منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 جابر بن حيان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

جابر بن حيان Empty
مُساهمةموضوع: جابر بن حيان   جابر بن حيان Emptyالجمعة 03 يونيو 2016, 10:13 pm

جابر بن حيان

قصة الإسلام
جابر بن حيان ShapefdsG


وصفه ابن خلدون في مقدمته وهو بصدد الحديث عن علم الكيمياء فقال: "إمام المدونين فيها جابر بن حيان، حتى إنهم يخصونها به فيسمونها "علم جابر"، وله فيها سبعون رسالة"[1].

إنه أبو موسى جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي، نسبة إلى قبيلة أزد اليمنية التي هاجر البعض منها إلى الكوفة بعد انهيار سد مأرب. وُلِدَ في (طوس) واستقرَّ في بغداد بعد قيام الدولة العباسية، وتوثقت علاقته بأسرة البرامكة الفارسية، وامتدت حياته ما بين (103 - 200هـ/ 721 - 815م)[2].

يُعَدّ مؤسس علم الكيمياء التجريبي؛ فهو أول من استخلص معلوماته الكيميائية من خلال التجارب والاستقراء والاستنتاج العلمي، وكان غزير الإنتاج والاكتشافات، حتى إن الكيمياء اقترنت باسمه فقالوا: "كيمياء جابر"، و"الكيمياء لجابر"، وكذلك: "صنعة جابر". كما أُطلق عليه أيضًا "شيخ الكيميائيين" و"أبو الكيمياء".
فقبل جابر كان هناك مجموعة من المهن البدائية القديمة، وقد اختلطت مع كثير من الحرف، كالتحنيط (في مصر القديمة) والدِّباغة، والصباغة والتعدين واستخلاص الزيوت، لكن جابر بن حيان استطاع أن يطوِّر الكيمياء ويرفعها من تلك المنزلة البدائية التي كانت عليها إلى منزلة عالية، وذلك بإضافته للكثير من المعارف النظرية والعلمية، وإرسائه أسسَ وأصولَ تحضير المواد الكيميائية والتعامل معها؛ لذلك يُعتَبَر ابنُ حيان شيخ الكيميائيين بلا منازع[3].

بداية الكيمياء والمنهج العلمي عند جابر

بدأت الكيمياء خرافية تستند على الأساطير البالية، حيث سيطرت فكرة تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة؛ وذلك لأن العلماء في حضارات ما قبل الإسلام كانوا يعتقدون أن المعادن المنطرقة مثل الذهب والفضة والنحاس والحديث والرصاص والقصدير من نوع واحد، وأن تباينها نابع من الحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة الكامنة فيها، وهي أعراض متغيرة (نسبة إلى نظرية العناصر الأربعة: النار والهواء والماء والتراب)؛ لذا يمكن تحويل هذه المعادن من بعضها البعض بواسطة مادة ثالثة وهي الإكسير. ومن هذا المنطلق تخيل بعض علماء الحضارات السابقة للحضارة الإسلامية أنه بالإمكان ابتكار إكسير الحياة أو حجر الحكمة الذي يزيل علل الحياة ويطيل العمر[4]، وهذا ما كان يُسَمَّى بعلم الخيمياء.
وقد تأثَّر بعض العلماء العرب والمسلمين الأوائل كجابر بن حيان وأبي بكر الرازي بنظرية العناصر الأربعة التي ورثها علماء العرب والمسلمين عن اليونان، لكنهما قاما بدراسة علمية دقيقة لها؛ أدَّت هذه الدراسة إلى وضع وتطبيق المنهج العلمي التجريبي في حقل العلوم التجريبية.
وعن هذا المنهج التجريبي كان يقول جابر: "ومِلاك كمال هذه الصنعة العمل والتجربة؛ فمن لم يعمل ولم يجرِّب لم يظفر بشيء أبدًا"[5].
وفي كتاب الخواص الكبير المقالة الأولى يقول: "إننا نذكر في هذه الكتب خواص ما رأيناه فقط دون ما سمعناه، أو قيل لنا وقرأناه، بعد أن امتحنّاه وجرَّبناه، فما صحَّ أوردناه، وما بطل رفضناه، وما استخرجناه نحن أيضًا قايسناه على أحوال هؤلاء القوم"[6].
ولذلك يُعَد جابر أول من أدخل التجربة العلمية المخبرية في منهج البحث العلمي الذي أرسى قواعده، وكان أحيانًا ما يُسمي التجربة بالتدريب، فكان يقول: "فمن كان دَرِبًا كان عالمًا حقًا، ومن لم يكن دَرِبًا لم يكن عالمًا، وحسبُك بالدربة في جميع الصنائع أن الصانع الدَّرِب يحذق، وغير الدَّرِب يعطل"[7]!!
وعليه قطع جابر خطوة أبعد مما قطع اليونان في وضع التجربة أساس العمل لا اعتمادًا على التأمل الساكن.
لقد كانت أعمال جابر القائمة على التجربة المعملية أهم محاولة جادة قامت آنذاك لدراسة الطبيعة دراسة علمية دقيقة؛ فهو أول من بشَّر بالمنهج التجريبي المخبري، وتكاد الإجراءات التي كان يتبعها في أبحاثه تطابق ما يقوم به المشتغلون بالمنهج العلمي اليوم؛ وتتلخص إجراءاته في خطوات ثلاث:
الأولى: أن يأتي الكيميائي بفرض يفرضه من خلال مشاهداته، وذلك حتى يفسر الظاهرة التي يريد تفسيرها.
الثانية: أن يستنبط مما افترضه نتائج تترتب عليه نظريًا.
الثالثة: أن يعود بهذه النتائج إلى الطبيعة ليتثبت ما إذا كانت ستصدق على مشاهداته الجديدة أم لا؛ فإن صدقت تحولت الفرضية إلى قانون علمي يُعوَّل عليه في التنبؤ بما يمكن أن يحدث في الطبيعة إذا توافرت ظروف بعينها[8].
ولقد اهتم هولميارد Holmyard بأعمال جابر ومنهجه العلمي ومؤلفاته، وعكف على إبراز القيمة العلمية لعمله، وتراه بعد ذلك يقول: "إن الصنعة الخاصة عند جابر هي أنه قد عرف وأكَّد على أهمية التجريب بشكل أوضح من كل من سبقه من الخيميائيين"[9].

جابر بن حيان.. أوَّليات وإنجازات

قام جابر بإجراء كثير من العمليات المخبرية، كان بعضها معروفًا من قبلُ فطوَّره، وأدخل عملياتٍ جديدة. ومن الوسائل التي استخدمها: التّبخُّر، والتقطير[10]، والتبلُّر[11]، والتسامي[12]، والترشيح[13]، والصَّهر، والتكثيف، والإذابة، ودرس خواص بعض المواد دراسة دقيقة؛ فتعرف على أيون الفضة النشادري المعقد[14].
كما قام بتحضير عدد كبير من المواد الكيميائية، فهو أول من حضَّر حمض الكبريتيك بالتقطير من الشَّب، وحضَّر أكسيد الزئبق، وحمض النتريك؛ أي ماء الفضة، وكان يسميه الماء المحلل أو ماء النار، وحضر حمض الكلوريدريك المسمَّى بروح الملح، وهو أول من اكتشف الصودا الكاوية، وأول من استخرج نترات الفضة وقد سمّاها حجر جهنم، وثاني كلوريد الزئبق (السليماني)، وحمض النتروهيدروكلوريك (الماء الملكي)، وسُمِّي كذلك لأنه يذيب الذهب ملك المعادن.
وهو أول من لاحظ رواسب كلوريد الفضة عند إضافة ملح الطعام إلى نترات الفضة، كما استخدم الشب في تثبيت الأصباغ في الأقمشة، وحضَّر بعض المواد التي تمنع الثياب من البلل؛ وهذه المواد هي أملاح الألومنيوم المشتقة من الأحماض العضوية ذات الأجزاء الهيدروكربونية، ومن استنتاجاته أن اللهب يُكسِب النحاس اللون الأزرق، بينما يكسب النحاس اللهب لونًا أخضر. وهو أول من فصل الذهب عن الفضة بالحل بوساطة الحمض، وشرح بالتفصيل عملية تحضير الزرنيخ، وتنقية المعادن، وصبغ الأقمشة[15].
ويُعزَى إليه أنه أولُ من استعمل الميزان الحساس والأوزان متناهية الدقة في تجاربه المخبرية؛ وقد وزن مقادير يقل وزنها عن1/100 من الرطل، ويُنسَب إليه تحضير مركبات كل من كربونات البوتاسيوم والصوديوم والرصاص القاعدي والإثمد (الأنتيمون)، كما استخدم ثاني أكسيد المنجنيز لإزالة الألوان في صناعة الزجاج، كما بلور جابر النظرية التي مفادها أن الاتحاد الكيميائي يتم باتصال ذرات العناصر المتفاعلة مع بعضها، ومثَّل على ذلك بكلٍّ من الزئبق والكبريت عندما يتحدان ويكونان مادة جديدة. وقد كان يجري معظم تجاربه في مختبر خاص اكتُشِف في أنقاض مدينة الكوفة في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، الثامن عشر الميلادي[16].

مؤلَّفات جابر

في مجمل مصنفاته يقول لوبون G. Lebon: "تتألف من كتب جابر موسوعة علمية تحتوي على خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في عصره، وقد اشتملت كتبه على بيان مركبات كيميائية كانت مجهوله قبله"[17].
فقد كان لجابر بن حيان العديد من المؤلفات العلمية، والتي تأثر بها الغرب ونقل عنها، حتى قرر ابن النديم أن له 306 كتابًا في الكيمياء بأسلوبه الخاص في أنحاء العالم، ورغم أن معظمها قد فُقِد، إلا أنه يوجد منها الآن ثمانون كتابًا محفوظًا في مكتبات الشرق والغرب، وقد تَرْجم معظمَ كتبه إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي روبرت الشستري (ت 539هـ / 1144م) وجيرار الكريموني (ت 583هـ / 1187م) وغيرهما، ومثّلت مصنفاته المترجمة الركيزة التي انطلق منها علم الكيمياء الحديث في العالم[18].
ويُعَدُّ كتاب (السموم ودفع مضارها) أشهر مؤلفات جابر ويقع في خمسة فصول، وفيه قسَّم السموم إلى حيوانية ونباتية وحجرية، وذكر الأدوية المضادة لها وتفاعلها في الجسم، وهذا الكتاب يعتبر همزة وصل بين الطب والكيمياء.
ومن أشهر كتبه أيضًا كتابه (الخواص الكبير)، ونسخته الأصلية موجودة في المتحف البريطاني.
وله أيضًا كتاب (التدابير)، وتعني العمل القائم على التجربة، وكتاب (الموازين)، وكتاب (الحديد) وفيه يصف جابر عملية استخراج الحديد الصلب من خاماته الأولى، كما يصف كيفية صنع الفولاذ بوساطة الصهر بالبواتق. ومن كتبه كذلك (نهاية الإتقان) وهو مؤلف رائد في الكيمياء، ورسالة (في الأفران).
وله أيضًا رسائل عن المرايا، كما ألَّف كتاب (السبعين) والذي يشمل سبعين مقالة حول أهم تجاربه في الكيمياء والنتائج التي توصل إليها، ويمكن اعتباره خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في عصره.
وله كذلك كتاب (الرحمة) ألَّفه في الخيمياء وتطرق فيه إلى إمكانية تحويل المعادن إلى ذهب، وكتاب (الجمل العشرون) و(أسرار الكيمياء) (وأصول الكيمياء)، وهذا غير مؤلفات أخرى في الرياضيات والفلسفة والشعر، وقد ترجمت بعض كتبه إلى اللاتينية مثل كتاب السبعين وكتاب الرحمة، وهناك كتب له باللاتينية لم يتم العثور على أصولها العربية، مثل: (البحث عن الكمال) و(كتاب العهد) و(كتاب الأتون)[19].
ولقد تُرجِمت كتب جابر إلى اللاتينية، وظلَّت المرجع الأوفى للكيمياء زهاء ألف عام، وكانت مؤلفاته موضع دراسة مشاهير علماء الغرب، أمثال: كوب، وبرثوليه، وكراوس، وهولميارد الذي أنصفه ووضعه في القمة، وبدَّد الشكوك التي أثارها حوله العلماء المغرضون. وأيضًا سارتون الذي أرَّخ به حقبة من الزمن في تاريخ الحضارة الإسلامية، يقول: "ما قدَّر جابر أن الكتب التي ألَّفها لا يمكن أن تكون من وضع رجل عاش في القرن الثاني للهجرة لكثرتها ووفرة ما بها من معلومات"[20].


[1] مقدمة ابن خلدون 1/322.
[2] راجع ابن النديم: الفهرست ص420، الزِّركلي: الأعلام 2/103، محمد علي عثمان: مسلمون علَّموا العالم ص64، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه العالم ص17.
[3] انظر أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه العالم ص17.
[4] انظر علي عبد الله الدفاع: روائع الحضارة العربية الإسلامية ص274، وانظر في الموضوع أيضًا: جلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي، مكتبة الخانجي - القاهرة ص268، 269 .
[5] جابر بن حيان: كتاب التجريد، ضمن مجموعة حققها ونشرها هولميارد بعنوان: مصنفات في علم الكيمياء للحكيم جابر بن حيان، باريس 1928م.
[6] جابر بن حيان: كتاب الخواص الكبير ص232، ضمن مجموعة كراوس.
[7] جابر بن حيان: كتاب السبعين ص464، ضمن مجموعة كراوس.
[8] انظر حكمت نجيب: دراسات في تاريخ العلوم عند العرب ص266، جلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي ص278، 279، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه العالم ص17.
[9] عمر فروخ: تاريخ العلوم عند العرب ص251.
[10] هو فصل الجسم المراد تحضيره بتصعيده إلي بخار ثم تكثيفه إلي سائل.
[11] هو فصل البلورات من ماء البحر المالح والحالات المشابهة.
[12] هو فصل الجسم الطيار بتسخينه حيث يتكاثف بخاره إلي مادة صلبة دون المرور على الحالة السائلة.
[13] تمكَّن بواسطة منخل أو قطعة قماش أن يرشح كثيرًا من المواد.
[14] انظر حكمت نجيب: دراسات في تاريخ العلوم عند العرب ص266، جلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي ص280، 281.
[15] انظر في ذلك: جلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي ص281.
[16] راجع في إنجازات جابر: الأعلام 2/104، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه العالم ص17، علي عبد الله الدفاع: روائع الحضارة العربية الإسلامية ص275، عبد الحليم منتصر: تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه ص105، 106- الموسوعة العربية العالمية على شبكة الإنترنت، الرابط:
http://www.mawsoah.net/gae_portal/maogen.asp?main2&articleid=!جابر%20بن%20حيان!329556_
[17] جوستاف لوبون: حضارة العرب ص25.
[18] راجع ابن النديم: الفهرست ص420، الأعلام 2/103، محمد علي عثمان: مسلمون علموا العالم ص64، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه العالم ص17.
[19] انظر في مؤلفاته: ابن النديم: الفهرست ص421 وما بعدها، الزركلي: الأعلام 2/103، أكرم عبد الوهاب: 100 عالم غيروا وجه العالم ص17، رحاب خضر عكاوي: موسوعة عباقرة الإسلام 4/29 وما بعدها.
[20] انظر عبد الحليم منتصر: تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه ص106.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

جابر بن حيان Empty
مُساهمةموضوع: رد: جابر بن حيان   جابر بن حيان Emptyالسبت 04 فبراير 2017, 9:26 pm

جابر بن حيان

 
جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكوفي الطوسي أبو موسى، أو أبو عبد الله، كان معروفا بالصوفي لزهده، وهو المعروف في العالم اللاتيني المثقف خلال القرون الوسطى باسم (geber)، له العديد من الإسهامات في حقل الكيمياء ويعتبر بحق أبو الكيمياء .
اختلفت الروايات على تحديد أصله ومكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الكوفة على الفرات، ومنهم من يقول أن أصله من مدينة حران من أعمال بلاد ما بين النهرين في سوريا، وقد أطلق عليه العديد من الألقاب ومن هذه الألقاب “الأستاذ الكبير” و”شيخ الكيميائيين المسلمين” و”أبو الكيمياء” و”القديس السامي التصوف” و”ملك الهند”.
ويعد جابر بن حيان من أعظم علماء القرون الوسطى، وقد هاجر والده حيان بن عبد الله الأزدي من اليمن إلى الكوفة في أواخر عصر بني أمية، وعمل في الكوفة صيدلانياً وبقي يمارس هذه المهنة مدة طويلة (ولعل مهنة والده كانت سبباً في بدايات جابر في الكيمياء وذلك لارتباط العلمين) وعندما ظهرت دعوة العباسيين ساندهم حيان، فأرسلوه إلى خراسان لنشر دعوتهم، وهناك ولد النابغة جابر بن حيان المؤسس الحقيقي لعلم الكيمياء، تعود إلى قبيلة الأزد في اليمن، وهناك ترعرع جابر بن حيان الأزدي.
انضم إلى حلقات الإمام جعفر الصادق ولذا نجد أن جابر بن حيان تلقى علومه الشرعية واللغوية والكيميائية على يد الإمام جعفر الصادق، وذكر أنه درس أيضا على يد الحميري، ومعظم مؤرخي العلوم يعتبرون جابر بن حيان تلقى علومه من مصدرين: الأول من أستاذه الحقيقي الإمام جعفر الصادق،والثاني من مؤلفات ومصنفات خالد بن يزيد بن معاوية، فعن طريق هذه المصادر تلقى علومه ونبغ في مجال الكيمياء وأصبح بحق أبو الكيمياء فقد وضع الأسس لبداية للكيمياء الحديثة.
مارس جابر الطب في بداية حياته تحت رعاية الوزير جعفر البرمكي أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد، وبعد نكبة البرامكة سجن في الكوفة وظل في السجن حتى وفاته.
 
 

إسهاماته العلمية

درس جابر بن حيان مركبات الزئبق ووضع أبحاثا في التكلس وإرجاع المعدن إلى أصلها بالأوكسجين، وتعود شهرته الحقيقة إلى تمكنه من اكتشاف أن الزئبق والكبريت عنصران مستقلان عن العناصر الأربعة التي قامت عليها فكرة السيمياء اليونانية القديمة.
وتميز جابر بن حيان باعتماده على التجربة العلمية، ووصفه خطوات عمل التجارب وكميات المواد والشروط الأخرى. فوصف التبخير والتقطير والتسامي و التكليس والتبلور، كما ابتكر عددا من الأدوات والتجهيزات المتعلقة بهذه العمليات وأجرى عليها تحسينات أيضا، وامتدت إنجازاته إلى تحضير الفلزات وتطوير صناعة الفولاذ، وإلى الصباغة والدباغة وصنع المشمعات واستخدام أكسيد المنغنيز لتقويم الزجاج ، ومعالجة السطوح الفلزية لمنع الصدأ، وتركيب الدهانات وكشف الغش في الذهب باستخدام الماء الملكي، وتحضير الأحماض بتقطير أملاحها.
ومن المواد التي حضرها جابر كبريتيد الزئبق، وأكسيد الزرنيخ، وكبريتيد الحديد الكبريتيك، وملح البارود، كما كان أول من اكتشف الصودا الكاوية، واخترع من الآلات البواتق والإنبيق والمغاطس المائية والرملية.
ومن الجانب الكمي أشار جابر بن حيان إلى أن التفاعلات الكيميائية تجري بناء على نسب معينة من المواد المتفاعلة والتي توصل بموجبها الباحثون فيما بعد إلى قانون النسب الثابتة في التفاعلات الكيميائية. كما توصل إلى نتائج هامة في مجال الكيمياء من أهمها زيادة ثقل الأجسام بعد إحمائها. وقد استطاع أن يضع تقسيما جديدا للمواد المعروفة في عصره فقسمها للفلزات كالحديد والنحاس، واللافلزات وهي المواد القابلة للطرق، والمواد الروحية كالنشادر والكافور.
قال عنه الفيلسوف الإنكليزي (باكون) : (إن جابر بن حيان هو أول من علّم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء)، وقال عنه العالم الكيميائي الفرنسي (مارسيلان برتلو m.berthelot ) المتوفى سنة 1907 هـ في كتابه (كيمياء القرون الوسطى) : (إن لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق)، كانت كتبه في القرن الرابع عشر من أهم مصادر الدراسات الكيميائية وأكثرها أثرا في قيادة الفكر العلمي في الشرق والغرب، وقد انتقلت عدة مصطلحات علمية من أبحاث جابر العربية إلى اللغات الأوروبية عن طريق اللغة اللاتينية التي ترجمت أبحاثه إليها.
ومن منجزاته في علوم الكيمياء: أنه اكتشف “الصودا الكاوية” أو القطرون (NaOH)، وأول من استحضر ماء الذهب، أول من أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحلّ بواسطة الأحماض، وهي الطريقة السائدة إلى يومنا هذا، وأول من أكتشف حمض النتريك، وأول من اكتشف حمض الهيدروكلوريك، وأضاف جوهرين إلى عناصر اليونان الأربعة وهما ( الكبريت والزئبق) وأضاف العرب جوهرا ثالثا وهو (الملح)، وأول من اكتشف حمض الكبريتيك وقام بتسميته بزيت الزاج، وأدخل تحسينات على طرق التبخير والتصفية والانصهار والتبلور والتقطير، واستطاع إعداد الكثير من المواد الكيميائية كسلفيد الزئبق وأكسيد الارسين (arsenious oxide)، ونجح في وضع أول طريقة للتقطير في العالم، فقد اخترع جهاز تقطير ويستخدم فيه جهاز زجاجي له قمع طويل لا يزال يعرف حتى اليوم في الغرب باسم “Alembic” من “الأمبيق” باللغة العربية،.وتمكن جابر بن حيان من تحسين نوعية زجاج هذه الأداة بمزجه بثاني أكسيد المنجنيز.
 
 

أهم مؤلفاته

جابر بن حيان

ترك جابر أكثر من مائة من المؤلفات منها اثنتان وعشرون في موضوع الكيمياء، منها كتاب السبعين وهو أشهر كتبه ويشتمل على سبعين مقالا يضم خلاصة ما وصلت إليه الكيمياء عند المسلمين في عصره، وكتاب الكيمياء ، وكتاب الموازين ، وكتاب الزئبق ، وكتاب الخواص ، وكتاب الحدود ، وكتاب كشف الأسرار ، وكتاب خواص أكسير الذهب ، وكتاب السموم ، وكتاب الحديد ، وكتاب الشمس الأكبر ، وكتاب القمر الأكبر ، وكتاب الأرض ، وكتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

جابر بن حيان Empty
مُساهمةموضوع: رد: جابر بن حيان   جابر بن حيان Emptyالجمعة 16 نوفمبر 2018, 5:48 am

جابر بن حيان Image4-compressed

الكيمياء هي أحد فروع العلوم الطبيعية التي تدرس هيكل المادة , والتغيرات الكيميائية التي تحدث لها في ظل ظروف معينة وإجراءات منظمة , ولقد عمّق العلماء المسلمون معرفتهم بعلم الكيمياء منذ قرون عديدة , وكانت شغلهم الشاعل في مختلف بقاع الأراضي الإسلامية , ومع ذلك فإن مساهماتهم الأساسية في ترسيخ قواعد هذا العلم , لم يكن لها نصيب كبير من الشهرة في الميدان العلمي , إذا ان افكارهم العلمية نستطيع قراءتها فقط في روايات الخيال العلمي , ويرجع ذلك إلى الصورة الخاطئة التي رسمها كتّاب الغرب عن طريقة العرب في إجراء البحوث الكيميائية كنوع من السحر والشعوذة .
ولكن واحداً من بين كثير من علماء المسلمين اراد ان يزيح ستار تلك العلوم البالية التي عرفها العالم قديما وذاع صيتها في العصور الوسطى ليكشف عن منهجاً جديداً في علم الكيمياء .
أبو موسى جابر بن حيان 
- جابر ابن حيان , المولود في حوالي العام 712 في قرية طوس ( في إيران حالياً ) , كان صبياً نشأ في عائلة لم تكن فيها الكيمياء شيئاً مجهولاً , بل كان والده صيدلياً , ومن المرجح أن ذلك كان هو سبب اهتمام " بن حيان " بالكيمياء منذ نعومة أظافره .
لم تكن حياة " جابر بن حيان " سهلة هادئة , بل أعيتها نوائب الدهر منذ بكورة شبابه , فقد تم إعدام والده بسبب الصراعات السياسية في ذلك الوقت , والتي أجبرت " جابر بن حيان " على الفرار من مدينته إلى مدينة " الكوفة " مع أسرته , حيث كانت تحت حكم الخليفة العباسي الذهبي " هارون الرشيد " .
كان الطريق من هذه النقطة يسيراً فيما ارتبط ببمارسته للعلم والتعلم , فقد درس القرآن والعلوم الأخرى و مارس هوايته العلمية على أعلى مستوى وعمل صيدلياً كوالده .

جابر بن حيان Image3-compressed
جابر بن حيان وتركيزه على التجارب العلمية 
 الكيمياء,جابر بن حيان,علوم,علماء المسلمين
- جابر بن حيان هو بلا شك واحداً من اعظم علماء المسلمين , اكتسب لقب " أبو الكيمياء الحديثة " عن جدارة لم ينافسه عليها أحد من قبل , وكانت إحدى الجوانب الأساسية التي قدمها جابر للكيمياء هي تطوير الجانب العملي في علم الكيمياء , فكان يفضل إجراء التجارب العلمية والتي بدورها فصلت بين علوم المسلمين وبين العلوم التقليدية اليونانية القديمة .
ومن أحدى مقولاته التي يُشدد فيها على أهمية التجريب العلمي  " إن الأكثر اهمية في الكيمياء , هو انه يجب عليك القيام بالعمل العلمي وإجراء التجارب , لإن الذي لا يؤدي عملاً عملياً ولا يجري التجارب لن يحقق أدنى درجة من الإتقان " .
مساهمات جابر بن حيان في علم الكيمياء 
- قاد اهتمامه بالدقة المتناهية في تجاربه العلمية إلى صنع موازين دقيقة خاصه به , وكان أصغرها هو ( الحبة )  التي تبلغ نحو 0,05 جرام , وهو أول من استخدم الموازين بصفة عامة في قياس مقادير المحاليل والمواد المستعملة في تجاربه الكيميائية .
ومن أجل إجراء تجاربه بشكل دقيق , قام بتصميم أنواع مختلفة من الأوعية الجديدة مثل أوعية وأنابيب التقطير , مثل ( الإنبيق ) والتي ما زالت تعرف حتى الآن في الغرب باسم Alembic , وهي أداة تقطير ابتكرها ( بن حيان ) , عبارة عن بناء بسيط من زجاجتين متصلتين بواسطة أنبوب , وعندما يتم تسخين إحدى الزجاجات , تؤدي إلى تكثف السائل بداخلها ثم تنقيطه خلال الأنبوب , ولاحقاً تم استخدام الإنبيق لتنقية الزيت المعدني إلى كيروسين الذي أمكن استخدامه كزيت للمصابيح .

 الكيمياء,جابر بن حيان,علوم,علماء المسلمين

جابر بن حيان Capture-compressed%2B%25281%2529
أدوات التقطير التي ابتكرها " بن حيان "  ساعدته في الحصول على النتائج المختلفة في عملياته الكيميائية مثل الإخترال (عملية اكتساب الإلكترونات ) , والتكلس ( الأكسدة من خلال التسخين ) , وفصل المواد بالتقطير وغيرها .

وقبل عشرة قرون من وضع " جون دالتون " الفيزيائي والكيميائي البريطاني لنظريته الذرية والجزيئية , أنشأ " جابر بن حيان  " نظريته الذرية الخاصة حيث قدم صورة للروابط الكيميائية التي تصل بين العناصر في فكرته عن الإتحاد الكيميائي , حيث قال ": « يظن بعض الناس خطأً أنه عندما يتحد الزئبق والكبريت تتكون مادة جديدة في كُلِّيتها. والحقيقة أن هاتين المادتين لم تفقدا ماهيتهما، وكل ما حدث لهما أنهما تجزَّأتا إلى دقائق صغيرة، وامتزجت هذه الدقائق بعضها ببعض، فأصبحت العين المجردة عاجزة عن التمييز بينهما. وظهرت المادة الناتجة من الاتحاد متجانسة التركيب، ولو كان في مقدرتنا الحصول على وسيلة نفرق بين دقائق النوعين، لأدركنا أن كلاً منهما محتفظ بهيئته الطبيعية الدائمة، ولم تتأثر مطلقًا » , وهذا يشبه النظرية الذرية التي وضعها " جون دالتون " . 

قام " بن حيان " أيضاً بتحديد العديد من المواد الجديدة , مثل اكتشافه لأحماض قلوية قوية مثل حمض الكبريتيك , وحمض الهيدوكلوريك , وحمص النيتريك مثل , وبالطبع هذه الأكتشافات كان لها أهمية كبيرة في علم الكيمياء الحديثة , وأصبحت ضرورية حتى للصناعة الكيماوية .

وضع " ابن حيان " أيضاً أساساً لما يُعرف الآن باسم " جدول مندليف الدوري للعناصر " حيث استند إلى الفكرة اليونانية القديمة لتصنيف العناصر إلى مجموعات من المعادن , وغير المعادن , والمواد التي يمكن تقطيرها أو الغازات .

كما كان له بعض الإنجازات الأخرى , فهو أول من استحضر ماء الذهب , وأول من ابتكر طريقة لفصل الذهب عن الفضة عن طريق الحلّ بالأحماض , وهي الطريقة المتبعة حتى يومنا هذا , وصنع ورق غير قابل للإحتراق .

وتُوفيّ " جابر بن حيان " العالم العربي العظيم عن عمر يناهو الـ 90 عاماً في مدينة الكوفة  في عام 815 ميلادية , تاركاً وراءاً زخراً علمياً في العديد من فروع العلم , عرفها العالم شرقاً وغرباً , قديماً وحديثاً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
جابر بن حيان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أبو حيان التوحيدي: الفيلسوف الذي أحرق كتبه
» اغاني سعدون جابر
» ا.د. كامل صالح أبو جابر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: علماء وادباء-
انتقل الى: