لماذا يحدث خمول في جسمك بعد الإفطار ؟
بمجرد الانتهاء من وجبة الإفطار، يبدأ البعض في البحث عن الحلويات للتشبع بقدر كبير من السكريات بهدف الحصول على الطاقة. وفي رمضان تحديداً تتنوع مصادر الحلوى ما بين كنافة وقطائف وغيرهما. عادات غذائية خاطئة تعودنا عليها تنتهي بالوصول إلى البدانة والسمنة، في حين أن تجنب ذلك يتم ببعض التنظيم إذا تعرفت على ما يحدث لك جراء تناول الحلويات. ذكر موقع « thehealthsite» أنه ليس من الصحي تناول الحلويات بعد وجبات الطعام مباشرة، حيث أنه من أحد الأسباب الرئيسية للسمنة على المدى الطويل. كما يؤدي إلى أمراض الضغط والقلب، وعسر الهضم والخمول. وأضاف الموقع أن أفضل وقت لتناول الحلويات هو بعد الإفطار بساعتين وليس بعد الوجبة مباشرة، هذا يضمن حصولك على الطاقة الموجودة في كل وجبة على حدى، ويحافظ أيضا على مستوى السكر في الدم. وذكر الموقع ضرورة الابتعاد عن تناول الحلويات بعد الإفطار واستبدالها بالفاكهة قليلة السكريات، علي أن يتم تناولها بعد الانتهاء من الطعام بحوالي 3 ساعات حتي يتمكن الجسم من هضم الطعام بشكل صحي وسليم. ومع مرور الوقت يستطيع جسمك التكيف مع الفواكه والخيارات الصحية الأخرى عوضاً عن الحلويات.
عندما يُثير الطعام تأثيرات عكسية: هل يخفف الصيام معاناة الحساسية الغذائية؟
الصيدلي ابراهيم علي ابورمان
يحدث في الجسم البشري ما يعرف ب"الحساسية" حيث الخلايا المناعية تخطئ التعرف على بروتينات حميدة فتعتبرها مسببات للمرض وتطلق مضادا يُدعى «الغلوبولين المناعي E» فتكون النتيجة حساسية غذائية.
..ونحن في شهر رمضان الصيام وأليات الصوم،هل تحد او تخفف من أثار الحساسية الغذائية والى اي مدى؟
الحساسية الغذائية الأكثر شيوعاً تنشأ بسبب الحليب والبيض والفول السوداني والمكسرات والمأكولات البحرية والمحار وفول الصويا والقمح.
ببساطة، يمكن تعريف الحساسية الغذائية بحسب الباحث الصحي عبدالعليم الحجار ، في دراسة نشرتها صحيفة الراي الكويتية: « بأنها ردة فعل مناعية عكسية وغير طبيعية تستثير الجهاز المناعي ضد مكونات غذائية غير ضارة،لا سيما أنواع محددة من البروتينات» .
فما يحصل في معظم حالات الحساسية الغذائية هو أن الخلايا المناعية تصاب بتشوش وتخطئ التعرف على بروتينات غذائية معينة فتتعامل معها باعتبارها أجساما دخيلة ضارة ومسببة للمرض وتطلق مضادا مناعيا يُعرف باسم (الغلوبولين المناعي E)، فتكون نتيجة ذلك أن ينشأ رد الفعل التحسسي الذي يأخذ أشكالا كثيرة قد تصل إلى درجة «صدمة» تستدعي إسعافا عاجلا.
واحصائيا، تشيع الحساسية الغذائية بين الأطفال (و بالأخص الذكور) أكثر من شيوعها بين الكبار والبالغين. وبعض أنواع حساسيات الطعام تظهر في مراحل عمرية مبكرة ،بينما لا يظهر البعض الآخر إلا في مراحل عمرية لاحقة.
لكن من المهم توضيح أن مشكلتي عدم تحمل الطعام والتسمم الغذائي حالتان مختلفتان عن الحساسية الغذائية، يمن هنا ان يبرز دور الصوم وتنظيم ساعات الاكل كحل لهذه المشكلة الصحية.
الانواع ووصف الحالة
يتم تصنيف الحالات الناتجة عن الحساسية الغذائية إلى الأنواع الثلاثة التالية:
• النوع التقليدي الناجم عن الغلوبولين المناعي H: وهذا أكثر الأنواع شيوعًا، وينشأ بعد تناول الطعام مباشرة، وقد يصل إلى حساسية مفرطة.
• النوع غير المتضمن للغلوبولين المناعي H: وهو رد فعل مناعي لا يشتمل إفراز الغلوبولين المناعي H. وفي هذا النوع يستغرق الأمر بضع ساعات بعد تناول الطعام لتظهر على المريض آثار التحسس.
• النوع الهجين: يجمع بين النوع الكلاسيكي والنوع غير المتضمن للغلوبولين المناعي H.
أعراضها
تتفاوت أعراض الحساسية الغذائية من خفيفة إلى حادة. عندما تكون الأعراض حادة يُطلق عليها «صدمة حساسية»، ولا سيما عندما تؤثر على عملية التنفس. وتتباين الأعراض من شخص إلى آخر، كما أن كمية الطعام المطلوبة لظهور هذه الأعراض تختلف من شخص إلى آخر. وفي بعض الحالات، قد يتأخر ظهور الأعراض لبضع ساعات.
ومن بين أكثر الأعراض التحسسية شيوعا ما يلي:
حكة جلدية أو تورم في الفم أو الشفتين أو اللسان أو الحنجرة أو العينين، وصعوبة في البلع، وسيلان أو انسداد في الأنف ، وضيق في التنفس، وغثيان و/أو تقيؤ، ودوار و/أو إغماء، وانخفاض ضغط الدم.
طُرُق التشخيص
أفضل وأضمن طرق تشخيص الحساسية الغذائية هي تلك التي تتم على يد وتحت إشراف طبيب مختص في الحساسية. فطبيب الحساسية يقوم بمراجعة التاريخ المرضي للمريض والأعراض أو ردود الأفعال التي تحدث بعد تناول أو هضم الطعام. وإذا شعر طبيب الحساسية أن الأعراض أو ردود الأفعال تتطابق مع تلك التي تحدث في الحساسية الغذائية، فإنه يأمر بعمل اختبار حساسية.
ومن أهم الاختبارات التشخيصية التي يتم اجراؤها للكشف عن الحساسية:
* اختبار التحدي الغذائي: يختبر مسببات حساسية مختلفة عن الحساسية التي تتسبب بها الغلوبولين المناعي H. وخلال هذا الختبار، يتم اعطاء المريض مسبب الحساسية على هيئة حبوب، ثم يخضع للمراقبة لرصد لظهور أي أعراض. لكن اختبارات التحدي الغذائي يجب ان تتم في المستشفى وتحت الإشراف الطبي، إذا انه من المحتمل حدوث صدمة تحسسية تحتاج إلى تدخل سريع.
* اختبار RAST : يستخدم اختبار RAST للكشف عن وجود (الغلوبولين المناعي E) المضاد لمادة غذائية معينة مسببة للحساسية. ومن مميزات هذا الاختبار أن باستطاعته اختبار العديد من المواد المسببة للحساسية في وقت واحد.
* اختبار وخز الجلد: يتم هذا الاختبار من خلال وخز الجلد يكشف فقط للكشف عن الغلوبولين مناعي E.، وتظهر نتيجته خلال دقائق. ويتم باستخدام لوحة صغيرة مع إبر بارزة. ويتم وضع المواد المسببة للحساسية على اللوح أو مباشرة على الجلد، ثم يتم وضع اللوحة على الجلد لثقبه والسماح للمواد المسببة للحساسية بالنفاذ إلى الجسم. فإذا ظهرت أرتيكاريا في الجلد، فتلك علامة تدل على أن الشخص مصاب بحساسية ضد هذا المسبب.
* اختبار فحص الدم: هو طريقة أخرى لاختبار الحساسية. فحص الدم لا يتميز عن بقية الطرق إذ انه كغيره مما سبق لا يستطيع الكشف إلا عن الغلوبولين المناعي E.
* منظار القولون: هو طريقة تشخيصية اخرى للحساسيات التي تتسبب بها الخلايا الحامضية أو أنواع الحساسيات بغير االغلوبولين المناعي E.
طُرُق العلاج
يبدأ علاج للحساسية الغذائية بتفادي الأغذية المسببة لها، ثم وضع خطة دوائية في حال الاصابة بها.
قد يشتمل العلاج الدوائي على الحقن بالأدرينالين (أبينفرين) مع الحرص على أن يضع المريض حول معصمه سوارا طبيا مخصصا للتعريف بنوع الحساسية المصاب بها، وذلك لتسهيل اسعافه ومعالجته في حال إصابته بصدمة تحسسية تفقده الوعي أو بأزمة تنفسية حادة.
* الحقن بالأدرينالين: الحقن الذاتي بمادة «أبينفرين» هو جرعة تكون في جهاز طبي شخصي يستخدم لمعالجة صدمة الحساسية. والـ «أبينفرين» هو أحد مسميات هورمون الادرينالين الذي يتم افرازه بشكل طبيعي في الجسم. وحقنة الأبينفرين هي أول خيار لعلاج حالات صدمة الحساسية. فعند إعطاء هذا العلاج في الوقت المناسب، يكون من الممكن إنهاء تأثير صدمة الحساسية بنجاح. فالأبينفرين يخفف احتقان وانسداد الممرات الهوائية ويحسن الدورة الدموية ويخفف تضيق الأوعية الدموية ويعيد نبضات القلب إلى معدل شبه طبيعي، ما يسهل وصول الدم إلى أجهزة الجسم.
* مضادات الهيستامين: يمكن للأدوية المضادة للهيستامين أن تخفف أعراض الحساسية المتوسطة، لكنها لا تعالج الأعراض الشديدة،لاسيما أعراض الصدمة. فمضادات الهيستامين تكبح عمل الهيستامين الذي يسبب توسعاً في الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ترشيح بروتينات البلازما إلى خارج الأوعية الدموية. كما أن الهيستامين يسبب حكة لكونه يؤثر على النهايات العصبية الحسية.
* الأدوية الستيرويدية: الستيرويد هو مركب عضوي يقوم بتثبيط عمل خلايا الجهاز المناعي التي هوجمت خلال ردة الفعل التحسسية. وهناك أدوية تعتمد على المركبات الستيرويدية لمعالجة أعراض الحساسية الغذائية، لكن ينبغي ألا تستخدم تلك الأدوية على شكل بخاخ أنفي لمعالجة حالات الحساسية الشديدة، وذلك لأن البخاخ لا يعالج إلا الأعراض موضعياً في المنطقة الملامسة له فقط. والأنسب هو تعاطي الأدوية الستيرويدية عن طريق الفم أو بالحقن لضمان وصولها إلى جميع أجزاء الجسم، لكنها تتطلب بعض الوقت حتى يبدأ مفعولها.
«الثمانية الكبار»... أبرز مستثيرات الحساسية الغذائية
عائلة الفاصوليات عموما تستثير أنواعا من الحساسية الغذاية، لا سيما الفول السوداني الذي يعتبر واحدا من الأغذية الأكثر تسببا في استثارة الحساسية على مستوى العالم، ولكن الأطفال في معظم الحالات يتغلبون عليها تدريجيا مع تقدم العمر.
كما أن المكسرات بشكل عام تعتبر من مسببات الحساسية، وبالأخص الكاجو، والجوز، والبندق، والفستق، والصنوبر، وجوز الهند. والمصابون بالحساسية الغذائية قد يعانون من حساسية ضد نوع واحد فقط من المكسرات أو ضد أنواع مختلفة منها.
والبذور أيضا - بما في ذلك بذور السمسم - تحوي زيوتا تتضمن بروتينات قد تستثير ردود فعل تحسسية.
وهناك أيضا حساسية البيض التي تشير إحصائيات عالمية إلى أنها تصيب واحدا من بين كل 50 طفلا، لكن الغالبية يتغلبون عليها بعد بلوغ سن الخامسة. وعادة تكون حساسية البيض ضد البروتين الموجود في البياض وليس في الصفار.
ويصنف الحليب ومشتقاته بين مسببات الحساسية الشائعة. كما أن نحو 10 في المئة من الاطفال المصابين بحساسية الحليب قد يصابون أيضاً بحساسية ضد لحوم الأبقار، وذلك لأن لحم البقر يحوي كميات قليلة من البروتين الموجود في حليب البقر.
ومن الأغذية الأخرى التي تحوى بروتينات مسببة للحساسية: فول الصويا، والقمح، والأسماك، والمحار، وبعض أنواع الفواكه والخضروات، والذرة، وبعض أنواع التوابل، وبعض الألوان ومكسبات الطعم الطبيعية والاصطناعية.
وعلى الرغم من حقيقة أن مستوى التحسس الغذائي يختلف من منطقة جغرافية إلى أخرى، فإن احصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن الحساسية الغذائية الأكثر شيوعاً هي تلك التي تنشأ بسبب الحليب والبيض والفول السوداني والمكسرات والمأكولات البحرية والمحار وفول الصويا والقمح. وغالبا ما يطلق اختصاصيو الحساسية الغذائية على هذه الأطعمة معا لقب «الثمانية الكبار».
صدمة الحساسية
تصل خطورة الحساسية الغذائية إلى أقصى درجاتها عندما يتأثر بها الجهاز التنفسي أو الدورة الدموية، وهو التأثر الذي يطلق عليه اسم «صدمة الحساسية الغذائية». ويمكن الاستدلال على تلك الصدمة من خلال ضيق التنفس والزرقة التي تنجم عن نقص الأكسجين في الجسم وارتفاع نسبة ثاني اوكسيد الكربون. فعند تأثر الدورة الدموية، يؤدي بطء حركتها إلى ضعف في النبض وشحوب الجلد، مع امكانية حصول إغماء.
وتنشأ صدمة الحساسية عندما تكون الأعراض ناشئة عن انخفاض أو اضطراب في ضغط الدم. ويحدث ذلك لان المغذيات لا تسري بشكل طبيعي في أنحاء الجسم، ما يُحدث توسعاً في الأوعية الدموية. ويتسبب هذا التوسع في الأوعية الدموية في انخفاض في ضغط الدم، ما يؤدي بالتالي إلى فقدان الوعي.
والمرضى المصابون بالربو أو أولئك المتحسسون من الفول السوداني أو المكسرات أو الأسماك البحرية هم الأكثر عرضة للإصابة بصدمة الحساسية.
وعادة تتم المعالجة بالأدرنالين (أبينيفرن) إذا أصيب المريض بصدمة حساسية تشمل جميع أجهزة الجسم بعد تناول طعام مثير للحساسية عن طريق الخطأ. وقد يستدعي الأمر إعطاء جرعة ثانية من الأدرينالين في الحالات الأكثر حدة. يجب بعد ذلك نقل الشخص المصاب إلى قسم الطوارئ لتلقي علاجات إضافية. وتشمل العلاجات الأخرى مضادات الهيستامين، والستيرود.
سُبُل الوقاية
هناك إجماع في الأوساط الطبية ،على أن الرضاعة الطبيعية لأكثر من 4 أشهر تلعب دورا حيويا في منح الطفل وقاية مبكرة ضد معظم أنواع الحساسية الغذائية.
كما تؤكد نتائج أبحاث عدة أجريت في مجال الطب الوقائي أن التعريض المبكر لمسببات الحساسية المحتملة يمنح حماية من الاصابة بالحساسية، أي أن تناول كميات ضئيلة من مسببات الحساسية كفيل بتحفيز الجهاز المناعي على تكوين ذاكرة للتخلص من التأثيرات المناعية العكسية.
ووقائيا أيضا، يمكن تفادي ظهور الاستجابات التحسسية من خلال اتباع نظام غذائي صارم يعتمد على التوقف تماما عن تناول الأغذية المثيرة للتحسس.
وينبغي التنبيه إلى أنه في بعض الحالات قد تظهر ردة الفعل التحسسية بسبب مجرد ملامسة مسببات الحساسية، أو حتى من خلال الاستنشاق أو التقبيل، وعمليات نقل الدم، ومستحضرات التجميل،والأكل المشبع بالزيوت والسكريات والمواد الملونة.
على المريض تحري ما يمكن ان يثير الحساسية ويستفيد من الصوم في تحديد بعض الوجبات التي تحميه من نوبات الحساسية الرهيبة.