منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 طه حسين.. الأديب المصري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

طه حسين.. الأديب المصري Empty
مُساهمةموضوع: طه حسين.. الأديب المصري   طه حسين.. الأديب المصري Emptyالخميس 15 ديسمبر 2016, 7:18 am

طه حسين.. الأديب المصري المثير للجدل الذي تحدى زمانه
ا
طه حسين.. الأديب المصري Aladab-228-1465074042




رغم أنه فقد البصر حين كان في الرابعة من عمره حين أصابه الرمد إلا أن طه حسين ذلك الطفل كبر واستطاع إضافة ما لم يضفه أحد من قبله للأدب العربي أخذت بالأدب منحناً جديدا وطريقا لم تكن قد سلكته قبلاً.
يقول عنه عباس محمود العقاد "إنه رجل جريء العقل مفطور على المناجزة والتحدي".
ولد طه حسين عام 1889 في إحدى قرى صعيد مصر، وكان والده فقيرا بسيطا يعمل في شركة للسكر، قام والده بإدخاله كتاب القرية حيث تعلم اللغة العربية والحساب والتلاوة، وحفظ القرآن الكريم في وقت قصير وهو فاقد لبصره وهذا ما أذهل معلمه ووالده لذكاءه وسرعة بديهته.
وفي عام 1902 نال طه حسين شهادة الأزهر بعد أن درس فيه حيث تخوله هذه الشهادة لدخول الجامعة لكنه كان لذكائه رافضا لمناهج الجامعة الرتيبة التي رآها قديمة ومملة فترك الجامعة، ولكنه عاد والتحق بالجامعة المصرية حين فتحت أبوابها عام 1908 فدرس فيها العلوم العصرية والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا وبعض اللغات ثم نال أطروحة الدكتوراة عام 1914 التي كان عنوانها "ذكرى أبي العلاء"، وقد أثارت هذه الأطروحة جدلا كبيرا لدى الأوساط التعليمية في مصر وقد اتهمه أعضاء البرلمان بالكفر والخروج على مبادئ الدين الحنيف.
بعد أن نال طه أطروحة الدكتوراة أرسلته الجامعة إلى فرنسا لإكمال دراسته فيها ومتابعة التخصص فدرس هناك علم النفس والتاريخ وبقي في فرنسا حتى عام 1919.
حين عاد طه إلى مصر كانت سنوات الدراسة في مصر قد تركت أثرها فيه فقد بدأ يدعو إلى تعديل طريقة التدريس لتسير كما الطريقة الغربية مما أثار ضجة في البلاد فقرر المسؤولون حرمانه من المنحة التي أعطيت له لدراسته، لكن السلطان حسين كامل تدخل في منع هذا القرار فلم يرد منع طه من إكمال دراسته فعاد إلى فرنسا ليكمل دراسته ثم أنجز أطروحته الثانية وكان عنوانها "الفلسفة الإجتماعية عند ابن خلدون".
كثير من آراء طه حسين أثارت جدلا كبيرا في زمنه وإلى الآن، فقد كان ذا آراء مثيرة للضجة منها دعوته دائما إلى تقليد الغرب، وكذلك فقد شكك بوجود الأنبياء إبراهيم وإسماعيل وقال إنه لا يوجد دليل على ذلك، وكذلك أثار موقف طه حسين من تأييده لأمام الأزهر عبد الحميد بخيت جدلا وذلك في فتوى الإفطار في نهار رمضان للذي يجد أدنى مشقة.
دائما اليد الواحدة لا تصفق فلم يكن طه حسين سعيدا ومقبلا على الإنجاز دون وجود زوجته الفرنسية السويسرية سوزان بريسو فقد وقفت إلى جانبه فكانت تقرأ له كثيرا من المراجع وتمده بالكتب المكتوبة بطريقة بريل ليقرأها بنفسه وكان طه حسين يحبها كثيرا.
اشتهر طه حسين بكتابه المعروف "الأيام" الذي يحكي سيرة حياته تلك الرحلة الصعبة في بلوغ القمة الأدبية، ولكن طه أيضا كان غني المنتج فقد ألف كتب عديدة وهي الفتنة الكبرى عثمان، الفتنة الكبرى علي وبنوه، في الشعر الجاهلي، دعاء الكروان، شجرة البؤس، المعذبون في الأرض، على عامش السيرة، حديث الأربعاء، من حديث الشعر والنثر، مستقبل الثقافة في مصر، أديب، مرآة الإسلام، الشيخان، الوعد الحق، جنة الشوك، مع أبي العلاء في سجنه، في تجديد ذكرى أبو العلاء، في مرآة الصحفي، الحب الضائع.
ويقول في كتاب الأيام
"كان يجلس بين الطاعمين خجلا وجلا، مضطرب النفس مضطرب حركة اليد، لا يحسن أن يقتطع لقمته ولا يحسن أن يغمسها في الطبق، ولا يحسن أن يبلغ بها فمه، ويخيل إلى نفسه أن عيون القوم كلها تلحظه وأن عين الشيخ خاصة ترمقه خفية، فيزيده هذا اضطرابا وإذا يده ترتعش وإذا بالمرق يتقاطر على ثوبه وهو يعرف ذلك ويألم له ولا يحسن أن يتقيه".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

طه حسين.. الأديب المصري Empty
مُساهمةموضوع: رد: طه حسين.. الأديب المصري   طه حسين.. الأديب المصري Emptyالخميس 15 ديسمبر 2016, 9:47 am

ولد طه حسين في 14 نوفمبر 1889 في عزبة الكيلو، التي تقع على مسافة كيلومتر من مغاغة بمحافظة المنيا بالصعيد الأوسط. وكان والده حسين عليّ موظفًا صغيرًا، رقيق الحال، في شركة السكر، يعول ثلاثة عشر ولدًا، سابعهم طه حسين.
فقد بصره في السادسة من عمره نتيجة الفقر والجهل، وحفظ القرآن الكريم قبل أن يغادر قريته إلى الأزهر طلبًا للعلم.
في عام 1902 بدأ رحلته الكبرى عندما غادر القاهرة متوجها إلى الأزهر طلبا للعلم. تتلمذ على الإمام محمد عبده الذي علمه التمرد على طرائق الاتباعيين من مشايخ الأزهر، فانتهى به الأمر إلى الطرد من الأزهر.
وفي عام 1908 التحق طه حسين بالجامعة المصرية وتلقى دروسا في الحضارة الإسلامية والحضارة المصرية القديمة ودروس الجغرافيا والتاريخ واللغات السامية والفلك والأدب والفلسفة على أيدى أساتذة مصريين وأجانب. وفى تلك الفترة أعد طه حسين رسالة الدكتوراه الأولى في الآداب التى نوقشت في 15 مايو 1914 عن أديبه الأثير أبي العلاء المعري. ولم تمر أطروحته من غير ضجة وجدول واسع على مستوى قومي.
في عام 1914 التحق بجامعة مونپلييه في فرنسا. وفى عام 1915 أكمل بعثته في باريس وتلقى دروسا في التاريخ ثم في الإجتماع. ثم حصل على دكتوراه في الإجتماع عام 1919، عن ابن خلدون، ثم حصل على في نفس العام على دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية وكان قد اقترن في 9 أغسطس 1917 بالسيدة سوزان التى كانت لها أثر ضخم في حياته.[3]
في عام 1919 عاد طه حسين إلى مصر وعين أستاذا للتاريخ اليوناني والروماني واستمر كذلك حتى عام 1952 حيث تحولت الجامعة المصرية في ذلك العام إلى جامعة حكومية وعين طه حسين أستاذا لتاريخ الأدب العربى بكلية الآداب.
وما لبث أن أصدر كتابه "في الشعر الجاهلي" الذي أحدث عواصف من ردود الفعل المعارضة. وقد اتهم طه حسين بنقل أفكار المستشرق الإنجليزي، مرجليوث، التي صدرت في كتاب قبيل اصداره لكتابه "في الشعر الجاهلي" بنفس الأفكار.[4] وأسهم في الانتقال بمناهج البحث الأدبي والتاريخي نقلة كبيرة فيما يتصل بتأكيد حرية العقل الجامعي في الاجتهاد.
فى عام 1942، اصبح مستشاراً لوزير المعارف ثم مديرا لجامعة الاسكندرية حتى أحيل للتقاعد في 16 أكتوبر 1944 واستمر كذلك حتى 13 يناير 1950 عندما عين لأول مرة وزيراً للمعارف.
وكانت تلك آخر المهام الحكومية التى تولاها طه حسين حيث أنصرف بعد ذلك وحتى وفاته عام 1973 إلى الإنتاج الفكرى والنشاط في العديد من المجامع العلمية التى كان عضوا بها من داخل و خارج مصر.
وظل طه حسين يثير عواصف التجديد حوله، في مؤلفاته المتتابعة ومقالاته المتلاحقة وإبداعاته المتدافعة، طوال مسيرته التنويرية التي لم تفقد توهج جذوتها العقلانية قط، سواء حين أصبح عميدًا لكلية الآداب سنة 1930، وحين رفض الموافقة على منح الدكتوراه الفخرية لكبار السياسيين سنة 1932، وحين واجه هجوم أنصار الحكم الاستبدادي في البرلمان، الأمر الذي أدى إلى طرده من الجامعة التي لم يعد إليها إلا بعد سقوط حكومة إسماعيل صدقي باشا. ولم يكف عن حلمه بمستقبل الثقافة أو انحيازه إلى المعذبين في الأرض في الأربعينات التي انتهت بتعيينه وزيرًا للمعارف في الوزارة الوفدية سنة 1950، فوجد الفرصة سانحة لتطبيق شعاره الأثير (التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن).
وظل طه حسين على جذريته بعد أن انصرف إلى الإنتاج الفكري, وظل يكتب في عهد الثورة المصرية، إلى أن توفي جمال عبد الناصر، وقامت حرب أكتوبر التي توفي بعد قيامها في الشهر نفسه سنة 1973.
تولّى إدارة جامعة الإسكندرية سنة 1943 ثمّ أصبح وزير المعارف سنة 1950.

محاكمة طه حسين


«* للتوراة أن تحدثنا عن ابراهيم واسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلاً عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة اسماعيل بن ابراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها. ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية والقرآن والتوراة من جهة أخرى. في الشعر الجاهلي، ص 26 *»
في مارس 1927 كان محمد بك نور (ت. 7 مايو 2005) هو رئيس نيابة مصر الذي سجل قرار النيابة في قضية كتاب " في الشعر الجاهلي " لطه حسين مقررا حفظ الأوراق إداريا، أي تبرئة طه حسين من التهم الموجهة إليه.[5]
وكان النائب العمومي قد تلقى عدة بلاغات تفيد كلها بأن طه حسين قد تعدى بكتابه على الدين الإسلامي، أولها بتاريخ 30 مايو 1926 من الشيخ خليل حسين الطالب بالقسم العالي بالأزهر يتهم فيه الدكتور طه حسين بأنه ألف كتابا أسماه "في الشعر الجاهلي" ونشره على الجمهور وفي الكتاب طعن صريح في القرآن العظيم حيث نسب الخرافة والكذب لهذا الكتاب السماوي إلي آخر ماذكره في بلاغه.
وبتاريخ 5 يونيو 1926 أرسل فضيلة شيخ الجامع الأزهر للنائب العمومي خطابا يبلغ به تقريرا رفعه علماء الجامع الأزهر عن كتاب طه حسين الذي كذب فيه القرآن صراحة وطعن فيه على النبي طه حسين.. الأديب المصري 18px-Mohamed_peace_be_upon_him وأهاج بذلك ثائرة المتدينين وطلب فضيلة الشيخ تقديم طه حسين للمحاكمة، وبتاريخ 14 سبتمبر سنة 1926 تقدم حضرة عبد الحميد البنان أفندي عضو مجلس النواب ببلاغ آخر ذكر فيه أن الأستاذ طه حسين نشر ووزع وعرض للبيع كتابا طعن وتعدى فيه على الدين الإسلامي.
وأجمل محمد بك نور الاتهامات الموجهة ضد طه حسين في أربعة : الأول أنه أهان الدين الإسلامي بتكذيب القرآن في إخباره عن إبراهيم واسماعيل، والثاني أنه طعن على النبي طه حسين.. الأديب المصري 18px-Mohamed_peace_be_upon_him من حيث نسبه، والثالث ما تعرض له المؤلف في شأن القراءات السبع المجمع عليها، والرابع أنه أنكر أن للإسلام أولوية في بلاد العرب وأنه دين إبراهيم.
وقد حقق محمد بك نور طويلا مع طه حسين، وجادله، ثم قرر حفظ القضية. وتتضح أهمية موقف محمد بك نور في أنه قرر حفظ القضية ليس لأنه متفق مع ما جاء في الكتاب، بل رغم اختلافه مع ما جاء في الكتاب ومع طه حسين. وفي ذلك تحديدا تكمن عظمة ذلك العقل المستنير. ومازالت كل حجج محمد بك نور – التي برأت طه حسين - صالحة كأساس منهجي إلي يومنا هذا.
ومثال ذلك أنه يشير في أحد المواضع إلي أنه : " ومن حيث إن العبارات التي يقول المبلغون إن فيها طعنا على الدين إنما جاءت في كتاب في سياق الكلام على موضوعات كلها متعلقة بالغرض الذي ألف الكتاب من أجله، فلأجل الفصل في هذه الشكوى لا يجوز انتزاع تلك العبارات من موضعها والنظر إليها منفصلة، وإنما الواجب توصلا إلي تقديرها تقديرا صحيحا بحثها حيث هي في موضعها من الكتاب ومناقشتها في السياق الذي وردت فيه، وبذلك يمكن الوقوف على قصد المؤلف منها وتقدير مسئوليته تقديرا صحيحا ".
وبذلك وضع محمد بك نور أساسا لعدم انتزاع الكلمات والعبارات من سياقها. وقد اختلف محمد بك نور في الكثير مع طه حسين، وقرر بالنسبة لتكذيب الأخبار عن إبراهيم واسماعيل أن طه حسين: "خرج من بحثه هذا عاجزا كل العجز عن أن يصل إلي غرضه الذي عقد له هذا الفصل من الكتاب من أجله "، أما عن التهمة الخاصة بالقراءات السبع فقد اعتبر محمد بك نور أن ما ذكره المؤلف هو " بحث علمي لا تعارض بينه وبين الدين ولا اعتراض لنا عليه ". وبشأن التهمة الثالثة وهي الطعن في النبي ( صلعم ) فقد جاء في قرار رئيس النيابة : "ونحن لا نرى اعتراضا على بحثه على هذا النحو، وإنما كل ما نلاحظه عليه أنه تكلم فيما يختص أسرة النبي بعبارة خالية من الاحترام ". وأخيرا يقرر محمد بك نور بالنسبة للتهمة الرابعة ما يلي : " ونحن لا نرى اعتراضا على أن يكون مراده بما كتب هو ما ذكر، ولكننا نرى أنه كان سئ التعبير جدا في بعض عباراته ".
وبالرغم من كل ذلك الاختلاف مع طه حسين فإن محمد بك نور يقرر أنه: " لمعاقبة المؤلف يجب أن يقوم الدليل على توفر القصد الجنائي لديه، فإذا لم يثبت هذا الركن فلا عقاب. وإن للمؤلف فضلا لا ينكر في سلوكه طريقا جديدا للبحث حذا فيه حذو العلماء من الغربيين. والعبارات الماسة بالدين التي أوردها في بعض المواضع من كتابه إنما قد أوردها في سبيل البحث العلمي مع اعتقاده أن بحثه يقتضيها ".

معارك أدبية


اتصل طه حسين من بداية شبابه بالصحافة، وحينما ظهرت "السياسة" في 30 أكتوبر 1922، و"السياسة الأسبوعية" في 13 مارس 1926 كملحق لها يهتم بالدراسات الأدبية كان الدكتور طه حسين من كتّابها البارزين، فلقد كان أحد فرسان ثلاثة هم فرسان الكلمة في حزب الأحرار الدستوريين، هم الدكاترة: محمد حسين هيكل، وطه حسين، ومحمود عزمي. ولقد ظل طه حسين موالياً للأحرار حتى سنة 1932 حين أخرجه صدقي من الجامعة. وكان الوفديون والأحرار متضامنين لمحاربة صدقي؛ فأخذ طه حسين يكتب في صحف الوفد، وأخذ يتقرب من الوفد حتى صار وزيراً في وزارة الوفد بعد ذلك سنة 1950. ولقد خاض الدكتور طه حسين في بداية حياته معارك أدبية نقدية لعل أشهرها هذه المعركة الأدبية التي دارت حول كتاب "تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان، وقد ظل الحوار بينه وبين جرجي زيدان مشتعلاً فترة طويلة.

في الشعر الجاهلي

أما كتاب "في الشعر الجاهلي" الذي صدر للدكتور طه حسين سنة 1936 فقد أثار زوبعةً من النقد حوله لم يُثرها كتاب آخر، باستثناء كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق.
وكتاب "في الشعر الجاهلي" يُقدِّم نظرة جديدة في الشعر الجاهلي يرى صاحبها أن الشعر الجاهلي لا يُمثِّل الحياة العربية في العصر الجاهلي، ويؤكِّد أن هذا الشعر موضوع في العصر الإسلامي.
ويقول الدكتور أحمد هيكل في كتابه "تطور الأدب الحديث في مصر": "إذا تأملنا النظرة التي نظر بها الدكتور طه حسين إلى التاريخ العربي أولاً، وإلى الشعر العربي ثانياً وجدنا أن وراءها شعور باستقلال الشخصية المصرية، يحمل على عدم الارتباط بالتاريخ وبالتراث العربيين ارتباطاً يحمل على إجلالهما أو التسليم بما اشتملا عليه من أو استقر حولهما من قضايا. وليس يخفى ما وراء نظرة الدكتور طه حسين كذلك من إحساس قوي بالحرية الفردية، وتشبُّع هائل بالروح الثورية، مما جعله يخرج على الناس بهذه الآراء التي زلزلت أفكارهم وأثارت مشاعرهم، وجرّت عليه كثيراً من الخصومات والخصوم، حتى تجاوز الأمر الوسط العلمي والأدبي، وعرضت القضية بالبرلمان، وأوشكت أن تطوح بالمؤلف خارج الجامعة، لولا أنه هدّد رئيس الوزارة حينذاك بالاستقالة، فسكنت العاصفة إلى حين، واكتُفي بمصادرة الكتاب الذي أدخل عليه صاحبه بعض التعديلات التي لم تمس فكرته الأساسية، ونشره بعد ذلك باسم "في الأدب الجاهلي".
ويقول الدكتور أحمد هيكل: "إن الخلافات الحزبية كانت من محرِّكات هذه الزوبعة، فلقد كانت الأغلبية البرلمانية وفدية حينذاك، وكان رئيس مجلس النواب هو سعد. ولذا انتقلت القضية إلى مجلس النواب لينال من طه حسين الموالي للأحرار الدستوريين، ولكن رئيس الوزراء حينذاك كان عبد الخالق ثروت، وكانت عواطفه مع الأحرار الدستوريين، وكان طه حسين قد جعل إهداء كتابه إليه، ومن هنا دافع عنه رئيس الوزراء على حين هاجمه رئيس مجلس النواب. ونظراً لتهديد رئيس الوزراء بالاستقالة قد انتقلت القصة من مجلس النواب إلى النيابة التي صادرت الكتاب".

الأيام

ظهر كتاب "في الشعر الجاهلي" سنة 1926، وكان "يمثل أول صدام حقيقي للمؤلف ببيئته، وأول تمرد من جانبه على موروثاتها … وكان طبيعيا أن تواجه البيئة كتابه بصلابة شديدة، جعلته يحس بأن جهل بيئته الذي كان سبباً في حرمانه في طفولته يوشك من جديد أن يكون سبباً في حرمانه في شبابه وفي رجولته، وليس غريباً بعد ذلك أن نعتبر كتاب "الأيام" رد فعل من جانب المؤلف على الثورة والضجة التي أحاطت بكتابه "في الشعر الجاهلي"، وقد ظهر كتاب "الشعر الجاهلي" سنة 1926، وظهر كتاب "الأيام" سنة 1929، وكان قد نشر قبل ظهوره مسلسلاً في "مجلة الهلال".

تهمة محاباة الصهيونية

في عدد إبريل 1991م من مجلة "الهلال" الزاهرة كتب الأستاذ أنور الجندي مقالة بعنوان "طه حسين والحركة الصهيونية في ثلاث رسائل حول رسالة جامعية". أمّا الوثائق الثلاث فهي:[6]

  1. مقدمة طه حسين لكتاب "تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام" تأليف إسرائيل ولفنسون، والكتاب في الأصل رسالة دكتوراه قُدِّمت إلى جامعة القاهرة بإشراف الدكتور طه حسين، عام 1927.
  2. كلمة في "جريدة الشمس"، العدد (472) في 3 ديسمبر 1934 عن محاضرة ألقاها الدكتور طه حسين في دار المدارس الإسرائيلية.
  3. كتاب "الصحافة الصهيونية في مصر 1897-1954م" للدكتورة عواطف عبد الرحمن.

أضف إلى ذلك الجائزتان اللتين قررهما المجلس الملي الإسرائيلي بمصر‏,‏ باسم طه حسين.
أصدر طه حسين مجلة الكاتب المصري في أكتوبر ‏1945‏ بتمويل من شركة تملكها أسرة هراري اليهودية المصرية‏,‏ وهي شركة تحمل اسم الكاتب المصري وكانت متخصصة في الطباعة وبيع الآلات الكاتبة و أجهزة تصوير المستندات وغيرها, وبعد أن صدرت هذه المجلة بدأت حرب الإشاعات القاسية ضد طه حسين ومجلته‏,‏ وأخذ المنافسون لطه حسين والذين يحسدونه علي ما وصل إليه من مكانة في المجتمع والأدب وقلوب الناس يشنون عليه حملات تتهمه بأنه يصدر مجلته الكاتب المصري بأموال الصهيونية التي ابتلعت فلسطين‏,‏ وتريد أن يكون لها دعاة في مصر وأجهزة إعلام تدافع عنها‏,‏ وتساند آراءها ومواقفها المختلفة‏. قد توقفت المجلة في شهر مايو 1948، وهو الشهر الذي شهد اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى.‏

آرائه


«* واذا كان في مصر الآن قوم ينصرون القديم، وآخرون ينصرون الجديد، فليس ذلك إلا لأن في مصر قوماً قد اصطبغت عقليتهم بهذه الصبغة الغربية، وآخرين لم يظفروا منها إلا بحظ قليل. وانتشار العلم الغربي في مصر وازدياد انتشاره من يوم إلى يوم، واتجاه الجهود الفردية والاجتماعية إلى نشر هذا نشر هذا العلم الغربي؛ كل ذلك سيقضي غداً أو بعد غد بأن يصبح عقلنا غربياً، وبأن ندرس آداب العرب وتاريخهم متأثرين بمنهج (ديكارت) كما فعل أهل الغرب في درس آدابهم وآداب اليونان والرومان. في الشعر الجاهلي، الطبعة الأولى ص. 45»
أجريت مع الدكتور طه حسين حوارات كثيرة، منها حوار أجراه الأستاذ محمد رفعت المحامي في عدد ربيع الأول 1388هـ من مجلة «قافلة الزيت»، ويبدو في هذا الحوار شديد التواضع، فحينما يسأله المُحاور: «أنت أكثر من تُرجم له من أدبائنا إلى مختلف لُغات العالم، ويرجع ذلك إلى أن النقاد يروْن أن أدبك يعتبر نقطة بدء في دراسة الأدب العربي قديمه وحديثه»، يُعلِّق على ذلك بقوله: «ليس هذا، أظن أن السبب يرجع أصلاً إلى سهولة ترجمة بعض كتبي إلى غير اللغة العربيةـ أو إمكان ترجمتها».
وحينما قال لطه حسين: «إن قصة حياتك هي قصة المجتمع المصري في النصف الأول من القرن العشرين»، علَق على ذلك قائلاً، في تواضع: «هذا كثير، إنها حياة الطبقة المتوسطة فقط. أما المجتمع كلُّه، فلحياته قصص كثيرة. أنا ابن طبقتي». وفي نهاية الحوار قال طه حسين إن أهم التحولات في حياته «ثلاث نقاط: الأولى: هي السفر لأوربا؛ لأنه حوّلني من التقليد إلى التجديد. والثانية: هي الزواج؛ لأنه أخرجني من وحدتي وأسعدني بنعمة الحب، والثالثة: هي إنجاب الأبناء؛ لأنه جعلني أشعر بالحنان وقسوة الحياة وتبعتها».

إن ما نشر من آثار طه حسين يُمثل بعض ما كتب في النقد والأدب والدين والحياة، ونرجو أن تنشر الهيئة المصرية العامة للكتاب أو دار المعارف الأعمال الكاملة لعميد الأدب العربي الراحل، فهناك مئات المقالات التي نشرت متفرقة، ولم تُجمع في كتب مغلفة بعد، كما أن هناك بعض القصائد التي نشرها في بداية حياته، والتي تُظهره لنا شاعراً جيداً. وبعد جمع آثاره نرجو أن يأخذ حقه من الدراسة المتأنية.

عضويات


  • المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ، وكان مقررا للجنة الترجمة والتبادل الثقافي بالمجلس منذ إنشائه عام 1958 وحتى وفاته.[7]
  • كان مديرا للإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية من عام 1955.
  • رئيس المجمع اللغوى بالقاهرة من عام 1963 حتى وفاته.
  • كان عضوا مراسلا في الأكاديمية التاريخية الملكية بمدريد والمجمع العلمى ببغداد.
  • رئيس نادى القصة.
  • رئيس نادى الخريجين المصرى.
  • رئيس تحرير جريدة الجمهورية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

طه حسين.. الأديب المصري Empty
مُساهمةموضوع: رد: طه حسين.. الأديب المصري   طه حسين.. الأديب المصري Emptyالخميس 15 ديسمبر 2016, 9:48 am

مؤلفاته


ألف ما يزيد على خمسين كتابا في القصة والأدب والتاريخ وفلسفة التربية وترجم كثيرا من مؤلفاته إلى اللغات الأجنبية منها:
طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86...%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B0%D8%A8%D9%88%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%B6.pdfالمعذبون في الأرض ملف:دعاء الكروان.pdfدعاء الكروان طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85_-_%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86_-_%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9.pdfالأيام
طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D9%88%D8%A7%D8%AE%D8%B1%D9%88%D9%86_-_%D9%87%D8%A4%D9%84%D8%A7%D8%A1_%D9%87%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86.pdfهؤلاء هم الإخوان ملف:الوعد الحق لطه حسين.pdfالوعد الحق طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89_%D9%80_%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86.pdfالفتنة الكبرى عثمان
طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86..%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89.%D8%B9%D9%84%D9%89_%D9%88%D8%A8%D9%86%D9%88%D9%87.pdfالفتنة الكبرى، علي وبنوه طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%8A_-_%D8%AF._%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86.pdfفي الشعر الجاهلي طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86_-_%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF_%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%A1.pdfذكرى أبي العلاء
طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86..%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9_%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86.pdfفلسفة ابن خلدون ملف:الظاهرة الدينية عند اليونان وتطور الآلهة وأثرها في المدينة.pdfالظاهرة الدينية عند اليونان وتطور الآلهة وأثرها في المدينة ملف:صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان.pdfصحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان
ملف:قصص تمثيلية لجماعة من أشهر الكتاب الفرنسيين.pdfقصص تمثيلية لجماعة من أشهر الكتاب الفرنسيين طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1.pdfقادة الفكر طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%A1_1.pdf-%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86.pdfحديث الأربعاء
طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%8A_-_%D8%AF._%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86.pdfفي الشعر الجاهلي طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%B9%D9%84%D9%89_%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%B4_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9.pdfعلى هامش السيرة طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D9%85%D9%86_%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%AF.pdfمن بعيد
طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A8%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8_%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%84%D9%89.pdfالحياة الأدبية في جزيرة العرب ملف:من حديث الشعر والنثر.pdfمن حديث الشعر والنثر طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%B4%D8%AC%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A4%D8%B3.pdfشجرة البؤس
طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%AC%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D9%83.pdfجنة الشوك ملف:فصول في الأدب والنقد.pdfفصول في الأدب والنقد طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9.pdfرحلة الربيع
ملف:متعلقات من الأدب الغربي.pdfمتعلقات من الأدب الغربي طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D9%85%D8%A7_%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B1.pdfما وراء النهر طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D9%85%D8%B5%D8%B1.pdfمستقبل الثقافة في مصر
طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86..%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A8.pdfأديب طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D9%85%D8%B1%D8%A2%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85.pdfمرآة الإسلام طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D8%A7%D9%86_-_%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86.pdfالشيخان
طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D9%85%D8%B9_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%A1_%D9%81%D9%8A_%D8%B3%D8%AC%D9%86%D9%87.pdfمع أبي العلاء في سجنه ملف:في تجديد ذكرى أبي العلاء.pdfفي تجديد ذكرى أبي العلاء ملف:في مرآة الصحفي.pdfفي مرآة الصحفي
طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8_%D9%88%D8%B4%D9%88%D9%82%D9%8A.pdfحافظ وشوقي طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86..%D8%A3%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%86.pdfألوان طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D8%B9.pdfالحب الضائع
طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%AC%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86.pdf-%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86.pdfجنة الحيوان ملف:من آثار مصطفى عبد الرازق.pdfمن آثار مصطفى عبد الرازق ملف:شروح سقط الزند.pdf.pdfشروح سقط الزند
طه حسين.. الأديب المصري Page1-60px-%D8%B7%D9%87_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86..%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86.pdfنظام الأثينيين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

طه حسين.. الأديب المصري Empty
مُساهمةموضوع: رد: طه حسين.. الأديب المصري   طه حسين.. الأديب المصري Emptyالخميس 15 ديسمبر 2016, 9:51 am

نقد

وقد رفض المجتمع المصري المحافظ الكثير من ارائه في موضوعات مختلفة خاصة حين رجوعه من فرنسا. يعتبر كتابه "الايام" سيرة ذاتية تعبر عن سخط كاتبها على واقعه الاجتماعي، خاصة بعد ان عرف الحياة في مجتمع غربي متطور.

كتب عنه

صدرت عنه عدة مؤلفات، منها: "طه حسين الكاتب والشاعر" لمحمد سيد كيلاني"، و"مع طه حسين" للكاتب السوري الراحل سامي الكيالي، وقد أصدرت عنه مجلة "الأدب" المحتجبة (التي كان يصدرها أمين الخولي 1957-1966م) عدداً خاصا، كما أصدرت مجلة "الهلال" المصرية عدداً خاصا عنه في أول فبراير 1966م، وخصّص له صلاح عبد الصبور فصلاً في كتابه "ماذا يبقى منهم للتاريخ ؟"، وصدر عنه مؤخراً كتاب في العراق بعنوان "طه حسين بين أنصاره وخصومه"، وكتبت عنه مقالات ودراسات متفرقة في ثنايا كتب ودراسات أدبية بأقلام الدكاترة: شوقي ضيف، وعلي الراعي، وعبد المحسن طه بدر، وأحمد هيكل ، و محمد محمود شاكر… وغيرهم.

الجوائز والأوسمة


قالوا عنه


  • الشيخ محمد الغزالي: "قرأت للدكتور طه حسين ، واستمعت له ، ودار بيني وبينه حوار قصير مرة أو مرتين فصد عني وصددت عنه!"

مراسلاته مع توفيق الحكيم

يوطئ إبراهيم عبد العزيز لهذه الرسائل بنبذة عن إطارها الحضاري والعصر الذي نشأ فيه الرجلان: عصر خصب الأفكار. موار بالصراعات. مضئ بالاقتحامات الفكرية والإبداعية. بلغ ذروته في ثورة 1919 حيث رأينا رجالاً من طراز سعد زغلول وطلعت حرب ومحمود مختار وقاسم أمين وسيد درويش ولطفي السيد والعقاد وعلي عبد الرازق وطه حسين والحكيم يحملون مشاعل الحرية والتقدم والاستنارة التي أشعل شرارتها الأولي الأفغاني وعلي مبارك والطهطاوي وحسن العطار ومحمد عبده ثم اضرم جذوتها جيل تال تتلمذ لهم ودعا إلي تجديد الحياة وبعث ما يستحق ان يبعث من التراث والإفادة من الفكر الغربي. دون استحذاء أو شعور بالدونية. مساوقاً في ذلك كله دعوات التحرر الوطني من قبضة المستعمر الإنجليزي. وإنشاء اقتصاد مصري مستقل. وتحرير المرأة. وإقامة الجامعة. وتطوير التعليم الديني والمدني علي السواء. ومكافحة آفات الفقر والجهل والمرض. واستيحاء الموروثات المصرية القديمة والقبطية والإسلامية في الفنون التشكيلية والفولكلور الأصيل في فنون الموسيقي والغناء.[8]
في ظل هذه اليقظة القومية بزغ طه حسين داعياً في كتبه "في الشعر الجاهلي" و"تجديد ذكري أبي العلاء" و"صحائف من الشعر التمثيلي عند اليونان" و"مستقبل الثقافة في مصر" وغيرها إلي إعادة النظر في التراث بعين معاصرة تصطنع مناهج العلم وتنبذ الخرافة وترداد أقوال الأقدمين دون نقد ولا تمحيص. وظهر توفيق الحكيم مؤسساً للمسرح المصري - بل العربي - بمعناه الحديث حيث كتب "أهل الكهف" ورائداً - مع هيكل - لفن الرواية في "عودة الروح". وكان طه حسين - إلي جانب مصطفي عبد الرازق - من أوائل من أشادوا بمسرحية الحكيم وأقروا له بفضل الريادة. وقد أعقب ذلك نشوء صداقة فكرية بين عميد الأدب العربي وعميد المسرح ومراسلات خصبة عميقة تبادل فيها الرجلان الرأي. متفقين حينا ومختلفين أحياناً أخري. وهو ما تجد سجلاً له في صفحات هذا الكتاب.
لم تكن الريح بين الرجلين دائماً رخاء رغم ان أواصر المودة والاحترام ظلت دائماً تربط بينهما. ولم يكونا في هذا بدعا بين الأدباء. فحسبك ان تنظر إلي صداقات جوته وشيلر. وتورجنيف وتولستوي. ووردزورث وكولردج. إلخ. كي تري كيف تؤدي اختلافات الفكر والمزاج. والتطورات التي يجلبها العمر. واعتبارات الغيرة المهنية التي لا ينجو منها بشر إلي توترات مكتومة حينا وصريحة تطفو علي السطح حيناً آخر بين الأدباء. وهكذا كان الشأن مع طه والحكيم: فقد تعرضت صداقتهما - في فترات مختلفة - لنوبات من المد والجزر. صعوداً وهبوطاً. ولا عجب فكلاهما أديب مرهف الحس. متوفز الأعصاب. عظيم الطموح. شديد الاعتزاز بذاته. واسع الخيال يجسم له الوهم ما قد لا يعتد به سائر الناس. ومن ثم يكون الخلاف. ويكون العتاب. ويكون التراضي - ولكن بعد ان يخلف في القلوب صدوعاً يسيرة أو كبيرة فما نحن بملائك تمشي علي الأرض.
والانطباع الذي يخرج به قارئ هذه الرسائل هو أن طه حسين كان "أنضج" الرجلين وأقربهما إلي القصد وأبعدهما عن الاندفاع. أما الحكيم - وله من طبعه الفني ما يغفر له ذلك - فكان متطرفا في ردود أفعاله. يغضب أحيانا من صاحبه "وقد سعي بالوقيعة بينهما الساعون" ويزعم انه ليس بحاجة إلي شهادة منه أو ثناء. بينما هو في لحظات أخري يكتب إليه معتذراً بل مستخذيا. يزول هذا كله - كما زالت مساجلات الرافعي والعقاد ورمزي مفتاح. والمازني والمنفلوطي. والعقاد وأمين الخولي - ويبقي ان الرجلين تعاونا علي إخراج قصة "القصر المسحور" وكانا يتحركان في أفق واحد رفيع: افق الثقافة الفرنسية الراقية التي لا تفقد صلتها بالتراث العربي الإسلامي. وتقرأ الجاحظ والمتنبي وأبا العلاء وابن حزم كما تقرأ كافكا وبراندلو وابسن وبول فاليري وستندال. إن ما يجمع بين طه حسين وتوفيق الحكيم "وقد تجاورا في مجمع اللغة العربية" أكبر من أي خلافات فردية. أو فروق مزاجية. أو معاتبات علي هذا الموقف أو ذاك.


المصادر

[list=references]
[*]^ خطأ استشهاد: وسم
الكود:
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة
الكود:
frcu

[*]^ Ghanayim, M. (1994). "Mahmud Amin al-Alim: Between Politics and Literary Criticism". Poetics Today (Poetics Today, Vol. 15, No. 2) 15 (2): 321–338. JSTOR 1773168. doi:10.2307/1773168.
[*]^ استعلامات. "طه حسين". الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.
[*]^ فرهاد ديو سالار (7 فبراير 2007). "طه حسين زرع الأساطير والشبهات في قلب السيرة النبوية". ديوان العرب.
[/list]

          أحمد الخميسي. "المستشار محمد بك نور الذي برأ طه حسيـــن". حركة كفاية.
[list=references]
[*]^ د. حسين علي محمد (2006-06-01). "طه حسين وأنور الجندي في وثيقة مجهولة". منتدى القصة العربية.
[*]^ أحمد الخميسي. [url=http://www.scc.gov.eg/gwa2z eldawla/ga2ezat eldawla eltakdereya/ga2ezat eldawla eltakdereya-adab/legan-adab- taha husin.htm]"طه حسيـــن"[/url]. المجلس الأعلى للثقافة.
[*]^ ابراهيم عبد العزيز: "أيام العمر": رسائل خاصة بين طه حسين وتوفيق الحكيم"
[/list]

  • صحيفة المساء الأسبوعية، في 25/9/2004م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

طه حسين.. الأديب المصري Empty
مُساهمةموضوع: رد: طه حسين.. الأديب المصري   طه حسين.. الأديب المصري Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 7:28 am

الاستبدَاد وَالحُريَّة عند طه حسين
محمّد محمّد الخطّابي

كثيرون هم الكتّاب في مختلف مناطق المعمور الذين واجهوا وجابهوا أقسى مظاهر الاستبداد والعَنَت في بلدانهم، وفي عالمنا العربي نجد العديد من هؤلاء.

في هذه العجالة، سنسلّط الضوء على أديبٍ فذّ واجه نفسَ المصير منذ طفولته البعيدة، ونعني به عميد الأدب العربي طه حسين، فعلى الرّغم من آفة العَمىَ التي أصابته منذ نعومة أظفاره فإنّه لم يتوانَ في تحدّي واقعه المرير، ومواجهة الاستبداد، ونبذ المظالم التي كانت سائدةً في عصره، والتي كانت تُفرض عليه وعلى ساكنة مصر في مختلف نواحيها، والتطلّع نحو معانقة الحرية والانعتاق سواء في محيط العائليّ أو في مجتمعه في القرية أو في المدينة بتمرّدِه المُبكّر على نوائب الدّهر، وصُرُوف الزّمن في بيئةٍ تسودها تقاليد بالية، وعادات سقيمة تقمع الحريّات الشخصية وتكبحها .

مجابهة الاستبداد

غيرُ خافٍ على أحدٍ أنّ مراحل كفاح طه حسين، وحياته الصّاخبة الحافلة بشتّى ضروب التحدّى والصّمود لمواجهة دكتاتورية البيت أوّلاً، ثمّ قهر المجتمع، وأخيراً جبرُوت الدولة حيث كان كلّ مُبتغىَ والده منه يتمثّل في قوله له في يومٍ من أيّام خريف 1902: "أمّا في هذه المرّة، فعليك أن تذهب إلى القاهرة مع أخيك، وستُصبح مجاوراً في الأزهر، وستجتهد في طلب العلم. وأنا أرجو أن أعيش حتى أرى أخاك قاضياً، وأراك من علماء الأزهر"؛ غير أنّ هذا الصبيّ تخطّى هذا الاختيار القهري والقسري الذي فرضه عليه والدُه فرضاً، فما هي أهمّ مظاهر التمرّد في شخصيته منذ صباه لمواجهة هذه العقبات.

يحدّثنا طه حسين في "الأيّام" عن: "القناة التي تنتهي عندها الدنيا" وكم كان يتمنّى أن لو استطاع أن يتخطّاها ليرىَ ما وراءها التي كانت بالنسبة له بمثابة عالَم جديد مسحور، وفعلاً تحقّقت أمنيته، فإذا به: "يذهب غير ما مرّة إلى حيث كانت تقوم وراء القناة شجرات من التّوت فيأكل منها ثمراتٍ لذيذة" .

إنّ أكبر ما كان يظفر به المرء في قريته هو لقب الشيخ، وها هو ذا سرعان ما أصبح شيخاً وهو لمّا يتجاوزْ التاسعة من عمره.! غير أنه لم يقنع ولم يقتنع بهذا اللقب، إذ ما هي إلاّ أيّام حتى سئم لقبَ الشيخ، وكره أن يُدعىَ به، كما أنه: "لم يلبث شعورُه أن استحال إلى ازدراء للقب الشيخ"، كانت حاجته شديدة "لتغيير واقعه الكئيب". كانت أمنيته الانسلاخ من قريته، والبحث عن بيئة جديدة، ويعترف لنا طه حسين بأنه لم يكن حزيناً قطّ لفراق الأهل والقرية في الطريق إلى القاهرة التي ما أن يصلها حتى بدأ يختلف إلى الأزهر حيث وجد كلَّ شيء على ما كان عليه الأمر في قريته، ولمّا سَمِع العَالِمَ الأزهريّ يقول له بعد الدرس: فَاهِمْ يا أدع..؟"، حتى إذا انصرف سأل أخاه ما الأدع؟ فقهقه أخوه وقال له: الأدع الجَدَع في لغة الشيخ.." ! وأقسَم طه حسين أنه احتقر العِلمَ منذ ذلك اليوم.

اقرأْ يا أعمىَ !

ويتمثّل مظهر آخر من مظاهر هذا التمرّد المبكّر في حديث الفتى إلى أخوَاته البنات، حيث كان يقول لهنّ: "بأنه سوف يذهب إلى أوروبّا، وينعم فيها بالحياة الهادئة الهانئة هناك، وأنه سوف يصطحب معه زوجةً مثقفة ليست غافلة مثلهنّ، ولا جاهلة مثلهنّ "! كان الجميع يضحك ويسخر منه، كيف السّبيل إلى تحقيق آماله وهذا أستاذه يصيح فيه في ازدراء وسخرية مريريْن: - اقْرَأْ يا أعمىَ..!. غير أنّ طه حسين لم يثنه شيء عن مواصلة الطريق، ومجابهة كلّ الًّصّعاب بنفس الإيمان الذي رسخ في أعماقه منذ أن قرّر مواجهة هذا الاستبداد الذي كان يعانيه من سطوة الأب، وسلطة الشّيوخ، وصرامة المدرسة، وقهر المجتمع، وجبروت الدولة نفسها.

إنّ الظلام الذي أطبق عليه لم يزده إلاّ عزماً وثباتاً لمضاعفة تطلعاته بصبرٍ حثيثٍ نحو سبر كلّ مجهول، ونبذ التقاليد المُتحجّرة، وأنماط التعليم البالية التي كانت سائدةً في مصر.

ومن مظاهر الثورة التي كانت تعتمل في نفسية الفتى سعيُه للتمرّد على محيطه الاستبدادي الفكري والتعليميّ، والتحاقه بالمدرسة الليلية التي أنشأها الشيخ عبد العزيز جاويش لتعليم اللغة الفرنسية، إذ لم يتوانَ طه حسين لحظةً في الانضمام إلى هذه المدرسة طمعاً في اكتساب عِلْمٍ أفضل، حيث هيّأت له الظروف بعد ذلك التعرّف إلى رجالات مصر الكبار أمثال أستاذ الجيل لطفي السيّد، صاحب الدعوة العقلانية، وإذاعة المنطق الأرسطي، الذي كان يشجّعه، ويرسم له خطط المستقبل ليكون أديباً كبيراً، وممّا كان يقول له: "أنتَ فولتيرُ مصر، وأنتَ أبو العلائنا".

ويتجلّى طموحُه وتمرّده على واقعه المرير كذلك في العديد من أعماله الأدبية التي تزخر مُعظمُها بالرّموز والدّلالات العميقة عمّا كان يعتمل في نفسيته من حوافز التطلّع وسبر الآفاق البعيدة، والتصدّي للمظالم، ومواجهة الاستبداد. يتجلّى لنا ذلك في أعماله القصصية، كدعاء الكروان، والمعذّبون في الأرض، وأحلام شهرزاد، وشجرة البؤس، وأديب، والأيّام، وسواها.

العِلمُ والعَمَل

لقد بنى طه حسين طموحَه وتمرّدَه على عامليْن اثنيْن في حياته أوّلهما : العِلم، أو التعليم، فبالتعليم استطاع أن يشقّ لنفسه طريقاً أفضىَ به إلى الأزهر، ثمّ إلى الجامعة المصرية إلى أن نال المكانة المرموقة بين معاصريه، وبالتعليم انتقل من حياة الشظف، والفقر، إلى حياة الرّفاهية والنعيم، وبه انتقل من الإدارة إلى الوزارة، حيث كان مستشاراً، ثم وزيراً للمعارف والتعليم، وبالتعليم كذلك بلغ عمادةَ الجامعة ثمّ عمادة الأدب العربيّ . والعامل الثاني الذي يؤكّد به هذا التمرّد هو إيمانه بالعمل، فهو لم يعرف اللّهو في حياته إلاّ لماماً، بل على العكس كان شغوفاً بالعمل، مهووساً به إلى أبعد مدىَ، لأنه كان يرى فيه الدّافع الأساسيّ لتغيير مَجريات الأمور، يقول في كتابه "مرآة الضمير الحديث": "إنّ تغيير الأشياء لا يكون بالكلام الذي يُقال عن إخلاص أو تكلّف، أو عن تفكير أو اندفاع وإنما يكون بالعمل الذي ينقل الأشياءَ من طور إلى طور". كان طه حسين شاهداً على عصره، رائداً من روّاده، ومثالاً نادراً يُحتذىَ به في تخطّيّ العقبات، ومواجهة الصّعاب، وتحقيق الغايات لِمَا عًرف عنه من جرأةٍ، وشجاعةٍ نادرتين، وفهمٍ عميقٍ للحياة، واطّلاعٍ واسعٍ على ثقافات الأمم قديمِها وحديثِها.

تطليقُه لحياة التّعاسة والبّؤس

يُخبرنا طه حسين في كتابه "أديب" بأنّه كان متزوّجاً، إلاّ أنّ واقع الأمر يتعارض وهذا القول؛ ذلك أنه ليس هناك ما يثبت تاريخياً أنّه كان متزوّجاً قبل سفره إلى فرنسا، وما إشارته إلى تطليق زوجته "حميدة" سوىَ رمز عميق للتعبير عن رفضه وجفوته لصور الرّجعية والتأخر والجهل والاستبداد في المجتمع الذي كان يعيش في كنفه. ويتأكد لنا هذا الرّمز في إقباله على الحياة العصرية الجديدة في فرنسا، حيث أقبل على احتساء الخمر بشراهة، فضلاً عن إقامته لعلاقة حبّ محمومة مع فتاة الفندق "فرنند"... هذا الإقبال، وهذا الشّره، وهذا الانفتاح، وهذا الانغماس في الوسط الجديد، إنْ هو في الواقع إلاّ تفسير، أو كناية عن الشّوق الذي كان يعتمل في نفسه وتعطشه لحياة راقية، ففي شربه للخمر، وإقباله عليها بذلك النّهم كأنّما كان "يشرب" الحياة الجديدة التي طالما تاقت نفسُه إليها وتعطّشها. كما أنّ في طلاقه من زوجته بهذا المعنى ليس سوى "تطليق" وفراق لحياة التعاسة والبؤس التي كان يحياها على مَضض في مصر. هذا التطوّر المفاجئ الذي طرأ عليه إثر وصوله إلى مرسيليا لا ينبغي لنا إغفاله، بل لابدّ من الوقوف عنده لنتعرّف على دلالاته وأبعاده، ويُؤكّد أديبنا ذلك بنفسه فيقول : "كيف انتقلتُ من طوْرٍ إلى طوْر، وكيف تغيّرتُ من حالٍ إلى حال".؟!.

هَجْرُهُ لِلأَزْهَر وَالأَزْهَرِييِّن

يُطلعنا طه حسين عمّا يدور في الأزهر، وكيف تركه غاضباً، ويعلن ثورته عليه.."إذن فأيُّ فرقٍ بيني وبين هذا الشّيخ العتيق الذي كان يعرض بالأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، فيتغنّىَ في بعض دروسه بهذه الجملة التي شاعت والتي كنّا نتندّر بها ونضحك منها، وكنت أنا أشدَّ الناس تندّراً بها: "وَمَنْ ذهب إلى فرنسا فهو كافر أو على الأقلّ زنديق، من ذلك كنّا نضحك في أنديتنا الحرّة التي كان الأزهريّون يرونها أندية ابتداع وضلال"!. إشاراته إلى حياة البؤس، وشظف العيش، والفوارق الاجتماعية، والتفاوت الطبقي، وقلّة ذات اليد، والظروف القاسية التي كان يعيش عليها المصريّون في البوادي والحواضر من مختلف الشرائح تحت وطأة الانجليز، وتحت نير الحُكم المطلق للملكية المصرية في ذلك الإبّان، فضلا ً عن مظاهر الحياة العامة المحافِظة والمُتزمِّتة في مصر، بالقياس إلى الحياة المتحرّرة في فرنسا .

طه والعقّاد

وهكذا يتّضح لنا كيف أنّ طه حسين واجه في عنادٍ وتمرّد وبفكرٍ ثاقبٍ المجتمع الذي كان يعيش في كنفه سواء في صعيد مصر، أو في الأزهر، أو في الجامعة المصرية منذ أن كان طفلاً غرّيراً مثقلاً بالبؤس والرّزايا، ثم وهو شاب يافع يهاجر إلى فرنسا طلباً للعلم والفكر الخالص، ثم وهو يثير الزّوابع والتوابع بمؤلفاته الجريئة عن الشّعر الجاهلي، والأدب العربي بمنهجه النقدي الجديد الذي يقوم على محكّ الشكّ الكوجيتُو- الديكارتي، والتحليل العلمي الدقيق، ثم وهو يتقلد مناصبَ عليا كوزير للمعارف والتعليم حيث كان يقول: "إنّ العلم كالماء والهواء يجب أن يكون متاعاً لكلّ أفراد الشّعب، ولا يمكن أن تقوم ديمقراطية حقيقية من دون أن يتعلّم الشعب" ولهذا لُقّب بوزير الماء والهواء ! وهو يُذكّرنا بذلك بثائرٍ أو ناقمٍ آخر على الظلم، والعَنَت، والاستبداد في مصر في عصره، وهو بلديّه الأديب الكبير عبّاس محمود العقاد الذي قاده عنادُه إلى السّجن، فالعقاد كان معروفاً بمواقفه الحادّة والصّارمة، ومن ذلك قصّة وقوفه ضدّ الملك فؤاد الذي أراد إسقاط عبارتين من الدستور تنصّ إحداهما على أنّ الأمة مصدر السّلطات، والأخرى أن الوزارة مسؤولة أمام البرلمان، فارتفع صوت العقاد من تحت قبّة البرلمان رافضاً ذلك، ومُهدّداً الملك وأشعلت كلماته حماسَ الأعضاء، وكان لها صدىً سياسي واسع حيث كان وقتئذٍ عضواً بمجلس النواب إذ قال: "وليعلم الجميع أنّ مجلس النواب مُستعدّ بأن يسحقَ أكبرَ رأسٍ في هذا البلد في سبيل صيانة الدستور وحمايته". هكذا واجه هو الآخر قهر الاستبداد، وعَنَت التظلّم منذ الثلاثينيّات من القرن الفارط في مصر حيث مَثُل أمام النيابة للتحقيق معه بتهمة "العيب في الذات الملكية" ثمّ زُجَّ به في السّجن تسعة أشهر.

* عضو الأكاديميّة الإسبانيّة - الأمريكيّة للآداب والعلوم - بوغوطا - كولومبيا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

طه حسين.. الأديب المصري Empty
مُساهمةموضوع: رد: طه حسين.. الأديب المصري   طه حسين.. الأديب المصري Emptyالسبت 02 أبريل 2022, 10:21 pm

طه حسين.. الأديب المصري 86620.2018-10-01.1538411461

من اجمل الروايات اللى كتبها الاديب طه حسين كانت روايه اسمها "شجرة البؤس" و لمن لم يقراها فهى تحكى عن شاب و شابة تزوجا عن طريق اهلهم الذين كانت تربطهم صداقه و علاقة عمل ...

تزوجا و رغم قبح زوجته الشديد فان الزوج لم يرَ امراه سواها و لم يعرف زوجة غيرها فلم يتذمر يوما من قبح زوجته الشديد...بل ربما لم يخطر بباله يوما انها قبيحة..هى زوجته و كفى...يحبها بشده لانها تمثل له السكن و المودة و الرحمة و التراحم فلم يفكر يوما ان كانت جميلة او قبيحة هو يحبها لانها زوجته و هذا كاف بالنسبة له...

مرت الايام و ولدت الزوجة طفلة تشبهها فى قبحها الشديد و لكن فرحة الزوج كانت عارمة فقد رزقه الله ابنة... و قد صارت قرة عينه و شغله الشاغل..و عاش الزوج و زوجته و طفلتهما سعداء و اغدق الاب ابنته فى الدلال و الحب حتى لم ينقصها حبا و لا رعايه...

ثم جاء اليوم الذى وضعت فيها زوجته طفلة اخرى..و لكنها هذه المره بارعة الجمال...و للمره الاولى يرى الزوج ما لم يراه من قبل!!!!
انارت له طفلته الجديده عينيه فيرى للمره الاولى كم ان زوجته شديدة القبح هى و ابنته الاولى مقارنة بطفلته الثانية...و منذ تلك اللحظة بدأيزرع بذرة البؤس فى بيته حتى تتملك شجرة البؤس بيته... فلم يعد سعيدا كما كان!!!! 

لم تعد زوجته الحبيبة ترضيه و لم يملك الا ان ينفر من طفلته الاولى و هو ينظر لطفلته الثانية رائعة الجمال....
تكبر شجرة البؤس و تنمو يوما بعد يوما و تنتهى القصه باستمرار بؤس تلك الاسرة عندما تحل على الزوج لعنة المقارنة بين طفلتيه فيبدا فى التفريق فى المعاملة بينهما و يتغير فى معاملته لزوجته التى لا ذنب لها سوى انها ولدت طفلة تشبهها فى قبحها و طفلة بارعة الجمال.....

اتذكر تلك الرواية كلما اطلق احدهم السؤال الخالد: ترى ما هو سر السعادة فى الدنيا؟؟؟
الحقيقة ان كل انسان يصنع سعادته بنفسه عندما ينظر دائما للجانب المشرق فى كل امر فى حياته..عندما يرضى بما قسمه الله له و يتعامل معه على انه افضل شيئ له...
ذلك الزوج فقد السعادة فى اللحظة التى تخلى فيها عن رضاه عما يملك...ربما كانت زوجته قبيحة..لكنها صالحة...ربما له ابنة قبيحة لكنها تحبه...
لم ينظر للحظة ان الله اكرمه بطفلة ثانية جميلة و هى نعمة من الله...لقد نسى نعمة الله عليه و تعامل معها على انها اظهرت له شيئا ينقص حياته...
لقد قسم الله الارزاق للناس و لم يعطِ احدا كل شيئ... ليساعد الناس بعضهم بعضا و يكملوا بعضهم بعضا....
فأن
كنت تبحث عن السعادة فكف عن المقارنة بين ما تملك و ما لا تملك...
كف عن احصاء ما يملكه غيرك و ليس عندك و ابدا فى عد ما منحه الله لك و ارضى به...فالرضا فى حد ذاته فضلا و نعمة..

لا تزرعوا فى حياتكم بذرة البؤس.....


https://foulabook.com/book/downloading/901208722
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
طه حسين.. الأديب المصري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابن الأثير الكاتب .. الضياء الأديب
» ياقوت الحموي .. الجغرافي الأديب
»  حوار مع صديقي الأديب المقاوم!
»  الطاعون - رواية الأديب ألبير كامو (الحائزة على جائزة نوبل)
» الموسوعة الشاملة لمؤلفات الأديب و الفيلسوف المصرى الراحل الأستاذ / إحسان عبد القدوس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: علماء وادباء-
انتقل الى: