان ومكان ووتيرة الحرب.
تجدر الإشارة هنا أن هبة الشعب الفلسطيني للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى في شهر مايو/أيار الماضي والتي شارك فيها الشعب الفلسطيني في كافة مناطق العام 1948 بفعالية غير مسبوقة قد كشف عورات شروط البقاء الثلاثة ولم يعد بالإمكان التحايل على الواقع وإخفاء هذه العورات أو تغيبها عن ساحة الجدل العام في إسرائيل.
فمن جهة صحيح أن العرب غير موحدين في قوة عسكرية واحدة، ولكن بالمقابل هناك قوة عسكرية عربية إسلامية موحدة، تمتد من فلسطين (غزة) إلى طهران مرورا بلبنان وسوريا واليمن والعراق، الأمر الذي دأبت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وكذلك مؤسسات البحث المتخصصة في قضايا الأمن القومي منذ أكثر من خمس سنوات بوضعه على رأس قائمة تهديدات الأمن القومي، ومن جهة ثانية أثبت الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلت والنقب ويافا واللد والرملة خلال إنخراطه في هبة الدفاع عن القدس والمقدسات أنه قادر على تشويش وشل الحياة بما في ذلك وقف التنقل على الطرقات سواء داخل المدن المشتركة أو على الطرق العامة التي تمر بالمدن الفلسطينية، ومن جهة ثالثة أثبثت هبة الدفاع عن القدس لا سيما معركة سيف القدس أنه لم يعد بإمكان إسرائيل تحديد مكان وزمان ووتيرة الحرب، الأمر الذي ترى هذه المقالة أنه يفسر مسارعة لندن إلى إدراج حماس في قائمة الإرهاب يوم الجمعة الماضي الموافق 19/11/2021.
أما من حيث دوافع إسرائيل للتطبيع مع الدول العربية، فقد أدركت مؤسسات التقدير في إسرائيل منذ بداية الألفية الجديدة أن التغيرات الإقليمية والدولية التي بدأت تطفو على السطح في نهاية العقد الأول من القرن الجاري تحمل في طياتها تهديدات للأمن القومي الإسرائيلي أكثر مما تنطوي عليه من فرص، لا سيما فيما يتعلق بتموضع أمريكا في المنطقة وتصاعد الأصوات الأمريكية بتقييد المساعدات الأمريكية لإسرائيل، الأمر الذي يجعل من أمن إسرائيل القومي في يد جيرانها أكثر مما هو في يد أمريكا، وذلك من حيث (من بين أهداف أخرى) توفير الأموال الكافية لتلبية إحتياجات إسرائيل الأمنية خاصة وأن موارد الأخيرة الطبيعية ليس بمقدورها توفير هذه الإحتياجات.
تأسيساً على ما تقدم يبدو جلياً لكل ذي بصيرة أن فلسطينيي العام 1948 وبعد أكثر من سبعة عقود على محاولات أسرلتهم، إلا أن عنصرية إسرائيل ظلت أقوى من كل محاولات الأسرلة والدمج، علاوة على أن إنتمائهم لفلسطين ظل أقوى وأصلب من أي وقت مضى، مما يجعلهم تهديدا لأمن إسرائيل القومي ويضع إسرائيل في مشكلة غير قابلة للحل في المدى المنظور، كما يبدو جلياً لأي مراقب أن إسرائيل ومعها أمريكا وعلى الرغم من المناورة المشتركة، إلا أن رهانهم على الأموال الخليجية أكثر من رهانهم على القوة العسكرية لهذه الدول.
وفيما تدرك دول الخليج ذلك، الأمر الذي بدا واضحا في السياسة الخارجية لدولة الإمارات مؤخراً، إذ بدأت تقترب أكثر من إيران وسوريا، إلا أن إنخراط الإمارات في التطبيع مع إسرائيل، يقوي ويشجع الأخيرة على أرتكاب المزيد من الإعتداءات على الحق الفلسطيني في لحظة بدأ فيها الراي العام العالمي يدرك أن إسرائيل هي دولة عنصرية ومصدر تهديد اساسي للأمن والسلم العالمي، الأمر الذي يبقي الصراع مفتوحاً على كل الإحتمالات، ويضع في نفس الوقت مزيد من الأثقال على كاهل الأجيال الإماراتية العربية الأصيلة الشابة في محاولتها تصحيح ما أفسده الشيوخ.
المدير العام السابق لمعهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته   التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Emptyالخميس 16 ديسمبر 2021, 2:11 pm

التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Screenshot-2021-12-13-at-1.26.42-PM-730x438


نشطاء ينتقدون ملكة جمال البحرين في رد غاضب على مشاركتها في مسابقة الجمال في إسرائيل

وتداول مغردون صورة جمعت البحرينية نديم دياني مع عدد من المتسابقات الأخريات وهي ترتدي قميصاً مرقطاً بقطع لامعة، فيما تبدو أقصرهن قامة، فضلاً عن إيحاءات تعبير وجهها التي تظهرها بملامح لا تبدو لائقة للمشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون.

التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته FGgszW-WYAYqXBU?format=jpg&name=small

صورة ملكة جمال اليونان رفضت تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون لاقامتها على ارض محتلة، وعاليمين صورة جعفر ملكة جمال البحرين اللي شاركت او رح تشارك بالمسابقة

وعلق هؤلاء على الصورة المذكورة بعبارات ساخرة، قالوا إنها جاءت كرد على مشاركة البحرين في المسابقة رغم دعوات المقاطعة التي أطلقتها جهات عربية وفلسطينية عدة.

واستهجن المغردون مشاركة دياني في المسابقة، لافتين إلى أن ملامح وجهها ولغة الجسد لديها لا توحي بكونها جديرة بالمشاركة.

وعد هؤلاء أن إرسال البحرين للمتسابقة جاء بسبب الرغبة في إثبات الولاء لإسرائيل، عقب اتفاقية التطبيع معها، والتي وقعت نهاية العام الماضي، مشيرين إلى أن دياني ربما تكون ضحية النظام  السياسي الذي آثر المضي في اتفاقيات وصفوها بالمخزية.

هذه ملكة جمال البحرين
البحرين ارسلت هذه البنت المسكينة المغرر بها المدعى عليها بالجمال لتنافس على ملكة جمال الكون برفقة اصحاب الجمال الحقيقيين في مسابقة في اسراءيل
ابت امبراطورية البحرين العظمى الا ان تشارك الحدث ولو باي شي وهم يعلموا ببساطة انه هذا البنطلون ما بفرز ملكة جمال شي

وفي إطار الإصرار المغربي البحريني على المشاركة في المسابقة، علق المغردون أن المعيار الأساسي للجمال هو معيار المبادئ والثوابت، والتي فقدتها الدولتان، بعد توقيع اتفاقيات التطبيع.

التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته FGXkRE1XIAEpxLO?format=jpg&name=360x360

ووصفت البحرينية دياني، في حديث صحافي مشاركتها بـ”تجربة العمر”، لكنها عبرت لاحقا عن امتعاضها بسبب تعرضها للتنمر عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ كتبت على حسابها الخاص في موقع إنستغرام “أرى الكثير من المتنمرين على هذه الصور. أنا هنا لأمثل جميع النساء بغض النظر عن الشكل أو الحجم أو الدين أو اللون”.

وأضافت “أتحد أنا وأخواتي الزميلات لكسر الصور النمطية للجمال في العالم”.


التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Untitled1_12c37
التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Untitled2_1fe43
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته   التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته Emptyالخميس 23 ديسمبر 2021, 8:23 am

التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته 100-13-730x438
قُبْح… جمال… وكرة قدم!

هزيمة أولى: كلّ هذا القبح.
لم أقرأ خبرًا يقول مَن تلك التي فازت بمسابقة ملكات (الجمال) التي نظمها الكيان الصهيوني، وهي منذ البداية لا يمكن أن توصف إلا بأنها ملكة جمال القبح، هذا أول ما خطر بالبال، وما باح به كثير من البشر في أكثر من مكان، بتعليقاتهم مرّات، وبانسحاب ملكات جمال آثرن ألا يدججن جمالهنّ ببنادق استُخدمت في قتل نساء فلسطين الجميلات حقًا بشموخهنَّ المتوّج بنداء الحرية، أو يدججنه بقذائف الجيش الصهيوني المستخدمة في قتل أطفال فلسطين المتطلعين لشمس الحرية، ورجالها وشيوخها الذين منذ أكثر من سبعين عامًا لا يتوقون لشيء مثلما يتوقون للحرية.
رهائن العنصرية الصهيونية، رهائن البحث عن تاج ملطخ بالدم، وابتسامات ملطخة بالعار، وخطوات مكبّلة بتاريخ القتل والعنصرية، كلّهن يدركن بصورة أو بأخرى فداحة المشهد، إن لم يكن بوعيهنّ الغائب المغيّب، فبمأزق الكلمات الساذجة عن جمال فوق العقيدة واللون والمكان والتاريخ نفسه.
لا مكان للجمال فوق المبادئ، ولا وجود له خارج المكان، ولا ملامح له إن كان منزوعًا من الجوهر، (تشبيهًا بكل تلك المواد الاستهلاكية المنزوعة الدسم، أو الخالية من السّكر، أو المشروبات «الدايت»).
الجمال قيمة إنسانية أولًا وأخيرًا تصعد بما في الجمال من عذوبة وفتنة ورقة. الجمال هو رحمة ضد القبح، ولا نعني هنا الهيئة، بل الطغيان وإهانة البشر وقتْلهم وتشريدهم وإحالة وجودهم إلى جحيم فوق أرضهم.
كانت هذه المسابقة أشبه بانتخاب ملكة لمصاصي الدماء، للزومبي، أو لاختيار أكثر الجنود تحقيقًا للأهداف في أجساد الفلسطينيين برصاصه أو قذائفه وصوايخ جيشه، لتتويجه.
تقول ملكة (جمال) البحرين: «أتّحدُ أنا وأخواتي الزميلات لكْسر الصّور النمطية للجمال في العالم». لا أعرف من ألصق هذه الجملة بلسانها، لكنه أصاب فعلاً، لولا كلمة واحدة هي «النمطية» لأن المشارَكة في مسابقة كهذه كسْر لكل القيم التي دافع عنها الإنسان بجمال آدابه وفنونه وفلسفته وثوراته ونداء حريته وشموخ كرامته ودماء أبنائه، وما المشاركة في هذه المسابقة إلا التسليع الأكثر قبحاً لما تمّ تسليعه أصلاً، والرصاصة الأخيرة في رأس (جمال) متعثر بكل ما فيه من هشاشة.
لكن الجميل حقًّا أن التمادي في العمى هو السبب الحقيقي الذي حوّل المشاركات إلى سارقات للجمال الحقيقي، لقد هبطن عن مسرح العرض ليقُمن بما يقوم به الكيان الصهيوني منذ ثلاثة وسبعين عامًا، وأعني هنا سرقة جمال (ملكات الحرير) حسب عنوان كتاب عزيزنا أسامة السلوادي: سرقة جمال الفلسطينيات في أثوابهن، سرقة تراثٍ والزّهو بارتدائه أمام العدسات بكل هذه الغطرسة المريضة بعماها وتعاميها.
كان لا بد إذن من هزيمة في النهاية، هزيمة كبرى تلحق بقطيع (الجمال المُعلَّب) وجاءت في وقتها، تلك الضربة التي وجَّهتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بإدراجها «فن التطريز في فلسطين: الممارسات والمهارات والعادات» على لائحتها للتراث الثقافي.
أستعيد هنا صورة أُمّي، في المخيم، التي كانت تُمضي شهورًا طويلة وهي تُطرّز ثوبها بتفانٍ وإتقان واستغراق، وكأن خطى الإبرة في القماش هي خطى عودتها إلى بيتها المسروق في قريتها. لم تكن أمي ومَن بجانبها من نساء – كل واحدة منهنّ تخيط ثوب قريتها أو مدينتها المختلف عن ثوب الأخريات- عاجزات عن أن يستُرن أجسادهنّ بأثواب تُشترى بأبخس ثمن، لتدفئة أجسادهنّ، لكن ما كن بحاجة إليه هي تلك الأثواب التي تستر أرواحهن، تبدِّد غربتهنّ، وتحرس أحلامهنّ.
هذا هو ثوب فلسطين، الذي لا يليق بقبح كلِّ من يسعى لسرقته، لا بالدبابة ولا بالتخايل فوق مسرح القبح.
نصر جميل.. هزيمة ثانية
لست من متابعي مباريات كرة القدم، إلا في نهاياتها، وهذا تقصير يحرمني من دراما المسار الذي يوصِل إلى هذه النهايات، وكم كنت سعيدًا بمباراة الجزائر وتونس، وهذا التألق الفذّ لفريقين عظيمين بقدر ما كان الواحد منهما يسعى للفوز باللقب، كان أكثر ما يحرصان عليه هو التسابق في حبهما لفلسطين ولشعب فلسطين. هنا جمال يردُّ لفلسطين روحها، ويعطيها الأمل في أنها ليست وحيدة، وأن هؤلاء اللاعبين هم رُسل الأمل والجمال في وجه ذلك المال الأسود الذي يُكرَّس لدعم العنصرية في واحدة من تجليات قبحها المتمثلة في «نادي بيتار القدس» الذي استمات الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في أبو ظبي، للظفر بحصة مقدارها 50% منه، وتعهَّد بضخّ 90 مليون دولار في فريق القتلة خلال السنوات العشر القادمة.
هزيمة أحلام صاحب الملايين هذه، الذي يشكل جزءًا قبيحًا من أصحاب المليارات الذين (يستَسعرون)؛ من سُعار، إن جاز التعبير، لضخّها في المشاريع المشتركة مع هذا الكيان العنصري، هزيمة كهذه، تأتي على (أقدام) ولا أقول (أيدي) فريق كرة قدم «بني سخنين» الفلسطيني (2- صفر) في شمال فلسطيننا التاريخية، الذي ألحق الهزيمة بنادي «بيتار القدس» ولاعبيه وداعميه والحالمين به، على أرض «سخنين» أرض فلسطيننا، وهذه واحدة من أكثر الرسائل تعبيرًا وجمالًا وهي تتجاوز مساحة ذلك الملعب التي أقيمت فيه المباراة، لتغدو لعنة تلاحق كل أولئك الذي يحالفون البندقية الصهيونية وعنصرية كيانها.
كان لا بد إذن من هزيمة لقطعان الذّل، وقد جاءت في وقتها.
وبعـــد:
ههناك، هنا، وهنا وهنا
الكلاب ستنبح أكثر من أيّ يوم، وينبحُ جيشُ الظلامِ
لكننا لم نكن ذرَّةَ الرَّمل في هذه الريحِ يا امرأتي
نحن دومًا هنا
في حنيني إليكِ وفي ثوب أُمّكِ
في كل هذي الخيول الطليقة في عرسنا
في فضاء، غناء، هنا يسكنان جمالًا يسمَّى فلسطيننا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
التطبيع.. وبداياته.. ومآلاته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: