لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ .. الفلسطيني في وطنه
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
نابلس – فلسطين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ :
{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) }( القرآن المجيد – سورة الأنفال ) .
الارهاب الصهيوني في الأرض المقدسة ضد المواطن الفلسطيني العربي المسلم ، يتخذ ثلاث حالات هي :
أولا : الاثبات – الحبس أو السجن والاعتقال والحجز وتصفيد اليدين والرجلين ، وتغطية الراس وتعصيب العينين ، وما يرافقه من تعذيب بدني ونفسي وتحقيق قاس مبرمج .
ثانيا : القتل – التخلص من الفلسطيني سواء بالاعدام المباشر باستخدام الرصاص الحي أو بقصف الصواريخ بالطائرات الحربية ( الجوية ) أو الدبابات ( البرية ) أو البوارج المائية ، في قتل فردي أو جماعي بمجزرة رهيبة تلو الأخرى .
ثالثا : الاخراج – النفي أو الابعاد القسري عن مكان الاقامة الأصلي ( في القرية أو المدينة أو المخيم ) ، فرادى وعائلات وجماعات .
هذا هو المكر الشيطاني الخبيث الثلاثي الأبعاد الذي تستخدمه حكومة تل ابيب الصهيونية الماكرة كعصابة مافيا اجرامية ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني المسلم ، ولكن الله ناصر المستضعفين في الأرض ، سينجي المؤمنين ، ويصلح بالهم ، ويختار لهم الحياة الفضلى ، إما النصر أو الشهادة ، وكلاهما نصر من الله العزيز الحكيم .
فجاء الرد الشعبي الفلسطيني بالمقاومة الايجابية ، والرجم بالحجارة المقدسة من سجيل منضود والقذف بالزجاجات الحارقة ( المولوتوف ) والهجوم بالسكاكين واطلاق الرصاص من مسافة قريبة بعد التأكد من شخصية الغريب الطارئ على البلاد ، على جنود الشيطان الرجيم بالزيين المدني والعسكري ، في فلسطين المباركة . فأصبح المجرم المحتل في حالة هوس أمني ، وفراغ نفسي وهلع وخوف شخصي وعائلي ، يترقب دوره في استقبال السكين من الأمام أو الخلف أو قياما قعودا وعلى جنوبهم ، ثم الهروب المذعور أو بالاعتقال اللحظي قبل الطعن في الرقبة أو الصدر أو بين الرجلين كمنطقة حساسة أو جميعها أو الدهس بحادث السير الفدائي ، أو الملاحقة والمطاردة الأولية بالنفي الطوعي الاجباري لخارج البلاد . فتعادلت المعادلة الميدانية السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية والنفسية ، بتوازن الرعب ، بالحالات الثلاث : الاثبات أو القتل أو الاخراج ، وفق مبدأ الند للند والمثل بالمثل والبادئ أظلم ، والجزاء من جنس العمل .
قلا بد من المواجهة الحتمية وجها لوجه ، التي لا مفر منها للدفاع عن النفس بشتى الوسائل والامكانات المتاحة ، في حالة الاقبال لا الإدبار بصورة إلزامية ، فتخلخلت المعادلة القديمة في أيام معدودات بين الدخيل والأصيل في الأرض المقدسة ، وأصبحت معادلة قريبة من التعادل الرياضي والبشري ميدانيا على أرض الواقع . والنصر في نهاية المطاف سيكون من نصيب المواطن الصابر المحتسب المدافع عن حياته وكرامته الانسانية في ظل شريعة الغاب العدوانية من الاحتلال والمحتلين اليهود الطارئين الذين سيعودون لمواطنهم الأصلية في يوم ما ، لعله قريب إن شاء الله العلي العظيم . لتتطهر البلاد ويتخلص الثوار من الأنجاس الأشرار ويلحق بهم البوار .
يقول الله الواحد القهار عالم الغيب والشهادة جل في علاه : { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) }( القرآن المجيد – سورة العنكبوت ) .
على أي حال ، سيزول الكيان الصهيوني المصطنع ، صنيعة الاستعمار والاحتلال الاستيطان الاجنبي ، من الامبريالية الغربية والأمريكية ، في الأرض العربية الإسلامية ، الذي هو أشبه ببيت العنكبوت الواهن أمام الصفوف الشبابية الفلسطينية المؤمنة بالله ، ثم بقوة الارادة الشعبية ، المتراصة كالبنيان المرصوص لصد المكائد والخبائث الجهنمية التي ستهزم أمام فرسان انتفاضة القدس المباركة .
والله ولي المؤمنين . سلام قولا من رب رحيم .