منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 زعماء الحركة الصهيونية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

زعماء الحركة الصهيونية Empty
مُساهمةموضوع: زعماء الحركة الصهيونية   زعماء الحركة الصهيونية Emptyالخميس 26 مايو 2016, 1:00 am

زعماء الحركة الصهيونية


يهودا ألكلعي (1798ـ1878م)
ولد يهودا ألكلعي في ساراجيفو- البوسنة سنة 1798م، وأصبح في عمر مبكر حاخام الطائفة اليهودية في يوغسلافيا. نشر في سنة 1839م كتاباً في تعليم قواعد اللغة العبرية، ثم أتبعه بكتاب ثان سنة 1840م، سماه "شلوم يروشالايم" "سلاما يا أورشليم"، حث فيه اليهود على دفع عشر مدخولهم لمساعدة يهود القدس، ونشر منذ سنة 1843م سلسلة من الكتيبات والمقالات ركز فيها على أهمية الطلب من شعوب العالم كي تسمح لليهود بالعودة إلى وطنهم، كما طالب اليهود بدفع العشر من أجل العودة.
تقدم الكلعي باقتراح عملي يقضي بتأسيس جمعية لإنشاء خطوط حديدية، والطلب من السلطان العثماني في مقابل ذلك، إعطاء اليهود أرضهم في فلسطين لقاء إيجار سنوي، كما قام برحلتين إلى أوروبا الغربية، وإلى فلسطين، لإقناع اليهود وغير اليهود بضرورة تجمع اليهود في أرض إسرائيل كي يعيشوا كما يعيش الشعب الواحد. 
في عام 1834م أصدر الحاخام يهودا الكلعي كتابه " اسمعي يا إسرائيل" ودعا فيه إلى الهجرة إلى فلسطين التي أسماها أرض الميعاد دون انتظار المسيح المخلص، حسب ما تقول المعتقدات الدينية لليهود وأنشأ القلعي عام 1871م جمعية للاستعمار في القدس داعيا أغنياء اليهود إلى دعمها.
و الكلعي كان أول الداعين إلى إحياء اللغة العبرية، وإقامة المستعمرات اليهودية في فلسطين،وكان برنامجه هو "الخلاص الذاتي" لتحقيق العودة الجماعية إلي فلسطين وأن النشاط الاستعماري علـى مستـوى البشـر سـوف يمهـد السبيـل إلـى مجيء المسيح المنتظر.
توفى ألكلعي في القدس سنة 1878م عن ثمانين عاماً، وكان قد سكن فيها نهائياً طوال الأعوام الأربعة الأخيرة من عمره (2).

ناحـوم جولــدمان (1894-1982م)
وُلد في ليتوانيا ونشأ وتعلَّم في ألمانيا حيث حصل على الدكتوراه في القانون، وانخرط في سلك النشاط الصهيوني وهو بعد في سن الخامسة عشرة.
جولدمان زعيم صهيوني خطير، تولَّى رئاسة المؤتمر اليهودي العالمي في الفترة بين عامي 1953م و1977م، كما تولَّى رئاسة المنظمة الصهيونية العالمية منذ عام 1956م حتى عام 1968م وقد أصبح مواطناً إسرائيلياً عام 1964م. ويعد مهندس اتفاقية التعويضات التي دفعت الحكومة الألمانية بمقتضاها آلاف الملايين من الدولارات لليهود !!
وكان من أعضاء جماعة العامل الفتي، ولكنه تركها وانضم إلى جماعة الصهاينة الراديكاليين وحضر جميع المؤتمرات الصهيونية منذ عام 1921م، وساهم في تأسيس المؤتمر اليهودي العالمي عام 1936م.
كانت هناك لقاء بين ناجوم جولدمان وموسوليني في 13 نوفمبر 1934م، أكد موسوليني موقفه حيال المشروع الصهيوني، وأبدى موافقته على فكرة تأسيس «المؤتمر اليهودي العالمي» التي طلب جولدمان مشورته فيها.
وقبل موته بثلاثة أعوام، صرح جولدمان لمجلة ألمانية بأن دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) تمثل فشل تجربة، وأنها كارثة. وقبل موته بشهر واحد، نشر إعلاناً في جريدة ليموند يدعو إلى مبادرة صهيونية فلسطينية للاعتراف المتبادل. (2).

فلاديمير جابوتنسكي (1880ـ1940م)
يعتبر فلاديمير جابوتنسكي أحد أكبر رموز التطرف في تاريخ الحركة الصهيونية، كما أنه يعد الأب الروحي لأخطر زعماء كتلة الليكود في الكيان الصهيوني (إسرائيل الآن)، وفي مقدمتهم بنيامين نتنياهو، ومن قبله شارون وغيرهم.
ولد جابوتنسكي في روسيا لعائلة تنتمي إلى الطبقة الوسطى، في عام 1908م أنهى دراسته في جامعة فيينا، وانتقل إلى تركيا حيث تولى مسؤولية الصحافة الصهيونية (1909م -1911م) وعمل على المشاركة في تأسيس الصندوق القومي اليهودي والفيلق اليهودي.

في عام 1921م أصبح عضواً في اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية العالمية، واستقال في عام 1923م وأسس حركة بيتار. في عام 1925م أسس في باريس "اتحاد الصهيونيين الإصلاحيين".
اشتهر جابوتنسكي بميوله العنصرية والتطرف، وهو صاحب نظرية "الجدار الحديدي" التي تقوم على تكبيد الخصوم خسائر كبيرة تؤدي لتحويلهم من خصوم متطرفين عنيدين إلى معتدلين على استعداد للمساومة.
ومن أهم أفكار جابوتنسكي أنه يرفض الدين اليهودي تماماً، فهو يدور في إطار الحلولية بدون إله، ولذا فقد صرح بأن الشعب اليهودي هو المعبد الذي يتعبد فيه. وهو على كلٍّ لم يكن يعرف اليهودية بقدر كاف، وكان يرى أن الصهيونية يجب أن تظل بمنأى عن اليهودية وألا تبتلع إلا أصغر جرعة منها.
عارض جابوتنسكي بشدة خطة التقسيم التي عرضتها لجنة بيل عام 1937م، ودعا إلى رفض الاكتفاء بإقامة (إسرائيل) على أرض فلسطين وحدها بل مدها إلى الأردن وصحراء سوريا، وأيد المجازر التي قامت بها منظمة (الأتسل) ضد العرب (3).

مناحيم بيجن (1913- 1992م)
هو إرهابي مع سبق الإصرار والترصد بل هو أحد كبار عتاة الإرهاب الصهيوني تشهد عليه مذابحه الدموية في فلسطين وعصاباته الوحشية التي كان يتزعمها لتصفية الوجود الفلسطيني على الأرض في الأربعينيات من القرن الماضي وعلى الرغم من محاولاته تجميل صورته، بعد ارتدائه عباءة السياسيين كرئيس الوزراء السادس في تاريخ الكيان الصهيوني، وفوزه بجائزة نوبل للسلام، بعد توقيعه معاهدة سلام مع مصر في كامب ديفيد، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، حيث لم تنجح في إخفاء صورة الإرهابي الكامنة داخله.
ولد مناحيم بيغن في مدينة بريست لتوفيسك في روسيا (روسيا البيضاء الحالية Belaruse) عام 1913، وقد تأثر بأفكار التيار الصهيوني المتنامي هناك آنذاك.
تلقى بيجن تعليمه الأولي في بريست، وبعدها سافر إلى بولندا عام 1938م ودرس في جامعة وارسو؛ حيث حصل منها على شهادة الليسانس في الحقوق.
وفي عام 1942م وصل إلى فلسطين، وفي العام التالي تم اختياره رئيسا لمنظمة أرغون (إحدى المنظمات الصهيونية الإرهابية المسلحة). 
قامت قوات الأرجون برئاسة بيجين بنسف فندق الملك داود- مقر قيادة القوات البريطانية- عام 1946، واشتركت مع منظمة شتيرن في اغتيال الكونت السويدي فولك برنادوت من العائلة السويدية المالكة ورئيس الصليب الأحمر السويدي الذي اختارته الأمم المتحدة ليكون وسيطًا للسلام بين العرب والصهاينة.
وفي عام 1944م وتحت قيادة بيجن أعلنت الأرجون معارضتها لسياسة الانتداب البريطاني في فلسطين معتبرة أنها تفرض شروطا على الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
كان من أشهر العمليات الإرهابية التي قامت بها الأرغون العسكرية مذبحة دير ياسين في 17 سبتمبر/ أيلول 1948م والتي راح ضحيتها أكثر من 360 فلسطينيا بحسب اعتراف بيجن نفسه في كتابه: "التمرد.. قصة أرجون".
مناحيم بيجن عضواً في الكنيست
انتخب مناحيم بيجن عام 1949م عضوا في الكنيست بعد إنشاء دولة إسرائيل، واستمر في العمل السياسي حتى وصل إلى زعامة حزب الليكود عام 1973م.
مناحيم بيجن رئيساً للوزراء
نجح بيغن في أن يصبح سادس رئيس وزراء للكيان الصهيوني عام 1977م واستمرت رئاسته إلى عام 1983م.
مناحيم بيجن ومعاهدة كامب ديفيد
كان مناحيم بيغن على رأس الوفد الصهيوني في مباحثات كامب ديفيد مع الجانب المصري عام 1977م، والتي انتهت بتوقيع معاهدة السلام المصرية الصهيونية عام 1979م، وهي أول معاهدة صلح بين الصهاينة ودولة عربية.
ضرب المفاعل العراقي واجتياح لبنان
في عام1981م أعيد انتخابه لرئاسة الوزراء مرة أخرى، ليتخذ قرارين هامين أولهما قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981م ثم اجتياح لبنان عام 1982م بحجة ضرب قواعد المقاومة الفلسطينية.
وفاة مناحيم بيجن
لقد كان تقديم بيجن استقالته وهو في ذروة عمله السياسي مفاجأة للجميع، غير أن استقالته كان لها ما يبررها. فقد بلغ السبعين من عمره وتدهورت حالته الصحية خاصة بعد أن ماتت زوجته أليزا عام 1983م، وتدهورت حالته الصحية وأصيب بالاكتئاب وعاش بقية حياته منعزلاً في شقته حتى وفاته عام 1992م، نتيجة أزمة قلبية عن 78 عام (4).

إسحاق شامير (1915- 2012م)
يلقب بـ "الليكودي الحاقد" و "زعيم عصابات الإجرام" إبان الحرب العالمية الثانية، والأخير في جيل الآباء المؤسسين للدولة الصهيونية، الذين تولوا رئاسة الوزراء في إسرائيل حتى عام 1992م.
شامير هو أحد عتاة زعماء الصهيونية، اشتهر في العالم العربي، بعد تاريخ حافل من الإرهاب، وترأسه مجلس الوزراء الصهيوني. اشتهر إسحق شامير بلاءاته الثلاث: لا للقدس، لا للدولة الفلسطينية، لا لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
ولد إسحق بيريز نتيزكي في بولندا عام 1915م، وقبل أن يهاجر إلى فلسطين عام 1935م غير اسمه إلى إسحق شامير، التي تعني في العبرية الصخر الصوان المدبب كان والده رئيسا للطائفة اليهودية في بلدة "روبجينوي" التي ولد فيها، وكان في الوقت نفسه هو وزوجته عضوين ناشطين في حركة عمال اليهود، وهي حركة يسارية دعت إلى مساواة اليهود ببقية شعوب أوروبا الشرقية.
فضَّل الهجرة إلى فلسطين قائلا "لا يمكنني البقاء في بولندا بينما يجري بناء دولة يهودية في فلسطين", وفي فلسطين التحق بالجامعة العبرية بالقدس وتخرج فيها لكنه اختار هذه المرة دراسة التاريخ والأدب.
يؤمن شامير بأن الشعب الصهيوني هو شعب متميز (شعب الله المختار)، وأن أرضه هي كما وردت في التوراة "أعطيت لذريتك البلاد الواقعة من نهر مصر وحتى النهر الكبير".
بدأ إسحق شامير حياته العسكرية عضوا في منظمة "بيتار" قبل أن يهاجر من بولندا إلى فلسطين، (بيتار هي منظمة للشبان الصهيونيين تؤمن بفكرة إسرائيل الكبرى وجمع المنفيين).
فور وصول إسحق شامير إلى فلسطين التحق بالهاغانا ثم بمنظمتي أرغون وشتيرن الصهيونيتين المسؤولتين عن مذبحتي دير ياسين وبئر سبع، ونسف فندق الملك داود.
اعتقلته سلطات الانتداب البريطاني مرتين، الأولى عام 1941م وتمكن من الهرب، والثانية عام 1946م حيث أرسل إلى معسكر اعتقال في إريتريا، وبعد أربعة أشهر تمكن من الهرب والسفر إلى فرنسا وظل بها إلى أن عاد إلى فلسطين عام 1948م. 
عمل شامير ضابطا في جهاز المخابرات الكيان الصهيوني"الموساد" لمدة عشر سنوات (1955-1965م) وشهدت هذه الفترة حرب 1956م التي اعتدت فيها دولة الكيان الوصهيوني بالاشتراك مع فرنسا وبريطانيا على مصر وانتهت بانسحابهم من سيناء بسبب المقاومة الشعبية لأهالي مدن قناة السويس وبعد الإنذار الروسي. 
في عام 1970م التحق شامير بحزب حيروت الذي كان يرأسه مناحيم بيجن، وفي عام 1973م انتخب عضوا في الكنيست. وطوال الفترة من 1977-1980 كان شامير المتحدث الرسمي باسم الكنيست. ثم أصبح بعد ذلك وزيرا للخارجية. وبعد أن قدم بيجن استقالته من الحكومة ومن رئاسة الليكود عام 1983م تولى شامير هذين المنصبين إضافة إلى احتفاظه بوزارة الخارجية. 
وبعد تشكيل الحكومة الائتلافية بين حزبي الليكود والعمل عام 1984م واتفاق الطرفين على تبادل منصبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية أصبح شامير وزيرا للخارجية في حين أصبح شمعون بيريز رئيسا للوزراء ثم تبادلا المواقع عام 1986م. وتعامل شامير بشدة وهو في منصب رئيس الوزراء مع الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 1987م. واستمر في منصبه رئيسا للوزراء بعد الانتخابات التي جرت عام 1988م. 
سحب الكنيست الثقة من حكومة شامير في التصويت الذي جرى عام 1990م، واضطر إلى التحالف مع العديد من الأحزاب الدينية واليمينية الأخرى في المجتمع الصهيوني، ووافق على المشاركة في مفاوضات السلام الشامل التي جرت في العاصمة الأسبانية مدريد بين العرب والصهاينة عام 1991م. لكنه استمر على تشدده في ما يتعلق ببناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفيما يتعلق بعودة اللاجئين والقدس.
خسر حزب الليكود الانتخابات التي جرت عام 1992م، وأصبح إسحق رابين رئيسا للوزراء، وفي العام التالي (1993م) نجح بنيامين نتنياهو في انتزاع زعامة حزب الليكود منه في الانتخابات الحزبية التي جرت آنذاك، وأصبح رئيسا للوزراء عام 1996م، وانزوى إسحق شامير بعيدا عن الأضواء يعاني أمراض الشيخوخة والزهايمر، حتى نبأ إعلان وفاته في 30 يونيه 2012م، عن 96 سنة (5).



1- بيان نويهض الحوت: فلسطين (القضية ـ الشعب ـ الحضارة) التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى 1917، بيروت، دار الاستقلال للدراسات والنشر، 1991م. جـ1/ 311- 313.
2- عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، المجلد السادس، الجزء الثاني، الباب الخامس، ناحـوم جولــدمان.
3- عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، المجلد السادس، الجزء الثاني، الباب الخامس، فلاديمير جابوتنسكي.
4- مناحيم بيجن، مقال على موقع الشبكة الإسلامية.
5- إسحق شامير، موسوعة النكبة الفلسطينية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

زعماء الحركة الصهيونية Empty
مُساهمةموضوع: رد: زعماء الحركة الصهيونية   زعماء الحركة الصهيونية Emptyالخميس 26 مايو 2016, 1:02 am

هرتزل


زعماء الحركة الصهيونية Hertzell
هيرتزل
هرتزل .. حياته وأعماله
ولد تيودور هرتزل عام 1860م لأب تاجر ثري، وكان يحمل ثلاثة أسماء، أهمها اسمه الألماني "تيودور"، وثانيها اسمه العبري "بنيامين زئيف"، وثالثها اسمه المجري "تيفا دارا".

التحق تيودور الصغير بمدرسة يهودية وعمره ست سنوات لمدة أربعة أعوام، انقطعت بعـدها علاقته بالتعليم اليهودي ولذا، لم يُقدَّر له أن يَدرُس العبرية، بل لم يكن يعرف الأبجدية نفسها.
التحق تيودور بعد ذلك بمدرسة ثانوية فنية، ومنها التحق بالكلية الإنجيلية 1876م وعمره 15 سنة أي أنه التحق بمدرسة مسيحية بروتستانتية، ولعله تَلقَّى تعليماً دينياً مسيحياً هناك وأنهى دراسته عام 1878م.

وكانت أسرة هرتزل مجرية النسب إلا أنها، ضمن مجموعة من اليهود، قاومت عملية صبغها بالصبغة المجرية، واحتفظت بولائها لألمانيا مثل كثير من يهود المجر: ماكس نوردو وجورج لوكاش وغيرهما ولذلك، نزحت الأسرة إلى فيينا عام 1878م وكان عدد اليهود في فيينا آنذاك لا يزيد على عشرة آلاف يهودي، ولكن تَعثُّر التحديث في شرق أوروبا أدَّى إلى دَفْع جحافل اليهود إلى وسط وغرب أوروبا بحيث بلغ عددهم عام 1899م ما يزيد على 100 ألف، أي أنهم زادوا عشرة أضعاف خلال أقل من عشرة أعوام.
التحق هرتزل بجامعة فيينا وحصل على دكتوراه في القانون الروماني عام 1884م وقد زاول هرتزل مهنة المحاماة وعمل بالمحاماة، وكانت في عصره من أرقى الوظائف والمهن، ولكن هرتزل الطموح ظل يسعى للوصول إلى منصب قاض، ولكنه فشل في ذلك !
وترك هرتزل عمل المحاماة، وتوجه للبحث عن ذاته ومواهبه، التي كان يجدها في مجال الفن والكتابة المسرحية، فعمل صحفياً ومراسلاً للصفحة الأدبية في صحيفة "فيينا نيو فري بريسيه" في باريس بين عامي 1891م حتى 1895م.
وقد نشر مقاله الأول في هذه الصحيفة بتاريخ 27 مايو 1891م وظل يعمل مراسلاً لهذه الجريدة حتى عام 1895م، والتي كتب ونشر خلالها مئات المقالات والقصص القصيرة وعشرات المسرحيات.
ولما كانت هذه الجريدة النمساوية الأولى في صحافة العصر والصادرة باللغة الألمانية فقد اكتسب هرتزل شهرة خاصة عن طريقها، كما ازدادت شهرته بانتقاله إلى باريس العاصمة الفرنسية، وعاصمة الثقافة الأوروبية والعالم الغربي، ومركز التيارات الحضارية والتطورات السياسية المستجدة.
وهناك تكون الوعي السياسي لهرتزل، وتنوعت معارفه وعلاقاته في أوساط المشاهير والسياسيين، وخلال هذه الفترة وبتاريخ 8 نوفمبر 1895م ألف هرتزل العاشق للمسرح مسرحية "الجيتو الجديدة"، والتي كانت تتحدث عن الأوضاع الاجتماعية للطبقة اليهودية العليا في فيينا بصفة خاصة، وعن حالة الجماعات اليهودية التي تعيش بمعزل عن المجتمعات التي يعيشون فيها بشكل عام، وذلك لما ينفرد به اليهود دون عن سائر الأمم الأخرى من عقيدة متوارثة تفرض عليهم حالة الانغلاق، والعيش بمعزل عن باقي البشر كما في "الجيتو"، الذي يصفه العديد من المفكرين بمثابة أحد مظاهر عنصرية اليهود واحتقارهم للشعوب والأقوام الأخرى، وليس كما يحاول اليهود والصهاينة أن يجعلوه مظهراً من مظاهر الظلم والقهر الواقع عليهم من الآخرين فليس لأي شعب أو جماعة أي ذنب تجاه اعتبار اليهود أنفسهم شعب الله المختار والتي انعكست واقعاً تجده واضحاً في شخصية اليهودي وبالتالي في شخصية تيودور هرتزل.
شخصية هرتزل
وتعتبر شخصية هرتزل مثيرة للجدل فهو الشخص الذي تربى تربية خاصة وشكل تعليمه العلماني ركناً أساسياً في ثـقافته وتوجهاته الفلسفية، حتى على مستوى فهمه للمسألة اليهودية التي اعتقد في وقت من الأوقات أن حلها يجب أن يأتي من خلال اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون بها بل وعليهم أيضاً التخلي عن يهوديتهم، بعد التحرر الكبير الذي شهدته في الولايات الألمانية، شهد نظام الجيتو في أوروبا بدايات انفتاح اليهود، والتخلي عن الانغلاق في الـ "جيتو" تلك البدايات التي شجعها هرتزل ورأى فيها حلاً حقيقياً للمسألة اليهودية، ولكنه سرعان ما تراجع عنها وتحول للنقيض تماماً.

هرتزل وقضية درايفوس
فقد راح يشجع اليهود على عدم الاندماج وأنه لابد لهم من البحث عن مكان يجتمع فيه اليهود كبقية شعوب العالم فيكون لهم الحق في إقامة دولتهم الخاصة بهم أسوةً ببقية شعوب العالم، المسألة التي اعتبرت حجر الأساس للفكر الصهيوني الذي ابتدعه هرتزل، الذي يقول إن تحوله هذا كان لأسباب عديدة لعل أبرزها قضية درايفوس التي تابعها هرتزل شخصياً، بصفته صحفياً، كان يغطي جلسات المحكمة، وقام بنشر هذه القصة بعد عامين من وقوعها عام 1894م.

وملخص هذه القصة أن عاملة نظافة تعمل في السفارة الألمانية في باريس قامت بتسليم محتويات سلة مهملات إلى نائب مدير المكتب الفرنسي لمكافحة التجسس، واكتشف الأخير أنها احتوت على خمس وثائق كان رجل مجهول يرغب في بيعها للسفارة الألمانية، وعند مقارنة الخطوط ثارت الشكوك بين أربعة أو خمسة ضباط، ثم تمت المقارنة بين الخطوط فوجد أن خط أحدهم وهو الكابتن اليهودي "ألفريد دريفوس" يماثل خط الوثيقة، وبناء عليه تم القبض على دريفوس، وتجريده من رتبته العسكرية وسجنه مدى الحياة.
ثم في عام 1896مسلمت سلة أخرى للمخابرات الفرنسية تحتوي وثائق مماثلة لتلك التي أدين بسببها درايفوس تدين متهماً آخر غيره، فسلمت الدولة الفرنسية التحقيق إلى نفس الضابط (نائب مدير المكتب الفرنسي الميجور هنري) الذي بدأ يدافع عن خطته ويزيف الأدلة ضد درايفوس فانتقلت القضية للصحف، وانقسم المجتمع الفرنسي الذي لم يكن مهتماً بالموضوع في البداية إلى تيارين.
وفي عام 1898م ثبتت براءة درايفوس من التهمة لكن الجيش رفض الاعتراف بالحكم فأصدرت محكمة عسكرية ثانية حكماً على درايفوس بالسجن لعشرة أعوام ثم صدر بحقه عفو فأفرج عنه.
كان أهم ما أثر في نفس هرتزل في هذه القضية هو ما حدث أثناء انعقاد الجلسات العلنية لمحاكمة درايفوس، والتي استحوذت كما قلنا على الرأي العام الفرنسي، حيث كان جمهور كبير يتابع هذه الجلسات بالحضور ومن خلال الصحف وكان هرتزل مهتماً بهذه القضية بصفته مراسلاً صحفياً مكلفاً بنقل ما يحصل فيها إلا أنه فوجئ بالكراهية والحقد الذي كان يعبر عنه الجمهور ضد درايفوس ومنه لكافة اليهود.
حيث كان هرتزل يستمع في هذه الجلسات للشتائم القاسية والهتافات الصاخبة التي كان يرددها الجمهور في كافة الجلسات، والمحاكم ضد اليهود عموماً ومنها (الموت لليهود، يهود جبناء، يهودي قذر، يهودي خائن).

المسألة التي أزعجت هرتزل بشكل كبيراً جداً وفي الخامس من يناير 1895م وحينما أصدرت المحكمة قرارها بالسجن المؤبد ضد درايفوس الذي خرج من المحكمة في الطريق إلى السجن وبينما كان يمر من أمام الصحفيين كان بينهم هرتزل صرخ بأعلى صوته قائلاً: "عليكم أن تقولوا لفرنسا كلها أنني برئ ومظلوم"، وفي الوقت نفسه كانت هتافات السخرية تتصاعد بين الجماهير وشتائمهم تقال لدرايفوس واليهود عموماً.
جدير بالذكر بأن محاكمة درايفوس قد أعُيدت مرتين حتى صدرت براءته نهائياً في العام 1906م، وأعيد بعدها للخدمة في الجيش الفرنسي وتمت ترقيته إلى رتبة رائد ثم تدرج فأصبح من كبار الضباط الفرنسيين وشارك في الحرب العالمية الأولى وقد التقى مع هرتزل الذي يَعتبر قضية درايفوس أهم منعطف تاريخي في حياته إذ أنها فتحت عيون هرتزل على حقائق لم يكن يدركها من قبل.
إذ أنه كان مؤمناً بالاندماج وأن حل المسألة اليهودية لن تأتي إلا عن طريق اعتناق اليهود للمسيحية، وقد صاغ فكرته هذه بطريقة أقرب للفن والمسرح منها إلى أي مجال آخر إذ تصور هرتزل أن يتم ذلك من خلال مسير جماعي لليهود في ساحة الفاتيكان وأمام البابا، وقد خطط هرتزل لهذه المسألة حتى أدق تفاصيلها حتى بانت وكأنها مسرحية متكاملة لدرجة أن حاييم وايزمن أحد زعماء الصهيونية قد اعتبر هرتزل صاحب ميول كنسية.
المهم أن هرتزل الذي يعتبر حادثة درايفوس كانت بمثابة نقطة التحول إذ شعر من خلالها بالعداء للسامية الذي لن يسمح لليهود بالاندماج في المجتمعات الأوروبية، وبالتالي لا بد من البحث عن حل للمسألة اليهودية.
هرتزل وكتاب الدولة اليهودية
وقد وجد هرتزل أن هذا الحل يتمثل في إقامة دولة خاصة باليهود عبر عنها في كتيب (الدولة اليهودية) الذي أصدره في العام 1895م أي قبل المؤتمر الصهيوني الأول بعامين والذي أصبح فيما بعد بمثابة الدليل للحركة الصهيونية أو كما يصفه البعض بالتوراة الثانية، وأن هرتزل بمثابة النبي بالنسبة لليهود.

ويصف هرتزل في مذكراته اليومية التي كتبها عن حياته الشخصية أنه حينما كتب كتاب الدولة اليهودية كان يكتب بشكل دائم وبدون توقف فيصف نفسه قائلا: "كنت أكتب يومياً وأنا واقف وأنا نائم وأنا جالس وأنا أسير في الطريق والقطار أينما ذهبت أو توقفت كنت أكتب حتى انتهت من كتابته"، ثم عرضه على أحد أصدقائه الذي عرضه على صديق آخر وهو الدكتور(نورداو) ليسمع رأيه وكان يعتقد بأنه سيتهمه بالجنون إلا أن صديقه نورداو آمن بما كتب هرتزل وشجعه على ذلك وقال له اعتبرني من الآن حليفك وداعما لك في هذا المشروع وفي مطلع العام 1896م نشر هرتزل كتابه هذا والذي كانت فكرته الأساسية قائمة على أساس منح اليهود قطعة من الأرض تكفي ليقيم عليها اليهود دولتهم ويتكلف اليهود بالباقي.

وتكمن أهمية الكتاب فيما يلي:
* أن الكتاب حول المسألة اليهودية من مسألة خاصة إلي قضية سياسية اهتمت بها دول العالم.
* حول الكتاب قضية اليهود من جماعات منعزلة ومنطوية إلي قضية شعب كامل.
* اعتبر الكتاب بمثابة دليل عملي للحركة الصهيونية التي تمكنت من تنفيذ المشروع بعد موت هرتزل بسنوات.

سخر هرتزل المرحلة الأخيرة من حياته في خدمة اليهود وفرض نفسه زعيما لهم، وقد حقق لذاته شهرة كبيرة استمرت حتى بعد موته، ولكن هرتزل نفسه يعتقد أنه قد فشل في تحقيق طموحه فكتب عن نفسه في مذكراته يقول: "يحدث أحياناً للرجل الفذ أن يوزع نشاطه على عدة حقول، وإذ به لا يجد نفسه مشهوراً إلا في الحقل الذي لا يتلاءم مع أعماق شخصيته، على سبيل المثال فأنا أجد نفسي في الحقل الذي لم أنجز فيه شيئاً على الصعيد الفكري فما قمت به كان مجرد مهارة سياسية عادية وقد دانت لي الشهرة العالمية في المسألة اليهودية وكأنني مروج دعائي، وأنا ككاتب وتحديداً ككاتب مسرحي لا شيء وأقل من لا شيء، فالناس يقولون عني فقط إنني صحفي جيد ومع ذلك فأنا أشعر وأعرف أنني كنت كاتباً ذا قدرة كبيرة إلا أن هذا الكاتب لم يستنفذ قدراته، لأنه لم يلق تشجيعاً ولأنه شعر بالاشمئزاز".
إلا أن قول هرتزل هذا يجافي الحقيقة حسب آراء النقاد الذين يصنفون آثاره الأدبية في خانة الأدب العادي، كما ويعتقدون أن التواضع الذي يظهره هرتزل لما قام به وأنجزه في مجال السياسة هي مسألة مفاجئة وتتعارض كذلك مع ما يقوله هرتزل نفسه في مذكراته عن قدراته وملكاته الخاصة التي تضج بالغرور والأنا والمبالغ به بالذات ولعل كتابه "الدولة اليهودية" يشهد على ذلك.

وفاة هرتزل
وفي عام 1889م، تزوج هرتزل من جولي نتشاور وكانت من أسرة ثرية، وكان هرتزل يأمل أن يحل من خلالها بعض مشاكله المالية ولكن الزواج لم يكن موفقاً بسبب ارتباط هرتزل الشديد بأمه التي غذت أحلامه، فقد قامت نشأته على تصوُّر من ينتدب نفسه لتحقيق عظائم الأمور، ويحلم بأنه صاحب رسالة في الحياة.

ومما عقد الأمور عدم حماس الزوجة للتطلعات الصهيونية لدى زوجها، ولعل مشاكل هرتزل الجنسية لعبت دوراً في ذلك، إذ يبدو أنه أصيب بمرض سري فتنقل في عدة مصحات للاستشفاء من هذا المرض.
ومات هرتزل سنة 1904م في بلدة أولاخ بالمجر، ونقلت رفاته إلى فلسطين سنة 1949م، وقد اختفى أيضاً نسل هرتزل نهائياً، فكبرى بناته بولين (1890مـ 1930م) كانت مختلة عقلياً، وطُلِّقت من زوجها وأصبحت صائدة للرجال ومدمنة للمخدرات، أما أخوها هانز (1891م -1930م) الذي لم يختن طيلة حياته، مخالفة للتعاليم اليهودية، فقد أصيب بخلل نفسي واكتئاب شديد ثم تَحوَّل إلى المسيحية وانتحر يوم وفاة أخته، أما الابنة الصغرى فقد ترددت على كثير من المصحات حتى ماتت عام 1936م.
وقد نشأ ابنها ـ وحفيد هرتزل الوحيد ـ في إنجلترا حيث غيَّر اسمه من نيومان (اسم ذو نكهة يهودية) إلى نورمان (اسم ذو نكهة أنجلو ساكسـونية)، وكان يعـمل ضابطاً في الجيش الإنجليزي وبعد أن ترك الخدمة عُيِّن مستشاراً اقتصادياً للبعثة البريطانية في واشنطن حيث انتحر بأن ألقى بنفسه من أعلى كوبري في النهر.
من بخلف هرتزل في زعامة الصهيونية ؟
لم يتعلم تيودور هرتزل العبرية في حياته ولم يزر فلسطين، ولكنه مع ذلك المؤسس الحقيقي لدولة اليهود في فلسطين. ويشبه موقعه في الفكر الصهيوني والعمل السياسي والعسكري لإقامة دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) موقع ماركس في الشيوعية، فهو الذي نظم المؤتمر الصهيوني الشهير في بازل بسويسرا عام 1897م، ورأس المنظمة الصهيونية العالمية التي انبثقت عن المؤتمر حتى وفاته عام 1904م.

عمل هرتزل مراسلا لصحيفة "فيينا ني وفري بريسيه" في باريس بين عامي 1891م و 1895م حيث كتب عن ضرورة وجود دولة عصرية يهودية كحل لمشكلة اليهود في العالم، وأصدر في ذلك كتابه الشهير "دولة اليهود محاولة لحل عصري للمسألة اليهودي" وخلاصة الكتاب أنه طالما بقي اليهود في أوروبا الرأسمالية فإنهم سيتعرضون للاضطهاد المستمر بسبب منافستهم الاقتصادية لأوروبا، والحل الأمثل كما يتصور هرتزل هو إقامة دولة لهم في فلسطين.
وكانت العقبة الأولي أمام اليهود بعد وفاة "هرتزل" تدور حول اختيار خليفة له وكان هناك الصهاينة الروس (العمليون) بزعامة "مناحيم أوسشكين" أقوى المعارضين لدبلوماسية هرتزل العلنية والسرية، وكانوا يرون أفضلية التوجه نحو السياسة العملية وعدم إضاعة الوقت في مفاوضات قبل الأوان.
وكان في المقابل الصهاينة الغربيون ويرون أن القيادة يجب أن تكون في يدهم لقدرتهم في إنضاج العلاقة مع الغرب وكان من الطبيعي أن يرث في المؤتمر السابع الزعامة "ماكس نوردو" وهو الوارث الطبيعي لهرتزل، غير أن نوردو هو الذي تخلى عن الرئاسة.
وتمت التسوية بين أنصار الصهيونية السياسية وأنصار الصهيونية العملية بأن جاءت القيادة من ستة أعضاء نصفهما من "السياسيين" ونصفهما من "العمليين" برئاسة "وولفسون"، وكان "وولفسون" من أنصار هرتزل وكان يعمل جاهداً لتقليده وكان هرتزل مثله الأعلى، إلا أنه كان يفتقر إلى شخصية هرتزل وإلي قدراته التنظيمية.
ولم يترك هيرتزل، بعد وفاته، الكثيرين من المعجبين به، أو حزباً ملتزماً بخطه السياسي ومتأثراً بآرائه، ولم تحرز الصهيونية خلال عهده أي إنجاز سياسي عملي، غير أن المؤسسات الصهيونية، التي كان ظهوره العامل الأول في إقامتها من جهة، ثم تبلورت نظريات وسياسات صهيونية أخرى، سرعان ما أفرزت تنظيمات مستقلة تلتف حولها من جهة أخرى، خلقت أوضاعاً جديدة، وفجرت طاقات صهيونية، لاشك أنها لم تخطر على بال هيرتزل عندما أعلن عن افتتاح مشروعه الصهيوني، وقد نمت تلك المؤسسات، وتطورت وتشعبت ولعبت أدواراً مهمة، بشكل يصعب معه تصور قيام أي نشاط صهيوني بعد وفاة هرتزل، أو استمراره دون وجود تلك المؤسسات، بصيغتها المختلفة.
هرتزل .. مؤسس الصهيونية
يعتبر تيودور هرتزل هو الأب الروحي والمؤسس الأول للصهيونية العالمية، كحركة سياسية استعمارية أسبغت على اليهود صفة القومية والانتماء العرقي، ونادت بحل ما أسمته المشكلة اليهودية، وعارضت اندماج اليهود في أوطانهم الأصلية، ودفعتهم للهجرة إلي فلسطين زاعمة أن لهم فيها حقوقاً تاريخية ودينية, وتلاقت مطامع الصهيونية من خلال هرتزل بأهداف الاستعمار في إقامة دولة يهودية في فلسطين.

فقد بلور زعيم الصهيونية الأول حركته الشيطانية في دعوة تبناها اليهود في الشتات مفادها أنه يتعين على اليهود أن يشكلوا دولة يهودية خاصة بهم، وأن يهودية هذه الدولة يجب ألا تعتمد على الجوانب الدينية أو الاخلاص لليهودية وفضائلها، وإنما يجب أن تعتمد على الشكل القومي اليهودي.
هيرتزل هو أول من تبنى فكرة تأسيس كيان يهودي في فلسطين وقد كان مثل هذا التبني من قبل هيرتزل نقطة التحول في أهداف الحركة الصهيونية، من مجرد بعث بسيط للثقافة اليهودية إلي إنشاء كيان قومي يضمن لليهود بعضاً من السيطرة السياسية في شؤون حياتهم، وإذا كانت الحركة الصهيونية قد بدأت كعقيدة سياسية إلا أنها تطورت من خلال هرتزل إلي تبني تشكيل كيان سياسي، يرقى فيما بعد إلي دولة، في أرض لم يكن غالبية السكان فيها من اليهود.
وقد لقيت هذه الفكرة التفافا رهيباً حولها من قبل الجماعات اليهودية بعد بروز القيادة السياسية الكبرى للصهيونية ممثلة في تيودور هيرتزل.
هرتزل وأهداف الحركة الصهيونية
إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين
وكان هيرتزل قد حدد أهداف الحركة الصهيونية آنذاك بأنها "تحقيق ارتباط اليهود في أنحاء العالم وحيثما وجدوا بأواصر قومية، والتأكيد على أن تصبح فلسطين التاريخية وطنا قوميا لليهود أينما كانوا".
وفي عام 1895م كتب هيرتزل المؤسس الحقيقي للصهيونية الحديثة والذي تحت قيادته تم عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل سنة 1897م كتابه الشهير "الدولة اليهودية".

وفي هذا الكتاب رفض هيرتزل فكرة ذوبان اليهود في ثقافات الدول التي يعيشون فيها، ودعا اليهود إلي أن يوحدوا جهودهم ويبنوا دولة خاصة بهم، وقد رأى أن المكان الأمثل لتحقيق هذا المشروع هو أرض فلسطين نظرا للروابط الرئيسية لليهود بتلك الأرض حسب زعمه.

تشكيل شركة يهودية
ومن أجل تحقيق الاستيلاء على فلسطين اقترح هرتزل تشكيل شركة يهودية تكون مسؤوليتها انتزاع أرض فلسطين، وأن هدف تشكيل هذه الشركة هو أن تمول شراء الأراضي الفلسطينية وتشرف على زراعة وتنمية تلك الأراضي، على أن تقوم الشركة أيضا بإيضاح مزايا الاستراتيجية الصهيونية لقادة الدول الأوروبية للحصول على مباركتهم وتأييدهم لها، أما المبالغ اللازمة لدعم المشروع الصهيوني فسوف تأتي من اليهود الأثرياء المندمجين في مجتمعات أخرى والذين لا يرغبون في الهجرة إلي فلسطين.

هجرة فقراء اليهود إلى فلسطين
واقترح هرتزل أن يكون المهاجرون إلي فلسطين هم من اليهود الفقراء الذين لا شيء لديهم يهابون خسارته من جراء هجرتهم، وان دور هؤلاء المستوطنين الأوائل هو زراعة الأرض وخلق مناخ يغري الآخرين من الطبقات الأخرى للاستبطان في فلسطين.

وقد تشكل البرنامج الصهيوني في المؤتمر الصهيوني الذي عقد في بازل في عام 1897م، وجاء في البرنامج ما نصه: "إن غاية الصهيونية هي خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام، أما وسائل تحقيق هذا الهدف فكانت العمل على استعمار فلسطين بواسطة العمال الزراعيين والحرفيين والتجار اليهود وفق أسس مناسبة وتنظيم اليهودية العالمية وربطها بواسطة منظمات محلية ودولية تتلاءم مع القوانين المتبعة في كل بلد وتقوية وتغذية الشعور والوعي القومي اليهودي واتخاذ الخطوات التمهيدية للحصول على الموافقة الحكومية لتحقيق الاستراتيجية الصهيونية".
ويمكن القول إن الفكرة الصهيونية السياسية المعاصرة التي ظهرت في القرن التاسع عشر قد تبلورت في كتاب هرتزل "الدولة اليهودية" الذي ظهر عام 1896م. صحيح أن منظمات "أحباء صهيون" نشأت أساسا في روسيا القيصرية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ودعت إلي الهجرة إلي فلسطين إلا أنها لم تترك أثراً عميقا في حياة جماهير الطوائف اليهودية وكان من الممكن أن يعد الذين لبوا هذه الدعوة بالعشرات فجماهير هذه الطوائف في روسيا القيصرية كان قد انصبت في مواجهة الحركة الثورية الناهضة.
لي وبنسكر - رائد الصهيونية التسللية
كذلك عالج القضية اليهودية من منطلقات مماثلة لمنطلقات هرتزل اليهودي الروسي مواطن أودويسا "لي وبنسكر" ووضع استنتاجاته في كتابة "التحرر الذاتي" إلا أن دعواته لإقامة دولة يهودية لا في فلسطين بالضرورة إذ استبعدها واعيا – لم تجد إطارا تنظيميا وكان يجهلها هرتزل وأولئك الذين أقاموا المنظمة الصهيونية فيما بعد.

هرتزل و المؤتمر الصهيوني الأول (مؤتمر بال بسويسرا 1897م)
ولهذا اقترنت الحركة الصهيونية بهرتزل لأنه قرن أيديولوجيته بالمنظمة الصهيونية التي نشأت بعد المؤتمر الصهيوني العالمي الذي عقد في بازل من أعمال سويسرا في عام 1897م.

وقد عقد هرتزل هذا المؤتمر في الفترة ما بين 29-31 أغسطس عام 1897م في مدينة بازل السويسرية تحت إشرافه وبتنظيمه مكتسبا زخما من جماهيريته في أوساط اليهود كمنظر ومفكر وكاتب يرفع شعار "العودة إلي صهيون" وصهيون كما هو معروف جبل في مدينة القدس الفلسطينية.
وقد حضر المؤتمر 204 مندوب يهودي، 117 منهم مثلوا جمعيات صهيونية مختلفة، وسبعون جاؤوا من روسيا وحدها، كما حضره مندوبون من الأمريكيتين الشمالية والجنوبية والدول الاسكندينافية وبعض الأقطار العربية وبالأخص الجزائر .
كان مقررا عقد المؤتمر في مدينة ميونخ الألمانية إلا أن الجالية اليهودية هناك عارضت ذلك لأسباب خاصة بها، الأمر الذي استوجب نقله إلي مدينة بازل السويسرية.
افتتح هرتزل المؤتمر الصهيوني الأول بخطاب مقتضب أكد فيه أن الهدف من المؤتمر هو: "وضع الحجر الأساسي للبيت الذي سيسكنه الشعب اليهودي في المستقبل"، وأعلن فيه: "أن الصهيونية هي عودة إلي اليهودية قبل العودة إلي بلد اليهود"، وحدد هرتزل في خطابه مضمون المؤتمر على أنه "الجمعية القومية اليهودية".
وبعد إلقاء هرتزل خطابه وكذلك استعراض ما قدمه هو مساعدوه من أوراق عمل أقر المؤتمر أهداف الصهيونية المعروفة منذ ذلك الوقت باسم "برنامج بازل" الذي حسم موقف الصهاينة من موقع دولتهم المزمع إنشاؤها.
وبرغم اقتصار أبحاث المؤتمر على المناقشات والمداولات وعدم قطع التزام واضح من قبل هرتزل بقيام هذه الدولة "الوطن" في فلسطين بالتحديد، إلا أن المؤتمر مثل بداية حقيقية لمشروع الدولة الصهيونية في ظل توفر العديد من الخيارات والأوطان بينها الأرجنتين وأوغندا ومع ذلك فقد شكل المؤتمر الانطلاقة الأولى باتجاه فلسطين، خاصة وأن هرتزل كان قد فكر في مثل هذا قبل عام من انعقاد المؤتمر كما ظهر جليا في كتابه "الدولة اليهودية".
المهتمون بالشأنين اليهودي والصهيوني اعتبروا في حينه أن المؤتمر الصهيوني الأول شكل نقطة تحول مهمة في تاريخ الحركة الصهيونية بعدما استطاع مؤسسوها جمع معظم صهاينة العالم تحت سقف واحد ضمن إطار المنظمة الصهيونية العالمية التي تولت فيما بعد الإشراف على الأجهزة الصهيونية في العالم.
وكانت إقامة المنظمة الصهيونية العالمية فاتحة عهد جديد من النشاط الصهيوني استهدف تحقيق متطلبات الحركة
نتائج مؤتمر بال بسويسرا
وقد تفرغ عن المؤتمر لجنة تنفيذية تكونت من 15 عضواً كانت بمثابة مجلس شورى وأخرى صغرى تكونت من خمسة أعضاء بمثابة حكومة. وتم تأسيس مكتبة مالية لجمع الاشتراكات الصهيونية الاستعمارية برأسمال بلغ مليوني جنيه إسترليني، ووضع المؤتمر برنامجاً سارت عليه جميع المؤتمرات التي عقدت بعد ذلك، كما ناقش تقارير مفصلة حول أوضاع الجاليات اليهودية في العالم ومحاضر أخرى مفصلة عن فلسطين والنشاط الاستيطاني فيها ونصب المؤتمر تيودور هرتزل رئيساً له ورئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية.

هرتزل والسلطان عبد الحميد الثاني
بعد المؤتمر اندفع الصهاينة يتقدمهم هرتزل لتنفيذ برنامجهم أو مخططهم المجرم، وكان هرتزل منذ بداية نشاطه قد اكتشف حقيقة أنه لا بد لتنفيذ المخططات الصهيونية من الاعتماد على دولة إمبريالية كبيرة، تقوم بتوفير الأرض للمستوطنين وحمايتهم من السكان الأصليين والدفاع عنهم في المحافل الدولية لذا توجه هرتزل إلي جميع الدول الكبرى ذات المصالح الإمبريالية في الشرق الأوسط، ابتداءً بالدولة العثمانية ومرورا بفرنسا وألمانيا وانتهاء بإنجلترا.

وأرسل هرتزل رسالة إلى السلطان عبد الحميد الثاني يعرض عليه قرضاً من اليهود يبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني، مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلي فلسطين، ومنح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكماً ذاتياً، وفيما يلي نص الرسالة:
"ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه إسترليني يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين إلى جلالته، تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنية إسترليني في السنة الأولى وتزداد إلى مليون جنيه إسترليني سنوياً".

ويتعلق هذا النمو التدريجي في الضريبة بهجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين أما سير العمل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية.
مقابل ذلك يهب جلالته الامتيازات التالية:

الهجرة اليهودية إلى فلسطين، التي لا نريدها غير محدودة فقط، بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة وتعطي المهاجرين اليهود الاستقلال الذاتي، المضمون في القانون الدولي، في الدستور والحكومة وإدارة العدل في الأرض التي تقرر لهم (دولة شبه مستقلة في فلسطين).
ويجب أن يقرر في مفاوضات القسطنطينية، الشكل المفصل الذي ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية وكيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام والقانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم.

قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي:
يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم سيكون لهذه الدعوة قوة القانون وتبلغ الدول بها مسبقاً".

وقد رفض السلطان عبد الحميد مطالب هرتزل ومما ورد عنه في ذلك قوله: "إذ أن الإمبراطورية التركية ليست ملكا لي، وإنما هي ملك للشعب التركي، فليس لي أن أهب أي جزء فيها، فليحتفظ اليهود بملايينهم في جيوبهم، فإذا قسمت الإمبراطورية يوما ما، فقد يحصلون على فلسطين دون مقابل، ولكن التقسيم لن يتم إلا على أجسادنا".
هرتزل والاستيطان اليهودي في فلسطين
وفي ذلك العام أيضاً حض تيودور هيرتزل الحكومة البريطانية وبشكل خاص وزير المستعمرات جوزيف تشمبرلين على تأييد الاستيطان اليهودي في فلسطين وخلال عامي 1915م و 1916م ضغط القادة الصهاينة وبخاصة حاييم وايزمان على الحكومة البريطانية للتصديق على فكرة قيام وطن يهودي في فلسطين.

وعلى الرغم من أن هرتزل قد رأى أن فلسطين هي المكان المثالي لإنشاء الدولة اليهودية بالنسبة للصهاينة، إلا أنه في البرنامج الصهيوني لم يستثني إمكانية قيام الكيان اليهودي في الأرجنتين أو أوغندا أو قبرص أو سيناء وبصفها أماكن محتملة لتحقيق هذا المشروع والحقيقة أن هذه المسألة لم تحسم من قبل الصهيونية إلا بعد وفاة هرتزل، حيث اعتبر الصهاينة فلسطين المكان الوحيد المناسب لقيام الدولة اليهودية.
وقد بين ناحوم جولدمان الهدف الحقيقي لاختيار فلسطين بقوله: "لأن فلسطين هي ملتقى طرق أوروبا وآسيا وإفريقيا، ولأن فلسطين تشكل بالواقع نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم، ولأنها المركز الاستراتيجي للسيطرة على العالم".

وحين تبنت الصهيونية ادعاءاتها في فلسطين، كانت تحكم من قبل الدولة العثمانية التي كانت ترفض بشكل قطعي قيام دولة يهودية على أرض فلسطين، ولذلك لم يكن ممكنًا أن يوضع المشروع الصهيوني موضع التنفيذ قبل عام 1917م، في نهاية الحرب العالمية الأولى، عندما هزمت بريطانيا وحلفاؤها الدولة العثمانية وهيمنت على فلسطين، عندها فقط تمكنت الحركة الصهيونية بعد ذلك من أن تندفع بفعالية باتجاه ادعاءاتها في الأرض المقدسة، وتنال دعم القوى الكبرى في محاولاتها لاغتصاب أرض فلسطين.
هرتزل .. رمزا صهيونيا بامتياز
وأخيراً يمكن القول إنه على الرغم من أن هرتزل قد أسس وتزعم الحركة الصهيونية صاحبة مشروع ومؤسسة دولة إسرائيل، التي تعتبر أهم ما حققته الصهيونية منذ تأسيسها، رغم ذلك إلا أن هذا الأمر ما كان له ليحدث لولا توفر عوامل خارجية ليس لليهود أو لهرتزل علاقة مباشرة بها وهي الظروف الدولية التي استغلها اليهود وفي مقدمتهم هرتزل نفسه، الذي لولاه فعلاً لما كانت الصهيونية.
ولكن في المقابل لولا توفر الظروف الدولية التي عاصرها هرتزل لم تكن حقيقية لا من إنشاء الحركة الصهيونية ولا من إقامة دولة إسرائيل التي دعا لقيامها في كتابه الدولة اليهودية.
ولكن هذا لا يسقط بالمطلق صفة الزعامة عن هرتزل، الذي لا زال أتباعه وغالبية اليهود ينظرون له باحترام شديد، ويرجعون له الفضل في قيام دولة اليهود على أرض فلسطين.

ولعل قيام النمسا باحتفال سنوي في ذكرى يوم وفاة هرتزل وقيامها مؤخراً بتسمية ميدان آخر بإسمه هو إقرار آخر من غير اليهود بعبقرية وزعامة هذا الرجل الذي ترك بصمة في التاريخ ستخلده وبدون شك ما دام هذا التاريخ يكتب بأقلام صهيونية.
ولكن ما إن يتحرر التاريخ والفكر الإنساني من سطوة الصهيونية سيجد هرتزل وأتباعه مكانهم الطبيعي بين هؤلاء الذين ارتكبوا الجرائم بحق البشرية.


المصدر: موسوعة النكبة الفلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

زعماء الحركة الصهيونية Empty
مُساهمةموضوع: رد: زعماء الحركة الصهيونية   زعماء الحركة الصهيونية Emptyالخميس 26 مايو 2016, 1:04 am

بن جوريون


زعماء الحركة الصهيونية Ben-joryon
ابن جوريون
لم يكن ديفيد بن جوريون مجرد زعيم صهيوني كبير فحسب، بل كان عنصرياً بدرجة لا تفوق فقط ما كان عليه أمثاله من زعماء الصهيونية، و إنما فاقت عنصريته التي لم يكن لها مثيل في العالم، عنصرية النازي هتلر في ألمانيا ، ونظام التمييز العنصري الذي كان سائداً في جنوب أفريقيا ، و الذي ساد في الولايات المتحدة الأميركية ضد الهنود الحمر والزنوج ، حيث أفرزت عنصرية بن جوريون إرهاباً غير مسبوق في تاريخ البشرية ، جسد قمة الهرم في إرهاب الحركة الصهيونية !!
يقول بن جوريون أحد أكبر رؤوس الحركة الصهيونية في يومياته عن مذابحه الدموية لتصفية الفلسطينيين وتفريغ الأرض من سكانها الأصليين في أبشع أشكال وصور الإبادة الجماعية في التاريخ: "ليست المسألة منوطة بضرورة الرد أم لا ولا يكفي نسف المنزل.. فالمطلوب والضروري هو ردود فعل قاسية وقوية. نحتاج إلى الدقة في الوقت والمكان والإصابات. وإذا توصلنا إلى معرفة الأسرة، فلنضرب دون رحمة أو شفقة، و خاصة النساء والأطفال. وإلا جاء رد الفعل غير فعّال. وفي موقع الفعل لا حاجة الى التمييز بين المذنب والبريء !! لم يكن بن جوريون يخفي إيمانه المطلق بحتمية "العقل الإرهابي للمشروع الصهيوني" ، ودوره في تحقيق أهدافه وتجسيدها وتأسيس الكيان الصهيوني.
و أصدق دليل على ذلك هو ما قاله بن جوريون لتلميذه الإرهابي الصهيوني الآخر أرييل شارون عندما أرسله لارتكاب مجزرة قبية .. قال: "ليس المهم ما سيقوله العالم المهم أن نبقى هنا" !!
مولد بن جوريون ونشأته
ولد ديفيد بن جوريون في بولنسك (بولندا الآن) التابعة لروسيا عام 1886م. وصف نفسه كصهيوني منذ ولادته فمنذ الثالثة من عمره بدأ يتعلم العبرية وبدأ يقرا العبرية في الخامسة من عمره وفي ذلك الوقت استمع من والده عن (أرض إسرائيل).

وهكذا تعلم بن جوريون من والده حبًّا واحدًا هو حب صهيون.. وعندما كان في الرابعة عشر من عمره عام 1900 أسس مع اثنين من رفاقه الرابطة الشبيبة (عيزرا)
انضم إلى حزب بوعالي تسيون وعمره 17 سنة.. لم يكن الإيمان هو الذي يدفعه إلى هذا النشاط السياسي فلقد تخلى عن الدين في وقتٍ مبكر جدًّا من عمره ولكنه كان يؤمن بأنه نتيجة لرغبة الله في منح العالم مخلوقات متميزة لذا خلق الشعب اليهودي كي ينشر عن طريقه العلم، وأنَّ هذا الاختيار يعني التكليف بمهمة والقيام بالمهمة هو الهدف ولكي يقوم الشعب اليهودي بتحقيق الهدف يجب عليه إعداد نفسه بواسطة تطويره في أرضه أي عن طريق الصهيونية.
التحق ديفيد بن جوريون أثناء دراسته الثانوية في خريف عام 1905م بحزب العمال الاشتراكي الذي عُرف بـ (حزب العمل اليهودي الاشتراكي الديمقراطي عمال صهيون) (Workers of Zion) في وارسو قبل أن يهاجر إلى فلسطين.
قال بن جوريون: "ستكون أرض إسرائيل لنا، عندما يكون معظم عمالنا من اليهود ولنا الحق في أن نبني أنفسنا والأرض في أرض إسرائيل".
هجرة بن جوريون إلى فلسطين
وفي أواخر 1906م أبحر ديفيد على ظهر سفينة روسية إلى فلسطين في العشرين من عمره أعزب يحدوه الشوق لرؤية أرض إسرائيل المزهرة في أحلامه وأحلام آبائه وأجداده التي لا يعكر صفوها ظل العرب أو أي قضيه ترتبط باسمهم.

استقبل أعضاء رابطة عيزرا ديفيد- وقد كانوا قد هاجروا قبله- في ميناء يافا، وعمل في ذلك الوقت بفلاحة الأرض في يافا.
وبعد حوالي شهر من وجوده في أرض إسرائيل ذهب ديفيد إلى يافا لحضور اجتماعٍ تأسيسي لحزب عمال صهيون وفي ذلك الاجتماع حظي بنجاح باهر إذ انتخب عضوًا في اللجنة المركزية للحزب التي كانت في بداية تشكيلها واختير رئيسًا للجنة البرنامج السياسي التابعة للحزب.
وبعد أربعة أعوام (1910م) انتقل إلى القدس ليعمل محررًا في صحيفة الوحدة "أهودوت" (Ahdut) الناطقة باللغة العبرية، وكان ينشر مقالاته باسم "بن جوريون" الذي يعني في اللغة العبرية ابن الأسد.
وأثناء هذه الفترة التي مهد لفكرة المستوطنات بنظام الحراسة اليهودية على الأراضي الفلسطينية؛ لذا فهو يعد صاحب فكرة تأسيس المستوطنات.
دراسة بن جوريون
في أكتوبر 1911م غادر ديفيد البلاد عن طريق البحر طالبًا دراسة القانون، درس في البداية اللغة التركية في سلونيك والتحق في عام 1912م رسميًّا بكلية القانون في القسطنطينية وحصل بعد عامين على درجة جامعية في القانون وتوقفت دراسته في عام 1914م بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، بينما كان يقضي إجازته الصيفية في القدس.

لكنه لم يستمر في فلسطين إلا عامًا واحدًا فقط؛ حيث أجبرته الدولة العثمانية على الرحيل مرةً أخرى إلى موسكو مع بعض الصهاينة الذين قدموا من الاتحاد السوفيتي عام 1915م، واستطاع بن جوريون العودةَ مرة أخرى بعد خمس سنوات إلى الأراضي الفلسطينية.
وقد رفع ابن جوريون شعار ترسيخ الوجود اليهودي في الإمبراطورية العثمانية، وقد عبَّرت صحيفة الوحدة اليهودية عن نظرية بن جوريون هذه على نطاق واسع.. قال بن جوريون إن غرضه من السفر إلى القسطنطينية هو رغبته في أن يرشح نفسه في البرلمان التركي كممثل للاستيطان اليهودي في فلسطين أو أن يكون وزيرًا في الحكومة التركية لكي يستطيع الدفاع عن الصهيونية.
ابن جوريون والعرب
كانت المسألة العربية تشغل كل من بن جوريون وابن تسفي الذي درس هو الآخر القانون في القسطنطينية على الرغم من أن الاثنين أعربا عن رأيهما بشأن هذه المسألة إلا أنهما لم يقولا كيف يمكن حلها ولكن بن جوريون اقترح على ابن تسفي محاولة إقامة وحدة عسكرية يهودية لحماية القدس (كهدفٍ ظاهري لها) وقبل الحاكم العسكري في القدس زكي بيه اقتراحهما رغم اشتراطهما أن تكون هذه الوحدة من المتطوعين المحليين ولا ترسل إلى أي مكانٍ آخر للحرب بل تبقى بصفتها مليشيا عملية في القدس (بهدف زرع الكيان اليهودي وإضفاء بعض الصبغة الشرعية على وجوده).

لذا فقد كرَّس ابن جوريون وابن تسفي جهودهما في الدفاع الشعبي- هكذا اسميا المليشيا التطوعية- ولقد لبَّى نداءَ الدعوة إلى التطوع 100 يهودي وبدءوا بالتدرب على السلاح لكن جمال باشا تنبَّه إلى الخطر المستتر وراء تكوين هذا الجيش اليهودي ضمن حدود الدولة الفلسطينية؛ لذا أمر بحل هذه المليشيا ثم تلا ذلك طرد 500 يهودي من يافا إلى الإسكندرية عام 1914م بالإضافةِ إلى نفي كل من بن جوريون وابن تسفي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
بن جوريون في المنفى
مضت ثلاث سنوات من 1915م إلى 1918م عاشها بن جوريون في المنفى في الولايات المتحدة لكن بن جوريون ظل مستمسكًا بخطته في إدخالِ اليهود إلى داخل الدولة العثمانية وإقامة كيانٍ مستقلٍ لهم فيها على طريقة الدولة داخل الدولة؛ لذا فقد قام هو وابن تسفي في هذه الفترة بنشاطٍ كبيرٍ في إطار حملة التجنيد لجيش الطلائعيين الذي سمي بالطلائعي (عوضًا عن حملة "الدفاع الشعبي" التي حلها جمال باشا).

ومن أجل ترسيخ حق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل كان على المتطوعين أن ينتظموا في كتائب يهودية هدفها القتال من أجل إسرائيل.
وقرر بن جوريون أن يخرج الجيش إلى الطريق خلال وقتٍ قصيرٍ (1916م أي في غضون عامٍ واحدٍ من تأسيسه)، لكن مساعيهم فشلت وتدهور حال هذا الجيش نتيجة ضعف التأسيس.
وفي عام 1917م قام بالتعاون مع ابن تسفي بإصدار كتابه (أرض إسرائيل في الماضي والحاضر) لترسيخ فكرة أن العرب مجرَّد شعب استولى على أرض إسرائيل واحتفظ بها مئات السنين وحان دور اليهود الآن ليستردوا أرضهم المسلوبة (والتي رفضوا أن يدخلوها يومًا مع سيدنا موسى عليه السلام قائلين "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون"!!!!!).
وقال أيضًا عن العرب في أرض إسرائيل: (نحن نعود إلى الأرض التي احتفظ العرب بها لمئات السنين)، في 1918م تمكَّن من العودةِ إلى أرضِ فلسطين ليمارس نشاطه السياسي هناك مجددًا.
مواقف بن جوريون السياسية
في عام 1918م عندما تنبأ ابن جوريون بقيام دوله يهودية في فلسطين على أساس وعد بلفور وما يتبعه من هجرةٍ مكثفةٍ لليهود كان هناك خطر يقلق تفكيره هو احتمال أن يفضل الرأسماليون اليهود العامل العربي؛ نظرًا لانخفاض أجرته وكان خوفه هذا ينبع من معرفته أن كراهيته العرب لليهود تنبع من استغلالهم لذا ادَّعى بأن العمالة العربية يجب أن لا تستغل بالمال اليهودي، فالشعب اليهودي يجب أن ينهض باقتصاده الجديد فقط بعمله هو دون أي تدخلٍ من العرب؛ لأن ذلك يمثل خطرًا على الكيان اليهودي الوليد في فلسطين.

لذا فقد كان من أبرز الدعاة إلى ضرورة منافسه العامل العربي، فالدولة اليهودية يجب أن تقوم من خلال العامل العبري وحده على حد قوله، وانطلاقًا من هذا التفكير نجح في تأسيس اتحادات عمال اليهود "الهستدروت" عام 1920م، وعُيّن سكرتيرًا (كأول سكرتير لها) عامًا له من 1921م وحتى 1935م.
وفي نفس العام كان بن جوريون الروح الحية في سكرتارية أحدوت هعفوداه والمحرك الرئيس لها في المعركة الانتخابية لمجلس النواب وقد طلب بن جوريون حينها أن يعترف السيد في فلسطين- وليكن عصبة الأمم أو حكومة الانتداب- بمجلس النواب كسلطةٍ تطبق صلاحيتها على كل اليهود في فلسطين بصفة شخصية عن طريق انتمائهم للكنيست الصهيوني، وكان هدفه من ذلك أن يصنع بهذا المجلس النيابي دولة داخل الدولة.
في عام 1921م انتخب بن جوريون في اللجنة التنفيذية التابعة لحركة الهستدروت ورغم كونه عضوًا من أعضاء السكرتارية إلا أنهم كانوا ينظرون إليه على أنه السكرتير الوحيد لهذا المجلس؛ لذا جاء انتخابه رئيسًا لإدارة الوكالة اليهودية طيلة 15 سنةً متواصلة، وإن ظلَّ الهستدروت مجال عمله المركزي.
وتوسع في نشاطه السياسي فلعب دورًا كبيرًا في تأسيس حزب "أهودوت هآفوداح" الذي تحوَّل اسمه عام 1930م إلى حزب العمل الصهيوني.
وفي نفس الفترة (1920-1921م) أدار بن جوريون وشلومو كفلنكسي المكتب السياسي للاتحاد العالمي لحزب (عمال صهيون) في لندن رغبته في أن تكون لهما صلات وثيقة مع قاده حزب العمال البريطاني بهدف تحقيق وعد بلفور كما فهمه ابن جوريون (فقد فسره بن جوريون وغيرهم على أن معنى وعد بلفور هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين على ضفتي نهر الأردن؛ وذلك بمساعدة الحكومة البريطانية على إقامته دون الالتفات إلى حقوقِِ العرب؛ أي أنهم فسروه على أنه التزامٌ من الحكومة البريطانية بإقامة دوله يهودية تبدأ على شكل حكمٍ ذاتي قومي وليس سياسي.
وانطلاقًا من هذا الفهم بدأ زعماء الصهيونية ولجنة العمل التابعة لها (ومعهم ابن جوريون) بدءوا في إرساء دعائم الحكم الذاتي في أرض إسرائيل المزعومة، ونتيجة للرفض العربي والفلسطيني لهذا الحكم بدأت تكوين الحركات القومية العربية وبدأت في هجومها وشن حربها على الوجود اليهودي في أرضهم بعد أن أدركوا مبكرًا الهدف السياسي المختبئ خلف الرغبة في وضع حكم ذاتي إسرائيلي في فلسطين.
لذا فقد قرر بن جوريون؛ نظرًا لأحداث الشغب العربية (على حدِّ قوله) أنه لا بد من توافر الأمن لتستمر الحركة الصهيونية في تقدمها ومصدر ذلك كان خوفه من أمرين:
أولهما: أن تتم إباده اليهود في فلسطين على أيدي العرب:
وثانيهما هو أن تؤدي الهجمات وأحداث العنف إلى هجرة اليهود المثقفين إلى خارج البلاد؛ حيث إنَّ هؤلاء هم رأس مال الصهيونية والقوة التي تحركها وتدفعها للأمام.

ونتيجة للنشاط الزائد الذي أبداه بن جوريون داخل أوساط الحركة الصهيونية، اختارته المنظمة الصهيونية العالمية مسئولاً عن النشاطات الصهيونية في فلسطين عام 1922م.
وفي 1925م انضم بن جوريون إلى حركة (بريت شلوم)، والتي كان أهم مبادئها السعي لإقامة دوله ثنائية القومية تحت الحكم اليهود في فلسطين.
على الرغم من أنه كان يختلف مع الحركة في نظرتها للعرب (كانت تنظر إليهم على أنه يمكن التعايش معهم كأقلية قومية تحت السلطة الصهيونية عليهم) رفض ابن جوريون أن تكون فلسطين لها نفس القيمة والأهمية بالنسبة لليهود والعرب على حد سواء وأوضح ذلك بقوله: (إنَّ وجودَ الأمة العربية الاقتصادي والثقافي واستقلالها القومي لا يرتبط ولا يتوقف على أرض فلسطين وحدها؛ وذلك بعكس اليهود إذ إنَّ أرض فلسطين تعتبر بالنسبة للشعب اليهودي بأكمله هي الأرض الوحيدة التي يرتبط فيها مصيره ومستقبله التاريخي كشعب؛ إذ إنه في هذه البلاد فقط يمكنه أن يستأنف حياته المستقلة ويجدد اقتصاده الوطني وحضارته الخاصة، وهنا فقط يمكن أن ينهض ويقيم دولته الرسمية).
وبعد ذلك ترأس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في فلسطين من 1935م حتى 1948م والتي عملت بالتعاون مع السلطات البريطانية على تنفيذ وعد بلفور.
وقد كان سبب تميزه عن غيره في الإدارة هو أنه كان الوحيد الذي استطاع أن يُدرك الخوف العربي من الحركة الصهيونية وأهدافها على عكس رفاقه الذين لم يروا أمامهم سوى ضائقة اليهود والسيوف النازية المسلطة على رقابهم، وإن كان هذا الخطر قد انتهى فعليًّا في ذلك الوقت (بل لم يكن له وجود أصلاً بل هو نسج خيال اليهود).
في عام 1937م عندما يأس ابن جوريون من احتمالات التوصل إلى اتفاق مع العرب على أن يبقوا أقلية ضمن الحكم الصهيوني لأرض إسرائيل التي كانت لهم منذ قدَّم التاريخ على حد قوله تبنى نظريه (الهجرة تتقدم على السلام) بهدف إغراق فلسطين بعددٍ كبيرٍ جدًّا من المهاجرين اليهود بحيث يصبحون الأغلبية الساحقة من السكان بحيث إنه لو تأسست حكومة مشتركة (وهذا ما كانوا يرفضون) تكون لليهود أغلبية الأصوات فيها وتتحول مع مرور الوقت إلى يهودية بحتة.
والدليل على ذلك قوله (إنَّ السلامَ وسيلة وليس هدفًا أما الهدف هو تطبيق كامل لأهداف ومبادئ الصهيونية)، وفي هذه الأثناء أظهر ابن جوريون معارضة قوية للكتاب الأبيض الذي أصدرته بريطانيا عام 1939م، والذي ينظم عمليات الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
ثم عاد ودعا صهاينة العالم- رغم معارضته للكتاب الأبيض- إلى التعاون مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية (1939م- 1945م)، وتأييدها في الحرب "كما لو لم يكن الكتاب الأبيض موجودًا"، وفي الوقت نفسه دعاهم إلى محاربة الكتاب الأبيض "كما لو لم تكن الحرب مشتعلة"، وقد دعا الحاضرين في المؤتمر الصهيوني الذي انعقد في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1942م إلى تأييد فكرة إقامة كومنولث يهودي فلسطيني على أرض فلسطين.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دعا اليهود عام 1947م إلى تأييد مؤقت لخطة التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة والداعية إلى إقامة دولتين منفصلتين واحدة لليهود وأخرى للفلسطينيين.
رئاسة بن جوريون للوزراء
انسحبت بريطانيا من فلسطين في 14 من مايو 1948م، وأعلن ابن جوريون في اليوم نفسه قيام الدولة الصهيونية وعودة الشعب اليهودي إلى ما أسماه أرضه التاريخية.

بعد إقامة إسرائيل عام 1948م أصبح ابن جوريون أول رئيس وزراء لها، وعمل فور توليه منصبه الجديد عام 1948م على توحيد العديد من المنظمات الدفاعية التي كانت موجودة آنذاك في قوات واحدة أطلق عليها قوات الدفاع الصهيونية IDF .
كما عمل بن جوريون على تشجيع الهجرة اليهودية إلى الكيان الصهيوني حتى وصل عدد المهاجرين إلى قرابة المليون من أوروبا الشرقية والبلدان العربية وغيرها، وقع مع ألمانيا الغربية عام 1952م اتفاقًا لتعويض اليهود المتضررين من العهد النازي المزعوم "الهولوكوست".
وظل يشغل هذا منصب رئيس وزراء الحكومة حتى عام 1963م باستثناء 19 شهر بين عامي 54 و 55 حيث تسلم الحكومة موشيه شريت.. عاد مرةً أخرى إلى الحياة السياسية في أوائل عام 1955م ليحل محل وزير الدفاع بن حاس لافون الذي استقال، وفي نهاية السنة المذكورة أعيد انتخابه رئيسًا للوزراء.
في عهد وزارته الثانية شنَّ هجومًا عسكريًّا بالتعاون مع القوات الفرنسية والبريطانية على مصر عام 1956م بعد قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.

استقالة بن جوريون واعتزاله
استقال من رئاسة الوزراء عام 1963م معلنًا رغبته في التفرغ للدراسة والكتابة، لكنه ظل محتفظًا بمقعده في الكنيست، غير أنه لم يخلد تمامًا لهذا النمط الجديد من الحياة فأسس عام 1965م حزبًا معارضًا أسماه "رافي".
اعتزل الحياة السياسية عام 1970م وألف العديد من الكتب منها: "العرب والفلسطينيون وأنا وإسرائيل.. تاريخ شخصي" الذي أصدره عام 1970م، و"اليهود في أرضهم" الذي صدر له بعد عامٍ من وفاته.
انسحب من الحياة السياسية عام 1970م حيث اعتكف في كيبوتس سيديه بوكر في صحراء النقب.

وفاة بن جوريون
توفي ديفيد بن غوريون سنة 1973م إثر جلطة دماغية، عن عمر ناهز 87 عاما، وقد سمي أكبر مطار في فلسطين المحتلة باسمه (مطار بن غوريون).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

زعماء الحركة الصهيونية Empty
مُساهمةموضوع: رد: زعماء الحركة الصهيونية   زعماء الحركة الصهيونية Emptyالخميس 26 مايو 2016, 1:05 am

موشيه ديان


زعماء الحركة الصهيونية Dayan
موشيه ديان
شارك موشيه ديان في معظم الحروب العربية الصهيونية، فبدأ حياته عضوًا في الهاغاناه قبل إنشاء الدولة العبرية، ثم قائدا للقوات التي احتلت اللد عام 1948م، وقاد الجيش الصهيوني عام 1956م إبان العدوان الثلاثي على مصر، ثم ذاع صيته بعد هزيمة العرب في حرب 1967م إذ كان وقتها وزيرًا للدفاع، واختتم حياته بعد أن شارك بفاعلية في مفاوضات السلام التي انتهت بالتوقيع على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979م.

مولد موشيه ديان
ولد موشيه صمويل ديان في مستوطنة "ديجانيا" بفلسطين عام 1915م لأبوين يهوديين هاجرا من أوكرانيا واستقر بهما المقام في فلسطين.

نشأة موشيه ديان وتعليمة
تلقى ديان تعليمه الابتدائي في مستوطنة "نحلال" التي انتقلت أسرته إليها بعد أن ضاقت بالعيش على أسلوب الحياة الاشتراكية القاسي في مستوطنة ديجانيا والتي كان كل شيء فيها مشاعا عاما لساكني المستوطنة حتى المتعلقات الشخصية كالأمتعة والملابس.

وبعد أن فرغ من تعليمه الأولي التحق بمدرسة الزراعة للبنات التي أُنشئت خصيصًا لتعليم المهاجرات الزراعة، فكان بذلك أول صبي يلتحق بتلك المدرسة.
حياة موشيه ديان الاجتماعية
تزوَّج وهو في العشرين من عمره من روث شوارتز ابنة زفي شوارتز أحد المحامين الأغنياء في القدس وأنجب منها يائيل التي أصبحت فيما بعد كاتبة معروفة داخل المجتمع الصهيوني.

توجهات موشيه ديان الفكرية
يؤمن موشيه ديان بأن الدولة العبرية لم تقم على أنقاض فلسطين، ويعتبر الحدود بين دول الشرق الأوسط ليست شيئًا مقدسًا ويدعو إلى تعديلها بما يخدم المصالح الصهيونية ويخلق أمرًا واقعًا يصعب تغييره وفي ذلك يقول: "الحديث عن قداسة الحدود في هذه المنطقة مجرَّد هُراء.. فلم تحدد الحدود بين فلسطين وسوريا إلا عام 1921م، ولم تضم الضفة الغربية للأردن إلا بعد مؤتمر أريحا عام 1948م، ولم تصبح سيناء ملكا لمصر إلا بعد الحرب العالمية الأولى، فالحدود في منطقتنا ليست شيئًا مقدسًا بل هي دائمة التغيير والتعديل".

وينظر ديان إلى العرب نظرة سلبية ويرى أنهم يعيشون في عالم من الأوهام وأنهم كثيرو الحديث عن أمجاد الماضي لأنهم لا يجدون في حاضرهم عظماء يتحدثون عنهم، ويقول "يميل العرب إلى خداع أنفسهم وخداع غيرهم.. وهم يقومون بذلك عن غير عمد.. إنهم يعيشون في عالم من الأوهام كالذي يتعاطى الحشيش ليوهم نفسه بأنه يعيش في الفردوس... ويميل العرب إلى التحدث عن أمجاد الأجداد مثل صلاح الدين ومعارك حطين واليرموك.. وحينما يفعلون ذلك فإننا نبتسم لأنهم يرون أنفسهم في مرآة الماضي، أما نحن فإننا نراهم في مرآة الحاضر.. ليتهم يسألون أنفسهم لماذا يتحدثون دومًا عن عظماء ماضيهم ولا يجدون في حاضرهم أحدًا من العظماء يتحدثون عنه؟!".
حياة موشيه ديان السياسية
نائب فصائل الميدان
انضم موشيه ديان في مطلع شبابه إلى "الهاغاناه" (جماعة يهودية مسلحة) وسرعان ما أصبح نائبًا لقائد فصائل الميدان التي كان يقودها "إسحاق صاديه" والتي تخصصت في الهجوم المفاجئ على الفلسطينيين، كما اشتهرت بإقامة المستوطنات اليهودية متحدية أوامر سلطات الانتداب.
وقد ابتدع ديان آنذاك طريقة أطلق عليها "البرج والسور" إذ تستولي مجموعته على قطعة من الأرض تحت جنح الظلام وتنشئ عليها برجا للمراقبة وتنصب بعض الخيام وتحفر حولها الخنادق قبل أن تحيط كل ذلك بالأسلاك الشائكة.

شباب ونجت
انضم ديان كذلك إلى جماعة "شباب ونجت" التي أنشأها ضابط المخابرات البريطاني أورد وينجت والتي تميزت بخفة الحركة والانقضاض السريع على المراكز العربية ليلاً.

موشيه ديان في قلعة عكا
في بداية الحرب العالمية الثانية انضم ديان إلى "البالماخ" وقبضت عليه سلطات الانتداب البريطاني وهو يدرب بعض الشبان اليهود تدريبًا عسكريًّا، وهو ما كانت تعتبره عملاً غير مشروع فحكمت عليه بالسجن خمس سنوات قضى بعضها في سجن قلعة عكا القديمة.

موشيه ديان من السجن إلى ميدان القتال
أفرجت السلطات البريطانية عنه بعد أن قررت هي وفرنسا الحرة تحرير لبنان وسوريا من قوات حكومة فيشي بالتعاون مع بعض القوات اليهودية، فاستدعي ديان لقيادة إحدى الفصائل اليهودية، وفي إحدى العمليات العسكرية بلبنان عام 1941م فقد عينه اليسرى فاضطر إلى وضع العصابة السوداء التي اشتهر بها.

دور موشيه ديان في حرب 1948م
اشترك موشيه ديان في حرب 1948م التي انتهت بإقامة دولة الكيان الصهيوني، فكان قائدًا للقوات اليهودية التي احتلت اللد عقب انسحاب القوات العراقية والأردنية منها دون قتال، ثم عهد إليه بعد ذلك بقيادة قوات القدس، وقام أثناء ذلك بمفاوضات سرية مع الملك عبد الله الأول ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وبعد انتهاء الحرب كان ديان عضوًا بالوفد الإسرائيلي في مفاوضات رودس.

دور موشيه ديان في حرب 1956م
أصدر ديفد بن جوريون قرارًا بتعيين موشيه ديان رئيسًا لأركان حرب جيش الدفاع عام 1953م، واستمرَّ في هذا المنصب حتى تقاعده عن الخدمة بالجيش عام 1958م، وإبان تلك الفترة أنشأ فرعين جديدين تابعين للجيش هما فرع المخابرات وفرع التدريب، وأبدى اهتمامًا خاصًّا كذلك بالقوات الجوية وقوات المظلات.

وكان ديان بالاشتراك مع شمعون بيريز وراء صفقات الأسلحة الكبيرة التي حصلت عليها إسرائيل من فرنسا في تلك الفترة، كما قاد بنفسه الاتصالات التي تمَّت بين إسرائيل وكل من بريطانيا وفرنسا وكان الموجه الفعلي لها خاصةً في النواحي العسكرية. وفي تلك الفترة تولى قيادة القوات الإسرائيلية المهاجمة لسيناء في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، وقد أكسبته هذه الحرب شهرته الواسعة داخل العالم العربي.
ترك ديان مؤقتًا الجيش في عام 1958م والتحق بمدرسة القانون والاقتصاد في تل أبيب لدراسة الاقتصاد، ثم التحق بالجامعة العبرية في القدس حيث كانت ابنته يائيل تدرس بها.
موشيه ديان وزيرًا للزراعة
عمل موشيه ديان بالسياسة بعد أن ترك الخدمة في الجيش، فالتحق بحزب ماباي عام 1959م وأصبح واحدًا من أشهر أعضائه، ثم اختير وزيرًا للزراعة في حكومة بن جوريون، وكان يتبع الأسلوب نفسه الذي كان يتبعه في وزارة الدفاع فأكثر من حركته بين المزارع والحقول، وكان مما فعله آنذاك إسراعه بتنفيذ مشروع تحويل مياه نهر الأردن إلى صحراء النقب فأضاف آلاف الأفدنة إلى الرقعة الزراعية بالكيان الصهيوني.

وبعد أن قدم بن جوريون استقالته آثر ديان الابتعاد قليلاً عن المسرح السياسي، ثم عاد إليه مرة ثانية عضوًا في حزب رافي الذي انشق بقيادة بن غوريون عن ماباي عام 1965م.
دور موشيه ديان في حرب 1967م
تصاعدت وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط وتأزمت الأوضاع السياسية خاصة بعد أن أغلقت مصر مضايق تيران في البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية وطلبت من قوات حفظ السلام الدولية مغادرة سيناء في محاولة من الرئيس جمال عبد الناصر تخفيف الضغط على الجبهة السورية التي جاءته أنباء من الاتحاد السوفياتي بتوجه حشود عسكرية إليها، وأثناء ذلك رضخ رئيس الوزراء الصهيوني ليفي أشكول لمطالب الجيش وقطاعات واسعة من الرأي العام الصهيوني الذين طالبوا باختيار موشيه ديان وزيرًا للدفاع، ولم تمض أيام قليلة على الوزارة حتى كان العدوان قد بدأ وانتهى بنكسة عام 1967م وجنى ديان ثمار الانتصار رغم أن الاستعدادات العسكرية كانت مكتملة قبل توليه الوزارة.

موشيه ديان مراسلاً حربيًّا
وقع اختيار صحيفة معاريف على موشيه ديان للذهاب إلى فيتنام عام 1965م لتغطية أحداث الحرب الأمريكية هناك، وقد انتقده الكثيرون لقبول هذا العرض واعتبروا عمله مراسلاً حربيًّا يحط من شأن الجيش الإسرائيلي الذي كان ديان في يوم من الأيام رئيسًا لأركان حربه، فردَّ عليهم ديان موضحًا أن سبب قبوله هو رغبته في الاطلاع على استخدام أحدث أنواع الأسلحة في ميدان القتال ليطور من معارفه العسكرية.

قبل السفر إلى هناك آثر الذهاب إلى باريس ولندن وواشنطن لمقابلة كبار القادة العسكريين والسياسيين والتحدث إليهم للإحاطة بأكبر قدَّر ممكن من المعلومات والخلفيات السياسية والعسكرية قبل السفر إلى فيتنام، وكان ممن قابلهم وأجرى حوارات مطولة معهم دي كاستري ومونتجومري ومكنمارا وماكسويل تايلور.
ديان وحرب 1973م:
تعرَّض موشيه ديان للوم الشديد في حرب 1973م بعد الانتصارات السريعة والمفاجئة التي حققها الجيش المصري، وتحت هذا الضغط قدَّم هو ورئيسة الوزراء الصهيونية جولدا مائير استقالتيهما عام 1974م.

موشيه ديان وزيرًا للخارجية
لم يطل بقاء موشيه ديان خارج السلطة فقد اختاره رئيس الوزراء مناحيم بيجن عام 1977م وزيرًا للخارجية، وحقق للكيان الصهيوني انتصارات دبلوماسية لا تقل أثرًا عن الانتصارات العسكرية التي شارك فيها من قبل؛ وذلك كما وصفها هو بنفسه، فبعد عام واحد من توليه المنصب الجديد دخل في مفاوضات مباشرة مع إدارة الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات في كامب ديفيد انتهت بالتوقيع على أول اتفاقية للسلام بين إسرائيل ودولة عربية عام 1979م.

وفاة موشيه ديان
بعد عامين من تحقيق موشيه ديان نصرًا دبلوماسيًّا بالتوقيع على اتفاقية سلامٍ مع مصر جاءته المنية بعد إصابته بسرطان في القولون فمات في عام 1981م عن عمر يناهز 74 عامًا.



المصدر: حملة اليوم العالمي لمناصرة الأقصى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

زعماء الحركة الصهيونية Empty
مُساهمةموضوع: رد: زعماء الحركة الصهيونية   زعماء الحركة الصهيونية Emptyالخميس 26 مايو 2016, 1:12 am

جولدا مائير


زعماء الحركة الصهيونية Banatz12
جولدا مائير
ما تزال دعوتها المجرمة في الأذهان عندما قالت: "كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلاً فلسطينياً واحداً على قيد الحياة" !!
هي أخطر امرأة في تاريخ الكيان الصهيوني بلا منازع، وواحدة من أكثر رموزه تطرفاً، يلقبها الغربيون بـ " أم إسرائيل الحديثة " .. هذه " المرأة الرجل " - كما يلقبها بعض المؤرخين- هي جولدا مائير زعيمة حزب العمل الصهيوني، ورئيسة الحكومة الصهيونية في الفترة من 1969م وحتى 1974م.

مولد جولدا مائير ونشأتها 
ولدت جولدا مائير سنة 1898م في كييف بروسيا من أسرة فقيرة يهودية يعمل عائلها نجارا، واضطرت الأسرة تحت ضغط الفقر إلى السفر للولايات المتحدة الأميركية عام 1906م بحثا عن فرص عمل أفضل، وهناك أتمت غولدا دراستها إلى أن تخرجت مدرسة من معهد المعلمات بـ"ميلواكي" بولاية "ويس كونسن" الأمريكية، وعملت في التدريس العام بالمدينة نفسها.

صهيونية جولدا مائير المبكرة
أثناء فترة تواجدها بأمريكا انضمت غولدا إلى إحدى الجماعات الصهيونية النشطة، فقد كانت صهيونية مند صغرها وشبابها، ومن خلال تواجدها في هذه الجماعة تعرفت على "موريس ميرسون " الذي تقدم لخطبتها، والذي كان من الأعضاء البارزين في الحركة، ومن المنظِّرين لها، فاشترطت عليه أن يهاجر بها إلى فلسطين،كانت العلاقة بينهما تكاملية، فهو يسعى إلى التنظير والتقعيد، بينما هي تسعى إلى إحياء هذه النظريات على أرض الواقع !!

بعد وصولها وزوجها " ميرسون " إلى فلسطين عام 1921م، انخرطت غولدا في العمل العام، وأصبحت ناشطة معروفة، يعهد إليها بالأعمال المهمة، بينما زوجها خفتت عنه الأضواء، نظراً لطبيعته الخاصة، التي لم تجعله يحظى بالحضور الاجتماعي كزوجته .ومع تزايد المهام وتتابع الأعباء اتسعت الهوة بين الزوجين إلى أن انفصلا عام 1945م بعد زواج كانت ثمرته ابنا وبنتا طوعت جولدا حياتهما ليسيرا معها في ركاب دعوتها الصهيونية.
جولدا مائير وجمع الأموال للعصابات اليهودية
استطاعت جوالدا مائير جمع خمسين مليون دولار من اليهود المقيمين في أمريكا، وهو مبلغ ضخم في آنذاك، واشترت بها أسلحة ومعدات حربية للعصابات اليهودية التي تحارب العرب سنة 1948م، وعندما اندلعت الحرب سافرت إلى الولايات المتحدة تطلب الدعم العسكري المباشر، ولم تكد تمر على الحرب أيام حتى تغيرت موازين القوة لصالح إسرائيل بفضل المساعدات الفنية والعسكرية الأميركية.
جولدا مائير رئيسة للوزراء
خلفت ليفي أشكول في رئاسة الوزراء بالكيان الصهيوني سنة 1960م بعد تقلبات عدة في مناصب مختلفة، واستقالت من الحكومة سنة 1973م عقب هزيمة السادس من أكتوبر، إذ ذكرت الأخبار أنها كانت تبكي أمام أخبار الهزائم التي حدثت في بداية المعركة.

جولدا مائير مع العنف والوحشية
يقول عنها "بوعز أبل باوم" الذي أعدَّ دراسة تحمل عنوان " دليل رؤساء حكومات إسرائيل": "إنه على الرغم من أن غولدا كانت تتصف بالبلاهة في بعض الأحيان ، وتخلط بين ما هو مسموح وما هو ممنوع ، غير أنها تظل واحدة من ثلاثة رؤساء وزراء تمتعوا بالكاريزما ، كما بن غوريون وبيغين ، وخطبها السياسية كانت تجذب المستمعين ، ومعظمها كانت خطبا عدوانية شرسة ، وقد وصفها بن غوريون بأنها الرجل الوحيد في الحكومة الإسرائيلية" !!

وكانت تنظر إلى الأطفال الفلسطينيين على أنهم بذور شقاء الشعب الإسرائيلي ، فكانت تقول:" كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلاً فلسطينياً واحداً على قيد الحياة".
كانت غولدا مائير تدرك أنَّ هؤلاء الأطفال هم قنابل الغد، ولا سبيل لإفساد مفعول هذه القنابل إلا بمحو هؤلاء الأطفال من الوجود !
و من هنا كانت جولدا مائير من ألد أعداء السلام مع العرب، و لم يكسرها في حياتها شيء سوى حرب السادس من أكتوبر المجيدة، و انهيار أسطورة "الجيش الذي لا يقهر " .. و رغم اعتراف جولدا مائير بانتصار أكتوبر الساحق، و هزيمة الصهاينة النكراء، التي يجسدها بوضوح نص رسالة الاستغاثة العاجلة التى بعثت بها إلى وزارة الخارجية الأمريكية فى التاسع من أكتوبر عام 1973، و كانت من كلمتين فقط هما " أنقذوا إسرائيل ".. رغم ذلك إلا أنها كانت تفضل الموت على ترجمة هذا الاعتراف - كرئيسة وزراء - على أرض الواقع بقبول وقف إطلاق النار !!
وفاة جولدا مائير
وفي عام 1978م توفيت جولدا مائير عن 80 عامًا، قضتها في صراع مع الحق!! ماتت جولدا مائير، ولم يتحقق حلمها، ماتت وليتها تعود لترَى أجيالاً جديدة من الأطفال ورثت الثأر، وآمنت بأنَّ ذرَّة التراب في فلسطين أقدس من أي مكان في الأرض عدا مكة والمدينة. ماتت جولدا مائير ولم يمُت أطفال فلسطين. ماتت واتسعت رقعة الأطفال الذين ملأوا المعمورة يطالبون بحقهم في أرض فلسطين.



المصدر: موقع حماة الأقصى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

زعماء الحركة الصهيونية Empty
مُساهمةموضوع: رد: زعماء الحركة الصهيونية   زعماء الحركة الصهيونية Emptyالخميس 26 مايو 2016, 1:13 am

حاييم وايزمان

الجزيرة نت


زعماء الحركة الصهيونية Weizmann
حاييم وايزمان

حاييم وايزمان (1874ـ1952م)
يعد حاييم وايزمان أشهر الشخصيات الصهيونية بعد هرتزل، وقد لعب الدور الأهم في استصدار وعد بلفور الشهير عام 1917م، وكان رئيسًا للمنظمة الصهيونية العالمية منذ عام 1920م حتى عام 1946م، ثم انتُخب كأول رئيس لدولة إسرائيل عام 1949م.

ميلاد حاييم وايزمان ونشأتة
وُلد حاييم وايزمان في بلدة "موتول" في ولاية "بنسك" إحدى ولايات روسيا البيضاء عام 1874م، وكان والده من وجهاء موتول المتدينين، وكان يعمل تاجرًا للأخشاب يقوم بتقطيعها من الغابات ثم ينقلها بعد ذلك إلى الموانئ الروسية لتصديرها.

تعليم حاييم وايزمان
بدأ حاييم وايزمان حياته الدراسية في معبد البلدة؛ حيث درس مبادئ الدين والتاريخ اليهوديَّين واللغة الروسية ولغة "اليديش" التي كان يتحدث بها يهود روسيا، ثم أرسله أبوه إلى "بنسك" لتلقِّي تعليمه العالي هناك وتخصص في الكيمياء، وأكمل دراسته في مدرسة "البولتيكنيكوم" الألمانية التي كانت تُعتبر أشهر معاهد تدريس الكيمياء في أوروبا آنذاك، وحصل منها عام 1899م على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف. وفي عام 1901م اختارته جامعة جنيف للعمل بها محاضرًا مساعدًا، وفي عام 1904م أصبح أستاذًا بجامعة مانشستر في بريطانيا.

حياتة الاجتماعية حاييم وايزمان
تزوَّج حاييم وايزمان من فيرا وأنجب منها ولدَين هما بنيامين وميخائيل، وقد توفي الأخير في حادث تحطم طائرة أثناء الحرب العالمية الثانية.

توجهات حاييم وايزمان الفكرية
آمن وايزمان بضرورة إنشاء وطن قومي لليهود يحفظ لهم هويتهم وكيانهم من الذوبان في المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها، وقد وهب علمه وجهده وماله لتحقيق هذا الأمر، وكان يسعى دائمًا إلى التقريب بين الفرقاء اليهود وجمع كلمتهم ومحاولة التنسيق بين جهودهم لخدمة الهدف الأعلى وهو إقامة الدولة، وكان من منهج وايزمان في العمل السياسي استعمال كافة الوسائل المتاحة لتحقيق الهدف، فاستعمل الدبلوماسية والعلاقات الشخصية ووسائل الإعلام والمال والتنظيم الدقيق للجماعات والمنظمات الصهيونية ثم الوسائل العسكرية لتحقيق ما يحلم به اليهود وبالفعل نجح في ذلك عام 1948م.

ويُعتبر وايزمان أول من حول مسار الحركة الصهيونية إلى مجال الاستيطان والتعمير بدلاً من سياسة المفاوضات والاتفاقية التي كان هرتزل يحصر تفكير الحركة فيها، وحصل وايزمان على وعد بلفور الذي بنَى عليه اليهود دولتهم.
حياة حاييم وايزمان السياسية.. اهتمام مبكر بالسياسة
بدأت اهتمامات وايزمان بالسياسة في وقت مبكر؛ حيث كان يرفض فكرة اندماج اليهود في أوروبا حتى لا يفقدوا هويتهم وكيانهم، رغم أن هذه الفكرة كانت تسيطر على معظم اليهود آنذاك خوفًا من الاضطهاد الذي كانوا يشعرون به، وأثناء دراسته في مدرسة "البولتيكنيكوم" كان طالبًا مميزًا ونشيطًا وسط الطلاب اليهود في ألمانيا ونشط في إقامة علاقات بينه وبين غيره من الطلاب في الجامعات الأوروبية المختلفة.

وايزمان في المؤتمر الصهيوني الثاني
كلَّف المؤتمر الصهيوني الثاني حاييم وايزمان بتشكيل الوفد الروسي لحضور المؤتمر, وفي عام 1901 كلَّفه بحمل اليهود على شراء أسهم البنك اليهودي الدولي وبنك الاستعمار اليهودي، وبزغ نجمُه داخل المؤتمر واختير عضوًا في الحركة الصهيونية.

وايزمان مع جيمس آرثر بلفور
رفض وايزمان عام 1903م فكرة اختيار أوغندا مكانًا بديلاً لليهود يُنشئون عليه دولتهم بعيدًا عن فلسطين, وقال عام 1906م أثناء مقابلته جيمس أرثر بلفور "إن اليهود يعتقدون أن استبدال فلسطين بأي بقعة أخرى في العالم نوعٌ من الكفر، فهو أساس التاريخ اليهودي، ولو أن موسى نفسه جاء ليدعو إلى غيرها ما تبعه أحدٌ, وسيأتي اليوم الذي سننجح فيه في استعادة بلادنا, فهذا أمرٌ لا شكَّ فيه".

حاييم وايزمان زعيم تيار الصهيونية العالمية
انقسمت الحركة الصهيونية بعد فكرة أوغندا والمؤتمر الصهيوني السابع عام 1907م إلى قسمين:
- الصهيونية السياسية التي كانت تسعى للحصول على تصريح من السلطان العثماني قبل التفكير في العودة إلى فلسطين.

- والصهيونية العملية التي عملت على إحياء اللغة العبرية والاهتمام بالناحية الروحية وخلق واقع صهيوني في فلسطين.
وايزمان ودوره في وعد بلفور
كانت أهم إنجازات وايزمان خلال الحرب العالمية الأولى؛ حيث ساعدت اكتشافاته العلمية وبالأخص مادة "الأسيتون" في تقربه من القيادات السياسية والعسكرية البريطانية التي راح يلحُّ عليها في استصدار قرار بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين فكان وعد بلفور عام 1917م.

سفر حاييم وايزمان إلى فلسطين
كانت المرة الأولى التي سافر فيها وايزمان إلى فلسطين عام 1908م حينما اتَّهمه خصومُه السياسيون بأنه يجاهد من فوق المنابر بالكلمات ولا يعرف شيئًا عن أوضاع اليهود هناك ولا يتحمَّل العيش وسطهم، ووجد بعد سفره أن اليهود في فلسطين يعملون في مزارع المليونير اليهودي روتشيلد وليس عندهم روح المغامرة ويغلب عليهم التواكل، فلمَّا عاد مرةً أخرى إلى بريطانيا قرَّر العملَ بأسلوب مختلف يعتمد على تشجيع الهجرة إلى فلسطين على أن يعتمد اليهود على أنفسهم وسواعدهم في العيش هناك.

حاييم وايزمان الجامعة العبرية
والمرة الثانية التي سافر فيها إلى فلسطين كانت عام 1918م ضمن وفدٍ صهيونيٍّ قررت الحكومةُ البريطانية إرسالَه إلى هناك لدراسة الأوضاع على الطبيعة في ضوء تصريح بلفور، وقد نصحه اللنبي قائد القوات البريطانية في فلسطين بزيارة الأمير فيصل بن الشريف حسين أمير مكة وقائد الجيش العربي وقتئذ، فقابله وربطت بينهما صداقةٌ استمرت مدى الحياة، وفي تلك الزيارة وضع حجر الأساس للجامعة العبرية التي افتتحت بعد ذلك بسبع سنوات (1925م).

حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية
في عام 1920م انتخب المؤتمر الصهيوني الذي عُقد في لندن آنذاك حاييم وايزمان رئيسًا للمنظمة الصهيونية العالمية وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 1946م.

حاييم وايزمان إنشاء الوكالة اليهودية
نصّ صكّ الانتداب البريطاني في فلسطين في مادته الرابعة على "إقامة وكالة يهودية معترَف بها لتقديم النصح للإدارة البريطانية، والتعاون معها في الميادين الاقتصادية والاجتماعية وغيرها فيما يتعلق بتأسيس الوطن القومي اليهودي، مع اعتبار الجمعية الصهيونية القائمة هي الوكالة اليهودية حتى يتمّ تشكيلها"، فدعا وايزمان المنظمات اليهودية العالمية للاجتماع عام 1929 لانتخاب أعضاء الوكالة، وتم الاجتماعُ وانتُخبت الوكالة وظهرت إلى الوجود في العام نفسه وأصبحت تتحدث باسم اليهودية العالمية.
موافقة حاييم وايزمان على الكتاب الأبيض
وافق وايزمان على الكتاب الأبيض الذي أصدرته الحكومة البريطانية عام 1930م بعد اتصالات هادئة أجراها مع رئيس الحكومة رمزي ماكدونالد على السماح بهجرة 40 ألف يهودي إلى فلسطين عام 1934م و62 ألفًا عام 1935م، وحصل بذلك على خطاب بالموافقة من ماكدونالد، فأعلن موافقته على الكتاب الأبيض، لكن المؤتمر الصهيوني رفض ذلك وطالب بوضع مواثيق تضمن ما أسماه بعدم التنازل ونصحهم وايزمان بالعمل، وبألا يضيِّعوا أوقاتهم في مثل هذه المواثيق، لكن المؤتمر رفض وأسقط وايزمان وانتخب مكانه سوكولوف للرئاسة، لكنَّ وايزمان عاد ونجح في الانتخابات التي أُجريت عام 1935م.

حاييم وايزمان مستشارًا كيماويًّا فخريًّا
في هذه الأثناء اختير وايزمان مستشارًا كيماويًّا فخريًّا لوزارة التموين التي كان يرأسها هربرت موريسون، وخُصِّص له معمل يُجري فيه أبحاثه وتجربه، وبدأ تجاربه في إنتاج البنزين الصناعي عن طريق التقطير وعن عمليات التخمير واستخراج الكحول والمطاط الصناعي.

سفر حاييم وايزمان إلى الولايات المتحدة
غادر وايزمان بريطانيا عام 1942م لتلبية دعوة من الولايات المتحدة للإقامة بها لمواصلة إنتاجه في المطاط الصناعي، وقال له تشرشل وهو يودعه- كما كتب وايزمان في مذكراته- إنه يتمنَّى بعد انتهاء الحرب مساعدة عبد العزيز آل سعود في أن يصبح سيدًا على الشرق على ألا يعارض في تحقيق أهدافه، وطلب منه تشرشل أن يحتفظ بهذا السرّ وألا يبوح به إلا لرئيس الولايات المتحدة روزفلت حينما يقابله، وبالفعل وافق روزفلت على هذا الأمر بعد مقابلة وايزمان له.
وفي عام 1947م وأثناء إقامة وايزمان في الولايات المتحدة عرضت بريطانيا القضية الفلسطينية برمَّتها على الأمم المتحدة، وركز وايزمان جهده لمتابعة مشروع تقسيم فلسطين كما عرض آنذاك.
وايزمان ودوره في إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني
اتفق وايزمان ورئيس الولايات المتحدة الأميركية ترومان على خطة التقسيم التي ستعمل الولايات المتحدة بثقلها على إقرارها في داخل أروقة الأمم المتحدة، واتفق معه على أن صحراء النقب ستكون تابعةً للكيان الصهيوني بعد أن أثبتت الأبحاث العلمية وجود المياه الجوفية بها، وعلى أن يكون لإسرائيل منذ على البحر الأحمر.

وصدر قرار التقسيم بالفعل في 29/11/1947م بموافقة 33 صوتًا ضد 13 صوتًا، وقبل اليهود القرار على الفور؛ لأنه أعطاهم الأرض التي كانوا يحلمون بها، بينما قاوم العرب هذا القرار، ولكي تتجنب واشنطون الغضب العربي والإسلامي تحايَلَت على الوضع فقرَّرت في 19/3/1948م إعادة النظر في الأمر وعرض الموضوع على الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرار بوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية بمجرد انتهاء الانتداب يوم 15 مايو 1948م.
لكن كان ردّ وايزمان قاطعًا: "إنني لا أقيم وزنًا لخرافة القوة العربية العسكرية ولا بدَّ لليهود من إعلان استقلالهم في اليوم التالي لانتهاء الانتداب، هذه هي الخطوة العملية للخروج من هذا الموقف"، وبالفعل في 14 مايو/ 1948م أعلن بن غوريون قيام الدولة اليهودية واعترفت بها على الفور الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
وايزمان أول رئيس للكيان الصهيوني (إسرائيل)
اختير وايزمان عام 1948م رئيسًا للمجلس الرئاسي المؤقت وفي عام 1949م انتُخب كأول رئيس للدولة الصهيونية.

وفاة حاييم وايزمان
ألَّف وايزمان في عام 1949م كتابَه الذي تضمَّن سيرته الذاتية "التجربة والخطأ" وبعد صراع مع المرض توفي عام 1952م عن عمر يناهز 78 عامً.



المصدر: موقع الجزيرة نت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

زعماء الحركة الصهيونية Empty
مُساهمةموضوع: رد: زعماء الحركة الصهيونية   زعماء الحركة الصهيونية Emptyالخميس 26 مايو 2016, 1:14 am

شارون (سفاك الدماء)

موقع حماة الأقصى


زعماء الحركة الصهيونية Sharoon

قال له بن غوريون ناصحا إياه: "لا تقرأ يا أرييل فأنت لا تصلح إلا للقتل … ونحن نريد قتلة أكثر من مثقفين".
اشتهر شارون بأنه من أكثر القيادات الصهيونية إجراما وتعطشا للدماء، فقد تفوق في الإرهاب على الجميع! وسيرته مليئة بشتى أنواع الشرور والعدوانية.

مولد شارون ونشأتة
ولد أرييل صموئيل مردخاي شرايبر (أرييل شارون) في قرية ميلان الفلسطينية -التي أصبحت فيما بعد تسمى مستوطنة كفار ملال- عام 1928م لأسرة من أصول بولندية عملت في مزارع الموشاف في فلسطين بعد أن فرت إليها خوفاً من بطش النازيين. درس التاريخ وعلوم الاستشراق في الجامعة العبرية في القدس، وأكمل تحصيله الجامعي في كلية الحقوق في تل أبيب، وأرسله والده إلى الكلية الزراعية ولكنه لم يكن راغباً في الدراسة.

عرف شارون منذ صغره بالإجرام، حيث كان يحمل عصا في صغره لضرب الأطفال وإخضاعهم، وقد انضم إلى عصابة الهاغاناة مبكرا، وقاد إحدى فرق المشاه في حرب 1948م، وأصيب في بطنه (بينما كان يحرق أحد الحقول) وكاد يُقتل لولا أن قام جندي شاب بنقله إلى مكان آمن (وقد أصبح ولاؤه أثناء القتال لا يتجه إلى الوطن ككل وإنما إلى المقاتلين معه وحسب. وقد صارت هذه إحدى العقائد الأساسية في الجيش الصهيوني).
لم يبرز شارون إلا بعد عام 1948م كضابط في الوحدات الخاصة التي تعمل بإمرة الاستخبارات العسكرية للقيام بالأعمال الانتقامية ضد مخيمات اللاجئين والقرى الفلسطينية الحدودية حيث عهد بهذه الغارات إلى وحدة خاصة أُنشئت في غشت 1952 وأطلق عليها اسم «الوحدة 101». وقد اختار شارون أفراد الوحدة («شياطينها» كما كانوا يُدعون) بنفسه من مجرمين وأصحاب سوابق ولصوص وقتلة، ، ولم يخضعهم شارون لتدريبات عسكرية نظامية وإنما لتدريبات شاقة ومن نوع خاص تتركز على التدرب على السير الطويل وعمليات النسف والتدمير والتخريب على اختلاف أنواعها.
شارون عاشق الدماء
قد صرح إرييل شارون في مقابلة مع الجنرال أوزي مرحام، عام 1965م، بقوله: "لا أعرف شيئا اسمه مبادئ دولية، أتعهد بأن أحرق كل طفل فلسطيني يولد في المنطقة، المرأة الفلسطينية والطفل أخطر من الرجل، لأن وجود الطفل الفلسطيني يعني أن أجيالا منهم ستستمر".

و مما يسجله التاريخ هو أن شارون مجرم منذ طفولته الأولي ، فقد كانت أول جرائمه هو التعرض لرجل فلسطيني ثري و سرقة سيارته الفخمة.
وفي مذكرات المتقاعد الينورى مارن وهو ضابط في الموساد أن شارون كان يطلب منهم القيام بأفعال يندى لها الجبين، وما عجز عنه هؤلاء يتولاه شارون الذي تلذذ باختطاف الفلسطينيين ، كما أكد أن شارون فضل أن يحتفل بعيد ميلاده عن طريق إطفاء شموع خاصة و هي قتل 20 طفلا، وفي طريقه وجد امرأة تحمل رضيعا فقام بالاعتداء عليها بالسكين حتى فصل رأسها عن جسدها، وبعدها أمر بإشعال النار وقذف فيها الرضيع الذي كلما تعالت صراخاته تتعالى ضحكات هذا الحقير، وبعد أن احترق الرضيع، أشار شارون إلى أن هذا لا يدخل في حساب العشرين طفلا و حل دور الخمسة الذين قادتهم براءتهم إلى اللعب في الشارع ليس بعيداً عن منطقة الجليل فأمر جنوده البطاشين بأن يختطفوهم وهم لا يتجاوزون ست سنوات، حيث أمر بتعذيبهم و بعدها حرقهم كما فعل بالرضيع و يضيف المصدر أنه خلال ساعة ونصف تم القضاء على 15 طفلا فلسطينيا.
شارون ومذبحة قبية (15 أكتوبر 1953م)
اتجه شارون بقيادة الوحدة 101 إلى قرية قبية العربية الفلسطينية التي تقع شمال القدس في المنطقة الحدودية تحت إدارة الأردن ، ثم حاصرت قواته القرية وأمطرتها بوابل من نيران المدفعية فدكت القرية دكاً على من فيها، ثم دخلت قوة منهم إليها وهي تطلق النار عشوائياً بعد أن تمكنت من التخلص من المقاومة التي أبدتها قوة الحرس الوطني المحدودة في القرية. وبينما كان يجري حصد المدنيين العُزَّل بالرصاص قامت عناصر أخرى بتلغيم العديد من منازل الفلسطينيين وتدميرها على من فيها. وقد دلت مواضع الإصابات في أجسام الضحايا الذين سقطوا قرب أبواب بيوتهم من الداخل على أنهم لم يُعطوا فرصة مغادرتها (كما يقول تقرير قائد مراقبي هيئة الأمم مما يجعل قبية قريبة من قانا). وقد استعمل في هذا الهجوم جميع أسلحة المشاة من بنادق ورشاشات برن وستن وقنابل يدوية وقنابل حارقة ومتفجرات.

وقد تذرع الصهاينة في البداية بأن الهجوم يأتي انتقاماً لمقتل امرأة يهودية وطفلها. كما مارست الخداع بادعائها أن مرتكبي المذبحة هم من المستوطنين الصهاينة وليسوا قوات نظامية. إلا أن مجلس الأمن الذي أدان الجرم الصهيوني قد اعتبره عملاً تم تدبيره منذ زمن طويل، وهو الأمر الذي أيدته اعترافات بعض القيادات الصهيونية/الإسرائيلية فيما بعد.
وأسفرت المذبحة عن سقوط 69 قتيلاً بينهم نساء وأطفال وشيوخ ، ونسف 41 منزلاً ومسجد وخزان مياه القرية في حين أُبيدت أُسر بكاملها.

شارون ومذبحة صابرا وشاتيلا (16-18 سبتمبر 1982م)
تُعدّ مذبحة صابرا وشاتيلا من أهم المحطات في حياة المجرم شارون، فقد صممها وأمر بتنفيذها وسهل للجناة فعلتهم وفتح لهم الطريق بعد احتلال بيروت عام 1982م، وكان شعاره: "بدون عواطف"!!، وكانت مذبحة مروعة قتل وذبح فيها 1500 من النساء والرجال والأطفال، رغم أن الإحصائيات تفاوتت، فأوصلها البعض إلى 3500 شخص، ولكن المتفق عليه أن عددا كبيرا قتل بهذه الجريمة الإنسانية البشعة، وتم التمثيل بالجثث وبقر البطون، وقطع الأطراف، واغتصاب النساء والفتيات بشكل متكرر!!
وُيعتبر مناحيم بيجن مُعلم المجرم والسفاح شارون في عالم الإجرام، وهو الذي كان يرعاه صغيراً عندما كان يحبو في عالم الجريمة، وكان دائما يشجعه على ذبح الفلسطينيين وارتكاب المجازر ضدهم، ويكيل المديح لهذه الجرائم والمذابح. وهو الذي أعطاه الأوامر بارتكاب مذابح صبرا وشاتيلا وهو الذي اتخذ قرار اجتياح لبنان والقضاء على الوجود الفلسطيني فيه عام 1982م حيث كان حينذاك رئيسا لوزراء الكيان اليهودي.

شارون ونظرية الضم التدريجي
يعد شارون من أكثر القادة الصهاينة حماسًا لتطبيق نظرية الضم التدريجي للضفة الغربية؛ لذا كثر اختياره وزيرًا للإسكان والبنية التحتية والمستوطنات، ففي حكومة الليكود التي شكلها بنيامين نتنياهو بعد انتخابات 1996م اختير وزيرًا للبناء والإسكان،، ثم وزيرًا للخارجية في الفترة من 1998إلى 1999م في التعديل الوزاري الذي أجراه نتنياهو قبل أن يسلم الراية لإيهود باراك.

دخول شارون المسجد الأقصى
في سنة 2000م دخل شارون المسجد الأقصى، مما أثار حفيظة الفلسطينيين الذين لم ينسوا مسؤوليته في قبية وصبرا وشاتيلا، الأمر الذي تسبب في اندلاع انتفاضة الأقصى.

شارون رئيسا للوزراء
فاز شارون برئاسة الوزراء بعدما أقنع الناخب الصهيوني بأنه الوحيد القادر على إعادة الأمن الشخصي له إثر فشل رئيس الوزراء السابق إيهود باراك في ذلك بسبب استمرار انتفاضة الأقصى منذ سبتمبر 2000م.

اغتيال الشيخ أحمد ياسين ورموز المقاومة
أمر شارون باغتيال الشيخ المجاهد أحمد ياسين رحمه الله تعالى وهو مقعد لا يملك أن يقاتل، فكانت جريمة نكراء صمت عنها العامل بذل وجبن. كما اغتال من بعده الكثير من رموز المقاومة كالشيخ عبد العزيز الرنتيسي والكثير من غيره.

بالطبع لا يمكن حصر كل جرائم شارون، وقد وصفته الكتابات الصحفية في كل مكان بما فيها إسرائيل ذاتها بأنه البلدوزر، الذئب الجائع، دراكولا مصاص الدماء، وغيرها من الأوصاف التي تؤكد على حالته المعروفة والمشهورة، بل إنه عندما أصبح رئيساً للوزراء عام 2001م مارست حكومته كل أنواع الاغتيال والقتل والاعتقال والمذابح في مدن الضفة وغزة، وهو صاحب فكرة الجدار العازل الذي التهم المزيد من أراضي الفلسطينيين وعزل أبناء الشعب الفلسطيني.
واليوم ننجيك ببدنك
قبل أن تنتهي ولايته، أصيب شارون في يناير 2006م بجلطة سببها نزيف دماغي حاد، جعلته يدخل في غيبوبة لم يفق منها إلى يومنا هذا، وها هم الأطباء يستأصلون جسده قطعة قطعة وجزءاً جزءاً، نتيجة العفونة التي أصابته، فكلما تعفن جزء استأصلوه، حتى أمسى هيكلا عظميا منزوعا عنه اللحم، ويتنفس تنفساً اصطناعيا، فما هو بميت ولا بحي، ليكون آية يضرب الله بها الأمثال للمجرمين والظالمين !!



المصدر: موقع حماة الأقصى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
زعماء الحركة الصهيونية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أبرز زعماء قُتلوا على مدار التاريخ
» سيرة استيلاء الحركة الصهيونية على فلسطين في سياقها الأوروبي
» قائمة رواتب زعماء العالم
» اضحك من قلبك مع زعماء العام
» إلى أي مدى تؤثر صحة زعماء المغرب العربي على دولهم؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: