منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 هذه حقيقة محمد حسنين هيكل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Empty
مُساهمةموضوع: هذه حقيقة محمد حسنين هيكل   هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Emptyالإثنين 22 فبراير 2016 - 8:37

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل 077d5ba621d12ca98288e3e4e3a57eef

أحمد منصور

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل

التاريخ:21/2/2016

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Th?id=OIP.M86b3c65b1929598f02ef028bdc13613co2&pid=15


لا شك في أن محمد حسنين هيكل كان من أبرز الصحفيين العرب خلال القرن الماضي مهنية وحضورا وقلما، لكن الناس لا تقاس فقط بمهنيتها ولكن بما قدمته لأمتها وشعوبها وأوطانها، فما الذي قدمه هيكل لأمته وشعبه ووطنه حتى ينبري الكتاب ويصطفون لنعيه والكتابة عنه كأنما فقدت الأمة أحد أعلامها الذين كانوا ينقلون الحقيقة ويتحدون الظلم ويخدمون الأمة؟
لكن الحقيقة هي أن الأمة لم تفقد سوى أحد الذين كانوا يدعمون العسكر ويزينون الباطل ويفلسفون الهزيمة ويروجون الكذب ويدعمون الاستبداد والطغيان والظلم خلال العقود السبعة الماضية، بدأ هيكل حياته الصحفية في العام 1942 حيث أدخله الصحفي البريطاني سكوت واتسون إلى صحيفة «الأيجشبيان جازيت» محررا للحوادث، تمكن هيكل النرجسي الطموح من طرح موضوعات مثيرة كان يستقيها من بنات الهوى آنذاك عن أحداث الحرب العالمية الثانية وقد دفع هذا الأمر الصحفية الشهيرة روز اليوسف صاحبة المجلة التي تحمل اسمها إلى ضم هيكل عام 1944 إلى طاقم التحرير في مجلتها حيث كانت ولازالت مجلة للإثارة، ثم جاءت حرب فلسطين وحرب الكوريتين فلمع فيهما نجم هيكل من خلال تغطياته لهذه الحروب، وأنا أقول دائما- كصحفي بدأت حياتي مراسلا للحرب الأفغانية خلال الاحتلال السوفياتي بين عامي 1986 و1990 كما قمت بتغطية حربي البوسنة والهرسك عامي 1994 و1995 ومعركة الفلوجة في العام 2004 وأصدرت كتبا عنها- إن الحروب لا تصنع قادة عسكريين وسياسيين فقط وإنما ايضا تصنع صحفيين، والصحفي الذي تتاح له فرصة تغطية حرب ولا يلمع نجمه فيها لن يلمع نجمه على الإطلاق وهكذا كانت حرب فلسطين بالنسبة لهيكل فرصة ليلمع نجمه في سماء الصحافة المصرية، بعد ذلك استغل هيكل قيام الثورة المصرية وتمكن من الاقتراب من جمال عبدالناصر الذي كان بحاجة إلى صحفي يفلسف أفكاره وطموحاته ونرجسيته ويقدمها إلى الناس بطريقة شعبوية جماهيرية تدغدغ العواطف وتلهب المشاعر، بينما كان هيكل يطمح لأن يكون صحفي السلطة ورجل الرئيس ومصدر معلوماته وفيلسوف أفكاره عبر وجوده وقربه من سلطة صناعة القرار فالتقت طموحات الرجلين وأفكارهما ونرجسية كل منهما ومصالحهما المشتركة حيث كان هيكل صاحب قلم متميز وعلاقات واسعة بالصحفيين الغربيين لاسيما الذين كانوا قريبين من مراكز صناعة القرار وأجهزة الاستخبارات الغربية وأصبح هيكل يكتب لعبدالناصر خطاباته وينشر أفكاره وفيما أطاح عبدالناصر بكل الذين شاركوه الثورة أو كانوا قريبين منه وعلى رأسهم عبدالحكيم عامر الذي لازال مقتله لغزا حتى الآن بقي هيكل إلى جوار عبد الناصر يفلسف له كل شيء حتى الهزيمة الكبرى عام 1967. 

أحمد منصور

سر العلاقة بين عبدالناصر وهيكل



كان جمال عبد الناصر صاحب مشروع حاكم عسكري متسلط ومستبد يريد أن ينفذ إلى قلوب الجماهير بالكلمة المؤثرة والأفكار التي تدغدغ مشاعرهم وتثير عواطفهم، لكنه مثله مثل أي عسكري مستبد محدود اللغة والفكر والرؤية والإبداع فكان بحاجة إلى من يقدم أفكاره ويصله بالجماهير الغفيرة التي كانت بحاجة إلى من يدغدغ مشاعرها بعد عقود من الاحتلال البريطاني ورغبة في سماع صوت يواجه الغرب وغطرسته واستبداده فاستطاع عبد الناصر أن يركب هذه الموجة، وأن يكون ذلك الزعيم، لكنه لم يحقق هذا إلا بعد حرب العام 1956 التي أدى الخلاف بين أميركا وبريطانيا وفرنسا فيها إلى أن يصنع عبد الناصر منها نصرا زائفا، كما ذكر اللواء جمال حماد والفريق سعد الدين الشاذلي في شهادتهما معي علي العصر، وكما أكد على ذلك كتاب ومؤرخون آخرون مستقلون لم يسمع لهم أحد،.



وحينما التقى عبد الناصر مع هيكل وجد كل منهما بغيته في الآخر فكان هيكل هو الرجل الذي يكتب الخطابات والمقالات والكتب ويفلسف الهزائم ويروج الأكاذيب وينشر الإشاعات من خلال علاقته الوطيدة مع عبد الناصر و17 عاما قضاها على رأس أكبر صحيفة مؤثرة في العالم العربي آنذاك وهي صحيفة «الأهرام».



علاوة على ذلك كان هيكل على علاقة واسعة بكثير من الصحفيين الغربيين الذين كانوا أداة للتواصل ونقل الرسائل بين عبد الناصر ومعظم الدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة الأميركية ولم ينكر هيكل ذلك بل كان يفخر به.



وقد كان دور هيكل كمبعوث سري وخاص للأميركان تماما مثل دور أنيس منصور مع أنور السادات كمبعوث سري وخاص مع الإسرائيليين وقد روي لي أنيس منصور في لقاء جمعني به قدرا في باريس حيث كان نزيلا في نفس الفندق الذي نزلت فيه في العام 2003 جانبا من استخدام السادات له في نقل الرسائل للإسرائيليين.



وقد حاول هيكل أن يظهر أن علاقته بعبدالناصر وانقلاب يوليو 1952 الذي تحول إلى ثورة كانت مبكرة وأنه التقى عبد الناصر خلال تغطيته لحرب العام 1948 حيث تعرف عليه آنذاك وتوطدت علاقتهما حتى أنه لعب دورا في توجيه عبد الناصر للقيام بالثورة في 23 يوليو حينما التقاه في بيت محمد نجيب في 18 يوليو.



وهذه الروايات كلها رواها هيكل بعد وفاة عبد الناصر لعدد من الصحفيين مثل روايته للصحفي اللبناني علي بلوط ونشرها في العام 1973 أو لقاءاته مع فؤاد مطر في العام التالي 1974 أو لقاءات أخرى تليفزيونية وصحفية فيما بعد، وقد ساعد خيال هيكل الخصب وقلمه البارع المؤثر أو طريقه كلامه المثيرة كقصاص وروائي وحكاي من الطراز الرفيع في نسج كثير من القصص من خياله لاسيما إذا كان كل شهودها أمواتا أو ليس لهم حضور على الساحة يمكنهم من دحض وتفنيد الأكاذيب التي تميز بها على مدى عقود.


جمال حماد يفند أكاذيب هيكل


لم تكن كثير من روايات هيكل وقصصه التي تمحورت حول نفسه وأدواره الخرافية في بعض الأحيان والشخصيات الحقيقية التي غيبها من الأحداث أو الشخصيات الغائبة التي صنع لها أدوارا تخدمه وتضفي بهرجة وجاذبية على قصصه ورواياته بحاجة إلا إلى بحث بسيط لمقارنة الروايات والقصص بعضها ببعض، وقد قام بهذا خلال السنوات الماضية عدد من الباحثين والكتاب فاستخرجوا منها كما هائلا من الأكاذيب والنرجسية التي صور بها هيكل نفسه، حيث كان يؤكد في كل قصة أنه كان يقف وراء كل قرار ورأي وخطاب وكتاب صدر في مصر خلال سنوات عبد الناصر وسنوات السادات الأولى ولم يكن الآخرون وعلى رأسهم عبدالناصر سوى ظل له ولأفكاره، وفي نفس الوقت يبرئ ساحته من كل المسؤولية.

غير أن اللواء جمال حماد الذي كتب البيان الأول لثورة يوليو عام 1952 أفرد فصلا كاملا في كتابه المؤلف من جزءين عن «ثورة يوليو» ونشرته دار الشروق مرة واحدة ثم أوقفت نشره بعد غضب هيكل للحديث عن أكاذيب هيكل وعلاقته بعبد الناصر والثورة وادعائه معرفته بموعدها بل وحض عبد الناصر وعامر على القيام بها، لكن رواياته المتضاربة عنها والتي رواها في أوقات مختلفة وإلى جهات مختلفة كشفت أكاذيبه، وقد التقيت قبل سنوات وتحديدا في الفترة بين عامي 2008 و2011 مع اللواء جمال حماد وسجلت معه شهادته على العصر واطلعت على ما كتبه عن تناقضات وأكاذيب روايات هيكل التي أضاف إليها الكثير وقرر أن ينشرها في كتاب مستقل كما أن صحيفة «الأخبار» المصرية نشرت سلسلة من كتابات اللواء حماد على أكاذيب هيكل التي اخترعها عن دوره في الثورة وقد استند اللواء جمال حماد إلى مذكرات اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد الثورة وكذلك أوراق عبد الناصر عن حرب فلسطين أو شهادة جمال حماد بنفسه أو روايات جلال ندا وعضو مجلس قيادة الثورة عبد اللطيف البغدادي وآخرين، حيث أكد الجميع أن كل ما رواه هيكل عن لقاءاته بعبد الناصر قبل الثورة كانت أكاذيب وأنه بدأ التقرب من عبد الناصر بعد الثورة حينما لمع نجمه ولم تكن له أية علاقة به قبلها، وقد أكد على ذلك عشرات الكتاب والباحثين من بعد ليس على هذا فقط بل على تجاوزات وأكاذيب وقصص مفبركة وتضارب في الروايات أظهرت هيكل شخصية انتهازية أطاحت وأضرت بكل من قدم لها مساعدة بل إن كل صعوده كان على جثث الذين ساعدوه بدءا بأستاذه محمد التابعي مرورا بعلي ومصطفي أمين وجلال ندا أو فتحي غانم الذي فصله هيكل بعدما كتب عنه رواية «الرجل الذي فقد ظله» وغيرهم، فلم يكن هيكل يقدم لعبد الناصر المعلومات من أصدقائه الصحفيين الغربيين أو موظفي الدولة الذين كانوا يعرفون علاقته مع عبد الناصر فقط ولكنه كان واشيا حاقدا حتى أن الجميع كانوا يتحاشون الصدام معه، هذا هيكل الذي كتب الكثيرون ممن عاصروه عن خداعه وانتهازيته وذاتيته، أما على صعيد علاقتي المحدودة معه فقد سألني كثيرون خلال السنوات الماضية لماذا لم تسجل معه في برنامج «شاهد على العصر»


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأحد 28 فبراير 2016 - 9:58 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذه حقيقة محمد حسنين هيكل   هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Emptyالأحد 28 فبراير 2016 - 9:55

لماذا لم يسجل هيكل شهادته على العصر؟


هذا السؤال ظل يطرح عليّ طوال السنوات الماضية؟ لماذا لم تسجل شهادة محمد حسنين هيكل على العصر؟ وآن لي أن أجيب على السؤال طالما أنه لازال يطرح، وهي لن تكون مجرد إجابة على السؤال بقدر ما سوف تكشف عن بعض الجوانب في شخصية هيكل وكيف كان يفكر، علاوة على قدرته الفائقة على صناعة الفرص وانتهازها أو تطويعها أو وامتطائها، علاوة على قدرته الفائقة على التواصل مع الآخرين والإمساك بكل الخيوط حتى إذا وجد بغيته في خيط أمسك به وأفلت الآخرين، وهذه كلها صفات شخصية أكثر من رائعة لو أنها وجهت لخدمة الناس أو لخير البشرية لأن الله لم يخلق الناس ليعمل كل لنفسه وأنانيته وذاتيته فالرجل صاحب إمكانات هائلة لا ينكرها عليه أحد، لكن كل إمكاناته للأسف كانت مسخرة من أجل مشروع واحد هو مشروع هيكل الشخصي، والذي يعمل لذاته فقط عادة ما يدمرها في النهاية.

هناك صفات أضعها لكل شاهد على العصر كانت تنطبق على هيكل بكل تفصيلاتها ليس لكونه صحفيا أو كاتبا لامعا فهذه صفات لا تنطبق على الشهود ولكن لأنه كان رفيق عبد الناصر وشريكه في صناعة القرار فهو الذي كتب له فلسفة الثورة وهو الذي كان يكتب له حواراته ويرتب له مؤتمراته الصحفية وهو الذي كتب له خطاب التنحي وهو الذي حول الهزيمة إلى نكسة وهو الذي كان يزين له كل أفعاله، وبالتالي فهو هنا شريك وليس مجرد صديق أو صحفي أو كاتب فهو كان لعبد الناصر بمثابة جوبلز بالنسبة لهتلر كلاهما وجه للآخر، ومن ثم اتصلت به في بداية العام 2001 لتحديد موعد للزيارة حتى أفاتحه لتسجيل شهادته على العصر، فأبلغني مكتبه أن الأستاذ في انتظاري حينما أذهب إلى القاهرة، وبالفعل مع أول زيارة للقاهرة زرته في مكتبه، استقبلني الرجل بدفء يتميز به، فهو يشعر من يقابله كأنه صديق يعرفه من قديم وسرعان ما يبدأ في السرد والحكايات من قصة إلى أخرى ومن عهد الملك فاروق إلى عهد عبد الناصر إلى خلافه مع السادات إلى الملك فلان والرئيس علان.. قصص مسلية ومشوقة وجذابة، ولا ينكر على الرجل أنه راوية وحكاء من الطراز الرفيع، امتد اللقاء إلى حوالي ساعتين كنت منصتا فيها كالعادة أنصت وأتأمل وأتفحص وأتفهم الشخصية وأدرس جوانبها المختلفة، وفي نهاية اللقاء شكرته على حسن الاستقبال والاهتمام والوقت الممتع ثم فاتحته في طلبي وهو تسجيل حلقات شاهد على العصر.. هز رأسه وأخذ يفكر قليلا، لا أدري هل في طلبي أم في الرد الذي سيقوله لي، أم أن هذه عادة لديه، ثم قال: انظر لقد شاهدت بعض برامجك لاسيما حينما طلبت زيارتي وأنا لا أجاملك فأنت تقوم بعمل مميز ولكن اترك لي بعض الوقت أفكر في الأمر.

ودعت هيكل تاركا له فرصة دراسة الأمر على أن يكون بيننا تواصل، وأنا عادة لا ألح على أحد وأترك الفرصة تأخذ مداها والشاهد يأخذ وقته، فبعض الضيوف قضيت سنوات وأنا أتواصل معهم أو أقضي جلسات استماع مطولة لهم حتى أحصل على ثقتهم وموافقتهم وأسجل في النهاية أو تحول ظروف وأقدار دون ذلك، فالأمر بحاجة إلى مثابرة وتأن لأننا في النهاية لا نهدف إلا لتقديم الحقيقة إلى الناس وللأجيال القادمة ولابد من وجود حماسة لدى الشاهد للقيام بذلك.

كانت نقطة القوة لدى هيكل في العرض الذي قدمته له هي «الجزيرة» التي كانت حديث الدنيا وشاغلة الناس في ذلك الوقت وهيكل رجل تعود أن يكون في الأضواء الباهرة والتليفزيون حسر الأضواء عن الكلمة المكتوبة إلى حد كبير، لذلك فإن طلته على الجزيرة كانت ستنقله إلى عالم آخر وأجيال أخرى لا تعرفه ولم تكن تقرأ مقالاته وكتبه، هذا كان عنصر القوة الرئيسي في العرض، أما الموانع لديه فكانت دون شك طريقتي في التحقيق مع الشهود، فالبرنامج ليس مساحة لسرد القصص والحواديت التي يعشقها هيكل ويتميز بها في كتاباته وأحاديثه وإنما هو تحقيق مع شاهد في مواقف وأحداث محددة شارك في صناعتها أو كان شاهدا عليها، واذكر هنا أنه بعد لقائي الأول مع هيكل تعرفت على مصدر قريب منه تعامل معي بتقدير واحترام بالغ، وأكد لي أنه يحترم عملي ومهنيتي ويتابع برامجي باهتمام، وسوف يحرص على أن يقنع الأستاذ بالمشاركة معي في البرنامج.. شكرته وبقيت على تواصل معه، وبعد حوالي ستة أشهر تواصلت مع الأستاذ هيكل مرة أخرى، والتقيت معه في مكتبه، لكني قبل اللقاء علمت من مصدري أن هيكل كان يتابع برامجي لاسيما شاهد على العصر بشكل منتظم خلال الفترة الماضية، وأذكر أني حينما التقيت هيكل سألته سؤالا في هذا اللقاء ضمن نقاش أجريته معه حول مقالتيه عن الحسن الثاني اللتين نشرتا في مجلة وجهات نظر التي صدرت في شهري نوفمبر وديسمبر عام 1999 لاسيما عن دقة سرده للأحداث والتفصيلات، وقلت له أعرف أن الأستاذ جميل مطر كان يرافقك في كثير من الزيارات وكان يكتب محاضر الجلسات لكن ما تكتبه يتجاوز أحيانا نصوص محاضر الجلسات، فكيف تستطيع حفظ تفاصيل ما وراء الحوار لسنوات طويلة؟ كان سؤالي ذا مغزي قصدته وكان هيكل من الذكاء ليفهمه، فالحبكة القصصية تستدعي إضافات وتفصيلات وربما أحداثا تتجاوز ما يجري في اللقاءات، لهذا أخرج هيكل مباشرة ورقة وردية اللون مطوية وأعطاها لي وقال انظر إلى هذه؟ نظرت فوجدت ورقة زيارة بها خانة للاسم والتاريخ ومساحة لكتابة رؤوس عناوين كان عليها اسمي وتاريخ زيارتي والموعد، ثم قال الأستاذ بذكاء لم يجب به على سؤالي، بعدما تخرج سأكتب أهم ما دار بيننا في هذه الورقة، ثم تبقى في الأرشيف إلى أن أحتاج إليها..


التقيت مرة ثالثة مع الأستاذ هيكل وكان اللقاء سريعا هذه المرة فقد حرصت أن أعرف موقفه النهائي من التسجيل معه لكنه ظل كعادته ممسكا بالعصا من الوسط فقد كان يبدي رغبة وقبولا من حيث المبدأ لكن في نفس الوقت يطلب مزيدا من الوقت للدراسة والتفكير.

هنا تواصلت مع المصدر الذي كان مقربا منه والذي كنت أتواصل معه من آن لآخر وطلبت منه أن يكون صادقا معي في تبيان موقف الأستاذ، صمت المصدر قليلا ثم قال لي: سأكون صادقا معك والقرار النهائي لك، باختصار شديد الأستاذ يريد الظهورعلى شاشة الجزيرة فهذه ستنقله إلى عالم آخر وجماهير أخرى أكثر رحابة وسعة من الكتابة وهو يحب ذلك، لاسيما بعدما كتب مقاله الشهير عن الاستئذان بالانصراف، وقد فهم الناس أنه يريد الاسئتذان بالانصراف من الحياة العامة لا، ولكن بالأنصراف من عالم الكتابة إلي عالم آخر جديد هو عالم التليفزيون، لكن على نفس طريقة الكتابة.

قلت له: كيف أرجو أن توضح لي ؟ قال: حينما يكتب الأستاذ يكتب ما يريد لا يناقشه أحد ولا يتداخل معه أحد ولا يكذبه أحد ولا ينفي كلامه أحد ولا يأتي أحد له برواية أخرى وهو يريد أن يكون ظهوره التليفزيوني على نفس النحو يحدد موضوعاته و يقول ما يريد دون أن يتداخل معه أحد أو يناقشه أو يحرجه أحد، فالأستاذ يحب أن تبقى صورته لدى نفسه ولدي الناس في البرواز الذي صنعه لها وأن من يمد يده للصورة أو البرواز يمدها ليزينها بوردة أو إكليل من الزهور، لكن الحوار معك لا يخدش الصورة فقط بل سوف يشوهها وهذا ما يرفضه الأستاذ، وما شغل الأستاذ في متابعة حواراتك و ما أقلقه هو أنه وجدك تحقق مع الشهود وتحرجهم وتأتي بالروايات المختلفة ولن يقبل الأستاذ مطلقا أن يوضع في هذا الإطار، الأمر الآخر الهام هو موقفك من عبد الناصر فالأستاذ منزعج جدا من موقفك من عبد الناصر .. صمت المصدر قليلا ثم قال لي: لقد سألتني وقد أجبتك والقرار لك.

قلت له أشكرك على صدقك، قررت بعد ذلك التوقف عن الاتصال بهيكل وأن أتفرغ لشهود آخرين، وهذا ما فعله هيكل تماما نجح هيكل في صناعة فرصة وانتهازها للظهور على الجزيرة بالشكل الذي خطط له وهو أن يروي حكاياته دون أن يناقشه أحد أو يخالفه أحد أو يعترض عليه أحد وأن يبرزما يشاء ويخفي ما يشاء ورغم أنه عرض في البداية أن يتحدث في 50 حلقة أسبوعية أي لمدة عام إلا أنه لم يفوت هذه الفرصة التاريخية فأخذ يروي قصصه وحكاياته على شاشة الجزيرة سبع سنوات كاملة من أغسطس 2004 وحتى أكتوبر 2011.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذه حقيقة محمد حسنين هيكل   هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Emptyالأحد 28 فبراير 2016 - 9:59

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل 2016-635913140642644918-264_thumb350x217

حفيدة الأستاذ لـ"بوابة الأهرام": جدي مات بدواء خاطئ وكان يتألم بشدة.. وأخفينا عليه شائعات وفاته


قالت هند هيكل حفيدة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل والذي وافته المنية اليوم الأربعاء: إن الأستاذ كان قد أصابته وعكة صحية منذ 3 أسابيع، بسبب دواء خاطئ قد أعطاه له الطبيب.

وأكدت حفيدته، أن الأستاذ كان يتألم بشدة في أيامه الأخيرة، لأن الأدوية كان تأثيرها شديدا للغاية عليه، لافتة إلى أنه فى الأيام القليلة قبل وفاته، كان رافضًا أن يتناول أية أدوية أو يقوم بعمل الغسيل الكُلوي المعتاد له، حيث كان يعاني من فشل كُلوي.

وأضافت حفيدة الأستاذ، أنه كان قليل الكلام قبيل وفاته مع عائلته أو المحيطين به، كما أنها حتى الآن لا تعرف إذا كان قد أوصى بشىء معين في وصيته يقومون به بعد وفاته.

وردًا على سؤال لـ"بوابة الأهرام" حول تأثير إشاعات وفاة الأستاذ والتي كانت تتوارد على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام من وقت لآخر، فى الفترة الماضية، وتأثير ذلك على حالته النفسية قالت هند: كنا نخفيها عنه وكنت أقوم بالنفي كلما ظهرت إشاعة بموته سواء على صفحتي الشخصية على "الفيسبوك" أو بالرد المباشر على المواقع الإلكترونية.

وكانت هند قد نعت جدها منذ ساعة على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، حيث قالت وكلماتها تنطق الأسى: "رحم الله محمد حسنين هيكل والهمنا الصبر والسلوان.. اللهم ثبته عند السؤال واجعل مثواه الجنة وإنا لله وإنا إليه راجعون".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذه حقيقة محمد حسنين هيكل   هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Emptyالأحد 28 فبراير 2016 - 10:14

http://www.4shared.com/office/asN63iyC/___-____-_____.html

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل F32pub كتب محمد حسنين هيكل

http://www.4shared.com/office/h9soBjDL/____-__.html

http://www.4shared.com/office/HGNMJot3/__-______.html

http://www.4shared.com/office/g4qVGyLw/__-____________.html

http://www.4shared.com/office/z1XMJqtx/__-____.html

http://www.4shared.com/office/xexHD5XL/__1-__.html

http://www.4shared.com/office/asN63iyC/___-____-_____.html

http://www.4shared.com/office/Z0jjcXlF/___-_____-______.html

http://www.4shared.com/office/Hy9d1D6R/___-___-______-____.html

http://www.4shared.com/office/knGdCAQ1/___-______-____.html

http://www.4shared.com/office/knGdCAQ1/___-______-____.html

http://www.4shared.com/office/7s69V8yA/___-______-___-____.html

http://www.4shared.com/office/QwmY7awD/___-______-____.html

http://www.4shared.com/office/Y32gqnRI/___-___-____.html

http://www.4shared.com/office/towc-ekE/___-____-______.html

http://www.4shared.com/office/JgyGaHHE/___-____.html

http://www.4shared.com/office/j8wGLGXx/___-______.html

http://www.4shared.com/office/-2bFOoH4/___.html

http://www.4shared.com/office/W0we0JQl/___.html

http://www.4shared.com/office/IoUtCvUL/________1952_.html

http://www.4shared.com/office/kMiXpVvc/_________1_.html

http://www.4shared.com/office/I1EAobaI/___________.html



هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Downloadall تحميل جميع الملفات من هذا المجلد

http://www.4shared.com/office/kMiXpVvc/_________1_.html#


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذه حقيقة محمد حسنين هيكل   هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Emptyالأحد 28 فبراير 2016 - 10:26

«مع هيكل»
محمد كريشان
February 23, 2016
هذه حقيقة محمد حسنين هيكل 23qpt697

للراحل محمد حسنين هيكل مريدون مفتونون أو كارهون حاقدون، مشطـّـــون في ما يشبه التقديس أو مسرفون في الذم والقدح. لست من هؤلاء ولا أولئك، أحترم الرجل قامة صحافية نادرة وشبكة علاقات رهيبة وتجربة سياسية ثرية، لكن ذلك لا يعني بالضرورة التماهي التام مع كل ما قاله أو كتبه أو فعله.
اختارتني «الجزيرة» عام 2006 لإجراء أول مقابلة معه ثم تعددت بعد ذلك هذه المناسبات لتصل إلى أكثر من خمس عشرة تشعبت مواضيعها من الشأن المصري الداخلي إلى شجون المنطقة وتعقيداتها إلى الانتخابات الأمريكية وصولا إلى الثورات التي حصلت في تونس ومصر وليبيا فاليمن وسوريا… ليرتسم معها تدريجيا الفراق الذي حصل بعد ذلك بين الرجل والمحطة.
طوال هذه السنوات العشر، بُـني بيننا ما يقترب من الصداقة، وكان واضحا في كل المقابلات على الهواء الاستلطاف المتبادل التي يطبع كل واحدة منها ما جعل بعضها أقرب إلى الدردشة الودية بين صديقين رغم الفرق الشاسع بداهة في المكــــانة والمعرفة والتجربة. التقيته عشرات المرات في شقته الملتصقة بمكتبه في القاهرة أو مزرعته في «برقاش»، كما التقيته في لندن عندما رفضت السلطات المصرية ذات مرة منحي تأشيرة دخول. في كل مرة كنا نخوض في قضايا شتى مهنية وشخصية وسياسية قبل أن نتطرق إلى محاور كل مقابلة وتسلسلها، ثم يترك لي تفاصيل إدارتها دونما تدخل في طبيعة الأسئلة أو مضمونها. كان فقط يسأل في النهاية عن لون بدلتي وربطة العنق، خاصة وأن كلينا متيم باللون الكـحلي ولا يلبس غيره تقريبا!!
آخر مرة التقيته كان مباشرة عقب انتخاب محمد مرسي رئيسا لمصر في حزيران/يونيو 2012، زرته للسلام ويومها قال لي بطريقته اللمـــّاحة المعبـــّرة أنه متابع لكل ما أكتبه، بما يكفي لفهم أنه لا يتفق مع الكثير منه. لم يقل المزيد لكن كان واضحا من خلال نقاشات تلك الجلسة أن موقفينا مما يجري في سوريا بالخصوص وتشعباته مختلف تماما، وهو الخلاف الذي كان بدأ يرتسم جليا في آخر مقابلة بيننا على الهواء مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2011على امتداد ثلاث حلقات حول مآلات الثورات العربية. كانت تلك آخر طلة له على شاشة الجزيرة.
ظللت أتابع بعد ذلك كل ما يقوله هذا «الجورنلجي»، كما يفضل أن يصف نفسه، عبر المحطات المصرية. في المرات التي كنت أتصل فيها به هاتفيا للسلام كان يسأل بلهفة عما إذا كنت تابعت مقابلته الأخيرة فأرد بأني قرأت ما جاء فيها فقط، فيرد «لا.. لا.. ضروري تشوفها»… فأعده ولا أفعل. وفي آخر اتصال جرى بيننا قبل زهاء الثلاثة أشهر، سألت عن صحته وأخباره فقال «تعال لزيارتنا في القاهرة..وحشتنا يا راجل!!».. فقلت له «بحول الله».. إذ لم أشأ أن أعكــّـر مزاجه بأي تعقيب آخر من أي نوع.
تعاملت مع الرجل طوال هذه الأعوام بتقدير كبير بادلني إياه بما هو أحسن. لم أشك لحظة في كونه قمة صحافية كبرى، ظل إلى الآخر حاضر الذهن متقده وكان في كل مرة يعطيني الانطباع بأنه يتصرف كمن يشرف على آخر لمسات الصفحة الأولى قبل طباعة الصحيفة. اتفقت مع بعض ما كتبه أو قاله سابقا أو مؤخرا وأختلفت مع بعضه الآخر وخضنا في ذلك قليلا أو كثيرا، رغم أني كنت أفضل في الغالب الاستماع إلى وجهة نظره أكثر من مناقشته. من قال إن على الصحافي أن يتطابق مع ضيوفه في آرائهم ؟! ولماذا لا نوطـّـن أنفسنا على التفريق بين احترام الشخص والتباين مع بعض أفكاره؟!! ومتى كان على الصحافي أن «يتبرأ» من مواقف هذا أو ذاك ممن التقى بهم أو حاورهم وهو المدعو لمقابلة المئات من ملل ونحل ومشارب لا تعد ولا تحصى؟!.
مريدو «الأستاذ» ومحبوه الخلـّــص لم يروا شيئا من عيوبه ولا هم جاهروا بمخالفته، أما كارهوه ومبغضوه فلم يروا منه إلا ذلك تحديدا معطوفا عليه عداوات سابقة متأصلة تعود في أغلبها إلى مواقف هيكل منذ الفترة الناصرية فضلا عن مواقفه الأخيرة. استمر «حواريوه» في حبه بلا تحفظ.. فيما استقر «أعداؤه» في بغضه بلا تردد. لا هؤلاء عـــدّلوا قليلا ولا أولئك!!
مرض هيكل لفترة قصيرة فدعوت له في محنته، ثم رحل عن دنيانا الفانية فترحمت عليه، فيما لم يتورع البعض الآخر، والعياذ بالله، عن الشماتة في المرض والموت معا !!. ورغم ما خلـّــــفه ذلك من مرارة على ما آلت إليه بعض النفوس، فإن ما لم يتجرأ عليه أحد أبدا هو الطعن في قيمة هيكل الصحافية وقلمه الساحر وسلاسة حديثه وسعة اطلاعه إلى أن صار أبرز صحافي عربي في العقود الماضية على الإطلاق، تقصده شخصيات دولية ووسائل إعلام كبرى ومراكز بحثية دولية مختلفة للوقوف على تقديراته للموقف في منطقتنا، فهل يطمع الصحافي في أن يُـــذكر بعد رحيله بما هو أكثر من ذلك؟!! أما غــــــيره، فهو إما بين يدي المؤرخين، أو بين الرجل وخالقه وهو أرحم الراحمين.
٭ كاتب وإعلامي تونسي
محمد كريشان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذه حقيقة محمد حسنين هيكل   هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Emptyالأحد 28 فبراير 2016 - 10:27

هيكل وفلسطين… والاستئذان قبل الرحيل
د. فايز رشيد
February 24, 2016
هذه حقيقة محمد حسنين هيكل 24qpt480

■ بعد كمّ الحبر الذي أُريق في الكتابة عن الراحل الكبير محمد حسنين هيكل، من الصعوبة بمكان اختيار جانب جديد فيه للكتابة عنه. فترى الكاتب والحالة هذه، مضطرا للتمحيص في كل ما خطّه الآخرون عن الأستاذ، حتى لا تأتي مقالته تكرارا مملا للآخرين، لذا اخترتُ جانبا لم أقرأ عنه، في كل ما كُتب عن الراحل الكبير. وإن صدف وتناوله أحد، فقط من حيث تأييده بشكل عام وبكلمات قليلة للقضية الفلسطينية.
استأذنَ هيكل قبل الانصراف عن الكتابة، وكان ذلك في سبتمبر 2003 فقد استوفى آنذاك عامه الثمانين، حيث قام بحساب زمن العمل على مسافة العمر لتكون النتيجة: اثنتين وستين سنة من الكتابة، التي هي أكثر من كافية لترجل محارب قديم عن صهوة الجواد. ولأن «المسؤولية الفكرية تكون بالدرجة الأولى
في القدرة على التخيل» لأنها جدل نموّ، وبعيدة عن أي جمود عقائدي، وقابلة للتفاعل مع الحدث، و»لا تموت لحظة تجسيدها في كلمات»، وفقا لمقولة ديكارت، فإن فكرة هيكل المجسدة في الصمت، تماهت مع انصراف الصحافي والكاتب سكوت واتسون، الذي عمل مراسلا في الحرب الاهلية الإسبانية، وعرف عن قرب رجالا عظيمين مثل ارنست همنغواي واندريه مالرو وآرثر كوستلر وغيرهم، أثروا فيه، وبدوره أثر في أجيال لاحقة في مختلف أنحاء العالم، حيث عوّضهم بعضا من نقص المعرفة ، إن جاز التعبير، تجاه الكثير من الأحداث الحية التي واجهت العالم آنذاك. هيكل جسّد هذه الحقيقة بشكل تام.
فلسطين بالنسبة لهيكل كانت قضية مركزية مرتبطة بالأمن الوطني المصري والأمن القومي العربي. صاغ هيكل كتاب عبد الناصر «فلسفة الثورة»، الذي تطرق فيه لخطر إسرائيل على الأمة العربية وعلى مصر، وتطرق لعلاقتها العضوية مع الاستعمار. بقي هيكل محافظاً على إيمانه، بأن فلسطين هي «قضية العرب المركزية»، ورد ذلك في كتابه الثلاثي الأجزاء: «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل». وأوضح بما لا يقبل مجالا للشك في أن القضية الفلسطينية لعبت دورا في قيام ثورة يوليو. عبدالناصر تعامل مع الفلسطينيين مثل المصريين تماما، كما العرب جميعهم. كتب هيكل عن معركة الكرامة عام 1968وعن الرائد خالد وقصة استشهاده. انشغل كثيراً بالقضية الفلسطينية، خصوصاً أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. كان الأخير يرى بأن قضّية فلسطين كانت وستظل قضية العرب الأولى. انتقد كل الاتفاقيات التي جرى توقيعها مع الكيان الصهيوني، كمب ديفيد، أوسلو ووادي عربة.
كتب عن قوة إسرائيل لا ليتلقفها كثيرون في النظام الرسمي العربي، لفض الاشتباك نهائيا مع القضية الفلسطينية، والتحلل من تبعاتها تحت شعار»افتقاد القدرة على مواجهتها»، وإنما ليُحسب حساب هذه القوة في مجرى الصراع العربي معها. أيّد هيكل الانتفاضات الفلسطينية ورأى فيها مقدمة لبدء مرحلة جديدة من الكفاح الفلسطيني في الزمن الصعب. سياسيا على صعيد تحديد المواقف من السياسات المصرية على الصعد الدولية والإقليمية والعربية، والفلسطينية منها تحديدا، كان هيكل يحتاج عبد الناصر بالقدر الذي يحتاجه الأخير، كان مقال هيكل في «الأهرام» (بصراحة) كل يوم جمعة يستغرق صفحة كاملة بأسلوب أشبه بسمفونية، وكان يعتبر مؤشراً لسياسة مصر وتوجهاتها، فهو يمهد الطريق لاتخاذ القرار الرسمي. في هذا المجال ما زلت أتذكر مقالته بعنوان «إني اعترض» الذي كانت سببا في انفكاك الوحدة الفدرالية الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق، وكان قد اتفق عليها في القاهرة بين الأطراف الثلاثة، بحجة أنها ستضع مصر بين فكي حزب البعث في سوريا والعراق.
علاقة هيكل بالقضية الفلسطينية مرتبطة ببداياته العملية، عندما عُين مراسلا حربيا على الجبهة الفلسطينية عام 1947، حيث عمل قبلا مراسلا أيضا على جبهات الحرب العالمية الثانية، العربية منذ عام 1942- 1945 حين انتهت الحرب. في فلسطين التقى بالبكباشي جمال عبدالناصر في الفالوجة. ازدادت علاقة هيكل بالقضية الفلسطينية التصاقا بعد ثورة يوليو، وبعدما قدم عرفات للرئيس عبدالناصر، وأصرّ الأخير على تقديمه للقيادة السوفييتية وللعالم، باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. هيكل كان صديقا أيضا للدكتور جورج حبش، والتقيا كثيرا. هيكل وسامي شرف هما من ساعدا (وفقا لمذكرات الأخير) على إجراء أول لقاء بين حركة القوميين العرب والرئيس عبدالناصر، وكان ذلك في صيف عام 1963 في الإسكندرية، رغم اختلافهما حول موضوع ثورة جنوب اليمن المحتل آنذاك، فقد أيدت الحركة ثورة فرعها في جنوب اليمن، وكانت تحت اسم «الجبهة القومية» بقيادة قحطان الشعبي، وأيد نظام عبد الناصر «جبهة تحرير جنوب اليمن» بقيادة عبد القوي مكاوي وعبدالله الأصنج. ولأن الجبهة القومية هي التي سيطرت فعليا على الأرض، اضطرت بريطانيا لإجراء مفاوضات الاستقلال معها عام 1967، حيث استقل جنوب اليمن. مــن مـواقـف هيكل المـدهـشـة فــي سـيرة الموت واستئذانه، أنه في زيارته مـقـر إحدى كبريات الصحف البريطانية، طلب منه أحد محرريها أن يراجع معه، نص كلمة التأبين المعدة مـسـبـقـا للـنـشـر بالإنكليزيـة عقب وفاته شخصيا (هيكل)، نظر هيكل للورقة بمشاعر محايدة – كما وصف ذلك لاحقا تعليقا على الحادثة – ثم انتهى إلى قناعة شخصية: بأن الموت هو جزء من الحياة. قال عنه أنتوني ناتنج (وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية في وزارة أنتوني إيـدن) ضمن برنامج لهيئة الإذاعـة البريطانية في 14 ديسمبر « :1978عندما يكون قرب الحدث يهتم الكل بما يعرفه، وعندما يبتعد عن الحدث يتحول اهتمام الكل إلى ما يفكر فيه». يقول ابن خلدون في «مقدمته»: «إعلم أن السيف والقلم كلاهما آلة لصاحب الدولة يستعين بهما على أمره، والقلم منفذ للحكم السلطاني»، ويمضي ابـن خلدون قائلا، إنه في مرحلة من مراحل الدولة: «يكون أرباب الأقلام أوسع جاهاً من أرباب السيوف وأعلى رتبة وأقـرب من السلطان مجلساً وأكثر إليه تردداً وثـروة، وأعظم نعمة «.
في برنامج قدمه هيكل شخصيا على فضائية «الجزيرة» (26 أغسطس 2004)، وكان حول القضية الفلسطينية، رأى هيكل أن إقامة إسرائيل مرتبط بالعدوان ليس على فلسطين والفلسطينيين فحسب، وإنما على المجموع العربي برمته. أما الهدف الثاني من إنشائها، فتمثل في: فصل جزئي الوطني العربي في آسيا وأفريقيا بقوة معادية للعرب وصديقة للاستعمار. اعتبر أن فلسطين هي قضية القرن الواحد والعشرين. أما عن الاستيطان الإسرائيلي فقد وصفه بأنه صلب مشروع الدولة الإسرائيلية، وعنوان وجودها، ولا يتوقع توقفه مطلقا. بالنسبة لمستقبل المشروع الإسرائيلي يرى: بأنه سيتخطى حدود غزة ونهر الأردن. أما حول السلام فيقول هيكل: إنه أبلغ الرئيس الراحل عرفات مرارا، أثناء تردده على القاهرة، وكان الاخير يحرص على زيارته في بيته، أبلغه بألا ينتظر أن تعطيه إسرائيل شيئا غير الذي أعطته. حول ما يتوجب فعله في المرحلة المقبلة، يرى هيكل وجوب الربط بين فلسطين والأمن القومي العربي برمته، باعتبارها أهم مرتكزات هذا الامن، وكلا منهما مرتبط بالآخر في علاقة غير قابلة للانفصال.
وبعد، إذا كان هيكل قد استأذن في الانصراف عن الكتابة، ولم يستطعه قبل الذهاب إلى العالم الآخر (ولا أقول الموت)، لكنه عوض عن الاستئذان بحديثه إلى نجله: إنه القدر فلا تعانده. هيكل كنت عظيما في حياتك وبما كتبت وتركت فينا، تماما مثل مواقفك، أخذك الموت، لكنك ستبقى حيا بيننا مثل كل العظماء. لتهنأ روحك بسلام.
٭ كاتب فلسطيني
د. فايز رشيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذه حقيقة محمد حسنين هيكل   هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Emptyالأحد 28 فبراير 2016 - 10:32

نقابة الصحافيين واتحاد الكتاب الفلسطينيين يقيمان بيوت عزاء للراحل هيكل في الضفة وغزة
أشرف الهور
February 21, 2016
هذه حقيقة محمد حسنين هيكل 21qpt950.5
غزة – «القدس العربي»: على مدار يومين متتاليين أمّ العديد من الصحافيين والكتاب والساسة الفلسطينيين بيوت عزاء للإعلامي العربي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي رحل قبل أيام.
ففي مدينة غزة أقامت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، واتحاد الكتاب، وتلفزيون فلسطين، يوم أمس، بيت عزاء للراحل هيكل، أمه العديد من رجال السياسة والإعلام والكتاب. وأقيم بيت العزاء في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني، التي تصدرتها صورة كبيرة للإعلامي العربي الراحل.
واستذكر الحضور مناقب هيكل في دعم القضية الفلسطينية، وجرى تبادل الحديث عن دوره القومي والعربي الكبير.
وكان بيت عزاء آخر لهيكل أقيم في مدينة رام الله أقيم يوم السبت الماضي، حضره جمع من الساسة والصحافيين والكتاب. وحضر إلى بيت العزاء أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وأعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعدد من الوزراء.
وقال ناصر أبو بكر نقيب الصحافيين الفلسطينيين، إن هيكل هو عميد الصحافة العربية. واستذكر مواقفه في خدمة القضايا العربية وكذلك القضية الفلسطينية. وأشار إلى أنه جرى فتح بيت العزاء من أجل تكريم وتأبين الإعلامي العربي الكبير هيكل.
يشار إلى أن الرئيس محمود عباس كان قد بعث ببرقية تعزية في وقت سابق لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، «برحيل رجل الفكر السياسي والدبلوماسي والإعلامي المتميز محمد حسنين هيكل». وقال الرئيس في برقية التعزية «نتقدم إلى فخامتكم ومن خلالكم لشعبكم ولبلدكم الشقيق بتعازينا القلبية برحيل هيكل إلى رحمة الله تعالى، بعد مسيرة حافلة بالعطاء على مدار أكثر من نصف قرن من العمل الصحافي والإعلامي والنضال السياسي الوطني والقومي الموصول، من أجل رفعة وطنه وعزة شعبه، ودفاعا عن قضايا أمتنا العادلة بفكره وقلمه وبمواقفه المبدئية». وأشار إلى أن الراحل شكل علامة بارزة في حاضر الصحافة العربية ورمزا من رموزها الأصلية.
وتوفي الكاتب الكبير في 17 فبراير/ شباط الحالي، عن عمر يناهز 93 عاما، بعد صراع مع المرض.واشتهر هيكل محلياً وعربياً ودولياً خلال رئاسته لتحرير صحيفة «الأهرام»، وعينه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وزيراً للإرشاد القومي عام 1970.
وقضى الرجل أكثر من 70 عاماً في الصحافة، وخلال رحلة طويلة بين الصحافة والسياسة كان صديقاً مقرباً لملوك ورؤساء أبرزهم في حياته المهنية عبد الناصر. وللراحل عدة مؤلفات أبرزها «عودة آية الله»، و»خريف الغضب» الذي نشر في 31 لغة، كما نشرت له مجموعة «حرب الثلاثين سنة»، من أربعة أجزاء عن الصراع العربي الإسرائيلي، والمفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل».
أشرف الهور


جنازة شعبية لمحمد حسنين هيكل في القاهرة
وجود أمني وغياب رسمي ملحوظ... و«حزب الله» بين الناعين
February 17, 2016
هذه حقيقة محمد حسنين هيكل 17a498
عواصم ـ «القدس العربي» ـ وكالات: شيّع مصريون، أمس الأربعاء، جثمان الكاتب الصحافي، محمد حسنين هيكل، من مسجد الحسين في وسط القاهرة، إلى مثواه الأخير في مقابر العائلة شرقي العاصمة المصرية، وفق مراسل الأناضول.
ووسط غياب رسمي ملحوظ، شارك في تشييع الجنازة، التي شهدت وجودا أمنيا، نحو 100 شخص، من أبرزهم نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة، ومصطفى الفقي، مدير مكتب الرئيس الأسبق حسني مبارك، وجلال السعيد محافظ القاهرة، ونقيب الصحافيين، يحيي قلاش ووزير الثقافة، حلمي نمنم.
وبحسب بيانات منفصلة، نعت كل من الرئاسة المصرية والجامعة العربية، والبرلمان العربي، والرئاسة الفلسطينية، و«حزب الله» اللبناني، أمس الأربعاء، هيكل الذي توفي، في وقت سابق أمس عن عمر ناهز 93 عاما، بعد صراع مع المرض، حسبما أفاد التلفزيون الحكومي.
وقالت الرئاسة المصرية إن «مصر فقدت اليوم عَلَماً صحافياً قديراً، أثرى الصحافة المصرية، والعربية، بكتاباته، وتحليلاته السياسية، التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر، والأمة العربية، فكان شاهداً على أحداثٍ ومحطاتٍ تاريخية هامة، في التاريخ المعاصر».
كما قال نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، إن هيكل «له دور بارز من خلال مسؤولياته الحكومية في الدولة المصرية، أو على الصعيد الفكري، وإسهاماته الكبرى في الحياة العربية المعاصرة، التي امتدت لما يقارب ثمانية عقود، وما قام به من جهود متصلة على الصعيدين الإقليمي والدولي للانتصار لقضايا الأمة العربية».
ولفت أحمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، أن هيكل «أثرى الإعلام في مصر، والعالم العربي، على مدى أكثر من نصف قرن، وعرف بتحليلاته السياسية القيمة لمختلف الأحداث والقضايا الهامة».
واعتبر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، هيكل، بأنه « مسيرة حافلة بالعطاء، على مدار أكثر من نصف قرن، من العمل الصحافي والإعلامي، والنضال السياسي الوطني والقومي الموصول، من أجل رفعة وطنه وعزة شعبه، ودفاعا عن قضايا أمتنا العادلة بفكره وقلمه وبمواقفه المبدئية».
كما نعى بيان صادر عن «حزب الله» اللبناني هيكل، مشيرا أن الراحل كان «مدرسةً في السياسة الوطنية، والالتزام المهني الرفيع، والإيمان القومي الصادق بقضايا الأمة».
وقال «حزب الله» إن «العلاقة العميقة، التي كانت تربطه (أي هيكل) بالمقاومة وقيادتها، على خط الوحدة، والجهاد والانتصار، سوف تبقى في وجداننا وعقولنا، كما أن أفكاره وكتاباته، ومواقفه وتاريخه السياسي والمهني الرفيع، تبقى نبراساً مضيئاً في الحاضر والمستقبل بقدر ما ستبقى محفورة في التاريخ العربي المعاصر»


السناوي: هيكل رفض أن تقام له جنازة عسكرية وحقيقة أدواره أنه كان مستشار عبدالناصر للأمن القومي
February 22, 2016
هذه حقيقة محمد حسنين هيكل 22e15

القاهرة ـ القدس العربي: قال الكاتب الصحافي عبد الله السناوي في حوار له مع الإعلامية لميس الحديدي الأحد الماضي على فضائية «سي بي سي»، عن الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل الذي ربطتة علاقة صداقة قوية بالسناوي لمدة 16 سنة، أنه طالما سمع من هيكل حديثا عن الرحيل، وكان هيكل يقول له أنا بحسب السنين، ولكن مضت سنوات عديدة على هذا الكلام وكان هيكل على قيد الحياة، وأكد أنه يعتقد أن أفضل السنوات التي عاشها هيكل هي الـ10 أو الـ15 سنة الأخيرة في حياته.
وتابع السناوي أن هيكل التقى في سنواته الأخيرة بكافة أطياف الشباب وكان يستمع لهم، وأي شاب كان يبدو مؤثرا في الأحداث كان يحب أن يلتقي به، وكان متجدد المعرفة.
وأكد أن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، لعب دورًا هامًا في ثورة 23 يوليو مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، موضحًا أن دفاع «هيكل» عن عبد الناصر كان دفاع بالتبعية عن الثورة التي كان جزءا منها.
وأضاف السناوي أن هيكل كان يعتبر من يتحدث عن اختراعه زعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بأنها إهانة شخصية له.
وأشار إلى أن رد هيكل على زعامة عبد الناصر، بأن الرئيس الراحل كان ظاهرة شعبية صنع الحلم للشعب، فنصبوه زعيمًا لدوره ومواقفه ولا فضل لأحد فيها، لافتًا إلى محاولة الكاتب الكبير إنكار الذات الدائم لدوره في فترة حكم عبد الناصر.
وأكد أن هيكل كان له دور مؤثر وشريك في الحياة السياسية، رغم ترديده الدائم بأنه رجل يعرف حدوده ولديه العقلانية الصارمة، متابعًا: هيكل لديه المزيج بين العقلانية الصارمة والرومانسية.
وحول سبب استمرار العلاقة الطيبة بين عبد الناصر وهيكل حتى نهاية حكمه، رغم اختلاف الرئيس الراحل مع جميع شركائه في الثورة، قال السناوي، إن هيكل وضع حوله هالة معتمة تمتص الأخبار لتنقل الصورة الحقيقية للرئيس، دون أن يصدر عنها أي معلومة عما يدور داخل مؤسسة الرئاسة.
وتابع: الأستاذ حافظ على علاقته مع عبد الناصر بعدما قرر ألا ينقل عنه شيء لا يريده.
وأكد السناوي، أن الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل أوصى منذ التسعينيات، بأنه لا يريد مبالغة في عزائه، وأن كل ما طلبه هو عزاء عائلي بسيط، وقال: حطوا كاسيت على قبري بصوت محمد رفعت.
وأضاف أن هيكل لم يحب فكرة إقامة جنازة عسكرية له.
وأوضح أن من أهم أفضال الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، أنه وفر مناخا مناسبا لنجيب محفوظ، بأن يكتب رواية كل سنة، وكان هذا تكليفا لمحفوظ، فقدم بذلك مجموعة من أفضل رواياته، كان منها أولاد حارتنا التي نشرها هيكل في الأهرام.
وأضاف السناوي أن الأستاذ الراحل، كان يحتضن المواهب ويشجعها باحترام شديد.
وقال، إن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، يعد الصحافي الأول عالميًا في القرن العشرين، ومفكر حقيقي ورجل سياسة من الطراز الرفيع.
وأضاف «السناوي»، أن التوصيف الصحيح لهيكل السياسي، بأنه كان مستشار الأمن القومي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وذلك لدوره في التحليل السياسي وقراءة الأوضاع العالمية المحيطة بمصر وقتها.
وأكد أن هيكل كان يمتلك ذاكرة حديدية، لكنه لم يعتمد عليها فقط واعتمد على التدوين الدائم، ووضع ملاحظاته في أرشيف منظم حتى يعود لها وقت الحاجة، لافتًا إلى أن التدوين والتوثيق وقراءة الصور كانوا من أهم أدوات «الأستاذ» في العمل الصحافي ونقل التاريخ وأحداثه.
وأشار السناوي إلى الموهبة الشعرية والأدبية لـ «هيكل»، والذي اعتبر أنه وظف هذه الموهبة في العمل الصحافي، ليكون أحد عمالقة الصحافيين حول العالم، مؤكدًا أن الصحافيين الأجانب كانوا يعلمون قدر «هيكل» جيدًا وكانوا يعرفونه حين يسافر لأي دولة في العالم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذه حقيقة محمد حسنين هيكل   هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Emptyالأحد 28 فبراير 2016 - 10:32

كلمات محمد حسنين هيكل الأخيرة: الرحلة انتهت لا تعاندوا القدر
February 17, 2016
هذه حقيقة محمد حسنين هيكل 17qpt966
القاهرة ـ «القدس العربي» ووكالات: رحل الكاتب الصحافي المصري محمد حسنين هيكل «الأستاذ»، عن عمر ناهز 93 عاما بعد صراع مع المرض، فكانت قد ساءت الحالة الصحية لهيكل منذ ثلاثة أسابيع، حين بدأ بالخضوع لعلاج مكثف في محاولة لإنقاذ حياته، بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بمياه على الرئة رافقها فشل كلوي استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً، كما امتنع عن تناول الأدوية والطعام في آخر أيامه إلى أن انتهى به القدر أمس.
وأعلن الكاتب الصحافي جمال فهمي، أحد أصدقاء الكاتب الراحل هيكل، إن أخر كلمات الأستاذ لأبنائه هي: «الرحلة انتهت لا تعاندوا القدر».
علم صحافي قدير
ونعى الرئيس عبد الفتاح السيسي ببالغ الحزن والأسى، الراحل محمد حسنين هيكل، وتقدم الرئيس بخالص التعازي والمواساة لأسرته وذويه وكافة تلاميذه ومحبيه من أبناء الوطن وخارجه.
وأكد الرئيس، «أن مصر فقدت عَلَماً صحافياً قديراً، أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية، فكان شاهداً على أحداث ومحطات تاريخية هامة في التاريخ المعاصر، فضلاً عن إسهاماته العديدة من خلال الكثير من المؤلفات التي تناولت العديد من الأزمات والأحداث التي مرت بها مصر ومنطقة الشرق الأوسط».
ووجه البعض التعازي الحارة للكاتب الراحل، فنعى يحيى قلاش، نقيب الصحافيين، الكاتب الراحل هيكل، واصفًا رحيله بالخسارة التي لا تقدر، مشددًا على أنه قيمة غير مسبوقة في المهنة وتاريخها وفي تاريخ البلد.
وأضاف في تصريح له: «أن هيكل ليس مجرد صحافي وليس مجرد جرنالجي كبير وصل بقلمه إلى العالمية، وإنما كان مفكرًا وسياسيًا وقيمة وطنية كبيرة».
وأشار قلاش، إلى أن تأثير هيكل على أكثر من جيل وحضوره الطاغي في كل الأحداث سيجعله دائمًا يحتل مكانة من الصعب، أن يصل لها أحد، موضحا أن الراحل كان أحد أعمدة المهنة وأحد دعائمها وأحد النماذج التى مازالت تحتذى بها فى فترة المهنة فيه مضطربة.
وذكر نقيب الصحافيين، أن هيكل كان هو الأمان للجماعة الصحافية ومركز ثقل وتوازن ومرجعية وأن رحيله خسارة كبيرة.
ونعى الكاتب الصحافي خالد صلاح، رئيس تحرير مؤسسة «اليوم السابع»، الأستاذ هيكل، وقال خالد صلاح في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على «تويتر»: «رحم الله الأستاذ هيكل، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه».
كما نعى محمود الشريف، وكيل مجلس النواب، هيكل، قائلا،» إن مصر فقدت كاتبًا عظيمًا كان له دور مهم فى مراحل تاريخية متعددة»، مشيرًا إلى أنه التقى شخصيًا مع «هيكل» عدة مرات خلال بعض اللقاءات وتبادلا أطراف الحديث حيث كان البعد الوطني فيها هو المحور الأساسي.
أدى دوره الوطني
وأضاف أتذكر مقالات هيكل التي يكتبها لتحمل رسائل متعددة عظيمة المعاني، غزيرة المضمون، قائلاً: «لقد أدى دوره الوطني على أكمل وجه».
وأعرب الشريف عن خالص تعازيه لأسرة الكاتب الصحافي والجماعة الصحافية في فقيدها، داعيًا أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته.
ونعت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الأستاذ الدكتور شريف شاهين، الكاتب الصحافي الأهم في تاريخ الوطن العربي محمد حسنين هيكل، وقدمت التعازي لذوي الفقيد، مؤكدة أنها تعزي الأمة العربية في مصابها الأليم وهى تواري الثرى واحدًا من أهرامات الثقافة والفكر العربي، وتعلن الهيئة استعدادها التام لاستقبال مكتبة الفقيد والوثائق التي كانت بحوزته وذلك لفهرستها وحفظها بما يليق بمكانة الكاتب الكبير.
فيما نعاه الفنان نبيل الحلفاوي وكتب تغريدة له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قائلا: «هيكل هو من أنشأ المراكز المتخصصة في الأهرام، رحمه الله كان يكتب السياسة بأسلوب أدبي رفيع، عزاؤنا لأسرته وتلاميذه وللصحافة العربية».
وأشاد الأزهر بدوره «في إثراء الحياة السياسية والصحافية بكتاباته الراقية التي ساهمت في تشكيل وعي كثير من المصريين ونهضت بالصحافة المصرية».
وأشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «بالدور البارز الذي قام به الفقيد الراحل سواء من خلال مسؤولياته الحكومية في الدولة المصرية أو على الصعيد الفكري وإسهاماته الكبرى في الحياة العربية المعاصرة».
ووصفه عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية في تصريح لقناة (سي.بي.سي اكسترا) التلفزيونية المصرية بأنه «قامة من القامات الرفيعة في مصر».
مسيرة طويلة
وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عين هيكل وزيرا للإرشاد القومي عام 1970 بجانب رئاسته لتحرير الأهرام.
وخلال رحلة طويلة بين الصحافة والسياسة كان صديقا مقربا لملوك ورؤساء أبرزهم في حياته المهنية عبد الناصر وبينهم الملك عبد الله أول من حكم الأردن وأحمد بن بلة أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عام 1962 ومحمد رضا بهلوي آخر حكام إيران وآية الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية التي أنهت حكم الشاه عام 1979. كما كان صديقا للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران.
وعبر تلك الرحلة تولى هيكل مهام ومناصب صحافية وسياسية. وخلال عمله وزيرا للإرشاد القومي أسند إليه عبد الناصر الإشراف على وزارة الخارجية لفترة وجيزة في وقت كانت فيه مصر تخوض حرب استنزاف ضد إسرائيل وتستعد لحرب تسترد بها سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
عمل هيكل مراسلا في دول منها إيران التي كانت موضوعا لكتابه الأول (إيران فوق بركان) عام 1951 ثم كتب بالإنكليزية عن إيران كتاب (عودة آية الله) عام 1982 والذي ترجم إلى العربية بعنوان (مدافع آية الله).
وكانت المحطة الأبرز في مسيرة هيكل الصحافية حين انتقل عام 1957 من رئاسة تحرير مجلة (آخر ساعة) الأسبوعية التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم إلى رئاسة تحرير صحيفة (الأهرام).
ومنذ العاشر من أغسطس/ آب 1957 ظل يكتب مقاله الشهير (بصراحة) في العدد الأسبوعي من الأهرام كل يوم جمعة واستمر في كتابته حتى الأول من فبراير/ شباط 1974 حين ترك الأهرام بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات وتفرغ لكتابة الكتب والمقالات وصار من أشهر كتاب العالم.
حاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين منهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتغمري والزعيم الهندي جواهر لال نهرو وصدرت هذه المحاورات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ).
وكان هيكل مستشارا لعبد الناصر حتى رحيله يوم 28 سبتمبر/ أيلول 1970 وأصدر كتبا تدافع عن مشروعه للوحدة العربية ومنها (لمصر لا لعبد الناصر) ثم اختلف مع السادات بعد حرب أكتوبر تشرين الأول 1973.
وفي سبتمبر/أيلول 1981 أمر السادات باعتقال هيكل ضمن حملة شملت 1536 معارضا حزبيا وصحافيا ظلوا رهن الاعتقال إلى ما بعد اغتيال السادات بأيدي إسلاميين متشددين في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1981.
عشرات الكتب
وكتب هيكل شهادته على عصر السادات في كتابه (خريف الغضب) الذي أغضب محبي السادات لتعرضه فيه لبشرة والدته ست البرين السمراء.
وصدرت لهيكل عشرات الكتب التي تجمع بين التوثيق والتأريخ والشهادة ومنها (بين الصحافة والسياسية) و(حرب الخليج.. أوهام القوة والنصر) و(الخليج العربي.. مكشوف) و(الإمبراطورية الأمريكية) و(المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل) في ثلاثة مجلدات تشرح المسار التاريخي للمفاوضات.
وحمل المجلد الأول عنوانا فرعيا هو (الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية) والثاني (عواصف الحرب وعواصف السلام) والثالث (سلام الأوهام.. أوسلو – ما قبلها وما بعدها) حيث عارض اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل وكتب مقدمة كتاب (غزة – أريحا.. سلام أمريكي) للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد.
وسجل هيكل جوانب من تفاصيل وخلفيات الحروب العربية الإسرائيلية على ضوء الصراع الدولي في ثلاثة كتب تحت عنوان (حرب الثلاثين سنة) وحمل المجلد الأول عنوان (ملفات السويس) والثاني (1967.. سنوات الغليان) والثالث (أكتوبر 73.. السلاح والسياسة).
وحين بلغ عامه الثمانين في 2003 كتب سلسلة مقالات عنوانها (استئذان في الانصراف.. رجاء ودعاء وتقرير ختامي) ولكنه عاود الكتابة بين حين وآخر عن رحلة أو تجربة في صحف ومجلات منها (الكتب.. وجهات نظر) بالتوازي مع تركيز الاهتمام في برنامج (مع هيكل.. تجربة حياة) على مدى سنوات في قناة الجزيرة.
وقدم هيكل في البرنامج التلفزيوني شهادته على العصر من خلال سيرته المهنية حيث أعطى لكل مجموعة من الحلقات اسما دالا على الظرف التاريخي لها ومنها (زمان الحرب) و(أيام يوليو) عن ثورة 23 يوليو 1952 التي أنهت الحكم الملكي في مصر و(طلاسم 67) عن حرب يونيو/ حزيران 1967.
وأعلنت قناة الجزيرة عن بث حلقات عن حرب أكتوبر 1973 وأذيعت مقاطع من الحلقة الأولى التي كان مقررا أن تذاع يوم الجمعة 14 يناير/ كانون الثاني 2011 ولكن هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في ذلك اليوم أجل بث الحلقة ثم اندلعت الاحتجاجات الشعبية في مصر في 25 يناير 2011 فلم تذع الحلقات.
وسجل سلسلة حلقات لقناة (سي.بي.سي) التلفزيونية المصرية مع المذيعة لميس الحديدي بعنوان (مصر أين؟ ومصر إلى أين؟) اعتبارا من ديسمبر/ كانون الأول 2012 تناول فيها الأوضاع السياسية في مصر والمنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي.
وهيكل زوج لهدايت تيمور منذ عام 1955 ولهما ثلاثة أبناء هم علي وهو طبيب ورجلا الأعمال أحمد وحسن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذه حقيقة محمد حسنين هيكل   هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Emptyالأربعاء 2 مارس 2016 - 8:54



هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Editor1
أحمد علي

حتى لا نهدم «هيكل المصداقية»


تابعت بدهشة بالغة ـــ جعلتني أرفع «حاجبيّ»، وأحركهما إلى الأعلى ــ سلسلة المقـــالات «الهجـــائيــــة»، التي كتــبها أحمــــد منصــور ضــد الأســـــتاذ الإعــــــلامي الراحل الكبير محمد حسنين هيكل (1923 - 2016) عميد الصحافة العربية.

.. ولعل ما دفعني لتحريك «حاجبيّ»، مرات أخرى عديدة، أن «الكاتب الناقد» لم يطرح خلال مقالاته أي حيثيات واضحة، ولم يقدم أي أدلة دافعة، ولم يسرد أي براهين دامغة، ولم يرتكز على أي «هيكليات» ثابتة، تثبت صحة كلامه!

.. وما من شك في أن أسوأ أنواع الكتابة عندما يتجرأ القلم على رجل ميت، لم تمض أيام على انتقاله إلى العالم الآخر، ليصبح في ذمة خالقه عز وجل، الذي يحاسبه على أعماله، فيكون حسابه يسيراً، إن كان مؤمنا، ويكون الحساب عسيراً، إن كان عكس ذلك، مع الوضع في الاعتبار قبل هذا وذاك، حديث نبينا صل الله عليه وسلم «اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم».

.. ونحمد الله أن حساب الدنيا والآخرة بيد الله وحده، وليس بيد أحد من البشر، الذين تعودوا أن تكون أحكامهم على بعضهم البعض أقسى من قسوة الحجر!

.. ولأن رئيس تحرير «الأهرام» الأسبق رحل عن عالمنا، ينبغي أن نحترم موته، مهما اختلفنا معه في مواقفه السياسية، وآرائه المتباينة، ونترك محاسبته وفقاً لقواعد الحساب الإلهي الدقيق في العالم الآخر، الذي تتم فيه الموازنة بين حسناته وسيئاته.

.. ولا جدال في أن الإعلامي المتشبع حقاً بمبادئ ديننا الإسلامي الســمحة، و«قــائد الرأي» المؤمن قــولاً وفعلاً بقيــم الصحافة وأخلاقياتها المتسامحة، تظهر قيمته عندما يكتب عن الموتى، حيث ينبغي أن يحافظ على موضوعيته، ولا ينزلق بقلمه إلى داخل قبر الميت، ليحاسب «هيكله» العظمي على المواقف التي اتخذها في حياته، مهما كانت حدة الخلاف معه، وإن سار عكس ذلك يظهر «صاحب القلم» كم هو مأزوم، مهزوم، مهزوز، مثل هزات «الحواجب» عندما تتحرك إلى الأعلى والأسفل، وتتراقص فتشغل المشاهد عن متابعة المشهد!

.. وبطبيـــعة الحال، فـــإن الإعــلامي المحــتــرف، لا يلجــأ إلى الأسلوب المنحرف في الكتابة عن الميت، ولا ينفخ النار في جثته، مثلما يفعل «إبليس» عندما يشعل الحرائق بين بني البشر!

.. ورغم أنني لست «هيكلياً»، ولا تعجبني مواقف «هيكل» السياسية، التي يرى كثيرون أنها كانت تتسم بالفوقية وتتميز بالاستعلائية، بل وتصل إلى «الاستعدائية» ضد دول الخليج.

.. ورغم أنه لم يستوعب ـ من وجهة نظري ــ متغيرات الحاضر في منطقتنا الخليجية، حيث اختار لنفسه أن يظل حبيساً في مرحلة الخمسينيات من القرن الماضي، ولم يغادرها، ليعاصر التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية التي تشهدها حواضر الخليج العربي.

.. ورغم أنه كان يجسد «صوت الماضي» الذي تعوّد على مهاجمة دول الخليج، والانتقاص من شأنها، والتقليل من شؤونها، ووصفها بأنها تتصرف بطريقة «متخلفة»، انطلاقاً من إيمانه بتقسيم العالــم العربــي إلــى دول «رجعـيــة» وأخــرى «تقــدمـيـة»، وهي الفكرة السائدة التي كانت تشكل استراتيجية التعامل مع الشعوب العربية وأنظمتها الحاكمة، خلال عصور عربية بائدة!

.. ورغم أنه واجه صعوبة بالغة خلال سنوات عمره التي امتدت إلى 9 عقود في استيعاب مستجدات المنطقة، وفهم واقعها، وتحليل وقائعها، وتطوراتها السياسية، ولهذا لم يعترف بالقفزة الحضارية الهائلة التي دفعت «خليجنا العربي» إلى مركز الصدارة، ليكون الأكـثــر تـأثيــرا فــي «الحــدث العـربــي»، والأكثــر حـضــوراً فـــي «المشهد العربي».

.. ورغم كل هذا وذاك وهذاك لا بد من الاعتراف ــ «بصراحة»ــ أن هيكل هو «الجورنالجي» الأشهر، والصحفي الأكبر في تاريخ الصحافة العربية، ويكفي نجاحه في إنشاء «مدرسة» صحفية عريقة في «الأهرام»، دون أن يكون «مدرساً»، ودون أن يعطي «دروساً» على طريقة المدرس الريفي «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، القادم من قرية «ميت بدر حلاوة»!

لقد كتب «منصور» عن «هيكل» أنه كان من الذين «يزينون الباطل، ويروجون الكذب، ويدعمون الاستبداد والطغيان والظلم خلال العقود السبعة الماضية»، وغيرها من الاتهامات والعبارات التي لا يتسع المجال لاستعراضها!

.. و«بصراحة» ــ بل بمنتهى الصراحة ــ كنت سأحترم ما جاء في مقالات «أحمد منصور» الحاصل على ليسانس «الآداب» من «جامعة المنصورة»، لو أنه كتبها عندما كان هكيل حيا، قبل أن يتوقف قلبه عن النبض ويغادر عالمنا، ليعكس من خلالها «آداب» الاختلاف في الرأي مع الكاتب الكبير، قبل أن يرحل عن دنيانا، ولا يكون فيها «شاهداً على العصر»!

.. وكنت سأحترم قلمه أكثر، لو أنه كشف كل تلك الأمور التي يرى أنها «حقائق» خلال نفس الفترة التي كان فيها الإعلامي الكبير، يقدم برنامجه «مع هيكل» على شاشة «الجزيرة»، حتى تعم الفائدة على الجميع، بحكم أنهما ( الناقد والمنقود ) يقدمان برنامجين في قناة واحدة!

.. وفي اعتقادي ــ ولعلي أكون مخطئا ــ أن ما كتبه «منصور» عن «هيكل» يهدم «هيكل المصداقية» التي تعلمناها في أرقى كليات الإعلام، قبل أن يتخرج «الكاتب الناقد» ويحصل على شهادته الجامعية عام 1984، ولعل أبسط ما تعلمناه أن الكاتب عندما يقدم معلومة إلى القارئ، ولا يقدم دليلاً واحداً على صحتها، فإنه يساهم في تضليل الرأي العام، بدلاً من تنويره!

.. ويخطئ الكاتب ــ أي كاتب ــ سواء كان اسمه «أحمد منصور»، أو «أحمد علي»، عندما يتصرف وكأنه أحد «المبشرين بالجنة»، فيحاول إظهار نفسه أنه يمتلك الحقيقة دون غيره!

.. ولا بد من القول إن هيكل في مماته، مثلما كان في حياته، لا يحتاج إلى أي قلم يترافع دفاعاً عنه، لأنه أكبر من أي إعلامي متكبر أو متجبر، أو متهور!

.. وما دام «منصور» يرى في «الجورنالجي» الراحل كل «الحقائق» التي لخصها في عنوان «هذه حقيقة محمد حسنين هيكل»، لماذا كان يسعى حثيثا لاستضافته في أحد برامجه الحوارية، إذا كان يعتبره «جوبلز» الإعلام العربي؟

.. ولماذا كان يريد أن يعطيه مساحة واسعة في برنامجه، ليساهم في «تضليل» الرأي العام بأطروحاته أو «تخاريفه» التي لا تنسجم مع الواقع؟

لقد كتب «منصور» عن «نرجسية هيكل»، ويطيب لي أن أشكره على «شجاعته» في كشف هذه «الحقيقة»، فور الانتهاء من مراسم دفن الإعلامي الراحل، مما يعكس «فوريته» في التعامل مع الحدث!

.. ويبقـــى أن يــدحــض ما يروجه كثيرون، وأنا لـســـت أحدهم، وأتبرأ منهم، لأنهم «يزعمون» وجود نوع من «النرجســـية» الظاهرة «بلا حدود»، في شخصية مقدم برنامج «بلا حدود»، فيرون أنه معجب بنفسه «بلا حدود»، وأن نرجسيته تجاوزت كل الحدود!

.. وأنه من شدة إفراطه في الإعجاب بذاته، صار يمدح شخصه أضعـــاف مديـــح «المتنبي» لشــخصــيـة «المتنبي»، لدرجة أنه عندما يتحدث عن توقيفه في ألمانيا، والذي طالب خلاله المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» بالاعتذار، يظهر نفسه أمام الرأي العام في صورة «البطل»، الذي يلغي بطولات المناضل الراحل «نيلسون مانديلا»، والذي أمضى 27 عاما في سجون جنوب إفريقيا «العنصرية»، وأفنى حياته دفاعا عن قضيته العادلة.

.. أخيراً لا أملك سوى الترحم على الزعيم الإفريقي الراحل «مانديلا»، والرحمة موصولة إلى «هيكل»، والشفاء العاجل لكل الذين يعانون من أعراض النرجسية!

أحمد علي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذه حقيقة محمد حسنين هيكل   هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Emptyالأربعاء 2 مارس 2016 - 8:54

كان الأولى بك أن تغضب لـقطر وليس لهيكل
 


هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Ahmadm1
أحمد منصور
قرأت المقال المليء بالمتناقضات الذي كتبه الزميل أحمد علي عني في صحيفة الوطن أمس، ومن حقه ومن حق كل صاحب رأي أن يختلف معي في الرأي وأن ينتقد ما أكتب فمهنة الكتابة والصحافة هي الرأي والرأي الآخر وفكرتي في الكتابة تقوم على أن رأيي صواب يحتمل الخطأ، لكنها أيضا مهنة الصدق والاحترام وليس الهمز واللمز الذي يلجأ له أحمد علي عادة في كتاباته لكني لن أنزل إلى مستوى اللمز والهمز وسأكتفي بالمهنية التي تعلمتها والتي لن أحيد عنها مع أحد.

بداية: من الواضح أنك لم تقرأ سلسلة مقالاتي التي كتبتها في الوطن واكتفيت بالعناوين حيث استندت في مقالاتي إلى مصادر كان من الأولى أن تكون قد اطلعت عليها مثل ما كتبه الدكتور فؤاد زكريا واللواء جمال حماد وسيار الجمل الذي فككه في كتابه المميز «تفكيك هيكل» وأنصحك إن كنت من محبي الروايات وأردت التعرف على حقيقة هيكل روائيا أن تقرأ رواية «الرجل الذي فقد ظله» تلك الرواية التي روى فيها فتحي غانم في أربعة أجزاء قصة هيكل الانتهازي النصاب من خلال شخصية يوسف عبد الحميد السويفي وإذا كنت لا تهوى قراءة الكتب أو الروايات كما يبدو من كتاباتك فعليك أن تشاهد فيلم «الرجل الذي فقد ظله» بطولة كمال الشناوي وصلاح ذو الفقار وماجدة ربما يعطيك الفرصة لتعرف هيكل الحقيقي وليس صنم «هيكل المصداقية» الذي كتبت عنه ولا تعرفه.

ثانيا: لم أكن أعرف من قبل أنك أصبحت مفتى الديار القطرية تفتي الناس بالحديث عن الأحياء والموتى ومن هذا الذي قال إن الأموات لا ينتقدون؟!! ولو صحت فتواك لطوينا صفحات التاريخ ولم نتحدث عن سيرة أي فاسق أو ظالم أو فاسد أو مستبد أو مدلس أو كاذب ولأصبحوا جميعا من عباد الله الصالحين ولكان مسيلمة الكذاب صادقا لأننا يجب أن نذكر محاسنه ولا نروي أكاذيبه وافتراءاته، وإذا كانت فتواك صحيحة لما روى القرآن لنا سير الأولين من الظالمين لاسيما فرعون وهامان وقارون أو الفاسقين أو الملحدين. ولعلك لم تكن تعلم أن أستاذك «هيكل المصداقية» كان ملحدا وأنه كان قد أوصى بحرق جسده بعد موته لولا أن أثناه عن ذلك بعض المقربين منه الذين أعرفهم وتحدثوا لي بالأمر وإلحاده أمر شائع لم يكن يخفيه وكان يعرفه كثيرون. أرجو أن تدع الفتاوى لأهلها وأن تبقى فيما تتقنه من النقد والكتابة لاسيما ثقافة اللمز والهمز.

ثالثا: حتى أؤكد لك أنك لست قارئا لقد كتبت ونشرت عن هيكل في حياته عشرات المقالات بعد الانقلاب العسكري في مصر ودوره فيه وتاريخه وأنا الذي أطلقت عليه لقب «المرشد الأعلى للانقلاب» ومقالاتي منشورة إن كنت تقرأ يمكنك الرجوع إليها لكني كما قلت لك: يبدو أنك لا تقرأ.

رابعا وأخيرا: ما صدمني في مقالك ليس كل ما سبق فهو هين ويسير ولكن الذي صدمني بحق هو أني توقعت منك وأنت الكاتب القطري المميز أن تنحاز لبلدك قطر التي تطاول عليها هيكل مؤخرا عدة مرات ونال من الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة- حفظه الله وأعزه ورعاه- وتقوَّل عليه بالأكاذيب وافترى عليه بالبهتان والقصص المفبركة بعدما أكرمه الأمير الوالد وقربه، وبدلا من أن يشكر هيكل الأمير الكريم المعطاء فعل ما كان يفعله دائما مع كل من أحسنوا إليه عض اليد التي أكرمته، وتطاول على البلد التي فتحت له أبوابها ثم وجد في النهاية كاتبا قطريا مرموقا مثلك تعلم في الأكاديميات العليا وليس مثلي في جامعة المنصورة يدافع عنه.

إن مسيرة هذا الانتهازي الأفاك بدأت بعض يد أستاذه محمد التابعي الذي انتشله من المستنقع وأدخله إلى عالم الصحافة وانتهت بعض يد الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة الذي أكرمه وكان يستحق منه الشكر لا البطر.

لقد كان الأولى بك يا أحمد علي أن تهدم صنم «هيكل المصداقية» بقلمك وأن تنتفض دفاعا عن بلدك التي نال هيكل منها ومن أميرها الوالد- حفظه الله- الذي يحظى بالحب والاحترام والتقدير ليس في قطر وحدها وإنما في كل بلد في أنحاء العالم أقام فيه مشروعا أو بنى فيه مسجدا أو مركزا إسلاميا أو عمر ما هدمه الصهاينة في غزة أو أقام مشروعات غيرت العالم مثل شبكة الجزيرة التي نشرت الوعي والمعرفة وجعلت للعرب صوتا في أنحاء العالم، وأنا هنا أقول ما يقوله الناس عنه- أحسبه كذلك والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا- وهذا أمر لا ينكره إلا جاحد مثل هيكل الذي افترى عليه بالأكاذيب فكان الأولى بك أن تفضح هيكل وتفند أكاذيبه لا أن تبني له صنم «المصداقية».

في الختام أقول لك ليس من العيب أن نخطئ ولكن العيب أن نتمادى في الخطأ ونصر عليه، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

بقلم أحمد منصور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذه حقيقة محمد حسنين هيكل   هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Emptyالأربعاء 2 مارس 2016 - 8:56

السيسي.. منتج طبيعي لحطام المؤسسة العسكرية
 

أصبح عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب في مصر أضحوكة الدنيا ومسخرة الناس لاسيما بعد خطابه الأخير الذي جعل كثيرا من المراقبين يتساءلون إن كان الرجل طبيعيا أم دخل مرحلة الهلوسة والجنون؟ لكن الذين تابعوا مسيرة عبد الفتاح السيسي المتأخرة لاسيما بعد إعلانه عن برنامجه الانتخابي للرئاسة الذي كان يعالج مشكلة الكهرباء باللمبات الموفرة ومشكلة البطالة بعربات بيع الخضار للجامعيين والمشاكل الصحية للمصريين عن طريق علاج الأيدز بالكفتة أو مسلسل الأكاذيب والخرافات بدءا من أكبر عاصمة في العالم إلى مشروع المليون وحدة سكنية إلى العشرة ملايين فدان إلى قناة السويس الجديدة إلى غير ذلك من الأكاذيب التي لم تتوقف.

الذين تابعوا هذه الهرطقات ما كان لهم أن يتعجبوا من أطروحات السيسي التي لا تتجاوز مستوى الثقافة التي تحصل عليها والتي هي للأسف ثقافة معظم قيادات المؤسسة العسكرية المصرية التي بدأت عملية تدميرها بشكل منظم بعد انقلاب جمال عبد الناصر على النظام الملكي عام 1952 حيث كان أول قراراته هو تسريح كل الضباط الأعلى رتبة من رتبة عبد الناصر ومعظم الضباط الذين قاموا بالانقلاب وكانوا برتبة رائد أو مقدم باستثناء اللواء محمد نجيب، وبذلك تم تدمير الجيش المصري عبر تسريح كل قياداته ذات الخبرة، بعد ذلك قام عبد الناصر بتسريح كل زملائه من الضباط الأحرار الذين طالبوه بالعودة للثكنات وإعادة النظام الديمقراطي للبلاد في العام 1954 فجامل البعض منهم بتعيينهم سفراء، وجامل الآخرين أن تركهم يحصلون على الوكالات التجارية أو التقاعد، ثم ترك الجيش لصديقه عبد الحكيم عامر الذي رقاه إلى رتبة مشير، رغم أن الزمن توقف به عند رتبة رائد والذي حول الجيش المصري إلى تكية تدار مثل العزب والممتلكات الخاصة من حيث الترقيات والبدلات والتدريب وغيرها، فتم تهميش خيرة قيادات الجيش أو تحويلهم للتقاعد وتحول الجيش إلى مستنقع للمحاسيب والمعارف.

وحينما تمت الوحدة بين مصر وسوريا بين عامي 1958 و1961 كانت فضائح الضباط المصريين الذين أوفدوا إلى سوريا لا نهاية لها وقد روى كثير من الضباط السوريين كثيرا عن هذه المخازي في الكتب والمذكرات التي تناولت تلك الفترة، كما روى لي عبد الكريم النحلاوي الذي قاد الانقلاب على الوحدة في شهادته على العصر قصصا مخزية، عما قام به الضباط المصريون في سوريا حيث انتشرت بينهم المخدرات والسهر في المطاعم والكباريهات وغيرها من الأمور المخزية الأخرى.

ومن أكبر الجرائم التي ارتكبها عبد الناصر، والمشير عامر في سوريا، هو أنهما دمرا الجيش السوري خلال سنوات الوحدة، وقاما بتسريح خيرة ضباطه وفتحا المجال للضباط العلويين مثل حافظ الأسد ورفاقه حتى سيطروا على الجيش السوري بعد ذلك، وقادوا سوريا إلى ما وصلت إليه.

ماذا فعل السادات وعبدالحكيم عامر في سوريا؟


جاءت الوحدة بين مصر وسوريا في عام 1958 لجمال عبدالناصر على طبق من ذهب لكنه بدلا من أن يستثمرها في بناء قوة عسكرية واقتصادية وسياسية عربية تطوق إسرائيل ويستفيد من العمق الاستراتيجي لمصر استخدمها للتخلص من غريمه عبدالحكيم عامر قائد الجيش المصري حيث أرسله حاكما لسوريا في محاولة منه لاستعادة السيطرة على الجيش وهو يعلم تماما أن عبدالحكيم لا يصلح أكثر من ناظر عزبة أو عمدة قرية، فأشاع عامر الفساد في سوريا ودمر جيشها كما دمر الجيش المصري وقام بتسريح خيرة الضباط من الجيش وقد روى الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ في شهادته معي على العصر وكذلك عبدالكريم النحلاوي الذي قاد الانقلاب على الوحدة وغيرهما روايات يندى لها الجبين عن الانفلات والفساد الأخلاقي الذي مارسه عامر وجنوده في سوريا بدلا من الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية التي كان يمكن أن تغير وجه المنطقة غير أني هنا سأنقل رواية عن الأفعال المحزنة والمخجلة التي كان يقوم بها كل من عبدالحكيم عامر ومعه أنور السادات الذي كان رئيسا لمجلس الشعب المصري آنذاك والرواية هنا لضابط المخابرات السوري سامي جمعة في كتابه «أوراق من دفتر الوطن» صفحة 314 حيث يقول «بعد مضي أشهر قليلة تقاطر على سوريا المئات من الضباط والمعلمين المصريين وقد توزع العسكريون على قيادة الجيش ووحداته في أنحاء القطر كافة وانتشر المعلمون في المحافظات السورية وبدأ هؤلاء وأولئك بممارسة الفوقية على زملائهم السوريين»، ويضيف قائلا «ولم ينقض العام 1958 حتى سرح عدد كبير من الضباط الذين قيل إنهم يساريون ثم تلا ذلك إبعاد بعض الضباط البعثيين إما بالإحالة للتقاعد أو بالتعيين موظفين مدنيين في الوزارات، كما رحل الكثير منهم إلى الإقليم الجنوبي- مصر». وبعد تسريح خيرة الضباط من الجيش السوري تماما كما جرى في الجيش المصري جاءت الطامة الكبرى التي سقطت فيها القوات المصرية التي ذهبت لسوريا خلال سنوات الوحدة، يتابع سامي جمعة قائلا «ثم ازدهرت سوق المخدرات وخصوصا مادتي الأفيون والحشيش بشكل لم يسبق له مثيل، نحن في سوريا وحتى قيام الوحدة كنا نطلق لقب حشاش على الشخص الغبي الذي كنا نستهزئ به، وكانت نسبة متعاطي الحشيش في بلادنا لا تزيد على 1 /10000، ولما كان ذلك لا يشكل أي خطر جدي على المجتمع فإن المشرع السوري حدد عقوبة متعاطي المخدرات بالسجن عشرة أيام أما المتاجر بها فلم تتجاوز عقوبته ثلاثة أشهر وعلى ذلك فقد كان عدد بائعي تلك المواد في دمشق لا يتجاوز ثلاثة أشخاص، أما الغاية من ذكر الموضوع فهي الوصول للحادثتين التاليتين».



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذه حقيقة محمد حسنين هيكل   هذه حقيقة محمد حسنين هيكل Emptyالأحد 6 مارس 2016 - 5:54

عبدالحكيم عامري غرق الجيش في المخدرات

يكمل رجل المخابرات السوري سامي جمعة في كتابه «صفحات من دفتر الوطن»، صفحة 314 قصة انتشار المخدرات بين الجيش المصري في سوريا خلال سنوات الوحدة قائلا: في زيارة المشير عبدالحكيم عامر الأولى إلى دمشق أرسلت أحد عناصري بصحبة الملازم عبدالمنعم أبوزيد أحد مرافقي المشير ليتعرف على أسواق دمشق وليشتري بعض الحاجيات منها، وبعد عودة العنصر أسر لأحد زملائه أن الملازم أبوزيد اشترى كميات من الحشيش لاستعمال المشير الشخصي فاستدعيت العنصر وسألته فأقر بأن الملازم المشار إليه آنفا طلب منه أن يرشده إلى الأماكن التي يباع فيها الحشيش في دمشق، فأخذه العنصر إلى محل المدعو أبودياب الموالدي الذي كان من أشهر باعة الحشيش في دمشق، حيث أخذ أبوزيد عينة من الحشيش المتوافر لدى الموالدي وذهب برفقة العنصر إلى قصر الضيافة وعرضها على المشير عامر الذي أبدى إعجابه بها، ثم عاد الملازم والعنصر إلى محل الموالدي حيث ابتاع الملازم أوقيتين من تلك النوعية. نهرت العنصر وأمرته بالتكتم على الموضوع حرصا على سمعة المشير القائد العام للقوات المسلحة.

بعد مرور فترة طويلة على هذه الحادثة، اتصل بي عبد الرحيم عزت كبير رجال المخابرات المصرية الملحقين بالسفير محمود رياض ليقول لي بلهجة آمرة ومتعالية: «اسمع.. عايزك تجيب الراجل اللي اسمه الموالدي ده، وتحبسه أو حتى تشنقه»، ولما سألته عن السبب أجابني بأن الموالدي يقول عن سيادة المشير: إنه حشاش وقد قال ذلك لفوزي عبدالحافظ سكرتير أنور السادات الذي كان موجودا في دمشق لقضاء مهمة تتعلق بانتخابات الاتحاد القومي.

استدعيت الموالدي وسألته عن الموضوع فقال: «منذ مدة جاءني الضابط أبوزيد وبصحبته شخص مدعبل (قصير) وعرفني عليه بأنه سكرتير أنور بك السادات وقد اشترى الشخص المذكور أوقيتين أي كيلو كاملا من الحشيش ومنذ يومين عاد الرجل وطلب نموذجا ليعرضه على رئيسه، فأعطيته قطعة من الحشيش وزنها مائتا جرام، وبعد بضع ساعات عاد وأرجع لي القطعة وقد أصبح وزنها خمسين جراما فقط، وقال إنها لم تعجب أنور بك، وعندما سألته عن بقية القطعة قال إنها استهلكت عند تجربتها فأقسمت بالطلاق على أنها من النوع نفسه الذي أخذوه لسيادة المشير عامر وهذه هي القصة كاملة.

يكمل سامي جمعة قائلا: «اتصلت بعبدالرحيم عزت وقلت له بصوت هادئ: هل لك أن تحضر ومعك الأستاذ فوزي عبدالحافظ إلى مكتبي لتشهد عملية شنق الموالدي كما أمرت، وجاء الاثنان وكان عبدالحافظ قصيرا مكورا كما وصفه الموالدي وما إن وقعت عينا عبدالرحيم عزت على الموالدي حتى هجم عليه محاولا الإمساك بعنقه وهو يصيح باللهجة المصرية الحلوة «هخرب بيتك.. هوديك في ستين داهية هشنقك».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
هذه حقيقة محمد حسنين هيكل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب " المفاوضات السرية بين العرب واسرائيل محمد حسنين هيكل
» كتاب محمد حسنين هيكل الامبراطورية الامريكية والاغارة على العراق
» محمد حسين هيكل
»  العزم بعد "الحزم" د. خالد حسنين
» الأقصى .. حرم لا ينقضه هيكل مزعوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: