منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية Empty
مُساهمةموضوع: الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية   الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية Emptyالأربعاء 25 مايو 2016, 11:36 pm

الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية

قصة الإسلام
الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية SRG

الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية هي ثورة قام بها الشريف حسين حاكم مكة ضد الدولة العثمانية في يونيو عام 1916 بدعم من بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى؛ حيث تمكن أفراد القبائل الذين انضموا إلى الثورة من تفجير خط سكة قطارات الحجاز بمساعدة ضابط المخابرات البريطاني "لورنس[1]"، ومنعوا وصول الدعم العثماني إلى الحجاز، ثم طردوا الجيش العثماني من مكة والمدينة والطائف وجدة وينبع والعقبة ومعان ودمشق وأخيرًا حلب في عام 1919م.
وكان ذلك نذيرًا ببدأ ضياع فلسطين..
فقد اتفق الشريف حسين مع بريطانيا على إنشاء مملكة للعرب، يكون الشريف حسين ملكًا عليها، وتضم هذه المملكة الحجاز والعراق وسوريا والأردن وعاصمتها مكة المكرمة، مع استبعاد فلسطين من الاتفاق حيث كان يرتب لها أشياء أخرى في المستقبل..
كما تم الاتفاق على التعاون العسكري بين المملكة العربية الوليدة وبريطانيا، الذي كان يعني فرض الحماية البريطانية على المملكة نظير حماية المصالح الإنجليزية في المنطقة الإسلامية، ووقوف الشريف حسين إلى جانب بريطانيا في مواجهة الخلافة العثمانية!
وبموجب هذا الاتفاق قام الشريف حسين بحمل سيفه لضرب الخلافة العثمانية في ظهرها؛ بينما كانت دولة الخلافة تحارب في الغرب والشمال أوربا الشرقية وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا، وبينما تحارب في الشرق روسيا القيصرية يأتي الشريف ويطعن في الجنوب، فيضرب الجيش التركي المسلم في الشام وفلسطين..
وذلك ليس بمسمى الخيانة ومساندة الصليبيين ضد دولة الخلافة؛ ولكن تحت اسم جميل عنوان براق وهو: "الثورة العربية الكبرى"؛ ثورة للتحرر -كما يقولون- من الظلم والاستبداد واحتلال الأتراك للعرب!!
سرعان ما تكشَّف زيف هذه الدعاوي؛ فعلى الرغم من تعهدات بريطانيا للعرب بقيام دولة عربية كبرى؛ فإنها أجرت مفاوضات واتفاقيات سرية مع فرنسا وروسيا تناولت اقتسام الأملاك العثمانية بما فيها البلاد العربية، ثم انفردت بريطانيا وفرنسا في اتفاقية سرية عرفت باتفاقية "سايكس بيكو" نسبة إلى كل من المندوب البريطاني مارك سايكس[2] والمندوب الفرنسي فرانسوا جورج بيكو[3] وقد قاما بهذه المفاوضات في الفترة من نوفمبر عام 1915 إلى مايو 1916م – أي قبيل أحداث الثورة العربية- والتي افتضح أمرها بعد قيام الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا في شهر فبراير عام 1917م[4].
الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية Blfor-wa3d وعد بلفور
ثم في السنة نفسها غدرت بريطانيا بالعرب مرة أخرى حين قدمت لزعماء الصهاينة وعدًا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين من خلال ما عرف بوعد بلفور الصادر في 2 من نوفمبر 1917م.

وبلفور هذا هو "آرثر جيمس بلفور - Arthur James Balfour [5]) وزير خارجية بريطانيا، في حكومة "ديفيد لويد جورج[6]" الذي خلف أسكويث في رئاسة الحكومة البريطانية، الذي وجدت في فترة ولايته الأصوات المؤيدة لإقامة دولة يهودية في فلسطين آذانًا صاغية[7]!
وكان ذلك الوعد في خطاب أرسله بلفور إلى اللورد اليهودي روتشيلد، وعلى الرغم من أنه مجرد خطاب لا يحمل أي صبغة قانونية، ونصَّ فقط على أن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وسوف تبذل خير مساعيها لتسهيل بلوغ هذه الغاية، فإن هذا الخطاب أصبح الأصل الرئيسي الذي اعتمد عليه الصهاينة في إقامة دولتهم..
ترنحت الدولة العثمانية تحت الضربات البريطانية المتكررة خلال سنوات الحرب العالمية الأولى؛ مما اضطرها إلى سحب قواتها من فلسطين في عام 1917م بدافع الحفاظ على الوطن التركي، وأيضًا لتجنيب الأراضي المقدسة ويلات الحروب، وبالتأكيد فإن المتغيرات الحادثة في عقر دار دولة الخلافة وارتفاع صوت أصحاب النزعات القومية كان له أعظم الأثر في اتخاذ مثل هذا القرار!
على كل الأحوال فقد تسبب سحب القوات العثمانية إلى خُلوِّ الطريق أمام القوات البريطانية لاحتلال الأراضي الفلسطينية، وبالفعل في 9 من ديسمبر 1917م كان الطريق ممهدًا أمام الجنرال الإنجليزي "ألنبي[8]" لدخول مدينة القدس المسلمة[9]!
والمحزن أن الهدف من دخول القدس كان واضحًا في ذهن الجنرال الإنجليزي أكثر منه في أذهان العرب والمسلمين؛ فقد كان أول ما قاله الجنرال الإنجليزي وهو "يتبختر" مترجلاً في أراضي المسلمين: "والآن انتهت الحروب الصليبية"[10] الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية Allnbe-quds                    صورة الجنرال ألنبي يدخل مدينة القدس
جاءت سنة 1918 وانتهت الحرب العالمية الأولى، وسقطت الدولة العثمانية بعد هزيمتها، واحتلَّ الحلفاء واليونان أجزاءً منها، ووقعت الأستانة تحت سيطرة الإنجليز، وأصبح الخليفة كالأسير فيها، وقُسِّم العالم الإسلامي الخاضع للدولة العثمانية بين الحلفاء المنتصرين فيما عُرف بالانتداب..

وقُدِّر عدد القتلى من جميع أنحاء العالم في هذه الحرب بنحو عشرة ملايين إنسان، وبلغ عدد الجرحى عشرين مليونًا[11]..
فقد شَهِد العالم في هذه الحرب الدموية أسلحة لم يعهدها من قَبْلُ؛ فاستُعْمِلَت الأسلحة الكيميائية، وتم قصف المدنيين من السماء لأول مرَّة في التاريخ؛ فعلى الرغم من أن الحرب الجوية كانت في مهد طفولتها، فإن الحرب العالمية الأولى شهدت مباراة كريهة بين الدول المتحاربة في ضرب المدن ودكِّها بالقنابل والفتك بالمدنيين؛ فقنابل الطائرات تتساقط على أي مكان، لا تُفَرِّق بين الأطفال والنساء، ولا تستثني مدرسة أو مستشفى أو دورًا للعبادة، وبعدما كانت الحروب تخاض بتقابل جيشين متنازعين في ساحة المعركة بعيدًا عن المدينة، أصبحت المدن المأهولة بالسكان ساحاتٍ للمعركة؛ مما نتج عنه سقوط ملايين الضحايا[12].
كانت كل دولة تهدف إلى تحقيق السيطرة الكاملة على منافسيها، وكان فهمهم -في هذه المرحلة السوداء من التاريخ الأوربي- أن هذه السيطرة والحسم السريع لن تحدث إلا عن طريق العنف والدمار، ودَفْعِ الشعوب المحاربة إلى الإذعان والاستسلام بتهديد حاجاتهم الأساسية من طعام وشراب ومسكن، وقبل ذلك العمل على سلبهم أدنى شعور بالأمن والأمان في بلادهم.
ولكن بمرور الأيام كانت هذه السياسة الإجرامية -التي تنكَّرت لأبسط المبادئ الخُلُقيَّة التي تعارف عليها البشر كبشرٍ وليسوا قطعانًا من البهائم- تتسبب في تأجيج نيران الحرب وزيادة اشتعالها.
وقد أنشئت بعد ذلك عصبة الأمم كمحاولة لحل المشاكل بين الدول بالطرق السلمية، ولمنع مثل هذه الحروب مستقبلاً، وعلى الرغم من صواب فكرة إنشاء هيئة دولية لفض المنازعات بين الدول، وبالأخص الدول الكبرى؛ فإن الأيام أثبتت أن العلة ليست في وجود مثل هذه الهيئة، وإنما في توافر النيات الصادقة والمعايير الخلقية التي تدفع هذه الهيئة أولاً إلى أخذ القرارات العادلة، ثم تدفع ثانيًا الدول بكاملها للالتزام بقرارات هذه الهيئة وتنفيذها[13].
أمَّا فلسطين فأصبحت محتلة رسميًّا من الإنجليز، ولكي يستقر الوضع وتهدأ نفوس العرب والمسلمين أعلنت إنجلترا أنها لا تحتل البلاد؛ ولكن فقط هي انتداب وإشراف إلى أجل مسمّى، وهذا الأجل جعلته ثلاثين عامًا؛ فينتهي الانتداب الإنجليزي على فلسطين في 14 من مايو سنة 1948م!!
المصدر: خاص - قصة الإسلام


[1] توماس إدوارد لورنس (16 أغسطس 1888 - 19 مايو 1935) ضابط بريطاني اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد دولة الخلافة العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب الثوار وعرف وقتها بلورنس العرب، وقد صُور عن حياته فيلم شهير حمل اسم "لورنس العرب".
[2] مارك سايكس: العقيد سير مارك سايكس (16 مارس 1879 - 16 فبراير 1919)، مستشار سياسي ودبلوماسي وعسكري ورحالة بريطاني. كان مختصاً بشؤون الشرق الأوسط ومناطق سوريا الطبيعية خلال فترة الحرب العالمية الأولى. وقّع عام 1916 على اتفاقية سايكس-بيكو عن بريطانيا لاقتسام مناطق النفوذ في أراضي الهلال الخصيب التابعة بمعظمها آنذاك للدولة العثمانية المتهاوية..
[3] فرانسوا جورج بيكو: فرانسوا ماري دينيس جورج-بيكو، ولد في باريس، (21 ديسمبر 1870 –20 يونيو 1951) سياسي ودبلوماسي فرنسي وقّع اتفاقية سايكس-بيكو عن الجانب الفرنسي. فيما بعد، كان مسؤولاً عن إلحاق مناطق المشرق العربي للنفوذ الفرنسي والتأسيس للانتداب الفرنسي على سوريا.
[4] مصطفى الطحان: فلسطين والمؤامرة الكبرى، المركز العالمي للكتاب الإسلامي، ط1، 1994م، ص83-85.
[5] آرثر جيمس بلفور: آرثر جيمس بلفور (بالإنجليزية: Arthur James Balfour) سياسي بريطاني (25 يوليو 1848-19 مارس 1930). تولى رئاسة الوزارة في بريطانيا من 11 يوليو 1902 إلى 5 ديسمبر 1905. عمل أيضاً وزيراً للخارجية من 1916 إلى 1919 في حكومة ديفيد لويد جورج.
[6] ديفيد لويد: ديفيد لويد جورج - David Lloyd George (1863 - 1945م). أحد زعماء حزب الأحرار البريطاني. كان رئيسًا للوزراء أثناء النصف الأخير من الحرب العالمية الأولى.
[7] مصطفى الطحان: فلسطين والمؤامرة الكبرى، ص 86.
[8] إدموند هنري هاينمان ألنبي - Edmund Henry Hynman Allenby، (23ابريل 1861 - 14مايو 1936) ضابط وإداري بريطاني، اشتهر بدوره في الحرب العالمية الأولى حيث قاد الجيش البريطاني الذي استولى على فلسطين وسوريا عامي 1917 و1918..
[9] محسن محمد صالح: دراسات منهجية في القضية الفلسطينية، ص34.
[10] أميل الغوري: فلسطين عبر ستين عامًا، دار النهار للنشر، بيروت، 1972م، ص28-30.
[11] ماجد اللحام: معجم المعارك الحربية ص363.
[12] هـ. أ. ل. فِشر: تاريخ أوربا في العصر الحديث، ص542، 543.
[13] راغب السرجاني: أخلاق الحروب، ص 217.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية   الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية Emptyالخميس 26 مايو 2016, 12:09 am

الشريف حسين ملكا على الحجاز







5 من شعبان 1334 هـ = 7 من يونيو 1916م الشريف حسين يعلن نفسه ملكًا على الحجاز وينفصل عن الدولة العثمانية، بعد وعود الإنجليز له بتنصيبه ملكًا على العرب، في حال إعلان ثورته على العثمانيين










هشام عبد المنعم




إنَّ الناظر لأحداث التاريخ الإسلامي خاصة في فترات الاستضعاف والعدوان الأجنبي يرى أن البلاء الواقع على هذه الأمة يأتي من قبل غفلة كثيرة من أبناء المسلمين عن الطريق المستقيم الذي رسمه المولى عزَّ وجلَّ، ووضحه في كتابه العزيز خاصة فيما يتعلق بعلاقة المسلمين مع أعدائهم من اليهود والنصارى، فأوتي كثير من المسلمين من هذه الغفلة عن السنن الإلهية والغفلة عن مخططات الأعداء، وما يضمرونه تجاه أمة الإسلام، وهذه قصة واحد من كبار هؤلاء إن لم يكن كبيرهم وأميرهم؛ لأنه جلب على نفسه وأمته وتاريخه العار، ومن حيث لا يدري مهّد السبيل أمام اليهود للدخول وتدنيس البقاع المقدسة، وما زالوا -لوقتنا الحالي- جاثمين على صدورنا، لا نستطيع دفعهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الحجاز وحكم الأشراف:

تطلق كلمة الأشراف على آل بيت النبي صل الله عليه وسلم بفرعيه الحسني والحسيني، وقد أُمرنا بحب آل بيت نبينا عليه الصلاة والسلام، ووصانا بذلك الحبيب محمد صل الله عليه وسلم، وكان الأشراف يحكمون منطقة الحجاز [مكة والمدينة وما بينهما] في العصر الثاني لـ الدولة العباسية، بعد سقوط الدولة العبيدية  والتي كانت تسيطر على الحجاز والشام إضافة لمصر.

وكانت أسرة "قتادة" تحكم الحجاز منذ عام 598هـ، وهي من الفرع الحسني وعمل زعماء تلك الأسرة لكل من يخضع الحجاز لسلطانه، إذ عملوا لـ الأيوبيين والمماليك، وعندما زالت دولة المماليك في مصر على يد العثمانيين عام 923 هـ،

أرسل الشريف "بركات الثاني" شريف مكة مفاتيح الحرمين الشريفين إشعارًا بالتبعية واعترافًا بالخضوع له، ومن نسله كان صاحبنا في تلك الصفحة الشريف حسين فهو الحفيد الحادي عشر للشريف بركات الثاني.

تولى الشريف حسين شرافة مكة سنة 1326هـ، وكان قبل ذلك عضوًا في مجلس النواب العثماني أيام السلطان عبد الحميد الثاني، وكان السلطان عبد الحميد يتخوف منه، لذلك عمد على إبقائه في مجلس شورى الدولة في استانبول

ليمنعه من العودة إلى مكة،

وكان يقول عنه: "إنًَّ الشريف حسين لا يحبنا إنه الآن هادئ، وساكن، ولكن الله وحده ماذا يمكن أن يفعله الشريف غدًا؟".

لذلك لم يتم تعيين الشريف حسين أميرًا على مكة إلا بعد خُلع السلطان عبد الحميد الثاني، وتولي الاتحاد والترقي الحكم،

وعندما علم السلطان عبد الحميد الثاني الخبر قال كلمته الشهيرة:

"لقد خرجت الحجاز من يدنا، واستقل العرب وتشتت ملك آل عثمان بتعيين الشريف حسين أميرًا على مكة المكرمة،

ويا ليته يقنع بإمارة مكة المكرمة وباستقلال العرب فقط، ولكنه سيعمل إلى أن ينال مقام الخلافة لنفسه".

فجاءت هذه الكلمة مطابقة تمامًا لما في نفسية الشريف حسين.

الشريف حسين والاتحاد والترقي:

رغم أن رجال الاتحاد والترقي هم الذين عملوا على إرجاع الشريف حسين لإمرة مكة، ومن ثم الحجاز إلا أنه كان على خلاف دائم معهم فلم يكن معجبًا بهم ولا مقتنعًا بأسلوبهم خاصة أنَّ معظمهم صغار السن وهو شيخ بالنسبة لهم ولشدة الاتحاد والترقي على رجال القومية العربية، وكان جمال باشا من أشدهم، وقد قبض على بعض عملاء الإنجليز من العرب بالشام أيام الحرب العالمية الأولى، وحاول الشريف حسين التوسط في شأنهم بأن أرسل ولده فيصل للقاء جمال باشا الذي أعدم هؤلاء العملاء، وكان أن يقتل فيصلاً لولا أنه هرب مما جعل الشرف حسين شديد البغض للاتحاد والترقي خاصة والدولة العثمانية عامة.

الشريف حسين والإنجليز:

يرجع اتصال الشريف حسين بالإنجليز إلى فكرة أطلقها الشيخ  جمال الدين الأفغاني في رسالة أرسلها إلى العميل الإنجليزي "بلفت" وفها خطة لإقصاء الخلافة عن الأتراك "العثمانيين" وإعلان الشريف حسين أمير مكة على المسلمين، وقد قام بلفت بدوره برفعها إلى وزارة الخارجية الإنجليزية التي رأت فيها فرصة سانحة لهدم الخلافة، وكان الشريف حسين وقتها في استانبول، فضغط الإنجليز على حكومة الاتحاد والترقي لتعيين الشريف حسين أميرًا على مكة.

ولكن لماذا الشريف حسين بالذات؟ يرجع ذلك لعدة أسباب منها:

1- النسب الشريف الذي يرجع إليه الشريف حسين؛ لأنه من آل البيت مما يعطيه ثقل معنوي عند عموم المسلمين وخصوصًا الشيعة والصوفية، وكانت الطرق الصوفية موالية للسلطان عبد الحميد.

2- طموح الشريف حسين ورغبته الشديدة في الزعامة ليس للحجاز فقط بل للعالم الإسلامي كله.

3- بغض الشريف حسين للعثمانيين عمومًا وللاتحاديين خصوصًا. بعد أن استأثروا لأنفسهم بكل المناصب ونحّوا العرب تمامًا من كافة مناصب الدولة.

4- ظهور تيار القومية العربية كتيار مضاد للقومية التركية وتأثر حسين بتلك التيارات.

المؤامرة الإنجليزية:

عندما شعر الإنجليز أن الشريف حسين هو رجلهم المنشود لفك عرى الخلافة الإسلامية أخذوا في التآمر لاستغلاله

وذلك على النحو الآتي:

1- توثيق العلاقة مع الشريف حسين بتبادل الزيارات والمعونات السخية له.

2- وعود إنجليزية خادعة للشريف حسين بجعله خليفة على دولة عربية مستقلة والعجيب أن انجلترا تستدل على وعودها الكاذبة بنص حديث الرسول صل الله عليه وسلم: "الأئمة من قريش".

3- ترسيخ فكرة الخلافة في المراسلات المتبادلة بين الطرفين والتي عرفت "حسين – ماكاهون" و"ماكماهون" هو المندوب الإنجليزي في مصر، وكانت هذه الرسائل كلها تملق وتزلف كاذب لخداع الشريف حسين واستغفاله، وفي وسط الكلام تدس كلامًا غامضًا لا يتضح فيه إلا سوء نية الإنجليز وهاكم مثلاً على تلك الرسائل الخادعة يوضح ما قلناه:

"بسم الله الرحمن الرحيم: إلى ساحة ذلك المقام الرفيع ذي الحسب الطاهر والنسب الفاخر قبلة الإسلام والمسلمين معدن الشرف وطيد المحتد سلالة مهبط الوحي المحمدي الشريف بن الشريف صاحب الدولة السيد الشريف حسين بن علي أمير مكة المعظم زاده الله رفعة وعلاءً.. آمين.. ثم يختم رسالته بقول: "إن جلالة ملكة بريطانيا العظمى ترب باسترداد الخلافة على يد عربي حميم من فرع تلك الدوحة النبوية المباركة" ثم يختم خطابه بالتاريخ الهجري، وهكذا نرى النفاق والمداهنة والخداع في هذا الخطاب الذي كان هو وأمثاله سببًا لوقوع الشريف حسين في تلك المكيدة، وكانت هذه الرسائل تصل من ماكماهون إلى حسين عن طريق رجل مصري اسمه علي حسين روحي، وهو رجل مرتد كافر يدين بـ البهائية، وكان أبوه موظفًا في دار المندوب الإنجليزي، والإنجليز دائمًا شديد الثقة بأمثال هؤلاء المرتدين من البهائيين والقاديانيين ويعتمدون عليهم في أعمالهم السرية ببلاد المسلمين.

ويعلق الدكتور محمد حسين رحمه الله على هذه الرسائل بقوله:

إن هذه الرسائل بها ظاهرتين بارزتين: أولهما: أن إدراك الشريف حسين للمسألة العربية هو من وجهة نظر إسلامية خالصة، وثانيهما: إن الإنجليز يمالقونه ويداهنونه ويجارونه في مطامعه وأحلامه، ولكنهم لا يبذلون له وعودًا صريحة ولا يجيبونه إجابة واضحة ويكتفون بالإحاطة إلى رسائل شفوية يبلغها حامل الرسائل فيما لا يريدون أن يتقيدوا فيه بوعد مكتوب".

الشريف حسين والثورة العربية:

أخذ الإنجليز في تحريض الشريف حسين على إعلان الثورة على الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى ودخول الحرب على جانب انجلترا وفرنسا، وبالفعل يشرب الشريف حسين المقلب والخديعة ويعلن الثورة العربية في 9 شعبان 1335 هـ، الموافق 10/6/1916م، والهدف الذي كان لا يعلمه  حسين هو استدراج العرب المسلمين لحرب الأتراك المسلمين لتدمير القوة الإسلامية وفتح الطريق أمام اليهود لـ احتلال فلسطين.

الشريف حسين يرسل ولده فيصل بن الحسين بتخطيط وتوجيه من العميل الإنجليزي "لروانس" بجيوش كثيرة من عرب الحجاز والأعراب والبدو لقتال العثمانيين ببلاد الشام وتنتهي هذه المعارك بالقضاء على الجيش الثالث والسابع والثامن العثماني الذي كان يقوده كبير الخونة مصطفى كمال أتاتورك الذي فرق أرض المعركة وترك جنوده لمصيرهم المحتوم.

تمادى فيصل في عدوانه على الدولة العثمانية، وقام بتحريض لورانس بتدمير خط سكة حديد "المدينة - دمشق" وكان طوله 1308كم والذي شيده السلطان عبد الحميد الثاني.

الشريف حسين ومعاهدة سايكس بيكو:

في الوقت الذي كانت انجلترا تخدع الشريف حسين، وتستدرجه لفك عرى المسلمين، كانت على الجانب الآخر تعقد اتفاقية سايكس ـ بيكو مع فرنسا لـ تمزيق العالم الإسلامي وتقسيم تركة الخلافة بينهم.

الانقلاب الشيوعي الروسي عام 1336هـ - 1917م يذيع اتفاقية سايكس بيكو مميطًا اللثام عن المؤامرة الإنجليزية الفرنسية الروسية، وقائد الجيش العثماني ببلاد الشام جمال باشا يبعث برسالة إلى الشريف حسين يحذره من المؤامرة فماذا كان رد الشريف حسين  ؟

كان تصرف الشريف حسين يدعوا حقًا للتعجب ويبرهن على غفلة هذا الرجل حيث أرسل بصورة رسالة جمال باشا للإنجليز يستفسر منهم عن حقيقتها كأنهم ملائكة مصدقون لا يكذبون ولا يخدعون؟ فجاء رد الخارجية الإنجليزية بالإنكار وصدق

حسين ولا عجب.

ولكنه أفاق على صدمة هائلة جاءت في صورة وعد بلفور وإعراض الإنجليز عنه وتحولهم إلى ابنه فيصل.

نهاية الشريف حسين :

بلغ الشريف حسين منتهاه في الغفلة وعدم الفهم للأحداث والدوافع لخطط العدو فاندفع بكل قوته في خدمة أغراض العدو حتى لما صدر وعد بلفور لليهود وانتشر خبره بين الناس، أرسل حسين بكل سذاجة لانجلترا يستفسر عن صحة الخبر فأرسلت انجلترا أحد مسئوليها وهو الكولونيل باست برسالة للشريف الساذج لتستكمل خداعه قائلة: إن الحكومة البريطانية لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين إلا بقدر ما يتفق مع حرية السكان العرب من الناحيتين السياسية والاقتصادية.

وقد صدَّق الشريف حسين مقولة بريطانيا التقية الشريفة!

وقال لهم: إنه ما دامت الغاية من وعد بلفور هو أن تهيئ لليهود ملجأ من الاضطهاد، فإنه سيبذل كل نفوذه ليساعد في تحقيق تلك الغاية، والتي أصبحت بعد ذلك واقعًا أليمًا نتجرع مرارته ليومنا الحالي.

كما قلنا من قبل: إن فهم الشريف حسين للثورة كلها كان من وجهة نظر إسلامية، ولكنه أوتي من قبل غفلته بمخططات الأعداء ومن قبل أطماعه في الزعامة والقيادة، وهذا الفهم الإسلامي للقضية جعل الإنجليز ينصرفون عنه بعد استنفاذ الغرض منه تمامًا




واتجه الإنجليز لولده فيصل الشاب الثائر  في نفس الوقت، والذي تم تجهيزه من قبل العميل الإنجليزي الشرير لورانس، مما أحنق الوالد عل ولده وساءت العلائق بينهما خاصة في نهاية الحرب العالمية،

وجهر حسين بكراهيته لكل ضباط العرب الذين كان الإنجليز يحتضنونهم ويقربونهم، مثل موادي نوري السعيد،

والخير سيكون له دور بارز في العراق بعدها.

تعرض الشريف حسين لعدة هزائم متتالية من السعوديين وتزعزعت مكانته في الحجاز، وليعزز تلك المكانة أخذ في معاداة الإنجليز والجهر بذلك، وعادى ولده فيصل الذي ارتمى بكليته في أحضان الإنجليز وعلا شأنه على أبيه، وحاول حسين تعزيز مكانته فقام بالهجوم على منطقة تُربة الموقع التابعة للسعوديين ولكنه هزم هزيمة منكرة سنة 1337هـ، وانسحب ابنه القائد عبد الله، ثم عاود القتال سنة 1343هـ، فهزم هزيمة منكرة أجبرته على التنازل عن حكم الحجاز لابنه "علي"

ورحل الحسين  من مكة إلى العقبة حيث أصر الإنجليز على نقله إلى جزيرة قبرص ليكون تحت مراقبتهم، وهناك ظل في غم وهم شديدين حتى أصيب بالمرض العضال فنقلوه إلى مدينة عمان سنة 1350هـ، وهناك وافته المنية ليموت وهو متوج كأمير .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: