منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الارتباك الامريكي والشيخوخة الاوربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69928
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الارتباك الامريكي والشيخوخة الاوربية Empty
مُساهمةموضوع: الارتباك الامريكي والشيخوخة الاوربية   الارتباك الامريكي والشيخوخة الاوربية Emptyالخميس 13 أبريل 2017 - 22:28

[size=30]الارتباك الامريكي والشيخوخة الاوربية[/size]

صالح عوض
شهدنا في السنوات الاخيرة طائرات فرنسا وبريطانيا تدك مرافق الدولة الليبية وتقتل زعيمها، كما قامت القوات الأمريكية بتدمير مؤسسات العراق وشنقت رئيسه بعد محاكمة هزلية اشرفت عليها، وسلمت البلدين لمن كانت تظن انهما يضمنان تشتيتهما.. ولاتزال تهدد مواقع أخرى في بلاد العرب والمسلمين و رغم هذا لابد من القول ان الولايات المتحدة الامريكية واوروبا قد فقدت ذلك الطراز المميز من القيادة التاريخية، الذي كان مسكونا بروح النهضة الامريكية الجبارة، متحركا على طريقة الفارس الاسطوري، وبثقافة التسيد والهيمنة على العالم، ويدفع في سبيل ذلك بكل خيله ورجله وامكاناته، وانتهى الامر بالولايات المتحدة الامريكية في السنوات الاخيرة الى تقديم أردأ النماذج على المستوى السياسي والثقافي والتي ألحقت بالولايات المتحدة خسائر فادحة على الصعيد الاخلاقي والسياسي والاقتصادي.. فمن ترومان وكندي وايزنهاور الى العربيد جورج بوش "الابن" والمخبول ترمب.. انها رحلة نحو الانهيار.
اما اروبا الاستعمارية فلقد تلقت في النصف الثاني من القرن العشرين ضربات عميقة في القلب منها وفي وجدانها باندلاع حركات التحرير في افريقيا واسيا وعلى راسها الثورة الجزائرية التي فككت الاستعمار الغربي.. ورغم محاولاتها امتصاص الصدمة الا ان الشيخوخة سعت الى مفاصلها وها هي تتكشف عن عيوب استراتيجية في بنيتها الاقتصادية والاجتماعية ورغم مكابرتها في التزامها بكثير من اجراءات الخدمات في مرافقها العامة الا ان الخور يضرب عمقها.. الى درجة تلقيها الاهانة من اردوغان بلا ردة فعل.
لم تصل الولايات المتحدة الامريكية والدول الاروبية الاستعمارية الى هذه المرحلة الا بعد عقود من الحروب الواسعة للسيطرة على المعابر الدولية والمواقع الاستراتيجية ومواقع الثروات الاساسية والاسواق الواسعة ووضعت لتحركها اطارا من الشرعية الدولية وانشأت كيانات اقتصادية ومؤسسات سياسية كمنظمة التجارة الدولية وصندوق النقد الدولي و العولمة والاتحاد الاوربي وسوى ذلك من عناوين كلها تتهاوى اليوم على وقع خسائر اقتصادية تكبدها النظام الدولي في العراق وافغانستان ولايزال ينزف في اكثر من مكان وما يجري على مستوى مسرح الاتحاد الاوربي يعني ببساطة ان اوربا ذاهبة الى الشيخوخة المستبدة فبعد انهيار اليونان وامكانية انهيار ايطاليا واسبانيا والبرتغال وخروج بريطانيا من الاتحاد الا دليلا على المرحلة التي وصلتها العجلة الاقتصادية الاوربية والامر نفسه يمكن ملاحظته في سجل المدفوعات والواردات في الولايات المتحدة الامريكية حيث يشير الفارق الى انهيار اقتصادي كاد يودي بالنظام الراسمالي جملة، وكل ما تم من عمليات ترقيع جزئية لن يعفيه من انهيار حتمي لاسيما وقد ابتليت الولايات المتحدة بقيادات مجنونة مسكونة بالحروب الخاسرة والتدخلات العسكرية الخارجية غير الضرورية بلا مصلحة ولا رسالة.
هاجمت امريكا افغانستان بعملية عسكرية واسعة مكلفة للخزينة الامريكية وبحجج واهية ولم يكن لها فيها مصلحة او هدف حقيقي الا ما اخترعته من حرب صليبية ضد "الارهاب"، هذا بعد ان كبدت افغانستان والمتطوعون العرب و المسلمون الاتحاد السوفيتي هزيمته الساحقة التي تسببت في انهياره، و كل شيء في افغانستان التي طردت السوفييت بالتنسيق الامني الدقيق مع الامريكان كان يمكن ادارته بتفاهم معهم، ولكن السلوك المتعجرف قاد بوش الى حملة عسكرية اغرقت جيوش امريكا في متاهات افغانستان، وكسرت شوكتها ولم يتوقف جورج دبليو بوش حتى القى بأمريكا في صحراء العرب فكانت كارثة امريكا النوعية في الحرب على العراق بغطاء من تهم واهية واهداف حمقاء.. وحاولت اوربا ان تعالج ازماتها الاقتصادية المستفحلة وان تجاري البلطجة الامريكية فكان التدخل الفرنسي والبريطاني في ليبيا من خلال حلف الناتو الذي انزل حمم ناره على الليبيين لتدمير البلد واغراقه في فوضى تسهل عمليات السرقة الواسعة لثروات البلد، ولئن استطاعت الدول الاوربية اسقاط نظام القذافي فهي ستدفع ثمن ذلك من الهجرات المتوالية اليها ومن ارهاب مسلح يصل الى مآمنها.
من الواضح ان القيادة الامريكية تعيش حالة ارتجاج عقلي، فغابت عنها المقولات والافكار التي تصنع ثقافة في العالم، كما كان لها ذلك خلال قرون، حيث كانت واحة الحرية والقوانين الانسانية، على صعيد مكوناتها الاجتماعية بعد الانتهاء من الحروب الأهلية، وبدأ الجنوح الى الافكار المحلية والإحتمائية والعنصرية الاستبدادية، وهنا حصل الاضطراب على صعيد الاستراتيجية خارجيا وداخليا وهي لم تحدد بشكل نهائي اي الخيارين تريد ولا اي الدول على الصعيد الاجتماعي والعدالة في مجالات عدة على راسها التامين الصحي تكون فهل تكتفي بان تكون دولة عظمى قوية ام انه لابد من علو الامبراطورية والتسيد على العالم كما كان شأن السابقين من زعماء امريكا.. ولكل خيار استحقاقات وسبيل ورؤية واستراتيجية وبرنامج.. وفي ظل فشل الحروب الخارجية من حرب فيتنام الى حرب العراق وما الحقته بالخزينة وال
ومن الواضح ان اوروبا مصممة على عدم الانسحاب من المشهد الدولي لكي تعوض ما لحق بها من خسائر وتفكك في قدرتها الاقتصادية.. فأروبا تعلن دوما ان مشكلاتها الاقتصادية لا يمكن حلها الا على مسرح شمال افريقيا.. ومن هنا تتحرك فرنسا وبريطانيا وايطاليا في ليبيا وسواها تنهب الذهب والبترول والثورات العديدة وتفتح لمنتجاتها اسواقا ضخمة في اماكن التصارع والتناحر التي تشرف هي على تغذيته وتوجيهه واستمراره.
الامر الذي لابد من تسجيله ان المزاج الشعبي العام في اوربا والولايات المتحدة الامريكية قد اصبح ضد التدخل العسكري ولقد تشكلت قوى اجتماعية وثقافية تعمل كمصد لثقافة التدخل الخارجي ومن الواضح انه لأسباب عدة يرون عبثية التدخل العسكري في الدول وعبر القارات..
صحيح ان امريكا وبريطانيا والاروبيين اخترعوا الكذب لغزو العراق ولكنهم بعد أربعة عشر سنة يكتشفون انهم لم يحققوا شيئا، بل ان الخسارة لحقت بهم على اكثر من صعيد ولذا يصبح من العبث التفكير في تجديد الحرب في المنطقة وهذا ما يجعل الموقف الامريكي مضطربا ازاء ما يحصل في العراق وسورية ولبنان.. اضطرابا يفقد السياسة الامريكية المبادرة، وفي هذا الفراغ تحرك الروس بسلاحهم وجيوشهم، على مساحة من الارض حساسة وخطيرة، لأنها في مركز الاستراتيجية بمجاورتها للكيان الصهيوني.
لم تستطع الولايات المتحدة تكريس الامر الواقع بعد سقوط الاتحاد السوفيتي فهاهو الوليد "الاتحاد الروسي" يصبح قطبا نقيضا للولايات المتحدة الامريكية ومنافسا شرسا ويقودها الى التنافس الحاد الذي يكلفها مزيدا من الخسائر..
ولكن من الضروري التوجه الى القول بان الانهيار المستمر في الامبراطورية الغربية والتي تتخذ من واشنطن عاصمة لها لا يعني بالضرورة ان البشرية تمتلك بديلا يستطيع ان يضبط ايقاع حركة البشرية في نظام ما.. فلا الصين المهووسة اقتصاديا والبائسة اجتماعيا تمثل نموذجا بديلا ولا الروس حيث الديكتاتورية السياسية والانغلاق الامني للبلد.. فلقد تمتعت الولايات المتحدة الامريكية في مرحلة ما بصفة لم تحصل من قبل الا في تاريخ العرب المسلمين عندما فتحت الدولة حدودها امام جميع الطاقات والخبرات من شتى دول العالم لتنعم بالتطور والتطوير فتحركت امريكا بخيرة طاقات بني البشر نحو صناعة اعظم نهضة تكنلوجية واعظم اقتصاد عالمي.
البديل الحقيقي هو النقيض الجوهري المنهجي للحضارة الغربية في شقها الفلسفي والقيمي انه بلا تردد الامة العربية الاسلامية.. ولأسباب عديدة تلوح في الافق مبررات منطقية لتحرك واسع في الامة للأخذ بزمام المبادرة التاريخية.. ولعل الحراك الذي يتم على صفيح ساخن في بلاد الشام والعراق يمهد لخروج جيل مقاتل مغامر واع مدرك لشروط الانتصار وعلى هذا المحور تشرق الآمال الانسانية بانقضاء حقبة الشر والعنصرية الغربية والاستبداد الاستعماري الامبريالي.. وبزوغ فجر حضارة انسانية تجعل من الاسرة الانسانية مناط تكليفها وارضية استراتيجيتها وبرامجها ويمنحها القدس وما حوله من مباركة المعاني الروحانية الكافية.. المغالبة شاقة ولكنها حتمية وستسلم الحضارة الغربية رايتها للامة العربية الاسلامية مرغمة وما ذلك على الله بعزيز.. تولانا الله برحمته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الارتباك الامريكي والشيخوخة الاوربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اقتصاد الولايات المتحدة - الاقتصاد الامريكي
» الدور الامريكي في الحروب العربية الاسرائيلية 1948 ...
» صراع النفوذ الامريكي الروسي في العالم #وثائقي
» مؤتمر صحفي النتنياهو بعد لقاء المبعةوث الامريكي اليوم 16/5/2021 17:30

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: