منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 محمود درويش 

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 5:48

محمود درويش 

محمود درويش  3AS71lQgS9JsiRpIS-1qk0VdynXAVHG0GMsU5t29_S7PIw51IUwa2TcA1_EJPpkYiyw=w300-rw

حياته

ولد عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا.حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1947 إلى لبنان ،ثم عادت متسللة العام 1949 بعيد توقيع اتفاقيات السلام المؤقتة، لتجد القرية مهدومة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود". وكيبوتس يسعور. فعاش مع عائلته في قرية الجديدة.
بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانويه في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب مثل الاتحاد والجديد التي أصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.
اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدأ من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972 حيث توجه إلى للاتحاد السوفييتي للدراسة،وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علماً إنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة الكرمل الثقافية .
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل. كانت اقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه. وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.
شعره

بدأ بكتابة الشعر في جيل مبكر وقد لاقى تشجيعا من بعض معلميه. عام 1958، في يوم الاستقلال العاشر لإسرائيل ألقى قصيدة بعنوان "أخي العبري" في احتفال أقامته مدرسته. كانت القصيدة مقارنة بين ظروف حياة الأطفال العرب مقابل اليهود، استدعي على إثرها إلى مكتب الحاكم العسكري الذي قام بتوبيخه وهدده بفصل أبيه من العمل في المحجر إذا استمر بتأليف أشعار شبيهة. استمر درويش بكتابة الشعر ونشر ديوانه الأول، عصافير بلا أجنحة، في جيل 19 عاما.
يعد شاعر المقاومة الفلسطينية ومر شعره بعدة مراحل


وفاته


توفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 أغسطس 2008 بعد إجراءه لعملية القلب المفتوح في المركز الطبي في هيوستن، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش.
و أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد 3 أيام في كافة الأراضي الفلسطينية حزنا على وفاة الشاعر الفلسطيني، واصفا درويش "عاشق فلسطين" و"رائد المشروع الثقافي الحديث، والقائد الوطني اللامع والمعطاء".
وقد وري جثمانه الثرى في 13 أغسطس في مدينة رام الله حيث خصصت له هناك قطعة أرض في قصر رام الله الثقافي. وتم الإعلان عن تسمية القصر بقصر محمود درويش للثقافة. وقد شارك في جنازته الآلالف من أبناء الشعب الفلسطيني وقد حضر أيضا أهله من أراضي 48 وشخصيات أخرى على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس . تم نقل جثمان الشاعر محمود درويش إلى رام الله بعد وصوله إلى العاصمة الأردنية عمّان ، حيث كان هناك العديد من الشخصيات من العالم العربي لتوديعه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 5:51

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 5:54

قصيدة : خطب الديكتاتور الموزونة

خطـاب الجلوس
سأختار شعبي
سأختار أفراد شعبى ،
سأختاركم واحدا واحدا من سلالة
أمى ومن مذهبى،
سأختاركم كى تكونوا جديرين بى
إذن أوقفوا الآن تصفيقم كى تكونوا
جديرين بى وبحبى ،
سأختار شعبى سياجا لمملكتي ورصيفُا
لدربي
قفوا أيها الناس ، يا أيها المنتقون
كما تنتقى اللؤلؤة .
لكل فتى امرأة
وللزوج طفلان ، في البدء يأتى الصبى
وتأتى الصبية من بعد . لا ثالث 0
وليعم الغرام على سنتي
فأحبوا النساء ، ولا تضربوهن إن مسهن الحرام
سلام عليكم .. سلامُ ، .. سـلام ..
سأختار من يستحق المرور أمام
مدائح فكرى
ومن يستحق المرور أمام حدائق قصري . .
قفوا أيها الناس حولى خاتم .
لنصلح سيرة حواء .. نصلح أحفـاد آدم .
سأختار شعبا محبا وصلبًا وعذبا ..
سأختار أصلحكم للبقاء . .
وأنجحكم فى الدعاء لطول جلوسي فتيًا
لما فات من دول مزقتها الزوابع !
لقد ضقت ذرعًا بأمية الناس .
يا شعب .. شا شعبى " الحر فاحرس هوائي
من الفقراء...
وسرب الذباب وغيم الغبار.
ونظف دروب المدائن من كل حاف
وعار وجائع .
فتبا لهذا الفساد وتبا لبؤس العباد الثكالى
سأختار شعبًا من الأذكياء ،.. الودودين
والناجحين ..
وتبًا لوحل الشوارع ..
سأختاركم وفق دستور قلبي :
فمن كان منكم بلا علة .. فهو حارس كلبى،
ومن كان منكم طبيبا ..أعينه
سائسا لحصاني الجديد.
ومن كان منكم أديبا .. أعينه حاملا لاتجاه
النشيد و من كان منكم حكيمًا ..أعينه مستشارا
لصك النقود .
ومن كان منكم وسيمًا ..أعينه حاجبا
للفضائح
ومن كان منكم قويًا ..أعينه نائبا للمدائح
ومن كان منكم بلا ذهب أو مواهب
ـ فلينصرف
ومن كان منكم بلا ضجرٍ ولآلىء
فلينصرف
فلا وقت عندى للقمح والكدح
ولأعترف
أمامك يا أيها الشعب .. يا شعبى
المنتقى بيدى
بأنى أنا الحاكم العادل
كرهت جميع الطغـاة ..
لأن الطغـاة يسوسون شعبا من الجهلة
ومن أجل أن ينهض العدل فوق الذكاء
المعاصر
لابد من برلمان جديد ومن أسئلة
من الشعب يا شعب ..هل كل كائن يسمى
مواطن ؟
ترى هل يليق بمن هو مثلى قيادة لص
وأعمى وجاهل ؟.
وهل تقبلون لسيدكم أن يساوى ما بينكم
أيها النبلاء
وبين الرعاع ..اليتامى.. الأرامل ؟!.
وهل يتساوى هنا الفيلسوف مع المتسول ؟
هل يذهبان إلى الاقتراع معا ،.
كى يقود العوام سياسة هذا الوطن ؟
وهل أغلبيتكم أيها الشعب ،هم عدد لا لزوم
له
إن أردتم نظاما جديدا لمنع المفتن !!
إذن
سأختار أفراد شعبي، سأختاركم واحدا
واحدا .
كى تكونوا جديرين بى.. وأكون جديرًا بكم ..
سأمنحكم حق أن تخدمونى
وأن ترفعوا صورى فوق جدرانكم
وأن تشكروني لأنى رضيت بكم أمة لى..
سمأمنحكم حق أن تتملوا ملامح وجهي في
كل عام جديد ..
سأمنحكم كل حق تريدون حق البكاء على
موت قط شريد
وحق الكلام عن السيرة النبوية فى كل عيد..
وحق الذهاب إلى البحر فى كل يوم
تريدون ..
لكم أن تناموا كما تشتهون ..
على أى جنب تريدون .. ناموا ،
لكم حق أن تحلموا برضاى وعطفى .. فلا
تفزعوا من أحد
سأمنحكم حقكم فى الهواء.. وحقكم فى
الضياء
وحقكم فى الـغناء ..
سأبنى لكم جنة فوق أرضى
كلوا ما تشاؤون من طيباتى
ولا تسمعوا ما يقول ملوك الطوائف عنى،
وانى أحذركم من عذاب الحسد!
ولا تدخلوا فى السياسـة .إلا إذا صدر الأمر
عني . .
لأن السياسة سجني..
هنا الحكم شورى ..هنا الحكم شورى
أنا حاكم منتخب ،
وأنتم جماهير منتخبة
ومن واجب الشعب أن يلحس العتبة
وأن يتحرى الحقيقة ممن دعاه إليه . .
اصطفاه .حماه من الأغلبية .والأغلبية
متعبة متعبة .
ومن واجب الشعب أن يتبرأ من كل فرد
نهب
وغازل زوجة صاحبه أو زنا ، أو غضب ،
ومن واجب الشعب أن يرفع الأمر
للحاكم المنتخب ،
ومن واجبى أن أوافق من واجبى
أن أعارض
فالأمر أمرى والعدل عدلي و الحق ملك يدى،
فإما إقالته من رضاى
واما إحالته للسراى
فحق الغضب
وحق الرضا ، لى أنا الحاكم المنتخب !
وحق الهوى والطرب
لكم كلكم .فأنتم جماهير منتخبة !
أنا .الحاكم الحر والعادل .
وأنتم جماهيرى الحرة العادلة ..
سننشئ منذ انتخابى دولتنا الفاضلة
ولا سجن بعد انتخابى ولاشعر عن تعب
القافلة
سألغي نظام العقوبات من دولتي
من أراد التأفف خارج شعبى فليتأفف
من شاء أن يتمرد خارج شعبى فليتمرد ..
سنأذن للغاضبين بأن يستقيلوا من الشعب
..فالشعب حر..
ومن ليس منى ومن دولتى فهو حر..
سأختار أفراد شعبى
سأختاركو واحدا واحدا مرة كل خمس
سنين .. .
وأنتم تزكوننى مرة كل عشرين
عامًا إذا لزم الأمر
أو مرة للابد
وان لم تريدوا بقائى ، لاسمح الله
إن شئتم أن يزول البلد
أعدت إلى الشعب ماهب أو دب من سابق
الشعب
كى أملك الأكثرية .والأكثرية فوضى..
أترضى أخى الشعب !
ترضى بهذا المصير الحقير أترضى؟.
معاذك !!
فد اخترت شعبى واختارنى الآن شعبى..
فسيروا إلى خدمتى آمنين ..
أذنت لكم أن تخروا على قدمى ساجدين ..
فطوبى لكم .. ثم طوبى لنا أجمعين .
خطـاب الضـجـر !
ألا تشعرون ببعض الضجر!
فمن سنة لم أجد خبرا واحدًا عن بلادى
أما من خبر؟
نغير تقويمنا السنوى . . وننقش أقوالنا فى
الرخام
وندفنها فى الصحاري ليطلع منها المطر
على ما أشاء من الكائنات
وأحمل عاصمتى فوق سيارة الجيب ،
كى أتحاشى المطر.. وما من خبر؟
وأكتب فى العام عشرين سطرا بلا خطأ
نحوى،
وتعرف يا شعب أني رسول المقدر
وألغي الزراعة ، ألغي الفكاهة ، ألغي
الصحافة
ألغى الخبر .وما من خبر؟. .
وامنع عنكم عصير الشعير
وأختصر الناس .. أسجن ثلثًا ..
وأطرد كثا ..
وأبقى من الثلث حاشية للسمر..
وما بقى من خبر؟!
وأطبع وجهى .. من أجلكم .فوق وجه القمر
لكي تحلموا كما أتمنى لكم .. تصبحون على
وما من خبر؟!
لأن الشعير طعام حميرٍ .. وأنتم أرانب
قلبى..
كلوا ما تشاؤون من بصل أخضر أو جزر..
وما من خبر؟
وأمرض أو أتمارض ، أخلو إلى الذات .
أو أتفاوض سرًا مع المعجزات
وأحرم نفسى من الكاميرا والصور
وما من خبر؟
أوحد ما لا يوجد ، أحرس إيوان كسرى..
وأدعو إلى وحدة المسلمين على سيف قيصر
أرشو ملوك الطوانف ،أمحو شرائع سومر
أمنح أفريقيا صوتها .وأعيد النظر..
بتاريخ فكر البشر
وما من خبر؟
وأغلق كل المسارح .. لا مسرح فى البلد
ولاسينما فى البلد
ولا مرقص فى البلد
ولا بلد فى البلد
ولا نغمٌ آو وتر
وما بن تبرأ
ضجر!
ضجر!
وحيدًا أنا أيها الشعب ، شعبي العزيز
ولكن قلبي عليك وقلبك من فلز أو حجر
أضحى لأجلك ، يا شعب ، إني سجينك منذ
الصغر
ومنذ صباي المبكر أخطب فيكم
وأحكمكم واحدا واحدا
وفى كل يوم أعد لكم مؤتمر
فمن منكم يستطيع الجلوس ثلاثين
عاما على مقعد واحد
دو أن يتخشب ؟ من منكم يستطيع
السهر..
ثلاثين عاما
ليمنع شعبا من المذكريات وحب السفر..؟
وحيد أنا أيها الشعب ..لا أستطيع الذهاب
إلى البحر
والمشي فوق الرصيف
ولا النوم تحت الشجر
ثقيل هو الحكم ..لا تحسدوا حاكما ..
أي صدر تحمل ما يتحمل صدري من
الأوسمة ؟.
وأي فتى منكم يستطيع الوقوف
ثلاثين عاما على حافة الجمجمة
وأي يد دفعت طما دفعت يدنا من خطر؟.
ضجـر !
ضجـر !
يخيل لي أيها الشعب ، يا صاحبى
أن حقي على الله أكبر من واجبى..
ولكنني لا أريد معارك أكبر منكم ، كفانا
الضجر،
جرادا يحط على الوقت ، يمتص خضرة
أيامنا .. ،
ويفتر وقت الرمال رمالا من الوقت
نمشى على الرمل .. لا أثر .. لا أثر
ومن واجبى أيها الشعب أن أتسلى
قليلا ، فمن يعيد إلى ساحة الموت
أمجادها؟.
اخطئوا .. اخطئوا .. واسرقوا وافسقوا ..
لأقطع كفا وأجدع أنفا وأدخل سيفا بنهد
نهد..
وأجعل هذا الهوا ،إبر
وأنسى همومي في الحكم ، أنسى التشابه
وبين الملوك القدامى وأنسى العبر..
أما من فتى غاضب فى البلد!
أما من أحد؟ ..
تقاعس عن خدمتي أو بكى أو جحد:
أما من أحد .. شكا أو كفر !
أما من أحد شكا أو كفر؟
أما من خبر .
ضجر!
وحديٌ أنا أيها الشعب ، أعمل وحدي
ووحدي أسن القوانين
وحدي أحول مجرى النـهر . .
أفكر وحدي أقرر وحدي.. فما من وزارة
تساعدني في إدارة أسراركم
ليسر لي نائب لشئون الكناية والاستعارة
ولا مستشار لفلك طلاسم أحلامكم عندما
تحلمون ..
ولا نائب لاختيار ثيابى وتصفيف شعرى
ورفع الصور
ولا مستشار لرصد الديون
. فوالله .. والله .. والله لا علم لى
بمالى عليكم ومالى عليكم حلال حلال ..
كلوا ما أعد لكم من ثمر
وناموا كما أتمنى لكم أن تناموا ومودين
بعد صلاة العشاء..
وقوموا من النوم حين ينادى المنادى
بأنى رأيت السحر..
وسيروا إلى يومكم آمنين .. ووفق نظام
كتابي
ولا تسألوا عن خطابي
سأمنحكم عطلة للنظر
بما يسر الله لى من خطاب الضجر
ضجر!
ضجر!
سلام علي ، سلام عليكم
سلام على أمة لا تمل الضجر! .
خـطــاب السـلام !
وأما الذين قضوا فى سبيل الدفا ع عن
الذكريات وعن وهمهم ..فلهم أجرهم أو
خطيئتهم عند ربهم
حرام حلال
حلال حرام
.. ويا أيها الشعب ، يا سيد المعجزات
وياباني الهرمين ..
أريدك أن ترتفع
إلى مستوى العصر .. صمتا وصمتا ..
لنسمع صوت خطانا على الأرض ..
ماذا دفعنا لكي نندفع .
ثلاث حروب ـ وأرض أقل
وتأميم أفكار شعب يحب الحياة - ورقص أقل
فهل نستطيع المضي أماما ؟ وهذا الأمام
حطام ..
أليس السلام هو الحل ؟.
عاش السلام
وبعد التأمل فى وضعنا الداخلى
وبعد الصلاة على خاتم الأنبياء وبعد السلام
على،
وجدت المدافع أكبر من عدد.الجند فى مولتى.
وجدت الجنود يزيدون عما تبقى لنا من
حبوب
لهذا ، سأطلب من شعبى الحر أن يتكيف
فورا ،
وأن يتصرف خير التصرف مع خطتى.
سأجنح للسلم إن جنحوا للحروب
سأجنح للغرب إن جنحوا للغروب
سنجنح للسلم مهما بنوا من حصون
ومهما أقاموا على أرضنا ..
ليعيش السلام ..
حروب . . حروب . . حروب
أما من قـيـادة
لتوقف هذا العبث ؟!
وتوقف إنتاج مستقبل غامض من جثث ؟
أفي الغاب نحن لنقتل جيراننا الباحثين على
أرضنا عن وسادة ؟.
وما الحرب يا شعب إلا غرائز أولى، خلاف
صغير
على الأرض ، ما الأرض إلا رمال على الرمل
هل دمكم أيها الناس أرخص من حفنة
الرمل ؟.
عم تفتش في الحرب يا شعبى الحر،
هل عن سيادة ؟.
أمعنى العدو المصاب بداء التوسع
والخوف ؟.
فليتوسع قليلا.. لماذا نخاف .. لماذا نخاف ؟.
فهل تستطيع الجرادة أن تأكل الفيل أو
تشرب النيل ؟.
في الأرض متسع للجميع .. وفى الأرض
متسع للسعادة .
ونحن هنا ثابتون ..
هنا فوق خمسة ألاف عام من المجد والحب .
مهما يمر الظلام
وعاش السلام ..
ورثتك يا شعب .. يا شعبى الحر عن حاكم
ضللك
وحطم فيك البراءة والورد .ما أنبلك !
وجرك للحرب من أجل بدو أباحوا نسائك
مذ دخلوا منزلك .
ولم يدفعوا الأجر .. لاشئ فى السوق ،
لا شيء من حللك
لبدو الصحارى، وحرم لحم الخراف عليك ،
ومن بدلك
وقادك نحو سراب العروبة حتى توحد من
شتتوا أملك ؟
ورثتك يا شعب ، يا شعبى الحر، عن حاكم
فكك ..
وآن أوان الحقيقة ، فليرجع الوعى للوعى ..
لن أمهلك
سوى ساعتين ، لتنسى الزمان الذي أهملك
وإلا ، سأعلن إضراب زوجاتكم فى
المضاجع :
إما الصيام عن النوم ما بين أفخاذهن
وإما السلام .
إما عودة الوعي ، لا وعي حولي ولا وعي
قبلي ولا وعي بعدي
عرفت التصدي
عرفت التحدي
وجربت أن أستقل عن الشرق والغرب ..
لكنني لم أجد
غير هذا التردي
ففي عالم ينقسم :
إلى اثنين : شرق وغرب فقط .
يكون الحياد شطط
فمن نحن ؟ هل نحن شرق .. ولا رزق فى
الشرق ؟.
في الشرق حزب النظام الحديدى ، فى
الشرق تنمية للنمط
ولاشيء في السوق غير الخطط
وهل نحن غرب ؟ وفى الغرب أعداؤنا
ينشرون اللغط ؟
عن الحاكم العربي وفى الغرب رامبو
وشامبو
وكوكا وجينز وكنز وديسكو وسيرك .. وحرية
للقطط ،
فمن نحن ؟ هل نحن حقا غلط
لنقضى0ثلاثين عاما من الحرب والحل في
الغرب
هل نحن حقا غلط ؟
. . ليهرب منا الطعام
أما كنت تدرك يا شعب
أن الطعام سلام ؟.
ويا أيها الشعب ، آن لنا أن نصحح تاريخنا
كي نضاهي الحضارات قولا وفعلا ..
وآن لنا أن نلقن أعداءنا السلم ، درسا وحلا،
سنقطع عنهم جميع الذرائع ،
كي لا يفروا من السلم .. ماذا يريدون ؟.
ماذا يريدون ؟ كل فلسطين ؟
أهلا وسهلا..
يريدون أطراف سيناء؟.. أهلا وسهلا..
يريدون رأس أبى الهول .. -هذا المراوغ فى
الوقت ؟ .. أهلا وسهلا..
يريدون مرتفعات الهجوم على الشام ؟ ..
أهلا وسهلا.
يريدون أنهار لبنان ؟ أهلا وسهلا..
يريدون تعديل قرآن عثمان ؟ أهلا وسهلا..
يريدون بابل كي يأخذوا رأس "نابو" إلى
السبي؟.
أهلا وسهلا ..
سأعطيهمو ما يشاؤون منا ومالا يشاؤون كى
أحمى السلم
والسلم أقوى من الأرض ..اأقوى وأغلى..
فهم بخلاء ..لئام
ونحن كرام ..كرام
وعاش السلام
.. من أجل هذا السلام أعيد الجنود
من الثكنات إلى العاصمة .
وأجعلهم شرطة للدفاع عن الأمن ضد
الرعاع .
وضد الجياع
وضد اتساع المعارضة الآثمة
فليس السلام مع الآخرين هناك
سلاما مع الغاضبين هنا..
هنا لن تقوم لأى فئات يسارية قائمة
سأفرم لحم اليسار ، وأحجب ضوء النهار.
عن الزمرة الناقمة
وفى السجن متسع للجميع
من الشيخ حتى الرضيع
ومن رجل الدين حتى النقابى والخادمة
فليس السلام مع الآخرين هـناك
سلاما` مع الرافضين هنا ..
هنا طاعة وانسجام
ليحيا السلام
وأما الذين قضوا فى سبيل الدفاع
عن الذكريات وعن وهمنا ..فلهم أجرهم أو
خطيئتهم عند ريهمو..
وما فات فات
ومن مات مات
سأقضى على الذكريات
سألغي احتفالات يوم الشهيد لننسى
سأحرث مقبرة الشهداء الحزينة
وأرفع منها العظام لتدفن فى غير هذا
المكان
فرادى فرادى
فلا حق في دولتي للتجمع ، حيا وميتا
لئلا يثير الفسادا
ولا حق للموت أن يتمادى
ويقضم نسياننا الحر منا
سأكسر كل المدافع حتى يفرخ فيها الحمام
سأكسر ذاكرة الحرب ..
ناموا كما لم تناموا
غدا تصبحون على الخبز والخير ناموا
غدا تصبحون على جنتى
فاستريحوا وناموا ..
يعيش السلام
يعيش النظام
شالوم .. سلام ..!
خـطاب الأمير.
إذا كانت الحرب كرأ وفرأ
فإن السلام مكر مفر
أحبوا الأمير ، وخافوا الأمير
ولا تقنطوا من دهاء الأمير
فليست لنا غاية فى المسير
ولا هدف ، غير أن تستقر الأمور
على ما استقرت عليه : أمير على عرشه
وشعب على نعشه ..
أنا خنجر من حرير
أحب الرعية إن أخلصت
وان أرخصت دمها في سبيل الأمير
فعمر الرعية في الحب عمر طويل
وعمر الرعية إن كرهتنى قصير
أنا صانع الجيش من كل جيش بلا أسلحة
جمعت الجنود كما تجمع المسبحة
لأبنى مجتمعًا للتحدي ومجتمعًا للتصدي
ومجتمعا يدمن المذبحة
أنا السيف والورد والمصلحة
وليس على ما أقول شهود
وليس على ما أريد قيود.. ،
وليست عقيدتنا صنما جامدا ، فاحذروا
نفاق الصديق .. وحاجته للتمدد خلف
الحدود
وليس العدو عدوًا إلى أخر الحرب ..
قد نتحالف في ذات يوم لنحمى أنفسنا من صديق لدود
ومن إخوة لا يطيعوننا ، حين نذبحهم
يصرخون
ويرموننا بالظنون ، ولا يفهمون
سياستنا أو كياستنا حين نحرق أطفالهم
بالصواريخ
كي لا يمروا ،
فإن كانت الحرب كرًا وفرًا
فإن السلام مكر مفر
حقوق الأمير على الناس أكبر من واجبي
ألم أجد الناس جوعى .. فأطعمت
وعارية فكسوت
وتائهة فهديت !
وساويت بين المثقف والمرتزق
(وأما بنعمة ما أنعم الحكم - حكمى-
فحدث )
ألم أبن خمسين سجنا جديدا لأحمى اللغة
من الحشرات ومن كل فكر قلق أ.
ألم أخلط الطبقات لألغى نظام التقاليد
والمرجعية والزمن المحترق ؟!
فمن يذكر الآن أجداده ؟
ومن يعرف الآن أولاده ؟
ومن يستطيع الرجوع إلى شجر العائلة
ومن يستطيع الحنين إلى زهر ذابلة
ومن يستطيع التذكر دون الرجوع إلى
حارس القافلة ؟
(وأما بنعمة ما أنعم الحكم - حكمى - عليك
فحـدث )
ألم أجد الماء في غيمكم يختنق
فحركته فاستجاب وآب إليكم .. ألم أنطلق
بكم نحو أعلى الشعارات كى نلتحق
بمجتمعات الرخاء ، فكونوا كما أشتهى أن
تكونوا وسيروا
إلى بلد لا حود له ، لا رعاة ، ولا شاعر أو
ملك ،
فقد تفتنون وقد تتخمون .وقد أمتلك !
دعوا الأرض بورا ، لأن الفلاحة عار
القدامى
قطعت الشجر
وألغيت بؤس الزراعة
لأستورد الثمر الأجنبي بنصف التكاليف
فالشعب نصفان : جيش وباعه
ولا تعملوا في المصانع ، فهى ديون على دولة
تتنامى
رويدا رويدا على فائض الحرب من شهداء
ومن جثث في العراء ، وبترولنا دمكم
والصناعة إنتاج ما أنتجت حربنا من يتامى
نوظفكم في معارك لا تنتهى كى يعيشوا
وكي ينجبوا للإمارة كنز الإمارة .. هاتوا
يتامى
لنحيا الحزينة عاما وعاما
وإلا ...فمن أين أطعمكم .والإمارة قفر
وأن الحروب اقتصاد معافى .. وحر
وان الهزيمة ربح ونصر
وان كانت الحرب كرًا وفرًا
فإن السلام مكر مفر
* * * * * * * *
تقولون : ماذا يريد الأمير من الحرب ،
ماذا يريد الأمير المحارب ؟
أقول : أريد حروبا صغيرة
سأختار شعبا صفيرا حقيرا أحاربه كى
أحارب
وأحمى النظام من الباحثين عن الخبز بين
الزرائب
فحين نخوض الحروب
يحل السلام على الجبهة الداخلية ننسى
الحليب .
وننسى الحبوب
فيا قوم قوموا .. فهذا أوان الأمل
وهذا أوان النهوض من المأزق المحتمل
إذا حاصرتنا جيوش الشمال
نحاصر إخوتنا في الجنوب
وإن حاصرتنا جيوش الجنوب
ندمر إخوتنا في الشمال
وحين نحاصر بين الشمال وبين الجنوب
أحاصركم في الوسط
فلا تقنطوا من دهاء الأمير ولا تقعوا فى
الغلط
فخير الأمور الوسط
وأنتم رهائن عندي ، فخروا وخروا
ولا تسألوني أفي الأمر سر؟
إذا كانت الحرب كرًا وفرًا
فإن السلام مكر مفر!.
تقولون ماذا عن السلم ، ماذا يريد الأمير ؟
أقول : أريد من السلم ما لا فضيحة فيه .
أغازله دون أن أشتهيه
وأبنيه سرًا ، وأحرسه بالحروب الصفيرة
كي يتقيني العدو وكي أتقيه ..
وأحمي سلام الخنادق من نزوات الخطاب
ومن طيش هذا الشباب
وأحصي مدافعهم ثم أحصي مدافعنا
-الفوارق سلم
وأحصى مصانعنا ثم أحصى مصانعهم
-الفوارق سلم
وأحصى مواقعنا ثم أحصى مواقعهم
- الفوارق سلم .
-
- ولكنني لا أريد السلام
-
- لأن السلام المقام على الفرق بين العدوين
- ظلم
وإن السلام المقام على الظلم ظلم ،
وإن السلام المقام على الاعتراف بغيري ظلم
فلابد من نصف سلم
ولابد من نصف حرب
لأحفظ شعبي
وأحفظ حكمي
أحارب من أستطيع محاربته
بلا رحمة أو حرام
أسالم من لا أريد ولا أستطيع محاربته
بغير معاهدة للسلام
فإن السلام مغامرة كالحروب .. وشر
وان كانت الحرب كرا وفرأ
فإن السلام مكر مفر
ويا قوم .. يا قوم ،من أخر الليل يطلع فجر
سلام عئيكم إلى مطلع الفجر أيها الصابرون
على الليل حولي
أقاسمكم ما وهبت من المعجزات .. وأذرف
ظلي
عليكم ، لكي يتساوى الجميع بظلمى وعدلى..
أعرف يا أيها الناس ، ما تحمل النفس
والنفس أمارة بالتخلي
عن الصعب ، والمجد صعب كما تعلمون ،
قليل التجلي ،
ولكننا سنواصل هذا الطريق إلى منتهاه إلى
منتهاكم ،
فلا تقطنوا من دهائى ومن رحمة النصر
فالنصر صبر على الليل ، والليل - يا أمتى
- درجات .
فمنه الطويل ومنه القصير .ومنه الذى
يستمر
ثمانين حولا
سأحكمكم لا مفر
إذا كانت الحرب كرًا وفرًا
فإن السلام مكر .. مـفـر .
خطاب القبر !
أعدوا لى القبر قصرا يطل على القصر
من وجهة البحر، قصرا يدل الخلود عليَّ .
يدفع أحلامكم صلوات ..إلى
فمن كان يعبر هذا البلد
ومن كان يعبر هذا الجسد
فمن حقه أن يصدق أنى حى
وحى هو العرش حتى الأبد
بلغت الثمانين ، لكننى ما عرفت السـأم
وقد أتزوج في كل يوم فتاة
وأبكي عليكم ، أرثيكم يوم تهوى البيوت
على ساكنيها ، ويسكنها العنكبوت
فمن واجبي أن أعيش
ومن حقكم أن تموتوا
لأنجب جيلا جديدا يواصل أحلامكم
فما من أحد
رأى ما رأيت .. وما من بلد
رأى ما رأى من فتوة هذا الجسد
فمن كان يعبد هذا البلد
فقد مات ، أما الذى كان يعبدنى
فمن حقه أن يصدقنى حين أصدر أحرى إلى
الموت
دعني وشعبي الولد ،
معا للأبد.
وبعد الثمانين تأتي ثمانون أخرى
وأرقد في اليوم عشرين ساعة
لأرتاح مما خلقت وممن خلقت
ومن دولة ستعمر في وتركع : سمعا وطاعه
وتنهار بعدى إذا نمت أكثر مما أنام
ولاشيء بعدى
فمن يعبدون ؟
وكيف تعيشون بعدى؟
ومن سوف ينقذكم من زمان الجنون
ومن سوف يحرس أبوابكم من جراد المطر
ومن سوف يحمل ريح الشمال إليكم
ويحميكم من ذئاب الشجر؟
ومن تعبدون
لمن ترفعون تراتيلكم ولمن تسجدون ، وتتلون
آيات من ؟
أبا لخبز وحده ؟ بالخبز وحده
تعيشون ؟ والروح خاوية من عباءة من
تعبدوا ؟
ومن أي معنى تشيدون مبنى الخيال لهذا
الزمن
وفى البدء ..كنت .. وكونت هذا الوطن
ليعبد خالقه ، أو يموت إذا لم بكن لائقا
بعبادة خالقه ،
فاعلموا واعلموا
بأن الذي قد خَلق
أحق بهذي الحياة الطويلة ممن خُلِق
وإن كان لابد من موتنا فاسبقوني
إلى الموت كي تحملوني وتستقبلوني
خذوا زوجتي معكم وخذوا أسرتي ..
وجهاز القلق ..
ولا تنشئوا أي حزب هناك
ولا تأذنوا لقدامى الضحايا بأن يسكنوا
معكم
ولا تسمحوا للتلاميذ أن يسرقوا دمعكم
ولا تفتحوا صحفا للحديث عن الفرق بين
الحياة
على الأرض أو تحتها
ولا تسمحوا للمعارضة المستبدة أن تتساءل
عما رفضت التساؤل فيه
أنا الموت .. والموت لا ريب فيه
أنا من أعد لكم أجلا لا مرد له فأعلموا
أن ما فوق أرضي يجري بأمري
فلا تهربوا من مشيئة قصري
فقد أختنق
وحيدا بغير جماهير تعبدني
ولقد ألتحق
بكم كي أراقبكم ..كي أحاسبكم
فمن كان يعبد هذى الحياة
فقد هلكت
وأما الذي كان يعبدني
فمن حقه أن يعيش معي فوق هذا التراب
وتحت التراب ..معي للأبد
أعدوا لي القبر قصرا يطل على البحر
قصرا مليئا بأجهزة الاتصال الحديثة
قصرا معدا لمملكة الشعب فى الآخرة
سآمر فورًا ، بنقل الوزارات والذكريات
ومجموعة الصور النادرة
سأنقل كل الحصون وكل السجون وكل
الظنون
لأحكمكم في المقر الجديد
بصيغة دستورنا الحاضرة
ولكنني سأعدل بند الوراثة
لاحق للحي أن يرث الميت إلا إذا
أثبت الميت أن الذى كان حيا هو الميت فيه
لئلا يطالبنا الدود بالآخرة
أعدوا لي القبر أوسع من هذه الأرض
أجعل من هذه الأرض
أقوى من الأرض
قصرًا يلخص بحرًا بنافذة من سحاب
سأجتاز هذا الممر الصغير
على فرس الغيم والغيم أبيض يهتز حولي
ويرسم لاسمي تاجًا وقوس قباب
سأجتاز هذا الممر الصغير
فلا عودة للوراء .. ولا رحلة فى السراب
أعدوا لي العرش من ريش مليون نسر
أعدوا العذارى ، أعدوا الشراب
ونادوا ملائكة الشعر: صلى عليه وصلى له
لينسى الهواء وينسى التراب ،
سأختار هذا الممر الصغير
لأقضى على الموت فيها .. وفى
وأفتح أخر باب ..
فمن كان يعبد منكم هنا الآخرة
فقد ماتت الآخرة
ومن كان يعبدني .. فإني حى.. .وحى .. وحى ..
خطاب الفكرة .
إذا قدر الحزب للشعب أن يحمل الدرب
فكرة ..
وأن يرفع الأرض أعلى من الأرض فكره
وأن يفصل الوعي عن واقع الوعي من أجل
فكرة
فعندئذٍ يصبح الشعب شعبا جديرا بحرب
وثورة
أقول لكم ما يقول لى الحزب والحزب فوق
الجماعة
سنقفز فوق المراحل عصرا وعصرين ..فى
كل ساعة .
لنبني جنة أحلامنا اليوم فى نمط من مجاعة
سنلغى الحرف
سنمنع صيد السمك
ونمنع بيع الدجاج وبيض الدجاج
وملكية الظل ملكية خاصة
فلنؤمم إذن كل أشجارنا الجائعة
وكل نباتاتنا الضائعة
ثمانين نخله
وتسعين تينه
وعشرين زيتونة
وألفا وسبعين فجله
سنلغي الزراعة
وندخل عصر الصناعة
بحزب وشعب و فكره
أقول لكم ما يقرره الحزب ، والحزب سلطتنا
سننشئ من أجل برنامج الحزب من أجلكم
طبقه
هي القوة الصاعدة
ونعلن من أرضنا ثورة الفقراء على الفقراء
فليس على أرضنا أغنياء
لنأخذ أملاكهم ، فلنوزع ، إذن ، فقرنا
على فقرنا ، فى إذاعتنا والجريدة
سنقطع دابر أعدائنا الطبقيين .. أهل العقيدة
ونتهم الأنبياء بداء البكاء على حصة فى
السماء
إذا الشعب يوما أراد
فلابد أن يستجيب الجراد ..
فهيا بنا أيها الكادحون وصناع تاريخنا
الحر، هيا بنا
لنحرق شعر المديح ، وشعر الطبيعة والحب
والعبرات
وكل الروايات والأغنيات القديمة والوجع
العاطفي
وما ترك الغرب والشرق فينا من الذكريات
وهيا بنا
لنصنع من كل حبة رمل خليه
وننجز خطتنا المرحلية
سننتج في اليوم ألف شعار وعشرين شاعر
فإن كانت الأرض عاقر
فإن القيادة حبلى بما يجعل الأرض خضراء
حطوا الشعار وراء الشعار وراء الشعار
وهزوا الشعار، ليساقط الوعي فكره
تدير المصانع والثروة المستمرة
فنحن الذين
سننشئ جنة عمالنا القادمين
من الفكرة المطلقة
إلى الفكرة المطلقة
ونحن الذين
سنحرق كل المراحل ..كى نصنع الطبقة
من المصنع اللغوي ، وكي نرفع الطبقة
إلى سدة الحكم حتى نعبر عنها بحزب
وثورة
ويا شعب .. يا شعب حزبك ، شد الحزام
لتحمى النظام
من الفكرة البرجوازية الفاسدة
سنبحث عشرين عام
عن القيمة الزاندة
وعن سارقي عرق الفقراء الحرام
لنعرف أين التناقض فى المجتمع
وأين التعارض بين القيادة والقاعدة
لنعرف أنماطنا والبنى وطبيعة هذا النظام ،
ولكننا ندرك الآن أن الطبيعة أفقر منا
وندرك أن السلع
دليل على النمط البرجوازي، فاجتنبوها
لننتج وعيًا جديدًا
وربوا الشعارات .. وادخروها
وإن صدئت طوروها
وإن جاع
أولادكم فاطبخوها
وفي عيد مايو كلوها
وصلوا لها و أعبدوها
وان مسكم مرض .. علقوها
على موضع الداء فهى الدواء
وثروتنا في بلاد بغير معادن
وواقعنا ما نريد له أن يكون
وليس كما هو كائن ..
فماذا سننتج غير الشعارات ؟
وهى رسالتنا الرائدة .
وإذا استثمرت جيدا
أثمرت بلدا سيدا
حالمًا سالمًا
بحزب وفكره
وصفوا التماثيل أعلى من النخل والأبنية
وصف التماثيل أفضل للوعى من أمهات
النخيل
تماثيل أفضل للوعي من أمهات النخيل
تماثيل ترفع كفى إليكم وتعلي تعاليم حزب
لشعب نبيل
تذكركم بنشيد الطلائع : نحن أتينا لكي
ننتصر
ولابد للقيد أن ينكسر
ولابد مما يدل على الفرق بين النظام الجديد
وبين النظام العميل
ولابد من صورة الفرد كي يظهر الكل في
واحد
تماثيل تعلو على الواقع المندحر
وتخلق مجتمع الغد من فكرة تزدهر
فلا تجدعوا أنفها عندما تسغبون
ولا تملأوا يدها بالرسائل ضدي وضد
السجون
ولا تأذنوا للحمام المهاجر أن يستريح
عليها ..
ولا ترسموا حول أعناقها صورة للرغيف
الحزين
ولا تبصقوا حولها ضجرا
ولا تنظروا شذرا
سأزرع التماثيل جيش الدفاع عن الأمنية
وجيش مكافحة السخرية
سنصمد مهما تحرش هذا الجفاف بنا
سنصمد مهما تنكر هذا الزمن
سنصمد حتى نهاية هذا الوطن
سنصمد حتى تجف المياه ..لآخر قطره
وحتى يموت الرغيف الأخير ..لآخر كسره
وحتى نهاية أخر متز كان يحلم مكى .بأخر
ثوره
فإن مات هذا الوطن
فقد عشت من أجل فكره
فموتوا ، كما لم يمت أحد قبلكم
ولا تسألوا الحزب من أجل أية فكره
نموت ؟
ومن أجل أية ثورة .. نموت ؟
فمن كل فكره
ستولد ثورة
ومن كل ثورة
ستولد فكره
سلام عليكم
سلام على فكرةٍ
سوف تولد من موت شعبٍ وفكره !
خطاب النساء !
على كل امرأة حارسان
وفى كل امرأة أفعوان .
ألا .. فاجلدوهن قبل الآوان و
اجلوهن في الصبح جلده ،
لئلا يوسوس فيهن شيطانهن ،
وفى الليل جلده
لئلا يعدن إلى لذة الإثم
واستغفروا الله ، وارموا
على مرفأ الجرح ورده
ولا تهجروهن فوق المخدة
فإن النساء على كل معصية قادرات
وإن النساء حبيباتنا من قديم الزمان
تزوجت خمسين مرة . .
لأعرف مرة
إذا كان ابني هو ابني
وأي ولي على العهد كنت أباه
وفى كل مرة ،
أرى رجلا واقفا بن قلبى وامرأتى
ولكنني .لا أراه
لأقتله أو لأقتلها ، بيد أنى أراه
ويقتلني كل يوم وفى كل سهره
يهاجمني عاشق سابق عند باب القرنفل
يغيب لأدخل ..ثم أنام .. فيدخل
فكيف أحرر أحساد زوجاتنا من أصابع
غيري؟.
وكيف أغير جلدا بجلد .ونهدا بنهد.. ونهرا
بنهر؟.
وكيف أكون امرأة من بياض البداية ؟
وهل أستطيع دخول الحكاية
وعندي من الليل ألحر من ألف ليلة
أكثر من ألف امرأة لا تغير فخ الحكاية
ولكن قلبي موله
وعرشي مؤله
وفى كل امرأة شهرزاد .. وثعلب
وفى كل طاغية شهريار المعذب .
وان النساء على كل معصيـة قادرات
وأن النساء حبيباتنا
ضربن على سحرهن الحجاب
فشب الدبيب بأجسادهن ، وضاجعن
أول مفتاح باب
وأول قط ، وأول ساعي بريد ، وأول كتاب
هذا الخطاب
وبرأن عائشة من ظنون عليٍ
ولكن تأوهن بعد العتاب
أصحراء حول الحميراء، مطلع ليل، وشاب
طلى الشباب
لماذا .. لماذا .. ؟
وكيف تحرش ملح بثوب الحرير الأخير ..
وذاب ؟.
ضربن على سحرهن الحجاب
ولكن هذا الذي لا يرى قد رأى واستجاب
فهل تتغطى العواصف يوما بشال
السحاب ؟.
وماذا وراء الحجاب ؟. -
إلا أنهن «صواحب يوسف »
رغم الحزام ، ورغم الحرام ، ورغم العقاب
قوارير تكسر ..
أساطير تسحر..
وذاكرة للغياب
ففي أي بئر نخبئ زوجاتنا
وفى أي غاب ؟
وفى وسعهن ملاقاة أى هلالٍ ..
ينام على غيمة أو سراب ..
وفى وسعهن خيانتنا بين أحضاننا
والبكاء من الحب .. والاغتراب
وفى وسعهن إزالة أثارنا عن مواضع
أسرارهن .
كما يطرد المرء عن راحتيه الذباب
ويلبسن في كل يومين قلبا جديدا
كما يرتدين الثياب
فما نفع هذا الحجاب
وما نفع هذا العقاب ؟
وإن النساء على كل معصية قادزات
وان النساء حبيباتنا ..
تعبت .. ولو أستطيع جمعت النساء ..
بواحدة واسترحت
وأنجبت منها وليا على العهد حين أشاء
وليا على العهد مثلي وجدي
صحيحا فصيحا يواصل عهدي
ويحفظ خير سلاله
لخير رسالة
ويجمعكم حول قصري ومجدي هاله
ولكنني قلق ، فالنساء هواء وماء
وفاكهة للشتاء
وذاكرة من هواء
وان النساء إماء
يغيرن عشاقهن كما يشتهى كيدهن العظيم
وكيدي عظيم .. ولكن فيه موهبة للبكاء
وفيهن ما أحزن الأنبياء
وما أشعل الحرب بين الشعوب
وما أبعد الناس عن ملكوت السماء
فكيف أحل سؤال النساء؟.
وكيف أحرركم من دهاء النساء؟
على كل امرأة أن تخون معي زوجها
لأعرف أنى أبوكم
وأخذ منكم ومنهن كل الولاء..
وقد تسألون : وكيف تنفذ مذا القرار ؟
أقول : سأعلن حربا على دولة خاسرة
يشارك فيها الكبار
ومن بلغ العاشرة ..
سأعلن حربا لمدة عام
تكون النساء عليكم حرام
وأبعث غلمان قصري- وهم عاجزون - إلى
كل بيت
ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت
لأحرث من شئت منهن :
بعد الظهيرة - بنت
وفى الليل - بنت
وفى الفجر - بنت
لتحمل منى جميع البنات
وينجبن مني وليا على العهد .. مئى ..
سأختاره كيف شئت
صحيحا فصيحا مليح القوام
.. وبعدئذ أوقف الحرب ، من بعد عام
وأعلن عيد السلام
وأعرف مرة
لأول مرة
بأن الولي على العهد .. إبنى
وأنيَّ أبني
بلادا بلا دنس أو حرام
فألف سلام عليكم
وإن النساء حلال عليكم
فلا تهجروهن ، لا تضربوهن ، هن الحمام
وهن حبيباتنا ، والسلام عليكم .. .. عليهن
ألف سلام ..
وألف سلام !!
خـطاب الخطاب !
إذا زادت المفردات عن الألف ، جفت عروق
الكلام
وشاع فساد البلاغة .. وانتشر الشعر بين
العوام ،
وصار على كل مفردة أن تقول وتخفى
ما حولها من غمام
فأن تمدح الورد معناه ، أنك تهجو الظلام
وأن تتذكر برق السيوف القديمة معناه : أنك
تهجو السلام
وأن تذكر الياسمين وحيدًا ،وتضحك ، معناه :
أنك تهجو النظام
ولا تستطيع الحكومة شنق المجاز ونفى
الأسى عن هديل الحمام .. .
وبين الطباق وبين الجناس تقول القصيدة ما
بيننا من حطام
وتنشئ عالمها المستقل وتهرب من شرطتي
في الزحام
وتخلق واقعها فوق واقعنا ، أو تجردنا من
سياج المنام
فيصبح حلم الجماهير فوضى ، ولا نستطيع
التدخل بين النيام
أنا سيد الحلم ! لاتجلسوا حول قصرى
بغير الطعام
و لاتأذنوا للفراشات بالطيران الإباحى فى
لغة من رخام ..
.. فمن لغتي تأخذون ملامح أحلامكم مرة
كل عام .
.. ومن لغتي تعرفون الحقيقة فى لفظتين :
حلال ، حرام
فلا تبحثوا فى القواميس عن لغةٍ لا تليق
بهذا المقام ،
فان زادت المفردات عن الألف عم الفساد ..
وساد الخراب ،
لأن الكلام الكثير غبار الذباب
وأن نظام الخطاب
خطاب النظام ..
وفى لغتي قوتي . واقعي لغتي واقعي
ما يقول الخطاب
فقد تربح النظرية مايخسر الشعب ،
والشعب عبد الكتاب
وليس على النهر أن يتراجع عما فتحنا له
من سياق وغاب
سنجرى معا فوق موج الدفاع عن الاندفاع
الكبير لفكر الصواب
وماذا لو اكتشف القوم أن الدروب إلى
الدرب معجزة من سراب !
وماذا لو ارتطم البر بالبحر والبحر بالبحر ،
وامتد فينا العباب !
إلى أين يا بحر تأخذنا ؟ والخطاب يواصل
خطبته في اليباب
أنرجع من حيث ضعنا ؟ إلى أين يرجع هذا
الكلام .. إلى أى باب ؟!
قطعنا كثيرا من القول ، فليتبع الفعل
خطوتنا في طريق العذاب
ولكن إلى أين نرجع يابحر ؟ والبر ذاكرة
صلبة للسحاب
قطعنا قليلا من الفعل : فليملأ القرل ساحة
هذا الخراب
ليسر الخطاب على موت أبنائنا الفائبين ..
ويعلو الضباب
إلى شرفة القصر .. والمنبر الحجرى المغطى
بعشب الغياب
لا تسألوا : من يذيع الخطاب الأخير : أنا أم
خطاب الخطاب ؟
فقد يصدق القول . قد يكذب القائلون ،
ويحيا الغبار ويفنى التراب .
وقد تجهض الأم حين تشك بأن الجنين ابنها
ليعيش الخطاب
خطابي حريتي ، باب زنزانة من ثلاثين
مفردة لا تصاب ،
بصدمة واقعها . لاتفير إيقاعها ، ولا تقدم
إلا الجواب ،
كلامي غاية هذا الكلام
خطابي واقع هذا الخطاب
لأن خطاب النظام
نظام الخطاب ..
خطابي شد المسافات بين الكلام وبين معانى
الكلام
إذا جف ماء البحيرات ، فلتعصروا لفظة
من خطاب السحاب
وإن مات عشب الحقول ، كلوا مقطعا من
خطاب الطعام
وإن قصت الحرب أرضى ، فلتشهروا
مقطعا من خطاب الحسام
ففي البدء كان الكلام ، وكان الجلوس على
العرش
في البدء كان الخطاب .
سنمضى معا ، جثة . جثة ، فى الطريق
الطويل على لغة من صواب
وماذا لو ابتعد الفجر عنا ، ثلاين عاما
وخمسين عاما .. ونام !
أما قلت يوم جلست على العرش إن العدو
يريد سقوط النظام
وان البلاد تروح وتأتى ؟ وان المبادئ ترسو
رسو الهضاب !
وان قوى الروح فينا خطاب سيبقى ، ولم
يبق غير الخطاب !
فلا تسرفوا في الكلام لئلا تبدد سلطة هذا
الكلام ..
ولا تدخلوا في الكناية كي لا نضل الطريق
ونفقد كنز السراب
ولا تقربوا الشعر ، فالشعر يهدم صرح
الثوابت في وطن من وئام
وللشعر تأويله ، فاحذروه كما تحذرون الزنى
والربا والحرام .
.. وان زادت المفردات عن الألف باخ الكلام
وشاخ الخطاب
وفاضت ضفاف المعاني ليتضح الفرق بين
الحَمام وبين الحمام
.. وفى لغتي ما يدير شئون البلاد ، ويكفى
ويكفى لنستورد الخبز ،
يكفى لنرفع سيف البطولة فوق السحاب .
وفى لغتي ما يعبر عن حاجة الشعب لححتفال
بهذا الخطاب
فلا تسرفوا في ابتكار الكثير من المفردات
وشدوا الحزام
فان ثلاثين مفردة تستطيع قيادة شعب يحب
السلام .
وإن خطاب النظام
نظام الخطاب ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 5:55

قصيدة : طباق (عن إدوارد سعيد)

نيويورك/ نوفمبر/ الشارعُ الخامسُ/
الشمسُ صَحنٌ من المعدن المُتَطَايرِ/
قُلت لنفسي الغريبةِ في الظلِّ:
هل هذه بابلٌ أَم سَدُومْ؟
هناك, على باب هاويةٍ كهربائيَّةٍ
بعُلُوِّ السماء, التقيتُ بإدوارد
قبل ثلاثين عاماً,
وكان الزمان أقلَّ جموحاً من الآن...
قال كلانا:
إذا كان ماضيكَ تجربةً
فاجعل الغَدَ معنى ورؤيا!
لنذهبْ,
لنذهبْ الى غدنا واثقين
بِصدْق الخيال, ومُعْجزةِ العُشْبِ/
لا أتذكَّرُ أنّا ذهبنا الى السينما
في المساء. ولكنْ سمعتُ هنوداً
قدامى ينادونني: لا تثِقْ
بالحصان, ولا بالحداثةِ/
لا. لا ضحيَّةَ تسأل جلاّدَها:
هل أنا أنتَ؟ لو كان سيفيَ
أكبرَ من وردتي... هل ستسألُ
إنْ كنتُ أفعل مثلَكْ؟
سؤالٌ كهذا يثير فضول الرُوَائيِّ
في مكتبٍ من زجاج يُطلَّ على
زَنْبَقٍ في الحديقة... حيث تكون
يَدُ الفرضيَّة بيضاءَ مثل ضمير
الروائيِّ حين يُصَفِّي الحساب مَعَ
النَزْعة البشريّةِ... لا غَدَ في
الأمس, فلنتقدَّم إذاً!/
قد يكون التقدُّمُ جسرَ الرجوع
الى البربرية.../
نيويورك. إدوارد يصحو على
كسَل الفجر. يعزف لحناً لموتسارت.
يركض في ملعب التِنِس الجامعيِّ.
يفكِّر في رحلة الفكر عبر الحدود
وفوق الحواجز. يقرأ نيويورك تايمز.
يكتب تعليقَهُ المتوتِّر. يلعن مستشرقاً
يُرْشِدُ الجنرالَ الى نقطة الضعف
في قلب شرقيّةٍ. يستحمُّ. ويختارُ
بَدْلَتَهُ بأناقةِ دِيكٍ. ويشربُ
قهوتَهُ بالحليب. ويصرخ بالفجر:
لا تتلكَّأ!
على الريح يمشي. وفي الريح
يعرف مَنْ هُوَ. لا سقف للريح.
لا بيت للريح. والريحُ بوصلةٌ
لشمال الغريب.
يقول: أنا من هناك. أنا من هنا
ولستُ هناك, ولستُ هنا.
لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان...
ولي لُغَتان, نسيتُ بأيِّهما
كنتَ أحلَمُ,
لي لُغةٌ انكليزيّةٌ للكتابةِ
طيِّعةُ المفردات,
ولي لُغَةٌ من حوار السماء
مع القدس, فضيَّةُ النَبْرِ
لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي
والهويَّةُ؟ قُلْتُ
فقال: دفاعٌ عن الذات...
إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها
في النهاية إبداعُ صاحبها, لا
وراثة ماضٍ. أنا المتعدِّدَ... في
داخلي خارجي المتجدِّدُ. لكنني
أنتمي لسؤال الضحية. لو لم أكن
من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن
يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ...
فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ
نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ/
- منفىً هوَ العالَمُ الخارجيُّ
ومنفىً هوَ العالَمُ الباطنيّ
فمن أنت بينهما؟
< لا أعرِّفُ نفسي
لئلاّ أضيِّعها. وأنا ما أنا.
وأنا آخَري في ثنائيّةٍ
تتناغم بين الكلام وبين الإشارة
ولو كنتُ أكتب شعراً لقُلْتُ:
أنا اثنان في واحدٍ
كجناحَيْ سُنُونُوَّةٍ
إن تأخّر فصلُ الربيع
اكتفيتُ بنقل البشارة!
يحبُّ بلاداً, ويرحل عنها.
]هل المستحيل بعيدٌ؟[
يحبُّ الرحيل الى أيِّ شيء
ففي السَفَر الحُرِّ بين الثقافات
قد يجد الباحثون عن الجوهر البشريّ
مقاعد كافيةً للجميع...
هنا هامِشٌ يتقدّمُ. أو مركزٌ
يتراجَعُ. لا الشرقُ شرقٌ تماماً
ولا الغربُ غربٌ تماماً,
فإن الهوية مفتوحَةٌ للتعدّدِ
لا قلعة أو خنادق/
كان المجازُ ينام على ضفَّة النهرِ,
لولا التلوُّثُ,
لاحْتَضَنَ الضفة الثانية
- هل كتبتَ الروايةَ؟
< حاولتُ... حاولت أن أستعيد
بها صورتي في مرايا النساء البعيدات.
لكنهن توغَّلْنَ في ليلهنّ الحصين.
وقلن: لنا عاَلَمٌ مستقلٌ عن النصّ.
لن يكتب الرجلُ المرأةَ اللغزَ والحُلْمَ.
لن تكتب المرأةُ الرجلَ الرمْزَ والنجمَ.
لا حُبّ يشبهُ حباً. ولا ليل
يشبه ليلاً. فدعنا نُعدِّدْ صفاتِ
الرجال ونضحكْ!
- وماذا فعلتَ؟
< ضحكت على عَبثي
ورميت الروايةَ
في سلة المهملات/
المفكِّر يكبحُ سَرْدَ الروائيِّ
والفيلسوفُ يَشرحُ وردَ المغنِّي/
يحبَّ بلاداً ويرحل عنها:
أنا ما أكونُ وما سأكونُ
سأضع نفسي بنفسي
وأختارٌ منفايَ. منفايَ خلفيَّةُ
المشهد الملحمي, أدافعُ عن
حاجة الشعراء الى الغد والذكريات معاً
وأدافع عن شَجَرٍ ترتديه الطيورُ
بلاداً ومنفى,
وعن قمر لم يزل صالحاً
لقصيدة حبٍ,
أدافع عن فكرة كَسَرَتْها هشاشةُ أصحابها
وأدافع عن بلد خَطَفتْهُ الأساطيرُ/
- هل تستطيع الرجوع الى أيِّ شيء؟
< أمامي يجرُّ ورائي ويسرعُ...
لا وقت في ساعتي لأخُطَّ سطوراً
على الرمل. لكنني أستطيع زيارة أمس,
كما يفعل الغرباءُ إذا استمعوا
في المساء الحزين الى الشاعر الرعويّ:
"فتاةٌ على النبع تملأ جرَّتها
بدموع السحابْ
وتبكي وتضحك من نحْلَةٍ
لَسَعَتْ قَلْبَها في مهبِّ الغيابْ
هل الحبُّ ما يُوجِعُ الماءَ
أم مَرَضٌ في الضباب..."
]الى آخر الأغنية[
- إذن, قد يصيبكَ داءُ الحنين؟
< حنينٌ الى الغد, أبعد أعلى
وأبعد. حُلْمي يقودُ خُطَايَ.
ورؤيايَ تُجْلِسُ حُلْمي على ركبتيَّ
كقطٍّ أليفٍ, هو الواقعيّ الخيالي
وابن الإرادةِ: في وسعنا
أن نُغَيِّر حتميّةَ الهاوية!
- والحنين الى أمس؟
< عاطفةً لا تخصُّ المفكّر إلاّ
ليفهم تَوْقَ الغريب الى أدوات الغياب.
وأمَّا أنا, فحنيني صراعٌ على
حاضرٍ يُمْسِكُ الغَدَ من خِصْيَتَيْه
- ألم تتسلَّلْ الى أمس, حين
ذهبتَ الى البيت, بيتك في
القدس في حارة الطالبيّة؟
< هَيَّأْتُ نفسي لأن أتمدَّد
في تَخْت أمي, كما يفعل الطفل
حين يخاف أباهُ. وحاولت أن
أستعيد ولادةَ نفسي, وأن
أتتبَّعُ درب الحليب على سطح بيتي
القديم, وحاولت أن أتحسَّسَ جِلْدَ
الغياب, ورائحةَ الصيف من
ياسمين الحديقة. لكن ضَبْعَ الحقيقة
أبعدني عن حنينٍ تلفَّتَ كاللص
خلفي.
- وهل خِفْتَ؟ ماذا أخافك؟
< لا أستطيع لقاءُ الخسارة وجهاً
لوجهٍ. وقفتُ على الباب كالمتسوِّل.
هل أطلب الإذن من غرباء ينامون
فوق سريري أنا... بزيارة نفسي
لخمس دقائق؟ هل أنحني باحترامٍ
لسُكَّان حُلْمي الطفوليّ؟ هل يسألون:
مَن الزائرُ الأجنبيُّ الفضوليُّ؟ هل
أستطيع الكلام عن السلم والحرب
بين الضحايا وبين ضحايا الضحايا, بلا
كلماتٍ اضافيةٍ, وبلا جملةٍ اعتراضيِّةٍ؟
هل يقولون لي: لا مكان لحلمين
في مَخْدَعٍ واحدٍ؟
لا أنا, أو هُوَ
ولكنه قارئ يتساءل عمَّا
يقول لنا الشعرُ في زمن الكارثة؟
دمٌ,
ودمٌ,
ودَمٌ
في بلادكَ,
في اسمي وفي اسمك, في
زهرة اللوز, في قشرة الموز,
في لَبَن الطفل, في الضوء والظلّ,
في حبَّة القمح, في عُلْبة الملح/
قَنَّاصةٌ بارعون يصيبون أهدافهم
بامتيازٍ
دماً,
ودماً,
ودماً,
هذه الأرض أصغر من دم أبنائها
الواقفين على عتبات القيامة مثل
القرابين. هل هذه الأرض حقاً
مباركةٌ أم مُعَمَّدةٌ
بدمٍ,
ودمٍ,
ودمٍ,
لا تجفِّفُهُ الصلواتُ ولا الرملُ.
لا عَدْلُ في صفحات الكتاب المقدَّس
يكفي لكي يفرح الشهداءُ بحريَّة
المشي فوق الغمام. دَمٌ في النهار.
دَمٌ في الظلام. دَمٌ في الكلام!
يقول: القصيدةُ قد تستضيفُ
الخسارةَ خيطاً من الضوء يلمع
في قلب جيتارةٍ, أو مسيحاً على
فَرَسٍ مثخناً بالمجاز الجميل, فليس
الجماليُ إلاَّ حضور الحقيقيّ في
الشكلِ/
في عالمٍ لا سماء له, تصبحُ
الأرضُ هاويةً. والقصيدةُ إحدى
هِباتِ العَزَاء, وإحدى صفات
الرياح, جنوبيّةً أو شماليةً.
لا تَصِفْ ما ترى الكاميرا من
جروحك. واصرخْ لتسمع نفسك,
وأصرخ لتعلم أنَّكَ ما زلتَ حيّاً,
وحيّاً, وأنَّ الحياةَ على هذه الأرض
ممكنةٌ. فاخترعْ أملاً للكلام,
أبتكرْ جهةً أو سراباً يُطيل الرجاءَ.
وغنِّ, فإن الجماليَّ حريَّة/
أقولُ: الحياةُ التي لا تُعَرَّفُ إلاّ
بضدٍّ هو الموت... ليست حياة!
يقول: سنحيا, ولو تركتنا الحياةُ
الى شأننا. فلنكُنْ سادَةَ الكلمات التي
سوف تجعل قُرّاءها خالدين - على حدّ
تعبير صاحبك الفذِّ ريتسوس...
وقال: إذا متّ قبلَكَ,
أوصيكَ بالمستحيْل!
سألتُ: هل المستحيل بعيد؟
فقال: على بُعْد جيلْ
سألت: وإن متُّ قبلك؟
قال: أُعزِّي جبال الجليلْ
وأكتبُ: "ليس الجماليُّ إلاّ
بلوغ الملائم". والآن, لا تَنْسَ:
إن متُّ قبلك أوصيكَ بالمستحيلْ!
عندما زُرْتُهُ في سَدُومَ الجديدةِ,
في عام ألفين واثنين, كان يُقاوم
حربَ سدومَ على أهل بابلَ...
والسرطانَ معاً. كان كالبطل الملحميِّ
الأخير يدافع عن حقِّ طروادةٍ
في اقتسام الروايةِ/
نَسْرٌ يودِّعُ قمَّتَهُ عالياً
عالياً,
فالإقامةُ فوق الأولمب
وفوق القِمَمْ
تثير السأمْ
وداعاً,
وداعاً لشعر الألَمْ!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 5:57

قصيدة : هكذا قالت الشجرة المهملة

خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
وطني.
هل تحسّ العصافير أنّي
لها
وطن ... أو سفر ؟
إنّني أنتظر ...
في خريف الغصون القصير
أو ربيع الجذور الطويل
زمني.
هل تحسّ الغزالة أنّي
لها
جسد ... أو ثمر ؟
إنّني أنتظر ...
في المساء الذي يتنزّه بين العيون
أزرقا ، أخضرا ، أو ذهب
بدني
هل يحسّ المحبّون أنّي
لهم
شرفة ... أو قمر ؟
إنّني أنتظر ...
في الجفاف الذي يكسر الريح
هل يعرف الفقراء
أنّني
منبع الريح ؟ هل يشعرون بأنّي
لهم
خنجر ... أو مطر ؟
أنّني أنتظر ...
خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
كان يهملني من أحب
و لكنّني
لن أودّع أغصاني الضائعة
في رخام الشجر
إنّني أنتظر ...
 



قصيدة : قطار الساعة الواحدة

رجل و امرأة يفترقان
ينفضان الورد عن قلبيهما ،
ينكسران .
يخرج الظلّ من الظلّ
يصيران ثلاثة :
رجلا
و امرأة
و الوقت ...
لا يأتي القطار
فيعودان إلى المقهى
يقولان كلاما آخرا ،
ينسجمان
و يحبّان بزوغ الفجر من أوتار جيتار
و لا يفترقان ...
.. و تلفت أجيل الطرف في ساحات هذا القلب .
ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو و النسيان في مدريد .
لا أنسى من المرأة إلّا وجهها أو فرحي ...
أنساك أنساك و أنساك كثيرا
لو تأخّرنا قليلا
عن قطار الواحدة .
لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني ،
لو مرّت طيور عائدة .
لو قرأنا صحف الليل
لكنّا
رجلا و امرأة يلتقيان ...
 




قصيدة : لمساء آخر

كلّ خوخ الأرض ينمو في جسد
و تكون الكلمة
و تكون الرغبة المحتدمه
سقط الظلّ عليها
لا أحد
لا أحد ...
و تغنّي وحدها
في طريق العربات المهملة
كل شيء عندها
لقب للسنبلة
و تغنّي وحدها :
البحيرات كثيره
و هي النهر الوحيد .
قصّتي كانت قصيرة
و هي النهر الوحيد
سأراها في الشتاء
عنما تقتلني
و ستبكي
و ستضحك
عنما تقتلني
و أراها في الشتاء .
انّني أذكر
أو لا أذكر
العمر تبخّر
في محطات القطارات
و في خطوتها .
كان شيئا يشبه الحبّ
هواء يتكسّر
بين وجهين غريبين ،
و موجا يتحجّر
بين صدرين قريبين ،
و لا أذكرها ...
و تغنّي وحدها
لمساء آخر هذا المساء
و أنادي وردها
تذهب الأرض هباء
حين تبكي وحدها .
كلماتي كلمات
للشبابيك سماء
للعصافير فضاء
للخطى درب و للنهر مصبّ
و أنا للذكريات .
كلماتي كلمات
و هي الأولى . أنا الأول
كنّا . لم نكن
جاء الشتاء
دون أن تقتلني ...
دون أن تبكي و تضحك .
كلمات
كلمات .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 5:59

قصيدة : يوم أحد أزرق

تجلس المرأة في أغنيتي
تغزل الصوف ،
تصبّ الشاي ،
و الشبّاك مفتوح على الأيّام
و البحر بعيد ...
ترتدي الأزرق في يوم الأحد ،
تتسلّى بالمجلات و عادات الشعوب ،
تقرأ الشعر الرومنتيكي ،
تستلقي على الكرسي ،
و الشبّاك مفتوح على الأيّام ،
و البحر بعيد .
تسمع الصوت الذي لا تنتظر .
تفتح الباب ،
ترى خطوة إنسان يسافر .
تغلق الباب ،
ترى صورته . تسألها : هل أنتحر ؟
تنتقي موزارت ،
ترتاح مع الأرض السماويّة ،
و الشبّاك مفتوح على الأيّام
و البحر بعيد .
...و التقينا ،
ووضعت البحر في صحن خزف ،
و اختفت أغنيتي
أنت ، لا أغنيتي
و القلب مفتوح على الأيّام ،
و البحر سعيد ....




قصيدة : حالة واحدة لبحار كثيرة

إلتقينا قبل هذا الوقت في هذا المكان
ورمينا حجرا في الماء،
مرّ السمك الأزرق
عادت موجتان
و تموّجنا .
يدي تحبو على العطر الخريفيّ ،
ستمشين قليلا
و سترمين يدي للسنديان
قلت : لا يشبهك الموج .
و لا عمري ...
تمدّدت على كيس من الغيم
وشقّ السمك الأزرق صدري
و نفاني في جهات الشعر ، و الموت دعاني
لأموت الآن بين الماء و النار
و كانت لا ترني
إن عينيها تنامان تنامان ...
سأرمي عرقي للعشب ،
لن أنسى قميصي في خلاياك ،
و لن أنسى الثواني ،
و سأعطيك انطباعا عاطفيّا ...
لم تقل شيئا
سترمي إلى الأسماك و الأشواك ،
عيناها تنامان تنامان ...
سبقنا حلمنا الآتي ،
سنمشي في اتجاه الرمل صيّادين مقهورين
يا سيّدتي !
هل نستطيع الآن أن نرمي بجسمينا إلى القطّة
يا سيّدتي ! نحن صديقان .
و نام السمك الأزرق في الموج
و أعطينا الأغاني
سرّها ،
فاتّضح الليل ،
أنا شاهدت هذا السر من قبل
و لا أرغب في العودة ،
لا أرغب في العودة ،
لا أطلب من قلبك غير الخفقان .
كيف يبقى الحلم حلما
كيف
يبقى
الحلم
حلما
و قديما ، شرّدتني نظرتان
و التقينا قبل هذا اليوم في هذا المكان



قصيدة : الصهيل الأخير

و أصبّ الأغنية
مثلما ينتحر النهر على ركبتها .
هذه كل خلاياي
و هذا عسلي ،
و تنام الأمنية .
في دروبي الضيقة
ساحة خالية ،
نسر مريض ،
وردة محترفة
حلمي كان بسيطا
واضحا كالمشنقه :
أن أقول الأغنية .
أين أنت الآن ؟
من أي جبل
تأخذين القمر الفضي ّ
من أيّ انتظار ؟
سيّدي الحبّ ! خطانا ابتعدت
عن بدايات الجبل
و جمال الانتحار
و عرفنا الأوديه
أسبق الموت إلى قلبي
قليلا
فتكونين السفر
و تكونين الهواء
أين أنت الآن
من أيّ مطر
تستردين السماء ؟
و أنا أذهب نحو الساحة المنزويه
هذه كل خلاياي ،
حروبي ،
سبلي .
هذه شهوتي الكبرى
و هذا عسلي ،
هذه أغنيتي الأولى
أغنّي دائما
أغنية أولى ،
و لكن
لن أقول الأغنية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 6:05

قصيدة : إلى القاريء

الزنبقات السود في قلبي
و في شفتي ... اللهب
من أي غاب جئتي
يا كل صلبان الغضب ؟
بايعت أحزاني ..
و صافحت التشرد و السغب
غضب يدي ..
غضب فمي ..
و دماء أوردتي عصير من غضب !
يا قارئي !
لا ترج مني الهمس !
لا ترج الطرب
هذا عذابي ..
ضربة في الرمل طائشة
و أخرى في السحب !
حسبي بأني غاضب
و النار أولها غضب !
 



قصيدة : ولاء

حملت صوتك في قلبي و أوردتي فما عليك إذا فارقت معركتي
كل الروايات في دمي مفاصلها تفصل الحقد كبريتا على شفتي
أطعمت للريح أبياتي وزخرفها إن لم تكن كسيوف النار قافيتي
آمنت بالحرف .. إما ميتا عدما أو ناصبا لعدوي حبل مشنقة
آمنت بالحرف .. نارا لا يضير إذا كنت الرماد أنا أو كان طاغيتي !
فإن سقطت .. و كفى رافع علمي سيكتب الناس فوق القبر :
" لم يمت "



قصيدة : نشيد ما

عسل شفاهك ، واليدان
كأسا خمور ..
للآخرين ..
***
الدوح مروحة و حرش السنديان
مشط صغير
للآخرين ..
و حرير صدرك و الندى و الأقحوان
فرش وثير
للآخرين
***
و أنا على أسوارك السوداء ساهد
عطش الرمال أنا .. وأعصاب المواقد !
من يوصد الأبواب دوني ؟
أي طاغية و مارد !!
سأحب شهدك
رغم أن الشهد يسكب في كؤوس الآخرين
يا نحلة
ما قبلت إلا شفاه الياسمين !



قصيدة : عن إنسان

وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى ،
و قالوا : أنت قاتل !
***
أخذوا طعامه و الملابس و البيارق
ورموه في زنزانة الموتى ،
وقالوا : أنت سارق !
طردوه من كل المرافيء
أخذوا حبيبته الصغيرة ،
ثم قالوا : أنت لاجيء !
***
يا دامي العينين و الكفين !
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل ..!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 6:07

قصيدة : أمل

ما زال في صحونكم بقية من العسل
ردوا الذباب عن صحونكم
لتحفظوا العسل !
***
ما زال في كرومكم عناقد من العنب
ردوا بنات آوى
يا حارسي الكروم
لينضج العنب ..
***
ما زال في بيوتكم حصيرة .. وباب
سدوا طريق الريح عن صغاركم
ليرقد الأطفال
الريح برد قارس .. فلتغلقوا الأبواب ..
***
ما زال في قلوبكم دماء
لا تسفحوها أيّها الآباء ..
فإن في أحشائكم جنين ..
***
مازال في موقدكم حطب
و قهوة .. وحزمة من اللهب ..



قصيدة : مرثية

لملمت جرحك يا أبي
برموش أشعاري
فبكت عيون الناس
من حزني ... و من ناري
و غمست خبزي في التراب ...
وما التمست شهامة الجار!
وزرعت أزهاري
في تربة صماء عارية
بلا غيم... و أمطار
فترقرقت لما نذرت لها
جرحا بكى برموش أشعاري!
عفوا أبي!
قلبي موائدهم
و تمزقي... و تيتمي العاري!
ما حيلة الشعراء يا أبتي
غير الذي أورثت أقداري
إن يشرب البؤساء من قدحي
لن يسألوا
من أي كرم خمري الجاري !



قصيدة : وعاد في كفن

يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
*
كان اسمه.. .
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...
خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد
طريقه إليه. ..
أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
أخاف أن تنام في قلوبنا
جراح نا ...
أخاف أن تنام !!
-2-
العمر... عمر برعم لا يذكر المطر...
لم يبك تحت شرفة القمر
لم يوقف الساعات بالسهر...
و ما تداعت عند حائط يداه ...
و لم تسافر خلف خيط شهوة ...عيناه!
و لم يقبل حلوة...
لم يعرف الغزل
غير أغاني مطرب ضيعه الأمل
و لم يقل : لحلوة الله !
إلا مرتين
لت تلتفت إليه ... ما أعطته إلا طرف عين
كان الفتى صغيرا ...
فغاب عن طريقها
و لم يفكر بالهوى كثيرا ...!
-3-
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب
لأمه : الوداع !
ما قال للأحباب... للأصحاب :
موعدنا غدا !
و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين
تقول إني عائد... و تسكت الظنون
و لم يخط كلمة...
تضيء ليل أمه التي...
تخاطب السماء و الأشياء ،
تقول : يا وسادة السرير!
يا حقيبة الثياب!
يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :
أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟
يداه سلتان من ريحان
و صدره و سادة النجوم و القمر
و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
أما رأيتم شاردا
مسافرا لا يحسن السفر!
راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى
إن جاع في طريقه ؟
من يرحم الغريب ؟
قلبي عليه من غوائل الدروب !
قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!
قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !
يا دروب ! يا سحاب !
قولوا لها : لن تحملي الجواب
فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا
لأنه ...
لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !
-4-
يا أمه!
لا تقلعي الدموع من جذورها !
للدمع يا والدتي جذور ،
تخاطب المساء كل يوم...
تقول : يا قافلة المساء !
من أين تعبرين ؟
غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون
سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين
لحظتين !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
يا أمه !
لا تقلعي الدموع من جذورها
خلي ببئر القلب دمعتين !
فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه
أو صديقه أنا
خلي لنا ...
للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !
-5-
يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
حرائق الرصاص في وجناته
وصدره... ووجهه...
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى يستيقظ الرجال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 6:08

قصيدة : الموت في الغابه

نامي! 
فعين الله نائمة 
عنا ...و أسراب الشحارير 
و السنديانة... و الطريق هنا 
فتوسدي أجفان مصدور 
و ثلاث عشرة نجمة خمدت 
في درب أوهام المقادير 
لا شيء ! قصة طفلة همدت 
لا شيء يوحي صمت تفكير 
جرح صغير... مات صاحبه 
فطواه ليل كالأساطير 
تاريخه .. أنفاس مزرعة 
تسطو عليها كف شرير 
كانت ، فلا نقرات قبرة 
بقيت ، و لا صيحات ناطور 
و غصون زيتون مقدسة 
ذبلت عليها قطرة النور! 
لا شيء يستدعي غناء أسى 
فالموت أكبر من مزاميري ... 
نامي... عيون الله نائمة 
عنا ، و أسراب الشحارير 
وضماد جرحك زهرة ذبلت! 
في مسرب في الفسح مهجور 
لكن عين أخيك ساهرة 
خلف الضباب ، ووحشة السور 
و فؤاده ملقى على جسد 
ينهد كالأطلال ..مصدور 
و يداه ممسكتان في لهف 
بترابه .. رغم الأعاصير !... 



قصيدة : ثلاث صور

-1- 
كان القمر 
كعهده - منذ ولدنا - باردا 
الحزن في جبينه مرقرق ... 
روافدا ...روافدا 
قرب سياج قرية 
خر حزينا 
شاردا ... 
-2- 
كان حبيبي 
كعهده- منذ التقينا- ساهما 
الغيم في عيونه 
يزرع أفقا غائما... 
و النار في شفاهه 
تقول لي ملاحما... 
و لم يزل في ليله يقرأ شعرا حالما 
يسألني هديه ... 
و بيت شعر . ناعما ! 
-3- 
كان أبي 
كعهده ، محملا متاعبا 
يطارد الرغيف أينما مضى... 
لأجله ... يصارع الثعالبا 
و يصنع الأطفال ... 
و التراب... 
و الكواكبا ... 
أخي الصغير اهترأت 
ثيابه ... فعاتبا 
و أختي الكبرى اشترت جواربا ! 
و كل من في بيتنا يقدم المطالبا 
ووالدي - كعهده - 
يسترجع المناقبا 
و يفتل الشواربا ! 
و يصنع الأطفال ... 
و التراب ... 
و الكواكبا ! 



قصيدة : الموعد الأول

شدّت على يدي 
ووشوشتني كلمتين 
أعزّ ما ملكته طوال يوم : 
" سنلتقي غدا " 
و لفّها الطريق 
حلقت ذقني مرتين ! 
مسحت نعلي مرتين 
أخذت ثوب صاحبي ... و ليرتين ... 
لأشتري حلوى لها و قهوة مع حليب ! .... 

وحدي على المقعد 
و العاشقون يبسمون... 
و خافقي يقول: 
و نحن سوف نبتسم ! 

لعلّها قادمة على الطريق... 
لعلّها سهت . 
لعلّها ... لعلّها 
و لم تزل دقيقتان ! 

النصف بعد الرابعة 
النصف مر 
و ساعة ... و ساعتان 
و امتدت الظلال 
و لم تجيء من وعدت 
في النصف بعد الرابعة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 6:10

قصيدة : أغنية

و حين أعود للبيت 
و حيدا فارغا ، إلّا من الوحدة 
يداي بغير أمتعة ، و قلبي دونما ورده 
فقد وزعت ورداتي 
على البؤساء منذ الصبح ... ورداتي 
و صارعت الذئاب ، وعدت للبيت 
بلا رنّات ضحكة حلوة البيت 
بغير حفيف قلبها 
بغير رفيف لمستها 
بغير سؤالها عني ، و عن أخباري مأساتي 
وحيدا أصنع القهوة 
و حيدا أشرب القهوة 
فأخسر من حياتي ... 
أخسر النشوة 
رفاقي ها هنا المصباح و الأشعار ، و الوحده 
و بعض سجائر .. و جرائد كالليل مسودّة 
و حين أعود للبيت 
أحسن بوحشة البيت 
و أخسر من حياتي كل ورداتي 
وسرّ النبع.. نبع الضوء في أعماق مأساتي 
و أختزن العذاب لأنني وحدي 
بدون حنان كفيك 
بدون ربيع عينيك ! ... 


قصيدة : رسالة من المنفى

تحيّة ... و قبلة 
و ليس عندي ما أقول بعد 
من أين أبتدي ؟ .. و أين أنتهي ؟ 
و دورة الزمان دون حد 
و كل ما في غربتي 
زوادة ، فيها رغيف يابس ، ووجد 
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت 
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد 
من أين أبتدي ؟ 
و كل ما قيل و ما يقال بعد غد 
لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد 
لا يرجع الغريب للديار 
لا ينزل الأمطار 
لا ينبت الريش على 
جناح طير ضائع .. منهد 
من أين أبتدي 
تحيّة .. و قبلة.. و بعد .. 
أقول للمذياع ... قل لها أنا بخير 
أقول للعصفور 
إن صادفتها يا طير 
لا تنسني ، و قل : بخير 
أنا بخير 
أنا بخير 
ما زال في عيني بصر ! 
ما زال في السما قمر ! 
و ثوبي العتيق ، حتى الآن ، ما اندثر 
تمزقت أطرافه 
لكنني رتقته... و لم يزل بخير 
و صرت شابا جاور العشرين 
تصوّريني ... صرت في العشرين 
و صرت كالشباب يا أماه 
أواجه الحياه 
و أحمل العبء كما الرجال يحملون 
و أشتغل 
في مطعم ... و أغسل الصحون 
و أصنع القهوة للزبون 
و ألصق البسمات فوق وجهي الحزين 
ليفرح الزبون 
-3- 
قد صرت في العشرين 
وصرت كالشباب يا أماه 
أدخن التبغ ، و أتكي على الجدار 
أقول للحلوة : آه 
كما يقول الآخرون 
" يا أخوتي ؛ ما أطيب البنات ، 
تصوروا كم مرة هي الحياة 
بدونهن ... مرة هي الحياة " . 
و قال صاحبي : "هل عندكم رغيف ؟ 
يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان 
إن نام كل ليلة ... جوعان ؟ " 
أنا بخير 
أنا بخير 
عندي رغيف أسمر 
و سلة صغيرة من الخضار 
-4- 
سمعت في المذياع 
قال الجميع : كلنا بخير 
لا أحد حزين ؛ 
فكيف حال والدي 
ألم يزل كعهده ، يحب ذكر الله 
و الأبناء .. و التراب .. و الزيتون ؟ 
و كيف حال إخوتي 
هل أصبحوا موظفين ؟ 
سمعت يوما والدي يقول : 
سيصبحون كلهم معلمين ... 
سمعته يقول 
( أجوع حتى أشتري لهم كتاب ) 
لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب 
و كيف حال أختنا 
هل كبرت .. و جاءها خطّاب ؟ 
و كيف حال جدّتي 
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟ 
تدعو لنا 
بالخير ... و الشباب ... و الثواب ! 
و كيف حال بيتنا 
و العتبة الملساء ... و الوجاق ... و الأبواب ! 
سمعت في المذياع 
رسائل المشردين ... للمشردين 
جميعهم بخير ! 
لكنني حزين ... 
تكاد أن تأكلني الظنون 
لم يحمل المذياع عنكم خبرا ... 
و لو حزين 
و لو حزين 
-5- 
الليل - يا أمّاه - ذئب جائع سفاح 
يطارد الغريب أينما مضى .. 
ماذا جنينا نحن يا أماه ؟ 
حتى نموت مرتين 
فمرة نموت في الحياة 
و مرة نموت عند الموت! 
هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟ 
هبي مرضت ليلة ... وهد جسمي الداء ! 
هل يذكر المساء 
مهاجرا أتى هنا... و لم يعد إلى الوطن ؟ 
هل يذكر المساء 
مهاجرا مات بلا كفن ؟ 
يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين 
أن الذي رموه تحت ظلك الحزين 
- كأي شيء ميت - إنسان ؟ 
هل تذكرين أنني إنسان 
و تحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟ 
أماه يا أماه 
لمن كتبت هذه الأوراق 
أي بريد ذاهب يحملها ؟ 
سدّت طريق البر و البحار و الآفاق ... 
و أنت يا أماه 
ووالدي ، و إخوتي ، و الأهل ، و الرفاق ... 
لعلّكم أحياء 
لعلّكم أموات 
لعلّكم مثلي بلا عنوان 
ما قيمة الإنسان 
بلا وطن 
بلا علم 
ودونما عنوان 
ما قيمة الإنسان 
ما قيمة الإنسان 
بلا وطن 
بلا علم 
ودونما عنوان 
ما قيمة الإنسان



قصيدة : عن الصمود

-1- 
لو يذكر الزيتون غارسه 
لصار الزيت دمعا ! 
يا حكمة الأجداد 
لو من لحمنا نعطيك درعا ! 
لكنّ سهل الريح ، 
لا يعطي عبيد الريح زرعا ! 
إنّا سنقلع بالرموش 
الشوك و الأحزان ... قلعا ! 
و إلام نحمل عارنا و صليبنا ! 
و الكون يسعى ... 
سنظل في الزيتون خضرته ، 
و حول الأرض درعا !! 
-2- 
إنّا نحبّ الورد ، 
لكنّا نحبّ القمح أكثر 
و نحبّ عطر الورد ، 
لكن السنابل منه أطهر 
فاحموا سنابلكم من الأعصار 
بالصدر المسمّر 
هاتوا السياج من الصدور ... 
من الصدور ؛ فكيف يكسر ؟؟ 
إقبض على عنق السنابل 
مثلما عانقت خنجر! 
الأرض ، و الفلاح ، و الإصرار ، 
قل لي : كيف تقهر... 
هذي الأقانيم الثلاثة ، 
كيف تقهر ؟ 
*** 
-3- 
عيناك يا صديقتي العجوز، يا صديقتي المراهقة 
عيناك شحّاذان في ليل الزوايا الخانقة 
لا يضحك الرجاء فيهما ، و لا تنام الصاعقة 
لم يبق شيء عندنا ... إلّا الدموع الغارقة 
قولي : متى ستضحكين مرة ، و إن تكن منافقة ؟ ! 

كفاك يا صديقتي ذئبان جائعان 
مصّي بقايا دمنا ، و بعدنا الطوفان 
و إن سغبت مرة ، لا تتركي الجثمان 
و إن سئمت بعدها ، فعندك الديدان 
إنّا خلقنا غلطة ... في غفلة من الزمان 
و أنت يا صديقي العجوز... يا صديقتي المراهقة 
كوني على أشلائنا ، كالزنبقات العابقة ! 

الغاب يا صديقتي يكفّن الأسرار 
و حولنا الأشجار لا تهرّب الأخبار 
و الشمس عند بابنا معمية الأنوار 
واشية ، لكنها لا تعبر الأسوار 
إن الحياة خلفنا غريبة منافقة 
فابني على عظامنا دار علاك الشاهقة 

أسمع يا صديقتي ما يهتف الأعداء 
أسمعهم من فجوة في خيمة السماء : 
" يا ويل من تنفست رئاته الهواء 
من رئة مسروقة !... 
ياويل من شرابه دماء ! 
و من بنى حديقة ... ترابها أشلاء 
يا ويله من وردها المسموم " !!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 6:15

قصيدة : عن الأمنيات

لا تقل لي:
ليتني بائع خبر في الجزائر
لأغني مع ثائر!
لا تقل لي:
ليتني راعي مواشٍ في اليمن
لأغني لانتفاضات الزمن
لا تقل لي:
ليتني عامل مقهى في هافانا
لأغني لانتصارات الحزانى!
لا تقل لي:
ليتني أعمل في أسوان حمّالاً صغير
لأغني للصخور
يا صديقي! لن يصب النيل في الفولغا
ولا الكونغو، ولا الأردن، في نهر الفرات!
كل نهر، وله نبع... ومجرى... وحياة!
يا صديقي!... أرضنا ليست بعاقر
كل أرض، ولها ميلادها
كل فجر، وله موعد ثائر!


قصيدة : سونا

أزهارها الصفراء ... و الشفة المشاع 
و سريرها العشرون مهتريء الغطاء 
نامت على الإسفلت ، لا أحد يبيع ... و لا يباع 
و تقيأت سأم المدينة ، فالطريق 
عار من الأضواء .. 
و المتسولين على النساء 
نامت على الإسفلت ، لا أحد يبيع ... و لا يباع ! 
يا بائع الأزهار ! إغمد في فؤادي 
زهرة صفراء تنبت في الوحول ! 
هذا أوان الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول 
أحكي لكم عن مومس ... كانت تتاجر في بلادي 
بالفتية المتسولين على النساء 
أزهارها صفراء ، نهداها مشاع 
و سريرها العشرون مهتريء الغطاء 
هذي بلاد الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول 
إلّا الذين رأوا سحاب الوحل ... يمطر في بلادي ! 
يا بائع الأزهار ! إغمد في فؤادي 
زهر الوحول ... عساي أبصق 
ما يضيق به فؤادي
 


قصيدة : الكلمة

الشاعر العربيّ محروم 
دم الصحراء يغلي في نشيده 
و قوافل النوق العطاش 
أبدا تسافر في حدوده 
و الحلوة السمراء في صدف البحار ! 
الشاعر العربيّ محروم 
تعوّد أن يموت بسيف صمته 
ألقى على عينيه كل السر 
قال : غدا ستفهمها عيوني 
و أنا تركت لك الكلام على عيوني 
لكن ، أظنك ما فهمت !


قصيدة : البكاء

ليس من شوق إلى حضن فقدته
ليس من ذكرى لتمثال كسرته
ليس من حزن على طفل دفنته
أنا أبكي !
أنا أدري أن دمع العين خذلان ... و ملح
أنا أدري ،
و بكاء اللحن ما زال يلح
لا ترشّي من مناديلك عطرا
لست أصحو... لست أصحو
ودعي قلبي... يبكي !
*
شوكة في القلب مازالت تغزّ
قطرات... قطرات... لم يزل جرحي ينزّ
أين زرّ الورد ؟
هل في الدم ورد ؟
يا عزاء الميتين !
هل لنا مجد و عزّ !
أتركي قلبي يبكي !
خبّئي عن أذني هذي الخرافات الرتيبة
أنا أدري منك بالإنسان ...بالأرض الغريبة
لم أبع مهري ...و لا رايات مأساتي الخضيبة
و لأنّي أحمل الصخر وداء الحبّ ...
و الشمس الغريبة
أنا أبكي !
أنا أمضي قبل ميعادي ... مبكر
عمرنا أضيق منا ،
عمرنا أصغر... أصغر
هل صحيح ، يثمر الموت حياة
هل سأثمر
في يد الجائع خبزا ، في فم الأطفال سكّر ؟
أنا أبكي !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 6:16

قصيدة : الرباط

لن نفترق 
أمامنا البحار و الغابات 
و راءنا فكيف نفترق 
يا صاحبي يا أسود العينين 
خذني كيف نفترق 
و ليس لي سواك 
لعلني سئمت مقلتيك 
يا ظامئا إلى الأبد 
لعلني أخاف من يديك 
يا قاسيا إلى الأبد 
لكنني بلا أحد 
بلا أحد 
فكيف نفترق 
يا أجمل الوحوش يا صديقي 
ما بيننا سوى النفاق 
و الخوف متاعب الطريق 
البحر من أمامنا 
و اغاب من ورائنا 
فكيف نفترق


قصيدة : عن الشعر

أمس غنينا لنجم فوق غيمة 
و انغمسنا في البكاء 
أمس عاتبنا الدوالي و القمر 
و الليالي و القدر 
و توددنا النساء 
دقّت الساعة و الخيام يسكر 
و على وقع أغانيه المخدر 
قد ظللنا بؤساء 
يا رفاقي الشعراء 
نحن في دنيا جديدة 
مات ما فات فمن يكتب قصيدة 
في زمان الريح و الذرة 
يخلق أنبياء 
-2- 
قصائدنا بلا لون 
بلا طعم بلا صوت 
إذا لم تحمل المصباح من بيت إلى بيت 
و إن لم يفهم البسطا معانيها 
فأولى أن نذريها 
و نخلد نحن للصمت 
-3- 
لو كانت هذي الأشعار 
إزميلا في قبضة كادح 
قنبلة في كف مكافح 
لو كانت هذي الأشعار 
لو كانت هذي الكلمات 
محراثا بين يدي فلاح 
و قميصا أو بابا أو مفتاح 
لو كانت هذي الكلمات 
أحد الشعراء يقول 
لو سرت أشعاري خلاني 
و أغاظت أعدائي 
فأنا شاعر 
و أنا سأقول



قصيدة : الحزن والغضب

الصوت في شفتيك لا يطرب 
و النار في رئتيك لا تغلب 
و أبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب وشفاهها تعطي سواك و نهدها يحلب 
فعلام لا تغضب 
-1- 
أمس التقينا في طريق الليل من حان لحان 
شفتاك حاملتان 
كل أنين غاب السنديان 
ورويت لي للمرة الخمسين 
حب فلانه و هوى فلان 
وزجاجة الكونياك 
و الخيام و السيف اليماني 
عبثا تخدر جرحك المفتوح 
عربدة القناني 
عبثا تطوع يا كنار الليل جامحة الأماني 
الريح في شفتيك تهدم ما بنيت من الأغاني 
فعلام لا تغضب 
-2- 
قالوا إبتسم لتعيش 
فابتسمت عيونك للطريق 
و تبرأت عيناك من قلب يرمده الحريق 
و حلفت لي إني سعيد يا رفيق 
و قرأت فلسفة ابتسامات الرقيق 
الخمر و الخضراء و الجسد الرشيق 
فإذا رأيت دمي بخمرك 
كيف تشرب يا رفيق 
-3- 
القرية الأطلال 
و الناطور و الأرض و اليباب 
و جذوع زيتوناتكم 
أعشاش بوم أو غراب 
من هيأ المحراث هذا العام 
من ربي التراب 
يا أنت أين أخوك أين أبوك 
إنهما سراب 
من أين جئت أمن جدار 
أم هبطت من السحاب 
أترى تصون كرامة الموتى 
و تطرق في ختام الليل باب 
و علام لا تغضب 
-4- 
أتحبها 
أحببت قبلك 
و ارتجفت على جدائلها الظليلة 
كانت جميله 
لكنها رقصت على قبري و أيامي القليلة 
و تحاصرت و الآخرين بحلبة الرقص الطويلة 
و أنا و أنت نعاتب التاريخ 
و العلم الذي فقد الرجوله 
من نحن 
دع نزق الشوارع 
يرتوي من ذل رايتنا القتيلة 
فعلام لا تغضب 
-5- 
إنا حملنا الحزن أعواما و ما طلع الصباح 
و الحزن نار تخمد الأيام شهوتنا 
و توقظها الرياح 
و الريح عندك كيف تلجمها 
و ما لك من سلاح 
إلا لقاء الريح و النيران 
في وطن مباح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 6:18

قصيدة : أجمل حب

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة 
وجدنا غريبين يوما 
و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما 
و كنت أؤلف فقرة حب.. 
لعينيك.. غنيتها! 
أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا 
كما انتظر الصيف طائر 
و نمت.. كنوم المهاجر 
فعين تنام لتصحو عين.. طويلا 
و تبكي على أختها ، 
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر 
و نعلم أن العناق، و أن القبل 
طعام ليالي الغزل 
و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ 
على الدرب يوما جديداً ! 
صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف 
معا نصنع الخبر و الأغنيات 
لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير 
يسير بنا ؟ 
و من أين لملم أقدامنا ؟ 
فحسبي، و حسبك أنا نسير... 
معا، للأبد 
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء 
بديوان شعر قديم ؟ 
و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟ 
أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء 
و حب الفقير الرغيف ! 
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة 
وجدنا غريبين يوما 
و نبقى رفيقين دوما


قصيدة : رباعيات

وطني لم يعطني حبي لك 
غير أخشاب صليبي 
وطني يا وطني ما أجملك 
خذ عيوني خذ فؤادي خذ حبيبي 
في توابيت أحبائي أغني 
لأراجيح أحبائي الصغار 
دم جدي عائد لي فانتظرني 
آخر الليل نهار 
شهوة السكين لن يفهمها عطر الزنابق 
و حبيبي لا ينام 
سأغني و ليكن منبر أشعاري مشانق 
و على الناس سلام 
أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهر قلب 
كل قاريء 
فإذا لم يشرب الناس أناشيدك شرب 
قل أنا وحدي خاطيء 
ربما أذكر فرسانا و ليلى بدوية 
و رعاة يحلبون النوق في مغرب شمس 
يا بلادي ما تمنيت العصور الجاهلية 
فغدي أفضل من يومي و أمسي 
الممر الشائك المنسي ما زال ممرا 
و ستأتيه الخطى في ذات عام 
عندما يكبر أحفاد الذي عمر دهرا 
يقلع الصخر و أنياب الظلام 
من ثقوب السجن لاقيت عيون البرتقال 
و عناق البحر و الأفق الرحيب 
فإذا اشتد سواد الحزن في إحدى الليالي 
أتعزى بجمال الليل في شعر حبيبي 
حبنا أن يضغط الكف على الكف و نمشي 
و إذا جعنا تقاسمنا الرغيف 
في ليالي البرد أحميك برمشي 
و بأشعار على الشمس تطوف 
أجمل الأشياء أن نشرب شايا في المساء 
و عن الأطفال نحكي 
و غد لا نلتقي فيه خفاء 
و من الأفراح نبكي 
لا أريد الموت ما دامت على الأرض قصائد 
و عيون لا تنام 
فإذا جاء و لن يأتي بإذن لن أعاند 
بل سأرجوه لكي أرثي الختام 
لم أجد أين أنام 
لا سرير أرتمي في ضفتيه 
مومس مرت و قالت دون أن تلقي السلام 
سيدي إن شئت عشرين جنيه



قصيدة : لوركا

عفو زهر الدم يا لوركا و شمس في يديك 
و صليب يرتدي نار قصيدة 
أجمل الفرسان في الليل يحجون إليك 
بشهيد و شهيدة 
هكذا الشاعر زلزال و إعصار مياه 
و رياح إن زأر 
يهمس الشارع للشارع قد مرت خطاه 
فتطاير يا حجر 
هكذا الشاعر موسيقى و ترتيل صلاه 
و نسيم إن همس 
يأخذ الحسناء في لين إليه 
و له الأقمار عش إن جلس 
لم تزل إسبانيا أتعس أم 
أرخت الشعر على أكتافها 
و على أغصان زيتون المساء المدلهم 
علقت أسيافها 
عازف الجيتار في الليل يجوب الطرقات 
و يغني في الخفاء 
و بأشعارك يا لوركا يلم الصدقات 
من عيون البؤساء 
العيون السود في إسبانيا تنظر شزرا 
و حديث الحب أبكم 
يحفر الشاعر في كفيه قبرا 
إن تكلم 
نسي النسيان أن يمشي على ضوء دمك 
فاكتست بالدم أزهار القمر 
أنبل الأسياف حرف من فمك 
عن أناشيد الغجر 
آخر الأخبار من مدريد أن الجرح قال 
شبع الصابر صبرا 
أعدموا غوليان في الليل و زهر البرتقال 
لم يزل ينشر عطرا 
أجمل الأخبار من مدريد 
ما يأتي غدا


قصيدة : حنين إلى الضوء

ماذا يثير الناس لو سرنا على ضوء النهار 
و حملت عنك حقيبة اليد و المظلة 
و أخذت ثغرك عند زاوية الجدار 
و قطفت قبلة 
عيناك 
أحلم أن أرى عينيك يوما تنعسان 
فأرى هدوء البحر عند شروق شمس 
شفتاك 
أحلم أن أرى شفتيك حين تقبلان 
فأرى اشتعال الشمس في ميلاد عرس 
ماذا يغيظ الليل لو أوقدت عندي شمعتين 
و رأيت وجهك حين يغسله الشعاع 
و رأيت نهر العاج يحرسه رخام الزورقين 
فأعود طفلا للرضاع 
من بئر مأساتي أنادي مقلتيك 
كي تحملا خمر الضياء إلى عروقي 
ماذا يثير الناس لو ألقيت رأسي في يديك 
و طويت خصرك في الطريق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 6:21

قصيدة : بطاقة هوية

سجل 
أنا عربي 
و رقم بطاقتي خمسون ألف 
و أطفالي ثمانية 
و تاسعهم سيأتي بعد صيف 
فهل تغضب 
سجل 
أنا عربي 
و أعمل مع رفاق الكدح في محجر 
و أطفالي ثمانية 
أسل لهم رغيف الخبز 
و الأثواب و الدفتر 
من الصخر 
و لا أتوسل الصدقات من بابك 
و لا أصغر 
أمام بلاط أعتابك 
فهل تغضب 
سجل 
أنا عربي 
أنا إسم بلا لقب 
صبور في بلاد كل ما فيها 
يعيش بفورة الغضب 
جذوري 
قبل ميلاد الزمان رست 
و قبل تفتح الحقب 
و قبل السرو و الزيتون 
و قبل ترعرع العشب 
أبي من أسرة المحراث 
لا من سادة نجب 
وجدي كان فلاحا 
بلا حسب و لا نسب 
يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب 
و بيتي كوخ ناطور 
من الأعواد و القصب 
فهل ترضيك منزلتي 
أنا إسم بلا لقب 
سجل 
أنا عربي 
و لون الشعر فحمي 
و لون العين بني 
و ميزاتي 
على رأسي عقال فوق كوفية 
و كفى صلبة كالصخر 
تخمش من يلامسها 
و عنواني 
أنا من قرية عزلاء منسية 
شوارعها بلا أسماء 
و كل رجالها في الحقل و المحجر 
يحبون الشيوعية 
فهل تغضب 
سجل 
أنا عربي 
سلبت كروم أجدادي 
و أرضا كنت أفلحها 
أنا و جميع أولادي 
و لم تترك لنا و لكل أحفادي 
سوى هذي الصخور 
فهل ستأخذها 
حكومتكم كما قيلا 
إذن 
سجل برأس الصفحة الأولى 
أنا لا أكره الناس 
و لا أسطو على أحد 
و لكني إذا ما جعت 
آكل لحم مغتصبي 
حذار حذار من جوعي 
و من غضبي
 



قصيدة : عاشق من فلسطين

عيونك شوكة في القلب 
توجعني ..و أعبدها 
و أحميها من الريح 
و أغمدها وراء الليل و الأوجاع.. أغمدها 
فيشعل جرحها ضوء المصابيح 
و يجعل حاضري غدها 
أعزّ عليّ من روحي 
و أنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعين 
بأنّا مرة كنّا وراء، الباب ،إثنين! 
كلامك كان أغنية 
و كنت أحاول الإنشاد 
و لكن الشقاء أحاط بالشفقة الربيعيّة 
كلامك ..كالسنونو طار من بيتي 
فهاجر باب منزلنا ،و عتبتنا الخريفيّة 
وراءك، حيث شاء الشوق.. 
و انكسرت مرايانا 
فصار الحزن ألفين 
و لملمنا شظايا الصوت! 
لم نتقن سوى مرثية الوطن 
سننزعها معا في صدر جيتار 
وفق سطوح نكبتنا، سنعزفها 
لأقمار مشوهّة ..و أحجار 
و لكنيّ نسيت.. نسيت يا مجهولة الصوت: 
رحيلك أصدأ الجيتار.. أم صمتي؟! 
رأيتك أمس في الميناء 
مسافرة بلا أهل .. بلا زاد 
ركضت إليك كالأيتام، 
أسأل حكمة الأجداد : 
لماذا تسحب البيّارة الخضراء 
إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناء 
و تبقى رغم رحلتها 
و رغم روائح الأملاح و الأشواق ، 
تبقى دائما خضراء؟ 
و أكتب في مفكرتي: 
أحبّ البرتقال. و أكره الميناء 
و أردف في مفكرتي : 
على الميناء 
وقفت .و كانت الدنيا عيون الشتاء 
و قشرةالبرتقال لنا. و خلفي كانت الصحراء ! 
رأيتك في جبال الشوك 
راعية بلا أغنام 
مطاردة، و في الأطلال.. 
و كنت حديقتي، و أنا غريب الدّار 
أدقّ الباب يا قلبي 
على قلبي.. 
يقوم الباب و الشبّاك و الإسمنت و الأحجار ! 
رأيتك في خوابي الماء و القمح 
محطّمة .رأيتك في مقاهي الليل خادمة 
رأيتك في شعاع الدمع و الجرح. 
و أنت الرئة الأخرى بصدري .. 
أنت أنت الصوت في شفتي .. 
و أنت الماء، أنت النار! 
رأيتك عند باب الكهف.. عند الدار 
معلّقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك 
رأيتك في المواقد.. في الشوارع.. 
في الزرائب.. في دم الشمس 
رأيتك في أغاني اليتم و البؤس ! 
رأيتك ملء ملح البحر و الرمل 
و كنت جميلة كالأرض.. كالأطفال.. كالفلّ 
و أقسم: 
من رموش العين سوف أخيط منديلا 
و أنقش فوقه لعينيك 
و إسما حين أسقيه فؤادا ذاب ترتيلا .. 
يمدّ عرائش الأيك .. 
سأكتب جملة أغلى من الشهداء و القبّل: 
"فلسطينية كانت.. و لم تزل!" 
فتحت الباب و الشباك في ليل الأعاصير 
على قمر تصلّب في ليالينا 
وقلت لليلتي: دوري! 
وراء الليل و السور.. 
فلي وعد مع الكلمات و النور.. 
و أنت حديقتي العذراء.. 
ما دامت أغانينا 
سيوفا حين نشرعها 
و أنت وفية كالقمح .. 
ما دامت أغانينا 
سمادا حين نزرعها 
و أنت كنخلة في البال، 
ما انكسرت لعاصفة و حطّاب 
وما جزّت ضفائرها 
وحوش البيد و الغاب.. 
و لكني أنا المنفيّ خلف السور و الباب 
خذني تحت عينيك 
خذيني، أينما كنت 
خذيني ،كيفما كنت 
أردّ إلي لون الوجه و البدن 
وضوء القلب و العين 
و ملح الخبز و اللحن 
و طعم الأرض و الوطن! 
خذيني تحت عينيك 
خذيني لوحة زيتّية في كوخ حسرات 
خذيني آية من سفر مأساتي 
خذيني لعبة.. حجرا من البيت 
ليذكر جيلنا الآتي 
مساربه إلى البيت! 
فلسطينية العينين و الوشم 
فلسطينية الإسم 
فلسطينية الأحلام و الهم 
فلسطينية المنديل و القدمين و الجسم 
فلسطينية الكلمات و الصمت 
فلسطينية الصوت 
فلسطينية الميلاد و الموت 
حملتك في دفاتري القديمة 
نار أشعاري 
حملتك زاد أسفاري 
و باسمك صحت في الوديان: 
خيول الروم! أعرفها 
و إن يتبدل الميدان! 
خذوا حذّرا.. 
من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان 
أنا زين الشباب ،و فارس الفرسان 
أنا. و محطّم الأوثان. 
حدود الشام أزرعها 
قصائد تطلق العقبان! 
و باسمك، صحت بالأعداء: 
كلى لحمي إذا ما نمت يا ديدان 
فبيض النمل لا يلد النسور.. 
و بيضة الأفعى .. 
يخبىء قشرها ثعبان! 
خيول الروم.. أعرفها 
و أعرف قبلها أني 
أنا زين الشباب، و فارس الفرسان
 



قصيدة : قال المغني

هكذا يكبر الشجر 
و يذوب الحصى.. 
رويدا رويدا 
من خرير النهر! 
المغني ،على طريق المدينة 
ساهر اللحن.. كالسهر 
قال للريح في ضجر: 
_دمّريني ما دمت أنت حياتي 
مثلما يدّعي القدر_ 
..و اشربيني نخب انتصار الرفات 
هكذا ينزل المطر 
يا شفاه المدينة الملعونة! 
أبعدوا عنه سامعيه 
و السكارى.. 
و قيّدوه 
و رموه في غرفة التوقيف 
شتموا أمه، و أمّ أبيه 
و المغني.. 
يتغنى بشعر شمس الخريف 
يضمد الجرح.. بالوتر! 
المغني على صليب الألم 
جرحه ساطع كنجم 
قال للناس حوله 
كلّ شيء.. سوى الندم: 
هكذا متّ واقفا 
واقفا متّ كالشجر! 
هكذا يصبح الصليب 
منبرا.. أو عصا نغم 
و مساميره.. وتر! 
هكذا ينزل المطر 
هكذا يكبر الشجر ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 6:22

قصيدة : أغاني الأسير

ملوّحة، يا مناديل حبّي 
عليك السلام! 
تقولين أكثر مما يقول 
هديل الحمام 
و أكثر من دمعة 
خلف جفن.. ينام 
على حلم هارب! 
مفتّحة، يا شبابيك حبيّ 
تمرّ المدينة 
أمامك ،عرس طغاة 
ومرثاة أمّ حزينة 
و خلف الستائر، أقمارنا 
بقايا عفونه. 
و زنزانتي.. موصدة ! 
ملوّثة، يا كؤوس الطفولة 
بطعم الكهولة 
شربنا ،شربنا 
على غفلة من شفاه الظمإ 
و قلنا: 
نخاف على شفتينا 
نخاف الندى.. و الصدأ! 
و جلستنا، كالزمان، بخيله 
و بيني و بينك نهر الدم 
معلّقه، يا عيون الحبيبة 
على حبل نور 
تكسّر من مقلتين 
ألا تعلمين بأني 
أسير اثنين؟ 
جناحاي: أنت و حريتّي 
تنامان خلف الضفاف الغريبة 
أحبّكما، هكذا، توأمين!



قصيدة : ولادة

_كانت أشجار التين 
و أبوك.. 
و كوخ الطين 
و عيون الفلاحين 
تبكي في تشرين! 
_المولود صبي 
ثالثهم.. 
و الثدي شحيح 
و الريح 
ذرت أوراق التين ! 
حزنت قارئة الرمل 
وروت لي، 
همسا، 
هذا الغضن حزين ! 
_يا أمي 
جاوزت العشرين 
فدعي الهمّ، و نامي! 
إن قصفت عاصفة 
في تشرين.. 
ثالثهم.. 
فجذور التين 
راسخة في الصخر.. و في الطين 
تعطيك غصونا أخرى.. 
و غصون!
 


قصيدة : إلى أمي

أحنّ إلى خبز أمي 
و قهوة أمي 
و لمسة أمي 
و تكبر في الطفولة 
يوما على صدر يوم 
و أعشق عمري لأني 
إذا متّ، 
أخجل من دمع أمي! 
خذيني ،إذا عدت يوما 
وشاحا لهدبك 
و غطّي عظامي بعشب 
تعمّد من طهر كعبك 
و شدّي وثاقي.. 
بخصلة شعر 
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك.. 
عساي أصير إلها 
إلها أصير.. 
إذا ما لمست قرارة قلبك! 
ضعيني، إذا ما رجعت 
وقودا بتنور نارك.. 
وحبل غسيل على سطح دارك 
لأني فقدت الوقوف 
بدون صلاة نهارك 
هرمت ،فردّي نجوم الطفولة 
حتى أشارك 
صغار العصافير 
درب الرجوع.. 
لعشّ انتظارك!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 6:26

قصيدة : أهديها غزالا

وشاح المغرب الوردي فوق ضفائر الحلوه 
و حبة برتقال كانت الشمس. 
تحاول كفها البيضاء أن تصطادها عنوة 
و تصرخ بي، و كل صراخها همس: 
أخي !يا سلمي العالي! 
أريد الشمس بالقوة! 
..و في الليل رماديّ، رأينا الكوكب الفضي 
ينقط ضوءه العسلي فوق نوافذ البيت. 
وقالت، و هي حين تقول، تدفعني إلى الصمت: 
تعال غدا لنزرعه.. مكان الشوك في الأرض! 
أبي من أجلها صلّى و صام.. 
و جاب أرض الهند و الإغريق 
إلها راكعا لغبار رجليها 
وجاع لأجلها في البيد.. أجيالا يشدّ النوق 
و أقسم تحت عينيها 
يمين قناعة الخالق بالمخلوق! 
تنام، فتحلم اليقظة في عيني مع السّهر 
فدائيّ الربيع أنا، و عبد نعاس عينيها 
وصوفي الحصى، و الرمل، و الحجر 
سأعبدهم، لتلعب كالملاك، و ظل رجليها 
على الدنيا، صلاة الأرض للمطر 
حرير شوك أيّامي ،على دربي إلى غدها 
حرير شوك أيّامي! 
و أشهى من عصير المجد ما ألقى.. لأسعدها 
و أنسى في طفولتها عذاب طفولتي الدامي 
و أشرب، كالعصافير، الرضا و الحبّ من يدها 
سأهديها غزالا ناعما كجناح أغنية 
له أنف ككرملنا.. 
و أقدام كأنفاس الرياح، كخطو حريّة 
و عنق طالع كطلوع سنبلنا 
من الوادي ..إلى القمم السماويّة! 
سلاما يا وشاح الشمس، يا منديل جنتنا 
و يا قسم المحبة في أغانينا! 
سلاما يا ربيعا راحلا في الجفن! يا عسلا بغصّتنا 
و يا سهر التفاؤل في أمانينا 
لخضرة أعين الأطفال.. ننسج ضوء رايتنا!



قصيدة : شهيد الأغنية

نصبوا الصليب على الجدار 
فكّوا السلاسل عن يدي. 
و السوط مروحة.و دقات النعال 
لحن يصفر: سيدي! 
و يقول للموتى: حذار ! 
_يا أنت ! 
قال نباح وحش: 
أعطيك دربك لو سجدت 
أمام عرشي سجدتين ! 
و لثمت كفي، في حياء، مرتين 
أو .. 
تعتلي خشب الصليب 
شهيدأغنية.. و شمس! 
ما كنت أول حامل إكليل شوك 
لأقول للسمراء: إبكي! 
يا من أحبك، مثل إيماني ، 
ولاسمك في فمي المغموس 
بالعطش المعفر بالغبار 
طعم النبيذ إذا تعتق في الجرار! 
ما كنت أول حامل إكليل شوك 
لأقول: إبكي! 
فعسى صليبي صهوة، 
و الشوك فوق جبيني المنقوش 
بالدم و الندى 
إكليل غار! 
و عساي آخر من يقول: 
أنا تشهيت الردى !



قصيدة : تموز والأفعى

تموز مرّ على خرائبنا 
و أيقظ شهوة الأفعى. 
القمح يحصد مرة أخرى 
و يعطش للندى..المرعى 
تموز عاد، ليرجم الذكرى 
عطشا ..و أحجارا من النار 
فتساءل المنفيّ: 
كيف يطيع زرع يدي 
كفا تسمم ماء أباري؟ 
و تساءل الأطفال في المنفى: 
أباؤنا ملأوا ليالينا هنا.. وصفا 
عن مجدنا الذهبي 
قالوا كثيرا عن كروم التين و العنب 
تموز عاد، و ما رأينا 
و تنهّد المسجون: كنت لنا 
يا محرقي تموز... معطاء 
رخيصا مثل نور الشمس و الرمل 
و اليوم، تجلدنا بسوط الشوق و الذل 
تموز.. يرحل عن بيادرنا 
تموز، يأخذ معطف اللهب 
لكنه يبقى بخربتنا 
أفعى 
ويترك في حناجرنا 
ظمأ 
و في دمنا.. 
خلود الشوق و الغضب
 

قصيدة : برقية من السجن

من آخر السجن، طارت كفّ أشعاري 
تشد أيديكم ريحا ..على نار 
أنا هنا، ووراء السور، أشجاري 
تطوّع الجبل المغرور.. أشجاري 
مذ جئت أدفع مهر الحرف، ما ارتفعت 
غير النجوم على أسلاك أسواري 
أقول للمحكم الأصفاد حول يدي: 
هذي أساور أشعاري و إصراري 
في حجم مجدكم نعلي، و قيد يدي 
في طول عمركم المجدول بالعار: 
أقول للناس ،للأحباب: نحن هنا 
أسرى محبتكم في الموكب الساري 
في اليوم، أكبر عاما في هوى وطني 
فعانقوني عناق الريح للنار



قصيدة : السجن

تغيرّ عنوان بيتي 
و موعد أكلي 
و مقدار تبغي تغيرّ 
و لون ثيابي، ووجهي، و شكلي 
و حتى القمر 
عزيز عليّ هنا .. 
صار أحلى و أكبر 
و رائحة الأرض: عطر 
و طعم الطبيعة: سكر 
كأني على سطح بيتي القديم 
و نجم جديد.. 
بعيني تسمّر



قصيدة : وشم العبيد

روما على جلودنا 
أرقام أسرى .و السياط 
تفكها إذا هوت، أو ترتخي.. 
كان العبيد عزّلا 
ففتتوا البلاط! 
بابل حول جيدنا 
وشم سبايا عائدة 
تغيرت ملابس الطاغوت 
من عاش بعد الموت 
لو آمنت.. لا يموت 
متنا و عشنا، و الطريق واحدة ! 
إفريقيا في رقصنا 
طبل.. و نار حافية 
وشهوة على دخان غانية. 
في ذات يوم.. أحسن العزف على 
ناي الجذوع الهاوية . 
أنوّم الأفعى 
و أرمي نابها في ناحية 
فتلقي في رقصة جديدة.. جديدة 
إفريقيا..وآسيه!


قصيدة : صوت من الغابة

من غابة الزيتون 
جاء الصدى.. 
و كنت مصلوبا على النار! 
أقول للغربان: لا تنهشي 
فربما أرجع للدار 
و ربما تشتي السما 
ربما .. 
تطفيء هذا الخشب الضاري ! 
أنزل يوما عن صليبي 
ترى.. 
كيف أعود حافيا.. عاري!؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمود درويش  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش    محمود درويش  Emptyالإثنين 15 فبراير 2016 - 6:31

قصيدة : في انتظار العائدين

أكواخ أحبابي على صدر الرمال 
و أنا مع الأمطار ساهر.. 
و أنا ابن عوليس الذي انتظر البريد من الشمال 
ناداه بحّار، و لكن لم يسافر. 
لجم المراكب، و انتحى أعلى الجبال 
_يا صخرة صلّى عليها والدي لتصون ثائر 
أنا لن أبيعك باللآلي. 
أنا لن أسافر.. 
لن أسافر.. 
لن أسافر! 
أصوات أحبابي تشق الريح، تقتحم الحصون 
_يا أمنا انتظري أمام الباب.. إنّا عائدون 
هذا زمان لا كما يتخيلون.. 
بمشيئة الملاّح تجري الريح .. 
و التيار يغلبه السفين ! 
ماذا طبخت لنا؟ فإنّا عائدون. 
نهبوا خوابي الزيت، يا أمي، و أكياس الطحين 
هاتي بقول الحقل! هاتي العشب! 
إنّا عائدون! 
خطوات أحبابي أنين الصخر تحت يد الحديد 
و أنا مع الأمطار ساهد 
عبثا أحدّق في البعيد 
سأظل فوق الصخر.. تحت الصخر.. صامد


قصيدة : مطر

-1- 
ناري، 
و خمس زنابق شمعية في المزهرية 
و عزاؤنا الموروث: 
في الغيمات ماء 
و الأرض تعطش. و السماء 
تروى. و خمس زنابق شمعية في المزهرية. 
-2- 
عفوية صلوات جدتنا، و كان 
جدي يحب الكستنا 
و طعام أمي 
قد كنت كالحمل الوديع 
و كان همي 
أن يفاجئنا الربيع ! 
يا جدي المرحوم! أهلا بالمطر 
يروي ثراك. فلا يزال السنديان 
من يومها يدمي الحجر! 
-3- 
لنقل مع الأجداد :خير! 
هذا مخاض الأرض: خير ! 
تضع الوليد غدا.. ربيعا أخضرا! 
كعيون سائحة أطلّت ذات فجر! 
لا الأم أمي .. 
لا الوليد أخي ،و لا 
ذات العيون الخضر لي 
و أقول :خير! 
-4- 
يا نوح! 
هبني غصن زيتون 
ووالدتي.. حمامة! 
إنّا صنعنا جنة 
كانت نهايتها صناديق القمامة! 
يا نوح! 
لا ترحل بنا 
إن الممات هنا سلامة 
إنّا جذور لا تعيش بغير أرض.. 
و لتكن أرضي قيامه!
 


قصيدة : قمر الشتاء

سألّم جثتك الشهيدة 
و أذيبها بالملح و الكبريت .. 
ثم أعبّها .. 
كالشاي 
كالخمر الرديئة.. 
كالقصيدة 
في سوق شعر خائب 
و أقول للشعراء: 
يا شعراء أمتنا المجيدة! 
أنا قاتل القمر الذي 
كنتم عبيدة!! 
سيقال: كالمتسول المنفي.. كان 
ردّوه عن كل النوافذ 
و هو يبحث عن حنان. 
لا عاشقان 
يتذكّران... 
_قلبي على قمر 
تحجّر في مكان 
و يقال.. كان! 
و أنا على الإسفلت 
تحت الريح و الأمطار 
مطعون الجنان 
لا تفتح الأبواب في وجهي 
و لا تمتد نحو يدي يدان 
عيني على قمر الشتاء.. 
وقد ترمّد في دمي.. 
قلبي على قرص الدخان! 
لا تظلموني أيّها الجبناء 
لم أقتل سوى نذل جبان 
بالأمس عاهدني 
و حين أتيته في الصبح.. خان..
 


قصيدة : خواطر في شارع

يا شارع الأضواء! ما لون السماء 
و علام يرقص هؤلاء؟ 
من أين أعبر، و صدور على الصدور 
و الساق فوق الساق. ما جدوى بكائي 
أي عاصفة يفتتها البكاء؟ 
فتيممي يا مقلتي حتى يصير الماء ماء 
و تحجّري يا خطوتي! 
هذا المساء.. 
قدر أسلمه سعير الكبرياء 
من أي عام 
أمشي بلا لون، فلا أصحو و لا أغفو 
و أبحث عن كلام؟ 
أتسلق الأشجار أحيانا 
و أحيانا أجدّف في الرغام 
و الشمس تشرق ثم تغرب.. و الظلام 
يعلو و يهبط. و الحمام 
ما زال يرمز للسلام! 
يا شارع الأضواء، ما لون الظلام 
و علام يرقص هؤلاء؟ 
و متى تكفّ صديقتي بالأمس، قاتلتي 
تكفّ عن الخيانة و الغناء؟ 
الجاز يدعوها؟ 
و لكني أناديها.. أناديها.. أناديها. 
و صوت الجاز مصنوع 
و صوتي ذوب قلب تحت طاحون المساء 
لو مرة في العمر أبكي 
يا هدوء الأنبياء 
لكن زهر النار يأبى أن يعرّض للشتاء 
يا وجه جدي 
يا نبيا ما ابتسم 
من أي قبر جئتني. 
و لبست قمبازا بلون دم عتيق 
فوق صخرة 
و عباءة في لون حفرة 
يا وجه جدي 
يا نبيا ما ابتسم 
من أي قبر جئتني 
لتحيلني تمثال سم. 
الدين أكبر 
لم أبع شبرا، و لم أخضع لضيم 
لكنهم رقصوا و غنوا فوق قبرك.. 
فلتنم 
صاح أنا.. صاح أنا.. صاح أنا 
حتى العدم .
 


قصيدة : تحد

شدّوا وثاقي
و امنعوا عني الدفاتر
و السجائر
و ضعوا التراب على فمي 
فالشعر دم القلب..
ملح الخبز..
ماء العين
يكتب بالأظافر
و المحاجر
و الخناجر
سأقولها
في غرفة التوقيف
في الحمام
في الإسطبل..
تحت السوط ..
تحت القيد
في عنف السلاسل
مليون عصفور
على أغصان قلبي
يخلق اللحن المقاتل



قصيدة : ناي

لا تقتلوني أيّها الرعاة 
لا تعزفوا 
خافوا عليّ الله 
أستحلف الفحيح أن ينام 
في ألحانكم .. 
حتى أمرّ في سلام 
زنجار! يا قاتلي زنجار 
لا تنتظري 
إني سمعت الناي 
لا تنتظري 
إني هجرت الدار!
 


قصيدة : المناديل

كمقابر الشهداء صمتك 
و الطريق إلى امتداد 
ويداك... أذكر طائرين 
يحوّمان على فؤادي 
فدعي مخاص البرق 
للأفق المعبّأ بالسواد 
و توقّعي قبلا مدماة 
و يوما دون زاد 
و تعودي ما دمت لي 
موتي ...و أحزان البعاد! 
كفنّ مناديل الوداع 
و خفق ريح في الرماد 
ما لوّحت، إلاّ ودم سال 
في أغوار واد 
وبكى، لصوت ما، حنين 
في شراع السندباد 
ردّي، سألتك، شهقة المنديل 
مزمارا ينادي.. 
فرحي بأن ألقاك وعدا 
كان يكبر في بعادي 
ما لي سوى عينيك، لا تبكي 
على موت معاد 
لا تستعيري من مناديلي 
أناشيد الوداد 
أرجوك! لفيها ضمادا 
حول جرح في بلادي
 


قصيدة : خائف من القمر

خبّئيني. أتى القمر 
ليت مرآتنا حجر! 
ألف سرّ سري 
وصدرك عار 
و عيون على الشجر 
لا تغطّي كواكبا 
ترشح الملح و الخدر 
خبّئيني.. من القمر! 
وجه أمسي مسافر 
ويدانا على سفر 
منزلي كان خندقا 
لا أراجيح للقمر.. 
خبّئيني.. بوحدتي 
و خذي المجد.. و السهر 
و دعي لي مخدتي 
أنت عندي 
أم القمر؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
محمود درويش 
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محمود درويش
» محمود درويش  / 1941 - 2008
» محمود درويش شاعر فلسطيني
»  مكتبة الشاعر محمود درويش
» في القدس محمود درويش و تميم البرغوثي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: دواوين شعر-
انتقل الى: