منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 خنساء من فلسطين..لنبكي فلسطين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

خنساء من فلسطين..لنبكي فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: خنساء من فلسطين..لنبكي فلسطين   خنساء من فلسطين..لنبكي فلسطين Emptyالجمعة 12 فبراير 2016, 12:06 am

الخنساء وأبنائها الشهداء الأربعة؟
من هي الشاعرة رحاب كنعان "خنساء فلسطين" وهذا اللقاء الذي تم بابنتها بعد أن أضاعتها طفلة؟ والتقت بها صبية بالصدفة؟

خنساء من فلسطين..لنبكي فلسطين 349

رحاب كنعان.. ذاكرة المجازر بحق الفلسطينيّين

تحفظ رحاب كنعان، الملقبة بـ "خنساء فلسطين"، حتى اليوم، مشاهد جرت أمامها في تل الزعتر في عام 1976، وفي صبرا وشاتيلا عام 1982. فالمنطقتان اللبنانيتان استشهد فيهما 54 فرداً من عائلتها، في مجزرتين كانتا من أسوأ المجازر التي ارتكبت في حق الفلسطينيين. 

في داخل شقة في حي تل الهوا في غزة، تجلس رحاب كنعان (62 عاماً) بين صور لأفراد عائلتها الذين فقدتهم بالكامل، وصور للشهداء والرموز الوطنية الفلسطينية. تقول لـ "العربي الجديد": "عشت أياماً مرّة في مخيم تل الزعتر. هناك أمضيت كلّ طفولتي". 

هُجّرت عائلة كنعان من بلدة قديثا، في قضاء صفد المحتلة، وتوجهت إلى مخيم البرج الشمالي في مدينة صور، جنوبي لبنان. لكنها انتقلت بعد ذلك إلى مخيم تل الزعتر شرق العاصمة بيروت. تقول كنعان: "في تل الزعتر، كانت العائلات تعاني الفقر الحاد، وكنا نعتمد على الحطب لإشعال النار للطبخ". أما على الصعيد الصحي فكانت هناك عيادة واحدة في كلّ المخيم يعمل فيها طبيبان فقط. من دون قدرة على استيعاب المرضى. وهو ما أدى إلى الكثير من الوفيات. كما لجأ كثير من أهل المخيم إلى المداواة بالطب الشعبي. ومع ذلك "كان مخيم تل الزعتر حضناً دافئاً للفقراء. فقد بدأ بستين عائلة من المهجرين، ووصل إلى 21 ألف لاجئ فلسطيني و14 ألف لبناني قبل الحرب". 

تزوجت كنعان عام 1969 من قريبها، وأنجبت ماهر وميمنة. وفقدت في مجزرة تل الزعتر عام 1976 والديها وخمسة أشقاء و3 شقيقات، بالإضافة إلى أعمامها وأخوالها جميعهم. 
هذا الواقع أثر بشكل سيئ في حالتها النفسية. وأدى إلى انفصالها عن زوجها. وذلك قبل أن تأتي الفاجعة الأخرى بعدها بسنوات في مجزرة صبرا وشاتيلا. وهي المجزرة التي وجدت فيها اسم ابنها من ضمن قائمة الشهداء. اما ابنتها فاعتبرت في عداد المفقودين. 

يومها، غادرت كنعان مع زوجها الثاني إلى تونس. وبعد قيام السلطة الفلسطينية، جاءا إلى قطاع غزة. وبعد 22 عاماً على مجزرة العام 1982، تلقت اتصالاً من قريبة لها في بيروت تخبرها عن عثورها على ابنتها. عندها سمعت للمرة الأولى منذ ذلك الوقت صوت ابنتها عبر اتصال من خلال قناة لبنانية. لتقوم بعدها قناة إماراتية بمفاجأة الأم والابنة بلمّ شملهما على الهواء مباشرة. 

تعتبر كنعان اليوم شاعرة معروفة. ولديها عدد من المؤلفات، منها "تل الزعتر"، و"مملكة التنك"، و"جمهورية الثوار". كما تشارك بقصائدها في العديد من المحافل الوطنية. وهو ما منحها لقب "خنساء فلسطين".



رحاب كنعان والملقبة بخنساء فلسطين فقدت 54 شخصا من عائلتها في مجزرة صبرا وشاتيلا بلبنان؟

وشاء الله تعالى أن تنجو طفلتها الصغيرة واسمها ميمنة ذات الثماني سنوات من المجزرة حيث قام أحد جيرانها بتربيتها في أحد مخيمات لبنان إلى أن كبرت ولم تعلم الأم أن ابنتها قد نجت من المذبحة، ولم يعلم أحد كذلك أن الأم نجت أيضا. 

من لبنان سافرت الأم الشاعرة إلى تونس وتزوجت هناك وبقيت لمدة 15 سنة ولم تسمح لها السلطات اللبنانية بالعودة لزيارة لبنان مرة أخرى حيث أن كل فلسطيني في لبنان يفقد العودة إذا خرج ولم يعد خلال 6 أشهر. 

في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية كانت الشاعرة الفلسطينية رحاب كنعان تظهر على الفضائية الفلسطينية لقراءة بعض من شعرها الوطني، فشاهدها احد جيرانها ايام مجزرة صبرا وشاتيلا فعرفها من الاسم، بعدما ظن الكل انها ماتت، وأخبر ابنتها ميمنة أن أمها على قيد الحياة وتعيش في غزة، فذابت ابنتها من الفرح. 

عرفت بالقصة قناة أبو ظبي وقاموا مشكورين بترتيب لقاء للأم مع ابنتها دون معرفة الأم. 

حيث أرسلت القناة دعوة للبنت لزيارة دولة الأمارات لمشاهدة أمها هناك. 

ثم وجهوا دعوة للأم لزيارة دولة الأمارات لاستعراض اخر دواوينها الشعرية والحديث عن معاناتها بسبب المجزرة، وفاجأت القناة الأم الشاعرة عندما أحضرت لها البنت. 

وكان هذا اللقاء المؤثر بين الأم وابنتها.

https://www.youtube.com/watch?v=iVrMNsrDtjo




https://www.youtube.com/watch?v=Wk1pwy1CYSc

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

خنساء من فلسطين..لنبكي فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: خنساء من فلسطين..لنبكي فلسطين   خنساء من فلسطين..لنبكي فلسطين Emptyالجمعة 12 فبراير 2016, 12:46 am

في بيتنا كتاب

تل الزعتر مملكة التنك وجمهورية الثوار شاهد على التاريخ

لـ / رحاب كنعان


 
كل ما اقرأ عن فلسطين يزداد قلبي وجعًا على وجع ، يتحدث هذا الكتاب بدايةً عن مخيم تل الزعتر في لبنان وقد كان الكتاب في بدايته تقريريًا نوعًا ما ، وفي جزئه الثاني ينتقل لحصار المخيم ، ومن ثم المجزرة التي وقعت فيه بحق اللاجئين الفلسطينيين عام 1976 م .

يروي الكتاب معاناة الفلسطينيين على أرض عربية شقيقة ، بدلاً من أن يمدوا يد العون لهؤلاء المعترين ، أقاموا لهم المذابح والمسالخ خوفًا من أن يحتل الفلسطيني أرضهم ، يا سادة ، نحن لا نرضى عن فلسطين بديلاً ، ليتهم يعرفون .. ليتهم يوقنون بأن لا بديل لنا عن فلسطين.

وفي الجزء الأخير تسرد الكاتبة قصص حقيقية مرعبة وتفاصيل المذبحة على لسان أصحابها ، قصص يشيب لها رؤوس الصغار.

كاتبة هذا الكتاب هي الشاعرة الفلسطينية رحاب كنعان والتي فقدت 51 فرداً من عائلتها في تلك المجزرة.

كتاب يستحق القراءة لأنه يوثق مرحلة مهمة من التاريخ الفلسطيني الأليم.


رحاب كنعان .... خضبت الوجع بأنهار الأمل
 

المرأة التي خضبت الوجع بأنهار الأمل
هداية شمعون **


لقد كان عطاء المرأة الفلسطينية مميزًا مما زاد الصورة إشراقًا، حيث نذرت المرأة الفلسطينية نفسها لأجل أن يحيا الآخرون، وحملت ولدها جريحًا أو شهيدًا تزغرد له وتبكي، لكنها بقيت صامدة ولم تترك مكانها النضالي شاغرًا. وهنا تقول رحاب كنعان: 

تحضر قبورهم وصورهم المتناثرة إلى أشعاري 

نزيف الكلمات المكلومة له مذاق موجع إلى حد الموت... 

تدفقت كلماتها وحروفها النارية مع دموع القهر واللوعة.. بينما نحن ننكأ جراحها بقلمنا! 

رحاب كنعان... ليست ككل النساء... فقد احتملت ما لا يطيقه البشر!. 

امرأة الفصول الأربعة.. امرأة من وجع.. ومرارة في الحلق تكبر.. رسموا لها طريق الآلام. وألقوها في أتون الوحدة... ولكن بقيت ما بقي الوطن والأمل... 

فقدت واحدًا وخمسين شهيدًا في يوم واحد!!! 

رحاب تحتضن واحدًا وخمسين شهيدًا من عائلتها في صومعة الذكرى؛ إذ فقدت الأم، والأب... الإخوة، والأخوات في مجزرة تل الزعتر، تلتقيهم وهي رافعة الرأس شامخة، لكن يأبى الحزن إلا أن يظللها مرة أخرى فينتقي ابنها ماهر شهيدًا في صبرا وشاتيلا.. 

أية امرأة هي تلك التي تنهض من رقادها وتحمل حزنها في كف وموتها في الكف الآخر؟ ولتضرب أروع الآيات في النضال والصمود وقوة الإرادة والصبر.. ليفخر الحجر والشجر بها. لم تكتفِ بالصمود، بل أبدعت من ألمها، ورسمت من مداد دمها الشعر؛ لتفجر طاقاتها الكامنة، وتبدأ طريقها ككاتبة مقدامة.. فكان كتابها الأول: "تل الزعتر: مملكة التنك وجمهورية الثوار شاهد على التاريخ". 

بدمعة من حنين 

ناديت من جندلتهم القنابل 

بحثت عنهم بين ركام المنازل 

كلمتني بقايا الجدران 

بهذه الكلمات تبتدئ رحاب حديثها قائلة: 

"ولدت في لبنان في العام 1959م. وكانت أسرتي قد هاجرت من قرية "قديثا" قضاء صفد إثر نكبة العام 48. وسكنت الأسرة المهجرة في مناطق عدة من لبنان إلى أن استقر بها في مخيم "تل الزعتر" بيوتنا كانت من تنك وصفيح. كنا نبلل الأرض بالماء لنتمكن من الجلوس على قطع الخيش ونتحامل على وجعنا من هذه المعيشة، حلّق والدي بعينه قائلاً: "غدًا سنعود إلى بلدنا؛ اصبروا فلم يتبق الكثير...". أذكره جيدًا وقد كنت صغيرة، كان يتحدث عن قريته حتى إنه شوقنا لرؤيتها، فكنا ننسى للحظات حياة الذل والهوان التي كنا نعيشها.."... 

وتكمل رحاب: "كنت أنقل دائمًا الماء النظيف أنا وأختي، أحمل تنكة صغيرة طوال اليوم. نذهب ونجيء، تجرعنا المهانة والذل في طوابير الوقوف كي نذهب للحمامات العامة، فلم يكن يسمح لنا الدرك بإضافة أي بناء لبيوتنا المتهالكة". 

وتلوح شبه ابتسامة على شفتيها وتقول: "كانت أمي تجلس وتراقبني حين أذهب للحمام، وتبقى في انتظاري إلى أن أعود، فتأخذني من يدي للبيت خوفًا عليّ. 

وتتقطع الكلمات في فم رحاب؛ فتنهمر دموعها إيذانًا بنوبة غضب جامح، وتكمل ونشيجها يدق أبواب السماء، كنا نعود ونتحلق حول أبي الذي كان يحدثنا دومًا عن فلسطين، لعلنا نصبر على عذاباتنا: ثم نعود لنلعب بالتراب وعندما بلغت الرابعة عشرة تزوجت. كنت أزور أهلي دومًا مع طفلي "ميمنة" و"ماهر"، فغمرني حنان الإخوة والأخوات. وتدثرت بحنان أمي وأبي، رغم بؤس المخيم وحياته الصعبة". 

كيف رحلوا 

وعندما بدأ حصار المخيم كنت أتابع الأخبار، وكنت أذهب يوميًّا للسؤال عن الجرحى من عائلتي، كان الحزن العميق يغمرني؛ لأني كنت بعيدة عنهم، لكن قلبي كان دائم الخفقان عليهم قلقًا في كل حين. 

وتتابع رحاب: "كانت أمي توصي الجميع قائلة: لا تتجمعوا في مكان واحد.. تفرقوا في الملاجئ كي لا تموتوا جميعًا!! إلا قبل يومين من سقوط المخيم. فقد تجمع الأقارب في ملجأ واحد، ذلك أن القلق قد نهش قلوبهم على بعضهم البعض؛ فكأنما لسان حالهم يقول: "لنمت معًا أو لنحيا معًا وكان لهم ما اعتقدوه". 

كنت في "شاتيلا" جسدًا لكن عقلي وقلبي كانا هناك؛ مع أهلي في "تل الزعتر" أسأل الطير عنهم.. وأتخيل دائمًا أن أحدهم قد وقع مصابًا أو شهيدًا؛ فقد كان أبي لا يحب، مطلقًا، المكوث في الملاجئ، أما أختي.. فقد كانت دومًا في خارج الملجأ لتحضر للأسرة الطعام والشراب... وعندما سمحوا بإخراج الجرحى من المخيم هرولت في كل مكان، وصادفت الأستاذ عدنان أستاذي بالمدرسة، وكان جارًا لأهلي، يومها لم أكن بحاجة لكلماته لا أعرف ما حصل، فقد كانت عيونه تنطق بشيء آخر غير الكلمات التي خرجت من فمه: "لا تصدقي كل ما يقال لك". وقد عرفت فيما بعد أن كلماته كانت بمثابة إعداد لي لتلقي الصدمة.. 

فيما بعد قابلت إحدى صديقات الدراسة، واستحلفتها بالله فقد أنهكني السؤال والتعب أيامًا وليالي، فأجابتني بجرأة لم أتخيلها: "لقد استشهد كل آل حمزة". 

ولم أكد أفيق من صدمة ما أخبرتني به صديقتي حتى حدثوني عن الحالة التي أصابتني، فقد كنت أقفز أمزق شعري، وأنا لا أعي ما حولي، وقد أفقت لأجد نفسي حافية القدمين، باكية العينين محرومة من الأهل والسند... 

وتواصل رحاب كنعان حديثها الملتاع على فقدها لكل أسرتها: "اثنتان من أخواتي الشهيدات كانتا مخطوبتان وفي انتظار عرسهما، أما الصغرى فلم تكن قد تجاوزت التسع سنين.. أتساءل دومًا: والدي ووالدتي وإخوتي كلهم دفعة واحدة؟! أي حقد أعمى هذا...؟ أي جنون هذا الذي استهدف ملجأ المدنيين العزل؟؟؟؟ 

لا أخفي صعوبة المتابعة، فالشاهد الحي يصلبنا بحكايته ويستحضرها بكل تجلياتها؛ فيسود الصمت المكان من نشيج مكتوم لا زال نازفًا... فلا زالت الجروح حية... مهما طال الزمان وبعد المكان... 

تضيف رحاب: ماتوا جميعًا؛ وقد كان حلمهم العودة إلى فلسطين، وهانا أعود إلى أرض الوطن لأحيي ذكراهم، فكتبت عن المذبحة؛ لأشعر أنهم عادوا معي إلى هنا، وأنهم خالدين في ذاكرة التاريخ ولم يندثروا، فدونت المعاناة والأحلام التي عاشوها.. وأحاول جاهدة من خلال الندوات والأمسيات الشعرية التي أحييها أن يصل صوتي إلى الذين رحلوا مبكرًا في هذه المجزرة البشعة، وهذا أعتبره وفاء للعهد لهم ولكل شهداء تل الزعتر. 

وتعود رحاب بذاكرتها للأيام التي تلت المذبحة، فتقول: عدت للمخيم لعلي أرى جثامين أهلي.. وعندما دخلته؛ لم أعرفه ولا أعرفهم أبدًا.. أبدًا.. فلا بيوت، ولا بنايات.. وإنما مجرد مساحة كبيرة منبسطة من الأرض، لا يظهر عليها سوى آثار المجنزرات التي محت معالمها. مشيت وسط الخراب، فوجدت امرأة عجوزًا تسحب جثة من جوف الأرض المحروثة... ذهبت إليها وسألتها: أين المقبرة يا خالة؟ ردت بدموعها المنسابة: أنت وسط المقبرة يا بنيتي، هاج صدري وكاد قلبي يتوقف من هول الصدمة.. نهضت ألملم بقايا قواي المتناثرة... نظرت حولي رأيت طيف الشهداء يعتليه الأزهار التي نبتت وسط الخراب والدمار. مشيت أحاول تحديد الملجأ الذي سقط فيه ما يقرب من خمسمائة شهيد لعلي أعثر على جثمان أمي أو أبي أو إخوتي، فما وجدت إلا بركة من الدم لونها كلون القطران.. جلست على حافة البركة أستحضر أهلي وجهًا لوجه وأستصرخهم اسمًا اسمًا، ولم أستفق إلا وأنا خارج المخيم. 

رصيد الصمود 

كانت المرأة الفلسطينية -وما زالت- وقود الثورة والصمود وتجلت نضالاتها في الحصار الذي فرض على مخيم تل الزعتر قبيل سقوطه؛ إذ لم تسمح النساء للشباب بدخول الملاجئ وقمن يوجهونهم للقتال. أما من كان صغيرًا فقد كن يوجهونه لمساعدة المقاتلين في جلب ما يحتاجون إليه، بينما يقمن هن بطهي الطعام وإرساله للمقاتلين، وكذلك إحضار الماء والسلاح، وعلى الرغم من القصف الهمجي فقد كن يقمن باحتضان الأيتام وإسعاف الجرحى أو تدريبهم على حماية أنفسهم بالسلاح الأبيض. 

القبور بقيت هناك 

ترصد رحاب رحلة منافيها وتتابع... حديثها 

عشت في تونس أربعة عشر عامًا بعدما تزوجت للمرة الثانية، وقد أنجبت ولدين وبنتًا واحدة، لم أتمكن من رؤية ابنتي ميمنة طوال خمسة عشر عامًا، فالحدود كانت ضدي لم أعرف، حيث لم يسمح للفلسطينيين الذين غادروا لبنان حتى بمجرد زيارتها، أي ظلم هذا...!!! فقد فقدت أخبار ابنتي وأخبار ابني ماهر، فقد تركتهما وكان لها من العمر ثماني وله من العمر خمس سنوات، حتى كان ذلك اليوم الذي علمت فيه باستشهاد ابني ماهر واثنين من أبناء خالتي في صبرا وشاتيلا؛ ليصبح في خاصرة عمري أربعة وخمسين شهيدًا.. كانت صدمة موجعة أن أفقد ابني ماهر، فكأني فقدت كل عائلتي من جديد.. سمعته بقلبي وهو مصاب يصرخ باسمي قائلاً: أماه أقسم بأني قد سمعته، وتنشد رحاب قائلة... 

أماه 

طرزي لي ثوب الفرح 

فأنا راحل 

للأرض أرويها بدمائي 

أزرع فيها أشلائي 

أعانق الفراشات الطليقة 

أحتضن الشعب 

والماء والتراب 

أحطم قيود السبي والمنافي 

أماه... 

وتصمت قليلاً لتواصل... أما ابنتي ميمنة فقد فوجئت وأنا في تونس بإحدى صديقاتي تحضر لي صورها وهي عروس فاكتمل المأتم في قلبي الصغير؛ إذ شهدت كل أفراح شباب وصبايا الآخرين إلا فرح ابنتي التي لم أستطع أن أحتضنها وأقف إلى جانبها يوم فرحها. 

وتضيف لقد رأتني ابنتي في قناة فلسطين الفضائية في بداية الانتفاضة، وتمكنت من محادثتها بعد طول عناء يومها قالت لي وسط نواحها: أمي لقد احتضنت التلفزيون حين رأيتك، واجتمع كل من بقي من العائلة حين رأوني؛ ليتحول المكان إلى شبه مأتم فقد أخذوا يقبلون صورتي، بينما أبث شجوني ولوعتي لهم عبر الأثير، ولا أنسى قول ابنتي لي أخاف يا أمي أن أموت دون أن أشم رائحة حضنك، فأدمت كلماتها قلبي وما زالت...، وقد شاءت الأقدار أن تجمعني بابنتي، حيث جمعوني بها العام الماضي في قناة أبو ظبي الفضائية في الإمارات العربية المتحدة في أجواء كانت بالنسبة لي كالحلم، حيث رأفوا بحالي وذبت في حضنها الصغير بعد هذه السنوات المريرة والتي ما زالت تكبر بيننا، لقد حققوا لي حلمي المذبوح ورأيتها بأم عيني... 

الشعر والموت 

وتتابع رحاب كنعان تفاصيل مأساتها... بإيحاء من هذه المآسي نشرت ديواني الأول وكان بعنوان "البسمة المجروحة" وذلك في تونس وكنت أكتب لمجلة أشبال زاوية بعنوان "رسالة أم فلسطينية"، وشاركت في العديد من الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية في تونس، وقد تم تكريمي في العديد من المناسبات على مستويات مختلفة، وأذكر بامتنان شعب تونس الشقيق الذي كان معطاء إلى أبعد الحدود، وقد قمت أيضًا بتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة باسم فلسطين في المهرجانات السنوية التي تقام هناك، وكنت أدرب فرق الأشبال والزهرات وأصنع لهم الثوب الفلسطيني أقدمهم باسم فلسطين، أما حاليًّا فما زال قلمي ينزف شعرًا، حيث نشرت ديوانين يضمان مائة وخمسين قصيدة، ولكن لم تتم طباعتها للأسف لأسباب مالية، كذلك فقد كتبت مسرحية باسم "عرس الشهيد ماهر" ومثلت في تونس، وكنت قد كتبتها بعد رحيل ابني ماهر، كما كتبت رواية عن الحصار في لبنان، ولكني لم أجد السبيل لنشرها... 

رحاب تذكرت ماضيها وأيامها وقالت... كل ما أتمناه أن يمنحني الله مزيدًا من الصبر والسلوان، وأن أجد قلبًا حنونًا وأذنًا صاغية حتى لا أعيش في وطني بإحساس اليتيمة، فلست أريد لأبنائي الثلاثة أن يتجرعوا كأس المرارة الذي تجرعته حتى آخر قطرة، ومنتهى أمنيتي أن يكون لي أنا وأبنائي بيتًا يظلني أنا وأولادي بقية العمر، فالمشوار ما زال طويلاً، وخوفي عليهم يكبر عليهم كل يوم، بينما أود أن أكمل رسالة الأمومة لأبنائي حتى يشقوا طريقهم ويبنوا مستقبلهم.

الشاعرة رحاب كنعان خلال الأمسية الشعرية " نبض الرُّكام "









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

خنساء من فلسطين..لنبكي فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: خنساء من فلسطين..لنبكي فلسطين   خنساء من فلسطين..لنبكي فلسطين Emptyالجمعة 12 فبراير 2016, 12:52 am

صالون نون الأدبي يقيم أمسية شعرية لرحاب كنعان وابنتها ميمنة حمزة

أمسية شعرية
فتحية إبراهيم صرصور
غزة - فلسطين
عند الثالثة والنصف من بعد عصر يوم الأحد الموافق السادس عشر من ديسمبر فتح صالون نون الأدبي دوحته لتشدو بها بلابل الشعر، في أمسية شعرية لخنساء فلسطين الشاعرة رحاب كنعان على شرف حضور ابنتها ميمنة لغزة.
افتتحت الأستاذة فتحية صرصور الجلسة بقولها: الحضور الكريم، كل باسمه ولقبه وقدره، أهلا بكم في لقاء جديد من لقاءات دوحة الأدب المنبثقة عن صالون نون الأدبي... أهلا بكم في أمسيتنا الشعرية للشاعرة رحاب كنعان، وعلى شرف وجود كريمتها ميمنه التي تنسمت عبير الوطن للمرة الأولى منذ ولدت، جاءت غزة محتفلة ومحتفل بها، جاءت فرحة بلقاء الأهل والأحبة منتعشة بشذا الياسمين والحنون المنبعث من أزقة وشوارع وبيوت أهلها وأحبتها في غزة.
ميمنة التي شهدت حروب لبنان بمختلف أسمائها وشراستها، أبى المحتل إلا أن يريها كيف تكون الحرب في غزة، لتحتضنها أمها مع كل قصفة، كما كانت تفعل في حروب بيروت وضواحيها، لكن مشيئة الله التي أرادت لفرحة ميمنة أن تكتمل، إذ جعل النصر عنوانا للمرحلة التي تحياها وتشارك غزة في معايشتها.
أعتقد أن الكثير منكم شاهد ذاك المشهد المؤثر للقاء الأم بابنتها بعد أربع وعشرين عاما من الفراق والضياع، كانت تظنها ماتت كشقيقها ماهر الذي استشهد مع العشرات من أفراد العائلة خلال أحداث تل الزعتر، رتب تلفزيون أبو ظبي في العام 2001م لقاء بين الأم وابنتها وكان على الهواء مباشرة، اليوم أيضا تجتمع ميمنة مع والدتها في هذا المنبر الثقافي صالون نون الأدبي ودوحته الوارفة بظلال الشعر والأدب، فأهلا وسهلا بالعزيزة ميمنة التي تخطف اليوم ميكرفوننا من والدتها، التي هي أشد سعادة بها وبالتنازل عن الميكرفون لابنتها، وكأنها تردد مقولة القائل: الوحيد الذي أتمنى أن يكون أحسن مني هو ابني.
نود أن تحدثينا عن شعورك وأنت تطئين أرض الوطن للمرة الأولى، وكيف كان اللقاء مع الأهل للمرة الأولى في لأبي ظبي ولقاء العام.
بدأت ميمنة حمزة حديثها فقالت: تحية النصر والكرامة، تحية شعب مرفوع الهامة، تحية من لاجئي الصمود والشهامة، للأستاذة فتحية صرصور والدكتورة مي نايف.
الجمهور الكريم، السيدات والسادة، تحية عطرة وبعد،،
حقيقة ... يعجز لساني عن التعبير لشكري وامتناني لكم، ومدى سعادتي بالوقوف بينكم اليوم على منبر صالون نون الأدبي.
إنني بالأصالة عن نفسي ووالدتي الشاعرة رحاب كنعان، خنساء فلسطين أتقدم لكم بالشكر والعرفان لشعوركم النبيل، واستضافتكم الكريمة.
إنني مذ لمست تراب وطني بعد حياة الغربة والشتات شعرت أنني بين أهلي وأحبتي، وأنتم تحتضنون لاجئة مثلي؛ حُرمت من هواء الوطن طيلة عمرها...
ولقد كان من حظي أن شاركت شعبي ويلات الحرب الأخيرة، وصرخات الألم ولعنات الدمار.
ثم شرفني ربي بمشاركة شعبي فرحة الانتصار وإعلان الدولة، وبشرى إنهاء الانقسام، قبل أن أعود مرة أخرى للغربة والشتات.
وكم يغبطني الآلاف من اللاجئين في كل مكان على ما نلته من شرف التواجد على أرض وطننا الحبيب...
هذا الوطن الذي مات لأجله الملايين؛ من الداخل والخارج، ومن اللاجئين، ونحن نؤكد على أننا صامدون، لا نكل أو نلين، حتى تحرير أرضنا ومقدساتنا من الغاصبين.
رسالتي لكل أدباء وشعراء فلسطين ألا تنسى أقلامكم دماءنا، نحن اللاجئين المتمسكين بحق العودة المقدس...
وتذكروا حسرة أمهاتنا على أجيال تنشأ بعيدا عن فلسطين؛ بلا هوية، ولا بقايا إنسانية!!



شكرا جزيلا لحسن استماعكم.
بعد أن أنهت العائدة لأرض الوطن، قالت الأستاذة فتحية إن هذا الصخرة التي أطلقتها ميمنة مؤكدا فيها على إصرار الفلسطيني على العودة لأرضه ووطنه، إنما هي رسالة لكل الشعوب والقيادات العربية التي تخشى من توطين الفلسطينيين على أراضيها، فجميعنا يطلقها مدوية لم ولن نرضى عن فلسطيننا بديلا، وقالت أتمنى لك العودة لصفد، وأن أعود لحبيبتي يافا الغالية، لقد كان توقيعي في إهداء كتاب حكايات الأجداد للأحفاء ممهورا بـ"العائدة بإذن الله فتحية صرصور" فأدعو المولى أن يؤمننا في أوطاننا.
بعدها قالت الأستاذة فتحية: والآن نقول أهلا وسهلا برحاب كنعان خنساء فلسطين، رحاب ذات الشعرية الخاصة، إذ فجرت المآسي والفواجع شاعريتها، فحافظت على استمرارها وديمومتها بالإصرار والطموح، رغم أنها امرأة أرهقها الترحال.
إن ثورة الإبداع التي انطلقت من داخل رحاب بعد ولوجها العقد الثالث من عمرها، تؤكد أن داخل كل إنسان يكمن مبدع، وكما البذرة تسعى لشق صخور الأرض للإنبات، كذلك الإبداع يحتاج للحظة الانفجار والظهور، هكذا كانت البذرة كامنة في أعماقها حتى أتت الكارثة في العام 1976م عبر مذبحة تل الزعتر التي دُبرت ضد الشعب الفلسطيني وقواته الثائرة بليل، فقدت إثرها الوالدين والأخوة والأخوات، فقدت الأهل والولد، فأزهرت إبداعاتها، وصُنعت موهبتها.
لقد فجرت الأحزان كوامنها، وصقلت التجربة أسلوبها، فكتبت القصيدة، بل كتبتها القصيدة وسطرت فجيعتها، ليصبح الفقد هو العنوان لرحاب كنعان.
نلتقيها اليوم لنجمع معها شتات الهم الفلسطيني، ومعاناته التي أُسقِيها وهي ترويه علينا شعرا جميلا معبرا.
بدأت رحاب كنعان حديثها مرحبة بالجمهور، شاكرة المولى أن جمعها بابنتها على أرض الوطن، وقالت لن أزيد على ما قالته ابنتي ميمنة لأن كلامي سيكون شعرا/ وبدأت بقصيدة حزام الفجر المنتظر، التي كتبتها عندما أبلغوها بأن فضائية أبو ظبي ومن خلال برنامج لأجلك، ترتب لها لقاء من ابنتها ميمنة فقالت فيها:
بنيتي
كنت أراك في عيون البرتقال/ ألقاك في أحلامي
تنثرين عطرك على وسادتي
وكنت ألهج بعبارات الشوق والحنين للقياك
أتحدى سياط النسيان/ أقلب أوراق الزمان لرؤياك
ومن دموعي أشرعت زورقا للعبور
إلى حيث ذكريات/ رسمتها طفولتنا
على حزام الفجر المنتظر/ وأنت تداعبين وجنتي
تجففين دموعا/ كانت تنبئ سفينتي / بميناء الفراق
تعالي يا ابنتي.../ تعالي يا ابنتي.../ تعالي
قبل أن يسترسل جنون الليل/ ويشعل في القلب وجعا/ أشد من وجع الخيام
لنحلق سويا... / ننثر في المدى أشعارنا
بعدما أكلتنا المآسي/ وأرضعتنا من كأس العلقم
لنتوه في بحر عمالقة اللئام
تعالي إلى غصن قلبي/ ها قد حان للجفن / أن يهدأ وينام.
ثم قالت رحاب: يوم اللقاء كتبت قصيدة (سياط الفراق)
شعرت بنسمات الفرح / تطرق جدار قلبي الممزق
حلقت بين أرجاء الأفق/ كعصفورة تزقزق فرحة
كطفل يحترق شوقا/ لحضن دافئ بعد الصقيع
يعد الساعات والدقائق.. بل الثواني
وهو يطرز ثوب الحنين
بعدما أدمته أشواك الحرمان/ وقطعت أوصال أيامه الأزمان
وفجأة
خيمت خيوط السحاب/ والغيوم/ تتلبد في سمائي
وعادت ستائر الظلم والظلام/ تكمم دقات فرحي/ شقت طريقها/ تحفر في الخدود خرائط الأحزان
بعدما أعلنت إغلاق دفاتر الجراح/ ها أنذا عدت أتبعثر
بين الألم والأمل/ تشرع بي سفينة المتاهات
فاعذريني يا ابنتي/ شاءت الأقدار منذ الأزل/ ولم تزل...
أن تمتد سياط الفراق / تلتحفنا أشواك الأشواق
رغم أن الصبر من الصدر ضاق
سامحيني... يا سوسنة عمري/ كبرت بعيدة عن حضني
لا نملك القرار/ والقلب من دياجير الغربة/ يعتصر شوقا لك
وكنسيم الصبح يشتهيك/ لتنفضي النوم عن أهدابي
يا أجمل هبة من السماء/ يا أغلى عطاء
هكذا قدري يا ابنتي
شظايا أرض الأرز/ بدمع العين أرويها...
لنصبح/ أنا/ وأنت/ والليل/ ومرارة الغربة سورة
يا حبيتي رتليها

ثم قرأت الشاعرة رحاب كنعان قصيدة على لسان أسير بعنوان "شموخ اللوز": 
أمي.. من خلف القضبان / رأيت ضفائرك تتدلى
من عيون الشمس/ تبشرني بشموخ اللوز
مهما تجبر السجان/ .. فها أنذا يا أماه.. / أعانق طيفك..
أصنع عطرا لك../ من حنايا أحلامي الموجوعة
وأتوق لأحضانك الموجوعة/ وأتوق لأحضانك الموزعة
بين الأجداث والهناشير/ لتضمد جراح سلاسل/ تنصهر من لهيب أشواق.. تنتظر يديك..
لتلبس وجهي/ بعد سنين الحرمان
فابتهلي يا أماه../ بصلاة الفجر والضحى
نهوض الصهيل/ ليرى معصما
رغم تقطيع أوصال الأرحام
وتكحيل أجفانها../ ببقايا أضرحة/ صنعت المجد../ وشرفت سطور التاريخ
&&&
شلال الفصول الثمانية 
خنساء فلسطين - رحاب كنعان
ثم ألقت قصيدة للأم وهي بعنوان شلال الفصول الثمانية، قالت فيها:
أمي.. يتوهج في الأعماق حنين/ لبقايا أغصان العصافير
لبقايا آية بللها الندى/ ذابت مع صرخاتنا الأخيرة
لثوبك يجرني في ثنايا الشوارع
لقبلة أبي بين الحلم والصحو المترنح
للجلوس وأخوتي على مائدة الكتب
لقهوة أختي على عتبة... نامت فيها الابتسامة
وناحت عليها اليمامة/ فأينك يا غالية؟!
رحلت وأبي.. والفصول الثمانية
فماذا تبقى لي؟! وها قد اكتمل نضوجي
فمن لي بالسؤال يا أمي
من يسرح شعري.... ويزغرد في مراسيم ميلادي الجديد
من يقرأ لي أولى حروف الكتاب؟/ من لي؟! وماذا تبقى لي..
سوى ذكريات .. كالرمح بين الضلوع
هاأنذا... يا أمي... وحدي هنا.. وحدي هناك
*****
تذبل أهدابي.... تتعرّى عظامي
على أرصفة غريبة
فمن بعدك يدفئ صقيعي؟
وكيف أجفف المآقي... والتاريخ لم يزل
رغم مرور أعوام وأعوام/ يشعل في جوانحة
ذكرى عرسنا الأسطوري... كثافة قاتمة....
أثقلت السطور والأقلام/ وبقيت وحدي... وأشعاري العطشى
نرقص وراء الجلوة/ على أوتار صمت الليل
والملائكة تغوص.. في نوم عميق
ممزوجة بالرماد.. مفتوحة الأحداق
والرعاة تنظف مخالبها ... من بقايا الأشلاء.
*****
ثم قالت: ألا أمي... كم حاولت النهوض/ من ركدة الأوهام
لأحلق في سماوات الغد المنتظر/ علّني ألثم رائحة الشمس
وأتقاسم والشجر همسات ليل مقمر/ كان شاهدا على أنس سهرتنا
فيا ليت لحضنك عَودٌ/ ليبدل يباسي.. ويثمر صمتي وبكائي
بعودة بهجة الكواكب/ لعتبة معابدنا.. لشفة أقداح قهوتنا
فهل من ثوى يعود؟!
لماذا انتهينا من اللقاء يا أمي/ لماذا سلكنا طريق البعاد
*****
ثم قالت: فأنيك أمي؟!/ وصباحاتي المحطمة تتلوى 
على هدير شلال الفصول الثمانية ... فمن يرممها؟!
ومساءاتي المبللة فاضت منها السحب
غمرت أصابع صورنا الرمادية ... فمن يجففها؟!
ألا أمي.. الشمس والقمر .. يعودان بعد الغياب
فهل من عَود يا شقيقة النصفين/ يا أغلى الأحباب؟؟؟!!!!
أما للرئيس الرمز أبو عمار فكانت قصيدة عنق الضباب 
لأجلك أبي ... أبانا ... نبكي/ وعليك نرتل آيات الرحيل 
والروح أضحت أشلاء / تبحث في كبد السماء 
عن أبجدية تليق بركب من برحيله/ توغل الأخطبوط المدى 
عبث بأحلامنا ... صبغ أقلامنا / حتى يَبِسَت الابتسامة في واحة عمرنا 
والقمر لم يعد يبصرنا / فانطوت أصابعنا على جمر المناديل 
تداعب صورك الغافية / على زند الرمال الوردية 
وعلى موائد الأمطار .. يحيطنا دمك / يملأ أقلامنا
يشق عتمة الشبابيك .. يغمرنا بالوجع 
تئن السطور تناديك.. من خلف نواقيس الممرات 
حيث كانت حدائقنا تتجرع نداك / ها هي .. يغطيها عنق الضباب 
ترتشف القهر على جرعات 
فأينك يا ضياء فجرنا .. يا شرايين المجد 
في ضلوع الزنبق .. وزهر الرمان 
يا أنشودة غنت للسلام / رغم الدخان والركام 
وجناحاً يظللنا من شمس الخريف 
أبي .. كنت تمتطي صهوة المؤتمرات 
تحرس عيون الزيتون .. من موائد المؤامرات 
لتبقى مشرقة رغم أشلاء الغصون المبعثرة/ بين أناشيد الطلقات 
فها نحن بعدك .. تبدلت خرائط المكان/ تائهون بين رحيق الأمطار 
مبعثرون على أطراف الزمان/ الغيوم تتلبد في هوائنا / والرياح تنخر جلدنا 
والأعوام تطوي بعضها في جوارير الذاكرة / تعزف على أوتار الانتظار
وأحشاء الوطن تتمزق .. فوق شفة القهر 
ليبقى القلم من لهيب الحزن ينزف ألماً/ لفراشاتٍ تاهت بين كواكب الليل 
وعصافير تتأرجح على أجنحة الإعصار 
فأينك يا أبي ... أبانا ..؟؟/ لتمسح دمعنا .. لتضمد جراحنا 
لتنتشلنا من كثبان النسيان 
الكلمات ترتعش من مآقي العيون / والأجساد تكحلت بالحنّون
والدم أضحى حبراً في مساحة قاحلة / يفضح مخابئ الأسئلة 
لخيل تغسل جدائلها .. فوق جلود الأزهار 
فمن بعدك يعيد الوتين لفراشات الانكسار؟! 
آآآآه أبي ..!!
الشوارع حزينة .. والقدس صاحت أوجاعها
فمن يهدئ مواجع مآذنها؟! / من يوقف المد الفاحم .. المخيّم على شفاه 
تعبت شمسها من التنقيب بين رماد الصمت 
عن رائحة لبقايا الإنسانية 
فأينك أبانا ..؟؟/ لتزهر النعناع على خبزنا المتمرد 
في عيون الدالية؟! 
أبي .. قرأتك في نبض العروق 
في دمع المشيعين .. حنوناً .. محباً 
وقلباً واسعاً كوردة الأمل 
فبعدك ماذا تبقى لنا؟! 
وهل من فجر قادم ../ يعيد ضحكة الثكالى؟
واختتمت رحاب بقصيدة رسالة من الجنة كتبتها على لسان ابنها الشهيد ماهر حمزة:
أماه / أكتب لك/ على أجنحة الرياح المذبوحة
سنلتقي... مهما طال ليل السفر/ لتضميني
لأشتم رائحة أحضانك/ وأرتاح على صدرك
لأضمد جراحك/ وأمسح عن جفنيك العبر
لأقطف من وجنتيك قبلة/ كم انتظرتها... وأنا أحتضر
أماه/ يا ريحانة القلب/ يا قرنفلة تبللت بالدموع والدماء
حتما سنلتقي/ لتتوحد ملامحنا من بين البشر
على أرض ارتوت بدماء الأبرياء/ لتتجلى بكبرياء
بثوب طرزناه بالأحمر والأخضر
فيا جنة الفردوس، قلبي ينشدك/ فاسمعيني مع الترتيل والله أكبر
كفكفي دمعك بآيات السور/ حتى يحين حكم القدر
وتجملي بالصبر، ولا تحزني/ لأني وكل الشهداء
مع الصديقين والأنبياء
فسلام لك/ سلام عليك
من قلب لرؤياك... / طالما انتظر
بعدها فتح باب الحوار والمداخلات فكان القول الأول للشاعر سليمان وشاح وقصيدة تحية لميمنة ووالدتها وهي بعنوان تحاكيني كلماتي
ما كتبت كلماتي من باب ترف شاعر يهوى
ولا بقصص وحكا يا و صنيع زجال...
فما هديل الطير في قفص إلا بكاء وشكوى
فطليق الجناحين أين حريته وقدميه مثقلة بالأغلال...
تحاكيني كلماتي والقلب لـها مأوى
لا تجعلني أسيراً للقوافي والأوزان... 
فللكلمة معنى أعظم من وضعها على كفة ميزان... 
وبدون عتبات سلم موسيقي هي مغنى
فدائما دقات الام النازفة عازفة الألحان...
أبحث عن حقوق إنسان
تائه بين صفحات النسيان/ أسير بين حطام الحروف 
وعلى أوراق ممزقة/ أبحث عن طفلتي و حقوق إنسان ....
اجمع أشلاء الحروف/ ومفردات حقوق طفل
علي أجد لشاردته/ بقايا و دليل وعنوان...
تتعثر أقدامي في تجاويف الحروف/ فعليها أسلاك شائكة 
وحفر من قواعد اللغة/ وحديد وقضبان....
وفي الزاوية البعيدة / وعلى هامش الذكريات 
أرى سفن بلا أشرعة ومركب بلا قبطان...
فأبحرت في زورقي الصغير/ ابحث عن طفلتي/ .. فتعبت.. وتعبت
فزورقي يراوح مكانه/ فبحر أشواقي المبعثرة/ بلا أمواج و شطآآن....
مجدافي قلم/ وبحري حبر / ورياحه عواصف افسدت بيتي/ الذي صنعته من رمال الشاطئ 
و موسيقي وألحان .../ ابحث عن شاردتي
فعلي اجد بقايا لحقوق الإنسان ....
ابحث عنك بين قصاصات شِعري/ بين حروف تناثرت في تضاريس الذكريات ..
ابحث عنك على وسادة سريري/ ذات الحض الدافئ/ بين خطوطي القديمة والخربشات...
...
ابحث عنك في قصائد شعري/ وترانيم سيمفونية شوقي
وحمرة عيوني الباكيات.../ وأجمّع لك أجمل حَكَايَا من أساطير الحب 
والحان صمتي وأنفاسي الدافئات.../ أحَاكِي رسائلك القديمة على أسوار
قلبي وأعتاب جوارحي/ وبقايا أحلامي وصور الذكريات ...
ابحث عنك في أمسي وحاضري / ابحث عنكِ بنيتي/ بين ثنايا الذكريات...
فمن بين حطام الكلمات/ المبعثرة حروفها/ بين جغرافيا السطور
وشوق طفلة مزقه الحصار .../ ورحلة سفير القلب/ بحبر مجهول ألوانه
يرسم الحدود وطول الانتظار / أسلاك شائكة بين تضاريس الصفحات
عالق فيها فصل الخريف/ غائبة عنها خضرة الربيع/ وأوراق أحرقت
أذيالها شمس النهار .../ وشتاء لاهث ضمان/ يتجرع بعضا من كلماتي
وحلاوة اللسان أهلكها طعم المرار .../ ألف باء جيم دال
تتزاحم الحرف الأبجدية/ ومفردات عشق/ أوشكت غلق الستار .....
تتصارع الكلمات/ وتعدوا مسرعة/ تلاحق أنفاسي/ تصرخ وتصرخ
ابنيتي لا تتواري عن الانظار / الآن الآن خذني إليك ../ أرسمني لوحة فنية/ وقصيدة شعرية
ولحن على الأوتار.../ واجعلني كحل عينيك/ وشمسك التي لا تغيب/ وابني لي بيتا في قلبك
واحفرني على الأحجار/ الآن الآن خذ القرار ..../ محلقا حرا كالأطيار
ونمزق سويا صفحات قد اعتلاها الغبار ..
ثم كانت الكلمة للدكتور محمد أيوب وقد قال: لعل في كتابات رحاب كنعان ما يجعلنا نلمس الألم بعيوننا وأصابعنا، قرأت ديوانها المطبوع، وديوانها المخطوط، لا أقول أنني دققتها لأن العواطف لا تُدقق، فرحاب عاطفية، دموعها نزفت من شدة الألم.
وقال: عندما شاركت في فيلم النكبة الذي يتحدث عن خروجنا من الوطن، عند لحظة معينة لم أتمالك نفسي وبكيت فأوقفوا التصوير، وعند العرض بكى الجمهور وبكيت من جديد، فالبكاء ظاهرة إنسانية، كل الاحترام والتقدير لها ولصبرها.
وعودة لكتاباتها فأجمل ما في كتابات رحاب هو الصورة الرائعة ونجدها كثيرة كما في (سياط النسيان - حزام الفجر – غصن قلبي – يطرز ثوب الحنين – سياط الفراق ... الخ)
وعن الشباب وجهلهم بتل الزعتر وحادثتها، فالعيب يأتي من الجامعات والمناهج المقولبة، فالطلبة في الجامعات محصورون في مقررات محددة، علما بأن مسئولية الجامعة أن تهيئ الطالب للحياة وليس للوظيفة فقط. 
ثم كانت للسيد محمد السعافين كلمة قال فيها: بداية أتوجه بالشكر للمسئولات عن هذا الصالون الأدبي المميز، كما أشكر الأخت الشاعرة رحاب كنعان وابنتها التي التقت بها بعد 24 سنة، وأضاف السعافين؛ شعراء المهجر انفجرت أحاسيسهم بالإبداع والتميز حيث الحنين للأهل والوطن، فجسدوا الآلام والهموم التي يحملونها في قلوبهم لأدب من شعر وقصة ومسرحية بصور جميلة تأثر بها الجميع، وكذا كان شعر رحاب كنعان، ثم قرأ مقطوعة من كتاباته
بعنوان "لدغة الحب" قال فيها:
رأيت الحب يملؤه نفاقا جله الكذب/ وخداعا يريق دمي، وصدق كنت أرتقب
فلا صدق يحدثني، ولكن همه اللعب/ فلا أدري محبته، زواجا أم هو الكذب
وقلبي صار يأسره، بأشواق هي السبب / وراقبت الهوى زمنا، شباب حاله العجب
ففي يوم أحدثه، كلام جله الأدب/ فهز الرأس في عجل، وصار الوجه يكتئب
ظننت الحب آلمه، وحان الوقت ينسحب/ فجاءت بنت حارتنا، وسارت منه تقترب
وصار القلب مشتعلا زفير النار يلتهب/ فأحلامي قد ارتحلت، وعاد العقل ينقلب
رجعت البيت في نصب، كأن الموت يقترب/ دخلت البيت في كدر، وقلبي صار يرتعب
وصدر الأم يحضنني، ودمعي سال ينسكب/ فما زالت تلاطفني، جروح القلب تجتنب
حكايات تحدثني، وتشكو همها الكتب/ فما هانت حرائرنا، ويجلي صدقها الكذب
عفيفات مناقبهم، وبالإيمان تنتصب/ وإيمان لها عكفت، وستر الله يصطحب
السيد نبيل أبو جزر قال: لقد استمعت لأم سمير وتأثرت كثيرا، خاصة أنني عايشت الألم؛ استشهد أخي بباب البيت، حملته أشلاء وأمي تنظر من البلكونة بصمت، أيضا هدم بيتنا وهدمت معه ذكرياتنا فبكيت، واليوم بكينا تأثرا من كلام رحاب وهي تتحدث عن الوطن، أم سمير أسطورة هذه التضحيات التي هي ضريبة حب الوطن
الشاعرة منى العصار كانت لها قصيدة قالت فيها:
عجبا لأمري ما تبسم حاله / حتى إذا عبق ا لنسيم تمردا 
صوت ينادي من بعيد لا تخف / إني هنا هذي يدي كي تسعدا 
جاءت و في روحي اضطرا ب أومضا / لما رأيت بريق شوق قد بدا 
أتراك تذكرها و قد مات الهوى / رفقا بنا قلبي فقد جف الندى 
نفسي معذبة و تخشى نفسها / كم تشتهي نسمات شوق عبر المدى 
نادى بنا الفجرالذي شق الدجى / إني مقيم ما نسيت الموعدا 
كم أشتهى دفء الحياة و ظلها / وسماع صوت الناي يهتف بالمدى 
ذبت اشتياقا فافتح القلب الذي / أسمو به فوق ا لدنا متوردا
أمضي به نحو السماء بلهفة / فيصدني..فأرى السحاب مشردا 
أهوي إلى أرضي بقلب عاجز/ أحلامنا تنساب في جب الردى 
ما المواجع جلها بخافقي / في وحشتى أحيا بها متوحدا 
فأهيم في جدران هيكلنا وقد / هاج الحنين بداخلي يرجو الصدى 
رفت به ألحان شعري باكيا / ترنيمة نزفت هنا فلما العدا؟
أحبابنا في كل أمسية لنا / جذع القريض يهزني متوقدا 
يا ظلي الموجوع عند رحيلها / يهفو إلى الماضي يحن منددا 
ضاعت ليالي الوصل ما بين الآنا / و شموخ نفس في المعالي في المدى
أودعت في قلبي محبتكم / فها شوقي يتوق إليكم متوددا 
هي أدمع العشاق فاض حنينها / يجري بذكراها الوداد تنهدا 
و سريرة في مقلتي أودعتها / رب الهوى يا قرتي أين الفدا؟
نشكو جراحا بالحشا يا مهجتي / ذوبي على طير الربى صوت شدا 
يا قلب ما لي حيلة غلب الهوى / فأطعته و رمى به ترك اليدا 
يدني الحبيب وإن نأى .. حقا معي/ يا ليتني ما كنت محمدا؟
انتهت الأمسية ولسان حال جمهورها يلهج بأن يمن الله على شعبنا بالأمن والاطمئنان وجمع كل مفترقان، والعودة، ليافا والد وحيفا وصفد... لكل فلسطين أرض المحبة والسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
خنساء من فلسطين..لنبكي فلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مريم فرحات "أم نضال".. خنساء فلسطين
» فلسطين في الذاكرة اكبر مجموعة صور لمحافظات فلسطين
» فلسطين مغترب .... فلسطين التي رأيت
» لا خوف على فلسطين
» فلسطين في كل حرف ...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: دواوين شعر-
انتقل الى: