منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 معارك الأندلس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 12:29 am

معركة الأرك
معارك الأندلس Ciudad_Real%2C_Spain_location


معركة الأرك هي معركة وقعت في 18 يوليو 1195 م بين قوات الموحدين بقيادة السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور وقوات ملك قشتالة ألفونسو الثامن. كانت المعركة ذات دور كبير في توطيد حكم الموحدين في الأندلس وتوسيع رقعة بلادهم فيها. وقد اضطر ألفونسو بعدها لطلب الهدنة من السلطان الموحدي أبي يوسف المنصور. يعتبرها المؤرخون مضاهية لمعركة الزلاقة إن لم تزد في وقع الهزيمة على مسيحيي أيبيريا.



وقعت المعركة قرب قلعة الأرك، والتي كانت نقطة الحدود بين قشتالة والأندلس في ذلك الوقت ولذا ينسب المسلمون المعركة لهذه القلعة كما ينسب المسيحيون اسم المعركة أيضا لهذه القلعة (Alarcos) ويطلقون عليها كارثة الأرك لعظيم مصابهم فيها.

ما قبل المعركة



قام ملك البرتغال سانكو الأول باحتلال مدينة شلب المسلمة -تعرف الآن باسم سلفش (Silves)- بمساعدة القوات الصليبية وكان ذلك في عام 1191 م. عندما علم السلطان يعقوب المنصور بذلك جهز جيشه وعبر البحر لبلاد الأندلس وحاصرها وأخذها وأرسل في ذات الوقت جيشا من الموحدين والعرب ففتح أربع مدن مما بأيدي المسيحيين من البلاد التي كانوا قد أخذوها من المسلمين قبل ذلك بأربعين عاما مما ألقى الرعب في ملوك أيبيريا وخاصة ألفونسو الذي طلب من السلطان الهدنة والصلح فهادنه 5 سنين وعاد إلى مراكش حاضرة بلاد الموحدين.
لما انقضت مدة الهدنة أرسل ألفونسو جيشا كثيفا إلى بلاد المسلمين فنهبوا وعاثوا فسادا في أراضيهم وكانت هذه الحملة استفزازية وتخويفية أتبعها ألفونسو بخطاب للسلطان يعقوب المنصور -استهزاء به وسخرية منه- يدعوه فيه إلى مواجهته وقتاله فلما قرأ السلطان المنصور الخطاب كتب على ظهر رقعة منه (ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون الجواب ما ترى لا ما تسمع).
تجهز السلطان يعقوب المنصور لقتال ألفونسو وجمع جنده والعديد من المتوطعين من البربر وعرب أفريقيا وانضمت إليه الجيوش الأندلسية فتجمع له جيش ضخم يوصل بعض المؤرخين عدده لـ600 ألف مقاتل فيقولون أنه كانت المسافة بين مقدمة الجيش ومؤخرته مسيرة 3 أيام بينما يذكر آخرون أن العدد بين 200 و300 ألف مقاتل فقط. وانطلق المنصور بجيشه إلى بلاد الأندلس ومكث في إشبيلية مدة قصيرة نظم فيها جيشه وتزود بالمؤن وبادر بالسير إلى طليطلة عاصمة مملكة قشتالة فبلغه أن ألفونسو حشد قواه في مكان بين قلعة رباح وقلعة الأرك فغير مساره إلى هناك وعسكر في مكان يبعد عن موضع جيش ألفونسو مسيرة يومين ومكث يستشير وزرائه وقادة جيشه في خطط المعركة وكان ذلك في الثالث عشر من يونيو عام 1195 الموافق 4 شعبان 591 هـ.

معارك الأندلس 292px-Bat1
توضيح لموقع الجيشين قبل المعركة وتظهر قلعة الأرك خلف المسيحين ونهر وادي الأنا على يمينهم. المسيحيون باللون الأصفر والمسلمون بالأبيض

كان أبو عبدالله بن صناديد أحد قادة الحرب الأندلسيين قد أشار على السلطان المنصور باختيار قائد موحد للجيش كما أشار عليه بتقسيم الجيش إلى أجزاء على النحو التالي:


  • الأندلسيون ويقوده أحد زعماؤهم حتى لا تضعف عزيمتهم عندما يولى عليهم أحد ليس منهم -اختير ابن صناديد لقيادتهم-. ويوضع في ميمنة الجيش (6).



  • العرب والبربر ويوضعون في الميسرة (5).



  • الجيش الموحدي النظامي ويوضع في القلب (4).



  • المتطوعون من عرب وبربر وأندلسيين ويوضعون في مقدمة الجيش للبدء بالقتال (3).



  • السلطان المنصور وحرسه وجيشه الخاص وبعض المتوطعين كقوات احتياطية تقوم بمراقبة المعركة من بعد لتقوم بهجوم مضاد متى لزم الأمر (7).


استجاب السلطان لإشارة ابن صناديد وعين قائدا موحدا للجيش واختار أحد وزرائه وهو أبو يحيى بن أبي حفص كقائد عام وكان السلطان يمر على أفراد جيشه ويحمسهم ويبث فيهم الشجاعة والثقة بنصر الله.
على الجبهة الأخرى حاول ألفونسو الحصول على بعض المدد والمساعدات من بعض منافسيه السياسيين ملوك نافارة وليون فوعدوه بالمدد إلا إنهم تعمدوا الإبطاء فقرر خوض المعركة بما معه من القوات التي لم تكن بالقليلة فقد أوصلها المؤرخون إلى حوالي 300 ألف مقاتل منهم فرسان قلعة رباح وفرسان الداية.



المعركة



كان الجيش القشتالي يحتل موقعا متميزا مرتفعا يطل على القوات المسلمة وقد كانت قلعة الأرك تحميهم من خلفهم وقد قسموا أنفسهم لمقدمة يقودها الخيالة تحت إمرة لوبيز دي هارو -أحد معاوني ألفونسو- (2) وقلب الجيش ومؤخرته ويضم 10 آلاف مقاتل من خيرة مقاتلي قشتالة ويقودهم ألفونسو بنفسه (1).

معارك الأندلس 290px-Bat2
توضيح للمعركة وقت حدوثها

في يوم القتال بدأ المتطوعون في الجيش الموحدي في التقدم قليلا لجس النبض وكان أن اتبع القشتاليون نظاما متميزا وذكيا وهو نزول الجيش على دفعات كلما ووجه الجيش بمقاومة عنيفة واستبدال مقدمة الجيش بمقدمة أخرى في كل مرة يقاومون فيها. أرسل القشتاليون في باديء الأمر 7 آلاف فارس وصفهم صاحب كتاب البيان المغرب كبحر هائج تتالت أمواجه وقد رد المتطوعون المسلمون هجمة الجيش الأولى فما كان من القشتاليين إلا أن أمروا بإرسال دفعة ثانية وقد قاومها المتطوعة مقاومة قوية جدا مما حدا بلوبيز دي هارو بإرسال قوة كبيرة لتفكيك مقدمة الجيش والقضاء عليها.
كانت الهجمة الثالثة قوية جدا، فقد استطاع المسيحيون اختراق المقدمة وقتلوا الكثير من أفراد جيش الموحدين وكان من بينهم أبو يحيى بن أبي حفص قائد الجيش كله واستمروا يخترقون الجيش حتى وصلوا القلب فما كان من ابن صناديد والعرب والبربر -أجنحة الجيش الإسلامي- إلا أن حاصروا القشتاليون وفصلوا بين مقدمة جيشهم ومؤخرته. وفي تلك الأثناء خرج السلطان المنصور فتعاون جميع أقسام الجيش الإسلامي على الإطاحة بمن حاصروا من القشتاليين -الذين كانوا أغلب الجيش- وقتلوا منهم خلقا كثيرا وفر الباقون.
بعد ذلك بدأ المسلمون في التقدم ناحية من تبقى من الجيش المسيحي وهم عدة آلاف تحت قيادة ألفونسو، أقسموا على أن لا يبرحوا أرض المعركة حتى وإن كانت نهايتهم فيها وقاوم القشتاليين مقاومة عنيفة حتى قتل أغلبهم. ورفض ألفونسو التحرك حتى حمل مرغما إلى قلعة الأرك ومن بوابتها الخلفية توجه لطليطلة عاصمته.

ما بعد المعركة


معارك الأندلس 290px-Bat3
حصار المسلمين لقلعة الأرك

قام المسلمون بعد انتهاء المعركة بحصار قلعة الأرك التي كان قد فر إليها لوبيز دي هارو ومعه 5 آلاف من جنده. قاوم المسيحيون قليلا ثم اضطروا للاستسلام وطلبوا الصلح فوافق السلطان المنصور مقابل إخلاء سبيل من أُسر من المسلمين. ويختلف مؤرخو المسلمون في نتائج المعركة فيخبر المقري في كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب «وكان عدّة من قتل من الفرنج - فيما قيل - مئة ألف وستّة وأربعين ألفاً، وعدّة الأسارى ثلاثين ألفاّ، وعدّة الخيام مائة ألف وستّة وخمسين ألف خيمة، والخيل ثمانين ألفاً، والبغال مائة ألف، والحمير أربع مئة ألف، جاء بها الكفّر لحمل أثقالهم لأنّهم لا إبل لهم، وأمّا الجواهر والأموال فلا تحصى، وبيع الأسير بدرهم، والسيف بنصف درهم، والفرس بخمسة دراهم، والحمار بدرهم، وقسم يعقوب الغنائم بين المسلمين بمقتضى الشرع، ونجا ألفنش (ألفونسو) ملك النصارى إلى طليطلة في أسوأ حال، فحلق رأسه ولحيته، ونكس صليبه، وآلى أن لا ينام على فراش، ولا يقرب النساء،ولا يركب فرساً ولا دابة، حتى يأخذ بالثأر». أما ابن خلدون فيذكر أن عدد القتلى 30 ألفا ويجعلهم ابن الأثير 46 ألفا و13 ألف أسير.
أكمل السلطان المنصور مسيرته في أراضي مملكة قشتالة فاقتحم قلعة رباح واستولى عليها وسقطت مدن تروخلو وبينافينتي ومالاغون وكاراكويل وكوينكا وتالفيرا وكلها تقع بالقرب من طليطلة عاصمة قشتالة ثم اتجه السلطان بجيشه إلى العاصمة وضرب عليها حصارا واستخدم المسلمون المجانيق ولم يبق إلى فتحها ويخبر المقري عن نتائج ذاك الحصار فيقول
«فخرجت إليه [يعني للمنصور] والدة الأذفونش [ألفونسو] وبناته ونساؤه وبكين بين يديه، وسألنه إبقاء البلد عليهن، فرقّ لهن ومنّ عليهن بها، ووهب لهن من الأموال والجواهر ما جلّ، وردهن مكرماتٍ، وعفا بعد القدرة، وعاد إلى قرطبة، فأقام شهراً يقسم الغنائم، وجاءته رسل الفنش [ألفونسو] بطلب الصلح، فصالحه، وأمّن الناس مدّته»
.
أعطت نتيجة المعركة مهابة للموحدين في الأندلس وقد استمروا هناك حتى فاجعة العقاب التي خسر المسلمون بعدها بقية أراضي الأندلس ما عدا غرناطة وما حولها.
من الناحية العملية لم يحقق هذا الانتصار نتائج ملموسة للموحدين، فالخطر المسيحي لم يزل موجودا ولم يستغل يعقوب أبعاد هذا الانتصار مطلقا. فرغم مقامه الطويل في الأندلس لم يحقق مكسبا واضحا على المستوى المتعلق بالحد من الخطر المسيحي بل نجده يكتفي بالقيام بجولة عسكرية بنواحي طليطلة سنة 592 ثم 593 هجرية. وبالرغم من كون المراكشي يتحدث عن كون يعقوب قد وصل أثناء تجواله العسكري هذا «إلى مواضع لم يصل إليها ملك من ملوك المسلمين قط» رغم ذلك نجد يعقوب يبادر بمجرد أن طلب منه الفونسو الثامن إبرام صلح جديد يبادله بالموافقة، وبمجرد إبرام هذا الصلح نجده يرجع إلى المغرب سنة 594 هجرية. وتعليل هذا الموقف العسكري لا يمكن أن نصل إلى إدراك عمقه إلا من خلال تحديدنا للمشاكل التي كان على يعقوب أن يواجهها وأن مشكل الأندلس ليس إلا جزءا من هذه المشاكل.

مصادر



  • ويكيبيديا الإنجليزية.
  • معركة الأرك - من موقع التاريخ.
  • نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري.
  • تاريخ ابن خلدون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 12:32 am

معركة البيرة




معارك الأندلس 330px-Reino_de_Granada.svg
معركة البيرة (ويسميها الاسبان: Desastre de la Vega de Granada، أي "كارثة وادي غرناطة") على أبواب غرناطة في 25 يونيو 1318م.
كان المسلمون في ضعف في ذلك الوقت في بلاد الأندلس. ونعلم من ذلك التاريخ ضعف حكامه وانهزام عساكرهم أمام هجمات الصليبيين، وتقاتلهم على الزعامات والأمارات بل وحتى الاستعانة بالكفار على المسلمين لنيل تلك البلدة أو الأمارة. ولكننا لا نتصور أن ينتصر المسلمون في معركة ما ضد الصليبين في تلك الفترة الضعيفة.
كان بنو الأحمر هم حكام مملكة غرناطة منذ عام 635 هجرية، وقد انحصرت سيطرة المسلمين في ربوع الأندلس في هذه المملكة التي انحاز لها المسلمون من كل مكان, واعتمد حكام هذه المملكة على محالفة ومعاونة ملوك المغرب وخاصة ملوك بني مرين الذين ورثوا المغرب بعد سقوط دولة الموحدين, وكان بنو مرين محبين للجهاد في سبيل الله, حالهم قريب الشبه بدولة المرابطين, لذلك قويت العلاقات بين بني مرين وبني الأحمر, وقام سلاطين بني مرين بالعبور عدة مرات لنجدة المسلمين بالأندلس، وأسسوا قاعدة ثابتة بغرناطة أطلقوا عليها( مشيخة الغزاة) وعهدوا بها للقائد العسكري المسلم عثمان بن أبي العلاء.
بعد أن حقق الصليبيون في مملكة قشتالة انتصارا مهما على المسلمين في معركة وادي فرتونة سنة 716 هجرية, فكروا في مهاجمة الجزيرة الخضراء والاستيلاء عليها ليحولوا دون وصول الإمدادات المغربية إلى الأندلس, ثم عدلوا عن ذلك وقرروا مهاجمة الحاضرة الإسلامية نفسها غرناطة.
انتشرت الأخبار في غرناطة أن جيوش القتشاليين تتجه إليهم, فبادر سلطان غرناطة آنذاك أبو الوليد إسماعيل بن الأحمر بإعداد جيش صغير ولكنه من صفوة وخيرة المقاتلين, وقدر تعداده بسبعة آلاف على الأكثر وجعل عليهم القائد المسلم ( عثمان بن أبي العلاء) بالإضافة إلى فرقته المغربية. زحفت جيوش الصليبيين بجيش ضخم تقدره الروايات بثلاثين ألف مقاتل وعلى رأسهم ( الدون بيدرو) ولي العهد ومعه العديد من الأمراء, بالإضافة إلى فرقة إنجليزية متطوعة جاءت لنصرة الصليب.

معارك الأندلس 350px-La_Vega_de_Granada%2C_con_Sierra_Elvira_al_fondo
صورة وادي غرناطة وخلفه جبال سييرا إلڤيرا al fondo. في أحد تلك الجبال، وهو تل البيرة، دارت معركة البيرة، التي يسميها الاسبان "كارثة وادي غرناطة"، والتي دارت في 25 يونيو 1319. وقد أطلق الأسبان على هذا التل بعد ذلك اسم "تل ولاة العهد" لأن اثنان من ولاة العهد قتلا في تلك المعركة.

وفي يوم 20 ربيع الأخر عام 718 هجرية خرج القائد المظفر عثمان بجيشه إلى هضبة البيرة على مقربة من غرناطة, وهناك التقى الجمعان رغم تفاوتهما الكبير بالعدة والعدد. واندلع قتال كبير أبدى فيه المسلمون حماسة وحمية في القتال, بحث اختفى من خلاله الفرق الكبير بين الجيشين, وظهرت نواد البطولة والشجاعة لم ير مثلها منذ عصور بعيدة, مما جعل الصليبيين يفاجئون لأنهم عهدوا المسلمين في معاركهم السابقة أهل ضعف وخيانة, واستمرت المعركة ثلاثة أيام أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين, وقتل قائد الجيش الأسباني الوصي على العرش پدرو ده كاستيا ثم القائد الذي تولى من بعده قيادة الجيش والوصاية على العرش خوان ده كاستيا، وانهزم جندهما.
وفرح المسلمون بنصر الله، وقاموا برفع جثة قائد الأسبان في تابوت ووضعوه على سور الحمراء إعلانا للنصر, وتخليدا لذكرى المعركة. لقد أعادت هذه المعركة العظيمة للمسلمين في ذلك العهد ذكريات الانتصارات الاندلسية الخالدة مثل الزلاقة وافراغة والأرك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 12:34 am

معركة الزلاقة
معركة الزلاقة أو معركة سهل الزلاقة Battle of Sagrajas وقعت في 23 أكتوبر 1086 م بين جيوش دولة المرابطين متحدة مع جيش المعتمد بن عباد والتي انتصرت انتصارا ساحقا على قوات الملك القشتالي ألفونسو السادس. كان للمعركة تأثير كبير في تاريخ الأندلس الإسلامي, إذ أنها أوقفت زحف النصارى المطرد في أراضي ملوك الطوائف الإسلامية وقد أخرت سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس لمدة تزيد عن قرنين ونصف.



وقعت المعركة في سهل في الجزء الجنوبي لبلاد الأندلس يقال له الزلاقة. يقال أن السهل سمي بذلك نسبة لكثرة انزلاق المتحاربين على أرض المعركة بسبب كمية الدماء التي أريقت ذاك اليوم وملأت أرض المعركة. تسمى لدى المؤرخين الغربيين بنفس الاسم العربي لها.

أحوال الأندلس قبل الزلاقة


شهد القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي قمة التقدم الحضاري والسياسي في بلاد الأندلس، وأضحت قرطبة "عروس الغرب" وحكامها خلفاء بني أمية يتمتعون بمكانة عالية، سياسيا وعسكريا وحضاريا، ولم يدر بخلد أحد أن هذا الصرح الذي تسامى عاليا على عهد المنصور بن أبي عامر كان يحمل في طياته عوامل هدمه وفنائه، فما أن مات المنصور، ومن بعده ابنه عبد الملك حتى ثار القرطبيون على عبد الرحمن بن المنصور، وبدأت سلسلة من الأحداث الدامية أدت في النهاية إلى تمزق هذه الدولة تمزقا يؤلم الصدور، وقامت في جوانبها خلافات وممالك وسلطنات لا حول لها ولا قوة، بل إن قواها قد وجهت ضد بعضها بعضا حتى أنهكت القوى واضمحلت الأندلس كما يقول الأستاذ محمد عبد الله عنان: "الصرح الشامخ، الذي انهارت أسسه وتصدع بنيانه، وقد انتقصت أطرافها، وتناثرت أشلاؤها، وتعددت الرياسات في أنحائها، لا تربطها رابطة، ولا تجمع كلمتها مصلحة مشتركة، لكن تفرق بينها، بل على العكس منافسات وأطماع شخصية وضيعة، وحروب أهلية صغيرة تضطرم بينها".
وفي كل ناحية من نواحي الأندلس، قامت دويلة أو مملكة هشة، اتخذ أصحابها ألقاب الخلافة ورسوم الممالك، دون أن يكون لهم من ذلك حقيقته أو معناه، وقال الشاعر واصفا هذه الحالة المؤسفة:
مما يزهدني في أرض أندلـس أســماء معتضد فيها ومعتمد ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صورة الأسد
وكان تمزق الأندلس على هذا الشكل المأساوي ضرب لكيان الدولة الإسلامية لم تفق منها أبدأ، بل إنها كانت البداية الحقيقية لانحلال الدولة الإسلامية رغم ما انتابها في بعض الأحيان من صحوات ويقظة مدت في عمرها هناك مئات الأعوام.
واكب هذا الضعف الأندلسي تولي الملك ألفونسو السادس عرش قشتالة، الذي عمل جهده للاستفادة من هذا التدهور الذي أحاط بالدولة الإسلامية هناك، فبدأ باستغلال الصراع الدائر بين هذه الممالك، وأخذ يضرب بعضها ببعض، ويفرض عليها الأتاوات والغرامات حتى يستنفد طاقتها، ومن ثم تسقط في يده كالثمرة الناضجة.



سقوط طليطلة


مدينة طليطلة، من أهم المدن الأندلسية، تتوسط شبه الجزيرة تقريبا وكانت عاصمة القوط قبل الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة، ومن هنا كانت أهميتها البالغة، وبالتالي أصبحت مطمعا لآمال الفونسو السادس، وخاصة أن حال المدينة كانت سيئة جدا على عهد ملوكها من الطوائف.. وهم أسرة ذي النون.
دبر ألفونسو خطته لغزو المدينة، وأرهب ملوك الطوائف الآخرين وتوعدهم إن قاموا بإنجادها، وحاصرها حتى اضطرها إلى التسليم، ومما يؤسف له وجود قوات ابن عباد ملك اشبيلية ضمن قوات الملك الإسباني، وضد المدينة التي حاولت الصمود أمام مصيرها المؤلم في خريف سنة 477هـ 1085م.
وسقطت طليطلة بأيدي ألفونسو السادس، ونقل إليها عاصمة ملكه واستتبع سقوطها، استيلاء الأسبان على سائر أراضي مملكة طليطلة، واستشعر الشاعر فداحة المأساة فهتف يقول:
حثوا رواحلكم يا أهل أندلس فما البقاء بها إلا من الغلــط الثوب ينسل من أطرافه وارى ثوب الجزيرة منسلا من الوسط من جاور الشر لا يأمن عواقبه كيف الحياة مع الحيات في سفط
لقد كان أسوأ ما في مأساة طليطلة، أن ملوك الطوائف المسلمين لم يهبوا لنجدتها أو مساعدتها، بل على العكس لقد وقفوا موقفا مخزيا، فاغرين أفواههم جبنا وغفلة وتفاهة، بل إن عددا منهم كان يرتمي على أعتاب ألفونسو السادس، طالبا عونه، أو عارضا له الخضوع.. حتى قيل فيهم:
أرى الملوك أصابتهم بأندلس دوائر السوء لا تبقي ولا تذر
وأطمع ذلك الملك ألفونسو السادس بباقي ممالك الطوائف، وانتشت أحلامه بالقضاء عليها الواحدة بعد الأخرى، وتجبر عليهم، وعلا وطغى.. فقام بنقض عهوده التي كان قد قطعها لأهل طليطلة، وحول مسجد طليطلة الجامع إلى كنيسة بقوة السلاح، وحطم المحراب ليقام الهيكل مكانه، ويقول ابن بسام في "الذخيرة":
"وعتا الطاغية اوفونش - ألفونسو - قصمه الله، لحين استقراره بطليطلة واستكبر وأخل بملوك الطوائف بالجزيرة وقصر، وأخذ يتجنى ويتعتب، وطفق يتشوق إلى انتزاع سلطانهم والفراغ من شأنهم ويتسبب، ورأى أنهم قد وقفوا دون مداه، ودخلوا بأجمعهم تحت عصاه". وبدا ألفونسو في تنفيذ خططه بالإيغال في إذلال الطوائف، وخاصة المعتمد بن عباد أكبر ملوك الطوائف وأشدهم بأسا، حيث أراد أن يمعن في إذلاله كأقوى أمراء الطوائف، فأرسل إليه رسالة يطلب فيها السماح لزوجته بالوضع في جامع قرطبة وفق تعليمات القسيسين، وقد أثارت هذه الرسالة ابن عباد حتى قيل: إنه قد قتل رسل الملك القشتالي وصلبهم على جدران قرطبة، مما أثار غضب ألفونسو السادس وصمم عل الانتقام، وبدأت جيوشه في انتساف الأرض في بسائط أشبيلية وفي الأراضي الإسلامية.



الاستنجاد بالمرابطين


تعالت الأصوات في الأندلس تطالب بالارتفاع فوق الخلافات الشخصية، وتناسي المصالح الذاتية، والاستنجاد بالمرابطين الذين نمت قوتهم في ذلك الوقت على الضفة الأخرى من البحر المتوسط.
قام أبو الوليد الباجي وغيره من فقهاء الأندلس بالدعوة إلى التوحد، وضرورة الاستعانة بإخوة الإسلام الأفارقة من المرابطين، ولقيت الدعوة صدى عند أمراء الأندلس بسبب ازدياد عنف ألفونسو، ورغم كل التحذيرات التي وجهت إلى المعتمد بن عباد، وتخويفه من طمع المرابطين في بلاد الأندلس، إلأ أن النخوة الإسلامية قد استيقظت في نفسه، فأصر على الاستنجاد بالمرابطين، وقال قولته التي سارت مثلا في التاريخ: "لأن أكون راعي جمال في صحراء أفريقية خير من أن أكون راعي خنازير في بيداء قشتالة".
وتقول بعض الروايات أن ألفونسو قد وصل في بعض حملاته إلى الضفة الأخرى من الوادي الكبير لأشبيلية، وأرسل رسالة سخرية إلى المعتمد بن عباد يقول فيها: "لقد ألم بي ذبابكم بعد أن طال مقامي قبالتكم، واشتد الحر، فهلا أتحفتني من قصرك بمروحة أروح بها عن نفسي وأبعد الذباب عن وجهي".
ورد ابن عباس على الرسالة بقوله:
"قرأت كتابك، وأدركت خيلائك وإعجابك، وسأبعث إليك بمراوح من الجلود الملطية، تريح منك لا تروح عليك".
ويقال إنه كان يقصد بذلك الجيوش المرابطية، ودعوتها إلى ا لأندلس.

عبور المرابطين


بدأت الجيوش المرابطية العبور من سبتة إلى الجزيرة الخضراء، ثم عبر أميرهم يوسف بن تاشفين في يوم الخميس منتصف ربيع الأول 479 هـ/ 30 يونية 1086 م، ثم تحركت العساكر إلى إشبيلية، وعلى رأسهم ابن تاشفين، ونزل بظاهرها، وخرج المعتمد وجماعته من الفرسان لتلقيه، وتعانقا، ودعوا الله أن يجعل جهادهما خالصا لوجهه الكريم. استقر الجيش أياما في أشبيلية للراحة، ثم اتجه إلى بطليوس في الوقت الذي تقاطرت فيه ملوك الطوائف بقواتهم وجيوشهم. سار هذا الموكب من الجيش الإسلامي إلى موضع سهل من عمل بطليوس وأحوازها، يسمى في المصادر الإسلامية ( بالزلاقة على مقربة من بطليوس.

معركة الزلاقة


معارك الأندلس 160px-B_Osma_85v
الفرسان الأربع، في مخطوطة ملونة في كاتدرائية طليطلة، من عام 1086

لم تكن أعين الملك القشتالي غافلة عن تحرك الجيوش الإسلامية، ولذلك رفع حصاره عن مدينة سرقسطة الإسلامية، وكاتب أمراء النصرانية في باقي أنحاء إسبانيا وجنوبي فرنسا يدعوهم لمساعدته، وقدم إلى أحواز بطليوس في جيش كثيف، يقال بأنه حين نظر إليه همس: بهؤلاء أقاتل الجن والإنس وملائكة السماء.
اختلفت الآراء حول عدد الجيشين، لكنها اتفقت جميعها على تفوق ألفونسو السادس في عدد جيشه وعدته، وكانت كل الظروف في صالحه.
جرت الاستعدادات في المعسكرين بكل أشكالها، وبالحث على الحرب والصبر فيها، وقام الأساقفة والرهبان بدورهم، كما بذل الفقهاء والعباد كل جهودهم. حاول ألفونسو خديعة المسلمين، فكتب إليهم يوم الخميس يخبرهم أن تكون المعركة يوم الاثنين، لأن الجمعة هو يوم المسلمين، والسبت هو يوم اليهود، والأحد يوم النصارى.
أدرك ابن عباد أن ذلك خدعة، وفعلا جاءت الأخبار بالاستعداد الجاري في معسكر النصارى، فاتخذ المسلمون الحذر، وبات الناس ليلتهم عل أهبة واحتراس بجميع المحلات، خائفين من كيد العدو، وبعد مضي جزء من الليل انتبه الفقيه الناسك أبو العباس أحمد بن رميلة القرطبي، وكان في محلة ابن عباد فرحا مسرورا، يقول: إنه رأى النبي، فبشره بالفتح والشهادة له في صبيحة غد، وتأهب ودعا، ودهن رأسه وتطيب.
فلما كان صباح الجمعة 12 رجب سنة 479 زحف ألفونسو بجيشه على المسلمين، ودارت معركة حامية، ازداد وطيسها، وتحمل جنود الأندلس الصدمة الأولى، وأظهر ابن عباد بطولة رائعة، وجرح في المعركة، واختل جيش المسلمين، واهتزت صفوفه، وكادت تحيق به الهزيمة، وعندئذ دفع ابن تاشفين بجيوشه إلى أتون المعركة، ثم حمل بنفسه بالقوة الاحتياطية إلى المعسكر القشتالي فهاجمه بشدة، ثم اتجه صوب مؤخرته فأثخن فيه وأشعل النار، وهو على فرسه يرغب في الاستشهاد، وقرع الطبول يدوي في الآفاق، قاتل المرابطون في صفوف متراصة ثابتة، مثل بقية أجنحة المعركة.
ما أن حل الغروب حتى اضطر الملك القشتالي، وقد أصيب في المعركة، إلى الانسحاب حفاظا على حياته وحياة من بقي من جنده، وطورد الفارون في كل مكان حتى دخل الظلام، فأمر ابن تاشفين بالكف - استمرت المعركة يوما واحدا لا غير- وقد حطم الله شوكة العدو الكافر، ونصر المسلمين، وأجزل لديهم نعمه، وأظهر بهم عنايته، وأجمل لديهم صنعه.
وتجمع المصادر الإسبانية على أن الملك القشتالي ألفونسو السادس قد نجا بأعجوبة في حوالي خمسمائة فارس فحسب، من مجموع جيوشه الجرارة التي كان سيهزم بها الجن والأنس والملائكة. سرت أنباء النصر المبين إلى جميع أنحاء الأندلس والمغرب، وسرى البشر بين الناس، وأصبح هذا اليوم مشهودا من أيام الإسلام، لا على أرض شبه الجزيرة فحسب، وإنما عل امتداد الأرض الإسلامية كلها، ونجح ذلك اليوم في أن يمد في عمر الإسلام والمسلمين عل الأرض الإسبانية ما يقرب من أربعة قرون من الزمان.

نصر مبين... ونتائج أقل


يعلق يوسف أشباخ في كتابه (تاريخ الأندلس على عهد المرابطين والموحدين) على موقعة الزلاقة بقوله:
إن يوسف بن تاشفين لو أراد استغلال انتصاره في موقعة الزلاقة، لربما كانت أوروبا الآن، تدين بالإسلام، ولدرس القرآن في جامعات موسكو، وبرلين، ولندن، وباريس. والحقيقة أن المؤرخين جميعا يقفون حيارى أمام هذا الحدث التاريخي الهائل الذي وقع في سهل الزلاقة، ولم يتطور إلى أن تتقدم الجيوش الإسلامية لاسترداد طليطلة من أيدي النصارى، خاصة وأن الملك الإسباني كان قد فقد زهرة جيشه في هذه المعركة، ولا يختلف أحد في الرأي بأن الطريق كان مفتوحا تماما وممهدا لكي يقوم المرابطون والأندلسيون بهذه الخطوة.
إن ما حدث فعلا هو عودة المرابطين إلى إفريقيا، وعودة أمراء الأندلس إلى الصراع فيما بينهم، وكأن شيئا لم يقع، وقد أعطى ذلك الفرصة مرة ثانية للملك ألفونسو السادس، أن يستجمع قواه، ويضمد جراحه، ويعمل على الانتقام من الأندلسيين، وكان حقده شديدا على المعتمد ابن عباد، فعاد إلى مهاجمة بلاده، وركز غاراته على اشبيلية، وتمكن من الاستيلاء على حصن لبيط مما اضطر ابن عباد إلى العودة مرة ثانية إلى الاستنجاد بالمرابطين.
وذهب المرابطون للمرة الثانية إلى الأندلس، لكنهم في هذه المرة لم يجدوا مساعدة من معظم أمراء الطوائف المسلمين، حيث تغلبت عليهم شهواتهم وأهواؤهم الشخصية، وخلافاتهم الضيقة، مما اضطر أمير المسلمين أن يستفتي الفقهاء في خلعهم، وضم بلاد الأندلس إلى طاعة المرابطين، والعودة مرة ثالثة إلى الجهاد ضد الإسبان.

الهامش


[list=references]
[*]^ Dupuy, R. Ernest and Trevor N. Dupuy, The Harper Encyclopedia of Military history, (HarperCollins Publishers, 1993), 324.
[/list]

ما قبل المعركة


سقطت الدولة الأموية في الأندلس وتفككت إلى ما عرف باسم فترة ملوك الطوائف والتي شهدت العديد من النزاعات والحروب بين العديد من ملوكها الأمر الذي أدى إلى إضعاف موقف المسلمين في أيبيريا. وعلى الجانب الآخر اتحدت مملكتا قشتالة وليون على يد فرناندو الأول الملقب بالعظيم وكان له بعض المناوشات مع المسلمين التي استمرت بعد وفاته وتولي ابنه الملك ألفونسو السادس الذي قال مخبرا عن أحوال مسلمي تلك الفترة "كيف أترك قومًا مجانين تسمى كل واحد منهم باسم خلفائهم وملوكهم، وكل واحد منهم لا يسل للدفاع عن نفسه سيفا، ولا يرفع عن رعيته ضيما ولا حيفا" [2].
قام ألفونسو بالإغارة على العديد من المدن الإسلامية واحتلها وكان من أبرزها مدينة طليطلة حاضرة بنو ذو النون وعاصمة الدولة الأموية سابقا لمدة تزيد عن 350 عاما وكانت المدينة قد صمدت لأكثر من 5 أعوام متتالية من الغارات المتتالية ثم الحصار من قبل القشتاليين ولم يتحرك لنصرتها من ملوك الطوائف سوى حاكم بطليوس (باداخوز Badajoz) المتوكل بن الأفطس الذي أرسل جيشا بقيادة ابنه الفضل إلا إنه لم ينجح في رد الهجوم عليها. كان المعتمد بن عباد -حاكم إشبيلية وأقوى ملوك الطوائف- قد تعاون مع ألفونسو في حربه ضد بني ذي النون بسبب كونهم أبرز منافسيه السياسيين في المنطقة وكذلك بسبب خوفه من بطش ألفونسو وقوته كما كان يدفع له الجزية سنويا -مثلما كان يفعل بقية حكام الطوائف سوى بنو الأفطس- نظير اتقاء شره.
اتجه ألفونسو بعد احتلاله لطليطلة لمملكة بني هود المتهالكة الضعيفة وضرب حصارا على عاصمتهم مدينة سرقسطة واستولى عليها الأمر الذي أدى إلى إلقاء الرعب في قلوب الأندلسيين وخصوصا بنو العباد إذ كان بنو هود من حلفاء ألفونسو وغدر بهم. ويقال أن ألفونسو غالى في طلب الجزية من المعتمد بن عباد وبالغ في إذلاله حتى وصل الحد بالمعتمد أن قتل رسل ألفونسو وصلبهم فبعث جنوده وحاصر إشبيلية لمدة 3 أيام فقط لتهديد المعتمد. كتب ألفونسو للمعتمد كتابا جاء فيه "كثر -بطول مقامي- في مجلسي الذباب، واشتد علي الحر، فأتحفني من قصرك بمروحة أروح بها عن نفسي وأطرد بها الذباب عن وجهي فرد عليه المعتمد "قرأت كتابك، وفهمت خيلاءك وإعجابك، وسأنظر لك في مراوِح من الجلود اللمطية تروح منك لا تروح عليك إن شاء الله تعالى" (يقصد أنه سيستعين بقوات خارجية) [3].
قام ملوك الطوائف وخاصة ابن عباد ووجهاء غرناطة وقرطبة وبطليوس بالاتفاق فيما بينهم على طلب النصرة من الدولة المرابطية الفتية التي قامت على أسس الجهاد على الرغم من كثرة الاعتراضات من بعض القادة بسبب خوفهم من تفرد يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين بالحكم وحده حال قدومه ويذكر أن ابن المعتمد عاتب أبوه على طلب مساعدة المرابطين إلا ان المعتمد قال قولته الشهيرة "أي بني ، والله لا يسمع عني أبداً أنني أعدت الأندلس دار كفر ولا تركتها للنصارى ، فتقوم علي اللعنة في منابر الإسلام مثلما قامت على غيري، تالله إنني لأوثر أن أرعى الجمال لسلطان مراكش على أن أغدو تابعاً لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية ، إن رعي الجمال خير من رعي الخنازير" [4].
وافق ابن تاشفين على مساعدة الأندلسيين شريطة إعطائه الجزيرة الخضراء لتكون مركزا له في الأندلس ونقطة رجوع وترتيب لأوراقه في حالة انهزامه في حربه مع النصارى أو في حال غدر أحد القادة المحليين. ترك يوسف بن تاشفين 5 آلاف جندي له في الجزيرة الخضراء وانطلق هو بـ12 ألف مقاتل شمالا نحو إشبيلية حيث تجمع حلفاؤه من ملوك الطوائف ليصل عدد الجند لما بين 20 و 30 ألف مقاتل بين فارس وماش.

المعركة


عندما علم ألفونسو بتحرك ابن تاشفين ترك حصاره لسرقسطة وتقدم مع حلفائه لقتال المسلمين ويوصل بعض المؤرخين عدد جنود ألفونسو إلى 100 ألف منهم 30 ألفا من عرب الأندلس. عسكرت الجيوش المسيحية على بعد 3 أميال من جيش المسلمين على الضفة الأخرى من نهر جريرو.
قسم الجيش الإسلامي إلى 3 أقسام:


  • الأندلسيين في المقدمة بقيادة المعتمد بن عباد
  • البربر وعرب المغرب في المؤخرة بقيادة داود بن عائشة أحد قادة المرابطين
  • الجنود الاحتياطيين ويكونون خلف الجيش الإسلامي وهم بقيادة ابن تاشفين


قام ألفونسو بهجوم خاطف ومفاجئ على قوات المسلمين مما أربكها وكاد يخترق صفوفها وقاوم المسلمون مقاومة عنيفة لم تنجح في رد الهجوم فما كان من ابن تاشفين إلا أن أرسل جنوده على دفعات إلى أرض المعركة مما أدى لتحسين موقف المسلمين ثم عمد ابن تاشفين على اختراق معسكر النصارى ليقضي على حراسه ويشعل النار فيه الأمر الذي أدى إلى تفرق جيش ألفونسو بين مدافع عن المعسكر ومحارب للقوات الإسلامية.
حوصر ألفونسو وبقية جنده ولم يتبق منهم سوى ألفونسو و500 فارس أغلبهم مصابين. قام من تبقى من جيش ألفونسو بالهرب ولم يصل منهم إلى طليطلة سوى 100 فارس.

ما بعد المعركة


قام يوسف ابن تاشفين بالرجوع إلى بلاد المغرب العربي بعد انتهاء القتال فقد أدى ما عليه وهزم مسيحيي الأندلس هزيمة ساحقة أوقفت زحفهم واخرت احتلالهم لبلاد المسلمين مدة تزيد عن قرنين ونصف. قام الأندلسيين بمعاودة ما كانوا يفعلوه قبل المعركة فاقتتلوا فيما بينهم وتنازعوا على السلطة واستعانوا بالملوك المسيحيين في حروبهم ضد بعضهم. قام ابن تاشفين باقتحام الأندلس ليزيل الفتنة فيها ويضمها موحدة إلى دولته. ألقى ابن تاشفين بالقبض على أغلب ملوك الطوائف ومنهم ابن عباد وأتبعت ممالكهم لدولته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 12:35 am

معركة سهل البرباط

  1. تحويل قالب:الغزو الإسلامي لبلاد الغال


معركة وادي لكة معركة وقعت في 19 يوليو 711 م بين قوات الدولة الأموية تحت إمرة طارق بن زياد وجيش الملك القوطي الغربي رودريغو الذي يعرف في التاريخ العربي باسم لذريق. انتصر الأمويون انتصارا ساحقا أدى لسقوط دولة القوط الغربيين وبالتالي سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سلطة الخلفاء الأمويين.



تسمى المعركة باسم النهر التي وقعت بالقرب منه وعلى ضفافه وهو نهر وادي لكة الذي يسمى بالإسبانية گوادالـِته. يطلق بعض المؤرخين على المعركة مسمى معركة سهل البرباط أو معركة شذونة. أيضا، تسمى المعركة بالإسبانية بمعركة دي لا جونا دي لا خاندا والتي تعني معركة بحيرة لا خندا الواقعة بالقرب من ميدان المعركة.

ما قبل المعركة


عين موسى بن نصير من قبل الدولة الأموية واليا للمغرب خلفا لحسان بن النعمان وواجه في بداية فترة حكمه العديد من الثورات من قبل البربر عمل على قمعها واستعادة ما استولي عليه من مدن المغرب كطنجة التي حررت واختار موسى طارق بن زياد واليا لها.
بعد أن قضى موسى على الفتن المنتشرة ودانت له جميع أراضيها لم تبق له سوى مدينة سبتة التي كان يحكمها الكونت يوليان التي تقول بعض المصادر أنه كان مواليا لحكام أيبيريا القوطيين وتيزا الذي يعرف في التاريخ العربي باسم غيطشة وابنه أخيلا الثاني وكان أن قام لذريق بانقلاب على غيطشة مما أثار حنق يوليان وأراد الانتقام وبالتالي استعان بالقوة الإسلامية المتنامية لدحر لذريق. تذكر بعض المصادر الأخرى أمورا أخرى بأنه كانت ليوليان ابنة أرسلها لبلاط لذريق -كما كان يفعل جميع النبلاء في ذاك العصر- لتخدم عنده فأعجب بها لذريق وراودها عن نفسها وفض بكارتها مما أثار غضب يوليان وعزم على الأخذ بالثأر.
أخبر يوليان موسى بن نصير برغبته وأنه سيساعده إذا أراد فتح الأندلس خاصة وأن موسى كان يرنو لذلك ويطمح إليه. استشار موسى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك فأجابه قائلا «خضها بالسرايا حتى تختبرها ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال». أرسل موسى سرية للاستطلاع قوامها 100 فارس و400 من المشاة تحت قيادة طريف بن مالك الذي قام بالتوغل في الأندلس حتى وصل الجزيرة الخضراء.
بعد الحملة بعام تقريبا انطلقت قوات المسلمين تحت قيادة طارق بن زياد وفي سفن الكونت يوليان حاكم طنجة حتى وصلت للمنطقة الصخرية الساحلية التي تعرف اليوم باسم جبل طارق. وتقدم طارق وجيشه المقدر بحوالي 7000 شخص من البربر والعرب نحو قادس التي فتحها والجزيرة الخضراء التي قاوم حاكمها سانتشو مقاومة عنيفة الأمر الذي ألحق بعض الخسائر في صفوف المسلمين مما استدعى من موسى بن نصير إرسال 5000 جندي لمعونة طارق بن زياد.
في هذه الأثناء كان لذريق يقوم بإخماد ثورة في بمبلونة في شمال البلاد التي كانت غارقة في الحروب والنزاعات الأهلية وبمجرد أن سمع بتحركات طارق اتجه مباشرة جنوبا صوب قرطبة بجيش قوامه 40 ألف مقاتل ليواجه المسلمين عند وادي لكة قرب مدينة قادس.

المعركة


انضم لجيش طارق بن زياد الكونت يوليان وبعض كبار الدولة القوطية من أعداء لذريق وعدد من جنودهم. تلاقى الجمعان قرب نهر وادي لكة. دامت المعركة 8 أيام وقاوم القوط مقاومة عنيفة في بادئ الأمر إلا أن انسحاب لوائين (أحدهم بقيادة أخيه الأرشيدوق أوباس) من أصل 3 ألوية من جيش لذريق أدى لضعضعة الأمور وإرباك الجيش.
يذكر أن لذريق اختفى أثره بعد المعركة، ويجمع أغلب الرواة على أنه مات كما يجمع أغلب المؤرخين على مقتل كل وجهاء البلاد ما عدا الأستورياسي بيلايو الذي هرب دون أن يشارك في القتال واتجه شمالا.

ما بعد المعركة


بعد هذا النصر تعقب طارق فلول الجيش المنهزم الذي لاذ بالفرار، وسار الجيش فاتحا بقية البلاد، ولم يلق مقاومة عنيفة في مسيرته نحو الشمال، وفي الطريق إلى طليطة بعث طارق بحملات صغيرة لفتح المدن، فأرسل مغيثًا الرومي إلى قرطبة في سبعمائة فارس، فاقتحم أسوارها الحصينة واستولى عليها دون مشقة، وأرسل حملات أخرى إلى غرناطة والبيرة ومالقة، فتمكنت من فتحها.
وسار طارق في بقية الجيش إلى طليطلة مخترقًا هضاب الأندلس، وكانت تبعد عن ميدان المعركة بما يزيد عن ستمائة كيلومتر، فلما وصلها كان أهلها من القوط قد فروا منها نحو الشمال بأموالهم، ولم يبق سوى قليل من السكان، فاستولى طارق عليها، وأبقى على من ظل بها من أهلها وترك لأهلها كنائسهم، وجعل لأحبارهم ورهبانهم حرية إقامة شعائرهم، وتابع طارق زحفه شمالا فاخترق قشتالة ثم ليون، وواصل سيره حتى أشرف على ثغر خيخون الواقع على خليج بسكونية، ولما عاد إلى طليطلة تلقى أوامر من موسى بن نصير بوقف الفتح حتى يأتي إليه بقوات كبيرة ليكمل معه الفتح. عبور ابن نصير إلى الأندلس
كان موسى بن نصير يتابع سير الجيش الإسلامي في الأندلس، حتى إذا أدرك أنه في حاجة إلى مدد بعد أن استشهد منه في المعارك ما يقرب من نصفه، ألزم طارقًا بالتوقف؛ حرصًا على المسلمين من مغبة التوغل في أراض مجهولة، وحتى لا يكون بعيدًا عن مراكز الإمداد في المغرب، ثم عبر هو في عشرة آلاف من العرب وثمانية آلاف من البربر إلى الجزيرة الخضراء في (رمضان 93هـ= يونيه 712م)، وسار بجنوده في غير الطريق الذي سلكه طارق، ليكون له شرف فتح بلاد جديدة، فاستولى على شذونة، ثم اتجه إلى قرمونة وهي يومئذ من أمنع معاقل الأندلس ففتحها، ثم قصد إشبيلية وماردة فسقطتا في يده، واتجه بعد ذلك على مدينة طليطلة حيث التقي بطارق بن زياد في سنة (94هـ= 713م).
وبعد أن استراح القائدان قليلا في طليطلة عاودا الفتح مرة ثانية، وزحفا نحو الشمال الشرقي، واخترقا ولاية أراجون، وافتتحا سرقطة وطركونة وبرشلونة وغيرها من المدن، ثم افترق الفاتحان، فسار طارق ناحية الغرب، واتجه موسى شمالا، وبينما هما على هذا الحال من الفتح والتوغل، وصلتهما رسالة من الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي، يطلب عودتهما إلى دمشق، فتوقف الفتح عند النقطة التي انتهيا إليها، وعاد الفاتحان إلى دمشق، تاركين المسلمين في الأندلس تحت قيادة عبد العزيز بن موسى بن نصير، الذي شارك أيضا في الفتح، بضم منطقة الساحل الواقعة بين مالقة وبلنسبة، وأخمد الثورة في إشبيلية وباجة، وأبدى في معاملة البلاد المفتوحة كثيرًا من الرفق والتسامح.
وبدأت الأندلس منذ أن افتتحها طارق تاريخها الإسلامي، وأخذت في التحول إلى الدين الإسلامي واللغة العربية، وظلت وطنا للمسلمين طيلة ثمانية قرون، كانت خلالها مشعلا للحضارة ومركزًا للعلم والثقافة، حتى سقطت غرناطة آخر معاقلها في يدي الإسبان المسيحيين سنة (897هـ = 1492م).


لم يبق في الأندلس مقاومة تذكر سوى من بيلايو الأستورياسي الذي أسس مملكة أستورياس في الركن الشمالي الشرقي من البلاد ويجعله مؤرخي الغرب قائد حروب الاسترداد وأول من بدأ بها حيث خاض معركة كوفادونجا مع نفر قليل من رجاله وانتصر فيها.

المصادر



  • ويكيبيديا الإنجليزية والإسبانية.
  • كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري.
  • الكامل في التاريخ لابن الأثير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 12:37 am

معركة كورة شذونة

  1. تحويل قالب:الغزو الإسلامي لبلاد الغال

معركة شذونة أو وادي لكة معركة وقعت في 19 يوليو 711 م بين المسلمين بقيادة طارق بن زياد وجيش الملك القوطي الغربي رودريغو الذي يعرف في التاريخ الإسلامي باسم لذريق. انتصر الأمويون انتصارا ساحقا أدى لسقوط دولة القوط الغربيين وبالتالي سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سلطة الخلفاء الأمويين.

تسمى المعركة باسم النهر التي وقعت بالقرب منه وعلى ضفافه وهو نهر وادي لكة الذي يسمى بالإسبانية جواديليتي. يطلق بعض المؤرخين على المعركة مسمى معركة سهل البرباط أو معركة شذونة. أيضا، تسمى المعركة بالإسبانية بمعركة دي لا جونا دي لا خاندا والتي تعني معركة بحيرة لا خندا الواقعة بالقرب من ميدان المعركة.

ما قبل المعركة

عين موسى بن نصير من قبل الدولة الأموية واليا للمغرب خلفا لحسان بن النعمان وواجه في بداية فترة حكمه العديد من الثورات من قبل البربر عمل على قمعها واستعادة ما استولي عليه من مدن المغرب كطنجة التي حررت واختار موسى طارق بن زياد واليا لها.
بعد أن قضى موسى على الفتن المنتشرة ودانت له جميع أراضيها لم تبق له سوى مدينة سبتة التي كان يحكمها الكونت يوليان التي تقول بعض المصادر أنه كان مواليا لحكام أيبيريا القوطيين وتيزا الذي يعرف في التاريخ العربي باسم غيطشة وابنه أخيلا الثاني وكان أن قام لذريق بانقلاب على غيطشة مما أثار حنق يوليان وأراد الانتقام وبالتالي استعان بالقوة الإسلامية المتنامية لدحر لذريق. تذكر بعض المصادر الأخرى أمورا أخرى بأنه كانت ليوليان ابنة أرسلها لبلاط لذريق -كما كان يفعل جميع النبلاء في ذاك العصر- لتخدم عنده فأعجب بها لذريق وراودها عن نفسها وفض بكارتها مما أثار غضب يوليان وعزم على الأخذ بالثأر.
أخبر يوليان موسى بن نصير برغبته وأنه سيساعده إذا أراد احتلال اسبانيا خاصة وأن موسى كان يرنو لذلك ويطمح إليه، واتفقا بينهما على تسلم مدينة سبتة مقابل معاونة المسلمين ليوليان ضد لذريق، وبذلك وافق كلا الطرفين على هذا الاتفاق.
استشار موسى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك فأجابه قائلا «خضها بالسرايا حتى تختبرها ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال». أرسل موسى سرية للاستطلاع قوامها 100 فارس و400 من المشاة تحت قيادة طريف بن مالك الذي توغل في الأندلس حتى وصل الجزيرة الخضراء.
بعد الحملة بعام تقريبا انطلقت قوات المسلمين تحت قيادة طارق بن زياد وفي سفن الكونت يوليان حاكم طنجة حتى وصلت للمنطقة الصخرية الساحلية التي تعرف اليوم باسم جبل طارق. وتقدم طارق وجيشه المقدر بحوالي 7000 شخص من العرب والبربر نحو قادس التي احتلها والجزيرة الخضراء التي قاوم حاكمها سانتشو مقاومة عنيفة الأمر الذي ألحق بعض الخسائر في صفوف المسلمين مما استدعى من موسى بن نصير إرسال 5000 جندي لمعونة طارق بن زياد.
في هذه الأثناء كان لذريق يقوم بإخماد ثورة في بمبلونة في شمال البلاد التي كانت غارقة في الحروب والنزاعات الأهلية وبمجرد أن سمع بتحركات طارق اتجه مباشرة جنوبا صوب قرطبة بجيش قوامه 40 ألف مقاتل ليواجه المسلمين عند وادي لكة قرب مدينة قادس.

انضم لجيش طارق بن زياد الكونت يوليان وبعض كبار الدولة القوطية من أعداء لذريق وعدد من جنودهم. تلاقى الجمعان قرب نهر وادي لكة. دامت المعركة 8 أيام وقاوم القوط مقاومة عنيفة في بادئ الأمر إلا أن انسحاب لوائين (أحدهم بقيادة أخيه الأرشيدوق أوباس) من أصل 3 ألوية من جيش لذريق أدى لضعضعة الأمور وإرباك الجيش.
يذكر أن لذريق اختفى أثره بعد المعركة، ويجمع أغلب الرواة على أنه مات كما يجمع أغلب المؤرخين على مقتل كل وجهاء البلاد ما عدا بِلاَي (أو بيلايو الأستورياسي، لدى الغرب) الذي هرب دون أن يشارك في القتال واتجه شمالا وقام بتأسيس مملكة أستورياس في الركن الشمالي الشرقي مما يعرف الآن بإسبانيا وهي مناطق قام المسلمون بغزوها مرات عديدة وانسحبوا منها..

ما بعد المعركة

بعد هذا النصر تعقب طارق فلول الجيش المنهزم الذي لاذ بالفرار، وسار الجيش مستوليا على بقية البلاد، ولم يلق مقاومة عنيفة في مسيرته نحو الشمال، وفي الطريق إلى طليطة بعث طارق بحملات صغيرة لاحتلال المدن، فأرسل مغيثًا الرومي إلى قرطبة في سبعمائة فارس، فاقتحم أسوارها الحصينة واستولى عليها دون مشقة، وأرسل حملات أخرى إلى غرناطة والبيرة ومالقة، فتمكنت من احتلالها.
وسار طارق في بقية الجيش إلى طليطلة مخترقًا هضاب الأندلس، وكانت تبعد عن ميدان المعركة بما يزيد عن ستمائة كيلومتر، فلما وصلها كان أهلها من القوط قد فروا منها نحو الشمال بأموالهم، ولم يبق سوى قليل من السكان، فاستولى طارق عليها، وأبقى على من ظل بها من أهلها وترك لأهلها كنائسهم، وجعل لأحبارهم ورهبانهم حرية إقامة شعائرهم، وتابع طارق زحفه شمالا فاخترق قشتالة ثم ليون، وواصل سيره حتى أشرف على ثغر خيخون الواقع على خليج بسكونية، ولما عاد إلى طليطلة تلقى أوامر من موسى بن نصير بوقف الغزو حتى يأتي إليه بقوات كبيرة ليكمل معه الغزو. عبور ابن نصير إلى الأندلس
كان موسى بن نصير يتابع سير الجيش الإسلامي في الأندلس، حتى إذا أدرك أنه في حاجة إلى مدد بعد أن قتل منه في المعارك ما يقرب من نصفه، ألزم طارقًا بالتوقف؛ حرصًا على المسلمين من مغبة التوغل في أراض مجهولة، وحتى لا يكون بعيدًا عن مراكز الإمداد في المغرب، ثم عبر هو في عشرة آلاف من العرب وثمانية آلاف من البربر إلى الجزيرة الخضراء في (رمضان 93هـ= يونيه 712م)، وسار بجنوده في غير الطريق الذي سلكه طارق، ليكون له شرف احتلال بلاد جديدة، فاستولى على شذونة، ثم اتجه إلى قرمونة وهي يومئذ من أمنع معاقل الأندلس فاحتلها، ثم قصد إشبيلية وماردة فسقطتا في يده، واتجه بعد ذلك على مدينة طليطلة حيث التقي بطارق بن زياد في سنة (94هـ= 713م).
وبعد أن استراح القائدان قليلا في طليطلة عاودا الغزو مرة ثانية، وزحفا نحو الشمال الشرقي، واخترقا ولاية أراجون، واستوليا على سرقطة وطركونة وبرشلونة وغيرها من المدن، ثم افترقا، فسار طارق ناحية الغرب، واتجه موسى شمالا، وبينما هما على هذا الحال من التوغل، وصلتهما رسالة من الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي، يطلب عودتهما إلى دمشق، فتوقف الغزو عند النقطة التي انتهيا إليها، وعادا إلى دمشق، تاركين المسلمين في الأندلس تحت قيادة عبد العزيز بن موسى بن نصير، الذي شارك أيضا في الغزو، بضم منطقة الساحل الواقعة بين مالقة وبلنسبة، وأخمد الثورة في إشبيلية وباجة، وأبدى في معاملة البلاد المفتوحة كثيرًا من الرفق والتسامح. [بحاجة لمصدر]
وبدأت الأندلس منذ أنسقطت في يد المسلمين تاريخها الإسلامي، وأخذت في التحول إلى الدين الإسلامي واللغة العربية، وظلت وطنا للمسلمين طيلة ثمانية قرون، كانت خلالها مشعلا للحضارة ومركزًا للعلم والثقافة، حتى سقطت غرناطة آخر معاقلها في يدي الإسبان المسيحيين سنة (897هـ = 1492م).
لم يبق في الأندلس مقاومة تذكر سوى من بيلايو الأستورياسي الذي أسس مملكة أستورياس في الركن الشمالي الشرقي من البلاد ويجعله مؤرخي الغرب قائد حروب الاسترداد وأول من بدأ بها حيث خاض معركة كوفادونجا مع نفر قليل من رجاله وانتصر فيها.

المصادر

[list=references]
[*]^ ابن عذاري: البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب 2/8، ومحمد سهيل طقوش: تاريخ المسلمين في الأندلس ص37، 38.
[/list]

  • كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري.
  • الكامل في التاريخ لابن الأثير.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 12:37 am

معركة كوڤادونگا وقعت في أواخر صيف عام 722 م. تعد أول معركة انتصر فيها مسيحيو أوروبا على المسلمين في الأندلس. يعتبرها المؤرخين بذرة أو نواة لحروب الاسترداد. يبالغ بعض مؤرخي النصارى عند الكتابة عن هذه المعركة فيخبرون بأن جيش المسلمين قوامه 180 ألف مقاتل وأن الجبال عاونت النصارى بإسقاط حجارتها على جند المسلمين. في الوقت الحالي يكذب المؤرخين أغلب ما يروى عن المعركة خاصة وأن أول أثر مكتوب لها كان بعد أكثر من 200 عام من وقوعها لذا فهي غير معروفة المكان والزمان ولا وعدد الجند بالتحديد.
بعد 7 سنوات من الغزو الإسلامي لأيبيريا قام پلايو (أو پلايو) أحد كبار دولة القوط الغربيين التي قامت في شبه الجزيرة الأيبرية قام بتأسيس مملكة أستورياس في الركن الشمالي الشرقي مما يعرف الآن بإسبانيا وهي مناطق قام المسلمون بفتحها وغزوها مرات عديدة وانسحبوا منها.
لم يكن بيلايو قادرا على دحر قوات المسلمين التي كانت تتوغل في مملكته من فترة لأخرى كما لم يكن باستطاعة المسلمين إزالته من الحكم.
بعد هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء وخسارتهم لأغلب ملكهم في بلاد الفرنجة وانسحابهم منها عملوا على توطيد حكمهم في بلاد الأندلس حتى يثبتوا أقدامهم فيها قبل العودة لغزو الإفرنج وعزموا على القضاء على كل جيوب المقاومة المسيحية المتوادة في شمال إسبانيا في المناطق الجبلية شديدة البرودة.

معارك الأندلس 220px-Don_Pelayo
پلايو, المنتصر في كوڤادونگا وأول ملك على أستورياس.

قام علقمة بغزو مملكة أستورياس واحتل الكثير من أراضيها حتى أجبر پلايو على الانسحاب والاحتماء بجبال تلك المناطق ومعه 300 من رجاله قرب قرية جبلية تعرف باسم كوفادونجا (وتعني كهف السيدة) وتعرف المنطقة عندة العرب باسم صخرة بلاي (نسبة إلى بلايو). أرسل علقمة رسولا إلى پلايو أن استسلم ولكنه رفض، فما كان من علقمة إلا أن أمر جنوده بالصعود إلى الجبال وقتال بيلايو وأعوانه المتحصنين في كهوف المنطقة ذات الطبيعة الشديدة الوعورة. قاوم پلايو وأعوانه مقاومة عنيفة مما أدى لقتل عدد من المسلمون وأجبروا على الانسحاب خاصة وأنه لم يتبق من جنود پلايو سوى 30 شخصا وقالوا قولهم المشهور "ثلاثون علجا ما عسى أن يجيئ منهم".
لا يرد في المصادر الإسلامية أي ذكر لعلقمة ورجاله إلا أنها تذكر أن المسلمون حاولوا غزو هذه المناطق مرات عدة ثم تركوها إما لوعورة طبيعتها أو لشدة برودة جوها أو استهانة بعدد أعدائهم فيها.



المصادر


[list=references]
[*]^ لا قوى الجيشين ولا الخسائر معلومين على وجه التأكيد. القصص الأستورية تروي أن فقط 10 نجوا مع پلايو.
[/list]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 12:39 am

معركة نهر الگارون Battle of the River Garonne، أو معركة بوردو Battle of Bordeaux ،[1] هي معركة دارت عام 732 بين الجيش الأموي بقيادة عبد الرحمن الغافقي، حاكم الأندلس، والقوات الأكيتانية بقيادة الدوق أودو من أكيتانيا. شكلت المعركة انتصارا حاسما وشاملا للمسلمين وثأرا لهزيمتهم في معركة تولوز.

المعركة


كان نصر أودو في معركة تولوز طفيفاً، حيث لم يستطع استعادة طولوشة (تولوز)، والتي بقيت في أيدي المسلمين فترة بعد ذلك[2]، فلجأ إلى سياسة إثارة الفتن والنزاعات في الدولة الأندلسية.
ومع بداية ولايته الثانية على الأندلس في 730م، عمد عبد الرحمن الغافقي إلى إصلاحات داخلية، وحل النزاعات، وتوحيد المسلمين، حتى تجمع حوله جيش أكثره من الأمازيغ مع بعض العرب[3][4]، وانطلق بهم في حملتين، الأولى من سرقسطة نحو كاتالونيا لمواجهة متمردين، ثم سبتمانيا لتعزيز الحاميات. ثم عاد بعد ذلك إلى بنبلونة في شمالي آيبيريا وانطلق منها فعبر الرونسفال في جبال المعابر، وتقدم في دوقية فاسكوني، ففتحها بعد أن هزم أودو في المعركة الأولى، ثم عاد باتجاه الجنوب الشرقي نحو آرليس، وهناك حدثت المعركة الثانية، وانتصر بها أيضاً، وأعاد فتح المدينة، ثم عاد من جديد إلى أقطانيا، حيث اشتبك مع أودو في المعركة الكبرى، والتي انتصر فيها المسلمون أيضاً، وقتل من جيش أودو ما لايحصى، وبذلك فتح بوردو، وأنجولام، وبواتييه، وتور، ثم اشتبك أخيراً في معركة البلاط، ولم يكن قد بقي عندها معه سوى قلة[5]، فأصيب جيشه في ذلك الموضع والذي يعرف عند المسلمين ببلاط الشهداء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 12:44 am

فتح الإسلامي للگال جاء في أعقاب الفتح الإسلامي لهسپانيا بقيادة القائد الشمال أفريقي طارق بن زياد عام 711. في القرن الثامن فتحت الجيوش الأموية المسلمة منطقة سپتيمانيا، آخر معاقل مملكة القوط الغربيين.[1]


معارك الأندلس 300px-Al-Andalus732

ثورة عثمان بن النيسا


التجريدة الأموية على أكيتين


حشد الغافقي جيشاً قوامه 50 ألف مقاتل،[2] وهو أكبر جيش أموي دخل الأندلس وغالية حتى ذلك الوقت[3]، فحتى طارق بن زياد كان جيشه يتألف من 7 آلاف مقاتل، وطريف بن مالك كان جيشه 5 آلاف، وموسى بن نصير كان جيشه 18 ألفاً، وبذلك يكون جيشهم جميعاً 30 ألف مقاتل[4]، أي أن الغافقي قد جهز حملة لم يسبق لأحد من قادة الأمويين قبله أن جهز مثلها.
كان الغافقي من طراز حسان بن النعمان يعمد إلى الفتح وترسيخه وتعزيز الحاميات قبل الانطلاق إلى فتحٍ غيره[5]، فانطلق في البداية من سرقسطة نحو إقليم كاتالونيا في الأندلس، وهو أقرب إقليم إلى بلاد الگال، فعمل على تقوية هذا الثغر والقضاء على الثوار فيه، ثم تحرك إلى إقليم سپتيمانيا الأموي فعزز من وجود الحاميات فيه، وعاد بعدها إلى مدينة بنبلونة في شمالي أيبيريا، فانطلق منها وعبر معبر الرونسفال في جبال المعابر أو جبال الأبواب (في اللاتينية تسمى جبال البرت، وتعني الباب)[6]، وكان هدفه أقطانيا (والتي كانت حدودها تنتهي عند نهر اللوار) والدوق أودو.
وصل الغافقي إلى إقليم أقطانيا، وسار في الطرف الغربي من فرنسا باتجاه الشمال، ثم انحرف باتجاه الشرق والجنوب إلى مدينة آرليس فأعاد فتحها وحصَّن المسلمين فيها، ثم عاد إلى أقطانيا وكان حريصاً على أن يصلها بسبتمانيا، لتمكين المسلمين من كلا الإقليمين معاً.

معركة تورز (732)


التوسع حتى پروڤنس وشارل مارتل


معارك الأندلس 300px-Muslim_troops_leaving_Narbonne_to_Pepin_le_Bref_in_759
القوات الإسلامية تغادر ناربون إلى پپين القصير، عام 759، بعد أربعين عام من الاحتلال.




خسارة سپتيمانيا



معركة نهر الجارون


كان أودو حاكم أقطانيا قد جمع للغافقي كل ما استطاع، وكان حاكماً ذا سلطة ونفوذٍ وعلى اتصال مستمر ببابا الكنيسة في روما، ويطلق على نفسه لقب أودو العظيم، فخرج للقاء الغافقي، واصطدم الجيشان في معركة نهر الجارون، والتي كان النصر فيها حليف المسلمين، وكثر القتل في جيش أودو، حتى قال بعض المؤرخين: إن الله وحده يعلم عدد القتلى.[7]
وبعد هذه المعركة الحاسمة، فتحت مدن ومقاطعات أقطانيا بالكامل[8]، ويشار من بينها إلى مدينة بوردو عاصمة الإقليم[9]. وصل عبد الرحمن الغافقي إلى بواتييه ففتحها، ثم وصل إلى تور الواقعة على نهر اللوار وفتحها أيضاً[10]، وبذلك بات على مشارف ممالك الشمال الجرمانية والفرنجية.

بعد معركة نهر الجارون


يرى بعض المؤرخين أن الغافقي لم يكن ينوي التقدم أكثر من ذلك، بل كان ينوي تحصين المدن المفتوحة وتقويتها لتصبح ثغراً للمسلمين، كما هي الحال في سبتمانيا، ولم يكن معه من الجند ما يكفي لفتح مدن أكثر، فبعد مسيرة طويلة في جنوب غالة وغربها، وبعد معركة نهر الجارون، لم يكن قد بقي معه أكثر من 10-30 ألف مقاتل[11].
أما قارلة -الملك الفعلي للفرنجة- فقد كان يعمل طوال فتوحات الأمويين في غالة على أن يظل بعيداً نائياً بنفسه عن مواجهتهم، على الرغم من أنَّ حملاتهم كانت على مقربة من أرضه، بل وقد دخلت حدود أرضه أحياناً كحملة عنبسة بن سحيم الكلبي التي افتتحت إقليم بورغانديا بالكامل الذي هو جزء من مملكة قارلة، ووصلت سراياها حتى سفوح جبال فوسغس في قلب مملكة الفرنجة[12]، ولكن قارلة لم يصطدم معهم، كما تشير المصادر التاريخية الإسلامية أيضاً إلى أن حملة عنبسة لم تلق مقاومة تذكر[13]، وأنه آثر العودة إلى قاعدته لأسباب استراتيجية، لأنه شعر أنه توغل كثيراً في أرضٍ لا تزال مجهولةً بالنسبة للمسلمين[14][15]، وتذكر بعض هذه المصادر أيضاً (مثل ابن عذاري وابن الأثير)[16][17] أن عنبسة مات ميتة طبيعية ولم يُقتَل في طريق عودته.[18]
يعتقد بعض المؤرخين (مثل عبد الرحمن علي الحجي) أن قارلة رأى أن المسلمين أشداء في معاركهم وفتوحاتهم، وأن مواجهتهم وهم في أوج قوتهم ليست في صالحه، فترك أقطانيا وغيرها -وهم خصوم قارلة الذين أجبرتهم غزوات المسلمين على اللجوء إليه والتحالف معه- ينالهم من المسلمين ما ينالهم، في حين أخذ يعد ما بوسعه هو من العدد والعتاد للاشتباك في الوقت المناسب.[19] وبعد انتصارات المسلمين في غالة قرر تشارلز بالفعل أن الوقت قد حان للقائهم مباشرة بعد أن خاضوا حروبهم الأخيرة، وألا يتيح المجال أمام الغافقي كي يوطد نفسه ورجاله، ويعيد تجديد حملته، ويجلب الإمدادات.
وصادف ذلك قدوم أودو -منافس قارلة- إليه، وكان أودو قد أعاد لمَّ رجاله وقواته، ولكنها لم تكن تكفيه كي يستعيد ملكه، فطلب من قارلة أن يساعده في استعادة أقطانيا[20][21]، وكان هذا ما أراده تشارلز، حيث أخذ من أودو ميثاقاً بالولاء له ولدولته، وكان له ما أراد، فتحالف هكذا أودو العظيم مع تشارلز مارتل ضد المسلمين[22].





قوات الشمال تزحف باتجاه رافد اللوار



خرج قارلة بجيش كبير جداً[23]، حيث كان قد جلب مرتزقة ومقاتلين من حدود الراين[24] وقوات من بورغانديا، ومتطوعين من كل أنحاء أوربا وبرعاية من بابا الكنيسة في روما، كما انضم إليهم أودو بفلول جيشه، فبات جلياً أن انهزام الجيش سيعني انكسار ممالك أوربا كلها.
كان عبد الرحمن قد وصل إلى تور مع من تبقى من جيشه، وكانت حملته بحاجة إلى الدعم بالإمدادات لتعويض ما خسرته من جنود في أقطانيا وكاتالونيا وسبتمانيا وغيرها سواء في المعارك التي خاضتها أو في الحاميات التي خلفتها ورائها أو غير ذلك.[25][26]
أراد قارلة ألا يتيح هذا المجال أمام الغافقي، وأن يسارع لمواجهته في هذا التوقيت، فاختار زمن المعركة الذي يناسبه، كما أنه أراد أن يختار أرض المعركة أيضاً، خصوصاً وأنه كان قد سبق لجيش المسلمين أن انتصروا مراراً في معارك حاسمة كانوا فيها قلة كاليرموك ومعركة وادي لكة.
يرى شوقي أبو خليل أن قارلة لم يكن مسيحياً متديناً، وأنه لم يحارب من أجل الصليب، بل غلب على طبعه وسياسته العكس تماماً، ويستدل على ذلك بأن كثيراً من مقاتليه كانوا مرتزقة وثنيين (خصوصاً أبناء القبائل الجرمانية)غلبت على معتقداتهم الأساطير والخرافات،[27] كما يستدل على ذلك أيضاً بأن شارل مارتل نفسه -كما يقول شوقي أبو خليل- كان إذا هاجم أراضي خصومه ومنافسيه لا يتورع عن تهديم الكنائس مع أنه كان مسيحياً.[27]
ويتابع شوقي أبو خليل قائلاً: "وفضلاً عن ذلك، فإن قارلة ((شارل مارتل)) عندما استرجع أملاك الكنائس والأديرة، لم يردها على أهلها بل وزعها على رجاله".[28]
رأى قارلة أن مواجهة المسلمين وهم متحصنون في تور قد تكسر كثرة جيشه، فرأى أن يستدرجهم إلى خارج المدينة إلى السهل الواقع غرب رافد نهر اللوار، حيث سيمكنه هذا السهل من محاصرة المسلمين من الخلف، ومن أكثر من جهة، معززاً بذلك تفوق عامل الكثرة الذي يتمتع به جيشه.
مع الإشارة هنا إلى أن هذا السهل هو سهل أحراش، الأمر الذي ساعد المسلمين نوعاً ما في صمودهم في المعركة، في حين يرى آخرون -ومنهم الغنيمي- أن الأحراش لعبت دوراً سلبياً بالنسبة للمسلمين.
أرسل قارلة فرقاً صغيرة من طلائع جيشه إلى الضفة الشرقية من النهر، فعندما علم بأمرها عبد الرحمن، أرسل فرقاً استطلاعية لكشفها، وعادت تلك الفرق تخبره أنها فرق قليلة العدد يسهل القضاء عليها، فخرج عبد الرحمن من المدينة لمواجهتها، وبذلك تحقق لقارلة ما أراد، فعندما عبر الغافقي وقواته إلى ضفة النهر الشرقية، حرك قارلة قواته باتجاه أرض المعركة، وكانت مهولة الكثرة كالطوفان المندفع كما يصفها شوقي أبو خليل.[29][30]
عندما رأى عبد الرحمن هذا الجمع الهائل ارتد بقواته إلى السهل بين تور وبواتييه[30][31]، فقد أدرك عندها ما أراده عدوه، وأنه أراد الإيقاع به وبقواته في السهل، حيث سيظهر تفوق العدد بشكل واضح.
أخذ عبد الرحمن يعد بعض التحصينات، ومن المحتمل أنه عمد إلى حفر خندقٍ حول مؤخرة الجيش كي يحبط محاولات الفرنجة للاتفاف عليه، ومما يشير إلى ذلك اكتشافات حديثة لسيوف عربية هناك في منطقة تدعى خندق الملك Fossi le-Roi وفق ما أورده الأستاذ الدكتور عبد الرحمن علي الحجي[32] وأشار إليه أيضاً الدكتور الغنيمي[33]، والمرجح أن المقصود بالملك هو عبد الرحمن الغافقي، والخندق هو الخندق الذي عمد إلى حفره، ولكن الظاهر أن هذا الخندق كان سريع الإعداد هش المفعول ولم يتسن للمسلمين الوقت كي يكملوه كما يجب.
تقدم قارلة بقوات الشمال ونزل على مواجهة مع الجيش الأموي، استعداداً للمعركة، حيث انحرف الجيش الأموي قليلاً وتجمع في جهة الجنوب باتجاه بواتييه -كي يؤمن اتصاله بالجنوب-، وكان جيش أوربا ينحرف قليلاً ويتجمع في جهة الشمال باتجاه تور -كي يؤمن اتصاله بالشمال-[34].

معركة بلاط الشهداء



المقالة الرئيسية: معركة بلاط الشهداء

استمرت بين الجيشين مناوشات لحوالي 9 أيام، انتهت بشن المسلمين للهجوم في اليوم الأخير، يرى بعض المؤرخين أن قارلة عمد إلى تعزيز كثرة قواته وموقفه بإطالة أمد المعركة، فأرسل يطلب المزيد من المدد من المدن المجاورة في حين أن الغافقي كان يحتاج لكل مقاتليه في المعركة، ولا يمكنه أن يتخلى عن بعضهم كي يرسلهم في طلب المدد، كما أن الطرق لم تكن مؤمنة بعد بما يكفي للرسل الأمويين -يشار هنا بشكل خاص إلى جبال الأبواب والتي كان عبورها مغامرة خطرة في ذلك الوقت-، وهذا الأمر لعب دوراً دفع الأمويين لشن الهجوم في اليوم الأخير، كي لا تطول المعركة وتزيد الإمدادات القادمة لقوات الشمال. يضاف إلى ذلك أن الأمويين قليلو العدد ستكثر جراحهم ويقل عددهم أكثر إذا طالت المعركة.
وقدأشارت إحدى المصادر إلى أن الغافقي لو أرسل في طلب المدد، فلن يصله هذا المدد في أقل من شهر -في أحسن الأحوال-، أما قارلة فكان يقاتل في أرضه وبلاده وبين شعبه، وأرض المعركة نفسها خط إمداد له.[35]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 12:47 am

معركة أقليش
معارك الأندلس 280px-Castillo_de_Ucl%C3%A9s_%2816763128603%29
معركة أقليش وقعت في الجمعة 16 شوال 501 هـ / 29 مايو 1108م بين جيوش دولة المرابطين والتي انتصرت على قوات الملك القشتالي ألفونسو السادس بقيادة ابنه سانشو ألفونسيز[1].



في سنة 498 هـ، أغارت قوات ألفونسو السادس ملك قشتالة سنة 498 هـ في 3,500 مقاتل على أحواز إشبيلية، وعاثت فيها واستولت على الكثير من الغنائم والسبي، فخرج لهم سير بن أبي بكر والي إشبيلية ومعه قوات محمد بن الحاج والي غرناطة حينئذ، وردّوهم على أعقابهم، وقتلوا منهم نحو 1,500 مقاتل. انشغل المرابطون بعد ذلك حيث مرض قائدهم يوسف بن تاشفين مرض موته، حتى وافاه أجله في الأول من المحرم سنة 500 هـ، وخلفه ولده علي بن يوسف. وبعد أن رتّب علي دولته، أمر أخاه تميم بن بوسف يأمره باستئناف الجهاد.[2]
خرج تميم من غرناطة في آخر رمضان 501 هـ/مايو 1108 م نحو جيّان حتى وافته قوات قرطبة بقيادة محمد بن أبى رنق، ثم سار إلى بيّاسة ومنها إلى أراضي قشتالة، وفي الطريق لحقته قوات مرسية بقيادة محمد بن عائشة، وقوات بلنسية بقيادة محمد بن فاطمة، ثم اتجهوا صوب بلدة أقليش الحصينة، فوصلوها في 14 شوال 501 هـ/27 مايو 1108م، وحاصروها بقوة، فسقطت في أيديهم في اليوم التالي.[3] بعد أن دخل المرابطون المدينة، فر المقاتلة إلى حصن أقليش، وامتنعوا به، واستنجدوا بألفونسو السادس الذي لبى ندائهم بأن أرسل قوات يقودها قائده ألبار هانس، ومعه ولي العهد سانشو الفتى الصغير ذي الأحد عشر عامًا ومُؤدّبه غارسيا أردونيث كونت قبرة وعدد من كونتات قشتالة.[4]

المعركة


في أوائل مايو 1108، في اطار تحرك جيش المرابطين أبو طاهر تميم بن يوسف، حاكم غرناطة، ضد الجناح الشرقي من قشتالة الوحدات من قرطبة، وبلنسية (فالنسيا) مرسية (مورسيا) انضم تقدم الجيش، ويوم 27 مايو وصلوا امام القلعة الرئيسية لأقليش. وكان الملك ألفونسو السادس، 77 عاما ويعاني من جروح، ولذلك وجه قوة اعطيت لابنه سانشو، وهو فتى في الخامسة عشر وقتل سانشو في المعركة.
حين بلغ تميم خبر خروج جيش قشتالة لنجدة أقليش، همّ العودة الانسحاب، لولا أن ثبّته محمد بن عائشة ومحمد بن فاطمة وشجّعوه على القتال مهونين عليه أمر جيش قشتالة بأنه جيش صغير لا يزيد عددهم عن ثلاثة آلاف فارس، فثبُت تميم.[5] إلا أنه بعد قدوم الجيش القشتالي، فوجئوا بخطأ التقديرات، ووجدوا أعداد القشتاليين تزيد عن ذلك بكثير، فلم يجد تميم بُدًّا من القتال. اختلفت الروايات الإسلامية في تقدير أعداد الجيش القشتالي، فذهب ابن القطان في كتابه «نظم الجُمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان» إلى أن قوام الجيش القشتالي كان 10,000 فارس،[6] فيما قدّره ابن عذاري 7,000 فارس،[7] بينما قدّر المؤرخ الإسباني المعاصر فرانشيسكو غارسيا فيتث الجيش القشتالي بأكثر من 3,000 مقاتل، والمرابطون نحو 2,300 مقاتل.[8]

معارك الأندلس 200px-Batalla_de_Ucl%C3%A9s_%281108%29
كتاب "معركة أقليس".

بدأت المعركة في 16 شوال 501 هـ/29 مايو سنة 1108 م بهجوم من المرابطين بقيادة ابن أبى رنق، وتبعته قوات مرسية وبلنسية، ثم قوات تميم، ودار قتال عنيف،[7] سرعان ما دارت فيه الدائرة على الجيش القشتالي، وقتل ولي العهد الصبي ومربيه في المعركة، وفر ألبار هانس إلى طليطلة، بينما حاول الكونتات السبعة الذين صاحبوا الحملة الفرار إلى حصن بلنشون القريب، فلحقت بهم جماعة من المسلمين قتلتهم عن آخرهم.[9] قدرّ ابن أبي زرع الفاسي في كتابه «الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس» عدد القتلى من القشتاليين في تلك الوقعة بأكثر من 23 ألف قتيل،[5] أما المؤرخ المعاصر محمد عبد الله عنان، فقد نقل عن مخطوطة محفوظة في مكتبة الاسكوريال كتبها الوزير ابن شرف بأمر تميم بن يوسف إلى أخيه أمير المؤمنين علي بن يوسف يبشّره بالفتح، ويُعلمه بأنه أمر بجمع رؤوس القتلى فبلغت الدانية منها أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، غير الغنائم والأسلاب الكثيرة.[10] وقد خسر المسلمون عددًا من القتلى أبرزهم أحد الأئمة يدعى بالإمام الجزولي.[9]
عاد تميم في قواته إلى غرناطة، وترك قوات مرسية وبلنسية تحت إمرة قائديها لحصار قلعة أقليش، فحاصراها لفترة، ثم تظاهرا بالانسحاب، وارتدا بقواتهما ونصبا الكمائن، فخرج المدافعون عن الحصن، فهاجمهم المسلمون، وأمعنوا فيهم القتل والأسر، واحتلوا الحصن. ثم فتحوا بعض المناطق المجاورة وبذة وقونكة وأقونية وكونسويجرا، وغيرها.[11]

النتيجة


نتيجة معركة أقليش انتصار للمسلمين وفتحت أبواب قشتالة ومن حسن حظ أوروبا المسيحية أن تميم بن يوسف بن تاشفين لم يقم بتطوير الهجوم، فاكتفى بالاستيلاء على بعض القلاع. ضرب الحزن الملك الفونسو السادس بسبب وفاة ابنه الوحيد، فتوفي في السنة التالية.

المصادر


[list=references]
[*]^ Freetalaba
[*]^ دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ص60
[*]^ دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ص61
[*]^ دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ص62
[*]^ أ ب الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار المغرب وتاريخ مدينة فاس، ابن أبي زرع الفاسي، منشورات دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، المغرب، طبعة 1972 م، ص160
[*]^ نظم الجُمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان لأبي محمد حسن بن علي، ابن القطان المراكشي، تحقيق محمود علي مكي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1990، ص64
[*]^ أ ب دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ص64
[*]^ Francisco García Fitz (1998). Castilla y León frente al Islam: estrategias de expansión y tácticas militares (siglos XI-XIII). Sevilla: Universidad de Sevilla, pp. 357. ISBN 9788447204212.
[*]^ أ ب نظم الجُمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان لأبي محمد حسن بن علي، ابن القطان المراكشي، تحقيق محمود علي مكي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1990، ص66
[*]^ دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ص65
[*]^ دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ص66
[/list]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالثلاثاء 03 أغسطس 2021, 11:29 pm

معركه الدونونيه آخر انتصارات المسلمين في الأندلس

خذل الأندلسيون إخوانهم المغاربة في معركة العقاب فحلت بهم الهزيمة النكراء أجمعين، وكما 

أن النصر يقود إلى بناء دولة عظيمة كما رأينا مع ابن تاشفين و المنصور الموحدي، فإن 

الهزيمة تؤدي إلى ضعف الدولة وذهاب هيبتها وتعجل بانهيارها
معركه الدونونيه اخر انتصارات المسلمين في الاندلس

خذل الأندلسيون إخوانهم المغاربة في معركة العقاب فحلت بهم الهزيمة النكراء أجمعين، وكما 

أن النصر يقود إلى بناء دولة عظيمة كما رأينا مع ابن تاشفين و المنصور الموحدي، فإن 

الهزيمة تؤدي إلى ضعف الدولة وذهاب هيبتها وتعجل بانهيارها، فبعد العقاب تناثر عقد 

الدولة الموحدية و أذنت شمسها بالمغيب ،وانقضت الممالك الإسبانية على الأندلس تنهش 

مدنها و حصونها الواحدة تلو الأخرى وثارت الأحقاد العنصرية بين المسلمين مرة أخرى 

فانتهزت الممالك الإسبانية الفرصة وراحت تصب الزيت على نار الصراع المشتعل بين هؤلاء 

وأولئك، وقد قاد محمد بن يوسف بن هود حربا لاهوادة فيها ضد الموحدين ثم كان أن نازعه 

في زعامة الأندلس بعد أفول نجم الموحدين بها محمد بن يوسف بن نصر المعروف بابن 

الاحمر ، وتقرب الزعيمان الجديدان للأندلس من الإسبان كل منهما يطلب الحظوة لديهم 

ويستنصرهم على إخوانه فتهاوت مدن الأندلس نتيجة لخلافهما وسوء صنيعهما، و سقطت 

قرطبة و إشبيلية و عدد كبير من الحصون، وانكمشت رقعة الأندلس المسلمة فانحاز 

المسلمون إلى الجنوب واتخدوا من غرناطة عاصمة لدولتهم وبها بنى ابن الاحمر المعروف 

بالشيخ قصر الحمراء ، وقبل وفاته أحس بالخطر المحدق بدولته ورأى أنه لا قبل له ولا لبنيه 

بمدافعة الإسبان، و في تلك الأثناء كانت الدولة المرينية تخلف الدولة الموحدية في حكم 

المغرب الأقصى وتسعى لتوسيع دائرة نفوذها شرقا و جنوبا، ففكر الشيخ الاستنجاد بها وعهد 

إلى ولده المعروف بالفقيه بأن يدرأ الخطر الإسباني بسيوف بني مرين، فقدرُ الأندلس أن 

تثوب إلى الدعة و الطمأنينة و الاستقرار بنضال المغاربة و كفاحهم منذ طارق بن زياد
الطريق الى الدونونية
في سنة 671 هـ بدأ ألفونسو العاشر ملك قشتالة بإعداد العدة لإجلاء المسلمين عن الأندلس 

،ورغم المعاهدات التي كانت تجمعه بابن الأحمر الذي كان يحكم غرناطة باسمه، فقد بادر إلى 

نقض عهده ورأى أن الفرصة مواتية لتحقيق ما عجز عنه أجداده من قبله، وقد فوض أمر 

الحروب وخوض غمار المعارك للقائد دون نونيو دي لارا الذي لم تهزم له راية في حياته قط ، 

فأسقط في يد ابن الأحمر الذي أيقن حينها أن زمان المهادنة قد ولى و أن بقاء ملكه رهين بما 

سيتمخض عنه سعيه في تنفيذ وصية والده ، الذي أوصاه قبل وفاته بالاستنجاد ببني 

مرين،كانت ذكرى الزلاقة ماثلة أمام ناظري ابن الأحمر و كان مصير ابن عباد في منفى 

أغمات يلح على خياله فيكاد يصرفه عن المضي قدما في التحالف مع المرينيين، غير أن طبول 

الحرب التي يدقها دون نونيو على مشارف غرناظة تحثه على الإسراع في استقدام المنصور 

المريني الذي طبقت شهرته الآفاق، فأوفد إليه وجوه دولته وكبراءها، فوجدوه منصرفا من 

فتح سجلماسة آخر المعاقل المغربية التي كانت خارج سلطانه ،و لم يكن أمر البث في قضية 

التحالف مع بني الأحمر ضد عدوهم”دون دونيو” سهلا هينا ، لمجموعة من الاعتبارات ، 

فالمنصور المريني يواجه خطر الغارات التي يقودها يغمراسن صاحب تلمسان من جهة 

الشرق بين الفينة و الأخرى ثم إن الصف الإسلامي نفسه بالأندلس لم يكن موحدا فابن الأحمر 

كان في صراع دائم مع ابن شقيلولة صاحب مالقة، ولا يلبث هذا بالنظر إلى الخلاف المستحكم 

بينه وبين ابن الأحمر أن يكون يدا واحدة مع دون دونيو على المسلمين إذا جاز المنصور 

وجيشه لنصرة الأندلس، غير أن كل هذه الاعتبارات ستتهاوى أمام رغبة يعقوب المنصور 

المريني في العبور إلى الأندلس وتخليصها من أيادي العابثين فذاك كان حلمه قبل أن يصبح 

ملكا للمغرب وقد تأجل الحلم إلى حين بسبب الاضطرابات التي عاشها المغرب قبيل توطيد 

أركان الدولة المرينية وحين توافدت عليه الرسل تحثه على العبور إلى الأندلس عاوده الحلم 

القديم ، وقد أبان عن عبقرية فذة في تجاوز المصاعب التي وقفت في طريق تحقيقه لتلك 

الأمنية العزيزة ،إذ راسل يغمارسن وعقد معه الصلح ليتفرغ للأندلس ، فأجابه يغمراسن إلى 

الصلح ،وراسل أبا القاسم العزفي صاحب سبتة ليسهل عبوره نحو الجزيرة الخضراء فأعد له 

المراكب وأعانه في تجهيز الجيش ، وبعد أن أمن المنصور الجبهة الشرقية أمر ولده أبا زيان 

على خمسة آلاف مقاتل من أنجاد بني مرين ووجهه لنصرة الأندلس فتوالت انتصاراته بها 

وحقق المنصور أهدافه من مناورات أبي زيان ، فقد ألف قلوب أهل الأندلس بعد تنافرها 

واختبر صدق استعدادهم للمواجهة، واستدرج عدوه نحو المعركة الفاصلة التي سيتقرر بها 

مصير التواجد الإسلامي ببلاد الاندلس.
المعركة الدونونية
بعد أن توالت أنباء انتصارات أبي زيان على المنصور قرر اللحاق به، ولما كان يوم الخميس 

الموافق للحادي والعشرين من شهر صفر من سنة 674هـ ،يمم المنصور شطر الأندلس 

وحرص على الاجتماع بابن الأحمر وابن شقيلولة لعقد الصلح بينهما قبل خوض أي معركة 

مع العدو فتم الصلح على يديه ، وسرت الحماسة في الجند من أثر ذلك ، ولم يضيع المنصور 

الوقت فقد بادر إلى المسير من فوره نحو ثغور خصومه وأغار على القرى التي اعترضت 

طريقه إلى أن بلغ حصن المقورة بين قرطبة وإشبيلية فبلغ صنيعه مسامع دون نونيو دي لارا 

فحشد له جيشا عظيما واستعد لحربه ، وقد وصل عدد جنود الجيش القشتالي إلى ثلاثين ألف 

فارس وستين ألف راجل ولم يتجاوز عدد الجيوش الإسلامية مجتمعة عشرة آلاف مقاتل ،غير 

أن المنصور الذي عرف ببراعته في الخطابة استعاض عن نقص العدد برفع معنويات جنده 

فقام فيهم خطيبا، وكان مما قال قبيل المعركة ” أنتم أنصار الدين الذين ذبوا عن حماه 

والمقاتلون عداه ، وهذا يوم عظيم ومشهد جسيم له ما بعده ، ألا وإن الجنة قد فتحت لكم 

أبوابها… فبادروا إليها وجدوا في طلابها ….” يقول صاحب الذخيرة السنية ” فلما سمعوا 

منه هذه المقالة ، تاقت أنفسهم للشهادة ، وعانق بعضهم بعضا للوداع ، والدموع تنسكب 

والقلوب لها وجيب وانصداع ،وكلهم قد طابت نفسه بالموت” ، وعلى مقربة من قرطبة يوم 

15 ربيع الأول من سنة 674 هـ التقى الجمعان ،وما هي إلا غدوة وروحة حتى مزق المنصور 

جمع خصومه ،وفي ذلك يقول ابن أبي زرع الفاسي” ولم يكن إلا كلمح البصر حتى لم يبق 

السيف من الروم من يرجع لقومه بالخبر، ولم تبق منهم الرماح باقية ولم تق الدروع والمجن 

عنهم واقية”.
كان النصر في معركة “الدونونية” سهلا يسيرا على المغاربة وقد نقل ابن أبي زرع أن عدد 

ضحاياها من المسلمين لم يتجاوز أربعة وعشرين رجلا
وأما القشتاليون فقد خسروا ثمانية عشر ألف جندي، ووقع منهم في الأسر سبعة آلاف 

وثمانمائة، وكان دون نونيو نفسه من بين قتلى هذه المعركة فكانت خسارة قومه فيه عظيمة.
وقد غنم المسلمون في هذه المعركة ما يزيد على مائة ألف رأس من البقر وقرابة أربعة عشر 

ألف رأس من البغال والحمير وعددا لا يحصى من الغنم حتى قيل أن الشاة بيعت بالجزيرة 

الخضراء بدرهم بالإضافة إلى الدروع والسيوف والتروس .
وقد أمر المنصور بقطع رؤوس القتلى وتجميعها فكانت كما نقل المؤرخون كالجبل العظيم ، 

وصعد عليها المؤذنون ، وأذنوا للصلاة من فوقها ، وقطع المنصور رأس دون نونيو وأرسله 

هدية لابن الأحمر لئلا يبقى في قلبه موضع لهيبة القشتاليين .
خيانة بني الأحمر حالت دون استثمار نصر الدونونية
حين تلقى ابن الاحمر هدية المنصور ضمخ رأس دون نونيو بالطيب وأرسله سرا إلى الملك 

ألفونسو ليتودد إليه ويعتذر عن صنيع المرينيين، وكان المنصور قد عزم على استئصال شأفة 

النصارى الصليبيين من الأندلس ، فأثار ذلك مخاوف ابن الاحمر ويغمراسن خاصة وأن 

المنصور لم يقنع بنصر “الدونونية” بل أتبعه بغارات لا تنقطع على إشبيلية وشنترين ،وكلف 

حاميته العسكرية بالجزيرة الخضراء بإرهاق أعدائه ومتابعة الهجوم عليهم في كل وقت 

وحين، فخشي ابن الاحمر سوء العاقبة و بادر بإرسال وفد إلى ملك النصارى يسأله أن يكون 

معه يدا واحدة على المنصور ، ثم بعث إلى يغمراسن يستحثه على الانقضاض على المغرب 

الأقصى لاستنزاف المرينيين ، ولأن التحالف لا يتم أبدا بين قوي وضعيف فقد أصر “سانشو” 

صاحب إشبيلية أن يُعرف ابن الاحمر بقدره فكتب إليه ” إنما أنتم عبيد آبائي فلستم معي في 

مقام السلم والحرب ، وهذا أمير المسلمين على الحقيقة ( يعني المنصور المريني ) ولست 

أطيق مقاومته ولا دفاعه عن نفسي فكيف عنكم” .
كان من شأن ” الدونونية ” أن تكون مقدمة لفتوحات جديدة ولكن حسابات ابن الاحمر 

الضيقة حالت دون استثمار ذلك النصر الباهر على نحو سليم، وسيكون لخيانته ما بعدها فإذا 

كان قد قنع من الدنيا برغد عيش “الحمراء”، فإن أحفاده سيجلون عنها بعد حين وسيلحقهم 

عار تضييع الأندلس إلى الأبد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالثلاثاء 03 أغسطس 2021, 11:30 pm

معركة ليبانتو التاريخية

أسـطول التحـالف المقـدس المكـون من كبرى الأساطيل النصرانيـة الأوربيـة و في مقدمتها 

الأرمادا الإسبانية بقيادة دون خوان ينـزل أول هزيمـة كبـرى بالدولـة العثمانيـة بحرياً و يدمـر 

أسطولها بشكـل شبه كامل في معركـة ليبانتـو التاريخية
في مثـل هذا اليـوم في السابع من اوكتوبر عـام 1571 للميلاد ... أسـطول التحـالف المقـدس 

المكـون من كبرى الأساطيل النصرانيـة الأوربيـة و في مقدمتها الأرمادا الإسبانية بقيادة دون 

خوان .. ينـزل أول هزيمـة كبـرى بالدولـة العثمانيـة بحرياً و يدمـر أسطولها بشكـل شبه كامل 

في معركـة ليبانتـو التاريخية ...
كانت جزيرة قبـرص تابعة لجمهورية البندقية و بسبب موقعها الاستراتيجي كان البنادقة 

يقومون بأعمال قرصنة على التجارة المزدهرة بين مصـر و إسلامبول .. و كان من غير 

المعقول لدولة عثمانية تسيطر على البحر المتوسط بحرياً .. أن يكون هناك جزيرة بهذا الحجم 

في عقر دارها تحت سيطرة عدو ... فقـرر السلطان سليم الثانـي فتح الجزيرة و أمـر ببدء 

حصـارها و فعلاً تم الفتح بالكامل بسقـوط اخر حصن .. حصن فينيسي في شهر آب عام 

1571 ...
هال الفتح القوى الأوربيـة كلها حيث كانت الهيمنة الإسلامية على البحر المتوسط شبه كاملة 

و أصبحت سواحل أوربا الجنوبية سهلة المنال للأساطيل العثمانية .. مما حدا بالبابا بيوس 

الخامس لتشكيل حلف مقدس من أساطيل القوى الكاثوليكية .. شاركت فيه الإمبراطورية 

الإسبانية و جمهوريتا البندقية و جنوا و الإمارات البابوية و فرسان القديس يوحنا و كونت 

أسطولاً ضخماً انطلق من إيطاليا ليلاقي الأسطول العثماني في مثـل هذا اليوم قبالة سواحل 

ليبانتو في اليونان .. و مالت كفة المعركة لصالح التحالف المقدس ..
استشهد عدد كبير من البحارة المسلمين ... و استطاع الأوربيون تدمير و أسر جلّ الأسطول 

العثماني و الذي استطاع قلج علي باشا الانسحاب ببقيته من المعركة للعودة إلى عاصمة 

الخلافة بعد أن تمكن من هزيمة أسطول فرسان الإسبتارية و اغتنام رايتهم ...
لم تكن المعركة هزيمة مادية كبيرة للدولة العثمانية .. إذا استطاعت خلال 6 شهور فقط اعادة 

بناء أسطول أكبـر من الذي خسرته و حافظت على مكانتها كأكبر قوة في العالم القديم ... و 

ينص على ذلك ما قاله الصدر الأعظم صوقولو محمد باشا لسفير البندقية :
( جئت إلى هنا لتعاين مصابنا .. و لكني أريدك أن تعرف الفرق بين خسارتنا و خسارتكم ...

حين انتزعنا منكم قبرص .. فقد حرمناكم من ذراع لكم .... و بهزيمتكم أسطولنا .. فقد حلقتم 

لحيتنا فقط ... و الذراع المقطوعة لا يمكن أن تعود مرة أخرى .. اما اللحية فإنها تنمو مع 

حلاقة الشفرة بشكل أفضل ) ...
و لكن الهزيمة كانت بشكل أكبر هزيمة معنوية ... خصوصاً أنها كانت أول مرة يهزم فيها 

الأسطول العثماني هزيمة كبرى ... و جعلت القوى الأوربية التي ضربها اليأس أمام المد 

العثماني الجارف في أوربا ... تدرك أنه يمكن هزيمة الدولة العثمانية و أن ذلك ليس ضرباً من 

الخيال ... و اعتبرتها مفصلاً لتغير موازين القوى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالثلاثاء 03 أغسطس 2021, 11:30 pm

معركة ليبانتو التاريخية

أسـطول التحـالف المقـدس المكـون من كبرى الأساطيل النصرانيـة الأوربيـة و في مقدمتها 

الأرمادا الإسبانية بقيادة دون خوان ينـزل أول هزيمـة كبـرى بالدولـة العثمانيـة بحرياً و يدمـر 

أسطولها بشكـل شبه كامل في معركـة ليبانتـو التاريخية
في مثـل هذا اليـوم في السابع من اوكتوبر عـام 1571 للميلاد ... أسـطول التحـالف المقـدس 

المكـون من كبرى الأساطيل النصرانيـة الأوربيـة و في مقدمتها الأرمادا الإسبانية بقيادة دون 

خوان .. ينـزل أول هزيمـة كبـرى بالدولـة العثمانيـة بحرياً و يدمـر أسطولها بشكـل شبه كامل 

في معركـة ليبانتـو التاريخية ...
كانت جزيرة قبـرص تابعة لجمهورية البندقية و بسبب موقعها الاستراتيجي كان البنادقة 

يقومون بأعمال قرصنة على التجارة المزدهرة بين مصـر و إسلامبول .. و كان من غير 

المعقول لدولة عثمانية تسيطر على البحر المتوسط بحرياً .. أن يكون هناك جزيرة بهذا الحجم 

في عقر دارها تحت سيطرة عدو ... فقـرر السلطان سليم الثانـي فتح الجزيرة و أمـر ببدء 

حصـارها و فعلاً تم الفتح بالكامل بسقـوط اخر حصن .. حصن فينيسي في شهر آب عام 

1571 ...
هال الفتح القوى الأوربيـة كلها حيث كانت الهيمنة الإسلامية على البحر المتوسط شبه كاملة 

و أصبحت سواحل أوربا الجنوبية سهلة المنال للأساطيل العثمانية .. مما حدا بالبابا بيوس 

الخامس لتشكيل حلف مقدس من أساطيل القوى الكاثوليكية .. شاركت فيه الإمبراطورية 

الإسبانية و جمهوريتا البندقية و جنوا و الإمارات البابوية و فرسان القديس يوحنا و كونت 

أسطولاً ضخماً انطلق من إيطاليا ليلاقي الأسطول العثماني في مثـل هذا اليوم قبالة سواحل 

ليبانتو في اليونان .. و مالت كفة المعركة لصالح التحالف المقدس ..
استشهد عدد كبير من البحارة المسلمين ... و استطاع الأوربيون تدمير و أسر جلّ الأسطول 

العثماني و الذي استطاع قلج علي باشا الانسحاب ببقيته من المعركة للعودة إلى عاصمة 

الخلافة بعد أن تمكن من هزيمة أسطول فرسان الإسبتارية و اغتنام رايتهم ...
لم تكن المعركة هزيمة مادية كبيرة للدولة العثمانية .. إذا استطاعت خلال 6 شهور فقط اعادة 

بناء أسطول أكبـر من الذي خسرته و حافظت على مكانتها كأكبر قوة في العالم القديم ... و 

ينص على ذلك ما قاله الصدر الأعظم صوقولو محمد باشا لسفير البندقية :
( جئت إلى هنا لتعاين مصابنا .. و لكني أريدك أن تعرف الفرق بين خسارتنا و خسارتكم ...

حين انتزعنا منكم قبرص .. فقد حرمناكم من ذراع لكم .... و بهزيمتكم أسطولنا .. فقد حلقتم 

لحيتنا فقط ... و الذراع المقطوعة لا يمكن أن تعود مرة أخرى .. اما اللحية فإنها تنمو مع 

حلاقة الشفرة بشكل أفضل ) ...
و لكن الهزيمة كانت بشكل أكبر هزيمة معنوية ... خصوصاً أنها كانت أول مرة يهزم فيها 

الأسطول العثماني هزيمة كبرى ... و جعلت القوى الأوربية التي ضربها اليأس أمام المد 

العثماني الجارف في أوربا ... تدرك أنه يمكن هزيمة الدولة العثمانية و أن ذلك ليس ضرباً من 

الخيال ... و اعتبرتها مفصلاً لتغير موازين القوى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالثلاثاء 03 أغسطس 2021, 11:30 pm

معركة أوطلوكبلي؟

وقعت واحدة من أهم المعـارك أثراً في التاريـخ و هي معركـة أوطلوكبلي بين الجيـش 

العثمانـي بقيـادة السلطان محمـد الفاتـح وجيش مملكة الآق قويونلو، المعركة الفاصلة 

والرهيبة
في مثـل هذا اليـوم في الحادي عشر من آب أغسطس من عام 1473 للميلاد .. وقعت واحدة 

من أهم المعـارك أثراً في التاريـخ .. و هي معركـة أوطلوكبلي .. بين الجيـش العثمانـي بقيـادة 

السلطان محمـد الفاتـح .. و جيش مملكة الآق قويونلو ( الخرفان البيض ) ..
هذه المعركـة الفاصلة و الرهيبـة .. جاءت تتويجاً للحـرب الشاملة التي شنتها أكثر من 25 

دولـة تحالفـت جميعها ضد الدولة العثمانيـة و صممت على القضاء عليها ..
السلطان محمـد الفاتـح بعد انتصاره التاريخي و فتحه للقسطنطينية و قضائه النهائي على 

الإمبراطورية البيزنطية .. بدأ الصدام ضد القوى الأوربية التقليدية ذلك الوقت ... كممالك 

الصرب و البوسنة و المجر و جمهورية البندقية .. و لم تستطع كل هذه الدول وقف زحفه 

المؤزر و مسيرته الظافرة ... فعانت جيوشها من هزائم مدوية أمام حملاته السلطانية و 

تساقطت القلاع و المدن تباعاً أمامه ..
تضايقت الحلول أمام الدول الأوربية .. و رتبت البندقيـة أكثر من 10 محاولات لاغتيال الصقر 

العظيم ... و جميعها فشلت فيها .. و على ذلك اتفقت الدول الأوربية عام 1468 على إقامة 

حلف كبير لسحق الدولة العثمانية و إنهائها .. و بدأ التواصل مع دولة آق قويونلو و توالت 

السفارات بين تبريـز و البندقية ..
دولة آق قويونلو هي دولة تركمانية مثل الدولة العثمانيـة .. كان جوهرها في إيران الحالية .. 

و حدودها تمتد من حدود أفغانستان حتى هضبة الأناضول .. و كانت منافساً كبيراً للدولة 

العثمانية .. و هي من مخلفات إمبراطورية تيمورلنك الكبيرة .. و كان سلطانها أوزون حسن 

يلقب بالتركي الصغير عند الأوربيين ... و السلطان الفاتح لقبه التركـي الكبير ... و من هذين 

اللقبين يتبين مدى الصراع بين الشخصيتين التاريخيتين ... و على هذا تواصل الأوربيون مع 

هذا السلطان لإقامة تحالف كبير يطعن الفاتـح من الخلف و يساعد في تحقيق هزيمة محققة 

للدولة العثمانية ..
السلطان محمد الفاتـح .. صاحب الشخصية الفذة و أعظم سلاطين الترك على مر تاريخهم قرر 

مواجهة جميع هذه الأحزاب برباطة جأش .. و توجيه الضربات لهم بشكل متتال و منفرد ... 

فسحق جمهورية البندقية في عدة معارك كبرى في اليونان .. ثم التفت للتهديد الخلفي المتمثل 

بأوزون حسن ... فحشد جيشه من 190 الف مقاتل و خرج به من إسطنبول ...
كان أوزون حسن مغتراً بقوته و سطوة جيشه خصوصاً بعد أن تمكن من هزيمة خانين من 

خانات اسيا الوسطى و قتلهم ... و اعتقد أنه سيسحق السلطان الفاتح و يأسره كما أسر 

تيمورلنك السلطان بيازيد الصاعقة .. كما أرسل إلى ملوك أوربا يؤكد لهم أن سينتصر و يطلب 

منهم أن ينقضوا على الأراضي العثمانية في البلقان فور إبادته للجيش العثمانـي حتى لا تقوم 

للدولة قائمة ..
على نقيض هذا الغرور .. كان السلطان الفاتح رحمه الله واقعياً .. ذو قرارات جريئة .. حذر و 

لا تفتر له عزيمة ..
و في مثل هذا اليـوم عام 1473 التحـم الجيشان في هضبة الأناضول في معركة عنيفة و كان 

السلطانين في مقدمة جيشاهما .. و كان جناح الجيش العثماني يقوده الأمير بيازيـد الثاني و 

الذي سيخلف أباه الفاتـح ..
أبادت المدفعية العثمانية جيش أوزون حسن ... و دمرت وحدات الصاعقة انتظام صفوف 

جيشه على الرغم من شجاعة فرسانه و خيالته ... و وصل الأمير بيازيـد إلى خيمته السلطانية 

إلا أنه ترك ميدان المعركة هارباً إلى عاصمته ... و حسم السلطان الفاتـح الجولة لصالحه و 

قضى على أخطر خصومه على الإطلاق ... و كانت تلك كارثة مفجعة على الأوربييـن .. إذ 

تفرغ السلطان الفاتـح لهم و بدأ بحملات جديدة قلبت كيانهم رأساً على عقب .. حتى فرض 

على جمهورية البندقية سلماً باهظ الثمن وفق شروطه ... و أصبح رمزاً للرعب لدى السلالات 

الأوربيـة .. و كانت حملته الأخيرة و الحاسمة التي جهزها قد بدأت لفتح إيطاليا .. حيث نزل 

الجيش العثماني في جنوبها و استولى على عدة مدن ... و كان الفاتـح يرى نفسه الوريث 

الرسمي لقيصـر رومـا في أوربـا و بالتالي فمن حقـه أن تكون القسطنطينية و رومـا تحت 

حمايته و سلطانه .. إلا أن أجله وافاه عام 1481 للميلاد قبل تحقيق ذلك .. فيما تقول المصادر 

التاريخية أنها عملية اغتيال نفذها عميل لجمهورية البندقية في بلاط السلطان ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69770
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك الأندلس   معارك الأندلس Emptyالثلاثاء 03 أغسطس 2021, 11:31 pm

معركة كوسوفو

وقعت معركة كوسوفو والتي عرفت باسم حقل الطيور السوداء بين الدولة العثمانية من جهة 

وتحالف صليبي يضم ملك الصرب وملك البلغاريين
في 15 يونيو 1389 وقعت معركة كوسوفو (قوصوة) والتي عرفت باسم حقل الطيور السوداء 

بين الدولة العثمانية من جهة وتحالف صليبي يضم لازار ملك الصرب وشيمشمان ملك بلغاري 

وقوات من المجر وبولندا وألبانيا والبوسنة والهرسك و بمباركة البابا أوريان الخامس. وقد 

بلغ عدد جيش هذا التحالف 200 ألف جندى بينما بلغ عدد جيش السلطان مراد 60 الف.
وقد التقى الجيشان في سهل كوسوفو وكانت المعركة قامت بسبب خوف أمراء أوروبا من المد 

العثمانى، فكتبوا إلى البابا يستنجدونه بعد أن توغل السلطان مراد في بلاد البلقان. وقد حاول 

هؤلاء الأمراء أكثر من مرة استغلال غياب السلطان عن أوروبا والهجوم على الجيوش 

العثمانية في البلقان وماجاورها ولكنهم فشلوا في تحقيق انتصارات تذكر على العثمانيين ، 

فكونوا هذا التحالف لحرب السلطان بهدف القضاء على الدولة العثمانية.

فى صباح يوم المعركة، بدأ اليوم بسقوط الأمطار التى رفعت التراب وجعلت الجو صافيا وقد 

تفاءل المسلمون بالمطر ورأوا فيه بشرى من الله. كان فى مقدمة الجيش العثمانى السلطان 

مراد على رأس فرقة الانكشارية وكان على ميمنة الجيش ابنة بايزيد الاول وعلى ميسرة 

الجيش ابنه يعقوب، واستطاع الأمير بايزيد أن يتفوق بجيش الميمنة على القوات المتحالفة 

والتي أظهرت في البداية تفوق كبير على الجيش العثمانى لكنها هُزمت هزيمة منكرة وقُتل 

ملك الصرب وكثير من الامراء. وقد استشهد السلطان مراد في ساحة المعركة بينما كان يتفقد 

الجرحى على يد جندي من الصرب كان قد تظاهر بالموت.

وقد قضت معركة كوسوفو على الامبراطورية الصربية وأصبحت حطاما ولم تستعد قوتها بعد 

ذلك، وأصبحت صربيا ولاية تابعه للأمبراطورية العثمانية التي أحكمت سيطرتها على البلقان 

لأكثر من 500 عام بعد ذلك ، وقد دخلت بلغاريا بأكملها تحت الادارة العثمانية وفُتحت معظم 

أراضى الصرب وانتشر الإسلام في منطقة البلقان، وتحول عدد كبير من الأشراف القدامى 

والشيوخ الى الإسلام بمحض إرادتهم، كما اضطرت العديد من الدول الأوروبية إلى خطب ود 

الدولة العثمانية، فبادرت بعضها بدفع الجزية لهم، وقام البعض الآخر بإعلان ولائه للعثمانيين 

خشية قوتهم واتقاء غضبهم وامتدت سلطة العثمانيين على أمراء المجر ورومانيا والمناطق 

المجاورة للإدرياتيك حتى وصل نفوذهم إلى ألبانيا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
معارك الأندلس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأندلس قبل الإسلام
» ملف سقوط الأندلس -
» معارك اسلاميه
» عبد الرحمن الداخل في الأندلس
» قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: معارك اسلاميه-
انتقل الى: