منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 جنوح الأحداث.. خلل في المنظومة القيمية والأسرية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70238
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

جنوح الأحداث.. خلل في المنظومة القيمية والأسرية Empty
مُساهمةموضوع: جنوح الأحداث.. خلل في المنظومة القيمية والأسرية   جنوح الأحداث.. خلل في المنظومة القيمية والأسرية Emptyالسبت 13 فبراير 2016, 11:48 am

[rtl]جنوح الأحداث.. خلل في المنظومة القيمية والأسرية[/rtl]


[rtl]جنوح الأحداث.. خلل في المنظومة القيمية والأسرية 416e91dc33ea6271d11d9e30982e2578
[/rtl]


[rtl]

 الكرك  -  نسرين الضمور - غافل الحدث (م.ع) البالغ من العمر ستة عشرعاما في الصف المدرسي التاسع والمقيم في احدى مناطق مدينة الكرك ، اسرته وهم نيام فغادر المنزل في ساعة متأخرة من ليلة شتوية باردة تنعدم فيها حركة السير والمشاة، وفي نيته السطو على احد المتاجر القريبة من مكان سكن الاسرة ، حيث استطاع (م.ع) بطريقته الخاصة الدخول الى المتجر مسرح فعلته ، لملم كل ماخف حمله من بعض نقود وجدها داخل المتجر واشياء خفيفة اخرى من بطاقات شحن الهواتف الخلوية وكمية من مختلف انواع السجائر.
خرج (م.ع) من المتجر غير المزود بكاميرات لرصد الحركة فيه بالطريقة التي دخل بها اليه ، وغادرالمكان دون ان يراه احد ظانا ان الامر انتهى على خير فعاد بما حمل لمنزله بعد ان اخفى مسروقاته في مكان قريب من المنزل، لكن حصل مالم يكن بحسبانه فقد نسي هاتفه الخلوي داخل المتجر والذي كان الدليل القطعي الذي اوصله الى احد مراكز ايواء الاحداث، لينال جزاءه العادل ليكون عبرة لكل رفاق السوء الذين كان يقضي معهم جل ليله ونهاره فيما الاسرة غارقة في مشاكل وسوء تفاهم بين الاب والام تصرف الاثنين عن متابعة فلذة كبدهم الوحيد بين ثلاث اخوات.
وللحدث ( خالد ) اسم مستعار لقصة حقيقية وعمره سبعة عشر عاما في الصف الاول الثانوي مع الجنوح قصة اخرى وهي قصة ادمانه على تعاطي المخدرات التي قاده الى نارها رفقاء سوء قربوا اليه اشخاصا لايعرفهم فبنوا معه صداقة قوية تمهيدا لادخاله عالم المخدرات بتعاطيها او تسويقها ، دخل خالد عالم المخدرات المجنون ، تعاطى وسوق ليحصل على دخل مالي كاف ، خالد ابن لاسرة فقيرة واكبر اخوته الصغار.
وحتى يسوق خالد نفسه امام اسرته اقنع والده ووالدته ان لا فائدة من بقائه في المدرسة وان هناك فرصة عمل تعود عليه بنفع مالي كبير، الا وهي العمل كمسوق لدى احد المحلات التجارية الكبرى في العاصمة ، وافق الاهل سارت الامور كما ارادها صاحبنا ، لكن حصل ان اختلف مع شركائه وهم من خارج محافظة الكرك فتشاجروا.
اتهم (خالد) بجريمة قتل حوكم بسببها ليدخل السجن بمدة محكومية تناهز الاثنتي عشرة سنة بعد ان ادخل الى دور ايواء الاحداث حتى دخل سن الثامنة عشرة ، ليكون تاليا سببا في شقاء والده ووالدته وبؤس اخوته الصغار في الصفوف المدرسية الاولى.
ويبدو ان الفقر والعوز ليس السبب الوحيد في جنوح بعض الاحداث بل ان غياب رقابة الوالدين قد يدفع لجنوح بعض اطفال الاسر المقتدرة ، فالحدث (م.ب) من أسرة ميسورة وقد تسببت احوال اسرته الى جنوحه ، فقد كان اكبر اخوته سنا فيما يعمل والده في احدى الدول العربية ووالدته تعمل موظفة.
بغياب رعاية وتوجيه والديه شعر (م.ب) بانه رب الاسرة ورجل البيت فاصبح متسلطا على اخوته الصغار ومشدودا لمشاهدة افلام الرعب والافلام البوليسية ،واصبحت هذه الافلام بكل مساوئها الموجه لسولكه بل ودفعته لتقليد ابطالها ، فكان ان تشاجر مع صديق له فطعنه باداة حادة كان يحرص على حملها دائما ليوقع نفسه بمشكلة كبيرة استدعت توقيفه في دور ايواء الاحداث.
ولولا عودة والده السريعة واستقراره وسط اسرته وتدخل وسطاء الخير لحدث ما لا يحمد عقباه ولاوقع (م.ب) اسرته بمشكلة كبيرة ، لكن يبدو ان هذه المشكلة وعودة الاب كانتا نقطة تحول في حياته فعاد الى طبيعته والى متابعة الدرس والتحصيل وملتزما بكل اداب السلوك.
قصص الاحداث السالف ذكرها قصص من بين الكثير من القصص الناتجة عن مشكلة تعرف بـ» جنوح الاحداث» كحالة مقلقة تدمر ضعاف النفوس من اجيالنا وتتناقض مع مجموعة القيم والمعتقدات الدينية التي تحكم مجتمعنا ، قصص تتنوع مابين السرقة والايذاء وتعاطي المخدرات وخلافها ، وهي بمجموعها تؤسس لمجتمع متفكك تحكمه الجريمة ماخف منها وما ثقل.
القصص اياها تقود بالضرورة لفتح ملف مشاكل الاحداث الجانحين في محافظة الكرك كحالة معاشة في مختلف مناطق المملكة ، مشكلة لها بالتاكيد مسبباتها ودواعيها ابرزها غياب رقابة الاهل والتفكك الاسري والفقر وضعف اداء الجهات ذات العلاقة بتربية النشء مثل المدارس ومراكز الشباب ، اضافة الى غيب برامج الوعي والارشاد و ضعف الانظمة والقوانين الناظمة لمثل تلك الحالة يشكل رفقاء السوء عاملا مهما في هذا المجال ايضا.
«التنمية»: فقر وبطالة وتفكك أسري
وتشير احصائية اعدتها مديرية التنمية الاجتماعية في محافظة الكرك الى ارتفاع نسبة مشاكل جنوح الاحداث للعام الماضي 2015 وبواقع (423) حالة مقابل (184) حالة في العام 2014، وتعتبر قضايا الايذاء والتشاجر المتسببة عن الانحراف الاكثر شيوعا بين قضايا الانحراف الاخرى وبواقع (167 ) حالة تليها السرقة وبواقع (118 ) حالة و (74) حالة للقضايا المسلكية ومخالفات السير (17 ) والقضايا الجنسية (11 ) حالة والشروع بالقتل( 10 ) حوادث ثم القتل بواقع (7 ) حالات وبواقع (6 ) حالات لكل من اتلاف الاموال والمخالفات العامة ، اما بالنسبة لقضايا المخدرات فعددها (5 )حالات وحالتي تشرد وتسول.
واشارت الاحصائية ذاتها الى ايداع (46 ) حدثا في دور الرعاية في معان والزرقاء ، فيما تم وضع ( 3) احداث تحت المراقبة و (377 )حدثا تم تسليمهم لاولياء امورهم وربطهم بكفالات مالية بسبب كونهم لازالوا على مقاعد المدرسة.
وتحدث مدير التنمية الاجتماعية في المحافظة بشار الضلاعين الاسباب المؤدية للانحراف والتي ابرزها التكوين البدني والعقلي للمنحرف والتفكك الاسري والوضع المعاشي ورفاق السوء والبطالة والتأثر بالجوانب السلبية التي تقدمها وسائل الاعلام ، موضحا ان سبب تنامي ظاهرة الانحراف للعام الماضي عنها للعام الذي سبقه نتج عن الاعداد الكبيرة من الوافدين واللاجئين السوريين الذين قدموا الى المحافظة اخيرا.
واضاف الضلاعين «ان الوزارة ومن خلال مديرياتها تتابع باهتمام موضوع مراقبة الاحداث اذ ان هناك قسما خاصا في كل مديرية لهذه الغاية تحت مسمى قسم الدفاع الاجتماعي يتولى مهامه مجموعة من المختصين الاجتماعيين، مشيرا الى ان الاقسام المعنية في المديريات لاتقتصر على ضبط الحالات ومعالجتها بل تقوم باجراء المسوح والدراسات لمعرفة اسباب الجنوح ومن ثم تقديم التوصيات التي من شأنها توجيه الحدث وتعديل سلوكه سواء فيما يتعلق بالحدث نفسه او باسرته.
ويرى الضلاعين ان مشاكل الاحداث تكثر في العطلة المدرسية الصيفية حيث اوقات الفراغ الطويلة وانعدام الاماكن العامة التي تساعد الطلاب على قضاء عطلتهم الصيفية في الكثير من المناطق في حين تفتقر غالبية الاسر الى وجود ما يثير اهتمام ابنائهم داخل المنزل الذي ربما يضيق بساكنيه حاثا على تفعيل دور الارشاد التربوي في المدارس وفتحها امام الطلاب في العطل الطويلة وفق خطط موضوعية تحقق الفائدة.
« التربية»: تعزيز دور الارشاد التربوي
وتُعتبر المؤسسة التربوية احد ابرز المؤسسات المعنية بتربية النشء وتوجيههم توجيها متكاملا ، وفي هذا السياق تقول مديرة التربية والتعليم للواء القصر الدكتوره اروى الضمور، ان دور الارشاد التربوي في المدارس دور فاعل حيث يركز على الجانب الوقائي من خلال اللقاءات المستمرة مع طلبة المدارس وجمع المعلومات عنهم ليصار الى التركيز على الطلبة الذين يعانون اوضاعا خاصة ضمن أسرهم حيث يتعهدهم المرشد ومدير المدرسة بالرعاية والتوجيه لتعديل سلوكهم.
وتوضح الدكتورة الضمور انه يتم عقد دورات مكثفة للمرشدين التربويين على نطاق المديرية والوزارة لرفع جاهزيتهم بما يواكب المستجدات على صعيد عملهم ، فيما يكلف المرشدون وفي نهاية كل شهر باعداد تقرير عما تم تنفيذه من برامج للتأكد من مدى ما قدمته من فائدة للطلبة.
وتشير الدكتورة الضمور الى ان من ابرز الحالات التي يتم التعامل معها المراهقة وافرازاتها والعنف المدرسي والعنف المجتمعي والتدخين وامتلاك الادوات الحادة والاستخدام السلبي للاجهزة الخلوية اضافة للمشاكل الناتجة عن الاوضاع الاقتصادية المتردية لبعض الاسر، مبينة ان الطلاب الذكور اكثر حاجة للارشاد من الطالبات لكون الطالب اكثر انغماسا بمجتمعه المحلي المحيط والتاثر بما يدور فيه من مشاكل ومشاحنات ومن مواقف سلبية مختلفة.
وتؤكد الدكتورة الضمور ضرورة تفعيل الارشاد التربوي في المدارس من حيث ايجاد مرشدين تربويين في كل مدرسة خاصة في ظل التغيرات الكثيرة التي شهدها المجتمع وبغض النظر عن عدد طلبتها بخلاف ماهو معمول به حاليا حيث يؤخد العدد كمعيار لحاجة هذه المدرسة او تلك لمرشد تربوي.
وتؤشر الى اهمية ان تشتمل المناهج المدرسة على بعض القضايا المجتمعية التي برزت في المجتمع الاردني مؤخرا في ظل المتغيرات التي املتها الظروف السياسية والامنية في الدول المحيطة ناهيك عن تفشي بعض الممارسات الخاطئة لدى الشباب لاسيما ما يتعلق بتفشي المخدرات.
«الشباب» :استثمار الطاقات الشبابية
وبخصوص المسؤوليات المناطة بالمجلس الاعلى للشباب لايجاد البرامج الكافية لتوعية الشباب ومساعدتهم في امضاء اوقات فراغهم بما هو مفيد، قال مدير شباب الكرك الدكتور مخلد المجالي:» يوجد في المحافظة (30 )مركزا من بينها (11) مركزا للذكور و(19) مركزا للاناث عدد منتسبيها زهاء(43) الف منتسب ومنتسبة من الفئات العمرية المستهدفة من سن (12 – 18) عاما للذكور ومن سن (12-30) بالنسبة للشابات».
واوضح الدكتور المجالي انه يتم استقطاب الطلبة من خلال جولات تعريفية تنظمها المديرية على مدارس المحافظة لاستثمار طاقاتهم وتوجهها توجيها ايجابيا ما يساعد على صقل شخصياتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع ،وذلك وفق خطط سنوية مدروسة ومتابعة من قبل المديرية يضعها كل مركز وبحيث تحقق هذه الخطط التي تقوم المديرية بتمويلها بقيمة اربعة الاف دينار لكل مركز الاهداف المرجوة من الدور المناط بتلك المراكز ،
واضاف المجالي انه وبالنظر لتفاعل المجتمع المحلي وتفهمه للدور الذي تضطلع به مراكز الشباب والشابات من خدمة لابنائهم فثمة علاقات وثيقة تربط بين كل مركز ومجتمعه المحيط ، لذلك فان المجلس مهتم بزيادة اعداد مراكز الشباب والشابات معلنا عن اقامة خمسة مراكز جديدة هي مركزان للشابات في السماكية وادر وثلاثة مراكز للشباب في مناطق صرفا وتجمع قرى العمرو ووادي الكرك.
اختصاصي: تحولات قيمية وسلوكية
ويوضح علم الاجتماع العوامل المؤدية لتفشي ظاهرة جنوح الاحداث رابطا ذلك بعدة عوامل شخصها استاذ علم الاجتماع والتنمية في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين، الذي قال «ان المجتمع الاردني يمر بتحولات سريعة تجاه القيم الفردية من جهة وضعف الروابط الاسرية من جهة ثانية».
واضاف «انه وفي ظل ارتفاع نسب البطالة والفقر ازدادت وبشكل لافت نسبة انحراف الاحداث في وقت لا يجد فيه الاحداث في وقت فراغهم من يرعاهم فيما حجم استيعاب هؤلاء، كما قال، في المراكز والمؤسسات الشبابية متدنية مقارنة بالاعداد الكبيرة منهم ولاسيما في اوقات العطل الصيفية ،لافتا الى ما تهيئه وسائل التواصل الاجتماعي والتقنية الحديثة من تبصير ببعض المهارات المنحرفة والتي تخاطب الشباب من الجنسين مايدفعهم وبجرأة الى التجريب والتقليد لما توفره تلك الوسائل.
وبين الدكتور المحادين ان العوامل المشار اليها وفي ظل غياب رؤية منهجية لاستثمار طاقات الشباب واعادة توجيهها لما هو مفيد ونافع افضى الى فقدان كثير من الابناء ليس في المدن فحسب فقد ارتفعت نسبة الانحراف ايضا حتى في المناطق والمحافظات المحافظة و التي ظلت دائما تتصف بمراعاتها للعادات والتقاليد وارتفاع نسبة التكافل بين ابنائها.
واكد الدكتور المحادين ان ارتفاع نسب الانحراف يدق ناقوس الخطر ما يستدعي مواجهة ذلك بالتوسع بحملات التوعية والتوجيه للشباب من خلال مختلف مؤسسات المجتمع المدني الرسمية والاهلية ، مركزا على اهمية الدور الذي يمكن ان تؤديه الاسرة ووسائل الاعلام ودور العبادة والهيئات الشعبية المختلفة في هذا المجال ، داعيا الى التوافق على رؤية تكاملية واضحة تنطلق من معرفتنا ماذا نريد للاحداث وبحيث يضطلع كل طرف باداء الامور التي تنطلق من واقع اختصاصه بشرط ان يكون هناك تقييم مستمر لما تحقق ، وبخلاف ذلك قال المحادين :»ان نسب الانحراف ستتزايد».
واوضح الدكتور المحادين ان الدراسات التي اجريت حول الظاهرة لم تثبت ان الفقر متطلب اساسي للانحراف بل هناك مجموعة عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية وتحولات مجتمعية متسارعة اسهمت جميعها في تنامي الظاهرة، معتبرا ان مناهجنا التعليمية هي مناهج اقرب الى النظرية ولا تسعى لاستثمار قدرات الشباب في الحياة العملية.
واستدرك بالقول:» العلامات المدرسية ليست معيارا حقيقيا لقدرات الطلبة ولا تعبر عن قدرتهم عن الاداء المثمر» ، داعيا الى توفير التمويل اللازم والكوادر الكفؤة لااجراء دراسات موسعة للظاهرة وفق منهجيات دقيقة وشاملة تشخص الظاهرة وتضع الحلول المناسبة والقابلة للتطبيق لمعالجتها.
«الافتاء»: تعميق الوازع الديني للنشء
وتهتم الشريعة الاسلامية ببناء منظومة الاخلاق وقيم الخير لدى البشر ، ويقول مفتي الكرك الشيخ وليد الذنيبات: « ان القران الكريم منهج التربية القويمة ويرشد لمبادئ الخير والاصلاح والهدى ، وقد بعث الله سبحانه رسول الله صل الله عليه وسلم ليكون مؤدبا فانزل عليه تشريعا يحقق للبشرية اسمى ايات عزها ومجدها واستقرارها فقد اعطى عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام للاجيال المتعاقبة نماذج فريدة في تربية الابناء».
واضاف الشيخ الذنيبات «ان المنهج الاسلامي يساعد في تربية النفوس وتنشئة الاجيال وتكوين الامم وبناء الحضارات وارساء قواعد المحبة والمدنية ، قال تعالى «يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير ، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم « ( المائدة 15و16).
وبين الشيخ الذنيبات ان جنوح الاحداث المنتشر في المجتمع تقع مسؤوليته على اولياء الامور كحالة تهدد امن المجتمع واستقراره وعلى الاهل حماية ابنائهم منها عملا بقوله صل الله عليه وسلم « ان الله سائل كل راع عما استرعاه احفظ ام ضيع».
وعلاج ظاهرة جنوح الاحداث كما قال المفتي تكون بالتعاون بين المؤسسات الاهلية والرسمية وبتنمية الوازع الديني في نفوس الاهل والابناء ، مطالبا باعادة الدور الحقيقي للمساجد ، فيما دعا الدولة الى التصدي لهذه الظاهرة كمشروع وطني كبير فيه اعظم الاستثمار الذي يجلب الامن والاستقرار والخير ورضا الله سبحانه وتعالي مصداقا لقوله تعالى « الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون «( الانعام 82).
رأي قانوني: مسؤولية جنائية
ومن وجهة النظر القانونية حيال مشكلة جنوح الاحداث، قال المحامي راتب النوايسه «ان مفهوم جنوح الاحداث لم يعد في وقتنا الحاضر مقتصرا على الجرائم التي يرتكبها الأحداث بدافع الفقر او كنتاج طبيعي للتشرد وإنما أضحى يشمل أيضاً الجرائم الجديدة المنبثقة عن الفكر المضلل الاخذ بالانتشار في المنطقة العربية متمثلا في أحداث العنف وتخريب المرافق و المنشآت العامة او الخاصة، مما ينبئ بخلل في المنظومة الوطنية و المنظومة الجنائية للتعامل مع هؤلاء الاطفال.
وبحسبه، تأتي اسباب الجنوح كمحصلة لاكتساب الاحداث فكراً معادياً وعقيدة خاطئة في مواجهة الدولة او الآخرين، مشيرا الى إن وقوع الطفل في مثل هذه الاعمال يقر بغياب رعاية الوالدين تجاه ابنائهم ، ويزيد الامر سوءا عندما نجد ان هناك اولياء امور يشجعون ابناءهم على القيام بمثل هذه الاعمال متذرعين بالفقرمما يجعل حل المشكلة يكمن في شقين وقائي وعلاجي.
وشرح النوايسة «الوقائي» بأن يتم بتشديد العقوبة على اولياء الامور الذين يجبرون ابناءهم على ترك المدرسة من اجل اعالتهم بطرق غير مشروعة كالسرقة والنشل، وعلاجي، بأنه يتوجب على الحكومات أن تبحث عن تلك الأسر وعن أسباب فقرها وتقدم حلول لإعالتها وسد عوزها.
وزاد المحامي النوايسه ايضا أن اهمال اولياء الامور لابنائهم يتسبب في تعريضهم للخطر، فقيام الحدث بأعمال شغب وتخريب للاملاك العامة اوالخاصة أوحتى الاعتداء الجسدي على أي شخص وبعلم ومباركة الأب تعد من الاعمال التي تقام لها المسؤولية الجنائية في مواجهة ايهما او كلاهما حتى وان كان وليا الامر قد اتخذا موقفا سلبيا دون تحريض مباشر على القيام بهذه الاعمال.
وتتحقق المسؤولية بحسب المحامي النوايسه على الوالدين أومن يحل محلهما قانونا وتكون مفترضة تجاه الاطفال الذين تحت وصايتهم ما يولد على الوالدين مسؤولية تستوجب الجزاء تختلف باختلاف مدى الاخلال بهذا التكليف وما اسفر عنه من نتائج اجرامية.
وهنا تقع على أولياء الأمور مسؤولية مدنية تتمثل في التعويض عن الأضرار التي يسببها الحدث للغير بأفعاله المخالفة للقانون.
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
جنوح الأحداث.. خلل في المنظومة القيمية والأسرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التفكك الأسري وراء جنوح الأحداث والذكور يشكلون الغالبية العظمى
» المنظومة العربية ... والنهاية المأساوية
»  وثيقة اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.. المقترحات والتوصيات
» إعلام إسرائيلي: قادة المنظومة الأمنية قرروا الاستقالة من مناصبهم
» أهم الأحداث الرياضية عام 2016

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي-
انتقل الى: