منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المعاهدة الصامتة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70653
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المعاهدة الصامتة Empty
مُساهمةموضوع: المعاهدة الصامتة   المعاهدة الصامتة Emptyالثلاثاء 26 سبتمبر 2017, 9:55 am

[rtl]المعاهدة الصامتة[/rtl]


المعاهدة الصامتة Week9Main
لقد حفظ الله الجنين في قرار مكين، في رحم أمه، بعيداً عن الجراثيم، وأحاطه بما يحميه بإذن الله من السوء. ولذلك عندما يولد يكون معقماً من الناحية الجرثومية، ولا يلبث كذلك إلا ساعات تتراوح بين 4-12 ساعة، حيث تدخل الجراثيم زوره وحلقه مع الهواء، أثناء التنفس، وتحط على جلده مع ذرات الهباء المتطايرة في الجو، وتدخل إلى أمعائه، مع حليب أمه، أثناء الرضاعة، والتّماس مع جلدها.
هذه الجراثيم على اختلاف أنواعها، لا تبقى ساكنة بل تنمو وتتكاثر، وتزداد عدداً وتنوعاً، حتى تصل إلى أرقام مخيفة، فمثلاً على جلد البالغ يتراوح عددها ما بين 20-100 مليار جرثومة، أما في الأمعاء فالعدد أكثر بكثير، ولا يعرف حقيقة عددها إلا الذي خلقها، وقد قرر العلماء أن الغرام الواحد من براز الإنسان يحوي أكثر من مائة مليار جرثومة، وتتضاعف باستمرار، وغالبيتها العظمى ( 96-99%) من النوع اللاهوائي، الذي ينشط بغياب الأوكسجين.
فما الذي يمنع هذه الجراثيم من أن تأكل جسد صاحبها ..؟ ما دامت تنمو وتتكاثر وهي داخله..؟ وعلى ماذا تتغذى هذه الجيوش الجرارة إذن..؟ بل ما مبرر وجودها بهذه الأعداد الهائلة في الأمعاء ..؟! خاصة إذا علمنا أنها تحاول بكل ما تستطيع أن تصل إلى الدم، حيث الغذاء المفضل لديها..؟ ومن خلاله إلى جميع أجزاء الجسم..!! ولكنها لا تستطيع .. فلماذا ومن الذي يمنعها ؟
الله تبارك وتعالى الذي خلق هذه الميكروبات وبثها، قد خلق في جسم الإنسان جهازاً خاصاً، للدفاع عنه، وحمايته من الجراثيم وغيرها. وبث قواته في كل جزء من جسمه..! "لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ..." هذا الجهاز(الجيش) ينتظم في سلكه مليارات الأفراد من القوات، ولديه وسائل اتصال سلكية ولا سلكية، ويعمل ليل نهار، بطرق تكنولوجية دقيقة، تعجز عنها أعظم الجيوش البشرية.
ولولا فضل الله، ثم وجود القوى المناعية هذه على اختلاف أنواعها، لما صمد جسم الإنسان أمام هذا الكم الهائل، والأعداد الغفيرة، من الجراثيم، التي تعيش في أمعائه، وعلى جلده، ومجرى التنفس عنده، وتحيط به من كل جانب.
وقد خلق الله للإنسان في هذا الجهاز خطوطاً دفاعية، تعمل بنظام تكاملي، وبدقة متناهية، لا تتوقف لا ليلاً ولا نهاراً، فهي دائماً متيقظة، تعمل دون كلل أو ملل، لا تعرف إلا الإخلاص، والإتقان، والتفاني في خدمة صاحبها.
فالخط الدفاعي الأول، يتمثل بشكل رئيسي، في الجلد والأغشية المخاطية، وبعض المواد الكيماوية، الموجودة على الجلد، والدمع، والمواد المخاطية، والشعيرات الطاردة ... فإذا استطاعت بعض الجراثيم، التسلل إلى الداخل، فإن جيشاً من جنود خط الدفاع الثاني وخلاياه لها بالمرصاد. هذه الخلايا تصنع في نخاع العظم، وترسل إلى مراكز التدريب والإنضاج والتخصص، ثم ترسل إلى مواقع العمل في الجلد أو الأمعاء أو الرئتين.. وكل نوع له قدرات ومهارات، اكتسبها للقبض على الجراثيم المتسللة، وبلعها وقتلها، واستدعاء قوات إضافية عند الحاجة.
 
هذه الخلايا في الخط الثاني، منتشرة في كل مكان من جسم الإنسان، فكل ملم3 من دم الإنسان فيه حوالي عشرة آلاف خلية. وكل خلية عبارة عن جندي مسلح جاهز للعمل. وهذا الرقم يمكن أن يصبح عشرين ضعفاً، خلال ساعة واحدة، إذا ما داهمت الجراثيم الغازية الجسم، واستباحت حرمته، فتدوي صفارات الإنذار في الحال، ويحصل النفير العام، في كل أنحاء الجسم .
وأما الخط الثالث فهو اكثر دقة وتعقيداً، ويعمل في الوقت المناسب، بطريقة بديعة منسقة ودقيقة. وهو عبارة عن خلايا لمفية تسمى الخلايا البائية، وتصل إلى مائة مليون نوع، كل نوع قادر على إطلاق قذائف متخصصة، ضد الجراثيم الغازية. وتستطيع الخلية الواحدة أن تُطلق آلاف القذائف في الثانية، وهكذا تطلق الخلايا الليمفاوية مليارات المليارات من القذائف في الدم، تسمى الأجسام المضادة، تتولى مطاردة الميكروبات الغازية والقضاء عليها.
هذه الخطوط الدفاعية الثلاثة بما يساندها من وسائل كيماوية، واتصالات لا سلكية، تتعاون بطريقة تكاملية مذهلة، فكثرة أفرادها لا يعرقل عملها، بل يزيدها قوة ومنعة، ولديها من وسائل الاتصال الحديثة، والتنسيق العجيب، ومن القدرة على معرفة العدو من الصديق، إلى الحد الذي ما زال يحير الأطباء... "صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ".
هذه الجيوش الجرارة، من قوات جهاز المناعة، التي تعمل ليل نهار، لتحمى أجسامنا، يقابلها جيوش موازية من الميكروبات، التي تنتهز أي فرصة، يضعف بها جهاز المناعة، أو يغفل عن صاحبه، فتهجم عليه، وتؤذيه ولو قليلاً، ثم لا تلبث أن تندحر أمام قوات جهاز المناعة المختلفة، التي يتمتع بها الجسم.
وهكذا تستمر المناوشات الخفيفة والمتقطعة، ولكن بدون أصوات، وبصمت رهيب بين كر وفر، ليلاً ونهاراً دون أن تحس بذلك، رغم حصوله مئات المرات في جسمك يومياً. ودون أن تحسم المعركة من طرف ما، أو ينقض طرف منها على الآخر في معركة فاصلة... فلا يحدث هذا، ما دام الإنسان حياً، وفي وضعه الطبيعي من الصحة.
فالأمر أشبه ما يكون بمعاهدة صامته، غير مكتوبة، تحترمها كل الأطراف، فلا جهاز المناعة يقضي على عدوه بالضربة القاضية، ولا تهجم الجراثيم الغازية دفعة واحدة، لتقتل جهاز المناعة، ما دام الإنسان حياً... ولكن الأمر يتغير كلياً عندما يموت الإنسان..!!
فما الذي يحصل للإنسان عند الموت؟ وما الذي يتغير ...؟؟
كان قبل لحظة يتحرك، ويتكلم، فأصبح جثة هامدة لا حراك فيها .. كان يأكل ويشرب، بل يلعب ويبتسم، فأصبح جسداً هامداً كقطعة خشب..! يا إلهي ما الذي حصل..؟ ماذا فقد جسمه في طرفة عين حتى أصبح هكذا.. ؟! سبحان من قهر عباده بالموت ... !! وصدق الله العظيم إذ يقول: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ".
تناديه..!! تحاول إيقاظه بشتى الوسائل ... فلا مجيب..! لا فائدة لقد مات... مات... ماذا يعني ذلك...؟ خرجت روحه! ... ما هي الروح؟... لم نغادره لحظة، لم نر شيئاً يخرج...!!
نحن في عصر العلم، الذي قرَّب البعيد، وجعل العالم قرية صغيرة، واختصر الزمان، وجعل ما على سطح الأرض، وكثيراً من الكواكب أمام ناظريك، في لمح البصر، حيثما كنت، رغم هذا كله، ورغم تكرار حادثة الموت، ملايين بل مليارات المرات، إلا أن الإنسان سيبقى حائراً أمام معجزة الروح.. "وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا " ... هذه المعجزة التي ليست في مجال مدارك الإنسان، ولن تكون يوماً بحدود إمكاناته البشرية، مهما أوتي من علم ومعرفة وتكنولوجيا... وهكذا يتجلى العجز البشري الدائم، خاصة عندما تقرأ قول الله تبارك وتعالى " فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ".
فما أن تخرج الروح من الجسد، حتى تهجم عليه جيوش هائلة من الميكروبات، التي كانت تعيش قبل ذلك في فمه، وانفه، ومعدته وأمعائه، وعلى جلده، وبعد أيام تطول أو تقصر، يدب فيه التعفن والتحلل، فيتحول إلى هيكل عظمي، ثم يؤول هذا إلى زوال. ولولا هذه العملية الديناميكية لتحولت الأرض عبر السنين إلى كومة من الجثث الحيوانية والبشرية والنفايات والمخلفات ... ولكن شيئاً من ذلك لم ولن يحدث أبداً. إذ قضت سنة الله في هذا الكون، أن يعود كل شيء إلى أصوله … غازات … عناصر … تراب، فكما بدأ الإنسان يعود، تبعاً للحقيقة الخالدة التي قررها الله  تبارك وتعالى في قرآنه الكريم، من فوق سبع سماوات، بقولـه: " كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين" وكما ذكر في محكم كتابه: "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى
ترى ما الذي حدث بعد خروج الروح من الجسد..؟ ببساطة شديدة لقد تهدمت بالموت خطوط الدفاع الحية، التي تقف مع الجسم في حياته ضد غزو الميكروبات، إذ لولا هذه الخطوط العظيمة لفتكت به الجراثيم من قبل، ولما قامت له قائمة. فهذه الخطوط الدفاعية هي بمثابة الحفظة والحرس المتيقظ، يحميه من بلاء حقيقي يتربص به في كل آن وحين. ولكن بالموت ينهدم طرف كامل من أطراف المعاهدة، فلا يبقى ما يقف أمام الطرف الثاني، فينطلق ويفتك بالجسم ويعيث فيه فسادا،ً ولهذا عرَّف العلماء الموت، بأنه التوقف الكامل لعمل جهاز المناعة وقواته.
فكما بدأ الإنسان ..يعود ..سبحان الله ،هذه هى القاعدة الخالدة والسنة الربانية ..فى هذه الحياة التى تحكم جميع المخلوقات ..وخاصة أكرمها وهو الإنسان.
فكل إنسان مهما كانت حياته منعمة .. ومهما قدمت له من عيش رغيد .. ومن فرص الراحة و الصحة و العناية ..إلّا أنّ الموت آتيه لا محالة .... ومهما كانت منزلته فى الدنيا ..فقيرا أو غنيا ..صغيرا أو كبيرا.. أبيضا أو أسودا ذكرا أو أنثى ،فنهايته إلى الحفرة الصغيرة ..إلى هذا القبر ..بيت الدود.
إن سنة الله فى الكون ماضية إلى يوم القيامة .. لا يُعطلها ولا يُحولها إلا الذى وضعها متى شاء .. و لمن شاء .. و كيفما شاء..، رفعت الأقلام .. و جفت الصحف ،فكل شئ بيده سبحانه ..يُقلب الأمور كيفما يشاء .... والميكروبات من جنوده .. وطاعتها لخالقها كاملة، ففى موقع معين يُرسلها على فطرتها لتقوم بعملها .. وتنفذ أمر ربها ،وفى موقع آخر .. يسحب الله هذه الإمكانية منها .. و يأمرها بعدم القيام بالذى تقوم به فى العادة..
والميكروبات من جنود الله المطيعة ..التى تشهد  بصمت على كرامات أنبياء الله والشهداء الخُلص،فلا تُحلل أجسامهم .. رغم تواجدها فيهم كغيرهم من البشر، ورغم أنهم يُدفنون فى الأرض وفيها ما لا يُحصى من الجراثيم، فهذه السنة الكونية فى تحليل الأجساد .. يُستثنى منها الأنبياء الكرام ومن صحت شهادته من عباد الله المخلصين.
وصدق رسول الله  صل الله عليه و سلم" إن أفضل أيامكم يوم الجمعة .. فيه خُلق آدم .. وفيه قُبض .. وفيه النفخة .. و فيه الصعقة .فأكثروا من الصلاة فيه .. فإن صلاتكم معروضة عليّ ..قالوا :يا رسول الله و كيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمتَ ؟ يقولون بليت .. فقال : إن الله عز و جل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المعاهدة الصامتة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  من حلف بغداد إلى المعاهدة الأمريكية
» المعاهدة التي أصبحت عبئا سياسيا
»  مشروع المعاهدة البريطانية مع الشريف حسين (*)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: