منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  توظيف أوسلو... ملامح ومعالم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 توظيف أوسلو... ملامح ومعالم Empty
مُساهمةموضوع: توظيف أوسلو... ملامح ومعالم    توظيف أوسلو... ملامح ومعالم Emptyالخميس 19 أكتوبر 2017, 8:16 am

توظيف أوسلو... ملامح ومعالم

نص اتفاق أوسلو على قيام دولة فلسطينية فأين الدولة، وأين ملامحها ومعالمها، قال أوسلو بإنشاء سلطة وطنية فلسطينية فماذا تبقى من هذه السلطة التي أفضت لاقتتالنا وانقسامنا واعتقال الفلسطيني للفلسطيني، خرجنا من اتفاق أوسلو بمطار غزة الدولي فأين ذهب المطار، ولماذا لم تُحاسب إسرائيل على تدميره وهي وغيرها يعلمون أنه مطار مدني، وأين الميناء الذي شرعنا في بنائه ووضعنا قواعده ثم انتظرنا أن تسمح لنا إسرائيل بإدخال الإسمنت الخاص بأساسات الميناء؟ 

إن إجابة سؤال هل نجحنا في توظيف أوسلو سيختلف باختلاف من يريد الإجابة، ستجد فلسطينياً يرى أن اتفاق أوسلو كان إنجازاً وترتبت عليه مجموعة إنجازات، وستجد فلسطينياً آخر يرى في أوسلو نفقاً مظلماً وفخاً ضيع القضية والأرض والإنسان، هذا الاختلاف حد التناقض لم نستطع تجاوزه حتى اللحظة، ولم نجب على السؤال الفلسطيني ماذا نريد وكيف لنا أن نحققه؟ هل نريد البقاء في أوسلو أم الخروج عنه ومنه؟ 

هل نجحنا في إجبار إسرائيل على الالتزام بكل ما جاء في الاتفاق وعدم الخروج عنه والتنكر له، هل كان رعاة السلام عند تعهداتهم والتزاماتهم؟ هل أبقينا على الظهير العربي الداعم والمساند لنا، هل أبقينا بنادقنا كضمانة للتنفيذ؟ عندما انسحبت إسرائيل من قطاع غزة صيف عام 2005 هل انسحبت وفق ما جاء في أوسلو أم أنها انسحبت مجبرة؟ وعندما انسحبت هل نجحنا في توظيف الانسحاب؟ هل استفدنا من أرض المحررات التي انسحبت منها إسرائيل؟ لماذا اقتتلنا بعد عام ونصف من انسحاب إسرائيل ولماذا غلبنا خلافاتنا واختلافاتنا على مواجهة إسرائيل والاشتباك معها؟ 

"
ضاعت كل الفرص وبقينا حتى الساعة نراوح مكاننا ما بين مؤيد لاتفاق أوسلو وما بين معارض له ولم نستطع إيجاد منطقة وسط يمكننا الوقف عليها

" هذه التساؤلات هي رواية فلسطينية ووجهة نظر فلسطينية تقابلها رواية أخرى مختلفة ترى أن اتفاق أوسلو وضع القضية الفلسطينية على الطريق وعلى المسار، وبفضله أصبحت فلسطين كياناً معترفاً به ولها حضورها في المحافل الدولية وأصبحت عضوا في مجموعة منظمات دولية. وما بين هذه وتلك تشكلت وجهة نظر فلسطينية أخرى لها أدبيات وممارسات أخرى مختلفة لم تر في أوسلو شراً مطلقاً أو خيراً مطلقاً، لكنها تقدمت صوب خيار ثالث هو كشف إسرائيل وحصارها ومقاطعتها. 

نجحنا كفلسطينيين أن نحرج إسرائيل، نجحنا في إخراج القضية من قضية إنسانية إلى قضية سياسية وقضية تحرر، إلى حد ما، استمع العالم لصوتنا استطعنا أن نجرم إسرائيل، والأهم أننا استطعنا أن نوصل جرائم إسرائيل وممارساتها للعالم، حتى باتت هناك مقاطعة كبيرة سياسية واقتصادية وأكاديمية عالمية لإسرائيل، وأصبح هناك متضامنون ومتعاطفون مع فلسطين، استطعنا تغيير صورة الفلسطيني الإرهابي إلى الفلسطيني الضحية إلى الفلسطيني صاحب الحق كل الحق بدلا مما كانت تفعله إسرائيل وتروج له. 

قراءة الفلسطينيين لإجابة السؤال هل نجحنا في توظيف اتفاق أوسلو؟ المؤيدون يرون أن الاتفاق نواة الدولة الفلسطينية ويرون أن الوقوف على أي شبر من أرض فلسطين هو إنجاز في حد ذاته، في المقابل يرى المعارضون أن نشأة السلطة في ظل وجود الاحتلال هو فخ ونفق وسيئ كله، وأننا بتنا حكما ذاتيا أو إدارة لإدارة ما يريده الاحتلال ويطلبه. 

"
قد لا نكون نجحنا كفلسطينيين في توظيف اتفاق أوسلو سياسيا وحصاد كل ما فيه، لكننا وضعنا إسرائيل في موقعها وباتت لأول مرة إسرائيل في دائرة الاتهام،

" هكذا ضاعت كل الفرص وبقينا حتى الساعة نراوح مكاننا ما بين مؤيد للاتفاق وما بين معارض ولم نستطع إيجاد منطقة وسط يمكننا الوقف عليها. لم يستمر الوقوف طويلا، فالحاجة أم الاختراعات، وعليه استحدث فريق فلسطيني ثالث ما كنت قد أشرت إليه، استحدث مخاطبة العالم. ووضع فلسطين على الخريطة، بعدما قدمها أوسلو وأجبر العالم على الاعتراف بها وقد كانت هذه الخطوة أهم محددات هذا الفريق. أننا ندافع عن قضية ونحضرها بعدما اعترف العالم بها وأقرها وبعدما غلبنا السلام ووقعنا اتفاق أوسلو وقمنا بكل ما علينا في حين تملصت إسرائيل من كل ما عليها، التقط هذا الفريق هذا كله ووضع العالم أمام واجباته والتزاماته تجاه قضية فلسطين. 

التقطت هذه القراءة الفلسطينية لرواية أوسلو الطريق إلى العالم اتجهت لوضع القضية الفلسطينية على المسار الدولي، ونجحت في إخراج القضية الفلسطينية من القمقم فأصبحت القضية الفلسطينية حاضرة دوليا وبدأت البوصلة تشير إليها وتستدير نحوها، أصبح العالم يعرف ماذا تعني المستوطنات أصبح هناك أناس مهتمون بمعرفة البضائع الإسرائيلية وتمييزها عن البضائع الفلسطينية أصبح هناك ثقافة زرعت أو صنعت في الأرض المحتلة. 

قد لا نكون نجحنا كفلسطينيين في توظيف اتفاق أوسلو سياسيا وحصاد كل ما فيه، لكننا وضعنا إسرائيل في موقعها وباتت لأول مرة إسرائيل في دائرة الاتهام، وبات الفلسطينيون في دائرة الدفاع وتفهم العالم أن الفلسطينيين إذا شعروا بأنه لا مستقبل لهم فإنهم مجبرون على اليأس أو الذهاب للعنف، وإذا ذهبوا لا يلومهم أحد، هذا أحد التوصيفات التي تحدثت بها وزيرة الخارجية السويدية مارغوت والستورم، وأصبح العالم يقارن أفعال إسرائيل بأفعال داعش، بل وصل الأمر إلى حد تشبيه ممارسات إسرائيل بممارسات داعش. بدأت إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة والضفة الغربية تشعر بالحصار وبالعزلة وتغيرت صورتها وتبدلت سمعتها وبات قادتها وضباطها مطلوبون في عدة عواصم ومحظور عليهم السفر إليها؛ وقد اضطرت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إلى الهروب من بريطانيا عقب حرب عام 2014. 

"
لم تقدم الأمم المتحدة على مستوى الفعل شيئا يذكر للقضية الفلسطينية وبقيت قراراتها وقرارات مجلس الأمن حبيسة الأرشيف والأدراج، لكنها لم تعط إسرائيل الضوء الأخضر والشرعية القانونية والغطاء لتفعل ما تريد فعله في فلسطين

" لم تقدم الأمم المتحدة على مستوى الفعل شيئا يذكر للقضية الفلسطينية وبقيت قراراتها وقرارات مجلس الأمن حبيسة الأرشيف والأدراج، لكنها لم تعط إسرائيل الضوء الأخضر والشرعية القانونية والغطاء لتفعل ما تريد فعله في فلسطين، وأنصفت الحق الفلسطيني ولو متأخرا عندما قالت إنه لا علاقة لليهود بالمسجد الأقصى، هذا النجاح وهذا الانتصار الدولي والعالمي ومن على منبر منظمة التربية والعلم والثقافة كان نصرا وما زال بإمكاننا الانتصار على إسرائيل في المحافل والمواقع التي تقدمت فيها علينا والحرب سجال. 

كي ننجح في توظيف اتفاق أوسلو يجب أن تتوحد رؤيتنا وروايتنا وأن نتوقف عن التصورات المشوشة وأن نخاطب العالم باللغة التي يفهمها من دون أن نسقط خيار المقاومة من حساباتنا، لكن من دون الاستغراق فيه أيضاً ووضع كل الرهانات عليه، ولا يمكننا التعويل أيضاً على أن اتفاق سلام أو تسوية مع إسرائيل كفيل بإعطائنا كل حقوقنا، دون أن يكون العالم معنا، وما بين هذا وذاك يجب أن تتحمل إسرائيل وتحاسب على كل جرائمها بحق فلسطين الشعب والأرض والقضية. 

إننا نشتكي كفلسطينيين أن العالم يدير لنا ظهره ويدعم إسرائيل الآن بإمكاننا الذهاب لهذا العالم ومناداته ليقف معنا وبجانبنا بعدما شاهد بعينه جرائم إسرائيل، هذا هو ما يجب أن نوظفه ونستفيد منه وأظننا قد نجحنا ولحد بعيد فيه وهو المجال الذي حققنا فيه جولات على حساب إسرائيل التي تتفوق علينا عسكريا، هكذا نستفيد وهكذا يمكننا أن ننجح في توظيف اتفاق أوسلو وكل الاتفاقيات. ربما لن تدفع هذه الأحداث المتراكمة إسرائيل إلى الركوع أمام المطالب الفلسطينية الآن، ولكنها ستشكل مرتكزًا حيويًّا في مراكمة الإنجازات التي يمكن البناء عليها مستقبلًا وستؤثر على القرارات الإسرائيلية الاستراتيجية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 توظيف أوسلو... ملامح ومعالم Empty
مُساهمةموضوع: رد: توظيف أوسلو... ملامح ومعالم    توظيف أوسلو... ملامح ومعالم Emptyالخميس 19 أكتوبر 2017, 8:17 am

أوسلو بين تلاشي "فتح" وتقدم "حماس"
عبدالله أحمد

نجحت حركة "فتح" منذ انطلاقتها مطلع العام 1965 في التقدم صوب المشهد السياسي الثوري والنضالي الفلسطيني، ورغم حداثة النشأة آنذاك إلا أنها قادت الحركة الوطنية الفلسطينية واستطاعت أن تكون رأس الحربة في المشهد ثم استدارت لتقود منظمة التحرير الفلسطينية، وأصبحت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" المُعبر عن الحالة الفلسطينية ولم يعد ممكنا الحديث عن القضية الفلسطينية دون الحديث عن فتح، ولا سيما وقد جمع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بين رئاسة منظمة التحرير وبين قيادة حركة فتح.
وفرّ البعد التنظيمي الذي تبنته حركة فتح كحركة جماهيرية أريحية في القدرة على تبني والتماهي مع تطلعات الشارع الفلسطيني صوب الثورة والحرية والاستقلال، كانت فتح حالة متفردة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية هذا التفرد وتلك الجماهيرية هما ما جعل فتح توصف "بأم الجماهير" رغم ما تشمله الحالة الفلسطينية من مكونات أخرى موازية لكنها كلها مجتمعة لم تستطع إنتاج الحالة الفتحاوية حتى تم الوقوع في شرك أو فخ أوسلو.
"
تماهت فتح مع الجماهير واستطاعت أن تعبر عن الحالة الفلسطينية كلها وجمعت حولها ودارت معها في فلك منظمة التحرير الفلسطينية فصائل كثيرة، وقدمت فتح سيرة ومسيرة نضالية وثورية وعمليات فدائية يصعب حصرها والإتيان عليها كلها، لكنها تلاشت أو تكاد

"
تماهت فتح مع الجماهير واستطاعت أن تعبر عن الحالة الفلسطينية كلها وجمعت حولها ودارت معها في فلك منظمة التحرير الفلسطينية فصائل كثيرة، وقدمت فتح سيرة ومسيرة نضالية وثورية وعمليات فدائية يصعب حصرها والإتيان عليها كلها، لكنها تلاشت أو تكاد، بمعنى لم تستطع فتح الحفاظ على موقعها في قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية. بدا ذلك وتجلى عقب توقيع اتفاق أوسلو أولا، وأثناء انتفاضة الأقصى ثانيا وانتهى بفوز حركة حماس بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الثانية.
استغرقت فتح في قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية وتماهت تماما مع منظمة التحرير الفلسطينية حتى بدا أن هناك خلطا غير مقصود ما بين فتح والمنظمة، وقد حدث أن البعض لم يعد يفرق بين المنظمة التي تتكون من مجموعة فصائل فلسطينية وبين حركة فتح كحركة تحرير وطني فلسطيني لها هياكلها ومبادئها ومواثيقها وقياداتها، وبين منظمة التحرير الفلسطينية، بقيت فتح على ذلك وأبقت على موقعها حتى استدارت منظمة التحرير الفلسطينية "برئاسة عرفات وقيادات فتح" لتغليب الخيار السياسي أو خيار التسوية، حينها لم يكن ممكنا فصل العلاقة بين فتح والمنظمة، مثلما هو حال إجابة السؤال الآن ترى من ذهب بمن نحو أوسلو المنظمة ذهبت بفتح أم فتح ذهبت بالمنظمة؟.
كان الذهاب إلى أوسلو فلسطينيا أشبه بالقفز من الكفاح المسلح والخطاب الثوري والاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي، إلى التسوية والسلام والمفاوضات والمباحثات، كان ذلك يحدث على وقع الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي قدمت فيها فتح وتقدمت أيضا. هذه مفارقة. عندما ذهبت القاعدة الجماهيرية للانتفاضة والاشتباك مع الاحتلال قررت فتح الذهاب صوب التسوية وبدون مقدمات. وتدرج الأمر حتى تحولت فتح من حركة تحرر وطني فلسطيني إلى حزب حاكم يقود السلطة الفلسطينية، نجحت فتح سابقا في استثمار موقعها في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وتحملت كل التبعات، لكنها عندما تقدمت لتقود السلطة الفلسطينية لم يكن بمقدورها تحمل تبعات هذا الموقع لأن المتغيرات التي تبلورت عقب اتفاق أوسلو فلسطينيا وعربيا وإقليميا ودوليا اختلفت تماما والموقع في قيادة المنظمة استحقاقاته مختلفة تماما عن الموقع في قيادة السلطة الفلسطينية.
 كان الموقع في المنظمة حالة نضالية ثورية لكن التموضع في سلطة فلسطينية أفضى لتحمل كل أخطاء هذه السلطة وتجاوزاتها. لا سيما عندما اصطدمت هذه السلطة بالمقاومة الفلسطينية، وتحولت فتح من حركة تحرر إلى نظام سياسي أحد مقوماته منع الاشتباك مع إسرائيل، هكذا تحولت العلاقات الفلسطينية من علاقات تنافسية نضالية ثورية تتسابق في أيهما يسجل سجل عمليات عسكرية أكبر إلى علاقات شبه رسمية في نظام سياسي لم يكن مكتمل الأركان، وباتت العلاقة بين فتح كتيار وطني وحركة حماس كتيار إسلامي كأي علاقة سياسية في الأنظمة العربية، كانت فتح تعبر عن السلطة وحماس تمثل المعارضة.
"
تمددت تبعات أوسلو واستغرقت فتح في المخرجات وتموضعت في السلطة وباتت الحزب الحاكم المطلوب منه تحمل كل تبعات الإخفاق

"
تمددت تبعات أوسلو واستغرقت فتح في المخرجات وتموضعت في السلطة وباتت الحزب الحاكم المطلوب منه تحمل كل تبعات الإخفاق. لم يكن موقع فتح في قيادة السلطة كما كان موقعها في قيادة المنظمة، كان التموضع في السلطة مغريا ومكلفا ومتطلباته كبيرة ولم تكن فتح تمتلك كل الإجابات والاستحقاقات، اصطدام فتح بواقع ما بعد أوسلو والصدام الذي حدث بين السلطة التي تقودها فتح وبين حركة حماس تجاوز الوصف بكونه علاقة سلطة بمعارضة، تبلورت حالة جديدة هي علاقة الندية والبدلية. انتقلت حماس من مواجهة فتح إلى فرصة أن تكون بديلا عنها، وعليه التقطت حماس فرصة التقدم صوب المشهد الفلسطيني فشكلت حالة فلسطينية رافضة لاتفاق أوسلو وقدمت خطابا استقى مفرداته من ممارسات السلطة أولا ومن إخفاقات أوسلو وتعثراته ثانيا ومن تسويف إسرائيل وتنكرها ثالثا.
لم تكتف حماس بتقديم خطاب سياسي بديل للمنظمة ولفتح وللسلطة، أو خطاب يتوقف عند حدود انتقاد أوسلو، لكنها تقدمت صوب الممارسة أيضا فاستحضرت العمليات العسكرية واستحدثت العمليات الاستشهادية، واستعادت الحالة الثورية النضالية التي تطلب اتفاق أوسلو نبذها وتجاوزها وإلغاء موادها من الميثاق الوطني الفلسطيني، وتقاطعت هذه التطلعات لدى حركة حماس مع ممارسات السلطة الفلسطينية، تلك الممارسات التي كانت موضع استهجان واستغراب لدى الشارع الفلسطيني المنحاز للمقاومة وللاشتباك مع العدو.
"
لم تكتف حماس بتقديم خطاب سياسي بديل للمنظمة ولفتح وللسلطة، أو خطاب يتوقف عند حدود انتقاد أوسلو، لكنها تقدمت صوب الممارسة أيضا فاستحضرت العمليات العسكرية واستحدثت العمليات الاستشهادية،

"
عندما استشعرت السلطة بقيادة فتح تقدم حماس صوب المشهد حاولت استدراك الأمر لكن الوقت لم يكن في صالحها، كان استدراكا متأخرا جدا، كانت حماس قد تقدمت كثيرا صوب المشهد. وعندما اندلعت انتفاضة الأقصى العام 2000 بدت حماس وكأنها كانت تتحضر لهذه اللحظة وتنظرها، في حين لم تنجو فتح من استحقاقات أوسلو ومن استحقاقات كونها حزب السلطة، ولم يكن ممكنا لها الجمع بين السلطة وبين المقاومة، وكان الرد الإسرائيلي عقب كل عملية عسكرية يستهدف مقدرات السلطة ومقراتها وإمكاناتها. وبات مطلوبا من فتح أن تتحمل تبعات عمليات حماس أيضا لا أن تتحمل موقعها في السلطة كحزب حاكم فقط.
بدت حماس كحركة أكثر تنظيما وأكثر حضورا سياسيا وجماهيريا واجتماعيا من فتح. حضرت وحلت في المواقع التي غابت عنها السلطة ودورها ووظيفتها. غلب على السلطة نوع من التراخي الاجتماعي لحساب القبضة الأمنية، لم يكن مطلوبا من حماس أن تتحمل أية أعباء اجتماعية أو اقتصادية لكنها نجحت في توظيف ذلك. شكلت حماس حالة خدمية وإغاثة بامتياز، وفي الوقت الذي تعددت فيه أجنحة فتح العسكرية بدت حماس أكثر وحدة وأكثر انضباط، وتجلت معالم ذلك سياسيا أيضا وليست عسكريا فقط عندما تحولت حماس للعمل السياسي الرسمي وأبدت نيتها المشاركة في الانتخابات التشريعية الثانية العام 2006، هذه الانتخابات التي فازت بها حماس بالأغلبية وانتقلت من خارج النظام السياسي الفلسطيني إلى عمقه، وانتزعت من فتح حزب السلطة الأغلبية وكانت هذه النتيجة أبرز معالم وملامح كيف أفضى اتفاق أوسلو لتلاشي حركة فتح من المشهد مقابل تقدم حركة حماس.
وأختتم بشاهد من شواهد القدرة على التوظيف السياسي لدى حركة حماس ورد في بيانها الصادر هذا الشهر بمناسبة مرور 24 عاما على اتفاق أوسلو والذي تقول فيه "أربعة وعشرون عاماً تمر وما يزال شعبنا الفلسطيني المجاهد يدفع فاتورة الذل التي وقّعت عليها منظمة التحرير الفلسطيني في أوسلو بتاريخ 13 سبتمبر/ أيلول 1993، ذلك الاتفاق المشؤوم والذي عرف بإعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي الهزيل؛ حيث كان سقوطاً كبيراً في مستنقع التنازلات وبداية المنحنى بالتفريط في حقوقنا الوطنية الثابتة). ثم تضيف في موضع آخر في البيان (إن اتفاق أوسلو خنق الشعب الفلسطيني وضرب عليه حصاراً مالياً وتجارياً وتُوج بحصار سياسي ظالم، فسمح لدولة الاحتلال بالسيطرة على اقتصادنا ومواردنا الطبيعية والتدخل بشكل سافر في تفاصيل حياتنا اليومية والمعيشية من خلال ملحق اتفاق باريس الاقتصادي). تغير موقع حماس من المعارضة إلي عمق النظام ومن رفض الانتخابات إلى المشاركة فيها، ولم يتغير خطابها من أوسلو. في حين أن فتح التي تحملت كل التبعات والتداعيات وخرجت من النظام السياسي لم تغير خطابها من أوسلو! ترى ماذا لو لم تدخل فتح أوسلو هل كان سيتلاشى حضورها وتتقدم حماس على حسابها. وماذا لو قررت كل من فتح وحماس الذهاب لأوسلو معا أو الذهاب للمقاومة معا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 توظيف أوسلو... ملامح ومعالم Empty
مُساهمةموضوع: رد: توظيف أوسلو... ملامح ومعالم    توظيف أوسلو... ملامح ومعالم Emptyالخميس 19 أكتوبر 2017, 8:17 am

تأثيرات الانقسام على مشروع المقاومة ومسار المفاوضات
حسام أحمد

منذ نشأتها شكّلت منظمة التحرير الفلسطينية إطاراً جامعاً للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وعبرت عن تنوعه الطائفي والديني، وحملت همومه وطموحاته في التحرير والعودة وتقرير المصير، فاكتسبت بذلك تمثيلاً سياسياً حقيقياً، لا منازع له ولا اختلاف عليه في الساحة السياسية، حتى بدأت تلوح في الأفق بوادر التحوّل السياسي نحو التفاوض مع العدو، فالشعب الفلسطيني الذي يجمع على التمسّك بحقه في التحرير والعودة وتقرير المصير لا يقبل التنازل عن حقوقه أو التفاوض عليها مع أعدائه الذين منحوا المنظمة اعترافاً تمثيلياً لغاية إجراء المفاوضات التي انتهت بالمنظمة إلى تهميش دورها وانحساره في زاوية التوظيف السياسي لشرعنة العملية التفاوضية. 
بعدما أصبح الانقسام على الساحة الفلسطينية هو سيد الموقف، بدأ الجميع يدرك أهمية استعادة دور منظمة التحرير كإطار جامع للكل الفلسطيني ينتظم في أروقتها مشروعهم السياسي الجامع، كي يضبط إيقاع تحركاتهم السياسية في الساحات المحلية والإقليمية والدولية وعلى كافة المستويات بإيقاع واحد تتضافر معه كل الجهود نحو التحرّر واستعادة الحقوق. 
"
بدأ الجميع يدرك أهمية استعادة دور منظمة التحرير كإطار جامع للكل الفلسطيني 

"
كان من الممكن لولا اختلاف النوايا لدى الأطراف على الساحة السياسية الفلسطينية وحجم التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الفلسطيني أن تشكّل نتائج انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 مدخلاً لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، فالنظام الفلسطيني يعتبر الفائزين بمقاعد المجلس التشريعي أعضاء طبيعيين في المجلس الوطني ويمثّلون الضفة الغربية وقطاع غزة، وتوقّف الأمر على قيام رئيس منظمة التحرير الفلسطينية بالدعوة إلى عقد اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني حتى تصبح حماس ممثلة في عضوية المجلس الوطني وعلى طريق الدخول الكامل في منظمة التحرير كمقدمة لإعادة الاعتبار للمنظمة التي غيّبت بتوقيع اتفاقية أوسلو عن الشأن الفلسطيني.

 
الجهات التي سعت إلى جذب حركة حماس باعتبارها أكبر فصيل يقود المقاومة المسلحة على الساحة الفلسطينية للانتخابات البرلمانية كانت تهدف إلى إقحام حماس في مسار المفاوضات وليس إدخالها إلى منظمة التحرير، بما يهدد في المستقبل القريب مستقبل مسار المفاوضات في حال تم تفعيل مؤسسات منظمة التحرير وتغيّرت شخوصها الراهنة التي أكل الزمان عليها وشرب.
الآن تقف القضية الفلسطينية على مفترق طرق؛ إما مقاومة "حتى النصر" غير المقبول إقليمياً أو دولياً، أو حتى آخر قطرة دم لآخر مواطن غزي "أو الشهادة"، وإما مفاوضات ماراثونية دون تحقيق أية نتائج، يستثمرها العدو للتغطية على عملياته العدوانية المستمرة التي تطاول كل شيء على ثرى الوطن من إنسان أو أرض أو ممتلكات. فخيار المقاومة يتمتع بحاضنة شعبية لا أحد يدرى إلى أي مدى يمكن الرهان على صمودها، وفي ذات الوقت محروم من الحاضنة الوطنية نتيجة وجود الانقسام على الساحة الفلسطينية من جهة وفقدان البوصلة من جهة أخرى، ومحروم من الحاضنة العربية نتيجة توقيع الاتفاقيات السياسة مع الكيان الصهيوني (كامب ديفيد، وأوسلو، ووادي عربة) والتعاون الأمني السري الذي بدأ يأخذ الشكل العلني في الزيارات المكشوفة لقادة الأجهزة الأمنية العربية للكيان الصهيوني، فتضافر غياب هذه الحاضنات مجهضةً كل نجاحات المقاومة الفلسطينية التي أذلت الجيش الصهيوني في ثلاث معارك بذلت فيها غزة المحاصرة من التضحيات والصمود ما تعجز عنه كثير من الدول.

 
"
انتهى المطاف بأصحاب مسار المفاوضات إلى الإهمال من جانب الشريك التفاوضي

"
في المقابل، انتهى المطاف بأصحاب مسار المفاوضات إلى الإهمال من جانب الشريك التفاوضي (إسرائيل) والانزواء في زاوية المطالب الشخصية المرتبطة بالتنقل والحركة وتسيير الحياة اليومية وترك الباب للعزل من أبناء الشعب الفلسطيني للتصدي لجدار الفصل العنصري في مناطق محدودة تسمح بها إجراءات التنسيق الأمني والدوريات المشتركة، وترك الباب مفتوحاً للتمدد الاستيطاني يتحرّك بثبات ليلتهم الأراضي المفترض أن تكون يوماً ما الدولة الفلسطينية كنتيجة للمفاوضات والاتفاقات، وتركت أيدي الجيش الصهيوني تطاول كل من تريد من خلال المطاردات الساخنة، ونصب الحواجز العسكرية الطيارة والثابتة التي بلغت ما يزيد عن ستمئة حاجز عسكري فصلت بين المدن والقرى الفلسطينية، ليكتشف الشعب الفلسطيني أن مسار المفاوضات كان في عقل القادة الصهاينة فقط بهدف التوظيف الأمني لقوى الأمن الفلسطينية لاستنزاف قوتها وقدراتها في معارك توفر للاحتلال الأمن والحماية، ليبقى الاحتلال الصهيوني أقل تكلفة وأرخص احتلال، ولتمزيق الحالة الفلسطينية واستنزافها في معارك جانبية ولتعطيل المسعى الوطني نحو الوحدة والاتفاق على مشروع سياسي جامع يهدف إلى اقتلاع الاحتلال ويفتح باب العودة للشعب الفلسطيني لتحقيق الاستقلال الوطني على أرضه.
لم يبق أمام الشعب الفلسطيني وفصائله إلا طريق واحد، هو طريق الوحدة؛ وحدة المشروع السياسي الجامع الذي يأخذ في الاعتبار كل التباينات على الساحة المحلية والإقليمية والدولية ويضع نصب عينيه مصالح الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة وتقرير المصير، فالشعب الفلسطيني الذي يعتزّ بتنوعه الديني، ويعتز بحمايته لنسيجه الوطني عبر مختلف المحطات التاريخية منذ مئات السنين، ويعتز بثباته وصموده منذ ما يقرب على المائة عام من الصمود والجهاد والنضال قدم خلالها عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الألوف من الجرحى وأكثر من مليون أسير، قادر بإذن الله على تجاوز هذه الحالة من الانقسام، وقادر كذلك على تفويت الفرصة على أعدائه في تجاوز حقوقه ومكتسباته، وقادر على إعادة صياغة مشروعه الوطني من جديد، آخذاً في الاعتبار كل التباينات على الساحة الوطنية والدولية ليسهم بشكل فاعل في تهيئة الظروف المواتية لنيل حريته واستقلاله.
(باحث في الشأن السياسي الفلسطيني)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
توظيف أوسلو... ملامح ومعالم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  عريقات يكشف ملامح خطة التسوية الأمريكية الجديدة
» ملامح من احتفاء المسلمين برمضان
» رسم ملامح مستقبل التلفزيون والألعاب
» أبو عبيدة.. رجل بلا ملامح يقود الحرب النفسية من خلف الكوفية
» خمس قضايا شكلت ملامح الشرق الأوسط في 2016

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: