هل يؤثر اختلاف المستوى التعليمي بين الزوجين على الأسرة؟
رزان المجالي
ترفض «سمر» كافة عروض الزواج من المتقدمين لها ، ذلك لأنها تحمل درجة الدكتوراة وترغب بشريك حياة بنفس درجتها الجامعية ، لقناعتها أن التكافؤ التعليمي شرط لاستمرار الحياة على أكمل وجه.
وعلى عكسها تماما لم يتردد الاستاذ الجامعي «بشير» بالارتباط بفتاة لم تنه إلا شهادتها الثانوية العامة .
كثيرون يرون أن التقارب في المستوى التعليمي يعد من اشكال التوافق الواجب تواجدها بين الزوجين، أما آخرون لا يرون لذلك ضرورة قصوى ، فالتوافق العاطفي هو الاهم برأيهم.
يقول «ابراهيم جازي» : لا أرى في اختلاف المستوى التعليمي أي مشكلة حقيقية فـ الإنسان يثبت ذاته بعقله ومقدار وعيه و فهمه و ليس بـ شهادته .
ويوافقه الرأي بذلك «عبدالله البطوش قائلا:» ليست الشهادات هي من تربي الشخص وترتقي به، فكثيرا ما تأتي نساء يشتكين سوء معاملة الشخص على الرغم من دراسته العالية، وهذا ليس راجعاً لاختلاف الشهادة الدراسية بل هو يفسر بعدم التوافق العقلي بينهم ، وعلى العكس عندما تكون الزوجة هي من تتفوق على زوجها في المستوى الدراسي ، فالمشاكل عادة ما تأتي بسبب نظرتها المتعاليه لنفسها و هو شعور داخلي يتكون دون أن تلاحظه. لذا فإذا تحقق التوافق بين الزوجين ستنجح حياتهم الزوجية. وليس للشهادة أي أثر هنا.
اما من ناحية « بشرى عقل» فتقول: «في احيان كثيرة ينظر الرجل لنفسه نظرة دونية وحينها سيشعر بالعدوانية تجاه زوجته لذا فعليها أن تُظهر له بأن شهادتها شيء و علاقتهم الشخصية شيء آخر ، فالشهادات ليس لهآ أي علآقة إنما الشهادة في الحياة من التجارب وليس بالدراسة .فكم من بشر درسوا بأرقى الجامعات ولكن لم يفهموا الحياه .. وكم من بشر لم يكملوا تعليمهم وعقولهم توزن بلد.
اما من ناحية «قمر محاسنة» فهي تؤيد التقارب في المستوى التعليمي بين الزوجين حيث تقول:» عندما تكون المرأة أعلى بالمستوى التعليمي تكثر الخلافات فيما بينهم ويدخل موضوع الدراسة ضمن المشكلة التي ليس لها علاقة بالأمر بعكس الذين يكونون متقاربين بالمستوى الدراسي أو الزوج الذي سبق زوجته من ناحية التعليم فأرى انهم لا يتطرقون لموضوع الدراسة عند خلافتهم»
ومن جهتها تعبر « جمانة القاضي» عن هذا الموضوع قائلة:» انا لا ارى في الفارق التعليمي مشكلة اطلاقاً، فيوجد الكثير من لديهم ثقافة عالية مع غياب الشهادات، فاتوقع ان المشكلة الأساسية تكمن في طريقة تفكيرهم ونفسياتهم وما يساعد على تفاهمها هو وجود عامل ان المرأة اعلى في التعليم فقد يشعر الزوج بتعالي زوجته بدون أن تظهره أو ربما بلحظة غضب تجرح زوجها بكلمة أنها أفضل منه وهنا من الصعب أن يلتئم جرحه بسهولة وايضا قد يتوهم الزوج ذلك بسبب احساسه بالنقص ،وهذا لا يعتبر نقصا انما النقص في التفكير ، فالمهم هنا هو رجاحة العقل والتعامل اللطيف حتى وان اخطأ احد الاطراف بالآخر.
وعلى عكسها كان رأي « سمى حجازي « حيث تقول:» «بصراحة الزواج لا بد فيه من التقارب من جميع النواحي سواء التعليمية والمادية والاجتماعية لانه لا بد من التكافؤ، ليس عن شيء ولكن حتى يتم التفاهم بين الاثنين وعلى الاقل تقارب في وجهات النظر والفكر الاجتماعي وكيفية أدارة المشكلات بينهم .»
وأخيرا نقول، إن الزوجين فى هذه الحياة شركاء يتعايشان مع بعضهما بحلو الحياة و مرها يكمل كل منهما الآخر فهما نصفان لمجتمع واحد ومن هذا المفهوم تظهر أهمية التناسب بينهما من حيث المستوى الثقافي و التعليمي و فى حالة عدم وجود تناسب يظهر الأثر السلبي على علاقتهما وينتابها الكثير من سوء التفاهم .
هل يتأقلم الزوج المتعلم مع الزوجة الغير متعلمة أو العكس؟
إن كان هذا الأمر نسبي ويستطيعان أن يتأقلما إذا توفر التوافق بينهما فى أمور أخرى فهذا الإختلاف فى المستوى التعليمي و إختلاف الثقافة لا يشكل أمرا صعبا .
وهذا يختلف من مجتمع إلى آخر ففى بعض المجتمعات يرغب الزوج المتعلم فى الزواج من إمرأة غير متعلمة رغبة فى السيطرة عليها .
و نلاحظ فى الوقت الحالى أن زواج الرجل المتعلم من فتاة أقل منه فى المستوى التعليمى أو زواج بعض الفتيات الجامعيات من شباب أقل منهن علميا قد إنتشر بشكل كبير و نجاح ذلك أو فشله يرجع إلى طبيعة الطرفين.