عدد المساهمات : 69641 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
موضوع: الشاعر المناضل عبد الرحيم محمود الجمعة 14 يوليو 2017, 8:33 am
حل اليوم الخميس، الذكرى الـ69 لاستشهاد الشاعر المناضل عبد الرحيم محمود، الذي كرس حياته لخدمة قضية شعبه وأمته، ومناصرة الطبقة العاملة والمستضعفين. ففي يوم 13 تموز/يوليو 1948 استشهد المناضل عبد الرحيم محمود في معركة الشجرة، بعد أن كرس جل أشعاره للقصيدة الحماسية الوطنية والقومية الملتزمة. والشاعر الشهيد بالرغم من استشهاده في سن مبكرة عن عمر يناهز (35 عاماً)، يعد واحداً من ألمع شعراء فلسطين في العصر الحديث، فهو إضافة إلى تمجيده بالشخصيات الوطنية وتصديه للاستعمار وتغزله بالوطن، فإن قصائده لم تخل من البعد الاجتماعي. ويعد هذا الشاعر ممن سخروا سلاحهم وكلماتهم لدعم المقاومة والجهاد في مواجهة الانتداب الإنجليزي والجماعات الصهيونية، وكلماته الحماسية العميقة تعد تعبيرا صادقا عن عقيدته ونهجه القيادي الصادق، دون أن يكتف في الجهاد في فلسطين، بل اشترك في ثورة الكيلاني بالعراق. ولد الشاعر محمود في بلدة عنبتا قضاء طولكرم عام 1913، وتلقى علومه الابتدائية والثانوية، في طولكرم ونابلس، والشرطية في بيت لحم، والعسكرية في بغداد ودمشق، ثم عمل في التدريس مدرساً في كلية النجاح في مدينة نابلس، ثم التحق بالثورة العربية الكبرى عام 1937، وقاد أحد الفصائل وجرح في إحدى المعارك ضد البريطانيين. وعندما طاردته قوات الانتداب البريطاني، لجأ إلى العراق عام 1939، واشترك في حركة رشيد عالي الكيلاني، ثم عاد إلى فلسطين بعد إخفاق الحركة المذكورة، والتحق بجيش الإنقاذ، حيث تولى قيادة سرية من سرايا فوج حطين وخطط وقاد عدة عمليات عسكرية ناجحة وجريئة ضد قوات الاحتلال الانكليزي في مرج بن عامر. وبعد انتقال فوج حطين إلى الجليل عُين عبد الرحيم محمود مساعداً لقائد الفوج، وأثناء الهجوم على قرية الشجرة في قضاء طبرية، قامت العصابات الصهيونية في كفر سبت بقصف مواقع جيش الإنقاذ بكثافة نيران عالية، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى وإصابة مساعد قائد الفوج بقذيفة أدت إلى استشهاده، وهكذا ودعت فلسطين علماً من أعلامها وقائداً مناضلاً دفع حياته ثمناً لكرامة وطنه وشعبه. الشاعر محمود بنظر الأدباء والمؤرخين: وسبق أن تحدث الأديب د. محمود غنايم في ندوة بمدينة الناصرة داخل أراضي عام 1948 عن مناقب هذا الراحل الكبير بقوله: إن الشهيد عبد الرحيم محمود الذي أمضى فترة من حياته في مدينة الناصرة حيث يرقد في ضريحه اليوم، قد وظف شعره للدفاع عن العمال والفلاحين المستضعفين، ومنه قصيدة "عامل" التي حض فيها أولئك على تبني القوة من أجل تخليص حقوقهم. وأضاف: إن هناك مسحة من الرومانسية في قصائد الشهيد عبد الرحيم محمود، نتيجة ميله للانتقال في آخر سنواته من المدرسة الكلاسيكية إلى المدرسة الحديثة، التي تعنى بالمشاعر والشكوى والإبداع الذاتي. وأشار غنايم إلى قدرة الشهيد على الإبداع بالسليقة في التعبير عن الأحاسيس إلى حد مناجاة الحجر كما فعل حينما كان عائداً من العراق إلى فلسطين عام 1941. من جانبه، قال المؤرخ د. مصطفى كبها في ندوة أقيمت سابقا لإحياء ذكرى الشهيد محمود إن هناك محطات مفصلية في سيرة الشاعر الشهيد، الذي نذر قصائده وروحه للدفاع عن الوطن فأسمى ديوانه "روحي على راحتي" من وحي قصيدته الشهيرة: - سأحمل روحي على راحتي . . . وألقي بها في مهاوي الردى - فإما حياة تسّر الصديق . . . وإما ممات يغيظ العدى وأشار كبها إلى أن الراحل عمل مسؤولاً عن الشؤون الإعلامية وكتابة البيانات في مقر قيادة القائد عبد الرحيم الحاج محمد، القائد العسكري العام لثورة 1936 -1939. وأضاف أنه عندما شكلت الجامعة العربية جيش الإنقاذ على إثر قرار التقسيم عام 1947 انضم محمود لهذا الجيش برتبة ضابط، وكذلك تطوع لفترة ما في جيش الجهاد المقدس، وشارك في بعض المعارك في منطقة الوسط إلى جانب القائد حسن سلامة. وأوضح كبها، أن الشاعر محمود، تخرج من الكلية الحربية في بغداد برتبة ملازم سوية مع عبد القادر الحسيني، وشارك في ثورة رشيد عالي الكيلاني، في أيار 1941. ونوه إلى أن الشهيد الراحل محمود، ترك بصماته الشعرية والتاريخية في الذاكرة الجماعية الفلسطينية، لافتاً إلى قصيدة "نجم السعود" التي ألقاها وهو في الثانية والعشرين من عمره أمام الأمير سعود آل سعود، الذي كان بصحبة المفتي الحاج أمين الحسيني، وفي طريقهما إلى طولكرم عرّجا على عنبتا، بلدة الشاعر عبد الرحيم محمود. وأضاف أن بعض الشهود رأوا بأم أعينهم، الأمير سعود وقد اغرورقت عيناه بالدموع لسماعه بيتا من الشعر الذي ينذر بضياع الأقصى من جديد" وهو المسجد الأقصى أجئت تزوره...أم جئت من قبل الضياع تودعه؟، واعتبر هذه القصيدة بمثابة نبوءة، استشعر الراحل بها بوحي الأحداث التي عصفت آنذاك بالأراضي المقدسة. وأكد المؤرخ كبها أن الشهيد عبد الرحيم محمود، ترك بصماته الشعرية والتاريخية في الذاكرة الجماعية الفلسطينية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69641 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الشاعر المناضل عبد الرحيم محمود الجمعة 14 يوليو 2017, 8:34 am
لمناسبة مرور مئة عام على ميلاده
ندوة عن حياة الشاعر عبد الرحيم محمود وتجربته الشعرية
طولكرم –عدنان حطاب - نظمت وزارتا التربية والتعليم والثقافة الفلسطينيتين ومؤسسة توفيق زيّاد للثقافة الوطنية والإبداع في الناصرة، أمس الاول ، ندوة ثقافية في مدرسة الشهيد القائد عبد الرحيم الحاج محمد في طولكرم تناولت حياة الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود وتجربته الشعرية ،وذلك في قاعة المكتبة بحضور مدير المدرسة محمد الحيحي والهيئة التدريسية وعشرات الطلاب . ووصف الحيحي في كلمته الشاعر الشهيد بأنه احد أركان الشعر الفلسطيني المقاوم الذي جسّد كل معاني الوحدة والصمود والدفاع عن الأرض والهوية الوطنية . وقال الشاعر عبد الناصر صالح، عضو المجلس الوطني الفلسطيني مدير عام وزارة الثقافة، ان شعبنا الفلسطيني تميز عبر العصور بالوفاء لرموزه الوطنية والثقافية، وان هذه الاحتفالية تندرج في إطار الاحتفال بمرور مئة عام على ميلاد عبد الرحيم محمود، الشاعر الفذ والمبدع والمناضل الوطني البارز الذي قدّم روحه قرباناً على مذبح الحرية والاستقلال والدولة، وأن فلسطين هي الهدف الأسمى الذي كرس شاعرنا الشهيد حياته من أجله، وأضاف أن هذا الشعب الأبيّ الذي أنجب القادة والشعراء والمثقفين قادر على الاستمرار على نفس الدرب الذي اختطوه من أجل الإنعتاق من ربقة الاحتلال وإضاءة مصابيح الحرية والخلاص . وتحدث الشاعر طارق عبد الكريم محمود ، ابن شقيق الشاعر عبد الرحيم محمود ، عن مسيرة عمّه منذ ولادته سنة 1913 وحتى استشهاده عام 1948، وقال : لقد تعلّم عبد الرحيم محمود في مدرسة عنبتا ثم في مدرسة طولكرم التي تُعرف اليوم بـ "المدرسة الفاضلية"، ثم أنهى تعليمه الثانوي في مدرسة النجاح بنابلس عام 1931، مؤكداً أن عبد الرحيم محمود مارس الخطابة في زملائه في مدرسة النجاح ونبههُم من الأخطار والمؤامرات التي تُحاك ضد فلسطين، ونَظَمَ الشعر وهو في السابعة عشرة من عمره، وعرض قصائده على أستاذه إبراهيم طوقان، فيعجب إبراهيم ويقول له أنك شاعر موهوب ولست بحاجة إلى من يصحّح شعرك. مضيفاُ أنه نتيجة لتفوقه وبلاغته في اللغة العربية عُيّن معلماً في مدرسة النجاح ، وفي سنة 1935 قام الأمير سعود الذي زار فلسطين ، وعندما عرّج على عنبتا أنشد عبد الرحيم محمود أمامه قصيدة جميلة يخاطب فيها الأمير : "المسجد الأقصى أجئت تزوره أم جئت من قبل الضياع تودّعه " وبعد عمل دام أربع سنوات في مدرسة النجاح، استقال لينضم للثورة الفلسطينية ثائراً مقاتلا وسكرتيرا لقائد الثورة عبد الرحيم الحاج محمد . وما زالت قصيدته : "سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الرّدى " تردد على الألسن ، وبعد استشهاده تم جمع قصائده في ديوان اسمه : ديوان عبد الرحيم محمود وهو ديوان حافل بالقصائد الوطنية والاجتماعية والإنسانية والغزلية. وأكد الشاعر مفلح طبعوني أن عبد الرحيم محمود أحد أعلام الشعر الفلسطيني الإنساني والتقدمي، والذي أبدع في التعبير عن مشاعره وما يجول في نفوس أبناء شعبه، من وحي شعوره بالمسؤولية تجاه وطنه وشعبه. وأضاف طبعوني أنه استشرف المستقبل في قصائده واكتشف المؤامرة التي حيكت ضد شعبه وأرضه، وكان يعتبر الجليل رافعة للعمل الوطني. وقد جسّد بالنسبة له رأس الحربة في الصراع مع الاستعمار البريطاني على الأرض الفلسطينية، كما ربطته علاقة قوية مع قادة وأعضاء عصبة التحرر الوطني، الذين أحبوه وحفظوا قصائده عن ظهر قلب . وقال: ليس بالصدفة أن يُدفن توفيق زياد إلى جوار عبد الرحيم محمود في مقبرة الناصرة، معتبرا ذلك تواصلا روحيا وإنسانيا ووطنيا وتواصلا بين الأجيال الشعرية الفلسطينية، مضيفا أن الشعب الفلسطيني استمدّ كل معاني الصمود والثبات على الموقف والمبدأ من قصائد عبد الرحيم محمود وغيره من الشعراء المناضلين الذين أضاءوا المشهد الثقافي الوطني في فلسطين.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69641 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الشاعر المناضل عبد الرحيم محمود الجمعة 14 يوليو 2017, 8:37 am
خاص مؤسسة القدس للثقافة والتراث / بقلم الشاعر الناقد محمود حامد
.. بقدر ما كان جرح نكبة فلسطين عميقاً، كان صمود شعبنا أعمق بوقفته الأبيّة في وجه – العاصفة/ الفاجعة – والتي اكتسحت تراب الوطن، على أن تحصد بحراب خرابها الدّمويّ ما يمتّ للأرض بصلة التاريخ والثقافة والحضارة والوجود، ولكنّ آثار النكبة واجهتها إرادة شعبٍ تصدّى وتحدى وصمد وقاوم، فما زال اسم فلسطين من الوجود، ولا ضاع اسم شعبها من خارطة العالم، أو ذاب وانتهى في بوتقة الآخرين التي جاورها مكرهاً ومضطراً، وعبر المنافي والعواصم التي أرغمته ظروف القهر والكيد على الإقامة الطارئة فيها عابراً، لا مقيماً، وبذا حافظ على هويته وانتمائه حفاظاً قوياً لم تؤثر به الحادثات الغادرة لكسر شوكته، وحدّته الوطنية، ولا أثّرت به الأيّام والأعوام ليتبدّل، ويتغيّر ثم يتلاشى!!! وبقدر ما كان الزلزال طاحناً ومدمراً، فإنّ قدرة هذا الشعب كانت أقوى من الزلزال بحيث لجمت عنفه الهادر، وحوّلت طاقته قدرةً فعّالةً لصالح شعبنا، وظلت إرادة الأجيال في صعودها المتنامي، حتّى استعاد كيان الأمة وقفة عزّه في ساح صموده، واستعاد الوعي العربيّ قدرته على التحدي والمواجهة، وبدأت تتكشّف، فيما بعد، رؤىً كانت قبل ضبابيةً وغائمةً وغير واضحة، منها: الطّاقة المعرفية والعلمية الهائلة التي تحدّى بها الفلسطينيون زلزال النكبة والإغتراب والغربة، فكانوا الشعب الأكثر علماً ومعرفةً من بين شعوب العالم، ثم الحفاظ على الهوية الوطنية، حيث لم تستطع قوة في الأرض من طمس الهوية العربية الفلسطينية، أو إذابة الكيان الفلسطيني في المجتمعات والكيانات التي حلّ عليها ضيفاً طارئاً لوقتٍ ما... له موعد للنهاية، مهما طال الزمن، والإبقاء على الرّوح العربية الفلسطينية سارية في الأجيال، بقوة اليقين والإيمان بحتمية العودة، والشيء الأهمّ والأروع والأخطر في نظر عصابات صهيون التكاثر والتّنامي المذهل للفلسطينيين حيث في وقت ما، وخاصّةً داخل الوطن المحتل ستكون نسبة الفلسطينيين فوق تراب وطنهم القوة الخارقة العظمى أمام نسبة تتهاوى لشتات العابرين، وعندها ستكون الطامّة الكبرى على عابري الشتات الغاصبين، وفي مجال الثقافة والعلم فشعبنا من أوائل شعوب الدنيا في هذا الخندق الخطير، والشعراء/ المربّون الرائعون المناضلون، وبفضل من الله، أبدعوا أجيالاً فلسطينية مثقفة هي الدرع الواقي للوطن، والهبّة القادمة للنصر والتحرير.
.... تلك كلّها من عوامل النًذر والتي بشّر الله بها من علياء سمائه، تضعنا في معراج الدّرجة القصوى من التفاؤل والأمل من خلال ميزان النّسبة والتّناسب الذي يقول: يضحك كثيراً... من يضحك أخيراً!!!
ولعلّ الشيء الرّائع في الموضوع كثرة ووفرة: - المربّين/ الشعراء، الشعراء/ المربين... وفرة بارّة... خيّرة... قدوة، أنتجت أجيالاً عربيّة فلسطينية أشدّ التصاقاً بوطنها، وأحدّ ضراوةً في عشقها لفلسطين، وأخطر في ساح الثّأر والمواجهة، على يدها – إن شاء الله تعالى – يأتي النصر والفتح والتحرير، والعودة!!! من هنا، فإنّ الشعر قد لعب دوره الحاسم، والهام جدّاً في إيقاظ صحوة الجماهير على ثأرها ومقاومتها وبناء درب عودتها،ـ وبناء الأجيال بناءً وطنياً رائعاً، وإلهاب حماسها تجاه وطنها، وترابه الطّهور، هذا كله حرّك شرف الكلمة في استلهامها الكتابة لمشروع شعراء فلسطين ذاكرة الشعر... ذاكرة الوطن، لأهمية المشروع الثقافي والتوثيقي والتاريخي لفلسطين وشعبها، وأدبها، وحضورها الإنساني في وجدان الزمن والحياة.
شاعر هذه الدراسة هو الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، والذي ارتبط اسمه بأعظم الوقائع والمواقع النضالية ليس على صعيد فلسطين فحسب، بل أرض الرّافدين حيث تذكر أفعال هذا المناضل الشهيد، والعراق يذكر كم تعطرت أجواؤه بذكريات عبد الرحيم محمود، وهو يقف مع ابطال العراق للدفاع عن ثرى العروبة هناك، وخاصّة الثورة التي قادها رجل العراق الوطني رشيد عالي الكيلاني في أربعينات القرن الماضي، حيث لم يكن عبد الرحيم محمود لوحده آنذاك، بل مجموعة من ثوار فلسطين ومجاهديها والذين درسوا وتخرجوا من الكلية العسكرية في بغداد، وعلى رأسهم الحج أمين الحسيني رئيس الهيئة العربية العليا لفلسطين، وشهيد عروبة فلسطين القائد الشهيد عبد القادر الحسيني، وبعد التخرّج لم يعد الشاعر محمود لفلسطين، حيث كونه أحد الدارسين الأوائل، والذين استكملوا دراستهم في مدرسة النجاح الوطنية، وكان إبراهيم طوقان شاعر فلسطين المعروف أحد المعلمين الذين درّسوا الشاعر الشهيد، لذا عندما أنهى علومه العسكرية في العراق، قامت إدارة البلد آنذاك بتعيينه مديراً لمدرسة البصرة الإبتدائية... وحيث كان قد توغل في موضوعة الشعر، وبحوره، وأسسه التي يقوم عليها الشعر العربي الأصيل، فإنه كان من الشعراء الأوائل والذين ذاع ذكرهم من الشعراء الطليعة في فترة الثلاثينات من القرن الماضي، وكان شاعر الموضوعات الوطنية والثورية آنذاك... وشاعر فلسطين الملهم، ووطن العروبة الكبير عاش وما زال على قصيدة الشاعر الشهيد محمود والتي تحمل عنوان سأحمل روحي على راحتي... أروع القصائد العربية في حبّ الوطن والتي خلّدت الشاعر الشهيد على مرّ الزمان، وأبيات القصيدة تقول:
سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الرّدى
فإمّا حياةٌ تسرّ الصّديق
وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفس الشّريف لها غايتان
ورود المنايا ونيل المنى
لعمرك إني أرى مصرعي
ولكن أغذّ إليه الخطى
*
أرى مقلتي دون حقّي السّليب
ودون بلادي هو المبتغى
يلذّ لأذني سماع الصّليل
ويهيج نفسي مسيل الدّما
(ملاحظة: هذه الشطرة فيها خلل واضح، وربما جاء خطأ الطباعة والنّاقل والصحّ كما أثبتّه:
-إمّا: يهيّج نفسي مسيل الدّما
دون (الواو) قبل الفعل....
-أو: وكم هيّج النفس سيل الدّما).
*
وجسمٌ تجندل فوق الهضاب
تناوشه جارحات الفلا
فمنه نصيب لأسد السّماء
ومنه نصيب لأسد الشّرى
لعمرك هذا ممات الرجال
ومن رام موتاً شريفاً فذا
بقلبي سأرمي وجوه العداة
وقلبي حديد وناري لظى
وأحمي حياضي بحدّ الحسام
فيعلم قومي بأنّي الفتى...
*
.... قصيدة عبد الرحيم محمود هذه، اعتبرت من أهم القصائد الوطنية التي تداولتها، وما تزال تتداولها الألسن من أكثر من ثمانين عاماً، ولكن:
1)لقد وعينا من صغرنا، ومن جاء من بعدنا من الأجيال:
على البيتين الأول والثاني فقط لكونهما ذهباً مثلاً في الناس، ونشيداً وطنياً طرق الأسماع، ودغدغ مشاعر الجماهير بحماس وقوة:
سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الرّدى
فإمّا حياةٌ تسرّ الصّديق
وإمّا ممات يغيظ العدى
*
2)وهنا ننتقل للسؤال الثاني، والمهمّ جداً:
أ.لدى الشاعر قدرة جيدة في صياغة الشعر، ونظم القصائد.
ب.فلماذا جاءت القصيدة على شكلها الجميل في بيتيها: الأوّل والثاني بالقافية والرويّ: الرّدى، العدى، بحيث حفظت وحفرت ببيتيها في ذاكرة الأجيال!!؟
ت.لماذا لم يكمل الشاعر قصيدته على القافية والرويّ كما ورد في البيتين (1) و (2) كما فعل الشابي في قصيدته:
إذا الشعب يوماً أراد الحياه فلا بدّ أن يستجيب القدر
ولا بدّ لليل أن ينجلي ولا بدّ للقيد أن ينكسر... الخ
*
ث. لو فعل عبد الرحيم محمود ذلك لخلدت قصيدته كلها كقصيدة الشابي، أو على الأقلّ لو جعلها ثلاثيات، أو رباعيات، أو ثنائيات، كما في البداية، ولكن!!؟ ومع ذلك فإنّ القصيدة ولو ببيتها الإثنين، فإنها أيضاً خلدت في: ذاكرة الأجيال!!!
*
... ودليل قدرة الشاعر عبد الرحيم محمود على صياغة القصائد الطويلة على قافية ورويّ واحد، فله عشرات القصائد في ذلك، والآن سنقف عند مقطع من قصيدته التي نظمها في البصرة، عندما كان مديراً لمدرستها الإبتدائية، حيث هزّ مشاعره: نخيل العراق وهو يتهادى كالرّماح على ثرى جزء من وطن العروبة... فذكّره النّخيل ببرتقال فلسطين، وتينها وزيتونها، بل ذكّره بنضالها وجراحاتها، وشهدائها الذين خضّبوا ثراها بالدّم، والعزّة، والكبرياء:
.... بني وطني دنا يوم الضّحايا
أغرّ على ربى أرض المعاد
وما أهل الفداء سوى شباب
أبيّ لا يقيم على اضطهاد
أثيروا للنضال الحقّ ناراً
تصبّ على العدا في كلّ وادي
فليس أحطّ من شعبٍ قصيرٍ
على الجلّى... وموطنه ينادي
*
... شاعر وشهيد حقيقةً، ومجاهد بذل دمه وروحه وشعره في سبيل وطنه فلسطين، ووطن العروبة: حيث يكون هناك جهاد ونضال وتضحيات، وشاعر طليعيّ من أوائل شعراء العروبة والعربية... صادق العاطفة، شفيف الرّوح، قويّ النّبرة، عميق الفكرة، والعبرة ولديه الدراية الكافية بشعرنا العربيّ الأصيل، وتعمّق فيه جيداً، وهو المعلم والمربّي والشاعر، ولو طال به الزّمان حياةً لأبدع شيئاً آخر في الشعر والجهاد، ولكن طال به الزمان... شاعراً... شهيداً... في الخالدين... يحسّ القارئ وهو يردّد شعره... بأنّ هذا الشعر لصيق بالذات والرّوح، لصيق بنبض القلب والوجدان، شعر نزفه شاعر أصيل من وجدان أصيل، فغاص وتغلغل في وجدان أصيل، وفي مشاعر فذّة تدرك وتعي جيداً ما تقرأ، وما تنشد، وما تردّد ذاكرتها الحيّة.... على مرّ الزّمان، وعبد الرحيم شاعر روى عطش وطنه وقرائه بشعره الملتهب بحبّ وطنه، وترابه الغالي... فوق ثراه غنّى، وفوق ثراه استشهد، وعلى ذراه بعث ليكمل نشيده الخالد:
... فكرةٌ قد خالطت كلّ الفكر
صورةٌ قد مازجت كلّ الصّور
هي في دنياي سرّ مثلها
قد غدا اسم الله سرّاً في السّور
يا بلادي يا منى قلبي إن...
تسلمي لي أنت فالدّنيا هدر
لا أرى الجنّة إن أدخلتها
وهي خلوٌ منك إلّا كسقر
منيتي في غربتي قبل الرّدى
أن أملّي من مجاليك البصر
*
ظمئت نفسي لمغناك فهل
يطفئ الحرقة بالعود القدر!!؟
فيصلّي القلب في كعبته...
وتضمّ الرّوح قدسي والحجر!!؟
ويلاقي كلّ ألفٍ إلفه،
ويلمّان الشّتيت المنتشر
يا بلادي أرشفيني قطرةً
كلّ ماءٍ غير ما فيك كدر
ليت من ذاك الثّرى لي حفنةً
أتملّى من شذا التّرب العطر!!!
*
... وكما أبدع عبد الرحيم محمود في شعره الوجداني والوطني، وقاسمه شعره خندق الجهاد، والإستشهاد، فقد أبدع في فنون الشعر الأخرى، وكأيّ شاعر في الدّنيا تعدّدت مواضيعه، وعناوينه، فقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة يوم 13/7/1948م أنشد:
احملوني احملوني
واحذروا أن تتركوني
وخذوني لا تخافوا
وإذا متّ ادفنوني
*
... هكذا عانق الشاعر الشّهيد ثراه، وهكذا أيضاً عانق الثرى الشّهيد شهيده، وشاعره الخالد، وروعة تلك الشهادة أنّها ضمّت تحت خفق جناحيها شهيدين... وستظلّ النّاصرة في فلسطين تزهو وتفخر بأنها تضمّ في ثراها بطل السّيف والقلم: عبد الرحيم محمود غصباً عن أنف النكبة عام 1948م والتي اقتلعت شعب فلسطين لحين من تراب وطنه، ولكنه عائد في صبح الوعد بإذن الله، أمّا عبد الرحيم محمود فسنديانة قائمة في وطنها!!!
.... وهذه بعض ملامح السيرة الذاتية والجهادية والإبداعية للشاعر الشهيد: عبد الرحيم محمود...
-حيث ولد الشاعر في قرية عنبتا الواقعة في طولكرم بفلسطين عام 1913م.
-عاش في بيت أدب وشعر، ورعاه والده الشيخ محمود عبد الحليم رعايةً جيدة.
-درس المرحلة الإبتدائية في عنبتا، ثم انتقل في المرحلة التالية إلى مدرسة طولكرم، بعد ذلك أتمّ المرحلة الثانوية في نابلس في مدرسة النجاح الوطنية ذات الصبغة العربية الأصيلة، ومن معلميه هناك شاعر العروبة إبراهيم طوقان.
-عمل لفترة في سلك الشرطة أيام الإنتداب البريطاني ثم استقال لمواقفه الوطنية.
-درّس لفترة في ثانوية النجاح بنابلس.
-شارك في ثورة عام 1936م، ثم غادر للعراق كما ذكرنا مع مجموعة مجاهدين للتدريب هناك، وبعد تخرجه عمل مديراً لمدرسة بصرة الإبتدائية، وساهم مع مجاهدي فلسطين في ثورة رشيد عالي الكيلاني الوطنية في بغداد، ولكن المؤامرات حالت دون انتصار الثوار، فعاد مجاهدو فلسطين وعاد عبد الرحيم محمود لتربية الأجيال على العلم والمقاومة والجهاد... حتى جاء التقسيم يوم 29/11/1947م.
-التحق الشاعر بجيش الإنقاذ مقاتلاً بطلاً من طراز فريد كبقية أبطال فلسطين الأشاوس... وفي معركة الشجرة قرب طبرية أصيب إصابة بليغة يوم 13/7/1948م حيث لفظ أنفاسه في ساح المجد والشعر والمقاومة، ثم نقل جسده الطاهر ليدفن في ثرى وطنه الحبيب هناك، فله وللوطن ولشهدائنا المجد والخلود، والفردوس المقيم.
-خلّف الشاعر بعد رحيله زوجته وأولاده: طلال والطيب ورقية، وشعراً خالداً، وسيرة عطرة هي نفح الطّيب للأجيال، ودرباً للعودة افتتحه ورفاقه بالدّم والنشيد الهادر المدوّي عبر الزمان، كما خلّف لنا ديوان شعره... تقرؤه الأجيال عبرة، وتتّخذ من قصائده منارةً على درب العودة، وتستلهم من شعره ومقاومته، واستشهاده ورفاقه درب كفاحها المجيد، وعزمها وصمودها، والسّير على نهج شعرائنا الشهداء، ومقاومي الأمّة، ونسورها الخالدين.
...((...منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر))...
وما بدّلوا تبديلاً)).....
صدق الحقّ العظيم
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69641 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الشاعر المناضل عبد الرحيم محمود الجمعة 14 يوليو 2017, 8:47 am
[color:1db7=cc0000] الشهيد
ســأحمل روحــي عـلى راحـتي
وألقــي بهـا فـي مهـاوي الـردى
فإمــا حيــاة تســر الصــديق
وإمــا ممــات يغيــظ العــدى
ونفس الشـــريف لهــا غايتــان
ورود المنايـــا ونيـــل المنــى
ومـا العيش? لا عشـت إن لـم أكـن
مخــوف الجنــاب حـرام الحـمى
إذا قلــت أصغــى لـي العـالمون
ودوى مقـــالى بيـــن الــورى
لعمـــرك إنــي أرى مصــرعي
ولكـــن أغذ إليــه الخــطى
أرى مصـرعي دون حـقي السـليب
ودون بـــلادي هـــو المبتغــى
يلــذ لأذنــي ســماع الصليــل
ويبهــج نفســي مســيل الدمــا
وجســم تجـندل فـوق الهضاب
تناوشـــه جارحـــات الفـــلا
فمنــه نصيــب لأســد السـماء
ومنــه نصيــب لأســد الــثرى
كســـا دمه الأرض بـــالأرجوان
وأثقــل بــالعطر ريــح الصبـا
وعفـــر منــه بهــي الجــبين
ولكـــن عفــارا يزيــد البهــا
وبــان عــلى شــفتيه ابتســام
معانيـــة هــزء بهــذي الدنــا
ونـــام ليحــلم حــلم الخــلود
ويهنــأ فيــه بــأحلى الــرؤى
لعمــرك هــذا ممــات الرجـال
ومــن رام موتــا شــريفا فــذا
فكــيف اصطبـاري لكيـد الحـقود
وكــيف احتمــالى لســوم الأذى
أخوفــا وعنــدي تهــون الحيـاة
وذلا وإنــــي لـــرب الإبـــا
بقلبــي ســأرمي وجــوه العـداة
فقلبــي حــديد ونــاري لظــى
وأحــمي حيــاضي بحـد الحسـام
فيعلـــم قــومي بأنــي الفتــى
أنشودة التحرير
إن أيامنا ابتسامة ثغر
لم يدر مثلها بثغر الدهور
نشرت ميت الأماني وأحيت
أملا عارما بقلب كسير
فرح الكون حيث لاحت على الدهـ
ـر وريعت ممردات القصور
ذاك أن الظلوم يكره فجر الحـ
ـق كيلا يزول ليل الفجور
قوم طه بين الخلائق قوم
قد أعدوا لكل أمر خطير
قوم حرية أعدهم اللـ
ـه ليتلوا رسالة التحرير
في عبيد يصب كسرى عليهم
سوطه ظالما وجام نكير
فاستجار الحق المضيع بالعر
ب فكانوا الغياث للمستجير
صرفت شدة الجوارح فيهم
في الطريق السوي تقوى الصدور
فروى عنهم الزمان حديثا
ضمخته فعالهم بالعبير
لم تكن قادسية المجد إلا
صفحات من سفر عز شهير
هي لغز الألغاز كيف يكون القـ
ـل نصرا على العديد الوفير
غير أن الإيمان بالحق والرو
ح جدير بالنصر جد جدير
واجتماع القلوب أضمن للأمـ
ـر المرجى من الشتيت النثير
عبرة ليت أنا قد قبسنا النو
ر منها في مدلهم الأمور
حين صرنا إلى الخلاف فقدنا
سربنا ضلة لسوء المصير
من جديب الصحراء أوفى علينا الخصـ
ب من فيض حق وخير
والخصيب الغني إ، تفقد الإيما
ن والروح فقير وأي فقير
طريق الحياة
قل " لا " واتبعها الفعال ولا تخف
وانظر هنالك كيف تحنى الهام
اصهر بنارك غل عنقك ينصهر
فعلى الجماجم تركز الأعلام
وأقم على الأشلاء صرحك إنما
من فوقه تبنى العلا وتقام
واغصب حقوقك قط لا تستجدها
إن الألى سلبوا الحقوق لئام
هذي طريقك للحياة فلا تحد
قد سارها من قبلك القسام
حنين إلى الوطن
تلك أوطاني وهذا رسمها
في سويداء فؤادي محتفر
يتراءى لي على بهجتها
حيثما قلبت في الكون النظر
في ضياء الشمس في نور القمر
في النسيم العذب في ثغر الزهر
في خرير الجدول الصافي وفي
صخب النهر وأمواج البحر
في هتون الدمع من هول النوى
في لهيب الشوق في قلبي استعر
دقة الناقوس معنى لاسمها
واسمها ملء تسابيح السحر
فكرة قد خالطت كل الفكر
صورة قد مازجت كل الصور
هي في دنياي سر مثلما
قد غدا اسم الله سرا في السور
يا بلادي يا منى قلبي إن
تسلمي لي أنت فالدنيا هدر
لا أرى الجنة إن أدخلتها
وهي خلو منك إلا كسقر
منيتي في غربتي قبل الردى
أن أملي من مجاليك البصر
ظمئت نفسي لمغناك فهل
يطفئ الحرقة بالفؤاد القدر؟
فيصلي القلب في كعبته
وتضم الروح قدسي الحجر
وتمرين بيمناك على
جسد أضناه في البعد السهر
ويغني الطير في أشجاره
نغما يرقص أعطاف الشجر
خبر تنقله ريح الصبا
ويذيع الزهر أنسام الخبر
ويلاقي كل إلف إلفه
ويلمان الشتيت المنتثر
يا بلادي أرشفيني قطرة
كل ماء غير ما فيك كدر
ليت من ذاك الثرى لي حفنة
أتملى من شذا الترب العطر
الخذلان
غنني يا طيور نغمة خلد
وأنشدي القلب مسترق الأغاني
سكني قلبي الحزين فإن الصد
ر أودى من شدة الخفقان
إن من شدوك الممض لسرا
ثار في صيب دمعي الهتان
ليتني كنت طائرا يتغنى بلحون
الأسى على الأفنان
أنا طير قد قص مني جناحي
وفؤادي قد هام بالطيران
من يقلني من عثرتي فبنفسي
زفرات يفحمن كل بيان
لهف نفسي وألف لهف على من
ضيع العمر سادرا بالأماني
قل له لا تنتهك قوة منطق
ولا شاعر رقيق المعاني
لو تقطعت الأعجاز في هذه الدنـ
ـيا تبددت ضائعا كالدخان
قد تبدت لي الحياة شقاء
وأنا في شبابي الريان
وعنتني فوادح الدهر حتى
صرت في الدهر كالأسير العاني
يرقب الموت كل مطلع صبح
ويرى النطع فوق كل مكان
عصفت صر صر الحياة بنفسي
فعفتها وهدمت لي كياني
ورمتني بين الورى أتلظى
بسعير الآلام والأحزان
من شفائي إذا السقام توالى
وضيائي إذا الظلام عراني
أنظم الشعر من عذابي فأبكي
و القوافي مذلتي وامتهاني
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الجمعة 14 يوليو 2017, 8:54 am عدل 2 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69641 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الشاعر المناضل عبد الرحيم محمود الجمعة 14 يوليو 2017, 8:51 am
[color:5aea=cc0000]
النضال شيء يحب
جعلت نضالي الظلم هما وديدنا
لأني به حلت لدي المعاضل
فأحببته حب الحياة لفضله
علي, ولا تنسى لدي المفاضل
فوا عجبا إن نلت غاية مطلبي
غدا فيم ألقاني أعود أناضل ؟
وإن وصلت أرضي رغابي مطيعة
فهل لسمائي عن وصالي عاضل؟
جفت على شفتي الأماني
دع عنك رائعة الأغاني
جفت على شفتي الأماني
" ارفوس " وليس بمستطيع
أن يهدهد لي جناني
أدر الكؤوس مليئة
وذر المثالث والمثاني
بل بالدنان فعاطني
لا أرتوي بسوى الدنان
هات اسقني كأسا لأنسى
فوق أرضك ما كياني
هات اسقني حتى احلق
من سمائي في العنان
وافر من شرك الزمان
ومن أحابيل المكان
أتسلق النور الشعاع
إلى كواكب لي رواني
أنا من هناك من السماء
فمن على الدنيا رماني ؟
من دنس القدس الطهور
وحط بالعف الحصان
أو فاسقني بالقبة الزرقاء
كأسك ما رواني
هو من ثرى الترب الخسيس
فما أفاد وما شفاني
وأراه لم يبعث بقلبي
بعض آمالي الفواني
أدنى من الألم القصي
وأضاع أحلامي الدواني
هات اسقني واجعل كؤوس
الراح أهواه الحسان
فأذوقها ممزوجة
بشذا الهوى ولفى الحنان
أو فاسقينها في العيو
ن الموحيات لي المعاني
أوفي النحور البيض
تغري فوق أغصان لدان
أوفي كمام الورد ريا
أو ثغور الأقحوان
هذي أوان.. والجمال
يزيده حسن الأواني
والراح روح ليس يجلوها
سوى حسن المباني
هات اسقني واحلل
براحك عقدة زمت لساني
إني أراني إن ظمئت
إلى الطلاعي البيان
شفتي وكأسك عاشقان
عن الهوى يتحدثان
غنما من الدهر الخؤون
منى فباتا في قران
دقات قلبي والحباب
من الجوى يتشاكيان
هات اسقني لأغرق
فيه أثقل ما أعاني
جسمي وروحي في سعير
سرمد يتحرقان
يوحي إلي الكأس ما
يوحي فعزوني بثان
لتشيع في قلبي الحزين
رؤى رجاها من زمان
أطفئ صداي فإنني
جفت على شفتي الأماني
احملوني
احملوني احملوني
واحذروا أن تتركوني
وخذوني لا تخافوا
وإذا مت ادفنوني
13- نحن لم نحمل السيوف لهدر
بل لإحقاق ضائع مهدور
نحن لم نرفع المشاعل للحرق
ولكن للهدى والتنوير
نحن لم نطعن الضمير ولكن
بقنانا احتمى طعين الضمير
كان فينا نصر الضعيف المعنى
وانجبار المحطم المكسور
أمتي إن تجرؤ عليك الزعامات
فلا تيأسي ذريها وسيري
القديم الجميل ريش جناحيك
فرفي في العالمين وطيري
دعوة إلى الجهاد
دعا الوطن الذبيح إلى الجهاد
فخف لفرط فرحته فؤادي
وسابق النسيم لا افتخار
أليس علي أن أفدى بلادي ؟
حملت على يدي روحي وقلبي
وما حملتها إلا عتادي
وقلت لمن يخاف من المنايا
أتفرق من مجابهة الأعادي؟
أتقعد والحمى يرجوك عونا
وتجبن عن مصاولة الأعادي؟
فدونك خدر أمك فاقتحمه
وحسبك خسة هذا التهادي
فللأوطان أجناد شداد
يكيلون الدمار لأي عادي
يلاقون الصعاب ولا تشاكي
أشاوس في ميادين الجلاد
تراهم في الوغى أسدا غضايا
معاوينا إذا نادى المنادي
بني وطني دنا يوم الضحايا
أغر على ربا ارض الميعاد
فمن كبش الفداء سوى شباب
أبي لا يقيم على اضطهاد ؟
ومن للحرب إن هاجت لظاها
ومن إلا كم قدح الزناد؟
فسيروا للنضال الحق نارا
نصب على العدى في كل واد
فليس أحط من شعب قعيد
عن الجلى وموطنه ينادي
بني وطني أفيقوا من رقاد
فما بعد التعسف من رقاد
قفوا في وجه أي كان صفا
حديدا لا يؤول إلى انفراد
ولا تجموا إذا اربدت سماء
ولا تهنوا ‘ذا ثارت بوادي
ولا تقفوا إذا الدنيا تصدت
لكم وتكاتفوا في كل نادي
إذا ضاعت فلسطين وأنتم
على قيد الحياة ففي اعتقادي
بأن بني عروبتنا استكانوا
وأخطأ سعيهم نهج الرشاد
جيش الحبائب
حي الظباء الباديات كواكبا
المورثات العاشقين مصائبا
المحرقات بنارهن قلوبنا
والآخذات من اللحاظ قواضبا
والسارقات من الرياض لداتها
ورضابها وشذا الورود الساكبا
~*~*~*~*~*~
أقبلن أسرابا كأسراب المها
متقسمات للقتال كتائبا
أعددن للحرب العوان ضفائر الشـ
ـعر الجثيل لقيدنا وذوائبا
وتخذن في حرب الرجال سلاحهـ
ـن خدالجا وروادفا وحواجبا
الله أكبر قد قسمن صفوفهـ
ـن طوالعا وأواسطا وجوانبا
ورسمن خطة كرهن وما فطـ
ـن لفرهن وما حذرن عواقبا
الله هل سمر القنا مالت وأضـ
حى القلب في تقبيلهن الراغبا
ومددت عنقي للقواضب كي تحـ
ـز ولست فيها خائفا أو راهبا
وفتحت في الهيجاء قلبي للوا
حظ مطلقات فيه سهما صائبا
رحماك ياجيش الحبائب قد رفعـ
ـت الراية البيضا وجئتك تائبا
لم تنظر العينان جندا مثل جنـ
دك من رأى جندا مها وكواعبا
أواه لولي مثل جيشك كنت أفـ
تتح البلاد مشارقا ومغاربا
أنشودة التحرير
إن أيامنا ابتسامة ثغر
لم يدر مثلها بثغر الدهور
نشرت ميت الأماني وأحيت
أملا عارما بقلب كسير
فرح الكون حيث لاحت على الدهـ
ـر وريعت ممردات القصور
ذاك أن الظلوم يكره فجر الحـ
ـق كيلا يزول ليل الفجور
قوم طه بين الخلائق قوم
قد أعدوا لكل أمر خطير
قوم حرية أعدهم اللـ
ـه ليتلوا رسالة التحرير
في عبيد يصب كسرى عليهم
سوطه ظالما وجام نكير
فاستجار الحق المضيع بالعر
ب فكانوا الغياث للمستجير
صرفت شدة الجوارح فيهم
في الطريق السوي تقوى الصدور
فروى عنهم الزمان حديثا
ضمخته فعالهم بالعبير
لم تكن قادسية المجد إلا
صفحات من سفر عز شهير
هي لغز الألغاز كيف يكون القـ
ـل نصرا على العديد الوفير
غير أن الإيمان بالحق والرو
ح جدير بالنصر جد جدير
واجتماع القلوب أضمن للأمـ
ـر المرجى من الشتيت النثير
عبرة ليت أنا قد قبسنا النو
ر منها في مدلهم الأمور
حين صرنا إلى الخلاف فقدنا
سربنا ضلة لسوء المصير
من جديب الصحراء أوفى علينا الخصـ
ب من فيض حق وخير
والخصيب الغني إ، تفقد الإيما
ن والروح فقير وأي فقير
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69641 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الشاعر المناضل عبد الرحيم محمود الجمعة 14 يوليو 2017, 9:03 am