منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69938
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Empty
مُساهمةموضوع: قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس    قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Emptyالجمعة 11 أغسطس 2017, 6:52 pm

 الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام، وبعد، انطلاقا من دورها الرائد في تبني قضايا الأمة الإسلامية إعلاميا، خصصت مجلة البيان  عددها لشهر "ربيع أول" من العام الهجري 1435هـ للحديث عن جريمة الاعتداء على المسجد الأقصى وجرائم التطهير العرقي التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة.
وأكدت المجلة في افتتاحيتها "أن القدس ليست مدينة عادية ككل المدن، وهي كذلك عند اليهود، إنها الأرض المقدسة المباركة (...)، وما كان مقدساً عند أناس لا يمكن أن يكون مجالا للتفاوض، ومن ثم فإن التفاوض بشأنها يكون من باب الخداع وتحيّن الظروف لحين التمكّن من حيازتها كاملة".  وفي مقالات وتقارير مختلفة تناولت المجلة قضية القدس بمختلف محاورها لتظهر للعالم الإسلامي الصورة الحقيقية للعدوان الصهيوني على المقدسات الإسلامية في القدس و على الشعب المسلم هناك، واستكمالا لهذه الجهود المباركة ينشر موقع "البيان" ملفا آخر عن قضية القدس يتضمن العديد من المقالات في الشرع و السياسة و الديمغرافية و التاريخ تتحدث عن معاناة القدس و أهلها تحت الاحتلال اليهودي للمدينة، و لأرض فلسطين.


 

قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Headr2






بعدما انتهى العدوان الدموي على غزة في صيف العام الماضي؛ كان أكثر من 190 مسجداً في كافة أرجاء قطاع غزة قد شهدوا على إرهاب دولة الاحتلال، حيث قصفت الطائرات الحربية الصهيونية تلك المساجد، منها حوالي 120 مسجداً دُمروا بشكلٍ جزئيٍ، ونحو 70 مسجدٍ بشكلٍ ممنهجٍ وكاملٍ، في مشهد يُدمي القلب ويُدمع العين.
محاولة إحراق المسجد الأقصى
أقدم الشاب الصهيوني الأسترالي الأصل "دينيس مايكل وليام موهان" صباح يوم 21 اب/اغسطس 1969م، على إحراق أجزاء من المسجد الأقصى فاشتعلت النيرات فيه وأحرقت أجزاء وأماكن مختلفة منه، مثل منبر صلاح الدين الأيوبي، ومسجد "عمر" وكان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ومحراب "زكريا" المجاور لمسجد "عمر"، ومقام الأربعين المجاور لمحراب "زكريا". والمحراب الرخامي الملون، والجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها، والجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة، وجميع السجّاد العجمين وغيرها من المعالم والزخارف والآيات القرآنية المحفورة على الخشب.
والملاحظ أن المجرم موهان قد اختار يوم الحادي والعشرين من اغسطس لإحراق المسجد الأقصى، وهو اليوم ذاته الذي تم فيه تدمير الهيكل الثاني على يد القائد الروماني تيطس سنة 70 ميلادية حسب المزاعم الصهيونية.
هرع الفلسطينيون لإطفاء الحرائق المتزايدة، لكن الغريب هو قيام سلطات الاحتلال بقطع إمدادات المياه على منطقة الحرم فور اشتعال النيران ومنعت سيارات الإطفاء والدفاع المدني من الدخول إلى باحات المسجد الأقصى بحجة أنَّ عملية الإطفاء من صلاحيات بلدية القدس التابعة لهم، فاضطر الفلسطينيون (مسلمون مسيحيون) لنقل المياه بالأوعية الصغيرة من منازلهم وأطفئوا الحريق قبل وصول النيران إلى قبة المسجد الأقصى.
اعتبرت حكومة الاحتلال أن الحريق كان بسبب ماس كهربائي داخل المسجد الاقصى، إلا أن خبراء ومهندسي شركة كهرباء القدس العربية الذين جاءوا بناءً على طلب من الهيئة الاسلامية للكشف عن أسباب الحريق؛ وأكدوا أن الحريق كان مدبراً بدقة ومتعمداً وليس بسبب عطل كهربائي كما أعلنت دولة الاحتلال.
وجدت حكومة الاحتلال نفسها في حرجٍ بالغٍ، فأعلنت القبض على الشخص الذي اعترف بجريمة الحريق، وقدمته للمحاكمة وحكمته بالسجن خمس سنوات، ثم اصدرت قرارا فيما بعد بإطلاق سراحه وترحيله الى استراليا.
وتشير المصادر إلى أن "غارمي غيلون" رئيس الشاباك الاسبق قد أشار في كتاب له إلى الخطة ووجهة النظر اليهودية التي تطالب بتدمير المسجد الاقصى، وكتب قائلا: "اليهود يعتبرون وجود الأقصى يشكل انتهاكاً لحرمة مكانٍ مقدسٍ، المكان الذي قام عليه الهيكلان". وكشف رئيس الشاباك الدوافع الكامنة خلف محاولات هدم المسجد الأقصى: وهي أولاً: دوافع سياسية: تشير إلى أن عملية التدمير ستؤدي إلى نسف عملية السلام مع العرب، وثانياً: دوافع دينية تتمثل في احتمالية اندلاع حرب مقدسة يظهر الله (يهوه) في اعقابها لتخليص شعب الله المختار.
المواقف العربية والدولية
عندما ارتكب الصهاينة جريمة إحراق المسجد الأقصى قالت رئيسة الوزراء الصهيونية "جولدا مائير": "لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً أفواجاً من كل حدب وصوب ... لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذه أمة نائمة ... "!!. وكان تصريحها يعبر عن حقيقة الموقف الرسمي العربي الخاضع للإرادة الغربية، لم يسمع العرب في بداية الأمر بالحريق، ربما هذا عائد إلى التعتيم الإعلامي الرسمي. ولعل طريقة التعامل الصهيونية الاستفزازية جريمة حرق المسجد الأقصى في وقتٍ لاحقٍ أثارت حفيظة الأوساط العربية والإسلامية لما يمثله المسجد من قيمةٍ كبرى على الصعد الدينية والحضارية والإنسانية، فكان لهذا العمل الإجرامي ردة فعل كبيرة في العالم الإسلامي، واشتعلت المظاهرات في كل مكان.
كانت المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي أدانت واستنكرت عملية إحراق المسجد الأقصى. حيث وجّه الملك السعودي، فيصل بن عبد العزيز آل سعود، نداء إلى العالم الإسلامي دعا فيه المسلمين بتحرير مقدسات الإسلام في القدس وإعلان الجهاد المقدس (23/08/1969م). وقامت بجهودٍ دبلوماسيةٍ مكثفة على مختلف الصعد من أجل القدس وتعاونت في هذا الشأن مع الدول الإسلامية حتى صدر قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 478 في العام 1980م الذي طالب الدول التي أقامت بعثات دبلوماسية في القدس إلى سحبها فوراً وهو القرار الذي أجمعت مختلف الأوساط على اعتباره نصراً للدبلوماسية الإسلامية وإحباطاً للمخطط الصهيوني الخبيث تجاه مدينة القدس‌ المحتلة.
وأعلنت جامعة الدول العربية عن عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث الموقف الناجم عن الحريق. وفي عمان اعتبرت لجنة إنقاذ المسجد الأقصى أن العملية دليل على مخططات الكيان الصهيوني التوسعية لتهويد المقدسات وإقامة هيكل سليمان. وبعث رؤساء الطوائف المسيحية مذكرة إلى الأمم المتحدث تستنكر الحادث وتعتبر أن إلصاق التهمة بشخص مسسيحي يهدف إلى بث الفرقة بين المسلمين والمسيحيين. (24/08/1969م).
وفي كلمة ألقاها في افتتاح أعمال الدورة السادسة للمجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة، اعتبر الناطق الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية، كمال ناصر، أن عار حريق المسجد الأقصى لا يغسل بالدموع بل من خلال طلقات رصاص الثوار (01/09/1969م).
وطالب مستشار وزارة الخارجية الكويتية، الدكتور فايز صايغ، بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتحقّق في حادث حريق المسجد الأقصى، مؤكداً أن إسرائيل سترفض أي تحقيق دولي، فيكون رفضها إدانة كاملة لها أمام العالم (30/08/1969م).
أعلن الدكتور محمد مهدي، رئيس لجنة العمل من أجل العلاقات العربية – الأميركية عن إطلاق حملة عالمية لتحرير القدس ومحاربة إسرائيل التي أحرقت المسجد الأقصى. كما انطلقت تظاهرات شعبية مستنكرة في معظم العواصم والمدن العربية والإسلامية. وفي القدس، اعتقلت السلطات الإسرائيلية شاباً أسترالياً يعمل في أحد المستعمرات الإسرائيلية بتهمة إشعال النار في المسجد الأقصى والقيام بعمل تخريبي متعمد (22/08/1969م).
وعلى الجانب الإسلامي؛ عقدت الدول العربية والإسلامية مؤتمراً في الرباط – المغرب يوم 25 سبتمبر، وتم الاتفاق في حينه على إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم في عضويتها 57 دولةً عربيةً وإسلاميةً، وطُرحت مبادئ الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبة الصخرة، وذلك كمحاولة لإيجاد قاسم مشترك بين جميع فئات المسلمين. وبعد ستة أشهر من الاجتماع الأول، تبنى المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الخارجية المنعقد في جدة في آذار 1970 إنشاء أمانة عامة للمنظمة، كي يضمن الاتصال بين الدول الأعضاء وتنسيق العمل. عين وقتها أمين عام واختيرت جدة مقرا مؤقتا للمنظمة، ريثما يتمُّ تحرير القدس، لتكون المقر الدائم. عقد المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية جلسته الثالثة. وكان الملك السعودي المرحوم فيصل بن عبد العزيز صاحب الفكرة، إلا أن المنظمة لم تستطع وقف أعمال التخريب وتدنيس الأقصى حتى هذا اليوم.
وكان من تداعيات هذه الجريمة إصدار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 271 بتاريخ 15 أيلول/سبتمبر 1969م بأغلبية 11 دولة وامتناع أربع دول عن التصويت من ضمنها الولايات المتحدة. حيث أدان المجلس دولة الاحتلال لتدنيسها المسجد، ودعاها إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها المساس بوضعية المدينة المقدسة، كما عبَّر القرار عن حزن المجلس للضرر الفادح الذي ألحقه الحريق بالمسجد في ظل الاحتلال العسكري "الصهيوني" الغاشم، وأكَّد القرار على جميع القرارات الدولية السابقة التي أكدت بطلان إجراءات "الصهاينة" التي استهدفت التغيير في القدس المحتلة، ودعاها من جديد إلى التقيد بنصوص اتفاقيات جنيف الأربع والقانون الدولي الذي ينظم الاحتلال العسكري. كما دعاها إلى الامتناع عن إعاقة عمل المجلس الإسلامي في المدينة، المعني بصيانة وإصلاح وترميم الأماكن المقدسة الإسلامية..
وأعرب رئيس الحكومة الأسترالية عن أسفه للحادث التخريبي الطائش الذي أدى إلى حرق المسجد الأقصى. من ناحيته أعرب متحدث باسم الحكومة القبرصية عن أسفه للحادث مشيراً إلى أن شعبه حساس جداً إزاء قداسة أماكن العبادة. وأصدرت وزارة الخارجية اليوغسلافية بياناً اعتبرت فيه أن تدنيس الأثر التاريخي الهام أثار استياء عميقاً لدى حكومة وشعب يوغسلافيا (28/08/1969م).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69938
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس    قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Emptyالجمعة 11 أغسطس 2017, 6:58 pm

[url=http://albayan.co.uk/Fileslib/adadimages/malfat pdf/aqsa1.pdf] قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Pdf01[/url] [url=http://albayan.co.uk/Fileslib/adadimages/malfat pdf/aqsa2.pdf] قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Pdf02[/url]

[url=http://albayan.co.uk/Fileslib/adadimages/malfat pdf/aqsa3.pdf] قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Pdf03[/url] [url=http://albayan.co.uk/Fileslib/adadimages/malfat pdf/aqsa4.pdf] قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Pdf04[/url]









رباعيات القدس
. إعداد مجلة البيان

قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Palestine


القصيدة الأولى: « لبيك يا قدس »
يُـهوّدونــك هذا الــقــولُ تخريف         لن يُطفىءَ الشمسَ تزويرٌ و تحريـفُ
كلٌّ الصدورِ إلى أقصاك مشرعةٌ         و كــُلــنــا لــصــلاةِ الـفـجـر ملهـوفُ
مــديــنــةَ الله إنّا مُــبحرونَ غداً         و قــد تــحــدّت بــأيـدينا الـمـجــاذيف
فلن يُشوّه وجهَ القدس مغتصبٌ       و لــن يـغـيـر في الـمـيـزانِ تـطـفـيفُ
الشاعر:محمود حسين مفلح - مصر
 


القصيدة الثانية: عن هودجٍ في مهبّ الوَداع
[rtl] اِرفعْ يمينكَ.. وَدِّعِ الرُّكبانا[/rtl][rtl]        [/rtl] [rtl] وانْسَ الذي مِن وصلهمْ قد كانا[/rtl]
[rtl](قُدسَى[/rtl][rtl] [/rtl] [rtl] بهودَجها ، تُطِلّ سبيّةً)[/rtl][rtl]        [/rtl] [rtl] تُلقي السلامَ..وتَمسحُ الأجفانا[/rtl]
[rtl]هذي حبيبتُكَ التقيّةُ هُوّدَتْ        بعد الحجاب ستَلْبَسُ الفُستانا[/rtl]
[rtl]أتُراكَ تَحفَظُ كالرجال عهودَها        أمْ سوفَ تُدمنُ بَعدها النسيانا؟[/rtl]
الشاعر: محمد جربوعة - الجزائر
 


القصيدة الثالثة: "قدس الإله"
قدسُ الإلــــــهِ شَـكــــا العَــــذابُ عَــذابَـهـــا                 هَـتَـــكَ اليهـــودُ سَحـــابَـهــا وتُــرابَـهـــــــا
ربّـــــاهُ قــدْ غَـشِــيَ الضّبــــابُ قِــبـابَــهـــا                   ومَـضــى الأريـــجُ مُــوَدِّعــــا مِـحْــرَابَهــــا
طــفِــقَ الكِــلابُ يُمَــزّقـــونَ حِـجـــابَــهــــا                   والعُـــرْبُ سَكْـــرَى يُـغـفِـلــونَ مُـصــابَـهــا
لـكِــنَّ سَيْــفَ النَّـصْــرِ يَـطـــرُقُ بــابَـهــــا                     إِمَّــــا دَعَــتْ رَبَّ السّــمـــــاءِ أجــــابَـهــــا
الشاعر: عادل سوالمية بن الطاهر بن بوزيد - الجزائر
 


القصيدة الرابعة: رباعية القدس
يا ساكبَ الدمعِ! ما أجرى مآقيها ؟                و راعَ قلبَك فاهتزّتْ قوافيها
أهذهِ القُدسُ، أم وجهٌ يُشابهها ؟                  ما للتصدّعِ يمشي في مبانيـها ؟
عاثَ اليهودُ بها، لم يتركوا حجَراً                    إلا استعاذَ -حزيناً- من أياديها
قل لي :ضللتَ طريقَ القدسِ يا ولدي            و أنّ في القدس ما زالت أهاليها !
 الشاعر: إبراهيم سمير صبحي أبو دلو - فلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69938
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس    قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Emptyالجمعة 11 أغسطس 2017, 7:01 pm

القدس واقع مرير وتهويد مستمر وغياب عربي واضح
. أحمد فايق دلول



تعيش مدينة القدس المحتلة على صفيح ساخن ربما يؤدي إلى انفجار الأوضاع باندلاع انتفاضة ثالثة في ظل الانتهاكات الإسرائيلية شبه اليومية للمسجد الأقصى والمحاولات المبذولة لتقسمه زمنيا على غرار ما هو قائم في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية وحالة التضييق غير المسبوق على السكان الفلسطينيين الذين يشعرون أنهم وحدهم في مواجهة سياسة التهويد الإسرائيلية مع الغياب غير المتعمد أو القصور في المنظومة الفلسطينية والعربية والإسلامية المتكاملة في مواجه الإجراءات الإسرائيلية واقتصارها المواقف الموسمية التي تفرضها طبيعة الأحداث الجارية في القدس.
فقد أجمعت شخصيات مقدسية - علماء دين وباحثون في شئون مدينة القدس المحتلة على خطورة الوضع القائم وقتامة المستقبل المنظور للمدينة المقدسة في ظل تسارع عمليات التهويد التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة لا سيما مع اشتداد وتيرة الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك ومصادرة الأراضي والأملاك تحت غطاء ما يسمى "قانون الغائبين" الصادر في عام 1951م، إضافة إلى الإصرار على تداول ما يسمى بمصطلح "القدس الشرقية" وهو أحد إفرازات اتفاق "أسلو" للسلام، سواء في الإعلام أو على لسان مسؤولين فلسطينيين وعرب، متجاهلين بذلك تاريخ وعروبة وإسلامية ووحدة المدينة المقدسة.
 تنازل علني وظلم كبير
وفي هذا السياق أكَّد خطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري لمجلة البيان رفضه المطلق لمسمى "القدس الشرقية"، معتبراً ذلك تنازل غير علني عن الجزء الكبير من مدينة القدس، التي تقع في الجهة الغربية، وقال د. صبري إنَّ تسويق هذا المصطلح هو تكريس للاحتلال.
وشدَّد د. صبري على أنَّ الاتفاقات والتفاهمات الفلسطينية – "الإسرائيلية" طوال سنوات المفاوضات المتواصلة حتى اللحظة ظلَّمت القدس؛ من خلال تأجيل دراسة ملف القدس إلى مفاوضات الحل النهائي حسب اتفاقية أوسلو، وتأكيد الجانب الإسرائيلي مراراً وتكراراً على أنَّ قضية القدس غير خاضعةٍ للمفاوضات وستبقى العاصمة الموحدة والأبدية "لإسرائيل".
إجراءات تهويدية
مؤكداً في الوقت ذاته على تصدي أهل القدس لكل محاولات الاقتحام المتكررة وشبه اليومية من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة لباحات المسجد الأقصى في محاولة يائسة لفرض وقائع جديدة على الأرض، هذا فضلاً عن إقرار الاحتلال الإسرائيلي لسلسلة غير متناهية من الإجراءات التهويدية بهدف حنق المدينة وتهجير أهلها سواء بمحاولة فرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس العربية بالقدس، مما يمثل حرباً فكرية وثقافية لسلخ الأجيال القادمة عن تاريخ وعربة المدينة أو بمحاصرة مدينة القدس بالمستوطنات والطرق الالتفافية والحواجز العسكرية بهدف عزل القدس عن محيطها العربي، وبالتالي إضعافها اقتصادياً وتجارياً.
ولفت د. عكرمة صبري إلى عمليات المصادرة المتسارعة التي تنفذها سلطات الاحتلال للأراضي في المدينة المقدسة والقرى المجاورة تحت ذريعة ما يسمى "قانون الغائبين" وهو قانون جائر صدر عام 1951م، لسلب أكبر مساحةٍ ممكنةٍ من أرض فلسطين، لأنَّ اليهود الصهاينة حتى عام 1948م، لم يكن يملكون سوى 6 % من أرض فلسطين التاريخية.
غياب عربي واضح
وحول الدور العربي تجاه حماية مدينة القدس المحتلة من التهويد أكَّد المفكر الإسلامي المقدسي الأستاذ الدكتور مصطفى أبو صوي على أنَّ غياب إستراتيجية عربية موحَّدة تجاه القدس يدفع بالاحتلال إلى تكريس وزيادة عمليات التهويد.
ويرى د. أبو صوي في أنَّ حالة التشرذم الذي يعيشها العالم العربي ووجود تحالفات ومعسكرات مختلفة، بل ومتعارضة لا يمكن أن تشكل ضغطاً على الاحتلال الصهيوني لوقف ممارساته في القدس، مطالباً الزعماء العرب بوضع قضية القدس نصب أعينهم، على أنْ تصبح عاملاً مشتركاً يلتفُّون حوله لحمايتها، وتقديم الدعم لكافة قطاعات الحياة من التعليم والصحة والإسكان ضمن تصور شامل وخطة متكاملة لتعزيز صمود أهل القدس في مواجهة كافة محاولات التهجير.
وأشار د. أبو صوي إلى أنَّ انشغال الدول العربية بشئونها الداخلية في ظل حالة الحراك الذي طال عدداً منها حال دون تقديم الدعم العربي المطلوب للقدس في مواجهة محاولات الأسرلة للمدينة وتفريغها من سكانها الفلسطينيين والضغط عليهم وإرهاقهم اقتصاديا من خلال التكلفة الباهظة لرخص البناء داخل حدود بلدية القدس المحتلة مما يدفع غالبيتهم للبناء دون ترخيص الأمر الذي يجعل هذه البيوت عرضة لعمليات الهدم أو الانتقال للسكنى خارج حدود البلدية في بلدات الضفة الغربية المجاورة، مما يساعد الاحتلال على تفريغ المدينة المقدسة من أهلها، سيما أنَّ هؤلاء المقدسيين الذين يسكنون في الضفة الغربية يكونون عرضةً لسحب الهويات المقدسية منهم، مما يؤثر سلباً على الحضور الفلسطيني في القدس لصالح الاحتلال.
ووفقا للاحصئيات قال د. أبو صوي إنَ وزارة داخلية الاحتلال سحبت هويات 4577 مقدسياً عام 2008م، وحده، وبالتالي تمَّ طردهم خارج مدينتهم.
إلى ذلك بيَّن د. أبو صوي جملة من التحديات الجسيمة التي تواجه التواجد الفلسطيني في المدينة المقدسة خاصة بعد إقامة جدار الفصل العنصري الذي عزل مدينة القدس عن محيطها العربي وحال دون وصول سكان المدن الفلسطينية الأخرى إليها، إلى جانب منع أهل القدس من الرجال دون الخمسين من العمر في كثير من المناسبات من دخول المسجد الأقصى، بل وحرمان النساء اللاتي يواظبن على دخول المسجد الأقصى من الدخول في بعض المرات، في حين يسمح للمستوطنين المتطرفين الدخول أيام الأسبوع من الأحد إلى الخميس تحت حماية شرطة الاحتلال وجنوده.
مكانة عظيمة
هذا فيما أكد الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة على المكانة المقدَّسة لمدينة القدس، حيث ربط الله سبحانه وتعالى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى في الآية الأولى التي افتتحت بها سورة الإسراء {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، وذلك حتَّى لا يفصل المسلم بين هذين المسجدين، ولا يفرِّط في واحد منهما، فإنَّه إذا فرَّط في أحدهما أوشك أنْ يفرِّط في الآخر، فالمسجد الأقصى ثاني مسجد وضع لعبادة الله في الأرض، كما ورد عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري –رضي الله عنه- أنَّه قال: قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أولاً ؟ قال: المسجد الحرام، قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون عاماً".
دور الإعلام
حول الدور الذي يلعبه الإعلام في إبراز مدينة القدس وتزويد المسلمين بالمعلومات الصحيحة لا الملفقة الذي يروجها الإعلام الإسرائيلي قال د. يوسف سلامة إنَّ وسائل الإعلام على اختلافها تمارس دوراً كبيراً في إبراز القضية الفلسطينية من خلال التاريخ الصادق، وإظهار الحقوق التاريخية والسياسية والعقدية والحضارية للعرب والمسلمين في فلسطين، فمن المعلوم أنَّ مساحة المسجد الأقصى المبارك تبلغ (144) مائة وأربعة وأربعين دونماً، والدونم عبارة عن (1000م2)، وتشتمل هذه المساحة على جميع الأبنية والساحات والأسوار وأهمها: المسجد القبلي (الذي يصلى فيه المسلمون حالياً ويوجد به المنبر) ويقع في الجهة الجنوبية من الأقصى ومساحته تقرب من خمس دونمات ونصف، والمسجد القديم ويقع أسفل المسجد الحالي ومساحته تقرب من دونم ونصف، والمصلى المرواني (التسوية الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من الأقصى وتقرب مساحته من أربع دونمات ونصف)، ومسجد قبة الصخرة المشرفة ومساحته تقرب من دونم وثلاثة أرباع الدونم، بالإضافة إلى المصاطب والمحاريب والمصليات والقباب والأسيلة والساحات والأسوار كلها في عرف الشرع (المسجد الأقصى المبارك).
محاولات لتزيف التاريخ
وشدَّد د. سلامة على المحاولات الإسرائيلية على تزيف تاريخ المدينة المقدسة من خلال إقامة الحدائق التلمودية والقبور الوهمية ونبش المقابر ومواصلة الحفريات من أسفل المسجد الأقصى لإقامة مترو للأنفاق أسفله وبناء كنس بجواره، حيث تمَّ بناء وافتتاح كنيس الخراب بجوار المسجد الأقصى المبارك في منتصف شهر مارس سنة 2010م، ليكون مقدِّمةً لهدم الأقصى لإقامة ما يُسمّى بـ"الهيكل المزعوم" بدلاً منه لا سمح الله، وكذلك التخطيط لبناء أكبر كنيسٍ يكون ملاصقاً للمسجد الأقصى المبارك ويسمى "كنيس الجوهرة"، إلى منع سدنته وحراسه وأصحابه من الوصول إليه، ناهيك عن الاقتحامات المتكررة للجماعات المتطرفة الإسرائيلية بصورة دائمة إلى باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك لتأدية طقوسهم وشعائرهم التلمودية في ساحات المسجد، وما محاولاتهم الأخيرة لفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك عنَّا ببعيد، ناهيك عن الاعتداءات المتكررة على طلبة مصاطب العلم. والعالم وللأسف يغلق عينيه، ويصمًّ أذنيه عمَّا يجري في القدس.
إنهاء الانقسام
فقد ناشد الشيخ يوسف جمعة سلامة القيادة الفلسطينية على اختلاف ألوانها وأطيافها السياسية إلى إنهاء الانقسام والتوحُّد في مواجهة الخطر الإسرائيلي الداهم تجاه مدينة القدس، موجهاً حديثه لهم بالقول "يجب أنْ تعوا حقيقة واضحة أنَّ القدس لم تفتح في عهد عمر ولم تحرر في عهد صلاح الدين إلا عندما كانت كلمة الأمة مجتمعةً, طالما كانت الأمة متفرقة لن تتحرر القدس، هذا سنَّة من سنن الله في الكون وسنن الله في الكون لا تحابي أحدا،ً وهذا يجب أن يعيه الجميع فأنا أقول إلام هذه الضجة الكبرى بينكم ؟, ما دام كلنا نقول القدس ضاعت والأقصى، والأسرى أبطالنا في خطر، والمناهج تغيرت، والحصار على الشعب الفلسطيني، علام نختلف ؟! تعالوا على أن نتعالى على الجراح، وتعالوا أن نفتح صفحة جديدة من المودة والأخوة، تعالوا لنكون كما كنا دائماً في الانتفاضة الأولى والثانية كل منا يساعد الآخر ويقف لتصدي لهذه الهجمة الشرسة الاحتلالية التي لا تُبقي ولا تذر وطالت الشجر والبشر والحجر, تعالوا لنكون كما أراد رسولنا صل الله عليه وسلم كالجسد الواحد تعالوا لنحقق قول الشاعر رص الصفوف عقيدة أوصى الإله به نبيه، ويد الله مع الجماعة والتفرق جاهليةً".






أطواق العزل والتهويد الإسرائيلية في القدس
. غسّان طالب يوسف عبده


شجّعت إسرائيل المستوطنين على الانتشار داخل البلدة القديمة لتأسيس بؤر استيطانية في داخل الأحياء العربية والحارات المقدسية للسيطرة والتوسّع. أنشأت الكنس بجوار المسجد الأقصى، وسّعت إسرائيل المستوطنات المقامة مثل "بسغات زئيف" في شمال القدس ومعاليه أدوميم في الشرق و"هار حوماه" و"جيلو" في الجنوب، وأحاطت القدس بأطواق الاستيطان المتنوعة التي تعمل على خنق الفلسطينيين وتقييدهم للسيطرة على العقارات ومصادرة الأرض. تعمل إسرائيل على تهجير المقدسيين بالأساليب كافة للاستيلاء على الأرض العقارات لخلق الجو النفسي الصعب والمقلق للسكان العرب الفلسطينيين في القدس، وتعتبر الطرق ركيزة في فرض هذه الأطواق.
إنّ تطوير شبكة طرق قطرية وإقليمية شريانية تعمل على تحسين الخدمات لسكّان المستوطنات المحيطة بالقدس وتربطها بمركز إسرائيل المحتلّة، وتعمل على تسهيل حركة الإسرائيليين إلى القدس ذهاباً وإياباً، وتعمّق مركزيتها السياسية والوظائفية، في الوقت التي تحولت فيه الطرق الفلسطينية الرئيسة إلى طرق مغلقة وشوارع داخلية ليس لها ارتباط بالمناطق المحيطة، ولا تخدم عملية تطوير القدس الفلسطينية (خمايسي، 2009).
النواة الداخلية
بدأت إسرائيل بالعمل لتحقيق الأهداف التهويدية، واستهدفت نواة البلدة القديمة في القدس. قامت إسرائيل بعد الحرب مباشرة في الفترة 10 - 11 /6/1967 بتدمير حارة المغاربة التي كانت بجانب حائط البراق، وطردت سكانها، وهدمت 135 بيتاً، وجامع البراق، والمدرسة الأفضلية والزاوية الفخرية  وأجلَتْ عشرات العائلات منها، وتقدر أعدادهم بـ 650 شخصاً بعضهم رجع إلى المغرب بوساطة الملك حسين، وبعد تسوية هذه الحارة مع الأرض وسّعت إسرائيل منطقة الساحة لتستقبل آلاف الإسرائيليين للصلاة فيها (فلسطين، دائرة شؤون القدس، 2010). من تلك اللحظة ثبّـتت إسرائيل نفسها كإسفيل في القدس القديمة من خلال إيجاد التشريعات وخلق المعضلات التي تقلل من فرص البناء الفلسطيني. اتّبعت إسرائيل كلّ الأساليب واستخدمت الحيلة لمصادرة وشراء المباني السكنية داخل أحياء البلدة القديمة، وحوّلتها إلى مدارس دينية وكنس يهودية، ومبانٍ للسكن، ولم تكتفِ إسرائيل بإجراءاتها داخل البلدة القديمة، بل استمرت حتى وصل التفريغ إلى داخل حدود البلدية الأردنية وانتهجت سياسة العزل والتفكيك.
الطوق الأول: تهويد الحوض التاريخي
أقامت دولة الاحتلال الإسرائيلي بؤر استيطانية في الأحياء الفلسطينية وانتشر هذا النموذج في المناطق المحيطة بالمدينة المقدسة وبهذا شكّل حلقة داخلية محصّنة للإسرائيليين حول المدينة القديمة سمي في المصطلح الإسرائيلي "بالحوض المقدس". كما خططت لإقامة مستوطنات جديدة بالقرب من برج اللقلق وباب العمود (يوسف، 2009). ومن مستوطنات الطوق الأوّل:
مستوطنة شمعون تصيدق:
يعتبر حي الشيخ جراح منطقة إستراتيجية وحسّاسة، وتقع في الحدود الشمالية لمدينة القدس وهي مجاورة للمنطقة التجارية في شرقي القدس. تربط منطقةُ الشيخ جراح المنطقةَ الإسرائيلية غرباً بجبل  المشارف (سكوبس) في الشرق، ورامات أشكول في الشمال الغربي. يعتبرها الإسرائيليون منطقة إستراتيجية في المدينة. خططت إسرائيل لإقامة مستوطنة شمعون تصيدق. استنكر السكان الفلسطينيون في حي الشيخ جرّاح إقامة مستوطنة مكان بيوتهم، ويظهر تفاصيل ذلك في تقديم الفلسطينيين في حيّ الشيخ جرّاح البيّنات التي تدحضُ بيّنات وادّعاء الإسرائيليين بملكية الأرض. أعطت المحكمة الإسرائيلية القرار لصالح المستوطنين وتجاوزتْ عن الوثائقَ، الأمر الذي أدّى إلى هدم الفندق وبعض البيوت والعمل على إقامة المستوطنة.
مستوطنة بيت أوروت:
استولت منظمة إلعاد في آذار 2006 على قمة جبل الزيتون (الطور). تحتوي القمة التي تقع شرق حيّ الصوانة على شقق وبنايات. تُطل القمة على المسجد الأقصى كموقع إستراتيجي، لذا بنيت أول مستوطنة "بيت أوروت" وتطلّ على المسجد الأقصى وهي مجاورة للمقبرة اليهودية. تعود ملكية هذه البنايات لعائلتي محمد أبو الهوى (مارغيليت، 2010).
مستوطنة معاليه هزيتييم:
أقيمت مستوطنة معاليه هزيتييم سنة 1998، وقامت على تأسيسها شركة قدوميم 3000 وانتقل المستوطنون ليقيموا فيها في رأس العامود. تقع المستوطنة في وسط التجمع الفلسطيني جنوب شرق مدينة القدس القديمة في رأس العامود. وفي شهر نيسان سنة 2003 بنى المستوطنون  132 وحدة سكنية. بدأوا بالمرافق اللازمة مثل: المركز التجاري والعيادة والكنيس وروضة الأطفال ويقيم فيها 250 مستوطناً إسرائيلياً (أريج، 2006).
مستوطنة نوف تسيون
تطلّ المستوطنة على المسجد الأقصى تمتدّ المستوطنة بين الأحياء السكنية الفلسطينية. معظم سكّان هذه المستوطنة متدينون، وقد أنشئت لتتصل مع مستوطنة أرمونا نتسيف "تل البيوت الشرقيّة" التي تجاورها في الجهة الجنوبية ويقابل هذه المستوطنة كديمات تسيون في أبو ديس وتعمل هذه البؤر لتطوّق الوجود الفلسطيني وتعمل على تفتيت النسيج الفلسطيني وتحدّ من التطوّر الحضري وعزل المناطق عن بعضها البعض في داخل القدس بالتدريج.
قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Map 
مستوطنة تلبيوت مزراحي:  وتُسمّى أرمونا نتسيف وتلبيوت الشرقية:
أقيمت هذه المستوطنة على أراضي قرى الشيخ سعد وأبو طور وصورباهر. صودرت الأرض سنة 1970. وتم المباشرة  في بناء الأحياء السكنية سنة 1975. شكّلت طوقاً أوليّاً حول المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية للقدس وعززت الطوق الثاني للمستوطنات جيلو وجبل أبو غنيم وتحيط بقريتي السواحرة وصورباهر، وأُقيمت مستوطنة نوف تسيون في منطقة حيّ الفاروق على بعد عشرات الأمتار في الجهة الشمالية الشرقية من مستوطنة أرمونا نتسيف (عناب، 2005).
الطوق الثاني: التهويد الديمغرافي
يحيط هذا الطوق بالأحياء الفلسطينية حول القدس، حيث أقام الاحتلال إسرائيلي أكثر من 10 مستوطنات لتشكيل هذا الطوق وهي على الترتيب، راموت وهار شموئيل، وعطاروت وريخس شعفاط "رامات شلومو"، وبسغات زئيف، وبسغات عومر والنبي يعقوب، ومستوطنات المحور رامات أشكول، و(معالوت دفنا، وجفعات همفتار، وسنهدريا، والتلة الفرنسية، والجامعة العبرية) وجيلو وجفعات همتوس وهارحوماه.
مستوطنة راموت:
صادرت إسرائيل 3000 دونم من أراضي بيت اكسا وبيت حنينا، وأنشأت عليها مستوطنة راموت سنة 1973، كان عدد سكانها سنة 1976 يقارب 2400 مستوطن (عبد الهادي، 1978). تأخذ الرتبة الثانية من حيث عدد السكان مقارنة بمستوطنات القدس الشرقية. تقوم إسرائيل بتوسيع المستوطنة في الوقت الحاضر على أراضي تابعة لقرى  بيت إكسا، وبيت حنينا والنبي صموئيل، تُصنَّف معظم المستوطنات في الضفة الغربية بموجب قانون الضرائب الإسرائيلي كمناطق من هذا النوع من التقسيم حسب التقسيم الخاص بمصلحة الضرائب في إسرائيل، أي أنّ المستوطنين الذين ينتقلون للسكن والعمل والعيش في هذه المستوطنات المصنفة، فإنهم يحظون بتسهيلات ضريبية وخدمات مجانية (منصور، 2005).
مستوطنة ريخس شعفاط  "رامات شلومو":
أقامت إسرائيل سنة 1994 مستوطنة ريخس شعفاط على أراضي قرية شعفاط الغربية، وتسمى بـ رامات شلومو، وجفعات هشعفاط. بلغت مساحتها 1355 دونماً بمخطط هيكلي رقم 1973، خرقت إسرائيل عند بناء هذه المستوطنة اتفاق أوسلو الذي يقضي بعدم بناء المستوطنات ولا تزال إسرائيل تضيف لها الوحدات السكنية بالآلاف لغاية الآن (التفكجي، 1994).
مستوطنة رامات أشكول ومحاورها:
صادرت إسرائيل في كانون الأول سنة 1968 أرضاً مساحتها  3345  دونماً في الشمال الشرقي لمدينة القدس قررت إسرائيل إقامة عدد من المستوطنات ومنها إقامة مستوطنة رامات أشكول على أرض السمار، وهي جزء من أراضي لفتا العربية لتكون ضاحية استيطانية داخل حدود بلدية القدس الإسرائيلية، تعدّ رامات أشكول من المستوطنات الأولى والمركزيّة في القدس من حيث زمن التأسيس وسُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى رئيس وزراء إسرائيل " ليفي أشكول" خلال حرب حزيران 1967 وتعتبر الّلبنة الأولى من حيث زمن الإنشاء للمستوطنات التي حولها. وتشكّل مستوطنة رامات أشكول حلقة وصل لمجموعة من المستوطنات وهي: الجامعة العبرية ومعالوت دفنا والتلة الفرنسية وجفعات همفتار وسنهدريا (عناب، 2005).
مستوطنة جبل أبو غنيم "هار حوماه":
أَعدت إسرائيل المخطط والبنية التحتية لإقامة مستوطنة هار حوماه على جبل أبو غنيم  الذي يقع في الجزء الشمالي لمنطقة بيت لحم على بعد 4 كم جنوب القدس في منطقة بين قرية أم طوبا "بيت ساحور" جنوب مستوطنة "تلبيوت" الشرقية تقدّر المساحة 1845 دونماً (التفكجي، 1994).
تبلغ المساحة المخصصة لها 3700 دونم منها 1850 داخل حدود بلدية القدس الإسرائيلية والنصف الآخر داخل القدس الإسرائيلية الكبرى، وخُطِط أن يقيم فيها أكثر من 30000 مستوطن إسرائيلي متدين. أتمت إسرائيل مرحلة أخرى من الطوق الجنوبي للمستوطنات  ووضعت حداً لأيّ تطوّر ديمغرافي وعمراني لقرية أم طوبا ومدينتي بيت لحم وبيت ساحور.
الطوق الثالث: القدس الإسرائيلية الكبرى   
ألحقت إسرائيل ضمها للقدس بخطوات متتابعة في عملية الاستيطان للمناطق المحيطة بمدينة القدس القريبة، وسرعان ما قامت بالسيطرة على المناطق الممتدة غرب مدينة القدس وشمالها وجنوبها وشرقها لتقييد النشاطات المعمارية الفلسطينية من جهة، وفرض طوق على التجمعات العربية بمستوطنات تكون قلاعاً لأغراض متعدّدة جغرافية وسياسية وعسكرية، واقتصادية.
وضعت لجنة هندسية إسرائيلية مخططات هذا الطوق منذ عام 1968م، ونشرت بعض تفاصيله لأول مرّة في آذار 1969م، وقد أُقرّ هذا المشروع في أيلول 1975م. ويهدف هذا المخطط إلى ضم مساحات جديدة من الأرض الفلسطينية، حيث تحيط المستوطنات الإسرائيلية بأكثر من 60  قرية عربية، وتشكّل طوقاً يُطبِق على المدن والقرى الفلسطينية في الجهة الشمالية الغربية والشرقية والجنوبية لمدينة القدس، ويمنع التواصل العمراني والاتصال بين المدن والقرى الفلسطينية، ويعمل على فصلها وتقطيعها (جريس، 1981).
ومن مستوطنات المراكز جفعات زئيف في الشمال الغربي لمدينة القدس، حيث تحيط بها جفعون وحدشاه وهار أدار وبيت حورون. تحيط بمستوطنة معاليه أدوميم من الشرق مستوطنات معاليه مخماس ومتسبيه يريحو وكدار. تحيط بمستوطنة بيتار عيليت فروع روش تسوريم ونفي دانيال من الجنوب.
ترتبط هذه المستوطنات مع بعضها البعض بوشائج التكوين للقدس الإسرائيلية الكبرى التي هي من ضمن مخطط ألون لتحافظ على استمرارية الاستيطان في القدس وتوسعها تجاه الأغوار والحدود الأردنية ليشكّل العمود الفقري لدولة الاحتلال الإسرائيلي وحمايتها من الخارج.
مستوطنة معاليه أدوميم:
صادرت إسرائيل سنة 1970 مساحات كبيرة من أراضي أبو ديس والعيزرية بذريعة أنها أملاك حكومية. أقيمت مستوطنة معاليه أدوميم سنة 1975م في القدس الشرقية. تعدّ أكبر مستوطنة في الضفة الغربية وتتوسّع بفعل المخططات التدريجية على أراضي أبو ديس والعيزرية. يبلغ عدد سكان المستوطنة أكثر من 40000 مستوطن، وهي أول مستوطنة أعلن عنها كمدينة من مستوطنات الضفة الغربية، وتعد من أخطر المستوطنات لأنها عملت على عزل الضفة وقسمتها إلى قسمين وتشكل المحور الشرقي لمستوطنات القدس الكبرى.(التفكجي، 1994).
تشارك مستوطنة أفرات في هذا الطوق. بدأ العمل بإنشائها سنة 1979 على أراضي قرى الخضر ودقماق ووادي النيص، وحوسان وتصل مساحتها حوالي 13000 دونم ، ويوجد في هذا الطوق مستوطنة تكواع التي أقيمت عام 1977 جنوبي شرق بيت لحم على السفوح الجنوبية لجبال القدس على أراضي عرب التعامرة، 5150 دونماً،. ويوجد مستوطنات أخرى داعمة للطوق مثل: جفعات يائيل التي أقيمت سنة 1972 وتعرف بـ (نوف يائيل) تمتد على أرض الولجة. أنشئت هذه المستوطنة لتكون حلقة وصل تربط القدس بمستوطنة غوش عتصيون (مارغليت، 2010).
الطوق الرابع: الجدار يُحكِم الحصار
يعتبر الجدار الذي أقامته إسرائيل بمواصفاته شكلاً من أشكال الجرائم العالمية لتعبّر بممارساتها عن سياسة التمييز العنصري. أقامته إسرائيل وتحدّتْ القوانين الدولية كي يطوّق الأرضَ الفلسطينية عامة، والسيطرة على الحيزين الجغرافي والديمغرافي في القدس خاصة أُقِيم بارتفاعات مختلفة حسب طبيعة المنطقة التي يمر فيها ويبلغ ارتفاعه من 6-8، وله أهداف متعددة منها مصادرة الأراضي، والثروات والمياه التي تقع في المناطق الفلسطينية لأهداف سياسية، وديمغرافية، واقتصادية، وتقسيم الأرض الفلسطينية إلى جيتوهات، وغير ذلك من الأهداف التي تهدف إلى إضعاف الشعب الفلسطيني واجتثاثه من الأرض، وتمخضت عنه الآثار التي أضرّت بالشعب الفلسطيني في جميع مناحي الحياة، وحدّدت النشاطات، والازدهار والنمو الفلسطيني، ونتج عنه معاناة يومية لأبناء الشعب الفلسطيني بشكل منهجي ومنظم (خمايسي، ونصر الله، 2006).
إنّ الهدف الأسمى للأيدلوجيا الإسرائيلية هو منع أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المقترحة، وتعطيل كلّ الإمكانيات المطروحة والاحتياجات الفلسطينية لتحقيق الرؤية الإسرائيلية، وهي أن تكون القدس عاصمة للدولة الإسرائيلية. لتطبيق قول ديفيد بنجوريون: "لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل". أقامت إسرائيل الجدار لأهداف سياسية منها الاستيلاء على الأراضي في القدس والتوسّع الاستيطاني، والحدّ من الديمغرافيا الفلسطينية بعزلهم عن طريق بناء الجدار الفاصل، وجعل أغلبية يهودية وأقلية فلسطينيّة (خمايسي، ونصر الله، 2006).
أخذ الجدار المنحى الديمغرافي كي يضم معظم المستوطنات التي تطوّق القدس، وتتميّز بعضها بأعداد كبيرة. تخلّص الجدار من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، واتخذ المنحى الجغرافي بضمّه مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية من أجل بناء مستوطنات جديدة، وتوسيع المستوطنات القائمة لتكوين القدس الإسرائيلية الكبرى وتغيير مصطلح القدس الموحّدة، عمل الجدار على التواصل الجغرافي بين المستوطنات، وسهّل عملية المواصلات للسكّان الإسرائيليين فيها عبر الطرق والبنية التحتية، وفي المقابل عمل على تفكيك الأحياء الفلسطينية وعزلها عن بعضها البعض وأحكم عملية الطوق. (خمايسي، 2009).
 
:: البيان تنشر ملف خاص بعنوان (( قضية فلسطين.. والصراع على القدس))
 
المراجع:
·  أبو صالح. م (2005): الاستيطان اليهودي في القدس: تحرير (خليل عودة وأحمد موسى) مؤتمر يوم القدس السابع (الاستيطان الإسرائيلي في مدينة القدس)، 12/12/2005. جامعة النجاح الوطنية، نابلس- فلسطين، ص401 – 445.
·  أبو طويلة، ج. (2005): التحليل المكاني للمستوطنات اليهودية في القدس والصراع على العاصمة: تحرير. (خليل عودة، وأحمد موسى) مؤتمر يوم القدس السابع (الاستيطان الإسرائيلي في مدينة القدس)، 12/12/2005. جامعة النجاح الوطنية، نابلس- فلسطين، ص86 – ص174.
·  الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، (2003 - 2009 ): المستوطنات الإسرائيلية داخل بلدية القدس وخارجها، القدس.
·  باسيا، (2009): النشاط الاستعماري والسياسات والممارسات الإسرائيلية، الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية. القدس.
·     حمدي (يوليو، 2002): " الجدار الفاصل" السياسة الدولية، العدد 153،  ص191.
·     خمايسي، ونصر الله (2006): القدس مدينة السلام المفقود، الطبعة الأولى. مركز التعاون والسلام الدولي.
·  خمايسي، وآخرون. (2009): أثر الجدار على الحيّز الحضري الفلسطيني في القدس الشرقية مركز التعاون والسلام الدولي، القدس.
·  عايد (1986): الاستعمار الاستيطاني للمناطق العربية المحتلة خلال عهد الليكود، الطبعة الأولى. شركة الخدمات النشرية المستقلة.
·  عناب (2005): حجم الاستيطان الإسرائيلي في القدس: تحرير (خليل عودة، وأحمد موسى) مؤتمر يوم القدس السابع (الاستيطان الإسرائيلي في مدينة القدس)، 12/12/2005. جامعة النجاح الوطنية، نابلس- فلسطين، ص313 – ص368.
·  فلسطين، منظمة التحرير الفلسطينية، دائرة شؤون القدس. (2010)، القدس ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته 1967 - 2009. منظمة التحرير الفلسطينية، القدس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69938
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس    قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Emptyالجمعة 11 أغسطس 2017, 7:03 pm

القدس في العقلية الإسرائيلية وتطلعاتها المستقبلية
. يحيى سعيد قاعود


أولاً: القدس في الفكر الصهيوني
تحظى مدينة القدس بدور بالغ الأهمية على المستوى الفكري والسياسي لدى قادة الحركة الصهيونية[1] منذ نشأتها، وكان الاستيطان من أهم المنطلقات الفكرية لدى الحركة الصهيونية التي دفعت اليهود إلى فلسطين من خلال هجرات منظمة ودعم غربي كامل لهذه الهجرات، فكان وعد بلفور 1917 والانتداب البريطاني (1918-1948) لأرض فلسطين من أهم التسهيلات التي قُدمت إلى الحركة الصهيونية لاحتلال فلسطين. وكانت تطلعات قيادة الحركة الصهيونية إلى مدينة القدس والمقدسات بشكل خاص؛ وذلك لمكانتها الدينية والتاريخية لدى العالم الإسلامي والشعب الفلسطيني.
في عالم السياسة من يسيطر على العاصمة يسيطر على الدولة بشكل كامل، ففي الحرب العالمية الثانية (1939-1945) دخل هتلر عدة مدن روسية، إلا أن حسم أي معركة يكون في عاصمة الدولة، فسحقت النازية في ستالينغراد بالقرب من موسكو، ولم يسجل لها أي انتصار؛ لذلك كانت العقلية الصهيونية تسعى لاحتلال فلسطين وخاصة مدينة القدس، وكانت كتابات مؤسسي الصهيونية تتحدث بشكل واضح عن القدس.. صرح هرتسل[2] قبل قيام «دولة إسرائيل» بخمسين عاماً: «إذا حصلنا على مدينة القدس وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي عمل، فسأزيل كل شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها، وسأحرق جميع الآثار التي مرت عليها قرون» (صالح، 2011، ص 10). ولم يتوقف هرتسل عند التنظير الفكري، بل عمل على تنفيذ هذه الأفكار واقترح على السلطان العثماني إنشاء جامعة يهودية في القدس عام 1902: «إننا معشر اليهود نلعب دوراً مهماً في الحياة الجامعية في جميع أنحاء العالم، والأساتذة اليهود يملؤون جامعات البلدان.. لهذا فإننا نستطيع أن نقيم جامعة يهودية في إمبراطوريتكم، ولتكن في القدس» (وثائق فلسطين، 637-1949). كما صراح بن غوريون[3]: «لا معنى لفلسطين دون القدس، ولا معنى للقدس دون الهيكل» (عمران، 2009، ص 50).
ورغم الادّعاءات الصهيونية الدينية بأن القدس لهم على مر الدهر، لا نرى لليهود في القدس مقدسات كثيرة، وحتى عددهم لم يتجاوز 115 نفراً حسب إحصاء مجلس الشرع الشريف في القدس سنة 1752، وقد كانوا يعيشون عيشة الفقر، وقد ظل اليهود قلة في القدس (العارف، 1999، ص 546)؛ ولهذا دأبت العقلية الصهيونية قبل القدوم إلى فلسطين على تشجيع الهجرة والعمل على زرع الاستيطان والمستوطنين في القدس، إضافة إلى إنشاء كنائس يهودية وأماكن دينية أخرى في المدينة، خاصة (حائط المبكى) تحت المسجد الأقصى، والذي سنتحدث عنه لاحقاً.
وإضافة إلى التنظير الفكري لدى النخبة السياسية والمثقفة عند اليهود حول مدينة القدس، استخدمت الدينَ اليهودي أيضاً من أجل السيطرة على المدينة والأماكن المقدسة، فقد وظفت الدين لصالح أهدافها ومشاريعها التوسعية والتسلطية، فاستغلت التعاليم التوراتية التي تشير إلى صهيون، والأرض المقدسة، وهيكل الرب... وغيرها (أبو جاموس، 2013)؛ من أجل السيطرة على المدينة، وكذلك من أجل إقناع اليهود أنفسهم بالقدوم إلى الأرض المقدسة، حسب زعمهم.
ثانياً: الاستيطان في القدس
إن التنظير الفكري لدى قادة الصهيونية لم يتوقف، بل على العكس، فقد زاد من وتيرته التي تشدد على ملكية القدس والأماكن المقدسة فيها، وبعد احتلال أرض فلسطين عام 1948 بدأت هذه الأفكار ترى النور.
تطورت الأفكار وبدأت تنفّذ على أرض الواقع، من خلال المشاريع والمخططات الاستيطانية، فإن إسرائيل لم تقم إلا من خلال الاستعمار الاستيطاني[4] في فلسطين، فكان الاستيطان هو الوسيلة والهدف لقيام «دولة إسرائيل»، خاصة في مدينة القدس التي ينادون بها لتكون العاصمة الأبدية لدولتهم. ولم ينكر عضو الكنيست السابق «يشعياهو بن فورت» حقيقة الصهيونية، فقد نشر في صحيفة «يديعوت أحرونوت» عام 1972 ارتباط مفهوم الاستيطان بالفكر الصهيوني: «إن الحقيقة هي لا صهيونية بدون استيطان، ولا دولة يهودية بدون إخلاء العرب ومصادرة الأراضي وتسييجها» (الدنيا، 2005). ففي 14 مايو 1948 أعلن «دافيد بن غورون» قيام دولة إسرائيل، وقدمت الجيوش العربية لتحرير فلسطين، وأسفرت نتائج الحرب (النكبة) عن وقوع القدس العربية تحت الاحتلال، وبدأت عمليات الاستيطان والمصادرة في القدس وارتكاب المذابح بحق ساكني مدينة القدس وضواحيها، وعلى سبيل المثال لا الحصر (مذبحة دير ياسين، ومذبحة قبية). وفي حرب 1967 خضعت فلسطين بالكامل للاحتلال، إضافة إلى الجولان السوري وسيناء المصرية، وقامت إسرائيل بضم القدس (أو القدس الشرقية) دون أن تلجأ إلى استعمال كلمة «ضم» في قرارها وفي القوانين والمراسيم التي أصدرتها منذ احتلال القدس وفي السنوات التي تلت ذلك، ليصبح ضم القدس من وجهة النظر الإسرائيلية أمراً واقعاً (الأسطل، 2007، ص 219). كما أن أخطر الإجراءات الإسرائيلية على مدينة القدس، هو إصدار قانون من الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) بأن القدس هي عاصمة دولة إسرائيل، وهي المقر الرئيسي للكنيست والحكومة والمحكمة العليا، وقد أكد الكنيست القرار نفسه في العام 1990، مؤكداً أن القدس لن تكون موضوعاً للتفاوض (خطيب، 2001، ص 25).
ونتيجة للسياسات الإسرائيلية من سنّ قوانين ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات في مدينة القدس؛ رسمت إسرائيل معالم جديدة للمدينة لصناعة وضع جيوسياسي جديد لها يصعب على السياسي أو الجغرافي إعادة تقسيمها مرة أخرى؛ فقامت ببناء الحي اليهودي في القدس الشرقية، وكذلك سلسلة من المستوطنات لتحيط بمدينة القدس من جميع الاتجاهات (الجدبة، 2011، ص 101). وتعمل إسرائيل وفق سياسة ازدواجية المعايير، فمن جانب تعمل على طمس المعالم العربية وطرد السكان الأصليين، ومن جانب آخر تزرع مستوطنات ومستوطنين يهود. ومن أخطر المشاريع التي قامت بها إسرائيل هو إحراق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969 والحفريات التي تقوم بها منذ العام 1973 حتى اليوم بحثاً عن الهيكل المزعوم.
إن هذه المشاريع والمخططات الإسرائيلية تجاه مدينة القدس نُفّذت في عهد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الحكم في إسرائيل، فلم تقتصر هذه الأفكار الشوفينية على طائفة أو حزب سياسي في الدولة الناشئة، بل المجتمع الإسرائيلي بكامله. وتؤكد كتابات «يهود بن مائير» موقف إسرائيل تجاه القدس: «إن أي محاولة تقوم بها أي حكومة إسرائيلية في اقتراح لتقسيم القدس أو أن تكون المدينة عاصمة لأي كيان آخر؛ سيتم رفضها بعمق من قبل الرأي العام الإسرائيلي ومن قبل اليهود في جميع أنحاء العالم، وأي حكومة تقترح تقسيم القدس أو التخلي عن السيادة الإسرائيلية على أي جزء منها ستفقد شرعيتها» (فاضل، 2009، ص 135). وأغلب استطلاعات الرأي العبرية توضح مدى رغبة سكان إسرائيل في امتلاك القدس ورفضهم القاطع للانسحاب من أي مستوطنة في الضفة الغربية. ومن أخطر الرؤى الفكرية الإسرائيلية الحالية: مشروع القدس الكبرى (إقليم القدس)، وتم كشف المخطط في أيلول 2008 حينما قدم عضو الكنيست (يسرائيل كاتس) اقتراح قانون بضم المستعمرات الواقعة خارج حدود بلدية القدس (معالية أدوميم، وجعفات زئيف، ومنطقة غوش عتصيون) (صالح، 2011، ص 61). وهذا يؤكد أن إسرائيل تعمل وفق أفكار وخطط مدروسة لبناء المستوطنات، فهي لم تبنَ بشكل اعتباطي. وإن هذه الفكرة لم تكن وليدة اللحظة، بل التنفيذ يطالب به اليوم. إن هذا المخطط أعدّه الخبير البريطاني كندل تحت اسم (RJ5)، وهو موجود في قاعدة بيانات دائرة الجغرافيا في الجامعة العبرية منذ العام 1977 (أريج، 2009، ص 4). تهويد القدس هو جوهر المشروع الصهيوني ومآله الأخير. اليوم يستكمل هذا المشروع حلقاته الأهم من خلال تكثيف الاستيطان في مدينة القدس ومحيطها، محدثاً تغيّرات على أرض الواقع تؤدي إلى إلغاء هوية القدس العربية والإسلامية، وجعلها عاصمةً يهودية تقطنها غالبية ساحقة من اليهود مع أقلية فلسطينية معزولة يمكن السيطرة عليها (عمران، 2009، ص 50).
ومن خلال ما سبق نستطيع أن نقول إن قادة الحركة الصهيونية ومن ثم إسرائيل عمدوا إلى التنظير الفكري ومن ثم ممارسة هذه الأفكار على أرض الواقع مع التقدم في الحقب الزمنية، فمنذ بداية الهجرات اليهودية إلى اليوم والعدوان الإسرائيلي على مدينة القدس يزداد تطرفاً. أي أن الأجيال اللاحقة لقادة الحركة الصهيونية نفذت أفكار مؤسسيها وبشكل تصاعدي من حيث الممارسة العملية على السكان وممتلكاتهم في فلسطين، خاصة مدينة القدس.
ثالثاً: إسرائيل وتطلعاتها المستقبلية لمدينة القدس
تحدثنا في المحورين السابقين عن التنظير الفكري والممارسة العملية للأفكار والمشاريع الاستعمارية في مدينة القدس منذ نشأة الحركة الصهيونية حتى اليوم، ويبقى السؤال المطروح: ما نظرة إسرائيل لمدينة القدس المستقبلية؟ وهل في الأفق حل سياسي لمدينة القدس عبر مشروع السلام والتسوية السلمية؟ أم أن الخيارات الإسرائيلية المطروحة لمدينة القدس لا تأتي بالحد الأدنى من المطالب الفلسطينية وفق عملية السلام؟
تتعامل إسرائيل مع الوفد الفلسطيني المفاوض بأن الحل السلمي يتطلب مباحثات ثنائية منذ اتفاق أوسلو 1993 حتى اليوم، وكان التحول السياسي لدى السلطة الفلسطينية من المفاوضات الثنائية إلى المفاوضات الدولية واللجوء إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية عام 2012؛ قد قوبل بسخط أمريكي وغربي ورفض القرار أو التصويت، متذرّعة بأن الحل الدولي لا يأتي بنتائج إيجابية ولا يدعم عملية السلام، والولايات المتحدة تدعم الرؤية الإسرائيلية بالمفاوضات الثنائية التي تطرح فيها إسرائيل قضايا الحدود والأمن، وتترك قضية القدس واللاجئين والمياه وغيرها للحل النهائي. ورغم موقف السلطة بتجميد المفاوضات لمدة ثلاث سنوات، إلا أنها استأنفت المفاوضات الثنائية مع الجانب الإسرائيلي في منتصف العام 2013 بوساطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. فيما يرى كمال الأسطل أن «إسرائيل نجحت في طرح قضية القدس وكأنها تختص بالقدس الشرقية فقط، وغالبية الباحثين يؤكدون عدم وجود حل نهائي لمسألة القدس، والطريق الوحيد لتحقيق الاتفاق مع الفلسطينيين هو العمل على إدارة الصراع» (الأسطل، 2007، ص 226).
أصدرت بلدية القدس الإسرائيلية (الخطة المحلية لعام 2000 حتى عام 2020)، والتي شارك في إعدادها 91 مهندساً وخبيراً وقانونياً وفنياً من المختصين في فروع التخطيط المختلفة وممثلون عن الوزارات الإسرائيلية، ما صبغ عليها الصفة الرسمية. وقد جاءت أهم النتائج في هذه الخطة كما يلي (حوليات القدس، 2010، ص 59):
1-  توحيد مدينة القدس بشطريها الشرقي والغربي تحت السيادة والهيمنة الإسرائيلية.
2-  زيادة الوجود السكاني الإسرائيلي في القدس حتى يصل إلى 70% يهوداً و30% عرباً.
3-  خلق إطار شامل للاستمرار في عمليات التغيير والتطوير في المدينة كعاصمة لإسرائيل ومركز للحكم فيها.
4- تغيير المعالم الثقافية والحضارية والتاريخية للمدينة المقدسة كموقع أثري وموروث حضاري ثقافي يهودي.
وبموازاة الخطة الهيكلية نلحظ أن الممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس زادت من وتيرتها، من خلال المضايقات وتطبيق القوانين الجبرية على السكان المقدسيين، والتي كان آخرها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وباحاته (في النصف الثاني للعام 2013 تحت ذريعة ذكراهم للهيكل المزعوم). وكذلك العدوان المستمر في الضفة الغربية، والحصار المفروض على قطاع غزة؛ يفرض واقعاً للتعايش مع مشكلات الحياة اليومية كالبترول والكهرباء والبضائع والحواجز والاقتحامات والاعتقالات. وتسعى إسرائيل بهذه الإجراءات التعسفية إلى التغطية على ممارساتها اليومية التي تقدم عليها في مدينة القدس.
أما مفاوضات السلام فهي مفرَّغة من مضمونها لعدم الإذعان الإسرائيلي للمطالب الفلسطينية والتنصل من كل الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني؛ فهي تماطل الجانب الفلسطيني بحجج أمنية وغيرها، لتبقى عجلة المفاوضات دائرة من جهة، والعدوان مستمر من جهة أخرى، وذلك بهدف خلق واقع سياسي وجغرافي جديد، أما التوسع الاستيطاني فمركز في مدينة القدس وضواحيها. وفي ظل هذه الإجراءات الإسرائيلية المدعومة من القوى الدولية، يصعب على الشعب الفلسطيني تحرير مدينة القدس في هذه الأوضاع الراهنة.
والردود الفلسطينية على هذه المخططات الإسرائيلية تأتي كردة فعل على الممارسات الإسرائيلية، وغالباً ما تحمل الاستنكار والتنديد من كافة النخب والقوى الوطنية، وهذا لا يكفي بالمطلق أمام الآلة الإسرائيلية التي تسعى جاهدة لتدمير كافة المقدسات الإسلامية وزرع مقدسات يهودية تثبت حقهم في فلسطين، إضافة إلى تراجع القضية الفلسطينية عربياً بسبب الأزمات والثورات العربية الحالية.
وفي خاتمة الدراسة نقول إن الوضع الحالي ينذر بخطر شديد على مدينة القدس، وهذا يتطلب مضاعفة الجهود العربية من أجل اتخاذ موقف ضد ما تقدم عليه إسرائيل، والعمل على وقوف الهيئات الدولية عند مسؤولياتها تجاه قضية فلسطين.
النتائج:
1 - مدينة القدس جوهر الصراع الإسرائيلي - العربي؛ لما تحمله من قيمة دينية لكافة الرسالات السماوية، ومكانة دينية وسياسية للدولة الفلسطينية.
2 - القدس في الفكر الصهيوني تحظى باهتمام كبير على كافة الأصعدة والمستويات، وتعتبر من أهم المنطلقات الفكرية للحركة الصهيونية.
3 - باستمرار الوضع الحالي على الصعيد الداخلي والدولي، لن تترك إسرائيل القدس، بل ستعمل على إقامة المشروع التنظيري لإقامة (إقليم القدس الكبرى) في المستقبل القريب.
التوصيات:
1 - لا بد من توحيد الصف الفلسطيني الداخلي، وإعادة القضية الفلسطينية لأهميتها الأولى عربياً؛ من أجل مجابهة المشاريع الاستعمارية في القدس.
2 - تقديم الدعم الكامل لسكان مدينة القدس، واتخاذ موقف فلسطيني وعربي من قضايا الاقتحامات والحفريات والتوسعات الاستيطانية في القدس.
3 - قراءة الأفكار والمخططات الإسرائيلية والتعامل معها كأمر واقع لا بد من التصرف معه قبل البدء بتنفيذها على أرض الواقع.
المراجع:
1 - أبو جاموس، رضوان. (2013): الاستيطان الصهيوني «الفكر والممارسة»، وكالة قدس نت للأنباء.
2 - أريج. (2009): أسرلة القدس، معهد الأبحاث التطبيقية.
3 - الأسطل، كمال. (2007): مستقبل مدينة القدس في ظل السياسات والإجراءات الإسرائيلية الهادفة لتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في المدينة بعد عام 1967.
4 - الجدبة، فوزي. (2011): الاستيطان الإسرائيلي في شرقي القدس 1967 - 2009.. دراسة في الجغرافيا السياسية، مجلة جامعة الأقصى (سلسلة العلوم الإنسانية)، المجلد 15، العدد 2، الصفحات: 98 - 125.
5 - حوليات القدس. (2010): الخطة الهيكلية الإسرائيلية لمدينة القدس لعام 2000 حتى عام 2020. وثائق، العدد التاسع، الصفحات: 59 - 60.
6 - خطيب، شذا. (2001): القدس العربية 30 عاماً من التهديد والتحدي. دار مجدلاوي للنشر، عمان - الأردن.
7 - الدنيا، محمد. (2005): دراسة «استشراء آفة الاستيطان يهدد المستقبل الفلسطيني»، صحيفة الثورة،   الأربعاء 10/8/2005.
8 - صالح، محسن. (2011): معاناة القدس والمقدسات تحت الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة أولست إنساناً، العدد 7، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروت - لبنان.
9 - صحيفة الوسط. (2008): إعلان تأسيس الحركة الصهيونية. صحيفة الوسط البحرينية، العدد 2074، الأحد 11 مايو.
10 - العارف، عارف. (1999): المفصل في تاريخ القدس، ج 1، ط 5، مطبعة المعارف - القدس.
11 - عمران، كامل. (2009): تهويد مدينة القدس جوهر المشروع الصهيوني.. دراسة سوسيولوجية، مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية والتربوية، الصفحات: 45 - 90.
12 - فاضل، فوزي. (2009): الاستيطان الصهيوني.. القدس أنموذجاً، مجلة الدراسات الدولية - جامعة بغداد، العدد 42، الصفحات: 125 - 153.
13 - الكيالي، عبد الوهاب. وآخرون: موسوعة السياسة، م 1، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت.
14 - وثائق فلسطين. (637 - 1949): مجموعة وثائق وأوراق خاصة بالقضية الفلسطينية، الجزء الأول، نقلاً عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية.



[1] الحركة الصهيونية: حركة سياسية تدعو إلى تكوين أمّة يهودية وتنادي بحق هذه الأمة في تكوين كيان لها على أرض «إسرائيل» التاريخية كما ذكرت في التوراة. تأسست هذه الحركة في العام 1897(صحيفة الوسط، 2008). وأهم إنجازات الحركة الصهيونية إصدار قرار وعد بلفور 1917، وتنظيم الهجرات إلى فلسطين (الاستيطان) تمهيداً لقيام «دولة إسرائيل» المزعومة على أرض فلسطين.
[2] ثيودور هرتسل (1860-1904): مؤسس الحركة الصهيونية المعاصرة.
[3] دافيد بن غوريون (1886-1973): أول رئيس وزراء لدولة إسرائيل.
[4] الاستعمار الاستيطاني: ظاهرة استعمارية ترجع في جذورها إلى القرن الماضي، وتتلخص في وجود غرباء أوروبيين أساساً مزروعين وسط محيط سكان البلد الأصليين يشعرون بالنقاء والتفوق العرقيين، ويمارسون إزاء السكان الأصليين شتى ضروب التمييز العنصري، وينكرون وجودهم القومي (الكيالي وآخرون، بدون، ص 173، م 1).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69938
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس    قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Emptyالجمعة 11 أغسطس 2017, 7:05 pm

الإجراءات الصهيونية لهدم المسجد الأقصى
د. خالد شعبان

لاحظ الباحثون والدارسون للحركة الصهيونية نجاحها في إيجاد المسألة اليهودية، ويسجلون كذلك للحركة الصهيونية إيجاد الحلول لها من خلال مجموعة من الأساطير والادّعاءات التاريخية والتوراتية والتلمودية القائمة على مجموعة كبيرة من الأكاذيب التي لا تستند إلى أي وقائع تاريخية أو دينية، واستطاعت الحركة الصهيونية من خلال ذلك انتزاع فلسطين من قلب الأمة الإسلامية والعربية، وإقامة كيانها، وهي ذاتها الأساليب التي تتّبعها حالياً إسرائيل والحركات اليمينية المتطرفة، وتحظى هذه الحركات بدعم من الحكومات الإسرائيلية والشخصيات الاعتبارية في المجتمع الإسرائيلي والشخصيات اليهودية خارج إسرائيل، والتي تدعو صراحة إلى هدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة وإقامة الهيكل الثالث المزعوم مكانهما، حيث أصبح ذلك محل إجماع بين مكونات المجتمع اليهودي.
دعوات تحريضية ضد المسجد الأقصى
صدر كثير من الدعوات التحريضية ضد مدينة القدس والمسجد الأقصى من عديد من الشخصيات الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية، والتي منها على سبيل المثال:
دعا باروخ مارزيل، وهو أحد أقطاب اليمين المتطرف، إلى تفجير المسجد الأقصى وإعادة بناء الهيكل المزعوم؛ إذا ما استمر المسلمون بالسيطرة عليه ورفضهم الموافقة على دخول اليهود إليه.
أكد غرشون سلمون، رئيس حركة أمناء جبل الهيكل، دعواته المستمرة لرؤساء حكومات إسرائيل بفرض سيطرتها على المسجد الأقصى والصعود على جبل الهيكل على رأس مجموعة مختارة من الجيش وضرب الأعداء وتحرير جبل الهيكل.
أصدر حاخام مدينة صفد في 23/5/2012م فتوى تدعو لبناء الهيكل، وأكد أنه لا مجد لإسرائيل من دون الهيكل، حتى لو اضطرت لمحو المساجد في جبل الهيكل.
أصدر الحاخام عوفاديا يوسيف، زعيم حركة شاس الدينية، مرسوماً يأمر بمقتضاه المدارس الدينية التابعة للحركة بتعليم الأحكام المتعلقة بالهيكل.
إلى غير ذلك من الدعوات التحريضية ضد المسجد الأقصى والداعية لبناء الهيكل.
نظريات بناء الهيكل
يقوم فكر الحركات اليمينية المتطرفة في بناء الهيكل المزعوم، على مجموعة من النظريات، وذلك من خلال مجموعة من الدراسات التي قامت بها. وتقوم أهم النظريات في بناء الهيكل على ما يلي:
1 – الأعمدة العشرة، وتدعو هذه النظرية إلى بناء عشرة أعمدة بعدد الوصايا العشر بحيث تكون على ارتفاع ساحة المسجد الأقصى حالياً ومن ثم يقام عليها الهيكل الثالث.
2 - الشكل العمودي، وتدعو هذه النظرية إلى بناء الهيكل المزعوم قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى بشكل عمودي، بحيث يصبح الهيكل أعلى من المسجد ويربط تلقائياً مع ساحته من الداخل.
3 – الترانسفير العمراني، وتقوم هذه النظرية على حفر مقطع التفافي حول مسجد قبة الصخرة بعمق كبير جداً، ونقل المسجد الأقصى كما هو إلى خارج القدس، وإقامة الهيكل.
4 - الهيكل الكامل، وتقوم هذه النظرية على هدم المسجد الأقصى برمته وإنشاء الهيكل المزعوم.
السيناريوهات الإسرائيلية لهدم المسجد الأقصى
يدور فكر الحركات الصهيونية المتطرفة لهدم المسجد الأقصى حول آليات عدة، لكن أهمها هو ما تبنّته حركة حي وموجود (حي فيكيام) وما تبعها من حركات، وذلك منذ مطلع الثمانينيات في القرن الميلادي الماضي، وتتلخص هذه السيناريوهات فيما يلي:
1 - زلزال صناعي: إحداث زلزال صناعي لهدم المسجد الأقصى والادّعاء بأن زلزالاً طبيعياً ضرب المنطقة وأن المسجد انهار نتيجة ذلك، خاصة أن أساسات المسجد أصبحت ضعيفة نتيجة لاستمرار حفر الأنفاق أسفله.
2 - دعت بعض الحركات اليمينية المتطرفة لقصف المسجد الأقصى بالطائرات والادّعاء بأن الشخص الذي قام بذلك الفعل معتوه.
3 - القصف الصاروخي للمسجد والادّعاء بأن ذلك حدث نتيجة لخلل في الحسابات العسكرية.
الخطوات اليهودية لهدم المسجد الأقصى
هناك حالة من التسارع وعديد من الدعوات اليهودية، سواء منها الموجودة داخل إسرائيل أو خارجها، إلى هدم المسجد الأقصى، حيث تعددت أساليب الهدم وتباينت أدواته، والتي يمكن القول إنها بدأت منذ احتلال المدينة المقدسة بعد حرب الأيام الستة 1967م، والصيحات الإسرائيلية التي انطلقت حينها «الحرم بأيدينا» (هر هبيت بيدينو)، والتي ما زال الإعلام الإسرائيلي يعرضها نادماً على عدم قيام الجيش حينها بكل ما هو مطلوب من أجل إقامة الهيكل، ومنذ تلك الفترة ما زالت إسرائيل تسعى جاهدة نحو تحقيق الهدف، وهو هدم المسجد الأقصى. وما يمكن ملاحظته في الفترة الحالية:
1 - استمرار حفر الأنفاق أسفل المسجد الأقصى، ولا تعلم حقيقة هذه الأنفاق ولا تعرف أطوالها أو اتجاهاتها إلا بعد إعلان إسرائيل عن ذلك أو انهيار بيت أو شارع أو بعض المدارس التي تحيط بالمسجد، فحينئذ يعلم المقدسيون أن هناك نفقاً أسفل هذا الانهيار.
2 - إصدار عديد من الخطط والدراسات التي تتضمن أفكاراً حول تحويل مدينة القدس إلى مدينة يهودية بصبغة دينية ومركزية على مستوى عالمي. وتقوم هذه المدينة على بناء الهيكل الأسطوري وتحويله إلى مزار عالمي. ومن ثم فإن هذا المخطط يقوم بداية على الاستيلاء على القدس والمسجد الأقصى، ثم هدم الأخير بكامله وهدم مسجد قبة الصخرة والجامع القبلي المسقوف، وتوسيع مسطح ومساحة المسجد الأصلية وهدم عدد من أسواره، خصوصاً من الجهة الشمالية والغربية، وكذلك هدم الأسوار التاريخية العثمانية للبلدة القديمة، ثم بناء معبد ضخم في موقع قبة الصخرة. وأهم الداعين إلى ذلك حالياً هو يهودا عتسيون، إضافة إلى عدد من المهندسين والحاخامات والمرجعيات الدينية.
3 - تنظيم المسيرات الضخمة في ذكرى الأعياد اليهودية واحتلال القدس، خاصة تلك التي تجري في ذكرى خراب الهيكل، حيث تقوم الحكومة الإسرائيلية وكذلك بلدية القدس بإنجاح هذه المسيرات من خلال التغطية الإعلامية والدعاية المستمرة داخل إسرائيل وخارجها، وتنشئة الأطفال اليهود على حب الهيكل من خلال إنتاج لعب تركيبية خاصة به.
4 - تنظيم المحاضرات والأيام الدراسية والتدريبات التطبيقية والعملية على شعائر الهيكل في أماكن عدة في إسرائيل وفي المستوطنات الإسرائيلية.
5 - أعلن معهد المعبد أنه تم تجهيز الملابس الخاصة بالحبر الأعظم الذي سيخدم الهيكل الثالث. ويقوم هذا المعهد بعرض بعض هذه الملابس في صالة عرض خاصة موجودة في إحدى حارات البلدة القديمة في القدس قريباً من المسجد الأقصى، حيث يزور المعرض جمهور كبير من الإسرائيليين والسياح والأجانب، وتقوم صالات العرض الخاصة بعرض أدوات وملابس الهيكل الثالث، والذي زاره أكثر من مئة ألف زائر. ويشير المعهد إلى أنه تم تجهيز 70 أداة من الأدوات الـ 93 الخاصة بالهيكل الثالث المزعوم.
6 - سمحت إحدى المحاكم الإسرائيلية بإقامة جسر كبير يربط بين ساحة البراق وباب المغاربة يتيح لقوات الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى، وكذلك يمهد الطريق أمام الأعداد الكبيرة من المستوطنين لاقتحامه، وكذلك تدمير الآثار الإسلامية التي تعود للعهود الأموية والأيوبية والمملوكية، وسرقة أحجارها؛ لطمس معالمها وتهويدها وهدم الجسر الأثري وجسر باب المغاربة، وبناء جسر يهدف إلى السماح بتدفق أعداد كبيرة من الإسرائيليين إلى ساحة المسجد.
7 - محاولة تقسيم المسجد الأقصى واعتماد صلوات يهودية واقتطاع مساحات منه وفتح جميع بواباته أمام اليهود.
8 - الدعوة إلى سنّ مجموعة من التشريعات داخل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) تنظم صلاة اليهود زمانياً ومكانياً في المسجد الأقصى.
9 - دعت لجنة الداخلية في الكنيست الحاخامية الرئيسية في إسرائيل، إلى إصدار فتوى تسمح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى، حيث إن الحاخامية تمنع اليوم الدخول والصلاة في (جبل الهيكل). وأكدت رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست ميري ريجيب (ليكود)، أنها تسعى إلى عقد جلسات متتالية بدأتها وستواصلها للوصول إلى وضع لوائح مقنّنة تنظم وتحدد خلالها الصلوات اليهودية في جبل الهيكل بغض النظر عن رأي الحاخامية الرئيسية.
يلاحظ من العرض السابق أن هناك خطوات متسارعة رسمية من خلال تشريع القوانين وإقامة السور العازل ومصادرة الهويات وهدم بيوت المقدسيين ومصادرة أملاكهم وفرض شتى أنواع الضرائب عليهم وعدم السماح لهم بإدخال أي تعديلات على بيوتهم أو ممتلكاتهم من دون إذن خطي لا يمكن إصداره، ومن يفعل ذلك من المقدسيين ما عليه إلا هدمه، مع استمرار مصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات لليهود على أراضي المقدسيين، مع استمرار زيارة الشخصيات الرسمية اليهودية للمسجد الأقصى وغير الرسمية التي تتمثل في كم هائل من الاعتداءات من المستوطنين على الفلسطينيين والاستيلاء على بيوتهم من خلال تزوير عقود بيوع وهمية. إن ما يحدث في القدس حرب تطهيرية عرقية دينية ضد الفلسطينيين وهويتهم ومقدساتهم، ويحظى كل ذلك بالدعم الكامل مادياً من الحكومة الإسرائيلية وبكم كبير جداً من التبرعات اليهودية من جميع أنحاء العالم، وذلك في ظل استمرار صمت عربي وإسلامي مطبق، ويبدو أن الكل بانتظار هدم الأقصى ليقوموا بدورهم في الاستنكار والشجب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69938
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس    قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Emptyالجمعة 11 أغسطس 2017, 7:06 pm

خطة تهويد القدس الكبرى للعام 2020
د. كمال إبراهيم علاونة


مدينة القدس الشريف (بيت المقدس) في الديار الفلسطينية المباركة، تعد من المدن العربية الإسلامية الفلسطينية من تاريخ الجذور والنشأة الجغرافية والعمرانية والسكانية والثقافية بامتياز، حيث تعرضت لعديد من الاحتلالات الأجنبية الغربية والشرقية على السواء، كونها قلب فلسطين المسلمة النابض والحاضرة الاستراتيجية السياسية والحضارية والدينية والثقافية والإعلامية عبر سني التاريخ البشري.
والمدينة المقدسة عامة والمسجد الأقصى المبارك خاصة في بلدتها العتيقة، تتمتع برعاية وأهمية إلهية وبشرية ظاهرة للعيان في العقيدة الإسلامية بالقرآن المجيد والسنة النبوية الشريفة. وتحتدم الصراعات الدينية والإثنية والثقافية والسياسية والعسكرية، على ثرى القدس بين أصحاب الأرض الأصليين، وهم العرب من المسلمين والنصارى، مع الدخلاء الطارئين، الذين يمثلون قوى الاحتلال الباغية عبر التاريخ البشري. وآخر هذه الفئات الضالة الباغية هي الاحتلال الصهيوني الذي احتل الجزء الغربي منها في نكبة فلسطين الكبرى في ربيع عام 1948، وما تلاه من احتلال بقية أجزاء القدس، وهو الجناح الشرقي، في حزيران عام 1967م.
وقد بادرت الإدارة الصهيونية في تل أبيب إلى توحيد شطري القدس الشرقي والغربي في 30 حزيران عام 1967، والادّعاء بأن المدينة المقدسة هي العاصمة الموحدة للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة (إسرائيل)، رغم الرفض الفلسطيني والعربي والإقليمي والقاري والإسلامي والعالمي.
وفي عام 1993 بدأت عملية تهويد واسعة للمدينة المقدسة بخطة القدس الكبرى (المتروبوليتان) كخطة عشرية أولى، ثم تبعتها خطط عشرية أخرى تمتد لعام 2020م، وفقاً للمشروع الصهيوني الكبير في فلسطين العربية الإسلامية الكبرى فيما يطلق عليه يهود فلسطين المحتلة (إسرائيل الكبرى - إسرائيل التوراتية) المزعومة.
أهمية القدس السياسية والدينية لدى المسلمين
تتبوَّأ القدس الشريف، الفلسطينية العربية المسلمة، التي يروج الإعلام الصهيوني والإعلام الغربي المناصر للصهيونية العالمية، بأنها (أورشليم – زوراً وبهتاناً)؛ مكانة رمزية رسمية وشعبية مرموقة ومتميزة بين المدن العالمية؛ لأنها تحتضن المسجد الأقصى المبارك، بالأرض المقدسة أو المباركة بالقرآن المجيد، (وهو الكتاب الإسلامي العزيز الأول لدى الأمتين العربية والإسلامية في جميع أصقاع الكرة الأرضية).
كما تعتبر مدينة بيت المقدس إسلامياً، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى ومعراج النبي الأمي العربي المصطفى محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم، على ظهر دابة البراق الأبيض، من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى أرض المسجد الأقصى ببيت المقدس، والانطلاق نحو السماوات العلى، وإمامته بجميع الأنبياء والمرسلين في بقعة الأقصى المباركة. فمدينة بيت المقدس المسلمة بوابة الأرض إلى السماء، في ترابط جغرافي متين بين العاصمة الإسلامية المقدسة الأولى في العالم وهي أرض الإسراء والمعراج الجنوبية المتمثلة بالمسجد الحرام في مكة المكرمة بشبه الجزيرة العربية، والشمالية المتمثلة بالمسجد الأقصى في بيت المقدس بفلسطين المباركة في بلاد الشام.
وتنظر الأمتان العربية والإسلامية لمدينة القدس الشريف، كحاضرة وعاصمة منتظرة للخلافة الإسلامية، وفقاً للبشرى النبوية المطهرة التليدة. هذا عدا عن الإيمان الإسلامي الراسخ بأن هذه المدينة المقدسة ستكون في نهاية الحياة الدنيا الفانية، أرض المحشر والمنشر بيوم القيامة.
تعاقب الاحتلال الأجنبي للقدس عبر التاريخ البشري
على العموم، تعرضت فلسطين عموماً، والقدس كمدينة مقدسة خصوصاً، من النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية والسكانية والدينية والثقافية والفنية، تاريخياً وجغرافياً؛ لهيمنة وتسلط عديد من الاحتلالات الأجنبية القادمة من القارات القديمة الثلاث، وهي: آسيا وأوروبا وإفريقيا؛ فألحقت القدس العربية المسلمة بالدول والإمبراطوريات الإمبريالية عبر التاريخ الإنساني المتجدد: كالاحتلال الروماني واليوناني (الغربي)، والبابلي الفارسي (الشرقي)، والفرعوني المصري (الإفريقي)، والصليبي الأوروبي والبريطاني. وآخر هذه الاحتلالات الأجنبية الاحتلال الصهيوني الحالي بقيادة صهيونية يهودية أوروبية، الذي جاء كمشروع صهيوني استيطاني يهودي إحلالي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وأعلن عن قيام الكيان الصهيوني المصطنع المعاصر، منذ نهاية العقد الرابع من القرن العشرين الميلادي المنصرم، بجوانبه الاستعمارية السياسية والعسكرية والدينية والاقتصادية والثقافية، عبر استقدام خليط بشري يهودي من مختلف أرجاء الكرة الأرضية (102 دولة)، في فسيفساء قومية متباينة.
وقد حررت الجيوش العربية والإسلامية المدينة المقدسة عدة مرات من الغاصبين المحتلين الأجانب. وتنتظر القدس الآن التحرير العربي والإسلامي بمشاركة جهادية فلسطينية، للتخلص من الاحتلال الصهيوني الراهن.
التوزيع الديمغرافي الإثني في القدس المحتلة
سعى الاحتلال الأجنبي الصهيوني، طيلة الـ 65 عاماً الماضية (الممتدة ما بين 1948 - 2013)؛ إلى اتّباع أربع سياسات أجنبية مجتمعة في فلسطين عموماً والقدس الشريف خصوصاً، تتمثل في: التهويد والصهينة والأسرلة والعبرنة.
ورغم هذه السياسة الأجنبية الظالمة المربعة الأضلاع، استمر الوجود السكاني العربي الأصلي في المدينة المقدسة، مشكلاً أسطورة الصمود الوطني الفلسطيني التاريخي الحقيقي في عالم التغيير السلبي الظالم والإفساد اليهودي، إذ تحتضن القدس - بحسب الإحصاء الرسمي العبري لعام 2013 - قرابة 36 % من المسلمين والنصارى بواقع 261 ألف مسلم (34 %)، و15 ألف مسيحي (2%)، من أصل عدد سكان القدس المحتلة الإجمالي المقيمين فيها البالغ أكثر من 774 ألف شخص، منهم 488 ألف مستوطن يهودي يشكلون (63 %)، و1 % من الأجانب الآخرين.
الخطط الرسمية اليهودية للقدس المحتلة
لقد وضعت الحكومة العبرية في تل أبيب، رسمياً وأهلياً وبلدياً ومؤسسياً، العديد من الخطط العمرانية والسكانية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والثقافية والرياضية الإجرائية، للاستيلاء على القدس وتفريغ سكانها العرب الأصليين منها. وتراوحت هذه الخطط التي تبرمجها الأحزاب اليهودية الحاكمة في البلاد، ما بين الخطط القصيرة الأمد والمتوسطة والطويلة الأمد خلال ستة عقود ونصف.
مخطط تهويد القدس الكبرى 2010 - 2020م
هناك خطة عشرية يهودية متوسطة الأجل، تتعلق بالبنية التحتية والاقتصادية والاستيطانية والأمنية، والشؤون الدينية والصحية والتعليمية والسكانية والجغرافية والسياحية والخدمية العامة... وغيرها؛ مرسومة رسمياً بشأن القدس الشريف، بجناحيها الغربي والشرقي، أُعلنت رسمياً في عام 2009، وبدأ تنفيذها فعلياً منذ عام 2010 حتى عام 2020م. وتأتي هذه الخطة اليهودية لتخفيض النسبة السكانية العربية لما بين 10 % - 12 %، وتهجير المواطنين المسلمين والمسيحيين، وتوسيع مساحة القدس إلى أكثر من 10 % من مساحة الضفة الغربية المحتلة (الوسط الشرقي من فلسطين)، أو ما يعادل 600 كم2 تقريباً (مساحة الضفة الغربية في فلسطين 5878 كم2)، ما بين المستوطنة اليهودية بيت شيمش غرباً حتى أريحا والبحر الميت شرقاً، ومن كفار عتصيون جنوباً (شمالي محافظة الخليل) حتى رام الله وسط الضفة الغربية شمالاً؛ بأحزمة استيطانية يهودية متواصلة متسلسلة جغرافياً داخلية وخارجية، مستخدمة طريقتي الترهيب تارة والترغيب تارة أخرى، ضمن خطة صهيونية معاصرة تشرف على تنفيذها الإدارة البلدية اليهودية المتطرفة لمدينة القدس المحتلة.
طرق التثبيت اليهودي لخطة القدس الكبرى 2020 م بمساحة 600 كم2
اتّبعت سلطات الاحتلال الصهيوني عامة وبلدية القدس المحتلة خاصة، المدارة من قيادات يهودية حزبية متطرفة؛ عدة سبل لتنفيذ مخطط تهويد القدس الكبرى، ورصدت أموالاً طائلة بمئات ملايين الدولارات، بتمويل حكومي وتبرع كبير من بعض أثرياء اليهود، وتحويلها من خطة نظرية إلى إنجاز فعلي على أرض الواقع، من أبرزها:
1. مضاعفة البناء الاستيطاني اليهودي عدة أضعاف، خاصة منطقتي شمال وجنوب القدس المحتلة، وضم تجمعات استعمارية استيطانية يهودية كبيرة، منها: معاليه أدوميم وغبعات زئيف وجبل أبو غنيم (هارحوماه). ووفقاً للخطة العشرية المستقبلية الشاملة لمستوطنة معاليه أدوميم، فسيتم توسيعها لتبلغ مساحتها 53 كم2 بالحد الأدنى (وهي مساحة أكبر من مساحة مستوطنة تل أبيب)، وتمتد ما بين مدينتي القدس وأريحا كجزء من مخطط القدس الكبرى. إضافة إلى خطة ضم مستوطنة كيدار إلى معاليه أدوميم، لتسمين مستوطنة «معاليه أدوميم» بـ 12 ألف دونم جديد عبر ضم مستعمرة «كيدار» الواقعة 3 كم إلى شرقها، وهذا يعني ضم كافة الأراضي التي تفصل بين المستعمرتين اليهوديتين في منطقة وادي أبو هندي الفلسطينية. وكذلك العمل على بناء مستعمرات جديدة قرب مطار قلنديا لاستيعاب 11 ألف مستوطن يهودي، وتشييد مستعمرات يهودية أخرى. وفي المقابل محاصرة الأحياء العربية وعزلها عن بعضها البعض، وجعلها (غيتوهات عربية) محدودة.
2. تعبيد طرق التفافية وبناء جسور لربط التجمعات الاستيطانية اليهودية مع بعضها البعض، وفصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها، وشق الطرق والشوارع الالتفافية الإضافية التي تربط بين جناحي القدس الشرقية والغربية، والخطة الأولية يبلغ طولها 64 كم، هذا عدا عن الطرق السابقة التي بلغ طولها 91 كم.
3. السعي لإسكان مليون يهودي في القدس الكبرى (عدد اليهود في هذه المنطقة الآن 500 ألف تقريباً)، وتشجيع الأزواج اليهودية الشابة على الإقامة في المدينة المقدسة. وعلى النقيض من ذلك تهجير الأزواج الفلسطينية الشابة خاصة والفلسطينيين عامة وسحب الهويات الزرقاء منهم.
4. عزل وإخراج الأحياء العربية عن مركز القدس، بواسطة الجدار اليهودي الفاصل، فقد استطاع الجدار اليهودي الفاصل عزل قرابة 140 ألف مواطن مقدسي فلسطيني عن القدس الشريف ممن يحملون بطاقة الهوية الزرقاء (الإسرائيلية) في بلدات وقرى: الرام، كفر عقب، بير نبالا، الجيب، الزعيم، الضاحية، عناتا، مخيم شعفاط، حزما، العيزرية، أبو ديس والشيخ سعد، السواحرة، وسواها.
5. تخصيص أراض للمشاريع التنموية اليهودية، وبناء مدارس وجامعات ومستشفيات وعيادات صحية وفنادق ومراكز سياحية وخلافها، بينما أهملت وتجاهلت الخطة شؤون التطوير الاقتصادي العربي.
6. حفر أنفاق يهودية أسفل القرى والبلدات الفلسطينية لربط التجمعات الاستيطانية اليهودية، مثل حفر نفق أرضي أسفل قرية كفر عقب الفلسطينية لربط المستعمرة الجديدة، المقامة قرب مطار قلنديا، بتجمع المستعمرات الشرقية (كوخاف يعقوب)، ولتقصير المسافة بين مستوطنة بيت آيل شرقي مدينة البيرة والقدس المحتلة.
7. مواصلة حفر الأنفاق حول وأسفل المسجد الأقصى المبارك، وبناء المعابد (الكنس) اليهودية، لمحاصرة الأقصى، وتسهيل عمليات اقتحامه حسب الخطط والبرامج الرسمية والحزبية الصهيونية. وكذلك توسيع ساحة حائط البراق (حائط المبكى كما يسمى يهودياً زوراً وبهتاناً)، فهدمت جرافات الاحتلال مسجداً إسلامياً ومناطق أثرية أموية إسلامية لتحقيق هذا الهدف.
8. افتتاح عشرة معابر خارجية تربط ما بين الضفة الغربية المحتلة ومناطق السلطة الفلسطينية من جهة، والقدس الشريف من جهة أخرى، وهي معابر: بيتونيا وعطاروت وقلنديا والزعيم وجيلو والعيزرية والولجة وعناتا وحزما والمزموريا. وبالتالي تكريس فصل وعزل القدس وأهاليها عن مجتمعهم الفلسطيني.
9. إنشاء شبكة سكك حديدية وتشغيل قطارات خفيفة لتسهيل تنقّل المستوطنين اليهود في أنحاء القدس الكبرى.
10. تركيب مصاعد كهربائية بالقرب من الأنفاق الأرضية الأفقية والعمودية المقامة بالقرب من المسجد الأقصى المبارك.
11. هدم مئات المنازل العربية الفلسطينية في جميع أنحاء المدينة المقدسة وضواحيها، بحجة عدم الترخيص من بلدية الاحتلال، بل إجبار عشرات المواطنين الفلسطينيين المقدسيين على هدم بيوتهم الجديدة التي شيدوها بأموالهم وأيديهم، تلافياً لدفع تكاليف الهدم اليهودية الباهظة.
12. تهويد وعبرنة أسماء الأحياء والمناطق العربية والإسلامية بالتزوير والتزييف الرسمي والبلدي المتعمّد، إذ جرى تغيير قرابة 90 % من الأسماء العربية، والمسجد الأقصى المبارك نفسه لم يسلم من العبرنة، حيث يطلق عليه يهودياً (جبل الهيكل - زوراً وبهتاناً)، وتم إطلاق أسماء عبرية على بوابات المسجد الأقصى المبارك.
وفيما يلي أبرز معالم وملامح بنود التغيير الأجنبي اليهودي - الصهيوني الجامع الشامل، في القدس المحتلة، للسنوات الثماني المقبلة حتى عام 2020م:
أولاً: التهويد الديني: الاستيلاء على المسجد الأقصى المبارك كاملاً وفق خطة متدحرجة تمتد لعدة مراحل، عبر التقسيم الزماني والمكاني الجزئي، ثم تدمير المسجد الأقصى المبارك الإسلامي بصورة تامة، وبناء ما يسمى (الهيكل اليهودي الثالث) المزعوم على أنقاضه.
ثانياً: التعقيد العمراني وعدم منح تراخيص أبنية جديدة للمواطنين العرب، وتطبّق الإدارة اليهودية لبلدية القدس المحتلة هذه السياسة منذ زمن طويل.
ثالثاً: التقليص السكاني العربي: تقليل نسبة عدد المواطنين العرب (المسلمين والنصارى) للحد الأدنى، عبر طرق خبيثة تتمثل في الأسلوبين الترهيبي والترغيبي، لنسبة تقل عن 10 % من المقيمين في القدس، بتوسيع حدود الرقعة الجغرافية للمدينة وضم تجمعات سكانية يهودية إليها.
رابعاً: نقل السفارات والقنصليات الأجنبية: السعي لنقل أكبر عدد ممكن من السفارات والقنصليات من تل أبيب إلى القدس المحتلة، للدول التي تعترف بالكيان الصهيوني (إسرائيل) وتقيم علاقات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وثقافية، عبر التشجيع المادي والإعلامي والمعنوي، ومنح الامتيازات ومنح الأراضي المخصصة للسفارات أو توفير عقارات مجانية للسفارات الأجنبية في القدس المحتلة.
خامساً: تشديد الإغلاق والحصار العسكري والأمني الصهيوني على القدس المحتلة، وتنفيذ سياسة العزل الشاملة للمدينة المقدسة.
سادساً: تخفيض نسبة التكاثر الطبيعي بين المواطنين العرب وفق ما يسمى تحاشي (انفجار القنبلة السكانية العربية) في البلاد.
سابعاً: نشر الانحلال الأخلاقي والإفساد الاجتماعي وتوفير المخدرات بكثرة، بين الشباب العربي، والسعي لتفكيك أواصر الأسر العربية.
ثامناً: حرمان العرب من العمل في أجنحة الاقتصاد الصهيوني (الإسرائيلي) في القدس المحتلة، لتهجير الطاقة العاملة إلى خارج المدينة المقدسة.
على أي حال، تعاني المدينة المقدسة، الثالثة في العالم الإسلامي، من النواحي العمرانية الجغرافية والبنى التحتية والاقتصادية والسياسية والأمنية؛ من هجمات تغييرية استعمارية فظيعة متواصلة، وفقاً لمبدأ الاستيطان اليهودي القائم على سياسة (التفريغ والملء)، بمعنى تفريغ القدس المحتلة من أهلها الأصليين واستبدالهم بمستوطنين يهود ممن يسمون (القادمون الجدد) من شتى بقاع العالم. كما عُزلت القدس عن المحيط العربي الفلسطيني، وجعلت عاصمة سياسية وإدارية لمؤسسات الكيان الصهيوني (إسرائيل)، ونقلت إليها مقار الكنيست العبري (البرلمان)، والحكومة العبرية (الإسرائيلية)، والمحكمة العليا (الإسرائيلية).. وبهذا تعرض أهل المدينة الأصليون لموجات متتالية من التهجير والملاحقة المدنية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وسواها، وأخضعت بالقوة المتسلطة للإدارة السياسية العبرية العليا.
وغني عن القول أن مدينة القدس الشريف، العاصمة الفلسطينية المحتلة، تواجه صعوبات جمة وأوضاعاً حياتية تعيسة لمواطنيها العرب (المسلمين والنصارى على السواء)، بسبب طغيان الجاليات اليهودية فيها، وانتشار الفساد والإفساد الناجم عن الإرهاب الصهيوني المتعاقب طيلة العقود الاحتلالية الخالية. فقد جرى ضم القدس الشريف (بشطريها الشرقي والغربي) كعاصمة أبدية موحدة مزعومة للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وما يلحق ذلك من حصار وإغلاق خانق وعزل سياسي خبيث شامل عن بقية أجزاء فلسطين الكبرى المحتلة (بعامي 1948 و1967)، وما تبعها من العزل السياسي العربي الإقليمي والإسلامي والعالمي.
الخلاصة
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (القرآن المجيد – الإسراء).
وورد في مسند أحمد (ج 45/ ص 281)، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ».
تمارس سلطات الاحتلال الأجنبي الصهيوني في القدس المحتلة كبقية محافظات فلسطين الكبرى، سياسة استراتيجية رباعية تتمثل في: التهويد والصهينة والأسرلة والعبرنة، للابتلاع السرطاني المخيف.
ولتقليل تأثير هذه السياسة الظالمة ضد العرب الفلسطينيين المقدسيين، لا بد من المواجهة الحتمية الفلسطينية العربية الإسلامية لها بطرق عملية تنفَّذ على أرض الواقع لتعزيز الصمود والمرابطة والثبات العربي والإسلامي، من الجهات الفلسطينية: الحكومية والفصائلية والشعبية، بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات الإنسانية العالمية، على النحو التالي:
أولاً: دعم التكاثر الطبيعي المقدسي، وتقديم الحوافز والامتيازات العمرانية والمالية والتعليمية، وتخصيص منح مالية عالية للمواليد الجدد لأهل القدس العرب.
ثانياً: تقديم المعونات المالية والعينية للأزواج الفلسطينية الشابة.
ثالثاً: دعم التعليم العام والجامعي العربي، والحفاظ على المنهاج الفلسطيني الوطني، بشرياً وثقافياً ومالياً وإعلامياً.
رابعاً: دعم البناء العربي الجديد والمساهمة في ترميم المباني القديمة للمواطنين العرب، وذلك تحت شعار (الإسكان الفلسطيني في مواجهة الاستيطان اليهودي).
خامساً: تفعيل المؤسسات والهيئات والشركات الفلسطينية لتوفير فرص العمل الاستيعابية للمقدسيين العرب.
سادساً: توظيف 1000 حارس عربي للمسجد الأقصى المبارك، ومضاعفة شد الرحال الإسلامي إلى القدس الشريف والمسجد الأقصى في جميع أيام وأسابيع وشهور السنة؛ لحمايته من اعتداءات المستوطنين اليهود في الأعياد والمناسبات الدينية اليهودية التوراتية والتلمودية، وتعزيز مرابطة الآلاف من طلبة مصاطب العلم في الأقصى.
سابعاً: تشجيع الحفاظ على الهوية الزرقاء للمقدسيين، والحيلولة دون خروجهم للسكن والعمل خارج القدس المحتلة.
ثامناً: مواصلة الدعم الإعلامي المطبوع والمسموع والمرئي، لأهل القدس المحتلة في شتى الميادين الحياتية المعاشة.
تاسعاً: تمكين الكفاءات وذوي الخبرات العملية من المقدسيين من الوصول لمراكز حيوية ومهمة في مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني (الحكومي والتشريعي والقضائي).
عاشراً: محاربة الكبائر والرذائل والموبقات والانحلال الأخلاقي الاجتماعي بين أبناء القدس، خاصة طلبة المدارس والجامعات والفئات الشبابية الأخرى.
حادي عشر: الاستمرار في مقاومة جدار الفصل العنصري اليهودي وشنّ حملة عالمية لهدمه وتخليص الفلسطينيين منه، حيث يشكل خطراً حقيقياً داهماً على المقدسيين وغيرهم. ويبلغ طول الجدار العنصري حول القدس نحو 190 كم.2020
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69938
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس    قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Emptyالجمعة 11 أغسطس 2017, 7:08 pm

مدينـة القـدس: جدلية التاريخ والجغرافيا
. أحمد فايق دلول


مدينة القدس هي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي مهبط الرسالات ومسرح النبوات وزهرة المدائن، وموضع أنظار البشر منذ فجر التاريخ إلى أن تُقام القيامة.
وروى ابن عباس أن رسول الله صل الله علي وسلم قال: "من أراد أن ينظر إلى بقعة من بقع الجنة فلينظر إلى القدس"[1]. وفي وصفه لمدينة القدس، قال الصحابي الجليل أنس بن مالك: "إن الجنّة تحنُّ شوقاً إلى بيت المقدس، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس، وهي صُرّة الأرض"[2].
 ويصف مجير الدين الحنبلي مدينة القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 ه بقوله: "مدينة عظيمة محكمة البناء بين جبال وأودية، وبعض بناء المدينة مرتفع على علو، وبعضه منخفض في واد وأغلب الأبنية التي في الأماكن العالية مشرفة على ما دونها من الأماكن المنخفضة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر، وفي أغلب الأماكن يوجد أسفلها أبنية قديمة، وقد بني فوقها بناء مستجد على بناء قديم، وهي كثيرة الآبار المعدة لخزن الماء، لأن ماءَها يجمع من الأمطار"[3].
وتحظى مدينة القدس بمكانة عظيمة في التاريخ الإنساني، وتميزت بخصوصية الزمان والمكان. فهي في الزمان ضاربة جذورها منذ  الحضارة العربية الكنعانية، أما بالنسبة لخصوصيتها المكانية، فقد شملت الموقع والموضع، فكانت ملتقى الاتصال والتواصل بين قارات العالم القديم، تعاقبت عليها الحضارات، وأَمّتها الجماعات البشرية المختلفة، مخلفة وراءها آثارها ومخطوطاتها الأثرية، التي جسدت الملاحم والحضارة والتاريخ، دلالة على عظم وقدسية المكان.
نشأة وتطور وضع المدينة عبر التاريخ:
القدس مدينة قديمة، حيث يقدّر علماء الآثار أن تاريخ مدينة القدس يرجع إلى حوالي ستة آلاف سنة، كما أكدت الحفريات التي قامت عليها المدرستان: الفرنسية، والبريطانية، برئاسة الأب "ديفو" وبانضمام "رويال أنتوريا" برئاسة الدكتور "توستينج هام"، ومشاركة جامعة "تورنتو" في كندا عام 1962، حيث اعتبرت هذه البعثة، أن ما تم التوصل إليه خلال موسم الحفريات من نتائج عن تاريخ مدينة القدس، لا تعدو كونها معلومات مزيفة، تعيد صياغة تاريخ القدس وفقاً لما ورد في التوراة، التي  تقصر تاريخ المدينة المقدسة على  ثلاثة آلاف عام[4].
اتّخذت القبائل العربيّة الأولى من المدينة مركزاً لهم، واستوطنوا فيها وارتبطوا بترابها، وهذا ما جعل اسم المدينة "يبوس". وقد صدّوا عنها غارات المصريين، وصدّوا عنها أيضاً قبائل العبرانيين التائهة في صحراء سيناء، كما نجحوا في صدّ الغزاة عنها أزماناً طوالاً. وخضعت المدينة للنفوذ المصري الفرعوني بدءً من القرن 16 ق.م، وذُكرت المدينة في النصوص المصرية القديمة في تل العمارنة، وفي اللوحات الحجرية، والرسائل المتبادلة بين حاكم أورشليم، "عبدي خيبا" وفرعون مصر، أمنحتب الرابع "إخناتون" (1367 ـ 1350 ق.م).
استولى الإسكندر المقدوني الأكبر على فلسطين بما فيها القدس، وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيون والبطالمة في حكم المدينة. استولى قائد الجيش الروماني بومبيجي على القدس عام 63 ق.م وضمّها إلى الإمبراطوية الرومانية، بعد ذلك انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين غربيّ وشرقيّ وكانت فلسطين من القسم الشرقي البيزنطي[5].
ودخل ملك الفرس "كسرى الثاني" (برويز) سوريا، وامتد زحفه احتلَّ القدس ودمَّر الكنائس والأماكن المقدسة ولاسيما كنيسة "القبر المقدس". ويُذكَر أنّ من تبقى من اليهود انضموا إلى الفرس في حملتهم هذه رغبةً منهم في الانتقام من المسيحيين، وهكذا فقد البيزنطيون سيطرتهم على البلاد. ولم يدمْ ذلك طويلاً، إذ أعاد الإمبراطور "هرقل" احتلال فلسطين سنة 628 م ولحق بالفرس إلى بلادهم واسترجع الصليب المقدس.
ويُؤكد المؤرخون والباحثون أنَّ الوجود اليهوديّ في فلسطين عموماً والقدس خصوصاً لم يكنْ إلا وجوداً طارئاً وفي فترة محدودة جدّاً من تاريخ القدس الطويل[6].
بدأت مرحلة الفتح الإسلامي للمدينة المقدّسة عندما أسري بالنبي محمد (صل الله عليه وسلّم)، حيث تجلّى الرابط الأول والمعنوي بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام في معجزة الإسراء والمعراج، ثم أتى الرابط المادّي أيام الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث دخل الخليفة عمر مدينة القدس سنة 636/15هـ (أو 638م على اختلاف في المصادر) بعد أنْ انتصر الجيش الإسلامي بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح، واشترط البطريرك صفرونيوس أنْ يتسلّم عمر المدينة بنفسه فكتب معهم "العهدة العمرية" وبقي اسم المدينة في ذلك الوقت (إيلياء) حتى تغير إلى (القدس) في زمن العباسيين حيث ظهرت أول عملة عباسية في عهد المأمون تحمل اسم (القدس)[7].
سقطت المدينة في أيدي الفرنجة خمسة قرون من الحكم الإسلامي نتيجة صراعات على السلطة بين السلاجقة والفاطميين وبين السلاجقة أنفسهم. إلا أنَّ صلاح الدين الأيوبي استطاع استردادها أثناء معركة حطين عام 1187م، وأزال الصليب عن قبة الصخرة. ولكن الفرنجة نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد "فريدريك" ملك صقلية، وظلّت بأيدي الفرنجة 11 عاماً إلى أنْ استردّها الملك الصالح نجم الدين أيوب نهائياً عام 1244م.
استطاع سيف الدين قطز والظاهر بيبرس تحرير المدينة التي تعرضت للغزو المغولي عام 1243-1244م، وذلك في معركة عين جالوت عام 1259م، وضمّت فلسطين بما فيها القدس إلى المماليك الذين حكموا مصر والشام بعد الدولة الأيوبية حتى عام 1517م. وأصبحت القدس مدينة تابعة للإمبراطورية العثمانية بعدما دخل العثمانيون يوم 28/12/1516م، وظلت في أيديهم أربعة قرون تقريبًا وحفظوها بسور القدس الذي نعرفه اليوم والذي بني في عهد السلطان سليمان القانوني وبغيره من الأعمال المختلفة الأخرى[8].
سقطت المدينة بيد الاحتلال البريطاني في 8-9/12/1917م بعد البيان الذي أذاعه الجنرال البريطاني اللنبي، ومنحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني (1920-1948).
وفي يوم 14/05/1948م، أُعلن عن قيام "دولة إسرائيل"، وهو اليوم نفسه المقرر للانسحاب البريطاني من فلسطين، فدخلت وحدات من الجيوش العربية للقتال إلى جانب سكان فلسطين، فانتهت الحرب بوقوع غربي مدينة القدس ضمن 77% من مساحة فلسطين التاريخية تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني، فيما خضع الجزء الشرقي للحكم الأردني.
تشير المراجع إلى أنه مع توقيع اتفاق الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي والأردن عام 1949م، أصبحت المساحة الواقعة تحت الحكم الأردني تقدر بنحو 2220 دونماً، أي ما نسبته 11.48% من المساحة الإجمالية للمدينة آنذاك، أما المساحة الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي فكانت 16261 دونم، بنسبة 84.13%، أما مناطق الأمم المتحدة والمناطق الحرام 850 دونم  بنسبة 4.39%[9].
ومع اندلاع حرب حزيران 1967م، استطاعت دولة الاحتلال الإسرائيلي فرض سيطرتها على الجزء الشرقي من المدينة، وأصبحت المدينة بالكامل خاضعة للاحتلال.
السكان والتغير الديموجرافي لمدينة القدس
بلغ تعداد سكان القدس، بشطرَيها (فلسطينيين وصهاينة)، حتى عام 1997م، حوالي 564300 نسمة، منهم 413700 يهودياً، أي ما نسبتهم 73.3%. بينما بلغ عدد السكان العرب 150600 نسمة، أي ما بنسبتهم حوالي 23.7%. ومنذ العام المذكور وحتى اليوم لم يجر عمل أي إحصائية رسمية للسكان. وفي مطلع العام 2011م، قدَرت مصادر فلسطينية أن عدد الفلسطينيين في القدس قد وصل 496.445 نسمة مع نهاية العام المنصرم (2010م)[10].
فيما نشرت مواقع إخبارية صهيونية بعض المعطيات، أفادت من خلالها أن مدينة القدس تشهد نمواً سكانيا غير مسبوق من قبل، ومن المتوقع أن يصل تعداد السكان إلى حوالي مليون نسمة في العام الجاري (2013م)[11]. ووفقا لأرقام وزارة الداخلية الصهيونية فقد بلغ سكان القدس نهاية 2011م، نحو 933،113 نسمة ما يشير إلى زيادة كبيرة في عدد سكان القدس[12].
المـوقـع والمساحة:
تقع مدينة القدس تقريبا في وسط فلسطين المحتلة غرب البحر الميت وشرق البحر المتوسط وقطاع غزة على سلسلة جبال ذات سفوح تميل إلى الغرب والى الشرق. ويبلغ أقصى ارتفاع للمدينة عن سطح البحر المتوسط نحو 750 متراً، وعن سطح البحر الميت نحو 1150م، لأن البحر الميت مغلق، ينخفض عن سطح البحر المتوسط بنحو 400 متراً ، فيما يُقدَّر أدنى ارتفاع للمدينة حوالي 86 متراً[13].
وتقع على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالاً. تبعد المدينة مسافة 52 كم عن البحر المتوسط (أول قطاع غزة) في خط مستقيم و22 كم عن البحر الميت و250 كم عن البحر الأحمر من جهة الجنوب، وتبعد عن عمّان 88 كم، وعن بيروت 388 كم، وعن دمشق 290 كم[14].
وتقدّر مساحة مدينة القدس كاملة بحوالي 123 ألف دونم (الجزء الشرقي حوالي  70400 دونم، والجزء الغربي حوالي  52600 دونم)[15].
أسماء مدينة القدس
للقدس أسماء تاريخية عديدة، عُرفت بها على مرِّ العصور، تبعاً للأمم والشعوب التي استوطنتها. ومن هذه الأسماء[16]:
1.    يبوس: نسبة إلى اليبوسيين بناة القدس الأولين.
2.    أورسالم: (مدينة السلام)، كما أسماها العرب الكنعانيون. وعرفها الفراعنة بهذا الاسم أيضاً.
3.    أورشاليم: ظهر في الكتابات المسمارية على هذا النحو (أورو ـ سا ـ ليم)، وهو ما يوافق اسمها في الآثار الأشورية منذ القرن الثامن ق.م (أور سا لي أمو).
4.    هيروسليما، ثم "هيرو ساليما" في أوائل الفتح الروماني، وفي عصر الإمبراطور هادريان (117-138م)  صار الاسم الذي يطلق على منطقة أورشليم هو إيلياء الكبرى، أو إِيلياء كابيتولينا. وقال ياقوت في "معجم البلدان" إن "إيلياء" و"إلياء" اسم لبيت المقدس، ومعناه بيت الله.
5.    تسمى أيضاً (مدينة العدل)، و(مدينة داود)، أي مدينة القدس.
6.    بيت إيل: (ومعناه بيت الرب)، والقرية، والأرض المباركة، والساهرة، والزيتون". وأسماء كثيرة أخرى، لا مجال لحصرها.
7.    أمّا الاسم (جيروسليم)، فقد ورد، للمرة الأولى، في الكتابات الفرنسية، التي ترجع إلى القرن الثاني عشر.
8.    والاسم الشائع في اللغة العربية، هو (بيت المقدس) أو (القدس). أما في الكتابات المسيحية، فتسمى (أورشليم)، ومعنى اسم (أورشليم)، فالرأي السائد، أن اسمها يعني (مدينة السلام) أو (مدينة الإله ساليم).
معـالـم المدينة:
كانت أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء تحيط بها من جهاتها الثلاثة الشرقية والجنوبية الغربية الأودية، أما جهاتها الشمالية والشمالية الغربية فكانت مكشوفة وتحيط بها كذلك الجبال التي أقيمت عليها المدينة، وهي جبل موريا (ومعناه المختار) القائم عليه المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ويرتفع نحو 770 م، وجبل اُكر حيث توجد كنيسة القيامة وجبل نبريتا بالقرب من باب الساهرة، وجبل صهيون الذي يعرف بجبل داود في الجنوب الغربي من القدس القديمة. وقد قدرت مساحة المدينة بـ 19331 كم، وكان يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً وعليه 34 برجاً منتظماً، ولهذا السور سبعة أبواب وهي:1-  باب الخليل، 2- باب الجديد، 3- باب العامود، 4- باب الساهرة، 5- باب المغاربة، 6- باب الأسباط، 7- باب النبي داود عليه السلام[17].
ويحيط بالمدينة أربعة أوديـة: 1- وادي جهنم: واسمه القديم "قدرون" ويسميه العرب "وادي سلوان". 2- وادي الربابة: واسمه القديم "هنوم". 3- الوادي أو "الواد": وقد يسمى "تيروبيون" معناه "صانعوا الجبن".
 ويحيط بالمدينة عددٌ من الجبال، أهملها: 1- جبل المكبر: يقع في جنوب القدس وتعلو قمته 795 متراً عن سطح البحر، وعلى جانب هذا الجبل يقوم قبر الشيخ ـ أحمد أبي العباس ـ الملقب بأبي ثور، وهو من المجاهدين الذي اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين الأيوبي. 2- جبل الطور أو جبل الزيتون: ويعلو 826 متراً عن سطح البحر ويقع شرقي البلدة المقدسة، وهو يكشف مدينة القدس، ويعتقد أن المسيح صعد من هذا الجبل إلى السماء. 3- جبل المشارف: ويقع إلى الشمال من مدينة القدس، ويقال له أيضا "جبل المشهد" وهو الذي أطلق عليه الغربيون اسم "جبل سكوبس" نسبه إلى قائد روماني. 4- جبل النبي صمويل: يقع في شمال غربي القدس ويرتفع 885 متراً عن سطح البحر[18].
وفي المدينة أربعة أسواق، أبرزها "سوق القطـانين" وهو مجاور لباب المسجد الأقصى من جهة الغرب، ويتميز الارتفاع والإتقان، أما الأسواق الثلاثة، فهمي قريبة من باب المحراب المعروف بباب الخليل. وأول هذه الأسواق سوق العطارين وهو الغربي في جهة الغرب وقد أوقفه صلاح الدين الأيوبي على مدرسته الصلاحية.
ويوجد في القدس ثمان حارات، هي: حارة المغاربة، وحارة الشرف، حارة العلم، حارة الحيادرة، حارة الصلتين، حارة الريشة، حارة بني الحارث، حارة الضوية.
 وفي القدس عدد من العيون الجارية، أهما "عيـن سـلوان" وهي بظاهر القدس الشريف من جهة القبلة بالوادي، يشرف عليها سور المسجد الجنوبي، وقد ورد في بعض الأخبار أهمية هذه العين ووصفها ومكانتها، وهي إحدى العيون الجارية التي ورد ذكرها في الكتاب العزيز: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} (الرحمن/50). ويعتبر بئر أيوب، أهم آبـار المدينة، وهو بالقرب من عين سلوان، ويُنسب إلى سيدنا أيوب عليه السلام، ويقال إن الله تعالى قال لنبيه أيوب عليه السلام: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (ص/42)[19].
في القدس عدد من المساجد، وأهم ثلاثة هي: 1- المسجد الأقصى الشريف: والذي يقع في وسطه الصخرة الشريفة. 2- جامع المغاربة: وهو يقع بظاهر المسجد الأقصى من جهة الغرب. 3- جامع النبي داود عليه السلام. وبجانب قبة الصخرة، هناك مجموعة من القباب مثل: قبة السلسلة، قبة جبريل، قبة الرسول، قبة الرصاص، قبة المعراج[20].
كل هذا بجانب حصن عظيم البناء بظاهر بيت المقدس من جهة الغرب، وكان قديما يعرف بمحراب داود عليه السلام، وفي هذا الحصن برج عظيم البناء يسمى برج داود، وهو من البناء القديم السليماني، وكانت تدق فيه الطبلخانة في كل ليلة بين المغرب والعشاء على عادة القلاع بالبلاد[21].
وكما هو معروف، فالمدينة تعتبر ملتقى الرسالات السماوية، وفيها: 1- قبر النبي موسى عليه السلام: الواقع شرقي بيت المقدس. 2- مدفن النبي داود عليه السلام: في الكنيسة المعروفة "بالجيسمانية" شرق بيت المقدس في الوادي. وكذلك قبر زكريا وقبر يحيى عليهما السلام. 3- قبر مريم عليها السلام: وهو في كنيسة الجيسمانية، في داخل جبل طور خارج باب الأسباط.
وفضلا عن ذلك، في المدينة عدد من المقابر التاريخية، أبرزها: 4- مقبرة الساهرة: وهي البقيع المعروف بالساهرة في ظاهر مدينة القدس من جهة الشمال وفيها يدفن موتى المسلمين ومعنى "الساهرة" أرض لا ينامون عليها ويسهرون. 5- مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الأقصى. 6-مقبرة الشهداء ـ مقبرة ماملا: وهي أكبر مقابر البلد تقع بظاهر القدس من جهة الغرب.
وفي المدينة متحفان كبيران، الأول هو المتحف الحكومي للآثار: أنشئ عام 1927م، والثاني هو المتحف الإسلامي: أسسه المجلس الإسلامي الأعلى عام 1923م[22].
 
المراجع:
1.      د.نعيم بارود، الوضع الجيوستراتيجي لمدينة القدس، الجامعة الإسلامية غزة 1999م.
2.     سمير جريس، القدس، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1981م.
3.     شمس الدين الكيلاني، محمد جمال باروت، الطريق إلى القدس، المجمع الثقافي، أبو ظبي، رابطة الشرق والغرب، بدون تاريخ نشر.
4.     اسحق موسى الحسيني، مدينة القدس، ط1، الدار الشامية، بيروت، 1990م.
5.     د. فاروق عمر ـ د. محسن محمد حسين، تاريخ فلسطين في العصور الإسلامية الوسطى، بغداد، 1987م.
6.     موقع الجالية الفلسطينية في اليونان، مدينة القدس عبر التاريخ، انظر الرابط التالي:
7.     تاريخ القدس، موقع مؤسسة القدس الدولية، انظر الرابط التالي: 
8.     القدس عبر التاريخ، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، انظر الرابط التالي:
9.     صحيفة القدس، عدد سكان القدس يصل قريبا الى مليون نسمة، 29/02/2012م، انظر الرابط التالي:
10.                        موقع أفراسيا، إحصائيات إسرائيلية: نهاية 2012 سيتجاوز عدد سكان القدس المليون نسمة، انظر الرابط التالي:
11.                        جغرافيا القدس، موقع مؤسسة القدس الدولية، انظر الرابط التالي:
12.                        عبدالله سليم عمارة، القدس: التسمية والتاريخ والتراث، ط1، مكتبة جزيرة الورد، القاهرة، 2010م،  ص 17-23.
13.                        قضية القدس - دراسة تاريخية، مؤسسة القدس الدولية، انظر الرابط التالي:




[rtl][1]- شمس الدين الكيلاني، محمد جمال باروت، الطريق إلى القدس، المجمع الثقافي، أبو ظبي، رابطة الشرق والغرب، ص 37.[/rtl]
[rtl][2]- اسحق موسى الحسيني، مدينة القدس، ط1، الدار الشامية، بيروت، 1990م، ص 88.[/rtl]
[rtl][3]- د. فاروق عمر ـ د. محسن محمد حسين، تاريخ فلسطين في العصور الإسلامية الوسطى، بغداد، 1987م.[/rtl]
[rtl][4]- موقع الجالية الفلسطينية في اليونان، مدينة القدس عبر التاريخ، انظر الرابط التالي:[/rtl]
[rtl][5]- المصدر السابق.[/rtl]
[rtl][6]- تاريخ القدس، موقع مؤسسة القدس الدولية، انظر الرابط التالي:[/rtl]
[rtl][7]- المصدر السابق.[/rtl]
[rtl][8]- المصدر السابق.[/rtl]
[rtl][9]- القدس عبر التاريخ، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، انظر الرابط التالي:[/rtl]
[rtl][10]- المصدر السابق[/rtl]
[rtl][11]- صحيفة القدس، عدد سكان القدس يصل قريبا الى مليون نسمة، 29/02/2012م، انظر الرابط التالي:[/rtl]
[rtl][12]- موقع أفراسيا، إحصائيات إسرائيلية: نهاية 2012 سيتجاوز عدد سكان القدس المليون نسمة، انظر الرابط التالي:[/rtl]
[rtl][13]- جغرافيا القدس، موقع مؤسسة القدس الدولية، انظر الرابط التالي:[/rtl]
[rtl][14]- المصدر السابق.[/rtl]
[rtl][15]- المصدر السابق.[/rtl]
[rtl][16]-  عبدالله سليم عمارة، القدس: التسمية والتاريخ والتراث، ط1، مكتبة جزيرة الورد، القاهرة، 2010م،  ص 17-23.[/rtl]
[rtl][17]- عبدالله سليم عمارة، مصدر سابق،  ص 105-107.[/rtl]
[rtl][18]- قضية القدس - دراسة تاريخية، مؤسسة القدس الدولية، انظر الرابط التالي:[/rtl]
[rtl][19]- المصدر السابق.[/rtl]
[rtl][20]-  عبدالله سليم عمارة، مصدر سابق،  ص 98-103.[/rtl]
[rtl][21]- قضية القدس - دراسة تاريخية، مصدر سابق.[/rtl]
[rtl][22]- المصدر السابق.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69938
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس    قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Emptyالجمعة 11 أغسطس 2017, 7:10 pm

مكانة الاقصى وبيت المقدس
د. مروح موسى نصّار


أولاً: القدس وبيت المقدس البركة والتقديس في القرآن الكريم:
بوركت فلسطين في القرآن الكريم ست مرّات، وقدّست مرّة. والأرض المقدسة أي المطهرة، والتي لا يُعَمِّر فيها ظالم ،لهذا تميزت فلسطين على باقي بقاع الأرض بأنها المقدسة والمباركة.
قال العز بن عبد السلام: "اختلف العلماء في هذه البركة ,فقيل بالرسل والأنبياء, وقيل: بالثمار والمياه [1].
وقال الطبري: "جعلنا البركة لسكانه في معايشهم, وأقواتهم, وحروثهم وغروسهم[2]، فهذه البركة غير مقيدة ولا محدودة, فهي شاملة لكل أنواع البركة, البركة الإيمانية, والبركة الأخلاقية, والبركة التاريخية, والبركة السياسية, والبركة الاجتماعية , والبركة الجهادية, وهذه البركة ربانية ثابتة مستقرة, ولن ينجح الأعداء في انتزاعها وتفريغها منها, مهما بذلوا من جهود. ويركة فلسطين وبيت المقدس نوعان هي:
1- البركة المعنوية: حيث "بعث في بلاد الشام الكثير من الأنبياء، فانتشرت في العالمين شرائعهم، وآثارهم الدينية؛ وهي البركات الحقيقية" وعلى سبيل المثال: فقد" عاش فيها من الرسل: داود وسليمان وعيسى وهاجر إليها: إبراهيم ولوط، فهي مهبط الملائكة ،ومرقد الأنبياء ,ودفن في القدس: بعض الصحابة والتابعين، والكثير من العلماء"
وفي ليلة الإسراء والمعراج.. كانت أول صلاة جماعة تقام على وجه الأرض...وكانت في المسجد الأقصى .  وفي ليلة الاسراء والمعراج جمع الله الأنبياء جميعا من أولهم إلى أخرهم فأمهم رسول الله صل الله عليه وسلم يقول ابن كثير: "فدل هذا على أنه الإمام الأعظم والرئيس المقدم"، قال الله تعالى:} سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير { [الإسراء 1]
2-البركة الحسية: وهي: بكثرة الماء، والشجر، والثمر، والخصب، وطيب العيش, ومعلوم أن بلاد الشام وعلى الأخص فلسطين، تتمتع بهذا النوع من البركة والخير[3].
3- مراحل البركة: لقد مرت البركة الربانية لأرض فلسطين "القدس وبيت المقدس" بعدة مراحل تاريخية أشارت آيات القرآن الكريم إلى ست مراحــــل منها وهي كالتالي:
المرحلة الأولى: هجرة إبراهيم ولوط عليهما السلام قادمين من العراق كما في قوله تَعَالى: }وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ{ [سورة الأنبياء: الآية 71]
المرحلة الثانية: البركة التي جعلها الله على إبراهيم وابنه إسحاق عليهما وذريتهما الصالحة عندما أقاما في الأرض المباركة كما في قوله تعالى: }وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ{ [الصافات:112-113].
المرحلة الثالثة : توريث الله المؤمنين من بني إسرائيل زمن موسى عليه السلام  كما في قوله تَعالى: }وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ{ [الأعراف137]
المرحلة الرابعة: حكم سليمان عليه السلام لهذه الأرض المباركة وانتشار الخير والنماء فيها كما قال سبحانَه وتعالى: }وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا{ [سورة الأنبياء 81]
المرحلة الخامسة: انتشار القرى الظاهرة العامرة بين هذه الأرض وبين اليمن، أثناء حكم  سليمان عليه السلام مظهر من مظاهر الحكم بشرع الله كما قال سبحانه: }وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ القُرَى الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً{ [سبأ: الآية 18-19]. وهي قُرى بيتِ المقدس.
المرحلة السادسة : انتهاء هذه الأرض للأمة المسلمة واستقرارها لها ووراثة الأمة لحكمها بعد هذه الجولة التاريخية الطويلة وبقاؤها فيها حتى قيام الساعة – باستثناء فترات تاريخية قصيرة كما قال سبحانه: }سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ{. [سورة الإسراء: الآية 1].
دلائل ولطائف "
أ‌- فعل باركنا في الآيات الست مسند إلى الله تعالى .
ب‌- فعل باركنا في الآيات الست مطلق غير مقيد، وليس محددا بزمن أو بنوع.
ت‌- التعبير بالفعل الماضي(باركنا) لان الماضي يدل على ثبوت واستقرار البركة الربانية.
ث‌- البركة المذكورة في الآيات الست جاءت بثلاثة ألفاظ:" فيه، وعليه، وحوله"
4- مفهوم التقديس:
وصف الله سبحانه وتعالى هذه الأرض وعلى الأخص بيت المقدس بأنها أرض مقدسة، فقال على لسان موسى وهو يخاطب قومه : }يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ{ [4].وقد ورد التقديس بالسنة المطهرة بما هو أعم وأشمل فقد شمل كل بلاد الشام .
والمقدسة: هي المطهرة المباركة[5]. قال الراغب الأصفهاني: التقديس التطهير الإلهي المذكور في قوله تعالى:}وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا{[6].والذي هو إزالة النجاسة المحسوسة، والبيت المقدس: هو المطهر من النجاسة ؛"أي الشرك"، وكذلك الأرض المقدسة [7].
قال ابن القيم: (بيت المقدس؛ مكان يتطهر فيه من الذنوب، ومن أمّه لا يريد إلا الصلاة فيه، رجع من خطيئته كيوم ولدته أمه، ومنه سميت الجنة حظيرة القدس؛ لطهارتها من آفات الدنيا، ومنه سمي جبريل روح القدس ؛ لأنه طاهر من كل عيب) [8].ومن المجمع عليه أن الفائز بأعلى درجات البركة والتقديس من هذه البلاد هو المسجد الأقصى ، حيث جعله الله مركزاً للأرض المباركة المقدسة ومن حوله عندما قال: }سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{ [9].
ولهذا قال ابن تيميه: الأرض المباركة: حول المسجد الأقصى من بلاد الشام، الأقرب فالأقرب[10].
ثانياً: أهمية القدس وبيت المقدس في الحديث والآثار:
تحتضن القدس أكثر من 197 معلماً إسلامياً, تنقسم بين المساجد والمدارس والأسيلة والأبواب... إلخ, وتعود إلى مختلف العصور الإسلامية[11].
ويُعَدّ المسجد الأقصى من أهم المعالم الإسلامية في القدس والذي هو أولى القبلتين وأحد المساجد الثلاثة الذي تشدُّ إليها رحال المسلمين، وذكره الله -عز وجل- في القرآن الكريم، يقول تعالى: }سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{.
وفي الجدار الغربي للمسجد الأقصى يوجد مكان حائط البراق حيث ترجّل رسول الله صل الله عليه وسلم حين وصل المسجد الأقصى. وفي هذا المكان المقدس موضع الحلقة التي ربط بها البراق الشريف.
وعن أنس بن مالك أن رسول الله صل الله عليه وسلم  قال: "أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يجعل حافره عند منتهى طرفه"، قال: "فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء-أي عند باب المسجد- ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل اخترت الفطرة[12].
وقد ذكر فصل بيت المقدس في الكثير من الأحاديث ومنها على سبيل المثال:
1- بيتُ المقدسِ مُهاجر إبراهيمَ ولوطَ عليهما السلام: فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: أنَ رسول الله صل الله عليه وسلم ، قالSad(ستكون هجرة بعد هجرة, فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم , ويبقى في الأرض شرار أهلها, تلفظهم أرضوهم ,وتقذرهم نفس الله, وتحشرهم النار مع القردة والخنازير )) [13].
قال ابن تيمية: "فقد أخبر أنّ خيار أهل الأرض من ألزمهم مهاجر إبراهيم,... وهي الشام.... وقد جعل مهاجر إبراهيم تعدل مهاجر نبينا, صل الله عليه وسلم ،فإن الهجرة إلى مهاجره انقطعت بفتح مكة"[14].
2- المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض: فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ، أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال صل الله عليه وسلم ،:"المسجد الحرام "، قال :قلت : ثم أي ؟قال: "المسجد الأقصى" . قلت: كم كان بينهما ؟ قال: ((أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصلهْ فإن الفضل فيه))[15].
3- المسجدُ الأقصى قبلة المسلمين الأولى: عن البراء رضي الله عنه ،أن النبي  كان صلى الله عليه وسلم ،أول ما قدم المدينة نزل على أجداده –أو قال أخواله –من الأنصار، وأنه صلى قِبَل البيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم ، فخرج رجل ممن صلى معه ، فمر على أهل مسجد وهم راكعون ،فقال :أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قِبَل مكة ، فداروا –كما هم – قبل البيت. وفي رواية سمعت البراء رضي الله عنه قال: ((صلينا مع النبي صل الله عليه وسلم ، نحو بيت المقدس ستة عشر –أو سبعة عشر –شهراً ،ثم صرفه نحو القبلة )) [16].
4-المسجد الأقصى تشد إليه الرحال: عن أبي هريرة رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه وسلم ،قالSad(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ،ومسجد الرسول صل الله عليه وسلم ،ومسجد الأقصى))[17].
وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه, عن  بصرة بن أبي بصرة الغفاري قال :إني سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم ،يقول: (( لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي, ومسجد بيت المقدس ))[18]
5- فضل الصلاة في المسجد الأقصى: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل مسجد رسول الله أم بيت المقدس؟ فقال رسول الله صل الله عليه وسلم ((صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه, ولنعم المصلى, وليوشكن أن لا يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعاً أو قال: خير من الدنيا وما فيها)) [19].
6- المسجد الأقصى وبشارة القضاء على اليهود: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صل الله عليه وسلم ،قال: ((لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ،حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم ، هذا يهوديٌّ ورائي فاقتله ))[20].
وفي رواية لمسلم. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صل الله عليه وسلم ،Sad(لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم ! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ،إلا الغرقد[21] فإنه من شجر اليهود)) [22] .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: ((تقاتلكم اليهود, فتسلطون عليهم, حتى يقول الحجر:يا مسلم ,هذا يهوديٌّ ورائي فاقتله))[23] .
7- بقاء بيت المقدس بعد خراب غيرها من الأمصار: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ,قال: قال رسول الله   صل الله عليه وسلم ،: ((عمران بيت المقدس خراب يثرب, وخراب يثرب خروج الملحمة, وخروج الملحمة فتح القسطنطينية, وفتح القسطنطينية خروج الدجال , ثم ضرب بيده على فَخِدِ الذي حدثه, أو منكبه "منكبيه" ثم قال: إنّ هذا لحقٌ كما أنك هاهنا, أو كما أنك قاعد ـ يعني معاذ بن جبل))[24].
8- بيت المقدس وحوض النبي: صلى الله عليه وسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه , أنّ النبي صل الله عليه وسلم ، قال: ((إنّ لي حوضاً , ما بين الكعبة وبيت المقدس, أبيض مثل اللبن, آنيته عدد النجوم, وإني لأكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ))[25] .
9- بيت المقدس والطائفة المنصورة: حديث أبي أمامه الباهلي قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم :"لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرّهم من خالفهم– إلا ما أصابهم من لأواء – حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك" قالوا: يا رسول الله وأين هم ؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"[26].
وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: صل الله عليه وسلم ، ((لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله أو على أبواب بيت المقدس وما حوله, لا يضرهم من خذلهم, ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة )) [27].
10- بيت المقدس والإسراء والمعراج: عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رسول الله : صل الله عليه وسلم قال Sad(أتيت بالبراق "وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافرة عند منتهى طرفه" قال :فركبته حتى أتيت بيت المقدس . قال: فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء . قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت......" ))[28].
 



[1] العز بن عبد السلام: ترغيب أهل الإسلام في سكنى الشام, مكتبة المنار: عمان, ص24.
[2] الطبري :تفسير الطبري,6/66.
[3] انظر ابن كثير: تفسير القرآن العظيم, 3/3.
[4] سورة المائدة: الآية 21.
[5] كما قال الطبري في تفسيره - 8/55.
[6] سورة الأحزاب: جزء من الآية 33.
[7] الراغب الأصفهاني:المفردات في غريب القرآن,دار المعرفة,بيروت, ط1, 1418هـ,ص54.وابن منظور:لسان العرب,11/60.
[8] ابن القيم: شفاء العليل (2/510).
[9] سورة الإسراء: الآية 1.
 [10] شيخ الإسلام ابن تيميه: مناقب الشام وأهله., والربعي: فضائل الشام ودمشق ,المكتب الإسلامي,بيروت,ص46.
[11] الهيئة العربية العليا لفلسطين: "المقدسات الإسلامية في فلسطين والمطامع اليهودية الخطيرة"، ص: 9-33.
[12] الحديث في صحيح البخاري،من كتاب الإيمان- باب الإسراء برسول الله -صل الله عليه وسلم ،وفرض الصلوات برقم162.
[13] أبو داود :سنن أبي داود ,( 2482). أحمد بن حنبل,المسند ,(5562- 6871, 6952). الحاكم, المستدرك ,(8497 ). وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة, وصحيح الترغيب والترهيب لتعدد طرقه.
[14] ابن تيمية:مناقب الشام وأهله, ص83-84.
[15] البخاري: صحيح البخاري,  (3366).(3425), مسلم :(520)..( حديث صحيح).
[16] البخاري:(4492).مسلم (525)(12).حديث صحيح).
[17] البخاريSad 1191). (1197),(1864).2/591,( 1995).مسلم :2/975, (827) , 2/1014,.(حديث صحيح).
[18] مالك بن أنس: الموطأ:,(463).والنسائي:سنن النسائي, (1429). ومسند أحمد:,(11609, 11681, 11883)وصححه (صحيح).
[19] الحاكم :المستدرك,(8553) وصححه،والبيهقي:شعب الإيمان,(3849 -4145).والهيثمي في مجمع الزوائد,4/7.وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة .(صحيح).
[20] البخاري: صحيح البخاري,(2925, 2926 ) مسلم : صحيح مسلم , (2921).(حديث صحيح).
[21] الغرقد نوع من شجر الشوك معروف ببيت المقدس .قال أبو حنيفة الدينوري: إذا عظمت العوسجة صارت غرقدة..
[22] مسلم :,(2922). وأحمد (6032) ,و1/292,(6147).( 6186, 6366). (صحيح).
[23] البخاري: صحيح البخاري, (3593).
[24] أبو داود: السنن (4294) .و أحمد: المسند, 5/.232 ،(245)وصححه الألباني في صحيح الجامع (4096). (صحيح).
[25] ابن ماجة :سنن ابن ماجة, (4301).قال عنه البوصيري في الزوائد ضعيف لضعف عطية العوفي ,وصححه الألباني .
[26]  عبد الله بن أحمد:زوائد المسند:(21816).والطبراني:المعجم الكبير,(7643) وأبو يعلى,مسند أبي يعلى الموصلي: (6417). وقال الهيثمي:المجمع 7/288,رواه عبد الله بن أحمد وجادة عن أبيه والطبراني ورجاله ثقات .فالحديث(صحيح)لشواهده.
[27] أبو يعلى : المسند,(6417).والهيثمي في مجمع الزوائد: 10/61, وابن حجر:المطالب العالية.(4244, 4542). والربعي: الفضائل, ص60,(29).
[28] البخاري:صحيح البخاري, (3207, 3393, 3430, 3887). مسلم : صحيح مسلم ,(162- 164).. حديث صحيح).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69938
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس    قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس  Emptyالجمعة 11 أغسطس 2017, 7:11 pm

حوار مع الشيخ رائد صلاح


دعا الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48؛ الأمتين العربية والإسلامية وخادم الحرمين الشريفين وجموع المسلمين؛ إلى التدخل العاجل والسريع من أجل حماية مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية التي تتعرَّض للتهويد الصهيوني بشكل يومي.
وأكد الشيخ صلاح في حوار أجرته معه مجلة «البيان»، أن الاحتلال الصهيوني الجاثم على القدس، هو احتلال باطل بلا سيادة ولا شرعية؛ ولذلك فإنْ ملك القوة فهو لا يملك الحق، وإن ملك السيطرة فهو لا يملك البقاء، وهو إلى زوال قريب، على حد قوله.
وأضاف صلاح أن انتظار الخير من المحافل الدولية سيؤدي إلى ضياع القدس والمسجد الأقصى؛ «لأننا نعيش في مرحلة من عمر البشرية لا تحترم إلا صاحب الحق القوي، وقد تحترم الباطل إن كان قوياً»، مضيفاً أنه لا بد من «تجديد الدور الذي قاد إلى تحرير القدس والمسجد الأقصى أكثر من مرة في تاريخنا الإسلامي».
وفيما يلي نص الحوار:
البيان: ماذا يعني إدخال الشمعدان التلمودي إلى الأقصى، وأين تكمن مخاطر هذا الأمر؟
هو من ضمن الطقوس الدينية التي حاول المحتلون «الإسرائيليون» أن يقوموا بها خلال اقتحاماتهم العدوانية للمسجد الأقصى، بهدف تكريس حق ديني باطل لليهود في المسجد الأقصى، ثم المطالبة بعد ذلك وفق مخططاتهم بتقسيم زماني للمسجد الأقصى، ثم تقسيم مكاني، ثم بناء هيكل أسطوري مزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
البيان: لماذا يعتبر المقدسيون أن قانون الاستفتاء شرعنة للاحتلال؟
أيُّ استفتاء؟ فهو مرفوض من أصله؛ لأنه صادر عن احتلال، وما قام على باطل فهو باطل.
البيان: إلى أين وصلت عمليات تهجير السكان المقدسيين، وكيف تتعاملون مع هذه الأمور؟
الاحتلال الإسرائيلي يواصل سعيه المحموم لتهويد القدس، إلى جانب عدوانيته المتواصلة على المسجد الأقصى، وإن أخطر ما في مخططاته الرامية لتهويد القدس، فرض تطهير عرقي تدريجي على الأهل المقدسيين؛ ولذلك يسعى الاحتلال الإسرائيلي اليوم إلى مصادرة أوسع مساحة من أرض القدس، إلى جانب مصادرة أكبر عدد ممكن من البيوت المقدسية، إلى جانب التضييق على الأهل المقدسيين ومنعهم من بناء بيوت جديدة في القدس، بهدف أن يصل الاحتلال الإسرائيلي وفق مخططاته التي أعلنها - إلى تهويد كليّ للقدس القديمة حتى عام 2020م، بمعنى أن لا يبقى فيها إلا الاحتلال الإسرائيلي، ثم تهويد كليّ لكل القدس حتى عام 2050م، وبذلك يستفرد بالقدس والمسجد الأقصى. وما نعمله في المقابل هو تبنّي كل مشروع من شأنه أن يدعم بقاء الأهل المقدسيين في أرضهم وبيوتهم ومقدساتهم في القدس، ولقد أقمنا من أجل ذلك مؤسسة بعنوان (مؤسسة القدس للتنمية)، تعمل جاهدة وفق هذه الاستراتيجية.
البيان: كيف تنظرون إلى مخططات تهويد الأماكن الأثرية والدينية، وكيف تتصدّون لها؟
هي محاولة شريرة من الاحتلال الإسرائيلي لسرقة الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي في القدس، والعمل في نفس الوقت على تهويد هذه الأماكن المقدسة والأثرية بهدف فرض حضارة وتاريخ يهوديين عليها، وبهدف تدمير كل الشواهد التي تؤكد إسلامية القدس. ولخطورة هذا الموقف فقد أقمنا مؤسسة بعنوان (مؤسسة الأقصى للوقف والتراث)، تعمل على إعمار المساجد القديمة حتى لا تتعرَّض للطمس الإسرائيلي الممنهج، ولنا في ذلك مشوار طويل بدأ منذ سنوات طويلة، إلى جانب فضح أي محاولة اعتداء احتلالية إسرائيلية على الأماكن الأثرية.
البيان: كيف تنظرون إلى سياسة الاحتلال الإسرائيلي تجاه مصادرة الأراضي والسيطرة على أملاك الغائبين في القدس؟
سعي الاحتلال الإسرائيلي المحموم لمصادرة أكبر عدد ممكن من أراضي المقدسيين، هو جزء لا يتجزأ من مخطط تهويد القدس، والإصرار على وضع اليد الاحتلالية الإسرائيلية على أكبر عدد ممكن من البيوت المقدسية والعقارات المقدَّسة بذريعة أنها من أملاك الغائبين، وهي وسيلة من وسائل التعجيل بمخططات تهويد القدس في حسابات الاحتلال الإسرائيلي.
البيان: هل لمستم أي موقف عربي معارض لعمليات التهويد؟
مع شديد الأسف فإن مواقف المعارضة العربية الرسمية لتهويد القدس باتت ضعيفة، لدرجة أنها باتت أضعف من بيانات الشجب والاستنكار، وما تقدمه الجهات العربية الرسمية لمنع تهويد القدس لا يرتقي إلى مستوى الحدث، ففي الوقت الذي ينفق فيه الاحتلال الإسرائيلي مليارات الدولارات كل عام لتهويد القدس، فإن ما تنفقه الجهات العربية الرسمية لا يتجاوز عشرات الملايين كل عام، وما نراه من مشاريع كثيرة كانت ولا تزال تقف في وجه تهويد القدس، فإن معظم هذه المشاريع تقوم على أكتاف مؤسسات أهلية وتبرعات شعبية من الأمة المسلمة والعالم العربي.
البيان: هل يمكن التعويل على الدول العربية أو السلطة الفلسطينية في إمكانية اتخاذ أي خطوة في المحافل الدولية من أجل حماية القدس أو دعمها أو تمكينها من مواجهة الاستيطان والتهويد؟
أنا شخصياً على قناعة تزداد يوماً بعد يوم بأننا إن انتظرنا خيراً من المحافل الدولية فستضيع القدس وسيضيع المسجد الأقصى؛ لأننا نعيش في مرحلة من عمر البشرية لا تحترم إلا صاحب الحق القوي، وقد تحترم الباطل إن كان قوياً؛ ولذلك فلا بد من تجديد الدور الذي قاد إلى تحرير القدس والمسجد الأقصى أكثر من مرة في تاريخنا الإسلامي، وهذا الدور لن يتجدد إلا إذا التقت إرادة الحكام مع إرادة العلماء مع إرادة الشعوب، وشكَّلت إرادة واحدة صادقة، واتخذت من تحرير القدس والمسجد الأقصى غاية في مسيرتها.
البيان: كيف تنظرون إلى مخطط برافر الصهيوني، وما الخطوات العملية التي ستتخذونها من أجل التصدي له؟
هو مخطط استيطاني شرير يسعى إلى مصادرة مساحة أرض تزيد على 800 ألف دونم، وهي آخر ما تبقى من أرض لأهلنا في النقب، وإذا تمَّ تنفيذ هذا المخطط فستقع كارثة؛ لأنه سيؤدي إلى تدمير قرابة 40 قرية فلسطينية في النقب، وسيؤدي إلى ترحيل عشرات الآلاف من أهلنا، وليس أمامنا إلا مواجهة هذا المخطط بكل أدواتنا النضالية الشعبية بلا تراجع ولا استسلام.
البيان: هل تعتقدون أن المفاوضات شكَّلت غطاءً للاحتلال الصهيوني من أجل التمادي في عمليات التهويد، وما الخيارات البديلة عنها لديكم؟
مع الأسف، فإن المفاوضات تحوّلت إلى (حصان طروادة) في سلوكيات الاحتلال الإسرائيلي والظلم الإسرائيلي، وحين فتح سقفها واصل المشروع الصهيوني تهويد الضفة الغربية وتهويد القدس، وها هو يحاول تنفيذ «مخطط برافر» وبناء «هيكل» باطل على حساب المسجد الأقصى؛ ولذلك فلا بد من إعادة ملف القضية الفلسطينية إلى القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والإرادة الشعبية الفلسطينية، والإبقاء على عنصر المقاومة وإلغاء التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، مع ضرورة التمسك بكل ثوابت القضية الفلسطينية وكل أبعادها الإسلامية والعربية والفلسطينية.
البيان: هل يقوم المقدسيون بالدور الواجب القيام به لمناهضة ومواجهة عمليات التهويد، وهل هذا يتناسب مع خطورتها، وكيف تقيّمون هذا الدور؟
هناك معادلة يجب أن يدركها كل مسلم وكل عربي وكل فلسطيني في العالم، ومفاد هذه المعادلة أن صمود المقدسيين في القدس يعني الحفاظ على حقنا الإسلامي العربي الفلسطيني في القدس، وإذا أردنا من المقدسيين أن يؤدوا هذا الدور بجدارة، فلا بد من دعمهم مالياً وإعلامياً وسياسياً وشعبياً، وكل هذه الأشكال من الدعم متاحة، وأرجو من الأمة المسلمة والعالم العربي أن يدركا أنه لا يجوز شرعاً ولا عرفاً ولا عروبة تركهم لوحدهم في المعركة.
البيان: في أي اتجاه تسير الخطوات والسياسات الصهيونية التهويدية في مدينة القدس وفي أراضي الـ 48؟
أؤكد ما قلته في سياق أجوبتي السابقة، وألفت الانتباه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يطمع في الوصول إلى مدينة «قدس» لا وجود فيها إلا للاحتلال الإسرائيلي. وألفت الانتباه إلى أن المشروع الصهيوني قد بات يصرّح علانية على لسان قياداته، بأن فلسطينيي أراضي الـ 48 يشكلون خطراً استراتيجياً على المشروع الصهيوني، وهذا يعني أن في جعبة المؤسسة الإسرائيلية مخططات تستهدف ترحيل فلسطينيي الـ 48 بواسطة أساليب خبيثة مختلفة تتناسب مع كل مرحلة وفق حسابات هذه المؤسسة الإسرائيلية.
البيان: كيف تنظرون إلى مستقبل القدس في ضوء الإجراءات الاستيطانية والتهويدية في العام الجاري؟
أنا متفائل جداً؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على القدس هو احتلال باطل بلا سيادة ولا شرعية؛ ولذلك فإنْ ملك القوة فهو لا يملك الحق، وإنْ ملك السيطرة فهو لا يملك البقاء، وهو إلى زوال قريب بإذن الله تعالى.
البيان: ما رسالتكم إلى الشعوب والحكام العرب؟
من خلال مجلتكم الغراء لا يسعني إلا أن أقول للحكام والعلماء والشعوب، إن كل ذرة تراب في القدس تستغيث بكم وتصيح «وا إسلاماه»، وإن كل حجر في المسجد الأقصى يستصرخ همتكم الإسلامية ونخوتكم العربية وينتظر منكم مسيرة عمرية وعزيمة صلاحية، وإن أهلنا في القدس وأكنافها ينتظرون يوماً قريباً يستقبلونكم فيه في رحاب القدس وقد زال الاحتلال الإسرائيلي عنها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
قـضـيـة فـلـسـطـيـن والـصـراع عـلـى الـقـدس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  وقـفـة عـلـى أعـتـاب مـسـتـوطـنـة يـهـوديـة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: القدس-
انتقل الى: