نصرالله لـ«أنظمة عربيّة»: حلّوا عنّا وعن لبنان
نصرالله: «اللبناني التزم بالموقف الرسمي وتعبّد به. كثّر الله خيره وزير داخلية لبنان» (عدنان طباجة)
07-03-2016 01:46 AM
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ
2016-03-07 على الصفحة رقم 3 – سياسة
عاهد الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله اللبنانيين أنّ «المقاومة ستحفظ بلدها من الأخطار وتحمي سلمه الأهلي، وستبقى في الميادين التي يجب أن تكون فيها مهما تعاظمت الاتهامات والافتراءات والتضحيات، وشريكة في صناعة النصر في زمن الانتصارات»، مضيفاً: «إذا كنا سننتظر جامعة دول عربية وإجماعاً عربياً واستراتيجية عربية لتحرير أراضينا، فسيكون حكمها حكم كل الأراضي التي ابتلعها الإسرائيلي بالنهاية».
وشدّد، في كلمة متلفزة ألقاها خلال المهرجان التكريمي للقيادي في «حزب الله» القائد الحاج علي فياض المعروف بـ «علاء البوسنة» في مسقط رأسه أنصار الجنوبية بذكرى أسبوعه، أمس، على أهمية معادلة الجيش والشعب والمقاومة والقوة الذاتيّة، متوجّهاً الى بعض الأنظمة العربية، مذكّراً إيّاهم «قلنا لكم في حرب تموز لا نحتاج منكم شيئا، فقط أن تتركوا المقاومة بشأنها. واليوم نقول لكم أيضاً لا نحتاج منكم لا دعما ولا تأييدا ولا مباركة، فقط حلوا عنا وعن هذا البلد وهذه المقاومة وهذا الشعب».
وردّ على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التي قال فيها إنّ وقف الهبة السعودية للجيش كان بسبب خوف بلاده من وصولها الى أيدي «حزب الله»، فسأل نصر الله الشعب اللبناني: «بحسب علمكم، هل أخذ حزب الله يوماً طلقة أو بارودة أو صاروخا أو مدفعا من الجيش منذ اتفاق الطائف بالحد الأدنى حتى اليوم؟».
وأكّد أنّ من يواجه السعودية في سوريا هو المدافع الحقيقي عن المصالح الوطنية اللبنانية، ورأى أنّ «السعودية ستكتشف مبكراً إذا كان هناك عقل يفكر أنها تخوض معركة خاسرة».
ووجه تحذيراً مبطناً للسعودية حول ما يمكن أن تتخذه من «إجراءات» بحق اللبنانيين على أراضيها، وقال: «بقية الإجراءات لن نتحدث عنها، لكننا سنلاحقها واحدا واحدا، أيضاً حتى لا نهبّط حيطانا لأن هناك شيئاً تحدث عنه اللبنانيون ولم يتحدث عنه السعوديون. اللبنانيون يقدمون لهم اقتراحات، اعملوا هذا وهذا وهذا».
وقال «قصة شيعة سنّة هي كذبة. فهل عبد الناصر كان شيعياً؟ هل الجيش المصري شيعي؟ هل الجيش السوري شيعي؟ حركات المقاومة الفلسطينية هل كانت شيعية؟»، معتبراً أنّ «هذه الأنظمة منذ اليوم الأول ضمانة عروشها هي الدفاع عن إسرائيل».
ووصف قرار وزراء الداخلية العرب (الذي وصف حزب الله بالإرهابي) بأنّه «تهريبة سعودّية» «وكان السعودي يتوقّع أن يمرّ الكلام في البيان الختامي. ولكنّ خرج الوزير العراقي مشكوراً وأخذ موقفاً، كما امتنع الوزير الجزائري»، مشيراً إلى أنّ «(الوزير) اللبناني التزم بالموقف الرسمي وتعبّد به. كثّر الله خيره وزير داخلية لبنان، عظيم».
واعتبر أنّ «ما يحصل اليوم من التآمر على المقاومة ليس جديداً بل هو تواصل للاستراتيجيات السابقة والقديمة»، متوجهاً لدول مجلس التعاون الخليجي بالسؤال: «من الذي استعاد الكرامة العربية وبعضاً من الحقوق والارض والعزة العربية سوى المقاومة في لبنان التي تصفونها بالإرهاب؟ ماذا فعلتم لفلسطين من 67 عامًا الى اليوم وماذا أنتم فاعلون؟».
وأعرب عن تفهّمه للغضب السعودي الذي عبّرت عنه من خلال استصدار قرار بوصف «حزب الله» بالإرهاب، فقال: «أقل شيء يمكن أن يفعله من يفشل هو أن يغضب»، واعتبر أنّ «النّظام السعودي يحتاج إلى من يحمّله مسؤولية فشله الذريع في سوريا واليمن والبحرين». ولفت الانتباه إلى أنّ «النظام السعودي بنى حساباته منذ البداية على سقوط سوريا في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر، لكن مرّ حتى اليوم خمس سنوات وخابت آمالهم وسوريا في مكان آخر عكس ما كانوا يتوقعونه، وهناك فشل كبير وسقوط رهانات».
وأكد نصرالله «أنّنا نقاتل التنظيم الإرهابي الذي أجمع العالم على وصفه بالإرهاب، فهل هكذا نكون إرهابيين؟»، وقال: «لو كنا نقاتل تحت قيادة أميركية لم يصفونا بالإرهاب»، مبدياً استغرابه واستهجانه «كيف أنهم أطلقوا تحالفا إسلاميا يقاتل بقيادة الولايات المتحدة الأميركية».
واذ ذكّر بوقوف سوريا وايران الى جانب المقاومة في لبنان واحتضانها ومساندتها ودعمها، سأل نصرالله: «ما هي علاقة الدول التي تصنفنا بالإرهاب اليوم بالمقاومة والانتصارات التي حصلت؟ وهل هناك نظام عربي تجرأ على إعطاء سلاح للمقاومة اللبنانية والفلسطينية غير النظام السوري؟».
وقال: «لو لم تصمد سوريا وسيطرت القاعدة وداعش والنصرة وأصحاب هذا الفكر عليها، فأين كان لبنان وشعب لبنان ومسلمو لبنان ومسيحيو لبنان، وكل من يتكلم في يومنا هذا عن الاعتدال، ومعتدلو لبنان أين كانوا؟».
وتوجّه نصرالله للذين يتهمون المقاومة بالطائفية، فتساءل: «عندما ذهبنا البوسنة هل كان هناك شيعة في البوسنة لندافع عنهم؟»، وأكّد أنّ «الشهيد القائد الحاج علاء وإخوانه غادروا قراهم وذهبوا ليقاتلوا دفاعاً عن أعراض إخواننا المسلمين من أهل السنّة والجماعة في البوسنة والهرسك»، متسائلاً: «هل هكذا نكون طائفيين؟».
واعتبر أنّ «ما لحق بأهل السنّة في العراق بفعل داعش كان أخطر وأكبر مما لحق بالشيعة هناك»، مؤكداً اننا «ذهبنا الى العراق ليس لنتدخل بشوؤنهم الداخلية ولا أحزابهم ولا خياراتهم ولا لنفرض عليهم شيئا كما تفعل السعودية بأكثر من بلد عربي، بل للقيام بواجب ديني وأخلاقي وإنساني في مواجهة داعش التي يجمع العالم على وصفها بأنها تنظيم إرهابي».
وردّ على من وصفه بأنّه «جهبذ يقول حتى نستطيع أن نقضي على داعش يجب أن نقضي على حزب الله وعلى الحشد الشعبي في سوريا»، فقال: «لولا الحشد الشعبي في العراق لكانت داعش الآن في قصوركم وبيوتكم، تسبي نساءكم وتهتك أعراضكم. لكن العراقيين بدمائهم، بشهدائهم، بتضحياتهم، يدفعون هذا الخطر عن كل المنطقة وعن كل شعوب المنطقة وعن شعوب الخليج أيضاً».
وعبّر نصر الله عن شكره «لكل من تضامن مع المقاومة ودافع عنها واستنكر القرار الخليجي بتوصيف حزب الله إرهابيا، وخصوصاً الشعب التونسي بكل أطيافه»، لافتاً الانتباه إلى أنّ «ردود الأفعال التي حصلت هي رسالة قوية لإسرائيل بأنّه لا يمكن أن يأتي يوم يصبح فيه وجودها طبيعياً في العالم العربي والإسلامي».
وأكّد أنّه «لن يستطيع أي نظام عربي أن يطبّع مع اسرائيل، لا آل سعود ولا غيرهم، ومن يرد أن يرفعهم فسيسقط معهم»، متوجهاً إلى الإسرائيليين بالقول: «أنتم أعداء وستبقون.. وأنتم إرهابيون وستبقون».