منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الحصان العربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحصان العربي Empty
مُساهمةموضوع: الحصان العربي   الحصان العربي Emptyالأحد 03 أبريل 2016, 11:49 pm

الحصان العربي



الحصان العربي BOlevel11313   مدخل

الحصان العربي BOlevel11314   المعنى اللغوي للخيل

الحصان العربي BOlevel11315   أصل الحصان العربي

الحصان العربي BOlevel11316   صفات الحصان العربي

الحصان العربي BOlevel11317   الصِّفات الجمالية المطلوبة في الحصان العربي

الحصان العربي BOlevel11318   سُلاَلاَت الحصان العربي

الحصان العربي BOlevel11319   شِّيات (علامات) الحصان العربي

الحصان العربي BOlevel11320   ألوان الخيل في التراث العربي

الحصان العربي BOlevel11321   الخيل في الإسلام

الحصان العربي BOlevel11322   الخيل في القرآن الكريم

الحصان العربي BOlevel11323   خيل النبي

الحصان العربي BOlevel11324   أشهر الخيول العربية في التُّراث

الحصان العربي BOlevel11325   الخيل في الأمثال

الحصان العربي BOlevel11326   من مُسَميّات الخيل عند العرب

الحصان العربي BOlevel11327   الخيل في الغارات والحروب

الحصان العربي BOlevel11328   السّروج ولوازمها

الحصان العربي BOlevel11329   العناية بالخيول العربية في المملكة العربية السعودية

الحصان العربي BOlevel11330   ثبت الأعلام

الحصان العربي BOlevel11312   مصادر ثبت الأعلام

الحصان العربي BOlevel11310   الملاحق

الحصان العربي BOlevel11309   الصور

الحصان العربي BOlevel11308   الأشكال

الحصان العربي BOlevel11311   المصادر والمراجع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحصان العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحصان العربي   الحصان العربي Emptyالأحد 03 أبريل 2016, 11:57 pm

مدخل

             الخيل من الثديات آكلة الأعشاب، ومن رتبة مفردات الأصابع، وتوجد في معظم بلدان العالم. وهي أنواع متعددة، تتفاوت فيما بينها تفاوتاً كبيراً في الشكل والحجم والسرعة. ويُعد الحصان العربي (انظر صورة الخيول العربية) من أعرق سلالات الخيول في العالم وأغلاها ثمناً، ويرجع ذلك إلى عناية العرب بسلالات خيولهم الممتازة والمحافظة على أنسابها، مما جعلها أفضل الخيول الموجودة الآن في العالم، وأجودها على الإطلاق. فهي تجمع بين جمال الهيئة، وتناسب الأعضاء، ورشاقة الحركة، وسرعة العدو من جهة، وحدة الذكاء، والمقدرة العالية على التّكيُف، وسلاسة القيادة، وعلو الهمة، من جهة أخرى.

            والحِصَان صديق العربي ورفيقه في الحاضرة والبادية، وله منزلة عالية وقيمة معنوية عظيمة في نفسه، لأنه مرتبط أشد الارتّباط بمعنى حياته ووجوده ومصيره. فالحياة في شبة الجزيرة العربية في الماضي، كانت تعتمد في بعض مظاهرها على السّلب والنّهب، بما في ذلك من الكر والفر، مما يستوجب الشّجاعة والفروسية والتميز في القتال. والحصان هو عدة العربي في الحرب، يشاركه فيها مشاركة فعالة، يكر على الأعداء ويصبر على المكاره، فلا يجفل ولا يكبو ولا يفر عن المعركة مهما احتدمت ومهما ناله من سهام. فالشجاعة التي اشتهر بها العرب أصبحت صفة ملازمة لخيولهم الأصيلة، التي تعودت على المواجهة والسيوف تلمع من حولها، وعلى صدورها تتكسر الأنصال على الأنصال.

            وقد راض العرب خيولهم على القتال والنّزال، وعودوها على الثبات في الحروب فأصبح الإقدام صفة لها. وهم يفتخرون بسرعة استجابة خيولهم لمِا يراد منها، فهي تدرك واجبها كما يدركه الفارس نفسه، حتى أصبح الفارس وفرسه متلازمين. بل إلى الفرس يرجع الفضل في منجاة الفارس وبلائه. فالحصان عامل فاعل حاسم في الحرب، ونتيجة كل معركة تتوقف على خبرته ومعرفته بالحرب وثباته وجرأته، وسرعة حركته، وتبعاً لذلك يكون هلاك فارسه أو منجاته.

            وقد جعل العربي حصانه جزءاً من نفسه، بل كثيراً ما كان يُقَدّمه على نفسه وأُسرته فيؤثره بالطعام والشراب ويبيت طاوياً. وما أكثر ما جاء في التراث عن إيثارهم الخيل على الولد والزوج، حتى إِن المرأة لتغار من تفضيل زوجها لحصانه عليها وتعلقه به.

ومما ورد في التراث من تفضيل الخيل على الولد والزوج، قول الشاعر عبيد بن ربيعة:

يُجَاعُ لها العِيَالُ ولا تُجَاعُ
   

 
   

مُفَدَّاةٌ مُكَرَّمَةٌ عَلَيْنا

فهو يُكْرم فرسه، ويفديه بنفسه، ويؤثره بالطعام حتى لو أجاع عياله من أجله.

كما يصف ثعلبة العبدي حبه لفرسه "عريب" فيقول:

أحبّ حبيبٍ وأدنى قريبِ
   

 
   

إنَّ عُرِيباً وإن ساءني

بشاكِي السلاحِ نهيبٍ أريب
   

 
   

سأجعل نفسي له جُنة

ويقول الأخطل:

فإنَّ العِزَّ فيها والجَمَالا
   

 
   

أَحِبُّوا الخيل واصْطَبروا عليها

ربطنَاها فشاركت العيالا
   

 
   

إذا ما الخيل ضيَّعها رِجالٌ

ونحذوهنّ في السَّفر النِعالا
   

 
   

نصونُ الخيلَ ما دمنا حضورا

فهنا إشارة واضحة إلى مشاركة الخيل العيال في الطعام والشراب، وهي دلالة على إعزاز الخيل وإكرامها.

ومالك بن نويرة يقول:

وأسقيه محض الشَوْل والحيُ هاتفُ
   

 
   

أعللُ أهلي عن قليلِ مَتَاعهم

أي يصرف عياله عن قليل الطعام الموجود، ويُقدمه لحصانه.

ويُنكر الأعرج الطائي غيرة زوجته من تعلقه بفرسه (الورد):

تلوم وما أدري عَلاَمَ تَوَجّعُ
   

 
   

أرى أمَ سهلٍ ما تزال تَفَجَّعُ

وما تستوي والوِرْدَ ساعة تَفْزَعُ
   

 
   

تلُوم على أن أُعطي الوِرْدَ لَقْحَة

نخيبُ الفؤاد رأسُها ما تَقَنَّعُ
   

 
   

إذ هي قامت حاسراً مُشْمَعِلَّةً

هنالك يجزيني التي كنتُ أصنعُ
   

 
   

وقمتُ إليه باللجام مُيِّسِرا

أما خالد بن جعفر فيقول في فرسه حَذْفَة:

وألحفها ردائيَ في الجليد
   

 
   

أسويها بجاري أو بِجُزْءٍ

لها لبنُ الخَلِيَّة والصَّعود
   

 
   

وأوصي الراعيين ليَغْبِقَاها

جهاراً من زُهَيْرٍ أو أُسْيدِ
   

 
   

لعل الله يفديني عليها

وقال شداد بن معاوية العبسي "والد عنترة":

إذا ما أوقِدَتْ نارُ الحروبِ
   

 
   

جزى الله الأغرَّ جزاءَ صدقٍ

وأحميه بِمُطَّرِدِ الكعوبِ
   

 
   

يَقِينِي بالجبين ومَنْكِبَيْهِ

ولعل من أهم ما يميز الحصان العربي وفاءه النادر لفارِسه، فهو لا يدهسه أبداً إن سقط عن صهوته في حين تجده يدوس جماجم القتلى من الأعداء والجرحى، ويغرس سنابكه القوية في أجسادهم، وفي ذلك يقول عنترة:

وقد أخذت جَماجِمَهُم نعالا
   

 
   

تدوسُ على الفوارسِ وهي تعدُو

بل هو يسعى للثأر والانتقام كفارسه تماماً، فلا غرو أن نرى العربي قد علّق التمائم على حصانه خوف الحسد والعين، مثلما يُعلقها على أبنائه.

            وكما حفظ العربي نسبه واعتزّ به، حفظ كذلك نسب حصانه، وحرص على ألاّ تشوب أصالته شائبة حتى يبقى دمه نقياً ليعتز به أيضاً. وعلى الرغم من طبيعة الجزيرة العربية بصحاريها المترامية الأطراف، إلاّ أن العرب استطاعت أن تحتفظ  بمُشجّرات مطولة بأنساب خيولها وأسمائها.

            وقد تداخلت أسماء الخيول العربية الشهيرة مع أسماء فرسانها، حتى أصبح من العسير تمييز اسم الفرس من الفارس، حيث يقال: فارس الأبْجر، وفارس الجَوْن، وفارس النّعامة، فيُلقّب الفارس بلقب فرسه تعظيماً وتكريماً. وقد اشتُهر بعض فرسان العرب بحبهم للخيل واعتنائهم بها فنسبوا إليها مثل قولهم: "زيد الخيل"، والطُّفيل الغنوي، الذي أُطلق عليه "طفيل الخيل" أيضاً، مع أنه شاعر مشهور إلاّ أن حب الخيل غلب عليه فعُرف بها. واعتناء العرب بخيولهم والمحافظة على خصائصها المتميزة يفوق الوصف، مما جعل الحصان العربي الأنموذج، أو المثال في جمال الخيل وكمالها.

 



المعنى اللغوي للخيل

             يذكر الدَّميري في كتاب "حياة الحيوان الكبرى"، "أن الحصان واحد الخيل والجمع أفراس، الذكر والأنثى في ذلك سواء، وأصله التأنيث، وتصغير الحصان "فريس"، وإن أردت الأنثى فتقول: فُريسه بالهاء. ولفظها مشتق من الافتراس لأنها تفترس الأرض بسرعة عدوها، وراكب الحصان فارس: أي صاحب فرس، ويُجمع على فوارس. وكنية الحصان: أبو شجاع وأبو طالب وأبو مدرك وأبو مُضِّى وأبو المِضّمار. والحصان فيه قدرٌ من الكرم وشرف النفس وعلو الهمة".

             ويضيف الدَّميري أن "الحِصان" بكسر الحاء المهملة الذكر من الخيل، قيل: إنما سُمي حِصَاناً لأنه حصّن ماءه فلم يَنْزُ إلاّ على كريمة. والخيل: جماعة الأفراس لا مفرد له من لفظه، وهي مؤنثة، والجمع خيول. وتصغيرها: خييل؛ وسميت الخيل خيلاً لاختيالها في المشية فهو على هذا اسم للجمع".

          وورد في كتاب "مبادئ اللغة" للخطيب الإسكافي أن الخيل "مؤنثة، وجمعها خيول، ولا واحد لها من لفظها. والحصان نتاج عتيقين عربيين: حصان وفرس. والهجين الذي أبوه عتيق وأمه ليست كذلك. والمُقْرِف الذي أمه عتيقة وأبوه غير عتيق. ويطلق لفظ الحصان على الذكر والأنثى، أما "الحِجْر" فالأنثى دون الذكر، وجمعها أحجار وحُجُور. كما يسمى ما ليس بعربي برذونا، وأما "الرّمْكَة" فهي البرذونة تتخذ للنسل، وجمعها رمك وأرماك. والشهري من البراذين ما كان بين المُقْرِف والبرذون. وسماء الحصان أعلاه وأرضه أسفله".

          ويقول ابن منظور: إن "الحصان" يُطلق على الفحل من الخيل، ويُجمع على حُصُن. وأمّا الفرس، فواحد الخيل ومفرده، وجمعه أفراس، للذكر والأنثى، فلا يقال فَرَسَةٌ؛ وراكب الفرس فارس.

            وورد في كتاب الخيل للكلبي: أن اسم الخيل مشتق من خال يخيل خيلاً، واختال اختيالاً، إذا كان ذا كِبْرٍ وخُيلاء، ذلك أن الخيلاء صفة في الخيل لا تكاد تفارقها. "سئل أعرابي بمحضر أبي عمرو بن العلاء عن اشتقاق الخيل، فقال: اشتقاق الاسم من فعل المسمى، فلم يعرف الحاضرون ما أراد، فسألوا أبا عمرو بن العلاء فقال: ذهب إلى الخُيلاء الذي في الخيل".

            ومن أسماء الحصان السَّكب، أبوشُجاع، النَّهْد، الهِنَّبْر، الهِنْبر، أبوالمضاء، اليَحْمُوم. أمّا أنثاه فتُسمى الحِجْر، الحِجْرَه، الفرسة، النَّهْدّه. ويسمى ولده المُهْر (والأنثى مهرة)، والفِلْو، والفَلُوّ (الأنثى فَلُوَّة)، والسَّليِل. ويُسمّى صوت الحصان الصَّهيل، والصَّحير، والصَّهال، والنَّحيم.

            وورد في كتاب "الأقوال الكافية والفصول الشافية في الخيل" للغساني، أنّ عروبة الخيل وأصالتها وقدمها، أمر تؤكده المصادر العربية والأحاديث النبوية الشريفة. وسميت الخيل عِراباً لأنها عربية منسوبة إلى العرب. وقد فرقوا بين النّاس والخيل، فقالوا في النّاس: عرب وأعراب، وفي الخيل عِراب، والإبل العِراب والخيل العِراب خلاف البخاتي والبراذين، ويقال: أعرب الرجل إذا ملك خيلاً عِراباً أو إبلاً عِرابا، أو اكتسبها فهو مُعْرِبٌ.

قال النابغة الجعدي:

صهيلاً يَبِينُ للمُعْرِب
   

 
   

ويَصْهلُ في مثلِ جوفِ الطَّويَ

            وقوله صهيلاً يبين للمُعْرِب، أي إذا سَمِعَ صهيله من له خَيِلٌ عِرَابٌ، عرف أنه حِصَان عربي. والتعريب: أن يتخذ فرساً عربياً، ورجل مُعْرِب: معه فرس عربي، وفرس مُعْرِب: خلصت عربيته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحصان العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحصان العربي   الحصان العربي Emptyالأحد 03 أبريل 2016, 11:58 pm

أصل الحصان العربي

            جاء في الأساطير الجاهلية أن الخيل فرت عقب انهيار سد مأرب إلى البراري وتوحشت. فخرج ذات يوم خمسة أعراب هم: جُذْران، وشُوَيّة، وسِّباح، والعجوز وشِّراك، إلى بلاد نجد، فشاهدوا خمسة من جياد الخيل وكرائمها، فاحتالوا لصيدها وكمنوا لها بالقرب من مورد الماء حيث نصبوا  الفخاخ الخشبية. فلمّا سقطت في الكمين تركوها حتى أخذ منها الجوع والعطش مأخذاً، وهم في غضون ذلك يترددون عليها ويتقرّبون منها حتى تألفهم وتتعود عليهم، حتى استأنسوها وركبوها قاصدين مضاربهم. وخلال عودتهم نَفِدَ ما لديهم من زاد، وبلغ منهم الجوع مبلغاً، فاتفقوا أن يتسابقوا باتجاه خيامهم ويذبحوا الفرس التي تتأخر. ولكن عقب السباق رفض راكب الفرس الأخير  ذبح فرسه، وأبى إلا أن يُعاد السباق. ثم تأخرت أخرى غير الفرس الأولى، فرفض فارسها ذبحها، وهكذا حتى رفضوا جميعاً ذبح خيولهم. وفي اليوم الخامس ظهر قطيع من الظباء، فأغناهم عن الذبح، وهكذا سَلِمَت الأفراس الخمسة. فسُميت الفرس التي كان يركبها جُدْران الصقلاوية، لصقالة شعرها، وسميت التي كان يركبها شُوَيَّة أم عرقوب لالتواء عرقوبها، أما فرس سّباح فقد أطُلق عليها اسم شويمة لشامات كانت بها، وسميت الرابعة كحيلة لكحل عينيها وكان يركبها العجوز. أمّا الخامسة التي كان يركبها شِّراك، فسميت عبيه لأن عباءة شِّراك سقطت على ذيلها، فظلت ترفعها بذيلها وتردها طيلة السباق.

            ولم يخلُ كتاب أنساب الخيل لابن الكلبي من بعض الأساطير حول أصل الخيل العربية، إذ ذكر أن كل الخيول العربية ترجع في أصلها إلى زاد الرَّكب. وتزعم الأساطير أنه من بقية جياد سليمان، عليه السلام، وأن فحول الجياد العربية من نسله، وأن سليمان، عليه السلام، ورث عن أبيه عدداً من الخيل.

            وقد حدّث الكلبي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، ما أنه قال: "أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل أن قوماً من الأزد من أهل عَمّان قدموا على سليمان بن داود، عليهما السلام، بعد تزويجه بلقيس ملكة سبأ، فسألوه عما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم، حتى قضوا من ذلك ما أرادوا، وهمّوا بالانصراف؛ فقالوا يا نبي الله: إن بلدنا شاسع وقد أنفضنا (نفد ما عندنا) من الزاد، فمر لنا بزاد يبلغنا إلى بلدنا، فدفع إليهم سليمان فرساً من خيل داود، وقال: هذا زادكم! فإذا نزلتم فاحملوا عليه رجلاً وأعطوه مطرداً (رمحاً) واحتطبوا وأوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد. فجعل القوم لا ينزلون منزلاً إلا حملوا على فرسهم رجلاً بيده مطرد، واحتطبوا وأوروا نارهم؛ فلا يلبثون إلا قليلاً حتى يأتيهم صاحبهم بصيد من الظباء والحُمر والبقر، فيأتيهم بما يكفيهم، وفضلاً عن ذلك اغتبطوا به فقال الأزديون: ما لفرسنا هذا اسم إلاّ زاد الركب؛ فكان ذلك أول فرس انتشر في العرب من تلك الخيل".

            يُضيف ابن الكلبي أن أول فرس انتشر في العرب "زاد الركب"، فلما سمعت به بنو تغلب أتوا الأزدين فاستطرقوهم فنتج لهم الهجيس، فكان أجود من زاد الركب. فلما سمعت به بكر بن وائل، أتوا بني تغلب فاستطرقوهم، فنتج عن الهجيس الديناري، فكان أجود من الهجيس؛ ومن نسله أَعْوج والوجِيه وغُراب ولاحق وسَيِل".

            مهما يكن من أمر، فإن الدراسات الحديثة تؤكد أن الحصان العربي هو وليد الصحراء، ونتاجها الطبيعي. وقد خضع في الصحراء لعملية انتقاء طبيعية صارمة، فلم يصمد أمام قسوة الطبيعة إلا الأجود والأقوى والأصلح من الخيول، حتى إِن بعض الخبراء بالخيل يرى أن كل سلالة كريمة من الخيل، لا تضمن لنفسها البقاء دون اختلاطها بالسّلالة العربية الأصيلة. و للاعتراف بالحصان على أنه عربي أصيل، فلا بدّ أن يكون منحدراً مباشرة من الصحراء العربية، حيث يحرص العرب على أنساب الخيل، فيعرفون كل فرس ومشجّرات آبائه. فهم لا يقفون عند الآباء فحسب، بل يحرصون على حفظ نسب الخيل من الأمهات، لأنها تحمل الصفات النقية الأصيلة. ومن اهتمام العرب بالخيل أنهم كرّسوا لها بعض مؤلفاتهم؛ مثل (أنساب الخيل) لابن الكلبي و(أسماء خيل العرب وأنسابها وذكر فرسانها) للغندجاني، و (كتاب الخيل) للأصمعي، وغيرها.

            وقد اشتهرت كثير من الخيول بنسبتها إلى الجد الأكبر، وبقيت أنسابها متوارثة في مكان نشأتها في جزيرة العرب، فوق هضاب نجد ومنطقة عسير. فهذه المناطق كانت، وما زالت، من أخصب المناطق وأكثرها ملاءمة لتربية الجياد الأصيلة. وقد أكدت الكشوف الأثرية أن الحصان العربي أصيل في شبه جزيرة العرب، ولم يفد إليها من خارجها. وقد جاء في كتاب "الأقوال الكافية والفصول الشافية في الخيل" للغساني، أن عروبة الخيل وأصالتها وقدمها أمر تؤكده المصادر العربية، والأحاديث النبوية الشريفة؛ وأن الخيل سُميت عراباً لأنها عربية.








       
صفات الحصان العربي

             يتمتع الحصان العربي الأصيل ببنية جسمانية متينة ومتكاملة، إلا أن صفاته الجسمية تختلف باختلاف المناطق التي ينشأ فيها. ففي الجزيرة العربية نفسها تختلف صفات الحصان من إقليم إلى آخر، ومن ثم تختلف هذه الصفات عن نظرائها في الشام والمغرب. وبالنظر في تاريخ الخيل عند العرب نجد أن الخيول النجدية هي أجودها وأعرقها، ويُرجع بعض أهل المعرفة بالخيل الصفات الجيدة التي تتميز بها هذه الخيول إلى مناخ الجزيرة العربية، خاصة هواء نجد الجاف. وتعتبر الخيول النجدية النموذج الكامل للحصان الأصيل، في الركوب أو السباق.

          تمتاز الخيول النجدية بصغر الرأس، بل إن هذه الميزة هي أهم ما يلفت الانتباه في الحصان العربي الأصيل، وعليها يتوقف حسنه ومعرفة مدى أصالته وهمته. فرأس الحصان العربي الاصيل صغير الحجم، جميل التكوين، ناعم الجلد، خال من الوبر، قليل لحم الخد. وأحسن رؤوس الخيول العربية ما كان على شكل هرم؛ قمته إلى أسفل وقاعدته إلى أعلى، مع جمال وتناسق في الشّكل، فهو ذو جبهة عريضة تُزيّنها غُرَّة (بياض) في وسطها، وعينان واسعتان سوداوان جميلتان، بعيدتان عن الأذنين، يسترسل عليهما شعر الناصية فيقيهما من أشعة الشمس المحرقة. وقد أشار رسول الله r إلى أهمية شعر الخيل في قوله: ]لاَ تَقُصُّوا نَوَاصِي الْخَيْلِ وَلاَ مَعَارِفَهَا وَلاَ أَذْنَابَهَا فَإِنَّ أَذْنَابَهَا مَذَابُّهَا وَمَعَارِفَهَا دِفَاؤُهَا وَنَوَاصِيَهَا مَعْقُودٌ فِيهَا الْخَيْرُ[ (سنن أبي داود، الحديث الرقم 2180). ولذا نجد العرب يستقبحون جزّ نواصي خيولهم، وعادة ما يرسلونها إلى الجهة اليمنى من العنق، وأفضل النّواصي الطّويلة الصّافية اللون. وللحصان الأًصيل مخطم (مقدم الأنف والفم) دقيق، وأنفُ مستقيم به منخران واسعان مستديران، يساعدانه على استنشاق قدر أكبر من الأوكسجين في حال الركض. وعضلات خده بارزة، والمسافة بين الفكين عريضة، وفمه واسع الشدقين. والرأس في الأنثى أصغر قليلاً منه في الذكر. وتعلو الرأس الأذنان، وهما منتصبتان سريعتا الحركة وحسّاستان، يدل انتصابهما على حيوية الحصان وعنفوانه ونشاطه، بينما يُستقبح استرخاء الأذنين إذ يدل على عكس تلك الصفات، والأذن في الأنثى أطول قليلاً عنها في الذكر (انظر صورة رأس حصان عربي).

            يتميز جذع الحصان العربي الأصيل بخصائص تركيبية تختلف عن سائر الخيول، وعليها تتوقف قوته وسرعته وصبره. فكاهله (ما بين الظهر والعنق) عالٍ حسن التركيب، دقيق في أعلاه. أما ظهره فقصير وعريض. وينفرد الحصان العربي بأن عدد الفقرات العظمية في ظهره، يقل فقرة واحدة عن الخيول الأخرى. وأفضل المتن (الظهر) في الخيل ما كان قوياً قصيراً مستقيماً، منحرفاً قليلاً من الخلف إلى الأمام. وكلّما اتسعت المسافة بين منكبي الحصان، كان ذلك دليلاً على ضخامة الصدر وحسنه، إذ  بفضل ضخامة الصدر، يتوافر للحصان العربي مكان كاف لرئتيه الكبيرتين، وهذا يساعد على إدخال أكبر قدر من الأكسجين دفعة واحدة إلى الرئتين، مما يساعد بدوره على التّنفس بطريقة سهلة، ولذا يقطع الحصان العربي المسافات الطويلة في سرعة خارقة، دون أن يظهر عليه أثر التعب أو الإجهاد الشديدين (انظر صورة تناسق جسم الحصان العربية).

            أمّا البطن فيكون عادة متناسقاً مع الجسم، إلا أن بطون الإناث أكثر رحابة، والأضلاع متسقة تملأ فراغ الخاصرتين. ويغطي جسم الحصان العربي شعر لامع براق ليّن الملمس. ويقل عدد الفقرات الذيلية فقرتين عنه في سائر الخيول، بينما نجد الذيل  مرتفعاً عند منبته. وقوائم الحصان العربي ذات عضلات قوية، ولا توجد بها زوائد قرنية غالباً، وهي تتصل بالكتفين المائلين إلى الأمام. ويتصل بها العضد ذو العضلات الصّلبة الذي يساعد في سرعة العدو. أما الساعد فأفضله ما كان قصيراً مستقيماً بارز الأوتار، ويستحب أن تكون الحوافر صغيرة صلبة وقوية. وساقا الحصان الأصيل مستقيمتان دون انحراف، وفيها قصر ومتانة(انظر صورة الحصان العربي أجمل الخيول).

            وإلى جانب هذه السِّمات الجِسْمية للحصان العربي، فهناك ميزات أخرى يتفوق بها على سائر الخيول، منها:

1. اكتمال اللياقة

فالحصان العربي قليل الأمراض، وسريع الشفاء من الجروح مهما بلغت، بل إن عظامه لتجبر عقب الكسور في سرعة ملحوظة.

2. الصّبر

للحصان العربي قدرة عالية على تحمل المشاق تحت أقسى الظروف، والصّبر عليها ومواصلة السير.

3. الشّجاعة

يتميز الحصان العربي بشجاعة فطرية تساعده على الثبات في المعارك، تحت صلصلة السيوف. وقد أدهش العالم، بشجاعته المنقطعة النظير، فهو لا يتأثر بالأصوات المهوّلة، بل يحتفظ بهدوء نادر. أما في الصيد فقد أثبت جدارته، إذ لا يخشى النّمر ولا الأسد، بل يُستخدم في الهند لصيد هذه الحيوانات الوحشية.

4. الذّكاء والوفاء

يأتي الحصان العربي في مقدمة الخيول في العالم من حيث الذّكاء، وقوة الذّاكرة والوداعة، والوفاء لصاحبه، وهو حساس سريع الاستجابة لأدنى إشارة من فارسه، وفوق ذلك له القدرة على التكيف مع تقلبات المناخ من حرارة وبرودة.

5. الخصوبة

ومن صفاته أيضاً أنه عالي الخصوبة، يستوي في ذلك الذكر والأنثى، فتقدمه في العمر لا يقلل كثيرا من خصوبته، ولا يؤثر في قدرته على التناسل.

6. عدم الشّراهة

يكتفي الحصان العربي بالقليل من الطعام، فهو ليس شرهاً أو أكولاً، بل يبقى دائماً على أتم استعداد لأداء ما يطلب منه، ولا يفقد حماسه أبداً لقلة ما يقدم له من الكلأ. وأمعاؤه أقصر من أمعاء الخيول الأخرى.

7. صغر الحجم

يتميز الحصان العربي الأصيل بصغر حجمه، مع شدة وصلابة. ولعل قدرة الخيول العربية الأصيلة على تحمل الصِّعاب والمشاق تتناسب وصغر حجمها، وأن كمية المياه الضئيلة في الأنسجة تساعد على صمود هذه الخيول أمام الصِّعاب. وقد تقلص حجم الحصان العربي الأصيل إلى أدنى حد، فلا يوجد لديه ما يزيد في وزنه أو حجمه بغير موجب، ولا يعود حجم الجسم بأكمله إلى العوامل الجغرافية وحسب، بل ناتج أيضاً عن التغذية التي يُقَدِّمها العربي إلى جواده الصّحراوي".

8. حبه للموسيقى

للحصان العربي خاصة، يشترك فيها مع الخيول الأخرى، وهي حُبّه للموسيقى، وطربه لها. وهو يُعبر عن استجابته للموسيقى بخطوات حوافره، وبتمايل جسمه على نحوٍ موافقٍ لحركة الإيقاع الذي يسمعه.





       
الصِّفات الجمالية المطلوبة في الحصان العربي

يستحب أهل الخيل في الحصان العربي الصفات الجمالية الآتية:

    شكل الرأس كالهَرم، مع صغر حجمه وتناسقه.
    اتساع المنخرين، مع استواء قصبة الأنف من مستدقها، ورقة عرضيها وسهولتهما.
    طول الناصية (الشعر النابت بين الأذنين) مع لين شكيرها. (الشكير: الزغب أو الشعر الخفيف).
    صفاء العينين واتساعهما مع شِدَّة سوادهما، وحِدّة النظر وبعد مدى الطَّرْف. كما يُستْحب في العَيْنَين النْجلُ (السعة) والكَحَلُ (السواد)، وضيق النقرتين اللتين فوقهما، وبُعد ما بينهما والأذنين من أعلى. أما الحاجبان فيستحب فيهما الدقة.
    عرض الجبهة وخلوِّها من اللحم، ولصوق جلدها بالعظم.
    طول الأذنين، مع انتصابهما وحدتهما من أصولهما.
    رحابة الشِّدقين(الشِّدق: زاوية الفم من باطن الخَدَّين)، وحدة الأسنان.
    طول العنق ورقة مذبحه وسالفتيه (السَّالِفَة، الجمع: سوالف، وهي مقدمة العنق)، وشدّة تركيب العصبتين اللتين تحت منبت عرفه ('العرف: الشعر النابت في رقبة الفرس.') من كاهله (الكاهل: أعلى الظهر مما يلي العُنق).
    قصر العضدين (بين الكتف والساعد)، ووظيفي اليدين والظهر والساقين.

    طول الذراعين، وغلظهما وعبالتهما (الامتلاء) من أعاليهما.

    عرض أوظفة (بين العرقوب والساق) الرجلين، وعبالتهما وعرض الفخذين.

    عظم الحوافر وكبرها وارتفاع حواميها، وحدة سنابكها وبُعد إلية الحافر من الأرض.

    طول البطن وصلابة جِلْدَه.

    كبر الصدر وضخامته وارتفاعه، مع سعة جلده.
    طول شعر الذيل مع قصر العسيب (منبت الذنب)، وكثرة الشعر في الُثَنن (الشعيرات التي في مؤخّر رجل الفرس).


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 04 أبريل 2016, 12:14 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحصان العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحصان العربي   الحصان العربي Emptyالإثنين 04 أبريل 2016, 12:00 am

سُلاَلاَت الحصان العربي

          أثبتت الكشوف الأثرية الحديثة أن الحصان العربي أصيل في شبه الجزيرة العربية. وقد حرص العرب على إثبات أنساب خيولهم، كما حرصوا على حفظ شجر أنسابهم. وهناك مؤلفات كاملة موضوعها أنساب الخيل، مثلما فعل ابن الكلبي والغندجاني والأصمعي وغيرهم.

          وتندرج تحت سلالة الحصان العربي الأصيل خمس فصائل رئيسية، يُعتقد أنها تنتمي للخيول الخمسة التي أسلفنا ذكرها عند الحديث عن أصل الحصان العربي، وهي: الِكحيلان، والصّقلاوية، والعَبيْان، والشِّويمات وأم عَرْقوب. وقد ساد هذا الاعتقاد حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث أظهر بعض الأوربيين، وفي مقدمتهم المستشرق "كارل رضوان" اهتماماً بالخيل العربية، فقسموا سلالاتها إلى ثلاثة أنواع رئيسية، يدخل ضمنها 20 فصيلة رئيسية، تتفرع بدورها إلى 240 فصيلة فرعية. أما فصائل الحصان العربي من جهة الأم فقد أرجعها الباحثون إلى 23 فصيلة تعود في معظمها إلى أنواع ثلاثة؛ هي: الكحيلان، والمعنّكي، والصّقلاوي، (قد تُبْدل الكاف قافاً في المعنكي فيصبح: المعنقي).

أ. الكحيلان (انظر صورة الكحيلان)

             يُعتبر أفضل الخيول العربية المُخَصّصة للركوب. وجماله ذَكَري الطابع، فحتى إناثه لا تخلو من مسحة ذكرية جميلة. ويتميز بكبر حجمه، وضخامة عضلاته، ويغلب عليه اللون البُنّي. وتندرج تحت فصائله فروع عديدة، منها: الحمداني والهدبان والشِّويمان والرَوْضان والوَدْنان والعجوز  والجّلابي والهيفي، والكروشان.

ب. الصّقلاوي

             يعدُّ أفضل الخيول العربية لأغراض الاحتفالات، والمهرجانات، والاستعراضات. ويرجع ذلك إلى جماله الباهر الذي يتخذ الطابع الأنثوي حتى عند الفحول. ويمتاز عن الكِّحيلان برأسه الجميل، وجبهته العريضة، مع تَقَعُر واضح في جانبيّ الأنف، وهو أقل حجماً من الكحيلان. ومن أهم فصائله لجهة أمه: الصقلاوي  والعبيان  والجدراني  والدّهمان والرِّيشان  والطّويسان والموّاج  والميلوا و الشيفي والجدراني بن سودان.

ج. المَعَنّكي

          جواد ممتاز، أكثر ما يُسْتَخدم لأغراض العدو والسباق. ويمتاز بطول عنقه ورأسه. فاره الجسم، ضخم الحجم، إلاّ أنه خشن المنخرين، وعيونه صغيرة إذا قورنت بعيون الخيول العربية الأخرى. ويختلف عنها أيضاً بكثرة الزوايا في وجهه. وتبقى الخيول المعنكية أصيلة ما دامت محافظة على صفاء سلالتها دون اختلاط مع السلالات الأخرى، لأن الاختلاط في أي مرحلة من مراحل تطورها يُفْسِّد نسلها ويزيل أصالتها. وهو من السلالات العربية التي دخلت إلى أوربا، ومن أشهرها الحصان العربي "دارلي" وهو الجد الأكبر للسلالة المعروفة "بالثروبيرد"، الذي كان معنكياً حَدْرياً. ومن أهم فروعه: المَعَنّكي والجَلْفان والسّعدان، والسّمحان، وأبو عرقوب، والمخلّدي، والزّبدان، والسَّبيلي (نسبة إلى ابن سبيل) والحَدْري (نسبة إلى ابن حدر)، والكوبيشان.

          ويُرجح العارِفون بالخيل، أنّ هذه الأسماء مستمدة من ألوانها أو شِّيات (علامات) بها. فالكحيلان سميت كذلك لسواد ما حول عينيها، كأنه كحل. والعَبْيان سُميت بذلك لأنها ردت عباءة راكبها بذيلها. والشّويمات سُميت كذلك لكثرة الشّامات في جسمها. والعرقوبيات لالتواء في عرقوبها. أمّا الصّقلاويات فسُميت بذلك لصقالة شعرها وسرعة عدوها.

          ويذكر بوركهارت أن المماليك في مصر كانوا يُقَدِّرون سلالات الكحيل المنحدرة من الصحراء، وينفقون الأموال الطائلة لتوليدها محلياً في مصر وكانوا يتقيدون بالأساليب العربية في كل ما يتعلق بالخيل وتربيتها. كما عدّوا المعرفة بالخيل من علامات المكانة الاجتماعية الرفيعة. وكان أعظم شيء يُنفق عليه المال عندهم، هو إسطبل الخيل.

          ويعتقد البدو أن خمس سلالات أصيلة من الخيل، تنحدر من خيل النبي ـ r المُفَضّلة، وهي: المُعنكية، والهويسه، والكحيلة، والصقلاوية والجلفة.

          وأما السُّلالات الخمس، التي يُعتد بها عند أهل نجد اليوم فهي: الكَحيلاء، والعبيه، والصّقلاوية، والدّهماء والهَدْباء.

            وتختلف السُّلالات الأصيلة عند أهل نجد عنها عند البدو، إذ إِن النجديين لا يعدون المعنكية والجلفة من نسل السُّلالات الخمس، بل هم يعتزون بنسل الهَدْباء والدّهماء كثيراً، ولا يستعملون أبداً نسل المنحدرة من أصل الكحيل فحولاً، خلافا للبدو.

            ويرى بوركهارت أن هذه السلالات الخمس تتفرع إلى شعب كثيرة. فكل فرس جميلة سريعة العدو منحدرة من سلالة من تلك السلالات الخمس، يمكن أن تصبح أصلاً لفرع جديد يسمى أفراده باسمها، ولهذا فإن أسماء السلالات العربية في البادية لا تحصى.

وتتقسم سلالات الخيل المعاصرة إلى الآتي:

1. الخيول النجدية

وتعد أعرق السلالات، وهي طويلة الأعناق، صغيرة الرأس، جميلة القوام، قليلة لحم الوجه والخدين، دقيقة الآذان، عريضة الأكفال، رحبة البطون، غليظة الأفخاذ، وهي قوية جداً وسريعة تلوح على وجهها علامات الجِّد.

2. الخيول الحِجَازية

صلبة الحوافر، متينة الأرساغ (الرِّسخ الموضع المُسْتدَق بين الحافر والساق)، وذات أحداق حسناء سوداء، وليس لبدو الحجاز إلاّ عدد قليل من الخيل.

3. الخيول اليَمَنِيَّة

غليظة القوائم، تميل أعناقها إلى القصر، وهي مدورة الأبدان، خشنة، خفيفة الأجناب، ذات حدة في أكفالها. ولا توجد باليمن أنواع جيدة إلا الخيول المجلوبة من نجد. ويُعتقد أن مناخ اليمن غير مناسب لتربية الخيل.

4. الخيول المِصْرِية

دقيقة القوائم، طويلة الأعناق والأرساغ، جيدة الحوافر، قليلة الشعر، حديدة الآذان، ويحتفظ عرب بني رشيد ومعزّى في صعيد مصر بسلالات من الخمس.

5. الخيول الشَّامية:

وهي جميلة الألوان، واسعة العيون، كبيرة الأحداق، لينة الحوافر، جباهها صلعاء، ويُعتقد أنها من أفضل السّلالات وأنقاها اليوم.

6. الخيول المغربية

عظيمة الأعناق، عالية الوجوه، ضيقة المنخرين، غليظة القوائم، مدورة الأوظفة[1]، طويلة السبيب.

ويضيف بوركهارت إلى هذه السلالات العربية سلالتين، هما:

أ. الثامرية وهي من نسل الكحيلان.

ب. النزاحي وهي من نسل الهدباء.

            ولا يشير البدو في الصحراء عادة إلى شجرة نسب خيولهم العربية، وذلك لمعرفتهم التامة بأصول خيولهم وأنسابها كما يعرفون أصولهم وقبائلهم. ولكن حينما يأخذون خيولهم إلى أسواق  المدن ـ مثل البصرة أو بغداد أو حلب، أو دمشق أو المدينة المنورة، أو مكة فإِنهم يحملون معهم شجرة نسب مكتوبة يعرضونها على المشتري (انظر شكل شهادة خيل عربية).

            وفي مركز الخيل العربية في الجنادرية قرب مدينة الرياض تصدر شهادة للخيل العربية. ويُثبت في الوجه الأول للشهادة اسم المملكة العربية السعودية وشعارها، واسم المركز، واسم الحصان، ورقمه، وتاريخ ميلاده، ولونه، وأوصافه. فيُذكر اسم الأب ولونه ورقمه، واسم الأم ولونها ورقمها، واسم المربي أو صاحب الحصان، ويُكتب في أسفل هذا الوجه تاريخ إصدار الشهادة. وأما في الوجه الآخر فيثبت الرقم وصورة تخطيطية للجانبين الأيمن والأيسر للجّسم، والوجه، وأشكال القوائم من اليسار والخلف واليمين والأمام. ويذكر نسب الأب ونسب الأم، وتوقيع من تولى إعداد هذه المعلومات (انظر ملحق نموذج لشهادة مهر لدى البدو).

          وإصدار الشهادات للخيل ليس أمراً مستحدثاً، بل هو عُرف قديم سار عليه البدو. فعند ولادة كل مهر أصيل، يجتمع عدد من البدو ويكتبون شهادة تُثبت اسم أبيه وأمه وصفاته المميزة، ولا يذكر عادة أسماء جدود المُهْر في هذه الوثيقة، لأن أصالة نسبّي الأم والأب تكون معروفة مشهورة لدى أفراد القبيلة. والكثير من الخيل تنتمي لدى البدو إلى أصول معروفة مشهورة، بحيث يمكن أن تثبت نقاوة دماء المئات بل الآلاف منها. وتكتب شجرة النسب غالباً في قطعة صغيرة من الجلد، وتغطى بقماش مشمع، وتعلق برقبة الفرس أو الحصان (انظر ملحق نموذج لشهادة مهر لدى البدو).

 

[1] الوظيف: مُستدق الذراع أو السّاق من الخيل والإبل وغيرها.








        
شِّيات (علامات) الحصان العربي

          أكثر شِّيات الحصان العربي بيضاء، وإذا وقع البياض في الوجه ووسط الجّبهة، يسمى "غُرّة"؛ وجمعها "غرر". ولا يطلق هذا الاسم إلاّ إذا كانت الغُرّةُ أكبر حجماً من الِدْرهم، لأنها إن كانت أصغر تسمى "قَرْحَة". وتكره العرب القرْحة إذا لم يصاحبها بياض في الأعضاء الأخرى للفرس. والغُرر أنواع:

وهي لطخة صغيرة من الشعر الأبيض على جبين الفرس، وتعد أول مراتب الغرر.
    

ـ النّجمة:

لطخة من الشعر الأبيض أكبر من سابقتها، تغطي الجبهة بأكملها، وتسمى أحياناً الطّلعة البهية.
    

ـ الشّادِخة:

إذا ملأت الغرةُ الجبهة وامتدت إلى قصبة الأنف، أو سالت على أرنبة الفرس على شكل جدول ضيق.
    

ـ السّائلة:

إذا نزلت الغُرّة؛ إلى قصبة الأنف، ولم تبلغ الجَحْفَلة (الشفة).
    

ـ الشّمراخ:

إذا غطت الغرة وجه الفرس كله، ويقال له مبرقع.
    

ـ المُبَرّقعة:

إذا كسا الشّعر الأبيض أشفار العينين، ويُسمى الفرس المُغرب.
    

ـ المُغْرِبة:

وتسمى غُرّة منقطعة إذا بلغت محل المرسن وانقطعت. أو كانت بين العينين والمنخر، وهي من أفضل الغرر.
    

ـ المُنْقَطعة:

إذا غطت الغرة الوجه كله عدا العينين.
    

ـ السّارحة:

             أما التَّحجيل، وهو الشعر الأبيض، يكون في قوائم الفرس في أجزاء منها محددة. ولا يُطْلق التَّحجيل على الشِّية، ما لم تكن في رجل الفرس؛ إذ أن الكلمة مشتقة من الحِجْل وهو الخُلْخَال، الذي تلبسه النساء. فإن كانت قوائم الفرس الأربع بيضاء، سُمِّي "محجل الأربع"، وإن كان البياض في ثلاث، فهو محجل ثلاث مطلق واحدة. ويُستحب في هذه الحالة أن تكون رجله الأمامية اليمنى غير مُحَجّلة، أي بلون جسمه، وهو "المُطْلَق" ويسمونه "مطلوق اليمين". وإذا كان البياض في قائمتين فهو محجل الرجلين. وإذا كان البياض في يد ورجل من خِلاف، كأن يكون في الرِّجل اليسرى، واليد اليمنى، أو العكس فيطلق عليه الفرس "المشكول"، وهو ليس بمحبوب. وإذا بلغ البياض العرقوبين، والركبتين، يُسمى "الفرس مُسَرّولاً". وهو أعصم إذا كان البياض بيديه دون رجليه. وإذا كان البياض في يد واحدة فقط فهو "أعصم اليمنى"، أو "أعصم اليسرى". أما إذا كان البياض برجل واحدة فيسمى الفرس "أرجل". وقد ورد باب كامل في كتاب مبادئ اللغة لأبي عبد الله محمد بن الخطيب الاسكافي، (المتوفى سنة 421هـ)، عن الشيات والأوضاح في الخيل.

ومن شِّيات الرأس ما يلي:

فرس أصقع: أبيض أعلى رأسه كيفما كان لون جسده. وأقنف: أبيض القفا، ولون سائر جسدِّه كيفما كان. وموقف أبرش أعلى الأذنين، كأنهما منقوشتان ببياض. وفرس أذرأ: منقوش جميع الأذنين ببياض. وفرس مُوَشّح: أبيض ما بين الأذنين إلى البطن. وأرخم وأغش: أبيض جميع الرأس.
    


ومن شيات الناصية(الناصية: مُقدّم الرأس، أو شعر مُقدّم الرأس إذا طال): ناصية صفحاء: قد شاب أعلاها. وسعفاء: قد شابت كلها، والفرس أسعف. وصبغاء: خلص بياض جميعها، والفرس أصبغ، وناصية مُعَمّمة، وفرس معمم، أصعد (ارتفع) بياضها إلى منبتها وما حولها من الرأس. وناصية شعلاء، وفرس أشعل ابْيَضّ جانب من ناصيته.
    


أمّا النّياشين والنخلات والنقشات، فهي أسماء علامات تشبه الدوائر، تنشأ من نمو الشعر المختلف الاتجاه على سطح جلد الفرس. وبعضها يتفاءل به العرب، وبعضاً آخر منها قد يدعو إلى التشاؤم، مثل الدائرة التي تكون أعلى كتف الفرس على الحارك (الحارك: أعلى الظهر مما يلي العنق ويُسمى الغارب والكاهل)، وتمتد إلى أسفل وتدل ـ في اعتقاد بعضهم ـ أن صاحب الفرس سيموت على ظهره. ويتفاءلون بدائرة العمود، وهي قريبة من العُرْف في موضع القلادة من الفرس. ودائرة الصدر يراها بعضهم مصدر تفاؤل بالكسب والغنى، وكذا دائرة السَمَامة (السَمَامة: دائرة مستحبة في عُنق الفرس) في وسط العنق، ودائرة الحزام في موضع الحزام من الفرس، ويعتقد بعضهم أنهما مصدر فأل بالخير الوفير. أما دائرة الهقعة (هَقَعَ الفرس كواه) التي توجد عادة تحت الأبط، فيتفاءلون بها لطول العمر.
    




        
ألوان الخيل في التراث العربي

            وردت ألوان الخيل في التراث نثراً، أكثر مما وردت شعراً. وقد أوردها عدد من الكتاب، يُعد  أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب الإسكافي، المتوفى سنة 421هـ، في كتابه "مبادئ اللغة" من أشهرهم. وكذلك أوردها القلقشندي، والكلبي، ولعل الأخير هو أكثر من فصّل القول في ألوان الخيول العربية نقلاً عن أبي عبيدة. وهذا الاستقصاء الدقيق لألوان  الخيل، وأوصافها وشّياتها، والوقوف على الاختلافات الدقيقة، التي لا تظهر للعيان بل للمختصين فقط، ليدُل على شِّدة عناية العرب بالخيل. وقد جعل العرب ألوان الخيل الرئيسية عشرة، هي: الدُّهمة، والخُضْرَة، والمَصّدأة، والكُمتة، والورْدة، والشّقرة، والصّفرة، والصِّنابية، والشّهبة، والبَلق. وكل لون من هذه العشرة يتفرع بدوره إلى درجات متفاوتة من اللون الرئيسي، وذلك على النحو التالي:

الدُّهْمة

            هي السواد الخالص، والفرس الأدهم الخالص هو الذي تشتد خضرته حتى يَصْفى سواده، ويذهب ما يخالط  الخضرة من الغبرة. ويُعد الأدهم الخالص أشد الخيل الدّهم سواداً، وأصفاها شَعْراً ولوناً. وتسمى الأنثى دهماء، والجمع: دهم ودهمان.

          ومن مراتب الدهمة: الجْوُن، وهو أقل سواداً من الأدهم الخالص، ثمّ الأحم: وهو أقل سواداً من الجَوْن، إلاّ أنه أحمر المنخرين والخاصرتين، ويقال فيه: أدهم أحم، وأدهم أحمر. ويعقب ذلك الأكهب: وهو أقل سواداً من الجون، وتحمر منخراه، وتصفر شاكلته صفرة تشبه الخضرة، فيسمى: الأدهم الأحوى (أي سواد إلى الخضرة أميل). أمّا الأصبح فمثل الأحوى، منخراه أميل إلى الكمتة. والغيهبي: هو الأدهم الحالك السواد. والدَجُوجي: الأدهم الصّافي اللون.

          قالت العرب "دُهمُ الخيل ملوكها" وقد روي عن الرسول ـ r أنه قال: ]خَيْرُ الْخَيْلِ الأَدْهَمُ الأَقْرَحُ الأَرْثَمُ مُحَجَّلُ الثَّلاَثِ مُطْلَقُ الْيَمِينِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ[ (رواه أحمد، الحديث الرقم 21518).

وقد وصف عنترة بن شداد، فارس العرب، فرسه الأدهم أثناء النزال فقال:

أشطانُ بئرٍ في لَبَان الأدهم
    
 

يَدْعون عنتَر والرِّماحُ كأنها

أي يدعون عنتر لنجدتهم والرّماح لكثرة عددها، كأنها حبال الدّلو في صدر فرسه الأدهم.

ويقول أبو تمام:

كأنه قطعة من الغلس
       

أدهمُ فيه كمتةُ أحمُ

الخُضْرة وما شاكلها

            الخضرة، وما يماثلها في ألوان الخيل، هي: غبرة يخالطها دُهَمة حتى تضرب إلى الخضرة، وهي تختلف عن اللون الأخضر الذي هو لون الزرع والعشب وغيره، ذلك أن الخضرة هي السَّواد عند العرب، وليست الخَضَار. والأخضر من الخيل: لونه لون الخُضْرة، وهو "الديزج" عند الفُرس في قول بعضهم. والأخضر الدَّيزج: يكون لون وجهه وأذناه ومنخراه لون الرماد الأسود، وقد تسميه العرب الأدغم أيضاً. والأخضر الأحم: هو أدنى إلى الدُّهمة وأشد سوادا،ً غير أن أقرابه وبطنه وأذنيه مخضرة. والأخضر الأحوى: هو المُشَاكل للدُّهمة، وهو أقل سواداً من الجون. والأصحم من الخيل: هو الأخضر الذي فيه سواد إلى الصّفرة. والأطحل: هو الذي يعلو خضرته قليل صفرة كلون الحنظل، وقيل في الطحلة: إنها على لون الطّحال، وقيل: هي بين الغبرة والبياض، كما يُقال: إذا اشتد سواد الأزرق فهو أطحل. والأورق من الخيل: هو الأخضر الذي لونه كلون الرماد ودخان شجر الرمث، وهو الذي تخضر سراته وجلده كله، ويكون من حاركه إلى اصل ذنبه خط أسود، ويسمى ذلك الخط، منه ومن أي الألوان كان، الغمامة (القهامة)، أما الوُرْقَة: فهي سواد في غبرة.

والطخم من الخيل هو الأخضر، الذي لون وجهه ومنخريه وأذنيه لون الفرس، الذي يسمى الدّيزَج بالفارسية. والدّيزج من نعوت الخضر، وهو فارسي معرب، وهو أسود الظهر والقوام والناصية والعُرف والذنب، يخضّرُ بطنه وباطن أفخاذه وآباطه ومحجر عينيه، وقيل في الدّيزج: إنه الأسود في دُكْنة، ورأسه أشّد سواداً. والأربد من الخيل: هو الذي لونه دون لون الأكهب في السواد، وهو إلى الغبرة أقرب، يشبه لونه لون الرّماد. ومثله الأخضب والأرمد والطّلمة: نحو الرّبدة والرّمدة، هي غَبْرَة في سواد.
    

الصّدأة

            الصّدأة في ألوان الخيل كُدْرةٌ صَفِرة تَضْرِبُ إلى السواد، وتعلو كل لون من ألوان الخيل ما خلا الدّهمة. والفرس منها أصدأ، والأنثى صدأء؛ ويقال في الصَّدْأة إنها شَقْرة يخالطها سواد، وقيل: هي سواد مُشرْب حُمْرة، وقيل: إنها لون بين الشُّقرة والدُّهمة.

          والأصدأ مثل الوِرْد والكُميت والأشقر، فهو فرع من درجات اللون الأحمر، إلاّ أن حمرته تُقارب السواد، وفيه صُفرة قليلة جعلت لونه أقرب إلى الصدأ.

الكُمتْة

          حُمْرةٌ يداخلها سواد، ويستوي فيها المذكر والمؤنث. ويُفّرق العرب بين الفرس الكُميت والأشقر، بالعُرْف والذنب. فإن كانا أحمرين، فالفرس أشقر، وإن كانا أسودين: فهو كُمَيْتٌ. والأحم من الكُمْت هو الأقرب إلى السواد.

          والأحوى هو الفرس الذي احمرت مناخره وأقرابه (القرب: الخاصرة)؛ ومراقه، وشعر جسده أقل سواداً من شعر الأحم. والأصحم: أظهرُ حمرة في سراته من الأحوى، غير أن حمرته ليست صافية. والمُدمّى من الكمت: هو الشديد الحمرة في صفاء اللون. والمذهّب: هو الذي خالط حمرته صفرة تشبه لون الذهب.

          والكُمَيْت الأحمر مثل المُدمّى، إلاّ أنه أشد حمرة منه، وهو الذي اشتدت حمرته واستوت في أطراف شَعْره وأصوله. والمحلف: هو أدنى الكُمْتة إلى الشّقرة. وقيل: هو الذي لم يخلص لونه فيختلف الناظرون إليه، فيقول بعضهم هو أشقر، ويقول بعضهم هو وِرْد، ويقول بعضهم هو كُمَيْت. والكميت الأكلف: هو الذي لم تَصْفُ حمرته، ويُرى في أطراف شعره سواد أقرب إلى الاحتراق. والكميت الأصدأ: هو الذي فيه صدأة وكدرة وفيه صفرة قليلة شُهِّبت بصدأ الحديد. وتمدح العرب الفرس الكميت بصبره، وقوته، حتى قالوا في أمثالهم السائرة: إذا قيل إن الفرس الأحمر وقع من أعلى الجبل وسَلِم، صَدِّق". وقد ورد في كتاب الفروسية للرَّماح: أن رجلاً جاء إلى النبي ـ r فقال: إني أريد أن أُعدّ فرساً. فقال رسول الله ـ r  ]اشْتَرِ أَدْهَمَ أَرْثَمَ مُحَجَّلَ طَلْقَ الْيَدِ الْيُمْنَى أَوْ مِنْ الْكُمْتِ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ تَغْنَمْ وَتَسْلَمْ[ (رواه الدارمي، الحديث الرقم 2321). وقد أورد ابن الأثير في كتابه جامع الأصول في أحاديث الرسول، أن الرسول ـ r  قال: ]عَلَيْكُمْ بِكُلِّ كُمَيْتٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ أَوْ أَشْقَرَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ أَوْ أَدْهَمَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ[ (رواه أبو داود، الحديث الرقم 2181). وقالت العرب: "دهم الخيل ملوكها وشقرها جيادها وكمتها شدادها".

          أمّا في الشِّعر العربي فقد ورد الكثير في وصف الخيول الكُمْت، ومن ذلك  قول الشاعر الجاهلي علقمة الفحل:

لبيع الرداء في الصِّوان المُكَعب
       

كُمَيْتٌ كلون الأرجوان نشرته

الوِرْد

            هي الحمرة الخالصة في الخيل، بينما الجلد وأصول الشعر سودوان، وفي وسط الظهر من الحارك (الحارك: ملتقى لوحتي الكتفين بين العُنق والظهر) إلى الذنب خطة صهباء، هي أقرب إلى السواد، تُسمى "القهامة".

          والوِرْد الأسود هو الذي تعلوه صفرة مشاكلة للون الكمتة المذهّبة تعلوها كدرة، وغمامته سوداء حالكة. والأغبس: هو ما تسميه العجم "السّمَند"، وعليه حمرة ليست بالصافية تخالطها شعرة من السّواد فيها حمرة، وقيل الغُبسة: بياض فيه كدرة كلون الذئب. والغترة في الألوان شبيهة بالغبسة يخالطها حمرة، ويقال الأغبس من الدواب هو الأدلم: قالوا الغَبْسةُ مثل الدُّلْمَة، وقيل في الأدلم إنه أسود.

وجاء في الوِرْد قول المرّار بن مُنْقذ واصفاً فرسه:

وكميت[1] اللون ما لم يَزْبَئِر
        

فهو وِرد[2] اللون في ازبئراره[3]

الشُّقْرة

            حمرة صافية، يَحْمرُ معها العُرف والذنب، فإن أسودَّا سُميّ اللون كمَيتاً. وجمع الأشقر شُقر.

          وقد قيل إن العرب كانت تتشاءم بالفرس الأشقر، فأراد الرسول ـ r  إبطال هذا التشاؤم، فقال: ]يُمْنُ الْخَيْلِ فِي شُقْرِهَا[ (رواه أبو داود، الحديث الرقم 2182). وقد جاء في الأخبار أن العرب كانت تتشاءم بالأشقر بسبب سرعته المُفْرِطة في الحرب، ويروى أن لقيط بن زرارة كان في يوم جبلة[4]، على فرس أشقر فجعل يقول: "أشقر إن تتقدم تُنحر وإن تتأخر تُعقر" فذهبت مثلاً. ذلك أنّ شُقْر الخيل سراعها، فالأشقر إذا جرى على سرعته المعهودة، كان في الحرب أول الخيل التي تصل إلى العدو فَيُنْحَرُ (أي يُقْتَل)، وإن أبطأ وتقهقر منهزماً، أتوه من خلفه فعقروه.

وقد قال الفرذدق في معنى المثل:

وتُضرب ساقاها إذا ما تولت
       

وأصبح كالشقراء تُنْحر إن مضت

ولمالك بن الرّيب، في قصيدته التي رثى فيها نفسه، ذِكرٌ لفرسه الأشقر:

إلى الماء لم يَتْرُكْ له الدهرُ ساقيا
    
    

وأشقر خنذيذ[5] يجرّ عِنَانه

            فالشاعر يتحسر على ضياع فرسه الأشقر، بعد موت فارسه، إذ لن يجدَ من يعتني بطعامه وشرابه، كما كان يفعله صاحبه في حياته.

            وقد ورد في المثل: إذا قيل: أشقرٌ رُئي طائراً، صَدِّقن؛ وذلك لسرعته.

            وقد روي أن الرسول ـ r بعث سرية، فكان أول من جاء بخبر النصر فارس الحصان الأشقر. وروي أيضاً أنه قال: ]عَلَيْكُمْ بِكُلِّ أَشْقَرَ أَغَرَّ مُحّجَّلٍ أَوْ كُمَيْتٍ أَغَرَّ[ (رواه  أبو داود، الحديث الرقم 2182).

الشُهْبة

            ليس في ألوان الخيل ما يُسمى الأبيض، فالشُهبة في ألوان الخيل هي البياض الذي غلب عليه سواد، فالفرس أشهب، والأنثى شهباء والجمع شُهُبْ. والحديدي هو الفرس الذي غلب على شُهْبته السّواد، كأنه في لون الحديد (انظر صورة الحصان الأشهب). وإذا شمل بياض الأشهب شعرات سود مفرقة، كثرت أو قلت، قيل فيه: أشهب أحم بسواد. وإذا شمل البياض شعرات حُمْر، على ما وصفت في السواد، قيل فيه: أشهب أحم بحمرة. وإذا غلب بياض الأشهب سواده، فهو الأشهب الكافوري نسبة إلى طلع النخل، وهو أيضاً الأشهب الواضح وهو أشد ما يكون من البياض، ولا يقولون فرس أبيض.

            ويذكر بكتوت الرماح في كتابه "علم الفروسية وسياسة الخيل"، أن الحصان الأشْهَب من المراكب الفاخرة، ومنه جنس يقال له الدّبَاتي، هو أفره الخيل، وقد شبهه الأوائل بالبيضاني من الطّير، وهو منصوص عليه لدى القدماء بالفراهة واليمن وهو أزهاها قدراً، لأنه من مراكيب الملوك.

          وقد ذُكر الأشهب كثيراً في الشعر العربي، مثاله ما جاء في معلقة امرئ القيس حين وصف فرسه الأشهب، الذي امتلأ صدره بدم الصيد:

عُصَارةُ حنَّاءٍ بشيبٍ مُرَجَلِ
    
   

كأنّ دماءَ الهادياتِ بِنَحْرِه

          أي أن حمرة دم الصّيد على صدر هذا الحصان الأشهب، كأنها خضاب حناء يضرب للسواد على شعرٍ علاه الشيب.

الصّفُرة

          هي لونٌ صُفْرَته كالذهب، وربما كانت عليه شَعْرات سود تخالطها لكنها ليست غالبة عليها. ويكون عُرْف الحصان وناصيته (الشعر النابت بين الأذنين) وذنبه صُهْبٌ، وإلى البياض أقرب منه للصفرة. قال الأصمعي: لا يُسَمْى الأصفر حتى يَصْفَر عرفه وذنبه. وقال أبو عبيدة: الأصفر الناصع من الخيل هو الأصفر السّراة (السّراة أعلى متن الفرس)، تعلو متنه غمامة غَبْساء (الغُبْسة والغَبَس: لون الرّماد، وهو بياض فيه غَبْرَةٌ)، وهو أصفر الجنبين والمراق، تعلو أوظفته غبسة، وشعر ناصيته وذنبه أسود غير حالك. والأصفر الذي تسميه الملوك السهروي، هو الذي يكون بين الأصفر والسوسني، وعرفه وذنبه أصهبان أي السواد كلون المسك. والأصفر الأعفر من الخيل، وهو الأصفر الجنبين والعنق، وتعلو عفرة أسراته كلها متنه، وعنقه، وعجزه، وهي بياض ليس بالشديد، وجنباه ونحره وجرانه (باطن العنق) ومراقه ووجهه أصفر، وناصيته وعرفه وذنبه أسود فيه صَهب. وإذا كان العرف والذنب أميل إلى البياض فهو الأصفر الفاضح، وإذا كان العرف والذنب أسودين ليس فيهما صُهْبة، فهو الأصفر المطرف. والمطرف من الخيل هو الأسود الرأس والذنب، وسائره مخالف لذلك، أو أبيضهما وسائره مخالف لذلك. والأصفر المُدَنّر: هو الذي يشتد بياض ناصيته وعرفه وذنبه. ويقول الكلبي: "أن جلد الفرس إذا كان أسود أنبت الشعر أسود، وإذا كان أبيض صفت الصفرة وأنبت الشعر أبيض، وليس تخلص الصفرة إلا ببياض الجلد.

الصِّنابية

            الصِّنابي من الخيل، هو الذي يخالط لونه شعرة بيضاء لا تختلط مع لونه، ولا تجتمع فتكون شهبة، ولا بلقاً، ويكون ذلك البياض أقل من الشهبة. ويقال فيه أدهم صنابي، إذا كان عمود لونه الدهمة، وكذلك في الكمتة والوِرْدة والشقرة فيدعى، بأي لون كان عموداً له، (كميت صنابي، وورد صنابي، وأشقر صنابي). وقيل في الصِّنابي هو الذي لونه بين الحمرة والصّفرة، منسوب إلى الصّناب وهو صباغ يتخذ من الخردل والزبيب، (والصِّباغ في قول الكلبي: الإدام المائع، ذلك أن الصناب إدام يتخذ من الخردل والزبيب).

البَلَق

            البلق في الفرس وغيره، سواد وبياض، وهو ظهور البياض في أي لون كان من الألوان. والبلق في الخيل يُدْعى بما يخالطه من الألوان، يقال: كميت أبلق، وأشقر أبلق وكذلك في سائر الألوان. وإذا أصابت وجه الأبلق غُرَةٌ أو قُرْحَةٌ أو زُرْقة، دعي بجميع ما يصيبه من ذلك ثم تختم الصفة بذكر البلق. ومن البلق: الأبلق الأدرع: هو الذي ظهر البياض في جسده، وخلص من البياض عنقه ورأسه أو رأسه خاصة، وإذا كان في هامته بياض، وكانت عنقه مع ذنبه لا بياض فيهما فهو أيضاً أدرع، والأنثى درعاء والجمع درع. والأبلق المُطرف: هو الأبيض الرأس والذنب، وسائر جسده يخالف ذلك، كذلك إن كان أسود أو أحمر وسائر الجسد على خلافهما. وإذا ابيض الذنب كله وحده من غير رأس ولا عنق، فهو مطرف أيضاً، وقيل في المطرف إنه الأبيض الأذنين والقوائم والعرف والذنب، وسائر الجسد يخالف ذلك، وكذلك إذا اسود الرأس والذنب وخالفا سائر الجسد، فهو مُطرف أيضاً. الأبلق المُوْلع: الذي في بلقه استطالة، والأبلق المُلَمّع ليس فيه استطالة في بلقه، وقيل: هو الذي تكون في جسمه بُقع تخالف سائر لونه، أي لون كان. ويدعى المُلَمّع بلونه إذا كانت فيه لَمَعٌ مثل الدرهم وأكبر، فيقال: أدهم مُلَمَّعٌ، وكميت مُلَمَّعٌ، وأكثر اللمع تكون في الكفل.

[1] الكميت: ما كان في حمرته سواد.

[2] الورود: من درجات اللون الأحمر الخالص، ولكن عرفه وذيله أسودان.

[3] الازبئرار: انتفاش الشعر.

[4] ويوم الجبلة المشار إليه يعد من أشهر أيام العرب، دارت فيه الحرب بين عامر من قيس وحلفائهم من عبس من جهة، وبين تميم وحلفائهم من أسد وذبيان من جهة أخرى، وقد كان ذلك قبل الإسلام بسبعة وخمسين عاماً، كما جاء في أيام العرب في الجاهلية.

[5] الخنذيذ: من الأضداد وهو من الخيل الخصيّ والفحل وقيل الخناذيد: جياد الخيل، ابن منظور، لسان العرب، مادة خَنَذَ.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 04 أبريل 2016, 12:13 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحصان العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحصان العربي   الحصان العربي Emptyالإثنين 04 أبريل 2016, 12:01 am

الخيل في الإسلام

            كرّم الإسلام الخيل أِيما تكريم، ونص على أهميتها البالغة، بوصفها رمزاً للمنعة والقوة، والوسيلة العظمى لنشر الرسالة السماوية في الآفاق، حتى إِن الله سبحانه وتعالى أقسم بها في محكم تنزيله حين قال: ]وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا[ (العاديات: 1-3). فالعاديات هي الخيل التي تعدو في سبيل الله، والضبح هو الصوت الذي يُسمع من الفرس، يتردد في صدره، حين يعدو. والموريات قدحاً: أي اصطكاك حوافر الخيل بالصخور عند عَدْوها، فتقدح النار؛ والمغيرات صُبحاً أي التي تندفع مُغِيرةً عند الصباح، كما كان يفعل رسول الله r، يغير صباحاً، فإن سمع الآذان كفّ، وإلاّ أغار. وبين المفسّرين خلافٌ في العاديات: أهي الخيل أم الإبل؟.

          أدرك المسلمون أهمية الخيل ودورها في نشر الدين الجديد، فحرصوا على اقتنائها وإكرامها. وكان الرسول ـ r أول من بادر إلى حَثّ المسلمين وتشجيعهم وتحفيزهم على اقتنائها، لاستخدامها في الجهاد. وقد خُصت الخيل المعدة للجهاد بالعناية الفائقة، والرعاية والتكريم، كما خٌص الذين يعتنون بها بمزيد الأجر. وقد فرض الرسول ـ r سهمين في الغنيمة للفرس وسهماً واحداً لفارسه، بينما جعل للمقاتلين من المشاة سهماً واحداً.

          فإن كان الواقع الاجتماعي في الجاهلية، جعل العناية بالخيل أمراً لازماً، فقد تضاعفت تلك العناية في ظل الإسلام، إذ أصبح اقتناء الخيل ـ وهو مثال على المعنى العام لإعداد القوة ومُضاعفاتها في العصر الحديث ـ فرضاً دينياً امتثالاً لقوله تعالى: ]وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ[ (الأنفال: 60). ولقول الرسول ـ r ] الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ[ (رواه البخاري، الحديث الرقم 2638) وعلى الرغم مما اشتُهرت به الإبل من قدرة التكيف مع قسوة الصحراء، وتحمل الجوع والعطش، إلا أنها فشلت في الحرب أمام الخيل، ولم تستطع منافستها في سرعة الحركة، والإقبال على العدو، والثبات في خضم المعارك وصليل السيوف، الذي يشكل عاملاً أساسياً في سرعة تهيج  الإبل وفرارها.

            وهكذا أصبح الحصان أمضى وسيلة في الحرب، فانطلق الفرسان المسلمون على صهوات خيولهم الأصيلة فاتحين الدنيا المعمورة حولهم. وفي أقل من ثلاثين عاماً كان المسلمون قد فتحوا العراق والشّام، وفارس، ومصر ومع انتشار المسلمين والإسلام، انتشر الحصان العربي. ففي سنة 711م دخل الأندلس بعد أن امتدت الفتوحات إلى شمالي أفريقيا، وتجاوزتها إلى الأصقاع، وربما كانت تلك المرة هي الأولى، التي وطأت فيها سنابك الخيل العربية القارة الأوروبية.

 



       
الخيل في القرآن الكريم

          أكرم الله عزّ وجل الخيل حيث ورد ذكرها في عدة مواضع من القرآن الكريم، واعتبرها من مصادر القوة والجاه ومتاع الحياة الدنيا.

          يقول الله سبحانه وتعالى: ]زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ[ (آل عمران: 14). والخيل المسوَّمة كما قال ابن عباس "هي الراعية والمطهمة الحسان".

          وأورد ابن كثير في تفسيره هذه الآية قول النّبي: ]ارْمُوا وَارْكَبُوا وَلَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا[ (سنن الترمذي، الحديث الرقم 1561).

          كما قال تعالى مخاطباً إبليس، عندما سأل الله أن يجعله من المُنْظَرين ]وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولاَدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا[ (الإسراء، 64) (واستفزز: ادعوا واستثير، بصوتك: قيل باللهو والغناء، اجلب عليهم بخيلك ورجلك: أحمل عليهم بجنودك خيّالتهم ورِجْلَتَهُم أي الراكبين والسائرين على أرجلهم).

وقال عز من قائل: ]وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ[ (النحل: Cool.

          كما ذكر الله سبحانه وتعالى، الخيل في خبر سيدنا سليمان، وكيف شغلته بجمالها والتأمل فيها عن الذكر والصلاة: ]إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَاب[ (ص: 31-32). والخيل الصافنات أي التي تقف على ثلاثة قوائم وطرف حافر الرابعة، أو هي الجياد السِراع.

          وقال تعالى: ]وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[ (الحشر، الآية 6) (الفيء كلُ مال أُخذ من الكفّار من غير قتال؛ والوجيف هو عدو الفرس السريع).

 




       
خيل النبي

          اختلف الرواة في عدد خيله، r كما اختلفوا في أسمائها وألوانها، ولكن المشهور منها والمتفق عليه، ستة خيول هي:

ومعناها في اللغة، الخفيف السريع الجري.
   

1. السَّكْب:

ويقال غيث مرتجز: ذو رعد، سمي بذلك لجهارة صهيله وحسنه.
   

2. المُرْتَجز:

اللزز: الشدة. سُمي بذلك لشدته واجتماع خَلْقِهِ.
   

3. لِزَاَزُ:

سمي بذلك لطول ذنبه، كأنه يلحف الأرض بذنبه أي يغطيها.
   

4. اللُحَيْف:

من قولهم فرس سابح إذا كان حَسَنُ مدّ اليدين في الجري.
   

5. سَبْحَةَ:

الظّرب: ما نتأ من الحجارة وحُدّ طرفه، وقيل هو الجبل الصغير، وسمي الفرس الظَّرَب تشبيها له بالجبل لقوته.
   

6. الِظَّرَبُ:

           وحكي عن ابن خالويه قال: كان للنبي، r من الخيل: سَبْحَة، واللْحيف، ولِزَاز، والظَّرِب، والسَّكْب، وذو اللَّمَّة، والسَّرْحَان، والمُرْتَجِل، والأدْهَم، والمُرْتَجز، وذكر في موضع آخر مُلاوح والوَرْد، واليَعْسُوب. وذكر غيره: ذو العُقَّال والسَّكْب، واللْحيف، ولِزَاز والظَّرب، وسَبْحة، والبَحْر، والشَّحَاء.

وعلى هذا فيكون المتفق عليه هو الخيول الستة الواردة أعلاه، بينما المختلف عليه:

1. ذو العُقَّال: والعُقَّال داء يُصيب أرجل الدواب، سمي به لدفع عين السوء عنه.

2. الشّحاءُ: الفرس الواسع الخطو.

3. ذو اللِّمة: اللِّمة شعر الرأس إذا جاوز شحمة الأذن، سميت بذلك لأنها ألمت بالمنكبين.

4. السِرحان: هو الذئب.

5. المُرْتَجِل: الذي يقتدح النار بزنده ويحفيها بين رجليه.

6. الأدهم: الدُّهْمة السواد. والأدهم: الأسود، والعرب تقول ملوك الخيل دهمها.

7. الوَرْد: لون أحمر يضرب إلى صفرة حسنة وقيل فرسين وردين: الكميت والأشقر.

8. اليعسوب: هو قائد النحل وذَكَرُها، ويقال للسّيد يعسوب قومه.

9. البحر: كثير العدو تشبيها له بالبحر.

          ويروى عن أسامة بن زيد، عن زيد بن طلحة التيمي قال: قدم خمسة عشر رجلاً من الرّهاويين[1]، وهم حي من مَذْحج، على رسول الله، r فنزلوا دار رملة بنت الحارث[2]، فأتاهم رسول الله r فتحدث عندهم طويلاً، فأهدوا لرسول الله r هدايا، منها فرس يقال له المرْوَاح[3]، فأمر فَشُوِّرِ[4] بين يديه فأعجبه، فأسلموا وتعلموا القرآن والفرائض وأجازهم كما يجيز أهل الوفد.

حديثه r عن الخيل

           ورد في الحديث النبوي الشريف الكثير مما يحض على تكريم الخيول والعناية بها، وتشجيع اتخاذها وتملكها؛ فمن ذلك أن النبي، r قال: ]خير مال المرء مُهْرةٌ مأمورة أو سكة مأبورة[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 15284) (سكة مأبورة: أي نخل ينبتُ على صفين ملقح).

           وروي عن عتبة بن عبد السلمى، رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله، r يقول: ]لا تَقُصُّوا نَوَاصِي الْخَيْلِ وَلَا مَعَارِفَهَا وَلا أَذْنَابَهَا فَإِنَّ أَذْنَابَهَا مَذَابُّهَا وَمَعَارِفَهَا دِفَاؤُهَا وَنَوَاصِيَهَا مَعْقُودٌ فِيهَا الْخَيْرُ[ (سنن أبي داود، الحديث الرقم 2180) (نواصيها: مقدمة رؤوسها، معارفها: شعر عنقها).

           وروي أن رسول الله r  ]رُئِيَ يمسح وجه فرسه بردائه فسئل عن ذلك؟ فقال: إني عُوتبت الليلة في الخيل[ (موطأ مالك، باب الجهاد، الحديث الرقم 890).

           وروي عن أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله r  ]مَا مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلاَّ يُؤْذَنُ لَهُ عِنْدَ كُلِّ سَحَرٍ بِدَعْوَتَيْنِ اللَّهُمَّ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ وَجَعَلْتَنِي لَهُ فَاجْعَلْنِي أَحَبَّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ أَوْ مِنْ أَحَبِّ مَالِهِ وَأَهْلِهِ إِلَيْهِ[ (رواه النسائي، الحديث الرقم 3523).

           وفي الصحيح عن جرير بن عبد الله، رضي الله عنه، قال: ]رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْوِي نَاصِيَةَ فَرَسٍ بِإِصْبَعِهِ وَهُوَ يَقُولُ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الأَجْرُ وَالْغَنِيمَةُ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 3479).

[1] هم بنو رهاء من قبيلة مُذحَج.

[2] رملة بنت الحارث بن ثعلبة بن زيد، امرأة من الأنصار، من بني النّجار.

[3] المرواح مشتق من الريح وهو من أبنية المبالغة كالمِطْعام والمِقْدام، وقد يكون اشتقاقه من الراحة، يستريح به أو يستريح إليه.

[4] فَشُوِّرِ بين يديه أي عرض عليه، وأقبل به وأدبر به، والمكان الذي تُعرض فيه الدواب يقال له المشوّار.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 04 أبريل 2016, 12:11 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحصان العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحصان العربي   الحصان العربي Emptyالإثنين 04 أبريل 2016, 12:02 am

أشهر الخيول العربية في التُّراث

داحس والغَبْراء

            يُعد الفَرسَان دَاحِس والغَبْراء من أشهر الخيول في التّراث، لأن حرباً اشتعلت بسببهما بين قبيلتين من أكبر القبائل العربية، هما عبس وذبيان. واستمرت الحرب مستعرة أربعين عاماً، حتى استحرّ القتل بينهم (أي اشْتَدّ)، فأصلح الحارث بن عوف وهرم بن سنان بين القبيلتين. ويقول الشاعر الجاهلي زهُير بن أبي سُلمى مادحاً الرجلين:

تفانوا ودقوا بينهم عِطْر مِنشم
        

تداركتما عبساً وذبيان بعد ما

الصّفا

            تُعد "الصّفا"، فرس مجاشع بن مسعود السّلمي، وهي من نجل الغبراء، من الخيول المشهورة. وقد اشتراها عمر بن الخطاب بعشرة آلاف درهم. فلمّا غزا مجاشع بن مسعود، قال عمر: تُحبس منه في المدينة وهو في نحر العدو، وهو إليها أحوج! فردها إليه. (أي كيف تبقى الصّفا في المدينة المنورة ومجاشع يحتاجها للجهاد عليها).

أطْلال

            ومن الخيول المشهورة كذلك "أطلال"، فرس بُكَيْر بن شداد الشُداَّخ. وكانت تحته يوم القادسية وقد أحجم الناس عن عبور نهرها وخندقها، فصاح بُكير: وثباً أطلال!! فالتفتت إليه، فقال: وثباً ورب الكعبة، وكان عرض النهر أربعين ذراعاً. فجمعت أطلال نفسها ثم وثبت، فإذا هي وراء النهر. فقال الأعاجم: هذا أمرٌ من السَماء، فانهزموا.

الحرون

            فرس لمسلم بن عمرو الباهلي، والد قتيبة بن مسلم "القائد المشهور". وكان مسلم والمهلب بن أبي صفرة قد تزايدا على الحرون، حتى بلغا به ألف دينار. وليس في الأرض جواد من لدن زمن يزيد بن معاوية إلاّ يُنسْب إلى الحرون. وقيل إِنه سُميّ الحرون لأنه كان يسبق الخيل، فإذا فاتها حَرَنَ، وإذا لحقته نجا، ثم يَحْرِن مرة أخرى.

بَلْعَاء

            فرس الأسود بن رفاعة الشيباني، باع سخلة منها"أي اشترى مهراً لا يزال في بطن أمه" بعشرة آلاف من خليفة بن واثلة. فَعَدّ لها ثم خرج من البصرة في زمن عمر بن الخطاب فاستخرجها من بطن أمها، فلما سار من البصرة إلى لَعْلَع، وهي قرية بين الكوفة والبصرة ماتت فرسه تحته، فقال بنوه: أهلكتنا، اشتريت فرساً بعشرة آلاف. قال: يا بني إني اشتريت لكم حسباً.

أعوج الأكبر

            فرس لغنيِّ بن أَعْصُر، وسبب تسميته أنه شُدّ بحبل في الليلة الثالثة لولادته، فأصبح في صُلْبه بعض العوج، فسمي لذلك أعوج. وقد أُغير على الناس في يوم النِّسار، وأعوج مربوط إلى ثُمامة، فلمّا أغارت الخيل في وجه الصبح، جال صحبه في متنه ثم صاح به وقد نسي الوثائق، فاقتلع الفرس الثمامة فخرج يحف به كأنه حذروف[1]، فسار بياض يومه ثم أمسى يأكل جميم (نبت) قباء، وكان قد عدا مسيرة أربع مراحل.

الخطّار

            فرس لبيد بن ربيعة العامري وقد طلبه عبد العزيز بن مروان، وهو أمير مصر من لبيد فامتنع عليه، فأغزاه أفريقية فمات بها. فبعث موسى بن نصير إلى عبد العزيز بن مروان  بالخطار من جملة خيل أهداها إليه، وقد طالت مَعْرِفَتُه وذنبه. فلمّا تأمل عبد العزيز الخيل لم يعرف الخَطّار، فقال من يعرفه؟ قالوا: ابنة لبيد. فبعث به عبد العزيز إليها، فلمّا رأته قالت لمن أتاها به: إني امرأة فاخرجوا عني حتى اُنظر إليه. فلمّا عرفته قطعت أذنيه وهلبت ذنبه، وقالت "ماوية" لا يركبك أحد بعد أبي سَوِياً (أي تاماً صحيحاً)، ثم قالت: هو هو فخذوه لا بارك الله لكم فيه. فاتخذه عبد العزيز للفَحْلَةِ.

غَرَّاف

            كان السَّميدعُ جاراً للبراء بن قيس بن عتاب، فأغار عليه قوم من بكر بن وائل، فحمل البراء أهله وركب فرساً له يقال له "غَرَّاف" فلا يلحق به فارس منهم إلا صرفه برمحه، وأُسر السَّميدع فناداه البراء: يا سميدع، فأجابه السميدع: يا براء أنشدك الجوار. وأعجب القومَ فرسُ البراء غَرَّاف فقالوا: لك جارك وأنت آمن واعطنا الفرس. فاستوثق منهم ودفع إليهم الفرس واستنقذ جاره. فلمّا رجع البراء إلى أخويه عمرو وأسود، لاماه على دفعه الفرس فدية لجاره، فقال البراء:

وأسودَ: أنْ لُوْما علي الغيب أودَعَا
        

ألاّ أبلغا عمروَ بن قيسٍ رسالة

مَلامَةُ من يُرْجى إذا العبءُ أضلعا
        

وشرُّ عِوان المستعين على الندى

سواي فقد بُدِّلتُ منه السَّمَيْدَعا
        

فإن يكُ غرافٌ تبدَّل فارسا

ومَدَّ بثديٍ بيننا غير أقطعا
   
   

دعاني فلم أَوْرَأْ به فأجبته[2]

ولا تتركنيّ العام أحضر لعلعا[3]
   

   

وقال: تذكرْ سعيكم في رقابنا

خَصاف

            فرس مالك بن عمرو الغَسّاني، كان فيمن شهد يوم حليمة، فأبلى بلاء حسناً، وجاءت حليمة تُطَيّب رجال أبيها من مِرْكن (إناء كبير)، فلما دنت من مالك قبّلها، فشكت ذلك إلى أبيها، فقال: هو أرجىً رجل عندي فدعيه، فإما يقتل أو يُبْلي بلاء حسناً. وهذا يدل على مكانة الفارس وفرسه. ويُسمى مالك فارس خصاف، ويُقال: أجرأ من فارس خصاف، بسبب هذه القصة.

سُلَّم

            ورد خبر زَبَّان بن سيّار الفزاري وفرسه "سُلَّم"، التي نجا عليها زيد الخيل الطائي، عندما كان أسيراً في بني بدر. فقد أوقف زَبّان فرسه لزيد في واد بسرجه ولجامه، وتمكن زيد من النجاة عليه، غير أنه احتفظ بالفرس ولم يرده إلى زَبّان، فقال زَبّانُ:

وأدِّ كما أدّاك يا زيدُ سُلَّما
       

مننتُ فلا تَكْفُرْ بلائي ونعمتي

فإلاّ تؤدّوه يكن مُهْرَ أشأما
        

فقد كان ميموناً لكم ولغيركم

الشّيماء

            فرس معاوية بن عمرو بن الشّريد السُلَمي، كانت غراء (أي ذات بياض في الجبهة)، ولمّا ركبها أخوه صخر ليدرك بثأر أخيه في بني مرة بن ذُبيْان، قال: إني أخاف أن يعرف القوم غرة الشيماء فيتأهبوا، قال: فجمّ غرتها (أي أخفاها)، فلمّا أشرف على أداني الحي رأوها، قالت فتاة لأبيها: هذه الشّيماء يا أبه، فنظر، فقال: الشّيماء غراء وهذه بهيم ( أي لا غرة لها)   فلم يشعروا إلاّ والخيل معهم.

الحَمومُ

            جاء خبر الحكم بن عرعرة النمري وفرسه "الحموم"، وهي من نسل الحَرُون، حين كتب هشام بن عبد الملك إلى إبراهيم بن عربي الكنانيّ، والي "اليمامة"، أن أطلب لي في أعراب باهلة من نسل الحرون. فقال إبراهيم للحكم: إن أمير المؤمنين كتب إليَّ أن أصيب له فرساً من نسل الحرون فخذ مني ثمنها فقال: إن لها حقاً ما تطيب نفسي عنها، ولكني أهب لأمير المؤمنين ابناً لها قد سبق الناس عام أول، فضحك الناس، فقال ما يضحككم؟ أرسلت أمّه عام أول في حلبة ربيعة وإنها لعقوق به  (حامل) قد ربض في بطنها فسبقت، فبعث به إلى هشام. و"الحرون" المذكورة هي فرس مُسْلم بن عمرو الباهلي، والد أبي قتيبة بن مسلم الباهلي القائد المشهور.

من قصص الخيل في التُّراث

            وردت في التُّراث قصص كثيرة تعكس اهتمام العرب بالخيل، ومعرفتهم التامة بها، فمن هذه القصص ما يلي:

كان سليمان بن ربيعة الباهلي يُعرَّبُ الخيل ويُهَجِنَها (أي يحدد نَسَبَها أيها عربي أصيل، وأيها غير أصيل) في زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فجاءه عمرو بن معد يَكْرب بفرس كُميت، فكتبه سليمان الباهلي هجيناً، فاستعدى عمرو الخليفة عمر ضد سليمان، وشكاه له، فقال سليمان: ادع بإناء رجراج قصير الجدر، فدعا به فصُبّ فيه ماء، ثم أتي بفرس عتيق (أي أصيل) لا يُشَك في عتقه، فقدّم إليه الإناء فشرب منه ولم يشرع سُنْبُكَه (أي لم يثنِ طرفَ حافرِه)؛ ثم أُتى بفرس عمرو، فأسرع الفرس فنصب سنبكه ومد عنقه كما فعل العتيق، ثم ثنى أحد السنبكين قليلاً فشرب. فلما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك، وكان بمحضره قال: "أنت سليمان الخيل". وسبب ذلك أن في أعناق الهُجْن من الخيل قصراً، فهي لا تنال الماء على تلك الحال حتى تثني سنابكها، بينما أعناق العتاق طوال، فهي تشرب ولا تثني سنابكها.
   

ورد في قصص التّراث أن ملوك العرب بلغ من حزمهم، وبُعْد نظرهم إلى العواقب، أن أحدهم لا يبيت ليلة إلاّ وفرسه موقوف بسرجه ولجامه بين يديه، قريباً منه مخافة فُجاءة عدو، أو قضاء حاجة عاجلة. وكان للنعمان بن المُنذر فرس يقال له "اليحموم" يتعهده عشية كل يوم، وهو عمل يتفاخر به العرب ويتمادحون بقيامهم على الخيل، وارتباطها بأقبية بيوتهم وأخبيتهم.
   

وقال عقبة بن سِنان يصف خيلاً أُهديت إلى معاوية بن أبي سفيان: إنها لسامية العيون، لاحقة البطون (أي ضامرة)، دقيقة الآذان، أفتاء الأسنان (أي قوية دلالة على مقتبل العمر)، ضِخَام الرّكبات (قوية السيقان)، مشرفات الحجبات (عالية الظهور)، رحاب المناخر، صِلاب الحوافر، وقعها تحليل ورفعها تعليل، فهذه إن طُلبت سَبقَت وإن طَلبَت لحِقتَ.
   

وروي أن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه سأل مطر بن دراج: أي الخيل أفضل، وأوجز؟ فقال: الذي إذا استقبلته قلت نافر، وإذا استدبرته قلت زاخر (أي ممتلئ كالبحر الطامي)، وإذا استعرضته قلت زافر (عظيم الجنبين)، سوطه عنانه، وهواه أَمامه (أي لا يحتاج إلى زجر أو حثّ على العدو والسرعة).
   

ووصف الأعرابي فرساً فقال: إنه لَدَركُ الطالب (أن يدرك ما يطلبه)، ونجاة الهارب، وقيد الظباء (يدركها في سهولة ويسر كأنها مقيدة لا تستطيع الهرب)، وزين الغَناء (أفضل المال).
   

ووصف ابن القِرِيَّة (الكلبي) فرساً فقال: حَسَنُ القَدِّ، أسيل الخد، يسبق الطرف، ويستغرق الوصف (أي يجمع كل الأوصاف الحسنة).
   

وقال أعرابي لنخاس: أُطلب لي فرساً حسن القميص، جيد الفصوص، وثيق القصب نقي العصب، يشير بأذنيه، ويسدر بيديه، ويدس برجليه، ويبعد مدى نظره إلى أقصى أثره، كأنه موج في لجة، أو سيل في حدور.
   

وقد ورد في الأثر: "كان العرب لا يهنأون إلا بغلام يولد لهم، أو شاعر ينبغ فيهم، أو فرس تنتج" وقال أكثم بن صيفي "عليكم بالخيل فأكرموها فإنها حصون العرب". وقيل لبعض الحكماء: أي الأموال أشرف؟ قال: فرس تتبعها فرس في بطنها فرس" وقد قالت العرب أيضاً: أربع لا ينبغي لأحد أن يأنف منهن وإن كان شريفاً أو أميراً: قيامه من مجلسه لأبيه، وخدمته لضيفه، وقيامه على فرسه، وخدمته للعَالِم.
   

وقد تحاور عمرو وربيعة أبناء أحد ملوك حمير، فقال ربيعة: أي الخيل أحب إليك عند الشدائد إذا التقى الأقران للتجالد؟ قال: الجواد الأنيق، الحصان العتيق، الكفيت الغرنيق الذي يفوت إذا هرب، ويلحق إذا طلب، قال: نعم الفرس والله نعت، قال عمرو: فما تقول يا ربيعة؟ قال: غيره أحب إلي منه، الحصان الجواد، السلس القياد، الشهم الفؤاد، الصبور إذا سرى، السابق إذا جرى.
   
 

[1] الحذروف: لُعْبة يدوّرها الصبي بخيط في يده.

[2] أي ناداني ولم أشعُر به.

[3] اسم جبل، كانت لهم وقعة به.





       
الخيل في الأمثال

             وردت في الخيل أمثال عربية كثيرة، مما يدل على عناية العرب بالخيل حتى صارت مضرب المثل لديهم. قالت العرب:

الخيل ميامين: أي مباركات، من اليمن والبركة.
   

الخيل أعلم بفرسانها: يضرب المثل للرجل الذي يظن أن عنده غَناء (فائده)، ولكنه لا غَناء عنده. كما يُضرب مثلاً في العلم بالأمر ومعرفته.
   

ومن كلمات النبي r التي لم يُسْبُقْ إليها، قوله: يا خيل الله اركبي. (أي هذه الخيول وفرسانها خارجة لله، وفي سبيل الله).
   

أبصر من فرس: لحدة بصره.
   

اتبع الحصان لجامه: يضرب مثلاً للرجل الذي بدأ أمراً ولم يكمله.
   

أتعب من رائض مهر: لما يبذله من جهد في الترويض.
   

أسرع من فريق الخيل: كناية عن السرعة والانجاز.
   

أسمع من فرس بيهماء (تصغير أبهم، وهو حلكة اللون) في غلس (ظلام حالك). يُضرب مثلاً لحدة السّمع.
   

أشد من فرس: يُضرب مثلاً للصبر والقوة.
   

أكرم الخيل أجزعها من السوط: أي الفرس الكريمة تحرص ألاّ ينالها الضرب لأن فيه مذلة، فهي لذلك لا تحوج فارسها إلى استعمال سوطه، لأنها تُنجز ما يُراد منها دون أن تُدفع إليه. ويُضرب المثل للشخص الكريم الخُلق الحريص على ألاّ يُهان أو يُقرّع.
   

إن لكل جواد كبوة: أي عثرة، والمعنى أنّ الكريم أو الشريف ينبغي ألاّ يُذمّ إذا وقعت منه هفوة.
   

تركته على مثل خد الحصان: أي على طريق واضح.
   

جاء وقد لفظ لجامه: يُضرب المثل لعدم المبالاة والانفلات والتحدي التام.
   

جرى المذّكيات غلاب: المذّكيات من الخيل ما كمُلت قوته، وغلاب أي غالب على غيره، ويُضرب المثل للمتفوق الذي لا يدانية أحد.
   

الخيل تجري على مساويها: (مساويها أي عيوبها)، والمعنى أن الخيل، وإن كانت بها عيوب، فإن كرمها وعزة نفسها تحملها على الركض، وكذلك الرجل الكريم يحمل نفسه على المحمل الحسن، على ما به من هنات وعيوب.
   

ليس الفرس بجله وبرقعه (البجل ما يوضع على الدابة لتُصان به، والبُرقع: قناع الدواب؛ أو لِباسه)، ويُضرب المثل أن الرّجل بجوهره وليس بمظهره.
   

هما كفرسي رهان: يُضرب مثلاً للمتساوين في الفضل أو القوة.
   

إن العصا من العصية: والعصا اسم فرس أمها فرس اسمها العصية، ويدل المثل على عامل الوراثة، وأن الفرع يؤثر فيه الأصل.
   

وجاء في الأمثال الشعبية مرتبطاً بالخيل ما يلي:

عجزت الفرسان عنها، وتلقاها أبا الحصين.

أبو الحصين الثعلب، ويعني المثل: أنّ الأمرَ الخطير يعجز عنه الكبار، ويحاول الصغار القيام به.
   

الفرس من خيّالها، والمرة من رِجّالها. أي تُعرف جودة الفرس وأصالتها من أصالة فارسها، وكذلك تُعرف أخلاق المرأة ـ زوجة أو ابنة أو أختاً ـ من تصرف وليّ أمرها.
   

كرامة الفرس الأصيل ركوبها.

يعني إكرام الفرس في ركوبها وتدريبها، وهو الغرض من اقتنائها.
   

كنه كاسب الكحيلة.

كنه: كأنه، والكحيلة فرس من عتاق الخيل، أي كأنه فاز في السباق على الكحيلة، ويُضرب المثل لمن يُبالغ في شعوره بالزهو والعُجب بنفسه.
   

لِزْا الخيل يطلع السابق (أي أجهدها في العدو، ليُعرف السبّاق منها).

اللزا الميدان، واللز الاقتراب والالتصاق بالخيل الجارية. أي لا تحكم على الأمر أو الشخص إلاّ بعد الاختبار.
   
 لولا خيلهم طرحناهم.

طرحناهم: أسقطناهم على الأرض، والخيل هنا رمز للقوة والمنعة.
   

ما ترفع الخيل من راب دمه.

أي أن الخيل لا تنجي من حانت منيته، أي لا منجاة من قدر الله.
   

ما يعرف للخيل إلاّ ركابه.

أي لا يستطيع القيام بهذا الأمر، إلاّ صاحبه المتخصص فيه.
   

مع الخيل يا شقرا.

أي مِثْل الفرس المسماه (شقرا)، والتي تتبع الخيل أين سارت؛ ويدل المثل على السلبية والإمعة، يُضرب للشخص ينساق مع كل رأي أو دعوة دون معرفة أو علم.
   

مُغَسّل ضرع الحصان.

أي أن من يَغْسل ضرع الحصان  لا يسلم من نجاسة بوله، وأجرته على ذلك لا تكفي لطهارته. ويُضرب المثل لمن يضع نفسه في مواقف هو في غنى عنها.
   





       
من مُسَميّات الخيل عند العرب

            بلغ من عناية العرب بالخيل أن أطلقوا على كل ما يتصل بهما اسماً، شمل أطوار حياتها وأصواتها ومشِّيها وعَدْوها، ولم تقاربهم في ذلك أي لغة أخرى. ومن ذلك ما أطلقوه على:

مراحل العمر

            يسمى وليد الفرس أول ولادته"مُهراً"، ثم"فُلْواً". وبعد أن يبلغ من العمر سنة واحدة فهو"حَوْلي"، ثم في الثانية يسمى"جَذْعاً"، والثالثة"ثِنْيِاً"، فإذا أتم الثالثة ودخل الرابعة سمي"رَباعاً"، وفي الخامسة"قادحاً"، حتى يبلغ الثامنة، وهي نهاية القوة والشدة، ثم يأخذ في النقص إلى الرابعة عشرة، فإن تجاوزها إلى نهاية عمره يسمى"مُذَكّى". وعلامات هَرَم الخيل استرخاء جحفلتها (شفاهها)، واختفاء أنيابها، وأغورار عينيها. 

المشي والعدو

            وكما أطلق العرب أسماء على مراحل عُمْر الخيل، أطلقوا كذلك أسماء تصف أنواع مشيها وعَدْوها وجريها. فمن ذلك

الضّبرُ: إذا وثب الحصان فجمع يديه.

العَنَقُ: السير السريع، إذا باعد بين خطاه وتوسّع في مشيه.

الهَمْلَجة: إذا أن قارب بين خطاه، ومشى في سرعة وبَخْتَرَةٌ.

الاِرْتِجال: إذا راوح الفرس بين العَنَقِ والهَمْلَجة.

الخَبَبُ: إذا قبض رجليه وراوح بين يديه، واستقام جريه.

التقدي: إذا خلط العَنَقَ بالخبب.

الضَّبْعُ: إذا لوي حافريه إلى عضديه، وأسرع في سيره.

التَقْريب:إذا كان أثناء جريه يضع يديه ويرفعها في آن واحد، وهو ضربٌ من العدو.

العُجيلي: إذا جمع في جريه بين التَقْريب والخبب.

الإمجاج: أن يأخذ الفرس في العدو قبل أن يضطرم.

الإحْضَار: أن يعدو عدواً متداركاً، يتبع بعضه بعضاً.

الإرخاء: أشد من الإحضار.

الإهذاب: أن يضطرم في عدوه.

الإهماج: هو قصارى جهد الفرس في العدو.

            وعلى ذلك يكون ترتيب العدو كالآتي: الخبب، فالتقريب الإمجاج، فالإحضار، فالإرخاء فالإهذاب، ثم الإهماج.

            وهناك عددٌ من الألفاظ تُحدث أصواتاً يتواصل بها الفارس مع جواده. وهي تشملُ ألفاظاً للزّجر والإقدام والسّكون والحث على العدو وما إلى ذلك. ومما استعملته العرب في ذلك: يَهْياه، وهَلْ، وأرحب، وأقدم، وهب. وكان يُقال في تهدئة الفرس وكفه عن الحركة والمرح: هلاّ. ويفهم الجواد الأصيل كل إشارة أو صوت يصدر من صاحبه، كما يفهم الصفير عند شرب الماء. وقالوا في ذلك "عاتبوا الخيل فإنها تُعْتُب"، أي أدبوها فإن فيها قوة تُدرك بها العِتَاب أمراً ونهياً.

أسماء أصوت الخيل

            أطلق العرب على أصوات الخيل عدداً من الأسماء، مستمدة من طبيعة الصوت. فهي وصف له قوة وشدة، نشاطاً ومرحاً، حنقاً وغضباً وما إلى ذلك، مما يؤدي إلى تمثيل الصّوت في الاسم والإحساس به. فمن هذه الأسماء:

الشّخير: إذا خرج الصوت من فم الفرس.

النخير: إذا خرج الصوت من المنخرين.

الكرير: إذا خرج الصوت من الصّدر؛ وينقسم الكرير ثلاثة أقسام: أجش، وصَلْصَال، ومُجَلْجِل.

الصّهيل: وهو صوت الفرس في أكثر أحواله، خاصة إذا نَشِطَ.

الجَلْجَلة: أحسن أنواع الصهيل. وتخرج صافية مُسْتَدقَة.

الحَمْحَمْةُ: وهي صوت الفرس إذا طلب العلف، أو رأى صاحبه فاستأنس به.

الضَبْحُ: وهو صوت نَفَسُ الفرس إذا عدا، وقد ذكرها القرآن الكريم. وهو ليس بصهيل ولا حمحمة

النَثِيرُ: صوت الفرس إذا عَطَسَ.

البَقْبَقْةُ: الصوت الذي يخرج من جوف الفرس.

القبع: صوت يردده الفرس من منخره إلى حلقه، إذا نفر من شيء أو كرهه.

الجشّة: صوت غليظ كصوت الرعد.

أسماء الخيل في السباق

            كانت العرب قديماً تُرْسِل خيل السباق مجموعات، تتكون كل مجموعة من عشرة خيول. ويسمى مكان السباق المِضْمَار، وكانوا يضعون عند آخر نقطة منه الجائزة على رؤوس قصب الرّماح؛ ومن هنا جاء قولهَم: "حاز فلان قصب السبق"، فمن وصل الجائزة أولاً أخذها.

وكانوا يرتبون الخيل في السِّباق، حسب وصولها إلى نهاية المِضْمَار، على النحو التالي:
 
   

السّابق أو المبرِّز أو المُجَلِّي، أولها وصولاً، ويمسحون على وجهه. ويقال إنه سمي "المُجَلِّي" لأنه جلّى عن صاحبه ما كان فيه من الكرب والشدة.
   
  

"المُصَلِّي"، الثاني وصولاً، لوضع جحفلته (شفته) على مؤخرة الفرس السّابق.
   
  

"المُعَفّى" و"المُسَلِّي"، الثالث وصولاً، لأنه سلَّى عن صاحبه بعض همه بالسبق حيث جاء ثالثاً.
   
 

"التالي"، الرابع وصولاً، لأنه يلي المُسَلّي.
 

"المُرْتَاح"، الخامس وصولاً، لأن راحة اليد فيها خمس أصابع.
      

"العاطف"، السّادس وصولاً، فكأنّ هذا الفرس عطف الأواخر على الأوائل، أي ثنَّاها.
   


"البارع"والحظي"، السّابع وصولاً، لأنه قد نال حظّاً.
 

"المؤمّل"، الثامن وصولاً، لأنه يُؤَمّل وإن كان خائباً.
   


"اللطيم"، التّاسع وصولاً، لأنه لو أراد أن يدخل الحُجْرة، التي هي نهاية السّباق، لُطِم وجهه دونها ومُنع من دخولها، أو لأنهم كانوا يَلْطمون صاحبه.
   


"السُّكيت"، آخر الخيول وصولاً، وسُمي كذلك لأن صاحبه تعلوه ذلة وحزن ويسكت من الغم، وكانوا يجعلون في عنق الحصان العاشر حبلاً ويحملون عليه قرداً، ويدفعون للقرد سوطاً فيركضه القرد، ويُعيرّ بذلك صاحبه.
   
         

أسماء عتاق الخيل

            حُظيت عتاق الخيل (أي كِرامها وذوات النسب الأصيل منها) في كلام العرب، بنصيب وافر من الأسماء، التي تدل على عتقها وكرمها؛ من ذلك:

اللهْموم: وهو الحصان الجيد الحسن الخَلْق، والصّبور في العدو، الذي لا يسبقه شيء طلبه، ولا يدركه من جرى خلفه.

العَنْجُوج: الجيد الخَلْق، الحسن الصورة، فيه طول.

الهَذْلول: الطويل القوي الجسيم.

الذيّال: الطويل الذيل.

الهيكل: العظيم الخَلْق، الحسن الطّلعة.

النِّهد: الجواد العظيم الشديد الأعضاء، عظيم الجوف.

الجَرْشع: العظيم الخلْق الواسع البطن.

الضّلوع والخارجي: الجواد العتيق، بين أبوين هجينين.

البحر: الكثير الجري الذي لا يصيبه التعب، وأول من أطلق هذا الاسم على الخيل الرسول r.

المُسَوّم: الذي لديه علامة ينفرد بها عن غيره.

السّابح: الذي يرمي يديه قُدماً إذا جرى.

المُطَهّم: التام الحسن الخَلْق.

المُجنَّب: البعيد ما بين الرّجلْين من غير اتساع.

الجموح: النشيط السّريع.

الهضب: كثير العرق.

الشّطب: الحسن القد.

العتيق والجواد: إذا كان كريم الأصل رائع الخَلْق.

المُعْرِب: إذا لم يكن فيه عِرْق هجين.

الطّموح: ما كان سامي الطرف حديد البصر.

السّكب: الخفيف السريع الجري، وبه سُمي أحد أفراس الرسول صل الله عليه سلم.

ومن أسماء الخيل المستمدة من أوصافها أيضاً:

الصَّافِنات: جمع صافن، والحِصان الصّفون هو الذي يرفع إحدى قوائمه، ويضع سنبكه على الأرض ويقوم على ثلاث قوائم ليستريح بها.

الأعوجية: منسوبة إلى خيل كرام كانت في الجاهلية، منعوتة بالكرم والسّبق.

مُقْرب ولاحِقُ وأعْوجُ وداحس وذو العُقّال وغُرِاب ومُذْهَبُ ووَجِيُه،وكلها خيول كرام كانت في الجاهلية، ونسبت إليها كرام الخيل.

العناجيج: واحدها عنجوج. ويقال فرس عنجوج كريم وسابق.

            ولا يقال فاره إلاّ للحمار والبغل والبعير. ويُقال فرس جوادٌ للكريم، ونَهْد للعالي، وطَمْر للسريع الوثب، ومثله طمُوح، وسَابح، وسابحة للأنثى، ويُقال فرس عالي التّلِيل أي طويل العنق مرتفعه، و(التليل العنق).

ألفاظ الذم

            أطلقت العرب على عيوب الخيل، الجسمية وغيرها، مسميات خاصة تدل عليها؛ فمن ذلك:

الفرس الأسفي: هو قليل شعر الناصية. (الناصية مقدَّم الرأس أو شعر مقدَّم الرأس إذا طال، وسميت بذلك لارتفاع منبتها؛ قال تعالى: ]كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ[  (العلق: 15-16)

والأغم: الذي يَكْثُر شعر ناصيته، حتى يغطي عينيه.

الأزور: الذي دخلت إحدى صفحتي صدره، وبرزت الأخرى.

الأصك: الذي تصطك ركبتاه وكعباه.

العضوض: الذي يعُض من يدنو منه،

والنّفور: الذي لا يثبت لمن يقترب منه.

الجَموح: الذي لا يوقفه اللجام عن جريه.

الحرون: الذي يُثْبت قوائمه في الأرض، ويمتنع عن السير.

القموص: الذي ينفض راكبه حتى يُسْقطه.

أسماء مجموعات الخيل

            أهتم العربُ بمجموعات الخيل، وأطلقوا عليها الأسماء التالية:

السَّرْبة: من 10 إلى 20 فرساً، وتجمع على سِرْب، قال ذو الرمة:

أطافت به من أمهات الجوازل
    
  سوى ما أصاب الذئب منه وسَرْبة

المَنْسر: من 20 إلى 30 فرسا،ً ويجمع على مناسر.

المَقْنب: من 30 إلى 40 فرساً، وتجمع على مقانب.

الَكْردُوس: من 40 إلى 50 فرساً، وتجمع على كراديس.

القُنْبلة: من 50 إلى 60 فرساً، وتجمع على قنابل، قال جرير:

له عيثر مما تثير قنابله
       

ودُهْم كجنح الليل زرنا به العدى

            أي خيولٌ سود كأنها قطعة الليل في شدة الظلام، ولهذه الخيول غبارٌ كثيف "عيثر" تبعثه حوافر أعدادها الكثيرة.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 04 أبريل 2016, 12:10 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحصان العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحصان العربي   الحصان العربي Emptyالإثنين 04 أبريل 2016, 12:03 am

الخيل في الغارات والحروب

            لقيت الخيل اهتماماً كبيراً، يتناول جميع أحوالها خلال المعركة ودورها فيها. فالشاعر الجاهلي عنترة بن شداد العبسي يصف أحد خيول الحرب والقتال في قصيدة طويلة وصفاً بديعاً؛ فبعد ما وصف تراكيبه المختلفة المستحبة قال:

قباءُ شاخصةٍ كعين الأحَولِ
   

 
   

سَلِسُ العِنَانِ إلى القتَال فعَينُه

بالنكلِ مِشيَة شاربٍ مُسْتَعْجِلِ
   

 
   

وكأنّ مِشْيَتَه إذا نَهْنَهتَه

فيها وأَنْقَضُّ انقضاضَ الأَجْدَلِ
   

 
   

فعليه أَقْتَحِمُ الهياجَ تَقَحُّماً

             فنرى جواداً رائع الخلقة والخُلق معاً، سلس الانقياد إلى المعركة، سريع الحركة، جَمّ النشاط. وعلى مثل هذا الجواد يقتحم الفارس أعظم المعارك، وينقض على أعدائه انقضاض الصقر (الأجدل) على فريسته، وهو مطمئن من النصر والفوز.

ويقول دريد بن الصمة:

وحربٌ تَعِلُ الموتَ صرفاً وتَنْهَلُ
   

 
   

وحالبُ عودي الحرب بيني وبينها

وذو خِصَلٍ نَهْد المَراكِل هيكل
   

 
   

قِرَاها إذا باتت لدي مَفَاضَة

ضَرِيبُ الخلايا والنقيع المعجل
   

 
   

كَمِيش كتيس الرمل أخلص مَتْنه

إذا انجاب ريعان العجاجة أجدل
   

 
   

عتيد لأيام الحروب كأنه

ترُود بأبواب البيوت وتصهل[1]
   

 
   

يجاوبُ جُرداً كالسّراحين ضُمْرا

ويقول الشاعر مرقش الأصغر:

يُطَاعن أولها فئام مُصْبح[2]
   

 
   

شهدت به في غارة مُسْبَطِّرة

أي صدّ بفرسه جماعة مغيرة عند انبلاج الفجر، وهو موعِدٌ يُصبَّح فيه العَدُوُ، ويكون للمفاجأة أثرها.

ويقول العباس بن مرداس:

صدور المذاكي والرّماح المداعسا
   

 
   

إذا ما شددنا شدة نصبوا لنا

فوارس منا يحبسون المحابسا
   

 
   

وأحصننا منهم فما يبلغوننا

من القوم مرؤوساً كميا ورائسا
   

 
   

وجُرْدٍ كأن الأُسد فوق متونها

وطاعنْتُ إذ كان الطعان مُخالسا[3]
   

 
   

وكنت أمام القوم أولَ ضاربٍ

ويقول جعفر بن كلاب:

وحذفة كالشجا تحت الوريد[4]
   

 
   

أريغوني إراغتكم فإني

ويقول شداد بن معاوية العبسي، أبو عنترة:

وجروة لا ترود ولا تعار[5]
   

 
   

ومن يكن سائلاً عني فإني

ويقول عنترة بن شداد:

بهاديه إني للخلي وصول
   

 
   

أقيه بنفسي في الحروب وأتقي

ويقول أحد بني عامر بن صعصعة:

لأنفسكم والموت وقت مؤجل
   

 
   

بني عامر إن الخيول وقايةٌ

صيانتها والصونُ للخيل أجمل
   

 
   

أهينوا لها ما تُكرمون وباشروا

وكل امريء من قومه حيث ينزل
   

 
   

متي تكرموها يُكْرم المرء نفسه

             فالشاعر يحث قومه على إكرام خيولهم في السِّلم، لأنها ستردُ هذا الكرم يوم الحربّ، حين تحمى عرضهم ومالهم.

             وقد تفنن الشعراء في أوصاف خيولهم وهي في طريقها للقتال، واهتموا اهتماماً فائقاً بتصوير عَدْوِها، ووضع حوافرها الصّلبة القوية على الأرض، وما تفعله بها، وما يتطاير من غبار ينعقد ويتبلد في الجو كالدُّخان، وما تسحقه من حصى، وكيف تجنح بفرسانها من مرتفع إلى ثنية جبل، كأنها أسراب القطا التي تطير سرّية سرّية.

             ونستشف من ذلك، أن الخيول التي يخرج عليها الفرسان للحرب أو الغارات يجب أن تكون طَمِرة (طويلة القوائم) خفيفة، ضامرة قوية، صلبة ضخمة، مفتولة العضلات. وعندما تسير إلى الموقعة فهي تُباري الإبل في سرعة عجيبة، وينافس بعضها بعضاً في السير، وتجهد نفسها في الجري، حتى تشعث وتَغْبر وتميل سروجها من شدة العدو. وهي في عدوها تنتعل جماجم القتلى. ويصور عنترة بن شداد العبسي هذا المعنى في قوله:

وقد أخذتْ جَمَاجِمهم نعالاً
   

 
   

تدُوس على الفوارسِ وهي تَعْدُو

             ولصهيل الخيل أثناء المعركة تأثيره القوي، حيث يبعث في نفوس الفِرْسان الحمية والشجاعة والإقدام، كما يملأ قلوب الأعداء رعباً وفزعاً، فتتطاير نفوسهم هلعاً وخوفاً.

يقول عنترة أيضاً:

سماعي ورقراق الدماء نُدامى
   

 
   

ألا غنِّيَا لي بالصهيل فإنه

ويقول في هذا المعنى:

من سرجه مَرَحاً بالعِزِّ أو طرباً[6]
   

 
   

قح يكاد صهيل الخيل يقذفه

             وقد لا تصهل الخيل أثناء المعركة بل تصيح كصياح النسور، إذا اشتدّ أمرُ القِتَال، وعَظُمت عليها أوجاعها.

يقول جربية بن الأشيم الفَقْعَسي:

حززنا شَرَاسِيفها بالجذم[7]
   

 
   

إذا الخيل صاحت صياح النسور

             وقد استخدم العرب الخيل في حروبهم وغاراتهم ذكوراً وإناثاً. فكانوا يفضلون ذكور الخيل على إناثها في الحرب الطّاحنة، التي تعتمد على القوة والثبات. وسبب ذلك أنّ الذكور من الخيل أسرع وأجرأ، ويقاتل الفرس مع راكبه، وفيه حدة وشوساً. وبالمثل كانوا يستحبون إناث الخيل في الغارات والبيات، ولماِ خفي من أمور الحرب. كما كانوا يستحبون  فحول الخيل في الصّفوف والحصون والسّير والعسكر، ولِما ظهر من أمور الحرب. وكانوا يستحبون خِصْيان الخيل في الكمين والطلائع لأنها أصبر وأبقى في الجهد، وهم لا يفضلون الإناث في الحروب الطّاحنة خشية أن تخذل صاحبها في أحرج الأوقات إذا كانت وديقاً[8] تشتهي الفحل، لأنها ذات شبق شديد. وهم يفضلونها في الغارات والبيات لأنها تدفع البول وهي تجري، والفحل يَحْسر البول (لا يتبول أثناء جريه)، ولأن الأنثى لا صهيل لها؛ فلا يَعْرف العدو خبرهَم حتى يصلوا إليه.

             وقد أشار الشعراء إلى هذا المعنى، وذكروا تفضيل ذكور الخيل على إناثها في الحروب. قال بشامة بن عمرو في هذا المعنى:

رِماحاً طوالاً وخيلاً فحولا
   

 
   

وحُشوا الحروب إذا أوقدت

وقال الأعشى:

رِماحاً طوالاً وخيلاً ذكورا
   

 
   

وأعددت للحرب أوزارها

 

[1] المفاضة: الدروع. وذو خصل: يريد فرساً. والكميش: السريع. والضريب: اللبن.

[2] والغارة: الخيل المغيرة. والمسبطرة: الممتدة المنقادة. والفئام: الجماعة. والمصبح: المغار عليه في الصبح.

[3] المداعي: من الرماح الغليظ الشديد الذي لا ينثني. والمذاكي: الخيل التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان. تخالس: يحاول كل فارس اختلاس الآخر، أي أخذه على غفلة منه.

[4] أراغ: طلب الأمر على وجه من المُكر والخديعة، حذفة هي اسم فرسه، الشجا: الغُصْة والهم.

[5] جروة: اسم فرس شداد العبسي.

[6] القح: الخالص من كل شيء.

[7] الشرسوف: طرف الضِّلع المُشْرف على البطن.

[8] الوُدِيُق: ذوات الحافر إذا أرادت الفحل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحصان العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحصان العربي   الحصان العربي Emptyالإثنين 04 أبريل 2016, 12:18 am

السّروج ولوازمها

           السَرج هو الرّحل، الذي يوضع على ظهر الدّابة ليجلس عليه الرّاكب، ويسمى أيضاً: القُعْدَةُ. وقد افتن العرب في صناعة السّروج والعناية بها، لأنّ جل اعتمادهم كان على التّرحال بالدواب، سواء في السّلم أو الحرب. وكما عرفت العرب اسماً أو أكثر لكل جزء من أجزاء الدابة، عرفت كذلك لكل جزء من أجزاء السرج اسماً أو أكثر، حتى ألفوا فيها مؤلفات خاصة بها، مثل كتاب "السّرج" لأبي عبيدة، وكتاب "السّرج واللجام" لأبي دريد وغيرهما.

           وتُصمم السّروج لأغراض مختلفة سواءٌ، للرّكوب أو السِّباق أو العمل. ومن ثم كانت السّروج أنواعاً مختلفة، تندرج من مجرد كساء، أو برذعة يُغطي بها ظهر الدابة، إلى سروج الفرسان المُعَدّة خصيصاً للاعتماد عليها عند إِصابة الفارس برمح أو حربة، فهو يسند ظهره على سرج فرسه.

           وتوجد عدة أنماط من السروج، كلٌ منها يُناسب مهمة خاصة، لذلك يُصبح اختيار السرج المناسب أمراً له أهميته ودلالته. فقد صممت بعض السروج لنمط خاص من الرَّكوب، كما هو الحال بالنسبة لرعاة البقر الذين يصنعون سروجهم على نمط خاص، بتجهيزات معينة، ولتلك السروج رِكَاب مُتْسع، وقربوس (طرفُ مُحَدّبٌ) مؤخره عادي، وآخر أمامي بارز في شكل قرن، يُستخدم لتثبيت حبل الصيد.

           وهنالك أشياء مشتركة لابد من مراعاتها عند اختيار السّرج. فالسّرج الجيد يوازن ثقل الفارس، دون ضغط زائد على الغارب والجانبين، لا داعي له. كما يجب على السرّج ألاّ يعرقل حركة كتفي الفرس. ومعنى ذلك أن يكون السّرج مصمماً تماماً للفرس، ليناسب شكل ظهره وجانبيه حتى لا يجرحه، وقد يجرح معه فارسه أيضاً، أو يمنعه من جلسة صحيحة مريحة.

           أمّا الجزء الذي يُحَدِّد الشكل النهائي للسرج فهو القربوس، وهو الهيكل المعدني، ويجب أن يكون مصنوعاً بدقة تامة. وهو أنواع شتى، وقد صادقت بعض جمعيات الفروسية على أشكال منه يمكن الاعتماد عليها. وأكثر الأشكال المستخدمة الآن هو النوع المَطْاطَي المرن. وقد زود بقطعتين من الفولاذ الخفيف على السّرج لكي لا يسقط. وسقوط السّرج يؤثر حتماً على توازن القربوس، وقد يتحطم القربوس عند السّقوط ويحتاج إلى خبير لإصلاحه.

           وينبغي أن تُصْنع كل أجزاء السّرج من مادة متينة. فالسّير مثلاً، الذي يُثَبْت السرج في مكانه، لابد أن يكون قوياً، كأن يُصنع من الجلد، أو من نسيج سميك، أو من الصَرُج (نسيج صوفي متين).  ويجب فحصه دورياً حرصاً على سلامته.

           ويراعى في اللّبد، الذي يوضع على ظهر الحصان مما يلي جسده، أن يكون محشواً بشكل دقيق، بحيث يتوزع ثقل الفارس، على متني الفرس، وليس على عموده الفقري[1].

           واستناد الفارس على متن الفرس، يحفظ للفرس نشاطه، وقوته، ويجنبه الضغط على العمود الفقري، أو الإِصابة بجروح.

           ويُصنع الرِّكابان متوافقين مع احتياطات السّلامة، ومتطابقين مع راكب الفرس؛ فإن كان الراكب صغيراً جُعل الرِّكاب بشكل تتحرر الرِّجل منه في حال السقوط. ويجب التأكد من وجود فرجة باتساع 12ملم من كل جانب للقدم تُقاس في الناحية الأوسع من حذاء الراكب، بشكل يمنع من تعلقها بالرِّكاب.

لوازم السرج

           يَكْتَمِلُ إعداد السّرج، ويصبح صالحاً للاستعمال بعددٍ من اللوازم المصاحبة له، مثل:

الإبزيم: عُرْوةٌ معدنية في أحد طرفيها لسان، توصل بالحزام ونحوه لتثبيت طرف الحزام الآخر على الوسط.

الإطنابة: سَيْر يُعقد في طرف الحزام أو الإبزيم.

الجَدِيّة: القطعة من الكساء المحشوة تحت دفتي السّرج، وقد تُسمى البَرْذعة.

الحزام أو اللّب: سيْر من الجّلد يُشّد به السّرج لتثبيته على ظهر الفرس.

الجديلة: ناحية السرج وحوزته.

الحِيَاصة: حزام الدّابة، أو هو سَيْر في حزامها.

الرِّكاب: حديدة متسعة الأضلاع على شكل مثلث، معلقة في السَّرج توضع فيها رجل الفارس.

السِّمط ( وجمعه سُموط ): السير يُعلق في مؤخرة السَّرج، تُشد به الأشياء وهو بمثابة الغرز للرَّحل.

الحِيَاصة: حزام الدّابة، أو هو سَيْر في حزامها.

العَقْرَبة: حديدة شبه الكُلاَّب، تعلق بالسرج والرَّحل.

المْرَشَحة والمَرْشح: الجمع مراشح، وهي البُطانة التي تحت لبد السَّرج، لأنها تنشِّف الرّشح.

عضادتا الإبزيم: جانباه.

القَرْبُوس: حِنْو السرج وهو طرف مُحَدّب، وللسرج قربوسان: قربوس المؤخرة وقربوس المقدمة.

القيقب والقيقبان: خشب السّرج.

المحور: عود من حديد، يدور فيه لسان الإبزيم في طرف المنطقة.

[1] المتنان هما ما يكتنف الصلب عن يمين وشمال.







       
ثبت الأعلام

ابن جُزي الكلبي (721 ـ 757هـ)

             محمد بن محمد بن أحمد بن جزي الكلبي، أبو عبد الله. أندلسي من أهل غرناطة، ولد فيها وتفوق بشعره ونثره على حداثة سنه. كان كاتباً لأمير المسلمين أبي الحجاج يوسف بن الأحمر النّصري؛ ثم انتقل إلى المغرب، فأقام بفاس وحظي بمكانة عند ملكها المتوكل على الله أبي عنان المريني؛ توفى بفاس. ومن مؤلفاته "تاريخ غرناطة"، و"كتاب الخيل".

ابن خالويه (.. ـ 370هـ) (00 ـ 980م)

             الحسين بن أحمد بن حمدان بن خالويه، أبو عبد الله الهمذاني. وهو الإمام النحوي اللغوي، المقرئ المفسر، المعروف بذي النونين، هما نونا كلمتي (الحسين) و (ابن)، وقد كان يُطَوّلهما جداً في الكتابة. أصله من همذان، ونشأ ببغداد وزار اليمن وأقام في ذمار. ثم انتقل إلي الشام فاستوطن حلب، وعظمت بها شهرته. وكان من المقربين جداً للأمير سيف الدولة الحمداني، أمير حلب. وقد وقعت خصومة بينه وبين المتنبي الشاعر، وأبي عليّ الفارسي، وأبي الطيب اللغوي، وجرت بينهم مجالس مشهورة بحضرة سيف الدولة وغيره. صنّف ابن خالويه ما يزيد على ستين مُؤَلَفاً في علوم القرآن، والنحو، واللغة، وغيرها، منها: كتاب (ليس في كلام العرب)، و(إعراب ثلاثين سورة من القرآن)، و(إعراب القراءات السّبع وعللها). توفى بحلب.

ابن خفاجة الأندلسي (450 ـ  533هـ) (1058 ـ 1138م)

             إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجه الهواري الأندلسي؛ أبو إسحاق. من أعلام الشعراء الأندلسيين، في القرنين الخامس والسادس الهجريين. ولد بجزيرة شَقْر شرقي الأندلسي، وفيها قضى معظم شبابه وشيخوخته، وقد تركت الجزيرة بمناظرها الطبيعية الجميلة، أثراً في شاعريته. نشأ في أسرة علي جانب من اليسار، وكان والده من أعيان المدينة، فعاش فى سعة من العيش، بسبب ضيعة كان يمتلكها. عُرِف بالتأنق في مظهره ومطعمه، ولم يشتغل بعمل ولم يتزوج قط. وكان نزيه النفس، لم يتكسب بشعره. تفرد بوصف الطبيعة، وكان أسبق الناس فيها حتى لقبه أهل الأندلس "الجنّان". من أكثر قصائده شهرة قصيدة (وصف الجبل)، وهي تشف عن رؤيته للموت والحياة، ويصور من خلالها كيف أن الجبل يحس السأم لطول بقائه ويتمنى الموت والفناء، على حين أن الإنسان ـ ابن خفاجة ـ يخشى الموت ويتمنى الخلود والبقاء، ويخلص إلى أن لا سبيل إلى تحقيق الأمنيتين.

يقول ابن خفاجة

يطاوِلُ أعنانَ السماءِ بغاربِ
   

 
   

وأرعَـنُ طمّـاحُ الذُّؤابةِ باذخٌ

ويزحـم ليلاً شُهْبَهُ بالمناكب
   

 
   

يسدّ مهبَّ الرّيحِ عن كلِّ وجهةٍ

كما اشتهرت أبياته التي تصف الأندلس وطبيعتها الجميلة:

مـاءٌ وظِلٌ وأزهار وأشْجَارُ
   

 
   

يا أَهْل أندلسٍ لله دَرَكُـــم

ولو تخيرتُ هذا كنت أختـارُ
   

 
   

ما جنّةُ الخلدِ إِلاّ في ديَاركـم

له ديوان شعر محقق ومطبوع.

ابن رشيق القَيْرَواني (390 ـ 463هـ) (1000 ـ 1071م)

             الحسن بن رشيق القَيْرَواني، أبو عليّ؛ شاعر، أديب، نقاد، باحث. كان أبوه من موالي الأزد. ولد في المسيلة المعروفة بالمحمدية، وتقع علي بعد عدة أميال من مدينة تونس العاصمة اليوم. وتعلم الصّياغة، ثم مال إلى الأدب وقال الشعر. فرحل إلى القَيْرَوَان سنة 406هـ، وكانت في ذاك الوقت تعج بالعلماء والأدباء. فدرس بها النحو والشعر واللغة والعروض والأدب والنقد والبلاغة، علي يد عدد من نوابغ عصره. مدح حاكم القيروان المعز بن باديس بقصائد حازت إعجابه، ولازم بلاطه. ولمّا وقعت الفتنة، أنتقل ابن رشيق إلى جزيرة صقلية، وأقام في مازر، إحدى مدنها، وتوفي بها. من مؤلفاته "العمدة في صناعة الشعر"، و"قراضة الذهب"، و"الشذوذ في اللغة"، و"شرح موطأ مالك"، و"تاريخ القيروان"، و"المساوي" في السرقات الشعرية. له ديوان شعر مطبوع.

أبو تمام (188 ـ 231هـ) (804 ـ 846م)

             حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، من حوران، من قرية جاسم، في بلاد الشام. ولد في أيام الرشيد، وكان نصرانياً وأسلم، وقيل إن اسم والده "تدرس"، وكان نصرانياً فلما أسلم تسمي "أوساً"، وانتمي لقبيلة طيء. نشأ أبو تمام فقيراً، فكان يعمل عند حائك ثياب في دمشق ثم رحل إلي مصر فكان وهو صغير يسقى الماء في جامع عمرو بن العاص، ويتردد علي مجالس الأدباء والعلماء، ويأخذ عنهم. وكان يتوقد ذكاء، ونظم الشعر في فترة مبكرة من حياته، ثم عاد من مصر إلي الشام. ويُعد أبو تمام من أعلام الشّعر العربي في العصر العباسي. عُرِفَ بخياله الواسع، ويمتاز عن شعراء عصره بأنه صاحب مذهب جديد في الشعر يغوص علي المعاني البعيدة، التي لا تُدْرك إلا بإعمال الذهن والاعتماد على الفلسفة والمنطق في عرض الأفكار. يعدُّ أول شاعر عربي عني بالتأليف، فقد جمع مختارات من أجمل قصائد التراث في كتاب سماه (الحماسة). أكثر شعره في الوصف والمدح والرثاء، وله ديوان شعر مطبوع.

ومن مشهور شعره: قصيدته في فتح عمورية، التي مدح فيها الخليفة المعتصم، ومطلعها:

في حدّه الحدّ بين الجِّد واللّعب.
   

 
   

السيف أصدق أنباء من الكتب

أبو الصلت الداني (460 ـ 529هـ) (1080 ـ 1159م)

             أمية بن عبد العزيز الأندلسي الداني، أبو الصلت؛ حكيم أديب من أهل (دانية) بالأندلس. ولد فيها، ورحل إلى المشرق. فأقام بمصر عشرين عاماً، سُجن خلالها، ورحل إلي الإسكندرية وسكن فيها، ثم انتقل إلى المغرب ومات بها. له شعر رقيق وجيدٌ، ومن مؤلفاته كتاب "الأدوية المفردة" و"رسالة في الموسيقى".

أبو نواس (129 ـ 198هـ) (747 ـ 814م)

             الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح، الحكمي بالولاء. ولد بالأهواز بالعراق ونشأ بالبصرة مات والده وهو صغير، ابن ست سنين. تعرف على الشاعر الماجن والبة بن الحباب فأدبه وخرّجه، ولمّا مات والبة لزم خلفاً الأحمر، وكان أشعر أهل وقته وأعلمهم، فحمل عنه أدباً كثيراً وعلماً واسعاً. كما تتلمذ على غيرهما من علماء البصرة والكوفة. وأبو نواس من أعلام شعراء القرن الثاني الهجري، كان قوي الذاكرة روى كثيراً من أشعار الجاهليين والإسلاميين والمخضرمين، وكان عالما فقيهاً عارفاً بالأحكام، بصيراً بالاختلاف، صاحب حفظ ونظر ومعرفة بطرق الحديث، يعرف ناسخ القرآن من منسوخه، ومحكمه من متشابه. بَرَعَ في علم اللغة وفروعها، حتى قال عنه الجاحظ: ما رأيت رجلاً أعلم باللغة، ولا أفصح لهجة من أبي نواس. فلمّا فرغ من إحكام هذه الفنون تفرغ للنوادر والمجون، ثم أخذ في قول الشعر فبزِّ أقرانه، وبرع على أهل زمانه، ثم اتصل بالوزراء والأشراف، فجالسهم وعاشرهم، فصار مثلاً في الناس، وأحبه الخاصة والعامة. قال الإمام الشافعي: لولا مجون أبي نواس لأخذت عنه العلم. وحكى أبو نواس عن نفسه قال: ما قلت الشعر حتى رويت لستين امرأة من العرب، فما ظنك بالرجال؟ كان في زمانه يمثل شاعر المجون إزاء منافسه أبي العتاهية، الذي يمثل شاعر الزهد. طرق جميع الفنون الشعرية فأجاد فيها كلها، من مدح ورثاء وغزل وخمريات ومجون ووصف وهجاء وعتاب وزهد وطرد. مدح الخلفاء والوزراء، وجالسهم، وكان ذا حظوة في أيام الرشيد والأمين، وقد سجنه الأمين لأمرٍ، فكتب له يقول:

دُ لمثلِها من خـوف بَأْسك
   

 
   

وَحَياة رَأْسِك لا أَعو

سِك إن قتلت أبا نُــواسِك
   

 
   

من ذا يكون أبا نُوا

             ولأبي نواس أخبار وأشعار رائقة في الغزل والخمر، وكانت في شعره نزعة شعوبية. وكان يسحر الناس بظرفه وحلاوته، وكان سخياً، لا يمسك مالاً ولا يحفظه. من مشهور شعره قوله، بعد توبته:

وأرانـي أمـوت عضـواً فعضواً
   

 
   

دبّ فيّ السقام سُفلاً وعلواً

وتذكــرت طاعـة الله نضــواً
   

 
   

ذهبت جدتي بطاعة نفسي

تجاوزتهن لعبـــاً ولــــهواً
   

 
   

لهف نفسي على ليالٍ وأيام

صفحـاً عنــا وغفـراً وعفـواً.
   

 
   

قد أسأنا كل الإساءة فاللهم

توفي في بغداد عام 198هـ.

الأخطل (19ـ90هـ) (640 ـ 708م)

             غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، أبو مالك من بني تغلب. شاعر نصراني، من كبار شعراء الأمويين، فهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم، وهم: جرير، والفرزدق، والأخطل. نشأ بذيء اللسان، فلقب بالأخطل (أي السفيه). وقد اشتُهر بمدح الخلفاء الأمويين، وكان عبد الملك بن مروان يجزل له العطاء، ويفضله في الشعر على غيره. وهو ثالث فرسان النقائض مع جرير والفرزدق وكان يُناصر الفرزدق. نشأ في أطراف الحيرة (بالعراق). وكانت إقامته طوراً في دمشق مقر إقامة الخلفاء من بني أمية، وحيناً في الجزيرة حيث قومه بنو تغلب.

الأسعر بن مالك

             الأسْعَر بن مالك الجعفي: شاعر جاهلي لقب بالأَسْعَر لقوله:

إذا أنا لم أسعر عليهم وأثقب
   

 
   

فلا يدعني قومي لسعد بن مالك

والمُسْعِرِّ والمُثْقِّب هو مشعل النار، أي الحرب.

الأعشى (00 ـ 7هـ) (00 ـ 626م)

             ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل، من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، المعروف بأعشى قيس؛ ويقال له أعشى بكر بن وائل، والأعشى الكبير؛ من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات، وسميّ "صناجة العرب" لأنه كان يتغنى بشعره. ولد بقرية باليمامة يُقال لها منفوحة. وقد أدرك الإسلام ولكنه لم يسلم، وعاش عمراً طويلاً. لقب بالأعشى لضعف في بصره. وكان كثير التنقل والأسفار، في أنحاء الجزيرة العربية بهدف مدح السادة والأشراف، ولهذا حط من قدر نفسه بالتكسب بشعره. وكانت مدائحه وأهاجيه تُوظف لخدمة مصالحه. ويعكس شعره أنه كان صاحب لهو وعبث، وقد صف الخمر شَغِفاً بها فأحسن وصفها. كما شغل وقته بمتابعة الجواري والقيان، وأكثر من وصفهن في شعره. علي أن الأعشى كان من الشعراء المقدِّمين في الجاهلية، ويمتاز بطول قصائده، وتصرفه في معظم فنون الشعر. وكان يفد على الملوك، لا سيما ملوك فارس، ولذلك كثرت الألفاظ الفارسية في شعره. أشهر شعره معلقته التي مطلعها:

وهل تُطيق وداعاً أيها الرجل
   

 
   

ودّعْ هريرة إِنّ الركب مرتحل

             توفى بقرية منفوحة مسقط رأسه وفيها داره، وبها قبره. له ديوان شعر مطبوع. وترجم المستشرق الألماني جاير Geyer  بعض شعره إلى الألمانية.

الأفوَه الأَوْدي (00 ـ نحو 50ق.هـ) (00 ـ  نحو 750م)

             صلاءة بن عمرو بن مالك، من بنى أود، من مذحج؛ شاعر يماني جاهلي، يُكنى أبا ربيعة . قالوا لقّب بالأفوه لأنه كان غليظ الشفتين، ظاهر الأسنان. كان سيّد قومه وقائدهم في حروبهم . وهو أحد الشعراء الحكماء  في عصره. أشهر شعره قصيدته التي منها:

ولا سراة إذا جهالهم سادوا
   

 
   

لا يَصْلُح الناس فوضى لا سراة لهم

أكثم بن صيفي (000 ـ 9هـ) (00 ـ 630م)

             أكثم بن صيفي بن رياح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية التميمي. أحد حكماء العرب المعمرين في الجاهلية، وكان قد قصد المدينة في مائة من قومه يريدون الدخول في الإسلام، ولكنه توفي في الطريق، بينما أسلم من قومه من بَلَغَ منهم المدينة.

امرؤ القيس (نحو 130 ـ 80 ق . هـ) (نحو 497 ـ 545 م)

             امرؤ القيس بن حُجر بن الحارِث الكندي، من بني آكل المُرار. وكنيته أبو وهب، وأبو زيد، وأبو إرث، ويلقب بالملك الضليل، من أعلام شعِراء العصر الجاهلي، وفرسانه، واشتهر بدقة الوصف وبراعة الغزل، ومعلقته سيدة المعلقات، ومطلعها:

بسقط اللَّوَى بين الدَّخول فَحَوْمَلِ
   

 
   

قفا نبك من ذكري حبيب ومنزل

             وهو يَمانيّ الأصْل، ولِد في نَجْد ونشأ بها في كنف أبيه، وكان مَلِكاً على بني أسَد وغطفان. انصرف في صَدْر شبابه إلى اللهو والصّيد، وقد أدى مسلكه ذلك إلى جفوة بينه وبين والده، فخرج عن ديار أبيه متنقلاً في أرجاء متفرقة، حتى إذا قتَل بنو أسد أباه، قال قولته المشهورة: "ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صَحْوَ اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر". التَمَس من قبائل العرَب العَون على الثّأر فلَمْ يُجِبه أحَد. فلَم يَزَل حتى ثأَر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شِعراً كثيراً. سار إلى القسطنطينية قاصِداً القَيصَر يوستنيانس الأول، فأكرَم وفادَته وولاّه إمرة فلسطين. فَرَحَل يريدها، إلاّ أنه أُصيب في بعض الطريق بقُروح في جسمه، وتوفي على مقربة من أنقرة. عُرِف امرؤ القيس بالملِك الضلّيل لاضطراب أمره طوال حياته، وعُرِف أيضاً بذي القروح (لِما أصابه من قروح في مرَض موته).

البحتريّ (204 ـ 284) (821 ـ 898م)

             الوليد بن عُبيد الله بن يحيى بن عبيد الطّائي، أبو عبادة البحتري. من أعلام الشعراء في القرن الثالث الهجري. ينتهي نسبه إلى بُحْتُر، أحد أجداده من قبيلة طئ وإليه نُسب. ولد بمَنْبج (بالقرب من حلب في شمالي سورية)، وفيها نشأ نشأة عربية. اتصل بأبي تمام في حِمْص، فأثنى أبو تمام على شاعريته. ثم رحل إلى العرق ومدح بعض الوزراء والقادة والأمراء، واتصل بجماعة من الخلفاء، أولهم المتوكل العَبّاسي. وشهد مقتله فحزن وعاد إلى الشام، ومنها اتجه إلى المدائن. وبراعة البحتريّ في الوصف، هي التي دفعته لوصف إيوان كسرى بقصيدة رائعة عُرفت بالسينية، يقول مطلعها:

وترفَّعت عن جَدا كلّ جِبْسِ
   

 
   

صُنْتُ نفسي عمّا يدنّس نفسي

             وُصِف شعره بأنه (سلاسل الذهب)، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، وهم: المُتًنًبّي، وأبو تًمّام، والبُحْتري. قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال : المتنبي وأبو تمام حكيمان، وإنما الشاعر البحتري. ويجمع النقاد علي أن البحتري مطبوع على الشعر، مولع بالجمال واسع الخيال، تقرأ شعره فتشعر كأنه ينساب من ينبوع قلبه، وأنه لا يتكلف أي عنصر من عناصره. كما يمتاز شعره بوضوح التراكيب، ورونق الدّيباجة، وسهولة المعنى، وحلاوة الموسيقى وانسجامها مع العواطف والمعاني. يحمل شعره عاطفة دينية لا تخفى، كما تظهر فيه عاطفة حب الوطن والتعصب لطيِّئ، وتمجيد حضارة الفرس. أبدع في تصوير الألوان والأصوات والمشمومات الملموسات. جمع ثروة طائلة، أنفق جزءاً منها علي مسرات حياته، وكان شديد الغرور بنفسه وشعره، على الرغم من سماحة خُلُقه. من أبياته السيّارة:

فَشْأنَاك انخفاض وارتفــاعُ
   

 
   

دنوتَ تواضعاً وعلوت مجداً

ويَدْنُو الضَّوءُ منها والشَّعاعُ
   

 
   

كذاكَ الشّمسُ تبعدُ أن تُسامى

وكذلك من أشهر قصائده وصفه لفصل الربيع :

من الحُسن حتّى كاد أن يتكلما
   

 
   

أتاكَ الربيعُ الطلق يختالُ ضاحكاً

أوائلَ وردٍ كُنّ بالأمس نُوّمـا
   

 
   

وقد نبّه النيروزُ في غلسِ الدُّجى

يبث حديثْا كـان أمس مكتّما
   

 
   

يُفَتّقـها بَرْدُ النــدى فكأنــّه

             له ديوان شعر مطبوع، وكتاب "الحماسة" على غرار حماسة أبى تمام. توفى البحتريّ بمدينة منبج.

بِشْر بن أبي خازِم (00 ـ نحو 22ق.هـ) (00 ـ نحو 600م)

             بشر بن (أبي خازم) عمرو بن عوف الأسدي، أبو نوفل؛ شاعر جاهلي فحل من الشّجعان. من أهل نجد، من بني أسد بن خُزيمة. كان من خبره أنه هجا أوس بن حارثة الطائي بخمس قصائد، ثم غزا طيئاً فجُرح، وأسره بنو بنهان الطائيون. فبذل له أوس مائتي ناقة وفَك أَسْره، فانطلق لسان بشر يمدح أوساً بخمس قصائد يمحو بهن الخمس السّالفة. وله قصائد جيدة في الفخر والحماسة. قُتل في غزوة أغار بها على بني صعصعة بن معاوية. له ديوان شعر مطبوع ومحقق.

ثعلبة العبدي

             ثعلبة بن عمرو العبدي، من سُليمة من عبد القيس: شاعر جاهلي يقال له ابن أمّ حَزْنة.

جُريبة بن الأشيم الفقعسيّ

             جُريبة بن الأشيم الفقعسي، ونسبته إلى فقعس بن الحارث من بنى أسد بن خزيمة؛ شاعر جاهلي. كان من القائلين بالبعث، وممن يزعمون أن من عُقرت مطيته على قبره يحشر عليها.

جرير (28 ـ 110هـ)( 640 ـ 728م)

             جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي، من تميم. وكان يكني بأبي حَزْرة. ولد في قرية من قرى الوشم من أرض اليمامة في نجد. من شعراء العصر الأموي، اتصل بالحجاج بن يوسف في العراق ثم بعبد الملك بن مروان في دمشق ومدحهما، وبعد عبد الملك بن مروان، مدح الخليفتين يزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك. وتميز بالغزل والهجاء، وكانت له معركة هجائية شهيرة مع الشاعر الفرزدق سميت قصائدها "النقائض"، استمرت قرابة أربعين عاماً، وجمعت في ثلاثة أجزاء. كما كانت له معركة أخرى مع الشاعر الأخطل التغلبي، أفرزت نقائض مثل نقائضه مع الفرزدق. وله ديوان مطبوع. ومن مشهور غزله قوله:

قتلنا ثم لم يحين قتلانا.
   

 
   

إن العيون التي في طرفها حور

وهن أضعف خلق الله إنساناً
   

 
   

يَصْرعن ذا الُلب حتى لا حراك به

الحارث بن عوف

             الحارث بن عوف بن أبي حارثة المرّيّ، بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان؛ من فرسان الجاهلية. أدرك الإسلام فأسلم. اشتهر هو وابن عمه هرم بن سنان بدورهما في الصلح بين عبس وذبيان، في حرب داحس والغبراء المشهورة. قال الحارث: فخرجنا حتى أتينا القوم، فمشينا بينهم بالصُّلح، فاصّطلحوا على أن يحتسبوا القتلى، فيؤخذ الفضل (أي الزيادة) ممن هو عليه، فحملنا عنهم الدِّيات فكانت ثلاثة آلاف بعير في ثلاث سنين.

حسّان بن ثابت (000 ـ 54 هـ) (000 ـ 674 م)

             حسان بن ثابت بن المنذر بن حَرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، الأنصاري، الصحابي. كنيته أبو الوليد، وهي الأشهر، وأبو عبد الرحمن، وأبو الحُسام. وهو من الشعراء المخضرمين (الذين أدرَكوا الجاهلية والإسلام)، ويقال إِنه عاش ستين سنة في الجاهلية. ينتمي إلى قبيلة الخزرَج الأزدية، إحدى قبائل اليمن المشهورة. ولِد ونشأ في يثرِب (المدينة المنورة)، وقد اختاره الرسول لِيكون شاعِره، فظلّ يمدحه ويردّ على مَن يهجوه مِن شُعراء قريش، ويحمي أعراض المسلمين. وكان الرسول يحثُّه على ذلك ويدعو له بمِثل قوله: "اللهمّ أيِّده بروح القدس" (رواه البخاري في كتاب الصلاة). لم يشهد حسان مع النبي، صلي الله عليه وسلم، شيئاً من مشاهده، وعاش مائة وعشرين سنة، وعمي قبل موته.

             من أشهر قصائده في مدح الرسول الكريم همزيته، التي خاطب بها المشركين يوم فتح مكة ومنها قوله:

وكان الفتح وانكشف الغطاء
   

 
   

فإما تعرضوا عنا اعتمرنا

يُعِز الله فيه من يشاء
   

 
   

وإلاّ فاصبروا لجلاد يوم

وروح القدس ليس له كِفاء
   

 
   

وجبريل أمين الله فيْنا

الحُصَيْن بن حُمَام (00 ـ نحو 10ق.هـ) (00 ـ نحو 612م)

             الحُصين بن حُمَام بن ربيعة المريّ الذّبياني، أبو يزيد؛ شاعر جاهلي من الفرسان. كان سيد بني سهم بن مُرّة، (من ذبيان)، ويُلَقْب (مانع الضيم). وهو ممن نبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية. مات قبل ظهور الإسلام، وقيل إِنه أدرك الإسلام. له ديوان شعر. وفي شعره حكمة.

خالد بن جعفر (00 ـ نحو 30ق.هـ) (00 ـ نحو 595م)

             خالد بن جعفر بن كلاب بن ربيعة العامري، من قبيلة هوازن، من عدنان؛ فارس شاعر جاهلي، انتهت إليه زعامة قومه (هوازن). عرف بخالد الأصبغ. قتله الحارث بن ظالم المرّى، بمكان يسمى (بطن عاقل) على طريق الحجاج البصري. ومن ولده أربد بن قيس بن جَزْء بن خالد الأصبغ، أخو لبيد الشاعر، لأمه، وهو الذي أراد قتل رسول الله، صلي الله عليه وسلم، مع عامر بن الطفيل، وقتل بصاعقة.

الخطيب الإسكافي (00 ـ 421هـ) (00 ـ 1029م)

             محمد بن عبد الله الخطيب الإسكافي، أبو عبد الله، عالم بالأدب واللغة، من أهل أصبهان. كان إسكافياً، ثم خطيياً بالريّ ( في بلاد فارس). من كتبه: "مبادئ اللغة"، و"نقد الشعر"، و" غلط كتاب العين"، و"درة التنزيل وغرة التأويل"، و"الغرة".

دريد بن الصّمة (000 ـ 8هـ) (000 ـ 629م)

             دريد بن الصّمة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن بكر الجشمي، والصِّمة لقب أبيه معاوية بن الحارث؛ وهو من قبيلة هوزان، وسيد بني جشم وفارسهم وقائدهم، قيل غزا نحو مائة غزوة ما أخفق في واحدة منها. خرج دُريد مع قومه يوم حنين مظاهراً للمشركين ومعادياً للمسلمين، وكان إذ ذاك شيخاً واهناً أعمى، أخرجه قومه معهم تيمناً به، وليقتبسوا من رأيه، فقتل يومئذ على شركه.

             وكان دريد شاعراً، وأخوه مالك شاعراً، وابنه سلمة شاعراً، وابنته عمرة شاعرة. ودُريد تصغير أدرد، وهو الذي كَبُرَ حتى سقطت أسنانه. ومن شعره المشهور الذي أصبح مضرب المثل، قوله معاتباً قومه، عندما لم يستمعوا لنصحه يوم حنين، ولم يأخذوا برأيه القائل بعدم الحرب:

فلم يستبينوا النصح إلاّ ضحى الغدِ.
   

 
   

منحتهم نصحي بمنعرج اللوى

غَوْيـت وأن تَرْشـد غـزية أرشُد
   

 
   

وهل أنا إلا من غَزِية أن غوت

له ديوان مطبوع.

الدُّميري (742 ـ 808هـ)

             محمد بن موسي بن عيسى بن علي الدميري، أبو البقاء، كمال الدين: باحث وأديب، من فقهاء الشافعية. من أهل دميرة (بمصر)، ولد ونشأ وتوفى بالقاهرة كان يتكسب بالخياطة، ثم أقبل على العلم وأفتى ودرّس، وكانت له في الأزهر حلقة خاصة. كما أقام مدة بمكة والمدينة. من كتبه: "حياة الحيوان الكبرى" (مجلدان)، و"حاوي الحسان من حياة الحيوان"، و"الديباجة" في شرح كتاب ابن ماجة، في الحديث (خمس مجلدات).

ذو الإصْبَع العَدْواني (00 ـ نحو 22 ق.هـ) ( 00ـ نحو 600م)

             حُرثان بن الحارث بن مُحْرِث بن ثَعْلَبة، من عَدْوان، ينتهي نسبه إلى مُضَر؛ شاعر جاهلي حكيم شجاع. لُقِب بذي الإصبع لأن حية نهشت إصبع قَدَمِه فقطعها، ويقال: كانت له إصبع زائدة. عاش طويلاً حتى عُدّ من المعمَّرين. أكثر شعره في الحكمة والموعظة والفخر، وغزله ومدحه قليلان؛ وهو صاحب القصيدة المشهورة التي يقول في أوّلها:

فسْر به سيراً جميلا
   

 
   

أأسيد إن مالاً ملكتَ

 

صَفِيّ الدّين الحِلِّي (677 ـ 750هـ) (1278 ـ 1349م)

             عبد العزيز بن سرايا بن عليّ بن أبي القاسم السنبسي الطائي. شاعر عصره. ولد ونشأ في الحِلّة (بين الكوفة وبغداد)، واشتغل بالتجارة. فكان يرحل إلى الشام ومصر وغيرهما، في تجارته، ويعود إلى بغداد رحل إلى القاهرة سنة 726هـ فمدح السلطان الملك الناصر. توفي في بغداد له ديوان شعر مطبوع، وكتابُ عن فن الزّجل اسمه (العاطل الحالي والمرخص الغالي).

طَرفَة بن العَبْد (86 ـ60ق.هـ) (538 ـ 564م)

             طرفة بن العبد بن سفيان البكريّ، شاعرٌ جاهلي من أصحاب المُعلقات، ينتهي نسبه إلى قيس بن ثعلبة أحد فروع قبائل بكر وائل، وكان قومه يعيشون في البحرين على الخليج العربي، وطرفه لقبه الذي به اشتُهر. ينحدر من أسرة شاعرة، فأبوه أخٌ للمرقش الأصغر، وابن أخٍ للمرقش الأكبر. أما أمه فهي وردة بنت قتادة، أخت الشاعر المتلمِّس، وله من أمه أخت شاعرة هي الخِرْنق بنت بدر. تُوفي أبوه وهو صغير، وعانى طرفة مع أمه من ظلم أعمامه، فكان لذلك أثر شديد في نفسه ظهر بوضوح في شعره. ويُعًدْ طرفة أحدث الشعراء سناً، وأقصرهم عمراً، فقد قتل وهو ابن عشرين سنة، ويقال ابن ست وعشرين. وعلى الرغْم من حداثة سنه وقلة شعره، يُعد من كبار شعراء العصر الجاهلي.

يقول في مطلع معلقته:

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
   

 
   

لخولة أطلال ببُرقة ثُهْمَد

  وقد صار البيتان الأخيران من معلقته مضرب المثل:

ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ
   

 
   

سَتُبْدي لك الأيامُ ما كنت جاهلاً

بتاتاً ولم تضربْ له وقت مَوْعِدِ
   

 
   

ويأتيك بالأخبار من لم تَبعْ له

الطفيل الغنوي (00 ـ نحو 13 ق.هـ) (00 ـ نحو 610م)

             الطفيل بن عَوف بن كعب، من بني غني، من قيس عيلان. شاعر جاهليّ فحل من الشّجعان . وهو أوصف العرب للخيل، وربما سُمي (طفيل الخيل) لكثرة وصفه لها. ويسمّى أيضاً (المُحَبِّر)، لتجويده شعره. عاصر النابغة الجَعْدي، وله ديوان مطبوع.

عامر بن الطُّفَيْل (70ق.هـ ـ 11هـ) (554 ـ 632م)

             عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر العامريّ، من بني عامر بن صعصعة، كُنيته أبو علي؛ شاعر جاهلي، كان فارس قومه وهو ابن عم لبيد الشاعر. نشأ بنجد، وأدرك الإسلام شيخاً. يروي أنه وَفَدَ على رسول الله، r، وهو في المدينة، بعد فتح مكة يريد الغدر به، فلم يجرؤ على ذلك. فدعاه النبي إلى الإسلام، فاشترط عامر أن يعطيه رسول الله نصف ثمار المدينة، وأن يَجْعَله وليّ الأمر من بعده، فردّه الرسول. فعاد عامر إلي قومه حانقاً، ولكنه مات في طريقه قبل أن يبلغهم. كان عقيماً لا خلف له، وأعورَ أصيبت عينه في إحدى المعارك الكثيرة التي خاضها. له ديوان شعر مطبوع.

العباس بن مرداس (00 ـ نحو 18هـ) (00 ـ نحو 639م)

             العباس بن مرداس بن أبي عامر السلمي، بن معز، أبو الهيثم؛ شاعر فارس من سادات قومه. أمه الخنساء الشاعرة. مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وأسلم قبيل فتح مكة وكان من المؤلفة قلوبهم. ويدعى فارس العُبيد (بالتصغير)، والعُبيد اسم فَرسَه. وكان العباس بدوياً قحاً، لم يسكن مكة ولا المدينة، وكان ينزل في بادية البصرة وهو ممن ذم الخمر وحرمّها في الجاهلية. توفي في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. له ديوان شعر مطبوع.

علقمة الفحل (00 ـ نحو 20ق.هـ) (0000 ـ نحو 640م)

             علقمة بن عَبَدة (بفتح العين والباء) بن ناشرة بن قيس، من بني تميم. شاعر جاهليّ من الطبقة الأولى. كان معاصراً لأمري القيس، وبينهما مساجلات شعرية. وكان له أخ اسمه "شأس"، أسره الحارث بن أبي شمر الغساني فشفع فيه علقمة ومدح الحارث بأبيات، فأطلقه. له ديوان شعر مطبوع. وقيل في بعض الروايات أنه توفي سنة 625م.

عنترة بن شدّاد (00 ـ  نحو 22 ق.هـ) (00 ـ نحو 600م)

             عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي. من مشاهير شعراء الجاهلية وفرسانها، ومن أصحاب المعلقات السبع. وفارس بني عبس المُقَدّم. ارتبطت حياته وسيرته بحبه لعبلة ابنة عمه. وتكْمُنُ مأساته في أن أمه جارية سوداء من الحبشة تدعى زبيبة، تملَّكها شداد فأنجبت له عنترة، وكان أسود اللون كأمُه، وعلي عادة العرب في الجاهلية، إذا كان المولود من أمَةٍ استُعبد، لذلك عُدَّ عنترة من العبيد. ولكنه كان كريم الأخلاق وعزيز النفس، ومن أشد أهل زمانه، وأجودهم بما ملكت يداه. وكان مغرماً بابنة عمه (عبلة)، قل أن تخلو له قصيدة من ذكرها، وطمح إلى الزواج منها. ولكن منعه من ذلك العبودية التي طوقت عنقه. وفي غارة لبعض أحياء العرب علي قومه بني عبس، أظهر عنترة بطولة فذة وشجاعة نادرة، وقدم تضحيات كانت مضرب الأمثال، فاعترف به أبوه وألحقه بنسبه. وعنترة أحد أبطال حرب داحس والغبراء، وقد خلدها بشِعْرِه، ووصف أحداثها مفتخراً بفروسيته وأفعاله. نشأت حول عنترة كثير من الأساطير الواردة في سيرته في الأدب الشعبي. وكما وقع الخلاف في نسبه وأخبار زواجه من عبلة، وقع أيضاً في أخبار وفاته، والراجح أنه قُتِلَ قبل الإسلام بقليل. من أشهر شعره معلقته التي مطلعها:

أم هل عرفت الدار بعد توهّمِ
   

 
   

هل غادر الشعراء من متردّم

الفرزدق (15 ـ 114هـ) (636 ـ 734م)

             همّام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال، التميمي الدارمي، أبو فراس؛ من شعراء العصر الأموي . من أهل البصرة نشأ في بيت شرف وسؤدد. كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه، وكان أبوه من الأجواد الأشراف، وكذلك جده. وكان يعتد بآبائه اعتداداً شديداً، حتى أولئك الذين عاشوا العصر الجاهلي. وكذلك يفخر بعشيرته بني دارم وقبيلته تميم. انتهت إليه، يشاركه جرير والأخطل، زعامة الشعر في العصر الأموي. جرت بينه وبين جرير معركة هجائية، عُرفت في تاريخ الأدب العربي بالنقائض. ثقف الفرزدق نفسه بثقافة العصر، وحضر مجالس الحسن البصري، فكان شعره شديد التأثر بلغة الوعظ. وقد عُد الفرزدق أحد مصادر اللغة حتى قيل: لولا شعره لذهب ثلث اللغة. دارت أشعاره في كتب اللغة، وعلى ألسنة النحاة. كما أن شعره مصدر من مصادر كتب التاريخ لكثرة حديثه عن أيام العرب، وعن مناقبهم ومثالبهم وأنسابهم. كان الفرزدق لا ينشد بين يدي الخلفاء والأمراء إلاّ قاعداً، وأراد سليمان بن عبد الملك أن يقيمه فثارت طائفة من تميم، فأذن له بالجلوس. ومن أبياته التي صارت مضرباً للمثل والاستشهاد، قوله في الفخر :

ضربناهُ حتى تَسْتَقِيَم الأخاِدع
   

 
   

وكنّا إذا الجّبْارُ صعّر خدّه

وقوله يصور ندمه حين طلّق زوجه النوار

غَدَتْ منّي مُطَلّقةٌ نوارُ
   

 
   

نَدِمْتُ ندامةَ الكُسَعيّ لمّـا

كآدمَ حين أخرجهُ الضِّرارُ
   

 
   

وكانت جنّتي فخرجتُ منها

وقد نالت نقيضته اللامية، شهرة واسعة في دنيا النقائض حيث يقول

بيتاً دعائمه أَعزُّ وأطولُ
   

 
   

إنّ الذي سَمَكَ السماءَ بَنَي لنا

حكمُ السماء فانّه لا ينقلُ
   

 
   

بيتاً بنـاه لنا المليكُ ومـا بنـى

             ويُقال إنه كُنيّ بالفرزدق، لجهامة وجهه وغلظه. وكانت علاقته في أول شبابه مع الولاة غير محمودة، مما اضطره إلي ترك العراق إلي المدينة المنورة واستمرت علاقته غير المحمودة حتى آخر أيامه. وقد حبس في عهد هشام بن عبد الملك. توفي الفرزدق في بادية البصرة وقد قارب عمره المائة.

القادسية

             القادسية موقع غرب النجف بالعراق دارت فيه معركة عرفت باسمه في شهر المحرم سنة 14هـ، الموافق سنة 635م في خلافة عمر بن الخطاب، بين جيش المسلمين، الذي كان يتجه لفتح العراق بقيادة سعد بن أبي وقاص، والجيوش الفارسية التي كانت تدافع عن إمبراطورية آل ساسان، بقيادة رستم قائد الجيش الإمبراطوري الفارسي. وقد دارت مفاوضات في بادئ الأمر بين الطرفين، ولكنها لم تصل إلي صلح. ووقعت الحرب، وكانت معركة حاسمة دارت رحاها ثلاثة أيام، قتل فيها رستم قائد جيش الفرس وعدد من معاونيه، وأوقع المسلمون بالفرس خسائر كبيرة. وانتهت المعركة بانتصار مؤزر للمسلمين، وهرب ما تبقي من جيوش الفرس، واستعاد المسلمون كل ما كانوا قد تخلوا عنه. وغَنِموا أموالاً طائلة وسلاحاً كثيراً. وساعد ذلك علي فتح أبواب النصر أمامهم في معارك جلولاء ونهاوند، حتى وصلوا إلي المدائن واحتلوها. وتابعوا تقدمهم. وبحلول عام 643م عام 22هـ كانوا قد استولوا على بلاد فارس كلها، وقضوا تماماً على الإمبراطورية الفارسية الساسانية.

قتيبة بن مسلم (49 ـ 96هـ) (669 ـ 715م)

             قتيبة بن مسلم بن عمر بن الحُصين بن ربيعة الباهليّ، الأمير أبو حَفْص. من كبار القواد الأمويين، ومن ذوي الحزم والدهاء والرأي. كان راوية للشعر عالماً به. قُتل والده، أبو صالح مسلم، مع مصعب بن الزبير، أحد قادة الفتوح في عهد بني أمية. نشأ قتيبة في الدولة الأموية المروانية، ولي الرّي أيام عبد الملك بن مروان، وخراسان أيام ابنه الوليد. افتتح كثيراً من المدن في بلاد فارس، منها خوارزم ومسمستان، وسَمَرْقند، وكانوا قد نقضوا وارتدوا. ثم إنه افتتح فرغانة، وبلاد الترك، وغزا أطراف الصين وضرب عليها الجزية، وأذعنت له بلاد ما وراء النهر كلها. وهدي الله على يديه خلقاً كثيرين. وكان مع بطولته دمث الأخلاق داهية طويل الرّوية. واشتهرت فتوحاته، فاستمرت ولايته ثلاث عشرة سنة. ولمّا بلغه موت الوليد وتولي أخوه سليمان الخلافة، ولم تكن العلاقة حسنة بينه وبين قتيبة، أراد الاستقلال بما في يده، وجاهر بنزع الطاعة. فاختلف عليه جيشه، ومات مقتولاً في ثورة الجُند في فرغانة.

القلقشندي (756 ـ 821هـ) (1376 ـ 1441م)

             أحمد بن عليّ بن أحمد الفزاريّ القَلْقَشندي ثم القاهريّ؛  مؤرخ أديب بحاثة. ولد في قلقشندة (من قرى القليوبية في مصر). ويسمي كذلك (شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي). وهو من بيت علم، وفي أبنائه وأجداده علماء أجلاء. نشأ في القاهرة وتوفي بها. أفضل مؤلفاته موسوعته، "صبح الأعشى" في قوانين الإنشا، 14مجلداً، واختصره فيما بعد بعنوان "ضوء الصبح المُسْفِر وجَنَى الدَّوْح المثمر". ويشمل صبح الأعشى وصفاً جغرافياً لنواحي مصر والشام والدول التى لها علاقة بمصر مع التركيز على النظامين السياسي والإداري. ومن مؤلفاته أيضاً، "نهاية  الأرب في معرفة أنساب العرب"، و "قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان".

كشاجم (00 ـ 360هـ) (00 ـ 970م)

             محمود بن الحسين (أو ابن محمد بن الحسين) بن السّندي بن شاهك، أبو الفتح الرّملي. المعروف بكشاجم. شاعر متفنن أديب، من كتاب الإنشاء. من أهل (الرّملة) بفلسطين. فارسي الأصل. تنقل بين القدس ودمشق وحلب وبغداد وزار مصر أكثر من مرة. واستقر بحلب، فكان من شعراء أبي الهيجاء عبد الله (والد سيف الدولة) بن حمدان، ثم ابنه سيف الدولة. ولفظ (كشاجم) منحوت، فيما يقال، من علوم كان يتقنها : الكاف للكتابة، والشين للشّعر، والألف للإنشاء، والجيم للجدل، والميم للمنطق. وقيل : لأنه كان كاتباً شاعراً أديباً جميلاً مغنيا. من آثاره (أدب النديم)، و(المصايد والمطارد)، و(الرسائل)، و(خصائص الطرب)، وله ديوان شعر مطبوع.

مالك بن نويرة (00 ـ 12هـ) (00 ـ 63م)

             مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد اليربوعي التميمي، أبو حنظلة، فارس شاعر اشتُهر في الجاهلية، وكانت فيه خيلاء، ويقال له فارس ذي الخمار، وذو الخمار فرسه. أدرك الإسلام وولاه الرسول صدقات قومه (بني يربوع)، ولمّا صارت الخلافة إلى أبي بكر، اضطرب مالك في أموال الصدقات وفرّقها. وقيل إنه ارتد، فتوجه إليه خالد بن الوليد وقبض عليه في البّطاح، وأمر بقتله.

المتنبي (303 ـ 354هـ)( 915 ـ 965م)

             أحمد بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب المتنبي. سيد شعراء القرن الرابع الهجري بلا منازع، ينتهي نسبه إلى كهلان من اليمن وهي قبيلة عربية ذات فصاحة ولَسَنٌ. ولد بالكوفة في محلة تسمى (كندة) وإليها نسبته. ونشأ بالشام، وكان أبوه سقاء بالكوفة، يعرف بعيدان السقاء للدلالة علي مهنته. تنقل المتنبي في البادية يطلب الأدب واللغة والأخبار. وقيل إنه لقب بالمتنبي لادعائه النبوة، في بادية السّماوة ـ بين الكوفة والشام ـ فتبعه كثيرون. وقبل أن يستفحل أمره، خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد- فأسره وسجنه حتى تاب، ورجع عن دعواه. ومن أبرز صفات المتنبي التي انعكس أثرها على أخلاقه، طموحه الذي لا تحده حدود، طموحٌ جعله لا يدري ما يريد من الأيام، تارة يأمل في مجهول لا يستطيع له تحديداً، وأخري يطمح في ولاية يدير أمرها فيكون له عز وجاه وسلطان. لذلك شقي المتنبي بطموحه كثيراً. اتُهم بالبخل، وكان يدافع عن هذه الدعوى، بأنه صاحب فلسفة تنبع من معاناة حقيقية أدرك خلالها قيمة المال، وأثره البالغ في الحياة. وُصف المتنبي بأنه رجلٌ ملء العين، تام الخلقة، لا يخلو من جفاء وخشونة. وعرف بالجرأة والإقدام والبعد عن ضعف النفس وخورها. ولعل حياته الأولى في البادية كان لها أثر في صفاته وأخلاقه. وكان مبرزاً في مجال اللغة، مكثراً في نقلها، مطّلعاً على غريبها. وتأثره بالفلسفة ظاهر في شعره. وكان لرحلاته أثر بالغ على شعره وشخصيته معاً، ومعرفته بجغرافية الأماكن التي حلّ بها. ويعكس شعره شدة تأثره بالقرآن الكريم.

             بدأ المتنبي حياته الشعرية بالمدح، وأحصى الدارسون في ديوانه 112 قصيدة مدح، عدا المقطوعات. فقد مدح كثيراً من الأمراء، ولقي عندهم حظوة، أمثال سيف الدولة الحمداني أمير حلب، وكافور الأخشيدي في مصر وابن العميد وعضد الدولة بن بويه الديلمي وغيرهم. وهجاء المتنبي قليل لا يتعدى مائتي بيت، وأغلبه مقطوعات، وأطول هجائه قصيدة في كافور، وأخرى في إسحاق بن كروس، وهو لا يهجو إلا إذا أُوذي. ولم يخص المتنبي الغزل بقصائد مفردة، وإنما تناوله في مطالع قصائده، واشتهر عنه حبه للأعرابيات لأنه تنقل في القبائل وعايش الأعرابيات، فرأى الجمال الطبيعي.

             وكان المتنبي معجباً بنفسه وبشعره، كما أن شعره يمثل عصره أصدق تمثيل، بما فيه من قلاقل وثورات ومذاهب وآراء؛ فقصائده سجل تاريخي حافل وصادق لعصره، كما أنها صورة لحياته المضطربة. وأخذ على المتنبي بعض الإبهام في المعاني، والتكلف في التعبير عن الصورة، وقليل من الشذوذ اللغوي، ومع ذلك فإن شعره في معانيه وأسلوبه ارتفع بصاحبه إلي أكبر شاعر عرفته العربية.

             له ديوان شعر مطبوع، وقد تبارى الكتاب، قديماً وحديثاً، في الكتابة عن المتنبي وشرح ديوانه.

             مات مقتولاً بالنعمانية، بالقرب من دير العاقول (في الجانب الغربي من سواد بغداد).

من أبياته السائرة قوله

تعبت في مرادها الأجسام
   

 
   

إذا كانت النفوس كباراً

وقوله:

ما لجرح بميت إيـلام
   

 
   

من يهن يسهل الهوان عليه

وقوله:

تجرى الرياح بما لا تشتهي السفن
   

 
   

ما كل ما يتمنى المرء يدركه

المرَّار بن منقذ (00 ـ  نحو 100هـ) (00 ـ  نحو 721م)

             زياد بن منقذ بن عمرو، الحنظلي، من تميم، يلقب بالمرَّار. ويقال له المَرَّار العدوي. من شعراء الدولة الأموية، وكان معاصراً للفرزدق وجرير. وكانت إقامته في بطن الرمة (من أودية نجد). وعندما زار اليمن لم يُرق له المقام بها، فكتب قصيدة في ذمّ صنعاء ومَدْحِ بلده وقومه، أولها:

ولا شَعوب هوى مني ولا نُقُمُ
   

 
   

لا حبذا أنتِ ياصنعاء من بلدٍ

و"شعوب هوى، ونقم"، موضعان باليمن

مُرَقِّش الأصغر (00 ـ نحو 50ق.هـ) (00 ـ نحو 570م)

             ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك؛ شاعر جاهلي، من أهل نجد. كان من أجمل الناس وجهاً ومن أحسنهم شعراُ. وهو ابن أخِ المرقِّش الأكبر، وعمّ طرفة بن العبد. أشهر شعره حائيته التي مطلعها (أمن الرسم دار ماء عينيك يسفح).  يضرب به المثل في العشق فيقال "أتيم من المُرَقِّش" قيل: إِنه عشق فاطمة بنت المنذر (الملك)، فبلغ من وَجّدِه بها أن قطع إبهامه بأسنانه وقال:

ويَجْشُم من لَوُمِ الصديق المجاشما
   

 
   

ألم تر أن المرء يَجْذمُ كفّه

المهلب بن أبي صُفرة (7 ـ 83هـ) (628 ـ 703م)

             المهلب بن أبي صفرة ظالم بن سراق بن صبح بن كِنْدِي بن عَمْرو الأزدي العتكي، أبو سعيد. أمير، جواد. ولد في دبار ونشأ بالبصرة وقدم المدينة مع أبيه أيام عمر بن الخطاب. وولى البصرة لمصعب بن الزبير. انتدب لقتال الأزارقة (فرقة من الخوارج تنسب إلى نافع بن الأزرق)، وكانوا قد غلبوا على البلاد، فحاربهم ستة عشر عاماً لقي فيها منهم الأهوال. ولمّا تم له الظفر عليهم، قتل عدداً كثيراً منهم وشرد بقيتهم في البلاد. ثم ولاه عبد الملك بن مروان ولاية خراسان سنة 79هـ، وبها توفي.

النابغة الجعديّ (00 ـ 50هـ) (00 ـ 670م)

             قيس بن عبد الله بن عُدَس بن ربيعة الجعديّ العامريّ، أبو ليلي، صحابي شاعر من المعمرين، اشتُهر في الجاهلية وسمي "النابغة" لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر، ثم نبغ فيه. وكان ممن هجر الأوثان ونهى عن شُرب الخمر قبل الإسلام. ووفد على النبي، r، فأسلم. شهد صفين، مع عليّ بن أبي طالب، ثم سكن الكوفة. سيره معاوية إلي أصبهان. وكان يتنقل في البلاد، ويمتدح الأمراء. كُفّ بصره في آخر عمره، وعاش حتى تجاوز المائة، مات في أصبهان.

هرم بن سنان (00 ـ نحو 15 ق.هـ) (00 ـ نحو 608م)

             هرم بن سنان بن أبي حارثة المريّ، من مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان؛ من أجواد العرب في الجاهلية، يُضرب به المثل. وهو ممدوح زُهير بن أبي سُلمى، تَحَمّل هو وابن عمه الحارث بن عوف بن أبي حارثة، ديات القتلى في حرب داحس والغبراء في سبيل الصُلح بين قبيلتي عبس وذبيان. مات هرم قبل الإسلام، في أرض لبني أسد يُقال لها (رُزاء). وعندما وفدت ابنة هرم على عمر بن الخطاب في خلافته، قال لها: ما الذي أعطى أبوك زهيراً حتى قال فيه من المديح بما قد سار فيه؟ قالت: ما أعطي هرٌم زُهيراً قد نُسي! فقال عمر، رضي الله عنه، ولكن ما أعطاكم زهير فلا يُنسى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحصان العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحصان العربي   الحصان العربي Emptyالإثنين 04 أبريل 2016, 12:23 am

مصادر ثبت الأعلام

 

    الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، "الإصابة في تمييز الصحابة"، دار الكتب العلمية، بيروت ط 1، 1415هـ/ 1995م.
    الموسوعة العربية العالمية، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، الرياض ط 1، 1416هـ ـ 1996م.
    خير الدين الزركلي، "الأعلام"، دار العلم للملايين، بيروت ط 2، 1989.
    شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، "سير أعلام النبلاء"، مؤسسة الرسالة، بيروت ط 11، 1417هـ/ 1996.
    عبدالوهاب الكيلالي، "موسوعة السياسة"، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت ط 3، 1990، ج 2، ص 823.
    عزالدين أبو الحسن على بن محمد الجزري، ابن الأثير، "أسد الغابة في معرفة الصّحابة"، دار المعرفة، بيروت ط 1، 1415هـ/ 1995م.
    منير البعلبكي، "موسوعة المورد"، دار العلم للملايين، بيروت ط 2، 1994.
    يوسف بن عبدالله بن محمد بن البر، ابن عمر، "الاستيعاب في معرفة الأصحاب"، دار الجيل، بيروت ط 1، 1412هـ/ 1992.




       

ملحق

نموذج لشهادة مهر لدى البدو

           "الله شهيد: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأتباعه إلى يوم الدين. ثم السلام على من قرأ هذه الكتابة وفهم معناها. هذه الشهادة خاصة بالمهر الأزرق المحجّل الأغر من نسل الصّقلاوي الأصيل المسمى عبيّان، الذي يُشبه جلده الحليب صفاء ونقاء. الذي يشبه تلك الخيل التي قال عنها رسول الله ـ r "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" (رواه البخاري: الحديث الرقم 2638). وقال الله عنها في محكم كتابه ـ قوله الحق ـ ]والعاديات ضبحاً، فالموريات قدحاً، فالمغيرات صبحاً، فأثرن به نقعاً، فوسطن به جمعاً[ (العاديات: 1-5) وقد اشترى هذا المهر الأزرق الصّقلاوي خشرون بن محيت من السبعة من عنزه، وأبو هذا المهر هو الحصان الأدهم الممتاز المسمى مرجان من نسل كحيلان. وأمه الفرس الصّقلاوية الشّهباء المشهورة المسماة جروى. ونحن شيوخ المعرفة وأصحاب الخيل سعداء أن نشهد هنا أن هذا المهر الأزرق المذكور أعلاه أكثر أصالة حتى من أبيه وأمه، ونشهد حسب معرفتنا الجيدة على صحة هذه الوثيقة. والحمد لله رب العالمين.

حرر في السادس عشر من صفر سنة 1223هـ.

الشهود……،

           وقد أشار المترجم إلى أن ما ورد أعلاه، ترجمة دقيقة من الوثيقة الأصيلة المكتوبة بخط اليد عند البدو، وتوافق السنة الهجرية التي كتبت فيها سنة 1808م.

 

الحصان العربي Fig01

شهادة خيل عربية


الحصان العربي Pic01

الحصان العربي Pic02

رأس حصان عربي

الحصان العربي Pic03

لاحظ تناسق جسم الحصان العربي ونسبة حجم الرأس إلى الجسم بأكمله

الحصان العربي Pic04

حصان عربي يعتبر من أجمل الخيول

الحصان العربي Pic05

الكحيلان

الحصان العربي Pic06

الحصان الأشهب



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحصان العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحصان العربي   الحصان العربي Emptyالإثنين 04 أبريل 2016, 12:25 am

المصادر والمراجع

أولاً: الكتب

1.   إسماعيل بن عمر بن كثير، عماد الدين أبوالفداء، "تفسير القرآن العظيم"، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع،  ط 1، 1418هـ/ 1997م.

2.   بكتوت الخازندار الظاهري الرّماح، "علم الفروسية وسياسة الخيل"، مطابع الحرس الوطني، الرياض 1986.

3.   بوركهارت، جوهان لودفيك، "من حديث بوركهارت عن الخيل والإبل قبل 180 عاماً، ترجمة عبدالله صالح العثيمين، مكتبة التوبة، الرياض 1993.

4.   الحسن بن أحمد الأعرابي، الأسود الغندجاني، "أسماء خيل العرب وأنسابها وذكر فرسانها"، مؤسسة الرسالة، بيروت 1981.

5.   عبدالله بن محمد بن جزي الكلبي، "كتاب الخيل"، دار الغرب الإسلامي، 1986.

6.   على بن داود الغساني، "الأقوال الكافية والفصول الشافية في الخيل"، تحقيق يحيي وهيب الجبوري، دار الغرب الإسلامي، 1987.

7.   كامل سلامة الدقس، "وصف الخيل في الشعر الجاهلي"، الكويت 1395هـ/ 1975م.

8.   كمال الدين محمد بن موسي الدميري، "حياة الحيوان الكبرى"، شركة مكتبة ومطبعة الجبلي وأولاده، مصر 1978.

9.   مجد الدين مبارك، ابن الأثير، جامع الأصول في أحاديث الرسول"، مكتبة دار البيان، د. ت.

10. محمد بن عبدالله الإسكافي الخطيب، "مبادئ اللغة"، دار الكتب العلمية، بيروت 1985.

11. محمد بن مكرم بن منظور، "لسان العرب"، دار إحياء التراث العربي، بيروت ط 2، 1417هـ/ 1997م.

12. الموسوعة العربية العالمية، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، الرياض ط 1، 1416هـ ـ 1996م.

13. نذير الزّيات، "الحصان العربي"، دار الألبان، دمشق 1992.

14. هشام بن محمد السائب، ابن الكلبي، "نسب الخيل في الجاهلية والإسلام وأخبارها"، تحقيق نوري حمودي القيسي وحاتم صالح الضامن، مكتبة النهضة العربية، بيروت ط1، 1407هـ/ 1987م.

ثانياً: المجلات

    فتحي فرغلي، "الجواد العربي في عيون العالم"، مجلة "العربي"، الكويت العدد 413، 1993.

ثالثاً: المراجع الأجنبية

1.      Amin Rihani, "Ibn Saud", London 1928, Leslie Mclaughlin, Ibn Saud: Founder of A Kingdom, London 1933, P. 33.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحصان العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحصان العربي   الحصان العربي Emptyالإثنين 04 أبريل 2016, 12:26 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الحصان العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معلومات عن الحصان البربري
» التنوير العربي:
» نضال فرحات "الحصان الجموح" صانع أول صاروخ قسامي
»  انهار حلم الدولة الكردية لماذا تركت أمريكا “الحصان وحيدا”؟
» الخراب العربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: