منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Empty
مُساهمةموضوع: الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا    الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 8:40 pm

فضل الله: لن يكون لبنان مطية لأنظمة لها حساباتها الخاصةإعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله في حفل تكريمي في بلدة صفد البطيخ الجنوبية، أن "المواقف التي صدرت عن النظام السعودي وذيّلت بتوقيع (مجلس التعاون الخليجي) أو وزراء الداخلية العرب، لا تعبر عن الموقف العربي الحقيقي، ولا ننظر إليها كموقف عربي يعكس رأي الشعوب العربية ولا كل الدول العربية"، مشيراً إلى أن "السعودية مارست ضغوطاً كبيرة لأجل إصدار البيانات التي توصف المقاومة بالإرهابية، وهي بيانات بائسة وطائشة تظهر مدى هشاشة وضعف وعجز من يقف وراءها، لأن المقاومة يأستهم من إمكانية إستتباع لبنان وجره إلى محورهم، ويأستهم من إمكانية إسقاط سوريا بيد التكفيريين، فلم يعد أمامهم سوى هذا النوع من الحرب عليها".
ورأى فضل الله أن "مقياس الانتماء إلى الهوية العربية هو الانتماء إلى فلسطين وقضيتها، والحملة على بلدنا ومقاومتنا هي بسبب العجز عن تغيير هوية لبنان العربية الأصيلة والمقاومة"، مؤكداً أنه "لن يكون لها أي تأثير على خياراتنا السياسية ولا على موقفنا الداعم والمتبني لقضايا شعوبنا العربية في فلسطين وسوريا والعراق واليمن والبحرين، ولا على إستمرار إدانتنا للارتكابات ضد الشعب اليمني".
وشدد أنه "على الرغم من ذلك، نحن حريصون على التلاقي بين اللبنانيين لمعالجة مشكلاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن على أساس الحفاظ على سيادته الوطنية، فلا يجعله البعض مطية لحساب هذا النظام أو ذاك، ونحن من خلال دورنا الوطني لن نسمح بأن يكون لبنان مطية لأنظمة لها حساباتها الخاصة".
(الوكالة الوطنية للإعلام)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا    الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 8:40 pm

الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا

أوضح وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «لبنان وافق على إدانة تدخل حزب الله في كل الدول العربية ونأى بنفسه عن كلمة واحدة فقط»، شدّد على أنّ «موقفنا واضح برفض تدخل حزب الله، والحرس الثوري الايراني يستــعمل لبــنان كغرفة عمليات خارجية باتجاه اليمن وسوريا وغيرها»، ومؤكّداً «أنّنــا سنبذل كل ما نستطيع لئلا يكون لبنان شــوكة فارســية في خاصــرة العرب. موقفنا سياسي سلمي ولا مواجهة عسكرية أو فتنة مذهبية».
ورأى، في حديث لقناة «العربيّة»، مساء أمس، أنّه «سيظهر لكل العالم أن هناك قوى سياسية في لبنان لن تقبل أن يؤخذ لبنان رهينة سياسات خارجية لا مصلحة للبنانيين فيــها»، مؤكداً أنّ «الإهمال العربي للبنان هو ما أوصــلنا إلى هنا، وقرار المواجهة العربية عمره أسابيع فقط، فيما نحن قدمنا شهداء منذ 10 سنوات».
وذكّر المشنوق بأنّ «لبنان لم يخرج على الإجماع العربي في تونس كما حصل في القاهرة وجــدة لأن العــراق تحفظ على البيان الختامي قبــله»، وقال «إنّ بعــض وزراء دول التعاون الخليجي تفهم موقــفي في تونس وحتى هنــأني عليه ولم أتبلغ أي انزعاج».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا    الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 8:42 pm

نصرالله لـ«أنظمة عربيّة»: حلّوا عنّا وعن لبنان

 الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا 3f673b70-6126-4c00-b941-62b7258b8449
نصرالله: «اللبناني التزم بالموقف الرسمي وتعبّد به. كثّر الله خيره وزير داخلية لبنان» (عدنان طباجة)
07-03-2016 01:46 AM
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2016-03-07 على الصفحة رقم 3 – سياسة


عاهد الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله اللبنانيين أنّ «المقاومة ستحفظ بلدها من الأخطار وتحمي سلمه الأهلي، وستبقى في الميادين التي يجب أن تكون فيها مهما تعاظمت الاتهامات والافتراءات والتضحيات، وشريكة في صناعة النصر في زمن الانتصارات»، مضيفاً: «إذا كنا سننتظر جامعة دول عربية وإجماعاً عربياً واستراتيجية عربية لتحرير أراضينا، فسيكون حكمها حكم كل الأراضي التي ابتلعها الإسرائيلي بالنهاية».
وشدّد، في كلمة متلفزة ألقاها خلال المهرجان التكريمي للقيادي في «حزب الله» القائد الحاج علي فياض المعروف بـ «علاء البوسنة» في مسقط رأسه أنصار الجنوبية بذكرى أسبوعه، أمس، على أهمية معادلة الجيش والشعب والمقاومة والقوة الذاتيّة، متوجّهاً الى بعض الأنظمة العربية، مذكّراً إيّاهم «قلنا لكم في حرب تموز لا نحتاج منكم شيئا، فقط أن تتركوا المقاومة بشأنها. واليوم نقول لكم أيضاً لا نحتاج منكم لا دعما ولا تأييدا ولا مباركة، فقط حلوا عنا وعن هذا البلد وهذه المقاومة وهذا الشعب».
وردّ على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التي قال فيها إنّ وقف الهبة السعودية للجيش كان بسبب خوف بلاده من وصولها الى أيدي «حزب الله»، فسأل نصر الله الشعب اللبناني: «بحسب علمكم، هل أخذ حزب الله يوماً طلقة أو بارودة أو صاروخا أو مدفعا من الجيش منذ اتفاق الطائف بالحد الأدنى حتى اليوم؟».
وأكّد أنّ من يواجه السعودية في سوريا هو المدافع الحقيقي عن المصالح الوطنية اللبنانية، ورأى أنّ «السعودية ستكتشف مبكراً إذا كان هناك عقل يفكر أنها تخوض معركة خاسرة».
ووجه تحذيراً مبطناً للسعودية حول ما يمكن أن تتخذه من «إجراءات» بحق اللبنانيين على أراضيها، وقال: «بقية الإجراءات لن نتحدث عنها، لكننا سنلاحقها واحدا واحدا، أيضاً حتى لا نهبّط حيطانا لأن هناك شيئاً تحدث عنه اللبنانيون ولم يتحدث عنه السعوديون. اللبنانيون يقدمون لهم اقتراحات، اعملوا هذا وهذا وهذا».
وقال «قصة شيعة سنّة هي كذبة. فهل عبد الناصر كان شيعياً؟ هل الجيش المصري شيعي؟ هل الجيش السوري شيعي؟ حركات المقاومة الفلسطينية هل كانت شيعية؟»، معتبراً أنّ «هذه الأنظمة منذ اليوم الأول ضمانة عروشها هي الدفاع عن إسرائيل».
ووصف قرار وزراء الداخلية العرب (الذي وصف حزب الله بالإرهابي) بأنّه «تهريبة سعودّية» «وكان السعودي يتوقّع أن يمرّ الكلام في البيان الختامي. ولكنّ خرج الوزير العراقي مشكوراً وأخذ موقفاً، كما امتنع الوزير الجزائري»، مشيراً إلى أنّ «(الوزير) اللبناني التزم بالموقف الرسمي وتعبّد به. كثّر الله خيره وزير داخلية لبنان، عظيم».
واعتبر أنّ «ما يحصل اليوم من التآمر على المقاومة ليس جديداً بل هو تواصل للاستراتيجيات السابقة والقديمة»، متوجهاً لدول مجلس التعاون الخليجي بالسؤال: «من الذي استعاد الكرامة العربية وبعضاً من الحقوق والارض والعزة العربية سوى المقاومة في لبنان التي تصفونها بالإرهاب؟ ماذا فعلتم لفلسطين من 67 عامًا الى اليوم وماذا أنتم فاعلون؟».
وأعرب عن تفهّمه للغضب السعودي الذي عبّرت عنه من خلال استصدار قرار بوصف «حزب الله» بالإرهاب، فقال: «أقل شيء يمكن أن يفعله من يفشل هو أن يغضب»، واعتبر أنّ «النّظام السعودي يحتاج إلى من يحمّله مسؤولية فشله الذريع في سوريا واليمن والبحرين». ولفت الانتباه إلى أنّ «النظام السعودي بنى حساباته منذ البداية على سقوط سوريا في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر، لكن مرّ حتى اليوم خمس سنوات وخابت آمالهم وسوريا في مكان آخر عكس ما كانوا يتوقعونه، وهناك فشل كبير وسقوط رهانات».
وأكد نصرالله «أنّنا نقاتل التنظيم الإرهابي الذي أجمع العالم على وصفه بالإرهاب، فهل هكذا نكون إرهابيين؟»، وقال: «لو كنا نقاتل تحت قيادة أميركية لم يصفونا بالإرهاب»، مبدياً استغرابه واستهجانه «كيف أنهم أطلقوا تحالفا إسلاميا يقاتل بقيادة الولايات المتحدة الأميركية».
واذ ذكّر بوقوف سوريا وايران الى جانب المقاومة في لبنان واحتضانها ومساندتها ودعمها، سأل نصرالله: «ما هي علاقة الدول التي تصنفنا بالإرهاب اليوم بالمقاومة والانتصارات التي حصلت؟ وهل هناك نظام عربي تجرأ على إعطاء سلاح للمقاومة اللبنانية والفلسطينية غير النظام السوري؟».
وقال: «لو لم تصمد سوريا وسيطرت القاعدة وداعش والنصرة وأصحاب هذا الفكر عليها، فأين كان لبنان وشعب لبنان ومسلمو لبنان ومسيحيو لبنان، وكل من يتكلم في يومنا هذا عن الاعتدال، ومعتدلو لبنان أين كانوا؟».
وتوجّه نصرالله للذين يتهمون المقاومة بالطائفية، فتساءل: «عندما ذهبنا البوسنة هل كان هناك شيعة في البوسنة لندافع عنهم؟»، وأكّد أنّ «الشهيد القائد الحاج علاء وإخوانه غادروا قراهم وذهبوا ليقاتلوا دفاعاً عن أعراض إخواننا المسلمين من أهل السنّة والجماعة في البوسنة والهرسك»، متسائلاً: «هل هكذا نكون طائفيين؟».
واعتبر أنّ «ما لحق بأهل السنّة في العراق بفعل داعش كان أخطر وأكبر مما لحق بالشيعة هناك»، مؤكداً اننا «ذهبنا الى العراق ليس لنتدخل بشوؤنهم الداخلية ولا أحزابهم ولا خياراتهم ولا لنفرض عليهم شيئا كما تفعل السعودية بأكثر من بلد عربي، بل للقيام بواجب ديني وأخلاقي وإنساني في مواجهة داعش التي يجمع العالم على وصفها بأنها تنظيم إرهابي».
وردّ على من وصفه بأنّه «جهبذ يقول حتى نستطيع أن نقضي على داعش يجب أن نقضي على حزب الله وعلى الحشد الشعبي في سوريا»، فقال: «لولا الحشد الشعبي في العراق لكانت داعش الآن في قصوركم وبيوتكم، تسبي نساءكم وتهتك أعراضكم. لكن العراقيين بدمائهم، بشهدائهم، بتضحياتهم، يدفعون هذا الخطر عن كل المنطقة وعن كل شعوب المنطقة وعن شعوب الخليج أيضاً».
وعبّر نصر الله عن شكره «لكل من تضامن مع المقاومة ودافع عنها واستنكر القرار الخليجي بتوصيف حزب الله إرهابيا، وخصوصاً الشعب التونسي بكل أطيافه»، لافتاً الانتباه إلى أنّ «ردود الأفعال التي حصلت هي رسالة قوية لإسرائيل بأنّه لا يمكن أن يأتي يوم يصبح فيه وجودها طبيعياً في العالم العربي والإسلامي».
وأكّد أنّه «لن يستطيع أي نظام عربي أن يطبّع مع اسرائيل، لا آل سعود ولا غيرهم، ومن يرد أن يرفعهم فسيسقط معهم»، متوجهاً إلى الإسرائيليين بالقول: «أنتم أعداء وستبقون.. وأنتم إرهابيون وستبقون».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا    الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 8:44 pm

هل «حزب الله» إرهابي.. وهل تساعده فرنسا؟

 الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا 10820424-e826-4f66-8b10-a24a4347e0d5
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2016-03-07 على الصفحة رقم 3 – سياسة


الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي دمَر العراق بناء على كذبتَي أسلحة الدمار الشامل، والقاعدة، يقول في مذكراته: «كنت أريد أن أرى ضرراً كبيراً يلحق بـ«حزب الله» ومن يقومون بدعمه. أردت أن تكمل إسرائيل المعركة. وكانت استراتيجيتنا على المدى الطويل، تقوم على عزل إيران وسوريا كوسيلة للتقليل من تأثيرهما وتشجيع التغيير من الداخل، ولكن للأسف فإن إسرائيل جعلت الأمور أكثر سوءاً، ففي الأسبوع الثالث للنزاع (حرب 2006)، دمّرت المقاتلات الإسرائيلية بناية سكنية في بلدة قانا اللبنانية، وراحت التلفزيونات في الشرق الأوسط تعرض صور الدمار على مدار الساعة، ودب القلق عندي من أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي الى إطاحة حكومة فؤاد السنيورة، فأرسلت كوندي (كوندوليسا رايس) إلى الأمم المتحدة للتفاوض على القرار 1701، وقد كلّف الأداء العسكري المهتز إسرائيل مصداقيتها».
ويكشف بوش في كتاب مذكراته أنه بعد حرب آرييل شارون على الفلسطينيين في العام 2002، ذهب الى شرم الشيخ للقاء القادة العرب ففوجئ بمواقفهم، ويقول: «نظراً للدماء التي سالت قبل فترة، كنت أنتظر لقاءات متشنجة مع القادة العرب، ولكن مفاجأتي كانت كبيرة بأن الأجواء كانت مريحة وودية».
على المنوال نفسه يغزل شريكه في حرب تدمير العراق، رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، فيقول في كتاب مذكراته أيضاً: وراء الكواليس، كان كثيرون حتى في الشرق الأوسط، من أولئك القلقين من العلاقات بين إيران و«حزب الله»، ومن أن «حماس» باتت وكيلة للقوة الإيرانية، كانوا يرغبون في أن تدمر إسرائيل «حزب الله».. وحين طال أمد الحرب أكثر من المتوقع، شعرت، أنا الذي كنت من بين ندرة تتفهم وجهة نظر إسرائيل، بألم كبير.
ماذا نفهم من مذكرات بوش وبلير؟
نفهم ببساطة، أن الرجلين كانا يريدان أن تدمر إسرائيل «حزب الله» و«حماس» وتعزل سوريا وإيران.
وحين جاء وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول في أول لقاء مع الرئيس بشار الأسد في 3 أيار 2003، مقترحاً عليه، كي يتجنب غزواً مدمراً كالذي حصل في العراق، أن يطرد التنظيمات الفلسطينية وخالد مشعل. كان موضوع «حزب الله» هو أحد أبرز أهداف الزيارة أيضاً. قال باول محذراً: «النقطة الأخرى التي أرغب بالتحدث بشأنها، وطبعاً قد بحثناها مسبقاً وأعلم أن جميع الوفود التي أتت إلى هنا قد طرحتها معكم سيادة الرئيس، هذه النقطة تتعلق بـ«حزب الله». طبعاً ما زال لدينا بعض الإشارات التي تدل على ان دعم «حزب الله» مستمر من خلال شحن بعض المواد إليه عبر سوريا، ونريد أن نطلب منكم مجدداً إيقاف هذا النوع من النشاطات. نحن لدينا طرقنا للمراقبة بحذر شديد ومعرفة كيفية تحرك هذه الشاحنات. وكنا طبعاً قد ناقشنا هذا الأمر مسبقاً حين ناقشت الولايات المتحدة أهمية عدم التسبب بأي دمار أو اضطرابات على طول الحدود الشمالية في إسرائيل، وبصراحة من الأفضل أن يكون هناك إيقاف للعمليات العسكرية، ووفقاً لاتفاق سابق يجب أن تتحرك القوات العسكرية اللبنانية باتجاه جنوب البلاد وأن تأخذ مواقعها هناك، وهذا ما نأمله». (راجع كتاب الأسد بين الرحيل والتدمير الممنهج).
الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما الذي تعرّض لصفعات عديدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتردد حتى بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، في توقيع قانون يوسع العقوبات على «حزب الله» بتأييد كبير من الديموقراطيين والجمهوريين. إسرائيل تجمع الحزبين.
قد يقال إن كل هذا طبيعي، فما هو الجديد؟
الجديد أن وضع دول الخليج «حزب الله» على لائحة الإرهاب ليس أمراً عابراً أو مجرد ردة فعل. هذا تطور لافت في سياق الصراع العربي الإسرائيلي، حتى ولو أن خلفيته قلق بعض الدول الخليجية من «التمدد الإيراني» ومن «هيمنة حزب الله» على الدولة اللبنانية. إسرائيل ستستغل الأمر الى أقصاه في سياق التمهيد لحربها المقبلة مع الحزب وسعيها لمنع إيران من لعب دور أكبر.
جاء القرار الخليجي فيما ترتفع نسبة المقاطعة الغربية للمستوطنات الإسرائيلية وتأييد الغرب لإقامة الدولة الفلسطينية. جاء أيضاً في ظل فشل إسرائيل في تسويق صورتها العربية. أفضل مثال هو الحذاء الذي رماه نائب مصري على زميله لأنه استقبل السفير الإسرائيلي في القاهرة. ثم إن الانفتاح يساعد إسرائيل اقتصادياً عبر تسهيل عبور الطائرات والحصول على النفط ومشتقاته، وإقامة مشاريع تنموية مشتركة وبيع السلاح.
تطورات ديبلوماسية قريبة
تدرك بعض الدول الغربية والعربية، أن القرار الخليجي بوضع «حزب الله» على لائحة الإرهاب، قد ينعكس خطراً في الكثير من الساحات، وبينها لبنان. وتطرح الأسئلة التالية:
ـ هل بالإمكان التعامل مع السياسة اللبنانية بلا «حزب الله»، وهو أحد أهم أركانها مع حلفائه اليوم؟ فرنسا كانت أوفدت رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه في أواخر العام الماضي لرصد موقف الحزب.
ـ هل تصمت إيران إذا شعرت أن أبرز حلفائها في المنطقة مستهدف؟.
ـ هل ثمة دلائل فعلية على أن عمليات إرهابية لـ«حزب الله»؟.
ـ أليس احتواء «حزب الله» أفضل من «أن نحرجه فنخرجه؟».
سمع الأمير محمد بن نايف في باريس مثل هذه الأسئلة، كما سمع رغبة في أن يصار الى إعادة النظر بالقرار الخليجي بالرغم من «تفهم باريس له». وقد جرت اتصالات فرنسية مع السعودية وإيران بهدف «حماية لبنان»، كما نشطت اتصالات إيرانية غربية. وسوف نشهد تطورات ديبلوماسية قريبة قد لا يكون الرئيس نبيه بري بعيداً عنها. كما أن وزير الداخلية نهاد المشنوق العارف جداً بالداخل السعودي، والمستمر على قناعته بأن حماية البلد تتطلب تعاوناً بين «المستقبل» والحزب، التقط الكثير من هذه المؤشرات، وهو يلعب دوراً مركزياً في ذلك، وفق مصادر فرنسية.
ماذا بعد؟
الجواب هو في سوريا أولاً وأخيراً. تميل الأجواء أكثر فأكثر لمصلحة محور روسيا ـ إيران ـ الأسد ـ «حزب الله» المستمر صوب حلب وإدلب وغيرها.
القيادات الروسية تؤكد على حتمية مواجهة أنقرة بالقوة لو تدخلت. اضطر رئيس الوزراء التركي لزيارة طهران. سبق الزيارة قرار من اللجنة القضائية في الكونغرس الأميركي تضع «الإخوان المسلمين» على لائحة الإرهاب. سبقته أيضاً تصريحات أميركية تعارض الموقف التركي حيال الكرد. صار همّ أردوغان فقط منع قيام دولة كردية في الشمال السوري. المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا يتبنى وجهة النظر السورية الإيرانية الروسية القائلة بأن «الشعب السوري يقرر مصير الأسد»، يبدو كمن يرد على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي يكرر أن الأسد يجب أن يرحل، مضيفاً، أن رحيله يجب أن يسبق أي تسوية.
ما هو المطلوب في هذه المرحلة الحساسة؟
أولاً ـ أخذ التعبئة الإسرائيلية ضد الحزب على محمل الجد.
ثانياً ـ الاستمرار في تنشيط الحركة الديبلوماسية لتخفيض مستوى التوتر في الخطاب وعلى الارض.
ثالثاً ـ أن يبدأ «حزب الله» بوضع أساس خطاب عربي جديد يعيد البوصلة الى مكانها الطبيعي.
ربما للسيد حسن نصرالله مبرراته الشرعية والتعبوية والسياسية للقول بأن «أشرف وأعظم» ما فعله في حياته هو خطابه في ثاني أيام الحرب السعودية على اليمن. لكن مثل هذا الكلام، ومهما كانت مبرراته الآنية، إلا أنه يساعد خصوم الحزب على اتهامه وإيران بالتورط في دول عربية، أكثر مما يساعد صورته كحزب مقاوم له شعبية ليست بالضرورة شيعية او مؤيدة لإيران. كما أنه قد لا يلقى صدى عند العمق العربي السني في بعض الدول.
يخطئ بعض قادة الخليج بتحميل اللبنانيين تبعات صراعهم مع إيران والحزب، ويخطئون أكثر إذا ما صدّقوا في لحظة المواجهة مع طهران، أن إسرائيل ضرورية، فجل ما يريده التعصب الإسرائيلي الحاكم حالياً والذي سيتفاقم في المستقبل، هو مزيد من النيران العربية العربية والإسلامية الإسلامية ومزيد من تقسيم المقسم. وطالما أن القادة العرب السنّة لم يقدموا بديلاً موثوقاً عن «حزب الله» وإيران في الصراع مع إسرائيل ولم يدعموا فعلياً مقاومة الداخل الفلسطيني، فإن ما يصفونه بـ«التمدد الإيراني» سيستمر بذريعة محاربة إسرائيل، خصوصاً أن وهم السلام مع إسرائيل ساهم فقط في قضم ما بقي من فلسطين. هذا «التمدد» بات اليوم يلقى ترحيباً غربياً بقدر ما تتعرض السعودية من انتقادات غربية. وقد اثبتت ردود الفعل العربية في اليومين الماضيين أن وضع الحزب على لائحة الإرهاب قد خدم الحزب وليس العكس، فالجزء الأكبر من الشارع العربي لا يزال مؤمناً بالمقاومة وفلسطين.
في أوقات الفتن، أعظم وأشرف المواقف هو وأدها، وهذا يتطلب اليوم وأكثر من أي وقت مضى عودة الشيعة والسنّة ومعهم المسيحيون وكل أهل هذا الوطن العربي الى قواسم مشتركة تقفز فوق المذاهب والطوائف وساحات الحروب. فالصراع في المنطقة ليس سنّياً ـ شيعياً برغم بعض الغرق في هذا الفخ، بل هو صراع على أرض العرب بدماء العرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا    الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 8:46 pm

لست وحدك يا سيّد

خليل حرب 04-03-2016



.وهل كنت ضيفاً تتنعم في قصورهم او ممالكهم ومشيخاتهم، ليحرموك واهلك منها؟! هل جاءوك يوما اخوة وسنداً وحليفاً، ليخذلوك ومحبيك الآن؟!
ألم يخوّنوك ويستخفوا برجالك كلما هبوا لدرء لدغة افعى العدو؟ هل تذكر يوم تبرأوا من «مغامرتك» في الـ 2006، ولما صمدت وصمدنا، جاء بعضهم يهلل للعرس الوطني الكبير؟ ألم تقل لهم كفوا عنّا شروركم ونحن أدرى بقتال عدونا وعدوكم؟ ألم يتهموا غزة من بعدك بـ«المغامرة» لمّا ثارت مطالبة بالحليب لأطفالها؟
من يذبح شيخاً كـ«النمر» لانه زأر في وجه منتهكي حقه، أو يجلد شاعراً على قصائده، أو مدوّناً تذمر، لا يسعه احتمال صدقك ولا قولك او بأسك.
ما أشبه اليوم بالامس. انت تشيع شهيدنا الحاج علاء البوسنة في انصار، وهم يجتمعون من خلفك لضربك ضربة غدر واحدة. وفي زمن كنت أنت فيه طفلا ـ وما كان «حزب الله» وما كنت لتتهم بالتدخل بشؤونهم ـ كان جمال عبد الناصر يرثي شهيدنا خليل عز الدين الجمل وجنازته تمتد من غور الاردن الى سوريا والبقاع والمسجد العمري وصولا الى الطريق الجديدة، وكانوا هم ايضاً يوحدون خناجرهم، وحناجرهم، على قتاله وتكفيره!
ما اشبه اليوم بالامس. يطوف الشيخ راغب حرب بعباءته المهترئة يجمع المال من الخيّرين في هذا الوطن الواسع ليحتضن الاطفال اليتامى في مأوى لائق، ويطلق رصاصة «المصافحة اعتراف»، ولا يجد، مثلك الآن انت الذي لا تنشد مالا ولا جاهاً، ، ملكاً او اميراً منهم، ناصراً او معيناً لأهلنا العزل تحت بنادق الاحتلال.
ألم تكونا وحدهما، دمشق وطهران، شقيقتين له كما هما بالنسبة إليك؟ ألم تكن بنادق اخوتنا الضالين مرفوعة تارة على «ثورة ايران» وتارة على السوفيات «الكفرة» وتارة على كل خصوم «الامبريالية» حول العالم؟ انهم ذات «الاخوة»، وخناجرهم هي ذاتها.
لطالما كنت وحدك يا سيّد. وهم يخجلون من عروبتهم وإسلامهم وأوطانهم واحياناً كثيرة من شعوبهم فيقتادونهم الى معارك خاسرة وبائسة وضالة، مثلهم. كم مرة تحايلوا تارة باسم «السلام» ليقتلوك؟ وتارة باسم «المذاهب» ليحاصروا ما أنت عليه ورفاقك وكل الرفاق الذين سبقوك على الطريق الى العروبة الحقة وفلسطين؟ عصابات الجاهلية التي ابتكروها الآن سلاحاً ضدك، ألم تخرج من أرحام ضلالهم؟ ألم يتوجوا في إعلامهم ومنابرهم وعواصمهم، ثوارا ملائكة في حرائق البصرة والشام وصنعاء وبنغازي والجزائر...؟
الم يقولوا قبلاً ان كابول أولى من القدس؟ الم يقولوا ان خرمشهر وعبادان وطهران أجدر بخرابنا من الصهاينة؟
غداً سيقول التاريخ انك كنت وحدك. صوتا صارخا في عالم صامت امام الدم اليمني والسوري والعراقي واللبناني والمصري والليبي المسفوك، وسيقول ايضا ان ايادي القاتل ستظل ملطخة بالدماء، ولم ينتصر. وانت، انت يا سيد لو كنت في غير زماننا ومكاننا لتوجوك ملكا على عروش البلاد، اصيلا، وفيا، ونبيلا.
لا، لسـت وحـدك يا سـيد.. ربما كــنا قلـة نحـن. كيتـامى الشـيخ راغـب. لكنـنا معـك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا    الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 8:49 pm

رأي
كن سعودياً... وإلَّا

نصري الصايغ 07-03-2016


يلزم الكثير من «المعارك»، قبل أن «تتعقّل» السعودية. حروبها المختلفة تنتشر عسكرياً وسياسياً ومالياً. من يظن أنها تعبت من حرب اليمن أو تخلَّفت في الحرب السورية أو انسحبت من النزاع المتعدّد في العراق، واهم جداً. لم تربح بعد، ولن، ولكنها لم تخسر أيضاً.
هذه الحروب المندلعة، هي حروبها. أينما توجد إيران، تكون المملكة. وتحت هذا العنوان تشنّ حروبها، وتفرض شروطها ومنطقها على حلفائها المكرَهين بالوقوف إلى جانبها. لا تقاتل السعودية إيران في بلادها. فعلت ذلك مرة بواسطة صدام حسين وخسرت. هي تقاتل النفوذ الإيراني بما ملكت يدها من دين ودنيا أينما كانت. السعودية وإيران لا تلتقيان.
تحشد السعودية طاقاتها في مواجهة «المشروع الإيراني». تعرف أن كسب الحروب مستحيل. لا هي قادرة على ذلك ولا غيرها كذلك. انتهى زمن الحروب التي يستسلم فيها «الأعداء». كل الحروب تقود إلى تسوية مجحفة وظالمة. الخاسرون في الحروب هم الشهداء ومَن ينتسبون إلى المنافي ومَن ينتمون إلى القضايا الجميلة والمغدورة... السعودية في اليمن، أداة دمار بلا انتصار. هي في سوريا أداة اعتراض وتطرف ميداني وسياسي. هي في العراق أداة عرقلة. وهي في لبنان أداة تكفير وانتقام، لمقاومته الإسلامية. الحجة الإيرانية مبتوتة.
لا حدود تقف عندها المملكة. المعركة بحاجة إلى تحشيد. قالت للجميع، أنا هنا، فتبلَّغوا وبَلِّغوا، أن علاقة السعودية بـ «أشقائها» وبـ «أتباعها» وبـ «سنتها» وبـ «العالم الحر»، تمرّ باليمن وسوريا ولبنان والعراق. «مَن ليس معنا فهو عدوّنا». قالت ذلك ونفّذت. أشارت إلى الأنظمة العربية فتبعتها. التحق بها كل صاحب مصلحة وهوى مذهبي. قليل من تخلّف مع الأعذار. فالسعودية تأمر وتُطاع. إلا مَن كان من زمان، في الخط المناوئ والممانع والمجافي للمملكة، بسبب سياساتها، وليس بسبب مذهبها.
كان لها ما أرادت من الجامعة العربية مراراً. تصرُّ على الإجماع الطنَّان، وتنبّه إلى ضرورة المحاسبة. المجانية لم تعد مقبولة. لكل موقف حساب وفير، أو حساب عسير. ولقد نال لبنان، حتى الآن، قسطاً من الحساب العسير، بعدما تمّ سحب «الوديعة العسكرية» واستعيدت إلى مكانها الطبيعي: «الثكنة العسكرية في المملكة». وكان لها ما أرادت من اجتماع وزراء الداخلية العرب. وسيكون لها ما تريد في أي اجتماع أو لقاء إقليمي ودولي. لا أحد يجرؤ أن يُغضب السعودية. فهذه الحرب حربها هي بالأصالة، وليس مسموحاً التخلف عن خوضها. «السعودية فوق الجميع»، هو النشيد الأممي الجديد.
وليست صدفة أبداً، أن تصطف السعودية إلى جانب إسرائيل. هي في الأصل كذلك. نَذَرَ أن كانت في الموقع القومي والعروبي، اجترحت في «حرب تشرين» معجزة رفع أسعار النفط والتهديد بمنعه. ارتد عليها ذلك بثروة مليارية، فيما كان الدم من حصة غيرها، في سيناء والجولان وفلسطين. «حرب تشرين» برأت السعودية من سياساتها المنحازة إلى أميركا ومنحتها ترخيصاً بشن حروب ضد السوفيات في أفغانستان، وضد الأنظمة التقدمية، وصولاً إلى مكافحة الثورات في أميركا اللاتينية.
اكتمل نصاب العداء الأميركي ـ الإسرائيلي ـ السعودي ـ العربي الرسمي. إسرائيل كانت السباقة في اتهام «حزب الله» بالإرهاب. هذا مفهوم ومنطقي جداً. إرهاب الدولة يطلق على الثوار صفة ملازمة هي الإرهاب. كشفت السعودية ما كانت تخبئه، ولكننا كنا نراه: «كل مقاومة إرهاب»، ساهمت في دعم «حماس» فلما اشتدّ ساعدها، رمتها بالتهمة... كشفت الأنظمة العربية مواقفها بعدما كانت متستّرة عليه. فهي كذلك من الزمن الفلسطيني. بنادق الفدائيين طعنتها الأنظمة من الخلف والصدر. نحرتها مراراً. هذه هي سنة الأنظمة.
الجديد أن السعودية خرجت إلى العلن. ما كانت ترتكبه ويربكها، باتت تُشهره ولا تخجل منه. من كان يتوقع أن تكون السعودية غير ذلك، لم يقرأ السعودية «الهادئة» و «الصامتة» من قبل... الجديد أن «العهد الجديد» في المملكة رأى أن الأسلوب القديم لم يعد مجدياً. أراد أن يظهر وجه السعودية الحقيقي. فهذا هو وجهها بلا حجاب. هذه هي سافرة: «السعودية المخيفة»، التي تخيف حلفاءها، فينتظمون معها وخلفها، والتي تسعى إلى إخافة أعدائها. التخويف فَشَلٌ يتأكد، معركة بعد معركة... السعودية اليوم تريد ممن كانت ولي نعمتهم، أن يكونوا سعوديين، ويكونوا حيث تكون، وإلا...
حصة لبنان لم تتأخر. نظام العقوبات السعودية يتدحرج. يتوقَّع أن يتصاعد. حتى الآن، كسبت انتظام حلفائها معها، موقفاً وتوقيعاً. هذا طبيعي. كسبت كذلك سُنَّةً، كانوا على «خبز وملح» مع المقاومة. عدد الذين استنكروا العقوبات السعودية، والعدوان السياسي على المقاومة، تضاءل كثيراً. غابت أسماء قيادات وشخصيات ومنظمات، أخذتهم مصالحهم و «سنيتهم» إلى المملكة. وهذا طبيعي مستهجَن، يشبه ما شذت عليه «النهضة» السنية التونسية. التي دافعت عن حق السعودية في مؤتمر وزراء الخارجية العرب. ألسنا «طوائف» و «مذاهب» متفرقة؟
يبدو أن السعودية لم تتعلم بعد الدرس الأول الذي سجلته المقاومة في لبنان: لبنان هو مقاومته أولاً، ثم البقية تأتي تباعاً. الأولوية في هذا البلد لمقاومة تجذرت فيه، منذ اندلاعها في العرقوب 1968، وحتى ما بعد «عناقيد الغضب» و «جردة الحساب» ومجد العام 2000، عام التحرير الأول والوحيد والناجز، فيما الآخرون، ومنهم وعلى رأسهم السعوديون، يبذلون المال والحبر، من أجل حل فلسطين نهائياً، وليس من أجل حل عادل لفلسطين. هذه حقيقة، وللمقاومة كل الحق في أن تدافع عن وجودها في لبنان. وأياً كان الموقف من تخطي «حزب الله» حدود لبنان، ليصبح جزءاً من جبهات الإقليم، فإن المقاومة باقية فيه، وعلى استعداد لتصون لبنان من اعتداء إسرائيلي، تكتمل عدته عربياً وسعودياً وإسرائيلياً.
أن يكون «حزب الله» حيث تكون إيران وحيث تشتبك مع السعودية، فهذا أمر طبيعي، وسابق على حروب السعودية ضد «التمدد الفارسي».
سيعاني اللبنانيون من «نظام العقوبات السعودية» المتدرج.
لم تميز السعودية بين حلفائها وخصومها. منطقها: «على أعدائي يا رب»، ولا بأس بإصابة خاصتي. وهذه الخاصة السنية في نظرها، رخوة جداً، ولا عصب لها. وليس بمقدورها قلب الطاولة والبقاء على حياة السلم في البلد.
ماذا يفعل اللبنانيون للتخفيف من تبعات القصاص؟ لا شيء!
ففي الزمن الذي يطلب فيه منك أن تكون سعودياً وإلا... ليس في المستطاع غير ما اعتاد عليه اللبنانيون من انقسام: فريق سعودي هنا وفريق مع إيران هناك... إلى أن تزفّ ساعة الحل الإقليمي الشامل. وسينتظر لبنان كثيراً.
إنه لأمر محزن أن يكون هذا هو مسارنا التاريخي. يا للعبث.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا    الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 8:50 pm

شكراً السعودية أم «تبّاً»؟

نصري الصايغ 29-02-2016



السعودية «تحب» لبنان. تريده على هواها. تنفق فيه ما يؤهله لطاعتها. «تسخو» عليه ليريحها. خطر لبنان على محيطه بسبب ما لديه من فائض الحرية. ولبنان عاصٍ وأهواؤه كثيرة. يحب شرقاً، يهيم غرباً، ولا يركن إلى حضن. مشاكس بالطبيعة. لا كلمة سواء بين أهله، فكيف مع من هم على ثبات في السلطة ومن هم على تعميم الصمت على شعوبهم. تطويعه ليس سهلاً وترويضه عسير. حدوده لينة، تعبرها الولاءات والانتماءات. ومن المتوقع أن تكون السعودية قد فهمت عصيان هذا الكيان واختلافه عن أنظمة الصمت العربية وأنظمة الاستبداد. تخسر السعودية لبنان. ما تريده منه، يريد غيرها عكسه، وهو بين الاثنين يجود.
السعودية «تعاقب» لبنان. تمنع عنه «مكرمة» ملكية. استردت ما كانت تنوي التبرّع به. أربعة مليارات تسدّ ثغرة في الحرب على اليمن. أنفق قرشك الأسود في ليل هذه الأمة الطويل. تقول المملكة «الحنون»: الحق على لبنان العقوق. من معها في لبنان يتعجَّل المبايعة، يعظّم الأمور، يهدد بما تملكه المملكة من خيارات عقابية مؤلمة... من ليس معها يتجاهل الوعيد ولا يخاف التهديد، ويقرأ الخريطة الإقليمية بطريقة أخرى. هو والسعودية لا يلتقيان.
السعودية مخطئة في حق لبنان. كان يجب أن تعرف أنه ليس «إمارة» لها، ولا هو «ولاية» لغيرها. من زمان، للبنان طموح فوق طاقته. هكذا هو. يطمح أن يكون الشرق والغرب، وعنده يلتقيان ويتنافسان، أن يكون «جسر عبور»، أن يكون الصحراء والبحر، أن يكون العقائد كلها والمذاهب كلها والقضايا كلها، بكلفة باهظة: الانقسام والاقتسام. لا شبيه للبنان في العالم. يُحْكَم من تحت لا من فوق. وما هو تحت، هو قاعدة الحكم... «الحكمة» السعودية تناست ما تعرفه حق المعرفة عن لبنان. «الطائف»، بعضه من صنْعها ورعايتها. اجترحت أموالاً وأفكاراً ومبادرات لِلَمِّ جناحي لبنان المسيحي والمسلم إلى الجسد المعطوب بحرب دامت خمسة عشر عاماً.
السعودية تعرف جيداً أن لبنان هو اللبنانيون. لبنان، ليس دولته ولا سلطته ولا حكومته ولا رئيسه. وهي تتعامل معه، من خلال ملحقين بها وتابعين لسياستها. لها شريحة واسعة تصيبها المكرمات العلنية والهبات الانتخابية والعطاءات السياسية... وعليه، هي تعرف أن في لبنان من لا يطيعها ومن لا يطيقها كذلك. صورتها عنده، نفط ومال ووهّابية وتخلّف وفبركة تطرف. لبنان الآخر، يعرف ذلك ولكنه مستفيد، لإقامة توازن ضروري، كي «يستقيم الحكم» على علّاته. هذا اللبنان، يسايرها. يفيض عليها عبارات التقدير والعرفان والشكر. يقف إلى جانبها، من دون تكلفة. أما في المواقف الحرجة فيتلعثم. تعرف السعودية أنها إذا دعته إلى الحياد، ينأى نصفه والآخر ينخطر. تريد من «حزب الله» أن ينسحب من الحرب السورية، ولكنها في المقابل، هي النموذج الفج للتدخل، بكل الأشكال. هي تحارب حروبها كلها، في اليمن والبحرين والعراق وسوريا وغيرها. وحروبها تأتي من خارج «الإجماع العربي». هي ليست بحاجة إليه، إلا قليلا. سبق أن كانت خزان المجاهدين المرسلين إلى أفغانستان، من دون إذن دولي أو سماح عربي. شكلت القاعدة السياسية والعَقدية لتنظيم «القاعدة» الذي منه «داعش». سبق أن كانت على خلاف مع الجزائر بسبب دعمها للإسلاميين المتشددين، مالاً وتنظيما. سبق أن دعمت إسلاميي السودان، وسبق أن دعمت إسلاميي تونس، وهؤلاء، وسواهم، قادوا البلاد إلى الخراب... السعودية ليست النموذج الصالح الذي يقتدى، في أي مكان. وصلت مواصيلها إلى أميركا الوسطى.
ومع ذلك، تريد المملكة من لبنان أن يسحب «حزب الله» خبراءه وكوادره من اليمن. فيما هي تدك اليمن، بما يشبه دكّ النظام السوري لبلده. وتريد أن يكف «حزب الله» عن التحريض ضد المملكة في البحرين والعراق و... فيما هي قامت باجتياح البحرين، وأقامت درعاً عسكرية لحماية النظام المستبد، وفيما هي تمنع العراق من محاربة «داعش» بسبب خوفها من ولاءات «الحشد الشعبي» المؤيد إيرانياً... ما تطلبه السعودية من لبنان اللبنانيين، تخرقه هي. انها في حرب ضد إيران، أينما كان. هنا بيت القصيد، وهنا بيت النار. لم تقبل نصائح واشنطن وموسكو ودول أوروبية بالجلوس على طاولة واحدة مع إيران، لحل رزمة المشكلات البينية.
اللغة الوحيدة التي تستعملها السعودية هي لغة الحرب. ربما تدرك، بعد تجربة اليمن، أن ربح الحروب في هذا الزمن بات صعباً. لذا، تتبع الحكمة التالية: «إذا كان متعذّراً الانتصار عليها، فدعها تنزف»، وهكذا كان وسيكون.
تريد السعودية من لبنان أن يذهب معها. ولبنان، نصفه ضدها. لذا، فليدفع لبنان واللبنانيون كلهم ضريبة عدم الولاء... من ظن أن هبات السعودية هي لوَجه لبنان، مخطئ. لا هبات مجانية في السياسة. قالها الرئيس الأميركي الأسبق: «إن مساعداتنا الإنسانية هي توظيفات». فقدت السيولة السعودية النفع. مردودها غير مجدٍ.
هل كان ممكناً غير ذلك؟ ألم يكن من الأفضل الاعتصام بحبل «الإجماع العربي»؟ أليست العروبة هي الجامع المشترك؟ الإجماع العربي حجة تالفة. الدول العربية صاحبة خبرة في نقض هذا الإجماع. القوة هي القول الفصل. «الجامعة» تمثال من تمر، تأكل منه الأنظمة ولا تشبع. السعودية ليست بحاجة إلى إجماع. قادت حرباً بتحالف ضد اليمن، وأمرت الجامعة بالسير فيه. هكذا هي الجامعة. والسعودية ماضية في حروبها، بإجماع ومن دون إجماع، بأكثرية أو من دونها. الحكاية أن فريقاً لبنانياً، مشترك جدي في الحرب ضدها، وتريد أن تخوض حربها ضده بأدواتها المالية وعقوباتها الديبلوماسية. حفلة ضغط على لبنان ليحرج «حزب الله». فات الأوان. «حزب الله»، ان كنت معه أم كنت ضده، منخرط وفاعل ولا يتراجع. دفع أثماناً وما زال. القضية، هل يحتمل لبنان نظام العقوبات السعودي أم لا؟ هنا مكمن القضية. لا علاقة لذلك لا بالعروبة ولا بالإجماع ولا بقرارات نأي لبنان بنفسه عنها.
ليس سراً أن السعودية لم تكن يوماً مع «حزب الله»، حتى عندما كان يواجه إسرائيل. وهي تريد قطع يده في المنطقة، لأنها تورطت في حرب سبقها فيها «حزب الله» وبات في المواجهة، الأمنية والعسكرية والسياسية والإعلامية.
ليس أمام اللبنانيين إلا تأمل ما آلت إليه خياراتهم. السعودية تعاقب لبنان، لأسباب إيرانية. إيران هل تعوِّض؟ هل إذا فعلت، اختصت بالعطاءات أهل ملّتها؟ أليس لهذه الأسباب يبقى لبنان لبنانين: واحد ليس لي وآخر ليس لك؟
أخيراً، شكراً السعودية أم «تبَّا»؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا    الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 8:51 pm

العقاب السعودي والصراع على «سوريا الصغرى»

نصري الصايغ 22-02-2016




تملك الحرب مفاتيح أكثر من فترة السلم. الحرب متصلة بالقتل. السلم يتغذّى من الحياة. الديبلوماسية في الحرب معركة من دون قفازات ولغة مواربة. يسقط النفاق في الحرب، يزدهر الصدق الجارح. المسألة شكسبيرية حادة: «أن نكون أو لا نكون». للسلم نمط من الليونة والتورية يقتضيها منطق البقاء وهدف استبعاد المواجهات... ما الذي تفعله السياسة في الحرب؟ هو الانخراط التام في الصراع. البحث عن حلول يأتي كمحصلة للمعارك، ولو طال أمدها وليس نتيجة المحادثات. السلام وفوهة الحرب توأمان.
لا يبدو السلم قريباً، لا أحد يتجرأ على ضرب مواعيد للنهايات الحتمية، ذات سنة أو ذات عقد أو أكثر. سوريا هي المرمى، والرماة من كل حدب وصوب. من ظنّ نفسه بعيداً عنها، لسعه حريقها. من اشترك في تأليف «أبطالها» ومدِّهم بمدد الحرب، طالته شظاياها. لا يسلم أحد من حرب «شبه عالمية» في سوريا. بلغت الكلفة حد السفك في شوارع باريس واسطمبول وأنقرة و... بيروت طبعاً، الثمن يسدَّد بالدم. لا حياد في حرب، إذا أغرتك بانتصار قريب، أو انتصار تريده غلبة على عدو بعيد أو خصم قريب. و «إن اللبيب من الإشارة يفهم».
تركيا، رغبت في أن تكون «المايسترو» الذي يمسك عصا إدارة العصيان على النظام في سوريا. ها هي تلملم الأشلاء. لا بدّ من شفقة وحسرة على أبرياء يسقطون بلا ذنب. لا بدّ من سؤال عن السبب. تركيا تدفع ثمن قيادة «الأوركسترا» ضد «أعدائها» الذين اصطفتهم: الأكراد والنظام وربما «داعش» وشقيقاتها.
ما كان ممكناً تفادي الحرب عندها. هذا قليل من كثير ارتكبته تركيا.
المملكة، «ذات العزم»، ذات وزن أيضاً. الاستخفاف بها خطأ سياسي قاتل، واستخفاف المملكة بخصومها وأعدائها، خطأ ميداني مستحَقّ. الحرب في اليمن ليست نزهة عسكرية جوية، «الأرض بتتكلم يمني». الحرب، بالوكالة، في سوريا، تتحوَّل إلى حرب بالإحالة. عادل الجبير، وزير خارجية بثياب الميدان. ديبلوماسيته جبهة مستعرة. خسائره يمكن تعويضها بحلفاء. لكن الحلفاء يتخلّفون... انخراطها بقيادة الحروب، لم يسجل بعد انتصاراً. إخفاق في اليمن، تراجع في سوريا، تخلٍّ أميركي، تخوُّف أوروبي. هؤلاء، ليسوا مع السعودية في حربها ضد إيران أينما كان. علماً، أنهم ليسوا مع إيران، لأنهم معها، سوقاً لسياسات مالية وشراكات اقتصادية والتزامات دولية.
تحتفظ المملكة بـ «أصدقاء» حلفاء. لها عليهم فضل «الإكراميات»، والمكرمات مجزية. «وهابيتها» ليست مجانيّة أبداً. البنية التحتية الداعمة لتوسّع نفوذ الوهابية، وصلت إلى تأمين نصاب أنظمة وأحزاب وتيارات...من زمان، زرعت المملكة سياسة الشراء للولاءات. كان الحصاد وفيراً: كلمة السعودية تُطاع. تقولها مرة واحدة، والمطلوب: «سمعاً وطاعة». غير أن الشعوب ليست رهن «الوهابية السياسية». إذاً، عليها أن تدفع الثمن.
المملكة تدفع أثماناً باهظة. المعركة تفترض عدم تهاون «الحلفاء» و «الأصدقاء». وفي لبنان أصدقاء لها، اختصاصهم الأول عدم إغضاب «الأخ الأكبر»، والسعي إلى الاصطفاف، قبله، معه... لبنان هذا خارج السرب. هو ليس واحداً ليمتثل أو ليرفض. هو مزدوج، ومشتبك، بحرية فائضة. منه مَن هو مع المحور الإيراني، منذ زمن التأسيس انخرط بشكل متدرج في الصراع. وهو موجود بكثافة قتالية أو إعلامية، وبحمولة مذهبية، في ساحات المواجهة في كل من سوريا والعراق واليمن والبحرين. وليس من المنطق أبداً أن لا يدفع الثمن.. لا عفو في الحروب. «المكرمة» السعودية، ليست مجانية. مجنون من يدّعي العكس. هذه «مكرمة» بثمن، تسعى المملكة، ليكون باهظاً جداً، لا يستطيعه لبنان... لبنان ليس واحداً أبداً. منه ما هو مع المحور السعودي، من زمان انهيار الناصرية والعروبة (ليس عروبة الأنظمة التي كانت في زمن صعود القومية، التي حوربت بالحلف الإسلامي بقيادة المملكة ذاتها). هذا الفريق مع السعودية، هنا وهناك وأينما كان.
الأثمان كانت في السابق من الوزن الخفيف. أما وقد بلغت الحرب مرحلة حساسة وحاسمة، فليس مسموحاً أن يبقى «نائياً بنفسه». الحرب متصلة بالقتل، كما أشرنا. إذاً، «إما نكون أو لا نكون». ولا حياد عند هذه الحافة. إذاً، فليدفع لبنان الثمن. وسيحصل ذلك على دفعات.
النظام في سوريا ليس معفياً من دفع الأثمان، المعارضات كلها، في الميدان السوري ليست بعيدة عن دفع الأثمان الباهظة. الحرب تخطت الاثنين، صارت تُدار من بعيد. الفريقان يملكان جزءاً من الأمرة العسكرية، أما الأمرة الحربية العامة، فهي بيد موسكو وإيران وأنقره والرياض وواشنطن و... لقد فرغت سوريا من أن تكون قضية تخصّ السوريين وحدهم. حصتهم فيها هي بما يتناسب وقوتهم وبما يُرضي «حلفاءهم» و «أولياءهم». لا يبقى لسوريا الدولة، حصة في محيطها. الفراغ السوري ستملأه القوى الإقليمية والدولية، المسيِّرة لآلة الحرب، والراعية لمرحلة السلام، إذا...
الصراع المتجدّد في سوريا هو على الحصص الجغرافية لتأتي متوافقة مع المحاصصة الإقليمية والدولية. لكل شريك في هذه الحرب حصة، دفع ثمنها مالاً وعتاداً ومعارك. إذاً، هو الصراع على «سوريا الصغرى»، ووداعاً لسوريا الكبرى ولقلب العروبة ورافعة لواء القومية وفلسطين. هذا ماضٍ مضى. الثمن السوري كان فادحاً ولا يزال. الحرب أزاحت شعباً من مكانه. ألغت ثقافة وحضارة وانتماء. أنبتت، بهمجيتها ثقافات أقلوية، مذهبية ودينية متخلفة.
لبنان نجا من العدوى السورية. شارك بحربها من بعيد. محاولات استدراج لبنان أخفقت. الأمن نجح في مكافحة الإرهاب. حكماء لبنان أقاموا حدوداً بين جبهة الداخل وجبهات الخارج. ساعدتهم في ذلك رغبة الفرقاء المتفرقين بعدم هزّ الاستقرار. أما والحرب قد بلغت محكاً مصيرياً، استدعى استنفاراً سعودياً، فقد تبلَّغ لبنان إنذاراً على شكل عقوبة. ليس في وسع النظام في سوريا أن يتساهل ولو قليلاً. حلفاؤه غير متساهلين. وليس في وسع السعودية، قائدة التحالف البري المزعوم، أن تتساهل. حتى الآن، العقوبة مالية. ماذا لو كانت العقوبة أفدح من ذلك؟ ألا يُخشى على الأمن في لبنان؟
يبدو، أن لا أحد يريد أن يهدم الهيكل في الداخل. فماذا عن الخارج؟ إننا نقترب أكثر من الخطر. مطلوب أن يتعايش «المحوران» السعودي والإيراني في لبنان، فيما هما في مسلسل من الحروب العابرة للحدود، والمقيَّدة بالمذاهب. هل هذا ممكن؟
حذارِ الشمشونية. أعمدة الهيكل من كرتون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا    الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 8:53 pm

سحب أموال سعودية من لبنان العام 1966: عندما كانت العروبة هي العدو

 الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا 4bef1c2c-9415-436d-a4ed-6fca7f175e53

هشام صفي الدين 05-03-2016

ليست المرة الاولى التي تستخدم الرياض سلاح المال كوسيلة لمعاقبة لبنان على خلفيّة سياسته الخارجية. فقبل أن تلغي المملكةُ «الهِبة» المكرّسةَ لتسليح الجيش اللبنانيّ، وقبل وجود تنظيمٍ اسمه «حزبُ الله» (1982)، بل قبل انتصار «الثورة الإسلاميّة» في إيران (1979)، وقبل مشروع «تصدير» الثورة الإسلاميّة إلى «المحيط العربيّ السنّيّ،» قبل ذلك كلّه، قامت جهاتٌ سعوديةٌ مقرّبة من العائلة المالكة بسحوباتٍ ماليّةٍ ضخمةٍ من الجهاز المصرفيّ اللبنانيّ في العام 1966. الفارق أنّ التذمّر السعوديّ سبّبتْه، آنذاك، عروبةُ لبنان «المفرطة،» لا «نقصٌ» مزعومٌ في منسوب هذه العروبة.
في الستينيات، كان الخلافُ على أشدّه بين الرياض والقاهرة على خلفيّة حرب اليمن، والمدِّ العروبيّ الاشتراكيّ الناصريّ، الذي حاولت الرياضُ تقويضَه عبر إنشاء حلفٍ إسلاميّ. تبنّى رئيسُ الجمهورية اللبنانيّ آنذاك، شارل حلو، سياسة الحــــياد (فلـ «النأي بالنفس» تاريخٌ عريقٌ في لبنان). أعرب العاهلُ الســــعوديُّ فيصل بن عبد العزيز عن حبّه لهذا الحياد، برغم ما اعتبره إســـــاءاتٍ من جانب لبنان. لم يرُقْ للملك التعاطفُ الإعــــلاميُّ والشعبيُّ في لبنان مع مشروع الوحدة العربيّة، لكنّه نفى أن يكون لنظامه أيُّ يدٍ في الأزمة.
لكنْ، وخلافًا لما صرّح به فيصل للإعلام، أقرّ مسؤولون سعوديون رفيعو المستوى للسلطات الأميركيّة، بحسب تقارير ديبلوماسيّة سرّيّة، بضلوع أطراف سعوديّة في عمليّة سحب الأموال التي سبقت الأزمة. أحدُ هذه التقارير الأميركيّة تحوي كلامًا منقولًا عن عبد الله بن فيصل، فحواه أنّ الأخير «غاضبٌ جدًّا من موقف الحكومة اللبنانيّة غيرِ الوُدّيّ تجاه السعوديّة،» وأنّه «ينوي اتّخاذَ إجراءاتٍ محدّدةٍ لفرض تغييرٍ» ما، بمساعدة بطريرك لبنان حينها، بولس المعوشي، الذي أعلمه أحدُ عاملي السفارة السعوديّة في بيروت بأنّ فيصل أمر بسحب 100 مليون ليرة من بنوك في لبنان، بما فيها بنكُ «إنترا». المعوشي، بدوره، أعرب لمراسل «كريستيان ساينس مونيتور»، جون كولي، عن نيّته بذلَ كلّ ما أوتي من نفوذ لإسقاط حكومة عبد الله اليافي، ولدفــــع رئيس الجمهوريّة شارل حلو إلى تبنّي سياسة أكثر وُديّةً... تجاه السعوديّة والولايات المتحدة، لا تجاه الجمهوريّة العربيّة المتحدة بقيادة جمال عبد الناصر.
قد يضعف التواترُ في نقل هذه المعلومات من صدقيّتها. غير أنّ ما أسرّ به مسؤولان سعوديّان رفيعا المستوى إلى السلطات الأميركيّة، على ما جاء في وثيقةٍ أخرى، يُعزّز من فرضيّة سحب الأموال. المسؤول الأول هو الأمير محمد بن فيصل، الذي كان يَشغل حينها منصبَ مدير مكتب تحلية المياه. فقد قال للمسؤولين الأميركيين في جدّة إنّه أوعز إلى رفاقه بسحب أموالهم من لبنان قبل اندلاع أزمة «إنترا»، وتذمّر من غلاء الأسعار في لبنان؛ وأضاف أنّ اللبنانيين يكسبون على حساب الآخرين، وأنّه لم يعد يريد الإقامة هناك. المسؤول الآخر هو محمد إبراهيم مسعود، مساعدُ وزير الخارجية السعودية آنذاك، والذي أقرّ في إحدى الوثائق بأنّ «سحوبات سعوديّة قد حصلتْ، وأنّها على الأرجح ساهمتْ في إغلاق «إنترا».»
الجدير ذكرُه أنّ واشنطن، برغم عدائها للمدّ العروبيّ الناصريّ، حاولتْ ثنيَ الرياض عن استخدام أموالها المستثمَرة في لبنان لمعاقبة الحكومة اللبنانيّة. لقد أدركتْ واشنطن أنّ فشل البنوك اللبنانيّة ليس في الصالح الجيوستراتيجيّ للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، ذلك لأنّ «نظام الاقتصاد اللبنانيّ الحرّ تفنيدٌ حيٌّ لتعاليم الاشتراكيّة العربيّة،» وأيّ اضطرابٍ في الاقتصاد اللبنانيّ سيشجّع كلَّ مَن يدعم هذه الاشتراكيّة ويعادي الولاياتِ المتحدة وحلفاءَها.
إثر هذه التنبيهات، خفّفت الرياضُ من حدّة ادّعاءاتها أنّ السحوبات كانت بدوافعَ سياسيّة. هكذا أعلن المسؤولُ الماليُّ الأوّل في المملكة، أنور علي، أنّ أرقام السحوبات مُبالغٌ فيها، وأنّ الكمَّ الأكبر من السحوبات أموالٌ كويتيّة، وأنّ لوم المملكة نتيجةٌ لإشاعاتٍ «مغرضةٍ وغير مسندة.» والحق أنّ أموالًا كويتيّةً طائلةً سُحبتْ فعلًا من بنك «انترا» قبيْل الأزمة، ونُقلتْ إلى بنوكٍ أميركيّة بعد ارتفاع الفوائد في الولايات المتحدة وقيامِ مدير بنك «تشايس منهاتن» (دايفيد روكفلر) بجولةٍ خليجيّةٍ لجذب هذه الاستثمارات. وهذا يعني أنّ السياسة وحدها لا يمكن أن تفسّر حركة الرساميل تلك، بل توحي أنّ السعوديين سعوْا إلى استثمار ارتفاع تلك الفوائد لتغليب وجهتهم السياسيّة. وقد تكون تلك سياستهم اليوم أيضًا في ظلّ تكاليف حرب اليمن والتقشّف الماليّ للمملكة.
لقد اختلفت طبيعةُ الصراع حول العروبة بين الأمس واليوم اختلافًا جمًّا، فاختلفت الدوافعُ والأهدافُ واستراتيجياتُ التنفيذ. في الستينيّات، نفت السعوديّة نيّتها العقابيّة، ولم تستخدمْ قنواتٍ رسميّةً لسحب أموال قدّمتْها على شكل هِباتٍ رسميّة، فهي لم تكن تملك موطئ قدم في الإعلام وبين النخب الحاكمة في لبنان كما هي الحال اليوم. لكنها، في الحالتين، لجأتْ إلى سياسةٍ كيدية عقابيّة عبّرتْ عن المنطق الزبائنيّ الذي يحكم علاقاتِها الخارجية. أخطرُ ما في الامر أنّها حاربت العروبة عندما كانت مشروعًا سياسيًّا ذا مضـــمونٍ تقدميّ وشعبيّ واشتراكيّ ومعادٍ للعدوّ الإسرائيليّ ومــــشاريع الإمبريالية الغربيّة، بينما تعيد حصرهــا اليوم بالعداء لإيران في سياق صراعٍ على النفوذ في المنطــــقة عندما باتت العروبة نفسها ـ في الأغلب ـ شعارًا خــــاويًا في قامـــوس مؤيّديها ومحط تشويه وتسطيح لدى معارضيها.

نشرت في العدد الأخير من مجلة «الآداب»
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الإهمال العربي أوصلنا إلى هنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وفيات الأطفال.. بين الإهمال وعدم مراعاة السلامة العامة
» أخي العربي: ما انتهينا بعد
» الخراب العربي
» الحصان العربي
» التنوير العربي:

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: