غزة.. إحياء ذكرى "يوم الشهيد" وسط دعوات لتعزيز الوحدة وإنهاء الانقسام
غزة (فلسطين) - | السبت 07 يناير 2017 -
يُصادف اليوم (7 كانون ثاني/ يناير) من كل عام ذكرى "يوم الشهيد الفلسطيني"، والذي أقر فلسطينيًا تخليدًا لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل فلسطين، في الـسابع من يناير 1969.
وشدد متحدثون فلسطينيون اليوم السبت، على أهمية وضع استراتيجية وطنية لممارسة النضال السياسي والكفاحي لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي واستكمال مسيرة الشهداء.
جاء ذلك خلال فعالية نظمتها اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والتجمع الوطني لأسر الشهداء اليوم في غزة، بمناسبة الذكرى الـ 48 لـ "يوم الشهيد"، بمشاركة رسمية وشعبية وفصائلية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، زكريا الأغا، إن يوم الشهيد "أصبح عنوانًا للثورة الفلسطينية ووجهًا للرصاصة الأولى".
وأشار في كلمة له إلى أن الشعب الفلسطيني ينظر إلى "تعزيز وحدته الوطنية وإنهاء الانقسام المدمر ووضع البرامج والخطط المطلوبة ورسم استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة التحديات".
وذكر أنه يجب تعزيز العلاقة العربية؛ خاصة مع مصر والأردن، "لأن الأمة العربية هي عمقنا الاستراتيجي، إلى جانب الاستمرار في التحرك الدولي لعزل إسرائيل وكسب المزيد من الدعم والتأييد لقضيتنا العادلة".
وطالبت جبهة "النضال الشعبي الفلسطيني" بتوفير الحياة الكريمة لأسر الشهداء، داعية لممارسة الضغط على الاحتلال للإفراج عن شهداء مقابر الأرقام الذين مازالت تل أبيب تحتجز جثامينهم.
وشددت في بيان لها اليوم، على أن "تضحيات شهداء الثورة الفلسطينية على طريق الحرية والاستقلال وسام فخر واعتزاز، وتتطلب من الكل الفلسطيني صون الوحدة الوطنية والعمل على تحقيق أماني الشهداء".
ودعت لـ "إنهاء الانقسام، وتصويب بوصلة النضال وتعزيز مسيرة العطاء لتجاوز هذه المرحلة نحو وحدة وطنية حقيقة، لرسم استراتيجية عمل وطنية ضد حكومة الإرهاب الإسرائيلية".
وقمعت قوات الاحتلال، اليوم السبت، مسيرة في بلدة كفر قدوم شرقي قلقيلية (شمال القدس المحتلة) بمناسبة يوم الشهيد الفلسطيني.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، بأن قوات الاحتلال هاجمت المسيرة باستخدام قنابل الغاز والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط (دون الحديث عن إصابات).
وتأتي هذه المسيرة في إطار الفعاليات التي تنظم أسبوعيًا؛ يومي الجمعة والسبت، احتجاجًا على استمرار إغلاق شارع كقر قدوم، والتي يتم من خلالها احياء كافة المناسبات الوطنية الفلسطينية.
وترمز ذكرى يوم الشهيد، إلى قضية فلسطين التي استقطبت مشاعر الأمة العربية، وروت أرضها دماء الشهداء الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم الذين استشهدوا تحت راية الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وخلف الثوابت الوطنية وقرارات الاجماع الوطني الفلسطيني من أجل نيل الحرية والاستقلال والعودة.
ويستذكر الفلسطينيون، شهداء الثورة والنضال الوطني في كافة مراحله ومن مختلف الفصائل الوطنية والإسلامية، وشهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال.
وتحتجز سلطات الاحتلال جثامين سبعة فلسطينيين استشهدوا خلال "انتفاضة القدس" (اندلعت منذ بداية تشرين أول/ أكتوبر 2015)؛ حيث يُبقي عليها (الجثامين) في ثلاجات معهد الطب العدلي "أبو كبير" بمدينة تل أبيب (وسط فلسطين المحتلة 48)، إلى جانب جثامين 249 شهيدًا في مقابر الأرقام.
وسلّمت قوات الاحتلال، أمس الجمعة، جثمان الشهيدين الفلسطينيين؛ حاتم الشلودي ومحمد الرجبي، عقب احتجازهما لأكثر من ثلاثة شهور.
و"مقابر الأرقام" هي مقابر مغلقة عسكريا، تحتجز فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفات شهداء فلسطينيين وعرب. وتتميز شواهد قبورها بأنها عبارة عن لوحات مكتوب عليها أرقام بدلاً من أسماء الشهداء، ويحظر الدخول إلى هذه المقابر سواء من قبل ذويهم أو من قبل مؤسسات حقوق الإنسان، كما تبقى طي الكتمان ولا تنشر أي معلومات شخصية تتعلق بأصحاب تلك القبور.
وبحسب مؤسسات حقوق الإنسان والتي تمكن بعضها من الوصول إلى تلك المقابر ورؤيتها عن بُعد ودون موافقة الاحتلال، بأن السلطات العسكرية الإسرائيلية تقوم بعملية دفن الشهداء بعيدا عن أي عُرف أو طريقة تراعي بها الأصول الدينية من تكفين أو اتجاه أو حتى عملية الدفن نفسها، فعمق القبر لا يتجاوز الـ 50 سنتيمترًا ويغطى القبر بالتراب الأمر الذي يكشف عن الجثمان بمجرد هبوب الرياح، وكذلك يتيح للحيوانات المتوحشة نبش الجثمان.