منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 القسم الثاني: الجغرافيا البشرية : الجغرافيا الاجتماعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70006
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية Empty
مُساهمةموضوع: القسم الثاني: الجغرافيا البشرية : الجغرافيا الاجتماعية   القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية Emptyالسبت 09 أبريل 2016, 11:05 pm



عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأحد 10 أبريل 2016, 12:14 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70006
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثاني: الجغرافيا البشرية : الجغرافيا الاجتماعية   القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية Emptyالسبت 09 أبريل 2016, 11:09 pm

الموسوعة الجغرافية المصغرة

   القسم الثاني: الجغرافيا البشرية
القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية BOlevel1830 القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية BOlevel1616  أولاً: الجغرافيا الاجتماعية
القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية BOlevel2178   1. جغرافية السكان
القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية BOlevel3248   أ. توزيع السكان
القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية BOlevel3249   ب. النمو السكاني
القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية BOlevel3250   ج. التركيب السكاني
القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية BOlevel3251   د. التفاعل المكاني
القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية BOlevel2179   2. جغرافية العمران
القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية BOlevel3252   أ. جغرافية العمران الحضري
القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية BOlevel3253   ب. جغرافية العمران الريفي
القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية BOlevel3254   ج. نظرية المكان المركزي
القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية BOlevel2180   3. جغرافية الخدمات



القسم الثاني: الجغرافيا البشرية Human Geography

 

تهتم الجغرافيا الطبيعية بدراسة مظاهر البيئة المحيطة بالإنسان من تضاريس، ومناخ، وغطاء نباتي، وكذلك المسطحات المائية البحرية والمحيطية. أمّا الجغرافيا البشرية فتتناول دراسة توزيع المجتمعات البشرية، ومدى التأثير المتبادل بينها وبين بيئاتها الطبيعية، والصور الاجتماعية الناجمة عن تفاعل الإنسان مع بيئته المحلية مثل توزيع السكان وأنماط العمران حضرياً كان أم ريفياً، كما تشمل دراسة النشاط البشري ومؤثراته والتركيب السياسي بوصفة ظاهرة جغرافية تمثل رُقعاً من سطح الأرض لها حدودها الاصطناعية، وإمكانياتها الاقتصادية والبشرية وما يترتب على ذلك من مشكلات يوجهها ويؤثر فيها، بالضرورة، الظروف الجغرافية السائدة على المستويين الإقليمي والعالمي.

وعلى ذلك فإن طبيعة الجغرافيا البشرية تتحدد بدراستها لملامح التفاعل، وأوجه التباين والتشابه بين الأقاليم المختلفة في البيئات بعناصرها الطبيعية وموارد الثروة المعدنية بوصفها أساس وقاعدة لفهم العناصر الحضارية Cultural or Man - Made، المترتبة عليه والمترابطة معه داخل إطار بيئي محدد. وهي بذلك تؤكد مبدأ الارتباط Correlation، الذي يثمر في فهم العلاقات التأثيرية والتأثرية Cause - Effect Relationships، بين الإنسان وبيئته. ويصبح تعريف الجغرافيا البشرية بذلك أنها العلم، الذي يهتم بوصف وتحليل الأنماط المكانية للظاهرات الثابتة والمتغيرة ذات الأصل البشري على سطح الأرض. وتنقسم الجغرافيا البشرية إلى ثلاثة فروع رئيسية كما في (شكل أقسام الجغرافية البشرية).

 

أولاً: الجغرافيا الاجتماعية

ثانياً: الجغرافيا الاقتصادية

ثالثاً: الجغرافيا السياسية

 

وقسمين فرعيين:

رابعاً: الجغرافيا الطبية

خامساً: الجغرافيا العسكرية



   

أولاً: الجغرافيا الاجتماعية Social Geography

تتصل الجغرافيا الاجتماعية اتصالاً وثيقاً بعلم الاجتماع، كما يُفهم من اسمها، وكل فرع من فروعها يرتبط هو الآخر ارتباطاً وثيقاً ببعض العلوم الأخرى، فجغرافيا السكان ذات صلة وثيقة بعلم السكان أو الديموجرافيا. وجغرافية العمران الحضري والريفي ذات صلة وثيقة بعلم تخطيط المدن والريف Town and Country Planning، وتعتمد جغرافيا الخدمات على كل العلوم السابقة في توزيع وتصنيف المراكز الخدمية، وفيما يلي دراسة تفصيلية لفروع الجغرافيا الاجتماعية.

 




1. جغرافية السكان

جغرافيا السكان فرع من فروع الجغرافيا البشرية، التي تدرس العلاقات المتعددة القائمة بين الإنسان وبيئته، والسكان هم المحور الرئيسي، الذي تدور حوله، ومن خلاله، كثير من العلوم في شتى المجالات سواء كانت علوماً إنسانية أو تطبيقية.

وتعتمد الدراسات السكانية في دراستها على مجموعة من المصادر الإحصائية المختلفة أهمها:

(أ) التعدادCensus [1].

وهو المصدر الرئيسي لدراسة توزيع السكان وتركيبهم في قطر معين خلال فترة محددة، كما أنه يسجل خصائص متعددة للسكان، مثل توزيع السكان حسب العمر، والنوع، والمهن، والديانة، والحالة التعليمية، والنشاط الاقتصادي. ويعد المسح بالعينة Sample Survey، من العوامل المكملة للتعدادات السكانية في الحصول على بيانات توضح كل أو بعض خصائص السكان.

(ب) الإحصاءات الحيوية Vital Statistics

تعتمد العوامل المؤثرة في حجم السكان، إضافة إلى التعداد، على بيانات الإحصاءات الحيوية للسكان، التي تقوم على التسجيل الحيوي، الذي يشمل تسجيل المواليد، والوفيات، والزواج، والطلاق.

وإضافة إلى المصدرين السابقين، هناك سجلات الهجرة، التي تقوم بها نقط الجمارك والجوازات والجنسية في الموانئ، والمطارات، وأماكن العبور، ومن خلالها يمكن تتبع تدفق المهاجرين من القطر وإليه سنة بعد أخرى. وتضاف أعداد المهاجرين إلى أعداد السكان المواطنين وتعرف بالزيادة غير الطبيعية[2].

ويتضح مما سبق أن الدراسات الجغرافية للسكان تتناول ثلاثة جوانب رئيسية، هي: نمو السكان، وتوزيعهم على سطح الأرض، وتركيبهم (العمري، والنوعي، والاقتصادي، والديني، والتعليمي)، والأساس في هذه الدراسة هو العلاقات المكانية التي تميز جغرافية السكان عن الديموجرافياDemography[3]، ذلك العلم الذي يتناول السكان رقمياً بوصفه موضوعاً مستقلاً عن البيئة.

 

[1] التعداد: هو العملية الكلية لجمع، وتجهيز، وتقويم، وتحليل، ونشر البيانات الديموجرافية والاقتصادية، والاجتماعية المتعلقة بكل الأفراد في قُطر معين وزمن محدد. ويتم التعداد بصورة دورية لا سنوية. وعُرف التعداد في الأزمنة القديمة، في مصر الفرعونية والدولة الرومانية، إلاّ أن أقدم تعداد في العصر الحديث قد أُخذ في أسكنديناوه وبعض الولايات الإيطالية والألمانية خلال القرن الثامن عشر، فقد أخذ أول تعداد في أيسلندا عام 1703، والسويد عام 1749، والنرويج عام 1760، والدانمارك عام 1769، وأسبانيا عام 1787، وفي الولايات المتحدة الأمريكية عام 1790، وبريطانيا عام 1801، وفي مصر عام 1882.

[2] الزيادة الطبيعية هي الفرق بين المواليد والوفيات.

[3] تعرف الدراسة العلمية باسم الديموجرافيا Demography، أو علم السكان، وهو مصطلح يتكون من مقطعين إغريقيين هما Demos وتعني شعب أو سكان، وGraphia، وتعني وصف أو شكل، وبذلك يكون معنى المصطلح "وصف السكان". والديموجرافيا علم إحصائي يهتم بدراسة حجم، وتوزيع، وتركيب السكان.





أ. توزيع السكان

يختلف توزيع السكان من إقليم إلى آخر على سطح الأرض، فيلاحظ أن هناك أقاليم تتركز فيها أعداد كبيرة من السكان، بينما يقل هذا التركز في أقاليم أخرى، ويكاد ينعدم في أقاليم ثالثة، ويعني هذا أن سكان العالم موزعون توزيعاً غير عادل على سطح الأرض، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أهمها العوامل الطبيعية (كالمناخ ومظاهر السطح)، التي تؤثر في العمليات الإنتاجية والموارد الطبيعية، التي يمكن أن يستغلها الإنسان، وتعمل على تجمعه بأعداد متباينة، إلى جانب العوامل البشرية، التي تشمل المواليد، والوفيات، والهجرة، مما يؤدي إلى تباين معدلات النمو السكاني في الجهات المختلفة (انظر ملحق أعلى الكثافات السكانية الحضرية في العالم).

ويختلف التوزيع السكاني حسب دوائر العرض اختلافاً جوهرياً وذلك لأن أقل من 10 % أقل من سكان العالم يعيشون في نصف الكرة الجنوبي، ومثل هذه النسبة يعيش بين خط الاستواء ودائرة العرض 20  شمالاً، وما يقرب من 50 % بين دائرتي عرض 20  شمالاً، 40  شمالاً، كذلك يعيش 30 % بين دائرتي عرض 40  شمالاً، و60  شمالاً، وأقل من نصف في المائة شمال دائرة العرض 60  شمالاً. أي أن حوالي أربعة أخماس السكان يعيشون بين دائرتي عرض 20  شمالاً، 60  شمالاً، على الرغم من أن هذا النطاق يشمل معظم صحاري نصف الكرة الشمالي، ويضم سلاسل جبلية وهضاباً مرتفعة كالهيملايا والتبت، إلاّ أنه يشمل منطقتي التركز السكاني الرئيسيتين في العالم، الأولى في جنوب شرق آسيا حيث يعيش نصف سكان العالم في حوالي 5 % من مساحة الأرض، والثانية في أوروبا ويعيش بها خمس سكان العالم ينتشرون على مساحة تقدر بنحو 5 % من مساحة اليابس. وقد أدى اختلاف التوزيع السكاني إلى اختلاف في كثافة السكان[1]، ومن ثم يمكن تحديد أكثر جهات العالم ازدحاماً بالسكان وأعلاها كثافة بأربع مناطق رئيسية وهي:

(1) الجزء الجنوبي من قارة آسيا، الذي يضم الهند، وباكستان، وبنجلاديش، وسريلانكا، وبورما، وتايلاند، وكمبوتشيا، وماليزيا، واندونسيا، ويكون سكانه نحو 26.2% من إجمالي سكان العالم.

(2) الجزء الشرقي من قارة آسيا والذي يشمل الصين الشعبية، واليابان، وكوريا، وتايوان، والفلبين، وفيتنام، وهونج كونج، وسنغافورة، ومنغوليا، ويكون سكانه نحو 27.8% من إجمالي سكان العالم.

(3) قارة أوروبا وخاصة الجزء الغربي منها، ويمثل سكان هذا الجزء نحو 10% من إجمالي سكان العالم.

(4) الأجزاء الشرقية من قارة أمريكا الشمالية، ويسهم سكانها بنحو 5% من إجمالي سكان العالم.

 

[1] الكثافة Density: هي أبسط أنواع المقاييس المستخدمة في دراسات السكان، وتعني جملة السكان في وحدة مساحية معينة، وتُعرف بالكثافة الحسابية أو الخام Crude Density = جملة السكان في منطقة ما ÷ إجمالي المساحة الكلية لهذه المنطقة، بما أن السكان يعيشون في المناطق المعمورة فقط، فإن الكثافة في هذه الحالة تُعرف بالكثافة الفزيولوجية Physiological Density = جملة عدد السكان في منطقة ما ÷ إجمالي المساحة المعمورة، وهي بالتالي تعطي صورة أدق من الأولى.



       

ب. النمو السكاني

يعد حساب معدل النمو السكاني[1] لمنطقة ما أمراً ضرورياً في علم السكان، وترجع هذه الأهمية إلى أن الدقة في حساب معدل النمو السكاني تسهم مباشرة في دقة التقديرات السكانية.

وتساهم دراسة النمو السكاني في تحديد عدد السنوات، التي تستغرقها منطقة ما في الوصول إلى حجم معلوم، إذا استمر معدل النمو على ما هو عليه، فإذا كان معدل النمو السكاني في دولة ما 2% سنوياً، مثلاً، فإن عدد السكان في هذه الدولة سوف يتضاعف بعد 35 سنة فقط، ذلك لأن السكان يتزايدون وفق مبدأ الفائدة المركبة لا الفائدة البسيطة.

ويوضح (جدول معدلات النمو السكاني وعدد السنوات اللازمة لتضاعف السكان)، عدد السنوات التقريبي الذي يتطلبه مجتمع سكاني ما كي يتضاعف عدده، وفقاً لمعدلات سنوية مختلفة للنمو السكاني، وذلك بافتراض ثبات هذا المعدل.

 

[1] يُحسب معدل النمو بطريقتين، تعتمد الأولى على حساب الفرق بين أعداد السكان في تعدادين مختلفين، وتعتمد الثانية على تقدير معدل التغير من سجلات المواليد والوفيات والهجرة.




ج. التركيب السكاني

ويعني الخصائص الكمية Quantitative للسكان، التي يمكن التعرف عليها من بيانات التعداد، وأهم هذه الخصائص: التركيب العمري والنوعي، والتركيب الاقتصادي، والديني، واللغوي، والحالة الاجتماعية.

(1) التركيب العمري والنوعي

تعد دراسة التركيب العمري والنوعي Age - Sex Composition، على قدر كبير من الأهمية في دراسة السكان، ذلك لأنها توضح الملامح الديموجرافية للمجتمع ذكوراً وإناثاً أو ما يعرف بنسبة النوع[1]، ويحدد التركيب العمري الفئة المنتجة في المجتمع، التي يقع على عاتقها عبء إعالة Dependency[2]، باقي أفراده، كذلك يعد التركيب العمري والنوعي نتاجاً للعوامل المؤثرة في النمو السكاني من مواليد، ووفيات، وهجرة التي لا يمكن اعتبار أحدها مستقلاً كلياً عن الآخر بل يؤدي أي تغير في أحد هذه العوامل إلى التأثير في العاملين الآخرين.

(2) التركيب الاقتصادي

يمكن من خلال دراسة التركيب الاقتصادي Economic Composition، تحديد ملامح النشاط الاقتصادي وأهمية عناصره وارتباطها بظروف البيئة الجغرافية، ويمكن كذلك تحديد نسبة العمالة، وحجمها، وأهميتها، وخصائصها المتعددة، ومعرفة معدلات البطالة، وتوزيعها حسب العمر، والنوع، والمهنة، كما تُسهم دراسة التركيب الاقتصادي[3] في تحديد القوى العاملة في المستقبل اعتمادا على اتجاه معدلات التغير في نمو السكان وخصائصهم الاجتماعية وإسهام الإناث في القوى العاملة.

(3) التركيب حسب الحالة المدنية (الزواجية)

تعنى الحالة المدنية (الزوجية) Marital Status، التوزيع النسبي للسكان الذين لم يسبق لهم الزواج والسكان المتزوجين والسكان المترملين والسكان المطلقين. ويؤثر التركيب العمري ونسبة النوع تأثيراً مباشراً على نسب السكان، الذين تضمهم هذه الفئات الأربع، كما تسهم الأحوال الاجتماعية والاقتصادية في تحديدها واتجاهها. ولذلك فإن الحالة المدنية للسكان ليست ثابتة، بل دائمة التغير، وهي تعكس في ذلك ظروف المجتمع السائدة اقتصادياً واجتماعياً.

(4) التركيب حسب الحالة التعليمية

تشمل التعدادات السكانية توزيع السكان الذين بلغوا سن العاشرة أو الخامسة عشرة فأكثر، حسب الإلمام بالقراءة والكتابة Literacy، وغالباً ما تكون هذه البيانات موزعة حسب العمر والنوع. ولهذه البيانات أهمية خاصة في أنها تُعد مؤشراً لمستوى المعيشة، ومقياساً للحكم على التطور الثقافي والاجتماعي، كما أنها تُعد ذات أهمية خاصة في التنبؤ بالاتجاهات التعليمية المستقبلة وفقاً للخطط الموضوعة. وفي الدول، التي تتزايد فيها نسبة الأمية Illiteracy، تكون بيانات التركيب السكاني حسب الحالة التعليمية Educational Status، ذات فائدة مباشرة في التخطيط لمحو الأمية في مناطق الدولة المختلفة.

(5) التركيب اللغوي

من المعروف أن اللغة[4] أساس قيام الحضارة فهي تُعد مصدراً للشعور الوطني المشترك، والوحدة الثقافية تكون أقوى بكثير من الجنس والسلالة في المشاعر القومية، ولا شك أن وجود مجموعات تتكلم لغات مختلفة داخل البلد الواحد يُحدث كثيراً من المشكلات السياسية ويقود إلى مشكلات اجتماعية واقتصادية قد تُحدث الانقسام في حياة الشعب.

ويُعد التركيب اللغوي Linguistic Composition، مهماً في الدول التي تتعدد فيها اللغات، فهناك أقطار كثيرة في العالم فيها لغات متعددة لمجموعات سكانية متفاوتة في أهميتها العددية كما هو الحال في الهند، وباكستان، وأندونيسا، ونيجيريا. ويذكر الكتاب السنوي الديموجرافي لعام 1956، ثلاثة أنماط من البيانات عن اللغات التي تشملها معظم التعددات وهي:

(أ) اللغة الأصلية Mother Language وهي اللغة التي يتحدث بها الشخص في موطنه (في طفولته المبكرة).

(ب) اللغة التي يجري الحديث بها في الوقت الراهن (أو يتحدث بها عادة في الموطن).

(ج) المعرفة بلغة أو لغات معينة

ويُستخدم النوع الأول في المقارنة بين المجموعات السكانية حسب لغاتها المختلفة. أمّا النوعان الأخيران فتكتنفهما صعاب في مثل هذه المقارنة، إلاّ أن قيمتهما تبدو في الدراسات الخاصة بتكيف المهاجرين مع المجتمعات الجديدة ذات اللغات المختلفة الأصلية.

ويندر أن تتمشى الحدود السياسية تماماً مع الحد اللغوي للدولة، لكنها ساعدت على وجود تجانس لغوي في معظم الأحوال وأصبحت لغات الدول العظمى، التي أثرت في خريطة العالم السياسية لغات عالمية مثل الإنجليزية، والفرنسية، والأسبانية.

(6) التركيب الديني

تتباين أقاليم العالم في توزيع الأديان بها، ولكن هناك أربعة أديان كبرى تدين بها الغالبية العظمى من سكان العالم، وهي الإسلام، والمسيحية، والهندوكية، والبوذية. وهي تنتشر في مساحات كبيرة من اليابس، ومع ذلك فهي لا تكون تجمعات بشرية متجانسة، ولا تخلو من وجود شقاق بينها.

وينعكس تباين التركيب الديني Religious Composition، على بعض المشكلات في العالم، فقد أدى ذلك التباين إلى تقسيم شبه القارة الهندية، وإلى خلق مشكلات أخرى، مثل مشكلة إيرلندا، وقبرص، والقليل من دول العالم تتميز  بالتجانس الديني الكامل مثل المملكة العربية السعودية والدول الاسكندينافية، التي تعد من أكثر الدول البروتستانية تجانساً، ودول أمريكا الجنوبية التي تعد أكثر الدول الكاثوليكية تجانساً.

وعلى الرغم من أن السكان يختلفون حسب عقائدهم الدينية، فإن التركيب الديني قد لا تشمله بعض التعدادات السكانية، لصعوبة الحصول على بياناته بدقة إذا قورنت بالخصائص السكانية الأخرى. كما أنه من الصعب جداً قياس المعتقدات الدينية والسلوك قياساً إحصائياً عن طريق جمع بيانات عنها، لذا فإن هناك دولاً كثيرة لا يتضمن تعدادها مثل هذه البيانات كما هو الحال في بريطانيا.

 

[1] نسبة النوع Sex Ratio، وتعرف بنسبة الذكورة. وهي عدد الذكور لكل مائة من الإناث، وتراوح نسبة النوع عند المواليد بين 104 إلى 106، أي أن عدد المواليد من الذكور يزيد على مثلهم من الإناث، وتُعد زيادة أعداد المواليد الذكور على المواليد الإناث ظاهرة طبيعية في معظم الثدييات والإنسان من بينها. ومن المؤكد أن معدلات وفيات الُرضع والمواليد موتى من الذكور تفوق مثيلتها من الإناث.

[2] تمثل الفئة العمرية (15 ـ 64) قوة العمل Labour Force، وهي تعول الفئة، التي تصغرها والفئة، التي تكبرها، وتُعرف بنسبة الإعالة الكلية Total Dependency Ratio.

[3] حددت الأمم المتحدة (مكتب العمل الدولي International Labour Office I.L.O) أنواع النشاط الاقتصادي في تصنيف خاص. يسمى التصنيف الدولي الموحد للنشاط الاقتصادي: وينقسم إلى ثلاث مجموعات: ـ. محموعة الأنشطة الأولية: Primary Group (وتشمل قطاع الزراعة، والرعي، والغابات، وصيد البر والبحر). ب. مجموعة الأنشطة الثانوية: Secondary Group (وتضم قطاع المناجم، والمحاجر، والصناعات التحويلية، والبناء، والتشييد). ج. مجموعة الأنشطة الثالثة: Tertiary Group (وتشمل الكهرباء، والغاز، والمياه، والتجارة، والنقل، والمواصلات، والخدمات).

[4] يختلف سكان العالم اختلافاً كبيراً من حيث اللغات التي تكلمون بها والتي يربو عددها على 2800 لغة، ينتمي الكثير منها إلى أصل سامي واحد، وهو توزيع المستشرق الروسي دياكونوف Diakonoff . 1. سامية النجوم الشمالية، وتشمل الأكادية، والبابلية، والآشورية. 2. السامية الشمالية الوسطى، وهي على حِقَبْ زمنية ثلاث: أ. الحقبة القديمة، وتشمل الكنعانية، والأوغاريتية، والعمّورية في فلسطين، وسورية، وأراضي الجزيرة بالعراق. ب. الحقبة الوسطى، وتشمل الفينيقية، والعبرية، والمؤابية، والآرامية القديمة. ج. الحقبة الحديثة، وتشمل الآررامية الغربية الجديدة أو "معلولة" في سورية، والآشورية الحديثة في العراق، وتركيا، وإيران، والاتحاد السوفيتي. 3. السامية الجنوبية الوسطى، وتشمل: العربية الفصحى. د. سامية النجوم الجنوبية وتشمل: أ. الحقبة القديمة الأخيرة ويمثلها المسهرية، والشحري، والحرسوس، والبطحري على الشطآن العربية للمحيط الهندي، والسوقطرية في جزيرة سوقطرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70006
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثاني: الجغرافيا البشرية : الجغرافيا الاجتماعية   القسم الثاني: الجغرافيا البشرية  : الجغرافيا الاجتماعية Emptyالإثنين 11 أبريل 2016, 8:01 pm

2. جغرافية العمران  Geography of Settlement

جغرافيا العمران فرع من فروع الجغرافيا البشرية، التي تعالج العلاقات المتبادلة بين الإنسان وبيئته وانعكاسها على نمط الحياة السائدة، وتنقسم إلى قسمين رئيسيين هما:

    جغرافيا العمران الحضري Geography of Urban Settlement
    جغرافيا العمران الريفي Geography of Rural Settlement

وكان عبدالرحمن بن خلدون (1332 ـ 1406م)، أول من استخدم مصطلح العمران[1] ـ وذلك في مقدمته المشهورة، التي اقترنت باسمه، غير أنه استخدم هذا التعبير في مقاصد كثيرة، دارت في أغلبها حول الاجتماع الإنساني أو دراسة أحوال البشر وطبائعهم. والعمران في التحليل الجغرافي يرتبط عامة بالسكن، حتى أصبح مرادفاً لجغرافية مراكز العمران أو المحلات السكنية.

وتهتم جغرافية العمران الحضري بدراسة المدن وتطورها (المدن الإغريقية، والرومانية، والإسلامية ومدن العصور الوسطى، ومدن العصر الحديث) وموضعها[2]، وموقعها، وتوزيعها، وحجمها السكاني، والعمراني، وخصائص وتوزيع المدن المليونية، والتجمعات الحضرية Metropolitan Area، وخصائص سكان المدن. أمّا جغرافية العمران الريفي فتختص بدراسة نشأة القرية، وتطورها، وتوزيعها، وشكلها، وأحجامها.

 

[1] العمران: مصطلح علمي يعني لغوياً "السكن بصورة دائمة والعمل على التقدم والازدهار".

[2] الموضع Site، هو المكان، الذي تقوم عليه المدينة وتتركز فيه رقعتها السكنية Built up Area، وتتحدد فيه محاور النمر العمراني لها تبعاً للظاهرات المحلية التي يتميز بها هذا المكان، سواءً كانت تلالاً أو هضاباً أو سهولاً أو بحيرات أو أنها تقوم على ضفافها.





أ. جغرافية العمران الحضري

المدينة ظاهرة قديمة ترجع نشأتها إلى عهود بعيدة، ارتبطت باستيطان الإنسان في مناطق السهول في الشرق الأوسط[1]. ويعد النمو السكاني في المدن وتضخمها السمة الرئيسية، التي يتميز بها السكان في العصر الحديث، وقد تزايدت أحجام المدن نتيجة لزيادة معدلات التحضر Urbanization[2]، وبالتالي سيطرت المدن في معظم دول العالم على مظاهر النشاط البشري، وهو ما يعرف بالهيمنة الحضرية Urban Primacy .

ظهرت منذ ما يقرب من 2000 سنة قبل الميلاد، المدن التجارية، ومن أبرزها مدينة فيلاكوبي Phylakopi على جزيرة ميلوس Milos إحدى جزر بحر إيجه، ومدينة بيبلوس على ساحل الشام، واشتهرت بتجارة الأخشاب، وكذلك اشتهرت مدينة كريت في النصف الأول من الألف الثانية قبل الميلاد، وقامت شهرتها على التجارة البحرية خاصة مع مصر، وتبعتها في ذلك وفي القرن السادس عشر قبل الميلاد، عدة مدن يونانية وعلى ساحل الشام مثل صور وصيدا. وإلى جانب المدن الساحلية التي اشتغلت بالتجارة، قامت مدن داخلية تُعرف بمدن القوافل، تقوم حلقة وصل بين مدن ساحل الشام وبلدان الشرق الأوسط، ومنها مدينة حلب  Aleppo، ودمشق Damascus، وتدمر Palmyra .

وقد ظهرت المدن المبكرة بين السنة 4000 إلى 3000 قبل الميلاد في منطقة الهلال الخصيب الذي كونه نهرا دجلة والفرات. وعُرفت بمنطقة ما بين النهرين Mesopotamia، وكانت هذه المدن مراكز دينية في الأصل. وبعدها بمئات السنين ظهرت مدن وادي النيل ومن أبرزها مدينتا طيبة ومنف، ثم ظهرت مدن وادي السند في باكستان سنة 2300 قبل الميلاد، ثم تبعها ظهور المدن في أمريكا الوسطى ونيجيريا، كما يوضح (جدول مناطق نشأة المدن المبكرة).

وفي سنة 450 قبل الميلاد، بدأ ظهور المدن الإغريقية المخططة، ومن أبرزها مدينة ميلتوس Miletus. التي أنشئت وفق خطة مكونة من شبكة الشوارع والبلوكات السكنية Grid - Street Block، تلتها المدن الرومانية، التي انتشرت في قارة أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط خلال القرنين الثاني والثالث الميلاديين.

ومع ظهور الإسلام كون المسلمون إمبراطورية واسعة وازدهر العمران في ظل الدولة الإسلامية، وظهرت مدن أدّت دوراً مهماً في نشر الثقافة وتقدم التجارة، ومن أبرز هذه المدن، التي أنشأها المسلمون فاس، والرباط، وقرطبة، والنجف، وكربلاء، كما أُنشئت مدن عسكرية مثل البصرة، والكوفة، والفسطاط، والقيروان. وظهرت العسكر ثم القطائع ثم القاهرة. كما توضح (خريطة المدن الإسلامية).

ونتيجة لتزايد أعداد السكان انتشرت المدن الكبرى بشكل كبير في القرن العشرين، فبعد أن كانت المدن المليونية[3] ـ التي يزيد عدد سكانها عن المليون نسمة ـ لا يزيد عددها سنة 1870، على سبع مدن. زادت إلى عشرين مدينة سنة 1900، ثم قفزت إلى 275 مدينة سنة 1990، كما يوضح (جدول تطور أعداد المدن المليونية في العالم).

ومن هذه المدن المليونية مدن نمت وتوسعت في بيئتها توسعاً كبيراً، وأصبحت تكون مجمعات ضخمة Megalopolis وفي سنة 1970، كان هناك ثلاث مجمعات ضخمة، بكل منها 10 مليون نسمة فأكثر، وهي مجمعة نيويورك، وطوكيو، ولندن، زادت إلى 12 مجمعة حضرية سنة 1990، وهي مكسيكو سيتي، وساوباولو، ولوس أنجلوس، وبمباي، وكلكتا، وأوزاكا، وبيونس أيرس، وريودي جانيرو، ومنطقة الراين ـ الرهر في ألمانيا، والقاهرة، وباريس، وسيول.

 

[1]  نشأت المدن ظاهرة عمرانية قديمة في الشرق الأوسط وبالتحديد في مصر والعراق وباكستان.

[2] التحضر عملية اجتماعية تدل على التغير في العلاقات السلوكية والاجتماعية للمجتمع الذي يعيش في المدن.

[3] تُعد مدينة بكين (الصين) أول مدن العالم، التي وصل عدد سكانها إلى المليون نسمة، ومن ثم أُطلق عليها مدينة مليونية عام 1770، وتُعد لندن أولى دول العالم الغربي في ذلك، إذ وصل حجم سكانها إلى المليون نسمة عام 1810، وبلغته فرنسا عام 1846، ونيويورك عام 1860، وفيينا عام 1879، وبرلين عام 1880.





       

ب. جغرافيا العمران الريفي

تنقسم جغرافية العمران إلى شقين، ـ كما سبقت الإشارة ـ يختص أحدهما بدراسة جغرافية المدن، ويهتم ثانيهما بدراسة جغرافية الريف، ويعد الاهتمام بدراسة جغرافية المدن اكثر وضوحاً، ويرجع ذلك إلى اتجاه سكان العالم نحو سكنى المدن في مختلف الأقطار، يقابله تناقص في نسبة سكان الريف، مما يوحي بأن سكان العالم في طريقهم ليتحولوا جميعاً إلى سكان مدن.

ولا تظهر الفروق واضحة بين المدن والريف إلاّ في أقصى درجات كل منها، حيث يوجد في العادة استمرارية، ولا يوجد انتقال مفاجئ من أحدهما إلى الآخر، ولكنه انتقال تدريجي بين الريف والحضر Rural - Urban Fringe، كما أنه ليس هناك تمييز واضح بين المحلات العمرانية الريفية سواء بين العزبة Hamlet والقرية Village، وبصفة عامة فإن القرية أكبر في الحجم من العزبة من حيث الكتلة السكنية والسكانية، إضافة إلى أنه توجد بها وظائف ومراكز خدمية لا تتوافر في العزبة مثل مكتب البريد والمدرسة الإعدادية (المتوسطة).

وتنقسم مراكز العمران الريفي حسب النشأة إلى نوعين، مراكز مؤقتة (غير مستقرة) وترتبط بالمجتمعات البدائية، مثل جماعات القنص والرعاة مثل جماعات الأسكيمو في النطاق القطبي، وجماعات الهنود الحمر في أمريكا الشمالية،  وجماعات البدو، ويرجع العمران غير المستقر إلى ظاهرة الانتقال الفصلي ، ومراكز ثابتة وترتبط بمجموعة من العوامل الجغرافية، أهمها تزايد السكان في رقعة ما، تتسم بتوافر البيئة الصالحة لإنشاء هذا النوع من المراكز، وهي تنقسم إلى قرى منعزلة وتوجد عادة حيث الملكيات الزراعية الواسعة، أو في المناطق التي لا تسمح فيها موارد المياه بوجود مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية. أو في المناطق الجبلية، إذ تنتشر في الأقاليم الجبلية في حوض البحر المتوسط كما في لبنان، والجزائر، والمغرب. وقرى متكتلة، وهي تمتاز بكثرة عدد السكان وتنتشر في بيئات الحضارات الزراعية القديمة في السهول الفيضية، لذا فهي تنتشر في الريف المصري والعراقي والهندي، وغالباً ما تتركز المنطقة المبنية من القرية في كتلة واحدة، بينما تكون الأراضي الزراعية خالية من المساكن تقريباً.





3. جغرافية الخدمات Services Geography

تعد جغرافية الخدمات من الفروع الحديثة للجغرافية البشرية، ولا يتعدى الاهتمام بها في الدراسات الجغرافية السنوات الأخيرة، فقد بدأت تظهر في مجال  الدراسات الجغرافية بشكل واضح في عقدي السبعينات والثمانينات في الدول المتقدمة فقط، ومع ذلك شهدت فترة الخمسينات بعض الكتابات المحدودة في جغرافية الخدمات، ولم يحظ هذا الفرع باهتمام في الدول العربية يتناسب مع أهميته، رغم أنه أحد الاتجاهات الحديثة التي دفعت الجغرافية دفعة قوية نحو الميدان التطبيقي.

وإذا كانت جغرافية الخدمات من الاتجاهات الحديثة، فلا يعني هذا أن الأنشطة الخدمية حديثة الظهور هي الأخرى، وإنما هي أنشطة قديمة ولكنها لم تأخذ مكانتها على خريطة الأنشطة الاقتصادية، فيقول دانيلز  Daniels: إن أنشطة الخدمات هي ابنة الثورة الصناعية، التي حدثت فيما يعرف الآن بالدول الصناعية. فقد بلغت نسبة الأنشطة الأولى[1] في نهاية المرحلة الأولى من الثورة الصناعية (سنة 1851) أكثر قليلاً من خُمس قوة العمل آنذاك، ثم انخفضت إلى 5% في نهاية الخمسينات من القرن العشرين، واستمرت في الهبوط حتى وصلت في منتصف السبعينات إلى 3%. أما نسبة الأنشطة الثالثة فارتفعت من 25% سنة 1851 إلى أقل قليلاً من نصف قوة العمل في السبعينيات، ثم تجاوزت نصف قوة العمل في منتصف السبعينات. وما حدث في إنجلترا، حدث مثيله في دول العالم الأخرى المتقدمة، أي أخذت العمالة في التحول من الأنشطة الأولى إلى الصناعات التحويلية ثم إلى قطاع الخدمات.

أمّا الدول النامية Developing   فقد شهدت هي الأخرى تحولاً في العمالة منذ منتصف القرن العشرين تجاه قطاع الخدمات، ولكن بطريقة تختلف عما حدث في الدول المتقدمة، فقد تحولت العمالة من الأنشطة الأولى إلى الثالثة دون المرور بالأنشطة الثانية، وذلك لعجز الأخيرة عن استيعاب الفائض من العمالة في الأنشطة الأولى. فمعظم الدول النامية تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة، نظراً لاستنزاف مستعمريها مواردها لفترات طويلة، فضلاً عن عدم قدرة اقتصادها على مواجهة الزيادة المطردة في السكان من جهة، وزيادة الهجرات الريفية إلى المناطق الحضرية من جهة أخرى، مما أدى في النهاية إلى زيادة المعروض من العمالة في سوق العمل سنوياً، ومن ثم كانت أنشطة الخدمات من أسهل الأنشطة أمام تلك العمالة، مثل انتشار الخدمات الشخصية وزيادة الوظائف الرسمية في قطاع الخدمات. والدليل على ذلك انخفاض نسبة العاملين في الأنشطة من 67 % من قوة العمل في سنة 1927 إلى 36 % في سنة 1986، وفي المقابل، ارتفعت نسبة العاملين في الأنشطة الثالثة من 23 % في سنة 1927 إلى 36 % في سنة 1986. ولهذا تضخم قطاع الخدمات بالعمالة دون حاجة لذلك، رغم أن نسبتها لم تصل بعد إلى مثيلاتها في الدول المتقدمة. وذلك لأن ارتفاع نسبة العاملين بأنشطة الخدمات في الدول المتقدمة هي انعكاس واستجابة لارتفاع نسبة العاملين في مجال الصناعة (الأنشطة الثانية)، التي تتطلب عمالة عالية المستوى في الخدمات.

وقد اختلفت الآراء حول مفهوم الخدمات وتعريفها ومنها ما أورده العيسوي الذي عرف الخدمات بأنها إشباع لحاجات الأفراد، ولا تدخل ضمن التداول في الأسواق ولا التعامل النقدي، كما عرفها الشامي بأنها كل ما يطلبه الإنسان من أجل التنعم بالحياة، وعرفها برايس Price   بأنها كل ما ينتج سلعاً غير مادية.

وتصنف الخدمات إلى ما يلي:

أ. خدمات البنية الأساسية (التحتية)   Infrastructure Services

وهي من الخدمات التي تهتم الدولة بتوفيرها والإشراف عليها، وذلك لأن وفرتها أمر ضروري لا رفاهية فيه. وتتمثل في مجموعة شبكات هي: شبكات مياه الشرب، ومياه الري، والصرف الصحي والزراعي، والكهرباء، والطرق، والاتصالات الهاتفية والبريدية.

ب. الخدمات السيادية  Supreme Services

وتأتي سيادتها من إمكانية إشرافها على قطاعات الخدمات كافة، حيث تضم الخدمات الأمنية والإدارية، إضافة إلى الخدمات التعليمية، ويُعلل سيادتها بأنها مسؤولة عن بناء عقول الأفراد وتأهيلهم لتأدية ما عليهم من واجبات، فضلاً عن محاولة الدول في نشر التعليم على أنه حق مكفول للجميع.

ج. الخدمات الاقتصادية والرعاية الإنسانية  Economic and Human Services

وتتمثل في الأسواق وتجارة التجزئة، والخدمات الصحية والاجتماعية، وهي تشكل في مجملها العناية برفاهية الإنسان ورفع مستواه.

[1] حُددت الأنماط الكبرى للأنشطة الاقتصادية بثلاثة أنماط هي: أ. أنشطة المرتبة الأولى: وتشمل أنشطة الزراعة، والرعي، والصيد، وقطع الأخشاب، والتعدين. ب. أنشطة المرتبة الثانية: وتضم الصناعات التحويلية. ج. أنشطة المرتبة الثالثة: وتُعرف بأنشطة الخدمات وتضم التجارة والخدمات العامة والاجتماعية والشخصية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
القسم الثاني: الجغرافيا البشرية : الجغرافيا الاجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  القسم الثاني: الجغرافيا البشرية الجغرافيا العسكرية
»  القسم الثاني: الجغرافيا البشرية الجغرافيا الاقتصادية
»  القسم الثاني: الجغرافيا البشرية الجغرافيا السياسية
»  القسم الثاني: الجغرافيا البشرية الجغرافيا الطبية
» القسم الأول: الجغرافيا الطبيعية : الجغرافيا المناخية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الجغرافيا :: الموسوعة الجغرافية المصغرة-
انتقل الى: