حقائق حول الشذوذ والشاذين جنسيا
الدكتور عبدالحميد القضاة*
يقولون في الغرب وبلغتهم: !(God created Adam and Eve not Adam and Steve)، يعني أن الله خلق آدم وحواء، وليس آدم وستيف؛ يعني أنه خلق ذكراً وأنثى، وليس ذكرين او أنثيين، أي أن العلاقة التكاملية الطبيعية والحقيقية هي بين ذكر وأنثى.
إذن، الشذوذ الجنسي (أي فعل قوم لوط أو السحاقيات) ليس من الفطرة التي فطر الله الناس عليها وإنما هو أمر مستحدث ونتاج بيئات غير سليمة، شجعها الشيطان وأعوانه من الأنس وسموها بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان (مثليين). حتى عاد قوم لوط إلى الظهور ولكن بثوب جديد!!
وقصة قوم لوط قد وردت للعبرة في أكثر من مائة آية في القرآن الكريم، وكانت نهايتهم خسفاً وتدميراً وإجتثاثاً عن بكرة أبيهم!! فهل سيسلم عالم اليوم من شرورهم؟ لا أظن ذلك، لأن النذر كثيرة والحقائق كبيرة،وتنبىء بشرٍ مستطير لا يُبقي ولا يذر، عندها سيندم الناس ولكن لات حين مندم. والله تبارك وتعالى يقول:"وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (الأنفال 25).
ومن الحقائق العلمية التي لابد من معرفتها ما يلي:
أطلق مركز ضبط العدوى في أمريكيا (CDC) على الأيدز في بداية ظهوره الأسم الحقيقي له وهو "سرطان الشذوذ"، ثم أعاد تسميته لاحقاً بـــ"نقص المناعة المرتبط بالشذوذ الجنسي". ولكن بعد قصة الممثل الشهير "روك هدسن" الذي فضحه المرض الجديد بأنه شاذ جنسيا،حيث كما ذكر لي البرفسور الفرنسي "لوك مونتنيه" الذي اكتشف فيروس الإيدز بأن روك هدسن جاءني إلى معهد باستور في باريس سراً، وتبرع للمعهد بثلاثين مليون فرنك فرنسي، شريطة البحث الدؤوب عن علاج لإنقاذه بسرعة حتى لا يُفتضح أمره، ولكن لا الأبحاث ساعدته ولا المرض أمهله، فما لبث وأن مات، فزادت اللعنات على الشذوذ والشاذين!!
ولذلك في عام (1982م) وتحت ضغط جمعيات الشذوذ الجنسي في العالم الغربي أُعيدت تسمية المرض من جديد حفاظاً على سمعة الشذوذ والشاذين جنسياً، لأنهم قاموا بسن التشريعات اللازمة التي اعتبرت ممارسة الشذوذ حقاً من حقوق الإنسان، وحرية شخصية لا يجوز الاعتراض عليها، وأُطلق على المرض الجديد “متلازمة نقص المناعة المكتسب” الأيدز (AIDS). وصُنف بأنه أحد الأمراض المنقولة جنسياً.
إذا ضُيّعت الأمانة وفُقدت المصداقية فأنتظروا أكثر من هذا.... قلبٌ للحقائق واستغفال للناس وتلاعبٌ وتأمر على معتقداتهم "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (سورة الأنفال)
البرفسور "كيفن فنتن" رئيس خدمات الصحة العامة في بريطانيا في المؤتمر السنوي العام (2013م) في لندن يُعلن ويحذر من ما يلي:
أ. حذّر من كارثة عالمية سببها الشاذون جنسيا لأن انتشار الأمراض المنقولة جنسياً والإيدز يزداد بينهم بشكل مريع.
ب. أعلن بأن أعلى نسبة بالإصابات هي بين الشاذين جنسياً خاصة في قبلة الطب والعلم الولايات المتحدة الأمريكية.
ج. الإصابات بهذه الأمراض بين الشاذين جنسياً هي ثمانية أضعاف الإصابات بين الأفراد العاديين في الدول الفقيرة وثلاثة وعشرين ضعفاً في الدول الغنية..
د. الشذوذ الجنسي ينقل الأيدز ثمانية عشر ضعفاً زيادة على الجنس المهبلي.
ه – الزنا والشذوذ (الجنس الشرجي) والجنس الفموي والمخدرات مسؤولة عن أكثر من (90%) من الإصابات بالأمراض المنقولة جنسياً؛ وعن (98%) من إصابات الأيدز في الولايات المتحدة الأمريكية،علماً بأن جميع هذه الممارسات محرّمة بكل الأديان السماوية.
وصدق سيدنا لوط عليه السلام عندما وصفهم بـ"المفسدين" حين قال الله تبارك وتعالى على لسانه: "وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ ﴿28﴾ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿29﴾ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ" (العنكبوت 30)، فاستجاب له ربه من فوق سبع سماوات "فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارةً مِّنْ سِجِّيْلٍ مَّنْضُودٍ * مُّسَوَّمَةً عِنْد رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِيْنَ بِبَعِيْدٍ" (هود: 82-83). وقال ايضا:"فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِيْنَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّنْ سِجِّيْلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِيْنَ* وَإِنَّها لَبِسَبِيْلٍ مُّقِيْمٍ" (سورة الحجر: 73-76)
مدير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الأيـدز السيد "ميتشل سيدييه" يعلن بمناسبة اليوم العالمي للأيدز ما يلي:
1. حاجتنا السنوية لتغطية نفقات مكافحة الأيدز ستكون أربعة وعشرين مليار دولار.
2. زادت الإصابات بفيروس الأيدز بنسبة (13%) في أوروبا الشرقية ووسط آسيا منذ (2006م).
3. زادت الإصابات بنسبة (100%) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا(الدول العربية ) منذ (2001م).
4. خمسون ألف إصابة جديدة بفيروس الأيدز تحدث سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية، حسب تقرير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الأيدز لعام (2013 م).
5. وزع برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الأيدز عام (2007م) مجاناً ثلاثة مليار ونصف المليار كيس عازل في العالم للوقاية من هذه الأمراض، تشجيعاً لما يُسمى بالجنس الآمن؛ ولكن للأسف عدد الإصابات بازدياد!! والجنس الآمن وهمٌ وليس له وجود حقيقي إلاّ بين الزوج والزوجة.
6- صرحت مسؤولة مراقبة الاوبئة في اوروبا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في نهاية عام (2015م) ان عدد الإصابات الجديدة بفيروس الايدز في اوروبا لعام (2014م) بلغ (142000) مائة واثنان واربعين الف اصابة جديدة، وهذا لم يحصل منذ ظهور المرض عام (1980م)!!
وفي التصريح الاول لمدير برنامج مكافحة الايدز "ميتشل سيدييه" عندما اعتلى منصبه في الامم المتحدة قال: يجب ان نعمل لنجعل من الايدز فرصة سياسية نستطيع من خلالها إحداث تغيـرات رئيسية في المجتمعات، لنستطيع حل بعض المسائل الشائكة خاصة مسألة التثقيف الجنـسي لمنح المزيد من الحرية للشاذين جنسيا واعتبارالممارسة حقا من حقوق الإنسان.
علما بأن البابا بندكت السادس عشر قد صرّح "بأن الشذوذ الجنسي سيدمر الجنس البشري"، كما صرّح الرجل الثاني بالفاتيكان (رئيس الوزراء) "بأن إقرار زواج المثليين هزيمة للبشرية وليس للقيم المسيحية وحدها".
والله تبارك وتعالى يقول:"إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (سورة النور:19)
في منتصف شهر أيار (2015م) تزوج رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافيه بيتيل صديقه غوتيه دستيناي، وعقدت الزواج رئيسة بلدية مدينة لوكسمبورغ اليدي بولفر، بحضور رئيس وزراء بلجيكا الليبرالي شارل ميشال؛ الذي اثنى على الحدث وقال: إن لوكسمبورغ رائدة ويجب أن تُحتذى في الحرية و حقوق الإنسان!!
ادعى بعض اليهود ومن يُقلدهم بأن سبب الشذوذ الجنسي هو وجود أحد الجينات (الموروثات) عند الشاذ، ولذلك يجب أن لا يُلام أو يُعاقب على سلوكه، وقد احدثت بلبلة في حينها, حتى نُشرت أوراق علمية، وأُجريت أبحاث خاصة في استراليا من قبل علماء غير مسلمين، أثبتت علمياً بطلان هذا الإدعاء... تحت عنوان (تلاشي نظرية جين الشذوذ) وقد نشرت مجلة "بوستن" قلوب العالمية عام (1999م) ما يُفيد أنه لا أحد من العلماء وأصحاب الأبحاث المتخصصة يقول إن الشذوذ وراثة وسببه جينات معينة، بحيث يُولد الشاذ شاذاً بسببها، وقد حشد المقال مجموعة من آراء أهل الاختصاص الذين يُفندون ذلك, وينحون باللائمة على الإعلام الذي شوّه الحقيقة وقلبها رأساً على عقب ونشر كلاماً غير علمي.
وبهذا تكون نظرية (ولدت شاذاً) قد أُبطلت كلياً وبإثباتات علمية قام بها مجموعة من أهل الاختصاص في أنحاء متفرقة من العالم. علما أن بعض من كتب في أن الشذوذ وراثيا، كان يشكك ويلمز بالإسلام، بطريقة تجعل القارئ يحتار و يتساءل، كيف تُقام الحدود على أناس أبرياء (الشاذين) لا ذنب لهم لأنهم ولدوا هكذا شاذين خارج إطار إرادتهم!! ويتساءلون لماذا عذّب الله قوم لوط وهو الذي خلقهم شاذين!!."سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا" (الإسراء 17)
وصدق الله العظيم الذي يقول في محكم الكتاب العزيز "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ" (المائدة 82). ويقول لنا ايضا "وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (سورة البقرة220)
علاوة على ما سبق ذكره، فإن لا بد من ذكر مجموعة من الحقائق لتكتمل الصورة ومنها:
كل الجهود التي بُذلت لإنتاج مطعوم ضد الأيدز وبعض الأمراض المنقولة جنسياً قد باءت بالفشل حتى هذا الوقت، رغم أنه أُنفق على هذه الأبحاث مليارات الدولارات، فانقسم العلماء إلى فريقين؛ أحدهما مع استمرار هذه الأبحاث حتى الوصول إلى نتيجة، والفريق الآخر يرى أن لا جدوى من ذلك، بحجة أن الحماية والوقاية للشباب ليست بالمطاعيم ولكن بإحسان تربيتهم وتثقيفهم وتزويجهم، ثم لو افترضنا جدلاً أن المطعوم قد تم، فهل نعطيه للشباب ونقول لهم أفعلوا ما شئتم فأنتم محصنون!!، وهل الفاحشة محرمة فقط بسبب الأيدز؟!! إذن نحن مع تربية وتزويج الشباب لأنه الحل الفطري الصحيح، والرسول صل الله عليه وسلم يقول: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ" (صحيح البخاري)
رغم وجود ما يُشبه الشيوع الجنسي عند البهائم ولكن دون شذوذ، إلاّ أنها لا تُصاب بالأمراض المنقولة جنسياً أو الأيــدز؛ إنما الإنسان الذي كرّمه ربه، فأعطاه عقلاً دون سائر خلقه وأرسل له رسلاً، وأنزل له كتباً مقدسة لهدايته وإبعاده عن المحرمات؛ وخيرّه ليمتحنه, فمن عطّل عقله وأدار ظهره وجعل إلهه هواه، وأتبع طريق الشيطان وحبائله من زنا وشذوذ ومخدرات، فهذه الأمراض وجراثيمها له بالمرصاد، فيخسر دنياه وآخرته، بينما البهائم غير مخيرة ولا عقل لها، فهي مُعفاة من مثل هذه الأمراض.
الأيدز والأمراض المنقولة جنسياً تُصنف بأنها أمراض إختيارية؛وجراثيمها لا تتواجد الّا في اجسام المرضى، ولا تنتقل بالماء او الهواء او الطعام، لذا فلا تُداهم الإنسان غصباً، لكن الإنسان هو الذي يسعى لمسبباتها (الزنا والشذوذ) بشهوة محرمة وبمحض إرادته، علماً أن العقل والنقل والمنطق كلها تحاول إقناعه بخطأ تصرفه، ولكنه يختار السلوك المحرّم فيقع بهذه الأوبئة الفتاكة.
والله تبارك وتعالى يقول لنا:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُر بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ" (النور 21) ويقول ايضاً:"وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيماً" (النساء: 27)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المدير التنفيذي لمشروع وقايـة الشباب / الاتحـاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية