منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 نداء إلى النفس المستعلية المتكبرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

نداء إلى النفس المستعلية المتكبرة Empty
مُساهمةموضوع: نداء إلى النفس المستعلية المتكبرة   نداء إلى النفس المستعلية المتكبرة Emptyالثلاثاء 10 يناير 2017 - 10:27

نداء إلى النفس المستعلية المتكبرة

د. محمد المجالي*

كثيرة هي مبادئ الإسلام التي تكفل علاقات المجتمع وحقوق أفراده، وجميل ذلك التشديد على ذم كل ما من شأنه البغي والاعتداء وظهور الطبقية وإظهار الأحقاد في المجتمع، وكم كان الإسلام حاسماً في مسائل هي من أمراض النفوس وأدران القلوب، ولعل من أهمها مما لا يلتفت إليه كثيرون هو الكبر، وقد فسره الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، فقيل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، فقال صل الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس"، ومعنى بطر الحق رده، وغمط الناس احتقارهم، وفي الحديث ما يظهر أهمية النية. ويقول الراغب الأصفهاني: "الكبر والتكبر والاستكبار تتقارب، فالكبر الحالة التي يتخصص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وذلك أن يرى الإنسان نفسه أكبر من غيره، وأعظم التكبر التكبر على الله بالامتناع من قبول الحق والإذعان له بالعبادة".

ولا شك بأن المتكبر إنسان يستعلي على الناس ولا يلقي لهم بالاً، فيحتقرهم وربما يعتدي عليهم، فهم في نظره أصغر منه شأناً، ونلفت النظر بأن القرآن قرن في أكثر من موضع بين الاستكبار والإجرام، فقال تعالى عن قوم فرعون في موضعين: "فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين"، (الأعراف: 133؛ يونس: 75)، وقال عن الكافرين في الآخرة: "وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوماً مجرمين"، (الجاثية: 31).

إن هذه الصفة في الإنسان شديدة الأثر في السلوك، وربما تفضي في النهاية إلى الاعتداء على الآخرين، فالآخرون في نظر المتكبر هم دونه منزلة وشأناً، ولعل قصة إبليس تعطي دلالات كبيرة في هذا الشأن، فقد تكبر وقاده هذا الكبر إلى رد الأمر على الآمر سبحانه وتعالى، حين أمره الله تعالى بالسجود لآدم فأبى وقال: "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين"، (الأعراف: 12)، والشاهد هنا هو في نتيجة هذا الكبر، حيث قاد إبليس إلى المعصية الكبرى، فالمتكبر إنسان مريض في نفسه، ونتوقع منه أن يقوم بأي فعل إجرامي تجاه الآخرين.

وقد نسب القرآن لبني إسرائيل جريمتي تكذيب الأنبياء وقتلهم، والسبب المباشر لذلك هو الكبر، قال تعالى: "أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون"، (البقرة: 87)، فلا غرابة إذاً أن يقود الكبر إلى أشد أنواع الجرائم وأعظمها أثراً، فهؤلاء قتلوا أنبياء فكيف بأصناف البشر الآخرين؟!.

وليس هذا بغريب، فالمستكبر كما يقول الميداني: "قد يجحد الحق الذي لغيره ولا يعترف له به، لأنه لا يريد أن يخضع لغيره، أو لا يريد أن يفوق عليه أو يساويه في الامتياز أحد، وحين لا يملك تغيير الواقع فما عليه إلا أن يستره بغمطه وجحوده وتنقيصه وبالتعالي عليه في تصرفات وأعمال من شأنها إشعار الآخرين بأنه ذو امتياز أسمى مما لغيره، وقد يصل المستكبر إلى مستوى بالغ في الإجرام، إذ يعمل على قتل ما لدى غيره من خصائص تمتاز على ما لديه منها، أو قتل غيره وصرفه من الوجود نهائياً حتى لا يكون له منافساً".

ولا نستبعد أن يكون مرض الكبر وآثاره السلبية وراء الكثير من الاعتداءات التي تنتهك فيها حرمات أمن المجتمع من قتل وإيغال للصدور وتنمية طبقية المجتمع، ولعل بعض مظاهر العنف المجتمعي والجامعي يرجع إليه.

ونشير في هذا المقام إشارة سريعة إلى أن الكبر هو الذي كان وراء كفر كثير من الأقوام وتكذيبها لأنبيائها، فقال الله عن قوم نوح: "وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً"، (نوح: 7)؛ وقال عن عاد: "فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة، أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة، وكانوا بآياتنا يجحدون"، (فصلت: 15)؛ وقال عن ثمود في قصتهم مع نبيهم صالح عليه السلام: "قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه، قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون، قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون"، (الأعراف: 75-76)؛ وقال عن قوم شعيب: "قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا، قال أولو كنا كارهين؟"، (الأعراف: 88)؛ وقال عن فرعون: "واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يُرْجعون"، (القصص: 39) وغيرها، وقال عن قريش وموقفها من محمد صل الله عليه وسلم، وما أمره الله أن يجيبهم: "قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به، وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين"، (الأحقاف: 10).

والكبر هو الذي جعل قارون يبغي على قوم موسى عليه الصلاة والسلام ويظلمهم، فقد تجبر وتكبر واغتر بماله الذي آتاه الله إياه، ثم زعم أنه من كسبه هو، قال تعالى: "إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين"، القصة، (القصص: 77-82).

ومن عجيب أسلوب القرآن أنه يجعل الجزاء من جنس العمل، ولما كان الكبر يشعر صاحبه بالفوقية، فقد جعل الله وصف عذابهم بالمهين، ولا نكاد نجد آية في السياق القرآني فيها (العذاب المهين) إلا والحديث فيها عن أحد مظاهر الكبر. ولقد جعل الله الكبرياء والعظمة من شأنه، فلا ينازعه فيهما أحد إلا قصمه.

هو نداء إلى النفس المستعلية المتكبرة، أن الزمي التواضع، وتذكري من أنت، وما مدى حاجتك إلى بارئك، ولقد أقسم الرسول الكريم صل الله عليه وسلم أن من تواضع لله رفعه الله، أجل، ليكن التعامل مع الله لا مع أحد سواه، إن مجتمعنا بحاجة إلى معان من التواضع لتسود، ويسود معها الاحترام والتعاون، أما أصحاب النفوس المستعلية المتكبرة، فلن يأتي أمرهم إلا بشر مستطير.

* عميد كلية الشريعة بالجامعة الأردنية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
نداء إلى النفس المستعلية المتكبرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النفس اللوامه - النفس الاماره - النفس المطمئنه - هل النفس واحدة ؟ صفات النفس بالادله
» في خطاب النفس للنفس - ماذا تقول النفس لصاحبها - إكتشاف النفس
» ماهو علم النفس اهميه علم النفس تعريف علم النفس
» انا لا اخطئ ابدا ؛ اصلاح النفس ؛ النقد الذاتي ؛ تجنب الاخطاء ؛ مهارات اصلاح النفس
» نداء اغاثة اخير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: