منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69658
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا   تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Emptyالإثنين 03 يوليو 2017, 7:54 am

تنبؤات مركز ‘‘ستراتفور‘‘ للشرق الأوسط


تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا File
الاتجاهات العالمية للربع الثالث من 2017


هيئة التحرير - (ستراتفور) 26/6/2017
-  ستبقى الخلافات بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي بلا حل 
-  يقدم الخلاف الخليجي خدمة لأنقرة ووسيلة لتوسيع نفوذها بالخليج
-  تواجه القوات المدعومة إيرانياً مخاطر الاشتباك مع حلفاء أميركا بسورية
-  ستواجه إسرائيل تهديدات متزايدة على حدودها الشمالية والجنوبية خلال الصيف
-  سيستمر الصراع السياسي بساحات المعارك بالوكالة بين السعودية وإيران
-  تتنافس إيران وتركيا على النفوذ بشمال العراق وستواجهان تداعيات استفتاء كردستان
-  لن يسمح متشددو إيران لروحاني بتليين الخطاب ضد السعودية والولايات المتحدة
-  خسائر "داعش" في الأراضي لن تعطل قدرته على إلهام الهجمات بالعالم
منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي مفترق طرق العالم. وهي تضم شبه الجزيرة العربية، وجبال إيران، وسهول تركيا، وصحارى بلاد الشام، والأراضي الواقعة شمال الصحراء الأفريقية وكل الشواطئ بينها. وقصة المنطقة، كما هو دائماً حال الأماكن العالقة بين اللاعبين الأجانب، هي قصة تجارة وتبادل وصراع. والقوى التقليدية في المنطقة هي تركيا وإيران -المملكة العربية السعودية ومصر هما القوى العربية الراهنة. وتنافسها لكسب النفوذ على دول المنطقة الأضعف هو الذي تجعل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مسرحاً للعنف وعدم الاستقرار.
سوف تكشف المعركة التي تختمر بين قطر وبعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي كلاً من عيوب استراتجية واشنطن المعتمدة على التحالف الذي تقوده السعودية لإدارة الصراعات الإقليمية، والفجوة الآخذة في الاتساع بين تركيا وجيرانها في الخليج.
في الأثناء، سوف تتصاعد الأزمة بين وكلاء السعودية وإيران في ساحات المعارك الممتدة من منطقة الخليج إلى بلاد الشام.
سوف تواجه القوى التي تدعمها إيران أيضاً تصاعد خطر الاشتباك مع القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في سورية، بينما تتسابق للوصول إلى الحدود العراقية، وسط التراجع البطيء لقوات "داعش".
سوف تعمل كل من إيران وتركيا، من خلال التنافس بقوة على النفوذ في شمال العراق، على مواجهة الزخم التي سيتكون خلف الاستفتاء المقرر إجراؤه على الاستقلال الكردي.
مشاحنة بين الحلفاء تلفُّ الشرق الأوسط
مع انتهاء الربع الثاني من العام 2017، استحوذ نزاع دولة قطر مع حفنة من أقرانها في مجلس التعاون الخليجي على اهتمام بقية المجتمع الدولي. لكن الخلافات بينهم سوف تبقى بلا حل في الربع المقبل، بينما تكشف المشاحنات عن خطوط القسمة الدائمة في داخل التحالف المناهض للإرهاب الذي أملت الولايات المتحدة -وزعيمة دول مجلس التعاون الخليجي بحكم الأمر الواقع، السعودية- في أن يتعامل مع إدارة صراعات الشرق الأوسط الكثيرة. وبينما تحاول المملكة ترسيخ سلطتها بين نظيراتها من دول الخليج عن طريق إخضاع مسار الدوحة المستقل، سوف تكافح قطر للحفاظ على مكانة السياسة الخارجية الفريدة التي اختطتها لنفسها خارج حدود الظل السعودي.
سوف يفعل دور الولايات المتحدة في المنطقة الكثير في تشكيل حصيلة هذه المواجهة. فمن جهة، لدى السعودية وحليفتها، الإمارات العربية المتحدة، ثقة في دعم البيت الأبيض لأجندتهما لاحتواء أنشطة الإسلاميين السياسيين والمسلحين، بالإضافة إلى إيران. ومن جهة أخرى، لدى الجيش الأميركي بصمة عميقة ودائمة في قطر، والتي لن يسمح للنزاع الدبلوماسي الحالي بأن يمحوها وهكذا، طالما كان الطرفان يستطيعان الاعتماد على دعم واشنطن، فإنهما يستطيعان تحمل كلفة الاستمرار في التمسك بمواقفهما، وهو ما يؤكد عبثية محاولات البيت الأبيض ضم أعضاء من دول مجلس التعاون الخليج المتنازِعة لتشكيل "ناتو عربي" قادر على التعامل مع إيران وتحييد التهديد الجهادي.
سوف تقف تركيا، التي تشارك قطر دعمها للمجموعات الإسلامية في جميع أنحاء المنطقة، إلى جانب شريكتها في شجارها مع دول مجلس التعاون الخليجي. وبفعلها ذلك، سوف تكشف عن صدع عميق بين القوى السنية التي تنظر إلى الإسلاميين كتهديد وجودي، وبين تلك التي ترى في مثل هذه المجموعات جزءاً لا يتجزأ من مجتمع الشرق الأوسط. وبالنسبة لأنقرة، لا يمكن أن يكون توقيت هذا التشاحن أفضل مما هو الآن: فبعد كل شيء، يقدم هذا الوضع لأنقرة وسيلة لتوسيع نفوذها في الخليج مع تنامي تنافسها الهادئ مع إيران في سورية والعراق.
مع ذلك، سوف تؤدي مواجهة أنقرة بطريقة أكثر وضوحاً مع نظرائها السنة، إلى تحفيز السعودية والإمارات على زيادة انخراطهما في صراعات سورية والعراق على أمل إحداث توازن ضد تركيا وإيران. وبينما تتحول قطر نحو تركيا وإيران وروسيا من أجل المساعدة الدبلوماسية واللوجستية في نزاعها مع دول مجلس التعاون الخليجي، سوف تصبح السعودية أكثر اقتناعاً بالحاجة إلى التمسك بموقف صارم تجاه الدوحة.
سوف يستمر الشعور بالآثار التجارية والدبلوماسية لهذا الخلاف في الربع الثالث أيضاً. ولأن قطر تعتمد على موقع الإمارات العربية المتحدة كمركز إقليمي للترانزيت، فإن سلاسل الإمداد التي تشمل منتجات تُشحن من قطر براً أو جواً، مثل الهيليوم، تواجه خطر الانقطاع الحاد مع استمرار المشاحنة. وسوف تكون تجارة النفط والغاز المسال أقل تأثراً، بما أن قطر تمتلك مرافق مخصصة للتصدير المباشر، ولديها القدرة على التكيف مع القيود المفروضة على الموانئ الإقليمية (ولو بكلفة أعلى) على شحنات النفط والغاز المسال. لكن قطر ستشهد اهتزازاً في قطاعها المالي، بسبب اعتماد هذه الصناعة الكثيف على الصلات مع القطاعات المصرفية في كل دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة الإمارات العربية المتحدة. وسوف تضيف الضربة التي وُجهت إلى الخطوط الجوية القطرية، بفعل حظر استخدام المجالات الجوية السعودية والإماراتية والبحرينية، إلى الضغط المتصاعد على الدوحة لإجبارها على الانصياع للمطالب المحتملة للكتلة.
على رأس هذه المطالب تخفيف التغطيات التي تُعدها المنافد الإعلامية مثل قناة الجزيرة، وقطع العلاقات مع الجماعات الإسلامية، ومواءمة السياسة الخارجية القطرية مع سياسة الرياض. ويرجح أن تتخذ قطر خطوات للتعامل مع المطلبين الأولين؛ حيث تقوم بإنشاء بعض مؤسسات الأخبار المستقلة الجديدة، بينما تخفف من وجود الجماعات الإسلامية داخل حدودها، كما بدأت تفعل مسبقاً بتكتم. لكن السعودية والإمارات ربما تذهبان خطوة أبعد، فتطلبان من قطر قطع علاقتها بإيران، وطرد الإسلاميين البارزين والحد من تعاونها العسكري مع تركيا -وهي شراكة أقلقت السعودية في سعيها إلى أن تكون القوة السنية القائدة في المنطقة. وبطبيعة الحال، لا تنوي الدوحة الانصياع بسهولة إلى أي من هذه المطالب التي تزعم أنها لا تقوم على أساس. (ناهيك عن حقيقة أن الروابط مع إيران والجماعات الإسلامية تنطوي على أهمية حاسمة لأجندات قطر الاقتصادية وأجندات السياسة الخارجية). ومع أن الأطراف الخارجية، مثل الولايات المتحدة وتركيا، ستحاول التوسط لحل للأزمة، فإن السعودية والولايات المتحدة ستعملان على إبقاء الوساطة في داخل أسرة دول مجلس التعاون الخليجي، بتركيز المفاوضات في الكويت وسلطنة عمان.
خصمان قديمان يتعاركان بالوكالة
بينما تستخدم السعودية دعم البيت الأبيض لمحاولة تعزيز دورها القيادي في المنطقة، سوف تتصاعد التوترات بين المملكة وإيران. وقد اتضحت مخاطر التصعيد في تنافسهما المحتدم مسبقاً في ميادين المعارك المستعرة في كل أنحاء الشرق الأوسط خلال الربع الثاني من العام. وتستمر قدرة إيران على تجهيز الوكلاء الإقليميين، مثل الثوار الحوثيين الذين يحاربهم التحالف بقيادة السعودية في اليمن، في إثارة مخاوف المملكة. وينطبق الشيء نفسه على تأثير إيران على اللاعبين المحليين في الأماكن غير المستقرة في الجوار، مثل المنطقة الشرقية في السعودية، وفي البحرين، حيث قدمت الحكومة الإيرانية دعماً شفوياً للحركات الشيعية الانفصالية، وحيث تكافح قوات الأمن السعودية والبحرينية لتعقب واعتقال الخلايا المسلحة. وبالإضافة إلى ذلك، تقدم عمليات الرياض الأمنية المستمرة في منطقة الماسورة في العوامية، للمتمردين الشيعة في المنطقة فرصة لمهاجمة القوات السعودية. ولذلك، ستبقى المملكة متشككة بعمق في إيران، وسوف تراقب بحذر أي محاولة تبذلها طهران لإثارة الاضطرابات في الأجزاء التي تقطنها أغلبيات شيعية في شبه الجزيرة العربية -وسوف تستخدم مخاوفها كذريعة لتعزيز دعمها الخاص للمسلحين الذين يستهدفون المصالح الإيرانية.
سوف تتكثف لعبة اللوم المتبادل بين القوتين المتنافستين في الربع الثالث من العام. وكانت طهران قد وجهت على مدى الأشهر الأخيرة اتهامات غير مسبوقة للسعودية بإثارة الاضطرابات داخل حدود إيران. (على سبيل المثال، زعمت طهران أن الرياض وواشنطن كانتا متورطتين في هجوم "داعش" المزدوج يوم 7 حزيران (يونيو) في العاصمة الإيرانية). وسوف تستمر الحكومة الإيرانية في الإشارة بأصابع الاتهام إلى السعودية في أي تهديدات تنشأ لاستقرار إيران، بغض النظر عن وجود أي أدلة تدعم ادعاءاتها. ويمكن أن تفضي المزاعم المتبادلة إلى تصعيد في الغارات ضد الجماعات المتشددة، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى إثارة المزيد من الاضطرابات. وتشمل المناطق الساخنة التي تمكن مراقبتها لرصد علامات هذه الدوامة المتقلبة أماكن استهدفتها إيران مسبقاً في غاراتها لمكافحة الإرهاب، مثل مناطقها الشمالية الغربية الكردية المجاورة لحدود العراق؛ ومناطق في جنوب البلاد حيث أغلبية السكان من السُنة؛ ومحافظة سيستان-بلوشستان المضطربة في جنوب شرق البلاد. وفي الحقيقة، تزعم إيران مسبقاً أنها تمتلك الدليل على تدخل السعودية بين المجتمعات المتشددة المحلية في هذه المناطق.
سوف يتجلى صراع الجبابرة هذا بين القوتين في ساحات المعارك السياسية أيضاً. وبينما كان الربع الثاني من العام موشكاً على الانتهاء، وافق المشرعون اللبنانيون على قانون انتخابي جديد ومددوا ولاية البرلمان حتى 20 أيار (مايو) 2018. ويخفض القانون الجديد عدد الدوائر الانتخابية في البلد من 26 إلى 15، وهي خطوة تُقلق الأحزاب اللبنانية والجماعات الديمغرافية الأصغر. وعلى مدى الأشهر القليلة القادمة، سوف يعرض المشرعون تفاصيل الانتخابات النيابية، وسوف يعمل القادة الدروز والمسيحيون والسنة على ضمان أن لا تضيع أصواتهم وسط الأغلبية الشيعية في البلد. ومع ذلك، ربما يكون أكثر تداعيات القانون الجديد أهمية هو أنه سوف يحد من قدرة أي لاعب أجنبي -بما في ذلك إيران والسعودية- على فرض أجندته على الحكومة اللبنانية.
بطبيعة الحال، لم تنس السعودية التحديات التي تواجهها في الوطن وسط نضالها من أجل الهيمنة في الشرق الأوسط بشكل عام. وفي الأشهر المقبلة، يتوقع أن تعلن الرياض عن طرحها الأولي المتوقع كثيراً لأسهم شركة البترول السعودية، بالإضافة إلى نتائج المراجعة الجارية لاحتياطيات النفط في المملكة. وقد دافع ولي العهد المعين حديثاً، محمد بن سلمان، عن جهود طرح الاكتتاب العام.
بعد قفزه تواً إلى مقدمة صف خلافة عرش المملكة، وتحييد ولي العهد السابق محمد بن نايف في العملية، يتمتع محمد بن سلمان بتفويض جديد لتكثيف نهجه الحازم تجاه إيران والإصلاح الاقتصادي. كما أصبح ولي العهد الجديد يتمتع الآن بالسلطة لممارسة نفوذ أكبر على شؤون الأمن القومي السعودي، وسوف لن يضيع وقتاً في اعتبار إيران مسؤولة عن التهديدات التي يواجهها البلد. وسوف يستخدم بن سلمان دون شك نفوذه الجديد لمحاولة تخويف القوى السنية في المنطقة لدفعها إلى اتباع قيادة السعودية والوقوف متحدة ضد إيران. وعلى الرغم من أفضل الجهود التي يبذلها، فإن دولاً مثل قطر ولبنان ومصر ستعمل على تجنب جرها إلى مواجهة الرياض المتصاعدة مع طهران. ومع ذلك، لن تكون الموازنة بين الطرفين عملية سهلة كثيراً بالنسبة لبلدان لديها كثافة سكانية كبيرة من السنة والشيعة، وعلاقات إيجابية مع كلتا القوتين، مثل باكستان والعراق.
متشددو إيران يضيقون على الرئيس
بطريقة تسعد كثيراً حليفها السعودي، سوف تحتفظ الولايات المتحدة بالعقوبات الاقتصادية قائمة ضد برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية في هذا الربع من العام، بينما تواصل استهداف الأفراد والشركات المرتبطين بجهاز الحرس الثوري للجمهورية الإسلامية. وسوف تناضل كل من واشنطن وطهران للإبقاء على خطة العمل الشاملة المشتركة قائمة، لكن الاحتكاك الدائم بين البلدين سوف يحد من الخيارات السياسية للرئيس الإيراني حسن روحاني. وفي هجوم "داعش" المزدوج في طهران يوم 7 حزيران (يونيو)، سوف يغتنم الحرس الثوري الإيراني الفرصة لتأمين المزيد من الموارد ولتوسيع نشاطاته في الخارج. ومع أنه أعيد انتخابه حديثاً، سوف يواجه روحاني أوقاتاً عصيبة في استخدام تفويضه الجديد لتخفيف نفوذ الحرس الثوري، وهو هدف حاول تحقيقه من قبل. ونتيجة لذلك، لن يتمكن الرئيس من الذهاب باتصالات إيران مع السعودية والولايات المتحدة إلى مزيد من الاعتدال.
ليس هذا الواقع غير معتاد بالضرورة بالنسبة لإيران؛ فقد واجه رؤساء الولاية الثانية في البلد المصاعب تاريخياً لدى محاولة ترسيخ أجنداتهم والإبقاء على الحرس الثوري وحلفائه السياسيين المتشددين مع الخط. وبينما يناضل روحاني للوفاء بوعود حملته الانتخابية حول الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، فإن الفجوة بينه وبين بقية الحكومة الإيرانية (التي معظم أعضائها مُعين وليس منتخباً) سوف تتسع بلا شك، وربما يتبين أن العوائق التي يضعها الحرس الثوري الإيراني أمام الإصلاح لا يمكن تجاوزها.
الحرب الأهلية السورية
عبر حدود إيران الغربية، عانى تنظيم "الدولة الإسلامية" من هزائم معوقة في العراق وسورية. لكن خسارة الأراضي في مناطق عمليات المجموعة الرئيسية لم تعطل قدرتها على إلهام منفذي الهجمات في الأماكن الأخرى من العالم. ما يزال تهديد "داعش" يتطور بلا توقف، كما يتضح من هجماته الأولى في طهران في الربع الماضي. ومع ذلك، ربما يتجسد أحد التداعيات المحتملة للحادثة في جر إيران أعمق إلى القتال ضد "داعش" في سورية. وتخاطر قوات طهران، التي تندفع شرقاً فعلياً في سورية في اتجاه مواقع "داعش" بالقرب من الحدود العراقية، باحتمال الاشتباك مع القوات الأميركية المنتشرة هناك.
من جانبها، تركز الولايات المتحدة أنظارها على "داعش". وبدعم من الولايات المتحدة، بدأت قوات سورية الديمقراطية تقدمها نحو مدينة الرقة الاستراتيجية، والتي تشكل واحداً من آخر معاقل المجموعة الجهادية. ولكن، في انعطافة جديدة للأحداث، وجد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤه من الثوار أنفسهم في مواجهة مع الحكومة السورية المدعومة من إيران وروسيا، في إطار سباق لانتزاع باقي مناطق "داعش" من قبضته المتراخية. ويتحرك كل واحد من المشاركين في هذا السباق على الحدود العراقية بدفع مصالح مختلفة، لكن رغبتهم المشتركة في السيطرة على نفس القطاع م نالأرض سوف تضعهم في مواجهة بعضهم بعضاً، وهو يزيد مخاطر الصدام في هذا الربع من العام.
بالنسبة للحكومة السورية، يشكل الوصول إلى مواقع أمامية في أقصى الشرق وشمال الشرق شأناً حاسماً لطموحاتها إلى استعادة السيطرة على البلد. ويبدو راعيها الإيراني أكثر اهتماماً بكثير في استغلال الاندفاعة لبناء جسر بري يمتد من طهران إلى دمشق والبحر الأبيض المتوسط -وهي صلة سوف توسع إلى حد كبير وصول طهران عن طريق تقوية اللوجستيات وخطوط الإمداد وتحسين قدرتها على ممارسة القوة. كما أن روسيا منخرطة بعمق أيضاً في اندفاعة الموالين والمكونة من ثلاث شعب في اتجاه الحدود العراقية. وبينما تصبح قوات الحكومة السورية أقرب، فإنها يمكن أن تعرقل عمليات الثوار في المنطقة.
أدى تواجد حلفاء الولايات المتحدة في شرق سورية مسبقاً إلى تعقيد حملة الموالين في اتجاه الشرق، وسوف يواصلون ذلك في الربع القادم. ومع ذلك، من المرجح أن لا يتمكن حلفاء واشنطن من الحيلولة دون وصول خصومهم المدعومين من إيران وروسيا إلى الحدود أولاً، وبحلول نهاية العام.
معركة الموصل
ثمة معركة مهمة أخرى في القتال ضد "داعش" تصل إلى نهاياتها أيضاً. فالمعركة من أجل استعادة مدينة الموصل العراقية توشك على الانتهاء؛ وقد حاصرت القوات العراقية وطهرت تقريباً آخر جيب للمشتددين المسلحين في المدينة. وبمجرد انتهاء المهمة، ستصبح هذه القوات حرة في التحول لإضفاء الاستقرار على أجزاء أخرى من البلد، بما فيها تلعفر، الحويجة، وديالا والأنبار. كما ستحول انتباهها أيضاً إلى الأراضي المستعادة التي أصبحت مضطربة وحرونة، مثل طوز خورماتو وسنجار. ومع أنه تم طرد قوات "داعش" من هذه الأماكن، فإنها تظل موطناً لسكان متنوعين وشخصيات سياسية تتنافس على الحق في حكم هؤلاء السكان. وحتى الآن، استطاع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وضع هذه المسألة وراء ظهره، لكن نهاية عملية الموصل سوف تعيد إحياء المفاوضات حولها، بالإضافة إلى نشر القوات في المناطق المتنازع عليها. وسوف تسخن المحادثات حول هذه المسائل الشائكة في الأشهر القادمة، مما يؤدي إلى تفاقم الصدوع داخل حكومة إقليم كردستان، وبين أربيل وبغداد.
لأن "داعش" فر إلى حد كبير من كردستان العراق، تمكنت الفصائل السياسية المحلية من استئناف نقاشها حول مستقبل المنطقة شبه المستقلة. وقرب نهاية الربع الثاني من العام، أعلن الساسة الأكراد عن عقد استفتاء على الاستقلال في 25 أيلول (سبتمبر). وقد دفع التقاء الأكراد وتحالفهم المؤقت حول هذه المسألة القوى المعنية إلى محاولة إخراج التصويت عن مساره، خاصة بما أنه سيشمل محافظة كركوك الغنية بالنفط. ومن المرجح أن تحاول بغداد، على سبيل المثال، تشتيت انتباه القادة الأكراد عن الاستفتاء عن طريق إجبار حكومة إقليم كردستان على تسوية نزاعاتها غير المحلولة المتعلقة بالأراضي والطاقة مع الحكومة المركزية العراقية.
في الأثناء، سوف تعمد الدول الأخرى التي تضم أعداداً كبيرة من الأكراد، مثل تركيا وإيران، إلى استغلال الفصائل الكردية التي لها نفوذ عليها، لإقحام نفسها في خطط الاستفتاء. فبعد كل شيء، سوف يؤسس نجاح محاولة الاستقلال في كردستان العراقية سابقة للمجموعات الكردية الأخرى في كل أنحاء الشرق الأوسط، حيث يمكن تلهم بعضها الشروع في الضغط لإقامة دولها الخاصة. وبالنظر إلى القيود المفروضة على أعمال تركيا في سورية، سوف تبحث أنقرة عن فرص في العراق لتشكيل المناخ السياسي والأمني في المنطقة بعد أن تنتهي عملية الموصل. ومع ذلك، وبإقحام نفسها في كردستان العراق، سوف توتر تركيا علاقاتها مع رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني. وفي كل هذه الفترة، سوف تستخدم إيران حلفاءها العراقيين والأكراد المتمركزين بجوار القوات التي تدعمها تركيا لحماية مصالحها الخاصة في شمال العراق ولإفساد خطط الأتراك.
على الرغم من التدخل المتفشي، لن يفقد الاستفتاء الكردي زخمه. لكنه سيقع مع ذلك فريسة للاقتتال الداخلي بين الفصائل الكردية المتنافسة، والذي سيسفر إما عن تصويت ترفض بغداد الاعتراف به، أو واحد لا يعتزم الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم التمسك به. (ببعض الطرق، دافع برزاني عن الاستفتاء ليصرف انتباه ناخبيه عن مشاكل حكومة إقليم كردستان الضاغطة وعن بقائه غير القانوني في المنصب، أكبر من تأمين الاستقلال لشعبه).
سوف تخضع الحكومة العراقية في بغداد لتغييراتها السياسية الخاصة بينما تقوِّي التحالفات نفسها وقواعد دعمها استعداداً لانتخابات المحافظات في أيلول (سبتمبر) المقبل. أما إذا كانت الانتخابات ستُجرى في وقتها المقرر أم لا، فإن ذلك يعتمد على موافقة البرلمان على قانون انتخابي جديد. وفي حال فشلت الموافقة في التحقق، فإن انتخابات المحافظات يمكن أن تترافق مع الانتخابات البرلمانية في النصف الأول من العام 2018. ولكن، حتى في حال التأجيل، فإن التسابق بين الأحزاب السياسية العراقية سوف يتواصل خلال الربع الثالث بينما يحاول كل منها الفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد في المجلس التشريعي. وحتى الآن، يشعر الزعيم الشيعي القوي مقتدى الصدر بالسرور من الكيفية التي يتشكل بها القانون الانتخابي، وشرع في التواصل مع الأحزاب الكردية والسنية لتوسيع نطاق قبوله الشعبي. ومع ذلك، وفي حال لم يمر مشروع القانون في شكله الحالي الذي يفضل الأحزاب الصغيرة على الكبيرة، فإن الصدر ربما يلجأ إلى دعوة الحشود من أنصاره للخروج إلى الشوارع.
إسرائيل تستعد لصيف متوتر
عبر حدود العراق الغربية، كثفت إسرائيل نشاطها في سورية. وخلال الربع الثاني من العام، شنت العديد من الغارات الجوية ضد قوافل أسلحة تعود إلى حزب الله، الجماعة اللبنانية المتشددة المسلحة التي تدعمها إيران، بينما تعبر شمال سورية. وتؤكد الهجمات على التهديد المقيم الذي يشكله الحلفاء السوريون والإيرانيون قرب حدود إسرائيل الشمالية على أمنها القومي.
كما تواجه إسرائيل أيضاً تهديداً مستمراً على حافتها الجنوبية. وقد أثار مسؤولون إسرائيليون احتمال وقوع صدام جديد مع المتشددين السلفيين في غزة بعد اعتراض عدة هجمات صاروخية صغيرة -والتي قيل إنها من تنفيذ مجموعات عدة- بجوار الحدود. وربما تضيف العداوة المقيمة بين مجموعتي فتح وحماس الفلسطينيتين على الموارد في غزة الوقود على النار، ولو أنها ليست لدى أي منهما الإرادة السياسية لإثارة صراع أكبر مع إسرائيل.
بدلاً من ذلك، كانت حماس منشغلة بنزاع قطر مع دول مجلس التعاون الخليجي، الذي هدد عمليات المجموعة في الدوحة. ومن المرجح أن يكون مسؤولو حماس بصدد إعداد خطط للطوارئ في حال اضطرارهم إلى نقل بعض أو كل أنشطتهم إلى مكان آخر. وربما تكون إيران هي الحل لمشكلة المجموعة: فبعد سنة من العلاقات الباردة، شرعت علاقات طهران بحماس في اكتساب بعض الدفء، وعبر كلا الطرفين عن الرغبة في ضمان استمرار هذا الاتجاه. لكن إيران ليست خاطب ود حماس الوحيد، فقد عرضت مصر أيضاً إرسال إمدادات الكهرباء إلى غزة وتخفيف القيود عن معبرها الحدودي مع القطاع في مقابل تنازلات أمنية. ولذلك سوف تمضي حماس الربع المقبل في وضع الاستراتيجيات التي تمكنها من تحقيق التوازن بين عروض طهران والقاهرة من تدون تنفيرهما معاً.
الحرب الأهلية الليبية
على امتداد قطاع مختلف من ساحل البحر الأبيض المتوسط، ما تزال ثلاث حكومات متنافسة ليبية تتقاتل من أجل السيطرة على البلد. وسوف تعمل حكومة الوفاق الوطني، التي تتخذ من طرابلس مقراً لها والمعترف بها من الأمم المتحدة، مع خليفة حفتر، القائد الميداني للجيش الوطني الليبي، وحلفائه في مجلس النواب الشرقي، على متابعة خريطة الطريق السياسية التي وقعوا عليها في وقت سابق من هذا العام. (يشمل الاتفاق خطة لعقد انتخابات في الربع الأول من العام 2018). ومع ذلك، سوف تؤدي الانقسامات المتعمقة في كلا المعسكرين إلى الحد من نجاح المحادثات، حتى بينما يحاول حفتر تحسين صورته وتخفيف موقفه من الميليشيات التي تدعم حكومة الوفاق الوطني.
وقد أعطت هذه الميليشيات حكومة الوفاق الوطني اليد العليا في طرابلس منذ انسحب خصومها من ميليشيات مصراتة، المتحالفة مع "المؤتمر الوطني العام"، في الربع الماضي من العام. لكن معركة حكومة الوفاق الوطني من أجل الشرعية في المدينة الاستراتيجية لم تُكسب بعد: فما تزال ميليشيات مصراتة تحوم في بعض أجزاء ضواحي طرابلس. وفي الأثناء، وعلى الرغم من أن الجيش الوطني الليبي سوف يواصل تقدمه إلى الجنوب والغرب، فإن عوز حفتر للقوات البرية سوف يعيق تحركه إلى خارج خطوط المعركة الحالية.
مكنت عودة الاستقرار إلى الكثير من أنحاء ليبيا قطاع النفط في البلد من الشروع في التعافي البطيء. ومع ذلك، سوف يستمر التقلب في تعريض هذا التعافي للخطر. وفي الربع القادم من العام، يمكن أن ينخفض إنتاج النفط عن معدلاته التي سجلها في شهر أيار (مايو)، والتي بلغت 730.000 برميل يومياً، لتهبط إلى نحو 450.000 برميل في حال انفجر أي من خطوط الصدع الليبية الكثيرة. ومع ذلك، فإن ارتفاعاً في الإنتاج (ولو مؤقتاً) إلى ما بين 900.000 و1.000.000 برميل يومياً يبقى احتمالاً قوياً خلال فترات الهدوء.

*ستراتيجيك فوركاستينغ (بالإنجليزية Strategic Forecasting, Inc)؛ والمعروفة أكثر باسم ستراتفور (بالإنجليزية STRATFOR)، هو مركز دراسات استراتيجي وأمني أميركي، يعتبر إحدى أهم المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، وهو يعلن على الملأ طبيعة عمله التجسسي، ويجسّد أحد أبرز وجوه خصخصة القطاعات الأميركية الحكومية. تطلق عليه الصحافة الأميركية اسم "وكالة المخابرات المركزية في الظل" أو الوجه المخصخص للسي آي إيه (بالإنجليزية The Private CIA). معظم خبراء مركز ستراتفور ضباط وموظفون سابقون في الاستخبارات الأميركية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69658
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا   تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Emptyالإثنين 03 يوليو 2017, 7:59 am

توقعات مركز "ستراتفور" للعام 2017: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا


تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا File
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته لموقع بناء في مستوطنة هار حوما في القدس الشرقية المحتلة

لن تكون الولايات المتحدة أقل انخراطاً في الشرق الأوسط في العام 2017 مما كانت في العام 2016. لكنها ستكون، مع ذلك، أكثر حصافة في انخراطها؛ حيث ستمنح دولاً أخرى فرصة للتنافس على النفوذ. وسوف تتكشف المنافسة بشكل أساسي في ميدان المعركة السوري-العراقي وحوله، والذي سيستمر في جرّ وتوريط جيرانه ودول أبعد منها أيضاً. وسوف تفضي تطورات المعارك الدائرة في سورية والعراق إلى تعميق التوترات الطائفية، وتكثيف الخصومة الحالية بين تركيا وإيران.
مقاومة الإغواء في الموضوع السوري
من المغوي الاعتقاد بأن الحرب الأهلية السورية سوف تنتهي في العام 2017، الآن وقد استعادت القوات الموالية لبشار الأسد مدينة حلب الحاسمة. وفي واقع الأمر، تسيطر هذه القوات الآن على بضع مدن رئيسية أخرى، وتمتلك ترف تعزيز هذه المكاسب التي حققتها. لكن الصراع السوري لن ينتهي، في العام 2017 على الأقل. فالموالون متمددون ببساطة، ومنجرون إلى الكثير جداً من الاتجاهات بحيث لن يتمكنوا من تحقيق نصر حاسم. فبالإضافة إلى الاحتفاظ بالأرض التي يسيطرون عليها في الشمال، عليهم الآن محاولة إخراج الثوار المتمركزين بين حلب ودمشق وحول دمشق نفسها. كما سينجرون أيضاً إلى مناطق يسيطر عليها "داعش" في مدينة دير الزور الشرقية، حيث يقبع رفاقهم الآن تحت الحصار. وسوف تكون استعادة مناطق حزام الطاقة المحيط بتدمر أولوية أيضاً. وبعبارات أخرى، ما يزال هناك الكثير من العمل المتبقي أمامهم لينجزوه، كما يستطيع أي عدد تشاؤون من الأشياء أن يغيِّر موازين القوى في هذا البلد المثقل بالصراع.
مع ذلك، لا تشكل الضغوط التي يعاني منها الموالون للنظام سوى عامل واحد فقط من العوامل التي تحول دون حل الصراع. ففي العام 2017، سوف يعمل وجود القوى الخارجية أيضاً على تعقيد ميدان المعركة السوري، تماماً كما فعل في العام المنقضي. سوف تعدل الولايات المتحدة استراتيجيتها في سورية، مفضلة واحدة تقدم المساعدات بطريقة انتقائية لمجموعات معينة في القتال ضد "داعش" بدلاً من المجموعات التي تقاتل حكومة الأسد. وسوف تستمر واشنطن، على سبيل المثال، في دعم القوات الكردية، لكنها ستحد من دعمها للثوار في إدلب. وسوف تكون تداعيات ذلك من ثلاث طبقات: أولاً، سيكون على تركيا وقطر والسعودية زيادة دعمها للثوار الذين تخلت عنهم الولايات المتحدة، بمن في ذلك الأكثر تطرفاً من بينهم. ثانياً، سوف يمنح دعم هذه الدول للعناصر المتطرفة متسعاً للازدهار، وكذلك سيفعل انخفاض الرقابة المرتبط بفك واشنطن ارتباطها. ثالثاً، سوف تتمكن روسيا من التعاون أكثر من الناحية التكتيكية مع الولايات المتحدة وحلفائها، بينما تحاول انتزاع تنازلات منهم، بما في ذلك تخفيف العقوبات المفروضة عليها، في مفاوضات أوسع نطاقاً مع واشنطن.
تجدر ملاحظة أن روسيا ستتعاون فقط طالما كان ذلك التعاون يساعد موسكو على تحقيق هذه الأهداف، ولكن بالنظر إلى نفوذ موسكو المحدود على الأرض في سورية، فإنه ليس هناك الكثير الذي تستطيع عمله فعلياً. ومع ذلك، لن يوقف هذا الواقع روسيا عن محاولة الحلول محل واشنطن كحكَم ووسيط أساسي في المفاوضات السورية.
في حين تكون القوى الأخرى منشغلة بالقتال ضد "داعش"، سوف تقوم تركيا بتوسيع مدار نفوذها في شمال سورية والعراق، مدفوعة -كما هي- بسعيها إلى منع التوسع الكردي. وفي سورية، ربما يمنع تواجد القوات الروسية تركيا من المغامرة أبعد في المناطق الواقعة إلى الجنوب من مدينة الباب في شمال حلب. ومن الباب، سوف تحاول تركيا المضي شرقاً في اتجاه منبج، بحيث تتمكن بذلك من تقسيم، وبالتالي إضعاف المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. كما ستحاول تركيا الضغط من أجل الحصول على دور أكبر في العمليات ضد "داعش" في الرقة. وسوف تنشر تركيا المزيد من قواتها العسكرية في القتال السوري، سواء كان ذلك لعرقلة توسع القوات الكردية السورية، أو لإضعاف "داعش".
هناك، بطبيعة الحال، بعض المآخذ على الاستراتيجية التركية. وبالتحديد، تنطوي هذه الاستراتيجية على خطر نشوب اشتباكات مع القوات الروسية والقوات الكردية السورية. ولذلك، سيتعين على أنقرة أن تركز على الحفاظ على علاقات مع موسكو من أجل تجنب حدوث تعقيدات في ميدان المعركة، حتى بينما تقوم بإدارة التوترات مع الولايات المتحدة حول دعم واشنطن المتواصل للأكراد.
وفي العراق أيضاً، سوف تقوم تركيا بتوسيع نفوذها في الشمال -بالتحديد، إلى حيث كانت حدود الإمبراطورية العثمانية مرسومة ذات مرة، عبر سنجار والموصل وأربيل وكركوك. وبينما تفعل ذلك، فإنها ستتنافس مع إيران على النفوذ في مناطق فراغ السلطة الذي ستخلفه هزيمة "داعش" في الموصل. ومن جهتها، سوف تناضل بغداد للسيطرة على محافظة نينوي بمجرد أن يفقد "داعش" الموصل. وفي الأثناء، سوف تقوم تركيا بتعزيز وكلائها لكي تضع نفسها في موضع الدولة الراعية للسُنة في المنطقة.
تشكل عودة صعود تركيا تهديداً لقوس النفوذ الإيراني عبر شمال سورية والعراق، ولدى طهران طرق يمكن أن ترد بها. سوف تقوم بتشجيع الحكومة الشيعة في بغداد على مقاومة ما ستشخصه على أنه احتلال تركي. كما ستعتمد أيضاً على الميليشيات الشيعية لوقف أنقرة عن طريق المنافسة على الأرض واستغلال الانقسامات بين الأكراد العراقيين. وسوف تعتمد المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، التي لديها نفوذ أقل نسبياً في العراق، على تركيا في شأن دعم المصالح السنية.
سوف يؤدي سقوط الموصل إلى المزيد من تقسيم الأكراد العراقيين. وسوف يضع التدافع الحتمي من أجل الأرض والنفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني المدعوم من تركيا في مواجهة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتحالف بشكل أوثق مع إيران. وسوف تكون كركوك، المدينة والمحافظة الغنية بالنفط، مثيرة للجدل والنزاع بشكل خاص. سوف يحاول الحزب الديمقراطي الكردستاني الاحتفاظ بما كسبه هناك، في حين ستحاول بغداد، مدعومة من إيران، استعادته. وسوف يعيق ذلك تحقيق تعاون مستدام في عمليات إنتاج الطاقة وتقاسم العائدات بين بغداد وبين إقليم كردستان العراق.
تركيا: لا عوَز في التحديات
مع كل التحديات التي تواجهها تركيا في الخارج، فإنها لا تعاني نقصاً في معروضها في الوطن أيضاً. وتشكل هجمات المتشددين الأكراد مشكلة مزمنة، بطبيعة الحال. وفي الأثناء، سيعمل دور تركيا في خنق طرق هرب "داعش" في سورية على جعلها هدفاً رئيسياً لهجمات المجموعة في العام 2017. لكن الأمر الذي قد يكون أكثر أهمية، هو أن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيعقد استفتاءً في العام 2007 على التعديلات الدستورية التي تهدف إلى تعزيز سلطات الرئاسة في ظل رجب طيب أردوغان. وما يزال حزب العدالة والتنمية يتمتع بدعم شعبي استثنائي على الرغم من الاستقطاب الكبير في أوساط الناخبين، لكن الاقتصاد الذي يتربع الحزب على قمته أصبح مهتزاً. سوف ترتفع ديون تركيا المقومة بالدولار بينما يصبح الدولار أقوى، وسيعمل عدم استقرار الليرة التركية على تخويف المستثمرين الذين يشعرون بالقلق مُسبقاً بسبب حملات القمع السياسي التي تشهدها البلاد. كما تقوم هذه الحملات أيضاً بتعقيد محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. ولا يعني هذا أن من المتوقع أن تحرز تركيا الكثير من التقدم في هذا الشأن؛ لكنها تحتاج ببساطة إلى أبقاء الحوار قائماً حول ضوابط الهجرة، من أجل إبقاء موطئ قدم لها في الغرب، وللاحتفاظ بوصول إلى أسواق الاتحاد الأوروبي.
اختبار للعلاقات الأميركية-الإيرانية
سوف يختبر العام 2017 ديمومة العلاقات الأميركية-الإيرانية. ومن المتوقع أن تكون الحكومة الأميركية الجديدة أقل تسامحاً مع ما تراه على أنه عدوانة إيرانية -التحرشات البحرية واختبارات الصواريخ البالستية، على سبيل المثال- حتى مع أن إيران لا تنتهك مباشرة بنود الاتفاق النووي. وسوف يكون صدور ردود فعل أميركية قوية على مثل هذه العدوانية -من وجهة نظر إيران- انتهاكاً للاتفاق، لكنه يمكن توقُّع أن تتحدى إيران الاتفاق فقط إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك أولاً. (تقف روسيا في موقف يتيح لها الاستفادة من التوترات الأميركية-الإيرانية. ففي إطار سعيها للحصول على نفوذ إضافي ضد الولايات المتحدة، سوف تقوم بتوطيد علاقاتها مع إيران من خلال الصفقات الاقتصادية والعسكرية، وهي تعرف أن طهران ستستخدم روسيا لتحقيق التوازن ضد واشنطن بينما تظهر الأسئلة حول جدوى الاتفاق النووي وقابليته للحياة).
مع ذلك، سوف يصمد اتفاق إيران النووي ويجتاز هذا العام، على الرغم  من تهديدات الولايات المتحدة يعكس ذلك. فمع كل الخطابة والتصريحات الساخنة التي تحيط بالعلاقات الأميركية-الإيرانية، فإن لدى واشنطن قليل مصلحة في الغرق في مزيد من صراعات الشرق الأوسط، خاصة مع إيران. وعلى نحو مماثل، تحتاج إيران إلى تعزيز اقتصادها، وهو شيء لن تتمكن من تحقيقه من دون التجارة الخارجية والاستثمارات والتفاعلات التي يتيحها الاتفاق النووي. وفي واقع الأمر، ربما سيكون الاقتصاد الإيراني هو العنصر الحاسم في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أيار (مايو) المقبل. سوف يحاول الرئيس حسن روحاني، المعتدل بالمعايير الإيرانية، الاستعانة بفكرة أن الإزالة الجزئية للعقوبات وإضفاء الاستقرار على معدل التضخم سوف يأتيان بالفائدة على الإيرانيين العاديين. ومع ذلك، يتهمه خصومه المتشددون في فيلق الحرس الثوري الإيرانية بالتساهل مع الولايات المتحدة، وتسليم قدر كبير جداً من السيطرة على الاقتصاد الإيراني للأطراف الدولية.
مهما تكن نتائج الانتخابات، سوف تبقى إيران تحت نفوذ الساسة المحافظين. ويستجيب هؤلاء الساسة للقائد الأعلى الذي لا يثق في الولايات المتحدة، لكنه يفهم أيضاً الحاجة إلى معادوة دخول الاقتصاد العالمي. وسوف تساعد الزيادة التدريجية في إنتاج النفط في هذا الصدد، لكن الأسئلة المحيطة بديمومة الاتفاق النووي الإيراني، ناهيك عن اتجاه السياسة الأميركية المقبل، ربما تمنع إيران من تحقيق أهدافها الاقتصادية.
الطريق إلى الإصلاح في الخليج
سوف تستمتع المملكة العربية السعودية بتدهور العلاقات الأميركية-الإيرانية. ومثل تركيا، سوف تُدفع إلى تعزيز معاركها الإقليمية بالوكالة مع إيران. ومع ذلك، سيكون على الرياض أن تزن الحملات الخارجية المكلفة مع الضغوط المتصاعدة في الوطن. وبعد خفض النفقات الرأسمالية وتخفيض فاتورتها للقطاع العام في العام 2016، سوف تتمكن السعودية من تخفيض عجز ميزانيتها في العام 2017. ومع ذلك، كان الطريق إلى الإصلاح بطيئاً ووعراً، وسيكون من الصعب على السعودية أن تترجم خططها الطموحة لكل من "رؤية 2030" و"رؤية 2020" إلى توجيهات ملموسة يمكن أن يتبعها قطاعها الخاص. ومع تخصيص أكثر من أربعة أضعاف المال الذي خصص في العام الماضي لتطبيق توجيهات رؤية 2020، سوف يضغط القادة السعوديون على القطاعين العام والخاص للشروع في تحويل العمليات وفقاً لذلك وخلق المزيد من الوظائف.
في الأثناء، سوف تستعد الرياض للطرح العام الأولي لشركة أرامكو السعودية، المقرر في العام 2018، وسوف تقوم بتوسيع نطاق صندوق الاستثمارات العامة ودفعه إلى تبني استثمارات أكثر مخاطرة في الخارج، في مسعى لتحويل مستودع ثروته إلى صندق ثروة سيادي حقيقي. وفي محاكاة لدول مثل الكويت والإمارات العربية المتحدة، سوف تستمر السعودية في تنويع استثماراتها في الخارج لتشمل مختلف القطاعات التكنولوجية -وهي طريقة مجربة وصحيحة لتوليد العوائد على المدى البعيد. وسوف تقود دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة على نطاق الخليج، وتضع التحضيرات التقنية لإنشاء ضريبة قيمة مضافة قياسية مفروضة بنسبة %5. ومن المقرر أن تنطلق هذه المبادرة في أوائل العام 2018.
سوف يضج المواطنون السعوديون ويضغطون بينما تمضي الاندفاعة في اتجاه التغيير، لكن الحكومة ستمنح الاقتصاد أولوية على الإصلاح الاجتماعي. وسوف يتسبب حتى إصلاح اجتماعي متواضع بتنفير المؤسسة الدينية السعودية، التي تحتاج العائلة المالكة إلى دعمها من أجل التعامل مع التهديدات الجهادية المحلية.
سوف تتصرف بقية دول مجلس التعاون الخليجي في تناسق معاً للحد من النفوذ الإيراني والدفاع ضد التهديدات الاقتصادية والأمنية المشتركة. لكن هناك صدوعاً تظهر في واجهة هذه الوحدة. سوف تناضل السعودية لتوجيه مشكلة اليمن نحو تسوية متفاوض عليها، بينما تقوم الإمارات بتقوية موقفها في جنوب اليمن. ولن تشارك سلطنة عمان، المعروفة بحيادها النسبي، في استعداء مجلس التعاون الخليجي لإيران.
شمال أفريقيا
هذه الديناميات نفسها سوف تظهر في سياسة دول مجلس التعاون الخليجي في شمال أفريقيا. سوف تواصل السعودية منح حلفائها دعماً اقتصادياً وأمنياً في مقابل دعمهم لسياستها الخارجية في أماكن مثل اليمن وسورية. وسوف تكون الإمارات صوتاً أكثر اعتدالاً مع ذلك، وسوف تقوض باعتدالها مصداقية السعودية.
سوف تكون مصر مستقرة اقتصادياً بما يكفي في العام 2017 لصياغة سياسة خارجية مستقلة عن المصالح السعودية. ولتحقيق هذه الغاية، سوف تحاول اجتذاب التمويلات من أكبر عدد تستطيعه من الشركاء الخارجيين. والآن وقد عومت القاهرة عملتها، ووافقت على صفقة مع صندوق النقد الدولي وأجرت المزيد من الإصلاحات على دعم الوقود، أصبح عليها أن تطبق إصلاحات هيكلية أكثر أساسية، مثل تخفيض رواتب القطاع العام وزيادة العوائد الضريبية. وسوف تكون حكومة الجنرال عبد الفتاح السيسي ناجحة بقدر متواضع فقط بهذا الخصوص، وهي المقيدة -كما هو حالها- بالسلطة التشريعية والشعب، الذين يتحملون وطأة الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
سوف تبقى مصر في الأثناء متورطة في ليبيا، حيث يبدأ الدعم المصري والإماراتي للجنرال القومي خليفة حفتر الذي يقود الجيش الوطن الليبي، في طرح ثماره. سوف يتمكن حفتر من تقوية جيشه وسيطرته السياسية على شرق ليبيا، وسوف يوسع نطاق سيطرته إلى غرب لبييا، لكنه لن يكون قادراً على تحقيق ذلك تماماً. سوف يحاول الجيش الوطني الليبي حشد الميليشيات إلى جانب قضيته، لكنها لن تريد جميعاً أن تقاتل من أجل حفتر. لكن من المحتم، بغض النظر عن ذلك، أن يعيق عناد حتر المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتحصيل الموافقة عليها. وبذلك، سوف تستمر ليبيا في أن تكون ميداناً للاقتتال بين الميليشيات المتناحرة، مما سيحد من إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام دائم في العام 2017. وسيكون الفائز بهذه المنافسة هو الذي سيفوز بالثروة النفطية في ليبيا.
في الأثناء، سوف يخسر "داعش" الكثير من قوته، لكنه سيجد ملاذات وحلفاء في الأماكن القصية من ليبيا. وفي الوقت نفسه، سوف تواصل الميليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة توسيع نفوذها بهدوء.
حالة "الدولة الإسلامية"
سوف تفقد ما تدعى "الدولة الإسلامية" سلطتها في أماكن أخرى أيضاً. سوف تُضعف الحملات في العراق وسورية المجموعة كقوة عسكرية تقليدية، لكنها ستفعل القليل لإضعافها كقوة إرهابية وقوة تمرد مسلحة. وسوف يبقى بقايا "داعش" المنتشرون في الأماكن التي سيطروا عليها ذات مرة، ناشطين عن طريق استغلال الانقسامات الطائفية والعرقية في مختلف أنحاء العراق وسورية. وبذلك، سوف تعود الهجمات الإرهابية إلى العراق في شكل مشهدي ومذهل. (على الرغم من الانتكاسات العسكرية في العراق، سوف يتوافر "داعش" على قدر أكبر من الحرية للعمل في سورية، حيث تظل جهود التحالف لمحاربة التنظيم أكثر تعقيداً بكثير).
مع ذلك، سوف تكون هجمات "داعش" في الخارج تهديداً محدوداً أكثر. لا شك أن المتشددين العائدين إلى الوطن من العراق وسورية سوف يشكلون خطراً على البلدان الغربية، لكنه خطر يمكن تخفيفه بفعل تزايد الوعي والرقابة الاستخباراتية وارتفاع احتمالية تعرض الإرهابيين للحظر. وسوف يشكل الإرهابيون الأفراد واسعو الحيلة الذين لا يعتمدون على الشبكات والقدرات الكثيفة تهديداً أكبر من "داعش" نفسه في العام 2017، خاصة بالنسبة للغرب.
في حين حاز تنظيم "داعش" على انتباه المجتمع الدولي، كان تنظيم القاعدة يعيد بناء نفسه بهدوء، شاحذاً قدرته في مسارح متعددة تحضيراً لعودته. ومن المرجح أن تصبح فروع تنظيم القاعدة التي أعادت ترتيب نفسها تحت أسماء مختلفة في ليبيا والجزائر ومالي وتونس، أكثر نشاطاً ونفوذاً. ويثير فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية القلق بشكل خاص. فقد انهار الاتفاق الضمني بينه وبين السعودية في اليمن، مما يجعل المملكة هدفاً مهماً للجماعة الجهادية.
سوف يظل الجهاديون ناشطين في الأماكن الأخرى أيضاً، ولو أن هجماتهم ستكون غير متطورة وغير معقدة نسبياً. وإذا أصبحت الهجمات أكثر تعقيداً في أماكن مثل أندونيسيا وبنغلاديش، فسيعني ذلك أن مقاتلين أكثر خبرة في الشرق الأوسط قد وجدوا طريقهم للعودة إلى الوطن بنجاح.
في نيجيريا، سوف تستمر "ولاية السودان الغربي"، المعروفة أكثر باسمها السابق "بوكو حرام" في تبني استراتيجية الاستهداف الخاصة بتنظيم القاعدة، التي تركز على الأهداف العسكرية والغربية، بينما تمتنع عن مهاجمة المدنيين والمسلمين. ومع ذلك، سوف يواصل فصيل المجموعة الذي يقوده أبو بكر شيخو مهاجمة المساجد والمسلمين والأسواق والمدنيين والأهداف الناعمة الأخرى.
إسرائيل أكثر جرأة
سوف يزود العام 2017 إسرائيل بمجموعة متنوعة من الفرص، والتي ستأتي أكبرها من ضامن أمنها التقليدي، الولايات المتحدة. فمع سيطرة الجمهوريين بحزم على الفرعين التشريعي والتنفيذي لحكومة الولايات المتحدة، سوف تكون إسرائيل أكثر حرية في متابعة مصالحها من دون توبيخ. وسوف يستفيد هذا البلد من سياسة أميركية أكثر حزماً تجاه إيران، بل إنه قد يحاول من خلال واشنطن وضع قيود أكبر على تخصيب إيران لليورانيوم -فبعد كل شيء، تبدو الإدارة الأميركية الجديدة أكثر احتمالاً لأن تكون أكثر تقبلاً للاستخبارات التي يتم جمعها عن إيران، خاصة إذا أشارت هذه الاستخبارات إلى مخالفات للاتفاق النووي. كما يُحتمل أن تعمد إسرائيل الأكثر جرأة أيضاً إلى تسريع توسيع مستوطناتها في الضفة الغربية، حتى لو كان قيامها بذلك سيتسبب بهجمات يشنها عليها متشددون فلسطينيون. وسوف يؤدي تصعيد يحدث في الاحتكاكات الإسرائيلية-الفلسطينية إلى توتير علاقات إسرائيل مع الأردن ومصر، اللذين يواجهان ضغوطهما الداخلية الخاصة مُسبقاً. (سوف تكون القضية الفلسطينية بشكل ملحوظ مصدراً للتنافس بين تركيا ومصر أيضاً. سوف تحاول أنقرة تطوير علاقات أفضل مع الجماعات الفلسطينية، بينما تدير علاقة طبيعية -وإنما ما تزال متوترة- مع إسرائيل).
لكن العام 2017 سوف يقدم لإسرائيل أيضاً مجموعة من التحديات. فإلى الشمال منها، سيكون عليها أن تتعامل مع حزب الله، الذي يمكن القول إنه أصبح أكثر قوة وخبرة بفضل مشاركته الكثيفة في الحرب الأهلية السورية. لكن يدي حزب الله مشغولتان بالكامل عن إسرائيل. فسوف يقوم بتعزيز السيطرة على الأراضي في سورية لصالح الموالين للنظام، وسوف يواجه مهمة درء التحديات السياسية التي تواجهه في لبنان، وسوف يبقي عينيه في الأثناء على إسرائيل. ومع الشعور بالقلق من قوة حزب الله العسكرية المتنامية، ومع إدراكها أن لديها نافذة فرصة سانحة، ومن دون الإعاقة التي كان يشكلها تقريع واشنطن سابقاً، من المرجح أن تقوم إسرائيل بتكثيف عملياتها في سورية ولبنان في محاولة لإضعاف حزب الله والحد من وصوله إلى الأسلحة المتطورة.
* Strategic Forecasting, Inc* -المعروف أكثر باسم ستراتفورSTRATFOR -هو مركز دراسات استراتيجي وأمني أميركي، يعد إحدى أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، والذي يعلن على الملأ طبيعة عمله التجسسي، ويجسّد أحد أبرز وجوه خصخصة القطاعات الأميركية الحكومية.
تطلق عليه الصحافة الأميركية اسم "وكالة المخابرات المركزية في الظل"، أو الوجه المخصخص للسي آي إيه The Private CIA. معظم خبراء مركز ستراتفور ضباط وموظفون سابقون في الاستخبارات الأميركية. وقد أسس المركز جورج فريدمان، وميريديث فريدمان، وماتيو بيكر في العام 1996 في ولاية تكساس، ويعتمد أساس عمله على شبكة الإنترنت، حيث يرسل تقارير دورية مدفوعة لمشتركيه عبر البريد الإلكتروني، ولديه اليوم حوالي 292 ألف مشترك بين أفراد ومؤسسات، كما يقوم بإرسال نشرات إلكترونية مجانية لحوالى 2.2 مليون قارئ حول العالم، وهو يمول نفسه من خلال الاشتراكات.
يمتلك المركز مجموعة موظفين يطلق عليهم اسم "المصادر"، وهم يعملون على جمع المعلومات، وعلى تجنيد عملاء آخرين، ويتقاضون أجراً مادياً يختلف باختلاف نوع المعلومة التي يحصلون عليها وأهميتها. بعد غزو العراق سنة 2003 نشطت شبكة ستراتفور على نحو ملحوظ في المنطقة وأسست شبكة عملاء فيها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69658
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا   تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Emptyالإثنين 03 يوليو 2017, 7:59 am

تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا


تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا File
فارون من شرق الرقة يتجهون إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية

الحرب الأهلية السورية
تواجه الولايات المتحدة مخاطر متزايدة في ميدان المعركة السوري في هذا الربع من العام، في حين تستعد لإطلاق هجوم رئيسي ضد "داعش" في الرقة. وقد هدفت ضربة أميركية محدودة ضد قاعدة جوية سورية رداً على هجوم سوري بالأسلحة الكيميائية إلى إظهار حزم الولايات المتحدة في الشؤون العسكرية (في رسالة لن تغيب عن بال كوريا الشمالية)، لكنها لم تأتِ أيضاً من دون مخاطر. وكانت روسيا قد حاولت منذ وقت طويل استخدام ميدان المعركة السورية في مفاوضاتها الأوسع مع الولايات المتحدة، لكن الولايات المتحدة لا تترك الكثير من المتسع لإبرام صفقة مع موسكو. وبذلك، سيكون على روسيا أن تعمتد على فكرة التأثير السلبي لمحاولة جر الولايات المتحدة إلى حوار، وسوف تحاول أن تلعب دور المُفسد في ميدان المعركة السوري من أجل زيادة المخاطر العملياتية بالنسبة للولايات المتحدة. وسوف تكون هناك إمكانية لتفاوض الجانبين على ضمان عدم الاشتباك، لكن من المرجح أن يكون ذلك هو مدى تعاونهما في هذا الربع من العام، بينما تركز واشنطن على القتال ضد "داعش".
مع ذلك، سوف تكون القوات الروسية نشيطة في أماكن أخرى من سورية؛ حيث تدعم هجوم الجيش السوري ضد قوات الثوار، وكذلك "داعش"، في مناطق مثل دير الزور. وبعد صموده لبضعة أشهر مهتزة، انهار تماماً وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا وإيران بين الثوار والموالين في كانون الأول (ديسمبر) 2016. ويؤشر فشله على عدم جدوى محاولات محادثات السلام التي أقيمت خلال الربع الأول من هذا العام. وفي الربع الثاني، سوف تهدد مشاكل سورية الاقتصادية التي تزداد عمقاً، كما يظهر في حالات نقص الغذاء في البلد وانهيار العملة، قبضة الحكومة على المناطق الموالية.
سوف يتولى مقاتلون سوريون تدعمهم الولايات المتحدة المسؤولية عن تنفيذ الهجوم على الرقة. وسوف تعتمد خطة المعركة الأميركية، التي تتضمن أيضاً نشر جنود أميركيين، على القوة القتالية المتوفرة الأكثر فعالية في المدى القصير: قوات سورية الديمقراطية متعددة الأعراق. وقد أنجزت قوات سورية الديمقراطية عملاً سريعاً في القتال حتى الآن، وتمكنت من تطويق المدينة تقريباً. وبمساعدة من القوات الأميركية التي تم نشرها حديثاً، تم توظيف الدعم المدفعي للعملية أيضاً.
ولكن، بتأكيدها دور قوات سورية الديمقراطية في المعركة من أجل الرقة، سوف تضع الولايات المتحدة المزيد من الضغط على علاقتها المتوترة أصلاً مع تركيا. وتضم هذه القوات أعضاء في وحدات حماية الشعب الكردية، وهي ميليشيا تعتبرها تركيا منظمة إرهابية وتهديداً فعلياً لأمنها القومي. لكن استياء أنقرة لن يثني واشنطن عن العمل مع القوة الكردية. ومع أن تركيا ستحاول ترتيب دور أكثر بروزاً للقوات التي تدعمها، بما فيها قوات القبائل العربية المدربة تركياً، فإن الولايات المتحدة ستمنح الأولوية لكسب المعركة ضد "داعش" بأفضل الوسائل الممكنة المتاحة على إرضاء تركيا. ومع ذلك، سوف تحاول تركيا أن تجر الولايات المتحدة أعمق في القتال ضد النظام السوري وأن تدفع باقتراحاتها لإقامة مناطق حظر للطيران ومناطق آمنة في سورية.
تشكل خطة واشنطن لمعركة الرقة واحدة فقط من الكثير من المضاعفات التي سيترتب على تركيا أن تتعامل معها في سورية في الربع الثاني من هذا العام. وعندما استولت تركيا على بلدة الباب من "داعش" خلال الربع الماضي، كانت قد حققت مسبقاً العديد من أهدافها في شمال سورية في إطار "عملية درع الفرات". لكن جهودها لمنع القوات الكردية من ترسيخ سيطرتها على رقعة متجاورة من الأرض في الجزء الشمالي من البلاد ما تزال جارية. ولتحقيق هذا الهدف، سيكون عليها أن تخطو بحذر حتى لا تدوس على أصابع أقدام روسيا. وقد استنفد تحالف المصلحة بين أنقرة وموسكو أغراضه تقريباً في سورية، خاصة منذ أحبطت روسيا خطط تركيا للاستيلاء على مدينة منبج. ومع ذلك، يحتاج البلدان إلى إبقاء خطوط الاتصالات بينهما مفتوحة لضمان أن لا ينتهي الأمر بقواتهما إلى الصدام. وإذا استمرت أولوياتهما في سورية في الافتراق، فإن تركيا ربما تشرع في البحث عن طرق أخرى لكسب التفوق على روسيا -عن طريق الانضمام إلى المفاوضات حول نزاع ناغورنو-كوراباخ، على سبيل المثال، أو زيادة تنسيقها مع نظيراتها من الدول الأعضاء في حلف الناتو في البحر الأسود. وحتى لو أصبح لتركيا مجال مناورة أقل في سورية في هذا الربع من العام، فسوف تظل لها بعض الفسحة لتعميق تدخلها في شمال العراق.
القتال ضد "داعش"
في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سوف ينصب التركيز الأساسي في الربع الثاني على القتال ضد "داعش". وسوف تصل المعركة للإطاحة بالمجموعة المتطرفة وإخراجها من معاقلها في المنطقة منعطفات مهمة في مسارح عدة في الأشهر القليلة المقبلة. ففي العراق، على سبيل المثال، سوف تأتي المعركة لاستعادة الموصل إلى نهاية، على الأقل في المدينة نفسها. وفي سورية، أصبحت عملية استعادة مدينة الرقة على وشك الانطلاق. وهذه الأحداث، على الرغم من أهميتها، ستؤذن بالكاد بأفول "داعش". وفي الحقيقة، سوف تضاعف المنظمة نشاطاتها الإرهابية، وليس فقط في مناطق عملياتها الأساسية في الشرق الأوسط، وإنما على الصعيد الدولي أيضاً، في محاولة للحفاظ على صلتها وأهيمتها بينما تخسر الأرض.
المعركة من أجل الموصل
بعد مضي خمسة أشهر على بدء القتال، أصبحت نهاية هجوم الموصل تلوح الآن في الأفق. ومع ذلك، سوف تنتشر القوات العراقية قبل انتهاء العملية إلى معاقل أخرى لـ"داعش" في المنطقة، مثل تلعفر والحويجة، من أجل إخراج المجموعة الإرهابية من هذه الجيوب. وبينما تقترب المعركة الرئيسة من نهايتها، سوف تصبح الانقسامات بين الجماعات المكونة للتحالف العراقي أكثر وضوحاً من أي وقت مضى. وسوف تكون مخاطر اندفاع قتال بين الميليشيات الشيعية والكردية والسنية المشاركة في الائتلاف عالية خلال هذا الربع، خاصة في المناطق الحدودية في شمال محافظة نينوى.
ساعدت حقيقة مشاركة قوات الجيش العراقي في القتال في المدينة في حد ذاتها في تحسين سمعة الحكومة بين سكان الموصل؛ وسوف تساعد هذه الدفعة بغداد في مسعى اكتساب الشرعية وبسط سلطتها على المدينة. لكن إضفاء الاستقرار على المناطق المستعادة حول المدينة سوف يكون مهمة صعبة على بغداد. وسوف تحول الصدوع داخل المجموعات الشيعية والسنية والكردية دون توصل هذه المجموعات إلى تسوية سياسية متماسكة ومتساوقة على مستقبل محافظة نينوي في هذا الربع من العام. وفي الأثناء، سوف تواصل إيران وتركيا التنافس على النفوذ في العراق، بشكل أساسي من خلال المعارك بالوكالة في المناطق المتنازع عليها، والتي ستستعاد قريباً من "داعش". وتطالب كل من الحكومة العراقية وحكومة كردستان الإقليمية بحق السيطرة على تلعفر، وكركوك وسنجار، مما يجعل هذه المناطق عرضة للاقتتال والنزاعات على الأراضي والموارد.
بينما تستجمع أحزاب العراق السياسية العزم لخوض الانتخابات الإقليمية المقررة في أيلول (سبتمبر)، سوف تكون لدى القوى الإقليمية مثل تركيا وإيران فرصة أخرى لمحاولة كسب النفوذ في البلد. سوف تستخدم طهران نفوذها لدى الأحزاب السياسية والميليشيات الشيعية العراقية لاستدراج بغداد إلى منح الأولوية لعلاقاتها مع إيران، ولقطع الطريق على محاولات أنقرة للتدخل في عملية التسوية السياسية من خلال الأحزاب السنية. وسوف يواجه رئيس الوزراء حيدر العبادي ضغطاً سياساً متصاعداً من الجهات كافة، بما في ذلك الأحزاب القومية العراقية، بينما يحاول إرضاء تركيا، وإيران، والغرب في الوقت نفسه. وبالإضافة إلى هذا المزيج، سوف تقدم السعودية إيماءات اقتصادية ودبلوماسية في جهد يرمي إلى تقوية علاقاتها مع بغداد. (كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضغط على المملكة للمساعدة في إرخاء قبضة إيران عن مجالات بغداد السياسية والأمنية).
النضال الكردي
في كردستان العراق، سوف تمنع الخلافات الفصائل السياسية المختلفة في المنطقة من تشكيل جبهة موحدة. وفي الحقيقة، تتسع الانقسامات بين هذه الفصائل. فقد بدأ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في الدفع بقوة أكبر ضد منافسه السياسي الرئيسي، الحزب الديمقراطي الكردستاني، من أجل زيادة حصته في عوائد النفط من كركوك وإضعاف تحالف الحزب الديمقراطي الكردستاني مع بغداد. ويشكل هذا النزاع أخباراً جيدة بالنسبة لبغداد، على الأقل. وفي حال بذل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني محاولة أخرى لقطع تدفق النفط من كركوك لكسب تنازلات من بغداد أو أربيل، فإن الحكومة العراقية ستشعر بتهديد أقل من ذلك الذي كانت لتشهده لو كان الحزب الديمقراطي الكردستاني مشاركاً أيضاً في الخطة. لكن كركوك يمكن أن تصبح نقطة اشتعال في هذا الربع من العام أيضاً، بينما تتنافس الحكومتان في بغداد وإقليم كردستان العراق، ناهيك عن الأحزاب الكردية المتنافسة، من أجل السيطرة على المحافظة وعوائد نفطها.
بالمثل، سوف تكون كردستان العراق ميدان لعب أساسيا في المنافسة بين تركيا وإيران. وسوف تستخدم أنقرة وجود حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره منظمة إرهابية، في شمال العراق كذريعة لنشر قوات وكيلة في المنطقة للدفاع عن مصالحها هناك. وعلى سبيل المثال، ربما تفكر تركيا في إرسال "بشمرغة روجافا"، وهي ميليشيا كردية متحالفة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، للقتال نيابة عنها في حال اشتعل ذلك الصراع العرقي بعد أن تهدأ رياح هجوم الموصل. ولإبقاء أنقرة منضبطة ولدعم مصالحها في شمال العراق، سوف تعتمد طهران في الغالب على قوات ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المتمركزة بالقرب من القوات التي تدعمها تركيا، بالإضافة إلى علاقاتها مع بغداد.
انبعاث تركيا
في تركيا، سوف يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في أواسط نيسان (أبريل) لتقرير ما إذا كان سيتم المضي قدماً في إقرار التعديلات الدستورية المقترحة التي يمكن أن تغير مستقبل تركيا السياسي. ولدى الرئيس رجب طيب أردوغان الكثير ليراهن به على نجاح الإصلاحات، والتي يفترض أن تزيد سلطات الرئاسة بينما تحد من سلطات الفروع الأخرى للحكومة. ولكن، عندما يدلي الناخبون بأصواتهم يوم 16 نيسان (أبريل)، فستكون لديهم مكامن قلق أخرى في أذهانهم، مثل اقتصاد البلد الضعيف والمترنح. وقد عمل دين تركيا المرتفع الذي يهيمن عليه الدولار وانخفاض قيمة العملة -المرشحة للمزيد من التدهور بينما يقوى الدولار- على مفاقمة متاعب البلاد المالية في الآونة الأخيرة. وإذا فشل الاستفتاء في تحقيق الأغلبية البسيطة التي يحتاجها لتمرير الإصلاحات، فإن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيظل محتفظاً بالسلطة، ولو أن الخسارة ربما تكون توجه ضربة لحملة أردوغان من أجل تعزيز السيطرة المؤسسية.
في إطار محاولته تحسين فرصه في النجاح، استخدم حزب العدالة والتنمية مخاوف البلد الأمنية لتأجيج النزعة القومية وحشد الدعم الشعبي للاستفتاء. وسوف تساعد موجة القومية التي تجتاح تركيا الآن في إبقاء الحزب الحاكم عائماً، سواء كسب أو خسر. ومع ذلك، فإن نتائج الاستفتاء ستكشف عن دعم قوي لحزب العدالة والتنمية ومعارضة قوية له أيضاً، وسوف تعري بذلك الانقسامات الحادة في البلاد.
قوس النفوذ الإيراني
سوف تعقد إيران أيضاً انتخابات مهمة في هذا الربع من العام. وسوف ينتخب المقترعون في البلاد رئيسهم التالي في 19 أيار (مايو). وبينما يقترب موعد الانتخابات، يحاول حتى ساسة الجمهورية الإسلامية المتشددين تجنب إشعال صراع مع الولايات المتحدة. وبالمثل، سوف تكون واشنطن حذِرة إزاء عدم إثارة العداوات مع إيران عن طريق تغيير خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي –خاصة بما أن دول مجلس التعاون الخليجي تدعم الإبقاء على الاتفاق بدلاً من المغامرة بمواجهة عدم اليقين الذي سينجم عن إلغائه. لكن ذلك لن يوقف الحرس الثوري الإسلامي عن مواصلة مواقفه الدفاعية المعتادة وإجراء اختبارات الصواريخ أو المناورات العسكرية في إطار سعيه للبقاء على صلة. وكما أوضح مشرعو الولايات المتحدة، فإن الكونغرس لن يتردد في فرض عقوبات إضافية ضد طهران رداً على أي عدوان متصور.
سوف يفاقم تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة على إيران مخاوف الرئيس الإيراني حسن روحاني الاقتصادية في الفترة التي تسبق الانتخابات. وعندما ينطلق موسم الحملة الانتخابية في نيسان (أبريل)، سوف يواجه الرئيس المنتهية ولايته تحديات من المنافسين في المعسكر الإيراني المتشدد ومعسكر المحافظين على حد سواء. ومع أن لدى روحاني الخبرة، والزخم والدور الذي لعبه في تعافي إيران الاقتصادي حتى الآن لتقف إلى جانبه، فإن المتاعب المالية العالقة في البلاد سوف تلقي بظلالها الثقيلة على عقول الناخبين بينما يتجهون إلى صناديق الاقتراع. وقد هبطت معدلات التضخم في عهد إدارة روحاني، لكن معدلات البطالة ما تزال مرتفعة -وهي نقطة ضعف ربما يستغلها منافسوه خلال الحملة.
بينما تستعد الجمهورية الإسلامية لعقد انتخاباتها، فإن واحدة من قواتها الوكيلة المهمة، حزب الله، يمكن أن تعرقل انتخابات أخرى في لبنان. وما يزال حلفاء الميليشيا اللبنانية وأعداؤها على خلاف بشأن الإصلاحات الانتخابية ووضع ميزانية جديدة، ويمكن أن تؤدي خلافاتهم إلى تأجيل الانتخابات المقرر عقدها في أيار (مايو). وعلى الرغم من النزاع الحالي، قطعت الحكومة اللبنانية شوطاً طويلاً على مدى الأشهر القليلة الماضية. فقد تمكن رئيس وزراء ورئيس جديدان من إحداث تعديل على القيادة العسكرية للبلاد، والأهم من ذلك، إعادة إحياء قطاع الطاقة الراكد فيها. ويشير التقدم الذي أحرزاه إلى النهج البراغماتي الذي اختطته الأحزاب السياسية اللبنانية الرئيسية في محاولة للتوصل إلى تسوية قابلة للحياة لحل مشاكل البلاد المقيمة. ولكن، بينما تتجلى الخلافات العالقة حول إصلاح القانون الانتخابي، فإنه لا يوجد حل مثالي لهذه المشكلات.
سوف يكون حزب الله أيضاً مصدراً لتصاعد قلق إسرائيل خلال الربع الثاني من هذا العام. وقد عمل تراكم بناء المجموعة العسكري في سورية على مدار الحرب الأهلية الجارية هناك، مصحوباً بحضورها المتزايد في مرتفعات الجولان، على وضع إسرائيل في حالة تأهب قصوى وإثارة مخاوفها من حرب وشيكة يمكن أن تنشب على الحدود الشمالية للبلاد. ولمنع حزب الله من أن يصبح أقوى، سوف تواصل الحكومة الإسرائيلية مهاجمة شحناته من الأسلحة في جنوب سورية. ومع ذلك، يمكن أن يتصاعد الصراع خلال بين الجانبين خلال هذا الربع الثاني.
استراتيجية إسرائيل للبقاء
في حال واصلت الحكومة الإسرائيلية متابعة سياستها الاستيطانية في الضفة الغربية من دون اعتراض من البيت الأبيض، فإن المجتمعات المتكاثرة يمكن أن تثير رد فعل عنيفا من جانب الفلسطينيين هناك. وسوف يحوم شبح تجدد الصراع، الذي تشعله الجماعات السلفية المتنافسة، أو مجرد أحداث تقع بالصدفة، بشكل كبير في مؤسسة السلطة الفلسطينية، ولو أن كلا من حزبيها الكبيرين الرئيسيين، فتح وحماس، سيحاولان تجنب المواجهة مع إسرائيل في هذا الربع. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعمل الانقسامات السياسية بين الحزبين على مزيد من تأجيل الانتخابات التشريعية في المناطق الفلسطينية، المقرر إجراؤها في الضفة الغربية في أيار (مايو).
سوف تركز كل من حماس وفتح على تحقيق أهدافهما الداخلية الخاصة في هذا الربع بدلاً من جسر الفجوة بينهما. وتعمل حماس على تعديل ميثاقها السياسي للمرة الأولى في عقود؛ حيث تكسر التقاليد والأعراف لتعترف بحدود فلسطينية على أساس العام 1967. والهدف من تحول الحزب في اتجاه الاعتدال، مهما كان هذا التحول صغيراً، هو كسب ود الشركاء العرب مثل مصر، التي أصبحت حماس في حاجة إلى دعمها الآن أكثر من أي وقت مضى بينما يهدد فصيل "داعش" في سيناء طرق إمدادها وشرعيتها. مع ذلك، سوف تضع الحكومة الإسرائيلية القليل من الرهان على جهود المجموعة للتغير، وسوف تواصل عملياتها ضد حماس. وفي الأثناء، سوف يكون قادة فتح مركزين على وضع خطة لخلافة زعيم الحركة المسن والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسوف تدفع الصدوع المقيمة بين الحزبين الدول العربية في المنطقة إلى المزيد من المشاركة لمحاولة حل النزاع.
استراتيجية البقاء السعودية
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، سوف يتعلق الربع الثاني على نتائج اجتماعات منظمة "أوبك" المقرر إجراؤها في 25 أيار (مايو). وسوف تشكل القمة، التي ستقوم الرياض خلالها بمحاولة إقناع زملائها الأعضاء في كورتيل النفط بتمديد خفض الإنتاج الذي أقر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، نقطة تحول بالنسبة لمبادرات الإصلاح الاقتصادية للحكومة السعودية. وحتى لو أن سقف الإنتاج لم يعزز أسعار النفط بالقدر الذي توقعته الرياض، فإن المملكة ليست في وضع للمخاطرة بإيصال السوق إلى ما فوق التشبع عن طريق إلغاء الاتفاق. وبعد كل شيء، يمكن أن يؤدي القيام بذلك إلى المزيد من زعزعة استقرار أسعار النفط، مما يهدد العوائد النفطية السعودية في العملية. أما إذا كانت المملكة ستتمكن من إقناع بقية أعضاء الأوبك بالبقاء على وفاق مع خفض الإنتاج، فإن ذلك سيحدد كل الإجراءات الاقتصادية الأخرى التي ستتخذها الحكومة السعودية لبقية العام.
الحرب الأهلية في اليمن
مع وصول أطراف الصراع كافة إلى طريق مسدود، سوف تدخل الحرب الأهلية اليمنية الربع الثاني راكدة -أكثر أو أقل. وقد أصبحت الصدوع في ائتلاف دول مجلس التعاون الخليجي المناهض للثوار الحوثيين في اليمن أكثر وضوحاً من أي وقت مضى. وتركز الإمارات العربية المتحدة على تدريب ودعم قواتها الخاصة في الجنوب. ومن ناحية أخرى، تتطلع السعودية إلى الولايات المتحدة للمساعدة في التفاوض على حل سياسي لإنهاء القتال. ولكن، إلى أن تقدم الرياض تنازلات في دعمها المتواصل للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وحتى يوافق الثوار الحوثيون على التخلي عن أراضٍ للحكومة، فإن آفاق السلام ستظل ضئيلة. وهكذا، حتى لو بذلت الأمم المتحدة محاولة أخرى لصياغة خطة سلام للبلاد، فإنها لن تحقق تقدماً يُذكر في هذا المسعى.
وفي الأثناء، دفع ظهور أدلة على جهود إيرانية لتدريب وتجهيز الثوار الحوثيين وزارة الدفاع الأميركية إلى طلب المزيد من الدعم للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات. وإذا وافق البيت الأبيض، فإن الولايات المتحدة ستتقاسم المزيد من المعلومات الاستخباراتية وستعزز تنسيقها اللوجستي مع التحالف الخليجي لمحاولة الحد من نفوذ إيران في اليمن الذي مزقته الحرب، وتحقيق الاستقرار في مضيق باب المندب الاستراتيجي في البلاد. وفي الوقت نفسه، سوف تسعى واشنطن إلى انتهاج استراتيجية أكثر حزماً ضد تنظيم القاعدة خلال الربع الثاني من هذا العام، لأن نهج المجموعة الثابت والبطيء مكنها من النمو في اليمن، مثلما هو حالها في سورية.
الحرب الأهلية الليبية
سوف يلعب إنتاج النفط أيضاً دوراً مهماً في ليبيا في هذا الربع من العام، بينما تستعر العديد من الصراعات في البلد. وقد تمكن قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، من استعادة السيطرة على محطات تصدير البترول الحاسمة في السدرة وراس لانوف في شرق ليبيا، بعد أن تمكنت ميليشيات "حرس مرافق النفط" و"كتائب دفاع بنغازي" من اجتياحها في أوائل آذار (مارس). ومع أن الاقتتال أوقف إنتاج النفط في لبييا، فإن من المرجح أن يحافظ البلد على مستويات التصدير عند أكثر من 400.000 برميل يومياً خلال هذا الربع.
وفي الأثناء، سوف تؤدي الخصومات والمنافسة في غرب لبييا، بين حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الولايات المتحدة، وحكومة المؤتمر الوطني العام، وهما اثنتان من ثلاث حكومات متنافسة في البلد، إلى توليد الانقسامات في مصراتة وطرابلس. وسوف يستمر اندلاع العنف وتفشيه بين الميليشيات التابعة لهذه الحكومات خلال هذا الربع من العام، خاصة في العاصمة. وفي المقابل، سوف يكون الدعم الدولي للحكومات في ليبيا أقل انقساماً. سوف تواصل مصر والإمارات دعم حفتر، بينما تزيد روسيا من دعمها للجيش الوطني الليبي الذي يقوده. (ومع ذلك، وما لم يتمكن من جلب المزيد من القوات البرية تحت سيطرته، فإن حفتر سيصادف المتاعب في محاولة زيادة نفوذه في شرق ليبيا، وسوف تصطدم جهوده لجذب المزيد من المجندين بالانقسامات القبلية). ومع أن الاتحاد الأوروبي سيدفع من أجل حلول سياسية للمعارك المختلفة الجارية في ليبيا، فإن المفاوضات ستظل في حالة جموع خلال هذا الربع من العام.
مصاعب الإصلاح في شمال أفريقيا
في الأماكن الأخرى من شمال أفريقيا، سوف تخوض الحكومة الجزائرية معركة سياسية خاصة بها في هذا الربع، ولو بشكل أكثر هدوءاً. وقد أصبح مواطنو البلد محبطين منذ مررت الحكومة ميزانية جديدة خفضت الإنفاق العام ورفعت الضرائب. وسوف تكون إجراءات التقشف التي أثارت الاحتجاجات العامة في مقدمة أذهان الناخبين عندما يذهبون إلى صناديق الاقتراع في أيار (مايو) للمشاركة في الانتخابات التشريعية، ومن المتوقع ظهور المزيد من التظاهرات في هذه الأثناء. ومع ذلك، ومهما تكن نتائج التصويت، فإن البرلمان الجزائري يفتقر إلى النفوذ السياسي اللازم لإحداث تغيير في نظام الجزائر المسيطر عليه بإحكام، حتى لو كان أداء أحزاب المعارضة هذه المرة أفضل مما كان عليه في السنوات الماضية. وقد ثبت العديد من أوثق حلفاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أنفسهم في الوزارات والمناصب المهمة على مدى السنوات الماضية، بما في ذلك رئيس شركة البترول والغاز الوطنية "سوناطراك" في الربع الأول من هذا العام. وسوف يشكل الاقتتال الداخلي بين نخبة البلد تياراً تحتياً قوياً في السياسة الجزائرية لبقية هذا الربع، ولو أنه سيحدث غالباً وراء الأبواب المغلقة.



*ستراتيجيك فوركاستينغ (بالإنجليزية: Strategic Forecasting, Inc) والمعروفة أكثر باسم ستراتفور (بالإنجليزية: STRATFOR) هو مركز دراسات استراتيجي وأمني أميركي، يعد إحدى أهم المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، وهو يعلن على الملأ طبيعة عمله التجسسي، ويجسّد أحد أبرز وجوه خصخصة القطاعات الأميركية الحكومية. تطلق عليه الصحافة الأميركية اسم "وكالة المخابرات المركزية في الظل" أو الوجه المخصخص للسي آي إيه (بالإنجليزية: The Private CIA). معظم خبراء مركز ستراتفور ضباط وموظفون سابقون في الاستخبارات الأميركية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69658
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا   تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Emptyالإثنين 03 يوليو 2017, 8:01 am

2017 Third-Quarter Forecast: Middle East and North Africa




  • The battle brewing between Qatar and some members of the Gulf Cooperation Council will expose both the flaws in Washington's strategy of relying on a Saudi-led alliance to manage regional conflicts and the widening rift between Turkey and its Gulf neighbors.
  • Meanwhile, conflict will escalate between Saudi and Iranian proxies on battlegrounds scattered from the Gulf to the Levant.
  • Iranian-backed forces will also face a heightened risk of clashing with U.S.-allied forces in Syria as they race to reach the Iraqi border amid the Islamic State's slow retreat.
  • Iran and Turkey, though competing heavily for influence in northern Iraq, will both work to counter the momentum building behind a Kurdish independence referendum


A Spat Among Allies Engulfs the Middle East
As the second quarter comes to an end, Qatar's dispute with a handful of its peers in the Gulf Cooperation Council (GCC) has captivated the rest of the international community. But their differences will go unresolved in the next quarter as the spat lays bare the enduring fault lines within the counterterrorism alliance that the United States — and the GCC's de facto leader, Saudi Arabia — had hoped would manage the Middle East's many conflicts. As the kingdom tries to assert its authority among its fellow Gulf states by subduing Doha's independent streak, Qatar will fight to keep the unique foreign policy niche it has carved for itself beyond the edges of Saudi Arabia's shadow.
The United States' role in the region will do much to shape the standoff's outcome. On one hand, Saudi Arabia and its ally, the United Arab Emirates, have confidence in the White House's support of their agenda to contain the activities of political and militant Islamists as well as Iran. On the other, the U.S. military has a deep and lasting footprint in Qatar that it will not allow the recent diplomatic row to erase. So, as long as both sides can count on Washington's backing, they can afford to remain steadfast in their positions, underscoring the futility of the White House's attempts to form members of the discordant GCC into an "Arab NATO" capable of managing Iran and neutralizing the jihadist threat.
Turkey, which shares Qatar's support for Islamist groups across the region, will stand by its side in its quarrel with the GCC. In doing so, it will reveal the deep rift between Sunni powers that view Islamists as an existential threat and those that see such groups as an integral segment of Middle Eastern society. For Ankara, the timing of the tiff couldn't be better: After all, it offers Turkey a means of extending its influence in the Gulf as its quiet rivalry with Iran intensifies in Syria and Iraq.
Ankara's more visible confrontation with its Sunni peers, however, will spur Saudi Arabia and the United Arab Emirates to ramp up their own involvement in the Syrian and Iraqi conflicts in hopes of balancing against Turkey and Iran. And as Qatar turns to Turkey, Iran and Russia for diplomatic and logistical assistance in its dispute with the GCC, Saudi Arabia will become even more convinced of the need to hold a hard line on Doha.
The commercial and diplomatic consequences of the feud will continue to be felt in the third quarter as well. Because Qatar relies on the United Arab Emirates' position as a regional transshipment hub, supply chains that include products shipped over land or by air from Qatar, such as helium, face the risk of severe disruption while the squabble persists. Trade of oil and liquefied natural gas will be less affected, since Qatar owns dedicated facilities for direct export and has the ability to adapt to regional port restrictions (albeit at a steeper cost) on oil and LNG shipments. But Qatar will see its financial sector shaken, thanks to the industry's heavy reliance on connections to banking sectors throughout the GCC, especially in the United Arab Emirates. The blow dealt to Qatar Airways by a ban on the use of Saudi, Emirati and Bahraini airspace will also add to the pressure building on Doha to capitulate to the bloc's probable demands.
Chief among those demands are moderating coverage by media outlets like Al Jazeera, severing ties to Islamist groups, and aligning Doha's foreign policy with Riyadh's. Qatar will likely take steps to address the first two items, restraining some independent news organizations while mitigating the presence of Islamist groups within its borders, as it has already discreetly begun doing. But Saudi Arabia and the United Arab Emirates may go a step further, requiring that Qatar pull back from its relationship with Iran, expel prominent Islamists and limit its military cooperation with Turkey — a partnership that has unsettled Saudi Arabia in its quest to become the region's leading Sunni power. Doha, of course, does not intend to yield swiftly to any of these demands, which it claims are unfounded. (Not to mention the fact that ties with Iran and Islamist groups are critical to Qatar's economic and foreign policy agendas.) And though external parties such as the United States and Turkey will try to broker a resolution to the conflict, Saudi Arabia and the United Arab Emirates will work to keep mediation within the GCC family, centering negotiations in Kuwait and Oman.

تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Q3-mena-qatar-crisis-map
Two Longtime Rivals Battle by Proxy
As Saudi Arabia uses the White House's backing to try to prop up its leadership role in the region, tension between the kingdom and Iran will grow. The dangers of escalation in their rivalry have already been made clear in battlegrounds across the Middle East this quarter. Iran's ability to equip regional proxies, such as the Houthi rebels that the Saudi-led coalition is fighting in Yemen, continues to cause concern in the kingdom. The same is true of Tehran's influence over local actors in unstable areas nearby, such as Saudi Arabia's Eastern Province and Bahrain, where the Iranian government has offered verbal support for Shiite separatist movements and where Saudi and Bahraini security forces are struggling to identify and arrest militant cells. Riyadh's ongoing security operations in al-Awamiyah's Masoura district, moreover, offer Shiite insurgents in the area a chance to attack Saudi forces. Consequently, the kingdom will remain deeply suspicious of Iran, watching carefully for any attempt by Tehran to stoke unrest in majority-Shiite portions of the Arabian Peninsula — and using its fears as justification to step up its own support for militants targeting Iranian interests.
This blame game will only intensify in the third quarter. Over the past few months, Tehran has leveled unprecedented accusations against Saudi Arabia of fomenting instability within Iran's borders. (For instance, Tehran claimed Riyadh and Washington were involved in the Islamic State's June 7 attacks on the Iranian capital.) The Iranian government will continue to point the finger at Saudi Arabia for any threats to Iranian stability that arise, regardless of whether any evidence exists to support its allegations. The claims being thrown back and forth could lead to an uptick in raids against militant groups that may, in turn, spur further unrest. Hotspots to monitor for signs of this volatile spiral include places Iran has already targeted in counterterrorism raids, such as its northwestern Kurdish regions bordering Iraq; areas in the country's south with large Sunni populations; and the restive southeastern province of Sistan-Baluchistan. In fact, Iran already claims to have proof of Saudi meddling among local militant communities in these regions.
The clash of the two titans will play out on political battlefields as well. As the second quarter came to a close, Lebanese lawmakers approved a new electoral law and extended parliament's term to May 20, 2018. The legislation reduces the number of electoral districts in the country from 26 to 15, a move that concerns Lebanon's smaller parties and demographic groups. Over the next few months, lawmakers will hash out the details of holding parliamentary elections, and Druze, Christian and Sunni leaders will work to ensure that their voices are not lost among the country's Shiite majority. Perhaps the most important consequence of the new bill, however, is that it will limit the ability of any external actor — including Iran and Saudi Arabia — to force its agenda on the Lebanese government.
Of course, Saudi Arabia has not forgotten the challenges it faces at home amid its struggle for dominance in the Middle East at large. In the coming months, Riyadh is expected to announce the location of its highly anticipated initial public offering of the Saudi Arabian Oil Co., as well as the results of an ongoing review of the country's oil reserves. Newly annointed Crown Prince Mohammed bin Salman, for one, has championed the IPO effort.
Having just jumped ahead in the kingdom's line of succession, sidelining former Crown Prince Mohammed bin Nayef in the process, bin Salman has a fresh mandate to double down on his aggressive approach toward Iran and economic reform. The new crown prince now also has the power to exercise greater influence over Saudi Arabia's national security, and he will waste no time in holding Iran responsible for threats to it. Bin Salman will no doubt use his newfound clout to try to cajole the region's Sunni powers into following Saudi Arabia's lead and standing united against Iran. Despite his best efforts, though, countries like Qatar, Lebanon and Egypt will work to avoid being dragged into Riyadh's escalating confrontation with Tehran. Balancing between the two, however, will not be so easy for countries with sizable Shiite and Sunni populations and positive relationships with both powers, such as Pakistan and Iraq.
Iran's Hard-Liners Hem In the President
Much to the relief of its Saudi ally, the United States will keep sanctions in place against Iran's ballistic missile program this quarter while continuing to target individuals and companies linked to the Islamic Revolutionary Guard Corps (IRGC). Both Washington and Tehran will strive to keep the Joint Comprehensive Plan of Action (JCPOA) in place, but the lasting friction between the two will narrow Iranian President Hassan Rouhani's policy options. In the wake of the Islamic State's twin attacks in Tehran on June 7, the IRGC will seize the opportunity to secure more resources and expand its activities overseas. Though recently re-elected,  Rouhani will have a tough time using his renewed mandate to reduce the group's writ, a goal he has tried to pursue before. As a result, the president will not be able to moderate Iran's communications with Saudi Arabia or the United States.
This isn't necessarily unusual for Iran; the country's second-term presidents historically have had trouble asserting their agendas and keeping the IRGC and its hard-line political allies in line. As Rouhani strives to make good on his campaign promises of social and economic reform, the gap between him and the rest of the Iranian government (which is appointed rather than elected) will doubtless widen, and the barriers to reform posed by the IRGC may prove insurmountable.
The Syrian Civil War
Across Iran's western border, the Islamic State has suffered crippling defeats in Iraq and Syria. But the loss of territory in the group's core areas of operation has not eliminated its ability to inspire attacks elsewhere in the world. The Islamic State threat is ever-evolving, as seen with its initial attack in Tehran last quarter. One possible outcome of the incident, however, may be to draw Iran deeper into the fight against the Islamic State in Syria. Tehran's forces, already pushing east in Syria toward Islamic State positions near the Iraqi border, risk coming into conflict with the U.S. troops deployed there.
The United States, for its part, has its sights trained on the Islamic State. With U.S. support, the Syrian Democratic Forces have begun to advance on the strategic city of Raqqa, one of the jihadist group's last strongholds. But in a new twist, the U.S.-led coalition and its rebel allies have found themselves facing off against the Syrian government, backed by Iran and Russia, in a contest to wrest control of the Islamic State's remaining territory from its weakened grasp. Each of the participants in this race to the Iraqi border is driven by different interests, but their shared desire to seize the same stretch of land will pit them against one another, increasing the risk of clashes this quarter.
To the Syrian government, reaching outposts in the far east and northeast is critical to its ambitions of reclaiming control over the country. But its Iranian patron is far more interested in using the push to build a land bridge stretching from Tehran to Damascus and the Mediterranean Sea — a link that would greatly extend Tehran's reach by solidifying logistics and supply lines and enhancing its ability to project force. Russia, too, is deeply involved in the loyalists' three-pronged push toward the Iraqi border, and as the Syrian government's troops draw nearer, they risk disrupting the operations of rebels in the area.
The presence of U.S. allies in eastern Syria has already complicated the loyalists' drive east, and it will continue to do so in the coming quarter. Nevertheless, Washington's partners likely won't be able to prevent their Russian- and Iranian-backed rivals from reaching the border first, and by the end of the year.

تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Q3-mena-syria-iraq-iran-land-bridge
The Battle for Mosul
Another important front in the fight against the Islamic State is winding down as well. The battle for the Iraqi city of Mosul as all but over; Iraqi troops have encircled and nearly cleared the last pocket of militants in the town. Once the task is complete, those forces will be freed up to stabilize other parts of the country, including Tal Afar, Hawija, Diyala and Anbar. They will also turn their attention to recaptured territory that has grown restive, such as Tuz Khormatu and Sinjar. Though the Islamic State has been driven from these places, they are home to diverse populations and political figures who are vying for the right to govern them. So far Iraqi Prime Minister Haider al-Abadi has managed to place the issue on the back burner, but the end of the Mosul operation will revive negotiations over it, as well as the deployment of troops to the contested areas. Conversations on these thorny matters will get heated in the months ahead, exacerbating fissures within the Kurdistan Regional Government (KRG) and between Arbil and Baghdad.
Because the Islamic State has largely fled Iraqi Kurdistan, local political factions have been able to resume their debate over the semi-autonomous region's future. Near the end of the second quarter, Kurdish politicians announced that an independence referendum would be held on Sept. 25. The Kurds' temporary alignment on the issue has spurred concerned powers to try to derail the vote, especially since it will include the oil-rich province of Kirkuk. Baghdad, for example, will likely try to distract Kurdish leaders from the referendum by forcing the KRG to settle its unresolved energy and territorial disputes with the central Iraqi government.
Meanwhile, other countries with sizable Kurdish populations, such as Turkey and Iran, will use Kurdish factions over which they have influence to interject in the referendum plans. A successful bid for independence in Iraqi Kurdistan, after all, would establish a precedent for other Kurdish groups throughout the Middle East, perhaps even inspiring them to push for their own state. And given the constraints on Turkey's actions in Syria, Ankara will be looking for opportunities in Iraq to shape the region's political and security climate after the Mosul operation has ended. Yet by inserting itself in Iraqi Kurdistan, Turkey will strain its relationship with KRG President Massoud Barzani. And all the while, Iran will use its Iraqi and Kurdish allies positioned near Turkish-backed forces to protect its own interests in northern Iraq and spoil Turkey's plans.
Despite this rampant meddling, the Kurdish referendum will not lose its momentum. It will, however, fall prey to infighting among the Kurds' rival factions, resulting either in a vote that Baghdad refuses to recognize or in one that the ruling Kurdistan Democratic Party has no intention of upholding. (In some ways, Barzani has championed the referendum to distract his constituents from the KRG's pressing problems and from his illegal stay in office, rather than to secure independence for his people.)
The Iraqi government in Baghdad will undergo its own political changes as coalitions fortify themselves and their support bases ahead of provincial elections in September. Whether or not the vote is actually held on time, though, depends on parliament's approval of a new electoral law. Should that approval fail to materialize, the provincial voting could be combined with parliamentary elections in the first half of 2018. But even in the event of a delay, jockeying among Iraq's political parties will continue throughout the third quarter as each angles to win as many seats in the legislature as it can. So far, powerful Shiite leader Muqtada al-Sadr is pleased with how the electoral law is shaping up and has begun reaching out to Kurdish and Sunni parties to broaden his popular appeal. If, however, the bill does not pass in its current form, which favors small parties over large ones, al-Sadr may resort to calling crowds of his supporters out into the streets. 

تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Q3-mena-krg-kurds-expansion
Israel Prepares for a Tense Summer
Across Iraq's western border, Israel has ramped up its activity in Syria. During the second quarter, it launched several airstrikes against arms convoys belonging to Hezbollah, a Lebanese militant group backed by Iran, as they transited southern Syria. The attacks underscore the enduring threat that Syrian and Iranian allies on Israel's northern border pose to its national security.
Israel likewise faces a persistent threat along its southern edge. Israeli officials raised the possibility of a fresh clash with Salafist militants in Gaza after interdicting several small rocket attacks — reportedly conducted by multiple groups — near the border. The lasting (and potentially worsening) feud between Palestinian groups Fatah and Hamas over resources in Gaza may only add fuel to the fire, though neither has the political will to stoke a larger conflict with Israel.
Instead, Hamas has been preoccupied by Qatar's dispute with the GCC, which has threatened the group's operations in Doha. Hamas officials are likely making contingency plans in the event that they are forced to relocate some or all of their activities. Iran may be the solution to the group's problem: After years of frosty relations, Tehran's ties with Hamas have begun to warm, and both have expressed the desire to make sure that trend continues. But Iran is not Hamas' only suitor. Egypt, too, has offered to send electricity supplies to Gaza and relax restrictions at its border crossing with the territory in exchange for security concessions. Hamas will therefore spend the next quarter strategizing how to balance Tehran and Cairo's advances without alienating them both.
The Libyan Civil War
Along a different stretch of the Mediterranean coastline, Libya's three rival governments continue to vie with one another for control of the country. The Government of National Accord (GNA), based in Tripoli and recognized by the United Nations, will work with Khalifa Hifter, field marshal of the Libyan National Army (LNA), and his allies in the eastern House of Representatives to follow the political roadmap they signed earlier this year. (The deal includes a plan to hold elections in the first quarter of 2018.) Deepening divisions within both camps, however, will limit the talks' success, even as Hifter tries to improve his image and soften his stance on the militias supporting the GNA.
Those militias have given the GNA the upper hand in Tripoli since their Misratan adversaries, which are aligned with the General National Congress, retreated last quarter. But the GNA's battle for legitimacy in the strategic city is not won: The Misratan militias are still hovering in certain sections of Tripoli's outskirts. In the meantime, though the LNA will continue to advance to the south and west, Hifter's dearth of ground troops will impede movement beyond the current lines of battle.
The return of stability to much of Libya has enabled the country's oil sector to begin making a slow recovery. Volatility, however, will continue to endanger that revival. In the coming quarter, oil production could drop from its May average of 730,000 barrels per day to as low as 450,000 bpd if one of Libya's many fault lines erupts. That said, an uptick in output (albeit temporary) to between 900,000 and 1,000,000 bpd is also well within the realm of possibility during periods of calm.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69658
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا   تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Emptyالإثنين 03 يوليو 2017, 8:03 am

2017 Annual Forecast: Middle East and North Africa



  • Regions & Countries


It is tempting to think the Syrian civil war will end this year, but that is not the case.
The United States will be no less engaged with the Middle East in 2017 than it was in 2016. It will, however, be more judicious in its engagement, giving other countries an opening to compete for influence. The competition will play out primarily in and around the Syria-Iraq battlefield, which will continue to implicate its neighbors and countries much farther afield. Developments in the fights inside Syria and Iraq will aggravate sectarian tensions and intensify the ongoing rivalry between Turkey and Iran.

Resisting the Temptation About Syria

It is tempting to think the Syrian civil war will end in 2017, now that the forces loyal to Bashar al Assad have retaken the critical city of Aleppo. Indeed, they now control a few major cities and have the luxury of consolidating the gains they have made. But the conflict will not end, at least not in 2017. The loyalists are simply pulled in too many directions to achieve a decisive victory. In addition to holding their territory in the north, they must now try to clear the rebels located between Aleppo and Damascus and around Damascus itself. They will also be drawn to areas held by the Islamic State in the eastern city of Deir el-Zour, where their comrades are currently besieged. Retaking territory in the energy belt around Palmyra will be a priority too. Put differently, there is still a lot work left for them to do, and any number of things can shift the balance of power in such a conflict-ridden country.
تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Syria-iraq-battlescape-map-annual-2017
The constraints on the loyalists, however, are but one factor preventing the conflict's resolution. In 2017, the presence of foreign powers will also complicate the Syrian battlefield, much as it has in years past. The United States will adapt its strategy in Syria, favoring one that more selectively aids specific groups in the fight against the Islamic State rather than those fighting the al Assad government. Washington will, for example, continue to back Kurdish forces but will curb support for rebels in Idlib. The consequences of which will be threefold. First, Turkey, Qatar and Saudi Arabia will have to increase their support for the rebels, including the more radical ones, the United States has forsaken. Second, their support will give radical elements room to thrive, as will the reduced oversight associated with Washington's disengagement. Third, Russia will be able to cooperate more tactically with the United States and its allies as it tries to exact concessions, including the easing of sanctions, in a broader negotiation with Washington.
Notably, Russia will cooperate only insofar as it helps Moscow achieves those goals, but given Moscow's limited influence on the ground in Syria, there is only so much it can actually do. Still, that will not stop Russia from trying to replace Washington as the primary arbiter of Syrian negotiation.
While other powers are preoccupied with the fight against the Islamic State, Turkey will expand its sphere of influence in northern Syria and Iraq, driven as it is by its imperative to block Kurdish expansion. In Syria, the presence of Russian troops will probably prevent Turkey from venturing any farther south than al Bab in northern Aleppo. From al Bab, Turkey will try to drive eastward toward the town of Manbij to divide and thus weaken areas held by the Kurds. Turkey will also lobby for a bigger role in anti-Islamic State operations in Raqqa. Turkey will deploy more of its own forces in the Syrian fight, both to obstruct the expansion of Syrian Kurdish forces and degrade the Islamic State.
There are, of course, some drawbacks to Turkey's strategy. Namely, it runs the risk of clashes with Russian and Syrian Kurdish forces. Ankara will thus have to concentrate on maintaining closer ties with Moscow to avoid complications on the battlefield, even as it manages tensions with the United States over Washington's continued support for the Kurds.
In Iraq, too, Turkey will extend its influence in the north – notably, to where the Ottoman Empire's border was once drawn through Sinjar, Mosul, Arbil and Kirkuk. And as it does, it will compete with Iran for influence in the power vacuum left by the Islamic State's defeat in Mosul. Baghdad, for its part, will struggle to control Nineveh province once the Islamic State loses Mosul. Meanwhile, Turkey will bolster its proxies to position itself as the patron state of the region's Sunnis.
Turkey's resurgence threatens Iran's arc of influence across northern Syria and Iraq, and Tehran has plenty of ways it can respond. The government will encourage Shiites in Baghdad to resist what they will characterize as a Turkish occupation. It will also rely on Shiite militias to block Ankara by contesting territory and exploiting divisions among Iraqi Kurds. Saudi Arabia and the rest of the Gulf Cooperation Council, who have comparatively less influence Iraq, will rely on Turkey to uphold Sunni interests.
The fall of Mosul will further divide Iraq's Kurds. The inevitable scramble for territory and influence will pit the Turkey-backed Kurdistan Democratic Party against the Patriotic Union of Kurdistan, which is more closely aligned with Iran. Kirkuk, a city and province awash in oil, will be particularly contentious. The KDP will try to keep what it has gained there, while Baghdad, backed by Iran, will try to take it back. This will impede sustainable cooperation in energy production and revenue-sharing operations between Baghdad and Iraqi Kurdistan.
تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Syria-iraq-kurds-map-annual-2017

Turkey: No Shortage of Challenges

For all of Turkey's challenges abroad, it has no shortage of them at home. Kurdish militant attacks are a perennial problem, of course, and Ankara's role in strangling Islamic State escape routes in Syria will meanwhile make it a prime target for attacks in 2017. But perhaps more important, the ruling Justice and Development Party (AKP) will hold a referendum in 2017 on constitutional amendments meant to strengthen the presidency under Recep Tayyip Erdogan. The AKP has still has substantial support despite a highly polarized electorate, but the economy it helms is shaky. Turkey's dollar-denominated debt will grow as the dollar strengthens, and the lira's instability will spook investors, who are already alarmed about the country's political crackdowns. Those crackdowns will also complicate Turkey's EU accession talks. Not that Turkey expected to make much progress in that regard; it simply needs to keep the dialogue going over migrant controls to keep a foothold in the West and to maintain market access to the European Union.

A Test for U.S.-Iran Relations

2017 will test the durability of U.S.-Iranian relations. The new U.S. government is expected to be less tolerant of what it sees as Iranian aggression — naval harassment and ballistic missile testing, for example — even if it does not directly infringe on the nuclear deal. Strong U.S. responses to such aggression would, from Iran's point of view, be a violation of the agreement, but Iran can be expected to challenge the agreement only if the United States does first. (Russia stands to benefit from U.S.-Iranian tensions. In its search for additional leverage against the United States, it will tighten its relationship with Iran through economic and military deals, knowing that Tehran will use Russia to balance against Washington as the questions emerge about the nuclear deal's viability.)
Still, the Iran deal will survive the year, despite U.S. threats to the contrary. For all the heated rhetoric surrounding U.S.-Iranian relations, Washington has little interest in becoming mired in further Middle East conflicts, least of which with Iran. Likewise, Iran needs to boost its economy, something it will not be able to do without the foreign trade, investment and interaction the nuclear deal allows.
The Iranian economy, in fact, will be perhaps the determining factor in the presidential election, scheduled to take place in May. President Hassan Rouhani, a moderate by Iran's standards, will try to argue that the partial removal of sanctions and the stabilization of the inflation rate will benefit ordinary Iranians. His hard-line opponents in the Islamic Revolutionary Guard Corps accuse him of being soft on the United States, however, and conceding too much control of the economy to international parties.
Regardless of the election's outcome, Iran will remain under the influence of conservative politicians. And these politicians are beholden to the supreme leader, who distrusts the United States but also understands the need to re-enter the global economy. The gradual increase of oil production will help in that regard, but questions surrounding the sustainability of the Iran nuclear deal, not to mention the direction of U.S. policy, could prevent Iran from achieving its economic goals.

The Path to Gulf Reform

Saudi Arabia will relish the deterioration of U.S.-Iran relations. And, like Turkey, it will be driven to bolster its regional proxy battles with Iran. However, Riyadh will have to weigh expensive foreign campaigns against mounting pressures at home. After slashing capital expenditures and trimming its public sector bill in 2016, Saudi Arabia will be able to reduce its budget deficit in 2017. Still, the path to reform has been slow and bumpy, and it will be difficult for Saudi Arabia to translate its ambitious Vision 2030 and Vision 2020 plans into tangible directives its struggling private sector can follow. With more than four times more money set aside this year than last for implementing Vision 2020 directives, Saudi leaders will pressure the public and private sector to begin shifting operations accordingly and create more jobs.
Meanwhile, Riyadh will prepare for Saudi Aramco's initial public offering, which will take place in 2018, and will broaden the scope of its Public Investment Fund to adopt riskier investments abroad in a bid to turn its wealth repository into a true sovereign wealth fund. Mimicking countries like Kuwait and the United Arab Emirates, Saudi Arabia will continue to diversify its overseas investments into various tech sectors — a tried and true way to generate revenue in the long term. The United Arab Emirates will lead a Gulf-wide initiative and put technical preparations in place to set up a standard value-added tax levied at 5 percent. The initiative is slated to kick off in early 2018.
Saudi citizens will clamor for change as the drive toward reform presses on, but the government will prioritize the economy over social reform. Even a modest social reform risks alienating the Saudi religious establishment, whose support for the House of Saud will need to manage homegrown jihadist threats.
The rest of the Gulf Cooperation Council will act in concert to curb Iranian influence and defend against common economic and security threats. But there are cracks in the façade of unity. Saudi Arabia will struggle to steer Yemen toward a negotiated settlement while the United Arab Emirates firms up its position in southern Yemen. Oman, known for its relative neutrality, will not participate in the GCC's antagonizing of Iran.

North Africa

These same dynamics will appear in the GCC's foreign policy in North Africa. Saudi Arabia will continue to give its allies economic and security support in exchange for their support of its foreign policy in places like Yemen and Syria. The United Arab Emirates will be a more moderate voice, however, and in its moderation it will undermine the credibility of Saudi Arabia.
Egypt will be economically stable enough in 2017 to formulate a foreign policy independent of Saudi interests. To that end, it will try to attract funding from as many external partners as possible. Now that Cairo has devalued its currency, agreed to a deal with the International Monetary Fund and enacted more fuel subsidy reforms, it must implement more fundamental, structural reform, such as reducing public sector wages and raising tax revenue. The government of President Abdel Fattah al-Sisi will be only modestly successful in that regard, hamstrung as it is by the legislature and the people, who bear the brunt of the country's economic malaise.
Egypt will meanwhile remain involved in Libya, where Egyptian and Emirati support for nationalist Gen. Khalifa Hifter, who commands the Libyan National Army, is beginning to pay off. Hifter will be able to strengthen his military and political control in eastern Libya and will expand his control into Western Libya, but he will be unable to do so entirely. The Libyan National Army will try to rally militias to its cause, but not all of them will want to fight for Hifter. Regardless, Hifter's divisiveness is bound to impede U.N.-led negotiations to form and approve a unity government. And so Libya will continue to be a battlespace among rival militias that will limit the potential for a lasting peace deal in 2017. Whoever wins this competition will win Libya's oil wealth.
The Islamic State, meanwhile, will lose a lot of its power but will find refuge and allies in the far reaches of Libya. At the same time, al Qaeda-linked militias will continue to quietly expand their influence.

The State of the Islamic State

The Islamic State will lose power elsewhere too. Military campaigns in Iraq and Syria will degrade the group as a conventional military force but will do little to degrade it as terrorist or insurgent force. Dispersed throughout the areas they once controlled, remnants of the Islamic State will remain relevant by exploiting ethnic and sectarian divisions throughout Iraq and Syria. Terrorist attacks will therefore return to Iraq in spectacular form. (Despite the military setbacks in Iraq, the Islamic State will have a little more latitude to operate in Syria, where the coalition effort to fight Islamic State is far more convoluted.)
Islamic State attacks abroad, however, will be a much more limited threat. Militants returning home from Iraq and Syria are certainly a risk for Western countries, but they are a risk that will be mitigated by heightened awareness and intelligence oversight and increased risk of interdiction. More resourceful grassroots terrorists that do not have to rely on extensive networks and capabilities will be the bigger threat from Islamic State in 2017, especially for the West.
While the Islamic State has commanded the attention of the international community, al Qaeda has been quietly rebuilding itself, honing its capabilities in multiple theaters to stage its comeback. Al Qaeda nodes that have restyled themselves under various names in Libya, Algeria, Mali, Tunisia, Egypt and Yemen are likely to become more active and influential. Al Qaeda in the Arabian Peninsula is particularly concerning. The tacit agreement it had with Saudi Arabia in Yemen has broken down, making the kingdom a viable target for the jihadist group.
Jihadists will remain active elsewhere, too, though their attacks will be relatively unsophisticated. If attacks become more complex in places like Indonesia and Bangladesh, it means more experienced fighters in the Middle East successfully found their way back home.
In Nigeria, Wilayat al Sudan al Gharbi, better known by its former name, Boko Haram, will continue to adopt al Qaeda's targeting strategy, which focuses on military and Western targets while refraining from attacking civilians and Muslims. The faction of the group under the leadership of Abubaker Shekau, however, will continue to attack mosques, Muslims, markets, civilians and other soft targets.

Israel Emboldened

2017 will present Israel with a variety of opportunities, the biggest of which will come from its security guarantor, the United States. With Republicans firmly in control of the executive and legislative branches of government in the U.S., Israel will have freer rein to pursue its interests without rebuke. The country will benefit from a more assertive U.S. policy on Iran, and through Washington may try to place even more restrictions on Iranian uranium enrichment — after all, the new U.S. administration is liable to be more receptive to intelligence collected on Iran, especially if it points to infractions of the nuclear deal. An emboldened Israel will also probably accelerate settlement development in the West Bank, even if doing so incites attacks from Palestinian militants. An escalation in Israeli-Palestinian frictions will stress Israel's relationships with Jordan and Egypt, both facing internal stresses of their own. (The Palestinian issue will also notably be a source of competition between Turkey and Egypt. Ankara will try to develop better relations with Palestinian groups while managing a normalized but still tense relationship with Israel.)
But 2017 will also present Israel with a variety of challenges. To its north, it will have to contend with Hezbollah, arguably more powerful and experienced than it has been in years thanks to its heavy participation in the Syrian civil war. But Hezbollah has its hands full. It will consolidate territory in Syria for regime loyalists, it will fend off political challenges in Lebanon and it will meanwhile keep its eye on Israel. Worried about Hezbollah's military strength, cognizant that it will have a window of opportunity, and unencumbered by Washington's reproach, Israel is likely to intensify its operations in Syria and Lebanon in an attempt to weaken Hezbollah and limit their access to advanced weaponry.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69658
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا   تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Emptyالإثنين 03 يوليو 2017, 8:05 am

2017 Second-Quarter Forecast: Middle East and North Africa



In the Middle East and North Africa, the primary focus of the second quarter will be the fight against the Islamic State.
[url=https://www.stratfor.com/forecast/2017-second-quarter-forecast-middle-east-and-north-africa/middle-east-and-north-africa#The Syrian Civil War]The Syrian Civil War[/url]
[url=https://www.stratfor.com/forecast/2017-second-quarter-forecast-middle-east-and-north-africa/middle-east-and-north-africa#The Fight Against the Islamic State]The Fight Against the Islamic State[/url]
[url=https://www.stratfor.com/forecast/2017-second-quarter-forecast-middle-east-and-north-africa/middle-east-and-north-africa#The Battle for Mosul]The Battle for Mosul[/url]
[url=https://www.stratfor.com/forecast/2017-second-quarter-forecast-middle-east-and-north-africa/middle-east-and-north-africa#The Kurdish Struggle]The Kurdish Struggle[/url]
[url=https://www.stratfor.com/forecast/2017-second-quarter-forecast-middle-east-and-north-africa/middle-east-and-north-africa#Turkey%27s Resurgence]Turkey's Resurgence[/url]
[url=https://www.stratfor.com/forecast/2017-second-quarter-forecast-middle-east-and-north-africa/middle-east-and-north-africa#Iran%27s Arc of Influence]Iran's Arc of Influence[/url]
[url=https://www.stratfor.com/forecast/2017-second-quarter-forecast-middle-east-and-north-africa/middle-east-and-north-africa#Israel%27s Survival Strategy]Israel's Survival Strategy[/url]
[url=https://www.stratfor.com/forecast/2017-second-quarter-forecast-middle-east-and-north-africa/middle-east-and-north-africa#The Saudi Survival Strategy]The Saudi Survival Strategy[/url]
[url=https://www.stratfor.com/forecast/2017-second-quarter-forecast-middle-east-and-north-africa/middle-east-and-north-africa#The Yemeni Civil War]The Yemeni Civil War[/url]
[url=https://www.stratfor.com/forecast/2017-second-quarter-forecast-middle-east-and-north-africa/middle-east-and-north-africa#The Libyan Civil War]The Libyan Civil War[/url]
[url=https://www.stratfor.com/forecast/2017-second-quarter-forecast-middle-east-and-north-africa/middle-east-and-north-africa#The Difficulties of North African Reform]The Difficulties of North African Reform[/url]

The Syrian Civil War

The United States faces heightened risk on the Syrian battlefield this quarter at the same time it prepares to kick off a major offensive against Islamic State in Raqqa. A U.S. limited strike on a Syrian air base in response to a Syrian chemical weapons attack was designed to demonstrate the United States’ decisiveness in military matters (a message not lost on North Korea,) but it also came with risks. Russia has long attempted to leverage the Syrian battlefield in its broader negotiations with the United States, but the United States is not leaving much room for a bargain with Moscow. Russia thus has to rely on negative influence to try and draw the United States into a dialogue and will try to play the role of spoiler on the Syrian battlefield to raise operational risks for the United States. There will be potential for the two sides to negotiate on deconfliction, but that will likely be the extent of their cooperation this quarter as Washington focuses on the fight against the Islamic State.
Russian forces will be active elsewhere in Syria, however, supporting the Syrian army's offensives against rebel forces as well as the Islamic State in theaters such as Deir el-Zour. After a few shaky months in place, the cease-fire that Russia, Turkey and Iran brokered between the rebels and loyalists in December 2016 has broken down completely. Its failure underscores the futility of the attempted peace talks that took place throughout the first quarter. In the second quarter, Syria's deepening economic woes, evident in the country's food shortages and collapsing currency, will threaten the government's hold on loyalist territory
Syrian fighters backed by the United States will lead the charge in RaqqaThe United States' battle plan, which also includes deployments of U.S. troops, will rely on the most effective fighting force available in the short term: the multiethnic Syrian Democratic Forces (SDF). The SDF has made swift work of the fight so far, having nearly encircled the city. With help from the freshly deployed U.S. forces, artillery support has also been put in place.
But by emphasizing the SDF in the battle for Raqqa, the United States will further strain its already tense relations with Turkey. The forces include members of the Kurdish People's Protection Units (YPG), a militia Turkey considers a terrorist organization and an active threat to its national security. Still, Ankara's dismay will not discourage Washington from working with the force. And though Turkey will try to finagle a more prominent role for the forces it supports, including Turkish-trained Arab tribal forces, the United States will prioritize winning the fight against the Islamic State by the most expedient means available over appeasing Turkey. Turkey will nonetheless try to draw the United States deeper in a fight against the Syrian regime and push its proposals for establishing a no fly one and safe zones in in Syria. 
تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Q2-2017-syria-iraq-w
Washington's battle plan for Raqqa is just one of many complications Ankara will have to contend with in Syria in the second quarter. By the time Turkey took al-Bab from the Islamic State during the last quarter, it had already accomplished many of its objectives in northern Syria under Operation Euphrates Shield. But its efforts to keep Kurdish forces from establishing control over a contiguous swath of territory in the northern part of the country are still in progress. To achieve that objective, it will have to tread lightly so as not to step on Russia's toes. Ankara and Moscow's alliance of convenience has mostly run its course in Syria, especially since Russia foiled Turkey's plans to take the city of Manbij. Nevertheless, the two countries need to keep the lines of communication open to ensure that their troops don't end up in conflict. If their priorities in Syria continue diverging, Turkey may start looking for other ways to gain leverage over Russia — by joining in on negotiations over the Nagorno-Karabakh dispute, for instance, or increasing its coordination with fellow NATO members in the Black Sea. And even though Turkey will have less room to maneuver in Syria this quarter, it will still have some leeway to deepen its involvement in northern Iraq.

The Fight Against the Islamic State

In the Middle East and North Africa, the primary focus of the second quarter will be the fight against the Islamic State. The battle to oust the extremist group from its strongholds in the region will reach milestones in multiple theaters in the months ahead. in Iraq, for instance, the battle for Mosul will come to a close, at least in the city itself. And in Syria, the operation to reclaim the city of Raqqa is about to get underway. These events, though notable, will hardly herald the demise of the Islamic State. In fact, the organization will redouble its terrorist activities, not only in its core area of operations in the Middle East but also internationally, in an attempt to maintain its relevance as it loses territory.

The Battle for Mosul

Five months into the fighting, the end of the Mosul offensive is now in sight. Before the operation ends, though, Iraqi forces will deploy to other Islamic State strongholds such as Tal Afar and Hawija to sweep the extremist group out of those pockets. As the main battle comes to a close, the divisions among the Iraqi coalition's constituent groups will become clearer than ever. The risk of infighting among the alliance's Shiite, Kurdish and Sunni militias will be high throughout the quarter, particularly in the northern border regions of Nineveh province.
That Iraqi army forces are engaged in fighting in the city itself has improved the central government's reputation among Mosul residents; the boost will help Baghdad gain legitimacy and establish its authority over the city. But stabilizing the reclaimed territories around the city will be a tall order for Baghdad. Rifts within Shiite, Sunni and Kurdish groups will prevent them from reaching a coherent political settlement over Nineveh province's future this quarter. Iran and Turkey, meanwhile, will continue to vie for influence in Iraq, primarily through proxy battles in the disputed territories that will soon be reclaimed from the Islamic State. The Iraqi government and the Kurdistan Regional Government (KRG) each claim control of Tal Afar, Kirkuk and Sinjar, making these areas most susceptible to fighting and disputes over territory and resources.
As Iraq's political parties gear up for provincial elections in September, regional powers such as Turkey and Iran will have yet another opportunity to try to gain influence in the country. Tehran will use its sway among Iraq's Shiite political parties and militias to goad Baghdad to prioritize its ties with Iran and to block Ankara's attempts to get involved in the political settlement process through Sunni parties. Prime Minister Haider al-Abadi will face mounting political pressure from all sides, including Iraq's nationalist parties, as he tries to appease Turkey, Iran and the West simultaneously. Adding to the mix, Saudi Arabia will make economic and diplomatic gestures in an effort to strengthen its ties with Baghdad. (U.S. President Donald Trump's administration has been pressuring the kingdom to help loosen Iran's grip on Baghdad's political and security spheres.)  

The Kurdish Struggle

In Iraqi Kurdistan, disagreements will prevent the region's various political factions from forming a united front. In fact, the divisions are widening. The Patriotic Union of Kurdistan (PUK) has started pushing back more forcefully against its main political rival, the Kurdistan Democratic Party (KDP), to increase its share of oil revenues from Kirkuk and weaken the KDP's alliance with Baghdad. The dispute is good news for Baghdad, at least. Should the PUK make another attempt at disrupting the flow of oil from Kirkuk to win concessions from Baghdad or Arbil, the Iraqi government will feel less threatened than it would if the KDP were also in on the plan. But Kirkuk could become a flashpoint this quarter regardless, as the governments in Baghdad and the KRG, not to mention the rival Kurdish parties, fight over control of the province and its oil production.
Iraqi Kurdistan, similarly, will be a primary playing field in the competition between Turkey and Iran. Ankara will use the presence of the Kurdistan Workers' Party (PKK), which it considers a terrorist organization, in northern Iraq as a pretext to deploy proxy forces in the region to defend its interests there. Turkey might consider, for instance, dispatching the Rojava Peshmerga, a Kurdish militia aligned with the KDP, to fight on its behalf in the event that ethnic conflict flares up after the Mosul offensive winds down. To keep Ankara in check and support its own interests in northern Iraq, Tehran will rely on the mostly Shiite Popular Mobilization Forces positioned near Turkish-backed forces, as well as its ties with Baghdad.

Turkey's Resurgence

In Turkey, voters will head to the polls in mid-April to decide whether to go ahead with proposed constitutional amendments that could change Turkey's political future. President Recep Tayyip Erdogan has a lot riding on the success of the reforms, which would increase the powers of the presidency and curtail those of other branches of government. But when voters cast their ballots on April 16, they will have other concerns on their minds, such as the country's flagging economy. Turkey's high dollar-denominated debt and weakening currency — set to further deteriorate as the dollar strengthens — have exacerbated its financial troubles recently. If the referendum falls short of the simple majority it needs to pass, the ruling Justice and Development Party (AKP) will still retain power, though the loss would be a blow for Erdogan's campaign to consolidate institutional control.
تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Turkey-changes
To try to improve its chances of success, the AKP has been using the country's security concerns to stoke nationalism and stir popular support for the referendum. The wave of nationalism sweeping Turkey will buoy the ruling party, win or lose. Nevertheless, the results of the referendum will reveal strong support for and opposition to the AKP, laying bare the country's sharp political divisions.

Iran's Arc of Influence

Iran will also hold an important vote this quarter. Voters in the country will elect their next president May 19. As the election approaches, even the Islamic republic's hard-line politicians are trying to avoid instigating conflict with the United States. Washington, likewise, will be careful not to provoke hostilities with Tehran by changing the Joint Comprehensive Plan of Action nuclear deal — especially since the GCC countries support keeping the agreement in place rather than risking uncertainty by scrapping it. But that won't stop the Islamic Revolutionary Guard Corps from keeping up its usual defensive posturing and staging missile tests or military exercises in a bid to stay relevant. And as U.S. lawmakers have made clear, Congress will not hesitate to impose additional sanctions against Tehran in response to any perceived aggression.
The threat of new sanctions from the United States will compound Iranian President Hassan Rouhani's economic worries in the runup to the elections. When campaign season kicks off in April, the incumbent leader will face challenges from opponents in Iran's hard-line and conservative camps alike. And though Rouhani has experience, momentum and his role in Iran's economic recovery to date on his side, the country's lingering financial troubles will weigh heavy on voters' minds as they head for the ballot box. Inflation has fallen under Rouhani's administration, but unemployment is still high — a vulnerability his opponents may seize on during the campaign.
تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Iran-economy
As the Islamic republic gears up for its election, one of its prized proxy forces, Hezbollah, could derail a vote in Lebanon. The militia's allies and enemies are still at odds over electoral reforms and a new budget, and their disagreements could postpone elections set for May. Notwithstanding the current dispute, the Lebanese government has come a long way over the past several months. A new prime minister and president have managed to reshuffle the country's military leadership and, more important, revive its stagnant energy sector. Their progress highlights the pragmatic approach Lebanon's main political parties have taken to try to find a viable compromise to solve the country's persistent problems. But as the lingering differences over electoral reform demonstrate, no solution is perfect.
Hezbollah will also be a source of growing concern for Israel during the second quarter. The group's military buildup in Syria over the course of the civil war there, combined with its growing presence in the Golan Heights, has put Israel on high alert and fueled fears of an impending war at the country's northern border. To prevent Hezbollah from getting any stronger, the Israeli government will continue attacking its arms shipments in southern Syria. Nevertheless, the conflict could escalate during the second quarter.

Israel's Survival Strategy

If the Israeli government keeps pursuing its settlement policy in the West Bank without objection from the White House, moreover, the proliferating communities could provoke a violent response from Palestinians there. The risk of renewed conflict, sparked by competing Salafist groups or merely by chance events, will loom large in the Palestinian Authority, though its two main political parties, Fatah and Hamas, will each try to avoid confrontation with Israel this quarter. In addition, the political divides between the parties could further postpone legislative elections in the Palestinian territories, scheduled in the West Bank for May.
Hamas and Fatah will each be focused on their own internal objectives this quarter rather than on bridging the divide between them. Hamas is working to modify its political charter for the first time in decades, breaking with tradition to recognize the 1967 Palestinian borders. The party's turn toward moderation, however slight, is meant to curry favor with Arab partners such as Egypt, whose support Hamas needs more than ever now that the Islamic State's Sinai faction is threatening its supply routes and legitimacy. (Israel will put little stock in the group's efforts at change, though, and will continue its operations against Hamas.) Fatah's leaders, meanwhile, will be focused on establishing a succession plan for aging party leader and Palestinian President Mahmoud Abbas. The enduring rifts between the rival Palestinian parties will prompt Arab states in the region to get more involved to try to resolve the struggle.

The Saudi Survival Strategy

For Saudi Arabia, the second quarter will hinge on OPEC's May 25 meeting. The summit, during which Riyadh will cajole its fellow members in the oil cartel to extend the production cut instated in November 2016, will be a turning point for the Saudi government's economic reform initiatives. Even though the production cap hasn't boosted oil prices as much as Riyadh hoped it would, the kingdom is in no position to risk oversaturating the market by scrapping the deal. Doing so, after all, would further destabilize the price of oil, jeopardizing Saudi Arabia's oil revenues in the process. Whether the country can persuade the rest of OPEC to stay the course with the production cut will determine every other economic action that the Saudi government takes for the rest of the year.

The Yemeni Civil War

With all sides of the conflict locked in a stalemate, Yemen's civil war will enter the second quarter more or less stagnant. The rifts in the Gulf Cooperation Council (GCC) military coalition against Yemen's Houthi rebels are more pronounced than ever. The United Arab Emirates is focused on training and supporting its own forces in the south. Saudi Arabia, on the other hand, is looking to the United States for help negotiating a political resolution to end the fight. But until Riyadh compromises in its adamant support for Yemeni President Abd Rabboh Mansour Hadi, and the Houthi rebels agree to relinquish territory to the government, the prospects for peace will be slim. So though the United Nations will make another attempt at forging a peace plan for the country, it will make little headway in this endeavor.
Evidence of Iran's efforts to train and equip the Houthi rebels, meanwhile, has prompted the Pentagon to request more support for the Saudi- and Emirati-led coalition. If the White House approves, the United States will share more intelligence and boost its logistical coordination with the Gulf coalition to try to limit Iran's influence in war-torn Yemen and stabilize the strategic Bab al-Mandab Strait. At the same time, Washington will pursue a more aggressive strategy against al Qaeda in the second quarter since the group's slow and steady approach has enabled it to grow in Yemen as well as Syria.

The Libyan Civil War

Oil production will also play an important role in Libya this quarter, as multiple conflicts rage on in the country. Libyan National Army chief Field Marshal Khalifa Hifter has reclaimed the critical As Sidra and Ras Lanuf oil export terminals in eastern Libya, after the Petroleum Facilities Guards and Benghazi Defense Brigades militias overran them in early March. Though the fighting stalled oil production in Libya, it will likely maintain export levels over 400,000 barrels per day throughout the quarter.
In western Libya, meanwhile, rivalries between the U.N.-backed Government of National Accord and the General National Congress, two of the country's three rival governments, will breed divisions in Misrata and Tripoli. Outbreaks of violence between the governments' corresponding militias will continue to be a constant this quarter, particularly in the capital. International support for Libya's governments will be less divided, by contrast. Egypt and the United Arab Emirates will continue to back Hifter, while Russia increases its support for his Libyan National Army. (Unless he can bring more ground forces under his control, however, Hifter will have trouble increasing his influence in eastern Libya, and his efforts to draw new recruits will run up against tribal divisions.) And although the European Union will push for political resolutions to the various battles in Libya, negotiations will stay at a standstill this quarter.

The Difficulties of North African Reform

Elsewhere in North Africa, Algeria's government will fight a political battle of its own this quarter, albeit more quietly. The country's citizens are frustrated since the government passed a new budget that slashed public spending and raised taxes. The austerity measures, which sparked public protests, will be at the forefront of voters' minds as they head to the polls in May for legislative elections, and more demonstrations are expected in the meantime. Whatever the vote's outcome, however, the Parliament lacks the political clout to bring change to Algeria's tightly controlled political system, even if opposition parties perform better than they have in years past. Many of President Abdel Aziz Bouteflika's close allies have ensconced themselves in important ministries and positions over the past few years, including, during the first quarter, the head of state oil and gas company Sonatrach. Infighting among the country's elite will be a strong undercurrent in Algerian politics for the rest of the quarter, though it will take place largely behind closed doors.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69658
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا   تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا Emptyالخميس 12 أكتوبر 2017, 4:24 am

توقعات "ستراتفور" للربع الرابع من 2017: (2-2) .. الشرق الأوسط وشمال أفريقيا


تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا File

تقرير – (مركز ستراتفور) 28/9/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
تشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مفترق طرق العالم. وهي تضم شبه الجزيرة العربية، وجبال إيران، وسهول تركيا، وصحارى بلاد الشام، وأراضي شمال الصحارى الأفريقية وكل الساحل بينها. وقصة المنطقة، كما هو دائماً حال الأماكن العالقة بين اللاعبين الخارجيين، هي قصة تجارة وتبادل وصراع. والقوتان التقليديتان في المنطقة هما تركيا وإيران -والسعودية ومصر هما القوتان العربيتان الراهنتان- ما يجعل التنافس فيما بينها من أجل النفوذ على الدول الأضعف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مسرحاً للعنف وعدم الاستقرار.
أبرز التوقعات:
• سواء صادق البيت الأبيض على امتثال إيران للاتفاق النووي أم لا خلال هذا الربع، فإن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الاتفاق بشكل كامل، حتى بينما تضع المزيد من الضغوط المالية والعسكرية على إيران في إطار محاولة احتواء نفوذها في الشرق الأوسط. ومع أن إيران ستستجيب للتوتر المتصاعد مع الولايات المتحدة بخفض التوتر في علاقاتها مع السعودية وتركيا، فإن تنافس طهران مع خصومها الإقليميين سيستمر في التجلي من خلال معارك بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
• من المرجح أن يصنع الاستفتاء على الاستقلال في كردستان زخماً جديداً -وتوتراً- في المفاوضات بين أربيل وبغداد على تقاسم عوائد النفط والمناطق المتنازع عليها، بينما يستعد الساسة العراقيون للانتخابات الحاسمة في العام 2018.
• بينما يواصل "داعش" خسران الأرض في سورية، سوف تظل القوى التي تدعمها الولايات المتحدة وروسيا عرضة لخطر التلامس مع بعضها بعضاً، مما يزيد خطر وقوع اشتباكات بينها، والتي يمكن أن تجر رعاتها الأجانب أقرب إلى حمأة المعركة.
*   *   *
الولايات المتحدة تقف وحدها ضد الاتفاق النووي
من الحروب في سورية والعراق واليمن، إلى استفتاء الاستقلال في كردستان العراقية، سوف تكون لإيران يد في كل قضية ملحة تقريباً في الشرق الأوسط في هذا الربع من العام. وبذلك، ستراقب المنطقة عن كثب لترى الكيفية التي تتفاعل بها طهران مع العالم، خاصة بينما يصبح اتفاقها النووي مع القوى العالمية أكثر هشاشة من أي وقت مضى. وفي جهد يرمي إلى الحد من نفوذ طهران المتزايد في الشرق الأوسط، يضغط الكثير من المسؤولين الأميركيين من أجل إعادة تطبيق بعض العقوبات ضد إيران، والتي كانت خطة العمل الشاملة المشتركة قد جمدتها. كما دعا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أيضاً إلى تمديد مدة الصفقة، وهو موقف يتعارض مع وجهات نظر الموقعين الآخرين على الاتفاقية -الصين، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا والمملكة المتحدة.
سوف تأتي هذه القضية إلى المقدمة يوم 15 تشرين الأول (أكتوبر) عندما ستقرر وزارة الخارجية الأميركية، بناء على توصية الرئيس، ما إذا كانت ستعيد المصادقة على الاتفاق النووي الإيراني. ولأن معظم الأدلة، بما فيها النتائج التي توصلت إليها الوكالة الدولة للطاقة الذرية، تشير إلى أن طهران احترمت جانبها من الصفقة، فسيكون من المستحيل تقريباً على البيت الأبيض أن يبرر حجب الشهادة على أساس حدوث خرق مادي من طرف إيران. لكن واشنطن قد تختار عدم إصدار الشهادة محتجة بأن الصفقة لا تخدم أفضل مصالح الأمن القومي الأميركي. وفي حال رفض البيت الأبيض تقديم شهادته -أو تقديم تقرير من الأساس- فستكون لدى الكونغرس فترة 60 يوماً لبحث مسألة إعادة فرض عقوبات تتصل ببرنامج إيران النووي.
نظراً للدعم المستمر للاتفاق بين حلفاء واشنطن، إلى جانب التركيز الأميركي الكثيف على كوريا الشمالية في هذا الربع، لن يقبل المشرعون الأميركيون اقتراحاً بإعادة فرض العقوبات على إيران باستخفاف. فبعد كل شيء، لن يقتصر أثر مثل هذه الخطوة على انتهاك شروط الصفقة، وإنما يمكن أن يلحق الضرر بالشركات الأوروبية والشركات التي تتعامل مع إيران. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تخسر الولايات المتحدة الثقة والقبول لدى شركائها الأجانب، مما يجعل من الصعب تحقيق اقتراح تمديد الإطار الزمني للصفقة الذي يرغبه الرئيس. وبأخذ هذه التداعيات معاً، فإنها تقترح أنه مع أن خطة العمل الشاملة المشتركة هشة، فإنها ستظل متماسكة خلال فترة نهاية العام على الأرجح. ومع ذلك، سوف يسمتر البيت الأبيض في الإعراب عن مكامن قلقه من نشاطات إيران السياسية والعسكرية في أنحاء الشرق الأوسط، وسوف يحاصر طهران حيثما كان ذلك ممكناً عن طريق فرض عقوبات جديدة غير متصلة ببرنامج البلد النووي، وعن طريق الأمر بردود عسكرية سريعة على أي انتهاك إيراني.
على الرغم من تقلب الدعم الأميركي لاتفاق إيران النووي، سوف تحاول إيران الإبقاء على الصفقة من خلال تقوية علاقاتها مع الأطراف الأخرى في الاتفاقية، والحفاظ على الامتثال لشروطها وتحسين صورتها الدولية. فبعد تحرره من قيود العقوبات الثقيلة، عاود الاقتصاد الإيراني انتعاشه منذ تطبيق الاتفاق النووي، وهناك القليل من الفصائل في طهران والتي تبدي استعداداً لنقض هذا التقدم. وفي الحقيقة، يشهد اتساع نطاق صفقات إيران التجارية التي عقدتها مؤخراً مع بلدان عبر أوروبا وآسيا الباسيفيكي على حرصها على ترك عزلتها الدولية خلفها. وبالطريقة نفسها تقريباً، شرعت إيران في إعادة تأهيل صورتها كدولة مارقة، ولو أن ذلك يأتي في جزء منه لصرف الانتباه عن استخدامها للوكلاء في الصراعات الجارية في أنحاء المنطقة.
إيران تبقي على أعدائها قريبين
لن تنتهي محاولات إيران لتطبيع دورها في المجتمع الدولي بصفقاتها التجارية الأخيرة مع أوروبا. ومع تصاعد الضغوط من واشنطن، سوف تسعى إيران إلى الحصول على الغوث في أماكن أخرى عن طريق إعادة تدفئة العلاقات تدريجياً مع السعودية وتركيا. وسيكون من شأن علاقات أقل عدائية مع هؤلاء المنافسين منذ وقت طويل تمكين إيران من إبقاء أعدائها على مقربة، بينما تقوم بتحقيق أهداف معينة، بما فيها إصلاح سمعتها.
منذ قامت السعودية بإعدام رجل دين شيعي بارز في مطلع العام 2019، والذي حرض شن هجوم على السفارة السعودية في طهران، كانت العلاقات بين الرياض وطهران مشوشة بشكل خاص. لكن المملكة سيكون لديها حافز لاستكشاف تقارب محدود مع إيران: فالسعودية تستعد لانتقال حساس في القيادة، وهي تسعى إلى تخفيف المدى الذي تستطيع به طهران تقويض الحكومة في الرياض. ومن جانبها، تأمل إيران في منع النفوذ السعودي من الامتداد إلى معاقلها الدبلوماسية الخاصة.
في حين يتحسس الخصمان منذ فترة طويلة مياه التعاون، فإن المنافسة بينهما ستستمر. وستأخذ منافستهما مركز الصدارة في العراق الذي يجد نفسه على مفترق طرق من نوع ما. وعلى مدى الأشهر الأخيرة، شقت السعودية (والكويت والإمارات العربية المتحدة إلى حد ما) طرقاً إلى المؤسسات السياسية والأمنية في العراق؛ حيث عرضت الدعم على ساسة عراقيين من مختلف المشارب الدينية والعرقية، بينما يستعد البلد الذي مزقته الحرب لإعادة بناء نفسه -ولإقامة انتخابات إقليمية وبرلمانية في النصف الأول من العام 2018.
سوف يتعين على كبار الساسة الشيعة في العراق العثور على طريقة للموازنة بين المطالب الوطنية للناخبين، والدعم الحاسم لحليفتهم التاريخية، إيران، والمساعدة الجديدة من شريكتهم الجديدة، السعودية. وقد أوضحت المملكة السنية نيتها توسيع قبولها في جميع أنحاء البلد -وزيادة تواجدها في المناطق التي اعتبرتها إيران تقليدياً مجالها- من خلال التحضير لبناء قنصليتين في المنطقة المركزية ذات الأغلبية الشيعية من العراق. وسوف تُظهر هذه الخطوة استقلال الحكومة العراقية عن إيران وتعزز شرعية الساسة بين الناخبين العرب قبل انتخابات العام 2018.
حريق بطيء في سورية واليمن
سوف تتصادم مصالح السعودية وإيران في ميدان معركة آخر في الشرق الأوسط أيضاً: الحرب الأهلية اليمنية. ومع عدم وجود نهاية في الأفق للصراع المطول، شرعت الشقوق في داخل تحالفات البلد الشمالية والجنوبية في الانتشار. فإلى الشمال، أصبح التحالف البراغماتي بين الحوثيين وبين أتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح تحت ضغط متزايد بينما أصبح أعضاء الفصيلين يحاربون بعضهم بعضاً. ومع ذلك، سوف يصمد تحالف الثوار في اليمن طالما ظل الحل السياسي للحرب بعيد المنال. ومع كل محاولة جديدة يبذلها الثوار لإطلاق الصواريخ في اتجاه السعودية، سوف تصبح الرياض أكثر اقتناعاً بأن إيران تقوم بتزويدهم بالسلاح الذي يفاقم التهديد الذي تتعرض له حدود المملكة. وفي الأثناء، سوف تسعى الحركة الجنوبية إلى المزيد من الاستقلال عن دول الخليج والحكومة التي تقف إلى جانبها في عدن.
في منطقة شرق المتوسط، سوف تنهي القوات السورية عملياتها ضد "داعش" في الرقة خلال هذا الربع من العام. وبينما تخسر المجموعة الإرهابية الأرض بثبات في سورية والعراق، سوف تعزز القوات الموالية لدمشق مواقعها في دير الزور قبل الانطلاق شرقاً نحو الحدود العراقية. وسوف تسابِق للوصول إلى وجهتها قبل أن يتمكن التحالف العربي السوري المتحالف مع الولايات المتحدة من اعتراضها بالتوغل جنوباً على طول نهر الخابور، لكن خطر وقوع اشتباكات متقطعة بين المجموعتين سيكون عالياً. ومع أن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وروسيا لنزع إمكانية الصدام في ساحة المعركة ستمنع الموقف من التصعيد، فإن كلا الطرفين سيتنافس للسيطرة على حقول النفط في المنطقة -بما فيها حقل العمر الأكبر في سورية.
وفي الأثناء، سوف تركز تركيا جهودها على نقض المكاسب التي حققتها قوات وحدات حماية الشعب الكردية. ولتحقيق هذه الغاية، سوف تشن أنقرة هجمات جديدة ضد المجموعة في معقلها، كانتون عفرين. لكن تركيا ستواجه هناك مقاومة صلبة من روسيا التي تحتفظ بوجود عسكري لها في المنطقة، والتي منعت بشكل متكرر تحرك القوات التركية في سورية من قبل، على الرغم من محاولات أنقرة التفاوض مع موسكو (وطهران) من أجل تحصيل فرصة لمتابعة هجومها ضد وحدات حماية الشعب الكردية. وبالمثل، سوف تبقى تركيا محبطة وغاضبة من الدعم الأميركي المتواصل للمقاتلين الأكراد وحليفهم الوثيق، التحالف العربي السوري.
في إطار محادثات السلام السورية التي استضافتها العاصمة الكازاخية، أستانا، حاولت روسيا وإيران إقناع تركيا بإعادة التفكير في مساعدتها لجماعات الثوار في إدلب. وكما يحدث، فإن مصدراً غير متوقع ظهر لدعم قضيتهما: هيئة تحرير الشام. وبإدراكها لتجمع هجوم تشنه القوات الموالية للنظام في الأفق، عكفت المجموعة السلفية المتشددة على تقوية دفاعاتها في محافظة حلب منذ أشهر، مجبرة شركاء تركيا من الثوار على التراجع أثناء العملية. وفي إطار حرصها على استعادة الأرض والنفوذ اللذين خسرتهما لصالح هيئة تحرير الشام، ربما تختار تركيا الاضطلاع بدور عسكري أكثر نشاطاً في شمال المحافظة، بينما يهاجم الموالون للنظام السوري المدعومون من روسيا وإيران المجموعة في جنوب المنطقة وشرقها خلال الأشهر القليلة المقبلة.
بينما يتحول زخم الحرب الأهلية السورية لصالح الموالين، فإن واحداً من حلفائهم الرئيسيين -مجموعة حزب الله اللبنانية المتشددة- سيكون حراً في تجميع قواته على حدود إسرائيل مرة أخرى. وإدراكاً منها للعودة الوشيكة لخصمها المدعوم من إيران، سوف تصعد إسرائيل من ضرباتها ضد حزب الله وشركائه قبل أن تتسنى للمنظمة الفرصة لإعادة التجمع. ويمكن أن يشجع تزايد النفوذ الإيراني في سورية إسرائيل على اتخاذ إجراء أسرع ضد حزب الله، ولو أن القيام بذلك سوف يتطلب أولاً إجراء مفاوضات معقدة مع روسيا. ولكن إسرائيل ستتحرك، بغض النظر عن ذلك، بقوة في سورية خلال الربع المقبل بينما يصبح وجود إيران الدائم هناك أكثر تأكيداً باطراد.
الاستقلال الكردي ما يزال بعيداً عن المتناول
أحد الأشياء القليلة التي يمكن أن تتفق عليها قوى الشرق الأوسط هو الاستفتاء الكردي. وقد أقيم الاقتراع المنتظر منذ وقت طويل للأمة التي بلا دولة لنيل الاستقلال عن حكومة العراق المركزية في بغداد يوم 25 أيلول (سبتمبر)، وأسفر التصويت عن "نعم" مدوية، والتي ضمنت للحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم الحصول على الولاية الشعبية التي سعى إليها. والآن، سوف يستخدم الحزب هذه الولاية لتعزيز موقعه على قمة كردستان العراقية، وسوف يقوم بتحسين موقفه في المفاوضات مع بغداد على حقوق الطاقة، والأموال، والمناطق المتنازع عليها. لكن المنافسين الأكبر للحزب الديمقراطي الكردستاني –حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وحزب غوران- سيعملان على تأمين حصتهما من القوة السياسية والمالية خلال المحادثات مع بغداد، والتي ستبدأ بشكل جدي في العام 2018 بعد أن يخف غضب الحكومة المركزية من الاستفتاء. وبينما تحاول الأحزاب الكردية ضمان تحقيق نتائج الاستفتاء، فإن الشقوق بينها سوف تتعمق، متسببة في تأجيج الخلافات التي ستظهر في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
سوف يتفاقم الاقتتال الكردي الداخلي فقط بينما يؤيد أكبر الداعمين الماليين لحكومة إقليم كردستان -تركيا، وإيران والولايات المتحدة- موقف بغداد ويحجبون المساعدات الإضافية عن أربيل والحيلولة دون أن يكون الاستفتاء أي شيء سوى رمز، من أجل الحفاظ على الاستقرار في أنحاء المنطقة. والآن وقد تلاشى التهديد المباشر لـ"داعش"، أصبحت القوات الكردية والعربية المصطفة ضدها تحت خطر توجيه غضبها تجاه بعضها بعضا بينما تكافح من أجل السيطرة على الأراضي القيِّمة. ولدى كل من أربيل وبغداد ميليشيات في المناطق المتنازع عليها، مثل كركوك وديالى. وبينما تتصاعد التوترات بينهما، فكذلك حال خطر حدوث اشتباكات على الأرض بين هذه الميليشيات. وبعد أن توحدت في رفضها الاستفتاء خوفاً من السابقة التي يشكلها بالنسبة لمجتمعاتها الكردية الخاصة، سوف تستخدم إيران وتركيا وكلاءهما في كردستان العراق للدفاع عن مصالحهما في هذه النزاعات على الأراضي خلال هذا الربع من العام. وسوف تتوطد علاقاتهما ببغداد باطراد بينما تعملان مع الحكومة العراقية المركزية لاحتواء تداعيات التصويت الكردي.
النزاعات والإصلاحات في دول مجلس التعاون الخليجي
عبر حدود العراق الجنوبية، سوف تكون السعودية بصدد التعامل مع بضع أزمات خاصة بها نفسها. في الأشهر الأخيرة، قادت المملكة حفنة من قريناتها في مجلس التعاون الخليجي في حملة لعزل قطر كعقاب لها على بعضٍ من سياساتها. وكشفت المشاحنة عن العيوب في خطط الكتلة لتحقيق مزيد من التكامل عن طريق تعرية الضرورات المتناقضة لأعضائها. وعلى سبيل المثال، تتقاسم السعودية والإمارات العربية المتحدة أهداف وقف انتشار النفوذ الإيراني والجماعات الإسلامية -وهما اثنان من الدوافع الرئيسية وراء فرض الحصار على قطر- لكن أولوياتهما العملية تفترق. وبالإضافة إلى ذلك، أظهر استئناف قطر علاقاتها مع إيران مؤخراً المدى الذي أتى به الحصار بنتائج عكسية، وكذلك المدى الذي تعتمد فيه الدوحة على علاقاتها مع طهران وأنقرة لمقاومة الآثار الضارة لعزلتها.
على المدى البعيد، سوف يؤدي الحصار إلى إضعاف نسيج دول مجلس التعاون الخليجي بكليّته. وسوف تتواصل الحروب الإعلامية من نوع "العين بالعين" لوقت طويل بعد أن يتوصل الطرفان إلى حل سياسي للأزمة، وسوف تكون عداوتهما الدائمة قيد العرض الكامل خلال القمة السنوية للكتلة التي ستعقد في كانون الأول (ديسمبر) -هذا إذا انعقدت من الأساس. ومع ذلك، سوف تحاول دول مجلس التعاون الخليجي بشكل منفرد تجميع ميزانياتها للعام 2018 والوفاء بالموعد النهائي المقرر في كانون الثاني (يناير) لتفعيل ضريبة القيمة المضافة المتفق عليها. ولن يجعل انعدام الثقة المتبادل، تؤججه العداوة مع قطر، أياً من هذين الهدفين سهل التحقيق.
بينما يتكشف الخلاف، سوف تواجه السعودية التحدي الإضافي المتمثل في رؤية تغييرات جذرية عدة وهي تحدث في أعلى مستويات حكومتها. وسوف يكون ولي العهد المعين حديثاً، الأمير محمد بن سلمان، حريصاً على ضمان أن يتمتع بالدعم الحاسم من قادة البلد ومواطنيه، خاصة بعد إصلاح الأجهزة الأمنية في المملكة. وقد ازداد انتباهه لقاعدته السياسية وسط إشاعات عن تنازل الملك الوشيك عن العرش، فيما يشير إلى أن الأمير الشاب قد يتولى العرش في المستقبل القريب. ويُظهر اعتقال السلطات مؤخراً للعديد من رجال الدين والناشطين والمفكرين البارزين عزم الأمير على تثبيط المعارضة بينما تلوح الخلافة الملكية في الأفق، وبينما تستمر مشاكل الرياض المالية. وسوف تكافح المملكة لتعزيز عوائدها غير النفطية خلال الربع الرابع بينما تضع قيد العمل آخر تكرار من خطة للتوسع في التوظيف بين مواطنيها. وسوف تعطي كل هذه التغيرات الصاخبة للسعودية سبباً إضافياً للسعي إلى الهدوء حيث تستطيع، بما في ذلك علاقاتها مع إيران.
في ليبيا، عملية سلام متجددة
سوف تختبر ليبيا أي شيء إلا الهدوء في الربع المقبل بينما يواصل ممثلو حكومة الوفاق الوطني في طرابلس والبرلمان في طبرق التفاوض على حل سياسي للصراع، ووضع دستور جديد، وعلى دور لجيش المشير خليفة حفتر في أي حكومة وحدة مستقبلية. ومع أن خطة عمل تقودها الأمم المتحدة، والتي كُشف النقاب عنها في أيلول (سبتمبر) أعادت تنشيط المحادثات، فإن من غير المرجح أن تقود إلى انفراج قبل نهاية العام. فبعد كل شيء، ما يزال حفتر شخصية مثيرة للانقسام في غرب ليبيا، وهو يسيطر على ما يكفي من البلد -ويفتخر بما يكفي من الدعم الخارجي- ليواصل الصمود بينما يضعف موقف خصومه السياسيين في الغرب.
سوف يبقى إنتاج النفط الليبي متقلباً مثل سياستها. وعلى الرغم من أن الإنتاج بلغ ذروته عند نحو مليون برميل يومياً في تموز (يوليو) -وهو أعلى رقم شهده البلد منذ العام 2014- فإن ذلك الارتفاع لم يدم طويلاً. فقد أغلق أفراد الأمن والميليشيات العديد من خطوط الأنابيب والحقول النفطية الرئيسية في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) في محاولة للمقايضة من أجل الحصول على رواتب أعلى أو أجور غير مدفوعة. ويشكل استخدام المجتمعات المحلية والميليشيات أنابيب النفط كوسيلة للضغط سمة ثابتة في صناعة الطاقة الليبية، والتي يرجح أن تستمر خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وفي الأثناء، عادت الفروع الليبية التابعة لتنظيم "داعش" إلى الظهور. وبعد إطلاق العديد من الهجمات خلال الربع الثالث، من المرجح أن يواصل المسلحون تهديد نقاط التفتيش الأمنية والبنية التحتية للنفط والمياه حتى نهاية العام. وسوف يشجع نشاطهم قيام تعاون تكتيكي بين القوى الليبية المتنافسة التي تتقاسم هدف القضاء على "داعش"، مثل "البنيان المرصوص" والجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر.
لن تكون عودة فروع "داعش" مقصورة على ليبيا. فبينما تفقد المجموعة الإرهابية الأرض في سورية والعراق، فإنها ستعود إلى تكتيكات التمرد والإرهاب التي اعتمدت عليها قبل تأسيس ما تدعى "الخلافة". وفي الوقت نفسه، سوف تركز المجموعة على تعزيز "ولاياتها" في شبه جزيرة سيناء، وشمال أفريقيا، وأفغانستان وباكستان، من أجل صرف الانتباه عن انتكاساتها في ميدان المعركة.
وعلى الرغم من خسارات "داعش" في الأراضي والقوى البشرية، ما تزال لدى التنظيم منافد إعلامية قابلة للحياة، وقادرة على إلهام الهجمات على المستوى الشعبي في كل أنحاء العالم. ولكن، وعلى الرغم من أن هذه المنافد دعت الأتباع إلى تنفيذ عمليات متطورة ومعقدة، من التسميم بالسيانيد إلى إخراج القطارات عن سكتها، فإن أنواع الهجمات التي يرجح أن ينفذها أتباع المجموعة ستكون أبسط تكتيكياً، من نوع الهجوم بالسكاكين أو المركبات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تنبؤات مركز "ستراتفور" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا
» توقعات مركز "ستراتفور" للعام 2017: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
»  التوقعات السنوية لمركز ‘‘ستراتفور‘‘: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في...
» أربعة حراكات شعبيّة جديدة قد تُغيّر وجه مِنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومُستقبلها..
»  توقعات مركز "ستراتفور" الفصلية للربع الرابع من العام 2018

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: