منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ثقافة السودان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70084
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ثقافة السودان Empty
مُساهمةموضوع: ثقافة السودان   ثقافة السودان Emptyالأحد 03 أبريل 2016, 9:39 am

ثقافة السودان


ثقافة السودان 150px-Anglo-Egyptian_Sudan_Sudanese_Woman
سيدة سودانية عام 1901 م


يمتد السودان على مساحة واسعة ما بين جنوب مصر وحتى المناطق الاستوائية في وسطأفريقيا, مما أدى لوجود مختلف العرقياتوالثقافاتوالأديان, لكن يشكل الإسلام الخلفية الثقافية لغالبية سكان السودان خاصة الأجزاء الوسطى والشمالية منه. فيما تتشكل ثقافة الجنوب وجنوب شرق وغرب السودان من الثقافات الأفريقية الخالصة وان مازجها الإسلامقليلا.



الثقافة القبلية واللغوية
ثؤثر الثقافة القبلية بشكل كبير على غالبية أهل السودان, ويتداخل العالم القبيلي في أغلب الممارسات اليومية والاجتماعية والزواج, بحيث يكون للخلفية القبلية الأولية في هذه العادات الاجتماعية. يزيدالاهتمام بالمسائل المتعلقة بالعادات القبلية في المجتمات الريفية, وكما تتوافق العادات والتقاليد بشكل كبير بين القبائل السودانية الشمالية الرئيسية: النوبة"حلفاويين ومحس وسكوت ودناقله" والشايقية والجعلية والشكرية وسكان أواسط السودان بالرغم من أن النوبة ليسوا عربا في الأساس, ويرجع ذلك للاختلاط الذي تم بين هذه القبائل على مر العصور.

الثقافة العربية الإسلامية

تفتخر أغلب قبائل اواسط وشمال السودان وغرب السودان الأوسط بأًنتسابها للثقافة العربية الإسلامية، بينما يقل هذا الشعور في اقاصى البلاد مثل جنوب السودان ومناطق النيل الأزرق وغرب السودان الاقصي وقطاعات من شمال السودان خصوصا المناطق التي لاتتحدث اللغة العربية الا كلغة ثانية.
لكن الثقافة العربية والإسلامية تلعب دورا هاما ورئيسيا في العادات اليومية والأعرافوالتقاليد التي لا تختلف كثيرا عن العادات السائدة في أغلب الدول العربية. كما كان السودان في اواخر القرن ال 19 مقصد طلاب العلوم الإسلامية لكثرة الشيوخ والخلاوى التي اشتهرت على مدى قرون بتحفيظ القرآن الكريموعلومه، وتعد الثورة المهدية1881 م -1898 م هي ذروة سنام الثقافة الإسلامية في السودان، الذي كان وقتها غنيا بالموارد خصوصا الزراعيةوالبشريةوالحيوانية ويقال أن عرب السودان هم من سلالة قوم عاد والله اعلم.



أثر نهر النيل في الثقافة السودانية
يمثل نهر النيل الرابط الحقيقي لغالبية قبائل السودان حيث يقطن غالبية أهل السودان حوض نهر النيل الذي يمتد من أقصى الجنوب لأقصى الشمال مضيفا لمسة ثقافية خاصة لكل قبيلة يمر بأرضها.فنجد الأغاني الشعبية التي تدور حو نهر النيلوالفيضان ،و التي تعكس جزء أساسي من الثقافة السودانية
أهم التقاليد السودانية

تشتهر القبائل السودانية على اختلافها بالطبيعة المحافظة والتدين العام والذي يربط الفرد والمجتمع. ترتبط العادات والتقاليد السودانية بالمناسبات الدينية مثل شهر رمضانوعيد الاضحىوعيد الفطر وأيضا بالمناسبات الاجتماعية الخاصة مثلالزواجوالمآتم.
تاريخيا انفرد السودانيين بعادة الشلوخ وهي علامات توضع على جانبى الوجه أو على الصدغ تختلف من قبيلة لأخرى فيما توجد نفس هذه الشلوخ في جنوب السودان لكنها توضع في الغالب في الجبهة. حاليا توقفت هذه العادة الا في القليل من البقاعالريفية النائية.ويعتقد بأن هذه العادة مرتبطة بتاريخ الرق القديم إذ تعتبر الشلوخ بعدم إمكانية اذالتها بمثابة اثبات انتماء حى لا يقبل خرقه. بمعنى انه إذا وقع أحد أفراد القبيلة في الاسريتعرف عليه الاخرين فورا ويهبون لنجدته.
ثقافة السودان NSRW_Africa_Shilluk
نموذج للشلوخ لدى الشلك 1914


وتأخذ الشلوخ اشكالا مختلفة بأختلاف القبيلة، فمثلا عندالشايقية كانت ثلاث خطوط عرضية على جانبى الوجه، وعند بعض القبائل العربية كانت تبدو كحرف [H] وعند النوبيون ثلاث خطوط طولية [III] أو خطين في الصدغ وفى الجنوب عندالدينكاوالنوير وباقى القبائل تكون الشلوخ ذات خصائص ادق حيث توضع عند النوير بشكل خطوط عرضية تملأ الجبهة وعادة ما تكون خطوط رقيقة، وعند بعض فروع الدينكا يتم ملئ الوجه كاملا بدوائر صغيرة، وعند الشلك يتم عمل خط فوق الحاجبين من الدوائر البارزة.





رمضان
يبدا الاعداد لشهر رمضان في السودان قبل وقت مبكر، حيث يتم اعداد العديد من المشروبات التي لا توجد في أي بلد آخر غير السودان وهي شراب (الحلو مر - ويسمى أيضًا الأبريه) بالإضافة للمشروبات المعروفة في بعض الدول العربية الأخرى مثلالكركديه "العناب" والعرديب وهو ثمرة تشبه تمر هنديو التبلدي (القنقليز) أيضا تشتهر المائدة السودانية بأكلة العصيدة التي تختلف عن أنواع العصيدة المعروفة في بلاد الخليج العربي.
ومنذ تاريخ بعيد يعود للممالك الإسلامية في السودان اشتهر الناس بحب اشاعة الخير في شهر رمضان، وخصوصا التكفل بافطار الصائمين، لذلك تجد أغلب الناس في رمضان يفطرون في الشوارع (الضرا) ويؤدون صلاة المغرب في الشارع املا في مرور عابر سبيل أو مسكين، فيجبرونه على الأكل معهم، فيما اشتهرت بعض قرى ولاية الجزيرة بالتكفل بالباصات السفرية الكاملة التي يصادف مرورها وقت الآذان.
مع ملاحظة ان السودانيين لايفرقون عادة بين المارة في الشوارع فيكون منهم المسلمون والمسيحيونوالوثنيون وحتىاللادينيين فبغض النظر عن دينهم يتم الأصرار عليهم على تناولالطعام أو على الأقل تذوقه.لأن الغرض الرئيسى هو التواصل والكرم واشاعة المحبة والتشارك.وذلك لنطلاقًا من قوله صل الله عليه وسلم (وفي كل كبد رطبة أجر)
مظاهرالزواج في السودان

يسمى الزواج في اللهجة السودانية بـ"العرس" بكسر العين، كما يسمي (هداي)بلغة التقري ذات الأصول العربية التي يتحدث بها عدد كبير من سكان وسط وشرق السودان, ويبدأ الاحتفال به قبل فترة طويلة, يتم فيها ما يعرف (بقولة الخير) أولا، وهي مايقصد بها طلب الزواج الذي تقوم به أسرة الشاب واعيانعائلته وبعد القبول تقوم صديقات العروس بحبسها أي اخفائها بوضعها في برنامج مكثف من التغذية وعدم التعرض للشمس حتى تكون العروسه في أبها صورها في ليلة الزواج التي تسبقها ليلة حفلالحناء التي تقام للعروسين بشكل منفصل. ورغم أن الغالبية العظمى من مختلف الاعراق السودانية هم في الأساس محافظون في مسألة الزواج وعادة ما يتم قبول طالب الزواج إذا لم يكن لديه عيوب اخلاقية خطيرة بغض النظر عن وضعه المالى ودون ارهاقه بالطلبات والمهر والشروط. وغالبا يتم عقد القرآن في اقرب مسجد لبيت اهل العروس. إلا أن هنالك بعض اشكال الممارسات السودانية المميزة التي تجانب الأسلوب المحافظ لغالبية الناس مثل رقص العروس، وتنطقباللهجة السودانية رقيص العروس، وهي عادة غير مقبولة وغير متبعة عند الكثير من السودانيين.
رقص العروس :-

أو مايسمي ب(الصُبْحِّية)
هو عبارة عن احتفال خاص بالسيدات من أسرتى الزوجين يكون عادة صباح ليلة الدخلة، ويشترط في الغالب عدم حضور أي رجل باستثناء العريس وعدم التصوير خصوصا بكاميراتالفيديو، ويتمالغناء بواسطة مغنية متخصصة في لونية فنية خاصة تسمى في الأوساط السودانية باسم اغانى البنات وهو مصطلح يطلق على غناء بسيط المفردة تؤديه الفتيات، يدور حول الزواج والجمال والحبومدح صفات النساء وشيم الرجال وأحياناالسخريةمع ملاحظة بان العروس تخضع لدروس تعليمية مسبقة من المغنية المتخصصة وهو ما يسمي ب(التعليمة)والدروس تهدف اولا لقياس النواحي الجمالية في العروس واظهارها للمدعوين واخفاء العيوب وسترها عن اعينهم كما انها تقود لتناغم وتفاهم بين العروس والمغنية ومعرفة تفاصيل وكيفية القيام بكل رقصة. ويغيب الرجال عن هذا الاحتفال لكون العروس تتبرج لأقصى الحدود الممكنة : يعتقد أن ذلك يحدث لعدة أسباب ذات خلفيات سايكلوجيةواجتماعية منها:
إثبات الذات بطريقة انثوية بحتة.بكشف ما خفى من جسدها لاثبات عدم اصابتها بأي نوع من المشاكل الصحيةوالجمالية، وما يتبع ذلك من اخراس لألسنة النساء الغير راضيات عن الزواج من الأسرتين.
محاولة تشريف للزوج باثبات جدارة عروسه واحقيتها الجمالية به.
إبراز الإمكانيات المادية للزوج لأن هذا الاحتفال عادة مايكون مكلفا جدا، لأن تكاليف المغنيات خرافية والعروس ترتدى ما امكنها من الذهبوالمجوهرات وعند كل رقصة يجب عليها تبديل ملابسها وحليها وزينتها.
فيما يعتقد البعض الأخر عكس ذلك تماما، لمخالفته الاخلاقيات الإسلامية، فضلا عن كونه إتلاف للمال واشعال لروح التنافسوالحسد بين الفتيات في اهتمامات كمالية عديمة النفع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70084
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ثقافة السودان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثقافة السودان   ثقافة السودان Emptyالأحد 03 أبريل 2016, 9:40 am

الحركة الثقافية الحديثة في السودان
بدأت الحركة الثقافية الحديثة في السودان في بداية القرن العشرين, حيث بدأ الخريجيي المدارس "و كلية غردون التي أصبحت جامعة الخرطوم لاحقا" في تكوين بعض التجمعات الثقافية المتفرقة, بالتزامن مع الحركة الفنية, حيث ظهر العديد من الشعراء والكتاب المثقفين الذين أثروا بشكل كبير في مسيرة الثقافة السودانية.
بعد استقلال السودان في العام 1956 م بدأت الحركة الثقافية النشيطة في السودان خاصة بعد ظهور الاذاعة السودانية "هناأمدرمان" ومن ثم تلفزيون السودان من أمدرمان عاصمة الثقافة والتاريخ السوداني الحديث.' لاننسي عمية اثر الحراك السياسي والاجتماعي في المكون الثقافي للامه..لقد أحدثت التحولات السياسية والاجتماعيه لدولة الفونج اثرا كبيرا في الثقافة السودانية فقد تشكلت ملامح الثقافة السودانية الحديثة منذ ذاك الحين
المثقفون السودانيون

التيجاني يوسف بشير
الهادي آدم
إسماعيل الأزهري
حسن خليفة العطبراوي
الطيب صالح
روضة الحاج
التجاني حاج موسي
د.علي عثمان محمد طه
د.عبد الحفيظ خضر بادي
د.عبد الله الطيب
د.عصام علي البشير
الشيخ محمد أحمد حسن
الفنان محمد وردي
الفنان عبد الكريم الكابلي
الاستاذ محمد عبد النبى
الشيخ محمد حسن كرار
خالد عبد الخبير نور
الموسيقار محمد الامين
الشاعر محجوب شريف
الشاعر محمد طه القدال
الموسيقار عثمان النو
الرئيس السابق : الإمام، الصادق المهدي
د.طيفور عبد المنعم
عمرو منير دهب
الاستاذ.عبد الغفار مقبول، باحث اجتماعي
الدكتور منصور خالد
الدكتور عون الشريف
محمد أحمد أبو رنات
أبو آمنة حامد
محمد سعيد العباسي
إدريس جماع
صلاح أحمد إبراهيم
سيد محمد حاج
احمد محمد علي
مريم عبد الله حسين
تسابيح يوسف محمد
عمر الحاج موسى
أحمد صديق شلكاوي
المهندس عمرو معاوية خوجلي
نبيل عبد الله الماحى شاعر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70084
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ثقافة السودان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثقافة السودان   ثقافة السودان Emptyالأحد 22 أكتوبر 2017, 6:19 am

«ود مدني» مدينة الثقافة والفن والتنوع

إنصهرت فيها كل قبائل السودان

صلاح الدين مصطفى



Oct 21, 2017

ثقافة السودان 21qpt977
الخرطوم ـ «القدس العربي»: «ابتسم أنت في واد مدني» لافتة تقابلك وأنت في مدخل المدينة ولعلها المدينة الوحيدة في السودان التي تدعو زائرها للابتسام والتسامح والسلام، فقد انصهرت فيها كل ثقافات السودان وأصبحت نموذجا للتنوع.
تبعد مدينة واد مدني حولي 186كيلومترا عن العاصمة الخرطوم، وتتميز بأنها عاصمة سابقة للسودان وفيها رئاسة مشروع «الجزيرة» الذي تم إنشاؤه عام 1925 لمدّ المصانع البريطانية بحاجتها من خام القطن الذي شكل أيضاً العامود الفقري لاقتصاد السودان بعد الاستقلال. ويعتبر «الجزيرة» أهم مشروع مروي في افريقيا وأكبر مزرعة في العالم ذات إدارة واحدة.
قبة السني
وتشير الدراسات التاريخية إلى أن المنطقة التي قامت عليها المدينة كانت غابة كثيفة اتخذها أحد رجال الدين وهو محمد مدني دشين واشتهر بمحمد مدني السني، مقرا له وذلك في المكان الذي توجد فيه قبة السني وضريحه حاليا، إضافة إلى خلوة لتعليم القرآن، وكان ذلك في عام 1489 ثم بدأ المريدون يتوافدون فأسسوا حي المدنيين ثم انتشرت الأحياء بعد ذلك.
ونسبة لقرب المنطقة من النيل الأزرق فقد اشتهرت عند إنشائها بصناعة القوارب الشراعية إلى جانب صناعات محلية أخرى كدباغة الجلود وصناعة الأحذية والعناقريب وهي أسرة تقليدية تصنع من الحبال والحطب.
ولموقعها الممتاز اتخذها إسماعيل باشا ابن محمد على باشا، خديوي مصري، مقرا لقواته عندما احتل السودان سنة 1821 وبعد اغتياله اختار خلفاؤه الخرطوم عاصمة جديدة لحكمهم وقاعدة عسكرية كبرى لجيوشهم.
مظاهر مدنية
وأثناء الحكم الإنكليزي المصري كانت واد مدني إحدى المدن الكبرى والمهمة. فخلال العشرين عاما الأوائل من القرن العشرين أقيمت فيها محطة للسكة الحديد ومستشفى عسكري كان تابعاً للقوات البريطانية ومباني رئاسة المديرية والمحاكم ومكتب البريد والجامع الكبير على امتداد شارع النيل، كما بدأ أول تخطيط عمراني في الحي البريطاني (الحي السوداني حالياً) وحي القسم الأول. وشهدت المدينة منذ ذلك التاريخ نشاطاً تجارياً كبيراً جذب إليها أعداداً كبيرة من التجار والحرفيين.
ويقول الكاتب الصحافي صلاح الباشا إن سكان السودان ومنذ قديم الزمان كانوا يمارسون مهنتي الزراعة التقليدية (المطرية) والرعي بما في ذلك مساحات الجزيرة بمراعيها الواسعة في فصل الخريف. لكن ومع قيام شركة السودان الزراعية في منطقة الجزيرة أصبحت منطقة جذب للعمالة من كل أنحاء السودان، الماهرة منها والمتعلمة، خاصة من شماله حيث كان السكان يمارسون حرفة الزراعة في جروف نهر النيل بسبب سكناهم على ضفافه منذ الأزل، كما توافدت العمالة من غرب السودان ومن خارجه أيضاً، مثل تشاد والنيجر ومالي.
تمازج المحليين والوافدين
وحصل تمازج بين السكان المحليين والوافدين من كافة أنحاء السودان والدول المجاورة، فقد استقر فيها القادمون منذ أجدادهم وحتى اللحظة حيث صاروا مواطنين من الدرجة الأولى منذ عقود طويلة بعد أن وجدوا فرص العمل في مواسم زراعة وجني القطن (اللقيط) وفي العمل في المحالج أيضاً، ثم في زراعة الذرة والقمح والخضروات من خلال الدورة الزراعية المخصصة للمزارع في حواشات المزارعين.
وأدى إنشاء خط سكة حديد شرق السودان إلى إضعاف الجانب التجاري في واد مدني لكنها استعادت أهميتها الاقتصادية بقيام مشروع «الجزيرة» الزراعي عام 1925 وتوسع النشاط الحكومي فيها نسبة إلى التطور الاجتماعي والإنمائي الذي شمل مديرية النيل الأزرق قبل تحويلها في 1973 إلى مديرية الجزيرة ثم إلى ولاية الجزيرة وبقيت واد مدني عاصمة لها.
تحديث المدينة
ويرى الباشا أن مشروع الجزيرة ساهم بشكل كبير في أن تكون المدينة حديثة ومتميزة حيث قامت الإدارة الإنكليزية في الشركة الزراعية بتدريب الشباب من خريجي المتوسطة على العمل المحاسبي والكتابي وأعمال الإدارة والمخازن والهندسة الزراعية والميكانيكية، ثم التدريب لوظائف مفتشي المزارع |الغيط» حين لم تكن تتوفر وقتذاك كليات للزراعة، بل أن منهم من تم إبتعاثه للتدريب والتأهيل في لندن.
وبسبب توسع زراعة القطن في الجزيرة فإن 80 في المئة من صادرات السودان كان يمثلها القطن طويل التيلة ولمدة سبعين عاماً حتى عام 2000 الذي شهد تدفق الثروة البترولية التي بسببها تمت إدارة الظهر لمشروع الجزيرة فتركوه في مهب الريح.
ويصف صلاح الباشا المزايا التي أعطاها مشروع الجزيرة لمدينة واد مدني، فبعد إقامة خزان سنار، تم إنشاء هيئة البحوث الزراعية في المدينة. وكانت هي الجهة المناط بها تنفيذ العمليات الزراعية في المشروع قبل إنشاء إدارة خاصة في الشركة الزراعية في بركات حيث توجد رئاسة الشركة.
الريف الإنكليزي
وأحدث المشروع تطورا هائلا في مدينة بركات الصغيرة الجميلة والهادئة والتي أقيمت على نمط الريف الإنكليزي، وتبعد حوالي سبعة كيلومترات جنوب واد مدني العاصمة الإدارية للإقليم الأوسط القديم. «لذلك كان معظم موظفي وعمال الشركة الزراعية يأتون من حاضرة الجزيرة واد مدني بجانب القادمين من القرى المجاورة، وفيما بعد توسع العمل ليجذب كفاءات علمية عديدة من العاصمة وغيرها» .
وساهم نجاح زراعة القطن في الجزيرة في إدخال كافة الخدمات التعليمية والعلاجية والإنارة وتعليم الكبار ونقاط العلاج (شفخانات) لمعظم قرى الجزيرة، وتبدل حال المنازل لدى المزارعين، والتي كانت تقام من الطين، فأصبحت منازل حديثة بالعقد والطوب الأحمر، وانتشرت المدارس حتى الثانوية في القرى المجاورة، وبالتالي أصبحت الجزيرة منطقة وعي تعليمي وثقافي وسياسي أيضاً، فضلاً عن المكون الثقافي الناتج عن تواجد كل قبائل السودان فيها، فأصبحت بوتقة إنصهار وتزاوج بين كافة القبائل في الجزيرة، ما قاد إلى ذوبان القبلية تماماً في وسط السودان حتى اللحظة.
ويقول الباشا إن مدينة بركات بطرازها الإنكليزي الجميل من حيث الخضرة والحدائق الغناء تظل علامة بارزة في مستوى تطور الثقافة السودانية ومرتكزا من مرتكزات النبوغ السياسي والفني والرياضي في السودان، فضلا عن قيام محالج القطن في منطقة مارنجان التي تتوسط المسافة بين واد مدني وبركات حيث كان أهل شمال السودان القديم يتخذون من تلك المناطق وطناً ثانيا لهم داخل خريطة البلاد الكبيرة.
صناعات
وساهمت زراعة القطن في الجزيرة في وجود صناعة سودانية خالصة بعد خروج الإدارة الانكليزية حسب عقد تأسيس شركة السودان الزراعية الإنكليزية المسجلة في لندن حيث كان عمر الشركة 25 عاما فقط امتدت من العام 1925 وغير قابلة للتجديد إذ تم تأميمها في العام 1950 ليحل محلها ما يسمى الآن مجلس إدارة مشروع الجزيرة.
وقد تمثلت التنمية الصناعية التي تعتمد على خام القطن في قيام العديد من مصانع النسيج ومعاصر الزيوت في الجزيرة وفي السودان كله، ما أتى بفوائد جمة اجتماعية وتنموية استراتيجية. وكان ناتج بيع القطن هو سبب النهضة الحديثة بإنشاء البنية التحتية كالطرق داخل المدن وإدخال خدمات الكهرباء والماء وإنشاء المدارس في كل مدن السودان وقراه البعيدة وقيام مؤسسات التعليم العالي من جامعات ومعاهد عليا وأيضاً خطوط السكة الحديد وشركة الطيران.
وتضم مدينة واد مدني حاليا العديد من الصناعات خاصة الغذائية كصناعة البسكويت والحلويات والمشروبات الغازية ممثلة في مصانع واد مدني للبيبسي كولا والكوكا كولا، كما توجد في المدينة صناعة عصر الزيوت والصناعات المرتبطة بها كصناعة الطحينة والصابون وتوجد أيضاً مطاحن للدقيق وصناعة الغزل والنسيج ومدبغة الجزيرة للصناعات الجلدية، وهناك محالج مارنجان للقطن، إلى جانب الصناعات الكيميائية المختلفة.
فكرة مؤتمر الخريجين
ولعبت مدينة واد مدني أدوارا مهمة في تاريخ السودان الحديث، حيث طرحت فيها فكرة مؤتمر الخريجين الذي قاد العمل السياسي في السودان، وتعود الفكرة إلى المحامي أحمد خير وهو وزير خارجية سابق وأحد مؤسسي جمعية واد مدني الأدبية التي تركت آثارها على الحياة السياسية والثقافية «فمن منبر تلك الجمعية ألقى احمد خير محاضرته بعنوان واجبنا السياسي بعد معاهدة 1936 واقترح فيها تأسيس مؤتمر لخريجي المدارس والمعاهد يرعى شؤون البلاد، وكانت هذه المحاضرة أساسا لحوار كبير بين الخريجين في أنديتهم وعبر صفحات مجلة «الفجر» حتى تبنى نادي الخريجين في أم درمان تلك الفكرة».
حنتوب الجميلة
وفي أربعينيات القرن الماضي اختار المستعمر الإنكليزي ثلاث مدارس ثانوية تجمع نخبة طلاب السودان فكانت وادي سيدنا في أم درمان وخور طقت في الأبيض غربي السودان وحنتوب (الجميلة ) في مدينة واد مدني.
وكانت مدرسة حنتوب منارة تعليمية سامقة ساهمت في تكوين السودان الثقافي والاجتماعي والسياسي، فقد تخرج فيها معظم حكام السودان وقادة أحزابه ومن أشهر خريجيها الرئيس الأسبق جعفر نميري والدكتور حسن الترابي مخطط انقلاب الانقاذ 1989 ومحمد ابراهيم نقد الرئيس السابق للحزب الشيوعي السوداني.
جامعة الجزيرة
وتوجد في واد مدني جامعة الجزيرة وهي من أعرق الجامعات في السودان وانشئت لهدف معين لم يكن موجودا في السودان وهو ربط الجامعة بالمجتمعات المحلية حيث تقوم دراستها وأبحاثها على حياة الناس في مختلف المجالات. ومن أكثر كلياتها شهرة على مستوى العالم كلية الطب، وتقع رئاستها في مدينة واد مدني حاضرة ولاية الجزيرة وتأسست الجامعة في 1975 .
وحَرصت جامعة الجزيرة وخلال عمرها القصير على تقوية الصلات العلمية بالجامعات والمؤسسات داخل البلاد وخارجها، ووقعت عدداً كبيراً من الاتفاقيات الأكاديمية وبرامج التوأمة مع العديد من الجامعات والمنظمات العالمية والمؤسسات العلمية داخل السودان وخارجه، وخاصة في مجالات التدريب والتدريس والبحث العلمي وتبادل الخبرات، واكتسبت سمعة حسنة في الأوساط الأكاديمية في الخارج، وحصلت على جوائز عدة عربية وافريقية.
عاصمة الثقافة والفن
ويعتبر السودانيون واد مدني عاصمة للثقافة والفن من خلال الدور الذي لعبته في هذا المجال وأسست فيها رابطة أدباء الجزيرة وجمعية أصدقاء الفن ومن أبرز أدبائها الشاعر محمد عبد الحي والناقد مجذوب عيدروس. وقد أهدى السودان العديد من القمم الفنية على رأسهم الفنان ابراهيم الكاشف الذي يعد رائدا للأغنية واحد أعمدة فن الغناء السوداني الحديث إضافة لمجموعة كبيرة من الفنانين الذين أثروا الوجدان السوداني منهم الخير عثمان الذي غنى أغنية «حنتوب الجميلة» والفنان محمد الأمين صاحب البصمات الواضحة في خريطة الغناء السوداني ورمضان حسن، صاحب أغنية «الأمان» الشهيرة، ورمضان زائد. ومن الفنانين أيضا ثنائي الجزيرة وعبد العزيز المبارك وابو عركي البخيت، ومحجوب عثمان ومحمد مسكين وغيرهم.
ويرسم الكاتب صديق محيسي صورة قلمية لأجواء المدينة في منتصف القرن الماضي ويقول: «كانت مدينة واد مدني في ستينيات القرن الماضي نظيفة منسقة تنتشر الحدائق وسط أحيائها. وتعبق روائح الفل والياسمين من حيطان بيوتها وبالقرب من النيل ترقد مكتبة البلدية التي أسسها الإنكليز وصارت موئلا للباحثين والدراسين. وفيها خمس مكتبات سودان بوكشب ومكتبتا البلدية اللتان اسسهما الإنكليز، ثم ثلاث هي: الأهلية أول مكتبة في المدينة أسسها سيد مضوي وكانت تبيع الكتب الدينية مثل مختصر خليل ومتن الأجرومية ودلائل الخيارت وكتب التفسير والمكتبة الوطنية لصاحبها عيسى عبدالله وكانت توزع الصحف اليومية السودانية والمصرية ومجلات الآداب والأديب والثقافة الوطنية اللبنانية، أما مكتبة الفجر التي أسسها محمد سيد احمد فكانت متخصصة في الكتب اليسارية».
صلاح الدين مصطفى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ثقافة السودان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جمهورية السودان
»  ثقافة عامة
» ثقافة الحوار
» السودان المصري الإنجليزي
» نحو ثقافة رمضانية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: