ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69938 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
| موضوع: الأردن لاعب رئيسي في الملفات الساخنة الإثنين 18 يناير 2016, 7:02 am | |
| [rtl]الأردن لاعب رئيسي في الملفات الساخنة[/rtl] JANUARY 17, 2016
لطالما احتدم الجدل حول الوضع الأردني نتيجة الأوضاع الصعبة التي تعصف بالأمة العربية وتمزق نسيجه السياسي والاجتماعي والديني والثقافي وتذرع بذور التفرقة والتقسيم والتشرذم. الأردن استطاع أن ينأى بنفسه عن دوامات الربيع العربي الكارثية رغم الشح الهائل في الموارد الطبيعية وخصوصا المائية والعجز المالي الذي تعاني منه الخزينة الأردنية عدا عن زيادة أعداد السكان وتدفق اللاجئين على الأردن من دول الجوار الملتهب. لا أحد يستطيع إنكار دور الأردن في إكرام الضيف ومساعدة المحتاج أودوره المحوري والمركزي في منطقة الشرق الأوسط وفي ترسيخ أسس السلم والأمن العالمي شيء عجزت عن القيام به أعتى الدول وأقواها اقتصاديا وعلميا وعسكريا سواء في الغرب أوالشرق. لكن رغم ذلك يبقى الأردن في وضع صعب ويوم لا ينفع فيه الندم ولا أولئك الذين لا يفوتون فرصة لتوجيه السهام المسمومة لكل من يحاول دق ناقوس الإنذار أوطرح النقد البناء تماشيا مع طروحات القصر الهاشمي الذي طالما طرح مبادرات كلامية تهدف لاشراك المواطنين وخصوصا الشباب منهم للتفاعل وابداء الرأي بدون تحفظ مع الأفكار والرسائل والسياسات والبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطروحة من القصر عبر الحكومات المتعاقبة. كما ذكرت أنفا صحيح أن الأردن منصة رئيسية لتشجيع العلاقات بين الشرق والغرب ولاعب سياسي ورئيسي كبير في كل الملفات الساخنة بحكم التصاقه ببؤر ساخنة في العالم بأسره من الحرب العراقية إلى الحرب السورية والحرب السعودية اليمنية ونقاط الالتماس السني الشيعي والخليجي الإيراني والمخططات الأمريكية والغربية في المنطقة العربية والتصاقه التوأمي بالقضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الا أن نقاط القوة هذه يمكن أن تحول الأردن وبرمشة عين واحدة إلى سفينة غارقة وبدون مرساة نجاة. أولا: تدفق اللاجئين المستمر من دول الجوار لن ينقطع مع استمرار الحرب الأهلية السورية واستمرار معاناة السوريين وانسداد أي أفق سياسي لأي حل في المدى القريب وكما أعلن الملك أن استضافة اللاجئين قد تستمر لسبع عشرة سنة على الأقل وهذا يؤكد على احتمالية توطين السوريين على الأراضي الأردنية تماما كتوطين اللاجئين الفلسطينيين منذ 1948 وتحويل وعود عودتهم القريبة إلى ديارهم التي هجروا منها عنوة إلى مجرد أوهام وأضغاث أحلام واهنة يصعب تطبيقها عمليا، وهذا ينطبق على أكثر من مليون لاجئ عراقي أعطي الكثير منهم جوازات سفر أردنية وجنسيات تماما كالدول الغربية وباختلاف جوهري أن الأردن ضعيف جدا مائيا واقتصاديا نتيجة فشل الحكومات الأردنية المتعاقبة عن سداد عجز المديونية الأردنية من ديون الأردن المتراكمة من البنوك والمؤسسات الدولية والعجز عن معالجة الأسقام والأمراض الاجتماعية. ثلثا الشعب الأردني من الشباب تتراوح نسبة البطالة بين صفوفه بنسبة تزيد عن ثلاثين في المئة وتنتشر بين صفوف البعض منهم الآفات الاجتماعية الخطيرة كالدعارة والمخدرات ويجب التنويه للحقيقة المرة بأن الأردن يحتل المرتبة الثانية بأعداد المنتسبين تنظيم الدولة واحتمالية عودتهم بعد انتهاء الحرب أوتسلل البعض منهم إلى الأردن كلاجئين واحتمالية وجود خلايا نائمة تستعد للقيام بأعمال ارهابية واذا كانت فرنسا وتركيا والكويت واندونيسيا والسعودية والعراق ومصر وفلسطين مناطق استهدفها الارهاب الدولي فما الذي يستبعد استهداف الأردن بعمليات ارهابية؟ وماذا عن القضية الفلسطينية وتطور الأحداث في الضفة الغربية المحتلة واستمرار اسرائيل بانتهاك اتفاقية السلام مع الأردن بشأن اقتحامات المستوطنين المستمرة للمسجد الأقصى المبارك وتغاضي الحكومة الإسرائيلية عن الوصاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية وخصوصا الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك. الأردن بفضل اسرائيل يعاني من تهميش دوره التاريخي الديني وهناك مخاوف من تحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين مع انسداد آفاق الحلول السلمية وتوقف تام لعملية السلام المتعثرة أصلا منذ انطلاقتها من أوسلووتوتر ملحوظ للعلاقة الأردنية مع السلطة الفلسطينية المحفوفة بالريب والشبهات ولطالما عبر الساسة الأردنيون عن مخاوفهم من تهميش الدور الأردني وتجاوزه في مفاوضات فلسطينية إسرائيلية سرية شبيهة بمفاوضات أوسلوالتي جرت خلف ظهر الأردنيين رغم كون الأردن شريكا أساسيا بقضايا القدس والضفة الغربية واللاجئين والمياه والحدود والمعابر والأمن والوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية. الأردن وضعه صعب ولا يحسد عليه ومن الواجب الأخذ بالحيطة والحذر والإبتعاد عن الشعارات والمزايدات العقيمة والنفاق السياسي التي لا تسمن ولا تغني من جوع. د. منجد فريد القطب |
|