طرق تربية الطفل العنيد
تواجه الأمهات الكثير من الصعوبات في التعامل مع الأطفال، خصوصاً الأطفال الذين يتصفونَ بالعناد والغضب والبكاء المستمر، ويسبب هذا التصرف من قبل الطفل الإحراج للأهل خصوصاً في الأماكن العامة، وقد يؤدّي ذلك إلى أن تتصرّف الأم بطريقةٍ خاطئة كأن تضرب الطفل أو تحقّق له مطالبه، وهذا سيؤدّي إلى تعزيز هذه العادة فيه وزيادة حدتها . على الأم البحث في أسباب تصرف الطفل بهذه الطريقة حتى تستطيع التعامل معه وحل المشكلة، وتتنوع الأسباب؛ فقد تكون بسبب غيرة الطفل من أشقائه أو للفت الانتباه، أو ربّما بسبب مواجهته للمشاكل في المدرسة من قبل أقرانه، ومهما كان السبب على الأم أن تتحلى بالصبر في التعامل مع الطفل .
ماهو العناد
العناد هي صفة أو ظاهرة سلوكية، ملازمة لطفل السنتين وما بعدها، وهي مرحلة قبل أن تكون سلوكا، فمن الطبيعي أن يمرّ بها كلّ الأطفال، ومن لم يمر بها فلا بدّ أن توضع عليه علامة استفهام. يُقصد بكونها مرحلة أي إنّها متطلب من متطلبات النمو السوي؛ فالطفل لا بد أن يمر بهذه المرحلة في عمر السنتين أو قبلها بأشهر، يطلق على هذه المرحلة عدّة مسميات، فمنهم من يطلق عليها مرحلة العناد، أو مرحلة الضد، أو مرحلة الاستقلالية.
مظاهر العناد عند الأطفال
من أهمّ مظاهر العناد عند الأطفال الاعتماد على النفس؛ حيث يبدأ الطفل في هذه المرحلة بالأكل لوحده، ويلبس لوحده، وينزل عن سريره لوحده؛ هنا تظهر النزعة نحو الاستقلالية، لنقل هي مرحلة تكوين «الأنا» الخاصة بالطفل، قبل ذلك يعتمد الطفل على أمه في تلبية كافة احتياجاته؛ لذلك نراه عندما يبدأ في التفكير بالاستقلالية يُفكّر الاستقلال عن أمه، لا بدّ أن نتأكد أن هذه المرحلة هي الأرضية التي تُشكّل شخصية الطفل القوية.
أشكال العناد
العناد الصريح: وهو معارضة الطفل الواضحة لأوامر، ورغبات، وطلبات الوالدين، والمحيطين به، ويُظهر الطفل هنا استقلالية تامة.
المعارضة السلبية: وهنا يعتبر الطفل أنّه لم يسمع أوامر الوالدين والمحيطين به، وهو عناد غير صريح إلا أنه نشط، وأكثر ما يزعج الوالدين
العناد العدواني: هنا يعجز الطفل عن إبداء عناده ويُقابل عناد والديه، لذلك يصر على عناده فيظهر بعض السلوكيات العدوانية من صراخ وضرب وبكاء للوصول لممارسة استقلاليته والحصول على ما يريد .
المعارضة الخفية: هنا يعجز الطفل عن إظهار عناده، ويُقهر من قبل والديه أو المحيطين به، فيخضع لأوامرهم إلا أنّه يُظهر عناده عن طريق التبول اللارادي، والتأتأة، وقلة الأكل، وقضم الأظافر، ومص الأصبع، وغيرها الكثير من السلوكيات.
لنتعرف على خصائص الطفل العنيد.
للطفل العنيد عدّة خصائص، ومزايا مختلفة منها رغبته الشديدة في السيطرة على الأشياء من حوله، والإلحاح المستمر من أجل نيل متطلباته المختلفة والمستمرة، وتوسل العديد من الوسائل من أجل الوصول إلى غايته. كما ويمتاز هذا الطفل بانتهازيته الاجتماعية، فتظهر عليه عدّة علامات تبرز هذه السمة فيه كمضايقته للغرباء والضيوف –على سبيل المثال-. بالإضافة إلى ذلك فإن الطفل العنيد يحاول الانسحاب من المشاكل مع تبريره لهذا التصرّف المترافق مع الجدال غير المجدي .
أساليب التعامل مع الطفل العنيد كثير البكاء
التجاهل: ويعتبر من أكثر الأساليب فاعليّةً ونجاحاً، فحين يبكي الطفل أو يقوم بأي تصرفات عصبية وعدوانية على الأم أن تتجاهله حتى يهدأ، وألا تقوم بتوبيخه أو الصراخ عليه فبهذه الطريقة يعرف الطفل أنه لا يمكن أن تؤثر تصرفاته على أهله, فالصبر واللين في التعامل مع الطفل خاصة عندما يكون الموقف عصيباً وليس بسيطاً، مع ضرورة اتباع الطرق السلمية غير العنيفة في حل المشكلة، وإقناع الطفل، والتدرج في فرض بعض الأمور على الطفل.
إشغال الطفل بأي شيء آخر كلعبة مثلاً أو برنامج تلفزيوني، ويُفضّل استخدام هذه الطريقة إذا حاول الطفل إيذاء نفسه بأي شكل كأن يضرب نفسه بشيء أو يلقي بالأشياء على الأرض.
تجنب صيغة الأمر في الحديث مع الطفل: بعض الأطفال يلجؤون للعناد لإثبات وجودهم وأرائِهم فيرفضون اتباع الأوامر، وعلى الأهل تجنب صيغة الأمر في الكلام واتباع صيغة ولهجة لطيفة ومرنة. اشرحي للطفل كيفَ يجب أن يتصرف وأن يطلب ما يريده ويفاوض دونَ بكاء وصراخ، فعلى الرّغم من صغر سنهم إلا أنّ هذه الطريقة تزرع فيهم أساليب الحوار والنقاش الصحيحة.
بعدَ أن يهدأ الطفل من البكاء، على الأم أن تطلب منه أن يذهب إلى غرفته ويفكر في سبب بكائه، ونتائجه وبهذه الطريقة يزداد حس المسؤولية لديه .
التشجيع والمدح: من الأسباب المهمّة التى تدعو الأطفال إلى التصرف بعناد هي عدم شعورهم بالتقدير من قبل الأهل؛ فعلى الوالدين تشجيع الطفل باستمرار ومدح السلوكيات الحسنة التي يقوم بها ومكافأته عليها وذكر محاسنه أمام الآخرين وأمام أقرانه.و عندما يقوم بعمل خاطئ يجب عدم ذكر هذا الأمر للآخرين والطفل حاضر مهما كان الأمر.
إشعاره الدائم بالحب والحنان، فقد يكون هذا الأمر هو مفتاح ابتعاده عن العند. يجب أن يتعامل مع الطفل من الأبوين الأكثر صبراً منهما.