منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70120
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد Empty
مُساهمةموضوع: حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد   حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد Emptyالجمعة 16 ديسمبر 2016, 11:02 am

حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد

قبل ثمانية أشهر، كانت آخر معارك للنظام السوري في المنطقة الشرقية لسوريا والممتدة من ريف حمص الشرقي إلى الحدود العراقية، حين استعاد مدينة "تدمر" الأثرية، التي سيطرت عليها داعش قبل عام ونصف، وعلى نفس القدر من أهمية المدينة جاءت أهمية معاركها وأهمية الاحتفاء بنصرها كذلك، حين أقام النظام ليالي الفرح والموسيقى على مدرجها الروماني وأمام آثارها المدمرة والمسروقة.

    تأتي عودة تنظيم داعش إلى تدمر في محاولة لرفع معنويات مقاتليه وأتباعه، خاصة بعد خسائرة المتتالية في العراق وسوريا هذا العام

أمّا اليوم فيبدو الأمرمغايرًا، حيث أعلنت جهات سوريّة معارضة عودة داعش إلى المدينة، هذا الخبر الذي بقى قيّد التنديد والإنكار من جهة النظام السوري ووسائل إعلامه، والخوف والترقب من جهات أخرى. حتى تأكد اليوم بشكل رسمي حين تم حشد أعداد من المقاتلين والتوجه بهم إلى مشارف مدينة تدمر، أمام كل هذا تبدو "حلب" البعيدة عن تدمر جغرافيًا قريبة منها بزمن الحدث والخبر.

ولكن بعيدًا عن جبهات حلب ونازحيها ومنكوبيها تتصدر تدمر اليوم الأخبار السوريّة، فمنذ يومين والأنباء تتالى عن سيطرة داعش على حقول النفط والغاز في المدينة ودخولهم إليها من الجهة الشمالية الغريبة. كل تلك الأخبار السريعة لم تلقى إلاّ استمرارًا في إنكارالخيبة التي مُنيت بها القوات الحكومية والتي سارت إلى دحض أخبار دخول داعش إلى تدمر. فوكالة الأنباء "سانا"، التابعة للنظام، كانت قد نقلت عن مصدر عسكري سوري قوله إن وحدات الجيش السوري تصدت لمقاتلي "داعش" التي هاجمت نقاطًا عسكرية في محيط تدمر.

على جانب آخر من المشهد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان على صفحته الرسمية "سيطرة داعش على مدينة تدمر بالكامل بالرغم من الغارات الروسية الكثيفة عليها". كما قالت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم إن مدينة تدمر بالكامل أصبحت تحت سيطرة مقاتلي داعش.

إذًا، في الوقت الذي تتجه به الأنظار إلى حلب ووضعها الإنساني المتردي، يعود تنظيم داعش إلى الأضواء مجددًا من بوابة تدمر بعد أن خرج منها بداية هذا العام. العام الذي وصف بأنه كان الأقسى على مقاتلي داعش بعد خروجهم من الفلوجة والرمادي في العراق وانحساره في الدفاع عن الموصل ومحاربة لواء درع الفرات في شمال سوريا.

    استغل تنظيم داعش انغماس النظام في معركة حلب، وقام بمهاجمة تدمر وهو يعلم أن النظام لن يخوض حربين في نفس الوقت

بدأ داعش يخسر أراضيه هذا العام بالسرعة نفسها التي سيطر عليها قبل أعوام، بالإضافة لخسارته أهم قادته. وهكذا بدأ يخوض أشبه بمعارك استنزاف طويلة على الجبهات التي يحارب عليها، وتأتي عودة التنظيم إلى تدمر في محاولة لرفع معنويات مقاتليه وأتباعه على امتداد هذه الجغرافيا. بالإضافة لفائدته الكبرى عند السيطرة على آبار النفط والغاز التي تكثر في المناطق الشرقية من سوريا، واستيلائه على البيوت والمقتنيات وكل ما قد يعود عليه بالفائدة، هناك حيث سوريا المفيدة التي صارت عرضة للنهب والاستيلاء.

في حين يعتبر هذا الهجوم على مدينة تدمر من قبل التنظيم، واحدَا من أحداث محلية متتالية لشغل الرأي العام العالمي نظرًا لأهمية مدينة تدمر الأثرية والتاريخية من جهة، وتغيير اتجاه الرؤية عن مصير 150 ألف مدني في حلب يواجهون مصيرًا غامضًا في الأيام القادمة في حال سيطرة قوات النظام على الأجزاء المتبقية من حلب الشرقية.

ونظرا لما يشكله أي انتصار أو ظهور جديد للتنظيم من مخاوف عالمية ومحلية، يقول مراقبون أن النظام قد سمح لداعش بالسيطرة على المدينة ليشغل الأنظار عن حلب، بينما يرى آخرون أن  تنظيم داعش استغل بذكاء انغماس النظام والميليشيات الطائفية الداعمة له في معركة حلب، وقام التنظيم بمهاجمة تدمر، وهو يعلم أن النظام لن يكون قادرًا على دخول حرب شرسة في مدينتين في نفس الوقت، وأنه سيجبر على ترك المدينة الأقل أهمية، ووهو ما حدث فعلًا بانسحاب النظام من تدمر، واستمراره في معركة حلب.

ورغم أن اختيار النظام، ومن ورائه روسيا، الاستمرار في معركة حلب، بدلًا من الدفاع عن تدمر ضد داعش، قد يوجه انتقادات دولية له ولروسيا بخصوص جديتهم في محاربة داعش على حساب محاربة المعارضين السوريين، إلا أن النظام يبدو أنه قد اعتاد على تلك الانتقادات التي لا تغير من واقع الأمر شيئًا من جهة، ومن جهة أخرى، يرى أن انتصاره في حلب هدف استراتيجي لا يمكن الحياد عنه، ولو على حساب خسارة مدينة مهمة، يرى أنه سيتمكن من استعادتها بعد حين، ليعيد بكاريكاتورية مقيتة مكررة مسرحية التقدم على الإرهاب، لكن باخماد صوت حلب المحترقة هذه المرة عوضًا عن نسف سجن تدمر وتخفيف عبء تبرير ما اختفى من قرائن لجرائم موصوفة عن كاهل النظام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70120
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد   حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد Emptyالجمعة 16 ديسمبر 2016, 11:03 am

،حلب.. معركة الأرض المحروقة

لا تزال المعارك على أشدها على جبهات الشطر الشرقي المحاصر في مدينة حلب، رغم الدعوات الدولية للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إليها، وإجلاء المرضى المصابين من خارجها، وإصرار روسي على انسحاب مقاتلي المعارضة منها، وهو ما ترفضه الأخيرة حتى اللحظة، مصرة على إجلاء المدنيين فقط.

    رغم المعارك العنيفة التي تخوضها المعارضة في حلب، إلا أن ذلك لم يثنِ "فتح الشام" عن مداهمة مقرات فصائل أخرى بالمدينة وسرقة أسلحتها

واستطاعت قوات النظام والميليشيات الأجنبية الممولة إيرانيًا، بدعم جوي روسي، أن تتقدم إلى مناطق جديدة، وتقدر المساحة التي سيطر عليها النظام بـ60%، من حجم المساحة المسيطر عليها من المعارضة السورية قبل نحو أربعة أعوام تقريبًا.

وبدأ النظام السوري وحلفاؤه عملية عسكرية كبيرة، قبل 20 يومًا، بهدف استعادة السيطرة على الشطر الشرقي لمدينة حلب، بعد فرضه عليها حصارًا خانقًا في تموز/يوليو الفائت، وحتى أمس الأحد استعاد النظام السيطرة على "كرم الطراب، الجزماتي، طريق الباب، الحلوانية"، وسط أنباء تشير إلى سيطرة النظام على مستشفى "العيون"، حيثُ يشهد محيطها اشتباكات عنيفة.

وفي حال تمكن النظام من السيطرة على مستشفى "العيون"، والمناطق المحيطة بها، فإنه بذلك يكون استطاع ربط الأحياء التي سيطر عليها بقلعة حلب، وبالتالي سيقوم بتقسيم الشطر الشرقي إلى شطرين، ويفصل بين قوات المعارضة المحاصرة فيها، وهو ما أكده مسؤول من تحالف "الجبهة الشامية" في حديثه لـ"رويترز"، واصفًا معركة "حلب القديمة" حيثُ تقع قلعتها بـ"الأرض المحروقة".

ورغم المعارك العنيفة التي تخوضها فصائل المعارضة في الشطر الشرقي، والخسائر التي تتكبدها داخل المدينة، إلا أن ذلك لم يثنِ جبهة "فتح الشام" وكتائب "أبو عمارة"، عن مداهمة مقري "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، في حييّ (بستان القصر، والكلاسة)، والاستيلاء على الأسلحة والمواد الغذائية وغيرها، بحجة عدم تواجدهما على جبهات القتال، بحسب ما تناقلت حسابات رسمية لقادة من المعارضة على موقع "تويتر".

وليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها "فتح الشام"، وكتائب "أبو عمارة"، بمداهمة أحد مقرات الفصائل، في الوقت الذي تشهد فيه جبهات المدينة خسائر كبيرة، إذ حين أُعلن عن "ملحمة حلب الكبرى" الثانية، وبينما كانت قوات المعارضة تحاول السيطرة على مشروع "3000 شقة"، كان الفصيلين عينهما يداهمان مقر "تجمع فاستقم كما أُمرت"، وهو ما يثير التساؤل حول الأسباب الكامنة وراء هذا الاقتتال، الذي يتجاهل المصير الإنساني المجهول للمدينة.

وفي خطوةٍ تحاول الكشف أكثر عن الأسباب التي أدت لفشل مشروع الاندماج بين فصائل المعارضة، أوضح القاضي الشرعي لتحالف "جيش الفتح"، عبد الله المحيسني، في برنامجه الأسبوعي "الشام في أسبوع"، أن السبب وراء فشل الاندماج كان فصيلا: حركة "أحرار الشام الإسلامية"، وجبهة "فتح الشام"، بعد تبديل اسمها من "جبهة النصرة"، وإعلان فك ارتباطها من "تنظيم القاعدة"، حيثُ أشار المحيسني إلى أن أسباب الخلاف تمثلت بـ"الإمارة والنفوذ".

    تسعى روسيا إلى اتفاق يقضي بخروج مقاتلي المعارضة من الشطر الشرقي، فيما لا تزال واشنطن تلتزم الصمت حيال المقترح الروسي

ورغم تأكيد رئيس "المكتب السياسي" لتجمع "فاستقم كما أُمرت"، زكريا ملاحفجي، في حديث لـ"رويترز"، أن قوات المعارضة لن تنسحب من الشطر الشرقي المحاصر، وأن يتم السماح العاجل بدخول المساعدات الإنسانية، وإجلاء المصابين والجرحى، فإن النظام السوري وحليفه الروسي عازمان على استعادة السيطرة على المدينة قبل التوصل لأي صيغة اتفاق، في ظل إصرار المعارضة على الصمود داخل المدينة، التي تشهد أقوى معركة ضد النظام السوري، منذ اندلاع الثورة في منتصف آذار/مارس عام 2015.

ويجتمع مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الاثنين، للتصويت على مشروع قرار صاغه كل من مصر، نيوزيلندا، إسبانيا، ينص على "هدنة إنسانية لمدة سبعة أيام قابلة للتجديد"، لكن يتوقع أن يفشل المجتمعون في التوصل إلى صورة نهائية لبنوده، حتى لو صوت معظم الأعضاء عليه، لأنه لا يلزم أيًا من الأطراف تنفيذه، عكس القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة التي تتمتع باستخدام حق "الفيتو".

وتسعى روسيا إلى اتفاق يقضي بخروج مقاتلي المعارضة من الشطر الشرقي، فيما لا تزال واشنطن تلتزم الصمت حيال المقترح الروسي، وتم تعزيزه مؤخرًا بتصريح ملاحفجي، ما يعني أن النظام سيستمر بالتقدم إلى الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، إذ إن المساحة الجغرافية التي كانت بها سابقًا، أصبحت أكثر انحسارًا وضيقًا، لذا ليس من المستبعد أن يسيطر النظام وحلفاؤه على كامل المدينة قبل نهاية العام الجاري، وأن يفتح صفحة جديدة للحرب السورية قبل استلام الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب.

وتتجاهل فصائل المعارضة، خاصة الإسلامية منها، الاحتقان الشعبي الذي يسود في مناطق سيطرتها، في مختلف الأنحاء السورية، نتيجة الخسائر المتوالية، وحالة الخذلان التي تطغى على المشهد الحلبي، وهو ما قد ينذر بانتفاضة شعبية عليها، بدأها أهالي "معرة النعمان" بريف إدلب، ضد انتهاكات جبهة "فتح الشام" قبل خمسة أشهر تقريبًا، حيث من الوارد جدًا، اندلاع ثورة ضدها، قبل الانتهاء من تحقيق أهداف الأولى، إلا أنها تبدو ضرورية للمحافظة على المكاسب التي حققتها خلال السنوات الخمس الفائتة، حتى ولو كانت قليلة ومحدودة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70120
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد   حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد Emptyالجمعة 16 ديسمبر 2016, 11:03 am

حلب.. هل تنتهي المقتلة بالتهجير القسري للمعارضة؟

تشتدُ حمى الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه على حلب، بدعم جوي من مقاتلات روسية، بعد وصول "أسطول الشمال" الروسي إلى البحر المتوسط، وتمركزه قبالة السواحل السورية، في الوقت الذي تدخل فيه عملية "درع الفرات" مرحلة جديدة، نتيجة استهدافها للمرة الثانية من قبل مقاتلات سورية في ريف حلب الشرقي.

    تشن روسيا وقوات الأسد هجومًا دمويًا على حلب الشرقية، رغبة في الانتهاء من السيطرة عليها، في الفترة الانتقالية للرئاسة الأمريكية

وشهدت جبهات الشطر الشرقي المحاصر، تطورًا نسبيًا صباح أمس الجمعة، عندما تمكنت قوات النظام والميليشيات الإيرانية من التقدم داخل حي "مساكن هنانو"، قبل أن تستعيد قوات المعارضة زمام المبادرة، وتسترجع المواقع التي خسرتها، إلا أن ذلك لا يعني أن وضع الخارطة العسكرية للمدينة التي احتاج التخطيط لحصارها فترة ثلاثة أعوام، سيبقى على ما هو عليه لاحقًا.

ووفق ما ذكرته عديد التقارير الغربية، وتصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، والتي عبرت جميعها عن تخوفها من استغلال النظام الفترة التي تسبق تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الرئاسة، بعد نحو شهرين تقريبًا، وهو أن يعمد لشن هجوم "وحشي" على المدينة، حيثُ يبدو أنه بدأ يرسم خططًا جديدة، لاستعادة السيطرة على مناطق واسعة خارجة عن سيطرته، من بينها عدد من المدن في ريف دمشق، وهو ما يبدو أنه يتحقق بشن روسيا والنظام هجمات عسكرية على الكثير من مناطق المعارضة.

التطور اللافت في عمليات النظام العسكرية في حلب وريفها، كان استهداف مقاتلاته أمس الجمعة، لمقاتلي "الجيش السوري الحر"، المدعوم من القوات التركية، في ريف حلب الشرقي، للمرة الثانية في أقل من يومين، متجاهلًا تحذيرات المسؤولين الأتراك، الذين أكدوا أنهم لن يسكتوا على ذلك.

وكالة "سانا" أكدت بدورها، في خبر نشر عبر موقعها الرسمي، أن "وحدات الجيش والقوات الرديفة والحليفة"، في إشارة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي تقودها القوات الكردية، سيطرت على مساحة بحجم 120 كم، في الريف الشمالي الشرقي لحلب، وهي ذات المنطقة التي يخوض فيها "الجيش السوري الحر" معاركًا عنيفة ضد ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية"، بعد أن أصبح على مشارف مدينة "الباب".

أما فيما يخص الحملة العسكرية، التي بدأها النظام على الشطر الشرقي لمدينة حلب، منذ نحو 10 أيام، فإنه يسعى جاهدًا لإنهاك المدنيين المحاصرين داخلها، من خلال تكثيفه لعمليات القصف البري والجوي، ومحاولته اقتحامها من كافة الجبهات، بهدف قسمها إلى نصفين، وهو ما يساعده في إحكام السيطرة عليها، وتقول الإحصاءات إنه قضى خلال الحملة الحالية أكثر من 300 قتيل، فيما خرجت المستشفيات المتواجدة فيها عن الخدمة.

وتكمن أهمية معركة حلب، في أنها ستحدد واجهة المرحلة القادمة للأزمة السورية، ولذلك نجد أن الميليشيات الشيعية زجت بأعداد كبيرة من مقاتليها، لأن استعادة السيطرة على ثاني المدن الكبرى تعني أن النظام سيبدأ بإعداد خطة لبدء اقتحام الريف الحلبي، بمساندة برية من "قسد"، التي ظهر في الفترة الأخيرة حجم التنسيق بين الطرفين.

    إن لم تتمكن قوات المعارضة من كسر حصار حلب، فإننا سنشهد عملية تهجير قسري جديدة، تضاف إلى سجل انتهاكات النظام وحلفائه في سوريا

وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته قوات المعارضة، عندما أعلنت انطلاق المرحلة الثانية من "ملحمة حلب الكبرى"، وتقدمت إلى مواقع استراتيجية، لكنها ما لبثت أن تراجعت، من دون أن تبرز أي أسباب تدعو لهذا التراجع، سوى أنها تحدثت عن أن سلاح الجو الروسي أحدث فرقًا في المعركة على الأرض، ما جعلها تخسر المواقع التي كسبتها خلال يومين، متجاهلة اقتتال الفصائل فيما بينها داخل الأحياء المحاصرة.

وهنا لا بد من الإشارة لتصريحات المسؤولين الإيرانيين، وقبلها قادة ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقية، من أنهم بعد معركة الموصل سيتوجهون إلى سوريا، لاستكمال معاركهم ضد "تنظيم الدولة"، وبالتالي فإن المرحلة القادمة تُنذر بتطورات مهمة من ناحية الخارطة العسكرية، والتي من الممكن أن تشهد تحالفًا بين الحشد و"قسد" في ريف الرقة، نظرًا لبطء عملية "غضب الفرات"، قياسًا بمعركة "الموصل" التي تريد الولايات المتحدة استعادة السيطرة عليها قبل نهاية العام الجاري.

وفي حال حصل هذا التحالف، ومن المرجح أن يعلن عنه مع بداية العام القادم، فإن قوات المعارضة ستجد نفسها أمام قوة عسكرية كبيرة، مبنية على تفاهمات مسبقة، برزت معالمها في ريف حلب الشرقي، والسباق في عملية السيطرة على مدينة "الباب"، وهو ما يحتم عليها المسارعة في عملية الاندماج التي أعلن عن فشلها في وقت سابق.

ويظهر أن السيناريو المعد للأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، يشابه ما حصل من سيناريوهات التغيير الديموغرافي في ريف دمشق الغربي، حيثُ إن المفاوضات حاليًا تجري على إفراغ المدينة من قوات المعارضة، والأهالي الراغبين بذلك، وفتح ممرات آمنة لهم للخروج إلى ريف حلب، إذ إنه إن لم تتمكن قوات المعارضة من كسر الحصار، فإننا سنشهد عملية تهجير قسري جديدة، تضاف إلى سجل انتهاكات النظام وحلفائه في سوريا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70120
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد   حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد Emptyالجمعة 16 ديسمبر 2016, 11:05 am

خيارات السوريين: الموت أو الباصات الخضراء

كانت الباصات الخضراء تنقل السوريين إلى المدرسة والعمل والمقابلات في مقاهي دمشق يومًا ما. اليوم تظهر في "لحظات الهزيمة"، على التلفزيون الحكومي السوري، عندما يسلم مقاتلو المعارضة والمدنيين، تحت الحصار والقصف، المنطقة التي يسيطرون عليها إلى القوات الحكومية ليستقلوا المركبات في طريقهم إلى مستقبلٍ غير معلوم.

    تنتشر صور الحافلات الخضراء في سوريا في التلفزيون الحكومي الذي يحتفي بعمليات الإجلاء، وفي فيديوهات المعارضة التي تستهجن التهجير

يرصد تقريرٌ لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كيف أصبحت الحافلات، التي كانت يومًا جزءًا مميزًا ومحبوبًا من المشهد الحضري، سمةً لاستراتيجية "استسلم أو مت جوعًا"، التي تنتهجها الحكومة السورية. في الأيام الأخيرة، ألقت طائرات الجيش النظامي منشورات على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة من مدينة حلب، تعرض خيارًا قاسيًا على ما يقدر عن حوالي 250,000 شخص محاصرين في المدينة الاستراتيجية: "الموت"، ممثلًا في صورة جسدٍ مدمى، أو "الخلاص"، في صورة حافلة خضراء.

ا
تنتشر صور الحافلات في كل مكان: في تقارير التلفزيون الحكومي والمواقع الموالية للحكومة التي تحتفي بعمليات الإجلاء، وفي مقاطع فيديو المعارضة التي ترثي ما تعتبره عمليات تهجير. يطل نساء وأطفال، أو مقاتلون حاملون أسلحتهم من نوافذ الحافلات، باكين، أو هاتفين بتحد، أو محلقين في الفضاء بينما يتركون المناطق التي ظلت طويلًا رمزًا للانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، مثل ضاحية داريا، التي تم إفراغها مؤخرًا.

ويتابع التقرير أنه عادةً ما يعرض على مستقلي الحافلات خيارين، لكن وكما هو حال العديد من جوانب الحرب الأهلية السورية الدموية والفوضوية، فإن كلا الخيارين سيئ. يمكنهم استقلال الباصات الخضراء إلى مناطق سيطرة النظام، حيث يخشى الكثيرون الاعتقال أو التجنيد، أو إلى المناطق الأخرى التي تسيطر عليها المعارضة، حيث يواجهون ضرباتٍ جوية مستمرة من قِبل النظام، مثل التي قصفت مدرسة منذ أيام وقتلت 22 طفلًا في محافظة إدلب.

"اللعنة على الباصات الخضراء، إنني أراها في أحلامي"، قال جلال التلاوي، وهو فني كمبيوتر يبلغ من العمر 36 عامًا، ناقش جيرانه في الوعر، وهو حي محاصر في ضواحي مدينة حمص، مؤخرًا ما إذا كانوا سيستقلون الحافلات في عرض الإجلاء الأخير. منذ عامين، استقل التلاوي باصًا أخضر مع زملائه المقاتلين ليخرجوا من مدينة حمص القديمة في اتفاقٍ مع النظام، فقط ليواجهوا حصارًا آخر في الوعر. "إننا مصابون بفوبيا – متلازمة الباص"، قال التلاوي. "في عقولنا، إنها تساوي النزوح".

وصلت الحافلات، صينية الصنع، إلى المدن السورية لأول مرة وسط احتفاءٍ كبير عام 2009. في ذلك الحين، كانت الباصات رمزًا للتحديث الذي وعد به الأسد. حلت الحافلات التي تم دهانها باللون الأحمر وتغطيتها بشعار شركة هاتف محمول، يمتلكها ابن عم الرئيس، محل حافلات المدارس المعتاد استخدامها ودعمت الحافلات البيضاء الصغيرة المعروفة باسم "السيرفيس"، لتوفر وسيلة انتقال عامة محسنة وفي متناول الطلاب والعمال.

يتحدث أسامة محمد علي، وهو الآن ناشط معادٍ للنظام محاصر في الوعر، بحنين عن ركوب الباص إلى مدرسة القانون في حمص في الأيام الممطرة إلى جانب أشخاص من شتى مناحي الحياة. "اعتاد السائق تشغيل أغنيات فيروز، وكان هناك نوع من الاحترام بيننا"، قال علي. "كنت إذا رأيت رجلًا كبيرًا في السن واقفًا أتنازل له عن مقعدي".

لكن عندما اندلعت الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح السياسي عام 2011، تم استخدام الباصات لنقل ضباط الأمن بأزيائهم المموهة أو رجال ميليشيات مدججين بالسلاح عبر شوارع دمشق للاعتداء واعتقال المحتجين. مع تحول الانتفاضة إلى صراعٍ مسلح، تركت الاشتباكات حافلاتٍ محروقة تشتعل في الشوارع. أصبحت الجثث الحديدية في بعض الأحيان حواجز بين مناطق سيطرة النظام وتلك التي تسيطر عليها المعارضة.

ثم، وفي اتفاقٍ تم إبرامه عام 2014 برعاية مسؤولي الأمم المتحدة، أجلت الباصات الخضراء آخر مقاتلي المعارضة من حي حمص القديمة لتسيطر قوات النظام على المنطقة. "كنا جميعًا نبكي، ’هل هذه هي نهاية رجال حمص’"، يحكي التلاوي. "اعتقدنا أننا سوف نحرر حمص، لكن نهايتنا كانت في الباص الأخضر". استخدمت الباصات مرارًا منذ ذلك الحين في اتفاقات استسلام محلية دعا إليها النظام بدلًا من اتفاقية سلام وطنية.

يصور النظام السوري وحليفته روسيا عمليات الإجلاء على أنها عملٌ يدل على الرحمة ويؤدي إلى تحرير من يجادلون بأنهم يستخدمون كدروعٍ بشرية. من جانبهم، تتزايد رؤية معارضي الحكومة للعملية على أنها "تطهير عرقي"، حيث إنها هجرّت بالأساس أفرادًا من الأغلبية السنية.

    ترى المعارضة السورية عمليات الإجلاء بالباصات على أنها "تطهير عرقي"، حيث إن التهجير شمل أساسًا أفرادًا من الأغلبية السنية

أدانت الأمم المتحدة عمليات الإجلاء باعتبارهًا "نزوحًا قسريًا" للمدنيين، داعيةً إلى السماح للسكان بـ"العودة طوعًا، بأمنٍ وكرامة". لكن مع استمرار الجيش السوري في طرد المدنيين من المناطق التي لا يستطيع السيطرة عليها، فإن الأمم المتحدة والوكالات الأخرى العاملة في البلاد تخاطر بالمشاركة في "سابقةٍ خطيرة"، حسبما كتب مؤخرًا آرون لوند، وهو محلل بمركز كارنيجي للشرق الأوسط. تستطيع الجماعات المسلحة، تابع لوند، "استهداف وتهجير المدنيين دون رادع في سوريا، وربما في مناطق أخرى".

عندما ترفض الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة الاتفاقات، فإن القصف يشتد ويتم تضييق الحصار. في آب/أغسطس الماضي، استسلم آخر 1,500 شخص في داريا جنوب دمشق، بعد قصفٍ حارق لآخر مشافيهم. اتجه البعض إلى الضواحي التي يسيطر عليها النظام، بينما اتجه آخرون إلى محافظة إدلب.

كان أبو عدنان البالغ من العمر 50 عامًا، أحد سائقي الباصات، حيث نقل 50 مقاتلًا وعائلاتهم إلى إدلب، التي لم يذهب الكثير منهم إليها من قبل. بكى ركاب الباص بينما كانوا يعبرون نقطة التفتيش في طريقهم إلى الخروج من داريا. "حتى أنا بدأت في ذرف الدموع – إن بكاء الرجال شديد الصعوبة"، تذكر أبو عدنان في مقابلة، طلب فيها أن يتم تعريفه بكنيته فقط لتجنب عواقب الإعراب عن تعاطفه. "رأيت مسلحًا يضع بعض الرمال من داريا في حقيبةٍ بلاستيكية ويشمه كما لو كان ترابًا من الجنة".

استغرقت الرحلة التي يبلغ طولها 320 كيلومترًا 30 ساعة، حيث توقفت الحافلة في العديد من نقاط التفتيش. في بعضها، هدد المقاتلون على متن الحافلة بإطلاق النار إذا صعدت قوات الأمن، في أخرى، هتف رجال الأمن للأسد بينما هتف الركاب لداريا والثورة.

في أيلول/سبتمبر الماضي، حدث الإجلاء من الوعر، حيث رحل المئات متجهين إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة إلى الشمال. اختار علي، طالب القانون، أن يظل تحت الحصار. "لا يمكنني تحمل رؤية تلك الباصات الآن"، قال علي، لكنه أشار إلى أن البعض رأوها كوسائل إنقاذ "تأخذهم من الجحيم لبدء حياةٍ جديدة"، ربما الهرب إلى تركيا.

بعد ذلك، نقلت حافلات، بيضاء هذه المرة، مقاتلي المعارضة وبعض المدنيين من ضاحية قدسيا بمدينة دمشق، حيث هتف السكان المتبقون بدعم النظام بينما رحب مسؤولو الأمن بعودة البلدة مجددًا "إلى حضن الوطن".

وفي التاسع عشر من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، استقل مقاتلون من المعارضة وناشطون الباصات الخضراء المتجهة إلى إدلب من ضاحية المعضمية بدمشق، حيث قتلت الهجمات الكيماوية المئات عام 2013. من بين هؤلاء كان هناك طبيبٌ يدعى مهند، ساعد على جمع أدلة لتحقيق الأمم المتحدة في تلك الهجمات وتحدث بشرط تعريفه باسمه الأول فقط للحماية.

كان مهند وزوجته ونجله يأملون في أن يسافروا عبر التهريب إلى النمسا، حيث عمل الطبيب يومًا. البقاء بالبلاد ليس خيارًا، فقد كان مطلوبًا من 16 جهاز أمن، بتهم معالجة مقاتلين جرحى."إنني داخل باص رقم إم-09"، قال مهند عبر الهاتف. عند سؤاله عن الشعور العام قال "كلمة واحدة: بكاء".

"قُتل أكثر من 2600 شخص في المعضمية خلال الحرب"، قال مهند. "لن تكون لدينا أبدًا فرصة لقراءة الفاتحة على قتلانا".

عُرضت أيضًا الباصات الأخضر، أو عُرضت كتهديد، في الحادي والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي على سكان الأحياء الشرقية المحاصرة، التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب، المدينة القديمة المنقسمة منذ عام 2012 بين مناطق يسيطر عليها النظام وأخرى تسيطر عليها المعارضة.

    لدى سكان حلب الشرقية الكثير ليهربوا منه: ضربات جوية من قبل النظام وروسيا، ومخزونات متناقصة من الطعام لكن لم يخرج أحد تقريبًا

بعد تطويق النظام للجزء الذي تسيطر عليه المعارضة هذا الصيف، سخر أحد المراسلين الموالين للنظام، ويدعى شادي حلوة، من مقاتلي المعارضة على التلفزيون الرسمي، قائلًا: "والله، والله، الباصات الخضر ستكون متواجدة، وسنأخذ لقطات سيلفي مع هؤلاء المرتزقة وهم يخرجون كالجرذان".

لدى سكان حلب الشرقية الكثير ليهربوا منه: ضرباتٌ جوية من قِبل النظام وروسيا على المشافي والمباني السكنية والمدارس، مخزوناتٌ متناقصة من الطعام. لكن الباصات الخضراء لم تشغل محركاتها. لم يخرج أحد تقريبًا، بالرغم من أن روسيا قد أعلنت وقفًا أحاديًا للضربات الجوية ودعت إلى عمليات إجلاء.

اتهم النظام وروسيا مقاتلي المعارضة بمنع المدنيين من الخروج. قال مقاتلو المعارضة إنه لا ينبغي إجلاء أحد إلا إذا تم السماح بدخول المساعدات الإنسانية، وأخبروا السكان أن استقلال الحافلات دون إشرافٍ دولي غير آمن. دعت الأمم المتحدة إلى وقفٍ إنساني أشمل، يشتمل على توصيل مساعدات وعمليات إخلاءٍ طبي، لكن ذلك لم يتم الموافقة عليه.

من الصعب معرفة كم عدد سكان حلب والمناطق الأخرى التي يحتدم فيها الصراع الذين سوف يغادرون إذا توفرت لهم ضمانات أمن موثوقة. الكثيرون، بما في ذلك السكان الأكبر سنًا، يقولون إنهم يرغبون في البقاء في منازلهم. يذكر التلاوي، الفني الذي استقل الباص الأخضر للخروج من حمص عام 2014 لكنه رفض استقلاله مجددًا في الوعر هذا العام، أنه عندما استقل أحد أصدقائه الباص، أخرج تذكرةً قديمة وختمها من الماكينة كما لو كانت رحلة عادية، واحتفظ بها. "لقد قال إنه سوف يستخدمها مجددًا"، يكمل التلاوي، "في طريق العودة".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70120
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد   حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد Emptyالجمعة 16 ديسمبر 2016, 11:05 am

حلب.. المعارضة تخسر ملحمتها الكبرى

تضاربت التصريحات الواردة من فصائل المعارضة المحاصرة داخل الشطر الشرقي في مدينة حلب، يوم أمس الثلاثاء، بين إعلانها الموافقة على المقترح الروسي بخروجها منها، أو قبول مجموعة الخروج، وإصرار أخرى على الصمود حتى النهاية من جهة، وبين نفي وتأكيد سيطرة النظام على حي "الشعار" من جهة أخرى، فيما لا يزال ينتظر المحاصرون داخل الشطر الشرقي لمدينة حلب، أولى بوادر تصريحات، قائد غرفة عمليات فتح حلب، ياسر عبد الرحيم، الذي أكد فيها أن "مفاجآت من العيار الثقيل" متوقعة خلال الأيام القادمة.

    باتت المعارضة السورية بخسارتها لأحياء عديدة، آخرها أحياء "حلب القديمة"، محاصرة داخل مجموعة من الأحياء الصغيرة في المدينة

وأحكمت قوات النظام والميليشيات الأجنبية الممولة إيرانيًا، بدعم روسي جوي وبري، أمس الثلاثاء، سيطرتها على حييّ "الشعار" و"المواصلات"، أحد أهم الأحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، داخل الشطر الشرقي المحاصر في مدينة حلب، لتصبح المساحة المتواجدة داخلها ما يقارب 25%، عما كانت تتواجد فيه سابقًا.

وباتت المعارضة السورية بخسارتها للأحياء السابقة، ومعها أحياء "حلب القديمة"، محاصرة داخل مجموعة من الأحياء الصغيرة، لا يمكنها التحرك داخلها بالشكل المطلوب، في الوقت الذي تزداد الرقعة الجغرافية التي استعاد النظام وحلفاؤه السيطرة عليها، خلال الأيام الماضية، وسط عدم وجود أي انفراج دولي على صعيد الدول الغربية الفاعلة في الشأن السوري.

وكان مندوبا روسيا والصين، قد أجهضا قبل أيام مشروع القرار الذي صاغته مصر، نيوزيلندا، وإسبانيا، المرتبط بإعلان هدنة إنسانية لمدة سبعة أيام، قابلة للتمديد، قبل أن تستخدم الحليفتان حق النقض "الفيتو"، بحجة أن فصائل المعارضة تريد إعادة تنظيم صفوفها، ألحقها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مهددًا أنه سيتم التعامل مع الفصائل التي ترفض الانسحاب على أنها "إرهابية".

ورغم التصريحات الدولية، التي وصلت حد مهاجمة روسيا على تدخلها العنيف في حلب، ودعواتها جميع الأطراف للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى الأحياء المحاصرة، جدد النظام السوري وموسكو رفضهما لأي هدنة مع المعارضة، مشترطين انسحابها من كامل المدينة، في تجاهل للهدنة السابقة التي فُرضت على المعارضة، عندما كان يتهاوى النظام تحت مرمى نيرانها.

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير لا تزال فصائل المعارضة ترفض الانسحاب من حلب، في الوقت الذي نقلت وكالة "سمارت" المحلية، على لسان مصدر عسكري، أن جبهة "فتح الشام"، وحركة "نور الدين الزنكي"، ترفضان الانسحاب من داخل الشطر الشرقي، مشددًا على "تفاوت في الآراء" حول قرار الانسحاب من عدمه، رغم تأكيد رئيس "المكتب السياسي" لتجمع "فاستقم كما أُمرت"، زكريا ملاحفجي، لأكثر من مرة بأن فصائل المعارضة اتفقت على عدم الخروج، والمقاومة حتى النهاية.

وتنتظر فصائل المعارضة، التي تشهد صفوفها انهيارات متوالية في الشطر الشرقي لحلب، أن تصل إليها صواريخ مضادة للطائرات، تستطيع من خلالها قلب موازين القوى، والصمود لفترة أطول، بعد موافقة مجلس النواب الأمريكي، على قرار يتيح لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، تسليمها هذا النوع من السلاح، بحسب "واشنطن بوست".

    تبدو فصائل المعارضة في خسارتها لمواقعها في حلب، أنها قد تلقت ضربة قاسية، بعد أن كانت تعتمد عليها كورقة ضغط في المفاوضات السياسية


إلا أنه من المرجح، أن تعلن فصائل المعارضة موافقتها على المقترح الروسي المرتبط بانسحابها من المدينة، قبل وصول مضادات الطيران إليها، لسببين، الأول له علاقة بتصريحات دونالد ترامب، عن إيقاف تزويد المعارضة بالسلاح، والثاني ما نقلته "واشنطن بوست"، عن أن قرار تزويدها بالسلاح سيكون "رمزيًا"، أي من الممكن ألا يستطيع إحداث ذلك المأمول على الأرض، بقدر ما سيكون إنقاذًا لسياسة الولايات المتحدة المضطربة في سوريا، أمام الرأي العام الدولي.

وصار واقعيًا أن النظام السوري، تفصله أيام قليلة، قبل أن يخرج للرأي العالمي، معلنًا استعادته السيطرة على المدينة، التي استنزفته بشريًا وماديًا، لفترة طويلة، ولم يستطع استعادتها، إلا بعد حشده لآلاف المقاتلين، ودعم روسي وإيراني غير محدود.

ويأتي السيناريو الأكثر احتمالًا، للمرحلة التي تلي تدعيم النظام السوري وحلفائه لتواجدهم في الشطر الشرقي المحاصر لمدينة حلب، وانسحاب مقاتلي المعارضة إلى الريف، غالبًا الحلبي، أن يبدأ نظام الأسد عمليات تسوية في المدن والقرى المحيطة، أو القريبة من حلب، يشابه ما يحصل حاليًا في ريف دمشق، بعد نجاح سياسة الحصار، وخرق المعاهدات الدولية بعدم السماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إليها.

وتجاهلت روسيا جميع الانتقادات القاسية التي وجهت إليها، لعرقلتها دخول المساعدات الإنسانية إلى الأحياء المحاصرة منذ تموز/يوليو الفائت، ووصلت حدتها لاتهامها بـ"جرائم حرب"، إلا أنها تصر على تقديم الدعم العسكري للنظام السوري، في ظل اتفاقيات يتم الإعلان عنها بفترات زمنية متفاوتة.

وتبدو فصائل المعارضة في خسارتها لمواقعها في الشطر الشرقي المحاصر، أنها تلقت ضربة قاسية، بعد أن كانت تعتمد عليها كورقة ضغط في طاولة المفاوضات السياسية، وسط تقارب روسي-تركي، على رؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا، لم تتضح معالمه بعد، إلا أن المعارضة يمكنها الاستفادة من تواجد رئيس الحكومة التركية، بن علي يلدرم، بقبولها الانسحاب من المدينة.

وفي حال أقرت فصائل المعارضة الانسحاب من حلب، فإنه من المرجح أن تتم بشكل يشابه ما حصل في ريف دمشق الغربي، أن يخرج مقاتلو المعارضة مع عوائلهم، وسلاحهم الخفيف إلى ريف حلب، وهو الطريق التي أعلنت روسيا عن تأمينه مرارًا. وسيشكل الانسحاب المتوقع تنفيذه خلال الأيام القليلة القادمة، انقسامًا حادًا داخل مناطق سيطرة المعارضة بين الفصائل، وذلك بالاستناد لمجريات الاقتتال الداخلي فيما بينها في الشطر الشرقي، أثناء محاولتهم صد تقدم قوات النظام وحلفائه.

وإذا لم تقم الفصائل بمبادرة توحد جديدة، فإنها لن تتوقف عن تلقي الضربات الموجعة، من قبل النظام السوري وحلفائه، التي أثبتها عبر خطة الحصار، والتجويع، وسياسة الأرض المحروقة، لتجد نفسها توافق على الانسحاب إلى مناطق شمال سوريا، وهو ما يحتم عليها إعادة تنظيم صفوفها، وتشكيل جسم واحد، يعيد لها مكانتها الدولية، أو الداخلية التي بدأت تفقدها على أقل تقدير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا لا يقاتل الأسد "داعش"؟
» برنامج حسابات المحفظة 
» برنامج حسابات عام سهل الاستخدام بـ Access 2003
» برنامج حسابات عام سهل الاستخدام بـ Access 2003
» التعقيدات السياسية حول غزة.. حسابات تؤجل التهدئة وأميركا مستعجلة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: