منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو 

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو  Empty
مُساهمةموضوع: المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو    المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو  Emptyالجمعة 15 يناير 2016, 4:18 am

المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو 
الإلغاء وإعادة البناء .. للبقاء لا الفناء ..
انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ

د. كمال إبراهيم علاونه 
أستاذ العلوم السياسية والإعلام 
نابلس – فلسطين 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41) لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (48) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49) إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50) قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52)}( القرآن المجيد – سورة التوبة ) . 
وورد في مسند أحمد – (ج 45 / ص 281) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ” .
مع الذكرى الثانية والعشرين لتوقيع اتفاقية أوسلو بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني ،( 13 ايلول 1993 – 2015 م ) ، برعاية أمريكية وعربية في واشنطن ، وما تبعها من ملاحق من اتفاقية القاهرة في أيار 1994 واتفاقية نقل الصلاحيات المدنية عام 1995 ، لا بد من تقييم وتغيير الأوضاع العامة سياسيا وأمنيا واقتصاديا واعلاميا ، في فلسطين ، والعلاقة مع الكيان الصهيوني بقيادة حكومة تل أبيب ، : 
– إعلان البدء بتطبيق دولة فلسطين المحتلة على الأرض .. لإعادة وضع خريطة فلسطين على الخريطة السياسية العالمية .. وهذا يتطلب الآتي : 
إنتخابات رئاسية جديدة .. انتخابات برلمانية جديدة .. 
عدم تولى شخصية فصائلية واحدة لأكثر من مسؤولية واحدة .. 
مقر هذه الدولة في فلسطين ، وقيادتها تتوزع داخليا وخارجيا .. 
الرئيس له نائبان : نائب في الداخل ونائب في الخارج .. 
وحكومة وطنية فلسطينية تشغلها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية المنتخبة الجديدة .. 
– إعادة تشكيل م ت ف على أسس كفاحية جديدة .. هذه المنظمة الفلسطينية اصبحت تحتضر في غرفة الإنعاش السياسي .. لا بد من التغيير والتبديل ودخول فصائل إسلامية فاعلة على الساحة المحلية والاقليمية والعالمية .. عقد المؤتمر الخاص بالمجلس الوطني الفلسطيني في الخارج بعد الانتخابات العامة لهذا المجلس .. لا يمكن عقد هذا المجلس في رام الله المحتلة .. 
تبني منظمة التحرير الفلسطينية استراتيجية وطنية شاملة بمشاركة الكل الفلسطيني .. سياسيا وتنظيما وإداريا وايديولوجيا وعسكريا واقتصاديا واعلاميا وثقافيا .. 
تعقد حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة ، أول جلسة لها في عاصمة عربية أو إسلامية أو صديقة ، وتتخذ القرارات التالية : 
– أول قرار لهذه الحكومة إعلان التعبئة القومية الشاملة .. حالة الطوارئ القصوى .. 
– وثاني قرار : إلغاء اتفاقية أوسلو كليا وملحقاتها وتبعاتها .. هذه الاتفاقيات تحطمت في عملية الجدار الواقي الصهيوني عام 2002 .. هذه الاتفاقية استخدمتها حكومة تل أبيب للتقاسم الوظيفي الإداري والمدني للفلسطينيين وتولى الجانب الصهيوني للشؤون السياسية والأمنية والاقتصادية .. اتفاقية أوسلو انتهت صلاحيتها في 4 ايار 1999 .. 
– وثالث قرار : إلغاء اتفاقية باريس الاقتصادية بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني .. هذه الاتفاقية فشلت ما بين 1994 – 2015 .. هذه الاتفاقية أبقت على تبعية الاقتصاد الفلسطيني للاقتصاد الصهيوني ، ومكنت هذه الاتفاقية حكومة الاحتلال الصهيوني من القرصنة المالية بمعاقبة السلطة الفلسطينية بحجز أموال المقاصة والضرائب التي هي حق طبيعي اقتصادي للشعب الفلسطيني .. 
– ورابع قرار : حل السلطة الفلسطينية .. هذه السلطة الوهمية فشلت ، قدمت خدمة جيدة للشعب الفلسطيني ولم تعد تصلح الآن كونها متلقية للأوامر والابتزاز والاملاءات الامريكية والصهيونية والغربية ، فعجزت عن حماية المواطن الفلسطيني أو المسجد الأقصى المبارك ، أو الأرض الفلسطينية ، ولكنها خدمت الاحتلال اكثر مما خدمت الشعب الفلسطيني وخاصة مسألة التعاون الأمني دون مقابل .. تصعيد الاستيطان اليهودي .. القمع المبرمج للفلسطينيين .. 
الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة للسلطة الفلسطينية ، قمعت المقاومة الفلسطينية والمعارضين لها بالاعتقال السياسي المفتوح ، وقطعت أرزاقهم ولاحقتهم عائليا وشخصيا ، فيما يسمى شهادة حسن السلوك ، رغم هزالها وضعفها على الأعداء ..

السلطة الفلسطينية بحاجة لشهادة حسن سيرة وسلوك من الشعب ومن الفصائل الوطنية والإسلامية كافة ، وليس العكس .. 
فلا داعي لحصول المواطن الفلسطيني على شهادة حسن السيرة والسلوك من الأجهزة الأمنية لإنشاء مصلحة اقتصادية أو خدمية او ثقافية أو سواها ، بل يمكن أن يتم تحصيلها من الشرطة الفلسطينية والقضاء الفلسطيني ووزارة القضاء فقط لا غير ، على أسس حرمان أصحاب الجرائم والجنح والمخالفات الجنائية من شهادة حسن السيرة والسلوك ، لا على المسائل الأمنية أو الاقصاء الوظيفي أو الابعاد السياسي اللعين .. كفى .. كفى .. كفى .. 
أتمنى أن اسمع فلسطينيا واحدا يمدح السلطة الفلسطينية منذ انتفاضة الأقصى المجيدة .. سرا أو علنا باستثناء المنافقين .. كل الآراء والتوجهات الوطنية والاسلامية تذم السلطة الفلسطينية .. إذا فحل هذه السلطة الفلسطينية ذات التقاسم الوظيفي الممسوخ ، فأضحت سلطة بلا سلطة كما يرد القائمون عليها : سياسيا وإداريا واقتصاديا واعلاميا .. لقد اصبح حل السلطة الفلسطينية مطلبا شعبيا حيويا للانتقال والتغيير من هذه المرحلة الانتقالية الهشة ، لمرحلة كفاحية أخرى .. وهي دولة فلسطين تحت الاحتلال الأجنبي الصهيوني .. وما يتبعها من مطاردة فلسطينية داخلية وخارجية ، محلية وإقليمية وعالمية للكيان الصهيوني وحكومته القابعة في تل أبيب .. 
– إلغاء مبادرة ( السلام العربية ) … المطروحة في بيروت منذ 2002 .. لا قبول صهيوني لها ، وبالتالي من العار على العرب الابقاء في طرحها .. عيب أن تبقى دول عربية تستدر العطف اليهودي – الصهيوني .. 
كلمة أخيرة .. أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ
يقول الله العلي العظيم عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}( القرآن المجيد – سورة التوبة ) . 
فليرحل دعاة التقاسم الوظيفي الفلسطيني الصهيوني ، من أصحاب الوكالات السياسية والامنية قبل أصحاب الوكالات الاقتصادية قبل فوات الأوان .. 
لا تخافوا من المستقبل القادم .. فالمستقبل القريب والبعيد ، للشعب الفلسطيني والطائفة المنصورة .. فسيندحر الطغاة البغاة الغرباء الدخلاء الطارئون في الأرض المقدسة ، عاجلا أو آجلا ، فأهل الأرض المباركة هم أصحاب الجمعة وليسوا أصحاب السبت .. 
يقول الله الواحد القهار جل شأنه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)}( القرآن المجيد – سورة الصف ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو  Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو    المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو  Emptyالخميس 20 سبتمبر 2018, 10:44 am

لماذا فشل اتفاق أوسلو ولماذا تسقط صفقة القرن؟
شفيق ناظم الغبرا
Sep 20, 2018

مر ربع قرن على الاتفاق الذي وقع في أيلول/سبتمبر 1993 بين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات من جهة ورئيس الوزراء الاسرائيلي إسحاق رابين. في ذلك الوقت توفرت بيئة دولية واقليمية متفائلة بامكانية ايجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي وعلى الاخص للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وقد تضمن اتفاق أوسلو خطوات، لنشوء سلطة فلسطينية في مرحلة أولى، ثم يبدأ التفاوض بين هذه السلطة وإسرائيل على القضايا الشائكة: اللاجئون و حق العودة والقدس والحدود والسيادة والمستوطنات وغيرها من القضايا. وقد وضع في اتفاق اوسلو شرط اساسي: أن يتم الانتهاء بإتفاق حول كافة القضايا قبل مرور خمس سنوات على الإتفاق.
وبالفعل نشأت السلطة الفلسطينية حسب الإتفاق وعاد عرفات مع الكثير من المقاتلين وأعضاء حركة فتح ومنظمات العمل الفدائي إلى فلسطين في غزة ورام الله (تجاوز عدد العائدين مع عائلاتهم المائة الف). في تلك الحقبة كانت الولايات المتحدة تملك ما يقارب النصف مليون جندي في منطقة الخليج وذلك في اعقاب تحرير الكويت عام 1991، بل كانت الولايات المتحدة في أوج قوتها العالمية بعد إنتصارها المدوي في الحرب الباردة على غريمها التاريخي الإتحاد السوفييتي، خاصة مع إنهيار الشيوعية في معظم دول العالم وخاصة في أوروبا الشرقية.
ومنذ التوقيع على إتفاق أوسلو حذرت أصوات فلسطينية ومنها صوت إدوارد سعيد المفكر الفلسطيني الأمريكي من أن الصهيونية عاجزة عن تقديم حل للصراع، وأن الصهيونية لن تقبل بدولة فلسطينية مستقلة مهما تنازل لها الفلسطينيون، فإسرائيل لن تتراجع عن المستوطنات وتمددها ولا عن القدس واحتلالها ولا عن يهودية الدولة وعنصريتها، ولن تقبل بعودة اللاجئين ولن تعترف بكل الكوارث التي بدأت منذ النكبة في العام 1948.
وبالإمكان القول بأن رؤية الزعيم الفلسطيني عرفات لم تخرج عن سعيه لتجربة طريق آخر خاصة مع تراكم المصاعب أمام الحركة الفلسطينية. لهذا أخذ عرفات من منفاه التونسي بمبدأ بورقيبة: خذ وطالب، وأخذ بمبدأ تخليص ما يمكن تخليصه والقبول بحل يمنع خسارة المزيد من الأرض والحقوق.
لكن الحقائق على الارض هي التي فرضت ذاتها على كل الاطراف، فقد إغتال متطرف يميني إسرائيلي رئيس الوزراء إسحاق رابين (الذي وقع على الاتفاق مع عرفات) في العام 1995، متهما رابين بالخيانة والتنازل عن أرض يهودية( الضفة الغربية). منذ تلك اللحظة تغيرت الموازين وبدأت الاوضاع تسير نحو التراجع الاسرائيلي عن أوسلو. إن المدرسة التي مثلها نتنياهو وبالطبع شارون وزير الدفاع السابق وجنرالات الليكود وتيار اليمين الإسرائيلي لم تكن متقبلة لفكرة سلام متوازن مع الفلسطينيين.
تلك الاجواء خلقت تناقضات كبرى في الساحة الفلسطينية، فقد عمقت الشرخ بين حماس وفتح، إذ طورت تلك التطورات تمسك حماس بمشروع العمل المسلح وذلك انطلاقا من أن أوسلو لم ينه الاحتلال ولا يستطيع إيقاف الحروب التي تشنها إسرائيل. ويمكن القول إن ياسر عرفات اكتشف في لحظة ما خاصة بعد اغتيال رابين بأنه خدع، اذ شاهد كيف بدأت الأمور تتغير بفضل ضغط اليمين و بفضل وصول نتنياهو لرئاسة الوزراء عام 1997.
ومع ذلك وافق عرفات بعد سقوط نتنياهو على مبدأ التوصل لإتفاق سلام منسجم مع اتفاق أوسلو مع الرئيس كلينتون ومع حكومة حزب العمل برئاسة إيهود باراك الذي فاز في إنتخابات مبكرة عام 1999. لكن باراك كان يخشى من أن يلقي مصير إسحاق رابين، وهذا دفعه للتشدد. وعندما وصل عرفات لواشنطن العاصمة في تلك المفاوضات من العام 1999 وجد سيناريو ونتائج مفاوضات مجهزة بصورة مسبقة، ووجد أن الوفد الأمريكي يتعامل معه تماما كالوفد الاسرائيلي : محاولة فرض حل من جانب وفق المطالب الاسرائيلية. لهذا لم يكن مقبولا للفلسطينيين ما طرح عليهم في كامب ديفيد، بل اخذ عرفات موقفا صلبا أمام اصرار الرئيس الأمريكي كلينتون.
الاتفاق المطروح لم يكن ليضمن للفلسطينيين السيادة على القدس وعلى كل أراضي الضفة الغربية ولم يكن يتضمن الاتفاق اي جانب من جوانب حق العودة للفلسطينيين، كما أن اصرار رئيس الوزراء الاسرائيلي باراك على تنازل الفلسطينيين عن كل القضايا المعلقة أنهى فرص الاتفاق. لهذا انتهى مؤتمر كامب ديفيد للفشل. وبينما سبق لعرفات أن قال لكلينتون عندما وجه اليه الدعوة الاولى لحضور لقاء كامب ديفيد إن الظروف لتحقيق اتفاق نهائي غير متوفرة، وانه يطالب كلينتون عند حضوره أن لا يلومه لو لم يقع اتفاق. وقد وعد كلينتون بذلك لضمان مجيئ عرفات.
لكن الرئيس كلينتون إرضاء لإسرائيل، وخلافا للحقيقة وللوثائق التي خرجت عن اللقاء، أعلن بأن عرفات هو المسؤول الأول عن فشل المفاوضات. بعد ذلك سارت الأوضاع نحو المواجهة. فقد ذهب ارييل شارون (الذي كان قد عزل عن العمل السياسي لسنوات طوال بسبب دوره في مجزرتي صبرا وشاتيلا عام 1982) في زيارة استفزازية (اقتحام) للمسجد الاقصى عام 2000، وقد شكل ذلك الاقتحام المدخل لانفجار الأوضاع وبداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت عام 2000 لم تكن مسلحة، لكن عرفات شجع عليها انطلاقا من خيبات الأمل منذ وقع على اتفاق أوسلو. لكن الانتفاضة ستنتقل فيما بعد للحالة المسلحة وذلك بسبب قيام الجيش الاسرائيلي بقتل مئات الفلسطينيين بدم بارد، ثم بسبب وصول شارون للحكم في بداية 2001. ستكون الإنتفاضة الثانية مع تطورها نحو 2001 بمثابة حرب حقيقية بين إسرائيل والفلسطينيين، وستستمر لسنوات عدة للعام 2005، أثناء الانتفاضة قتل الوف الشبان والمقاتلين الفلسطينيين وجرح 48 الف فلسطيني، وأعاد جيش الإحتلال الإسرائيلي احتلال الضفة الغربية. ومنذ 2002 فرض الجيش الاسرائيلي حصار على ياسر عرفات في مقر قيادته في رام الله، وبدأت اسرائيل بتشييد جدار حول مدن وقرى الضفة الغربية.
الجدير بالذكر ان الاستيطان في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية العربية، وهو من اكثر القضايا اثارة للرأي العام الفلسطيني، لم يتوقف في أي من المراحل التي جاءت بعد توقيع اتفاق اوسلو، لكن في المقابل وصلت وتيرة الاستيطان لقمتها مع وصول شارون للحكم عام 2001. في تلك الحقبة في 2001 ثم في 2002 قام شارون باغتيال عدد كبير من قادة الفلسطينيين منهم الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى، وفي المقابل وقعت مئات العمليات الفلسطينية في المستوطنات وفي اراضي فلسطين ضد جنود ومواقع الاحتلال. وتشير الكثير من المصادر لتورط شارون في مقتل ياسر عرفات بالسم اثناء حصاره في رام الله في 2004.
ومنذ اختفاء شارون عن الساحة مع العام 2006 بسبب الغيبوبة استمر الجمود والتدمير المنهجي من قبل حكومات اليمين لكل ما سبق وتم الاتفاق عليه في اوسلو، لهذا تحول الاتفاق مع خلفاء شارون ومع نتنياهو لهيكل مفرغ، لا معنى لها و لحكم ذاتي محدود في ظل الاحتلال الاسرائيلي.
ان صفقة القرن التي كثر الحديث عنها طوال العام 2017 ـ 2018 لم تكن بالتالي اكثر من إعلان وفاة أوسلو. إن الفارق بين أوسلو وصفقة القرن كبير. ففي أوسلو قدمت وعود بنقاش حقيقي وتأمين حلول لمشكلات قائمة منها الإحتلال والحصار والاستيطان والقدس والانسحاب من غزة والضفة الغربية والسيادة ووجود مطار وميناء ومؤسسات وجمارك ومنافذ وسيادة.
أما صفقة القرن فهي لا تقدم شيئا. الرهان الإسرائيلي كما الأمريكي على أن دول عربية كبرى بامكانها ان تصنع سلاما يتجاوز الشعب الفلسطيني مبالغ به على كل صعيد. قد تقترب هذه الدول من التنسيق وقد تجد لها مصالح محدده، لكنها لأسباب ذاتية وداخلية وعربية وإسلامية لن تستطيع هذه الدول أن تسير في خطة لا تشمل القدس ولا تشمل موافقة الفلسطينيين الواضحة. بل مع إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ومع إعتراف أمريكا بالقدس عاصمة موحدة لاسرائيل فأن فرص السلام سقطت بالكامل، بل يجد الرئيس أبو مازن وهو من اكثر الفلسطينيين مرونة انه لا يستطيع القبول بما تطرحه إدارة ترامب. بل سيسجل التاريخ بأن ترامب انهى حتى الامل بإمكانية السلام. لقد عاد الصراع لابجدياته الأولى.
الحالة الفلسطينية الراهنة مثقلة بالجراح، لكنها بنفس الوقت شديدة المعرفة بنقاط قوة ونقاط ضعف العدو، وهي بنفس الوقت تتحلى بالذكاء الفطري في ظل أكثر من مائة عام من الصراع، هذا الذكاء الفطري يفرض على الشعب الفلسطيني أن تبقى على الارض وان يتمسك بالحقوق والمنازل والمدن والمناطق، كما يفرض عليه تطوير ألية مؤسساته وان يعتني بالمعرفة والتعليم وبناء القدرات. بيد الفلسطينيين أوراق هامة في غزة وفي الضفة وبين الفلسطينيين في المناطق التي قامت عليها اسرائيل كما وفي القدس المحتلة وفي الشتات الواسع. لدى الفلسطينيين ايضا اوراق أساسية تتلخص بعدالة قضيتهم ودعم الشعوب العربية والإسلامية بل والكثير من شعوب العالم لقضيتهم. لازال الشعب العربي الفلسطيني حتى اللحظة منافس حقيقي للصهيونية على ذات الارض وفي الجغرافيا الممتدة عبر فلسطين من النهر للبحر. حتى اللحظة فالحد الأدنى من الشرعية الإسرائيلية غير مكتمل لأنه متوقف على قبول الفلسطينيين بالسلام وفق قيم واضحة للعدالة والحقوق.

٭ استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت

شفيق ناظم الغبرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو  Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو    المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو  Emptyالخميس 20 سبتمبر 2018, 10:45 am

المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو  19qpt9632



لماذا فشل اتفاق أوسلو؟
لم يتم الوصول إلى أغلبية إسرائيلية تؤيد تنفيذ الشروط التي وضعها الفلسطينيون
صحف عبرية
Sep 20, 2018

لقد جاء يوم الذكرى الـ 25 لاتفاقات أوسلو بفيض من التحليلات والنقاشات في وسائل الإعلام المتعلقة بالجهود من أجل عقد السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ماذا كان سيحدث لو أنه…؟ ماذا كان يمكن أن يحدث؟ من المسؤول عن الفشل في تطبيق الطموحات النبيلة لمن بادروا ووقعوا على اتفاقات أوسلو؟
هل كان ذلك هو المعارضة للاتفاق من جانب اليمين الإسرائيلي؟ هل كان ذلك عدم استعداد ياسر عرفات للقيام بالخطوة الأخيرة؟ أم أن الإرهاب الفلسطيني هو المسؤول عن الفشل؟ من ناحية ما، من المعقول الافتراض أن كل ذلك أسهم في الوصول إلى النتيجة. في نهاية الأمر كل اتفاق سلام يتم التوصل إليه بين زعماء إسرائيل وزعماء جارة من الجارات العربية، مرتبط بقدرة كل قيادة على تطبيقه والوصول إلى الهدف النهائي الذي وضعته لنفسها.
هنا يكمن الفرق بين الديمقراطية وحاكم شمولي. عدم التناظر هذا الذي يميز إسرائيل وجيرانها، يمكن أن يقرر النتيجة. وللحكام الشموليين القدرة على تطبيق اتفاق ـ حتى لو كان لا يحظى بشعبية في أوساط السكان ـ بواسطة الوسائل التي لديهم: المخابرات، ونظام الحكم، والجيش، والإعلام. في الديمقراطية ليس بالإمكان فرض سلام على المواطنين، ودعم المواطنين وغيابه هو الذي يحدد النتيجة النهائية.
التوثيق التاريخي يتحدث عن نفسه. اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر تم تطبيقه على يد أنور السادات ووريثه حسني مبارك والآن على يد حاكم مصر الحالي عبد الفتاح السيسي، رغم العلامات الكثيرة التي تدل على أنه لا يحظى بتأييد أغلبية الجمهور المصري. مناحيم بيغن نجح في الحصول على دعم ساحر للاتفاق في الكنيست، وهذا الدعم يواصل الوجود حتى الآن.
اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن تم تطبيقه على يد الملك حسين ووريثه الملك عبد الله الثاني، رغم غياب التأييد له من جانب الجمهور الأردني. في إسرائيل يحظى الاتفاق بتأييد مطلق تقريبًا من المواطنين. محاولة التوصل إلى اتفاق مع سوريا كانت تستند إلى الافتراض بأن حكامها يستطيعون تنفيذ الاتفاق بعد التوقيع عليه. اختلافات في الرأي بشأن شروطه منعت التوقيع عليه. في الجانب الإسرائيلي ثمة شكوك حول مسألة هل الخضوع لكل مطالب سوريا سيثير معارضة لدى أغلبية سكان إسرائيل. هذا الوضع بقي على حاله منذ الحرب الأهلية في سوريا، التي أدت إلى أن اتفاق السلام بين الدولتين غير ممكن في هذه الأثناء.
بخصوص اتفاقات أوسلو كانت هناك علامات دلت منذ بداية الطريق على وجود معارضة كبيرة في إسرائيل للموافقة على الشروط التي طلبت لتسوية الخلافات مع الفلسطينيين. البعض مثل إسحق رابين، اعتقدوا أن عرفات سينجح في التغلب على كل معارضة فلسطينية (بدون محكمة عليا وبدون بتسيلم)، ولكن تبدد هذا الأمل. عرفات لم يحاول فحسب، بل ثمة دلائل على أنه أيد العمليات الإرهابية.
الاتفاق تم تمريره في الكنيست بأغلبية بسيطة، تم الحصول عليها من خلال تلاعبات ومناورات وحوافز سياسية. كانت هذه محاولة فاضحة لإجبار مواطني إسرائيل على بلع الاتفاق، لكنها فشلت. منذ ذلك الحين زادت معارضة اتفاقات أوسلو في إسرائيل.
مع كل الاحترام لأحلام محبي السلام الإسرائيليين وشجاعتهم، فإن عليهم أن يتذكروا أن المواطنين هم الذين يقررون في نهاية الأمر، ويبقى الحصول على دعم كبير من مواطني إسرائيل شرطًا ضروريًا للتوصل إلى اتفاق سلام مع جيراننا العرب. هكذا تتم الأمور في الديمقراطية، ولا يمكن أن تكون هناك أي طريقة أخرى.

موشيه آرنس
هآرتس 18/9/2018
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو  Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو    المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو  Emptyالخميس 20 سبتمبر 2018, 10:46 am

دروسي من أوسلو

معاريف

حاييم مسغاف

19/9/2018

قبل ربع قرن، في 13 أيلول، وقف يتسحاق رابين وشمعون بيرس في ساحة البيت الابيض ووقعا على إعلان مبادئ بشأن تسوية انتقالية مع م.ت.ف. بيل كلينتون دفع رابين نحو عرفات كي يصافحه، وهذا المشهد المعيب وقع دون أن يقر الكنيست، الهيئة التشريعية، التي يمثل عموم الجمهور، مضمون الاتفاق مسبقا. لم يعرف الجمهور الخطوات التي سبقت احتفال التوقيع او مضمون الرسائل التي تم تبادلها بين رابين وعرفات؛ كما انه لم يعرف أن من شأن إعلان المبادئ أن يمس بحيازة الشعب اليهودي في بلاد إسرائيل.
في الكنيست، كما أسلفنا، لم يجر أي نقاش. الجيش لم يعرف مسبقا بما سيحصل. وبالتالي كان يمكن ليوسي بيلين، الذي كان في حينه نائب وزير الخارجية، ان يخادع رئيس الوزراء وان يشرع في اتصالات مع منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف)، تلك التي اقيمت قبل حرب الأيام الستة بكثير، وكان هدفها المعلن "تحرير" كل الأرض التي غربي نهر الأردن. وهذا ما حصل: فور الاحتفال البائس في واشنطن، عاد عرفات مع الاف المخربين إلى قطاع غزة الذي انسحب منه الجيش، ودماء مئات اليهود بدأ يسفك على رؤوس الاشهاد. مدننا تحولت، لاول مرة منذ حرب التحرير، إلى ميدان قتال.
رابين، الذي بدأت كل الخطوة الحقيرة هذه دون علمه، سارع إلى تهدئة الجمهور، وأعلن في مقابلة مع التلفزيون بان عرفات سيقاتل الارهاب. هذه الاقوال الغريبة اظهرت لكل من كان بحاجة لإثبات أن زعيم معسكر اليسار يتبنى ما بدا لي كدكتاتورية، تقترب من الفوضى السلطوية. فاستخفافه بالجهاز القضائي لم يثر كما كان متوقعا، حفيظة كل اولئك الذين يتحفظون اليوم ضد كل فعل تشريعي، يتم علنا وبشكل ديمقراطي. التحقير الذي كان يكنه رابين لمنظمات الاحتجاج، مثلما للمستوطنين، تتميز به حسب رأيي الانظمة الاستبدادية.
لقد انهارت اتفاقات أوسلو عمليا، ولكن في المعسكر العبثي، الذي يتنكر للإجراء الديمقراطي، ما بعد الصهيوني، ذاك الذي يريد الغاء تميز إسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي، يواصلون الادعاء بان من يمس بالقيم الديمقراطية هم بالذات قادة الحكم الحالي. لا توجد ازدواجية اخلاقية أكبر من هذه. كل خطوة عسكرية أو سياسية تبحث حتى آخر التفاصيل؛ سواء في المحافل الرسمية، في مجلس الأمن القومي وفي هيئات الاستخبارات المختلفة أم في الكنيست. لم تعد توجد ظواهر بشعة بقدر ما كانت عليه تلك التي انكشفت في العهود السيئة لحكومة رابين – بيرس وبعد ذلك في حكومة باراك.
عن آلاف القتلى الذين أحصوا منذ وقعت اتفاقيات أوسلو، من خلف ظهر المواطنين، لم يأخذ احد المسؤولية. لم تتشكل لجان تحقيق. اغتيال رابين لم يقطع شيئا. العرب هم الذين لم يرغبوا في أي مرة في المساومة مع الحركة الصهيونية. ونظرية المراحل كانت دوما هي التي توجه خطاهم. هم الذين رفضوا على مدى السنين اتفاقات الحل الوسط. قبل الحرب العالمية الثانية اعطيت لهم الامكانية لإقامة دولة، ولكن مفتي القدس فضل الارتباط بالنازيين. هناك من يرون فيه أحد المسببات لكارثة يهود أوروبا.
إذن ها هو السيناريو الأكثر احتمالا: دولة فلسطينية لن تقوم؛ لا في يهودا ولا في السامرة. الدولة اليهودية ستبقى إلى الابد الوطن القومي للشعب اليهودي. الحائط الحديدي الذي تحدث عنه زئيف جابوتنسكي سيبقى إلى أن يكون كل هذا مضمونا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المرحلة الفلسطينية المقبلة .. في الذكرى أل 22 – وداعا اتفاقية أوسلو 
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: