منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 محمد عباس أو محمد زيدان.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمد عباس أو محمد زيدان. Empty
مُساهمةموضوع: محمد عباس أو محمد زيدان.   محمد عباس أو محمد زيدان. Emptyالأحد 01 مايو 2016, 4:44 am

محمد عباس أو محمد زيدان.

محمد عباس أو محمد زيدان. New+Picture

أبو العباس (10 ديسمبر 1948 في الطيرة – 8 مارس 2004 في العراق) هو زعيم سياسي فلسطيني اسمه الحقيقي محمد عباس أو محمد زيدان. أسس سنة 1977 جبهة التحرير الفلسطينية مع طلعت يعقوب بعد انشقاقهما عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة مع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان اوساط السبعينات، إذ آثر أبو العباس الوقوف إلى جانب منظمة التحرير والقوى الوطنية اللبنانية بينما اختار جبريل الوقوف إلى جانب سورية التي دخلت لبنان في حينها.
شهدت الجبهة صراعات داخلية انتهت في عام 1983 بانقسامها إلى شقين أحدهما بقيادة يعقوب الذي انتقل بمقره إلى تونس حيث مقر منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات. جرح أبو العباس في جبهته خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1982 وانضم إلى عضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة عام 1984. اشتهر أبو العباس خصوصاً بعد عملية أكيلي لاورو التي قام بتنظيمها. وخلالها، خُطفت في هذه العملية سفينة سياحية إيطالية وقُتل رجل أمريكي يهودي عجوز اعترضت الطائرات الاميركية المقاتلة الطائرة التي كان تقله في طريقها من القاهرة إلى تونس بعد انتهاء ازمة الباخرة، فوق البحر الأبيض المتوسط واجبرتها على الهبوط في جزيرة صقلية في إيطاليا، غير ان السلطات الإيطالية أفرجت عن الطائرة ولم تعتقله. ومن المفارقات ان السلطات الإيطالية حاكمت أبو العباس غيابيا وصدر في حقه حكم بالسجن مدى الحياة وأُجبر بعدها أبو العباس لللجوء إلى العراق. حيث شغل هنالك منصب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية.
قام في أبريل 1996 بزيارة غزة بعدما نصت اتفاقية أوسلو عن العفو المتبادل عاد واستقر في العراق في اواخر التسعينات إلى أن اعتقل، في 15 أبريل 2003 في منزل يبعد 50 كيلومترا جنوب بغداد، كان يختبئ فيه بعد أن فشلت محاولته للفرار إلى سوريا.
أسرة الجيش الأمريكي بعد غزو العراق سنة 2003. أعلن الأمريكيون عن وفاته بسكتة قلبية في مارس 2004.[1] رفضت إسرائيل السماح بدفنه في الأراضي الفلسطينية، فتم دفنه في مقبرة الشهداء بدمشق.[2]
ودارت هنالك الكثير من علامات الاستفهام آنذاك حول استشهاد أبو العباس ما بين اغتياله عن طريق وضع سم في وجبة طعامه أم عبر السكتة القلبية كما زعم الجيش الأمريكي.



قُتل أبوالعباس الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، المقاتل والقائد الفلسطيني، صاحب عملية "اكيلي لاورو" الشهيرة، قُتل تعذيبا أو قتل قهرا أو قتل بالقتل البطيء الذي يأتي بمنع الدواء عنه كما أعلنت الجبهة، فمنذ اعتقلته القوات الأمريكية في العراق ولم يعرف أحد عنه شيئا، ولم يعرف مكانه أو جريمته، أو ماذا يدور بشأنه، لم نسمع عنه كلمة واحدة إلا أنه "مات" أو قتل، وقتلته هم قتلة الفلسطينيين في فلسطين، وهم قتلة العراقيين في العراق، وهم قتلتنا في كل الوطن العربي. وضعت أمريكا اسمه علي قائمة الإرهابيين المطلوبين منذ 20 عاما، دخل فلسطين مع ياسر عرفات رغم رفضه لأوسلو، وحضر أول اجتماع لمجلس وطني فلسطيني، وجاءته النصيحة من القائد بأن يغادر فلسطين ففعل، رغم قسوة هذا عليه فقد رأي خطوته إلي الوطن الذي خرج منه قبل 50 عاما، خطوة في الاتجاه الصحيح، واعتبر يومها أن دخوله إلي فلسطين هو بالضرورة انحسار للكيان الصهيوني فيها وأن نهايته قد أزفت، وغادرها مضطرا قبل أربعة أعوام فقط، وحاول أن يعود إليها إلي بيته وأهله ومكتبه، ولكنه لم يقم بالعودة، واكتفي وهو في بغداد بالحلم، حلم بأن يعود بلا مقامرة، ويعود منتصرا، أو يعود ليدفن فيها، والحلمان لم يتحققا. في بيته الصغير ببغداد التقيته، منذ عامين بالتمام والكمال. التقيته وأنا أشعر بأنها ربما تكون المرة الأخيرة التي اتنسم فيها هواء بغداد واملأ عيني منها، فالحرب تدق الأبواب، والرئيس الفلسطيني محاصر في رام الله، والرؤساء العرب يتوافدون علي بيروت من أجل "بيعة" للعدو أسموها يومها مبادرة الأمير عبدالله، وسماها أبو العباس "فضيحة" وقال ساعتها كأنه يقرأ في دفتر أحوال العرب.. نفس المشهد تكرر في عام 1936، كانت الثورة متصاعدة في فلسطين، وانتفاضة كبري وإضراب يهدد الوجود البريطاني كله، ولم تتمكن بريطانيا من إفشال الإضراب الفلسطيني وإسقاط الانتفاضة إلا باللجوء لعملائها في الأنظمة العربية، وأسأله: ماذا يعني، ويقول: تداعي القادة العرب إلي اليمن، وأصدروا نداء ناشدوا فيه الشعب الفلسطيني بالحرف الواحد قائلين: "اشقاؤنا في فلسطين لثقتنا في حليفتنا بريطانيا العظمي نأمل أن توقفوا الثورة لأن بريطانيا وعدتنا بحل المشاكل"، وأوقف الفلسطينيون الثورة، وسلمت بريطانيا فلسطين لليهود، وفي عام 1990 حدث إجماع عربي علي القتال تحت العلم الأمريكي من حفر الباطن. وأسأل أبوالعباس: لكن العرب لا يتداعون اليوم إلي وأد الانتفاضة وإنما لإقرار السلام ويقدمون مبادرة تلو أخري? ويقول: الحديث عن مبادرة سلام هو إعلان مسبق عن استعداد للتنازل، واستعداد للقبول بالقهر، وأنا لا أفهم لماذا يأتي طرف من أطراف الصراع ويعلن شروط استسلامه، إلا نحن هذه فضيحة. واسأل أبوالعباس يومها، هل ستضرب أمريكا العراق، فيقول: أمريكا قررت ضرب العراق، وتحشد له، وتريد أن تحقق الحلم الأمريكي، وهذا قرار له مساندون عرب ومسلمون، وأمريكا تتصرف بعقلية الكاوبوي، ولن تتصرف منفردة، وهي في حاجة لمقاتلين بالإنابة، والوضع العربي مهيأ لأن يأتي إما بالسيف أو بالذهب والحكام العرب يعرفون أن المقعد سيهتز بالتهديد ويستقر بالترغيب، وأنا لا أفهم سلوكيات عربية تقول: نحن علي الحياد في العنف في فلسطين، ودولة عربية تحكم بالإعدام علي رجل كان يعتزم أن ينقل سلاحا للانتفاضة في وقت أمريكا تريد هيمنة طويلة المدي علي المنطقة والعالم، وتريد تأكيد العولمة التي بدأت تنخر في الشعوب، وهذا لا يتم إلا بسيطرتها علي مصدر الطاقة في العالم، والنفط في العراق، يريدون عراقا أمريكيا واستقرارا في فلسطين تأتي به مبادرة الأمير عبدالله التي تحوي شروط استسلامنا في فلسطين والعراق وهما ضمير الأمة. ويمضي أبوالعباس وبخبرة المقاتل والقائد فيدعو القوي الشعبية العربية وهي تضغط علي حكامها حتي لا ينصاعوا لأمريكا إلا تشتبك مع هؤلاء الحكام لأنهم أشرار لن يفوتوا فرصة الانقضاض علي الشعوب، لذلك فعلي القوي الشعبية أن تبتكر أساليب ضغط ومواجهة تفوت علي الحكام فرصة الانقضاض، وكأنه كان يعرف الغيب، فقد انقض الحكام بالفعل بالقتل وبالسجن وبالتعذيب وبالمبادرات. واسأله في النهاية عن العقيد القذافي فيقرأ في كف العرب ويقول: لا أراهن علي موقف ليبي، ولا استطيع البناء علي الأفكار الليبية، أنا أفهم أن القذافي غاضب وحاقد وخجلان من العرب ومن انتمائه العربي، وفي نفس الوقت يتكلم عن مشروع سلام مع إسرائيل ويطبق فيه تجربة جنوب أفريقيا، أنا لا أعرف إلي أين سيبتعد القذافي بليبيا، ربما إلي القمر".. والآن يا أبوالعباس ابتعد، القذافي بليبيا.. ابتعد ليس إلي القمر كما كنت تقول ساخرا، وإنما إلي "العدو".


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأحد 01 مايو 2016, 4:52 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمد عباس أو محمد زيدان. Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد عباس أو محمد زيدان.   محمد عباس أو محمد زيدان. Emptyالأحد 01 مايو 2016, 4:45 am

شـــــهـادات في "أبو العباس"

شهدت الساحة الفلسطينية أدواراً مختلفة لقيادات تركت آثاراً مهمة، وبصمات ما زالت بارزة في هذا الجانب أو ذاك من جوانب الكفاح الفلسطيني على مدى أربعين عاماً من عمر الثورة ومسيرتها الشاقة بكل ما واجهته من عقبات وأزمات. واذا كانت حركة " فتح" و(م.ت.ف) قد شهدتا رموزاً أمثال ابي علي إياد وأبي إياد بما يمثلان من الصلابة والتماسك والعناد بوجه الاحتلال، والقدرة على المواجهة، وأيضاً الشهيد أبو جهاد مهندس الانتفاضة الأولى بكل ما يمثل من إبداع ثوري، وتصميم على ملاحقة الاحتلال على الاراضي الفلسطينية المحتلة، ومن تواضع اكسبه محبة الجميع، وجعله مدرسة تخرّج منها كبار الضباط والكوادر.
كذلك كان الشهيد القائد أبو العباس الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية من القادة المميزين سواء في سيرته الثورية عبر تصاعد الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي أم خلال الفترة التي تلت الاحتلال الاميركي للعراق، وما خالطها من ظروف شاقة، وغامضة، فُقدت فيها أية إمكانية لتطبيق القانون، أو القرارات الدولية التي تنص على حماية المدنيين.
ونحن نتحدث عن الشهيد القائد أبي العباس تستوقفنا محطات بارزة في حياته لا بد أن نتحدث عنها وهي ما ميّزت شخصيته القيادية والنضالية في آن.
أولاً: لقد اكتسب أبو العباس موقعه القيادي من خلال التضحيات والعطاءات الثورية المتواصلة والتي أهٍّلته أن يرتقي في مراتبه القيادية من عضو لجنة مركزية، إلى عضو مكتب سياسي، إلى نائب للأمين العام، إلى تحمل مسؤولية الأمانه العامة للتنظيم دون منازع، فهو لم يُفرض من قبل أية دولة عربية أو إقليمية وانما كرًس حضوره القيادي عبر صياغة تجربته النضالية في العلاقات مع مختلف الأطر الفلسطينية، وداخل جبهة التحرير نفسها.
ثانياً: عزّز الثقة بينه وبين مختلف الأطر القيادية في جبهة التحرير الفلسطينية، من خلال الاحترام المتبادل، ومن خلال المؤتمرات التي جعلت الكادر يتعرف عليه اكثر بسبب مواقفه، وتحليلاته السياسية، وتقديره للمواقف وهذا ما جعل وصوله الى الموقع القيادي الاول امراً طبيعياًً بعيداً عن اي جدل.
ثالثاً: تميّز بحرصه المتواصل على بناء الكادر فكرياً وعسكرياً، وتربيته تربية ثورية أصيلة، وقد وضع لذلك البرامج، وهيأ الظروف المناسبة، وضمن بذلك استمرارية التنظيم، واستمرارية الفعالية النضالية في مختلف المجالات السياسية والتنظيمية والنقابية والعسكرية، وهذا ما يؤكد بعد النظر عنده رغم الظروف الصعبة التي القت بثقلها على الواقع الفلسطيني.
رابعاً: شخصيته القيادية مصاغة بشكل جيد من تجارب عديدة، ومن نماذج متعددة خاصة انه كان مقرّباً من الشهيد ابو جهاد، والشهيد ابو اياد، وخاصة انه كان محبوباً جداً من الرئيس ياسر عرفات، ومن هذه الشخصيات استفاد أبو العباس، اضافة الى التأثر بالشخصيات الثورية العالمية، وهكذا كانت شخصية ابو العباس شخصية فذة استطاعت ان تمسك بزمام امور التنظيم رغم الصراعات التي شهدتها الساحة الفلسطينية.
خامساً: تمتع بالجرأة في اخذ القرارات الحاسمة التي تنسجم مع مصالح الشعب الفلسطيني العليا، وهذا الحسم كان اكثر ما كان بعد اتفاق اوسلو، فهو على رغم معارضته للاتفاق، الاَّ انه كان هادئاً وموضوعياً في معارضته، كان يؤمن تماماً كأبي جهاد بأن ارض فلسطين هي ارض الصراع الاساسية، ومن اجل ذلك توجه بكل قدراته الى ساحة الفعل الاساسية، واستفاد من اول فرصة سمحت له بالعودة الى ارض الوطن لحضور المجلس الفلسطيني ثم استقرّ هناك لبعض الوقت الى ان شعر بضرورة المغادرة الى العراق لأسباب خارجه عن ارادته، فهو ملاحق اميريكاً واسرائيلياً، وجرت عدة محاولات لاغتياله.
سادساً: آمن بضرورة استمرار الكفاح المسلح وبرزت مقدرته العسكرية في التخطيط لعدة عمليات عسكرية كان ابرزها معركة الانزال على الساحل البحري الفلسطيني، فهو يثق تماماً بأنَّ ايمان الانسان بقضيته يبقى اكبر بكثير من التقدم التكنولوجي، والتفوق العسكري الذي يتمتع به العدو الاسرائيلي، ولذلك تنتصر دائماً ارادة الانسان وايمانه بحقه.
سابعاً: كان صاحب مواقف مبدئية، ولم تخضعه العوامل الضاغطة لأخذ قرارات مخالفة لقناعاته رغم معرفته بالنتائج المتوقعة، فهو قد قصد العراق لأنه وجد فيه قلعة المقاومة للأطماع الامريكية، ووجد في الشعب العراقي الشعب الملتف حول القضية الفلسطينية، ورغم معرفته بالتطورات الاّ انه ظلّ على وفائه لمبادئه ولمتطلبات موقعه القيادي والمسؤول ظلّ ثابتاً لأنه جزءٌ من المواجهة، وبعد سقوط بغداد تم اعتقاله، وظلّ العراق وحيداً يقاوم الى ان اعتقل ابو العباس في 14/4/2003 ولم تستمع قوات الاحتلال للنداءات التي صدرت عن اطراف فلسطينية ودولية وعربية، ومورس بحقه التعذيب الجسدي والنفسي، الاّ ان صلابته ادهشت وأزعجت العدو المحتل، فكان القرار باغتياله داخل السجن في وقت غاب فيه الرقيب والحسيب، استشهد ابو العباس في 10/3/2004 وأصبحت المشكلة هي اين سيدفن؟ وهل ستسمح الولايات المتحدة بدفنه حيث تمنّى؟ الغطرسة الامريكية تجاهلت حتى امنية القائد الفلسطيني بأن يدفن في فلسطين.
بالتأكيد ترك القائد الراحل ابو العباس فراغاً تنظيمياً لأن من سيخلفه يحتاج الى هذه المميزات، وهذه الخبرات، وهذه التجارب حتى يتمكن من أخذ الدور القيادي المطلوب. القيادات التاريخية التي عايشت الثورة منذ انطلاقتها ليس سهلاً تعويضها، الاّ ان الساحة الفلسطينية التي يقودها الرئيس ياسر عرفات قادرة على ان تصنع القيادات، والرجالات، وفي إطار التفاعل اليومي واكتساب الخبرات فلا خوف على الساحة الفلسطينية، فهي ولاَّدة وليست عاقراً، وما بُذِر فيها من بذور سينبت وينمو، ويصبح نصراً وحرية واستقلالاً.



ترى هل كان ذلك الشاب المتدين، يدرك عام 1977، وهو يتعلق بالطائرة الشراعية فيسقط منها متداخلة عظامه بعضها في بعض، ويتحامل على نفسه فينهض من جديد، أنه سينتهي إلى سجن أميركي في العراق، عليل القلب مرتفع الضغط، حتى يأتينا النبأ الأخير عنه الثلاثاء الماضي؟
لا يا أبا خالد، يا أبا العباس..
كان "أبو العباس" محتشداً بالحياة. وفلسطين عنده من أسماء الحياة. ومع أنه قلّما كان يخصص في الحديث، إلا أن الطيرة، طيرة حيفا، كانت الهوى والحلم وهو الذي نشأ، بعيداً عنها، في مخيم اليرموك الدمشقي للاجئين الفلسطينيين. ولعل وجوده في حمولة كبيرة من الطيرة، وضعه تحت تأثير قصصها وبطولات رجالها وعنادهم المشهور، فانعكس على إيقاعه اليومي الذي لم ينقطع يوماً عن السؤال واستزادة المعرفة. ولكن ما لي ولهذا المدخل؟ فأنا لم أعلن أنني أكتب سيرة قائد من الجيل الثاني. ولكنني أحاول التماسك والتعامل مع حقيقة أنني فقدت صديقاً غالياً.. فهل أستطيع؟
كان المحقق العربي معنياً بقضية لا تعنيني: "أبو العباس".. ما هو موقعك في تنظيمه؟ وكنت أجيب: لم أكن في يوم من الأيام عضواً في جبهة التحرير الفلسطينية.. ولكنني لا أخفي الاحترام والمعزة لهؤلاء الشباب وفي طليعتهم أمينهم العام "محمد عباس".
كان يشغله أمران: القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وألا تسقط فلسطين من ذاكرة العالم. وأخذ الأمر الأول عليه حياته ومسيرته. منذ أن انتسب إلى الجبهة والتي يتزعمها أحمد جبريل قبل نحو أربعة عقود. وهناك توثقت علاقته بابن عمه ورفيق دربه "فؤاد زيدان" – عباس الذي استشهد فيما بعد. وكذلك برفيقه المرحوم نافذ يعقوب "المشهور بإسم طلعت" وبقية الشباب: علي إسحق، أحمد نجم، عمر شبلي، أبو الجاسم. وفي عام 1976، عام استشهاد مخيم تل الزعتر، أصبح من غير الممكن ألا تحدث حركة ما. وكانت تلك حركة الشباب الذين استعادوا اسم جبهة التحرير الفلسطينية بعد أن كان قد أصبح اسمها الجبهة الشعبية – القيادة العامة.
أما حضور فلسطين في العالم، فقد اتخذ "أبو العباس" له وسائل مبتكرة فريدة. استخدام الطائرة الشراعية للوصول إلى فلسطين. استخدام المنطاد الهوائي. الزوارق البحرية، العمليات النوعية وأخيراً الفكرة المجنونة الإشكالية التي أثارت العالم: اختطاف الباخرة الإيطالية العملاقة "أكيلي لاورو" التي كانت متجهة إلى ميناء حيفا.
يومها فلت عيار الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان. وصارت تصريحاته ضد أبي العباس نشاطاً رئاسياً يومياً. وقامت الولايات المتحدة الأميركية العظمى التي تندد بالقرصنة، بعملية قرصنة جوية نادرة المثال. فقد اختطفت طائرة صغيرة كان فيها "أبو العباس". إلا أن القائد الشاب الذي كان يظن الكثيرون أنه أقدم على عملية متهورة. كان قد أخذ للأمر عدته قضائياً. ولم يستطع الأميركيون أن يثبتوا شيئاً ضده.
بعد أن جرت مياه كثيرة في نهر الأردن، وقعت القيادة الفلسطينية على معاهدة أسلو. ولم يبلع ابن الطيرة تلك المعاهدة، إلا أنه ميز جيداً بين قضية سياسية خلافية وبين حق العودة. وهكذا عاد.
أجل، عاد "أبو العباس" إلى الجزء المتاح لنا من الوطن. واتخذ رقماً وطنياً. وزار الطيرة، مسقط رأسه. وهناك عب هواء بحرياً نقياً. واستطاعات الدمعتان الحارتان أن تجدا طريقهما إلى عيني القائد الشاب الذي رسم له الأميركيون صورة بالغة القسوة.
ينتهي نسب محمد عباس إلى الشيخ ظاهر العمر الزيداني، أول زعيم استقلالي في تاريخ فلسطين خلال العهد العثماني. وبقدر ما كان فخوراً بهذا النسب، كان فخوراً بالجدلية التي نذر لها عمره في تصميم الهوية. فهو طيراوي فلسطيني عربي إنساني.
ثم غدر به القلب، وارتفاع الضغط، ووجد مقراً في بغداد. وحين احتل الأميركيون عاصمة الرشيد قبضوا عليه واقتادوه إلى الأسر. لم يكن عندهم شيء ضده، إلا إذا كانت تهمته الكبرى: أنه فلسطيني، هي من الاتهامات التي لا تسقط ولم يكن يريد لها أن تسقط. يومها ارتفع الصوت من كل مكان: إن استمرار أسر أبي العباس، بوضعه الصحي الأخير، هو شكل من أشكال الاغتيال.
وبهذا المعنى فقد اغتاله الأميركيون. وبهذا المعنى فهو شهيد فلسطيني بامتياز. أما أيام الصداقة والأحلام الكبيرة والأسئلة الثقافية والحنين إلى أصدقاء الصبا والشباب فتلك سيرة لا بد أن نشهد لها جميعاً، وأن نسهم في كتابتها يوماً، وأرجو أن يكون قريباً.
وإلى حين ذلك يتلجلج السؤال دمعة كاوية في الحلق والعين: يا أبا خالد، كيف نتعامل معك؟ هل توافق على أنك شهيد وكفى؟ ما الذي ستفعه غداً؟ ما الذي سنفعل؟ رحمك الله..



سقط أخيراً أبو العباس، أحد القادة الفلسطينيين في معتقله الأميركية على الأرض العربية.
من كان يتصور هذه النهاية للشهيد القائد محد عباس زيدان، ابن النكبة الذي حمل من فلسطين آلام التشرد والغربة وصلابة جذوع الزيتون الطيراوي العتيق، وفي فمه طعم حليب الهجرة إلى المنافي في أـزقة دمشق الفقيرة؟
نشأ أبو العباس متمرداً ثائراً منذ أن كان فتى يافعاً ينقل خطاه بصندل ممزق بين حفر الطريق الموصولة إلى المدرسة من أكواخ اللجوء.
امتشق سلاحه صغيراً وهو يدخل خضم السياسة في الستينات حين كان للفلسطينيين دور بارز في اللعبة السياسية السورية الداخلية بين الأطراف الإنفصالية والقومية والبعثية وحين كان الجذب باتجاه فلسطين. فلسطين التي تاجر بها مَن تاجر وكانت عنواناً يضفي شرعية مطلقة على الطامحين إلى السلطة.
القيادة العامة كانت عنوانه الأول الذي يلج منه باتجاه الوطن. الوطن الذي حلم به "أبو العباس" منذ نعومة أظفاره وهو يستمع كل ليلة إلى ذكريات والده وجده عن بيادر الطيرة وزيتونها العتيق. ومع مرور الأيام وتجذر الرؤيا الثورية على الطريق المتعرج والمتذبذب في المسيرة السورية الرسمية والانقلابات المتلاحقة وتغيير الولاء من نظام لآخر، والذي انعكس على قيادة "القيادة العامة" كان لا بد لمحمد عباس ليس فقط من تحديد الموقف، بل والمبادرة لجعل الطريق تسير بالاتجاه السليم، وأين هذا الاتجاه إذا لم يكن باتجاه قمة الكرمل؟
حينها انتفض "أبو العباس" معلناً فلسطينيته وانحاز "أبو العباس" كلياً كما كان دائماً مع مجموعته معلناً تشكيل جبهة التحرير الفلسطينية على أنقاض ما سمي بـ"القيادة العامة". هنا بدأت متاعب "أبو العباس" الحقيقية بالإضافة إلى واجباته النضالية الأخرى في ساحة الصراع واستحقاقات التحرر.
قابلت "أبو العباس" عندما عاد إلى الوطن. وكانت الطيرة هاجسه الدائم ووجعه الأبدي، جرحاً مفتوحاً في الصدر. وبكل بساطة قدم "أبو العباس" طلباً لتصريح يستطيع بموجبه زيارة الطيرة، ويبدو أن القرار كان لزيادة الوجع واشتعال الاشتياق، وفتح جروح لم تكن كما اعتقدت تل أبيب قد اندملت.
ذهب "أبو العباس" إلى الطيرة وعندما عاد لم يكن يعرف من أين يبدأـز كان جذلاً كطفل التقطت شفتاه حلمة نهد أمه بعد طول غياب. وكما حدث معنا جميعاً عانق "أبو العباس" ذكريات والده وجده على شاطئ "العزيزية" ونقل خطواته في "المنزول" وتحادث مع ذلك القصاب اليهودي الذي جاء من العراق ثم استمع إلى هديل الحمام الذي عشش في البيوت المهجورة والذي كان أقرب منه إلى النواح. نظر "أبو العباس" غرباً فرأى الموج الذي يلاطم الشاطئ أين استحم جده ذات يوم، وعبّأ من العين التي غسلت عليها والدته ثيابه ذات نهار، وحاول إحصار ما تبقى من أشجار الزيتون والتين وأخيراً عرج على المقبرة القديمة والتي غطى قبورها نبات الزعتر وقرأ الفاتحة على أرواح من سبقوه.
بقي "أبو العباس" يتحدث دون انقطاع وأظن أنني رأيت شيئاً يلمع في عينيه ما لبث أن تكثف فسارع "أبو العباس" لمسحها بظاهر كفه.
حتى أمامنا لم يقبل "أبو العباس" أن يظهر بمظهر الضعيف. كانت روحه عالية ومعنوياته رغم كل ما حدث ما زالت مرتفعة وكانت قامته أعلى ما هامات الجلادين والمتنكرين لعروبتهم الذين أرغموه على العودة إلى بغداد بعد أن سقطت.
قال "أبو العباس" أنه ينوي الاستقرار في الوطن لكن وضع العراق الذي احتضنه كل هذه السنين في وقت عزّت فيه الكرة الأرضية عن استقباله والوفاء الذي تعلمناه لهذا الموقف القومي يحتم عليه أن لا يترك العراق في هذه الظروف. كان يأمل أن تنتهي مشكلة العراق وحصاره ليستطيع الرحيل في حال طبيعي. كان موزع القلب بين رام الله وبغداد وكان عزاؤه أن المعركة واحدة وأن النضال واحد.
لم يكن "أبو العباس" من الذي يتحملون الضيم والذل واعتقد جازماً أن معتقليه قد أدركوا ذلك جيداً فكانت أقرب الطرق إلى حسم موضوعه خاصة وأنه لم يكن متهماً بشيء، محاولة إذلاله حتى يسقط صريعاً بقلبه الواهن أصلاً وهكذا كان.
من أين لك أخي "أبو العباس" ان تعلم أن "قلاع العروبة" ستضيق بك وسترفع العلم الأبيض عند أول تهديد من التتار لتقوم بتسليمك؟ ولكن أنسيت أم تناسيت أن من يتنازل عن حقه في النضال لتحرير أرضه يتنازل عما هو أكثر؟
على أية حال، كان على "محمد عباس" أن يبحث عن مكان إذا ما قيض له وخرج من المعتقل الأميركي على الأرض العربية، ولا أظن أنه كان سيجد ذلك المكان على أرض العروبة لأن المتنفذية فيها من أولي الأمر أجبن من المغامرة على استقبال شخص كمحمد عباس فقد ضاقت بنا الأرض بما رحبت ولا حول ولا قوة إلا بالله. وليعلم الجلادون والسجانون والقتلة أن اليوم الذي نجمع فيه رفات شهدائنا ليدفنوا في أرض فلسطين قادم مهما طال الزمن، ومهما شحذ القاتل سكينه، ومهما ارتفع منسوب نهر الدم الفلسطيني. فلكل شيء نهاية، وأظلم ساعات الليل هي الساعة التي تسبق طلوع الفجر.. والفجر آتٍ لا محالة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

محمد عباس أو محمد زيدان. Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد عباس أو محمد زيدان.   محمد عباس أو محمد زيدان. Emptyالأحد 01 مايو 2016, 4:56 am

ريم رفعت النمر


متاهات «امرأة من فلسطين»


ي كتابها «امرأة من فلسطين، متاهة حروب وجبهات» (دار رياض الريس)، تقف ريم رفعت النمر، على الحبل الفاصل بين حياتها وحياة محمد زيدان (أبو العباس)، زوجها والقيادي الفلسطيني، الذي أصبح بنظر الغرب «الإرهابي الأول» بعد خطفه الباخرة الإيطالية أكيلي لاورو وما تسببت به من أزمة دولية، قبل أن يتوفى في السجن، وبظروف غامضة وفجائية، إبان الاحتلال الأميركي للعراق.
الكتاب يستعرض بتوازن لافت وأسلوب بعيد عن شعريات النضال، ساغا فلسطينية، بطلاها رجل وامرأة، ستدُمغ حياتهما الزوجية، لثلاثة عقود تقريباً، بالتنقلات المستمرة والملاحقات، والتهديد بالاغتيال، والمضايقات أحياناً والاستدعاءات. هذا قبل أن يسقط غزو العراق كصخرة ثقيلة بينهما، محدثاً تلك الهوّة الجغرافية المستحيل عبورها. ستبقى ريم في بيروت فيما يعلق أبو العباس في العراق، بعد أن تكون أقفلت في وجهه الحدود السورية والايرانية. يتتبعه الجيش الأميركي، الكيدي النزعة، ويعتقله في نهاية المطاف.
الرجل الذي سعى جاهداً وراء فلسطين، أصبح في مرحلة لاحقة صورة نموذجية لقيادي تمايز بظله الكبير الذي كان غطاءه الوحيد، ونأيِه عن الصفقات السياسية والسلوكيات البراغماتية. ثم وضعه جهاز الموساد نصب أعينه بعد سلسلة عمليات أعد لها في السبعينات. فتعرَّض لأكثر من محاولة اغتيال خلال اجتياح بيروت. وبعد خروج الفلسطينيين من العاصمة اللبنانية، استضافته دمشق وطلب منه الرئيس حافظ الأسد لاحقاً تدريب ابنه باسل. غير أن أبو العباس كان قد انشق في بداياته عن القيادة العامة برئاسة أحمد جبريل، كما اختلف في الرؤية أحياناً مع ياسر عرفات، قبل أن يجد نفسه مضطراً للجوء إلى النظام العراقي طلباً للحماية من التهديد الإسرائيلي وكون علاقته بعرفات لم ترق كثيراً لدمشق.
غير أن أبو العباس بقي الذراع الوحيدة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي حاولت النيل من إسرائيل عبر عمليات العنف الثوري في الثمانينات، فيما كان عرفات ينعطف باتجاه السياسة مغازلاً هذا النظام أو ذاك. أما ريم، فكانت قد أسست، ورفاقاً لها، المنظمة الشيوعية العربية التي ستنفذ عمليات سطو على عدة مصارف، ثم تقوم بتفجير وزارة الدفاع السورية منتصف السبعينات، قبل أن تتلقى رداً قاسياً من النظام، لتضطر وبشجاعة لافتة إلى الهرب عبر دمشق التي تطاردها استخباراتها، بجواز سفر مزور، ومنها إلى بغداد فأبيدجان صحبة زوجها الاول الذي ستفتر علاقتها به، وقد كان مطارداً مثلها وأعدم السوريون شقيقه الذي كانت ريم صديقته المقربة.
مع ذلك، فإن أياً من ريم النمر أو أبو العباس، لم يرد أن تبقى فلسطين مجرد خاطرة طويلة الأمد. هما الآتيان من خلفيتين اجتماعيتين متناقضتين تماماً، وخطين نضاليين مختلفين في الشكل. فهي البنت الوحيدة لمصرفي ثري، متنفذ وصارم في آن، درست في الجامعة الاميركية وعاشت في أرقى أحياء بيروت، قبل أن تتمرد في مرحلة لاحقة، وتتخذ مساراً حياتياً متواضعاً ومستقلاً. أما أبو العباس، فلم يكن أكثر من شاب فقرُه نموذجي، كما سذاجته في حب فلسطين. تربّى في مخيم النيرب في حلب، يتيم الأم، ثم انتقل في مرحلة لاحقة إلى مخيم اليرموك الدمشقي، وقد عمل في أشغال يدوية عديدة، قبل أن يمتهن التدريس لفترة. وكان يمكن له أن يقضي حياته كأي شاب فلسطيني لم ينخرط في العمل المسلح، لولا أنه آثر حمل البندقية حتى هدده بيريز علانية، ملوّحاً بالوصول إليه أينما كان مخبأه في بغداد، الأمر الذي أعده أبو العباس اعترافاً من العدو بتأثير عملياته العسكرية، رغم أنه لم يُكتب لأي منها تقريباً النجاح.
حكاية أبو العباس وريم النمر، تدلنا مرة أخرى على حقيقة أنه ليس للفلسطيني سيرة ذاتية كفرد. هو ليس مجرد شخص عادي، بل جزء من قضية. مهما كان شكل خياراته، أو أسلوبه في العمل السياسي أو العسكري ومهما اختلفت مقاربته للواقع. لقد ولد بسيرة ذاتية حُدِّدَتْ ملامحها مسبقاً، كنتاج وطن مسروق. وتحتم عليه لاحقاً أن يدفع ثمن الإشكاليات السياسية الكبرى في المنطقة، والصراعات بين الأنظمة العربية، وحروب النفط والجنون والتدخلات الدولية، وخيارات ياسر عرفات غير المفهومة في بعض الأحيان والمتقلبة، التي طبعت شخصه. الكتاب يطوي أكثر من مجرد قصة حب أو ملامح من أسرة فلسطينية. وتستعرض فيه النمر وبكثير من الدقة، والإيجاز أحياناً، الهزّات السياسية التي ضربت الشرق الأوسط، والتي أصبحت داخل بيتها الزوجي مجرد «ظرف اجتماعي» سيحدد أسلوب حياتها وحياة أسرتها الصغيرة مع أبو العباس، لتصبح عمود يومياتهما الفقري.
اللافت في سير رجال منظمة التحرير الأبرز، هو أنهم وجدوا يوماً جميعهم في بقعة صغيرة جداً في بيروت، لا تتعدى البضعة كيلومترات مربعة ضمن ما عرف بـ «جمهورية الفاكهاني»، واجهوا عدواناً إسرائيلياً واحداً، وتورَّطَ جلّهم في الاقتتال اللبناني، إلا أن كل واحد منهم كان يرى فلسطين بلون، لون واحد فقط. لقد اختلفوا في الأيديولوجيا، والرؤية السياسية، وتخاصموا أيضاً عبر علاقاتهم بأنظمة متناحرة، كالليبي والعراقي والسوري. لم يختلفوا على حدود فلسطين، وإنما على طريق الوصول إليها. وفي الأخير وجد بعضهم نفسه مرغماً للجوء إلى بعض الأنظمة العربية سيئة السمعة. كمهرب خلفي. خياراتهم تلك جعلت لهم سيراً ذاتية شديدة التباعد والاختلاف، وقد تكون حكاية أبو العباس، الأكثر مأسوية وعزلة، بعد أن كانت عملياته العسكرية تمنى بالفشل دوماً، ليتحوّل في آخر سنوات حياته إلى رجل لم يعد لديه ما يفعله سوى زراعة قطعة أرض عراقية صغيرة، باسم فلسطين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
محمد عباس أو محمد زيدان.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: شخصيات من فلسطين-
انتقل الى: