منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» Empty
مُساهمةموضوع: المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي»   المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» Emptyالسبت 03 سبتمبر 2016, 9:12 am

المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي»

رأي القدس



Sep 03, 2016

المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» 02qpt999
بين 25 و27 آب/أغسطس الماضي وتحت عنوان «من هم أهل السنة والجماعة؟» انعقد في جمهورية الشيشان مؤتمر إسلاميّ شارك فيه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وشوقي علام، مفتي مصر، وأسامة الأزهري، مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى شخصيات دينية أخرى بينها عبد الفتاح البزم، مفتي دمشق.
يحمل موقع انعقاد المؤتمر وكونه جرى تحت رعاية رئيس الشيشان رمضان قاديروف، وضمن أراضي روسيا الاتحادية، إضافة إلى الوزن الثقيل للشخصيات الدينيّة المصرية المشاركة، والعنوان الذي افتتح تحته، والتوصيات والنتائج التي أقرّها رسائل سياسية عديدة موجهة نحو العالمين الإسلامي والعربي لا تخطئها العين ولا تخفى على المتأمل.
مدينة غروزني التي جرى فيها الحدث كانت خلال تسعينيات القرن الماضي موقع حرب كبيرة بين سكانها الشيشان والجيش الروسي انتهت، كما هو معلوم، بانتصار موسكو وتهدّم العاصمة التي اعتبرت مثالاً على منهجية التدمير الروسية لمدينة عاصية.
ومعلوم أيضاً أن قاديروف كان قائد ميليشيا انشقت عن الثوار وانضمت إلى موسكو وتحوّل أعضاؤها إلى منتسبين للأمن الفدرالي الروسي كما أصبح رئيساً لبلاده بعمر الثلاثين وهو معروف بعلاقته الوثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقد صرح أكثر من مرة أنه «وجنود الشيشان جميعهم مستعدون للتضحية من أجل الرئيس بوتين»، وهناك اتهامات كثيرة لقاديروف بينها اتهامه بقتل قائد المعارضة الروسية بوريس نيمتسوف وتنفيذ جرائم منظمة واغتيال صحافيين وناشطين وخصوم سياسيين.
تجيء مشاركة علماء دين مصريّين وسوريين في هذا المؤتمر لتضع رابطة مباشرة بين أنظمة روسيا بوتين وشيشان قاديروف ومصر عبد الفتاح السيسي وسوريا بشار الأسد، وهي بذلك تفضح طريقة فهمها الاستخداميّة لرجال الدين الإسلامي وأسلوب توظيفها لهم في إيصال رسائل سياسية مباشرة وفجّة.
تقوم حكومات الدول المذكورة بشنّ حروب فظيعة ضد شعوبها، وخصوصاً منها ما يسمى بتيّار «الإسلام السياسي»، ولكنّ أسلوبها في تحشيد رجال الدين الإسلامي للتخديم على أهدافها تفضح نسخة أخرى من «الإسلام السياسي» أجندته الأولى هي الدفاع عن أنظمة متوحشة قادرة على انتهاك كل القيم والأعراف والقوانين المدنية والشرائع الدينية للحفاظ على سلطات طغم حاكمة.
أصدر المؤتمر فتوى حدّد فيها من هم أهل السنّة والجماعة واستثنى منها السلفية والوهابية وجماعة الإخوان المسلمين التي اعتبرها فرقا طائفية دخيلة على السنّة وغير مرغوب بها.
أثار المؤتمر المذكور جدلاً كبيراً على مستوى النخب الدينية والجمهور العام فظهر على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أكثر من 110 آلاف تغريدة في يوم واحد تلى صدور بيانه ونتائجه.
مؤتمر الشيشان الذي حدّد من هم «أهل السنة والجماعة» تجاهل ما تفعله روسيا وإيران في روسيا وما يفعله الحوثيون في اليمن كما لم يتعرّض بكلمة لمن قتلوا في اعتصام رابعة، وهو أمر شديد الدلالة والوضوح وانكشاف الأجندة السياسية.
رغم اختباء المؤتمر خلف التوصيفات العقيدية (كقوله إن أهل السنة والجماعة هم أتباع الفرق التالية: المحدثين والصوفية والأشاعرة والماتريدية) فإن الأمر الشديد الوضوح هو أنّه استخدم رجال الدين الرسميين المشاركين فيه لإعطاء الاستقطابات السياسية العنيفة والثورات والأزمات الحاصلة في العالمين العربي والإسلامي طابعاً دينيّا، وهو الأمر نفسه الذي تدّعي هذه الأنظمة المستبدة أنها تحاربه!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» Empty
مُساهمةموضوع: رد: المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي»   المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» Emptyالسبت 03 سبتمبر 2016, 9:18 am

غضب سعودي واسع تجاه مؤتمر الشيشان.. وهيئة كبار العلماء تحذر من إثارة النعرات

المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» N-SS-large570

رغم تبرير عدد من علماء ومشايخ أهل السنة الذين حضروا مؤتمر العاصمة الشيشانية غروزني الخاص بتعريف من هم أهل السنة والجماعة، فإن موجة الغضب بين العلماء والإعلاميين السعوديين مازلت مستمرة؛ رافضين التبريرات التي صدرت ومطالبين بأخذ موقف حازم تجاه من شارك وأصدر البيان.
الشيخ سعود بن علي الحنان إمام وخطيب جامع النفيسة بالرياض قال في حديثه لـ"هافينتغون بوست عربي": "كثر الحديث حول مؤتمر الشيشان ومن يقف وراءه، وكأن المؤتمر عُقد في مكة!".
فمثل هذه المؤتمرات سياسية، ليس لها قيمة شرعية أو جماهيرية! لأنه أقيم في دولة محكومة من روسيا، ليس لها وزن في العالم الإسلامي، وهدفها القضاء على السلفية؛ لأنها تعتقد أن من حارب روسيا (وفكك الاتحاد السوفيتي سابقاً) هم أتباع المدرسة السلفية الجهادية، ومعظم من يحارب في سوريا أيضاً من بلاد الشيشان، لذا نجد البيان الختامي فيه إقصاء للسلفية عموماً.

"المؤتمر زبد"


وأضاف "إن بيان المؤتمر زبد وسيذهب جفاء، كما أن بلاد القوقاز تعاني منذ زمن من تمكن أهل الخرافة مدعومة من روسيا وإيران، فالمؤتمر ليس جديداً بهذا الشأن، فهو واقع عملي لتلك البلاد؛ وبلادنا ولله الحمد مهبط والوحي ومنبع الرسالة لديها الخطوات العملية لجمع العلماء من بلاد المسلمين، في مكة والاستفادة من الحج، فأتمنى من وزارة الشؤون الإسلامية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي تبصير المسلمين بما يحاك ضدهم لاسيما أهل السنة والجماعة، وتضمين ذلك في البيان الختامي لممؤتمر ندوة الحج الكبرى".
كما حذرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء من الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية، تعليقًا على البيان الختامي للمؤتمر، مؤكدة أن كل ما أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء، وليس من نهج محمد صل الله عليه وسلم في شيء، الذي تنزل عليه قول الله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء).
وأضافت في بيان لها اليوم: إنه في محكم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد أنه لا عز لهذه الأمة ولا جامع لكلمتها إلا كتاب الله وسنة رسوله - صل الله عليه وسلم - وأن أمة الإسلام أمة واحدة، وتفريقها إلى أحزاب وفرق من البلاء الذي لم تأتِ به الشريعة، وعلى الإسلام وحده تجتمع الكلمة، ولن يكون ذكر ومجد لهذه الأمة إلا بذلك، قال الله تعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون).
وأورد البيان أنه "في ضمن ذلك، فإن الفقهاء والعلماء والدعاة ليسوا بدعاً من البشر، فأنظارهم متفاوتة، والأدلة متنوعة، والاستنتاج متباين، وكل ذلك خلاف سائغ، ووجهات نظر محترمة، فمن أصاب من أهل الاجتهاد فله أجران، ومن أخطأ فله أجر".
والخلاف العلمي - بحد ذاته - لا يثير حفائظ النفوس، ومكنونات الصدور؛ إلا عند من قلّ فقهه في الدين، وساء قصده ونيته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» Empty
مُساهمةموضوع: رد: المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي»   المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» Emptyالسبت 03 سبتمبر 2016, 9:21 am

تعليق


وحول النتائج التي خرج بها المؤتمر وأغضبت جمهور أهل السنة والجماعة، علق العوني: "ماذا لو خرج مؤتمر الشيشان بنتيجة مفادها أن السلفية هم وحدهم أهل السنة، وأن الأشعرية والماتريدية مبتدعة ضُلال، وأن الصوفية - بإطلاق - بين مبتدع ضال خرافي ومشرك كافر قبوري، كما تُقرر ذلك عامةُ المحافل والدروس والكتب والمقالات السلفية؛ هل كان الموقف سيختلف من المؤتمر؟! هل كان انعقاده في الشيشان سيكون سبباً للهجوم؟!
وأضاف: "منتقدو المؤتمر إن كانوا من الإقصائيين، فلا يحق لهم الإنكار أبداً، وعليهم أن يخجلوا من تناقضهم الفاضح؛ وإن كانوا ممن يستوعبون الجميع، فأنا معهم في نقده، كما أعلنت ذلك قبل صدور بيانه الختامي وبعد صدوره، وقد أعلنت موقفي في المؤتمر نفسه.
وأي مؤتمر أو محفل أو محاضرة أو كتاب يشرذم الأمة، ويشتت جماعتها، ولو انعقد في مكة المكرمة أو في المدينة المنورة أو في الرياض أو الدوحة أو إسطنبول، بجعل أتباع السلفية المعاصرة وحدهم أهل السنة والجماعة، أو بجعل الأشعرية والماتردية وحدهم هم أهل السنة والجماعة فسيكون في صالح كل عدو للإسلام والمسلمين من الشرق أو الغرب؛ لأنه يُضعف المسلمين ويُذهب ريحهم. فمع الإقصاء وتفريق الصف لن يكون لبلد استضافة المؤتمر أثر، فكل تفريق للأمة هو في صالح أعدائها، ولو خرج من مؤتمر أو محفل عُقد في مهبط الوحي أو مهاجَر الرسول الأعظم (صل الله عليه وسلم)، بل ربما سيكون انعقاد هذا المؤتمر في بلد إسلامي أخطر وأضر؛ لأنه يزيد من شعبيته ومن التأثر بنتائجه.
وأكد العوني حرصه على أن يخرج المؤتمر بتوصيات وتقرير يتسع للجميع قائلاً: "حضرت مؤتمر الشيشان عن مفهوم أهل السنة والجماعة، وكنت حريصاً مع غيري على أن يخرج بتقرير يتسع فيه هذا اللقب ولا يضيق، لكن كان التوجه العام في المؤتمر على أن يقتصر على الأشعرية والماتردية؛ وقد علقت بهذا الطلب في المؤتمر، وهو الطلب الذي يُدخل فيه المعتدلين من كل المدارس التي تعظم السنة والسلف، و نشرت في حسابي في الفيس وتويتر تقريري قبل يوم من البيان الختامي، والذي كان مضمونه أن أهل السنة والجماعة هم عندي في هذا الزمان: كل من عظم السنة والصحابة والسلف من معتدلي الأشعرية والماتردية والسلفية والصوفية. ممن لا يكفر مخالفه، ولا يتديّن بسلبه المطلق لشيء من حقوق أخوته الإسلامية (حباً وتعاوناً ونصرة) بحجة التضليل أو التكفير.
وختم حديثه متميناً لو أن المؤتمر خرج ببيان أكثر اتساعاً للمخالف، "لكني أعلم أن عامة السلفية لن يرضوا حتى لو أدخلوهم معهم؛ لأنهم كانوا ومازالوا يحتكرون هذا اللقب، ويبدعون ويضللون وربما كفّروا مخالفهم. فهم لن يرضوا إلا أن يكونوا هم وحدهم أهل السنة والجماعة؛ فلا يحق لمن مارسوا التبديع والتضليل والإقصاء لعقود أن يعيبوا من قابل إقصاءهم بإقصاء وتضليلهم بتضليل. ولكن يحق لمن كان يتسع معتقدُه وتقريره وإنصافُه للجميع أن يكونوا تحت مظلة أهل السنة والجماعة أن يعتب على البيان: أنه قابل الإقصاء بإقصاء، والتبديع بتبديع".
يذكر أن العاصمة الشيشانية غروزني استضافت المؤتمر بهدف تعريف هوية أهل السنة والجماعة، إذ استثنت توصياته تلك التيارات من التعريف، كما لم تدرج المؤسسات الدينية في المملكة ضمن المؤسسات التعليمية العريقة.
وتضمنت توصيات المؤتمر الذي حمل عنوان: "من هم أهل السنة والجماعة؟"، أن أهل السنة والجماعة هم "الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقاً وتزكيةً".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» Empty
مُساهمةموضوع: رد: المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي»   المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» Emptyالسبت 03 سبتمبر 2016, 9:35 am

بيان سماحة الشيخ القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول مؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة" بجروزني
نشر بتاريخ 01 Sep 2016

المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» 462be-100


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله  وصحبه ومن والاه.
(وبعد)
فإن العلماء ورثة الأنبياء، وهم أمناء الله ، {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ} [المائدة:44]. وقد قرر الله تعالى أن من صفات العلماء الصادقين خشية الله في السر والعلن، وفي المنشط والمكره. قال سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [فاطر: 28]. وحذرهم وحذر المؤمنين من خشية أحد سواه: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا} [المائدة:44]، فضلا عن أن تنحني لهم قامة، أو تلين لهم قناة أمام الظالمين والمتكبرين في الأرض بغير الحق، ووصف سبحانه العلماء الربانيين بقوله: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } [الأحزاب:39].
 
وقد تناقلت وسائل الإعلام خبر انعقاد مؤتمر إسلامي، يعقد في جروزني عاصمة الشيشان إحدى الولايات التابعة لروسيا الاتحادية، يحمل عنوان: (من هم أهل السنة والجماعة؟).
وقد أزعجني هذا المؤتمر بأهدافه وعنوانه، وطبيعة المدعوين إليه والمشاركين فيه، كما أزعج كل مخلص غيور من علماء الإسلام وأمته، فرأيت أن أصدق ما يوصف به أنه مؤتمر ضرار. فالله تعالى يقول{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}  [المائدة:2]. وهؤلاء ما تعاونوا على بر أو تقوى. كالذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين.
 
مؤتمر ينعقد برعاية رئيس الشيشان التابع لحكومة روسيا، في الوقت الذي تقتل فيه الطائرات والصواريخ الروسية إخواننا السوريين، وتزهق أرواحهم، وتدمر بيوتهم فوق رؤوسهم بدعوى محاربة الإرهاب، الذي هم صانعوه، وهم أحق بهذا الوصف، وهو أليق بهم.
 
ثم جاء البيان الختامي معبرا عن هوة سحيقة يحياها المؤتمرون  والرعاة لهذا المؤتمر البائس، فبدلا من أن يسعى لتجميع أهل السنة والجماعة صفا واحدا أمام الفرق المنحرفة عن الإسلام، المؤيدة سياسيا من العالم، والمدعومة بالمال والسلاح، إذا به ينفي صفة أهل السنة عن أهل الحديث والسلفيين من (الوهابيين)، وهم مكون رئيسي من مكونات أهل السنة والجماعة؛ وكأنه قد كتب على أمتنا أن تظل في هذه الدائرة التي لا تنتهي، ينفي بعضنا بعضا، في الوقت الذي يتعاون فيها أعداؤنا، ومن هم خارجون عن ملتنا وعقيدتنا، ليوقعوا ببلاد المسلمين بلدا تلو أخرى.
 
وإن أمة الإسلام- وهم أهل السنة- هم كل من يؤمن بالله وكتابه ورسوله .. من لا يقر ببدعة تكفيرية، ولا يخرج عن القرآن الكريم وعن السنة الصحيحة. وهم كل المسلمين إلا فئات قليلة، صدت عن سبيل الله.
إن أمتنا التي تمددت جراحاتها، وتشعبت آلامها، لم يعد لديها من رفاهية الوقت،  لإعادة الخلافات التاريخية القديمة بين مكونات أهل السنة والجماعة جذعة، في الوقت الذي تئن مقدساتها، وتستباح حرماتها، وتسيل دماؤها في فلسطين وسوريا واليمن، وغيرها.
 
لقد تجاوز الزمن تلك الخلافات العلمية الفرعية في مسائل العقيدة: مسائل الصفات، والتأويل، والتفويض، والتي تبحث في بطون الكتب، وقاعات الدراسة في جو علمي وخُلُق راق، فإذا بهؤلاء الذين يعيشون خارج العصر يريدون إثارتها وتأجيجها من جديد، وشغل الأمة بماضيها عن حاضرها، وبأمسها عن يومها ومستقبلها، وتمزيق الأمة أحزابا وشيعا، في الوقت الذي يجتمع عليها أهل الشرق والغرب، وينسق فيه أعداء الأمس، لينقصوا بلادهم من أطرافها.
 
لم نسمع ممن نصبوا أنفسهم ممثلين لأهل السنة والجماعة كلمة اعتراض على ما تقوم به إيران وأذنابها، من ميليشيات حزب الله في سوريا، والحوثيين في اليمن من قتل واستباحة وتدمير، وبعث الدعاة في أقريقيا وآسيا لتضليل أهل السنة. ولا كلمة إنكار لما تقوم به روسيا، ومن يدور في فلكها، ولا عجب.
 
وقد تصدر المؤتمر علماء السلطان، وشيوخ العار، الذين سكتوا عن دماء المسلمين المراقة ظلما وعدوانا من روسيا وأذنابها، والذين هللوا للمستبدين في عالمنا العربي، وحرضوهم على سفك الدماء، فأيدوا السيسي في مصر، وبشار في سوريا، وعلي عبد الله صالح والحوثيين في اليمن، وإن جملوا مؤتمرهم – للأسف - ببعض الطيبين من أهل العلم من هنا وهناك.
 ولنا أن نتساءل: ماذا بعد تحديد أهل السنة والجماعة؟! هل سنسمع لكم صوتا ضد الشيعة والنصيرية في سوريا واليمن والعراق؟!
  
وإننا نحمد الله تعالى على وعي جماهير الأمة الإسلامية وشبابها، فقد أرادوا مؤتمرهم حربا على صحيح الإسلام ونور الحق ودعاة الحرية، فأخزاهم الله، وتبرأ من بيانه الختامي كبيرهم، فولد المؤتمر ميتا، {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج:18].
 
وأحب أن أؤكد أنني قد جاءني وفد يمثل علماء الشيشان في سنة 2010م، ودعوني لمؤتمر يعقد في الشيشان بعنوان (الإسلام دين السلام والمحبة)، فاعتذرت، وأخبروني أنهم يريدون فيه جمع الجهود، وإحلال السلام والمصالحة، وأن المؤتمر يقام تحت رعاية رئيس الجمهورية، وأثنوا عليه، وطلبوا مني أن أسجل كلمة لهذا المؤتمر، وأن أذكر رئيسهم في كلمتي، فذكرته بما حدثوني عنه. ولم يكن حينها على أرض الشيشان أي نوع من أنواع الجهاد، ليقول الأفاكون: إنني خذلت المجاهدين على أرض الشيشان بكلمتي، ولم تكن سوريا الجريحة تعاني ما تعاني من القصف الروسي المتواصل، الذي أعلن هؤلاء المسؤولون في الشيشان عن تأييده.
ثم وجهت لي أكثر من مرة دعوة مفتوحة في أي وقت لزيارة الشيشان وروسيا والجهوريات الإسلامية هناك، على متن طائرة خاصة يرسلها رئيس الشيشان، ولكني أبيت، والحمد لله على توفيقه.
 
{رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}  [البقرة:286] .
     { رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}  [الممتحنة:4-5].
 
                                             يوسف القرضاوي
                                   رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» Empty
مُساهمةموضوع: رد: المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي»   المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» Emptyالأربعاء 07 سبتمبر 2016, 10:45 pm

[rtl]ردا للجدل.. من هم أهل السنة والجماعة؟[/rtl]
[rtl]التاريخ:7/9/2016 [/rtl]

المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي» Blue_Mosque
سعيد الناصر
كثر الحديث في الآونة الأخير حول مصطلح أهل السنة والجماعة، وخاصة بعد مؤتمر "أهل السنة والجماعة" في الشيشان، ورأينا أن كثيرا من الطرح كان طرحا سياسيا لا غير، وبعض الأطروحات حتى من علماء دين كبار ركزت على الأسماء وهل الجماعة الفلانية تدخل في أهل السنة أم لا والبعض الآخر بدأ بالحديث عن وحدة الصف وكأن العالم الإسلامي كان متوحدا وجاءت هذه الفكرة ومزقته.
ومن أعجب ما قرأنا في هذه الفوضى من الكتابات؛ بعض من يقول أن هذه مسائل علمية فلماذا تتكلمون فيها في غير الجامعات والأكاديميات، وكأن الموضوع طرح في الشارع أو تكلم فيه غير الأكاديميين، والصحيح أن من تكلم في الموضوع من الكتاب الذين ليس لهم حظ من العلم الشرعي كانوا متسلقين على موائد الغير من دون مبرر إلا التنطع وبعض المآرب السياسية.
في هذا المقال سنحاول الحديث عن أهل السنة والجماعة؛ من هم ولكن من الناحية العلمية ومن ناحية طرح الفكرة دون التعرض للأسماء، فلا يهمنا كثيرا طرح الأسماء وادخال الجماعة الفلانية واتباع فلان في أهل السنة أو إخراجهم، ولكنا نضع قانونا وقاعدة فكرية عقدية توضح وتحدد من هم أهل السنة والجماعة، ثم بعد ذلك ليدخل من يدخل وليخرج من يخرج فهذا أمر لا يعنينا بل الله يحاسب كل قوم بما اعتقدوا فمن خرج من هذه الدائرة فقد أخرج نفسه باعتقاد عقائد مخالفة لأهل الحق.
وقبل الخوض في بيان من هم أهل السنة والجماعة؛ فإننا نريد التعريج على تعريف صدر في هذه المعمعة عن اتحاد لعماء المسلمين يقولون فيه :"وإن أمة الإسلام- وهم أهل السنة- هم كل من يؤمن بالله وكتابه ورسوله .. من لا يقر ببدعة تكفيرية، ولا يخرج عن القرآن الكريم وعن السنة الصحيحة. وهم كل المسلمين إلا فئات قليلة، صدت عن سبيل الله".
وهم بهذا التعريف قد خلطوا بين أهل القبلة أي الأمة الإسلامية وبين أهل السنة والجماعة وهما مصطلحان بينهما عموم وخصوص، فليس كل من ينتسب إلى أمة الإسلام ـــ وهم أهل القبلة ــــ هم من أهل السنة والجماعة، أما "من لم يقر ببدعة تكفيرية"، فالبدع مختلف فيها فالتعريف غير ضابط.
فهم بهذا التعريف يدخلون المعتزلة على سبيل المثال في أهل السنة ويدخل في تعريفهم من فرق الشيعة الزيدية وربما دخل في تعريفهم كثير من الفرق الضالة التي حكم عليها علماء أهل السنة بالضلال وذلك في كتب الفرق ومقالات الإسلاميين، والذي أوقع هذا الاتحاد ــــــ لعلماء المسلمين كما يسمون أنفسهم ــــــــ في الخطأ هو الخطاب السياسي العاطفي ومحاولة كسب جمهور عريض.
أما أهل السنة والجماعة بالمفهوم العلمي كما يورده علماء الفرق والمذاهب من أهل السنة؛ فهم طائفة محددة لها اعتقادها ومنهجها في العلوم الشرعية، ولكي لا نطيل نذكر مجمل عقائد أهل السنة كما أوردها الإمام أبو منصور، عبد القاهر البغدادي رحمه الله في كتابه الفَرق بين الفِرق وما بين شرطتين فهو توضيح، فيقول:" قد اتفق جمهور أهل السنة والجماعة على أصول من أركان الدين، كل ركن منها يجب على كل عاقل بالغ معرفة حقيقته، ولكل ركن منها شعب وفي شعبها مسائل اتفق أهل السنة فيها على قول واحد وضللوا من خالفهم فيها".
ثم قال :"وقالوا في الركن الثالث: وهو الكلام فى صانع العالم وصفاته الذاتية التي استحقها لذاته، أن الحوادث كلها لا بد لها من محدث صانع، وكفّروا ثمامة واتباعه من القدرية في قولهم إن الأفعال المتولدة لا فاعل لها، وقالوا إن صانع العالم خالق الأجسام والأعراض ــــ أي الصفات ــــــ وكفّروا معمرا واتباعه من القدرية في قولهم إن الله تعالى لم يخلق شيئا من الأعراض وإنما خلق الأجسام، وإن الأجسام هي الخالقة للأعراض في أنفسها".
ثم أضاف :"وقالوا إن الحوادث قبل حدوثها لم تكن أشياء ولا أعيانا ولا جواهر ولا أعراضا خلاف قول القدرية في دعواهم أن المعدومات في حال عدمها أشياء، وقد زعم البصريون منهم أن الجواهر والأعراض كانت قبل حدوثها جواهر وأعراضا، وقول هؤلاء يؤدي إلى القول بقدم ــــ أي أنه لا بداية له فيشارك الله في صفته ـــــ العالم، والقول الذي يؤدي إلى الكفر كفر في نفسه".
وهذا خلاف قول القائل بقدم العالم النوعي، أو بقدم العرش أو الكرسي وهو ينسب نفسه لأهل السنة والجماعة. 
ثم قال :"وقالوا إن صانع العالم قديم لم يزل موجودا خلاف قول المجوس في قولهم بصانعين أحدهما شيطان محدث، وخلاف قول الغلاة من الروافض الذين قالوا في علي جوهر مخلوق محدث بأنه صار إلها صانعا بحلول روح الإله فيه، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا".
ثم قال :"وقالوا بنفي النهاية والحد عن صانع العالم، خلاف قول هشام بن الحكم الرافضي في دعواه إن معبوده سبعة أشبار بشبر نفسه، وخلاف قول من زعم من الكرامية إنه ذو نهاية من الجهة التي تلاقى منها العرش ولا نهاية له من خمس جهات سواها".
فكيف ينتسب للسنة من يقول بأن الله محدود وله نهاية ويؤلف الكتب في ذلك هو واتباعه.
وقال الإمام البغدادي :"واجمعوا على إحالة وصفه بالصورة والأعضاء، خلاف قول من زعم من غلاة الروافض ومن اتباع داوود الحوالي أنه على صورة الإنسان".
فكيف ينتسب إلى أهل السنة من يزعم أن لله صورة، ويفسر حديث النبي خلق آدم على صورته بأن لله صورة بنص الحديث تعالى الله عما يقول الظالمون.
ويقول البغدادي :"واجمعوا على أنه لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان، خلاف قول من زعم من الهشامية والكرامية أنه مماس لعرشه، وقد قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن الله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته لا مكانا لذاته، وقال أيضا قد كان ولا مكان وهو الآن على ما كان".
ثم يأتي من ينتسب إلى أهل السنة ويقول أن الله في مكان هو العلو وأن الله على عرشه لا يخلو منه.
ثم يضيف الإمام :"واجمعوا على نفي الآفات والغموم والآلام واللذات عنه وعلى نفي الحركة والسكون عنه خلاف قول الهشامية من الرافضة في قولها بجواز الحركة عليه".
وينتسب البعض إلى أهل السنة ثم يقول إن الله يتحرك وينزل ويصعد ويجيء ويذهب!
ويقول البغدادي رحمه الله :"واجمعوا على أن صانع العالم واحد خلاف قول الثنوية بصانعين قديمين أحدهما نور والآخر ظلمة، وخلاف قول المجوس بصانعين أحدهما إله قديم اسمه عندهم بزدان والآخر شيطان رجيم اسمه أهرمن، وخلاف قول المفوضة من غلاة الروافض في أن الله تعالى فوض تدبير العالم إلى علي فهو الخالق الثاني".
وأضاف الإمام:"وقالوا في الركن الرابع وهو الكلام في الصفات القائمة بالله عز وجل، أن علم الله تعالى وقدرته وحياته وإرادته وسمعه وبصره وكلامه، صفات له أزلية ونعوت له أبدية، وقد نفت المعتزلة عنه جميع الصفات الأزلية وقالوا ليس له قدرة ولا علم ولا حياة ولا رؤية ولا إدراك للمسموعات، واثبتوا له كلاما محدثا ونفى البغداديون ــــ أي من المعتزلة ـــــ عنه الإرادة وأثبت البصريون منهم له إرادة حادثة لا في محل".
ويرد الإمام على هذه الأقوال :"وقلنا لهم في نفي الصفة نفي الموصوف كما أن في نفي الفعل نفي الفاعل وفي نفي الكلام نفي المتكلم".
وليراجع قول بعض من ينتسب إلى أهل السنة في الإرادة فإنه قول مخالف لما عليه اجماع العلماء.
وقال رحمه الله :"واجمع أهل السنة على أن قدرة الله تعالى على المقدورات كلها قدرة واحدة يقدر بها على جميع القدورات، على طريق الاختراع دون الاكتساب، خلاف قول الكرامية في دعواهم أن الله تعالى إنما يقدر بقدرته على الحوادث التي تحدث في ذاته، فأما الحوادث الموجودة في العالم فإنما خلقها الله تعالى بأقواله لا بقدرته، وخلاف قول البصريين من القدرية في دعواهم أن الله سبحانه لا يقدر على مقدورات عباده ولا على مقدورات سائر الحيوانات".
ويضيف :"واجمع أهل السنة على أن علم الله تعالى واحد يعلم به جميع المعلومات على تفصيلها من غير حس ولا بديهة ولا استدلال عليه، وزعم قوم من الرافضة أن الله تعالى لا يعلم الشيء قبل كونه، وزعم زرارة بن أعين واتباعه من الرافضة أن علم الله  تعالى وقدرته وحياته وسائر صفاته حوادث ــــــ أي مخلوقة ـــــــ، وأنه لم يكن حيا ولا قادرا ولا عالما حتى خلق لنفسه حياة وقدرة وعلما وإرادة وسمعا وبصرا، وأجمعوا على أن سمعه وبصره محيطان بجميع المسموعات والمرئيات وأن الله تعالى لم يزل رائيا لنفسه وسامعا لكلام نفسه، وهذا خلاف قول القدرية البغدادية في دعواهم أن الله تعالى ليس براءٍ ولا سامع على الحقيقة، وإنما يقال يرى ويسمع على معنى أنه يعلم المرئي والمسموع، وخلاف قول المعتزلة في دعواهم أن الله تعالى يرى غيره ولا يرى نفسه".
وقال رحمه الله :"وأجمع أهل السنة على أن الله تعالى يكون مرئيا للمؤمنين في الآخرة وقالوا بجواز رؤيته في كل حال ولكل حي من طريق العقل، ووجوب رؤيته للمؤمنين خاصة في الآخرة من طريق الخبر، وهذا خلاف قول من أحال رؤيته من القدرية والجهمية".
وقال البغدادي :"وأجمع أهل السنة على أن إرادة الله تعالى مشيئته واختياره وعلى أن إرادته للشيء كراهة لعدمه، كما قالوا أن أمره بالشيء نهى عن تركه، وقالوا أيضا أن إرادته نافذة في جميع مراداته على حسب علمه بها، فما علم كونه منها أراد كونه في الوقت الذي علم أنه يكون فيه وما علم أنه لا يكون أراد ألا يكون، وقالوا إنه لا يحدث في العالم شيء إلا بإرادته ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وزعمت القدرية البصرية أن الله تعالى قد شاء ما لم يكن وقد كان ما لم يشأ وهذا القول يؤدي إلى أن يكون مقهورا مكرها على حدوث ما كره حدوثه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا".
وأضاف الإمام :"وأجمعوا على أن كلام الله عز وجل صفة له أزلية وأنه غير مخلوق ولا محدث ولا حادث، خلاف قول القدرية في دعواهم أن الله تعالى خلق كلامه في جسم من الأجسام، وخلاف قول الكرامية في دعواهم أن أقواله حادثة في ذاته".
ويرد هذه الدعوى الإمام بقوله :"وقلنا لا يجوز حدوث كلامه فيه لأنه ليس بمحل للحوادث ولا في غيره لأنه يوجب أن يكون غيره به متكلما آمرا ناهيا، ولا في غير محل لأن الصفة لا تقوم بنفسها فبطل حدوث كلامه وصح أنه صفة له أزلية".
وانظر قول الإمام أن الله ليس محلا للحوادث، ثم يأتي من ينتسب إلى أهل السنة زورا وبهتانا ويقول أن الله محل للحوادث.
وقال الإمام أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين :" وقال أهل السنة وأصحاب الحديث ليس بجسم ولا يشبه الأشياء".
وانظر إلى من ينتسب إلى أهل السنة ويقبع في أطهر أرض الله وهو يقول أن هنالك وجه شبه بين الخالق والمخلوق، وأن ما من شيئين إلا وبينهما وجه شبه، ثم يزعم أنه من أهل السنة.
وقال الإمام أيضا في مقالات الإسلاميين :"وأجمع أهل الإسلام جميعا إلا الجهم أن نعيم أهل الجنة دائم لا انقطاع له وكذلك عذاب الكفار في النار، وقال جهم بن صفوان أن الجنة والنار تفنيان وتبيدان ويفنى من فيهما حتى لا يبقى إلا الله وحده كما كان وحده لا شيء معه".
ومع هذا الإجماع نجد بعض من ينتسب إلى أهل السنة يقول بفناء النار، بل ويناصره في ذلك علماء من هذا العصر ويزعمون أن النار تفنى خلافا لقول جمهور المسلمين وليس خلافا لأهل السنة فقط، ثم ينصبون أنفسهم ناطقين باسم علماء المسلمين.  
فهذه مجمل عقائد أهل السنة والجماعة في الله تعالى وصفاته، كما نص عليها علماء الفرق ومقالات الإسلاميين، ولكن في هذا العصر هناك تشويه مقصود لأهل السنة، وحرب ضد مدارسهم العريقة وتخريب لهذه المدارس، ويوسد الأمر إلى غير أهله فيها قصدا لألا ينتشر ويقوى مذهب أهل السنة والجماعة القائلين بوجوب تنصيب خليفة للمسلمين والقائلين بأن لا حاكم إلا الله.

(البوصلة)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان «الإسلامي»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  توصية مؤتمر لندن المسمى مؤتمر كامبل بنرمان(*) سنة 1907
» الشيشان ..
» حربا الشيشان
» جوهر دوداييف اسد القوقاز ومفخرة الشيشان
» التعامل مع الذكريات المؤلمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: