مؤتمر فتح- ذكاء رام الله ومغالطات الإقليم
بحضور 1400 مشارك من شتى انحاء العالم؛ جددت وجسدت حركة فتح شرعيتها من خلال المؤتمر السابع بحضور دولي واقليمي وعربي، وحضور ومباركة الفصائل والقوى على رأسها فصائل منظمة التحرير الى جانب حماس والجهاد الاسلامي، كما ان حضور وفد عن حزب العدالة والتنمية التركي ووفد روسي ووفد مصري ووفود رفيعة من دول الاقليم مثل الاردن وفنزويلا واوروبا قطع كل الظنون حول شرعية المؤتمر.
ان مجرد انعقاد المؤتمر يعطي اشارات واضحة حول عناوين المرحلة القادمة؛ وهي عناوين محلية واقليمية ودولية.
محليا لفت انتباهي مشاركة القيادي نبيل عمرو ( وهو يحلق خارج سرب القيادة منذ المؤتمر السادس قبل خمس سنوات ) الى جانب مشاركة زكريا الزبيدي القائد السابق لكتائب شهداء الاقصى في جنين الى جانب السفراء الى جانب المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى الى جانب نشطاء مقاطعة البصائع الاسرائيلية يبعث برسالة واضحة مفادها ان فتح تقوم على الاختلاف وليس على التماهي الحزبي.
الاستاذ نبيل عمرو قال لي: فتح فيها المعارضة وفيها المفاوضة وفيها التضحية حتى الاستشهاد وفيها الانتهازيين وفيها العلوم وفيها كل الاختلاف لانها تقوم على الاختلاف.
اما زكريا الزبيدي فقال لي: جئنا ندعم الشرعية. وجئت ارفع شعار المقاومة الذكية، وان القيادة السياسية تقرر أدوات النضال.
ومحليا يمكن القول ان المؤتمر يغلق ابواب فتح امام الاجنحة ولكنه سيبقى الابواب مفتوحة امام الافراد والمفصولين للعودة.
اقليميا. اخطأت بعض عواصم الاقليم اذ تسرعت في اللحاق بشعار اسرائيل التخلص من قيادة السلطة وهو تدخل مباشر في استقلال القرار الفلسطيني ما استدعى عقد المؤتمر والرد الشديد بهذه الطريقة على بعض المدن العربية الغنية التي تعتقد انه بالمال يمكن شراء قضية مثل فلسطين.
دوليا. يتزامن المؤتمر مع فوز الرئيس ترامب، وفي حال لا تكون القيادة فتحت قنواتا وخطوطا مع الادارة الجديدة للبيت الابيض، فان امامنا سنوات عجاف. سنتألم منها قليلا لكنها لن تقتلنا.
وسط ترتيبات متطورة- بدء انتخابات المركزية والثوري
من المقرر أن تبدأ انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح اليوم السبت في تمام الساعة الساعة 8:30 صباحا ولغاية الساعة 4 مساء اليوم.
وبلغ عدد المرشحين للجنة المركزية 65 مرشحا سيتم انتخاب 18 منهم، فيما بلغ عدد مرشحي الثوري 436 سيتم انتخاب 80 منهم فقط.
من جهته قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول "إن ترتيبات انتخابات المؤتمر السابع لحركة فتح أكثر تطورًا من ترتيبات المؤتمر السادس".
وأضاف خلال حديثه لإذاعة "صوت فلسطين" صباح اليوم إن التطور يكمن في البطاقات الانتخابية وألوانها وألوان الصناديق وبطاقة التصويت إضافة إلى أن هناك كاميرات تصوير وشاشات تلفزة تظهر عمليات التصوير وعمليات الفرز والتدقيق امام جميع الحاضرين وهذا أمر ايجابي وجيد وباعتبار أن كل شيء سيكون أمام ناظر أعضاء المؤتمر بشكل عام".
وشدد مقبول على أن من شأن هذه الترتيبات المتطورة أن تسرع الانجاز والشفافية في العملية الانتخابية .
ونوه إلى أن المؤتمر اعتمد فاروق القدومي وسليم الزعنون وأبو ماهر غنيم أعضاء شرف دائمين في اللجنة المركزية ولا يحتسبوا من نصاب اللجنة المركزية البالغ عددها 23 حسب النظام الداخلي حيث بإمكانهم حضور اجتماعات اللجنة المركزية وهم أعضاء كاملي العضوية وهذا تشريف حيث اعتادت فتح أن تكرم قاداتها ومؤسسيها وأوائل أعضاء اللجنة المركزية .
واشار مقبول إلى أن المؤتمر السابع أنهى أعماله وأغلقت قاعته وتحولت إلى غرف تصويت .
وألمح إلى أن عملية التصويت ستستغرق بضع ساعات حتى الساعة الواحدة أو الرابعة ومن الممكن أن تنتهي عملية التصويت عند الساعة الرابعة ليكون كل أعضاء المؤتمر قاموا بالتصويت ، حيث أن عملية الفرز ستستغرق ما لا يقل عن 24 ساعة وربما ستعلن النتائج مساء يوم غد.
وكان المدير التنفيذي للمؤتمر العام السابع لحركة "فتح" منير سلامة، قال مساء امس إن باب الترشح لانتخابات اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمجلس الثوري قد أغلق.
وأضاف سلامة أن عدد المرشحين المبدئي بلغ 65 مرشحا للجنة المركزية و436 مرشحا للمجلس الثوري، مضيفا أن لجنة الانتخابات تدرس الملفات لتحديد المقبول والمرفوض من المرشحين، حسب الشروط.
يذكر أن باب الترشح لانتخابات اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمجلس الثوري، فُتح الساعة السادسة من مساء امس وأغلق الساعة الثامنة والنصف مساء.
من بين المرشحين 15 سفيرا و7 محافظين
يفتح المؤتمر السابع لحركة فتح اليوم باب الترشح لمنصبي اللجنة المركزية والمجلس الثوري.
وحسب القراءة الأولية فإن المئات من كوادر الحركة سيرشحون انفسهم لعضوية 80 مقعدا في المجلس الثوري؛ فيما سيترشح نحو 90 قائدا على 18 مقعدا للجنة المركزية (الرئيس يحق له تعيين 4 أعضاء في اللجنة المركزية).
ومن بين المرشحين سبعة محافظين، هم: رافع رواجبة، الخندقجي، عصام أبو بكر، أكرم الرجوب، البلوي، إبراهيم رمضان والفتياني.
ومن بين السفراء الـ 15 المرشحين للمناصب
جمال الشوبكي، ليندا صبح، فايد مصطفى، بسام الاغا، منير غنام، انور عبد الهادي، كفاح عودة، مي كيلة، تيسير جرادات، اشرف دبور..).
من جهة ثانية لا يزال اعضاء المؤتمر يتعاملون مع اليومين الاولين على انهما للافتتاح والضيوف والاعلام، ولم يبدأ التفاعل والنقاش ولم يتحدث الاعضاء على المايكروفات بعد، سوى يوم الخميس.
من جهة اخرى سيصار الى التصويت غدا السبت، وفي حال لم يكن هناك حاجة للتمديد ليوم اخر.
ومن اهم العبارات التي سمعتها على لسان اعضاء المؤتمر:
- لفت انتباهي أن المناضل اليهودي اوري ديفيس موجدود في المؤتمر وهو عضو وكادر مهم في حركة فتح
- فتح ليست حزب السلطة، وانما الحزب الذي ينتصر للسلطة ويدافع عنها.
- لاول مرة يعرض تقرير مالي عن ممتلكات وأموال ومشاريع حركة فتح، وقد نال تقرير الدكتور محمد إشتية استحسان اعضاء المؤتمر، لانهم لاول مرة يعلمون اين وما هي ممتلكات وأموال فتح.
- رئيس فتح اكد على ضرورة مبدأ دفع الاشتراك التنظيمي لكل الاعضاء، ودفع ١٪ من رواتب الموظفين الاعضاء لحركة فتح.
- حضور مناضلين شاركوا في الكفاح المسلح مثل زكريا الزبيدي وغيره كثر فتح الباب أمام جيل الارض المحتلة ليمثل نفسه بنفسه.
- حركة فتح تقوم على الاختلاف وليس على التماهي الحزبي، والاختلاف هو التكامل وفيه جمالية الحركة.
- معارضو الرئيس ابو مازن موجودون في المؤتمر وقد يفوزون وعلى رأسهم القائد نبيل عمرو مرشح اللجنة المركزية وفي حال فوزه فان فتح ستثبت انها تنتخب قيادة ولا تنتخب قائد (كما قال الاخ عوني المشني).
- في التقرير السياسي قام ابو علاء قريع وقدم انتقادا سياسيا لخطاب الرئيس.
- فتح انتصرت لنفسها وعالجت ذاتها من خلال هذا المؤتمر، وكان الانجاز الاكبر هو حضور قادة فتح في الاقاليم الخارجية وحضور قيادات فتح من حلب وبغداد والشام ولبنان و....
- مبروك لفتح ديمقراطيتها، وقد تألق المؤتمر بحضور قيادات وهامات وطنية عالية مثل عبد الرحيم ملوح ومشاركة قيادات الخط الاخضر ايمن عودة واحمد الطيبي ورجال الدين المسيحي ورموز عالمية وعربية كبيرة.