منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 عن الفلسفة والحرية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69938
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عن الفلسفة والحرية Empty
مُساهمةموضوع: عن الفلسفة والحرية   عن الفلسفة والحرية Emptyالسبت 30 أبريل 2016, 6:45 am

عن الفلسفة والحرية

عن الفلسفة والحرية 066499159a29604142cf74bff4fceaab100487ff
ابراهيم العجلوني


للفلسفة شروطها الموضوعية, ولها مناخها الذي يمكن ان تتنفس فيه وتترقرق امواه الحياة العفيّة في اهابها ثم تؤتي اكلها جنياً.
وهي شروط تؤخذ مجتمعة في اضمامة واحدة, او منصهرة في بوتقة واحدة, لا يتخلّف واحدها في الفعل الفلسفي عن غيره, ولا يقوم هذا الفعل على وجهه الحق بفقد واحد منها.
اول هذه الشروط الحرية في شتى صورها, سياسية, ودينية, واجتماعية واقتصادية.
وتفصيل ذلك أن لا يكون «محب الحكمة» مستعبداً, أو مستذلاً في وطنه, وأن لا يكون مستعمر الوطن أو محتلّه, وأن لا يكون مقيداً بخطاب حزب, أو حكومة, وأن لا يكره على دين أو مذهب, وأن لا يخضع لمواضعات اجتماعية لا تسويغ عقلياً لها, أو لضغط اجتماعي يميل به عما يراه حقاً, وأن لا يكون في قيد ضرورات المعاش فيصدق فيه قول أبي العلاء المعري:
وحسب الفتى من ذلّة العيش أنه
يروح بأدنى القوت وهو حباء
فلا يبلغ في عيشه حد الكفاية أو حد «الكرامة الانسانية» بعبارة أدق وأوفى.
وثاني هذه الشروط الهاجس المعرفي, أو قلق العقل, أو نداء التساؤلات.
وتفصيل ذلك أن ينقدح فيه تلقائياً شغف بالمعارف, وأن يسعى بأريحية الى تحصيلها, وأن يكون ذلك منه اشبه شيء بتحقيق الذات المتعطشة الى اكتشاف الأنفس والآفاق, والى درك اعماق الوجود وما ورائياته (أو ميتافيزيقاه) في آن.
وثالث هذه الشروط اضطراب النفس في مواجهة العالم, أو قلق الروح ازاءه.
وتفصيل ذلك أن يؤرقه مصيره الفردي ومصير الانسانية, وأن يقضّ مضجعه شقاؤه وشقاء الاخرين, وأن يكون ذلك موضع تأمل دائم منه.
ورابع هذه الشروط هدأة, ومستراح, وبعض وقت للنظر والاعتبار.
وتفصيل ذلك ان لا يظل يلهث خلف اسباب حاجاته, وأن لا تستغرقه التدافعات والصراعات على أشكالها, وأن يملك أن ينتحي بذاته جانباً, متفكراً بروية وهدوء, وان يجعل بينه وبين العالم الموضوعي في شتى تجلياته ومختلف معطياته مسافة تتيح له دقة تقدير النسب والابعاد ما امكن للانسان أن يقدّر, وأن يستأني ما استطاع في بناء نسقه المعرفي, وفي سوق استدلالاته عليه..
وانت لو تأملت هذه الشروط لوجدتها متواشجة متلازمة, ولوجدت انها مرتفعة معاً, بسبب من هذا التلازم, من واقعنا العربي, الا فيما يتفق من حالات نادرة أو نقاط مضيئة متباعدة, تنوس مضطربة, ولا يلبث أن يدركها الصمت في هذا الغاسق الواقب الذي يجثم على مضطربنا الانساني من الماء الى الماء.


إن فينا لا ريب مدرسين للفلسفة، وإن في هؤلاء لَمَنْ يجاهد جهادا مضنيا ليزرع حب الفلسفة في تلامذته واصدقائه ومحبيه، ومن يسلخ السنين من عمره وهو يترجم اعمالا فلسفية غربية او شرقية من شتى العصور، ومن يحقق اعمالا فلسفية من تراثنا العربي الاسلامي.
كما ان فينا كُتابا كبارا موسوعيين استهوتهم الفلسفة واصدروا كتبا قيمة في كثير من مباحثها.
ولكن ذلك كله، وهو جدير باعمق التقدير، محقق – في المقام الاول – لشرط واحد من الشروط المتلازمة المذكورة آنفا هو «الهاجس المعرفي» الذي يدفعنا الى تبيّن «ما هنالك» او الى تدبّره لون تُدبّر، او الاعتبار على نحو ما به.
وإذا كان لنا ان نسمي ذلك «نجاحا» نسبيا او خطوة بالغة القيمة، فإن علينا ان لا ننسى ما هي متواشجة به من شرط الحرية وشرط الوجدان الذاتي وشرط الهدأة والمستراح.
ولما كانت الحرية،التي هي ام الشروط وقوامها غائبة، كما نتحقق او كما نسمع ونرى ونبلو في عالمنا العربي، فإن ما يمكن ان ينهض من تمازج الشروط الثلاثة الاخرى – في حال تحققه – قد يوهم بعضهم بقيام فلسفة ما، هنا او هناك، عند هذا المفكر او ذاك، لكن من يرى الى تلازم شروط الفلسفة على نحو ما أشرنا اليه واشبعناه توكيدا لا يغفل عن حقيقة الفلسفة وراء ذلك، ولا يرتضيها الا بشروطها مجتمعة، ولا سيما «الحرية» ذلك الغائب العزيز.
إن قصارانا من الامر في حال طال غياب هذا الشرط الحاسم هو مضاهأة الآخرين من اسلافنا العظام او من فلاسفة الامم الاخرى، قديما وحديثا، او اجتهاد واقعٍ دون حقيقة الفلسفة، او تعِلّاتٌ مختلِفات مما تطمئن اليه الانفس حين تستفرغ وسعها فيما لا تطيق، او فيما لم تتكامل اسبابه او يحضر اوانه.
قد يقول قائل إن هذه الشروط كلها نسبية لا مُطلقة، وإنها رهينة واقع ماثل، غير محلقة بحالٍ فوقه، وإنها لم تتوافر متلازمة لا لسقراط وافلاطون وأرسطو، ولا للفارابي وابن سينا وابن رشد، وإن كلا من هؤلاء، ومن اضرابهم، كان يأخذ بطرف من هذا الشرط وبطرف من ذاك، ولا يأخذ بها جميعا


قد يقول قائل إن فيلسوفاً مثل عمانوئيل كانت كتب «نقد العقل الخالص» و»نقد العقل العملي» وغيرهما من اعماله وهو فاقد شرط الحرية, مضطر الى مصانعة فردريك الثاني الذي حذره من افساد الشبيبة الالمانية, مكتف – على الرغم من شجاعته الادبية – بقول بعض ما يعلم لا كل ما يعلم, كما جاء في رسالة منه الى فردريك, الامر الذي يذكرنا بمصير سقراط الأليم, وبألوان الاضطهاد التي تعرّض لها كثير من الفلاسفة على اختلاف الامم والعصور.
ونحن لا نخلص مما تقدم الى استحالة الفلسفة دون حرية وان توافرت عناصرها الاخرى على اشدها, ولكننا نخلص الى معنى رديف هو استحالة سلامة الفيلسوف الحق او بقائه حياً, وأن من يعتقد بحريته من المفكرين او يتناسى قيوده وارتهاناته, مرئية وفوق بنفسجية, ويباشر التفلسف في ضوء هذا الاعتقاد, انما هو «مشروع شهيد» ينتظر ان يلاقي مقتله المعنوي او المادي, وكم هي الشواهد كثيرة على ذلك, قديماً وحديثاً.
انه قد صح ان يتفق لفيلسوف من هؤلاء أن يحيا في واقع متكافأ قواه المتصارعة, وتتعادل فرقاؤه المتدافعة, فيكون ثمة حرية نسبية حاذرة موقوتة تملك بعض العبقريات ان تنجز فيها اعمالاً باهرة, وما من فيلسوف او كاتب فذ صاحب انجاز مرموق يقع خارج هذا الاحتمال.
ننتهي من هذا الايجاز الذي نرجو أن لا يكون مخلاً, الى انه بغياب الحرية بكل معانيها ومقتضياتها تستحيل الفلسفة. وأن ذلك ينسحب على قطر قطر في عالمنا العربي انسحابه عليها مجتمعة, على الرغم من وجود اساتذة – نجلّهم – مخلصين, ومفكرين معتبرين, وتلامذة متفوقين.
بيد أننا لا نقول ذلك باستيقان تام, بل نترك المجال فيه – احتراماً للفلسفة والفلاسفة – الى مزيد من النظر ومزيد من التحقيق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
عن الفلسفة والحرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 9 عربيّات تحوّلن إلى أساطير في النضال والحرية
» ما هي الفلسفة ومن هم الفلاسفة؟!
» سهر (القاصرات) ليلاً بين الانحراف والحرية وغياب الرقابة
»  مقال علمى حول الفلسفة
» أميركا: حصاد الأبرياء بين ثقافة العنف والحرية الفردية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: